You are on page 1of 50

‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫مختصر عقيدة أهل السنة‬


‫والجماعة‬

‫تببأليف الشببيخ‪ :‬محمببد بببن‬


‫إبراهيم الحمد‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫المقدمة‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصببلة والسببلم علببى‬
‫رسول الله أما بعد‪:‬‬
‫فلقببد يسببر اللببه أن كتبببت كتابببا ً‬
‫بعنوان‪:‬‬
‫=عقيدة أهل السنة والجماعة‬
‫مفهومها _ خصائصها _ خصائص‬
‫أهلها‪+‬‬
‫وقببد حظببي ذلببك الكتبباب بتقريببظ‬
‫سماحة الشيخ عبدالعزيز بببن عبببدالله‬
‫ابن باز ×‪.‬‬
‫وقببد جبباء ذلببك الكتبباب فببي مجلببد‪،‬‬
‫وطبع عببدة مببرات‪ ،‬ولقببي قبببول ً وللببه‬
‫الحمد‪.‬‬
‫ولهببذا رأت بعببض الجهببات الخيريببة‬
‫اختصار ذلك الكتبباب؛ ليتسببنى طبعببه‪،‬‬
‫وتببوزيعه علببى نطبباق أكبببر؛ فكببان أن‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫اختصر في هذه الرسالة الببتي جبباءت‬


‫حاملة العنوان التالي‪:‬‬
‫=مختصر عقيدة أهسسل السسسنة‬
‫والجماعسسسسسسسسسة‪ :‬المفهسسسسسسسسسوم‬
‫والخصائص‪+‬‬
‫وقد حذف مببن هببذه الرسببالة أكببثر‬
‫الحواشببي والهببوامش‪ ،‬والتفصببيلت؛‬
‫فمن أراد السببتزادة فليراجببع الصببل‪،‬‬
‫والله المستعان وعليه التكلن‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‪.‬‬
‫محمد بن إبراهيم‬
‫الحمد‬
‫الزلفي‪ :‬ص‪.‬ب‪:‬‬
‫‪460‬‬
‫‪www.toislam.net‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫مقدمة سماحة الشيخ عبدالعزيز‬


‫بن باز لصل الكتاب‬
‫الحمد لله وحببده والصببلة والسببلم‬
‫على من ل نبي بعده نبينا محمببد وآلببه‬
‫وصحبه أما بعد‪:‬‬
‫فقببد اطلعببت علببى مببا كتبببه أخونببا‬
‫الكريم صاحب الفضيلة الشببيخ محمببد‬
‫بن إبراهيم الحمد في بيان عقيدة أهل‬
‫السنة والجماعة‪ ،‬وما خصببهم اللببه بببه‬
‫مببن العلببم النببافع والعمببل الصببالح‬
‫والخصال الحميدة‪ ،‬والخلق الكريمببة‪،‬‬
‫وقببد سببماه‪= :‬عقيببدة أهببل السببنة‬
‫والجماعببببة مفهومهببببا_خصائصببببها_‬
‫خصببائص أهلهببا‪ +‬فببألفيته كتاب با ً قيم با ً‬
‫ومفيدا ً وموضببحا ً لعقيببدة أهببل السببنة‬
‫والجماعة وأخلقهم؛ فجزاه الله خيببرا ً‬
‫وضاعف مثوبته وزادنا وإياه من العلببم‬
‫النافع والعمل الصالح‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫وإنببي أنصببح كببل مببن اطلببع عليببه‬


‫بقراءته والستفادة منه لعظببم فببائدته‬
‫وشرحه لحوال أهل السنة‪.‬‬
‫واللببه المسببؤول أن يوفقنببا وجميببع‬
‫المسبببلمين للعمبببل النبببافع والعمبببل‬
‫الصببببببالح وأن يصببببببلح ولة أمببببببر‬
‫المسلمين‪ ،‬ويمنحهم الفقه في الدين‪،‬‬
‫وأن يعيذ الجميع مببن مضببلت الفتببن؛‬
‫إنببه سببمع قريببب وصببلى اللببه وسببلم‬
‫على نبينا محمد وآله وصحبه‪.‬‬
‫حرر في ‪1415 /11 /9‬هب‬

‫عبدالعزيز بن عبدالله بن باز‬


‫مفتي عام المملكة العربية‬
‫السعودية‬
‫ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة‬
‫البحوث العلمية والفتاء‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫مفهوم العقيدة السلمية‬


‫‪ _1‬تعريسسسسف العقيسسسسدة فسسسسي‬
‫الصسسطلح العسسام‪ :‬هبببي اليمبببان‬
‫الجبببازم‪ ،‬والحكبببم القببباطع البببذي ل‬
‫يتطرق إليه شبك‪ ،‬وهببي مبا يببؤمن بببه‬
‫النسان‪ ،‬ويعقد عليه ضميره‪ ،‬ويتخببذه‬
‫ض النظببر عببن صببحته‬ ‫مذهبا ً ودينًا‪ ،‬بغب ّ‬
‫من عدمها‪.‬‬
‫‪ _2‬العقيسسسدة السسسسلمية‪ :‬هبببي‬
‫اليمان الجازم بالله‪ ،‬وملئكته‪ ،‬وكتبببه‪،‬‬
‫ورسله‪ ،‬واليببوم الخببر‪ ،‬والقببدر خيببره‬
‫وشببره‪ ،‬وبكببل مببا جبباء فببي القببرآن‬
‫الكريم‪ ،‬والسنة الصحيحة مببن أصببول‬
‫الببدين‪ ،‬وأمببوره‪ ،‬وأخببباره‪ ،‬ومببا أجمببع‬
‫عليبببه السبببلف الصبببالح‪ ،‬والتسبببليم‬
‫لله_تعالى_في الحكم‪ ،‬والمر‪ ،‬والقدر‪،‬‬
‫والشرع‪ ،‬ولرسوله"بالطاعة والتحكيببم‬
‫والتباع‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫‪ _3‬موضسسوعات علسسم العقيسسدة‪:‬‬


‫العقيببببدة_بمفهببببوم أهببببل السببببنة‬
‫والجماعة_اسم عََلم على العِْلم الببذي‬
‫ُيبببدرس وي ََتنببباول جبببوانب التوحيبببد‪،‬‬
‫واليمببان‪ ،‬والسببلم‪ ،‬وأمببور الغيببب‪،‬‬
‫والنبببوات‪ ،‬والقببدر‪ ،‬والخبببار‪ ،‬وأصببول‬
‫الحكببام القطعيببة‪ ،‬ومببا أجمببع عليببه‬
‫السببلف الصببالح مببن أمببور العقيببدة‪،‬‬
‫كبببالولء والببببراء‪ ،‬والبببواجب تجببباه‬
‫الصحابة‪ ،‬وأمهببات المببؤمنين_رضببوان‬
‫الله عليهم أجمعين_‪.‬‬
‫ويدخل في ذلك الببرد علببى الكفببار‪،‬‬
‫والمبتدعبببة‪ ،‬وأهبببل الهبببواء‪ ،‬وسبببائر‬
‫الملببل والنحببل‪ ،‬والمببذاهب الهدامببة‪،‬‬
‫والفرق الضالة‪ ،‬والموقف منهببم‪ ،‬إلببى‬
‫غير ذلك من مباحث العقيدة‪.‬‬
‫‪ _4‬أسسسماء علسسم العقيسسدة عنسسد‬
‫أهل السنة والجماعة‪:‬‬
‫‪ _1‬العقيدة والعتقاد‪ ،‬والعقائد‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫‪ _3‬السنة‪.‬‬ ‫‪ _2‬التوحيد‪.‬‬
‫‪ _4‬الشريعة‪.‬‬
‫‪ _6‬أصول الدين‪ ،‬أو‬ ‫‪ _5‬اليمان‪.‬‬
‫أصول الديانة‪.‬‬
‫‪ _5‬أهل السنة والجماعسسة‪ :‬هببم‬
‫مببن كببان علببى مثببل مببا كببان عليببه‬
‫النبببي"وأصببحابه‪ ،‬وهببم المتمسببكون‬
‫بسنة النبي" وهم الصحابة‪ ،‬والتابعون‪،‬‬
‫وأئمببة الهببدى المتبعببون لهببم‪ ،‬وهببم‬
‫الذين استقاموا علببى التببباع‪ ،‬وجببانبوا‬
‫البتببداع فببي أي مكببان وزمببان‪ ،‬وهببم‬
‫باقون منصورون إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫وسموا بذلك لنتسابهم لسسسنة‬
‫النسسبي"واجتمبباعهم علببى الخببذ بهببا‬
‫ظاهرا ً وباطن بًا‪ ،‬فببي القببول‪ ،‬والعمببل‪،‬‬
‫والعتقاد‪.‬‬
‫‪ _6‬أسماء أخسسرى لهسسل السسسنة‬
‫والجماعسسة‪ :‬لهببل السببنة والجماعببة‬
‫أسماء أخرى يعرفون بها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫أهببل السببنة _‪1‬‬


‫‪.‬أهل السنة _‪2‬‬
‫‪.‬والجماعة‬
‫‪.‬الجماعة _‪4‬‬ ‫‪.‬أهل الجماعة _‪3‬‬
‫_‪5‬‬ ‫السبببببلف‬
‫‪.‬أهل الثر _‪6‬‬
‫‪.‬الصالح‬
‫الفرقببببة _‪8‬‬
‫‪.‬أهل الحديث _‪7‬‬
‫‪.‬الناجية‬
‫_‪10‬‬ ‫أهبببببل‬ ‫_‪9‬‬ ‫الطائفبببببة‬
‫‪.‬التباع‬ ‫‪.‬المنصورة‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫خصائص العقيدة السلمية‬


