Professional Documents
Culture Documents
صيانة الفضلاء
صيانة الفضلاء
العاصمي
إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،ومن سيئات
ل له ، أعمالنا ،من يهده الله ؛ فل مض ّ
و من يضلل ؛ فل هادي له .
مدا عبده و رسوله . ً و أشهد أن ل إله إل ّ الله وحده ل شريك له ،و أشهد أن مح ّ
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ،وأحسن الهدي :هدي محمد rوشّر المور
ل ضللة في النار . محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضللة ،و ك ّ
ما رأيُته من كثرة الغلط ،و الخلط ،و لب علم الثر ؛ ل ِ َ وبعد ؛ فهذا جزء جمعُته ُنصحا ً لط ُ ّ
صْنعة ؛ حتى طفح الك َْيل ،و انجرف ال ّ
سْيل ؛ الخبط ،في كثير من تساويد منتحلي هذه ال ّ
طاب الّليل ،ل كّثرهم الله ! ح ّلكثرة ُ
مْنه ،كان من البّينات و إّنني فيما سأسط ُُره و أزُبره ،لشديد السى و السف؛ إذ كثيٌر ِ
الواضحات عند ) حديثّيي ( أسلفنا ،لكن ؛ أحسن الله عزاءنا في كثير من بني عصرنا .
متنا السابقين ،و رآنا نتعانى التفريق بين تيك در الله ،و بعث أحد أئ ّ و لو ق ّ
) الواضحات ( ؛ لطال نحيُبه ،و تمادى عويله ،على هذا الوضع الوضيع ،و الجهل الفظيع
صير ...وسير و ن ُ َ
من ل ُيفّرق بين عبثر و غندر ،و ن ُ َ الشنيع ،الذي صار إليه كثير مّنا ،م ّ
ض نبئه بعد حين ! ما سيأتيك بع ُ م جّرا ً و سحبا ،م ّ هل ّ
زما ل رجعة فيه ،بغلق الباب ، مل ِمبَرما ُ ً
متنا سوء حالنا ؛ لمروا أمرا ُ و ظّني أن لو رأى أئ َّ
وقطع الخطاب ،و إيقاف طبع أيّ كتاب ،و الكتفاء بتصوير المخطوطات القديمة ،دون
تعليق عليها بكلمة و ل ك ُل َْيمة !
و لقد أدرك أئمتنا خطر الخلط بين أسامي العلماء ؛ فجمعوا تصانيف في ) المتفق و
المفترق ( ،و ) مشتبه أسامي المحدثين ( ،و ) كشف الملتبس ( ،و ) تمييز
المشكل ( ،و أفردوا أنواعا ً منها فيما صّنفوه في علوم الحديث .
ستي ؛ فقد جمع في ذلك كتبا من أسهم في هذا المهيع بسهم وافر :أبو حاتم الب ُ ْ و كان م ّ
كثيرة ؛ منها :
1ـ التمييز بين حديث النضر الحراني ،و النضر الخّزاز ،جزءان .
2ـ الفصل بين حديث أشعث بن عبد الملك ،و أشعث بن سوار ،جزءان .
3ـ الفصل بين حديث ثور بن يزيد ،و ثور بن زيد ،جزء .
4ـ الفصل بين حديث مكحول الشامي ،و مكحول الزدي ،جزء .
5ـ الفصل بين منصور بن المعتمر ،و منصور بن زاذان ،ثلثة أجزاء .
ن ،ثلثة أجزاء . ن شيبا َ ن ،أو سفيا ُ ن سفيا َ جِعل شيبا ُ 6ـ كتاب ما ُ
ن عمر ،عبيد َ الله بن عمر ،جزءان . جِعل عبد الله ب ُ 7ـ كتاب ما ُ
وجمع ـ أيضا ـ كتابا حافل في " علل أوهام أصحاب التواريخ " في عشرة أجزاء .
مّر الشكوى من هذا البلء المستطير ،و وح ب ُ
مّر الُعصور على الب َ ْ و قد تتابع العلماء على َ
من باح بذلك ،و رسم دواء هذا الداء ،عبد الواحد بن علي أبو الطّيب الحلبي اللغوي م ّ
)(1
) ت ، ( 351فقال في ديباجة كتابه " مراتب النحوّيين " ) ص 1ـ : ( 5
فرُِقون بين أبي عُب َْيدة ،وأبي عُب َْيد ،وبين المنسوب " ...إن كثيرا ً من أهل دهرنا) ، (2ل ي َ ْ
ي ،أو سعيد السكريّ ،أو أبي سعيد الضرير ،و يحكون المسألة عن إلى سعيد الصمع ّ
صلون إلى العلم الحمر ؛ فل ي َد ُْرون :أهو الحمر البصري ،أو الحمر الكوفي ،و ل ي َ ِ
مرو بن العلء ،و بين أبي عمرو الشيباني ،و ل يفصلون بين أبي عمر بمزّية ما بين أبي عَ ْ
1
ن ُنسب كتابه " المراتب " الذي كد ّ فيه ذهنه ،و أتعب خاطره ) ! ( إلى
-و من عجيب ما اّتفق ،و غريب ما ابُتلي به أبو الطيب هذا ،أ ْ
رجلين آخرْين ،اّتفقا معه في الكنية ،و افترقا و إّياه في المذهب و المشرب ...فنسبه بعض الفاضل إلى أبي الطيب البغوي ! و نسبه
آخر إلى أبي الطيب الطبري ،كما سأبّينه قريبا .
- 2يعني أهل القرن الرابع ،فما عسى أن ُيقال في أهل القرن الخامس عشر ،و العلم ـ فيه ـ قد استدبر ،و البغاث في زماننا قد
استنسر !
ي ،و يقولون " :قال جْرم ّ عمر الثقفي ،و بين أبي عمر صالح بن إسحاق ال َ عيسى بن ُ
رقون بين أبي الخطاب الخفش ،و أبي الحسن سعيد بن مسعدة ف ِالخفش " ،و ل ي َ ْ
الخفش البصري ّْين ،و بين أبي الحسن علي بن سليمان الخفش ...صاحب محمد بن
لم البغداديّ و محمد بن ن قوم أن القاسم بن س ّ ن يحيى ،و حتى يظ ّ يزيد ،و أحمد َ ب ِ
ي صاحب " الطبقات " أخوان ! مح ّ ج َ لم ال ُ س ّ
ة من كتاب " الغريب المصّنف " على ترجمته " :تأليف أبي عُب َْيد ت نسخ ً و لقد رأي ُ
ي
جمح ّ ي ،و إنما ال ُ ي ،و ل عرب ّ مح ّ ج َ ي " !! و ليس أبو عبيد ب ُ مح ّ ج َ ّ
القاسم بن سلم ال ُ
من أخذ عنه ... مؤلف كتاب " طبقات الشعراء " ،و أبو عبيد في طبقة َ
صْيد شواء ،و َ كواك ما تشك ّي َْته إلى ما أرى الناس يتهافتون فيه خبط عَ ْ ما اجتمع ش ْ فل ّ
ظ َْلماء ،و رأيُتك إذا أجري ْ ُ
)(3
ت إلى تعليقه و افترصَته ؛ قْرَته ،و أسَرع َ ت منه شيئا ان ْت َ َ
ُ
عيذ ُ إخواني ملك على باطل تحكيه ،و أ ِ سهو َيح ِ من ل َْبس يدخل عليك فيه ،أو َ ت ِ أشفق ُ
سّرني في العداء ،و ل أفرح به في الب َُعداء ،و ذوي الشنآن و البغضاء، ما ل ي َ ُ بالله م ّ
ُ
سعُ العقلَء جهله ... ت لك في هذا الكتاب :ما تقُبح الغفلة عنه ،و ل ي َ َ فرسم ُ
صدوُر ل ،و ال ّ ت به ـ أن أكثر آفات الناس :الرؤساُء الجّها ُ و اعلم ـ علمت الخير و عمل َ
ل ،و هذه فتنة الناس على قديم الّيام ،وغابر الزمان ،فكيف بعصرنا هذا ،وقد ضل ّ ُ ال ّ
ُ
قه ،ول ف َ ن ل يعلم ول ي َ ْ م ْ خذ َ هذا العلم ع ّ كر ! وأ ِ كر العَ َ در ،وان َْتهْينا إلى عَ َ در الك َ َ وصْلنا إلى ك َ َ
لفهم ،و ُيعّلمهم عند نفسه و هو ل يعلم ،يتقّلد ك ّ قه ُ ،يفّهم الناس ما ل ي َ ْ س و ل ي َن ْ َ ح ّ يُ ِ
من كان من ب َ ل إفك و َيحكيه ،يجهل و يرى نفسه عالما ،و َيعي ُ دعيه ،و يركب ك ّ علم و ي َ ّ
العْيب سالما .
