Professional Documents
Culture Documents
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي اردو
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي اردو
1
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
بس $$م اهلل ال $$رحمن ال $$رحيم الحم $$د هلل و كفى..و س $$الم على عب $$اده
الذين اصطفى..وبعد$...
$ئلت :في " ابن ع$$ربي ،م$$ا حال$$ه ؟ و في رج$$ل أم$$ر ب$$إحراق
فق$$دا سُ $
كتبه و قال :إن$ه ع$ربي:ن اليه$ود ،و النص$ارى ،و من أدعى هلل ول$دا
" ؟ فما يلزمه في ذلك ؟
قد اختلف الناس قديما و حديثا في ابن عربي:
- 1ففرقة تعتق$$د واليت$ه .و هي المص$يبة .و من ه$ذه الفرق$$ة الش$يخ
ت$$اج ال$$دين بن عط$$اء اهلل من أئم$$ة المالكي$$ة و الش$$يخ عفي$$ف ال$$دين
الي$$$افعي من أئم $$ة الش $$افعية.فإنهم$ $ا $بالغ $$ا في الثن$$$اء علي$$$ه،و وص$$$فاه
بالمعرفة.
- 2و فرقة تعتقد ضالله و منهم طائفة كبيرة من الفقهاء$
- 3و فرقة شكت في أمره و منهم الحافظ الذهبي في الميزان .
- 4و عن الشيخ عز الدين بن عبد السالم:
أ -الحط عليه.
ب -و وصفه $بأنه القطب.
و الجمع بينهما:
ما أشار إليه تاج الدين بن عطاء اهلل في " لطائف المنن ":
2
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
أن الش$يخ ع$ز ال$دين بن عب$د الس$الم ك$ان في أول أم$ره على طريق$ة
الفقهاء من المسارعة إلى اإلنكار على الصوفية.
فلما حج الش$يخ أب$و الحس$ن الش$اذلي و رج$ع ،ج$اء إلى الش$يخ ع$ز
الدين قبل أن يدخل بيته ،و أقراه السالم من النبي صلى اهلل عليه و
سلم ،فخضع الشيخ عز الدين ل$$ذلك ،و ل$$زم مجلس الش$$اذلي من
لما فهم ط$ريقتهم على
حينئذ ،و ص$ار يب$الغ في الثن$اء على الص$وفية َّ
وجهها.و صار يحضر معهم مجالس السماع.
و ق$$ $د س$$ $ئل ش$$ $يخنا ش$$ $يخ اإلس$$ $الم ،بقيةالمجته$$ $دين ش$$ $رف ال$$ $دين
المناوي عن ابن عربي ،فأجاب بما حاصله:
$كوت عن$$ه أس$$لم؛ و ه$$ذا ه$$و الالئ$$ق بك$$ل َورِع يخش$$ى على
إن السَ $
نفسه.
و الق$$ول الفص$$ل عن$$دي في ابن ع$$ربي طريق$$ه ال يرض$$اها فِ ْر َقتَ$$ا أه$$ل
العصر :ال من يعتقده ،و ال من يحط ّ عليه.
اعتقاد ِواليَته ،و تحريم النظر في ُكتُبِه .
ُ و هي:
فقد نُِق َل عنه هو أنه قال:
{ نحن قوم يحرم النظر في كتبنا .و ذلك أن الصوفية تواطئوا على
ألفاظ اصطلحوا عليها ،و أرادوا بها معاني غير المع$$اني المتعارف$$ة
منه $$ا .فمن حم $$ل ألف $$اظهم على معانيه $$ا المتعارف $$ة بين أه $$ل العلم
كفرهم}. الظاهر ك َفرو َّ
3
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
نص على ذل$$ك الغ$$زالي في بعض كتب$$ه و ق$$ال :إن$$ه ش$$بيه بالمتش$$ابه
بالقرآن و السنة .
المتعارف عليه منه.
َ و من حمله على ظاهره كفر ،و له معنى سوى
فمن حم $$ $ل آي $$ $ات الوج $$ $ه ،و الي $$ $دين ،و العين ،و االس $$ $تواء ،على
معانيها المتعارفة كفر قطعاً.
