You are on page 1of 5

‫النفجار العظيم‬

‫بحث في مادة العلوم للصف الثالث العدادي‬

‫مقدمه الطالب‬

‫علي أحمد علي‬


‫تحت إشراف مدرس المادة‬
‫أستاذة ‪ :‬سامية‬
‫مدرسة ‪ :‬بلل العدادية بنين‬
‫ض َكاَنَتا َرْتًقا‬
‫لْر َ‬
‫ت َوا َ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ن َكَفُروا َأ ّ‬‫قال ال تعالى‪َ :‬أَو َلْم َيَرى اّلِذي َ‬
‫َفَفَتْقَناُهَما‪........‬النبياء‪30 :‬‬
‫التفسير اللغوي‪:‬‬
‫قال ابن منظور في لسان العرب‪:‬‬
‫ق‪.‬‬
‫ق ضّد الفْت ُ‬ ‫رْتقًا‪ :‬الّرْت ُ‬
‫ق وإصلحه‪ ،‬رَتَقه يرُتُقه ويرِتُقه رتقًا فارتتق أي‬ ‫ق إلحام الفْت ِ‬ ‫وقال ابن سيده‪ :‬الّرْت ُ‬
‫الَتَأم‪.‬‬
‫ق خلف الرتق‪ ،‬فتقه يفتّقه فتقًا‪ :‬شقه‪.‬‬ ‫ففتقناهما‪ :‬الفت ُ‬
‫الفتق‪ :‬انفلق الصبح‪.‬‬
‫فهم المفسرين‪:‬‬

‫سَماَوا ِ‬
‫ت‬ ‫ن ال ّ‬
‫ن َكَفُروا َأ ّ‬
‫قال المام الرازي في تفسير قوله تعالى‪َ :‬أَوَلْم َيَرى اّلِذي َ‬
‫ض َكاَنَتا َرْتًقا َفَفَتْقَناُهَما…‪.‬‬
‫لْر َ‬
‫َوا َ‬

‫اختلف المفسرون في المراد بالرتق والفتق على أقوال‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬وهو قول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عكرمة عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهم أن المعنى كانتا شيئًا واحدًا ملتصقتين ففصل ال بينهما ورفع‬
‫السماء إلى حيث هي‪ ،‬وأقّر الرض‪ ،‬وهذا القول يوجب أن خلق الرض مقدم‬
‫على خلق السماء لنه تعالى لما فصل بينهما ترك الرض حيث هي وأصعد‬
‫الجزاء السماوية‪ ،‬قال كعب‪" :‬خلق ال السموات والرض ملتصقتين ثم خلق‬
‫ريحًا توسطتهما ففتقهما بها"‪.‬‬

‫جعلت‬
‫وثانيها‪ :‬وهو قول أبي صالح ومجاهد أن المعنى‪ :‬كانت السموات مرتفعة ف ُ‬
‫سبع سموات وكذلك الرضون‪.‬‬

‫وثالثها‪ :‬وهو قول ابن عباس والحسن وأكثر المفسرين أن السموات والرض‬
‫كانتا رتقًا بالستواء والصلبة‪ ،‬ففتق ال السماء بالمطر والرض بالنبات‬
‫ع يورة‬ ‫صْد ِ‬
‫ت ال ّ‬ ‫ض َذا ِ‬
‫لْر ِ‬
‫جِع َوا َ‬
‫ت الّر ْ‬
‫سَماِء َذا ِ‬
‫والشجر‪ ،‬ونظيرهقوله تعالى‪َ :‬وال ّ‬
‫ن اْلَماِء‬
‫جَعْلَنا ِم َ‬
‫الطارق ‪ .‬ورجحوا هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك‪َ :‬و َ‬
‫ي…… وذلك ل يليق إل وللماء تعلق بما تقدم‪ ،‬ول يكون كذلك إل‬ ‫حّ‬‫يٍء َ‬
‫ش ْ‬
‫ل َ‬
‫ُك ّ‬
‫إذا كان المراد ما ذكرنا‪.‬‬

