Professional Documents
Culture Documents
حرب العملات
حرب العملات
يعزز ارتفاع أسعار النفط والذهب في الوقت الذي تنخفض فيه قيمة الدولر المريكي مقارنة بالعملة الوروبية
اليورو الشكوك التي كان كتاب "حرب العملت" )(The currency war
الذي صدر في ايلول )سبتمبر( الماضي قد أثارها بالحديث عن مؤامرة تعد لتقويض ما يسميه "المعجزة الصينية"
القتصادية.
ويتعرض الكتاب الذي ألفه الباحث المريكي من أصل صيني سنوغ هونغبينغ حاليا إلى هجوم من منظمات يهودية
أمريكية وأوروبية تتهم مؤلفه بمعادة السامية بسبب تحذيره من تزايد احتمال تعرض ما يسميه “المعجزة
الصينية” القتصادية للنهيار والتدمير بمؤامرة تدبرها البنوك الكبرى والتي يمتلك بعضها عائلت يهودية من
اشهرها عائلة روتشيلد.
ويرى هونغبينغ ان تراجع سعر الدولر و ارتفاع اسعار البترول و الذهب ستكون من العوامل التى ستستخدمهما
عائلة روتشيلد لتوجيه الضربة المنتظرة للقتصاد الصينى.
وقد حقق الكتاب مبيعات قياسية منذ صدوره بلغت نحو 1.25مليون نسخة إضافة إلى أن عرضه على شبكة
النترنيت قد وفر الفرصة لمليين الصينيين لقراءته ومن بينهم كبار رجال الدولة الصينية ورجال المال والعمال
والبنوك والصناعة .
وتعزو تقارير صحفية اهتمام الصينيين بهذا الكتاب الى مخاوفهم من ان يتعرض اقتصادهم الذي ينمو بشكل حاد
لخطر النهيار فى اى لحظة او على القل ان يتعرض لضربة شديدة مشابهة لما تعرضت له اقتصاديات دول
جنوب شرق اسيا المعروفة باسم النمور الثمانية في التسعينيات و من قبلها اليابان التي تخطت خسائرها من
جراء هذه الضربة ما لحق بها من خسائر مادية بعد أن قصفتها الوليات المتحدة بالقنابل الذرية فى أواخر
الحرب العالمية الثانية.
واتهم هونغبينغ في كتابه عائلة روتشيلد وحلفاءها من العائلت الكبرى بأنها تتحين الفرصة للنزول بسعر الدولر
المريكي الى ادنى مستوى له )وهو ما يحدث حاليا( حتى تفقد الصين في ثوان معدودة كل ما تملكه من
احتياطي من الدولر ) الف مليار دولر ( محذرا من ان الزمة التي يتم التخطيط لها لضرب القتصاد الصيني
ستكون اشد قسوة من الضربة التي تعرض لها القتصاد السيوي في التسعينيات .
خطة المؤامرة اكتملت
ويتهم المنتقدون هونغبينغ بأنه يميل في كتابه إلى نظرية المؤامرة فيما يتعلق بالسيطرة اليهودية على النظام
المالي العالمي ،فهو يعتقد أنه لم يعد هناك شك في أن عائلة روتشيلد انتهت بالفعل من وضع خطة لضرب
القتصاد الصيني مشيرا الى ان الشيء الذي لم يعرف بعد هو متى سيتم توجيه هذه الضربة ،وحجم الخسائر
المتوقعة جراء هذه الضربة التي يحذر الكتاب من أن كل الظروف اصبحت مهيأة لتنفيذها ضد القتصاد الصيني
الذي يهدد امبراطورية عائلة روتشيلد بعد ان ارتفعت اسعار السهم و البورصة وارتفعت اسعار العقارات فى
الصين الى مستويات غير مسبوقة مشيرا الى انه لم يبق سوى اختيار الوقت المناسب لتنفيذ الضربة .
ويعتبر هونغبينغ انسحاب عائلة روتشيلد منذ العام 2004من نظام تثبيت سعر الذهب الذي يتخذ من العاصمة
البريطانية لندن مقرا مؤشرا على قرب تنفيذ عملية تستهدف توجيه ضربة قوية للقتصاد الصيني.
لذلك دعا هونغبينغ الصين باتخاذ اجراءات وقائية بشراء الذهب بكميات كبيرة من احتياطيها من الدولر مشيرا
الى ان الذهب هو العامل الوحيد القادر على مواجهة اي انهيار في اسعار العملت .
ويكشف كتاب “حرب العملت” ان قوة عائلة روتشيلد المتحالفة مع عائلت اخرى مثل عائلة روكفلر و عائلة
مورغان أطاحت بستة رؤساء امريكيين ل لشيء ال لنهم تجاسروا على الوقوف فى وجه هذه القوة الجبارة
لمنعها من الهيمنة على القتصاد المريكي من خلل السيطرة على الجانب الكبر من اسهم اهم مصرف امريكى
وهو البنك المركزي المريكي المعروف باسم “الحتياط الفدرالي”.
ويوضح الكتاب أن ما يقصده بالظروف المهيئة هو وصول الحتياطى الصيني من العملت الجنبية الى ارقام
قياسية ،تزيد عن الف مليار دولر وهو اكبر احتياطي من العملت الجنبية تمتلكه دولة في العالم .فيما
الستثمارات و الموال السائلة تواصل تدفقها من جميع انحاء العالم على السواق الصينية و تشهد التعاملت في
البورصة الصينية قفزات كبيرة فيما تسجل اسعار العقارات ارتفاعات قياسية .
ويقول هونغبينغ في معرض تحذيره للصينيين ،انه عندما تصل اسعار السهم والعقارات الى ارتفاعات مفرطة
بمعدلت تتخطى السقف المعقول بسبب توافر السيولة المالية بكميات هائلة فانه يكفي للمتآمرين الجانب ليلة
واحدة فقط لتدمير اقتصاد البلد بسحب استثماراتهم من البورصة و سوق العقارات ليحققوا ارباحا طائلة بعد أن
يكونوا قد تسببوا في خسائر فادحة للقتصاد الصيني .
النفط والذهب والدولر أدوات السيطرة
ورغم أن الصين تحاول الحد من تدفق رؤوس الموال الجنبية عليها بمعدلت تفوق المعقول ،فإن المسؤولين
الصينيين ينظرون بشك عميق تجاه النصائح الغربية بفتح نظامهم المالي وتعويم عملتهم اعتقادا منهم “أنها
وسيلة جديدة لنهب الدول النامية ”.ال ان الكتاب يكشف عن ان حكومة بكين لم تستطع على عكس ما تتخيل
السيطرة بشكل كامل على دخول المليارات الى السوق الصيني بسبب تسلل هذه المليارات من بوابة هونغ
كونغ وشينزين المتاخمة.
ويرى الكتاب أن وضع الصين القتصادي يقترب الى حد كبير من الوضع القتصادي لدول جنوب شرق اسيا و
هونغ كونغ عشية الزمة القتصادية الكبرى للعام ،1997مشيرا إلى بوادر إشارات تلوح في الفق تؤكد أن
الصين بدأت تتعرض بالفعل لبشائر ضربة مدمرة لقتصادها الصاعد أهمها التراجع المتواصل لسعر الدولر
والرتفاع الجنونى لسعار النفط الذي تتزايد حاجة الصين له.
ويستعرض الكتاب بعد ذلك بقدر من التفصيل المؤامرة التي ادت الى انهيار التحاد السوفيتى السابق ،مشيرا
الى ان تفتت هذه القوة العظمى الى جانب النهيارات التي تعرضت لها دول جنوب شرق اسيا و اليابان لم تكن
على الطلق وليدة الصدفة بل هي انهيارات خطط لها بعناية من قبل عائلة روتشيلد و المتحالفين معها.
انهيار بورصة لندن بداية سيطرة “روتشيلد”
ويعتبر هونغبينغ ان حرب العملت الحقيقية بدأت في واقع المر على يد عائلة روتشيلد و بالتحديد في 18
حزيران 1815قبل ساعات قليلة من انتصار القوات البريطانية في معركة” ووترلو “ الشهيرة على قوات
امبراطور فرنسا نابليون بونابارت .و يوضح الكتاب ان “ ناتان “ البن الثالث لروتشيلد استطاع بعد ان علم
بأقتراب القوات البريطانية من تحقيق فوز حاسم على نابليون استغل هذه المعلومة العظيمة للترويج لشائعات
كاذبة تفيد بأنتصار قوات نابليون بونابارت على القوات البريطانية حتى قبل ان تعلم الحكومة البريطانية نفسها
بهذا النتصار بـ 24ساعة لتنهار بورصة لندن في ثوان معدودة لتبادر عائلة روتشيلد بشراء جميع السهم
المتداولة في البورصة البريطانية بأسعار متدنية للغاية لتحقق في ساعات قليلة مكاسب طائلة ،بعد أن إرتفعت
بعد ذلك السهم فى البورصة الى ارقام قياسية عقب العلن عن هزيمة نابليون بونابارت على يد القوات
البريطانية.
وقد حولت هذه المكاسب عائلة روتشيلد من عائلة تمتلك بنكا مزدهرا في لندن الى امبراطورية تمتلك شبكة
من المصارف و المعاملت المالية تمتد من لندن الى باريس مرورا بفيينا و نابولي و انتهاء ببرلين و بروكسل.
وبعد أن تمكنت عائلة روتشيلد من تحقيق ثروة هائلة من جراء انهيار بورصة لندن التي تسببت فيها ،ارتدت نحو
فرنسا لتحقيق مكاسب طائلة من الحكومة الفرنسية ،حيث يكشف الكتاب كيفية نجاح البن الكبر جيمس
روتشيلد فى العام 1818في تنمية ثروة عائلة روتشيلد من اموال الخزانة العامة الفرنسية ،إذ أنه بعد هزيمة
نابليون بونابارت امام البريطانيين حاول ملك فرنسا الجديد لويس الثامن عشر الوقوف في وجه تصاعد نفوذ
عائلة روتشيلد في فرنسا فما كان من جميس روتشيلد ال ان قام بالمضاربة على الخزانة الفرنسية حتى اوشك
القتصاد الفرنسى على النهيار ....وهنا لم يجد ملك فرنسا امامه من سبيل اخر لنقاذ القتصاد الفرنسي سوى
اللجوء الى جيمس روتشيلد الذي لم يتأخر عن تقديم يد العون للملك لويس الثامن عشر لكن نظير ثمن باهظ و
هو الستيلء على جانب كبير من سندات البنك المركزي الفرنسي و احتياطيه من العملت المحلية و الجنبية .
وبذلك تمكنت عائلة روتشيلد خلل السنوات الثلث بين 1815الى 1818من جمع ثروة تزيد عن 6مليارات
دولر من بريطانيا وفرنسا ،وهي ثروة جعلت العائلة تجلس اليوم وفقا للكتاب على تلل من المليارات من
مختلف العملت العالمية حتى لو لم يؤخذ في العتبار ان هذه الثروة كانت تزيد بمعدل 6بالمئة مع مطلع كل
عام.
ويشير الكتاب الى ان عائلة روتشيلد اعتبرت نفسها بأنها نجحت في انجاز مهمتها على الوجه الكمل في منتصف
القرن التاسع عشر بعد ان سيطرت على الجانب الكبر من ثروات القوتين العظميين حينذاك وهما بريطانيا
وفرنسا وانه لم يعد امام افراد العائلة للسيطرة على القتصاد العالمي سوى عبور المحيط الطلسي حيث
الوليات المتحدة التي تمتلك كل المقومات لتكون القوة العظمى الكبرى في العالم في القرن العشرين .
ويستشهد هونغبينغ فى كتابه بمقولة مشهورة لناتان روتشيلد بعد أن احكمت العائلة قبضتها على ثروات بريطانيا
“ لم يعد يعنيني من قريب او بعيد من يجلس على عرش بريطانيا لننا منذ ان نجحنا في السيطرة على مصادر
المال و الثروة في المبراطورية البريطانية فاننا نكون قد نجحنا بالفعل في اخضاع السلطة الملكية البريطانية
لسلطة المال التي نمتلكها “.
النتقال إلى أمريكا
وقد إعتبرت عائلة روتشيلد بعد ذلك ومعها عدد من العائلت اليهودية الخرى بالغة الثراء أن المعركة الحقيقية
في السيطرة على العالم تكمن في واقع المر في السيطرة على الوليات المتحدة فبدأ مخطط اخر اكثر
صعوبة لكنه حقق مآربه في النهاية.