‫عقيدة أهل السنة والجماعة‬
‫للعقيبببدة السبببلمية_عقيبببدة أهبببل‬
‫السنة والجماعة_ خصببائص عديببدة‪ ،‬ل‬
‫توجد فببي أي عقيببدة أخببرى‪ ،‬ول غببرو‬
‫في ذلببك؛ إذ إن تلببك العقيببدة ُتس بَتمد‬
‫من الوحي البذي ل يبأتيه الباطبل مبن‬
‫بين يديه ول من خلفه‪.‬‬
‫ومن تلك الخصائص مايلي‪:‬‬
‫‪ _1‬سلمة مصدر التلقي‪ :‬وذلك‬
‫باعتمادهبببا علبببى الكتببباب والسبببنة‪،‬‬
‫وإجماع السلف الصالح‪ ،‬فهي مسببتقاة‬
‫من ذلك النبع الصافي‪ ،‬بعيدا ً عن كببدر‬
‫الهواء والشبهات‪.‬‬
‫وهذه الخصيصة ل توجببد فببي شببتى‬
‫المذاهب والملل والنحل غيببر العقيبدة‬
‫السببببلمية_عقيببببدة أهببببل السببببنة‬
‫والجماعة_‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫‪ _2‬أنهسسا تقسسوم علسسى التسسسليم‬


‫لله_تعالى_ولرسوله"‪ :‬وذلببك لنهببا‬
‫غيب‪ ،‬والغيب يقوم على التسليم‪.‬‬
‫فالتسليم بالغيب من أعظم صببفات‬
‫المؤمنين التي مببدحهم اللببه بهببا‪ ،‬كمببا‬
‫بل‬ ‫ك ال ْك ِت َسسا ُ‬ ‫في قوله_تعببالى_‪] :‬ذَل ِس َ‬
‫ن )‪(2‬‬ ‫قيسس َ‬ ‫دى ل ِل ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫هسس ً‬ ‫ه ُ‬
‫فيسس ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫َرْيسس َ‬
‫ب[ ) البقببرة‪:‬‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ن ِبسسال ْ َ‬
‫مُنو َ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫‪.(3 ،2‬‬
‫ذلك أن العقول ل تدرك الغيببب‪ ،‬ول‬
‫تسببتقل بمعرفببة الشببرائع؛ لعجزهببا‬
‫وقصببورها؛ فكمببا أن سببمع النسببان‬
‫قاصببببر‪ ،‬وبصببببره كليببببل‪ ،‬وقببببوَته‬
‫محدودة_فكذلك عقله‪ ،‬فَت َعَّين اليمببان‬
‫بالغيب والتسليم لله_عز وجل_‪.‬‬
‫‪ _3‬موافقتهسسسسسسسا للفطسسسسسسسرة‬
‫القويمسسسسة‪ ،‬والعقسسسسل السسسسسليم‪:‬‬
‫فعقيدة أهل السببنة والجماعببة ملئمببة‬
‫للفطبببرة السببليمة‪ ،‬موافقبببة للعقبببل‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫الصبببريح‪ ،‬الخبببالي مبببن الشبببهوات‬


‫والشبهات‪.‬‬
‫‪ _4‬اتصسسسسسسسسسسال سسسسسسسسسسسندها‬
‫بالرسول"والتابعين وأئمة الدين‬
‫ل‪ ،‬واعتقسسسادًا‪ :‬وهبببذه‬ ‫ل‪ ،‬وعم ً‬ ‫قسسسو ً‬
‫الخصيصببة قببد اعببترف بهببا كببثير مببن‬
‫خصومها؛ فل يوجبد_بحمببد اللبه_أصببل‬
‫مبببن أصبببول اعتقببباد أهبببل السبببنة‬
‫والجماعة_ليس له أصل أو مستند من‬
‫الكتببباب والسبببنة‪ ،‬أو عبببن السبببلف‬
‫الصببببالح‪ ،‬بخلف العقببببائد الخببببرى‬
‫المبتدعة‪.‬‬
‫‪ _5‬الوضسسسسسسوح والسسسسسسسهولة‬
‫والبيان‪ :‬فهي عقيدة سببهلة واضببحة‬
‫وضوح الشمس في رابعببة النهببار‪ ،‬فل‬
‫لبببس فيهببا‪ ،‬ول غمببوض‪ ،‬ول تعقيببد؛‬
‫فألفاظهبببا واضبببحة‪ ،‬ومعانيهبببا بينبببة‪،‬‬
‫يفهمهبببا العبببالم والعبببامي‪ ،‬والصبببغير‬
‫والكبببير‪ ،‬فهببي تسببتمد مببن الكتبباب‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫والسنة‪ ،‬وأدلة الكتاب والسنة كالغببذاء‬


‫ينتفع به كل إنسان‪ ،‬بببل كالمبباء الببذي‬
‫ينتفع بببه الرضببيع‪ ،‬والصبببي‪ ،‬والقببوي‪،‬‬
‫والضعيف‪.‬‬
‫‪ _6‬السسسلمة مسسن الضسسطراب‬
‫والتناقض واللبس‪ :‬فل مكان فيهببا‬
‫لشيء من ذلك مطلقًا‪ ،‬كيببف ل وهببي‬
‫وحي ل يأتيه الباطل من بيببن يببديه ول‬
‫من خلفه ؟‬
‫فالحق ل يضطرب‪ ،‬ول يتنبباقض‪ ،‬ول‬
‫يلتبس‪.‬‬
‫بل يشبه بعضه بعضًا‪ ،‬ويصدق بعضه‬
‫ر الّلس ِ‬
‫ه‬ ‫غْيس ِ‬‫د َ‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫و َ‬‫ول َ ْ‬
‫بعضا ً ] َ‬
‫خِتلفسسسا ً ك َِثيسسسرا ً[‬ ‫ها ْ‬‫فيسسس ِ‬‫دوا ِ‬ ‫جسسس ُ‬ ‫لَ َ‬
‫و َ‬
‫)النساء‪.(82 :‬‬
‫‪ _7‬أنهسسا قسسد تسسأتي بالمحسسار‪،‬‬
‫ولكسسن ل تسسأتي بالمحسسال‪ :‬ففبببي‬
‫العقيدة السلمية ما يبهر العقول‪ ،‬وما‬
‫قببد تحببار فيببه الفهببام‪ ،‬كسببائر أمببور‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫الغيببب؛ مببن عببذاب القبببر ونعيمببه‪،‬‬


‫والصببراط‪ ،‬والحببوض‪ ،‬والجنببة والنببار‪،‬‬
‫وكيفية صفات الله_عز وجل_‪.‬‬
‫فالعقول تحار في فهم حقيقببة هببذه‬
‫المور‪ ،‬وكيفياتها‪ ،‬ولكنها ل تحيلهببا بببل‬
‫تسّلم لذلك‪ ،‬وتنقاد‪ ،‬وتذعن؛ لن ذلببك‬
‫صببدر عببن الببوحي المنببزل‪ ،‬الببذي ل‬
‫ينطق عن الهوى‪.‬‬
‫‪ _8‬العمسسسسسسسوم والشسسسسسسسمول‬
‫والصلح‪ :‬فهي عامة‪ ،‬شاملة‪ ،‬صالحة‬
‫لكل زمان ومكان‪ ،‬وحال‪ ،‬وأمة‪.‬‬
‫بل إن الحياة ل تستقيم إل بها‪.‬‬
‫‪ _9‬الثبسسسسسسات والسسسسسسستقرار‬
‫والخلود‪ :‬فهي عقيدة ثابتة‪ ،‬مسببتقرة‬
‫خالببدة‪ ،‬فلقببد ثبتببت أمببام الضببربات‬
‫المتوالية التي يقوم بها أعداء السلم؛‬
‫مببن اليهببود‪ ،‬والنصببارى‪ ،‬والمجببوس‪،‬‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫فما إن يعتقد هببؤلء أن عظمهببا قببد‬


‫وهن‪ ،‬وأن جذوتها قد خبت‪ ،‬ونارها قببد‬
‫انطفببأت‪ ،‬حببتى تعببود جذعببة ناصببعة‬
‫نقيببة؛ فهبي ثابتببة إلبى قيببام السباعة‪،‬‬
‫محفوظة بحفظ اللببه_تعببالى_تتناقلهببا‬
‫الجيببال جيل ً بعببد جيببل؛ ورعيل ً بعببد‬
‫رعيل‪ ،‬لببم يتطببرق إليهببا التحريببف‪ ،‬أو‬
‫الزيادة‪ ،‬أو النقصان‪ ،‬أو التبديل‪.‬‬
‫كيف ل واللببه_عببز وجببل_هببو الببذي‬
‫تكفل بحفظها‪ ،‬وبقائها ولم يكببل ذلببك‬
‫إلى أحد من خلقه ؟‪.‬‬
‫ن ن َّزل َْنسسا‬
‫حسس ُ‬‫قببال_تعببالى_‪] :‬إ ِّنسسا ن َ ْ‬
‫ن[ )الحجببر‪:‬‬ ‫ظو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ه لَ َ‬
‫وإ ِّنا ل َ ُ‬
‫الذّك َْر َ‬
‫‪.(9‬‬
‫‪ _10‬أنهسسسسسا سسسسسسبب للنصسسسسسر‬
‫والظهور والتمكين‪ :‬فذلك ل يكون‬
‫إل لهبببل العقيبببدة الصبببحيحة‪ ،‬فهبببم‬
‫الظببباهرون‪ ،‬وهبببم النببباجون‪ ،‬وهبببم‬
‫المنصبببورون كمبببا قبببال"‪= :‬ل تبببزال‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫طائفة من أمتي ظاهرين علببى الحببق‬


