Professional Documents
Culture Documents
كراهية لمحضر عمر
كراهية لمحضر عمر
عرض الشبهة:
إن هناك #نصا صرحيا على الكراهية بني اإلمام علي عليه السالم وعمر بن اخلطاب ،ففي
صحيح البخاري:
(( ...فوجدت فاطمة على أيب بكر يف ذلك فهجرته فلم تكلمه حىت توفيت وعاشت بعد
النيب صلى اهلل عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت #دفنها زوجها علي ليال ومل يؤذن هبا أبا
بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه
الناس فالتمس مصاحلة أيب بكر ومبايعته ومل يكن يبايع تلك األشهر فأرسل إىل أيب بكر أن
ائتنا وال يأتنا أحد معك كراهية #حملضر عمر فقال عمر ال واهلل ال تدخل عليهم
وحدك ))...
باب قول النيب صلى اهلل عليه وسلم " :ال نورث -حديث3391:
حدثين حممد بن رافع ،أخربنا حجني ،حدثنا ليث ،عن عقيل ،عن ابن شهاب ،عن
عروة بن الزبري ،عن عائشة ،أهنا أخربته ،أن فاطمة بنت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
أرسلت إىل أيب بكر الصديق تسأله مرياثها من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،مما أفاء
اهلل عليه باملدينة ،وفدك ،وما بقي من مخس خيرب ،فقال أبو بكر :إن رسول اهلل صلى
اهلل عليه وسلم ،قال " :ال نورث ما تركنا صدقة ،إمنا يأكل آل حممد صلى اهلل عليه
وسلم يف هذا املال " ،وإين واهلل ال أغري شيئا من صدقة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
عن حاهلا اليت كانت عليها يف عهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،وألعملن فيها مبا
عمل به رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،فأىب أبو بكر أن يدفع إىل فاطمة شيئا ،
فوجدت فاطمة على أيب بكر يف ذلك ،قال :فهجرته ،فلم تكلمه حىت توفيت، #
وعاشت بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ستة أشهر ،فلما توفيت دفنها زوجها علي
بن أيب طالب ليال ،ومل يؤذن هبا أبا بكر ،وصلى عليها علي ،وكان لعلي من الناس
وجهة حياة فاطمة ،فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ،فالتمس مصاحلة أيب بكر
ومبايعته ،ومل يكن بايع تلك األشهر ،فأرسل إىل أيب بكر أن ائتنا وال يأتنا معك أحد ،
كراهية #حمضر عمر بن اخلطاب ،فقال عمر أليب بكر :واهلل ،ال تدخل عليهم وحدك ،
فقال أبو بكر :وما عساهم أن يفعلوا يب ؟ إين واهلل آلتينهم ،فدخل عليهم أبو بكر ،
فتشهد علي بن أيب طالب ،مث قال :إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ،وما أعطاك اهلل ،
ومل ننفس عليك خريا ساقه اهلل إليك ،ولكنك استبددت علينا باألمر ،وكنا حنن نرى لنا
حقا لقرابتنا #من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،فلم يزل يكلم أبا بكر حىت فاضت عينا
أيب بكر ،فلما تكلم أبو بكر ،قال :والذي نفسي بيده ،لقرابة رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم أحب إيل أن أصل من قرابيت ،وأما الذي شجر بيين وبينكم من هذه األموال ،فإين
مل آل فيها عن احلق ،ومل أترك أمرا رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يصنعه فيها إال
صنعته ،فقال علي أليب بكر :موعدك العشية للبيعة ،فلما صلى أبو بكر صالة الظهر ،
رقي على املنرب ،فتشهد وذكر شأن علي وختلفه عن البيعة ، #وعذره بالذي اعتذر إليه ،مث
استغفر وتشهد علي بن أيب طالب ،فعظم حق أيب بكر ،وأنه مل حيمله على الذي صنع
نفاسة على أيب بكر ،وال إنكارا للذي فضله اهلل به ،ولكنا كنا نرى لنا يف األمر نصيبا ،
فاستبد علينا به ،فوجدنا يف أنفسنا ،فسر بذلك املسلمون ،وقالوا :أصبت ،فكان
املسلمون إىل علي قريبا حني راجع األمر املعروف ،حدثنا إسحاق بن إبراهيم ،وحممد
بن رافع ،وعبد بن محيد ،قال ابن رافع :حدثنا ،وقال اآلخران :أخربنا عبد الرزاق ،
أخربنا معمر ،عن الزهري ،عن عروة ،عن عائشة ،أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر
يلتمسان مرياثهما من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،ومها حينئذ يطلبان أرضه من
فدك ،وسهمه من خيرب ،فقال هلما أبو بكر :إين مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
وساق احلديث مبثل معىن حديث عقيل ،عن الزهري غري أنه قال :مث قام علي فعظم من
حق أيب بكر وذكر فضيلته وسابقته ،مث مضى إىل أيب بكر فبايعه ،فأقبل الناس إىل علي ،
فقالوا :أصبت وأحسنت ،فكان الناس قريبا إىل علي حني قارب األمر املعروف
أخربنا حممد بن احلسن بن قتيبة ،حدثنا يزيد بن موهب ،حدثين الليث بن سعد ،عن
عقيل بن خالد ،عن ابن شهاب ،عن عروة بن الزبري ،عن عائشة ،أهنا أخربته :أن
فاطمة بنت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أرسلت إىل أيب بكر تسأله مرياثها #من رسول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم مما أفاء اهلل عليه باملدينة ،وفدك ،وما بقي من مخس خيرب ،فقال
أبو بكر :إن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال " :إنا ال نورث ،ما تركنا صدقة ،إمنا
يأكل آل حممد صلى اهلل عليه وسلم يف هذا املال " ،وإين واهلل ال أغري شيئا من صدقة
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن حاهلا اليت كانت عليها يف عهد رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم ،وألعملن فيها مبا عمل به رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،فأىب أبو بكر أن
يدفع إىل فاطمة منها شيئا ،فوجدت فاطمة على أيب بكر يف ذلك ،وهجرته ،فلم تكلمه
حىت توفيت بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بستة أشهر ،فلما توفيت دفنها زوجها
علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه ليال ،ومل يؤذن هبا أبا بكر ،وصلى عليها .وكان لعلي
من الناس وجهة حياة فاطمة ،فلما توفيت فاطمة استنكر وجوه الناس ،فالتمس مصاحلة
أيب بكر ،ومبايعته ،ومل يكن بايع تلك األشهر ،فأرسل إىل أيب بكر ،أن ائتنا وال يأتنا#
معك أحد كراهية #أن حيضر عمر بن اخلطاب ،فقال عمر بن اخلطاب أليب بكر :واهلل ،
ال تدخل عليهم وحدك ،فقال أبو بكر :ما عسى أن يفعلوا يب واهلل آلتينهم ،فدخل أبو
بكر عليهم ،فتشهد علي بن أيب طالب ،وقال :إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ،وما
أعطاك اهلل ،ومل أنفس خريا ساقه اهلل إليك ،ولكنك استبددت علينا باألمر ،وكنا نرى
أن لنا حقا لقرابتنا #من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،فلم يزل يكلم أبا بكر حىت
فاضت عينا أيب بكر ،فلما تكلم أبو بكر ،قال :والذي نفسي بيده لقرابة رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم أحب إيل من أن أصل أهلي وقرابيت ،وأما الذي شجر بيين وبينكم
من هذه األموال ،فلم آل فيها عن اخلري ،ومل أترك أمرا رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم يصنعه #فيها إال صنعته ،فقال علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه أليب بكر :موعدك
العشية للبيعة .فلما صلى أبو بكر صالة الظهر رقي على املنرب ،فتشهد ،مث ذكر شأن
علي بن أيب طالب ،وختلفه عن البيعة ،وعذره بالذي اعتذر إليه ،مث استغفر ،وتشهد
علي بن أيب طالب ،فعظم حق أيب بكر ،وحرمته ،وأنه مل حيمله على الذي صنع نفاسة
على أيب بكر ،وال إنكارا للذي فضله اهلل به ،ولكنا كنا نرى لنا يف هذا األمر نصيبا#
فاستبد علينا به ،فوجدنا يف أنفسنا ،فسر بذلك املسلمون ،وقالوا :أصبت ،وكان
املسلمون إىل علي قريبا حني راجع األمر باملعروف "
-1صحيح مسلم بشرح النووي ،اجلزء ،12الباب ،16باب اجلهاد والسري ،الصحفة
،114 - 113مؤسسة قرطبة
تكبير الصحفة
-2فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقالين ،اجلزء ،7باب
املغازي ،غزوة خيرب ،الصحفة ،618طبعة دار السالم
تكبير الصحفة