فقد شهد يوم 23كانون الول عام 1913منعطفا مهما في تاريخ الوليات المتحدة عندما اصدر الرئيس
المريكي ويدرو ويلسون قانونا بانشاء البنك المركزي المريكي )الحتياطي الفدرالي( لتكون الشرارة الولى في
إخضاع السلطة المنتخبة ديمقراطيا في امريكا المتمثلة فى الرؤساء المريكيين لسلطة المال المتمثلة في
الوساط المالية ،وكبار رجال البنوك الخاضعة لليهود بعد حرب شرسة بين الجانبين استمرت مائة عام.
ولم تكن عائلة روتشيلد هي العائلة اليهودية الوحيدة التي شاركت في تحقيق النتصار على رؤساء امريكا
المنتخبين ديمقراطيا فى حرب المائة عام بل ساعدتها فى ذلك خمس او ست عائلت يهودية كبرى بالغة الثراء
اشهرها بالقطع عائلتا روكفيلر ومورغان .وقد تمثلت هذه الهيمنة على البنك المركزي المريكى في نجاحهم في
امتلك اكبر نسبة في رأس ماله.
ويتناول “حرب العملت” بالتفصيل ظروف الحرب الشرسة التي دامت مئة عام بين رؤساء امريكا والوساط
المالية و المصرفية التي يسيطر عليهما اليهود و التي انتهت بسقوط البنك المركزي المريكي في براثن
امبراطورية روتشيلد و اخوانها.
ويقول هونغبينغ ان رؤساء امريكا كانوا على قناعة تامة طوال حرب المئة عام بأن الخطر الحقيقى الذى يتهدد
امريكا يكمن في خضوع امريكا لرجال المصارف اليهود على اساس أنهم ل ينظرون إل لتحقيق الثروات دون
النظر الى اي اعتبارات اخرى .
ويستشهد الكتاب في ذلك بالرئيس أبراهام لينكولن الذي حكم امريكا خلل الحرب الهلية المريكية .فقد اعلن
لينكولن اكثر من مرة انه يواجه عدوين و ليس عدوا واحدا ..العدو الول الذي وصفه لينكولن بأنه القل خطورة
يكمن في قوات الجنوب التي تقف في وجهه اما العدو الثانى الشد خطورة فهو اصحاب البنوك الذين يقفون
خلف ظهره على اهبة الستعداد لطعنه في مقتل في اي وقت يشاء .اما الرئيس توماس جيفيرسون صاحب
اعلن استقلل امريكا في العام 1776فقد اكد انه مقتنع تمام القتناع بان التهديد الذي يمثله النظام المصرفى
يعد اشد خطورة بكثير على حرية الشعب المريكي من خطورة جيوش العداء .
ويكشف هونغبينغ في كتابه عن ان حرب المائة عام بين رؤساء امريكا واوساط المال والبنوك تسببت في مقتل
ستة رؤساء امريكيين اضافة الى عدد اخر من أعضاء الكونغرس.
فقد كان الرئيس وليام هنري هيريسون الذى انتخب في العام 1841أول ضحايا حرب المائة عام عندما عثر
عليه مقتول بعد مرور شهر واحد فقط على توليه مهام منصبه انتقاما من مواقفه المناهضة لتغلغل اوساط المال
والبنوك فى القتصاد المريكى ،اما الرئيس زيتشاري تايلور الذى مات فى ظروف غامضة بعد خضوعه للعلج
من آلم في المعدة اثر وجبه عشاء فقد اثبت التحليلت التي جرت على عينة من شعره بعد استخراجها من قبره
بعد مرور 150عاما على وفاته )اي في العام (1991انها تحتوي على قدر من سم الزرنيخ .
وقد تسببت ايضا حرب المائة عام بين رؤساء امريكا وأوساط المال والبنوك بقيادة عائلة روتشيلد في مقتل
الرئيس ابراهام لينكولن في العام 1841بطلق نارى في رقبته فيما توفي الرئيس جيمس جارفيلد أثر تلوث
جرحه بعد تعرضه لطلق ناري من مسدس اصابه في ظهره.
أما الرئيس المريكي الذي اعطى النطباع بأنه انتصر على رجال البنوك فهو الرئيس اندرو جاكسون )1867
(1845الذى استخدم مرتين حق الفيتو ضد إنشاء البنك المركزى المريكى ساعده فى مقاومته الناجحة
لوساط المال العمال التي يسيطر عليهما اليهود الكاريزما التى كان يتمتع بها بين ابناء الشعب المريكي.
“الحتياط الفدرالي” تحت سيطرة روتشيلد وأخواتها
وكان الرئيس جاكسون قد اوصى قبل وفاته بان يكتب على قبره عبارة “لقد نجحت في قتل لوردات المصارف
رغم كل محاولتهم للتخلص مني” .ويؤكد هونغبينغ أن البنك المركزي المريكي يخضع في واقع المر لوساط
المال والبنوك ل سيما لعائلة روتشيلد بعد أن سيطرت على البنك المركزي المريكي بشراء جانب كبير من
اسهمه.
وقد حاولت بعض وسائل العلم الصينية التحقق من هذا المر بإستضافة احد الرؤساء السابقين للبنك المركزي
المريكي و هو بول فولكر الذي رد في مقابلة على أحد القنوات التلفزيونية الصينية على سؤال إن كان البنك
المركزي المريكي يخضع بالفعل للبنوك الخاصة التي تمتلك الجانب الكبر من اسهمه ،رد معترفا بأن البنك
المركزي المريكي ليس مملوكا للحكومة المريكية بنسبة 100بالمئة لوجود مساهمين كبار في رأس ماله غير
انه طالب الصينيين بعدم اصدار احكام مسبقة فى هذا الصدد.
ومن المعروف أن البنك المركزي المريكي يصف نفسه بأنه “خليط غير عادي من عناصر القطاعين العام
والخاص” بينما يقوم الرئيس المريكي بتعيين العضاء السبعة لمجلس محافظيه فإن البنوك الخاصة تمتلك
حصصا في فروعه القليمية الـ 12الخرى.
غير أن هونغبينغ يتجاوز ذلك ليؤكد أن البنك المركزى المريكى يخضع لخمسة بنوك أمريكية خاصة على شاكلة
سيتي بانك ،وهي تخضع بالفعل لثرياء اليهود الذين يحركون الحكومة الفيدرالية المريكية من وراء الستار كيفما
شاءوا ،وبالتالى فهم يتحكمون فى اقتصاد باقى دول العالم من خلل البنك المركزى المريكي .
وقامت بعض الوساط اليهودية باتهام كتاب حرب العملت بأنه كتاب معاد للسامية مشيرة انه فى حال حدوث
اى انهيار للقتصاد الصينى فان مسئولية هذا النهيار المزعوم يجب ان يلقى على عاتق انتهاكات الصين لحقوق
النسان و كبت الحريات و مقاومة شعب تايوان للتوسع الصيني و ليس على عاتق اليهود حتى لو حاول مؤلف
الكتاب ان ينفى عن نفسه تهمة معاداة السامية بالشادة بذكاء اليهود و قدرتهم على تحقيق النجاح الباهر ،حيث
يقول “يعتقد الشعب الصيني أن اليهود أذكياء وأغنياء ،لذلك ينبغي أن نتعلم منهم .وحتى أنا أعتقد أنهم بالفعل
أذكياء ،وربما أذكى الناس على وجه البسيطة”.
عودة "الذهب"..
هل تنقذ العالم من "حرب العملت" ؟!
وطالب زوليك بتحقيق نظام صرف عالمي جديد للعملت العالمية؛ يكون للذهب فيه مركزا مؤثرا مشيرا الى انه
كان للذهب قبل الحرب العالمية الولى الدور الساسي في تنظيم العملت العالمية والى انه عقب الحرب
العالمية الثانية اوجد هامشا جديدا الى جانب الذهب وهو الدولر كعملة عالمية رائدة ،وفقا لما أوردته أسبوعية
"دير شبيغيل" اللمانية.
وقال زوليك "إن الذهب يمكن أن يساعد في إعادة تنظيم النظام المالي العالمي في ظل التوترات الشديدة
التي تواجهها العملت ،وخاصة السياسة النقدية المريكية" ،مضيفا أن العالم في حاجة إلى نظام جديد لخلفة
نظام "بريتون وودز
وأكد ذلك في تصريح أخر لصحيفة "فاينانشيال تايمز""يجب أن تنظر أيضا في استخدام الذهب كنقطة مرجعية
دولية من توقعات السوق بشأن التضخم والنكماش وقيم العملت في المستقبل" ،مضيفا"على الرغم من
الوضع الحالي لتقييم العملت ،فإن السواق تستخدم الذهب كأصل بديل للعملة النقدية اليوم".
وجدير بالذكر أن ذلك كان الوضع الصلي لتفاق "بريتون وودز" والذي يأتي في إطار ما تقوده الوليات المتحدة
لتحقيق الستقرار في النظام المالي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية ،مع ربط الدولر بالذهب والضوابط
المعمول بها للحد من تدفق رأس المال.
وكان الرئيس المريكى ريتشارد نيكسون قد تخلى
عن هذه السياسة في 1971عقب انخفاض قيمة
الدولر بالنسبة إلى الذهب ،ولكن أسعار الذهب
عادت اليوم تجذب المستثمرين بالتجاه إليه
للتحوط ضد المخاطر العنيفة للتضخم والمديونية
في الوليات المتحدة.
واعترف زوليك أن صياغة اتفاق نقدية جديدة لتنظيم القتصاد العالمي سيستغرق وقتا ،حيث احتاج الغرب بعد
سنتين من أزمته المالية الشهيرة والسوأ أن الغرب يتعامل مع سياسة نقدية جدية ،لكنه أضاف "لكن يتعين علينا
أن نبدأ".
حذر مدير عام صندوق النقد الدولي دومنيك ستراوس كان من نزعة لدى الدول لوضع حد لحركة عملتها ،بأنها
ستؤثر سلبا ً في حالة النتعاش القتصادي .وجاء ذلك في ظل انخفاض يشهده الدولر الميركي اليوم الربعاء.
وبرزت المخاوف من أن يلجأ المجلس الحتياطي الفيدرالي في الوليات المتحدة المريكية إلى جولة جديدة من
سياسات التخفيض التي يمكن أن تضعف الدولر ،خاصة مع رفض الصين المهذب للسماح بصعود اليوان ،ما دفع
موضوع العملت إلى أعلى جدول العمال في اجتماع وزراء المالية مجموعة الدول الصناعية السبع يوم الجمعة
القادم.
وقليلة هي المال التي تعقد على اجتماع الدول الكبرى السبع أو اجتماع صندوق النقد الدولي الذي يليه.
وصرح القتصادي الميركي الحائز على جائزة نوبل في القتصاد جوزيف ستيغليتز ،أن السياسة القتصادية
الميركية "ل تفعل شيئا بالنسبة للقتصاد الميركي ،لكنها تتسبب بالفوضى في بقية العالم .إنهم يسعون لتطبيق
سياسة غريبة جدا ً".
حالة التذبذب التي تشهدها العملت العالمية دفعت اليابان للتدخل لتخفيض الين الشهر الماضي ،كما أن بعض
القتصادات الناشئة حذت حذوها أو تهدد بذلك.
ومن المتوقع أن يعقد صندوق النقد الدولي اجتماعه نصف السنوي في واشنطن نهاية هذا السبوع ،لمناقشة
تحركات العملت الجنبية كجزء من سعيها لتحقيق نمو عالمي متوازن.
حث صناع القرار في منطقة اليورو ،رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو يوم أمس الثلثاء السماح لليوان
بالرتفاع بسرعة أكبر ،لكنه رفض بأدب لهم ،مكررا ً بذلك موقف بكين بشأن استقرار العملة.
و من المقرر أن يعقد ون مؤتمرا ً صحفيا ً مشتركا ً مع قادة التحاد الوروبي في بروكسل اليوم الربعاء .ولكن
اختلف الراء قد يؤجل الجتماع إلى الجمعة مع اجتماع الصندوق.
وفي إطار ما يعرف بـ "حرب العملت الدولية" ،كانت البرازيل قد ضاعفت الضريبة على المستثمرين الجانب
في شراء السندات المحلية إلى 4بالمائة.
