You are on page 1of 21

‫"حرب العملت" مؤامرة لخفض الدولر ورفع اسعار النفط والذهب لتدمير القتصاد الصيني‬

‫يعزز ارتفاع أسعار النفط والذهب في الوقت الذي تنخفض فيه قيمة الدولر المريكي مقارنة بالعملة الوروبية‬
‫اليورو الشكوك التي كان كتاب "حرب العملت" )‪(The currency war‬‬

‫الذي صدر في ايلول )سبتمبر( الماضي قد أثارها بالحديث عن مؤامرة تعد لتقويض ما يسميه "المعجزة الصينية"‬
‫القتصادية‪.‬‬

‫ويتعرض الكتاب الذي ألفه الباحث المريكي من أصل صيني سنوغ هونغبينغ حاليا إلى هجوم من منظمات يهودية‬
‫أمريكية وأوروبية تتهم مؤلفه بمعادة السامية بسبب تحذيره من تزايد احتمال تعرض ما يسميه “المعجزة‬
‫الصينية” القتصادية للنهيار والتدمير بمؤامرة تدبرها البنوك الكبرى والتي يمتلك بعضها عائلت يهودية من‬
‫اشهرها عائلة روتشيلد‪.‬‬
‫ويرى هونغبينغ ان تراجع سعر الدولر و ارتفاع اسعار البترول و الذهب ستكون من العوامل التى ستستخدمهما‬
‫عائلة روتشيلد لتوجيه الضربة المنتظرة للقتصاد الصينى‪.‬‬
‫وقد حقق الكتاب مبيعات قياسية منذ صدوره بلغت نحو ‪ 1.25‬مليون نسخة إضافة إلى أن عرضه على شبكة‬
‫النترنيت قد وفر الفرصة لمليين الصينيين لقراءته ومن بينهم كبار رجال الدولة الصينية ورجال المال والعمال‬
‫والبنوك والصناعة ‪.‬‬
‫وتعزو تقارير صحفية اهتمام الصينيين بهذا الكتاب الى مخاوفهم من ان يتعرض اقتصادهم الذي ينمو بشكل حاد‬
‫لخطر النهيار فى اى لحظة او على القل ان يتعرض لضربة شديدة مشابهة لما تعرضت له اقتصاديات دول‬
‫جنوب شرق اسيا المعروفة باسم النمور الثمانية في التسعينيات و من قبلها اليابان التي تخطت خسائرها من‬
‫جراء هذه الضربة ما لحق بها من خسائر مادية بعد أن قصفتها الوليات المتحدة بالقنابل الذرية فى أواخر‬
‫الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫واتهم هونغبينغ في كتابه عائلة روتشيلد وحلفاءها من العائلت الكبرى بأنها تتحين الفرصة للنزول بسعر الدولر‬
‫المريكي الى ادنى مستوى له )وهو ما يحدث حاليا( حتى تفقد الصين في ثوان معدودة كل ما تملكه من‬
‫احتياطي من الدولر ) الف مليار دولر ( محذرا من ان الزمة التي يتم التخطيط لها لضرب القتصاد الصيني‬
‫ستكون اشد قسوة من الضربة التي تعرض لها القتصاد السيوي في التسعينيات ‪.‬‬
‫خطة المؤامرة اكتملت‬
‫ويتهم المنتقدون هونغبينغ بأنه يميل في كتابه إلى نظرية المؤامرة فيما يتعلق بالسيطرة اليهودية على النظام‬
‫المالي العالمي‪ ،‬فهو يعتقد أنه لم يعد هناك شك في أن عائلة روتشيلد انتهت بالفعل من وضع خطة لضرب‬
‫القتصاد الصيني مشيرا الى ان الشيء الذي لم يعرف بعد هو متى سيتم توجيه هذه الضربة‪ ،‬وحجم الخسائر‬
‫المتوقعة جراء هذه الضربة التي يحذر الكتاب من أن كل الظروف اصبحت مهيأة لتنفيذها ضد القتصاد الصيني‬
‫الذي يهدد امبراطورية عائلة روتشيلد بعد ان ارتفعت اسعار السهم و البورصة وارتفعت اسعار العقارات فى‬
‫الصين الى مستويات غير مسبوقة مشيرا الى انه لم يبق سوى اختيار الوقت المناسب لتنفيذ الضربة ‪.‬‬
‫ويعتبر هونغبينغ انسحاب عائلة روتشيلد منذ العام ‪ 2004‬من نظام تثبيت سعر الذهب الذي يتخذ من العاصمة‬
‫البريطانية لندن مقرا مؤشرا على قرب تنفيذ عملية تستهدف توجيه ضربة قوية للقتصاد الصيني‪.‬‬
‫لذلك دعا هونغبينغ الصين باتخاذ اجراءات وقائية بشراء الذهب بكميات كبيرة من احتياطيها من الدولر مشيرا‬
‫الى ان الذهب هو العامل الوحيد القادر على مواجهة اي انهيار في اسعار العملت ‪.‬‬
‫ويكشف كتاب “حرب العملت” ان قوة عائلة روتشيلد المتحالفة مع عائلت اخرى مثل عائلة روكفلر و عائلة‬
‫مورغان أطاحت بستة رؤساء امريكيين ل لشيء ال لنهم تجاسروا على الوقوف فى وجه هذه القوة الجبارة‬
‫لمنعها من الهيمنة على القتصاد المريكي من خلل السيطرة على الجانب الكبر من اسهم اهم مصرف امريكى‬
‫وهو البنك المركزي المريكي المعروف باسم “الحتياط الفدرالي”‪.‬‬
‫ويوضح الكتاب أن ما يقصده بالظروف المهيئة هو وصول الحتياطى الصيني من العملت الجنبية الى ارقام‬
‫قياسية‪ ،‬تزيد عن الف مليار دولر وهو اكبر احتياطي من العملت الجنبية تمتلكه دولة في العالم‪ .‬فيما‬
‫الستثمارات و الموال السائلة تواصل تدفقها من جميع انحاء العالم على السواق الصينية و تشهد التعاملت في‬
‫البورصة الصينية قفزات كبيرة فيما تسجل اسعار العقارات ارتفاعات قياسية ‪.‬‬
‫ويقول هونغبينغ في معرض تحذيره للصينيين‪ ،‬انه عندما تصل اسعار السهم والعقارات الى ارتفاعات مفرطة‬
‫بمعدلت تتخطى السقف المعقول بسبب توافر السيولة المالية بكميات هائلة فانه يكفي للمتآمرين الجانب ليلة‬
‫واحدة فقط لتدمير اقتصاد البلد بسحب استثماراتهم من البورصة و سوق العقارات ليحققوا ارباحا طائلة بعد أن‬
‫يكونوا قد تسببوا في خسائر فادحة للقتصاد الصيني ‪.‬‬
‫النفط والذهب والدولر أدوات السيطرة‬
‫ورغم أن الصين تحاول الحد من تدفق رؤوس الموال الجنبية عليها بمعدلت تفوق المعقول‪ ،‬فإن المسؤولين‬
‫الصينيين ينظرون بشك عميق تجاه النصائح الغربية بفتح نظامهم المالي وتعويم عملتهم اعتقادا منهم “أنها‬
‫وسيلة جديدة لنهب الدول النامية‪ ”.‬ال ان الكتاب يكشف عن ان حكومة بكين لم تستطع على عكس ما تتخيل‬
‫السيطرة بشكل كامل على دخول المليارات الى السوق الصيني بسبب تسلل هذه المليارات من بوابة هونغ‬
‫كونغ وشينزين المتاخمة‪.‬‬
‫ويرى الكتاب أن وضع الصين القتصادي يقترب الى حد كبير من الوضع القتصادي لدول جنوب شرق اسيا و‬
‫هونغ كونغ عشية الزمة القتصادية الكبرى للعام ‪ ،1997‬مشيرا إلى بوادر إشارات تلوح في الفق تؤكد أن‬
‫الصين بدأت تتعرض بالفعل لبشائر ضربة مدمرة لقتصادها الصاعد أهمها التراجع المتواصل لسعر الدولر‬
‫والرتفاع الجنونى لسعار النفط الذي تتزايد حاجة الصين له‪.‬‬
‫ويستعرض الكتاب بعد ذلك بقدر من التفصيل المؤامرة التي ادت الى انهيار التحاد السوفيتى السابق‪ ،‬مشيرا‬
‫الى ان تفتت هذه القوة العظمى الى جانب النهيارات التي تعرضت لها دول جنوب شرق اسيا و اليابان لم تكن‬
‫على الطلق وليدة الصدفة بل هي انهيارات خطط لها بعناية من قبل عائلة روتشيلد و المتحالفين معها‪.‬‬
‫انهيار بورصة لندن بداية سيطرة “روتشيلد”‬
‫ويعتبر هونغبينغ ان حرب العملت الحقيقية بدأت في واقع المر على يد عائلة روتشيلد و بالتحديد في ‪18‬‬
‫حزيران ‪ 1815‬قبل ساعات قليلة من انتصار القوات البريطانية في معركة” ووترلو “ الشهيرة على قوات‬
‫امبراطور فرنسا نابليون بونابارت ‪ .‬و يوضح الكتاب ان “ ناتان “ البن الثالث لروتشيلد استطاع بعد ان علم‬
‫بأقتراب القوات البريطانية من تحقيق فوز حاسم على نابليون استغل هذه المعلومة العظيمة للترويج لشائعات‬
‫كاذبة تفيد بأنتصار قوات نابليون بونابارت على القوات البريطانية حتى قبل ان تعلم الحكومة البريطانية نفسها‬
‫بهذا النتصار بـ ‪ 24‬ساعة لتنهار بورصة لندن في ثوان معدودة لتبادر عائلة روتشيلد بشراء جميع السهم‬
‫المتداولة في البورصة البريطانية بأسعار متدنية للغاية لتحقق في ساعات قليلة مكاسب طائلة‪ ،‬بعد أن إرتفعت‬
‫بعد ذلك السهم فى البورصة الى ارقام قياسية عقب العلن عن هزيمة نابليون بونابارت على يد القوات‬
‫البريطانية‪.‬‬
‫وقد حولت هذه المكاسب عائلة روتشيلد من عائلة تمتلك بنكا مزدهرا في لندن الى امبراطورية تمتلك شبكة‬
‫من المصارف و المعاملت المالية تمتد من لندن الى باريس مرورا بفيينا و نابولي و انتهاء ببرلين و بروكسل‪.‬‬
‫وبعد أن تمكنت عائلة روتشيلد من تحقيق ثروة هائلة من جراء انهيار بورصة لندن التي تسببت فيها‪ ،‬ارتدت نحو‬
‫فرنسا لتحقيق مكاسب طائلة من الحكومة الفرنسية‪ ،‬حيث يكشف الكتاب كيفية نجاح البن الكبر جيمس‬
‫روتشيلد فى العام ‪ 1818‬في تنمية ثروة عائلة روتشيلد من اموال الخزانة العامة الفرنسية‪ ،‬إذ أنه بعد هزيمة‬
‫نابليون بونابارت امام البريطانيين حاول ملك فرنسا الجديد لويس الثامن عشر الوقوف في وجه تصاعد نفوذ‬
‫عائلة روتشيلد في فرنسا فما كان من جميس روتشيلد ال ان قام بالمضاربة على الخزانة الفرنسية حتى اوشك‬
‫القتصاد الفرنسى على النهيار‪ ....‬وهنا لم يجد ملك فرنسا امامه من سبيل اخر لنقاذ القتصاد الفرنسي سوى‬
‫اللجوء الى جيمس روتشيلد الذي لم يتأخر عن تقديم يد العون للملك لويس الثامن عشر لكن نظير ثمن باهظ و‬
‫هو الستيلء على جانب كبير من سندات البنك المركزي الفرنسي و احتياطيه من العملت المحلية و الجنبية ‪.‬‬
‫وبذلك تمكنت عائلة روتشيلد خلل السنوات الثلث بين ‪ 1815‬الى ‪ 1818‬من جمع ثروة تزيد عن ‪ 6‬مليارات‬
‫دولر من بريطانيا وفرنسا ‪ ،‬وهي ثروة جعلت العائلة تجلس اليوم وفقا للكتاب على تلل من المليارات من‬
‫مختلف العملت العالمية حتى لو لم يؤخذ في العتبار ان هذه الثروة كانت تزيد بمعدل ‪ 6‬بالمئة مع مطلع كل‬
‫عام‪.‬‬
‫ويشير الكتاب الى ان عائلة روتشيلد اعتبرت نفسها بأنها نجحت في انجاز مهمتها على الوجه الكمل في منتصف‬
‫القرن التاسع عشر بعد ان سيطرت على الجانب الكبر من ثروات القوتين العظميين حينذاك وهما بريطانيا‬
‫وفرنسا وانه لم يعد امام افراد العائلة للسيطرة على القتصاد العالمي سوى عبور المحيط الطلسي حيث‬
‫الوليات المتحدة التي تمتلك كل المقومات لتكون القوة العظمى الكبرى في العالم في القرن العشرين ‪.‬‬
‫ويستشهد هونغبينغ فى كتابه بمقولة مشهورة لناتان روتشيلد بعد أن احكمت العائلة قبضتها على ثروات بريطانيا‬
‫“ لم يعد يعنيني من قريب او بعيد من يجلس على عرش بريطانيا لننا منذ ان نجحنا في السيطرة على مصادر‬
‫المال و الثروة في المبراطورية البريطانية فاننا نكون قد نجحنا بالفعل في اخضاع السلطة الملكية البريطانية‬
‫لسلطة المال التي نمتلكها “‪.‬‬
‫النتقال إلى أمريكا‬
‫وقد إعتبرت عائلة روتشيلد بعد ذلك ومعها عدد من العائلت اليهودية الخرى بالغة الثراء أن المعركة الحقيقية‬
‫في السيطرة على العالم تكمن في واقع المر في السيطرة على الوليات المتحدة فبدأ مخطط اخر اكثر‬
‫صعوبة لكنه حقق مآربه في النهاية‪.‬‬
‫فقد شهد يوم ‪ 23‬كانون الول عام ‪ 1913‬منعطفا مهما في تاريخ الوليات المتحدة عندما اصدر الرئيس‬
‫المريكي ويدرو ويلسون قانونا بانشاء البنك المركزي المريكي )الحتياطي الفدرالي( لتكون الشرارة الولى في‬
‫إخضاع السلطة المنتخبة ديمقراطيا في امريكا المتمثلة فى الرؤساء المريكيين لسلطة المال المتمثلة في‬
‫الوساط المالية ‪ ،‬وكبار رجال البنوك الخاضعة لليهود بعد حرب شرسة بين الجانبين استمرت مائة عام‪.‬‬
‫ولم تكن عائلة روتشيلد هي العائلة اليهودية الوحيدة التي شاركت في تحقيق النتصار على رؤساء امريكا‬
‫المنتخبين ديمقراطيا فى حرب المائة عام بل ساعدتها فى ذلك خمس او ست عائلت يهودية كبرى بالغة الثراء‬
‫اشهرها بالقطع عائلتا روكفيلر ومورغان‪ .‬وقد تمثلت هذه الهيمنة على البنك المركزي المريكى في نجاحهم في‬
‫امتلك اكبر نسبة في رأس ماله‪.‬‬
‫ويتناول “حرب العملت” بالتفصيل ظروف الحرب الشرسة التي دامت مئة عام بين رؤساء امريكا والوساط‬
‫المالية و المصرفية التي يسيطر عليهما اليهود و التي انتهت بسقوط البنك المركزي المريكي في براثن‬
‫امبراطورية روتشيلد و اخوانها‪.‬‬
‫ويقول هونغبينغ ان رؤساء امريكا كانوا على قناعة تامة طوال حرب المئة عام بأن الخطر الحقيقى الذى يتهدد‬
‫امريكا يكمن في خضوع امريكا لرجال المصارف اليهود على اساس أنهم ل ينظرون إل لتحقيق الثروات دون‬
‫النظر الى اي اعتبارات اخرى ‪.‬‬
‫ويستشهد الكتاب في ذلك بالرئيس أبراهام لينكولن الذي حكم امريكا خلل الحرب الهلية المريكية‪ .‬فقد اعلن‬
‫لينكولن اكثر من مرة انه يواجه عدوين و ليس عدوا واحدا ‪ ..‬العدو الول الذي وصفه لينكولن بأنه القل خطورة‬
‫يكمن في قوات الجنوب التي تقف في وجهه اما العدو الثانى الشد خطورة فهو اصحاب البنوك الذين يقفون‬
‫خلف ظهره على اهبة الستعداد لطعنه في مقتل في اي وقت يشاء ‪ .‬اما الرئيس توماس جيفيرسون صاحب‬
‫اعلن استقلل امريكا في العام ‪ 1776‬فقد اكد انه مقتنع تمام القتناع بان التهديد الذي يمثله النظام المصرفى‬
‫يعد اشد خطورة بكثير على حرية الشعب المريكي من خطورة جيوش العداء ‪.‬‬
‫ويكشف هونغبينغ في كتابه عن ان حرب المائة عام بين رؤساء امريكا واوساط المال والبنوك تسببت في مقتل‬
‫ستة رؤساء امريكيين اضافة الى عدد اخر من أعضاء الكونغرس‪.‬‬
‫فقد كان الرئيس وليام هنري هيريسون الذى انتخب في العام ‪ 1841‬أول ضحايا حرب المائة عام عندما عثر‬
‫عليه مقتول بعد مرور شهر واحد فقط على توليه مهام منصبه انتقاما من مواقفه المناهضة لتغلغل اوساط المال‬
‫والبنوك فى القتصاد المريكى ‪ ،‬اما الرئيس زيتشاري تايلور الذى مات فى ظروف غامضة بعد خضوعه للعلج‬
‫من آلم في المعدة اثر وجبه عشاء فقد اثبت التحليلت التي جرت على عينة من شعره بعد استخراجها من قبره‬
‫بعد مرور ‪ 150‬عاما على وفاته )اي في العام ‪ (1991‬انها تحتوي على قدر من سم الزرنيخ ‪.‬‬
‫وقد تسببت ايضا حرب المائة عام بين رؤساء امريكا وأوساط المال والبنوك بقيادة عائلة روتشيلد في مقتل‬
‫الرئيس ابراهام لينكولن في العام ‪ 1841‬بطلق نارى في رقبته فيما توفي الرئيس جيمس جارفيلد أثر تلوث‬
‫جرحه بعد تعرضه لطلق ناري من مسدس اصابه في ظهره‪.‬‬
‫أما الرئيس المريكي الذي اعطى النطباع بأنه انتصر على رجال البنوك فهو الرئيس اندرو جاكسون )‪1867‬‬
‫‪ (1845‬الذى استخدم مرتين حق الفيتو ضد إنشاء البنك المركزى المريكى ساعده فى مقاومته الناجحة‬
‫لوساط المال العمال التي يسيطر عليهما اليهود الكاريزما التى كان يتمتع بها بين ابناء الشعب المريكي‪.‬‬
‫“الحتياط الفدرالي” تحت سيطرة روتشيلد وأخواتها‬
‫وكان الرئيس جاكسون قد اوصى قبل وفاته بان يكتب على قبره عبارة “لقد نجحت في قتل لوردات المصارف‬
‫رغم كل محاولتهم للتخلص مني”‪ .‬ويؤكد هونغبينغ أن البنك المركزي المريكي يخضع في واقع المر لوساط‬
‫المال والبنوك ل سيما لعائلة روتشيلد بعد أن سيطرت على البنك المركزي المريكي بشراء جانب كبير من‬
‫اسهمه‪.‬‬
‫وقد حاولت بعض وسائل العلم الصينية التحقق من هذا المر بإستضافة احد الرؤساء السابقين للبنك المركزي‬
‫المريكي و هو بول فولكر الذي رد في مقابلة على أحد القنوات التلفزيونية الصينية على سؤال إن كان البنك‬
‫المركزي المريكي يخضع بالفعل للبنوك الخاصة التي تمتلك الجانب الكبر من اسهمه‪ ،‬رد معترفا بأن البنك‬
‫المركزي المريكي ليس مملوكا للحكومة المريكية بنسبة ‪ 100‬بالمئة لوجود مساهمين كبار في رأس ماله غير‬
‫انه طالب الصينيين بعدم اصدار احكام مسبقة فى هذا الصدد‪.‬‬
‫ومن المعروف أن البنك المركزي المريكي يصف نفسه بأنه “خليط غير عادي من عناصر القطاعين العام‬
‫والخاص” بينما يقوم الرئيس المريكي بتعيين العضاء السبعة لمجلس محافظيه فإن البنوك الخاصة تمتلك‬
‫حصصا في فروعه القليمية الـ ‪ 12‬الخرى‪.‬‬
‫غير أن هونغبينغ يتجاوز ذلك ليؤكد أن البنك المركزى المريكى يخضع لخمسة بنوك أمريكية خاصة على شاكلة‬
‫سيتي بانك‪ ،‬وهي تخضع بالفعل لثرياء اليهود الذين يحركون الحكومة الفيدرالية المريكية من وراء الستار كيفما‬
‫شاءوا‪ ،‬وبالتالى فهم يتحكمون فى اقتصاد باقى دول العالم من خلل البنك المركزى المريكي ‪.‬‬
‫وقامت بعض الوساط اليهودية باتهام كتاب حرب العملت بأنه كتاب معاد للسامية مشيرة انه فى حال حدوث‬
‫اى انهيار للقتصاد الصينى فان مسئولية هذا النهيار المزعوم يجب ان يلقى على عاتق انتهاكات الصين لحقوق‬
‫النسان و كبت الحريات و مقاومة شعب تايوان للتوسع الصيني و ليس على عاتق اليهود حتى لو حاول مؤلف‬
‫الكتاب ان ينفى عن نفسه تهمة معاداة السامية بالشادة بذكاء اليهود و قدرتهم على تحقيق النجاح الباهر‪ ،‬حيث‬
‫يقول “يعتقد الشعب الصيني أن اليهود أذكياء وأغنياء‪ ،‬لذلك ينبغي أن نتعلم منهم‪ .‬وحتى أنا أعتقد أنهم بالفعل‬
‫أذكياء‪ ،‬وربما أذكى الناس على وجه البسيطة‪”.‬‬