‫ل يضرهم من خذلهم حببتى يببأتي أمببر‬
‫الله وهم كذلك‪.(1)+‬‬
‫فمن أخذ بتلك العقيببدة أعببزه اللببه‪،‬‬
‫ومن تركها خذله الله‪.‬‬
‫ل مببن قببرأ التاريببخ‪،‬‬ ‫وقد عَِلم ذلك ك ّ‬
‫فمتى حاد المسلمون عن دينهم_حبباق‬
‫بهببم مببا حبباق‪ ،‬كمببا حببدث لهببم فببي‬
‫الندلس وغيرها‪.‬‬
‫‪ _11‬أنها ترفع قدر أهلها‪ :‬فمن‬
‫اعتقببببدها‪ ،‬وزاد علمببببا ً بهببببا‪ ،‬وعمل ً‬
‫بمقتضبباها‪ ،‬ودعببوة للنبباس إليهببا_أعل‬
‫الله قدره‪ ،‬ورفع له ذكره‪ ،‬ونشببر بيببن‬
‫النبباس فضببله‪ ،‬فببردا ً كببان أو جماعببة؛‬
‫ذلك أن العقيدة الصحيحة هببي أفضببل‬
‫ما اكتسبته القلوب‪ ،‬وخيببر مببا أدركتببه‬
‫العقول؛ فهي تثمر المعببارف النافعببة‪،‬‬
‫والخلق العالية‪.‬‬
‫‪ ()1‬أخرجه مسلم في كتاب المارة ‪.3/1524‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫‪ _12‬السلمة والنجسساة‪ :‬فالسببنة‬


‫سفينة النجاة‪ ،‬فمن تمسببك بهببا سببلم‬
‫ونجا‪ ،‬ومن تركها غرق وهلك‪.‬‬
‫‪ _13‬العقيدة السلمية عقيدة‬
‫اللفسسسة والجتمسسساع‪ :‬فمبببا اتحبببد‬
‫المسلمون‪ ،‬وما اجتمعت كلمتهببم فببي‬
‫مختلبببببف العصبببببار والمصبببببار_إل‬
‫بتمسكهم بعقيدتهم‪ ،‬وأخذهم بها‪ ،‬ومببا‬
‫تفرقوا واختلفوا إل لبعدهم عنها‪.‬‬
‫‪ _14‬التميز‪ :‬فهي عقيدة متميببزة‪،‬‬
‫وأهلهبببببا متميبببببزون‪ ،‬فطريقتهبببببم‬
‫مستقيمة‪ ،‬وأهدافهم محددة‪.‬‬
‫‪ _15‬أنها تحمي معتنقيهسسا مسسن‬
‫التخبسسسط والفوضسسسى والضسسسياع‪:‬‬
‫فالمنهج واحد‪ ،‬والمبدأ واضببح ثببابت ل‬
‫يتغير‪ ،‬فيسلم معتنقها من اتباع الهوى‪،‬‬
‫ويسلم من التخبببط فببي توزيببع الببولء‬
‫والبراء‪ ،‬والمحبة والبغضاء‪ ،‬بل تعطيببه‬
‫معيارا ً دقيقا ً ل يخطىببء أبببدًا‪ ،‬فيسببلم‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫مبببن التشبببتت والتشبببرد والضبببياع‪،‬‬


‫فيعرف من يوالي‪ ،‬ويعرف من يعادي‪،‬‬
‫ويعرف ما له وما عليه‪.‬‬
‫‪ _16‬أنهسسسسا تمنسسسسح معتنقيهسسسسا‬
‫الراحسسة النفسسسية والفكريسسة‪ :‬فل‬
‫قلببق فببي النفببس‪ ،‬ول اضببطراب فببي‬
‫الفكر؛ لن هذه العقيدة تصل المببؤمن‬
‫بخببالقه_عببز وجببل_فيرضببى بببه ربببا ً‬
‫مدبرًا‪ ،‬وحاكما ً مشرعًا‪ ،‬فيطمئن قلبببه‬
‫بقبببدره‪ ،‬وينشبببرح صبببدره لحكمبببه‪،‬‬
‫ويستنير فكره بمعرفته‪.‬‬
‫‪ _17‬سسسلمة القصسسد والعمسسل‪:‬‬
‫م معتنقها من النحراف في‬ ‫سل َ ُ‬
‫بحيث ي َ ْ‬
‫عبادة الله_عز وجل_فل يعبد غير الله‪،‬‬
‫ول يرجو سواه‪.‬‬
‫‪ _18‬تسسسسؤثر فسسسسي السسسسسلوك‬
‫والخلق والمعاملسسة‪ :‬فهببي تببأمر‬
‫أهلها بكل خير‪ ،‬وتنهاهم عن كببل شببر‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫فتأمرهم بالعببدل والعتببدال‪ ،‬وتنهبباهم‬


‫عن الظلم والنحراف‪.‬‬
‫‪ _19‬تسسسسدفع معتنقيهسسسسا إلسسسسى‬
‫الحزم والجد في المور‪.‬‬
‫‪ _20‬تبعث في نفسسس المسسؤمن‬
‫تعظيم الكتاب والسنة‪ :‬لنببه يعلببم‬
‫أن الكتببباب والسبببنة حبببق وصبببواب‪،‬‬
‫وهببدى ورحمببة؛ فينبعببث بببذلك إلببى‬
‫تعظيمهما‪ ،‬والخذ بهما‪.‬‬
‫فسسل لمعتنقيهسسا الحيسساة‬ ‫‪ _21‬ت َك ْ ُ‬
‫الكريمسسسة‪ :‬ففببببي ظببببل العقيببببدة‬
‫السبببلمية يتحقبببق المبببن والحيببباة‬
‫الكريمة؛ ذلك أنها تقوم علببى اليمببان‬
‫بببالله‪ ،‬ووجببوب إفببراده بالعبببادة دون‬
‫من سواه‪ ،‬وذلك_بل شك_سبب المن‬
‫والخير والسعادة في الدارين؛ فببالمن‬
‫قرين اليمان‪ ،‬وإذا فقببد اليمببان فقببد‬
‫من ُسسوا‬‫نآ َ‬
‫ذي َ‬‫المن‪ ،‬قببال_تعببالى_‪] :‬ال ّ ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫م ي َل ْب ِ ُ‬
‫ول َسسس ْ‬
‫م ب ِظلسسسم ٍ‬‫ه ْ‬‫مسسسان َ ُ‬
‫سسسسوا ِإي َ‬ ‫َ‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن)‬ ‫دو َ‬‫هت َ ُ‬
‫م ْ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬‫ن َ‬ ‫م ُ‬
‫م ال ْ‬ ‫ك لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ول َئ ِ َ‬
‫أ ْ‬
‫‪) [(28‬النعام‪.(82 :‬‬
‫فأهل التقببوى واليمببان لهببم المببن‬
‫التببام‪ ،‬والهتببداء التببام فببي العاجببل‬
‫والجل‪ ،‬وأهل الشببرك والمعصببية هببم‬
‫أهل الخببوف وأولببى النبباس بببه‪ ،‬فهببم‬
‫مهببددون بالعقوبببات والنقمببات فببي‬
‫سائر الوقات‪.‬‬
‫‪ _22‬تجمع بين مطالب السسروح‪،‬‬
‫والقلب‪ ،‬والجسد‪.‬‬
‫‪ _23‬تعسسسترف بالعقسسسل وتحسسسدد‬
‫مجسساله‪ :‬فالعقيببدة السببلمية تحببترم‬
‫العقل السوي‪ ،‬وترفببع مببن شببأنه‪ ،‬ول‬
‫تحجر عليه‪ ،‬ول تنكر نشاطه‪ ،‬والسلم‬
‫ل يرضى من المسلم أن يطفىببء نببور‬
‫عقله‪ ،‬ويركن إلى التقليد العمى فببي‬
‫مسائل العتقاد وغيرها‪.‬‬
‫‪ _24‬تعسسسسسسسترف بسسسسسسسالعواطف‬
‫النسسسسانية‪ ،‬وتوجههسسسا الوجهسسسة‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫الصحيحة‪ :‬فالعواطف أمر غريزي‪ ،‬ول‬