كما أبدى واضعو السياسات في القتصادات السيوية الناشئة مخاوف متزايدة من خطر تدفقات السيولة وحذرت
كوريا الجنوبية المستثمرين من أن هذا قد يفرض المزيد من القيود على التجارة.
وقالت كل الهند وتايلند أنها تبحث في الخطوات اللزمة للسيطرة على المضاربة بالعملت.
حرب العملت« تلقي بظللها على الجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي
مساع لمنع تحول الخلف الميركي الصيني حول اليوان إلى صراع دولي مرير
قدم القتراح دومينيك شتراوس -كان ،المدير الداري للصندوق ،وعبر عن قلقه من تقوض التنسيق الدولي
للسياسات القتصادية ،الذي نتج عن الزمة القتصادية العالمية.
وقال في مؤتمر صحافي أمام ما يقرب من 13ألف مسؤول ،ومدير تنفيذي ،ومشاركين آخرين تجمعوا في مقر
الصندوق لحضور الجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين» :الزخم الذي حققناه لم يختف ،لكنه
يتراجع ،وهذا هو الخطر الحقيقي ،لن الجميع يعلمون تماما أن الحلول الداخلية لن تجدي في حل الزمة
العالمية«.
وأقر شتراوس» :بأن كثيرا من الفراد يتحدثون عن حرب العملة .ما نريده جميعا هو إعادة التوازن للقتصاد
العالمي ،وإعادة التوازن هذا ل يمكن أن يحدث« دون »نتيجة طبيعية لذلك ،وهو تغيير في القيمة النسبية
للعملت«.
وفي استجابة للنداءات الميركية بضرورة اضطلع صندوق النقد الدولي بدور أكثر حزما في تخفيف توترات سعر
الصرف ،دافع السيد شتراوس -كان عن المؤسسة ،قائل إن صندوق النقد الدولي ذكر مرارا وتكرارا »أننا نعتقد
أن الرينمبي أقل من قيمته بشكل كبير ،ومن ثم ينبغي القيام به لصلح هذه المشكلة عبر الوقت«.
ودون الشارة إلى الصين ،أدلى جان كلود تريشيه ،رئيس البنك المركزي الوروبي بملحظة مماثلة في
فرانكفورت .وأضاف» :أعتقد أن أسعار الصرف يجب أن تعكس العوامل القتصادية الساسية ،وأن التقلبات
المفرطة والتحركات غير المنتظمة في أسعار الصرف أحدثت آثارا سلبية على الستقرار القتصادي والمالي«.
كان المسؤولون الماليون في جميع أنحاء العالم قد بدأوا في النتباه إلى ذلك بعدما وصف وزير الخزانة الميركي
تيموثي غايتنر ،يوم الربعاء ،قضية العملة بأنها »التحدي الوجودي الساسي« الذي يواجه القتصاد العالمي ،ويهدد
بتقويض عملية إعادة التوازن التي وافقت القوى القتصادية الكبرى على القيام بها استجابة للزمة.
وسيكون لعادة التوازن آثاره الكبيرة على أكبر اقتصادين في العالم .تتمثل الفكرة القتصادية في أنه ينبغي على
الصين السماح بتقييم عملتها ،المر الذي سيسهل على المستهلكين الصينيين شراء السلع المستوردة من أوروبا
وأميركا .وقد أبدى الزعماء الغربيون رغبة في قيام الصين بمسارعة جهودها لتعزيز شبكة المان الجتماعي بها،
بحيث تقل مدخرات السر الصينية ،وهو ما من شأنه أن يحفز الطلب المحلي ويقلل من اعتمادها على
الصادرات .وفي الوقت نفسه ،ينبغي على الوليات المتحدة ،أكبر مدين في العالم ،الدخار والقيام بالمزيد من
الستثمارات والمزيد من النفاق وخفض القتراض .وهي العملية التي يقول عنها غيتنر إنها تجري الن .وكان
الواقع السياسي أكثر فوضوية ،حيث جدد ون جيا باو ،رئيس الوزراء الصيني رفضه للنداءات المطالبة برفع قيمة
العملة هذا السبوع ،وقال في بروكسل يوم الربعاء إن ذلك من شأنه التسبب في اضطرابات اجتماعية كبرى
من الضرار بالتصنيع الموجه للتصدير ،الذي أسهم في نمو بلده .النزاع على العملة جدد التكهنات بإمكانية
الحاجة إلى تفعيل اتفاق بلزا -اتفاق عام 1985الذي وافقت فيه الوليات المتحدة على سعر صرف إضعاف
الدولر .لكن شتراوس -كان ونائبه جون ليبسكي ،رفضا هذه الفرضية.
مارتن وولف
هيمن موضوع العملت على الجتماعات السنوية لهذا العام في صندوق النقد الدولي .وبصورة أدق كانت الهيمنة
لعملتين بالتحديد؛ الدولر والرنمينبي .وهيمن الول لنه اعُتبر ضعيفا ً دون الحد ،والخر لنه اعُتبر مفتقرا إلى
المرونة بصورة كبيرة للغاية .لكن خلف المناوشات الصاخبة يكمن تحد هائل :ما أفضل سبيل لدارة التعديل
القتصادي العالمي؟ كتب أوليفييه بلنشار ،المستشار القتصادي لصندوق النقد الدولي ،في مقدمة التقرير
الجديد ''آفاق القتصاد العالمي'' ما يلي'' :لم يكن من السهل أبدا ً تحقيق انتعاش اقتصادي عالمي متوازن
ومستدام – على حد تعبير بيان الهداف الذي وضعه مؤتمر قمة مجموعة العشرين في بتسبيرج – لنه يتطلب
القيام بمهمتين اقتصاديتين أساسيتين وشاقتين لعادة التوازن'' .الولى ،إعادة التوازن الداخلي ،أي العودة إلى
العتماد على الطلب الخاص في البلدان المتقدمة والتقشف لسد عجز المالية العامة الذي نتج بسبب الزمة.
والخر ،إعادة التوازن الخارجي ،أي العتماد بصورة أكبر من ذي قبل على صافي الصادرات من جانب الوليات
المتحدة وبلدان متقدمة أخرى ،وعلى الطلب المحلي من جانب بعض بلدان السواق الناشئة ،خصوصا ً الصين.
ويخلص البروفيسور بلنشار في تقريره إلى السف على اعتبار أن ''هاتين المهمتين لعادة التوازن تجريان ببطء
زائد عن الحد'' .ونستطيع أن ننظر إلى عملية إعادة التوازن المذكورة من ُبعدين .الول ،أن البلدان المتقدمة
التي كانت عالية النفاق في السابق وتعاني الن عجزا كبيرا ،بحاجة إلى تخفيف الرفع المالي ضمن قطاعاتها
الخاصة في رحلتها نحو ''الوضع الطبيعي الجديد'' ،على حد تعبير محمد العريان ،من شركة بيمكو الستثمارية،
في محاضرة ألقاها في مؤسسة بير ياكوبسون .Per Jacobssonالبعد الخر ،هو أن الحاجة تدعو إلى رفع
أسعار الصرف الحقيقية للبلدان التي تتمتع بميزان خارجي نشط وفرص استثمارية قوية ،أو كليهما معًا ،في حين
يعمل الطلب المحلي على موازنة التراجع اللحق عن صافي الصادرات .وتشكل السياسة النقدية النشطة من
در الحتياطي ،خصوصا ً الوليات المتحدة ،عنصرا في العمليتين .وصرخات اللم ص ِ
قبل البلدان المتقدمة التي ت ْ
ت في مقابل الدولر ،هي التي نسمعها الن في مختلف أنحاء العالم ،في الوقت الذي تدفع فيه السواقُ العمل ِ
إلى حد ما علمة على الثر غير المتكافئ لسياسة الوليات المتحدة .لكن ما هو أهم من ذلك أن اللم علمة
ل مسار التعديل غير ق لرأس المال تحوي َ على الرفض العنيد للقبول بالتغييرات اللزمة ،إذ يحاول كل بلد متل ٍ
المرغوب إلى جهات أخرى .ويمكن تلخيص المر بصورة فجة ،بالقول إن الوليات المتحدة تريد إحداث التضخم
في بقية العالم ،في حين أن بقية العالم تريد إحداث النكماش في الوليات المتحدة .ول بد أن تفوز الوليات
المتحدة ،لن لديها ذخيرة ل نهائية .فل حد للدولرات التي يستطيع إصدارها الحتياطي الفيدرالي .والمر الذي
يحتاج إلى بحث هو شروط استسلم العالم ،متمثلة في التغييرات اللزمة في أسعار الصرف السمية
والسياسات المحلية في مختلف أنحاء العالم .إذا أردت أن تعلم مقدار الندفاع والعنفوان الذي يمكن أن تصل
إليه السياسة النقدية المريكية ،حاول أن تقرأ الكلمة التي ألقاها في الفترة الخيرة وليم دادلي ،رئيس
الحتياطي الفيدرالي في ولية نيويورك .فهو يقول'' :خلل الرباع الخيرة كان معدل النمو مخيبا ً للمال حتى
بالنسبة إلى توقعاتنا المتواضعة عند بداية العام'' .ما يكمن خلف هذه الظاهرة هو تراجع الرفع المالي من قبل
السر المريكية على وجه الخصوص .بالتالي ،ماذا تستطيع السياسة النقدية أن تفعل حيال ذلك؟ الجواب الذي
يتقدم به هو أن ''بإمكان أسعار الفائدة المتدنية للغاية أن تساعد على تسهيل عملية التعديل من خلل مساندة
أسعار الموجودات ،بما في ذلك أن تجعل المساكن في متناول الناس أكثر من ذي قبل ،ومن خلل السماح
لبعض المقترضين بإنقاص الدفعات على الفوائد .ما وراء ذلك ،وإلى الحد الذي تستطيع فيه السياسة النقدية
طع ذيل التوزيع الذي ستتخذه النواتج القتصادية العكسية لهذه العملية ،هو أن أسعار الفائدة المتدنية بإمكانها قَ ْ
أن تساعد على تشجيع السر والشركات التي يتوافر لديها المال للنفاق في سبيل ذلك''.وأهم ما في المر هو
أن التضخم المنخفض والمتراجع في الوقت الحالي ينطوي على كوارث .ففي أسوأ الحوال يمكن للقتصاد أن
ينهار أمام انكماش الد َْين .إذ نرى منذ الن أن العوائد والتضخم في الوليات المتحدة يتبعان المسار الذي كانت
عليه اليابان في التسعينيات .ويريد الحتياطي الفيدرالي أن يوقف هذا التجاه العام .وهذا هو السبب في أنه
تلوح في الفق المباشر جولة أخرى من التسهيل الكمي .باختصار سيفعل أهل الحل والربط في السياسة
النقدية المريكية كل ما يلزم لتجنب النكماش القتصادي .بل إن الحتياطي الفيدرالي سيواصل ذلك إلى أن يعاد
إنعاش الطلب وعرض النقود في الوليات المتحدة على نحو مرض .أما الثر المترتب على ذلك على بقية العالم
فليس مما يشغل بال البنك المركزي المريكي.