‫محاولة دول أوروبا الستقلل وحرب أمريكا للعملة الموحدة‬


‫ولمعرفة دول أوروبا سر سيطرة أمريكا عليها فقد قررت قبل الستقلل الجديد ومنافسة أمريكا على مناطق‬
‫نفوذها وتقاسم المصالح معها أن تنهض اقتصاديًا‪ ،‬فالدولر ل يمكن أن تقف أمامه أي عملة أوروبية فضل ً عن‬
‫منافسته‪ ،‬والقتصاد المريكي قد التوى على أوروبا وعلى مصادر الطاقة كما تلتوي الحية على فريستها استعدادا ً‬
‫لعصرها‪ ،‬فاتجهت دول أوروبا للمنافسة عن طريق عملة موحدة‪ ،‬وهو الخيار الذي كان مطروحا ً منذ سنوات‪،‬‬
‫وبدأت الخطوات العملية نحو هذا الخيار‪ ،‬فتم إصدار القرار بالتعامل بسندات العملة الجديدة لدول أوروبا‬
‫)اليورو( في رمضان لعام ‪1419‬هـ الموافق لول يناير لعام ‪1999‬م ورأت أمريكا أن اليورو سيشكل المتنفس‬
‫الول لوروبا والمنفذ الرئيس لها للخروج عن طاعتها ومنافستها اقتصاديا ً وإخراجها من السوق الوروبية‪ ،‬لن‬
‫اليورو ليس عملة مرتبطة بإمكانيات بلد واحد‪ ،‬بل هو عبارة عن سلة عملت لقوى دول أوروبا اقتصاديا ً وهي‬
‫)أسبانيا والبرتغال ويرلندا وفرنسا وفنلندا وإيطاليا وهولندا وألمانيا وليونان ولوكسمبورغ والنمسا وبليجا(‪،‬‬
‫باستثناء )بريطانيا والسويد والدينمارك(‪ ،‬إل أن أمريكا خلقت لهذه العملة عدة مشاكل لضعافها أو فقدان الثقة‬
‫بها من قبل المستثمر‪ ،‬وكان من أهم حيل أمريكا لسقاط اليورو أن أشعلت في وسط أوروبا حرب البلقان ضد‬
‫يوغسلفيا بعد تدشين التعامل باليورو بثلثة أشهر رغم اعتراض فرنسا وألمانيا‪ ،‬فلم تكن حرب البلقان دفاعا ً عن‬
‫مسلمي كوسوفا كما زعمت أمريكا‪ ،‬بل كانت دفاعا ً عن مكاسب الدولر‪ ،‬ولم تكن هذه الحرب أيضا ً ضد‬
‫سلوبدان مليسوفتش الذي نال خلل إبادته لمسلمي البوسنة أقوى الدعم المريكي بل إن هذه الحرب كانت ضد‬
‫اليورو‪ ،‬كما كانت حرب الخليج لحتلل منابع النفط ل دفاعا ً عن الشعب الكويتي كما تقول أمريكا‪ ،‬وبالفعل‬
‫أفقدت حرب البلقان في سبعين يوما ً ثقة المستثمر الغربي بهذه العملة الناشئة وسط منطقة نزاعات قادمة كما‬
‫صورتها حرب البلقان‪ ،‬ليهرب المستثمر من منطقة اليورو إلى منطقة الدولر‪ ،‬وتم لمريكا ما أرادت وضربت‬
‫اليورو ضربة أولى في مهده‪ ،‬أفقدته ربع قيمته تقريبًا‪ ،‬فانطلق ببداية ضعيفة كفيلة بأن تنهيه خلل خمس‬
‫سنوات‪.‬‬
‫وبعد الحرب تزايدت فرص صعود اليورو حتى استعاد ‪ %15‬من قيمته في أول مارس عام ‪ 2001‬بعد أن بلغ‬
‫أدنى مستوى له في أكتوبر ‪2000‬م‪ ،‬وكانت مشكلة البطالة في منطقة اليورو هي أكثر العوامل لضعف اليورو‬
‫والتي بلغت ‪ %9.2‬أي ما يعادل ضعف نسبة البطالة في أمريكا‪ ،‬وكانت أمريكا تحاول جاهدة تنمية البطالة في‬
‫منطقة اليورو عن طريق إخراج رؤوس الموال منها ليواصل اليورو في النخفاض أمام الدولر‪.‬‬
‫هكذا عاملت أمريكا حلفائه بعد أن بدءوا أول محاولة لهم للستقلل والمنافسة‪ ،‬عقب اتحادهم سياسيا ً وجغرافيا ً‬
‫عن طريق اتحاد )شنجن( لدول أوروبا‪.‬‬

‫عودة "الذهب"‪..‬‬
‫هل تنقذ العالم من "حرب العملت" ؟!‬

‫محيط ‪ -‬زينب مكي‬

‫وسط استمرار المخاوف من نشوب "حرب عملت‬


‫" تجتاح النظام المالي العالمي طالب رئيس البنك‬
‫الدولي روبرت زوليك بضرورة جلب الذهب مرة‬
‫أخرى إلى النظام النقدي العالمي باعتباره مرتكزا‬
‫لتوجيه تحركات العملة‪ ،‬مؤكدا أنه ليس الدولر‬
‫المريكي أو الين الياباني أو الجنيه السترليني او اليورو وحده الذي يمكن مستقبل ان يكون وحدة العمله‬
‫الرئيسية في العالم بل انه يتعين ان يكون كذلك للذهب دور رئيسي في ذلك‪.‬‬

‫وطالب زوليك بتحقيق نظام صرف عالمي جديد للعملت العالمية؛ يكون للذهب فيه مركزا مؤثرا مشيرا الى انه‬
‫كان للذهب قبل الحرب العالمية الولى الدور الساسي في تنظيم العملت العالمية والى انه عقب الحرب‬
‫العالمية الثانية اوجد هامشا جديدا الى جانب الذهب وهو الدولر كعملة عالمية رائدة‪ ،‬وفقا لما أوردته أسبوعية‬
‫"دير شبيغيل" اللمانية‪.‬‬

‫وقال زوليك "إن الذهب يمكن أن يساعد في إعادة تنظيم النظام المالي العالمي في ظل التوترات الشديدة‬
‫التي تواجهها العملت‪ ،‬وخاصة السياسة النقدية المريكية"‪ ،‬مضيفا أن العالم في حاجة إلى نظام جديد لخلفة‬
‫نظام "بريتون وودز‬

‫الثاني" الخاص بنظام العملت العائمة‪ ،‬الذي كان‬


‫يعمل في نظام تقييم العملة بسعر فائدة ثابت‬
‫مرتبط بالذهب والذي أنهار عام ‪.1971‬‬

‫من جهة اخرى اقترح زوليك في حديث لصحيفة‬


‫"فاينانشال تايمز دويتشلند" الصادرة في برلين‬
‫أمس الثنين اقترح التفكير في جعل سعر الذهب كامكانية لتحديد اسعار صرف العملت العالمية وكمبدا في‬
‫مراقبة التضخم المالي او تقييم وتحديد مستوى العملت العالمية‪.‬‬

‫وأكد ذلك في تصريح أخر لصحيفة "فاينانشيال تايمز""يجب أن تنظر أيضا في استخدام الذهب كنقطة مرجعية‬
‫دولية من توقعات السوق بشأن التضخم والنكماش وقيم العملت في المستقبل"‪ ،‬مضيفا"على الرغم من‬
‫الوضع الحالي لتقييم العملت‪ ،‬فإن السواق تستخدم الذهب كأصل بديل للعملة النقدية اليوم"‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن ذلك كان الوضع الصلي لتفاق "بريتون وودز" والذي يأتي في إطار ما تقوده الوليات المتحدة‬
‫لتحقيق الستقرار في النظام المالي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬مع ربط الدولر بالذهب والضوابط‬
‫المعمول بها للحد من تدفق رأس المال‪.‬‬
‫وكان الرئيس المريكى ريتشارد نيكسون قد تخلى‬
‫عن هذه السياسة في ‪ 1971‬عقب انخفاض قيمة‬
‫الدولر بالنسبة إلى الذهب‪ ،‬ولكن أسعار الذهب‬
‫عادت اليوم تجذب المستثمرين بالتجاه إليه‬
‫للتحوط ضد المخاطر العنيفة للتضخم والمديونية‬
‫في الوليات المتحدة‪.‬‬