$ف من س$$وء الحس$$اب ،و أن
و المتص$$دي لكتب$$ه ت$$دل ع$$ربي لم يخْ $
يقال له:
ه $$ل ثبت عن $$دك في نص أن $$ه ك $$افر ؟ ف $$إن ق $$ال { :كتب $$ه ت $$دل على
$ال ل$$ه :ه$$ل ثبت عن$$دك ب$$الطريق المقب$$ول في
كف$$ره} $.أَاألول :أن يُقَ $
نق$$ل األخب$$ار أن$$ه ق$$ال ه$$ذه الكلم $ة $بعينه$$ا ؟ و أن$$ه قص$$د به$$ا معناه$$ا
المتع $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ارف ؟
و األول :ال س$$بيل إلي$$ه؛ لع$$دم ُمس$َ $تنَ ٍد ُي ْعتم$$د علي$$ه في ذل$$ك .و ال
عبرة باالستفاضة $اآلن.
$ل كلم$$ة
و على تقدير ثبوت أصل الكتاب عن$$ه؛ فال بّ $د من ثب$$وت كِّ $
س في الكتاب ما ليس من كالمه من َعُ $د ٍّو أو كلمة؛ الحتمال أن يُ َد َّ
مل ِ
ْحد. ُ
و ه$$$ذا " ش$$$رح التنبي $$ه " للجيلي ،مش $$حون بغ$$$رائب ال تع$$$رف في
دس في $$ه م $$ا الم $$ذهب .و ق $$د ا ْعتُ $ِ $ذ َر عن $$ه؛ بأن $$ه لع َّ $
$ل بعض األع $$داء َّ
أفسده حسدا.
4
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
و الث $$اني :و ه $$و أن $$ه قص $$د به $$ذه الكلم $$ة ( ك $$ذا ) ال س $$بيل إلي $$ه
أيضا.
و من ادعاه كفر؛ ألنه من أمور القلب ،التي ال يطَّلع عليها إال اهلل.
و قد سال بعض أكابر العلماء بعض الصوفية في عص$$ره:م$$ا حملكم
ظاهرها ؟
على أن اصطلحتم على هذه األلفاظ التي يُ ْستَْب َش ُع ُ
فق$$ال :غ$$يرةً على طريقن$$ا ه$$ذا أن يَدَّعي$$ه من ال يحس$$نه ،وي$$دخل في$$ه
من ليس من أهله.
و المتص$$دي للنظ$$ر في كتب ابن ع$$ربي ،أو أقرأه$$ا غ$$يره..لم ينص$$ح
نفسه ،و ال غ$$يره؛ ب$$ل ض$َّ $ر نفس$$ه ،و ض َّ$ر المس$$لمين ك$ل الض$رر ،ال
س$$يما إن ك$$ان من القاص$$رين في عل$$وم الش$$رع ،و العل$$وم الظ$$اهرة؛
ضل..ضل ،و ي ِ فإنه ي ِ
ُ َ
المق$$ $رىء عارف$$ $ا؛ فليس من طري$$ $ق الق$$ $وم
و على تق$$ $دير أن يك$$ $ون ُ
إقراء المريدين كتب الصوفية .و ال يؤخذ هذا العلم من الكتب.
و ما أحسن قول بعض األولياء لرجل – و ق$$د س$$أله أن يق$$رأ علي$$ه "
تائية ابن الفارض " – فقال له:
$هرهم ،رأى م $$ا
$وع الق $$وم ،و س $$هر س َ $
$ذا..من ج $$اع ُجَ $
دع عن $$ك ه َ $
رأ َْوا..و ال$$ $ $ $ $ $واجب على الش$$ $ $ $ $ $اب المس$َ $ $ $ $ $ $ت ْفتَى عن$$ $ $ $ $ $ه:التوب$$ $ $ $ $ $ة ،و
االستغفار..والخضوع هلل تع$$الى ،و اإلناب$$ة إلي$$ه؛ ح$$ذراً من أن يك$$ون
آذى وليًّا هللِ ،
فيؤذن اهلل بحرب.