العواقب العالمية لذلك واضحة :هذه السياسة ستؤدي إلى رفع أسعار الموجودات طويلة الجل وتشجيع حركة
رأس المال إلى داخل البلدان التي تتسم بسياسات نقدية أقل ميل ً إلى التوسع )مثل سويسرا( أو إلى البلدان
ذات العوائد العلى )مثل بلدان السواق الناشئة( .وهذا ما يحدث الن .ويتوقع معهد المالية الدولية في واشنطن
أن يبلغ صافي حركات رأس المال الداخل إلى بلدان السواق الناشئة من الخارج أكثر من 800مليار دولر في
عامي 2010و .2011ويتوقع كذلك حدوث تدخل هائل من قبل البلدان المتلقية لرأس المال ،وإن كان ذلك
بمعدل متراجع .والبلدان المستقبلة لحركة رأس المال الداخل ،سواء من البلدان المتقدمة أو بلدان السواق
الناشئة ،تواجه خيارات غير مريحة .فإما أن تسمح بارتفاع سعر صرف عملتها ،وبالتالي الضرار بقدرتها
التنافسية الخارجية ،وإما التدخل في أسواق العملت ،وبالتالي مراكمة مزيد من الدولرات غير المرغوبة ،وهو
أمر يهدد الستقرار النقدي المحلي ويضر بالقدرة التنافسية الخارجية ،وإما الحد من رأس المال الداخل من
خلل الضرائب والقيود على حركة رأس المال .ومن الناحية التاريخية كانت الحكومات تختار مزيجا من الخيارات
الثلثة .وسيكون المر كذلك هذه المرة .بطبيعة الحال نستطيع أن نتخيل مسارا ً معاكسا ً .لحظ مثل ً أن الصين
تعترض على العجز الهائل في المالية العامة في الوليات المتحدة وعلى السياسات النقدية غير التقليدية .كذلك
الصين مصممة على إبقاء التضخم متدنيا ً في الداخل والحد من ارتفاع قيمة عملتها .ومضامين هذه السياسة
واضحة :تريد الصين أن تتم التعديلت في أسعار الصرف الحقيقية من خلل تراجع السعار المحلية في الوليات
المتحدة ،أي أن الصين تريد فرض تعديل انكماشي على الوليات المتحدة ،تماما ً كما تفعل ألمانيا الن مع
اليونان .لكن هذا لن يحدث .ولن يكون في مصلحة الصين إذا حدث .فالصين ،باعتبارها دائنًا ،ستتمتع بزيادة في
القيمة الحقيقية لمطالباتها من الوليات المتحدة .لكن النكماش القتصادي المريكي من شأنه التهديد بخطر
وقوع العالم في ركود اقتصادي .من الواضح أن البروفيسور بلنشار على حق .فالتعديلت المقبلة ستكون صعبة
تمامًا ،وهي لم تكد تبدأ حتى الن .وبدل ً من التعاون بخصوص تعديلت أسعار الصرف والحساب الخارجي،
تسعى الوليات المتحدة إلى فرض إرادتها ،عن طريق المطبعة .ستكسب الوليات المتحدة هذه الحرب ،بصورة
أو بأخرى .فإما أن تسبب التضخم في بقية العالم ،وإما تضطر أسعار الصرف السمية في بقية العالم للرتفاع
مقابل الدولر .وللسف ،أثر ذلك سيكون الفوضى الشاملة ،وستضطر البلدان التي ل تتمتع بحماية كافية )مثل
البرازيل أو جنوب إفريقيا( إلى التعديل ،في حين أن بلدانا ً أخرى محمية بالضوابط على أسعار الصرف )مثل
الصين( ستكون قادرة على إدارة التعديل بصورة أفضل من غيرها .وسيكون من الفضل كثيرا ً بالنسبة للجميع
السعي للتوصل إلى ناتج تعاوني .ولعله سيكون حتى بمقدور زعماء مجموعة العشرين استخدام ''عملية التقييم
المتبادل'' لديهم لتحقيق هذا الهدف بالذات .وستكون قمتهم المقبلة في سيئول في تشرين الثاني )نوفمبر( هي
الفرصة لتحقيق ذلك .وما من شك في أن هذا المر لزم ،لكن هناك شكوك كثيرة حول توافر الرادة .في أسوأ
لحظات الزمة ''تعلق'' الزعماء بعضهم ببعض وكانوا يدا ً واحدة .أما الن فإن الحتياطي الفيدرالي في سبيله إلى
أن ''يعلقهم'' جميعا ً على المشنقة كل على حدة.
سليمان السكران
اجتمعت مجموعة العشرين ) Gـــ (20والمكونة من الدول المتقدمة وبعض الدول الناشئة والنامية اقتصاديا في
كوريا مؤخرا بهدف الوصول إلى اتفاق لنهاء منافسة محمومة بدأت ملمحها منذ فترة على العملت والضغط
على بعض الدول لقناعهم باللتزام بالعراف الدولية بدل ً من إلزامهم بقوة العقوبات.
ولقد حاول وزراء المالية لهذه المجموعة) (G-20الوصول إلى اتفاق لتبادل ميزان تجاري بمستويات مستديمة
وثابتة ومقدور على تحملها حيث إن الميزان التجاري هو النعكاس والمحور لسعار العملت والصرف فيما بينها.
إل أن من أكبر المشاكل التي تواجهها تلك التفاقية هو آلية القياس تلك خصوصا ً مدى اللتزام مما حدا
بالمؤتمرين اقتراح مؤشرات استرشادية والتي ل زال النقاش عليها بين أخذ ورد.
لقد اختارت تلك الدول العشرين والتي اقرب ما تكون إلى الن في دورها القتصادي والمالي بالذات كمجلس
إدارة للقتصاد العالمي ،حيث اختير طبيعيا صندوق النقد الدولي كجهاز تسير تحت مظلته هذه السياسات ومدى
التزام الدول فيها .ولذا ومن باب المشروعية فكل دوله تسعى إلى العمل لكل ما فيه مصالحها فالصين مثل ً
ترغب في استمرارية بخس قيمة عملتها بهدف زيادة صادراتها في حين أن أمريكا والتي يعلم أن لها يد طولى
في السياسة النقدية تريد الضغط واستمرارية البخس في قيمة عملتها.
وفي الوقت نفسه نهي دخول العضاء الخرين في منافسة تقليل وبخس قيم العملت .وفي ظل عدم وجود آلية
يلتزم بها العضاء في هذه المنافسة حاول وزير الخزينة المريكي مع نظرائه الوصول إلى وضع مؤشر ثابت
لحالة عدم التوازن التجاري وذلك بقياسها كنسبة من الدخل الجمالي المحلي ،حيث اقترحت الوليات المتحدة
المريكية نسبة 4في المائة كحد أعلى في الفائض.
بقي أن يشار إن الواقع الحالي في التبادل التجاري بين الصين وأمريكا طبقا لحصاءات صندوق النقد الدولي
يصل إلى حوالي 4.7في المائة من نسبة الدخل الجمالي المحلي المريكي لصالح الصين كما أنه من المتوقع
أن يصل إلى 8في المائة في عام .2015ولذا فلن يتهيأ للقتصاد المريكي الوصول إلى النسب المقترحة
والمحددة إذا لم تسمح الصين بارتفاع عملتها .علوة على ذلك فقد اعترضت الصين على تحديد نسبة مكتوبة.
وفي السياق نفسه فقد أضافت ألمانيا أيضا نصيبها من عدم القناعة بالقتراح المريكي علما ً بأن عجزها التجاري
يصل إلى 6في المائة.
وفي نهاية المطاف إن الدول القتصادية تلك والتي تمثل القتصاد العالمي ترى تبني مؤشرات استرشادية وليس
تحديد سقوف مكتوبة يمكن قياسها وبالتالي النتهاء بآلية مطاطة التعريف نظرا ً لقتراح تطبيق عقوبات ملزمة
لقضية الصرف وتبادل العملت لن يكون ممكنا ً في المنظور القريب .ولذا فالوليات المتحدة المريكية تعول
على رئاسة فرنسا للمجموعة العشرين السنة القادمة والتي تخطط على مراجعة النظام النقدي العالمي
بالكامل .وهذا التوجه بل شك يجمع بين الخلط في القتصاد والسياسة الدبلوماسية لحين ترتيب الوراق وأمل في
تعافي القتصاد المريكي على وجه التحديد وتهدئة منافسة حرب ضروس فيما بين العملت.
شهدت أسواق الذهب العالمية والمحلية اضطرابات غير مسبوقة خلل السنوات الماضية حيث اتسمت العلقة
بين الطلب والعرض من المعدن النفيس غير المستقرة وغير الثابتة فتارة تتجه مؤشرات أسعار الذهب نحو
الصعود وأخرى تنخفض انخفاضا ً حادا ً دون أن تكون هناك متغيرات اقتصادية وارتبط مستوى العلقة بين الطلب
والعرض بمدى إقبال المدخرين على ادخار رؤوس أموالهم بالذهب وتراجع القبال وكون العالم قرية واحدة في
عالم اليوم فإن السواق المحلية ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بمتغيرات الذهب في السواق العالمية إل أن سوق الذهب
المحلي ل يخلو من الختللت فهناك سوق آخر على هامش سوق الذهب المنظم هو السوق السوداء التي
يديرها كبار المضاربين الذين يعتبرون مراكز قوى في سوق الذهب فيؤثر عليه سلبا ً أو إيجابا ً ول يتأثرون بالثار
السلبية لضطرابات أسواق الذهب بقدر الثار التي تلحق بصغار تجار الذهب الذين فشلت الخطوط الساخنة في
الحد من أضرار الرياح العالمية لعولمة المعدن النفيس فأسعار الونصة تحولت إلى شبح يؤرق الكثيرين من
العاملين في بيع وشراء الذهب نتيجة تقلبات أسعارها المستمرة .
كواليس السوق السوداء
ما يجري خلف الكواليس أن احتياطي اليمن من الذهب الذي شكل القاعدة الساسية للقتصاد الوطني واقتصاد
الفرد يمر بمرحلة حرجة بل والفدح من ذلك أن ذلك المعدن النفيس يعاني من حرب استنزاف غير معلنة حيث
تشير التقديرات الولية أن مدخرات السر اليمنية من الذهب تراجعت بنسبة %50على مدى الـ 20عاما ً
الماضية لعدة متغيرات منها تراجع مستوى دخل الفرد بنسبة %500على مدى الفترة بالضافة إلى التقلبات
القتصادية التي شهدتها اليمن منذ تسعينات القرن الماضي وهي ما دفعت مئات آلف السر إلى تسييل
مدخراتهم من الذهب لشراء الحتياجات الساسية للحياة أما المتغير الشد خطورة وهو حالة الستنزاف التي
شهدها احتياطي اليمن من الذهب خلل الـ 20عاما ً الماضية من قبل كبار المضاربين بأسواق الذهب الذين عمدوا
إلى سحب كميات كبيرة من الذهب ونقلها إلى أسواق إقليمية ،مصدر مطلع أكد أن هناك تجار ذهب كبار تحفظ
عن ذكر أسمائهم يسحبون كميات كبيرة من الذهب من السوق المحلي إلى السواق القليمية حال ارتفاع أسعار
الذهب والذي يؤدي بدوره إلى إقبال المواطنين على بيع مدخراتهم من الذهب خصوصا ً الذين يضاربون بأسعار
الذهب في السوق المحلي وأضاف المصدر أن السوق السوداء للذهب تتراجع حال استقرار أسعار الذهب حيث
يكون السحب قليل ً وكشف المصدر ذاته أن هناك وسطاء محليين يسحبون كميات كبيرة على مدى العام
وبأسعار البيع في السوق ارتفعت أم تراجعت ويتولون تصديرها بالوكالة إلى دول أخرى مثل دبي والهند مقابل
عملت يحصلون عليها والجدير بالشارة إلى أن صادرات اليمن من الذهب أقل من وارداتها حسب مصادر
مطلعة.
ارتباط عالمي
تتسم تجارة المعدن النفيس بعدة سمات منها الحساسية المفرطة والضطرابات اللمحدودة وعالمية التعامل
والمتابعة المستمرة لمجريات أسواق الذهب العالمية عبر مؤشرات الونصة العربية أو العالمية وهي بذلك
تتطلب تركيز وحذر شديدين فأسعار الذهب تتغير بين اللحظة والخرى سلبا ً أو إيجابا ً فقانون السوق هو الذي
يحكم وإقبال المدخرين على أسواق الذهب هو الذي يتحكم بأسعار المعدن النفيس وتعتمد السوق المحلية
للذهب في تعاملتها منذ عدة سنوات على أسعار الونصة بل تربطها بأسواق الذهب القليمية والمحلية اتصالت
نشطة فأصحاب محلت الذهب يستخدمون أجهزة خاصة بالبورصة لها وكيل خاص في اليمن تماثل شبكة
النترنت ويتابعون النترنت لمتابعة حركة السوق ،حيث أكد طه عبدالله الراعي صاحب محل ذهب أن أصحاب
الذهب يتابعون البورصة عبر دبي ومن دبي إلى نيويورك وإنجلترا عبر شاشات MBCالعربية و CMBCالتركية
وشاشات ألمانية وهناك شاشات إنجليزية مشفرة وأضاف نتابع عبر النترنت وحال تعرض الكابلت البحرية
التابعة للنرتنت للتوقف نلجأ لمتابعة مستجدات السوق العالمي للذهب عبر شاشات MBCالعربية
سوق مناسبات
حركة سوق الذهب في اليمن مرتبطة ارتباطا وثيقا بمدى مستوى دخل الفرد السنوي حيث يقبل المواطنون
على شراء الذهب في الغالب عقب مواسم المطار نتيجة لرتفاع مدخراتهم المالية وبحكم المر الواقع فإن
حركة سوق الذهب المحلي مرتبطة بمواسم العياد ورمضان والصيف الذي يشهد حركة نشطة نتيجة إقبال
الشباب على الزواج .