‫واعترف زوليك أن صياغة اتفاق نقدية جديدة لتنظيم القتصاد العالمي سيستغرق وقتا‪ ،‬حيث احتاج الغرب بعد‬
‫سنتين من أزمته المالية الشهيرة والسوأ أن الغرب يتعامل مع سياسة نقدية جدية‪ ،‬لكنه أضاف "لكن يتعين علينا‬
‫أن نبدأ"‪.‬‬

‫حرب العملت الدولية تؤثر في النتعاش القتصادي‬

‫العالم يشهد حرب عملت دولية‬

‫حذر مدير عام صندوق النقد الدولي دومنيك ستراوس كان من نزعة لدى الدول لوضع حد لحركة عملتها‪ ،‬بأنها‬
‫ستؤثر سلبا ً في حالة النتعاش القتصادي‪ .‬وجاء ذلك في ظل انخفاض يشهده الدولر الميركي اليوم الربعاء‪.‬‬

‫وبرزت المخاوف من أن يلجأ المجلس الحتياطي الفيدرالي في الوليات المتحدة المريكية إلى جولة جديدة من‬
‫سياسات التخفيض التي يمكن أن تضعف الدولر‪ ،‬خاصة مع رفض الصين المهذب للسماح بصعود اليوان‪ ،‬ما دفع‬
‫موضوع العملت إلى أعلى جدول العمال في اجتماع وزراء المالية مجموعة الدول الصناعية السبع يوم الجمعة‬
‫القادم‪.‬‬

‫وقليلة هي المال التي تعقد على اجتماع الدول الكبرى السبع أو اجتماع صندوق النقد الدولي الذي يليه‪.‬‬
‫وصرح القتصادي الميركي الحائز على جائزة نوبل في القتصاد جوزيف ستيغليتز‪ ،‬أن السياسة القتصادية‬
‫الميركية "ل تفعل شيئا بالنسبة للقتصاد الميركي‪ ،‬لكنها تتسبب بالفوضى في بقية العالم‪ .‬إنهم يسعون لتطبيق‬
‫سياسة غريبة جدا ً"‪.‬‬

‫حالة التذبذب التي تشهدها العملت العالمية دفعت اليابان للتدخل لتخفيض الين الشهر الماضي‪ ،‬كما أن بعض‬
‫القتصادات الناشئة حذت حذوها أو تهدد بذلك‪.‬‬

‫ومن المتوقع أن يعقد صندوق النقد الدولي اجتماعه نصف السنوي في واشنطن نهاية هذا السبوع‪ ،‬لمناقشة‬
‫تحركات العملت الجنبية كجزء من سعيها لتحقيق نمو عالمي متوازن‪.‬‬

‫الصين ل تغير موقفها‬

‫حث صناع القرار في منطقة اليورو‪ ،‬رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو يوم أمس الثلثاء السماح لليوان‬
‫بالرتفاع بسرعة أكبر‪ ،‬لكنه رفض بأدب لهم‪ ،‬مكررا ً بذلك موقف بكين بشأن استقرار العملة‪.‬‬
‫و من المقرر أن يعقد ون مؤتمرا ً صحفيا ً مشتركا ً مع قادة التحاد الوروبي في بروكسل اليوم الربعاء‪ .‬ولكن‬
‫اختلف الراء قد يؤجل الجتماع إلى الجمعة مع اجتماع الصندوق‪.‬‬

‫وفي إطار ما يعرف بـ "حرب العملت الدولية"‪ ،‬كانت البرازيل قد ضاعفت الضريبة على المستثمرين الجانب‬
‫في شراء السندات المحلية إلى ‪ 4‬بالمائة‪.‬‬

‫كما أبدى واضعو السياسات في القتصادات السيوية الناشئة مخاوف متزايدة من خطر تدفقات السيولة وحذرت‬
‫كوريا الجنوبية المستثمرين من أن هذا قد يفرض المزيد من القيود على التجارة‪.‬‬

‫وقالت كل الهند وتايلند أنها تبحث في الخطوات اللزمة للسيطرة على المضاربة بالعملت‪.‬‬

‫حرب العملت« تلقي بظللها على الجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي‬
‫مساع لمنع تحول الخلف الميركي الصيني حول اليوان إلى صراع دولي مرير‬

‫واشنطن‪ :‬سيويل تشان*‬


‫حث رئيس صندوق النقد الدولي‪ ،‬أول من أمس‪ ،‬الصين على السماح برفع قيمة عملتها‪ ،‬في محاولة لمنع القضية‬
‫المثيرة للجدل بين الوليات المتحدة والصين من التحول إلى نزاع دولي مرير‪.‬‬

‫قدم القتراح دومينيك شتراوس ‪ -‬كان‪ ،‬المدير الداري للصندوق‪ ،‬وعبر عن قلقه من تقوض التنسيق الدولي‬
‫للسياسات القتصادية‪ ،‬الذي نتج عن الزمة القتصادية العالمية‪.‬‬

‫وقال في مؤتمر صحافي أمام ما يقرب من ‪ 13‬ألف مسؤول‪ ،‬ومدير تنفيذي‪ ،‬ومشاركين آخرين تجمعوا في مقر‬
‫الصندوق لحضور الجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين‪» :‬الزخم الذي حققناه لم يختف‪ ،‬لكنه‬
‫يتراجع‪ ،‬وهذا هو الخطر الحقيقي‪ ،‬لن الجميع يعلمون تماما أن الحلول الداخلية لن تجدي في حل الزمة‬
‫العالمية«‪.‬‬

‫وأقر شتراوس‪» :‬بأن كثيرا من الفراد يتحدثون عن حرب العملة‪ .‬ما نريده جميعا هو إعادة التوازن للقتصاد‬
‫العالمي‪ ،‬وإعادة التوازن هذا ل يمكن أن يحدث« دون »نتيجة طبيعية لذلك‪ ،‬وهو تغيير في القيمة النسبية‬
‫للعملت«‪.‬‬

‫وفي استجابة للنداءات الميركية بضرورة اضطلع صندوق النقد الدولي بدور أكثر حزما في تخفيف توترات سعر‬
‫الصرف‪ ،‬دافع السيد شتراوس ‪ -‬كان عن المؤسسة‪ ،‬قائل إن صندوق النقد الدولي ذكر مرارا وتكرارا »أننا نعتقد‬
‫أن الرينمبي أقل من قيمته بشكل كبير‪ ،‬ومن ثم ينبغي القيام به لصلح هذه المشكلة عبر الوقت«‪.‬‬

‫ودون الشارة إلى الصين‪ ،‬أدلى جان كلود تريشيه‪ ،‬رئيس البنك المركزي الوروبي بملحظة مماثلة في‬
‫فرانكفورت‪ .‬وأضاف‪» :‬أعتقد أن أسعار الصرف يجب أن تعكس العوامل القتصادية الساسية‪ ،‬وأن التقلبات‬
‫المفرطة والتحركات غير المنتظمة في أسعار الصرف أحدثت آثارا سلبية على الستقرار القتصادي والمالي«‪.‬‬

‫كان المسؤولون الماليون في جميع أنحاء العالم قد بدأوا في النتباه إلى ذلك بعدما وصف وزير الخزانة الميركي‬
‫تيموثي غايتنر‪ ،‬يوم الربعاء‪ ،‬قضية العملة بأنها »التحدي الوجودي الساسي« الذي يواجه القتصاد العالمي‪ ،‬ويهدد‬
‫بتقويض عملية إعادة التوازن التي وافقت القوى القتصادية الكبرى على القيام بها استجابة للزمة‪.‬‬

‫وسيكون لعادة التوازن آثاره الكبيرة على أكبر اقتصادين في العالم‪ .‬تتمثل الفكرة القتصادية في أنه ينبغي على‬
‫الصين السماح بتقييم عملتها‪ ،‬المر الذي سيسهل على المستهلكين الصينيين شراء السلع المستوردة من أوروبا‬
‫وأميركا‪ .‬وقد أبدى الزعماء الغربيون رغبة في قيام الصين بمسارعة جهودها لتعزيز شبكة المان الجتماعي بها‪،‬‬
‫بحيث تقل مدخرات السر الصينية‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يحفز الطلب المحلي ويقلل من اعتمادها على‬
‫الصادرات‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬ينبغي على الوليات المتحدة‪ ،‬أكبر مدين في العالم‪ ،‬الدخار والقيام بالمزيد من‬
‫الستثمارات والمزيد من النفاق وخفض القتراض‪ .‬وهي العملية التي يقول عنها غيتنر إنها تجري الن‪ .‬وكان‬
‫الواقع السياسي أكثر فوضوية‪ ،‬حيث جدد ون جيا باو‪ ،‬رئيس الوزراء الصيني رفضه للنداءات المطالبة برفع قيمة‬
‫العملة هذا السبوع‪ ،‬وقال في بروكسل يوم الربعاء إن ذلك من شأنه التسبب في اضطرابات اجتماعية كبرى‬
‫من الضرار بالتصنيع الموجه للتصدير‪ ،‬الذي أسهم في نمو بلده‪ .‬النزاع على العملة جدد التكهنات بإمكانية‬
‫الحاجة إلى تفعيل اتفاق بلزا ‪ -‬اتفاق عام ‪ 1985‬الذي وافقت فيه الوليات المتحدة على سعر صرف إضعاف‬
‫الدولر‪ .‬لكن شتراوس ‪ -‬كان ونائبه جون ليبسكي‪ ،‬رفضا هذه الفرضية‪.‬‬