ن شّيا س ُ يء ***** وهو ل ُيح ِ ش ْ ل َ يتعاطى ك ّ
فهو ل يزداد ُرشدا ***** إنما يزداد غّيا
ذب ، سِئل تذ َب ْ َ ن ُ ن روى كذب ،و إ ْ دبين ،إ ْ ...فهو بلء على المتعّلمين ،و وبال على المتأ ّ
ب! ن قُّرر عليه الكلم س ّ شَغب ،و إ ْ خولف َ ن ُ خب ،و إ ْ ص ِظر َ و إن ُنو ِ
وك إل كذالكا ! ّ ب و ما يدري ،و ُيخطي و ما درى و كيف يكون الن ّ ْ ُيصي ُ
فالواحد من هؤلء في طبقة من الجهل ل تدرك بالمقياس ،و لم ي َهَْتد إليها الخليل حين
طبق الناس ...
دريه ،أنه أسند قُنه و ي َ ْ ص بهذا العلم و يرويه ،و يزعم أنه ي ُت ْ ِ من يخت ّ و لقد بلغني عن بعض َ
ي" ! شيئا ،فقال " :عن الفّراء عن المازن ّ
ي!ن أن الفّراء الذي كان هو بإزاء الخفش ،كان يروي عن المازن ّ فظ ّ
ل سبيل " ! مي عن معرفة قوم أن يكون عن علومهم أعمى و أض ّ ن عَ ِ م ْ حرِيّ ب َ و َ
دءة ذي ب َد ٍْء ،أشرع في بيان و كشف اللتباس الذي وقع في نسبة كتاب " مراتب وب َ ْ
دمت شكواه من الخلط بين أسامي العلماء ،و ّ
النحوّيين " لبي الطّيب ،الذي تق ّ
ث ألمه ،ونفث ما في صدره ؛ فقد ُنسب كتابه الذي كد ّ فيه ذهنه ، ن عنه ب ّلم ي ُغْ ِ
إلى غيره !
فقد ذكر الستاذ الفاضل ) أنيس الندونيسي ( في مقدمة "البحر الذي زخر" ص 131
من مصادر السيوطي في " التطريف) (4في التصحيف " :كتاب " مراتب النحوّيين " لبي
الطيب البغوي !!
فحْر ٍ
ف َ
ن تصحي َ سب الرجال ـ أ ّ
و من التفاقات العجيبة ـ التي تدل على مدى تشّعب ن ِ َ
لم إلى الغين ( ،آلت إلى عزو الكتاب إلى رجل ،قد ُوجد ن نسبةِ أبي الطيب ) من ال ّ م ْ
ِ
3
-في حاشية الصل :خ ـ انتهرَته .
4
حف ـ عنده ـ ص 125إلى " التظريف " ! و هذا تصحيف طريف ،في اسم كتاب في كشف التصحيف ! -تص ّ
حقيقة ) ، (5إل ّ أن ذهنه كان خلوا من مادة ذاك الكتاب ،ولم يخطر بباله ،ول دار في
خياله ،أن ينسب إليه كتاب في " مراتب النحويين " !
أما الخ الفاضل محمد بن مجقان ؛ فقد عزاه في مقدمة الرجوزة المنبّهة ص 43إلى
أبي الطيب الطبري !
وأبو الطيب هذا ،هو :طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري ،ثم البغدادي ،المام
مر ) 248ـ ، ( 350و كان ـ رحمه الله تعالى ـ من أكابر فقهاءمع ّ الع ّ
لمة ،الفقيه ال ُ
الشافعية ،و لم يصّنف ـ ق ّ
ط ـ في مراتب النحوّيين و أخبارهم .
وقد روى ابن العربي في " العواصم و القواصم " ص 151حديثا ،فقال :
أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين ـ بالمعلق من مدينة السلم ،تجاه دار الخلفة
ـ ،ثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ،ثنا أبو بكر أحمد ) (6بن عمر الدلل ،ثنا جعفر ...
الخلدي ،ثنا خلف بن عمرو ... ،حدثنا سعيد بن منصور ،نا عبد الرحمن بن زياد ،نا
شعبة ،عن معاوية بن قرة عن أبيه ...
فزعم المعلق عليه )عمار الطالبي( أن أحمد بن علي ،هو المروزي ) ت ! ( 292مع أنه
ذكر أن جعفرا ً ـ شيخ ابن العربي ـ ) ت (500؛ فكيف تسنى له السماع من المروزي
) ت ! ( 292أترا ه بعث قبل يوم البعث ؟!
و الصواب ـ بل ارتياب ـ أن أحمد بن علي هو الخطيب البغدادي ) 392ـ ( 463الحافظ
الشهير .
ثم زعم عمار الطالبي أن عبد الرحمن بن زياد الراوي عن شعبة هو :المعافري ـ يعني :
الفريقي ! -
)(7
و هذا غلط ،و الصواب أنه الرصاصي ،و قد أكثر سعيد بن منصور عنه في سننه .
ي عن معرفة هذا الشأن ،و حسبك أنه لم يجد في تعليقه و ل عجب في ذلك ؛ فهو أجنب ّ
على العواصم ص 160من يعزو إليه حديث " ...أنت كما أثنيت على نفسك " إل كتاب "
مقاصد الفلسفة " للغزالي المعترف بأن بضاعته في الحديث مزجاة !
و ل يعزب عن عاقل أن هذا الكتاب ل يصح عزو الحديث اليه ؛ لنه ليس مسندا ،و لم
تجر عادة مصنفه على اسناد الحاديث في كتبه ،بل هي مجمع الحاديث المكذوبة
الموضوعة ،و من أشهر مظان الخبار المختلقة المصنوعة !!
و تالله ! إن هذه قاصمة ،ل تنفعها عاصمة ،و باقعة ليس لها راقعة !