5
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
ف$$إن امتن$$ع من ذل$$ك ،و ص$َّ $مم َ ،فكف$$اه عقوب$$ة اهلل تع$$الى عن عقوب$$ة
المخل$$ $وقين.و م$$ $اذا عس$$ $ى أن يص$$ $نع في$$ $ه الح$$ $اكم أو غ$$ $يره..ه$$ $ذا
جوابي في ذلك .و اهلل أعلم.و قد أثنى عليه جماعة $منهم:
قال الشيخ العارف صفي الدين بن أبي المنصور في " رسالته ":
رأيت بدمش$$ق الش$$يخ اإلم$$ام الوحي$$د ،الع$$الم العام$$لُ $:م ْحيِي ال$$دين
بن ع $$ربي.و ك $$ان من أك $$بر علم $$اء الطري $$ق ،جم $$ع بين س $$ائر العل $$وم
ال َك ْس$بِيَّة ،و م$$ا ق$$رأ من العل$$وم الوهبي$$ة.و ش$$هرته $عظيم$$ة ،و تص$$انيفه
كثيرة .و كان غلب عليه التوحيد علما و خلقا..ال يكترث الوجود
ض$ $ $ا $،و ل$$ $ $ه أتب$$ $ $اع علم$$ $ $اء ،أرب$$ $ $اب مواجي$$ $ $د ،و
مقبال ك$$ $ $ان أو ُمعر ً
تصانيف ،و كان بينه و بين سيدي أبي العباس الح$$رار إخ$$اء و رفق$$ة
في الس$$ياحات – رض$$ي اهلل عنهم$$ا – آمين.و ق$$ال في موض$$ع آخ$$ر
من " الرس$$ $الة ":كتب الش$$ $يخ مح$$ $يي ال$$ $دين بن ع$$ $ربي كتاب$$ $ا من
دمشق إلى أبي العب$اس الح$رار ق$ال في$ه:ي$ا أخي أخ$برني بم$ا تج$ده
لك من الفتح.
فق$$ $ $ال لي الش$$ $ $يخ :اكتب :ج$$ $ $رت أم$$ $ $ور غريب$$ $ $ة النظ$$ $ $ر ،عجيب$$ $ $ة
ُجب $$ك عنه $$ا
إلي به $$ا بباطن $$ك أ ْ
الخ $$بر.فكتب إلي $$ه ابن ع $$ربي :توج $$ه َّ
بب$$اطني .فع$َّ $ز ذل$$ك على الش$$يخ من$$ه ،و ق$$ال لي :اكتب ل$$ه :أُ ْش$هدت
األولي$$اء دائ$$رة مس$$تديرة في وس$$طها اثن$$ان :أح$$دهما – الش$$يخ أب$$و
الحسن بن الصباغ .و اآلخر – رجل أندلسي.فقيل لي :أح$د ه$ذين
6
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
7
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
م$$رات ،ف$$اتفق ألن$$ه م$$ات ،و حض$$ر ابن ع$$ربي م$$ع الن$$اس جنازت$$ه ،ثم
رجع و جلس في بيت بعض أصحابه ،و توجه إلى القبلة ،فلما ج$$اء
ض َ $ر إلي$$ه الغ$$داء ،فلم يأك$$ل ،و لم ي$$زل على حال$$ه ُح ِ
و ق$$ط الغ$$داء أ ْ
متوجه $$ا ،يص $$لي الص $$لوات ،و يتوج $$ه إلى م $$ا بع $$د العش $$اء اآلخ $$رة،
ف$$التفت و ه$$و مس$$رور ،و طلب الطع$$ام ،فقي$$ل ل$$ه في ذل$$ك ،فق$$ال:
الْ$$تزمت م$$ع اهلل أالَّ آك$$ل و ال أش$$رب ح$$تى يغف$$ر له$$ذا الرج$$ل ال$$ذي
ك$$ان يلعن$$ني ،فبقيت ك$$ذلك ،و ذك$$رت ل$$ه س$$بعين أل$$ف << ال إل$$ه
إال اهلل >> ،و رأيته و قد غفر له.
قال الشيخ عبد الغفار:و حكى لي الشيخ عبد العزيز عنه حكايات ٍ
ت$دل على عظم ش$أنه ،و كش$ف إطالع$ه ق$ال :و حكى اإلم$ام محب
ال$$ $ $دين الط$$ $ $بري ش$$ $ $يخ الح$$ $ $رم بمك$$ $ $ة عن والدت$$ $ $ه – و ك$$ $ $انت من
الصالحات – أنها ربما أنكرت على ابن عربي كالم$اً قال$$ه في مع$$نى
" الكعبة ".قالت :فرأيت الكعبة تطوف بابن عربي .
و قال :و قد كان وقع بين الشيخ عز الدين بن عبد الس$$الم ،و بين
الشيخ محيي الدين بن عربي.
أخ $$بر الش $$يخ عب $$د العزي $$ز ذل $$ك؛ ألن الش $$يخ ع $$ز ال $$دين ك $$ان ينك $$ر
ظاهر الحكم.