‫* خدمة »نيويورك تايمز«‬

‫أمريكا تملك العتاد اللزم لكسب حرب العملت‬

‫مارتن وولف‬
‫هيمن موضوع العملت على الجتماعات السنوية لهذا العام في صندوق النقد الدولي‪ .‬وبصورة أدق كانت الهيمنة‬
‫لعملتين بالتحديد؛ الدولر والرنمينبي‪ .‬وهيمن الول لنه اعُتبر ضعيفا ً دون الحد‪ ،‬والخر لنه اعُتبر مفتقرا إلى‬
‫المرونة بصورة كبيرة للغاية‪ .‬لكن خلف المناوشات الصاخبة يكمن تحد هائل‪ :‬ما أفضل سبيل لدارة التعديل‬
‫القتصادي العالمي؟ كتب أوليفييه بلنشار‪ ،‬المستشار القتصادي لصندوق النقد الدولي‪ ،‬في مقدمة التقرير‬
‫الجديد ''آفاق القتصاد العالمي'' ما يلي‪'' :‬لم يكن من السهل أبدا ً تحقيق انتعاش اقتصادي عالمي متوازن‬
‫ومستدام – على حد تعبير بيان الهداف الذي وضعه مؤتمر قمة مجموعة العشرين في بتسبيرج – لنه يتطلب‬
‫القيام بمهمتين اقتصاديتين أساسيتين وشاقتين لعادة التوازن''‪ .‬الولى‪ ،‬إعادة التوازن الداخلي‪ ،‬أي العودة إلى‬
‫العتماد على الطلب الخاص في البلدان المتقدمة والتقشف لسد عجز المالية العامة الذي نتج بسبب الزمة‪.‬‬
‫والخر‪ ،‬إعادة التوازن الخارجي‪ ،‬أي العتماد بصورة أكبر من ذي قبل على صافي الصادرات من جانب الوليات‬
‫المتحدة وبلدان متقدمة أخرى‪ ،‬وعلى الطلب المحلي من جانب بعض بلدان السواق الناشئة‪ ،‬خصوصا ً الصين‪.‬‬
‫ويخلص البروفيسور بلنشار في تقريره إلى السف على اعتبار أن ''هاتين المهمتين لعادة التوازن تجريان ببطء‬
‫زائد عن الحد''‪ .‬ونستطيع أن ننظر إلى عملية إعادة التوازن المذكورة من ُبعدين‪ .‬الول‪ ،‬أن البلدان المتقدمة‬
‫التي كانت عالية النفاق في السابق وتعاني الن عجزا كبيرا‪ ،‬بحاجة إلى تخفيف الرفع المالي ضمن قطاعاتها‬
‫الخاصة في رحلتها نحو ''الوضع الطبيعي الجديد''‪ ،‬على حد تعبير محمد العريان‪ ،‬من شركة بيمكو الستثمارية‪،‬‬
‫في محاضرة ألقاها في مؤسسة بير ياكوبسون ‪ .Per Jacobsson‬البعد الخر‪ ،‬هو أن الحاجة تدعو إلى رفع‬
‫أسعار الصرف الحقيقية للبلدان التي تتمتع بميزان خارجي نشط وفرص استثمارية قوية‪ ،‬أو كليهما معًا‪ ،‬في حين‬
‫يعمل الطلب المحلي على موازنة التراجع اللحق عن صافي الصادرات‪ .‬وتشكل السياسة النقدية النشطة من‬
‫در الحتياطي‪ ،‬خصوصا ً الوليات المتحدة‪ ،‬عنصرا في العمليتين‪ .‬وصرخات اللم‬ ‫ص ِ‬
‫قبل البلدان المتقدمة التي ت ْ‬
‫ت في مقابل الدولر‪ ،‬هي‬ ‫التي نسمعها الن في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬في الوقت الذي تدفع فيه السواقُ العمل ِ‬
‫إلى حد ما علمة على الثر غير المتكافئ لسياسة الوليات المتحدة‪ .‬لكن ما هو أهم من ذلك أن اللم علمة‬
‫ل مسار التعديل غير‬ ‫ق لرأس المال تحوي َ‬ ‫على الرفض العنيد للقبول بالتغييرات اللزمة‪ ،‬إذ يحاول كل بلد متل ٍ‬
‫المرغوب إلى جهات أخرى‪ .‬ويمكن تلخيص المر بصورة فجة‪ ،‬بالقول إن الوليات المتحدة تريد إحداث التضخم‬
‫في بقية العالم‪ ،‬في حين أن بقية العالم تريد إحداث النكماش في الوليات المتحدة‪ .‬ول بد أن تفوز الوليات‬
‫المتحدة‪ ،‬لن لديها ذخيرة ل نهائية‪ .‬فل حد للدولرات التي يستطيع إصدارها الحتياطي الفيدرالي‪ .‬والمر الذي‬
‫يحتاج إلى بحث هو شروط استسلم العالم‪ ،‬متمثلة في التغييرات اللزمة في أسعار الصرف السمية‬
‫والسياسات المحلية في مختلف أنحاء العالم‪ .‬إذا أردت أن تعلم مقدار الندفاع والعنفوان الذي يمكن أن تصل‬
‫إليه السياسة النقدية المريكية‪ ،‬حاول أن تقرأ الكلمة التي ألقاها في الفترة الخيرة وليم دادلي‪ ،‬رئيس‬
‫الحتياطي الفيدرالي في ولية نيويورك‪ .‬فهو يقول‪'' :‬خلل الرباع الخيرة كان معدل النمو مخيبا ً للمال حتى‬
‫بالنسبة إلى توقعاتنا المتواضعة عند بداية العام''‪ .‬ما يكمن خلف هذه الظاهرة هو تراجع الرفع المالي من قبل‬
‫السر المريكية على وجه الخصوص‪ .‬بالتالي‪ ،‬ماذا تستطيع السياسة النقدية أن تفعل حيال ذلك؟ الجواب الذي‬
‫يتقدم به هو أن ''بإمكان أسعار الفائدة المتدنية للغاية أن تساعد على تسهيل عملية التعديل من خلل مساندة‬
‫أسعار الموجودات‪ ،‬بما في ذلك أن تجعل المساكن في متناول الناس أكثر من ذي قبل‪ ،‬ومن خلل السماح‬
‫لبعض المقترضين بإنقاص الدفعات على الفوائد‪ .‬ما وراء ذلك‪ ،‬وإلى الحد الذي تستطيع فيه السياسة النقدية‬
‫طع ذيل التوزيع الذي ستتخذه النواتج القتصادية العكسية لهذه العملية‪ ،‬هو أن أسعار الفائدة المتدنية بإمكانها‬ ‫قَ ْ‬
‫أن تساعد على تشجيع السر والشركات التي يتوافر لديها المال للنفاق في سبيل ذلك''‪.‬وأهم ما في المر هو‬
‫أن التضخم المنخفض والمتراجع في الوقت الحالي ينطوي على كوارث‪ .‬ففي أسوأ الحوال يمكن للقتصاد أن‬
‫ينهار أمام انكماش الد َْين‪ .‬إذ نرى منذ الن أن العوائد والتضخم في الوليات المتحدة يتبعان المسار الذي كانت‬
‫عليه اليابان في التسعينيات‪ .‬ويريد الحتياطي الفيدرالي أن يوقف هذا التجاه العام‪ .‬وهذا هو السبب في أنه‬
‫تلوح في الفق المباشر جولة أخرى من التسهيل الكمي‪ .‬باختصار سيفعل أهل الحل والربط في السياسة‬
‫النقدية المريكية كل ما يلزم لتجنب النكماش القتصادي‪ .‬بل إن الحتياطي الفيدرالي سيواصل ذلك إلى أن يعاد‬
‫إنعاش الطلب وعرض النقود في الوليات المتحدة على نحو مرض‪ .‬أما الثر المترتب على ذلك على بقية العالم‬
‫فليس مما يشغل بال البنك المركزي المريكي‪.‬‬
‫العواقب العالمية لذلك واضحة‪ :‬هذه السياسة ستؤدي إلى رفع أسعار الموجودات طويلة الجل وتشجيع حركة‬
‫رأس المال إلى داخل البلدان التي تتسم بسياسات نقدية أقل ميل ً إلى التوسع )مثل سويسرا( أو إلى البلدان‬
‫ذات العوائد العلى )مثل بلدان السواق الناشئة(‪ .‬وهذا ما يحدث الن‪ .‬ويتوقع معهد المالية الدولية في واشنطن‬
‫أن يبلغ صافي حركات رأس المال الداخل إلى بلدان السواق الناشئة من الخارج أكثر من ‪ 800‬مليار دولر في‬
‫عامي ‪ 2010‬و ‪ .2011‬ويتوقع كذلك حدوث تدخل هائل من قبل البلدان المتلقية لرأس المال‪ ،‬وإن كان ذلك‬
‫بمعدل متراجع‪ .‬والبلدان المستقبلة لحركة رأس المال الداخل‪ ،‬سواء من البلدان المتقدمة أو بلدان السواق‬
‫الناشئة‪ ،‬تواجه خيارات غير مريحة‪ .‬فإما أن تسمح بارتفاع سعر صرف عملتها‪ ،‬وبالتالي الضرار بقدرتها‬
‫التنافسية الخارجية‪ ،‬وإما التدخل في أسواق العملت‪ ،‬وبالتالي مراكمة مزيد من الدولرات غير المرغوبة‪ ،‬وهو‬
‫أمر يهدد الستقرار النقدي المحلي ويضر بالقدرة التنافسية الخارجية‪ ،‬وإما الحد من رأس المال الداخل من‬
‫خلل الضرائب والقيود على حركة رأس المال‪ .‬ومن الناحية التاريخية كانت الحكومات تختار مزيجا من الخيارات‬
‫الثلثة‪ .‬وسيكون المر كذلك هذه المرة‪ .‬بطبيعة الحال نستطيع أن نتخيل مسارا ً معاكسا ً‪ .‬لحظ مثل ً أن الصين‬
‫تعترض على العجز الهائل في المالية العامة في الوليات المتحدة وعلى السياسات النقدية غير التقليدية‪ .‬كذلك‬
‫الصين مصممة على إبقاء التضخم متدنيا ً في الداخل والحد من ارتفاع قيمة عملتها‪ .‬ومضامين هذه السياسة‬
‫واضحة‪ :‬تريد الصين أن تتم التعديلت في أسعار الصرف الحقيقية من خلل تراجع السعار المحلية في الوليات‬
‫المتحدة‪ ،‬أي أن الصين تريد فرض تعديل انكماشي على الوليات المتحدة‪ ،‬تماما ً كما تفعل ألمانيا الن مع‬
‫اليونان‪ .‬لكن هذا لن يحدث‪ .‬ولن يكون في مصلحة الصين إذا حدث‪ .‬فالصين‪ ،‬باعتبارها دائنًا‪ ،‬ستتمتع بزيادة في‬
‫القيمة الحقيقية لمطالباتها من الوليات المتحدة‪ .‬لكن النكماش القتصادي المريكي من شأنه التهديد بخطر‬
‫وقوع العالم في ركود اقتصادي‪ .‬من الواضح أن البروفيسور بلنشار على حق‪ .‬فالتعديلت المقبلة ستكون صعبة‬
‫تمامًا‪ ،‬وهي لم تكد تبدأ حتى الن‪ .‬وبدل ً من التعاون بخصوص تعديلت أسعار الصرف والحساب الخارجي‪،‬‬
‫تسعى الوليات المتحدة إلى فرض إرادتها‪ ،‬عن طريق المطبعة‪ .‬ستكسب الوليات المتحدة هذه الحرب‪ ،‬بصورة‬
‫أو بأخرى‪ .‬فإما أن تسبب التضخم في بقية العالم‪ ،‬وإما تضطر أسعار الصرف السمية في بقية العالم للرتفاع‬
‫مقابل الدولر‪ .‬وللسف‪ ،‬أثر ذلك سيكون الفوضى الشاملة‪ ،‬وستضطر البلدان التي ل تتمتع بحماية كافية )مثل‬
‫البرازيل أو جنوب إفريقيا( إلى التعديل‪ ،‬في حين أن بلدانا ً أخرى محمية بالضوابط على أسعار الصرف )مثل‬
‫الصين( ستكون قادرة على إدارة التعديل بصورة أفضل من غيرها‪ .‬وسيكون من الفضل كثيرا ً بالنسبة للجميع‬
‫السعي للتوصل إلى ناتج تعاوني‪ .‬ولعله سيكون حتى بمقدور زعماء مجموعة العشرين استخدام ''عملية التقييم‬
‫المتبادل'' لديهم لتحقيق هذا الهدف بالذات‪ .‬وستكون قمتهم المقبلة في سيئول في تشرين الثاني )نوفمبر( هي‬
‫الفرصة لتحقيق ذلك‪ .‬وما من شك في أن هذا المر لزم‪ ،‬لكن هناك شكوك كثيرة حول توافر الرادة‪ .‬في أسوأ‬
‫لحظات الزمة ''تعلق'' الزعماء بعضهم ببعض وكانوا يدا ً واحدة‪ .‬أما الن فإن الحتياطي الفيدرالي في سبيله إلى‬
‫أن ''يعلقهم'' جميعا ً على المشنقة كل على حدة‪.‬‬

‫سليمان السكران‬

‫اجتمعت مجموعة العشرين )‪ G‬ـــ ‪ (20‬والمكونة من الدول المتقدمة وبعض الدول الناشئة والنامية اقتصاديا في‬
‫كوريا مؤخرا بهدف الوصول إلى اتفاق لنهاء منافسة محمومة بدأت ملمحها منذ فترة على العملت والضغط‬
‫على بعض الدول لقناعهم باللتزام بالعراف الدولية بدل ً من إلزامهم بقوة العقوبات‪.‬‬

‫ولقد حاول وزراء المالية لهذه المجموعة)‪ (G-20‬الوصول إلى اتفاق لتبادل ميزان تجاري بمستويات مستديمة‬
‫وثابتة ومقدور على تحملها حيث إن الميزان التجاري هو النعكاس والمحور لسعار العملت والصرف فيما بينها‪.‬‬
‫إل أن من أكبر المشاكل التي تواجهها تلك التفاقية هو آلية القياس تلك خصوصا ً مدى اللتزام مما حدا‬
‫بالمؤتمرين اقتراح مؤشرات استرشادية والتي ل زال النقاش عليها بين أخذ ورد‪.‬‬

‫لقد اختارت تلك الدول العشرين والتي اقرب ما تكون إلى الن في دورها القتصادي والمالي بالذات كمجلس‬
‫إدارة للقتصاد العالمي‪ ،‬حيث اختير طبيعيا صندوق النقد الدولي كجهاز تسير تحت مظلته هذه السياسات ومدى‬
‫التزام الدول فيها‪ .‬ولذا ومن باب المشروعية فكل دوله تسعى إلى العمل لكل ما فيه مصالحها فالصين مثل ً‬
‫ترغب في استمرارية بخس قيمة عملتها بهدف زيادة صادراتها في حين أن أمريكا والتي يعلم أن لها يد طولى‬
‫في السياسة النقدية تريد الضغط واستمرارية البخس في قيمة عملتها‪.‬‬

‫وفي الوقت نفسه نهي دخول العضاء الخرين في منافسة تقليل وبخس قيم العملت ‪.‬وفي ظل عدم وجود آلية‬
‫يلتزم بها العضاء في هذه المنافسة حاول وزير الخزينة المريكي مع نظرائه الوصول إلى وضع مؤشر ثابت‬
‫لحالة عدم التوازن التجاري وذلك بقياسها كنسبة من الدخل الجمالي المحلي‪ ،‬حيث اقترحت الوليات المتحدة‬
‫المريكية نسبة ‪ 4‬في المائة كحد أعلى في الفائض‪.‬‬

‫بقي أن يشار إن الواقع الحالي في التبادل التجاري بين الصين وأمريكا طبقا لحصاءات صندوق النقد الدولي‬
‫يصل إلى حوالي ‪ 4.7‬في المائة من نسبة الدخل الجمالي المحلي المريكي لصالح الصين كما أنه من المتوقع‬
‫أن يصل إلى ‪ 8‬في المائة في عام ‪ .2015‬ولذا فلن يتهيأ للقتصاد المريكي الوصول إلى النسب المقترحة‬
‫والمحددة إذا لم تسمح الصين بارتفاع عملتها‪ .‬علوة على ذلك فقد اعترضت الصين على تحديد نسبة مكتوبة‪.‬‬
‫وفي السياق نفسه فقد أضافت ألمانيا أيضا نصيبها من عدم القناعة بالقتراح المريكي علما ً بأن عجزها التجاري‬
‫يصل إلى ‪ 6‬في المائة‪.‬‬

‫وفي نهاية المطاف إن الدول القتصادية تلك والتي تمثل القتصاد العالمي ترى تبني مؤشرات استرشادية وليس‬
‫تحديد سقوف مكتوبة يمكن قياسها وبالتالي النتهاء بآلية مطاطة التعريف نظرا ً لقتراح تطبيق عقوبات ملزمة‬
‫لقضية الصرف وتبادل العملت لن يكون ممكنا ً في المنظور القريب ‪ .‬ولذا فالوليات المتحدة المريكية تعول‬
‫على رئاسة فرنسا للمجموعة العشرين السنة القادمة والتي تخطط على مراجعة النظام النقدي العالمي‬
‫بالكامل‪ .‬وهذا التوجه بل شك يجمع بين الخلط في القتصاد والسياسة الدبلوماسية لحين ترتيب الوراق وأمل في‬
‫تعافي القتصاد المريكي على وجه التحديد وتهدئة منافسة حرب ضروس فيما بين العملت‪.‬‬