و هكذا من تكلم في غير فّنه ؛ أتى بهذه العجائب !!
ما وقع فيه اللتباس :الخلط بين عمرو الناقد ،وعمرو الصيرفي الفلس ! وم ّ
أما عمرو الناقد ؛ فهو :ابن محمد بن بكير ،أبو عثمان البغدادي الحافظ ،روى عنه
البخاريّ و مسلم و غيرهما .
لس ؛ فهو :ابن علي بن بحر ،أبو حفص البصري الحافظ ،روى عنه و أما عمرو الف ّ
الجماعة ،و هو أشهر من نار على عََلم .
و قد روى مسلم حديثا عن عمرو الناقد ...فذكر محمد الراوندي المغربي في تعليقه على
مرو الفلس!"أجوبة ابن سيد الناس" ص ، 237أّنه عَ ْ
و إنما وقع له هذا الغلط و الخلط ؛ لتفاقهما في السم ،و تقاربهما في الطبقة و النسبة
إلى النقد و الصيرفة !
5
-و هو نجل أبي القاسم البغوي ...
6
-قال عمار الطالبي ) :لم نعثر ) ! ( له على ترجمة ( !!
الرجل معروف مشهور ،مترجم في تاريخ مدينة السلم 294 /4ـ .295
- 7و تنظر روايته عنه حديث شعبة ـ خاصة ـ في ) ، 283 ، 276 ، 267 ، 162 ، 161 ، 155 ، 150 ، 90 ، 89 ، 35 ، 22 ، 21 ، 14 ، 6
859 ، 633 ، 514 ، 446 ، 443 ، 284ـ من القطعة التي نشرها الشيخ سعد الحميد ( .
و مما ينبغي على الحديثي تحريره :التمييز بين عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس
،و عبد الله بن محمد بن جعفر بن حّيان .
دث أصبهان ،ومسندها الكبير ) ت . ( 346 أما ابن فارس ؛ فهو مح ّ
و أما ابن حّيان ؛ فهو :الحافظ الكبير ،والمصّنف الشهير بأبي الشيخ ) 274ـ ، ( 369
صاحب " العظمة " و"السنة الواضحة" ...
دثي أصبهان) ، (8و مشاهير شيوخ أبي نعيم المهراني ،لكن و كل الرجلين من أكابر مح ّ
دثين لم يلحقهم أبوابن فارس أرفع طبقة ) ، (9و أكبر سّنا ،و قد أدرك جماعة من المح ّ
الشيخ ؛ كسمويه ،وهارون بن سليمان أبي الحسن الخزاز ،و يونس بن حبيب
الصبهانّيين .
و قد روى أبو نعيم في ما وصل اليه عاليا من حديث سعيد بن منصور ص 58حديثا عن
عبد الله بن جعفر ،عن سمويه ) ت .( 267
فذكر المعلق عليه ) عبد الله الجديع ( أن عبد الله هو :أبو الشيخ ) 274ـ !! ( 369
و هذا غلط منه و خلط ،و الصواب أنه ابن فارس ،أما أبو الشيخ ؛ فلم يدرك ) سمويه (
،بل إنه ُولد بعد وفاته بسبع سنين)! (10
و قد انبنى على ذلك أن أغفل الجديع ذكر ابن فارس في تراجم شيوخ أبي نعيم ص ، 11
مكتفيا بذكر أبي الشيخ !
و من اللطائف أن أبا الشيخ ترجم ابن فارس في الطبقات ، 4/237و روى عنه حديثا
واحدا ً من روايته عن سمويه !
وقد اتفق رجلن جليلن في السم ،و اسم الب ،و النسبة :
1ـ زكريا بن يحيى المنقري الساجي ،أبو يعلى البصري ،صاحب الصمعي .
دث البصرة و 2ـ زكريا بن يحيى الضبي البصري الساجي ،أبو يحيى الحافظ الفقيه ،مح ّ
مفتيها .
و قد اّتفقا في السم ،و اسم الب ،و البلدة ،و النسبة ،و افترقا في الكنية ،و
الطبقة ...
دة ،فقال في حاشية المتكلمين في الرجال ص 112ـ معّرفا ّ
و غفل عن هذا كله :أبو غ ّ
بأبي يحيى الساجي الحافظ ـ :
" وقع في كنية ] الساجي [ تحريف إلى أبي يعلى في " النساب " ) من طبعة الهند و
بيروت ! ( و في " اللباب " ؛ فاعرفه " !!
- 8وقد اتفقا في السم ،و الكنية ،و البلد ،و حرفة التحديث .
- 9و قد روى أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 1/360حديثا عن عبد الله بن أبي بكر ،عن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن
فارس ...
- 10راجع :الطبقات 3/64لبي الشيخ .
ن أن محمد بن لكن المعلق على " التوبيخ " ) الشيخ حسن الزهيري فرج الله كربه ( ظ ّ
جعفر ،هو ) :غندر ( ! فقال) " : (11محمد بن جعفر ،يروي عن شعبة مباشرة " !!
ما كتب سند الحديث ،رسمه ... " :محمد بن خلف .وكيع ،نا محمد بن جعفر ، بل إنه ل ّ
نا يحيى ،ثنا شعبة " .
ثم وضع علمة الترقيم بعد ) محمد بن خلف ( ،و قال " :فراغ في الصل " !
كأنه يشير إلى سقوط أداة التحديث بين ) محمد بن خلف ( ،و وكيع !
و لم ي َد ْرِ أن وكيعا ً لقب محمد بن خلف !
ثم إن محمد بن خلف لم يدرك وكيع بن الجراح ،ول قارب ،ولو اتخذ نفقا في الرض ،
أو سّلما في السماء !
ثم أكد ذلك عند تعليقه على ) يحيى ( ـ رواية عن شعبة ـ بقوله :
ن ) ! ( محمد بن " كلم غير مقروء في الصل ،و لم أقف عليه في كتب السنة ) !! ( فإ ّ
جعفر يروي عن شعبة مباشرة " !
و هذا يدل على أنه ظن أنه من رواية محمد بن خلف ،عن وكيع ،عن محمد بن جعفر ...
و قد وقع نحو هذا الغلط من غير هذا ) المعلق (.
فقد نقل أحد الكابر سند حديث من "الحلية" 3/199ـ 200من رواية محمد بن خلف
القاضي :ثنا )!( وكيع ،ثنا محمد بن إسماعيل ...
و هذا غلط ؛ فـ ) وكيع ( لقب ) محمد بن خلف ( ،و كلمة ) ثنا ( مقحمة مدرجة !
و مما يؤكد ذلك أن الخطيب حين ترجم ) محمد بن إسماعيل ( لم يذكر عنه راويا إل
محمد بن خلف .
دم الطبقة ،من أتباع التابعين .ثم إن وكيعا متق ّ
و مما ينبغي على الحديثي تحريره :التمييز بين عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس
،و عبد الله بن محمد بن جعفر بن حّيان .