8
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
و حكى عن خ$$ادم الش$$يخ ع$$ز ال$$دين أن$$ه دخ$$ل إلى الج$$امع بدمش$$ق،
فق$$ $ $ال"الخ$$ $ $ادم" للش$$ $ $يخ ع$$ $ $ز ال$$ $ $دين :أنت وع$$ $ $دتني أن تُ ِ $ $ $ريَنِي<
القطب>
فق $$ال ل $$ه :ذل $$ك ه $$و << القطب >> ،و أش $$ار إلى ابن ع $$ربي و
هو جالس،و الحلقة عليه.
فقال له :يا سيدي و أنت تقول فيه ما تقول ؟
فقال :هو << القطب >>.فكرر عليه القول ،و هو يقول ذلك.
ف$$$إن لم يكن << القطب >> فال معارض$ $ة $في ق$$$ول الش$$$يخ ع$$$ز
ال$$دين؛ ألن$$ه إنم$$ا يحكم علي$$ه بم$$ا يب$$دو من أم$$وره الظ$$اهرة ،و حف$$ظ
سياج الشرع.
و الس$رائر أمره$ا إلى اهلل تع$الى يفع$ل فيه$ا م$ا يش$اء ،فق$د يطَّل$ع على
محله و رتبته ،فال ينكرهما.
و إذا ب$$دا في الظ$$اهر ش$$يء مم$$ا ال بعه$$ده الن$$اس في الظ$$اهر أنك$$ره
حفظا ً لقلوب الضعفاء ،و وقوفاً مع ظاهر الشر ع ،و ما كلف ب$$ه،
حقهُ ،و هذا َّ
حقهُ ،و اهلل أعلم. المقام ًّ
َ فيعطي هذا
هذا كالم الشيخ عبد الغفار في جمع$ه $بين مق$التي الش$يخ ع$ز ال$دين
في حق ابن عربي.
و عندي في الجمع أحسن من ذلك ،و هو ما أشار إليه الشيخ ت$$اج
الدين بن عطاء اهلل– نفعنا اهلل به :-
9
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
أن الش $$ $يخ ع $$ $ز ال $$ $دين ك $$ $ان َّأوال على طريق $$ $ة غ $$ $الب الفقه $$ $اء من
المسارعة إلى اإلنكار على << الصوفية >>.
فلم$$ا حج الش$$يخ أب$$و الحس$$ن الش$$اذلي و رج$$ع ،و أق$$رأه الس$$الم من
س$ $ن اعتق $$اده في الص $$وفية ،و ل $$زم
الن $$بي ص $$لى اهلل علي $$ه و س $$لم ح ُ
مجالس $$هم بع $$د ذل $$ك؛ فالظ $$اهر أن إنك $$اره على ابن ع $$ربي ك $$ان في
أول أمره لما كان الشيخ عز الدين أوالً بدمشق.
و ثناؤه عليه كان بعد ذلك في آخر أمره.
قال الشيخ عبد الغفار:
و ق $$ $د حكى الثق $$ $ة عن ابن ع $$ $ربي أن شخص $$ $ا طل $$ $ع و ه $$ $و بغرف $$ $ة
بدمش $$ق،و ك $$ان الش $$يخ ع $$ز ال $$دين حاض $$راً عن $$ده ،فق $$ال ل $$ه ذل $$ك
الشخص :إني أقصد الجهة الفالنية ،فقال :ال يأخذوك العرب.
فقال :ال بُ َّد لي من السفر.
فنزل ،فإذا الش$$يخ يق$ول :ه$ذا الب$$دوي خ$$رج علي$$ه ،و أخ$$ذ ثياب$ه ،و
ها هو قد رجع ،و جعل يقول :ها هو ..إلى أن قال :يا فالن ،قال:
نعم .فطلع علينا عرياناً و نحن جلوس مكاننا.
قال الشيخ عبد الغفار :و هذا كشف صريح.
علي الح$$ال في الح$$اكي :ه$$ل ه$$و القاض$$ي جالل
ق$$ال:و ق$$د اش$$تبه َّ
ال$$دين ابن الس$$بكي عن قاض$$ي القض$$اة وجي$$ه ال$$دين البهنس$$ي أم ه$$و
الشيخ عبد العزيز ؟
10
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
11
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
و الفض$$ل ،و مع$$روف بال$$دين ثق$$ة ع$$دل ،من أه$$ل الش$$ام ،و من أه$$ل
مص $$ر .إال أن بعض $$هم روى << :أن تُ ِري $$ني ولي$$اً >> .و بعض $$هم
روى << أن تُ ِريني القطب >>.