‫*نقل عن صحيفة القتصادية السعودية‪.‬‬

‫شهدت أسواق الذهب العالمية والمحلية اضطرابات غير مسبوقة خلل السنوات الماضية حيث اتسمت العلقة‬
‫بين الطلب والعرض من المعدن النفيس غير المستقرة وغير الثابتة فتارة تتجه مؤشرات أسعار الذهب نحو‬
‫الصعود وأخرى تنخفض انخفاضا ً حادا ً دون أن تكون هناك متغيرات اقتصادية وارتبط مستوى العلقة بين الطلب‬
‫والعرض بمدى إقبال المدخرين على ادخار رؤوس أموالهم بالذهب وتراجع القبال وكون العالم قرية واحدة في‬
‫عالم اليوم فإن السواق المحلية ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بمتغيرات الذهب في السواق العالمية إل أن سوق الذهب‬
‫المحلي ل يخلو من الختللت فهناك سوق آخر على هامش سوق الذهب المنظم هو السوق السوداء التي‬
‫يديرها كبار المضاربين الذين يعتبرون مراكز قوى في سوق الذهب فيؤثر عليه سلبا ً أو إيجابا ً ول يتأثرون بالثار‬
‫السلبية لضطرابات أسواق الذهب بقدر الثار التي تلحق بصغار تجار الذهب الذين فشلت الخطوط الساخنة في‬
‫الحد من أضرار الرياح العالمية لعولمة المعدن النفيس فأسعار الونصة تحولت إلى شبح يؤرق الكثيرين من‬
‫العاملين في بيع وشراء الذهب نتيجة تقلبات أسعارها المستمرة ‪.‬‬
‫كواليس السوق السوداء‬
‫ما يجري خلف الكواليس أن احتياطي اليمن من الذهب الذي شكل القاعدة الساسية للقتصاد الوطني واقتصاد‬
‫الفرد يمر بمرحلة حرجة بل والفدح من ذلك أن ذلك المعدن النفيس يعاني من حرب استنزاف غير معلنة حيث‬
‫تشير التقديرات الولية أن مدخرات السر اليمنية من الذهب تراجعت بنسبة ‪ %50‬على مدى الـ ‪ 20‬عاما ً‬
‫الماضية لعدة متغيرات منها تراجع مستوى دخل الفرد بنسبة ‪ %500‬على مدى الفترة بالضافة إلى التقلبات‬
‫القتصادية التي شهدتها اليمن منذ تسعينات القرن الماضي وهي ما دفعت مئات آلف السر إلى تسييل‬
‫مدخراتهم من الذهب لشراء الحتياجات الساسية للحياة أما المتغير الشد خطورة وهو حالة الستنزاف التي‬
‫شهدها احتياطي اليمن من الذهب خلل الـ ‪20‬عاما ً الماضية من قبل كبار المضاربين بأسواق الذهب الذين عمدوا‬
‫إلى سحب كميات كبيرة من الذهب ونقلها إلى أسواق إقليمية ‪ ،‬مصدر مطلع أكد أن هناك تجار ذهب كبار تحفظ‬
‫عن ذكر أسمائهم يسحبون كميات كبيرة من الذهب من السوق المحلي إلى السواق القليمية حال ارتفاع أسعار‬
‫الذهب والذي يؤدي بدوره إلى إقبال المواطنين على بيع مدخراتهم من الذهب خصوصا ً الذين يضاربون بأسعار‬
‫الذهب في السوق المحلي وأضاف المصدر أن السوق السوداء للذهب تتراجع حال استقرار أسعار الذهب حيث‬
‫يكون السحب قليل ً وكشف المصدر ذاته أن هناك وسطاء محليين يسحبون كميات كبيرة على مدى العام‬
‫وبأسعار البيع في السوق ارتفعت أم تراجعت ويتولون تصديرها بالوكالة إلى دول أخرى مثل دبي والهند مقابل‬
‫عملت يحصلون عليها والجدير بالشارة إلى أن صادرات اليمن من الذهب أقل من وارداتها حسب مصادر‬
‫مطلعة‪.‬‬
‫ارتباط عالمي‬
‫تتسم تجارة المعدن النفيس بعدة سمات منها الحساسية المفرطة والضطرابات اللمحدودة وعالمية التعامل‬
‫والمتابعة المستمرة لمجريات أسواق الذهب العالمية عبر مؤشرات الونصة العربية أو العالمية وهي بذلك‬
‫تتطلب تركيز وحذر شديدين فأسعار الذهب تتغير بين اللحظة والخرى سلبا ً أو إيجابا ً فقانون السوق هو الذي‬
‫يحكم وإقبال المدخرين على أسواق الذهب هو الذي يتحكم بأسعار المعدن النفيس وتعتمد السوق المحلية‬
‫للذهب في تعاملتها منذ عدة سنوات على أسعار الونصة بل تربطها بأسواق الذهب القليمية والمحلية اتصالت‬
‫نشطة فأصحاب محلت الذهب يستخدمون أجهزة خاصة بالبورصة لها وكيل خاص في اليمن تماثل شبكة‬
‫النترنت ويتابعون النترنت لمتابعة حركة السوق ‪ ،‬حيث أكد طه عبدالله الراعي صاحب محل ذهب أن أصحاب‬
‫الذهب يتابعون البورصة عبر دبي ومن دبي إلى نيويورك وإنجلترا عبر شاشات ‪MBC‬العربية و ‪CMBC‬التركية‬
‫وشاشات ألمانية وهناك شاشات إنجليزية مشفرة وأضاف نتابع عبر النترنت وحال تعرض الكابلت البحرية‬
‫التابعة للنرتنت للتوقف نلجأ لمتابعة مستجدات السوق العالمي للذهب عبر شاشات ‪MBC‬العربية‬
‫سوق مناسبات‬
‫حركة سوق الذهب في اليمن مرتبطة ارتباطا وثيقا بمدى مستوى دخل الفرد السنوي حيث يقبل المواطنون‬
‫على شراء الذهب في الغالب عقب مواسم المطار نتيجة لرتفاع مدخراتهم المالية وبحكم المر الواقع فإن‬
‫حركة سوق الذهب المحلي مرتبطة بمواسم العياد ورمضان والصيف الذي يشهد حركة نشطة نتيجة إقبال‬
‫الشباب على الزواج ‪.‬‬
‫حيث يحتل الذهب الصفر وليس الذهب البيض أولوية في العادات والتقاليد اليمنية كشرط هام لمناسبات‬
‫الخطوبة والعراس وهو ما جعل أسواق الذهب رهينة العادات والتقاليد وفي الونة الخيرة حلت عدة مناطق‬
‫قواعد عرفية أخرى محل الذهب حيث استثنت تلك القواعد القبلية الذهب كشرط من شروط الزواج لتيسير‬
‫الزواج ومن تلك المناطق منطقة عنس بمحافظة ذمار وسنحان بصنعاء التي أقرت القبائل فيها قاعدة عرفية‬
‫بعدم ارتداء العروسة للذهب قبل عدة سنوات واتسع العمل بتلك القاعدة القبلية خلل السنوات الخيرة إلى‬
‫اليمانية السفلى خولن وبني جبر وبعض مناطق بني ضبيان وأكد المواطن نايف الصوفي من أبناء اليمانية العليا‬
‫بمديرية خولن أن القاعدة القبلية حدت من غلء المهور ويسرت الزواج على الشباب إل أنه أكد أن الذهب ما‬
‫يزال شرطا ً في العرف باليمانية العليا لدى الناس القادرين ومع ارتفاع أسعار الذهب بدأ يتوارى ‪.‬‬
‫الخوف من البيع والشراء‬

‫‪.‬‬

‫لم يكن القبال على شراء الذهب مرتبط بالعادات والتقاليد وحسب بل أن السنوات الخيرة حظي الذهب‬
‫باهتمامات شرائح واسعة من أصحاب رؤوس الموال ومن النساء في الحضر حيث انخرط آلف النساء في‬
‫المضاربات بأسواق الذهب الشراء حال تراجع أسعار الذهب والبيع حال ارتفاعه وبالعكس فمنهن من نجحن‬
‫وأخريات تآكلت ممتلكاتهن من الذهب في سوق الطلب والعرض وتكبدن خسائر فادحة‪،‬‬
‫أم جلل إحدى النساء التي تعمل في شراء وبيع الذهب في السوق منذ ‪8‬سنوات حسب قولها إل أنها أكدت أن‬
‫عشرات النسوة التي بدأت معهن المضاربة في السوق توقفن إما نتيجة لتعرضهن لخسائر أو لكتفائهن بما‬
‫حققن من مكاسب وخسائر بسيطة ‪ ،‬أم جلل التي التقينا بها في شعوب في إحدى محلت الذهب أشارت إلى‬
‫ارتفاع أسعار الذهب من يوم لخر يضعها في حيرة فإن باعت تخاف أل تستطيع شراء نفس الكمية بنفس البيع‬
‫أو بأقل وإن اشترت تخاف من تراجع أسعار الذهب وهو ما سيكبدها خسارة فادحة فنظل نترقب حركة الذهب ‪.‬‬
‫الراعي ‪ :‬السوق جامد‬
‫خلل نزولنا الميداني لمعرفة مدى إقبال المواطنين على شراء الذهب وبيعه في السوق المحلي للذهب أجمع‬
‫العشرات من أصحاب محلت الذهب على جمود السوق وتأثره بعدة عوامل منها الرتفاع الطاريء الخير الذي‬
‫طرأ على أسعار الذهب في السوق العالمي والمتغير الخر الثار غير المباشرة للضطرابات المنية وتداعيات‬
‫الحرب السادسة في صعدة‪ ،‬وفي تصريح خاص أفاد طه الراعي صاحب محل ذهب في صنعاء القديمة ن أحداث‬
‫صعدة وتدهور القتصاد وارتفاع المشتقات النفطية أدت إلى تراجع مستوى إقبال المواطن على شراء الذهب‬
‫بالضافة إلى ارتفاع الذهب على مدى ‪8‬أشهر بنسبة ‪ %10‬حيث ارتفع سعر الجنيه الذهب من ‪43‬ألف في‬
‫رمضان الماضي إلى ‪ 63‬ألف ريال حاليا ً بزيادة قدرها ‪20‬أل ريال مشيرا َ إلى أن مهر الزواج تراجع هو الخر من‬
‫‪ 200‬جرام إلى ‪ 30‬جرام في اليام الخيرة وهو ما انعكس سلبا ً على حركة السوق وتابع قائل ً كنا نبيع نصف كيلو‬
‫إلى كيلو ذهب في اليوم الواحد والن ل تتجاوز المبيعات الـ ‪50‬جرام وحول أسباب ارتفاع الذهب في السواق‬
‫العالمية أشار الراعي إلى أن الذهب لم يرتفع بهذه الصورة متأثرا ً بالزمة المالية العالمية بل كان منخفضا ً ولكن‬
‫انهيار اقتصاد معظم الدول العالمية دفع كبار المدخرين بالتحول نحو الذهب وأضاف حتى الصينيون أصبحوا‬
‫يدخرون معظم أموالهم بالذهب وهناك تنافس بين الصين والهند في شراء الذهب خلل الشهر الماضية وحول‬
‫نسبة البيع والشراء أشار أن نسبة البيع ‪ %10‬والشراء ‪. %20‬‬
‫اليمن والحتياطي‬
‫كما أكد أحد تجار الذهب أن اليمن ل تمتلك احتياطي من الذهب وأن كل ما في المر هو تصدير الذهب لعادة‬
‫صناعته في سنغافورة ودبي والسعودية وفق إجراءات والتزامات يقدمها تاجر الذهب للسلطات المنية في‬
‫المطار مقابل خروج الذهب وإعادته ولم يسمح لحد بإخراج كميات من الذهب إذا لم يعد بالكمية التي سبق أن‬
‫أخرجها ويتم صياغة الذهب في مصنع مصلى في السعودية ومجوهرات دماس في دبي ومجوهرات الحكم‬
‫ومجوهرات البحرين ومجوهرات اليمامة في دبي ‪.‬‬
‫كما أكد أن غالبية التجار اليمنيين يستوردون الذهب من دبي وسنغافورة حيث يتم طلب طلبيات من سنغافورة‬
‫وتأتي بعد أسبوع إلى اليمن وحول أنواع الذهب يقول محمد الذرحاني بائع ذهب أن الذهب في السوق اليمنية‬
‫ينقسم إلى نوعين ذهب يمني يباع بـ ‪7200‬ريال للجرام الواحد وذهب خليجي يباع بـ ‪8200‬ريال للجرام الواحد‬
‫وحول الذهب اليمني يشير أن هناك عشرات الورش الخاصة بصياغة الذهب منها ما تصنع أفضل من الصناعات‬
‫الخرى من حيث المواصفات وأشار إلى أن الذهب ليس محتكرا ً وليس هناك تاجر بحد ذاته محتكرا ً للسوق‬
‫سوق أو للستيراد والتصدير ‪.‬‬
‫وفي ذات السياق يؤكد عبدالله المحفدي بائع وصائغ ذهب أن الذهب البيض ل يحظى بإقبال المدخرين بل ل‬
‫وجود لسوق الذهب البيض في اليمن رغم أن سعره نفس السعر العادي وحول معدن البلتين وهو شبيه من‬
‫حيث اللون بالذهب البيض أفاد المحفدي أن أسعاره مرتفعة حيث تتجاوز الـ ‪10‬آلف ريال للجرام الواحد من‬
‫البلتين ‪.,‬‬
‫انخفاض الحركة بنسبة ‪%50‬‬
‫للذهب عدة تصنيفات فيجري الحديث على عيارات الذهب ويتباين أسعار الذهب بتباين العيارات الخ ‪ /‬محمد‬
‫عوفان الذي أكد أن نسبة تراجع حركة أسواق الذهب خلل العامين الماضيين وصلت إلى ‪ %50‬وأن الحركة غير‬
‫مستقرة ولكن البيع أكبر من الشراء وأشار أن الذهب اليمني عيار ‪ 21‬وهناك ‪ 18‬والذهب الخليجي عيار ‪-875‬‬
‫‪21‬والذهب اليطالي عيار ‪ 18/750‬والذهب المريكي عيار ‪. 10‬‬
‫شملن ملك الذهب‬
‫أبدينا حرصا ُ على معرفة كبار تجار الذهب إل أن محاولتنا التي أثارت حفيظة الكثيرين الذين تقمص عدد منهم‬
‫لقب ملك الذهب في اليمن كادت أن تفشل وبعد جمع المعلومة من العشرات ممن التقيناهم وصلنا إلى الجابة‬
‫ولكن وجدنا أن أول تاجر ذهب في اليمن أيام المامة وفي بادية الجمهورية وان هناك تجار ذهب آخرين قد‬
‫فلسوا وآخرين إختلوا عقليا ً إل أن كبار تجار الذهب الذين في السوق هم الحاج ‪ /‬صالح شملن أكبر تاجر ذهب‬
‫في اليمن ويمتلك مصنعا ً للذهب كما قيل لنا وعادل جعوان من أكبر مستوردي الذهب ‪.‬‬
‫تجار الذهب تبخرت أموالهم‬
‫كما علمنا أن العشرات من تجار الذهب الذين كان لهم الريادة في السوق فلسوا على مدى الـ ‪ 20‬عاما ً الماضية‬
‫البعض منهم دخل في المضاربة في البورصات العالمية وهم عدد كبير وجميعهم خرج بخسارة كبيرة أو مفلس‬
‫ومن لم تتبخر أمواله في البورصات بالكامل عاد ليفلس في الداخل ثم اختل عقليا ً وأشار مصدر مطلع أن أحد‬
‫تجار الذهب الذي تكبد خسارة فادحة في البورصات يعيش ظروفا ً نفسية مأساوية وذكر المصدر نفسه أن أحد‬
‫التجار الكبار فلس فجأة دون مقدمات وغاب عن النظار ويقال أنه معتكف في الحرم المكي منذ سنوات أما‬
‫صغار الذهب فقد تآكلت رؤوس أموالهم فأغلقوا محلتهم والبعض الخر استدرك مخاطر الفلس وحول نشاطه‬
‫من بيع وشراء الذهب إلى نشاط أكثر أمانا ً ‪.‬‬
‫‪ 65‬منجما ً للذهب‬

‫ثمة سؤال أثير في حقبة زمنية محددة النطاق حول تصدير اليمن للذهب من مناجم يمنية قيل أنها في القرضة‬
‫وحجة ذلك السؤال أثار لغطا ً شعبيا ً ودفع المواطن البسيط إلى البحث عن صواب القول ومقصد القائل سيما‬
‫وأن إثارة السؤال تزامن مع بدء الدعاية النتخابية للنتخابات الرئاسية التي أجريت في ‪2006‬م والتي تداخلت‬
‫فيها الدعاية السوداء بالبيضاء لغراض استمالة الناخب حيث تداولت صحف المشترك اتهامات للحزب الحاكم‬
‫مفادها أن هناك مناجم خاصة بالذهب مخفية عن الشعب وأن صادرات اليمن من الذهب تبلغ شهريا ً ‪10‬ألف كيلو‬
‫جرام من الذهب لتنتهي تلك القاويل بانتهاء الدعاية النتخابية وفي مطلع العام الجاري أشارت مصادر صحفية‬
‫أن هناك شركات استثمارية إماراتية تستثمر في مجال الذهب في اليمن أعقب ذلك تأكيد رسمي على لسان‬
‫وزير النفط والمعادن أكد من خللخ أن اليمن اكتشفت في الونة الخيرة ‪65‬موقعا ً للذهب في عدد من‬
‫محافظات الجمهورية حسب نتائج المسح جاء ذلك في لقاء مع صحيفة الجمهورية بمناسبة الذكرى الـ ‪ 20‬لعادة‬
‫تحقيق الوحدة اليمنية ‪ ،‬ويبقى السؤال دون إجابة هل تمتلك اليمن مناجم خاصة باستخراج الذهب أم ل ؟!‬
‫اليهود وصياغة الذهب‬
‫هناك أكثر من مفارقة بين الماضي والحاضر ففي الماضي اكتنز الحميريون الذهب وصاغوه وظل رمزا ً للدولة‬
‫الحميرية كما ظل ذلك المعدن النفيس يحمل معالم حقبة تاريخية وظلت صياغة الذهب مهنة محببة لدى‬
‫اليمانيين إل أنها لم تتطور مع الزمن بل تراجعت وانقرضت ‪ ،‬حيث احتكرت في عدة مناطق ومن عدة شرائح‬
‫منهم القلية اليهودية في اليمن التي حافظت على مهنة صياغة الذهب والفضة وأورثتها للخرين قبل رحيلها إلى‬
‫إسرائيل في الخمسينيات من القرن الماضي كما امتهنها عدد من أبناء ريمة ووصاب ولكن كان شغل اليهود‬
‫وصياغتهم للذهب والفضة يتميز بالجودة العالية فكانت المصنوعات الفضية " البوساني " من أجمل المصنوعات‬
‫اليهودية في اليمن ما تأكد لنا أن الفضة ل تزال تتواجد بكميات كبيرة إل أن المرجان واجه هو الخر عملية سحب‬
‫وصلت ‪ %60‬من احتياطي اليمن من المرجان‬