ثالثا :الرويات التي شرحت وبينت سبب قول علي بعدم حضور عمر
باب الغنائم وقسمتها -ذكر السبب الذي من أجله كان حيبس املصطفى صلى اهلل عليه
حديث4900:
أخربنا حممد بن عبيد اهلل بن الفضل الكالعي ، #حبمص قال :حدثنا عمرو بن عثمان بن
سعيد ،قال :حدثنا أيب ،عن شعيب بن أيب محزة ،عن الزهري ،قال حدثين عروة بن
الزبري ،أن عائشة ،أخربته أن فاطمة بنت #رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أرسلت إىل أيب
بكر تسأله مرياثها من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيما أفاء اهلل على رسوله وفاطمة
رضوان #اهلل عليها حينئذ تطلب صدقة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم اليت باملدينة وفدك ،
وما بقي من مخس خيرب ،قالت عائشة :فقال أبو بكر :إن رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم قال " :ال نورث ما تركناه صدقة ،إمنا يأكل آل حممد من هذا املال ،ليس هلم أن
يزيدوا على املأكل ، " #وإين واهلل ،ال أغري شيئا من صدقات رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم عن حاهلا ،اليت كانت عليها يف عهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،وألعملن
فيها مبا عمل فيها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،فأىب أبو بكر ،أن يدفع إىل فاطمة
منها شيئا ،فوجدت فاطمة ،على أيب بكر من ذلك ،فهجرته فلم تكلمه ،حىت
توفيت ،وعاشت بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ستة أشهر ،فلما توفيت دفنها علي
بن أيب طالب رضوان اهلل عليه ليال ،ومل يؤذن هبا أبا بكر ،فصلى عليها علي ،وكان
لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ،فلما توفيت فاطمة رضوان اهلل عليها ،انصرفت وجوه
الناس عن علي ،حىت أنكرهم ،فضرع علي عند ذلك إىل مصاحلة أيب بكر ،ومبايعته #ومل
يكن بايع تلك األشهر ،فأرسل إىل أيب بكر ،أن ائتنا وال يأتنا #معك أحد ،وكره علي
أن يشهدهم عمر ،ملا يعلم من شدة عمر عليهم ،فقال عمر أليب بكر :واهلل ال تدخل
عليهم وحدك ،فقال أبو بكر :وما عسى أن يفعلوا يب ،واهلل آلتينهم ،فدخل أبو بكر ،
فتشهد علي ،مث قال :إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ،وما أعطاك اهلل ،وإنا مل ننفس
عليك خريا ساقه اهلل إليك ،ولكنك استبددت علينا باألمر ،وكنا نرى لنا حقا ،وذكر
قرابتهم من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،وحقهم ،فلم يزل يتكلم ،حىت فاضت عينا
أيب بكر ،فلما تكلم أبو بكر ،قال :والذي نفسي بيده لقرابة رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم أحب إيل أن أصل من قرابيت ،وأما الذي شجر بيين وبينكم من هذه الصدقات ،
فإين مل آل فيها عن اخلري ،وإين مل أكن ألترك فيها أمرا رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم يصنع فيها إال صنعته ،قال علي :موعدك العشية للبيعة ،فلما أن صلى أبو بكر
صالة الظهر ارتقى على املنرب فتشهد ،وذكر شأن علي وختلفه عن البيعة وعذره بالذي
اعتذر إليه ،مث استغفر وتشهد علي ،فعظم حق أيب بكر ،وذكر أنه مل حيمله على الذي
صنع نفاسة على أيب بكر وال إنكار فضيلته اليت فضله اهلل هبا ولكنا كنا نرى لنا يف األمر
نصيبا واستبد علينا ،فوجدنا يف أنفسنا فسر بذلك املسلمون ،وقالوا لعلي :أصبت ،
وكان املسلمون إىل علي ،قريبا حني راجع على األمر باملعروف *
مسند الشاميني للطرباين -ما انتهى #إلينا من مسند بشر بن العالء أخي عبد اهلل
حديث3023:
حدثنا أبو زرعة ،ثنا أبو اليمان ،قال :أخربنا شعيب ،عن الزهري ،حدثين عروة بن
الزبري ،أن عائشة ،أخربته ،أن فاطمة بنت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أرسلت إىل
أيب بكر تسأله مرياثها #من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم مما أفاء اهلل على رسوله ،
وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النيب صلى اهلل عليه وسلم اليت باملدينة وما بقي من مخس خيرب
،قالت عائشة :فقال أبو بكر :إن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال " :ال نورث ،ما
تركنا صدقة " إمنا كان يأكل آل حممد من هذا املال -يعين مال اهلل -ليس هلم أن يزيدوا
على املأكل ،وإين واهلل ال أغري صدقات النيب صلى اهلل عليه وسلم عن حاهلا اليت كانت
عليها يف عهد النيب صلى اهلل عليه وسلم ،وألعملن فيها مبا عمل رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم فيها ،فأىب أبو بكر أن يدفع إىل فاطمة منها شيئا ،فوجدت فاطمة على أيب بكر يف
ذلك ،فهجرته ؛ فلم تكلمه حىت ماتت ،وعاشت #بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
ستة أشهر ،فلما توفيت #دفنها علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه ليال ،ومل يؤذن هبا أبا
بكر ،وصلى عليها علي ،وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة كلها ،فلما توفيت
فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي ،ففزع علي عند ذلك إىل مصاحلة أيب بكر ومبايعته#
،ومل يكن بايع تلك األشهر ،فأرسل إىل أيب بكر أن ائتنا وال يأتنا معك أحد ،وكره
علي أن يشهدهم عمر ،ملا يعلم من شدة عمر ،فقال عمر أليب بكر :ال تدخل عليهم
وحدك ،فقال أبو بكر :وما عسى أن يفعلوا يب ،واهلل آلتينهم ،فدخل عليهم أبو بكر ،
فتشهد علي ،مث قال :إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ،وما قد أعطاك اهلل عز وجل ،
وإنا مل ننفس عليك خريا ساقه اهلل إليك ،ولكنك قد استبددت علينا بأمر ،وكنا نرى أن
لنا نصيبا ،وذكر علي قرابته من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وحقه ،فلم يزل علي
يتكلم حىت فاضت عينا أيب بكر ،فلما تكلم أبو بكر قال :والذي نفسي بيده لقرابة
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أحب إيل أن أصل من قرابيت ،فأما الذي شجر بيين
وبينكم من هذه الصدقات ،فإين ] مل [ آل فيها عن اخلري ،وإين مل أكن ألترك فيها أمرا
رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يصنعه فيها إال صنعته ،فقال علي :موعدك العشية
للبيعة ،فلما صلى أبو بكر صالة الظهر أربعا ] رقي [ على املنرب ،فتشهد وذكر شأن
علي وختلفه عن البيعة ، #وعذره ببعض الذي اعتذر إليه علي من األمر ،فتشهد علي فعظم
حق أيب بكر ،وحدث أنه مل حيمله على الذي صنع نفاسة على أيب بكر وال إنكار فضيلته
اليت فضله اهلل هبا ،قال :ولكنا كنا نرى لنا يف األمر نصيبا استبددمت علينا به ،فوجدنا يف
أنفسنا ،فسر بذلك املسلمون ،وقالوا لعلي :أصبت ،وكان املسلمون إىل علي قريبا
حني راجع على األمر املعروف *
عبد الرزاق ،عن معمر ،عن الزهري ،عن عروة ،عن عائشة ،أن فاطمة ،والعباس، #
أتيا أبا بكر يلتمسان مرياثهما من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم -ومها حينئذ يطلبان
أرضه من فدك ،وسهمه من خيرب -فقال هلما أبو بكر :مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم يقول " :ال نورث ،ما تركنا صدقة ،إمنا يأكل آل حممد صلى اهلل عليه وسلم من
هذا املال " وإين واهلل ال أدع أمرا رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يصنعه ،إال
صنعته قال :فهجرته فاطمة ،فلم تكلمه يف ذلك حىت ماتت ،فدفنها علي ليال ،ومل
يؤذن هبا أبا بكر قالت عائشة :وكان لعلي من الناس حياة فاطمة حظوة ،فلما توفيت
فاطمة انصرفت وجوه الناس عنه ،فمكثت فاطمة ستة أشهر بعد رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم مث توفيت ،قال معمر :فقال رجل للزهري :فلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال
:ال ،وال أحد من بين هاشم حىت بايعه علي ،فلما رأى علي انصراف وجوه الناس
عنه ،أسرع إىل مصاحلة أيب بكر فأرسل إىل أيب بكر :أن ائتنا وال تأتنا معك بأحد -