حيث يحتل الذهب الصفر وليس الذهب البيض أولوية في العادات والتقاليد اليمنية كشرط هام لمناسبات
الخطوبة والعراس وهو ما جعل أسواق الذهب رهينة العادات والتقاليد وفي الونة الخيرة حلت عدة مناطق
قواعد عرفية أخرى محل الذهب حيث استثنت تلك القواعد القبلية الذهب كشرط من شروط الزواج لتيسير
الزواج ومن تلك المناطق منطقة عنس بمحافظة ذمار وسنحان بصنعاء التي أقرت القبائل فيها قاعدة عرفية
بعدم ارتداء العروسة للذهب قبل عدة سنوات واتسع العمل بتلك القاعدة القبلية خلل السنوات الخيرة إلى
اليمانية السفلى خولن وبني جبر وبعض مناطق بني ضبيان وأكد المواطن نايف الصوفي من أبناء اليمانية العليا
بمديرية خولن أن القاعدة القبلية حدت من غلء المهور ويسرت الزواج على الشباب إل أنه أكد أن الذهب ما
يزال شرطا ً في العرف باليمانية العليا لدى الناس القادرين ومع ارتفاع أسعار الذهب بدأ يتوارى .
الخوف من البيع والشراء
.
لم يكن القبال على شراء الذهب مرتبط بالعادات والتقاليد وحسب بل أن السنوات الخيرة حظي الذهب
باهتمامات شرائح واسعة من أصحاب رؤوس الموال ومن النساء في الحضر حيث انخرط آلف النساء في
المضاربات بأسواق الذهب الشراء حال تراجع أسعار الذهب والبيع حال ارتفاعه وبالعكس فمنهن من نجحن
وأخريات تآكلت ممتلكاتهن من الذهب في سوق الطلب والعرض وتكبدن خسائر فادحة،
أم جلل إحدى النساء التي تعمل في شراء وبيع الذهب في السوق منذ 8سنوات حسب قولها إل أنها أكدت أن
عشرات النسوة التي بدأت معهن المضاربة في السوق توقفن إما نتيجة لتعرضهن لخسائر أو لكتفائهن بما
حققن من مكاسب وخسائر بسيطة ،أم جلل التي التقينا بها في شعوب في إحدى محلت الذهب أشارت إلى
ارتفاع أسعار الذهب من يوم لخر يضعها في حيرة فإن باعت تخاف أل تستطيع شراء نفس الكمية بنفس البيع
أو بأقل وإن اشترت تخاف من تراجع أسعار الذهب وهو ما سيكبدها خسارة فادحة فنظل نترقب حركة الذهب .
الراعي :السوق جامد
خلل نزولنا الميداني لمعرفة مدى إقبال المواطنين على شراء الذهب وبيعه في السوق المحلي للذهب أجمع
العشرات من أصحاب محلت الذهب على جمود السوق وتأثره بعدة عوامل منها الرتفاع الطاريء الخير الذي
طرأ على أسعار الذهب في السوق العالمي والمتغير الخر الثار غير المباشرة للضطرابات المنية وتداعيات
الحرب السادسة في صعدة ،وفي تصريح خاص أفاد طه الراعي صاحب محل ذهب في صنعاء القديمة ن أحداث
صعدة وتدهور القتصاد وارتفاع المشتقات النفطية أدت إلى تراجع مستوى إقبال المواطن على شراء الذهب
بالضافة إلى ارتفاع الذهب على مدى 8أشهر بنسبة %10حيث ارتفع سعر الجنيه الذهب من 43ألف في
رمضان الماضي إلى 63ألف ريال حاليا ً بزيادة قدرها 20أل ريال مشيرا َ إلى أن مهر الزواج تراجع هو الخر من
200جرام إلى 30جرام في اليام الخيرة وهو ما انعكس سلبا ً على حركة السوق وتابع قائل ً كنا نبيع نصف كيلو
إلى كيلو ذهب في اليوم الواحد والن ل تتجاوز المبيعات الـ 50جرام وحول أسباب ارتفاع الذهب في السواق
العالمية أشار الراعي إلى أن الذهب لم يرتفع بهذه الصورة متأثرا ً بالزمة المالية العالمية بل كان منخفضا ً ولكن
انهيار اقتصاد معظم الدول العالمية دفع كبار المدخرين بالتحول نحو الذهب وأضاف حتى الصينيون أصبحوا
يدخرون معظم أموالهم بالذهب وهناك تنافس بين الصين والهند في شراء الذهب خلل الشهر الماضية وحول
نسبة البيع والشراء أشار أن نسبة البيع %10والشراء . %20
اليمن والحتياطي
كما أكد أحد تجار الذهب أن اليمن ل تمتلك احتياطي من الذهب وأن كل ما في المر هو تصدير الذهب لعادة
صناعته في سنغافورة ودبي والسعودية وفق إجراءات والتزامات يقدمها تاجر الذهب للسلطات المنية في
المطار مقابل خروج الذهب وإعادته ولم يسمح لحد بإخراج كميات من الذهب إذا لم يعد بالكمية التي سبق أن
أخرجها ويتم صياغة الذهب في مصنع مصلى في السعودية ومجوهرات دماس في دبي ومجوهرات الحكم
ومجوهرات البحرين ومجوهرات اليمامة في دبي .
كما أكد أن غالبية التجار اليمنيين يستوردون الذهب من دبي وسنغافورة حيث يتم طلب طلبيات من سنغافورة
وتأتي بعد أسبوع إلى اليمن وحول أنواع الذهب يقول محمد الذرحاني بائع ذهب أن الذهب في السوق اليمنية
ينقسم إلى نوعين ذهب يمني يباع بـ 7200ريال للجرام الواحد وذهب خليجي يباع بـ 8200ريال للجرام الواحد
وحول الذهب اليمني يشير أن هناك عشرات الورش الخاصة بصياغة الذهب منها ما تصنع أفضل من الصناعات
الخرى من حيث المواصفات وأشار إلى أن الذهب ليس محتكرا ً وليس هناك تاجر بحد ذاته محتكرا ً للسوق
سوق أو للستيراد والتصدير .
وفي ذات السياق يؤكد عبدالله المحفدي بائع وصائغ ذهب أن الذهب البيض ل يحظى بإقبال المدخرين بل ل
وجود لسوق الذهب البيض في اليمن رغم أن سعره نفس السعر العادي وحول معدن البلتين وهو شبيه من
حيث اللون بالذهب البيض أفاد المحفدي أن أسعاره مرتفعة حيث تتجاوز الـ 10آلف ريال للجرام الواحد من
البلتين .,
انخفاض الحركة بنسبة %50
للذهب عدة تصنيفات فيجري الحديث على عيارات الذهب ويتباين أسعار الذهب بتباين العيارات الخ /محمد
عوفان الذي أكد أن نسبة تراجع حركة أسواق الذهب خلل العامين الماضيين وصلت إلى %50وأن الحركة غير
مستقرة ولكن البيع أكبر من الشراء وأشار أن الذهب اليمني عيار 21وهناك 18والذهب الخليجي عيار -875
21والذهب اليطالي عيار 18/750والذهب المريكي عيار . 10
شملن ملك الذهب
أبدينا حرصا ُ على معرفة كبار تجار الذهب إل أن محاولتنا التي أثارت حفيظة الكثيرين الذين تقمص عدد منهم
لقب ملك الذهب في اليمن كادت أن تفشل وبعد جمع المعلومة من العشرات ممن التقيناهم وصلنا إلى الجابة
ولكن وجدنا أن أول تاجر ذهب في اليمن أيام المامة وفي بادية الجمهورية وان هناك تجار ذهب آخرين قد
فلسوا وآخرين إختلوا عقليا ً إل أن كبار تجار الذهب الذين في السوق هم الحاج /صالح شملن أكبر تاجر ذهب
في اليمن ويمتلك مصنعا ً للذهب كما قيل لنا وعادل جعوان من أكبر مستوردي الذهب .
تجار الذهب تبخرت أموالهم
كما علمنا أن العشرات من تجار الذهب الذين كان لهم الريادة في السوق فلسوا على مدى الـ 20عاما ً الماضية
البعض منهم دخل في المضاربة في البورصات العالمية وهم عدد كبير وجميعهم خرج بخسارة كبيرة أو مفلس
ومن لم تتبخر أمواله في البورصات بالكامل عاد ليفلس في الداخل ثم اختل عقليا ً وأشار مصدر مطلع أن أحد
تجار الذهب الذي تكبد خسارة فادحة في البورصات يعيش ظروفا ً نفسية مأساوية وذكر المصدر نفسه أن أحد
التجار الكبار فلس فجأة دون مقدمات وغاب عن النظار ويقال أنه معتكف في الحرم المكي منذ سنوات أما
صغار الذهب فقد تآكلت رؤوس أموالهم فأغلقوا محلتهم والبعض الخر استدرك مخاطر الفلس وحول نشاطه
من بيع وشراء الذهب إلى نشاط أكثر أمانا ً .
65منجما ً للذهب
ثمة سؤال أثير في حقبة زمنية محددة النطاق حول تصدير اليمن للذهب من مناجم يمنية قيل أنها في القرضة
وحجة ذلك السؤال أثار لغطا ً شعبيا ً ودفع المواطن البسيط إلى البحث عن صواب القول ومقصد القائل سيما
وأن إثارة السؤال تزامن مع بدء الدعاية النتخابية للنتخابات الرئاسية التي أجريت في 2006م والتي تداخلت
فيها الدعاية السوداء بالبيضاء لغراض استمالة الناخب حيث تداولت صحف المشترك اتهامات للحزب الحاكم
مفادها أن هناك مناجم خاصة بالذهب مخفية عن الشعب وأن صادرات اليمن من الذهب تبلغ شهريا ً 10ألف كيلو
جرام من الذهب لتنتهي تلك القاويل بانتهاء الدعاية النتخابية وفي مطلع العام الجاري أشارت مصادر صحفية
أن هناك شركات استثمارية إماراتية تستثمر في مجال الذهب في اليمن أعقب ذلك تأكيد رسمي على لسان
وزير النفط والمعادن أكد من خللخ أن اليمن اكتشفت في الونة الخيرة 65موقعا ً للذهب في عدد من
محافظات الجمهورية حسب نتائج المسح جاء ذلك في لقاء مع صحيفة الجمهورية بمناسبة الذكرى الـ 20لعادة
تحقيق الوحدة اليمنية ،ويبقى السؤال دون إجابة هل تمتلك اليمن مناجم خاصة باستخراج الذهب أم ل ؟!
اليهود وصياغة الذهب
هناك أكثر من مفارقة بين الماضي والحاضر ففي الماضي اكتنز الحميريون الذهب وصاغوه وظل رمزا ً للدولة
الحميرية كما ظل ذلك المعدن النفيس يحمل معالم حقبة تاريخية وظلت صياغة الذهب مهنة محببة لدى
اليمانيين إل أنها لم تتطور مع الزمن بل تراجعت وانقرضت ،حيث احتكرت في عدة مناطق ومن عدة شرائح
منهم القلية اليهودية في اليمن التي حافظت على مهنة صياغة الذهب والفضة وأورثتها للخرين قبل رحيلها إلى
إسرائيل في الخمسينيات من القرن الماضي كما امتهنها عدد من أبناء ريمة ووصاب ولكن كان شغل اليهود
وصياغتهم للذهب والفضة يتميز بالجودة العالية فكانت المصنوعات الفضية " البوساني " من أجمل المصنوعات
اليهودية في اليمن ما تأكد لنا أن الفضة ل تزال تتواجد بكميات كبيرة إل أن المرجان واجه هو الخر عملية سحب
وصلت %60من احتياطي اليمن من المرجان
وصلت أسعار الذهب مستوى قياسيا ً عندما بلغ سعر الوقية )الونصة( 1100دولر ,وهذه هي المرة الولى التي
يتجاوز فيها سعر الوقية هذا السعر ,ويتوقع المحللون الماليون ان تواصل أسعار الذهب ارتفاعها وقد تصل الى
حدود 1500وحتى 2000دولر في المستقبل ..؟؟
يذكر ان اسعار الذهب قد تدنت في نهاية الثمانينات وأوائل التسعينات ,ووصل سعر أوقية الذهب الى حدود 270
دولرا وجاء النخفاض آنذاك بسبب اختفاء نظام الحرب الباردة ,وسقوط التحاد السوفيتي حيث قامت الدول
التي كانت تمتلك جزءا كبيرا منه ببيع كميات كبيرة من الذهب الذي كان مكدسا كاحتياط في مصارفها المركزية,
اضافة الى ان صناعة الذهب في مناطق عديدة من العالم قد توسعت في تلك الفترة وتم اكتشاف مناجم
جديدة ,فأصبح العرض أقوى من الطلب ولذلك تراجعت السعار.