‫وصلت أسعار الذهب مستوى قياسيا ً عندما بلغ سعر الوقية )الونصة( ‪ 1100‬دولر‪ ,‬وهذه هي المرة الولى التي‬
‫يتجاوز فيها سعر الوقية هذا السعر‪ ,‬ويتوقع المحللون الماليون ان تواصل أسعار الذهب ارتفاعها وقد تصل الى‬
‫حدود ‪ 1500‬وحتى ‪ 2000‬دولر في المستقبل ‪..‬؟؟‬
‫يذكر ان اسعار الذهب قد تدنت في نهاية الثمانينات وأوائل التسعينات‪ ,‬ووصل سعر أوقية الذهب الى حدود ‪270‬‬
‫دولرا وجاء النخفاض آنذاك بسبب اختفاء نظام الحرب الباردة‪ ,‬وسقوط التحاد السوفيتي حيث قامت الدول‬
‫التي كانت تمتلك جزءا كبيرا منه ببيع كميات كبيرة من الذهب الذي كان مكدسا كاحتياط في مصارفها المركزية‪,‬‬
‫اضافة الى ان صناعة الذهب في مناطق عديدة من العالم قد توسعت في تلك الفترة وتم اكتشاف مناجم‬
‫جديدة‪ ,‬فأصبح العرض أقوى من الطلب ولذلك تراجعت السعار‪.‬‬
‫لكن منذ نهاية التسعينات بدأت اسعار الذهب بالرتفاع وواصلت ارتفاعها سنة بعد أخرى حتى بلغت نسبة‬
‫الرتفاع في العام ‪ 2007‬حوالي ‪ %32‬وسجلت في الشهر الثلثة الولى من هذا العام ارتفاعا وصل الى ‪1070‬‬
‫دولر للونصة ويرجع المحللون أسباب هذا الرتفاع الى مجموعة من العوامل التي تجمعت دفعة واحدة لترفع‬
‫السعر الى هذا المستوى‪ ,‬وترشح أسعار الذهب الى مزيد من الرتفاع وانا اخالفهم الرأي ومن ابرز هذه‬
‫العوامل‪:‬‬
‫ل‪ :‬النخفاض الحاد في سعر الدولر‪ ,‬فارتفاع أسعار الذهب بنسب عالية كان إزاء الدولر وليس إزاء العملت‬ ‫أو ً‬
‫الرئيسيه ألخرى‪ ,‬وإذا تمت مقارنة أسعار الذهب بأسعار الدولر الن‪ ,‬مع أسعار النصف الول من عقد الثمانينات‬
‫فيمكن القول إن اسعار الذهب حتى عندما وصلت الى ‪ 1070‬دولر للوقية لم تبلغ المستوى الذي بلغته في‬
‫مطلع عقد الثمانينات عندما وصل سعر الوقية الى ‪ 850‬دولر‪ ,‬ولذلك فإن ارتفاع أسعار الذهب من الناحية‬
‫الفعلية هو ارتفاع إزاء الدولر وليس إزاء العملت الدولية الخرى‪ ,‬وهو ارتفاع ليس حقيقي ويجب النتباه الى‬
‫هذه الحقيقه‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الطلب على الذهب زاد منذ ان تدهورت أسعار الدولر‪ ,‬فالذهب كان دائما ً الملذ المن يلجاء اليه‬
‫المستثمرون عندما تشهد العملت الدولية الكثر انتشارا ً تراجعًا‪ ,‬او اضطرابا ً في اسعارها‪ ,‬وهذا يعني ان كثيرا ً‬
‫من المدخرين تحولوا من الدولر‪ ,‬بعد تراجع أسعاره‪ ,‬ا لى الذهب للحفاظ على مدخراتهم واستثماراتهم‪ ,‬مما زاد‬
‫الطلب على الذهب‪ ,‬وهنا ينطبق على أسعار الذهب قانون العرض والطلب ذاته الذي يحكم العلقة بين جميع‬
‫السلع ‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬للعام الثالث على التوالي يحقق القتصاد العالمي نموا ً مرتفعا ً نسبيًا‪ ,‬وخصوصا ً في الدول النامية‪ ,‬وازدهار‬
‫القتصاد يؤدي الى تقوية الطلب في جميع المجالت‪ ,‬وعلى جميع السلع‪ ,‬بما في ذلك الذهب‪ ,‬ذلك ان كثيرا ً من‬
‫سكان العالم ينفقون جزءا ً من دخولهم على الذهب للستخدامات المعروفة‪ .‬مع الخذ بالعتبار الزمه العالميه‬
‫التي هزت اقتصاديات العالم والتي سوف يكون لها ولتداعياتها الثر الكبير على هذه السلعه كما هو موضح‬
‫لحقا ‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬شهدت البورصات العالمية في الشهر الخيرة اضطرابا شديدا‪ ,‬وحالت من النهيارات في السواق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العالميه وافلس عمالقة البنوك وشركات التأمين التى اثرت سلبيا على سوق السهم‪ ,‬دفعت بكثير من‬
‫المستثمرين الى شراء الذهب بدل ً من أسهم الشركات والعملة الميركية‪ ,‬خاصة ان القتصاد الميركي يمر‬
‫بمرحلة تباطؤ‪ ,‬وقد تتحول الى ركود‪ ,‬وفي مثل هذه الحالة تهرب الستثمارات نحو السلع الكثر استقرارا ً وأسعار‬
‫الذهب مستقرة‪ ,‬مقارنه بتذبذب اسعار الدولر وعدم استقراره ‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬بعد انهيار قطاع العقارات في مختلف انحاء العالم الذي استقطب في مرحلة من المراحل الكثير من‬
‫الستثمارات‪ ,‬حاز الذهب على المكانة ذاتها التي كانت لقطاع العقارت لعقود طويلة بوصفه مجال ً للتوظيف‬
‫الستثماري‪ ,‬لجأ المستثمرون الى شراء الذهب لتحقيق الرباح‪ ,‬بدل ً من الرباح التي كان يحققها الستثمار في‬
‫قطاع العقارات‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬ل ننسى ان هناك سوق مهم وهو سوق المضاربات وهو سوق مهم خاصه بعد ثورة التصالت‬
‫حيث ان هذا السوق يستحوذ على حوالى ‪ %35‬من حجم المضاربه بهذا المعدن الثمين بحيث يمكن لهذا السوق‬
‫التأثير بشكل رئيسى على سعر الذهب ‪.‬‬
‫لذلك يجب النتياه في الوقت الحالي خصوصا بعد الصلحات الهائله التي تمت على القتصاد المريكي وضخ‬
‫مئات المليارات من الدولرات وتوقعات بأعادة النتعاش الى السوق المريكيه ان ينتعش سعر صرف الدولر‬
‫وبالتالي يكون هناك عمليات بيع هائله للذهب من خلل جني الرباح او عودة المستثمرين الى نواحي‬
‫الستثمارات المختلفه ان يتراجع سعر الذهب بشكل متسارع ويعود الى مستوياته الطبيعيه ‪.‬‬

‫الذهب إلى أين‬

‫الخميس‪ 22 ,‬إبريل ‪ 2010‬الساعة ‪07:29‬‬

‫جيفري نيكولز ‪ -‬اقتصادي المؤسسة المريكية لستشارات المعادن الثمينة‬

‫بعد أن انخفض سعر الذهب ووصل في الونة الخيرة إلى ‪ 1090‬دولرا ً للوقية الواحدة يوم ‪ 24‬مارس‪ ،‬فقد‬
‫تمكن المعدن الصفر من استعادة بعض المساحات التي خسرها‪ ،‬ووصل سعر تداوله إلى فوق مستوى ‪1150‬‬
‫دولرا ً في منتصف أبريل الجاري‪ .‬وانطلقا ً من منظور أبعد إلى حد ما‪ ،‬فإن هذا يمثل مكسبا ً بمقدار ‪ 30‬بالمئة‬
‫من سعره البالغ ‪ 880‬دولرا ً قبل ‪ 12‬شهرًا‪ ،‬لكن ليزال سعر المعدن أقل بكثير من أعلى مستوى وصل إليه‬
‫حتى الن‪ ،‬وهو ‪ 1227‬دولرًا‪ ،‬وذلك في ديسمبر الماضي‪.‬‬

‫والسؤال الذي يفرض نفسه الن »ماذا سيحدث بعد ذلك؟« إن الجابة على هذا السؤال سيتم تحديدها من قبل‬
‫الكثير من التطورات المستقبلية التي سنتعرض لها في الجزء المتبقي من هذا المقال‪:‬‬

‫أول ً ‪ -‬اليورو‪ :‬هل ستتمكن العملة الوروبية من استعادة جانب من مجدها المفقود؟ أو هل ستؤدي اعتبارات‬
‫مخاطر الديون السيادية إلى دفع اليورو نحو المزيد من النخفاض أمام الدولر المريكي؟‬

‫وفي الماضي القريب‪ ،‬أدى هروب رؤوس الموال والمضاربة على العملت إلى توفير قوة دعم للدولر‪ ،‬لكن‬
‫ظهور الدولر في مرتبة أقوى يعد العدو البرز للذهب‪ ،‬في الوقت الذي انتقلت فيه مخاطر الديون السيادية إلى‬
‫مركز الصدارة‪.‬‬

‫وأدى العلن عن خطة "النقاذ" لليونان في أواخر شهر مارس الماضي إلى تخفيف حدة المخاوف من خطر‬
‫الديون السيادية‪ ،‬ووفر للذهب فسحة من الوقت لستعادة جانب من المكانة التي فقدها من مستويات السعار‬
‫التاريخية المرتفعة التي كان قد وصل إليها في شهر ديسمبرمن العام الماضي‪.‬‬

‫بيد أن أزمة العملة الوروبية لم تصل إلى نهايتها حتى الن‪ ،‬كما أن أسواق العجز عن سداد الئتمان تفرض مرة‬
‫أخرى حالة من القلق المتزايد‪ ،‬ليس فقط فيما يتعلق بالديون اليونانية‪ ،‬وإنما تشمل أيضا ً الديون السيادية لكل‬
‫من البرتغال وإسبانيا وإيطاليا‪ .‬ولو تعرض اليورو لزمة أخرى في المدى القريب‪ ،‬فإن ذلك قد يؤدي إلى هبوط‬
‫أسعار الذهب مرة أخرى‪ ،‬وربما تصل إلى ما دون المستوى النفسي المهم البالغ ‪ 1100‬دولر‪.‬‬

‫ثانيا ً – ديون مجلس الحتياطي الفيدرالي‪ :‬إن القلق المتزايد بشأن الديون الفيدرالية الضخمة التي تواجهها‬
‫الوليات المتحدة )كما يتضح من خلل ردود الفعل المتباينة من جانب البنوك المركزية الجنبية والمستثمرين من‬
‫المؤسسات تجاه العروض المطروحة لسندات الخزينة المريكية خلل الشهرين الماضيين(‪ ،‬تعمل على تقويض‬
‫الثقة إزاء الدولر المريكي‪ ،‬وتضع قوته الشرائية في المستقبل على المحك‪.‬‬

‫وفي ظل تنامي المخاوف بشأن الدولر المريكي‪ ،‬تطالب البنوك المركزية والمستثمرون الجانب برفع أسعار‬
‫الفائدة على عروض سندات الخزينة المريكية بما يتوافق مع المخاطر المتزايدة‪ ،‬فضل ً عن تأثير أزمة الديون‬
‫السيادية في بعض الدول الوروبية‪ ،‬وتفشي حالة من الضبابية وانعدام الرؤية بشأن قدرة العملة المشتركة‬
‫للقارة على البقاء‪ ،‬وسيكون لهذه العوامل مجتمعة تأثير سلبي الدولر‪ ،‬وسيتحرك الذهب في ذلك الحين بطريقة‬
‫حرة تماما ً تعكس القيمة الكامنة‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ -‬الطلب الشرقي‪ :‬هل سيؤدي الطلب المادي القوي من جانب الصين والهند‪ ،‬وغيرهما من أسواق الذهب‬
‫السيوية المهمة إلى مواصلة دعم أسعار المعدن؟ وهل سيكون ذلك بمثابة أرضية فاعلة للسوق ليحد من‬
‫المخاطر السلبية؟‬

‫إن الطلب الفعلي من هذه المنطقة‪ ،‬ولسيما من قبل الهند ومنطقة الشرق الوسط‪ ،‬يميل إلى الحساسية‬
‫المفرطة تجاه السعار‪ .‬ويبدو الن أنه ينظر إلى مستويات السعار حول ‪ 1090‬دولرا ً على أنها جذابة من جانب‬
‫تجار المجوهرات والمستثمرين على حد سواء‪ ،‬مع أن هذا المستوى أدى إلى خنق الطلب في الماضي‪ .‬لكن مع‬
‫ذلك‪ ،‬فإن العكس هو الصحيح في الوقت الحالي‪ .‬ففي الشهر الماضي‪ ،‬وعندما انخفض سعر الذهب إلى نحو‬
‫‪ 1090‬دولرا ً للوقية‪ ،‬ازدادت عمليات الشراء من المنطقة )الصين والهند وتايلند وفيتنام وإندونيسيا وهونغ كونغ‬
‫وسنغافورة ودول منطقة الخليج العربي(‪ ،‬ما وّفر دعما ً قويًا‪ ،‬وساعد على دفع السعر مرة أخرى ليتجاوز حاجز‬
‫‪ 1100‬دولر‪.‬‬

‫ول يساورني أدنى شك في أنه على المدى الطويل‪ ،‬سيكون للنمو الملحوظ والكبير في الطلب على الذهب من‬
‫هذه المنطقة تأثير إيجابي للغاية على سعر الذهب بالدولر‪ .‬وعلوة على ذلك‪ ،‬فإن النمو القتصادي القوي والعدد‬
‫الهائل للسكان في الصين والهند وارتفاع مستوى الدخول والثروات الشخصية في هذه المجتمعات‪ ،‬ستكفل من‬
‫الناحية العملية التوسع الهائل في كمية السبائك التي يتم استهلكها من جانب هذه الدول في صناعة المجوهرات‬
‫والتطبيقات الصناعية والستثمار‪.‬‬

‫لقد عبرنا عن هذا الرأي في مناسبات كثيرة على مدى العامين الماضيين‪ ،‬ويبدو الن أن أطرافا ً أخرى )بما في‬
‫ذلك مجلس الذهب العالمي( قد انضموا إلى جوقة المؤمنين بهذا الرأي‪ ،‬إلى درجة دفعت بعض المستثمرين‬
‫الغربيين إلى القبال على شراء الذهب تحسبا ً لزيادة الطلب من الشرق‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ -‬الستثمار الغربي‪ :‬هل سيتواصل الطلب على الستثمار الغربي الذي تم تسجيله في الونة الخيرة؟‬