و ممن خلط بينهما :المعلق على " العرش " للذهبي ص ،134فذكر أن أبا الشيخ
ت ترجمته ص . 127 دم ْ
تق ّ
قه في الكنية ) عبد الله بن جعفر
مّيه و بلدّيه و مواف َ
س ِ
كذا قال ،مع أنه إنما ترجم هناك َ
دم
ما أبو الشيخ ؛ فقد تق ّبن أحمد بن فارس ( ،أ ّ
ده إلى حّبان ـ ص .101 م والد ج ّحفا اس ُ
عنده ـ مص ّ
وقد كثر في زماننا هذا ،الخلط بين يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري ،وبين يحيى
بن يحيى الليثي الندلسي .
و قد اتفقا في السم ،واسم الب ،ورواية الموطأ عن شيخهما مالك المام .
و قد قال السيوطي في " البحر الذي زخر " " : 1/403قال الزركشي في نكته :قال
ت للحافظ جمال الدين المزي :قال أحمد بن حنبل) :سمعت الموطأ بعض الفضلء :قل ُ
من...حفاظ أصحاب مالك ،فأعدته على الشافعي( ؛ فكيف اختار رواية ابن مهدي ،ويحيى
بن يحيى). " ... (12
فذكر المعلق ) أنيس الندونيسي ( أن يحيى بن يحيى هو الليثي !
11
-ص ، 106و كّرر ذلك ص . 107
دعىو هذا يوهم أن المام أحمد يروي الموطأ عن يحيى الليثي ،و هذا غلط ،بل لو ا ّ
دع أنه لم يسمع بالليثي ؛ ل َ َ
ما أبعد ! م ّ
ُ
و لو أنعم النظر في " النكت " 1/146للزركشي ؛ لرأى فيه " :يحيى بن يحيى التميمي
"!
ما ل يثبت ،أما عنذكر من رواية المام أحمد الموطأ عن يحيى التميمي ،م ّ على أن ما ُ
محال ،من نسج الخيال ! الليثي ؛ ف ُ
وقد آل الخلط بين ابن حبان الُبستي ،و بين أبي الشيخ ابن حّيان ،إلى نسبة كتاب "
ثواب العمال " الذي تعب عليه أبو الشيخ حتى أنه ما أورد فيه حديثا إل بعد العمل
به فنسبه مصطفى الرومي في كشف ظنونه ص 525إلى ابن حّبان ،و تبعه
إسماعيل البغدادي في هديته ، 2/45و الشيخ الفاضل يحيى الشهري في " زوائد
رجال صحيح ابن حبان . 1/24 " ...
و ذكر عداب الحمش في أطروحته " المام ابن حبان و منهجه 1/381 " ..كتاب حديث
القران من تصانيف ابن حبان !
و قد أحسن الستاذ يحيى الشهري عندما قال : 1/24أخشى أن يكون هذا كتاب أبي
الشيخ .
يعني :كتابه النافع الماتع النفيس " ذكر القران ... " ...
حفا إلى أبي الشيخ بن حبان ـ بالباء الموحدة ـ كما تراه في و كثيرا ً ما يرد ابن حيان مص ّ
شذرات الذهب ، 69/ 3و أعلم الزركلي ،و مطبوعة العرش ص 101للذهبي ،و صفة
النزول اللهي ص ، 43و وقع فيه ص 95ـ نقل عن عمدة القاري 7/198ـ " :أبو الشيخ
،و ) ! ( ابن حبان ) ! ( في كتاب السنة " !
و مما وقع فيه الغلط و اللتباس :عدم التفريق بين محمد بن عبد السلم الخشني ،
و بين محمد بن حارث الخشني ،و قد غلط في ذلك أحد ُنبهاء العلماء ،و أيقاظ
الحفاظ ،و قد كشف ذلك أبو عبد الله بن أبي نصر الحميديّ ـ رحمه الله ـ ؛ فقد
ترجم محمد بن عبد السلم في كتابه " جذوة المقتبس " ،ثم قال ص 64ـ " : 65
و ذكره أبو محمد عبد الغني بن سعيد ،فقال :
" محمد بن عبد السلم الخشني القرطبي ،صاحب " تاريخ الندلس " ،روى عن ابن
وضاح " .
فوهم من وجهين :
أحدهما :أنه جعله صاحب " التاريخ " ،و الخشني الذي ألف التاريخ هو محمد بن
ما رأى التاريخ منسوبا إلى الخشني ؛ ظّنه محمد بن عبد السلم ،و حارث ...و لعله ل ّ
إنما هو محمد بن حارث .
و الوجه الخر :أنه قال " :روى عن ابن وضاح " ،و هو ،وابن وضاح في طبقة واحدة ،
و في سنة واحدة ماتا ،و الذي روى عن ابن وضاح ،هو محمد بن حارث ،و إنما ركب
ذلك كله على ظّنه أن الخشني من وفيات أهل تلك الناحية ...فظن أنه محمد بن عبد
السلم ؛ لنه الشهر و القدم زمنا ،فلو أنعم النظر ،و تتّبع كتاب ابن يونس ،لوجد فيه أن
محمد بن عبد السلم مات في سنة ، 286و أن ابن يونس قد حكى عن الخشني وفيات
جماعة بعد الثلثمئة ،و بعد العشر و ثلثمئة ...فكان يتبين له أن هذا الخشني الذي
منيحكي عنه هذه التواريخ ليس محمد بن عبد السلم ؛ إذ ل يجوز أن يحكى عنه وفاةَ َ
مات بعد موته بدهر ،و إن كانت الشبهة وقعت من أجل أن ابن يونس يقول فيما يورده
ماه و نسبه في موضعين من ميه ،و ل ينسبه ؛ فقد س ّ
من ذلك :ذكره الخشني ،و ل يس ّ
= 12كذا قال ! و لم يختر المام أحمد رواية يحيى قط ،بل لم أر له في" المسند " ـ كّله ـ حديثا ق ّ
ط ،و لم يتنّبه لهذا :المعلقان على "
البحر " 1/403و " النكت " 1/146للزركشي !
ن
ن يونس محمد َ ب َ
ح أن الكتاب له ،ل لمحمد بن عبد السلم ،و قد ذكر اب ُكتابه ...فص ّ
عبد السلم ،فلم يذكر أن له تاريخا ،و ل وجدنا أحدا من أهل تلك البلد ذكر ذلك ،و قد
بحثنا عنه ،و الله الموفق للصواب " .
ومن الغرائب أن أبا عبد الله الحميديّ هذا الذي كشف هذا الغلط ،لم يسلم هو ـ
أيضا ـ من خلطه بغيره !
فقد رأى الشيخ مشهور بن حسن خبرا مروّيا من طريق أبي بكر الحميدي ،عن سفيان
بن عيينة ،فذهب يبحث عنه في كتاب " الذهب المسبوك " ؛ فلم يجده فيه ؛ فقال " :
أخرجه ...أبو بكر الحميدي ،و هو ) ! ( ليس في " الذهب المسبوك " له " !
و قد غفل عن أن كتاب " الذهب المسبوك " من تصنيف و تأليف محمد بن أبي نصر
الحميدي ) ت ، ( 488و ليس من تأليف عبد الله بن الزبير ،أبي بكر الحميدي ) ت 219
( صاحب " المسند " ،و بين وفاتيهما ) ( 269سنة !
و قد وقع خلط عجيب بين مردويه و ابن مردويه ،و بين ابن مردويه الجد ّ و بين
حفيده ،و بين ابن مردويه و بين فورك !