‫يتجرد منه أي إنسببان سببوي‪ ،‬والعقيببدة‬
‫السلمية ليست عقيدة هامدة جامببدة‪،‬‬
‫بل هي عقيدة حّية‪ ،‬تعببترف بببالعواطف‬
‫النسببانية‪ ،‬وتقببدرها حببق قببدرها‪ ،‬وفببي‬
‫الوقت نفسه ل تطلببق العنببان لهببا‪ ،‬بببل‬
‫ومها‪ ،‬وتسببمو بهببا‪ ،‬وتوجههببا الوجهببة‬ ‫ُتق ّ‬
‫الصببحيحة‪ ،‬الببتي تجعببل منهببا أداة خيببر‬
‫ل هببدم ٍ‬‫وتعمير‪ ،‬بدل ً من أن تكون معببو َ‬
‫وتدمير‪.‬‬
‫‪ _25‬العقيدة السسسلمية كفيلسسة‬
‫بحسسسل جميسسسع المشسسسكلت‪ :‬سبببواء‬
‫مشكلت الفرقة والشتات‪ ،‬أو مشكلت‬
‫السياسة والقتصاد‪ ،‬أو مشكلت الجهل‬
‫والمرض والفقر‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫فلقد جمع الله بها القلببوب المشببتتة‪،‬‬
‫والهببببواء المتفرقببببة‪ ،‬وأغنببببى بهببببا‬
‫المسلمين بعد العَي َْلة‪ ،‬وعّلمهم بهببا بعببد‬
‫صرهم بعد العمى‪ ،‬وأطعمهببم‬ ‫الجهل‪ ،‬وب ّ‬
‫من جوع‪ ،‬وآمنهم من خوف‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫خصائص أهل السنة والجماعة‬


‫كما أن لعقيدة أهل السنة والجماعة‬
‫ميببزات تمتبباز بهببا عببن غيرهببا مببن‬
‫العقائد_فكذلك لهل السببنة خصببائص‬
‫وميزات يمتازون بها عببن غيرهببم مببن‬
‫أهل الملل والنحببل‪ ،‬ويجببدر بكببل مببن‬
‫انتسببب إليهببم أن يأخببذ بهببا‪ ،‬ويببأطر‬
‫نفسه عليها‪ ،‬حتى ينببال مببا نببالوه مببن‬
‫خير وفضل‪.‬‬
‫فمن تلك الخصائص الببتي تميببز بهببا‬
‫أهل السنة والجماعة ما يلي‪:‬‬
‫‪ _1‬القتصار في التلقي علسسى‬
‫الكتاب والسسسنة‪ :‬فهببم ينهلببون مببن‬
‫دهم‪،‬‬ ‫هببببذا المنهببببل العببببذب عقببببائ َ‬
‫كهم‪،‬‬ ‫وعببباداتهم‪ ،‬ومعبباملتهم‪ ،‬وسببلو َ‬
‫وأخلقهببم‪ ،‬فكببل مببا وافببق الكتبباب‬
‫والسبببنة قبلبببوه وأثبتبببوه‪ ،‬وكبببل مبببا‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫خالفهمببا ردوه علببى قببائله كائن با ً مببن‬


‫كان‪.‬‬
‫‪ _2‬التسسسليم لنصسسوص الشسسرع‪،‬‬
‫وفهمهسسا علسسى مقتضسسى منهسسج‬
‫السسسلف‪ :‬فهببم يسببّلمون لنصببوص‬
‫الشرع‪ ،‬سواء فهموا الحكمببة منهببا أم‬
‫ل‪ ،‬ول يعرضببببون النصببببوص علببببى‬
‫عقولهم‪ ،‬بببل يعرضببون عقببولهم علببى‬
‫النصبببوص‪ ،‬ويفهمونهبببا كمبببا فهمهبببا‬
‫السلف الصالح‪.‬‬
‫‪ _3‬التباع وترك البتسسداع‪ :‬فهببم‬
‫ل يقدمون بين يدي اللببه ورسببوله‪ ،‬ول‬
‫يرفعببببون أصببببواتهم فببببوق صببببوت‬
‫النبي"ول يرضون لحد كائنبا ً مببن كبان‬
‫أن يرفع صوته فوق صوت النبي"‪.‬‬
‫بخلف المبتدعببة الضببالين‪ ،‬الببذين‬
‫ابتدعوا فببي الببدين‪ ،‬مسببتدركين علببى‬
‫وحبببي رب العبببالمين‪ ،‬أل سببباء مبببا‬
‫يعملون‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫‪ _4‬الهتمام بالكتسساب والسسسنة‪:‬‬


‫فهببم يهتمببون بببالقرآن حفظ با ً وتلوة‪،‬‬
‫وتفسيرًا‪ ،‬وبالحديث دراية ورواية‪.‬‬
‫بخلف غيرهببم مببن المبتدعببة الببذي‬
‫يهتمبببون بكلم شبببيوخهم أكبببثر مبببن‬
‫اهتمامهم بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ _5‬احتجسسسسسسساجهم بالسسسسسسسسنة‬
‫الصسسحيحة وتسسرك التفريسسق بيسسن‬
‫المتسسسواتر والحسسساد‪ :‬سبببواء فبببي‬
‫الحكام أو العقائد‪ ،‬فهببم يببرون حجيببة‬
‫الحديث إذا صح عن رسببول اللببه"ولببو‬
‫كان آحادًا‪.‬‬
‫‪ _6‬ليسسس لهسسم إمسسام معظسسم‬
‫يأخذون كلمه كله‪ ،‬ويسسدعون مسسا‬
‫خسسالفه إل الرسسسسول"‪ :‬أمبببا غيبببر‬
‫الرسول"فإنهم يعرضببون كلمببه علببى‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬فما وافقهما قُِبل‪ ،‬وما‬
‫ل فل‪ ،‬فهم يعتقدون أن كل أحد يؤخببذ‬
‫من قوله ويرد إل الرسول"‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫أما غيرهم من الفرق الخرى‪ ،‬ومببن‬


‫متعصبة المذاهب_ فإنهم يأخذون كلم‬
‫أئمتهم كله حتى ولو خالف الدليل‪.‬‬
‫‪ _7‬هم أعلم الناس بالرسول"‪:‬‬
‫فهم يعلمون هديه‪ ،‬وأعماله‪ ،‬وأقببواله‪،‬‬
‫وتقريراته؛ لذلك فهم أشد الناس حبببا ً‬
‫له‪ ،‬واتباعا ً لسنته‪.‬‬
‫بخلف غيرهم من أهل البببدع الببذي‬
‫يعرفون عن أئمتهم ما ل يعرفونه عببن‬
‫رسول الله"‪.‬‬
‫‪ _8‬السسدخول فسسي السسدين كلسسه‪:‬‬
‫فهم يدخلون في الدين كله‪ ،‬ويؤمنببون‬
‫بالكتاب كله؛ امتثال ً لقوله_تعالى_‪َ] :‬يا‬
‫خُلسسوا ِ‬ ‫َ‬
‫فسسي‬ ‫مُنسسوا ادْ ُ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫هسسا اّلسس ِ‬
‫أي ّ َ‬
‫ة[ )البقرة‪.(208 :‬‬ ‫ف ً‬‫كا ّ‬‫سل ْم ِ َ‬
‫ال ّ‬
‫بخلف الذين فرقببوا دينهببم‪ ،‬وكببانوا‬
‫شيعا ً كل حزب بما لديهم فرحون‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫وبخلف الذين نسوا حظا ً مما ذكروا‬


‫بببه‪ ،‬والببذين جعلببوا القببرآن عضببين؛‬
‫فآمنوا ببعض الكتاب‪ ،‬وكفروا ببعض‪.‬‬
‫‪ _9‬تعظيسسم السسسلف الصسسالح‪:‬‬
‫فأهل السنة يعظمون السلف الصالح‪،‬‬
‫ويقتدون بهم‪ ،‬ويهتدون بهديهم‪ ،‬ويرون‬
‫أن طريقتهببم هببي السببلم‪ ،‬والعلببم‪،‬‬
‫والحكم‪.‬‬
‫‪ _10‬الجمع بين النصسسوص فسسي‬
‫المسألة الواحدة‪ ،‬ورد المتشسسابه‬
‫إلسسى المحكسسم‪ :‬فهببم يجمعببون بيببن‬
‫النصبببوص الشبببرعية فبببي المسبببألة‬
‫الواحبببدة‪ ،‬ويبببردون المتشبببابه إلبببى‬
‫المحكم؛ حتى يصببلوا إلببى الحببق فببي‬
‫المسألة‪.‬‬
‫‪ _11‬الجمسسسسسع بيسسسسسن العلسسسسسم‬
‫والعبسسادة‪ :‬بخلف غيرهببم‪ ،‬فإمببا أن‬
‫يشتغل بالعبادة عببن العلببم‪ ،‬أو بببالعلم‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫عن العبادة‪ ،‬أما أهل السنة والجماعببة‬


‫فيجمعون بين المرين‪.‬‬
‫‪ _12‬الجمع بيسسن التوكسسل علسسى‬
‫اللسسه والخسسذ بالسسسباب‪ :‬فهببم ل‬
‫ينكرون السباب‪ ،‬ول تأثيرهببا إذا ثبتببت‬
‫عون الخبببذ‬ ‫شبببرعا ً أو قبببدرًا‪ ،‬ول ي َبببد َ ُ‬
‫بالسبببباب‪ ،‬وفبببي البببوقت نفسبببه ل‬
‫يلتفتون إليها‪.‬‬
‫ول يرون أن هناك تنافيا ً بين التوكببل‬
‫علبببى اللبببه والخبببذ بالسبببباب؛ لن‬
‫نصوص الشرع حافلببة بببالمر بالتوكببل‬
‫على الله‪ ،‬والخذ بالسباب المشروعة‬
‫أو المباحة في مختلف شؤون الحيبباة‪،‬‬
‫فقد أمرت بالعمل‪ ،‬والسعي في طلب‬
‫الرزق‪ ،‬والتزود للسفار‪ ،‬واتخاذ العببدد‬
‫في مواجهة العدو‪.‬‬
‫ة‬
‫صسسل ُ‬ ‫ت ال ّ‬‫ضي َ ْ‬‫ق ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫قال_تعالى_‪] :‬إ ِ َ‬
‫ض[ )الجمعببة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فسسي الْر ِ‬ ‫شسُروا ِ‬ ‫فانت َ ِ‬
‫ل ل َك ُس ْ‬
‫م‬ ‫عس َ‬
‫ج َ‬ ‫ذي َ‬ ‫و ال ّ س ِ‬ ‫ه َ‬
‫‪ .(10‬وقال‪ُ ] :‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫فسسسسي‬ ‫شسسسسوا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ض ذَُلسسسسول ً َ‬ ‫َ‬