و ق $$د مدح $$ه طائف $$ة ،و عظَّم $$ه طائف $$ة من ش $$يوخ الطريق $$ة ،و علم $$اء
الحقيق$$ $ة..كالش$$ $يخ الحري$$ $ري و الش$$ $يخ نجم ال$$ $دين األص$$ $بهاني و
الش$$يخ ت$$اج ال$$دين ابن عط$$اء اهلل .و غ$$يرهم ممن يك$$ثر ع$$ددهم ،و
يعلو مجدهم.
و طعن فيه طائفة ال سيما من الفقهاء.
طائفة.قلت :ما نُقل و نسب إلى المشائخ -رضي اهلل
ُ و توقف فيه
عنهم -مما يخالف العلم الظاهر ،فله محامل$:
األول -أنَّا ال نُسلِّم نسبته إليهم حتى َّ
يصح عنهم.
تأويل يوافق..
الثاني -بعد الصحة ُيلْتَ َمس له ٌ
$ل ل$$ه ت$$أويالً عن$$د أه$$ل العلم الب$$اطن
ف$$إن لم يوج$$د ل$$ه تأوي$$ل قي$$ل :ل ََعَّ $
العارفين باهلل تعالى.
الثالث -صدور ذلك عنهم في ح$$ال الس$$كر و الغيب$$ة ،و ال َس$كرا ُن
ُسكراً مباح$اً غ$ير مؤاخ$ذ؛ ألن$ه غ$ير مكل$ف $في ذل$$ك الح$$ال .فس$$وء
الظن ِّ بهم بعد هذه المخارج من عدم التوفيق.
نعوذ باهلل من الخذالن ،و سوء القضاء ،و من جميع أنواع البالء.
12
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
و ق$$ال أيض$$ا -في موض$$ع آخ$$ر -من (( اإلرش$$اد ))م$$ا نص$$ه :ق$$ال
ش$$يخ الطريق$$ة ،و بح$$ر الحقيق$$ة مح$$يي ال$$دين بن ع$$ربي -رض$$ي اهلل
و ص$$ $احب لي في المغ$$ $رب $األقص$$ $ى بس$$ $احل عن$$ $ه -كنت أن$$ $ا
البح$$$ر المحي$$$ط ،و هن $$اك مس $$جد ي $$أوي إلي $$ه << االب$$$دال >>،
فرأيت أنا و صاحبي رجالً قد و ضع حصيراً في اله$واء على مق$دار
أربع$$ $ة أذرع من األرض و ص$$ $لى علي$$ $ه فجئت أن$$ $ا و ص$$ $احبي ح$$ $تى
وقفت تحته ،و قلت:
بسره ِ
الحبيب ِّ ب عن ُش ِغل ِ
المح ُّ َ
حب َمن َخلق الهواء وسخَّره
في ِّ
العارفون عُقولُهم $معقولةٌ
كل كون ترتضيه ُمطَهَّره
عن ِّ
مكرمون $و عنده
فهم لديه َّ
ُ
أسرارهم محفوظة و ُمطَهَّره
ُ
الم ْن ِكر ال$$ذي
قال :فأوجز في صالته ،و قال :إنما فعلت هذا ألجل ُ
معك ،و أنا << أبو العباس الخضر >>.
ق $$ال:و لم أكن أعلم أن ص $$احبي ينك $$ر كرام $$ات األولي $$اء ،ف $$الت َف ُّ
ت
إليه،
و قلت :يا فالن ،أكنت تنكر كرامات األولياء ؟؟
قال :نعم.
13
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
14
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
إلي الحاف$$ظ ض$$ياء ال$$دين المقدس$$ي :إن ابن الع$$ربي ت$$وفي ليل$$ة
كتب ّ
الجمع$$ة الث$$اني و العش$$رين من ربي$$ع اآلخ$$ر س$$نة ثم$$ان و ثالثين و
ستمائة.