أما ) مردويه ( ؛ فهو :أحمد بن محمد بن موسى المروزي ،أبو العباس السمسار
فق ـ حينذاك ـ مع سمّيه ) أحمد بن ده ؛ فيت ّسب إلى ج ّ ) ت ، ( 238و ربما ن ُ ِ
موسى بن مردويه ( ؛ فيشتد ّ اللتباس على غير أهل المعرفة بالرجال و طبقاتهم .
و ) ابن مردويه ( ،حافظ مشهور ،و إمام مذكور ) ،ت ، ( 410و بين وفاته ووفاة
) مردويه ( 172 ) :سنة ( !
و مع ذلك ؛ فقد غلط ) مغلطاي ( ،و خلط بينهما ،و خبط في ذلك خبطا شنيعا .
ذكر الحافظ المزي في " تهذيب الكمال " 1/84عن ابن عساكر ،أن الدارقطني و
البرقاني ،تفّردا بذكر ) أحمد بن موسى ( في شيوخ البخاري ،و أنه لم يذكره غيُرهما ،
قبه ) مغلطاي ( في " إكماله " 1/147ـ ، 148فقال : فتع ّ
)(13
ذكَره ...و ُيشبه أن يكون أحمد بن محمد بن موسى " أغفل صاحب " الّزهرة "
ُ
،و ما إخاله غيَره . " ... )(14
دثين ") مردويه ( صاحب ) ! ( كتاب " أولد المح ّ
و لم يتنّبه المعّلقان على " إكماله " إلى هذا الغلط الواضح الفادح !
واد في حاشية " تهذيب الكمال " ! 1/84 شار بن ع ّبل لقد نقله عنه ـ و أقّره ! ـ ب ّ
و هذه زّلة ل لعا ً لها ،و زلقة ُيستعاذ بالله الكريم منها ؛ فإن الفرق بين الرجلين من
الوضوح و الظهور :ما ُيستغنى به عن الغراق و الطناب في كشفه ،فاللهم غُ ْ
فرا .
و مصّنف " أولد المحدثين " إنما هو :أحمد بن موسى بن مردويه ،أبو بكر الصبهاني )
ي أن323ـ ، ( 410و ل أراني في حاجة إلى حشد و حشر أدلتي على ذلك ،و لكن حسب َ
سه ـ في " الكمال " ـ عيِنه ـ ؛ فقد قال طه مغلطاي ـ نف ُ أختصر ،و أقتصر على ما خ ّ
دثين " للحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن " : 1/192و في كتاب " أولد المح ّ
مردويه . " ...
وه في ، 403 ، 4/39و يراجع 328 ، 4/272 ، 3/39 ، 2/283 ، 282 ، 1/206 : و نح ُ
منه ...
- 13يعني :مصّنف كتاب " زهرة المتعّلمين ،في أسماء مشاهير المحدثين " ،و قد التبس أمره على الشيخ مشهور في " معجم
ن أنه كتاب " الزهرة " لبي بكر بن داود الصبهاني الظاهري ،الذي صّنفه في أشعار الغزل ،و المصنفات الواردة في فتح الباري " ؛ فظ ّ
شاق !!!أخبار العُ ّ
14
دثين " ؛ فانطلى ذلك على غير واحد ؛ منهم :الشيخ الفاضل
حف في حاشية كتاب " الدعاء " للطبراني ،إلى " أدباء ) ! ( المح ّ -تص ّ
الضياء العظمي في ديباجة " ثلثة مجالس من المالي " .
دث ،وافقه في السم ،و الكنية ،و البلد ،و المذهب ،و ولبن مردويه ،حفيد مح ّ
صنعة الحديث ،و العناية بتاريخ أهل الثر ،و هو :أحمد بن محمد ،أبو بكر بن
مردويه الصبهاني ...
دة في تعليقه على " المتكلمين في الرجال " و قد خلط بينهما غير واحد ؛ منهم :أبو غ ّ
ص 106؛ فقد ذكر السخاوي الحافظ أبا بكر بن مردويه الصبهاني ،في طبقة أبي عبد
دة لحفيده أحمد بن محمد بن مردويه الله الحاكم ،وعبد الغني بن سعيد ...فترجم أبو غ ّ
الصغير ) ت !!( 498
و ل ريب أن هذا غلط واضح ،و خلط لئح ؛ فإن ابن مردويه الحفيد ليس من طبقة
المذكورين ،بل ما ُولد إل بعد وفاة كثير منهم ،و بين وفاته و وفاة ابن منده ) ( 103
ده ) ( 88سنة ! سنين ،و بين وفاته و وفاة ج ّ
ده في السم ،و الكنية ،و النسبة ...فلذلك ُيشكل المر على من لم و قد اّتفق مع ج ّ
صْنعة !
ُيحكم هذه ال ّ
هذا ،و ثالثة الثافي ،و آبدة الوابد ،وعاقرة العواقر ،وفاقرة الفواقر :الخلط بين
ي!!
ي الشعر ّ ي الثريّ ،و بين ابن ُفورك الك ُ ّ
لب ّ سن ّ ّ
ابن مردويه ال ّ
صا من كتاب " المقالت ، ً فقد نقل الحافظ الذهبي في كتاب " العرش " ص 296ن ّ
لب " لبن ُفورك ،فأراد المعلق أن ُيعّرف بابن فورك ، والخلف بين الشعري و ابن ك ّ
فقال :
" أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الصبهاني ،صاحب التفسير الكبير ،حافظ ...
لمة ،من قدماء الشاعرة !!! " ... ع ّ
ثم أحال على )ذكر أخبار ( أصبهان ، 1/161و سير أعلم النبلء . 17/308
ي الثريّ ،الذي أفنى عمره الطويل سن ّ ّ
تالله ! إنها لحدى الكبر :أن ُيرمى هذا المام ال ّ
في نصرة السنة و أهلها ،بكونه من قدماء الشاعرة ،و ما هذا إل خلط شنيع ،و خبط
ت خوافيه ،و طريق تلفيه ،في مقال أفردته لصلح ت ما فيه ،و أبن ُ فظيع ،شرح ُ
الغلط و التحريفات الواقعة في كتاب " العرش " !
فق بين ابن مردويه الثريّ ،و بين ابن فورك وارث ة :أن ل ّ ب هذا الغلط شناع ً و حس ُ
تحريفات الجهمية والمعتزلة ،و قد ذكر شيخ السلم في " الحموية " ص 22ـ ، 24أن
يومقالة التعطيل انتشرت في حدود المئة الثالثة بسبب بشر بن غياث المريس ّ
طبقته ) ...قال ( " :و هذه التأويلت الموجودة اليوم بأيدي الناس ـ مثل أكثر التأويلت
التي ذكرها أبو بكر بن ُفورك في كتاب التأويلت ...ـ هي بعينها تأويلت بشر المريسي ،
التي ذكرها في كتابه ...و يدل على ذلك :كتاب " الرد " الذي صّنفه عثمان بن سعيد
ماه " :رد ّ عثمان بنمة المشاهير في زمان البخاريّ ـ صّنف كتابا س ّ الدارمي ـ أحد الئ ّ
سعيد ،على الكاذب العنيد ،فيما افترى على الله في التوحيد " ،حكى فيه هذه التأويلت
ي أْقعد ُ بها ،و أعلم بالمنقول ي ،بكلم يقتضي أن المريس ّ بأعيانها عن بشر المريس ّ
ن جهته وجهة غيره ،ثم رد ّ م ْت إليهم ِ والمعقول ،و من هؤلء المتأخرين ،الذين اّتصل َ ْ
ن بن سعيد بكلم إذا طالعه العاقل الذكي ؛ علم حقيقة ما كان عليه السلف ،و ذلك عثما ُ
تبّين له ظهور الحجة لطريقهم ،و ضعف حجة من خالفهم .