‫فا ْ‬ ‫الْر َ‬
‫هسسسا[ )الملببببك‪ .(15 :‬وقببببال‪:‬‬ ‫مَناك ِب ِ َ‬ ‫َ‬
‫خي ْسَر ال سّزاِد‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫دوا َ‬ ‫و ُ‬
‫وت ََز ّ‬
‫تعالى_‪َ ] :‬‬
‫وى[ )البقبببببببببرة‪.(197 :‬‬ ‫قسسسسسسسس َ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫َ‬
‫مسسا‬‫م َ‬ ‫هس ْ‬ ‫دوا ل َ ُ‬ ‫عسس ّ‬ ‫وأ ِ‬ ‫وقببال_تعببالى_‪َ ] :‬‬
‫ط‬‫رَبسا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫و ِ‬‫ة َ‬ ‫و ٍ‬ ‫قس ّ‬ ‫ن ُ‬‫مس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ست َطَ ْ‬
‫عت ُ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ه[‬‫و الّلسس ِ‬‫عسسدُ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبسس ِ‬ ‫هُبسسو َ‬‫ل ت ُْر ِ‬ ‫خْيسس ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫)النفال‪.(60 :‬‬
‫وقال النبي"‪= :‬احسسرص علسسى مسسا‬
‫ينفعك واستعن بسسالله ول تعجسسز‪،‬‬
‫وإن أصابك شسسيء فل تقسسل‪ :‬لسسو‬
‫أني فعلت كان كذا وكسسذا‪ ،‬ولكسسن‬
‫قل‪ :‬قسسدر اللسسه ومسسا شسساء فعسسل؛‬
‫فإن لو تفتح عمل الشسسيطان‪. +‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ _13‬الجمسسع بيسسن التوسسسع فسسي‬


‫السسدنيا والزهسسد بهسسا‪ :‬فأهببل السببنة‬
‫والجماعة ل ينكرون على مببن يتوسببع‬
‫‪ ()1‬رواه مسلم )‪.(2664‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫في الدنيا‪ ،‬ويسعى في كسب الببرزق‪،‬‬


‫بل يرون أنه ينبغي للنسان أن يكفببي‬
‫نفسببه ومببن يعببول‪ ،‬ويسببتغني عببن‬
‫الناس‪ ،‬ويقطع الطمع مما في أيديهم‪،‬‬
‫علببى أل تكببون الببدنيا أكبببر همببه‪ ،‬ول‬
‫مبلغ علمببه‪ ،‬وعلبى أل يكتسبب المبال‬
‫من غير حله‪ ،‬كما ل يعيبون علببى مببن‬
‫آثر الكفاف‪ ،‬ورضي بالقليل مببن متبباع‬
‫الدنيا‪ ،‬لنهم يببرون أن الزهببد إنمببا هببو‬
‫زهد القلب‪ ،‬وهو أن يترك النسان مببا‬
‫ل ينفع في الخرة‪.‬‬
‫أمببا إذا توسببع العبببد فببي الببدنيا‪،‬‬
‫وجعلها في يده ل في قلبه‪ ،‬يرفببد بهببا‬
‫الخبببوان‪ ،‬ويتصبببدق علبببى الفقبببراء‬
‫والمسبباكين‪ ،‬ويعيببن بهببا علببى نببوائب‬
‫الحق_فذلك من فضل الله الذي يؤتيه‬
‫من يشاء‪.‬‬
‫كمبببا هبببو حبببال الصبببديق‪ ،‬وعمبببر‪،‬‬
‫وعثمببان‪ ،‬وعلببي‪ ،‬وعبببدالرحمن بببن‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫عوف‪ ،‬وغيرهم من أثرياء الصحابة من‬


‫المهببباجرين والنصبببار_رضبببي اللبببه‬
‫عنهم_‪.‬‬
‫وكحال ابن المبارك ×فلقد كان من‬
‫أغنببى أهببل زمببانه‪ ،‬وهببو فببي الببوقت‬
‫نفسبببه مبببن أزهبببدهم إن لبببم يكبببن‬
‫أزهدهم‪.‬‬
‫‪ _14‬الجمسسسسع بيسسسسن الخسسسسوف‬
‫والرجسساء والحسسب‪ :‬فأهبببل السبببنة‬
‫والجماعة يجمعببون بيببن هببذه المببور‪،‬‬
‫ويرون أنه ل تنافي ول تعارض بينها‪.‬‬
‫قببال_سبببحانه وتعببالى_فببي وصببف‬
‫م‬ ‫هسس ْ‬ ‫عببباده النبيبباء والمرسببلين‪] :‬إ ِن ّ ُ‬
‫ت‬ ‫خْيسسَرا ِ‬ ‫فسسي ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ر ُ‬‫سسسا ِ‬‫كسساُنوا ي ُ َ‬ ‫َ‬
‫كسساُنوا ل ََنسسا‬ ‫و َ‬ ‫هبا ً َ‬‫وَر َ‬ ‫غبا ً َ‬‫عون ََنا َر َ‬ ‫وي َدْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن[ )النبياء‪.(90 :‬‬ ‫عي َ‬ ‫ش ِ‬‫خا ِ‬ ‫َ‬
‫وقال في معرض الثنبباء علببى سببائر‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫جُنسسوب ُ ُ‬ ‫فى ُ‬ ‫جا َ‬ ‫عباده المؤمنين‪] :‬ت َت َ َ‬
‫وفا ً‬ ‫خ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ن َرب ّ ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ع ي َدْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج ِ‬‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫ن[‬ ‫ف ُ‬
‫قسسو َ‬ ‫م ُين ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ما َرَز ْ‬
‫قَنا ُ‬ ‫م ّ‬ ‫معا ً َ‬
‫و ِ‬ ‫وط َ َ‬
‫َ‬
‫)السجدة‪.(16 :‬‬
‫وهناك مقولة مشهورة عند السلف‪،‬‬
‫وهي قولهم‪= :‬مببن عبببد اللببه بببالحب‬
‫وحده فهو زنديق‪ ،‬ومن عبده بببالخوف‬
‫فهببو حببروري)‪ ،(1‬ومببن عبببده بالرجبباء‬
‫وحبببده فهبببو مرجيبببء‪ ،‬ومبببن عببببده‬
‫بالخوف‪ ،‬والحب‪ ،‬والرجاء فهببو مببؤمن‬
‫حد‪. +‬‬ ‫مو ّ‬
‫‪ _15‬الجمع بين الرحمة واللين‬
‫والشسسدة والغلظسسة‪ :‬بخلف غيرهببم‬
‫ممببن يأخببذ جانب با ً مببن هببدي السببلف‬
‫ويدع الجانب الخر‪ ،‬فيأخذون بالشببدة‬
‫في جميع أحوالهم أو باللين في جميببع‬
‫أحوالهم‪.‬‬
‫أما أهل السببنة فيجمعببون بيببن هببذا‬
‫وهببذا‪ ،‬وكببل فببي موضببعه‪ ،‬حسببب مببا‬

‫‪ ()1‬نسبة إلى حروراء مدينة في العراق وهي‬


‫موطن الخوارج الوائل‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫تقتضبببببيه المصبببببلحة‪ ،‬ومقتضبببببيات‬