و منهم قاض $$ي القض $$اة العالّم $$ة س $$راج ال $$دين الهن $$دي الحنفي أح $$د
أئم $$ $ة الحنفي $$ $ة ،و قاض $$ $ي القض $$ $اة بال $$ $ديار المص $$ $رية ،و ص $$ $احب
المص$$$نفات :كش $$رح الهداي $$ة،و ش $$رح المغ $$ني.ك$$$ان يتعص$$$ب البن
15
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
و منهم الش$$$يخ ولي ال $$دين محم $$د بن أحم $$د الملّ$$$وي أح$$$د علم$$$اء
الش $$افعية.ك $$ان عارفً $$ا بالتفس $$ير و الفق $$ه $،و األص $$ول ،و التص $$وف،
أل$$ف ع$$دة تص$$انيف على طريق$$ة ابن ع$$ربي ،و م$$ات في ربي$$ع األول
سنة أربع و سبعين و سبعمائة،و حضر جنازته ثالثون أل ًفا.
و حكى أنه قال عند موته << :حضرت مالئكة $ربي ،و بش$$روني،
و أحضروا لي ثيابًا من الجنة ،ف$انزعوا ع$ني ثي$ابي؛ فنزهوه$ا ،فق$ال:
وره ،و م$$ $ $ $ $ $ $ات في الح$$ $ $ $ $ $ $ال.
أرحمتم$$ $ $ $ $ $ $وني >> ،ثم زاد ُسُ $ $ $ $ $ $ $ $ر ُ
و منهم أب$$ $و ذر أحم$$ $د بن عب$$ $د اهلل العجمي أح$$ $د من ك$$ $ان يش$$ $غل
الناس في المعقول.
16
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
ق$$ال ابن حج$$ر :تفق$$ه ،و مه$$ر في العل$$وم ،و أل$$ف توالي$$ف .و ك$$ان
يحس$$ن الظن بتص$$انيف ابن ع$$ربي و يص$$رح بالنق$$ل منه$$ا.م$$ات $س$$نة
ثمان و ثمانين و سبعمائة$.
و منهم الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن يعقوب $المعروف
ب << شيخ الوضوء >>.
قال ابن حجر :كان يقرأ السبع ،و يشارك في الفضائل ،و ينظر في
كالم ابن عربي.
و قال ابن حجر :تفقه بوالدي و غيره ،و أذن له من خطيب أبيورد
باإلفتاء ،و كان التاج السبكي يثني علي$ه و ك$$ان حس$$ن الفهم ،جي$د
المناظرة ،و سلك طريق التصوف.
و كان يعتقد أن ابن عربي مات سنة تسعين و سبعمائة.
و منهم أبو عبد اهلل محمد بن سالمة التوزري المغربي.
قال ابن خلكان :كان فاضال في األص$$ول و الفق$$ه ،داعي$$ة إلى مقال$$ة
ابن عربي ،يناضل عنها ،و يناظر عليها ،مات سنة ثمانمائة.
و منهم الشيخ نجم الدين الباهي.
حجي :ك $$ان أفض $$ل الحنابل $$ة بال $$ديار المص $$رية ،و أحقهم
ق $$ال ابن ّ
بوالية القضاء.
ق$$ال ابن حج$$ر :و ك$$ان ل$$هُ نظ$$ر في كالم ابن ع$$ربي .و ق$$د درس و
أفتى ،مات سنة اثنتين و ثمانمائة.
17
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
18
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
19
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
و ذك$$ $ر البره$$ $ان الرق$$ $اعي في (( معجم$ $ $ه )) $حكى لي الش$$ $يخ تقي
ال$$دين أب$$و بك$$ر بن أبي الوف$$اء القدس$$ي الش$$افعي ق$$ال – و ه$$و أمث$$ل
علي بق$$راءة
الص$$وفية في زمانن$$ا – ق$$ال:ك$$ان بعض األص$$دقاء يش$$ير َّ
كتب ابن عربي و نحوها من أنظارها.
$رت الش $$ $يخ يوس $$ $ف اإلم $$ $ام
و بعض $$ $هم يمن $$ $ع م $$ $ني ذل $$ $ك ،فاستش ُ $ $
الص $$فدي في ذل $$ك ،فق $$ال:اعلم ي $$ا ول $$دي – وفق $$ك اهلل – أن ه $$ذا
$اهرا
العلم المنسوب البن عربي ليس بمختَرع له ،و إنما هو ك$$ان مً $
في$$ه ،و ق$$د ادعى أهل$$ه أن$$ه ال يمكن معرفت $ه $إال بالكش$$ف ف$$إذا ص$$ح
ُم$$دَّعاهم ،فال فائ$$دة في تقري$$ره؛ ألن$$ه إذا ك$$ان المق$ّ $رر ،و المق$$رر ل$$ه
مطلعين؛ فالتقرير تحصيل الحاصل.