‫ورابعها‪ :‬قول أبي مسلم الصفهاني‪ :‬يجوز أن يراد بالفتق‪ :‬اليجاد والظهار‬
‫لْر ِ‬
‫ض‬ ‫ت َوا َ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫ل َبل َرّبُكْم َر ّ‬
‫ض وكقوله‪َ :‬قا َ‬‫لْر ِ‬‫ت َوا َ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫طِر ال ّ‬
‫كقوله‪َ:‬فا ِ‬
‫ن‪ ،‬فأخبر عن اليجاد بلفظ الفتق‪ ،‬وعن الحال قبل اليجاد بلفظ‬ ‫طَرُه ّ‬
‫اّلِذي َف َ‬
‫الرتق‪.‬‬
‫أقول) أي الرازي(‪ :‬وتحقيقه أن العدم نفي محض‪ ،‬فليس فيه ذوات مميزة‬
‫وأعيان متباينة‪ ،‬بل كأنه أمر واحد متصل متشابه فإذا وجدت الحقائق‪ ،‬فعند‬
‫الوجود والتكون يتميز بعضها عن بعض‪ ،‬وينفصل بعضها عن بعض فبهذا‬
‫ن جعل الرتق مجازًا عن العدم والفتق عن الوجود"‪.‬‬ ‫سَ‬ ‫حُ‬‫الطريق َ‬
‫قال الطبري في تفسير الية أيضًا‪:‬‬
‫"وقوله‪" :‬ففتقناهما" يقول‪ :‬فصدعناهما وفرجناهما ثم اختلف أهل التأويل في‬
‫معنى وصف ال السموات والرض بالرتق‪ ،‬وكيف كان الرتق وبأي معنى فتق؟‬
‫فقال بعضهم‪ :‬عنى بذلك أن السموات والرض كانتا ملتصقتين ففصل ال بينهما‬
‫بالهواء وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك أن السموات كانت مرتتقة طبقة ففتقها ال فجعلها‬
‫سبع سموات وكذلك الرض كانت كذلك مرتتقة ففتقها فجعلها سبع أرضين‪.‬‬
‫وهو مروي عن مجاهد وأبي صالح والسّدي‪.‬‬
‫عني بذلك أن السموات كانتا رتقًا ل تمطر‪ ،‬والرض كذلك‬ ‫وقال آخرون‪ :‬بل ُ‬
‫رتقًا ل تنبت‪ ،‬ففتق السماء بالمطر والرض بالنبات‪ ،‬وهو مروي عن عكرمة‬
‫وعطية وابن زيد‪.‬‬
‫قال أبو جعفر "الطبري"‪ :‬وأولى القوال في ذلك بالصواب‪ ،‬قول من قال‪ :‬معنى‬
‫ذلك‪ :‬ألم ير الذين كفروا أن السموات والرض كانتا رتقًا من المطر والنبات‬
‫ففتقنا السماء بالغيث والرض بالنبات‪ ،‬وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك‬
‫لدللة قوله‪" :‬وجعلنا من الماء كل شيء حي" على ذلك"‪.‬‬
‫جح هذا القول القرطبي في تفسيره أيضًا‪.‬‬ ‫ور ّ‬
‫حقائق علمية‬
‫‪ -‬في عام ‪ 1927‬عرض العالم البلجيكي‪" :‬جورج لو ميتر" )‪George Le‬‬
‫‪ (Maitre‬نظرية النفجار العظيم والتي تقول بأن الكون كان في بدء نشأته كتلة‬
‫غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة‪ ،‬ثم بتأثير الضغط الهائل المتآتي من‬
‫شدة حرارتها حدث انفجار عظيم فتق الكتلة الغازية وقذف بأجزائها في كل‬
‫اتجاه‪ ،‬فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجّرات‪.‬‬

‫‪ -‬في عام ‪ 1964‬اكتشف العالمان "بانزياس" ‪ Penziaz‬و"ويلسون" ‪Wilson‬‬


‫موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الميزات الفيزيائية في أي‬
‫جر وهو النور التي من الزمنة السحيقة‬ ‫سّميت بالنور المتح ّ‬
‫مكان سجلت فيه‪ُ ،‬‬
‫ومن بقايا النفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون‪.‬‬

‫‪ -‬في سنة ‪ 1989‬أرسلت وكالة الفضاء المريكية "نازا" )‪ (NASA‬قمرها‬


‫الصطناعي ‪ Cobe explorer‬والذي أرسل بعد ثلث سنوات معلومات دقيقة‬
‫تؤكد نظرية النفجار العظيم وما التقطه كل من بنزياس وويلسن‪.‬‬

‫‪ -‬وفي سنة ‪ 1986‬أرسلت المحطات الفضائية السوفياتية معلومات تؤيد نظرية‬


‫النفجار العظيم‪.‬‬

‫التفسير العلمي‪:‬‬
‫إن مسألة نشأة الكون من القضايا التي تكّلم فيها الفلسفة والعلماء ولكنها كانت‬
‫خبط عشواء‪ ،‬فلقد تعددت النظريات والتصورات إلى أن تحدث عالم الفلك‬
‫البلجيكي "جورج لو ميتر" )‪ (George Le Maitre‬سنة ‪ 1927‬عن أن الكون‬
‫كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة أسماها البيضة‬
‫الكونية‪.‬‬

‫ثم حصل في هذه الكتلة‪ ،‬بتأثير الضغط الهائل المنبثق من شدة حرارتها‪ ،‬انفجار‬
‫عظيم فتتها وقذفها مع أجزائها في كل اتجاه فتكونت مع مرور الوقت الكواكب‬
‫والنجوم والمجرات‪.‬‬