وكره أن يأتيه عمر ملا يعلم من شدته -فقال عمر :ال تأهتم وحدك فقال أبو بكر :واهلل
آلتينهم وحدي ،وما عسى أن يصنعوا يب ؟ قال :فانطلق أبو بكر فدخل على علي وقد
مجع بين هاشم عنده ،فقام علي فحمد اهلل وأثىن عليه مبا هو أهله مث قال :أما بعد ،يا أبا
بكر فإنه مل مينعنا أن نبايعك إنكار لفضيلتك ،وال نفاسة عليك خبري ساقه اهلل إليك ،
ولكنا نرى أن لنا يف هذا األمر حقا ،فاستبددمت به علينا قال :مث ذكر قرابته من رسول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم وحقهم ،فلم يزل يذكر ذلك حىت بكى أبو بكر ،فلما صمت
علي تشهد أبو بكر فحمد اهلل وأثىن عليه مبا هو أهله ،مث قال :أما بعد ،فواهلل لقرابة
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أحرى إيل أن أصل من قرابيت ،واهلل ما ألوت يف هذه
األموال اليت كانت بيين وبينكم عن اخلري ،ولكين مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
يقول " :ال نورث ،ما تركنا صدقة ،وإمنا يأكل آل حممد صلى اهلل عليه وسلم يف هذا
املال " وإين واهلل ال أذكر أمرا صنعه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيه ،إال صنعته إن
شاء اهلل .مث قال علي :موعدك العشية للبيعة ،فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس
مث عذر عليا ببعض ما اعتذر به ،مث قام علي فعظم من حق أيب بكر رضي اهلل عنه
وفضيلته ،وسابقيته ، #مث مضى إىل أيب بكر فبايعه ،فأقبل الناس إىل علي فقالوا :أصبت
وأحسنت .فقالت :فكانوا قريبا إىل علي حني قارب األمر واملعروف " *
مسند أيب بكر الصديق ألمحد بن علي املروزي -عائشة عن أبيها أيب بكر رضي اهلل
عنهما
حديث38:
حدثنا أمحد بن علي قال :حدثنا أبو بكر بن زجنويه قال :حدثنا عبد الرزاق قال :أرنا
معمر ,عن الزهري ,عن عروة ,عن عائشة ,أن فاطمة ,والعباس ,أتيا أبا بكر رضي
اهلل عنهما يلتمسان مرياثهما من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ,ومها حينئذ يطلبان
أرضه من فدك وسهمه من خيرب فقال هلما أبو بكر :مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم يقول " :ال نورث ,ما تركنا صدقة ,إمنا يأكل آل حممد صلى اهلل عليه وسلم يف
هذا املال " وإين واهلل ال ادع أمرا رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يصنعه فيه إال
صنعته ,قالت :فهجرته فاطمة ,فلم تكلمه يف ذلك حىت ماتت ,فدفنها علي رضي اهلل
عنه ليال ,ومل يؤذن هبا أبو بكر ,قالت :فكان لعلي رضي اهلل عنه وجه من الناس حياة
فاطمة رضي اهلل عنها ,فلما توفيت #فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي ,فمكثت
فاطمة ستة أشهر بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ,مث توفيت ,قال معمر :فقال
رجل للزهري رمحه اهلل :فلم يبايعه #ستة أشهر قال :ال وال أحد من بين هاشم حىت بايعه
علي قال :فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع إىل مصاحلة أيب بكر ,فأرسل
إىل أيب بكر رضي اهلل عنه :ائتنا ,وال تأتنا بأحد معك ,وكره أن يأتيه عمر ملا علم من
شدة عمر ,فقال عمر :ال تأهتم وحدك ,فقال أبو بكر :واهلل آلتينهم وحدي ,وما
عسى أن يصنعوا يب ,فانطلق أبو بكر ,فدخل على علي رضي اهلل عنه ,وقد مجع بين
هاشم عنده ,فقام علي فحمد اهلل وأثىن عليه مبا هو أهله ,مث قال :أما بعد فإنه مل مينعنا
أن نبايعك #يا أبا بكر إنكار لفضيلتك ,وال نفاسة عليك خلري ساقه اهلل إليك ,ولكنا كنا
نرى أن لنا يف هذا األمر حقا ,فاستبددمت علينا ,مث ذكر قرابته من رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم وحقهم ,فلم يزل يذكر ذلك حىت بكى أبو بكر ,فلما صمت علي تشهد أبو
بكر فحمد اهلل وأثىن عليه مبا هو أهله ,مث قال :أما بعد فواهلل لقرابة رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم أحب إيل أن أصل من قرابيت ,وإين واهلل ما ألوت يف هذه األمور اليت كانت