لكن منذ نهاية التسعينات بدأت اسعار الذهب بالرتفاع وواصلت ارتفاعها سنة بعد أخرى حتى بلغت نسبة
الرتفاع في العام 2007حوالي %32وسجلت في الشهر الثلثة الولى من هذا العام ارتفاعا وصل الى 1070
دولر للونصة ويرجع المحللون أسباب هذا الرتفاع الى مجموعة من العوامل التي تجمعت دفعة واحدة لترفع
السعر الى هذا المستوى ,وترشح أسعار الذهب الى مزيد من الرتفاع وانا اخالفهم الرأي ومن ابرز هذه
العوامل:
ل :النخفاض الحاد في سعر الدولر ,فارتفاع أسعار الذهب بنسب عالية كان إزاء الدولر وليس إزاء العملت أو ً
الرئيسيه ألخرى ,وإذا تمت مقارنة أسعار الذهب بأسعار الدولر الن ,مع أسعار النصف الول من عقد الثمانينات
فيمكن القول إن اسعار الذهب حتى عندما وصلت الى 1070دولر للوقية لم تبلغ المستوى الذي بلغته في
مطلع عقد الثمانينات عندما وصل سعر الوقية الى 850دولر ,ولذلك فإن ارتفاع أسعار الذهب من الناحية
الفعلية هو ارتفاع إزاء الدولر وليس إزاء العملت الدولية الخرى ,وهو ارتفاع ليس حقيقي ويجب النتباه الى
هذه الحقيقه
ثانيا ً :الطلب على الذهب زاد منذ ان تدهورت أسعار الدولر ,فالذهب كان دائما ً الملذ المن يلجاء اليه
المستثمرون عندما تشهد العملت الدولية الكثر انتشارا ً تراجعًا ,او اضطرابا ً في اسعارها ,وهذا يعني ان كثيرا ً
من المدخرين تحولوا من الدولر ,بعد تراجع أسعاره ,ا لى الذهب للحفاظ على مدخراتهم واستثماراتهم ,مما زاد
الطلب على الذهب ,وهنا ينطبق على أسعار الذهب قانون العرض والطلب ذاته الذي يحكم العلقة بين جميع
السلع .
ثالثًا :للعام الثالث على التوالي يحقق القتصاد العالمي نموا ً مرتفعا ً نسبيًا ,وخصوصا ً في الدول النامية ,وازدهار
القتصاد يؤدي الى تقوية الطلب في جميع المجالت ,وعلى جميع السلع ,بما في ذلك الذهب ,ذلك ان كثيرا ً من
سكان العالم ينفقون جزءا ً من دخولهم على الذهب للستخدامات المعروفة .مع الخذ بالعتبار الزمه العالميه
التي هزت اقتصاديات العالم والتي سوف يكون لها ولتداعياتها الثر الكبير على هذه السلعه كما هو موضح
لحقا .
رابعًا :شهدت البورصات العالمية في الشهر الخيرة اضطرابا شديدا ,وحالت من النهيارات في السواق
ً ً
العالميه وافلس عمالقة البنوك وشركات التأمين التى اثرت سلبيا على سوق السهم ,دفعت بكثير من
المستثمرين الى شراء الذهب بدل ً من أسهم الشركات والعملة الميركية ,خاصة ان القتصاد الميركي يمر
بمرحلة تباطؤ ,وقد تتحول الى ركود ,وفي مثل هذه الحالة تهرب الستثمارات نحو السلع الكثر استقرارا ً وأسعار
الذهب مستقرة ,مقارنه بتذبذب اسعار الدولر وعدم استقراره .
خامسًا :بعد انهيار قطاع العقارات في مختلف انحاء العالم الذي استقطب في مرحلة من المراحل الكثير من
الستثمارات ,حاز الذهب على المكانة ذاتها التي كانت لقطاع العقارت لعقود طويلة بوصفه مجال ً للتوظيف
الستثماري ,لجأ المستثمرون الى شراء الذهب لتحقيق الرباح ,بدل ً من الرباح التي كان يحققها الستثمار في
قطاع العقارات.
سادسا :ل ننسى ان هناك سوق مهم وهو سوق المضاربات وهو سوق مهم خاصه بعد ثورة التصالت
حيث ان هذا السوق يستحوذ على حوالى %35من حجم المضاربه بهذا المعدن الثمين بحيث يمكن لهذا السوق
التأثير بشكل رئيسى على سعر الذهب .
لذلك يجب النتياه في الوقت الحالي خصوصا بعد الصلحات الهائله التي تمت على القتصاد المريكي وضخ
مئات المليارات من الدولرات وتوقعات بأعادة النتعاش الى السوق المريكيه ان ينتعش سعر صرف الدولر
وبالتالي يكون هناك عمليات بيع هائله للذهب من خلل جني الرباح او عودة المستثمرين الى نواحي
الستثمارات المختلفه ان يتراجع سعر الذهب بشكل متسارع ويعود الى مستوياته الطبيعيه .
بعد أن انخفض سعر الذهب ووصل في الونة الخيرة إلى 1090دولرا ً للوقية الواحدة يوم 24مارس ،فقد
تمكن المعدن الصفر من استعادة بعض المساحات التي خسرها ،ووصل سعر تداوله إلى فوق مستوى 1150
دولرا ً في منتصف أبريل الجاري .وانطلقا ً من منظور أبعد إلى حد ما ،فإن هذا يمثل مكسبا ً بمقدار 30بالمئة
من سعره البالغ 880دولرا ً قبل 12شهرًا ،لكن ليزال سعر المعدن أقل بكثير من أعلى مستوى وصل إليه
حتى الن ،وهو 1227دولرًا ،وذلك في ديسمبر الماضي.
والسؤال الذي يفرض نفسه الن »ماذا سيحدث بعد ذلك؟« إن الجابة على هذا السؤال سيتم تحديدها من قبل
الكثير من التطورات المستقبلية التي سنتعرض لها في الجزء المتبقي من هذا المقال:
أول ً -اليورو :هل ستتمكن العملة الوروبية من استعادة جانب من مجدها المفقود؟ أو هل ستؤدي اعتبارات
مخاطر الديون السيادية إلى دفع اليورو نحو المزيد من النخفاض أمام الدولر المريكي؟
وفي الماضي القريب ،أدى هروب رؤوس الموال والمضاربة على العملت إلى توفير قوة دعم للدولر ،لكن
ظهور الدولر في مرتبة أقوى يعد العدو البرز للذهب ،في الوقت الذي انتقلت فيه مخاطر الديون السيادية إلى
مركز الصدارة.
وأدى العلن عن خطة "النقاذ" لليونان في أواخر شهر مارس الماضي إلى تخفيف حدة المخاوف من خطر
الديون السيادية ،ووفر للذهب فسحة من الوقت لستعادة جانب من المكانة التي فقدها من مستويات السعار
التاريخية المرتفعة التي كان قد وصل إليها في شهر ديسمبرمن العام الماضي.
بيد أن أزمة العملة الوروبية لم تصل إلى نهايتها حتى الن ،كما أن أسواق العجز عن سداد الئتمان تفرض مرة
أخرى حالة من القلق المتزايد ،ليس فقط فيما يتعلق بالديون اليونانية ،وإنما تشمل أيضا ً الديون السيادية لكل
من البرتغال وإسبانيا وإيطاليا .ولو تعرض اليورو لزمة أخرى في المدى القريب ،فإن ذلك قد يؤدي إلى هبوط
أسعار الذهب مرة أخرى ،وربما تصل إلى ما دون المستوى النفسي المهم البالغ 1100دولر.
ثانيا ً – ديون مجلس الحتياطي الفيدرالي :إن القلق المتزايد بشأن الديون الفيدرالية الضخمة التي تواجهها
الوليات المتحدة )كما يتضح من خلل ردود الفعل المتباينة من جانب البنوك المركزية الجنبية والمستثمرين من
المؤسسات تجاه العروض المطروحة لسندات الخزينة المريكية خلل الشهرين الماضيين( ،تعمل على تقويض
الثقة إزاء الدولر المريكي ،وتضع قوته الشرائية في المستقبل على المحك.
وفي ظل تنامي المخاوف بشأن الدولر المريكي ،تطالب البنوك المركزية والمستثمرون الجانب برفع أسعار
الفائدة على عروض سندات الخزينة المريكية بما يتوافق مع المخاطر المتزايدة ،فضل ً عن تأثير أزمة الديون
السيادية في بعض الدول الوروبية ،وتفشي حالة من الضبابية وانعدام الرؤية بشأن قدرة العملة المشتركة
للقارة على البقاء ،وسيكون لهذه العوامل مجتمعة تأثير سلبي الدولر ،وسيتحرك الذهب في ذلك الحين بطريقة
حرة تماما ً تعكس القيمة الكامنة.
ثالثا ً -الطلب الشرقي :هل سيؤدي الطلب المادي القوي من جانب الصين والهند ،وغيرهما من أسواق الذهب
السيوية المهمة إلى مواصلة دعم أسعار المعدن؟ وهل سيكون ذلك بمثابة أرضية فاعلة للسوق ليحد من
المخاطر السلبية؟
إن الطلب الفعلي من هذه المنطقة ،ولسيما من قبل الهند ومنطقة الشرق الوسط ،يميل إلى الحساسية
المفرطة تجاه السعار .ويبدو الن أنه ينظر إلى مستويات السعار حول 1090دولرا ً على أنها جذابة من جانب
تجار المجوهرات والمستثمرين على حد سواء ،مع أن هذا المستوى أدى إلى خنق الطلب في الماضي .لكن مع
ذلك ،فإن العكس هو الصحيح في الوقت الحالي .ففي الشهر الماضي ،وعندما انخفض سعر الذهب إلى نحو
1090دولرا ً للوقية ،ازدادت عمليات الشراء من المنطقة )الصين والهند وتايلند وفيتنام وإندونيسيا وهونغ كونغ
وسنغافورة ودول منطقة الخليج العربي( ،ما وّفر دعما ً قويًا ،وساعد على دفع السعر مرة أخرى ليتجاوز حاجز
1100دولر.
ول يساورني أدنى شك في أنه على المدى الطويل ،سيكون للنمو الملحوظ والكبير في الطلب على الذهب من
هذه المنطقة تأثير إيجابي للغاية على سعر الذهب بالدولر .وعلوة على ذلك ،فإن النمو القتصادي القوي والعدد
الهائل للسكان في الصين والهند وارتفاع مستوى الدخول والثروات الشخصية في هذه المجتمعات ،ستكفل من
الناحية العملية التوسع الهائل في كمية السبائك التي يتم استهلكها من جانب هذه الدول في صناعة المجوهرات
والتطبيقات الصناعية والستثمار.
لقد عبرنا عن هذا الرأي في مناسبات كثيرة على مدى العامين الماضيين ،ويبدو الن أن أطرافا ً أخرى )بما في
ذلك مجلس الذهب العالمي( قد انضموا إلى جوقة المؤمنين بهذا الرأي ،إلى درجة دفعت بعض المستثمرين
الغربيين إلى القبال على شراء الذهب تحسبا ً لزيادة الطلب من الشرق.
رابعا ً -الستثمار الغربي :هل سيتواصل الطلب على الستثمار الغربي الذي تم تسجيله في الونة الخيرة؟
بات المستثمرون يعودون إلى صناديق بورصات الذهب المتداولة بعد أشهر عديدة من تدني أسعار الفائدة.
وارتفع حجم السبائك التي يحتفظ بها 12صندوقا ً من صناديق الستثمار المتداولة للذهب نقوم بمراقبتها عن
كثب إلى 929.373أوقية في شهر مارس الماضي ،وتمكنت من تسجيل أول مكاسب شهرية لها منذ شهر
نوفمبر الماضي .وفي المقابل ،شهدت صناديق الستثمار المتداولة للذهب صافي مبيعات وصلت إلى 825.501
أوقية خلل أول شهرين من العام الجاري.