‫ولقد سمى بعض العلماء هذه النظرية بالنفجار العظيم “‪ ”Big Bang‬وبحسب‬
‫علماء الفيزياء الفلكية اليوم فإن الكون بعد جزء من المليارات المليارات من‬
‫الثانية )‪ ،(43- 10‬ومنذ حوالي خمسة عشر مليار سنة تقريبًا كان كتلة هائلة‬
‫شديدة الحرارة بحجم كرة ل يبلغ قطرها جزءًا من اللف من السنتيمتر‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1840‬أيد عالم الفلك المريكي )من أصل روسي( جورج غاموف )‬
‫‪ (George Gamov‬نظرية النفجار العظيم‪ ،”Big Bang“ :‬مما مهد الطريق‬
‫لكل من العالمين "بانزياس" ‪ Penziaz‬و"ويلسون" ‪ Wilson‬سنة ‪1964‬‬
‫اللذين التقطا موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الخصائص‬
‫الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه‪ ،‬ل تتغير مع الزمن أو التجاه‪ ،‬فسميت "النور‬
‫جر" أي النور التي من الزمنة السحيقة وهو من بقايا النفجار العظيم‬‫المتح ّ‬
‫الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1989‬أرسلت وكالة الفضاء المريكية “‪ ”NASA‬قمرها‬
‫الصطناعي “‪ ”Cobe explorer‬والذي قام بعد ثلث سنوات بإرسال‬
‫معلومات دقيقة إلى الرض تؤكد نظرية النفجار العظيم‪ ،‬وسّمي هذا الكتشاف‬
‫باكتشاف القرن العشرين‪ .‬هذه الحقائق العلمية ذكرها كتاب المسلمين "القرآن"‬
‫منذ أربعة عشر قرنًا‪ ،‬حيث تقول الية الثلثون من سورة النبياء‪َ :‬أَوَلْم َيَرى‬
‫ض َكاَنَتا َرْتًقا َفَفَتْقَناُهَما‪.‬‬
‫لْر َ‬
‫ت َوا َ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ن َكَفُروا َأ ّ‬
‫اّلِذي َ‬

‫ومعنى الية أن الرض والسموات بما تحويه من مجرات وكواكب ونجوم‬


‫والتي تشكل بجموعها الكون الذي نعيش فيه كانت في الصل عبارة عن كتلة‬
‫واحدة ملتصقة وقوله تعالى }رتقًا{ أي ملتصقتين‪ ،‬إذ الرتق هو اللتصاق ثم‬
‫حدث لهذه الكتلة الواحدة "فتق" أي انفصال وانفجار تكونت بعده المجرات‬
‫والكواكب والنجوم‪ ،‬وهذا ما كشف عنه علماء الفلك في نهاية القرن العشرين‪.‬‬

‫أو ليس هذا التوافق مدهشًا للعقول‪ ،‬يدعوها للبحث عن خالق هذا الكون‪ ،‬مسبب‬
‫السباب؟‬
‫ن‪.‬‬
‫ن اْلُمْمَتِري َ‬
‫ن ِم َ‬
‫ك َفل َتُكوَن ّ‬
‫ن َرّب َ‬
‫ق ِم ْ‬
‫حّ‬‫اْل َ‬

‫مراجع علمية‪:‬‬
‫قد ذكرت الموسوعة البريطانية انه في عام ‪ ،1963‬كلفت مختبرات “‪”Bell‬‬
‫العاِلمان أرنو بنزياس و روبرت ويلسون باتباع أثر موجات الراديو التي تشوش‬
‫على تقدم اتصالت القمار الصطناعية‪ .‬اكتشف العاِلمان "بنزياس" و‬
‫"ويلسون" أنه كيفما كان اتجاه محطة البث فإنه يلتقط دائمًا موجات ذات طاقة‬
‫مشوشة خفيفة‪ ،‬حتى ولو كانت السماء صافية‪ ،‬أسهل حل كان إعادة النظر في‬
‫تصميم اللقطات لتصفي الموجات من التشويش‪ ،‬ولكنهما ظلوا يتتبعون أثر هذه‬
‫الموجات المشوشة‪ ،‬فكان اكتشافهم المهم للموجات الفضائية التي أثبتت نظرية‬
‫النفجار العظيم‪.‬‬
‫بنزياس و ويلسون ربحوا جائزة نوبل في الفيزياء على هذا الكتشاف سنة‬
‫‪.1978‬‬

‫وجه العجاز‪:‬‬
‫وجه العجاز في الية القرآنية هو تقريرها بأن نشأة الكون بدأت إثر النفجار‬
‫العظيم بعد أن كان كتلة واحدة متصلة‪ ،‬وهذا ما أوضحته وأكدته دراسات‬
‫الفلكيين وصور القمار الصطناعية في نهاية القرن العشرين‪.‬‬

You might also like