فُروهم و م ) المريسّية ( ،و أكثُرهم ك ّ مة الهدى ـ قد أجمعوا على ذ ّ مة ـ أئ ّ
ثم إذا رأى الئ ّ
ضل ُّلوهم ،و علم أن هذا القول الساري في هؤلء المتأخرين ،هو مذهب المريسي ،تبّين
الهدى لمن يريد الله هدايته . " ...
و قد تبعه على هذا الغلط ،الشيخ ناصر السلمة في تعليقه على " الكلم على مسألة
الستواء على العرش " للحافظ ابن عبد الهادي ...
و قد سبقهما الى هذا الخلط ،الشيخ عبد القادر بن محمد آل صوفي في تعليقه على "
الربعين في صفات رب العالمين " ،ثم تبعه المعلق على " العرش " ...لكن الول قد
سلم من رمي الحافظ ابن مردويه بتلك الفاقرة العاقرة ...
مة السنة ،و ل يحابي في دين الله أحدا ، و الواجب على كل سني سلفي أن يغار لئ ّ
مهما جل قدره ،و تبرئة ساحة ابن مردويه من هذه الداهية الدهياء ،والبلية الصلعاء ،لزم
لزب واجب ،و قد ظهر لكل منصف أن غير واحد من الساتذة ...تتابعوا ووتتايعوا على
هذا الغلط و الخلط ...و يخشى أن يذيع و يشيع هذا المر الد ّ ...مع طول التكتم ،و
السترسال في المحاباة ...
متكم ؛ فهم فرطنا ،ورأس مال كل سني أثري ... فالله الله في أئ ّ
و تقوم الن حرب منظمة ،تستهدف إسقاط المنهج السلفي ،وتشويه الدعوة السلفية ،
ومن أمضى أسلحتهم في حربهم ،دعواهم الكاذبة الخاطئة أن العقيدة السلفية من
ابتداع شيخ السلم ابن تيمية ...و أن أكثر علماء المسلمين من الشاعرة !!!
ولعل الله -تعالى -يوفقني أن أتم مقالي الذي نشرته في الملتقى ،و ترجمته بطبقات
أهل السنة السنية ،المجانبين للكلبية الشعرية ،و لو رجعت اليه ؛ لوجدت قول ابن عبد
الهادي الصغير ،الشهير بابن المبرد :
دث ] /87ب [ الحافظ ، 80ـ ومنهم :الحافظ أبو بكر بن مردويه ،المام الكبير ،المح ّ
كان مجانبا ً لهم .
ثم نأتي ،ونتطوع )!( و نتبرع بإضافة إمام سني أثري إلى رصيدهم الخاسر ،و هذا أمر
خطير فطير ،و إن كنت موقنا أن الغلط في ذلك غير مقصود ،لكن البيان واجب ،على
كل من يغار على الطريق اللحب .
و لو علم ابن مردويه أن اتفاق اسم والد جده مع اسم جد ابن فورك ،سيورده هذه
الموارد ،وأنه سيرمى بهذه البلية التي ل لعا لها ؛ لسعى سعيا حثيثا لمحو اسم والد جده
من ديوان أسامي أهل أصبهان !!
وقد خلط المعلقان على كتاب " نقد الطالب ،لزغل المناصب " ص 100ـ لبن
طولون ـ ،بين أبي زرعة عبيد الله الرازي ،و بين بلدّيه أبي زرعة أحمد بن
صة واهية مروّية عن أبي زرعةالحسين ) ت ( 375؛ فقد ذكر ابن طولون ق ّ
الرازي ،عن ابن أبي شيبة ؛ فذكر المعلق أن أبا زرعة ،هو :أحمد بن الحسين ،
الذي رحل إلى بغداد سنة ... 324بعد وفاة ابن أبي شيبة ) ( 89سنة ،و توّفي
بعده بـ ) ( 140سنة !
و الصواب أن المقصود ،هو :الحافظ الجهبذ عبيد الله بن عبد الكريم ،المتوفى سنة )
( 264قبل بلدّيه أحمد بن الحسين بـ ) ( 111سنة !
)(15
خلط أبا زرعة الرازي بأبي زرعة الدمشقي !
ت غير واحد من المعاصرين ي َ ْ
وقد رأي ُ
من وقع في هذا الغلط الفادح :محمد عبد رب النبي في مقدمة " العلم " ص 68 وم ّ
لبن ناصر الدين ؛ فقد ذكر " تاريخ أبي زرعة الرازي )!( عبد الرحمن بن عمرو النصري "
!
و خلط بينهما ـ أيضا ـ عبد الرحمن بن عبد الخالق في كتابه " الفكر الصوفي " ص
. 685
و مما كثر فيه الغلط و انتشر :الخلط بين المروزي ،و المّروذي !
ما المّروذي ؛ فهو :أحمد بن محمد بن الحجاج ،الحافظ المام الفقيه ) ت . ( 275أ ّ
15
-هو :عبد الرحمن بن عمرو النصري ،صاحب " التاريخ " .
عرف بهذه النسبة :محمد بن نصر ،و أحمد بن علي بن من ُ من أشهر َ و أما المروزيّ ؛ ف ِ
سعيد .
مْرو
و ) المروزي ( منسوب إلى ) مرو ( الكبرى ،أما المّروذيّ ،فمنسوب إلى ) َ
الّروذ ( .
و لن أطيل بسرد من زلق في هذا ؛ لكثرتهم ،و حسبي أن أقتصر على مثال واحد يد ّ
ل
على ما وراءه !
لقد صّنف أبو بكر المّروذيّ كتابا نفيسا في " الورع " ،أكثر فيه النقل عن المام أحمد ،و
دة مّرات ،ل تخلو ـ كّلها -من تخليط ؛ لب ُْعد ناشريه عن معرفة هذا الشأن . طبع ع ّقد ُ
و قد نشره سعيد آل زغلول ،و زعم أنه من تصنيف أبي بكر أحمد بن هارون ) ! (
المروزي ) ! ( المعروف بـ ) الخلل ( !!! ] ت ، [ 275و قد اغتّر به بعض الفاضل ؛
فصاروا يعزون إلى كتاب " الورع " للخلل المروزي !!
فق فيه ـ بمجازفته و قد وقع في سياقه لنسبه ،و نسبته ،خلط عجيب ،وخبط غريب ،ل ّ
مة ثلثة ،تنازعوا ـ بقدرة قادر ،و تحريف محّرف ! ـ في تصنيف هذا الكتاب !! ـ بين أئ ّ
لل ) ت ، ( 311جامع علوم المام أحمد ... فإن أحمد بن محمد بن هارون ،هو :الخ ّ
و المروزي ،تصحيف و تحريف عن ) المّروذي ( ،و هو أحمد بن محمد بن الحجاج ،و هو
الذي ) ت ! ( 275
و قد تتابع ناشرو كتاب "الورع" ،وتتابعوا على غلط واضح فادح ،وقع في السند الذي
وصل الكتاب به إلينا ؛ فقد وقع في نشراتهم ... " :عبد الغني ...المقدسي ] : ...... ،أنا
[ ...أبو الفتح محمد بن أحمد ابن أبي الفوارس ،قراءة عليه ،و أنا أسمع ...سنة 407
"!