وفي بداية شهر أبريل الجاري بلغ مجموع حيازات صناديق الستثمار العالمية المتداولة إلى 57.75مليون أوقية،
لكنها تظل أدنى بقليل من أعلى مستوى سبق أن وصلت إليه في الماضي ،والبالغ 57.82مليون أوقية.
وبالضافة إلى ذلك ،فقد أشارت بعض التقارير إلى أن الطلب على عملت السبائك الذهبية قد ارتفع أيضا ً خلل
السابيع الخيرة ،المر الذي يدل على أن الهتمام إزاء الذهب من جانب "المستثمرين" في قطاع التجزئة يشهد
ارتفاعا ً أيضا ً.
وفي الوقت الذي يبقى فيه السؤال" :ما التجاه الذي سيسلكه الذهب بعد ذلك؟" مستعصيا ً على الجابة ،لكننا
نعتقد من جانبنا أنه قبل أن يتمكن الذهب من التحرك إلى مستويات أعلى والوصول إلى أعلى مستوى له البالغ
1227دولرا ً بحلول منتصف العام ،سيسجل مستويات ارتفاع جديدة في النصف الثاني من العام الجاري .2010
وحسب التطورات المذكورة أعله والتي تعمل بشكل إيجابي لصالح الذهب ،فإننا ل نزال نؤمن يقينا ً بتوقعاتنا
التي ترجح وصول الذهب إلى مستوى 1500دولر للوقية بحلول نهاية العام الجاري ،2010مع احتمال وصول
السعر إلى 2000دولر للوقية وربما إلى 3000دولر خلل السنوات القليلة القادمة.
للتواصل مع الكاتب:
j.nicholas@alrroya.com
المقال
تجاوز سعر الذهب في عقود ديسمبر 1360دولرا للوقية في كومكس )نيويورك( الخميس الماضي قبل أن
يتراجع إلى 1345دولرا يوم الجمعة مع ارتفاع الدولر ،فما زالت المكاسب مرتفعة مع توقعات تخفيف البنك
الحتياطي الفيدرالي للقيود النقدية مرة أخرى وطباعة المزيد من النقود لشراء المزيد من الديون ،والذي سوف
يعلن عنه في نوفمبر ،3-2ما سوف يمارس ضغوطا على أسعار الفائدة والدولر ويعزز ارتفاع أسعار السلع
الستهلكية في الجل الطويل .كما جاء الدعم من تخفيض البنك الياباني لسعر الفائدة إلى ما بين 0.0و .%0.1
فمن المتوقع أن يرتفع الذهب إلى 1400دولر قبل نهاية هذا العام ،لكن هذا مقرون باستمرار انخفاض الدولر
وارتفاع التضخم ،وهو ما يدعم شراء الذهب هذه اليام من اجل التحوط في العقود الجلة .وكان ارتفاع الذهب
في سبتمبر مدعوما بالطلب الموسمي من مصانع المجوهرات وبيع البنوك المركزية الوربية فقط 6طن من
الذهب هذا العام من 400طن مسموح لها بيعه.
إن سعر الذهب تحدده أربعة عوامل هامة هي :إن الذهب سلعة يتأثر سعرها بالعرض والطلب ،فيرتفع سعرها مع
ارتفاع الطلب عليها؛ قيمة الدولر التي يتم تسعير الذهب على أساسها ،فكلما ضعفت قيمة الدولر كلما ارتفع
الذهب؛ دور الذهب كملذ آمن أثناء الزمات السياسية )الحرب والضطرابات السياسية ،(--فمعظم الصول
المالية لها مخاطر في القتصاد العالمي ،فعندما تنخفض قيمة العملت باستمرار من قبل الحكومات أو تتعثر
السندات أو السهم مع ضعف أداء الشركات يرتفع الذهب؛ دور الذهب كملذ آمن أثناء الزمات المالية
والقتصادية )التضخم ،انهيار السواق المالية ،(--لن الذهب معدن بطبيعته ثمين ومخاطره محدودة وفي مأمن
من الستهلك الحكومي وسلوك الشركات الخاطئ.
فقد شاهدنا سعر الذهب في بورصة لندن يقفز %100 ،%59 ،%67في 1973م )مقاطعة النفط(1979 ،م
)الثورة اليرانية(1980 ،م )الحرب اليرانية العراقية( على التوالي .كما قفز الذهب %56في كومكس ما بين
منتصف 1982وأوائل 1983لتداعيات الركود الحاد في الوليات المتحدة والضطرابات في الشرق الوسط.
وحدث ذلك مرات أخرى بين 1985إلى ،1987عندما قفز الذهب إلى أكثر من %41خلل فترة الحرب بين
إيران والعراق ،واستمرار الغزو السوفيتي لفغانستان ،وفي الوقت نفسه تباطأ القتصاد المريكي أثناء ما كان
يسمى "الهبوط السهل" الذي توج بيوم الثنين السود في وول ستريت .وعندما حشد العراق جيوشه على حدود
الكويت في يوليه ،1990ثم غزوه في أغسطس ،ارتفع سعر الذهب %17في شهرين فقط ،أما هجمات 9/11
فرفعت الذهب %10على الفور.
إن الذهب على اتجاه تصاعدي منذ عام ،2000وارتفع %353مدعوما جزئيا بضعف الدولر وبشكل مطرد في
عام 2008مع ظهور الزمة المالية .فما زال الطلب تدعمه قوى السوق في الهند والصين وخاصة بالنسبة
للحلي الذهبية خلل الفترة المتبقية من 2010واستثمارات التجزئة في أوروبا ،حيث ارتفع إجمالي الطلب على
الذهب في الربع الثاني %36إلى 1050طن في 2010مقارنة مع الربع الثاني في ،2009ومن حيث القيمة
ارتفع الطلب %77إلى 40.4مليار دولر ،وطلب الستثمار المنفذ خلل نفس الفترة بشكل كبير %118إلى
534.4طنا مقابل 245.4طنا من نفس الفترة السابقة ،وساهمت صناديق تبادل الذهب ) (ETFبنسبة كبيرة
%414إلى 291.3طنا وهو رقم قياسي .ومازال الطلب العالمي على المجوهرات قويا في الربع الثاني من
،2010حيث بلغ الستهلك 408.7أطنان ،فقط %5أقل من مستويات السنة السابقة .كما شهد الطلب على
المجوهرات الذهبية في الهند أكبر سوق للمجوهرات انخفاضا طفيفا ٪2فقط أو 123طنا بالعملة المحلية
مقارنة بمستويات السنة السابقة ،وهذا يترجم إلى ٪20زيادة في قيمة الطلب إلى 216مليار روبية ،بينما
الطلب في الصين على المجوهرات ارتفع ٪5إلى 75.4طنا ،بنمو %35إلى 19.8مليار يوان .أما الطلب
الصناعي فارتفع في الربع الثاني %14إلى 107.2أطنان مقارنة بالربع الثاني من .2009وفي الربع الثالث
ارتفعت أسعار قطع وسبائك الذهب %5وبزيادة إجمالية .%6
شارك |
تابع الكاتب
Top of Form
Bottom of Form
[VN:F [1.7.7_1013
الرجاء النتظار...
تثير القفزات المتتالية لسعار الذهب والفضة الكثير من الحيرة وكذلك الخوف وقبل هذا ذاك الجدل حول
مستقبل التعافي الذي بدأت تظهر بوادره على العديد من القتصادات والقطاعات ,ففي حين يتحدث الكل عن
تعافي إقتصاده المحلي من ًاثار الزمة نجد أن معظم المؤشرات سواءا ً على المستوى العالمي أو المستوى
المحلي لكل دولة على حده تشير إلى أن الزمة ما تزال تضرب بأطنابها في مضارب العديد من الدول خاصة
الدول الصناعية الغربية ما يجعل الوضع في غالية الضبابية ,وما زاد طين الزمة بلة هو مشكلة بل مشاكل
الديون السيادسة التي بدأت تهدد أكثر من دولة إبتداءا ً بالدولة الشهر اليونان مرورا ً بباقي دول اليورو إضافة
إلى بريطانيا وإنتهاءا ً بالوليات المتحدة واليابان وهو ما أدخل عملتها في دوامة التقلبات الحادة للسعار فيما
بينها المر الذي زاد من حدة مشكلة الضبابية وعدم اليقين التي تلف السواق ,كل ذلك عزز من أهمية ودور
الذهب كملذ ًامن ضد التقلبات القتصادية وحالة عدم اليقين التي يمر بها القتصاد العالمي ,لكن ما هي حقيقة
الرتقاعات في أسعار الذهب؟ وهل هي مبررة في ظل الظروف الراهنة أم أن هناك فقاعة أخرى في طريقها
إلى التشكل وسوف ما تلبث أن تنفجر مرسلة أسعار الذهب إلى “حيث ألقت رحلها أم قشعم”؟
تاريخيا ً كان للذهب دوما دور مهم في العمل كنقود ,وهذا الدور للذهب يتلخص في ثلث صور أولها هي صلحيته
لن يكون أداة للتبادل التجاري تتمتع بالقبول العام والصورة الثانية هي صلحتيه لن يكون أداة قياس وتسعير
للسلع والخدمات وأخرها -وهي الهم -أن الذهب يعتبر أفضل ما يمكن أستخدامه لحفظ القيمة وهو ما يعبر عنه
المثل الشهير “الذهب زينة وخزينة” ,ولعل الذهب قد فقد الصورة الولى والثانية من أدواره التاريخية نتيجة
تطور الدول وإتساع دور الحكومات ليشمل الشأن القتصادي وكذلك تطور السواق كمفهوم وكمؤسسة وكًالية
لتحديد أمثل وأكفأ الطرق لستغلل موارد النتاج ,لكن الصورة الثالثة من أدوار الذهب ما تزال موجودة بل أن
تطور السواق وتعقدها قد كرس هذا الدور خاصة في مراحل الزمات التي تنشأ عن الفقاعات وتضخم قيم
الصول المختلفة وتؤدي إلى حالة خطيرة من عدم اليقين تكاد توقف العملية القتصادية برمتها كالتي يمر بها
العالم اليوم وأدت -فيما أدت إليه -إلى إقبال الناس على شراء الذهب هربا ً من التقلبات الحادة التي يمر بها
القتصاد العالمي ,وفيما يتعلق بالرتفاعات الخيرة في أسعار الذهب يمكن وضع ثلثة سيناريوهات لتفسير هذه
الظاهرة وتحديد مساراتها المستقبلية المحتملة:
يتجة الرأي في هذا السيناريو إلى إعتبار القفزات المتتالية لسعار الذهب غير مبررة من الناحية الواقعية
والعملية وهو بذلك يعزو إقبال المستثمرين على شراء الذهب إلى أسباب نفسية بحتة بسبب حالة الضطراب
التي تسود السواق نتيجة لحالة عدم اليقين التي أدت إليها الزمة المالية ,وهو بذلك يشير إلى وجود فقاعة في
طور التشكل في سوق الذهب والمعادن النفيسة الجرى ,ويأكد هذا التجاه على أن ظروف الفقاعة وإهم
عوامل تشكلها متوافرة في سوق الذهب اليوم ,فمن ناحية توجد وفرة مالية كبيرة بسبب خطط التحفيز التي
إنتهجتها حكومات أغلب الدول خاصة تلك التي تمت عن طريق طبع المزيد من النقود ,ومن ناحية أخرى يلف
الوضع القتصادي سواءا ً المحلي أو العالمي حالة من الضبابية ربما تكون غير مسبوقة بسبب الزمة وكذلك
بسبب الجراءات التي إتخذتها الدول والتي ساعدت للسف في تعميق مشكلة الضبابية وعدم اليقين عن الوضع
القتصادي وعن مساراته المستقبلية المحتملة ,وقد أدى هذين العاملين مقرونين بظروف وعوامل أخرى إلى
رفع مخاطر ومن ثم تكلفة الستثمار في أغلب القطاعات القتصادية كسوق المال أو سوق العقار أو حتى
القطاع المصرفي ,وهذا بدوره أدى في المحصلة إلى تفشي حالة قلق لدي الكثير من الستثمرين الفراد
والمؤسسات دفعتهم إلى القبال على الذهب كملذ َامن ضد مخاطر الستثمار المختلفة ما ساعد في رفع
أسعاره بشكل كبير وفي فترة زمنية قصيرة نسبيا ً ما يعني أن سوق الذهب تعاني من فقاعة في طور التشكل.