‫الحوال‪.‬‬
‫‪ _16‬الجمسسسسع بيسسسسن العقسسسسل‬
‫والعاطفسسسسة‪ :‬فعقببببولهم راجحببببة‪،‬‬
‫وعببببواطفهم صببببادقة‪ ،‬ومعبببباييرهم‬
‫منضبببطة‪ ،‬فلببم يغّلبببوا جببانب العقببل‬
‫على العاطفة‪ ،‬ول جانب العاطفة على‬
‫العقل‪ ،‬وإنما جمعوا بينهما على أكمببل‬
‫وجه وأتمببه‪ ،‬فمببع أن عببواطفهم قويببة‬
‫مشبوبة إل أن تلببك العواطببف تضبببط‬
‫بالعقل‪ ،‬وذلك العقل يضبط بالشرع‪.‬‬
‫دي الل ّ س ُ‬
‫ه‬ ‫هس ِ‬ ‫عَلسسى ن ُسسو ٍ‬
‫ر يَ ْ‬ ‫]ن ُسسوٌر َ‬
‫شاءُ[ )النور‪.(35 :‬‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬
‫ه َ‬‫ر ِ‬‫ل ُِنو ِ‬
‫‪ _17‬العسسدل‪ :‬فالعببدل مببن أعظببم‬
‫المميزات لهبل السبنة والجماعبة‪ ،‬فهبم‬
‫أعببدل النبباس‪ ،‬وأولهببم بامتثببال قببول‬
‫َ‬
‫من ُسسوا‬‫نآ َ‬ ‫ها ال ّس ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الله_عز وجل_‪َ] :‬يا أي ّ َ‬
‫داءَ‬
‫ه َ‬‫شسس َ‬‫ط ُ‬‫سسس ِ‬ ‫ن ِبال ْ ِ‬
‫ق ْ‬ ‫مي َ‬
‫وا ِ‬ ‫كوُنسسوا َ‬
‫قسس ّ‬ ‫ُ‬
‫ه[ )النساء‪.(135 :‬‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫وَلسس ْ‬
‫و‬ ‫دُلوا َ‬ ‫ع ِ‬
‫فا ْ‬ ‫قل ْت ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ذا ُ‬
‫وإ ِ َ‬
‫وقوله‪َ ] :‬‬
‫قْرَبى[ )النعام‪.(152 :‬‬ ‫ذا ُ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫َ‬
‫حببببتى إن الطببببوائف الخببببرى إذا‬
‫تنازعت احتكمت إلى أهل السنة‪.‬‬
‫‪ _18‬المانسسة العلميسسة‪ :‬فالمانببة‬
‫زينة العلم‪ ،‬وروحه الذي يجعلببه زاكببي‬
‫الثمر‪ ،‬لذيذ المطعم‪ ،‬وأهل السنة لهببم‬
‫ح المعلى في ذلك الشأن‪.‬‬ ‫قد ُ‬‫ال ِ‬
‫ومبببن مظببباهر المانبببة العلميبببة‬
‫عندهم_المانة في النقل‪ ،‬والبعببد عببن‬
‫الببببتزوير‪ ،‬وقلببببب الحقببببائق‪ ،‬وبببببتر‬
‫النصوص‪ ،‬وتحريفهببا‪ ،‬فببإذا نقلببوا عببن‬
‫مببًا‪ ،‬فل‬‫مخببالف لهببم نقلببوا كلمببه تا ّ‬
‫يأخذون منه ما يوافق ما يذهبون إليه‪،‬‬
‫ويدعون ما سواه؛ كي يدينوا المنقببول‬
‫مبًا‪ ،‬فببإن‬‫عنببه‪ ،‬وإنمبا ينقلبون كلمبه تا ّ‬
‫كان حقا ً أقّروه‪ ،‬وإن كان ببباطل ً رّدوه‪،‬‬
‫وإن كان فيه وفيه‪ ،‬قبلببوا الحببق ورّدوا‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫الباطببل‪ ،‬كببل ذلببك بالببدليل القبباطع‪،‬‬


‫والبرهان الساطع‪.‬‬
‫ومن مظاهر المانة العلمية عنببدهم‬
‫ملببون الكلم مببا ل يحتمببل‪،‬‬ ‫أنهببم ل يح ّ‬
‫وأنهببم يببذكرون مببا لهببم ومببا عليهببم‪،‬‬
‫وأنهببم يرجعببون للحببق إذا تبببّين‪ ،‬ول‬
‫يفتون ول يقضون إل بما يعلمون‪.‬‬
‫كما أنهم أحرص الناس علببى نسبببة‬
‫الكلم إلى قائله‪ ،‬وأبعدهم مببن نسبببته‬
‫إلى غير قائله‪.‬‬
‫‪ _19‬الوسسسطية‪ :‬قبببال_تعبببالى_‪:‬‬
‫سسسطا ً[‬ ‫ك جعل َْنسساك ُ ُ‬ ‫و َ‬
‫و َ‬
‫ة َ‬ ‫مسس ً‬
‫مأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫كسسذَل ِ َ َ َ‬ ‫] َ‬
‫)البقرة‪.(143 :‬‬
‫فالوسطية من أعظببم مببا يتميببز بببه‬
‫أهل السنة والجماعة‪.‬‬
‫فكمببا أن أمببة السببلم وسببط بيببن‬
‫المببم الببتي تجنببح إلببى الغلببو الضببار‪،‬‬
‫والمبببم البببتي تميبببل إلبببى التفريبببط‬
‫المهلك_فكذلك أهل السنة والجماعة؛‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫فهببم متوسببطون بيببن فببرق المببة‬


‫المبتدعة التي انحرفببت عببن الصببراط‬
‫المستقيم‪.‬‬
‫وتتجلببببى وسببببطية أهببببل السببببنة‬
‫والجماعة في شتى المور؛ سواء فببي‬
‫باب العقيدة‪ ،‬أو الحكام‪ ،‬أو السببلوك‪،‬‬
‫أو الخلق‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ _20‬عدم الختلف في أصسسول‬
‫العتقسسسساد‪ :‬فالسببببلف الصببببالح ل‬
‫يختلفببون_بحمببد اللببه_فببي أصببل مببن‬
‫أصبببول البببدين‪ ،‬وقواعبببد العتقببباد؛‬
‫فقببولهم فببي أسببماء اللببه وصببفاته‬
‫وأفعبباله واحببد‪ ،‬وقببولهم فببي اليمببان‬
‫وتعريفه ومسائله واحببد‪ ،‬وقببولهم فببي‬
‫القدر واحد‪ ،‬وهكذا في باقي الصول‪.‬‬
‫‪ _21‬تسسسرك الخصسسسومات فسسسي‬
‫الدين‪ ،‬ومجانبة أهل الخصومات‪:‬‬
‫لن الخصببببومات مببببدعاةٌ للفرقببببة‬
‫ة للتعصبببب واتبببباع‬‫والفتنبببة‪ ،‬ومجلبببب ٌ‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫ة للنتصبببار للنفبببس‪،‬‬ ‫الهبببوى‪ ،‬ومطيببب ٌ‬


‫والتشفي من الخرين‪ ،‬وذريعة للقببول‬
‫على الله بغير علم‪.‬‬
‫أخرج الجري بسنده عن مسلم بببن‬
‫يسار أنه قال‪= :‬إيبباكم والمببراَء؛ فببإنه‬
‫سببباعة جهبببل العبببالم‪ ،‬وبهبببا يبتغبببي‬
‫الشيطان زلته‪. +‬‬
‫وأخببرج أن عمببر بببن عبببدالعزيز ×‪:‬‬
‫=مببن جعببل دينببه غرض با ً للخصببومات‬
‫أكثر التنقل‪. +‬‬
‫وقال جعفبر ببن محمبد ×‪= :‬إيباكم‬
‫والخصبببومات؛ فبببإنه تشبببغل القلبببب‬
‫وتورث النفاق‪. +‬‬
‫‪ _22‬الحرص علسسى جمسسع كلمسسة‬
‫المسسسسلمين علسسسى الحسسسق‪ :‬فهبببم‬
‫حريصببون كببل الحببرص علببى وحببدة‬
‫م شبببعثهم‪ ،‬وجمبببع‬ ‫المسبببلمين‪ ،‬ولببب ّ‬
‫كلمتهببم علببى الحببق‪ ،‬وإزالببة أسببباب‬
‫النببزاع والفرقببة بينهببم؛ لعلمهببم أن‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫الجتمبباع رحمببة‪ ،‬وأن الفرقببة عببذاب؛‬


‫ولن اللببه_عببز وجببل_أمببر بببالئتلف‪،‬‬
‫ونهببببى عببببن الختلف كمببببا فببببي‬
‫َ‬
‫مُنسسوا‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫قوله_تعالى_‪َ] :‬يا أي ّ َ‬
‫ن‬
‫مسسوت ُ ّ‬‫ول ت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قسسات ِ ِ‬ ‫ق تُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫ات ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن )‪(102‬‬ ‫مو َ‬ ‫سسسسسسسل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫وأن ْت ُسسسسسس ْ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫ول‬‫ميع سا ً َ‬ ‫ج ِ‬
‫ه َ‬ ‫ل الل ّس ِ‬ ‫حب ْ ِ‬
‫موا ب ِ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫عت َ ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ت َفّرقوا[ )آل عمران‪.(103 ،102:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بخلف الببذين يسببعون للفرقببة بيببن‬
‫المسلمين‪ ،‬ويبذرون بذور الشقاق في‬
‫صفوفهم‪ ،‬فيفرقونهم عند أدنى نازلببة‪،‬‬
‫ويحزببببونهم ويؤلببببون بعضبببهم علبببى‬
‫بعض‪ ،‬وُيغرون بعضهم ببعض‪.‬‬
‫‪ _23‬سسسعة الفسسق‪ :‬فهببم أوسببع‬
‫الناس أفقًا‪ ،‬وأبعدهم نظببرًا‪ ،‬وأرحبهببم‬
‫بببالخلف صببدرًا‪ ،‬وأكببثرهم للمعبباذير‬
‫التماسًا‪.‬‬
‫وهم ل يأنفون من سماع الحببق‪ ،‬ول‬
‫تحبببرج صبببدورهم مبببن قببببوله‪ ،‬ول‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫يستنكفون مببن الرجببوع إليببه‪ ،‬والخببذ‬