و إن ك $$ان المطل $ُ $ع أحَ $ $دهما فتقري $$ره ال ينف $$ع اآلخ $$ر .و إال فإنهم $$ا
يخبطان خبط عشواء !!
فس$$ $بيل الع$$ $ارف ع$$ $دم البحث عن ه$$ $ذا العلم ،و علي$$ $ه المع$$ $ول $،و
الس$$لوك فيم$$ا يوص$$ل إلى الكش$$ف عن الحق$$ائق .و م$$تى كش$$ف ل$$ه
عن شيء علمه ،و مشى في أعلى سند.
$رت الش $$يخ زين ال $$دين الخ $$افي بع $$د أن ذك $$رت ل $$ه
ق $$ال :ثم استش ُ $
كالم الشيخ يوسف،
فقال :كالم الشيخ يوسف حسن .و أزيدك أن العب$$د إذا تخلَّق ،ثم
تحق$$ق ،ثم ُج$ِ $ذب ،اض$$محلت ذات$$ه ،و ذهبت ص$$فاته ،و تخلص من
20
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
س$وى ،فعن$$د ذل$$ك تل$$وح ل$$ه ب$$روق الح$$ق ب$$الحق ،فيطل$$ع على ك$$ل
ال ّ
ش$$يء ،و ي$$رى اهلل عن$$د ك$$ل ش$$يء ،فيغيب باهلل عن ك$$ل ش$$يء و ال
ي $$ $ $رى ش $$ $ $يئا س $$ $ $واه ،فيظن أن اهلل عين ك $$ $ $ل ش $$ $ $يء و ه$$ $ $ذا أول
المقامات.
ف$$إذا ت$$رقى عن ه$$ذا المق$$ام و أش$$رف على مق$$ام أعلى من$$ه ،و ع َّ
ض$ده
التأيي $$د اإللهي ،رأى أن األش $$ياء كله $$ا فيض وج $$وده تع $$الى ،ال عين
وجوده ،فالناطق حينئذ بما ظنه في أول مق$$ام إم$$ا مح$$روم س$$اقط ،و
إما نادم تائب {..و ربك يخلق ما يشاء و يختار } القصص .68 /
ف$$إن قلت :فه$$ذا الش$$يخ ولي ال$$دين الع$$راقي ق$$د ق$$ال في فتاوي$$ه :ق$$د
بلغني عن الشيخ اإلمام عالء الدين القونوي $أنه قال في مث$$ل ذل$$ك:
إنما يؤول كالم المعصومين !
قلت :هذا منقوض بأمرين:
ُ
أح $$ $دهما :أن القون $$ $وي ق $$ $د فع $$ $ل خالف ذل $$ $ك في كتاب $$ $ه((ش $$ $رح
التع $$رف)) ،فنق $$ل عن ابن ع $$ربي و غ $$يره كلم $$ات ظاهره $$ا المناف $$اة
للش $$رع ،ثم تأوله $$او خرجه $$ا على أحس $$ن المحام $$ل؛ فه $$ذا من $$ه إم $$ا
دليل على بطالن ما نقل عنه من عدم التأويل ،أو رجوع عنه.
و الث$$اني :إن كالم القون$$وي $ل$$و ثبت أن$$ه قال$$ه ،و لم يق$$ل خالف$$ه في
$ل من$$ه ،و ه$$و ش$$يخ
أجّ $
$ارض بق$$ول َمن ه$$و َ
(( ش$$رح التع$$رف )) ُم َعَ $
21
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
22
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
23
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
قد عظمه الشيخ كمال ال$دين بن الزملك$اني $في مص$$نفه ال$ذي عمل$ه
ص$ $ $دِّيق ،و ه $$ $و
في الكالم على الن $$ $بي ،و المل $$ $ك ،و الش $$ $هيد ،و ال ّ
الصدِّيقية.
مشهور في الفصل الثاني في فضل ّ
و ق$$ال :الش$$يخ مح$$يي ال$$دين بن ع$$ربي البح$$ر الزاخ$$ر في المع$$ارف
اإللهية .و ذكر من كالمه ُج ْملَةً ،ثم قال في آخر الفصل:
نقلت كالم$$ $ه ،و كالم من ج$$ $رى مج $$راه من أه$$ $ل الطري$$$ق؛
و إنم$$$ا ُ
ألنهم أع$$رف بحق$$ائق ه$$ذه المقام$$ات $،و أبص$$ر به$$ا ،ل$$دخولهم فيه$$ا.