بيين وبينكم عن اخلري ,ولكين مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول " :ال
نورث ,ما تركنا صدقة ,إمنا يأكل آل حممد يف هذا املال " ,وإين واهلل ال أذكر أمرا
صنعه فيه إال صنعته إن شاء اهلل ,مث قال علي رضي اهلل عنه :موعدك العشية للبيعة ,فلما
صلى أبو بكر رضي اهلل عنه الظهر أقبل على الناس ,مث عذر عليا رضي اهلل عنه ببعض ما
اعتذر به ,مث قام علي فذكر من حق أيب بكر رضي اهلل عنهما ,وذكر فضيلته وسابقته ,
مث مضى إىل أيب بكر فبايعه قال :فأقبل الناس إىل علي فقالوا :أصبت وأحسنت *
مسند الشاميني للطرباين -ما انتهى #إلينا من مسند بشر بن العالء أخي عبد اهلل
حديث3023:
حدثنا أبو زرعة ،ثنا أبو اليمان ،قال :أخربنا شعيب ،عن الزهري ،حدثين عروة بن
الزبري ،أن عائشة ،أخربته ،أن فاطمة بنت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أرسلت إىل
أيب بكر تسأله مرياثها #من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم مما أفاء اهلل على رسوله ،
وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النيب صلى اهلل عليه وسلم اليت باملدينة وما بقي من مخس خيرب
،قالت عائشة :فقال أبو بكر :إن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال " :ال نورث ،ما
تركنا صدقة " إمنا كان يأكل آل حممد من هذا املال -يعين مال اهلل -ليس هلم أن يزيدوا
على املأكل ،وإين واهلل ال أغري صدقات النيب صلى اهلل عليه وسلم عن حاهلا اليت كانت
عليها يف عهد النيب صلى اهلل عليه وسلم ،وألعملن فيها مبا عمل رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم فيها ،فأىب أبو بكر أن يدفع إىل فاطمة منها شيئا ،فوجدت فاطمة على أيب بكر يف
ذلك ،فهجرته ؛ فلم تكلمه حىت ماتت ،وعاشت #بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
ستة أشهر ،فلما توفيت #دفنها علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه ليال ،ومل يؤذن هبا أبا
بكر ،وصلى عليها علي ،وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة كلها ،فلما توفيت
فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي ،ففزع علي عند ذلك إىل مصاحلة أيب بكر ومبايعته#
،ومل يكن بايع تلك األشهر ،فأرسل إىل أيب بكر أن ائتنا وال يأتنا معك أحد ،وكره
علي أن يشهدهم عمر ،ملا يعلم من شدة عمر ،فقال عمر أليب بكر :ال تدخل عليهم
وحدك ،فقال أبو بكر :وما عسى أن يفعلوا يب ،واهلل آلتينهم ،فدخل عليهم أبو بكر ،
فتشهد علي ،مث قال :إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ،وما قد أعطاك اهلل عز وجل ،
وإنا مل ننفس عليك خريا ساقه اهلل إليك ،ولكنك قد استبددت علينا بأمر ،وكنا نرى أن
لنا نصيبا ،وذكر علي قرابته من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وحقه ،فلم يزل علي
يتكلم حىت فاضت عينا أيب بكر ،فلما تكلم أبو بكر قال :والذي نفسي بيده لقرابة
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أحب إيل أن أصل من قرابيت ،فأما الذي شجر بيين
وبينكم من هذه الصدقات ،فإين ] مل [ آل فيها عن اخلري ،وإين مل أكن ألترك فيها أمرا
رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يصنعه فيها إال صنعته ،فقال علي :موعدك العشية
للبيعة ،فلما صلى أبو بكر صالة الظهر أربعا ] رقي [ على املنرب ،فتشهد وذكر شأن
علي وختلفه عن البيعة ، #وعذره ببعض الذي اعتذر إليه علي من األمر ،فتشهد علي فعظم
حق أيب بكر ،وحدث أنه مل حيمله على الذي صنع نفاسة على أيب بكر وال إنكار فضيلته
اليت فضله اهلل هبا ،قال :ولكنا كنا نرى لنا يف األمر نصيبا استبددمت علينا به ،فوجدنا يف
أنفسنا ،فسر بذلك املسلمون ،وقالوا لعلي :أصبت ،وكان املسلمون إىل علي قريبا
حني راجع على األمر املعروف *