‫به‪.‬‬
‫ثببببم إنهببببم ل ُيلزمببببون النبببباس‬
‫باجتهببباداتهم‪ ،‬ول يضبببللون كبببل مبببن‬
‫خبببالفهم‪ ،‬ول تضبببيق أعطبببانهم فبببي‬
‫المببور الجتهاديببة‪ ،‬الببتي تختلببف فيهببا‬
‫أفهام الناس‪.‬‬
‫ومببن مظبباهر سببعة الفببق عنببدهم‬
‫بعدهم عن التعصب المقيت‪ ،‬والتقليببد‬
‫العمى‪ ،‬والحزبية الضيقة‪.‬‬
‫‪ _24‬حسن الخلق‪ :‬فأهببل السببنة‬
‫أحسببن النبباس خلق بًا‪ ،‬وأكببثرهم حلمبا ً‬
‫وسببماحة وتواضببعًا‪ ،‬وأحرصببهم دعببوة‬
‫إلبببببى مكبببببارم الخلق‪ ،‬ومحاسبببببن‬
‫العمال‪.‬‬
‫‪ _25‬هم أهل الدعوة إلى الله‪:‬‬
‫فهبببم يبببدعون إلبببى ديبببن السبببلم‪،‬‬
‫بالحكمبببببة والموعظبببببة الحسبببببنة‪،‬‬
‫والمجادلببببة بببببالتي هببببي أحسببببن‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫ويسببلكون فببي ذلببك شببتى الطببرق‬


‫المشببروعة والمباحببة؛ حببتى يعببرف‬
‫الناس ربهم‪ ،‬ويعبدوه حق عبادته‪.‬‬
‫فل أحببد أحببرص منهببم علببى هدايببة‬
‫الخلق‪ ،‬ول أحد أرحم منهم بالناس‪.‬‬
‫ن‬
‫حو َ‬ ‫صببل ُ‬
‫‪ _26‬هم الغرباء‪ :‬الذين ي ُ ْ‬
‫ما أفسد النبباس‪ ،‬وَيص بُلحون إذا فسببد‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪ _27‬هم الفرقة الناجيسسة‪ :‬الببتي‬
‫تنجو مببن البببدع والضببللت فببي هببذه‬
‫الببدنيا‪ ،‬وتنجببو مببن عببذاب اللببه يببوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫‪ _28‬وهم الطائفة المنصسسورة‪:‬‬
‫لن اللببببه معهببببم‪ ،‬وهببببو مؤيببببدهم‬
‫وناصرهم‪.‬‬
‫‪ _29‬ل يوالسسون ول يعسسادون إل‬
‫على أسسساس السسدين‪ :‬فل ينتصببرون‬
‫لنفسهم‪ ،‬ول يغضبون لها‪ ،‬ول يوالببون‬
‫ل ِعُب ّي ّببة جاهليببة‪ ،‬أو عصبببية مذهبيببة‪ ،‬أو‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫راية حزبية‪ ،‬وإنما يوالون على الببدين‪،‬‬


‫ؤهم لله‪ ،‬وبراؤهم لله‪ ،‬ومببواقفهم‬ ‫فول ُ‬
‫ثابتة‪ ،‬ل تتبدل ول تتغير‪.‬‬
‫‪ _30‬سسسسلمتهم مسسسن تكفيسسسر‬
‫بعضسسسهم لبعسسسض‪ :‬فأهبببل السبببنة‬
‫سالمون من ذلببك‪ ،‬فهببم يببردون علببى‬
‫المخبببالف منهببم‪ ،‬ويوضببحون الحببق‬
‫طئون‪ ،‬ول يكفرون‪ ،‬ول‬ ‫للناس‪ ،‬فهم ُيخ ّ‬
‫يبدعون‪ ،‬ول يفسقون إل مببن اسببتحق‬
‫ذلك‪.‬‬
‫بخلف غيرهم من الطوائف الخرى‬
‫كببالخوارج الببذي يكببثر فيهببم الختلف‬
‫والتضليل والتكفير؛ ولهذا تجدهم يكفر‬
‫بعضهم بعضا ً عند أقل نازلة تنزل بهببم‬
‫من دقائق الفتيا وصغارها‪.‬‬
‫‪ _31‬سلمة قلوبهم وألسنتهم‬
‫لصسسسحاب الرسسسسول"‪ :‬فقلببببوبهم‬
‫عامرة بحبهم‪ ،‬وألسببنتهم تلهببج بالثنبباء‬
‫عليهم‪ ،‬فأهل السنة يرون أن الصحابة‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫خير القرون؛ لن الله_عز وجل_زكاهم‬


‫وكذلك رسوله"‪.‬‬
‫‪ _32‬سسسسلمتهم مسسسن الحيسسسرة‬
‫والضسسسسسسسسطراب‪ ،‬والتخبسسسسسسسسط‬
‫والتناقض‪ :‬فأهببل السببنة والجماعببة‬
‫أكببثر النبباس رض با ً ويقين بًا‪ ،‬وطمأنينببة‪،‬‬
‫وإيمانببببًا‪ ،‬وأبعببببدهم عببببن الحيببببرة‬
‫والضطراب‪ ،‬والتخبط والتناقض‪.‬‬
‫حببتى إنببه ليوجببد عنببد عببوام أهببل‬
‫السبببنة مبببن ب َبببْرد ِ اليقيبببن‪ ،‬وحسبببن‬
‫المعتقد‪ ،‬والبعد عن الحيرة_ما ل يوجد‬
‫ذاقهم‬ ‫ح ّ‬‫عند علماء الطوائف الخرى‪ ،‬و ُ‬
‫مبببن أهبببل الكلم وغيرهبببم‪ ،‬ممبببن‬
‫اضطربوا في تقرير عقببائدهم فحبباروا‬
‫وحيروا‪ ،‬وتعبوا وأتعبوا‪.‬‬
‫ومما يدل على حيرتهم ما جاء على‬
‫ذاق أهببل الكلم الببذي بلغببوا‬ ‫حب ّ‬
‫ألسنة ُ‬
‫الغاية فيببه فلببم يرجعببوا بفببائدة‪ ،‬ولببم‬
‫يعودوا بعائدة‪ ،‬فهذا الرازي أحببد أكببابر‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫علم الكلم ينببوح علببى نفسببه ويبكببي‬


‫عليها قائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫وغاية سعي العالمين‬ ‫ة إقببدام العقببول‬‫نهاي ُ‬
‫ضلل‬ ‫عقا ُ‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫ى‬
‫ة دنيانببببا أذ ً‬
‫وغايبببب ُ‬ ‫وأرواحنا في وحشببة‬
‫ووبال‬ ‫من جسومنا‬
‫سوى أن جمعنا فيببه‬ ‫ولم نستفد من بحثنا‬
‫قيل وقالوا‬ ‫طول عمرنا‬
‫فبببببببادوا جميعببببببا ً‬ ‫وكببم قببد رأينببا مببن‬
‫مسرعين وزالوا‬ ‫رجال ودولة‬
‫رجال فزالوا والجبال‬ ‫وكببم مببن جبببال قببد‬
‫جبال‬ ‫علت شرفاتها‬
‫ومنهم الشهرستاني الذي قال‪:‬‬
‫وقّلبت طرفي بين تلك‬ ‫لعمبببري لقبببد طفبببت‬
‫المعالم‬ ‫المعاهد كلها‬
‫علببى ذ ََقببن أو قارعببا ً‬ ‫ف‬‫فلم أر إل واضببعا ً ك ب ّ‬
‫ٍ‬
‫ن نادم‬ ‫س ّ‬ ‫ر‬
‫حائ ٍ‬
‫ومن الذين خاضببوا فببي علببم الكلم‬
‫وندموا على ذلك‪ :‬الجويني‪ ،‬والغزالي‪،‬‬
‫والخسر وشاهي‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫هببذا هببو شببأن مببن ضببل مببن أهببل‬
‫الفرق السلمية‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫أمببا الكفببار الببذين تنكبببوا الصببراط‬


‫المستقيم مببن الملحببدة وغيرهببم_فل‬
‫تسببل عببن بؤسببهم وشببقائهم فهببم‬
‫يعيشون أدنى دركات الشببقاء والنكببد‪،‬‬
‫فلقببد سببلبوا المببن‪ ،‬وشبباعت فيهببم‬
‫المببراض النفسببية والعصبببية‪ ،‬وكببثر‬
‫فيهم الرعببب‪ ،‬وانتشببر فيهببم النتحببار‬
‫والرغبة في التخلص من الحياة‪.‬‬
‫فهببببا هببببو الفيلسببببوف اللمبببباني‬
‫المشهور =فريدريك نيتشببه‪ +‬بعببد أن‬
‫ألغى من فكره عقيببدة اليمببان بببالله‪،‬‬
‫ها هو يعببرب عببن دخيلببة نفسببه‪ ،‬ومببا‬
‫يعببانيه مببن عببذاب وشببقاء فيقببول‪:‬‬
‫=إننببي أعلببم جيببد العلببم لمبباذا كببان‬
‫النسببان هببو الحيببوان الوحيببد الببذي‬
‫يضببحك؛ لنببه هببو الببذي يعبباني أشببد‬
‫العنببباء‪ ،‬فاضبببطره ذلبببك أن يخبببترع‬
‫الضحك‪. +‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫وهذا الفيلسببوف الفرنسببي الملحببد‬