و تَ ِ
حققهم به$$ $ا ذوق $ $اً ،و المخ$$ $بر عن الش$$ $يء ذوق$$$ا مخ$$$بر عن عين
اليقين ،فاسأل به خبيرا...انتهى كالم ابن الزملكاني$.
قال الص$فدي :و ُحكي لي بأن$ه ذك$ر للش$يخ تقي ال$دين بن تيمي$ة أن
في دمش$$ $ $ق إنس$$ $ $انا يص$$ $ $رف كالم ابن ع$$ $ $ربي بالتأوي$$ $ $ل إلى ظ$$ $ $اهر
الشرع ،ف ُقدِّر أن أجتمع به ،فقال له :بلغني عنك كذا ،و كذا،
فقال :نعم.
وقوف
ٌ ُجةَ بَ ْح ٍر ،األنبياءُ
ت ل َّ
ضُفقال :كيف تعمل في قولهُ << :خ ْ
على ساحله >>
فقال :م$$ا في ذا ش$$يء .يع$$ني أنهم واقف$$ون إلنق$$اذ من يغ$$رق في$$ه من
أممهم.
فقال له :هذا بعيد.
فقال :و إال..ما الذي تفهمه أنت ؟ و ما هو المقصود $؟!
24
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
و على الجمل $$ة فق $$د ك $$ان رجالً عظيم $اً ،و ال $$ذي نفهم $$ه من كالم $ه$
حس$ن بَس ٌ$ن ،و ال$ذي يش$كل علين$ا نك$ل علم$ه $إلى اهلل تع$الى ،و م$ا
كلفنا إتباعه ،و ال العمل $بكل ما قاله.
رأيت كتابه الفتوحات $المكية في عشرين مجلدا بخطه،
قال :و قد ُ
فرأيت فيه دقائق و غرائب و عجائب ليست توجد في كالم غيره،
ُ
و ك$$أن المنق$$ول و المعق$$ول $ممثالن بين عيني$$ه في ص$$ورة محص$$ورة
يش$$اهدها م$$تى أراد ،و ت$$أتي ل$$ه األث$$ر و نزل$$ه على م$$ا يري$$ده ،و ه$$ذه
قدرة و نهاية إطالع ،و توقد ذهن و غاية حفظ و ذكر.
دره ،و هو من أجل مصنَّفاته$.
و من وقف على هذا الكتاب عال قَ ُ
ق $$ال :و ق $$د ذك $$ر في أول $$ه عقيدت $$ه ،فرأيته $$ا من أوله $$ا إلى آخ $$ر ه $$ا
عقي $$دة الش $$يخ أبي الحس $$ن األش $$عري $،ليس فيه $$ا م $$ا يخ $$الف رأي $$ه،
قال :و كتب عليها:
*** يقتضيه التكذيب و البهتا ُن ليس في هذه العقيدة شيء
ال و ال ما قد خالف العقل و النقـ*** ـل الذي قد أتى به القرآ ُن
و عليها لألشعريَ $م َد ٌار *** و لها في مقاله إمكـ ـ ـ ــا ُن
ـث و يأتي الدليل و البرها ُن و على ما ادعاه يتجه البح ــ*** ـ ُ
بخالف الشياع عنه و لكن *** ليس يخلو من حاسد إنسان.
25
تنبئَة الغبي بتبرئَة ابن عربي
ه$$ذا آخ$$ره ،و الحم$$د هلل و ح$$ده ،و ص$$لى اهلل على س$$يدنا محم$$د و
آل$$ه و ص$$حبه ،و س$$لم تس$$ليما كث$$يرا بال تقلي$$ل ،و حس$$بنا اهلل و نعم
الوكيل.
انتهى من نقله $إلى الش$بكة بع$$ون اهلل الق$دير العب$د الض$$عيف الفق$ير
إلى اهلل (( صالح ال$$دين القاس$$مي )) ي$$وم الجمع$ة 10 $ذو القع$$دة
1424الموافق ل 02جانفي .2004
و إني س$$ائل أخ $اً نفع$$ه اهلل بش$$يء من ه$$ذا الكت$$اب أن ي$$دعو اهلل
إلي ،وأن يص$ $لّي
$دي ولك $$ل من علّم $$ني وأحس $$ن ّ
لمؤلف$$ه $ولي ولوال ّ $
على سيّد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه ويسلّم.
*******
26