‫بات المستثمرون يعودون إلى صناديق بورصات الذهب المتداولة بعد أشهر عديدة من تدني أسعار الفائدة‪.‬‬
‫وارتفع حجم السبائك التي يحتفظ بها ‪ 12‬صندوقا ً من صناديق الستثمار المتداولة للذهب نقوم بمراقبتها عن‬
‫كثب إلى ‪ 929.373‬أوقية في شهر مارس الماضي‪ ،‬وتمكنت من تسجيل أول مكاسب شهرية لها منذ شهر‬
‫نوفمبر الماضي‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬شهدت صناديق الستثمار المتداولة للذهب صافي مبيعات وصلت إلى ‪825.501‬‬
‫أوقية خلل أول شهرين من العام الجاري‪.‬‬

‫وفي بداية شهر أبريل الجاري بلغ مجموع حيازات صناديق الستثمار العالمية المتداولة إلى ‪ 57.75‬مليون أوقية‪،‬‬
‫لكنها تظل أدنى بقليل من أعلى مستوى سبق أن وصلت إليه في الماضي‪ ،‬والبالغ ‪ 57.82‬مليون أوقية‪.‬‬

‫وبالضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد أشارت بعض التقارير إلى أن الطلب على عملت السبائك الذهبية قد ارتفع أيضا ً خلل‬
‫السابيع الخيرة‪ ،‬المر الذي يدل على أن الهتمام إزاء الذهب من جانب "المستثمرين" في قطاع التجزئة يشهد‬
‫ارتفاعا ً أيضا ً‪.‬‬

‫وفي الوقت الذي يبقى فيه السؤال‪" :‬ما التجاه الذي سيسلكه الذهب بعد ذلك؟" مستعصيا ً على الجابة‪ ،‬لكننا‬
‫نعتقد من جانبنا أنه قبل أن يتمكن الذهب من التحرك إلى مستويات أعلى والوصول إلى أعلى مستوى له البالغ‬
‫‪ 1227‬دولرا ً بحلول منتصف العام‪ ،‬سيسجل مستويات ارتفاع جديدة في النصف الثاني من العام الجاري ‪.2010‬‬

‫وحسب التطورات المذكورة أعله والتي تعمل بشكل إيجابي لصالح الذهب‪ ،‬فإننا ل نزال نؤمن يقينا ً بتوقعاتنا‬
‫التي ترجح وصول الذهب إلى مستوى ‪ 1500‬دولر للوقية بحلول نهاية العام الجاري ‪ ،2010‬مع احتمال وصول‬
‫السعر إلى ‪ 2000‬دولر للوقية وربما إلى ‪ 3000‬دولر خلل السنوات القليلة القادمة‪.‬‬

‫للتواصل مع الكاتب‪:‬‬

‫‪j.nicholas@alrroya.com‬‬

‫المقال‬

‫الذهب إلى أين؟‬

‫د‪ .‬فهد محمد بن جمعة‬

‫تجاوز سعر الذهب في عقود ديسمبر ‪ 1360‬دولرا للوقية في كومكس )نيويورك( الخميس الماضي قبل أن‬
‫يتراجع إلى ‪ 1345‬دولرا يوم الجمعة مع ارتفاع الدولر‪ ،‬فما زالت المكاسب مرتفعة مع توقعات تخفيف البنك‬
‫الحتياطي الفيدرالي للقيود النقدية مرة أخرى وطباعة المزيد من النقود لشراء المزيد من الديون‪ ،‬والذي سوف‬
‫يعلن عنه في نوفمبر ‪ ،3-2‬ما سوف يمارس ضغوطا على أسعار الفائدة والدولر ويعزز ارتفاع أسعار السلع‬
‫الستهلكية في الجل الطويل‪ .‬كما جاء الدعم من تخفيض البنك الياباني لسعر الفائدة إلى ما بين ‪ 0.0‬و ‪.%0.1‬‬
‫فمن المتوقع أن يرتفع الذهب إلى ‪ 1400‬دولر قبل نهاية هذا العام‪ ،‬لكن هذا مقرون باستمرار انخفاض الدولر‬
‫وارتفاع التضخم‪ ،‬وهو ما يدعم شراء الذهب هذه اليام من اجل التحوط في العقود الجلة‪ .‬وكان ارتفاع الذهب‬
‫في سبتمبر مدعوما بالطلب الموسمي من مصانع المجوهرات وبيع البنوك المركزية الوربية فقط ‪ 6‬طن من‬
‫الذهب هذا العام من ‪ 400‬طن مسموح لها بيعه‪.‬‬

‫إن سعر الذهب تحدده أربعة عوامل هامة هي‪ :‬إن الذهب سلعة يتأثر سعرها بالعرض والطلب‪ ،‬فيرتفع سعرها مع‬
‫ارتفاع الطلب عليها؛ قيمة الدولر التي يتم تسعير الذهب على أساسها‪ ،‬فكلما ضعفت قيمة الدولر كلما ارتفع‬
‫الذهب؛ دور الذهب كملذ آمن أثناء الزمات السياسية )الحرب والضطرابات السياسية‪ ،(--‬فمعظم الصول‬
‫المالية لها مخاطر في القتصاد العالمي‪ ،‬فعندما تنخفض قيمة العملت باستمرار من قبل الحكومات أو تتعثر‬
‫السندات أو السهم مع ضعف أداء الشركات يرتفع الذهب؛ دور الذهب كملذ آمن أثناء الزمات المالية‬
‫والقتصادية )التضخم‪ ،‬انهيار السواق المالية‪ ،(--‬لن الذهب معدن بطبيعته ثمين ومخاطره محدودة وفي مأمن‬
‫من الستهلك الحكومي وسلوك الشركات الخاطئ‪.‬‬

‫فقد شاهدنا سعر الذهب في بورصة لندن يقفز ‪ %100 ،%59 ،%67‬في ‪1973‬م )مقاطعة النفط(‪1979 ،‬م‬
‫)الثورة اليرانية(‪1980 ،‬م )الحرب اليرانية العراقية( على التوالي‪ .‬كما قفز الذهب ‪ %56‬في كومكس ما بين‬
‫منتصف ‪ 1982‬وأوائل ‪ 1983‬لتداعيات الركود الحاد في الوليات المتحدة والضطرابات في الشرق الوسط‪.‬‬
‫وحدث ذلك مرات أخرى بين ‪ 1985‬إلى ‪ ،1987‬عندما قفز الذهب إلى أكثر من ‪ %41‬خلل فترة الحرب بين‬
‫إيران والعراق‪ ،‬واستمرار الغزو السوفيتي لفغانستان‪ ،‬وفي الوقت نفسه تباطأ القتصاد المريكي أثناء ما كان‬
‫يسمى "الهبوط السهل" الذي توج بيوم الثنين السود في وول ستريت‪ .‬وعندما حشد العراق جيوشه على حدود‬
‫الكويت في يوليه ‪ ،1990‬ثم غزوه في أغسطس‪ ،‬ارتفع سعر الذهب ‪ %17‬في شهرين فقط‪ ،‬أما هجمات ‪9/11‬‬
‫فرفعت الذهب ‪ %10‬على الفور‪.‬‬

‫إن الذهب على اتجاه تصاعدي منذ عام ‪ ،2000‬وارتفع ‪ %353‬مدعوما جزئيا بضعف الدولر وبشكل مطرد في‬
‫عام ‪ 2008‬مع ظهور الزمة المالية‪ .‬فما زال الطلب تدعمه قوى السوق في الهند والصين وخاصة بالنسبة‬
‫للحلي الذهبية خلل الفترة المتبقية من ‪ 2010‬واستثمارات التجزئة في أوروبا‪ ،‬حيث ارتفع إجمالي الطلب على‬
‫الذهب في الربع الثاني ‪ %36‬إلى ‪ 1050‬طن في ‪ 2010‬مقارنة مع الربع الثاني في ‪ ،2009‬ومن حيث القيمة‬
‫ارتفع الطلب ‪ %77‬إلى ‪ 40.4‬مليار دولر‪ ،‬وطلب الستثمار المنفذ خلل نفس الفترة بشكل كبير ‪ %118‬إلى‬
‫‪ 534.4‬طنا مقابل ‪ 245.4‬طنا من نفس الفترة السابقة‪ ،‬وساهمت صناديق تبادل الذهب )‪ (ETF‬بنسبة كبيرة‬
‫‪ %414‬إلى ‪ 291.3‬طنا وهو رقم قياسي‪ .‬ومازال الطلب العالمي على المجوهرات قويا في الربع الثاني من‬
‫‪ ،2010‬حيث بلغ الستهلك ‪ 408.7‬أطنان‪ ،‬فقط ‪ %5‬أقل من مستويات السنة السابقة‪ .‬كما شهد الطلب على‬
‫المجوهرات الذهبية في الهند أكبر سوق للمجوهرات انخفاضا طفيفا ‪ ٪2‬فقط أو ‪ 123‬طنا بالعملة المحلية‬
‫مقارنة بمستويات السنة السابقة‪ ،‬وهذا يترجم إلى ‪ ٪20‬زيادة في قيمة الطلب إلى ‪ 216‬مليار روبية‪ ،‬بينما‬
‫الطلب في الصين على المجوهرات ارتفع ‪ ٪5‬إلى ‪ 75.4‬طنا‪ ،‬بنمو ‪ %35‬إلى ‪ 19.8‬مليار يوان‪ .‬أما الطلب‬
‫الصناعي فارتفع في الربع الثاني ‪ %14‬إلى ‪ 107.2‬أطنان مقارنة بالربع الثاني من ‪ .2009‬وفي الربع الثالث‬
‫ارتفعت أسعار قطع وسبائك الذهب ‪ %5‬وبزيادة إجمالية ‪.%6‬‬

‫* عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية‬

‫* عضو الجمعية المالية المريكي‬

‫أسعار الذهب… إلى أين؟‬

‫شارك |‬

‫بواسطة د‪.‬ناصر بن غيث بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪ | 2010‬عدد التعليقات‪2 :‬‬

‫تابع الكاتب‬

‫هل ترغب في التوقف عن متابعة هذا الكاتب ؟‬

‫‪Top of Form‬‬

‫‪Bottom of Form‬‬

‫‪[VN:F [1.7.7_1013‬‬
‫الرجاء النتظار‪...‬‬

‫‪(Rating: 4.9/5 (7 votes cast‬‬

‫تثير القفزات المتتالية لسعار الذهب والفضة الكثير من الحيرة وكذلك الخوف وقبل هذا ذاك الجدل حول‬
‫مستقبل التعافي الذي بدأت تظهر بوادره على العديد من القتصادات والقطاعات ‪ ,‬ففي حين يتحدث الكل عن‬
‫تعافي إقتصاده المحلي من ًاثار الزمة نجد أن معظم المؤشرات سواءا ً على المستوى العالمي أو المستوى‬
‫المحلي لكل دولة على حده تشير إلى أن الزمة ما تزال تضرب بأطنابها في مضارب العديد من الدول خاصة‬
‫الدول الصناعية الغربية ما يجعل الوضع في غالية الضبابية ‪ ,‬وما زاد طين الزمة بلة هو مشكلة بل مشاكل‬
‫الديون السيادسة التي بدأت تهدد أكثر من دولة إبتداءا ً بالدولة الشهر اليونان مرورا ً بباقي دول اليورو إضافة‬
‫إلى بريطانيا وإنتهاءا ً بالوليات المتحدة واليابان وهو ما أدخل عملتها في دوامة التقلبات الحادة للسعار فيما‬
‫بينها المر الذي زاد من حدة مشكلة الضبابية وعدم اليقين التي تلف السواق ‪ ,‬كل ذلك عزز من أهمية ودور‬
‫الذهب كملذ ًامن ضد التقلبات القتصادية وحالة عدم اليقين التي يمر بها القتصاد العالمي ‪ ,‬لكن ما هي حقيقة‬
‫الرتقاعات في أسعار الذهب؟ وهل هي مبررة في ظل الظروف الراهنة أم أن هناك فقاعة أخرى في طريقها‬
‫إلى التشكل وسوف ما تلبث أن تنفجر مرسلة أسعار الذهب إلى “حيث ألقت رحلها أم قشعم”؟‬

‫تاريخيا ً كان للذهب دوما دور مهم في العمل كنقود ‪ ,‬وهذا الدور للذهب يتلخص في ثلث صور أولها هي صلحيته‬
‫لن يكون أداة للتبادل التجاري تتمتع بالقبول العام والصورة الثانية هي صلحتيه لن يكون أداة قياس وتسعير‬
‫للسلع والخدمات وأخرها ‪-‬وهي الهم‪ -‬أن الذهب يعتبر أفضل ما يمكن أستخدامه لحفظ القيمة وهو ما يعبر عنه‬
‫المثل الشهير “الذهب زينة وخزينة” ‪ ,‬ولعل الذهب قد فقد الصورة الولى والثانية من أدواره التاريخية نتيجة‬
‫تطور الدول وإتساع دور الحكومات ليشمل الشأن القتصادي وكذلك تطور السواق كمفهوم وكمؤسسة وكًالية‬
‫لتحديد أمثل وأكفأ الطرق لستغلل موارد النتاج ‪ ,‬لكن الصورة الثالثة من أدوار الذهب ما تزال موجودة بل أن‬
‫تطور السواق وتعقدها قد كرس هذا الدور خاصة في مراحل الزمات التي تنشأ عن الفقاعات وتضخم قيم‬
‫الصول المختلفة وتؤدي إلى حالة خطيرة من عدم اليقين تكاد توقف العملية القتصادية برمتها كالتي يمر بها‬
‫العالم اليوم وأدت ‪-‬فيما أدت إليه‪ -‬إلى إقبال الناس على شراء الذهب هربا ً من التقلبات الحادة التي يمر بها‬
‫القتصاد العالمي ‪ ,‬وفيما يتعلق بالرتفاعات الخيرة في أسعار الذهب يمكن وضع ثلثة سيناريوهات لتفسير هذه‬
‫الظاهرة وتحديد مساراتها المستقبلية المحتملة‪:‬‬

‫السيناريو الول‪ :‬سيناريو الفقاعة‬

‫يتجة الرأي في هذا السيناريو إلى إعتبار القفزات المتتالية لسعار الذهب غير مبررة من الناحية الواقعية‬
‫والعملية وهو بذلك يعزو إقبال المستثمرين على شراء الذهب إلى أسباب نفسية بحتة بسبب حالة الضطراب‬
‫التي تسود السواق نتيجة لحالة عدم اليقين التي أدت إليها الزمة المالية ‪ ,‬وهو بذلك يشير إلى وجود فقاعة في‬
‫طور التشكل في سوق الذهب والمعادن النفيسة الجرى ‪ ,‬ويأكد هذا التجاه على أن ظروف الفقاعة وإهم‬
‫عوامل تشكلها متوافرة في سوق الذهب اليوم ‪ ,‬فمن ناحية توجد وفرة مالية كبيرة بسبب خطط التحفيز التي‬
‫إنتهجتها حكومات أغلب الدول خاصة تلك التي تمت عن طريق طبع المزيد من النقود ‪ ,‬ومن ناحية أخرى يلف‬
‫الوضع القتصادي سواءا ً المحلي أو العالمي حالة من الضبابية ربما تكون غير مسبوقة بسبب الزمة وكذلك‬
‫بسبب الجراءات التي إتخذتها الدول والتي ساعدت للسف في تعميق مشكلة الضبابية وعدم اليقين عن الوضع‬
‫القتصادي وعن مساراته المستقبلية المحتملة ‪ ,‬وقد أدى هذين العاملين مقرونين بظروف وعوامل أخرى إلى‬
‫رفع مخاطر ومن ثم تكلفة الستثمار في أغلب القطاعات القتصادية كسوق المال أو سوق العقار أو حتى‬
‫القطاع المصرفي ‪ ,‬وهذا بدوره أدى في المحصلة إلى تفشي حالة قلق لدي الكثير من الستثمرين الفراد‬
‫والمؤسسات دفعتهم إلى القبال على الذهب كملذ َامن ضد مخاطر الستثمار المختلفة ما ساعد في رفع‬
‫أسعاره بشكل كبير وفي فترة زمنية قصيرة نسبيا ً ما يعني أن سوق الذهب تعاني من فقاعة في طور التشكل‪.‬‬