‫الوجودي اليهودي =جان بول سارتر‪+‬‬
‫عندما كفر بالله‪ ،‬واليببوم الخببر أصبببح‬
‫ينظبببر إلبببى الحيببباة مبببن منظبببوره‬
‫الوجودي‪ ،‬فل يرى الوجود كلببه إل مببن‬
‫دوائر القلبببق‪ ،‬والمتببباعب‪ ،‬والغثيبببان‪،‬‬
‫واللم‪.‬‬
‫وكتبببب فبببي ذلبببك جملبببة قصبببص‬
‫ومسببرحيات ضببمنها آراءه الفلسببفية‬
‫الوجودية‪.‬‬
‫وحين حضره الموت سأله من كببان‬
‫عنده‪ُ :‬ترى إلببى أيببن قببادك مببذهبك ؟‬
‫ق ملببؤه النببدم‪:‬‬
‫ى عمي ب ٍ‬
‫فأجاب في أس ً‬
‫=إلى هزيمة كاملة‪. +‬‬
‫أين هؤلء من أميببر المببؤمنين عمببر‬
‫بببن عبببدالعزيز_رحمببه اللببه تعببالى_إذ‬
‫يقول‪= :‬أصبحت ومالي سرور إل فببي‬
‫مواضع القضاء والقدر‪. +‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫وأيببن هببم مببن شببيخ السببلم ابببن‬


‫تيمية_رحمه الله تعببالى_عنببدما اقتيببد‬
‫إلى السببجن فقببال كلمتببه المشببهورة‬
‫=مببا يصببنع أعببدائي بببي ؟ أنببا جنببتي‬
‫وبستاني في صدري‪ ،‬أين رحببت فهببي‬
‫معببي ل تفببارقني؛ أنببا حبسببي خلببوة‪،‬‬
‫وقتلببي شببهادة‪ ،‬وإخراجببي مببن بلببدي‬
‫سياحة‪. +‬‬
‫‪ _33‬التثبت في الخبار‪ ،‬وعدم‬
‫التسسسسرع فسسسي إطلق الحكسسسام‪:‬‬
‫بخلف الببذين يسببارعون فببي إطلق‬
‫الحكام‪ ،‬ويتهافتون على إلصاق التهببم‬
‫قون‪ ،‬ويبببببدعون‪،‬‬ ‫سبببب ُ‬ ‫بالبريبببباء‪ ،‬فَي ُ َ‬
‫ف ّ‬
‫ويكفرون بالتهمة والظنة‪ ،‬من غيببر مببا‬
‫برهان أو بينة‪.‬‬
‫‪ _34‬حصسسسول البشسسسرى عنسسسد‬
‫الممسسسات‪ :‬وذلبببك ليمبببانهم ببببالله‪،‬‬
‫واستقامتهم على أمره‪ ،‬قال_تعببالى_‪:‬‬
‫م‬ ‫قسساُلوا َرب َّنسسا الّلسس ُ‬
‫ه ُثسس ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اّلسس ِ‬
‫ذي َ‬ ‫]إ ِ ّ‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫ة‬
‫كس ُ‬‫ملئ ِ َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ه ْ‬‫ِ‬ ‫عل َي ْ‬
‫ل َ‬ ‫موا ت َت َن َّز ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ست َ َ‬‫ا ْ‬
‫ش سُروا‬ ‫َ‬ ‫خسسا ُ‬ ‫أ َل ّ ت َ َ‬
‫وأب ْ ِ‬‫حَزن ُسسوا َ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫فوا َ‬
‫ن[‬‫دو َ‬ ‫عسسس ُ‬
‫م ُتو َ‬ ‫ة ال ّت ِسسسي ك ُن ْت ُسسس ْ‬ ‫جن ّسسس ِ‬‫ِبال ْ َ‬
‫)فصلت‪.(30 :‬‬
‫‪ _35‬مضسسسسساعفة الحسسسسسسنات‪،‬‬
‫ورفعسسة السسدرجات‪ :‬فمببن أسببباب‬
‫مضبببببباعفة الحسببببببنات‪ ،‬ورفعببببببة‬
‫البببببدرجات_ببببببل هبببببو أساسبببببها‬
‫ة العقيدة‪ ،‬وقوة اليمان‪.‬‬ ‫وأصلها_صح ُ‬
‫وأهل السنة والجماعة أصببح النبباس‬
‫ة‪ ،‬وأقبببواهم إيمانبببًا؛ ولبببذلك‬ ‫عقيبببد ً‬
‫فأعمببالهم تضبباعف مضبباعفة كبببيرة‪،‬‬
‫علببوا ً ل يببدانيه‬ ‫ودرجاتهم ترفببع وتعلببو ُ‬
‫أحببد‪ ،‬ول يشبباركهم فيببه إل مببن كببان‬
‫على مثببل مببا هببم عليببه مببن العقيببدة‬
‫واليمان‪.‬‬
‫ولهذا كان السببلف يقولببون‪= :‬أهببل‬
‫السبببنة والجماعبببة إن قعبببدت بهبببم‬
‫أعمالهم_قامت بهببم عقببائدهم‪ ،‬وأهببل‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫البدع إن كببثرت أعمببالهم قعببدت بهببم‬


‫عقائدهم‪. +‬‬
‫هببذه مببآثر أهببل السببنة والجماعببة‪،‬‬
‫وهذه بعض خصائصهم التي تميزوا بها‬
‫على غيرهم‪ ،‬وتلك هي الخصببال الببتي‬
‫طبقهببا سببلفنا الصببالح_رحمهببم اللببه‬
‫ورضي عنهم_فنالوا الخيرات‪ ،‬وحصلوا‬
‫على البركات‪.‬‬
‫وليببس معنببى ذلببك أن أهببل السببنة‬
‫معصببومون ؟ ل‪ ،‬بببل إن منهجهببم هببو‬
‫المعصوم‪ ،‬وجماعتهم هي المعصومة‪.‬‬
‫أمببا آحببادهم فقببد يقببع منببه الظلببم‬
‫والبغبببببي‪ ،‬والعبببببدوان‪ ،‬وارتكببببباب‬
‫المخالفات‪.‬‬
‫ولكبببن ذلبببك قليبببل بالنسببببة إلبببى‬
‫قّر من فعببل ذلببك منهببم‪،‬‬ ‫غيرهم‪ ،‬ول ي ُ َ‬
‫بل يبتعد عن السنة بقدر مخالفته‪.‬‬
‫ثببم إن مببا عنببد أهببل السببنة مببن‬
‫مخالفات وأخطبباء فعنببد غيرهببم أكببثر‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫مما عندهم‪ ،‬وما عند غيرهم من فضل‬


‫وعلم وكمال فعند أهببل السببنة أكملببه‬
‫وأتمه‪.‬‬
‫فما أجببدرنا_معاشببر المسببلمين_أن‬
‫نأخببذ بمنهببج أهببل السببنة‪ ،‬وأن نببوطن‬
‫أنفسببنا علببى ذلببك‪ ،‬ومببا أحرانببا_نحببن‬
‫أهببل السببنة_أن نقببوم بالسببنة حببق‬
‫القيام‪ ،‬وأن نقتدي بسلفنا الصالح فببي‬
‫كبببل أمورنبببا؛ لنرضبببي ربنبببا_جبببل‬
‫وعل_ولنعطببي صببورة مشببرقة عببن‬
‫السلم الصحيح النقي؛ ليقبببل النبباس‬
‫عليببه‪ ،‬ويحرصببوا علببى الببدخول فيببه‪،‬‬
‫ولئل نصبببح فتنببة لغيرنببا مببن الكفببار‬
‫والمبتدعببة‪ ،‬فببإذا رأوا مببا عليببه بعببض‬
‫أهل السنة من بعد عن المنهج_قببالوا‪:‬‬
‫إذا كان خاصة المؤمنين بهببذه المثابببة‬
‫فل لبببوم علينبببا ول تبببثريب‪ ،‬وببببذلك‬
‫تندرس معالم الحق‪ ،‬وتنطمببس أنببوار‬
‫الهدى‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫وأخيرًا‪ :‬نحمد الله أن جعلنا من أهل‬


‫السببنة‪ ،‬ونسببأله أن يتببم علينببا النعمببة‬
‫والمنبببة‪ ،‬وأن يرزقنبببا لبببزوم السبببنة‪،‬‬
‫والعمببل بالسببنة‪ ،‬وأن يتوفانببا علببى‬
‫السنة‪.‬‬
‫وآخبببر دعوانبببا أن الحمبببد للبببه رب‬
‫العببالمين‪ ،‬وسببلم علببى المرسببلين‪،‬‬
‫واللببه أعلببم‪ ،‬وصببلى اللببه علببى نبينببا‬
‫محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مختصر عقيدة اهل السنة والجماعة‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة _ ‪4‬‬
‫مقدمة سماحة الشيخ عبببدالعزيز بببن _‬
‫باز ×لصل الكتاب ‪6‬‬
‫مفهوم العقيدة السلمية _ ‪8‬‬
‫تعريف العقيدة في الصطلح العام _‪8 1‬‬
‫العقيدة السلمية _‪8 2‬‬
‫موضوعات علم العقيدة _‪8 3‬‬
‫أسماء علم العقيدة عند أهل السنة _‪4‬‬
‫والجماعة ‪9‬‬
‫أهل السنة والجماعة_‪9 5‬‬
‫أسماء أخرى لهل السنة والجماعة _‪10 6‬‬
‫خصببائص العقيببدة السببلمية_ عقيببدة_‬
‫_أهل السنة والجماعة ‪11‬‬
‫خصائص أهل السنة والجماعة _ ‪12‬‬

You might also like