وخفي عليهم أن عبد الغني المقدسي لم يدرك ابن أبي الفوارس ،و ل قارب ،و بين
وفاتيهما ) 188سنة ( .
و ليعلم أنه في سنة ) ( 407زمن قراءة كتاب " الورع " على ابن أبي الفوارس ،لم
خِلقوا بعد ُ ؛ فل يمكنه البّتة حضور قراءة الكتاب ده ،قد ُيكن عبد الغني ،و ل أبوه و ل ج ّ
سنة ، 407و لو رجع إلى الوراء عبر السنوات الضوئّية !
و لم يتنّبه لهذا كّله :سمير الزهيري ،و ل نشأة بن كمال المصري ،ول غيرهما في
نشراتهم للكتاب .
مة ،بل فيهاو الظاهر أن النسخة المطبوعة من كتاب " الورع " للمّروذي ،ليست تا ّ
سقط ،وحذف ،وتحريف ،لم يتنّبه له ناشروه ،و في ص 118من نشرة الزهيري " :
أنبأنا ) ! ( ابن جريج " !
و في ص " : 120أنبأنا ) ! ( العمش " !
بل في مواضع أخرى تصريح بالسماع من بعض الصحابة !!
ش–ن جريج و العم َ و لست أدري إن كان ناشرو الكتاب يعتقدون إدراك المروذيّ اب َ
ولست أريد أن أذكر غيرهما من الصحابة!! -الذْين ماتا قبل ولدته بعشرات السنين .
وقد غلط فؤاد سزكين ؛ فنسب كتاب " الورع " إلى أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد
المروزي !
أما مصطفى الرومي؛ فنسبه في كشف ظنونه 2/1469إلى المروزي ،وأقحم ناشراه
بين أقواس صغيرة "محمد بن نصر ،المتوفى سنة !!"294
ما زاداه على خط
و قد ذكرا في المقدمة ص 19أن ما وضعاه بين أقواس ؛ هو م ّ
المؤلف من إسماعيل باشا !!
وبهذا وصل عدد من نسب اليه الكتاب أربعة ...واذا زدت اليهم المام أحمد ،الذي ينسب
وزا ؛ وصل العدد الى خمسة ... الكتاب اليه تج ّ
و مما وقع فيه الغلط :الخلط بين الحافظ الناقد البارع أبي عبد الله محمد بن أبي
واق ،شارح بكر المّراكشي ) 583ـ ، ( 642و بين محمد بن يوسف العبدري الم ّ
مختصر خليل ،وبعضهم جعل أبا عبد الله الحافظ رجل ً آخر ،و زعم أنه ) ت
!! ( 897
واق صّنف كتابا حافل في " المآخذ الحفال ،السامية عن مآخذ و أصل ذلك أن ابن الم ّ
الهمال ،في شرح ما تضمّنه كتاب " بيان الوهم واليهام " من الخلل و الغفال ،و
ماانضاف إليه من تتميم و إكمال " ،و قد تولى تخريج بعضه من المبّيضة ،لكن اخترمته
شْيد الفهري ) ت ( 721 المنّية ،و لم يبلغ من تكميله المنية ؛ فتولى الحافظ ابن ُر َ
واق بياضا ـ كما ذكر ـ هو نفسه مات ،و ك َْتب ما تركه ابن الم ّ تكميل تخريجه ،مع زيادة تت ّ
ل به كتاب ) البيان ( ماه " بغية النقاد النقلة ،فيما أخ ّ في " ملء العَْيبة " 5/49ـ ،50وس ّ
مله " .
ممه و ل ك ّ م به ،فما ت ّ
وأغفله ،أو أل ّ
)(16
سفر الول من " بغية النقاد " في دير السكوريال ،و منه صورة بالمكتبة و يوجد ال ّ
)(17
وه " بغية النقاد في أصول الحديث " م ْ
الصديقية الملحقة بمكتبة الحرم المكي ،و س ّ
) !! ( و ذكروا أن مؤلفه هو :عبد الله ) ! ( بن المواق المتوفى سنة ( ! ) 797و الظاهر
قفوا ما رأوه في " كشف الظنون " ، 1/251لكن سنة أن القائمين على الفهرسة تل ّ
قفوها من إسماعيل باشا ! الوفاة ـ فيه ـ موضوعة بين أقواس صغيرة ؛ فكأنهم تل ّ
و كأن الغالط الخابط الذي زعم أن مصنف "بغية النقاد" ،توفي سنة ، 797التبس عليه
المر بمحمد بن يوسف العبدري ،الشهير بـ ) المواق ( ،المتوفى سنة ) . ( 897
ووقع في " معجم المصنفات الواردة في فتح الباري " ص 94نسبته إلى عبد الله ) ؟ (
واق ) ت !! ( 798 بن الم ّ
و مما وقع الشتباه و اللتباس فيه ـ ويا أسفي الشديد ! ـ :الخلط بين سفيان الثوري
،و سفيان بن عيينة !
و قد رأيت بعض الفاضل يخلط ،و ل يمّيز بينهما ،خاصة إذا اشتركا في رواية حديث ،
من لم يحذق هذه الصناعة ،و قّلت عنده فترى ـ حينذاك ـ من التخليط شيئا عجيبا ،م ّ
البضاعة ،و لم يدخل ـ بعد ُ ـ في عداد الجماعة !
ي من مسند إسحاق ابن راهويه ،غلط فادح ،جاز على بل لقد وقع في الصل الخط ّ ّ
قا ً في الجماعة . بعض الفضلء المعدودين ح ّ
)(18
فقد وقع فيه ـ كما في المطبوع ) ( 761منه ـ " :أخبرنا سفيان الثوري ) ؟! ( ،عن
مْرية و ل
الزهري ،عن عروة ...عن عائشة . " ...و هذا الغلط لم يقع من إسحاق ،بل ِ
مْين المكشوف ؛ فقد توفي صرف ،و ال َ
ل من أن ي َْركب مطّية الكذب ال ّ مثنوية ؛ فهو أج ّ
دعي مجازف دعاء سماعه منه ،اللهم إل ّ أن ي ّ الثوري عام ولدة إسحاق ؛ فمن المحال ا ّ
ي رضيع ،حديث عهد بولدة ،و رحل به من مرو أن إسحاق حمل على المهد ،و هو صب ّ
الى العراق ،و أدخل على الثوري ،و هو متوار من بني العباس في دار ابن مهدي ؛
فسمع منه !
و إذ ثبت أن الثوريّ لم يلقَ الزهريّ ؛ فهل تصدق أن الزهري روى عن الثوريّ ؟!
كب ( ،نتج عن تصحيف ) مرويّ بالمعنى ! ( وقع من وقع ذلك بسبب غلط ) مر ّ
السيوطي ،غفر الله له !