في حين يذهب رأي ثاني إلى القول بأن الرتفاعات الخيرة في اسعار الذهب ما هي إل نتيجة طبيعية لتفاعل
قوى العرض والطلب ,فمن المعروف أنه فيما يتعلق بالسلع الولية الناضبة فإن معدل الزيادة في عرض هذه
السلع دائما ً ما يكون أقل من معدل الزيادة في الطلب عليها ما يؤدي إلى دخول أسعارها في منحنى صعودي
أسي ل متناهي ) (Exponential Increaseبمعني أن معدل الزيادة يتضاعف مع الوقت ,ولعل أهم النظريات
التي تتناول ظاهرة إرتفاع أسعار المواد الولية الناضبة هي نظرية ذروة إنتاج النفط ) (Peak Oilالتي تقول
بأن.عصر النفط الرخيص قل ولى إلى غير رجعة بسبب وصول إنتاج النفط إلى ذروته ودخوله في منحنى
هبوطي دائم ما سيؤدى إلى دخول أسعار النفط في منحنى تصاعدى دائم وفي المحصلة إنهيارها نتيجة التحول
الكامل عن النفط كمصدر للطاقة مع بقاءه مصدر للمواد الولية ,وإذا ما تم تطبيق نفس المنطق على الذهب
فإن الطلب المتزايد على الذهب كملذ ًامن لحفظ القيمة مقرونا ً بتراجع إنتاج الذهب سيؤدي إلى إرتفاع إسعاره
بشكل كبير على المدى القريب وربما المتوسط ثم إنهيارها نتيجة وصول السعار إلى مستويات تؤدي على
التحول الكامل عن الذهب كملذ لحفظ الثروة مع بقاء الستخدامات الصناعية أو الجتماعية الخرى للذهب..
يذهب رأي أخر إلى القول إن إرتفاع أسعار الذهب يرجع في المقام الول إلى عوامل التضخم التي ل يقعصر
بأثيرها على الذهب فحسب بل على معظم السلع والخدمات وإن كان تأثيرها على أسعار الذهب بدأ يصبح أكبر
وأوضح ,ويرجع أصحاب هذا الرأي الرتفاع الخير في أسعار الذهب -بل إرتفاع السعار عمومًا -على النظم
النقدية في القتصاد الحديث التي تعتمد على التحكم في المعروض النقدي -سواءا من المصرف المركزي عن
طريق طبع النقود أو النظام المصرفي عن طريق نظام الحتياط الجزئي ) -(Fractional Reserveلمعالجة
الظواهر القتصادية كالركود والبطالة المر الذي أدي إلى ظاهرة أخرى أكثر خطورة وهي التضخم بسبب تفوق
عدد الوحدات النقدية الدائم على عدد الوحدات المنتجة من السلع والخدمات والذي ينعكس في صورة زيادة
مستمرة في أسعار السلع والخدمات ,وقد فاقمت إجراءات النقاذ والتحفيز التي إتخذتها الدول من ظاهرة
تضخم أسعار بعض السلع خاصة السلع الساسية والمهمة والذي يعتبر الذهب في مقدمتها ,هذا من ناحية ومن
ناحية أخرى فقد أدت خطط التحفيز والسياسات الحمائية التي إنتهجتها الكثير من الدول إلى تذبذب كبير في
أسعار صرف الكثير من العملت الرئيسية بل وخرج بعضها عن السيطرة –كما هو الحال مع اليورو إبان أزمة
ديون اليونان السيادية ومع الين في الوقت الراهن -ما عزز دور الذهب والمعادن والسلع الخرى كملذات َامنة
ضد مخاطر أسعار الصرف وأدى إلى زيادة الطلب بشكل كبير عليها ومن ثم إرتفاع أسعارها بشكل كبير.
من السيناريوهات الثلثة يتضح أن أسعار الذهب قد تكون مرشحة للمزيد من الرتفاع الحاد –إذا ما تم تغليب
سيناريو الفقاعة -ومن ثم ستكون عرضة لعملية تصحيح حادة ما يعنى أن السعار مرشحة المزيد في الرتفاع
لكن لن يستمر ذلك طويل ً وان عملية التصحيح ستكون قريبة وفجائية ,أو أنها قد تكون مرشحة إلى المزيد من
الرتقاع بصورة تدريجية في البداية لكن مع مرور الوقت ستكون الزيادة أكثر حدة –إذا ما تم تغليب سيناريو قوى
السوق -ما يعني أن عملية التصحيح لن تكون قريبة وإن كانت حتمية ,أو أسعار الذهب قد تكون مرشحة
للرتفاع ولكن بصورة تدريجية –إذا ما تم تغليب سيناريو التضخم -ما يعني أن السعار ستستمر في الرتفاع
التدريجي ولن تكون هناك عملية تصحيح كبيرة أو قريبة وإن تخللت الرتفاع التدريجي في السعار بعض عمليات
لنية ,وفي المحصلة يبدو إن عملية تغليب سيناريو على َاخر هي عملية في غاية الصعوبةالتراجع البسيطة وا ً
وذلك لن ذلك يعتمد على الكثير من المتغيرات ,منها ما يتعلق بسوق الذهب ذاته ومنها ما يتعلق بظروف
القتصاد العالمي وتوجهاته المستقبلية ومنا ما يتصل بالسياسات الحكومية وأمزجة المستثمرين الفراد
والمؤسسات وهي متغيرات ل يحيط بها سوى علم الله تعالى.
أثار الذهب والبترول جدال ً واسعا ً في الوساط العالمية القتصادية والسياسية مرات عدة ،نظرا ً لما يتمتعا به من
ميزات ومقومات أدت بهما الى قمة السواق العالمية ،حتى وإن كان أي منهما في حال تراجع وهبوط فللبترول
أهمية بالغة في النمو القتصادي لي دولة ،إضافة الى أنه لعب أدوارا ً متعددة كان لها أثر في العلقات الدولية
التي أصبح يشوبها التوتر والغموض.
أما الذهب فيحظى بشهرة اقتصادية عالمية نظرا ً لكونه أحد أشهر المعادن النفيسة ،والتي يتفق الجميع على
اختلف ميولهم على اقتنائه ،إضافة الى أن الفراد يسعون إليه لحساسهم بالفخر لمتلكه ،واستخدامه ملذا ً آمنا ً
في أوقات الزمات والحروب لذا ،فإن الذهب والبترول نال اهتماما ً كبيرا ً من جانب المتخصصين منذ اكتشافهما
نظرا ً للعلقات القتصادية المتشعبة بينهما وبين الكثير من المتغيرات القتصادية الخرى وفي ضوء ذلك تأتي
أهمية دراسة العلقة بين الذهب والبترول وتوضيحها حتى يمكن معرفة مدى تأثير كل منهما في الخر.
تناول الكثير من الخبراء والمتخصصين هذه العلقة من قبل ،وتوصلوا الى أن هناك اعتقادا ً سائدا ً بأن لرتفاع
أسعار الذهب علقة وطيدة بأسعار الطاقة والنفط ،من منطلق أن لسعر النفط علقة بإنتاجية معظم السلع لنه
يمثل جزءا ً من مكونات التكلفة لي سلعة ،سواء النقل أو النتاج أو غيرهما وعند حدوث أي تغيرات في أسعاره،
فإن ذلك يؤثر في القتصاد المحلي من خلل إحداث تغيرات في أسعار السلع المحلية سواء كان التغير بالرتفاع
أو الهبوط.
وفي حالة الذهب الذي يعد سلعة استراتيجية مهمة حافظة للثروة ،فإن القول بوجود علقة بينه وبين النفط
ليست اعتباطية ،فكلما ازدادت أسعار البترول تحدث زيادة في أسعار الذهب ،ولنا أن نتصور كيف تحدث هذه
العلقة ويمكن إيجاز ذلك في النقاط التية:
ل :من خلل المشاهدات والتحليلت يتضح لنا أن عند ارتفاع أسعار الذهب تحدث طفرات في أسعار البترول. أو ً
ففي الوقت الذي كان يحقق أسعارا ً مرتفعة ،كانت أسعار الذهب تتجه في التجاه ذاته .ويتضح ذلك من خلل
تحليلنا أسعار كل من الذهب والبترول .ففي الربع الول من عام 2005وصلت أسعار البترول الى مستويات
عالية تخطت حاجز الخمسين دولرا ً حتى بلغت نحو 60.55دولر للبرميل.
وفي الوقت ذاته كانت أسعار الذهب تواصل ارتفاعها حتى بلغت في نيسان )ابريل( الماضي نحو 428.93دولر
للونصة ،ثم وصل سعر البرميل في تشرين الول )اكتوبر( الى 93دولرا ً ووصل سعر أونصة الذهب الى 777
دولرًا ،أي أن ارتفاع مقياس النفط يدفع الذهب نحو الرتفاع.
ثانيًا :ارتفاع أسعار البترول يؤدي الى ارتفاع حصيلة الدخل القومي للدول المنتجة ،ما يؤدي الى ارتفاع مستوى
دخل الفراد ،الذي يؤدي بدوره الى ارتفاع مستوى المعيشة ،ما يتيح للفراد في هذه الحالة موارد تنفق على
إشباع الحاجات الساسية والضرورية ،ثم بعد ذلك يتجهون نحو إشباع حاجتهم الى الكماليات ومنها الذهب ،فيزيد
الطلب عليه وبالتالي ترتفع أسعاره إضافة الى استخدامه كأداة مهمة آمنة للستثمار والحتياط للمستقبل ،بعيدا ً
من المشاكل التي تنجم عن الستثمار في السهم والسندات والمضاربات.
ثالثًا :هناك عامل آخر ل يقل أهمية .ففي بعض الحيان يلجأ المضاربون الكبار في البورصات العالمية للذهب الى
رفع أسعاره رغبة منهم في امتصاص الزيادة التي حدثت في حصيلة العائدات البترولية والناتجة من ارتفاع أسعار
البترول وفي هذا السياق تجدر الشارة الى أن ارتفاع أسعار الذهب والبترول له عوامل ومحددات ترتبط بمدى
الرتفاع أو النخفاض في أسعار كل منهما ،تخرج عن نطاق العرض والطلب.
أما عن العوامل المحددة لرتفاع أسعار الذهب ،فيأتي نقص النتاج في الدرجة الولى ،ما يؤدي الى نقص
المعروض منه وذلك بسبب توقف بعض الدول المنتجة عن زيادة انتاجها من الذهب وطرحه لسباب عدة .وهنا
يلحظ وجود علقة عكسية بين كمية الذهب المعروضة والسعر ،فكلما انخفض المعروض ارتفع السعر والعكس
صحيح .إضافة الى تأثير انخفاض أسعار الفائدة في أسعار الذهب.
فمن الثابت في حال انخفاض أسعار الفائدة أن يلجأ الفراد الى تحويل المدخرات النقدية لديهم الى ذهب ،وذلك
من منطلق أن الذهب يتميز بثبات القيمة حتى في أوقات الزمات واندلع الحروب والضطرابات الدولية ،التي
تؤثر في أداء القتصاد العالمي إضافة الى إمكان التأثير في أسعار الذهب بالرتفاع من خلل زيادة كمية الحتياط
الموجود لدى الدول المتقدمة ،في حال وجود دوافع ومؤثرات سياسية من جانب هذه الدول.
أما بالنسبة الى ارتفاع أسعار البترول فهو يتمثل في :نقص القدرات النتاجية ،وضعف المخزون في الدول خارج
»أوبك« ،إضافة الى التقلبات والتغيرات السياسية التي تلعب دورا ً مهما ً في ارتفاع أسعار النفط مثلما حدث في
بداية الغزو الميركي للعراق ،كما تلعب المضاربة في سوق النفط دورا ً مهما ً في تحديد السعار ،وكذلك قدرة
المصافي على تأمين الكمية الكافية للسوق ،والضطرابات المنية في بعض الدول المنتجة ،والمخاوف من
أعمال عسكرية كالتي يوحي بها الوضع النووي اليراني ،والحشود العسكرية التركية على حدود كردستان
العراق ...ويربط بين الذهب والنفط رابط وثيق ،فالثنان سلعتان استراتيجيتان تتأثران في شكل سريع بالتحولت
الدورية ،خصوصا ً في مناطق النتاج.