‫السيناريو الثاني‪ :‬سيناريو قوى السوق‬

‫في حين يذهب رأي ثاني إلى القول بأن الرتفاعات الخيرة في اسعار الذهب ما هي إل نتيجة طبيعية لتفاعل‬
‫قوى العرض والطلب ‪ ,‬فمن المعروف أنه فيما يتعلق بالسلع الولية الناضبة فإن معدل الزيادة في عرض هذه‬
‫السلع دائما ً ما يكون أقل من معدل الزيادة في الطلب عليها ما يؤدي إلى دخول أسعارها في منحنى صعودي‬
‫أسي ل متناهي )‪ (Exponential Increase‬بمعني أن معدل الزيادة يتضاعف مع الوقت ‪ ,‬ولعل أهم النظريات‬
‫التي تتناول ظاهرة إرتفاع أسعار المواد الولية الناضبة هي نظرية ذروة إنتاج النفط )‪ (Peak Oil‬التي تقول‬
‫بأن‪.‬عصر النفط الرخيص قل ولى إلى غير رجعة بسبب وصول إنتاج النفط إلى ذروته ودخوله في منحنى‬
‫هبوطي دائم ما سيؤدى إلى دخول أسعار النفط في منحنى تصاعدى دائم وفي المحصلة إنهيارها نتيجة التحول‬
‫الكامل عن النفط كمصدر للطاقة مع بقاءه مصدر للمواد الولية ‪ ,‬وإذا ما تم تطبيق نفس المنطق على الذهب‬
‫فإن الطلب المتزايد على الذهب كملذ ًامن لحفظ القيمة مقرونا ً بتراجع إنتاج الذهب سيؤدي إلى إرتفاع إسعاره‬
‫بشكل كبير على المدى القريب وربما المتوسط ثم إنهيارها نتيجة وصول السعار إلى مستويات تؤدي على‬
‫التحول الكامل عن الذهب كملذ لحفظ الثروة مع بقاء الستخدامات الصناعية أو الجتماعية الخرى للذهب‪..‬‬

‫السيناريو الثالث‪ :‬سيناريو التضخم‬

‫يذهب رأي أخر إلى القول إن إرتفاع أسعار الذهب يرجع في المقام الول إلى عوامل التضخم التي ل يقعصر‬
‫بأثيرها على الذهب فحسب بل على معظم السلع والخدمات وإن كان تأثيرها على أسعار الذهب بدأ يصبح أكبر‬
‫وأوضح ‪ ,‬ويرجع أصحاب هذا الرأي الرتفاع الخير في أسعار الذهب ‪-‬بل إرتفاع السعار عمومًا‪ -‬على النظم‬
‫النقدية في القتصاد الحديث التي تعتمد على التحكم في المعروض النقدي ‪-‬سواءا من المصرف المركزي عن‬
‫طريق طبع النقود أو النظام المصرفي عن طريق نظام الحتياط الجزئي )‪ -(Fractional Reserve‬لمعالجة‬
‫الظواهر القتصادية كالركود والبطالة المر الذي أدي إلى ظاهرة أخرى أكثر خطورة وهي التضخم بسبب تفوق‬
‫عدد الوحدات النقدية الدائم على عدد الوحدات المنتجة من السلع والخدمات والذي ينعكس في صورة زيادة‬
‫مستمرة في أسعار السلع والخدمات ‪ ,‬وقد فاقمت إجراءات النقاذ والتحفيز التي إتخذتها الدول من ظاهرة‬
‫تضخم أسعار بعض السلع خاصة السلع الساسية والمهمة والذي يعتبر الذهب في مقدمتها ‪ ,‬هذا من ناحية ومن‬
‫ناحية أخرى فقد أدت خطط التحفيز والسياسات الحمائية التي إنتهجتها الكثير من الدول إلى تذبذب كبير في‬
‫أسعار صرف الكثير من العملت الرئيسية بل وخرج بعضها عن السيطرة –كما هو الحال مع اليورو إبان أزمة‬
‫ديون اليونان السيادية ومع الين في الوقت الراهن‪ -‬ما عزز دور الذهب والمعادن والسلع الخرى كملذات َامنة‬
‫ضد مخاطر أسعار الصرف وأدى إلى زيادة الطلب بشكل كبير عليها ومن ثم إرتفاع أسعارها بشكل كبير‪.‬‬

‫من السيناريوهات الثلثة يتضح أن أسعار الذهب قد تكون مرشحة للمزيد من الرتفاع الحاد –إذا ما تم تغليب‬
‫سيناريو الفقاعة‪ -‬ومن ثم ستكون عرضة لعملية تصحيح حادة ما يعنى أن السعار مرشحة المزيد في الرتفاع‬
‫لكن لن يستمر ذلك طويل ً وان عملية التصحيح ستكون قريبة وفجائية ‪ ,‬أو أنها قد تكون مرشحة إلى المزيد من‬
‫الرتقاع بصورة تدريجية في البداية لكن مع مرور الوقت ستكون الزيادة أكثر حدة –إذا ما تم تغليب سيناريو قوى‬
‫السوق‪ -‬ما يعني أن عملية التصحيح لن تكون قريبة وإن كانت حتمية ‪ ,‬أو أسعار الذهب قد تكون مرشحة‬
‫للرتفاع ولكن بصورة تدريجية –إذا ما تم تغليب سيناريو التضخم‪ -‬ما يعني أن السعار ستستمر في الرتفاع‬
‫التدريجي ولن تكون هناك عملية تصحيح كبيرة أو قريبة وإن تخللت الرتفاع التدريجي في السعار بعض عمليات‬
‫لنية ‪ ,‬وفي المحصلة يبدو إن عملية تغليب سيناريو على َاخر هي عملية في غاية الصعوبة‬‫التراجع البسيطة وا ً‬
‫وذلك لن ذلك يعتمد على الكثير من المتغيرات ‪ ,‬منها ما يتعلق بسوق الذهب ذاته ومنها ما يتعلق بظروف‬
‫القتصاد العالمي وتوجهاته المستقبلية ومنا ما يتصل بالسياسات الحكومية وأمزجة المستثمرين الفراد‬
‫والمؤسسات وهي متغيرات ل يحيط بها سوى علم الله تعالى‪.‬‬

‫أثار الذهب والبترول جدال ً واسعا ً في الوساط العالمية القتصادية والسياسية مرات عدة‪ ،‬نظرا ً لما يتمتعا به من‬
‫ميزات ومقومات أدت بهما الى قمة السواق العالمية‪ ،‬حتى وإن كان أي منهما في حال تراجع وهبوط فللبترول‬
‫أهمية بالغة في النمو القتصادي لي دولة‪ ،‬إضافة الى أنه لعب أدوارا ً متعددة كان لها أثر في العلقات الدولية‬
‫التي أصبح يشوبها التوتر والغموض‪.‬‬

‫أما الذهب فيحظى بشهرة اقتصادية عالمية نظرا ً لكونه أحد أشهر المعادن النفيسة‪ ،‬والتي يتفق الجميع على‬
‫اختلف ميولهم على اقتنائه‪ ،‬إضافة الى أن الفراد يسعون إليه لحساسهم بالفخر لمتلكه‪ ،‬واستخدامه ملذا ً آمنا ً‬
‫في أوقات الزمات والحروب لذا‪ ،‬فإن الذهب والبترول نال اهتماما ً كبيرا ً من جانب المتخصصين منذ اكتشافهما‬
‫نظرا ً للعلقات القتصادية المتشعبة بينهما وبين الكثير من المتغيرات القتصادية الخرى وفي ضوء ذلك تأتي‬
‫أهمية دراسة العلقة بين الذهب والبترول وتوضيحها حتى يمكن معرفة مدى تأثير كل منهما في الخر‪.‬‬

‫تناول الكثير من الخبراء والمتخصصين هذه العلقة من قبل‪ ،‬وتوصلوا الى أن هناك اعتقادا ً سائدا ً بأن لرتفاع‬
‫أسعار الذهب علقة وطيدة بأسعار الطاقة والنفط‪ ،‬من منطلق أن لسعر النفط علقة بإنتاجية معظم السلع لنه‬
‫يمثل جزءا ً من مكونات التكلفة لي سلعة‪ ،‬سواء النقل أو النتاج أو غيرهما وعند حدوث أي تغيرات في أسعاره‪،‬‬
‫فإن ذلك يؤثر في القتصاد المحلي من خلل إحداث تغيرات في أسعار السلع المحلية سواء كان التغير بالرتفاع‬
‫أو الهبوط‪.‬‬

‫وفي حالة الذهب الذي يعد سلعة استراتيجية مهمة حافظة للثروة‪ ،‬فإن القول بوجود علقة بينه وبين النفط‬
‫ليست اعتباطية‪ ،‬فكلما ازدادت أسعار البترول تحدث زيادة في أسعار الذهب‪ ،‬ولنا أن نتصور كيف تحدث هذه‬
‫العلقة ويمكن إيجاز ذلك في النقاط التية‪:‬‬

‫ل‪ :‬من خلل المشاهدات والتحليلت يتضح لنا أن عند ارتفاع أسعار الذهب تحدث طفرات في أسعار البترول‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ففي الوقت الذي كان يحقق أسعارا ً مرتفعة‪ ،‬كانت أسعار الذهب تتجه في التجاه ذاته‪ .‬ويتضح ذلك من خلل‬
‫تحليلنا أسعار كل من الذهب والبترول‪ .‬ففي الربع الول من عام ‪ 2005‬وصلت أسعار البترول الى مستويات‬
‫عالية تخطت حاجز الخمسين دولرا ً حتى بلغت نحو ‪ 60.55‬دولر للبرميل‪.‬‬

‫وفي الوقت ذاته كانت أسعار الذهب تواصل ارتفاعها حتى بلغت في نيسان )ابريل( الماضي نحو ‪ 428.93‬دولر‬
‫للونصة‪ ،‬ثم وصل سعر البرميل في تشرين الول )اكتوبر( الى ‪ 93‬دولرا ً ووصل سعر أونصة الذهب الى ‪777‬‬
‫دولرًا‪ ،‬أي أن ارتفاع مقياس النفط يدفع الذهب نحو الرتفاع‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬ارتفاع أسعار البترول يؤدي الى ارتفاع حصيلة الدخل القومي للدول المنتجة‪ ،‬ما يؤدي الى ارتفاع مستوى‬
‫دخل الفراد‪ ،‬الذي يؤدي بدوره الى ارتفاع مستوى المعيشة‪ ،‬ما يتيح للفراد في هذه الحالة موارد تنفق على‬
‫إشباع الحاجات الساسية والضرورية‪ ،‬ثم بعد ذلك يتجهون نحو إشباع حاجتهم الى الكماليات ومنها الذهب‪ ،‬فيزيد‬
‫الطلب عليه وبالتالي ترتفع أسعاره إضافة الى استخدامه كأداة مهمة آمنة للستثمار والحتياط للمستقبل‪ ،‬بعيدا ً‬
‫من المشاكل التي تنجم عن الستثمار في السهم والسندات والمضاربات‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬هناك عامل آخر ل يقل أهمية‪ .‬ففي بعض الحيان يلجأ المضاربون الكبار في البورصات العالمية للذهب الى‬
‫رفع أسعاره رغبة منهم في امتصاص الزيادة التي حدثت في حصيلة العائدات البترولية والناتجة من ارتفاع أسعار‬
‫البترول وفي هذا السياق تجدر الشارة الى أن ارتفاع أسعار الذهب والبترول له عوامل ومحددات ترتبط بمدى‬
‫الرتفاع أو النخفاض في أسعار كل منهما‪ ،‬تخرج عن نطاق العرض والطلب‪.‬‬

‫أما عن العوامل المحددة لرتفاع أسعار الذهب‪ ،‬فيأتي نقص النتاج في الدرجة الولى‪ ،‬ما يؤدي الى نقص‬
‫المعروض منه وذلك بسبب توقف بعض الدول المنتجة عن زيادة انتاجها من الذهب وطرحه لسباب عدة‪ .‬وهنا‬
‫يلحظ وجود علقة عكسية بين كمية الذهب المعروضة والسعر‪ ،‬فكلما انخفض المعروض ارتفع السعر والعكس‬
‫صحيح‪ .‬إضافة الى تأثير انخفاض أسعار الفائدة في أسعار الذهب‪.‬‬

‫فمن الثابت في حال انخفاض أسعار الفائدة أن يلجأ الفراد الى تحويل المدخرات النقدية لديهم الى ذهب‪ ،‬وذلك‬
‫من منطلق أن الذهب يتميز بثبات القيمة حتى في أوقات الزمات واندلع الحروب والضطرابات الدولية‪ ،‬التي‬
‫تؤثر في أداء القتصاد العالمي إضافة الى إمكان التأثير في أسعار الذهب بالرتفاع من خلل زيادة كمية الحتياط‬
‫الموجود لدى الدول المتقدمة‪ ،‬في حال وجود دوافع ومؤثرات سياسية من جانب هذه الدول‪.‬‬
‫أما بالنسبة الى ارتفاع أسعار البترول فهو يتمثل في‪ :‬نقص القدرات النتاجية‪ ،‬وضعف المخزون في الدول خارج‬
‫»أوبك«‪ ،‬إضافة الى التقلبات والتغيرات السياسية التي تلعب دورا ً مهما ً في ارتفاع أسعار النفط مثلما حدث في‬
‫بداية الغزو الميركي للعراق‪ ،‬كما تلعب المضاربة في سوق النفط دورا ً مهما ً في تحديد السعار‪ ،‬وكذلك قدرة‬
‫المصافي على تأمين الكمية الكافية للسوق‪ ،‬والضطرابات المنية في بعض الدول المنتجة‪ ،‬والمخاوف من‬
‫أعمال عسكرية كالتي يوحي بها الوضع النووي اليراني‪ ،‬والحشود العسكرية التركية على حدود كردستان‬
‫العراق‪ ...‬ويربط بين الذهب والنفط رابط وثيق‪ ،‬فالثنان سلعتان استراتيجيتان تتأثران في شكل سريع بالتحولت‬
‫الدورية‪ ،‬خصوصا ً في مناطق النتاج‪.‬‬

‫منقول من خبير في المعادن النفيسة‬

You might also like