مّية أجناسه "و أصل ذلك :أن أبا عبد الله ابن البّيع روى في " معرفة علوم الحديث و ك ّ
ص 117حديثا من رواية سليمان بن محمد المباركي ،قال :ثنا أبو شهاب ،عن سفيان
الثوري ،عن الحجاج بن فرافصة ،عن يحيى بن أبي كثير ،عن أبي سلمة ،عن أبي
هريرة ...
فجاء السيوطي فأراد أن يختصر هذا السند في " تدريب الراوي " ،فقال ... " :كحديث
الزهري ،عن سفيان الثوري ! " ...
حف ) أبا شهاب ( إلى ) ابن شهاب ( ،ثم ذكره ) بالمعنى ! ( بنسبته و أصل ذلك :أنه ص ّ
) الزهري ( ؛ فأحال المبنى ،وقلب المعنى !
و قد نبه على غلطه هذا أبو الشبال أحمد بن شاكر ،رحمه الله تعالى ...
طنا إلى أن الثوري لم يلقَ الزهري ؛ طلعه -متف ّ و لو كان السيوطي -على تفننه و سعة ا ّ
لكان ذلك مانعا له ـ إن شاء الله ـ من أن يجعل الزهريّ راويا عن الثوريّ !
و الصواب أن الذي روى ذاك الحديث عن الثوري ،هو :أبو شهاب الحّناط ،و اسمه :
عبد رّبه بن نافع .
و لو أنعم السيوطي النظر في السند المتقدم ،و تدّبر قول سليمان المباركي " :ثنا أبو
ي أن يسمع من ابن شهاب " = فقد صّرح سليمان بالتحديث ؛ فهل يمكن المبارك ّ
شهاب ؟
سّلما في السماء ؛ فقد توفي ل ريب أنه لن يمكنه ذلك ،و لو اّتخذ نفقا في الرض ،أو ُ
المباركي سنة ) ( 231بعد وفاة الزهري بـ ) ( 107سنين ،و هو يروي عن رجال ،
فدة الزهري بالتلمذة ! ح َ
يروون عن الزهري بواسطة ؛ فالمباركي يروي عن َ
جّرة من ترك التدقيق ،و إغفال من ْ َ
مل ـ يا رعاك الله ـ الثار الخطيرة الفطيرة ال ُ فتأ ّ
ديان إلى كوائن العناية بمعرفة طبقات الرجال ،و تدّبر كيف أن التساهل و السترواح ،يؤ ّ
محال ! حل من ال ُم َ ،و أمور أغرب من الخيال ،بل أ ْ
ديا إلى
و من التفاقات العجيبة :أن التصحيف و الغلط الواقعَْين في ذْينك السند َْين ،أ ّ
محالة ،لم يخلق الله منها شيئا ؛ فإن إسحاق لم يدرك الثوري ،و مع ذلك وقع ـ أمور ُ
ن شهاب و ل قارب ... غلطا ـ تصريح بإخبار الثوري إّياه ،و سليمان المباركي لم يدرك اب َ
حف ـ راويا عن الثوري الذي كان يتلّهف و يتحّرق على جعل ـ بتصحيف مص ّ و الزهريّ ُ
كن ؛ لنه لم تكن له دراهم ؛ فأخذ حديث الزهري عن الرحلة إلى الزهري ،لكنه لم يتم ّ
صاحبه معمر ...
ي
و من أعجب العجب الذي ل يقضى منه العجب :الخلط بين أبوَيْ حّيان :الغرناط ّ
حّيان الغرناطي ،و بين ابن الظاهري ،و التوحيدي ) ! ( المتفلسف ،و بين ابن َ
حّبان الُبستي ! ِ
أما الخلط بين أَبويْ حّيان ؛ فكثير منتشر في عصرنا ،على ألسنة الخطباء ،و في
صحائف الكتب و المج ّ
لت !
ومن أقرب ذلك إلى ذهني :أن عل ّل ً الغازي عزا " البحر المحيط " في مصادر نشرته لـ
" المنزع البديع " ـ التي حصل بها على جائزة المغرب للداب سنة -1400إلى أبي حيان
)(19
التوحيدي !
و وقع ذلك ـ أيضا ـ من القبوريّ الهالك محمد بن علويّ في مفاهيمه الخاسرة ص . 39
مة العلم " ، 2/297و " تكملة معجم المؤلفين " ص ، 622نسبة كتاب و وقع في " تت ّ
" تحفة الريب ،بما في القرآن من الغريب " إلى أبي حّيان التوحيدي !!
من زلق في هذا المنحدر ،و أكتفي بمثال فيه عبرة للمعتبر ! و لن أطيل بذكر َ
ّ
نقل السيوطي في " البحر الذي زخر " 1/379عن أبي حيان في تفسيره ،فقال المعلق
ـ معّرفا بأبي حّيان ـ :
خ الصوفية ) !! ( ، " أبو حّيان :علي بن محمد بن العباس التوحيديّ ...كان معتزلّيا ،شي َ
فيلسوف الدباء ،توفي سنة . " ... 380
و هذا غلط ،وخلط ،وخبط ؛ فإن أبا حّيان ،هو :محمد بن يوسف الندلسي ،ثم
المصريّ ،الظاهري ) ت ( 745صاحب " البحر المحيط " ،و " النهر الماد ّ " ،وغيرهما ،
وقد توفي بعد التوحيدي المتفلسف بنحو ) ( 365سنة !!
ت في مطبوعة " البحر الذي زخر" 1/261ـ 262 و من أغرب ما مّر بي :أني رأي ُ
كلما معزّوا إلى ابن حّبان ،قد تصّرف السيوطي في سياق ألفاظه ،و قد تسّرع
المعلق الفاضل على " البحر " ؛ فجزم أنه من كلم محمد بن حّبان أبي حاتم
الُبستي )ت ! (354
همه ،و لو رجع إلى دبر في ذلك الكلم المنقول؛ لظهر له غلط ما تو ّ و لو أنعم النظر ،و ت ّ
" النكت " 46 ، 1/45ـ 49للزركشي ؛ لرأى تصريحه بأنه من كلم الشيخ أثير الدين أبي
حّيان ،و في غضون كلمه دلئل واضحة على استحالة أن يكون من كلم ابن حّبان
الُبستي ،و فيه عبارات إنما شاعت و ذاعت في كلم المتأخرين ،و هي بعيدة ـ البعد كلهّ
فس ابن حّبان المعروف ،و أسلوبه المألوف . ـ عن ن َ َ
)(20
و قد استهله أبو حّيان بقوله " :و لقد سلك أهل هذه البلد في سماع الحديث ،طريقا ّ
م الجاهلين ما ُيقرأ عليهم ، غير الطريق التي سلكها أهل الندلس من سماعهم على العوا ّ
)(21
و على الفساق و المتظاهرين بالفسق ...و أما نحن في بلدنا ؛ فل نسمع الحديث و ل
)(22
ربين ،و ل يحضر الطفال السماع... نرويه إل ّ عن أهل العلم و العدالة ،و بقراءة ال ُ
مع ْ ِ
19
أبو حّيان ليس منسوبا إلى التوحيد ...وهو من أبعد خلق الله عن التوحيد الصحيح !! -
20
يعني :مصر ،التي نزلها ،و أقام بها . -
21
ست ( الفغانّية ،بلد ابن حّبان !يعني :الندلس ،و يا ُبعدها عن ) ب ُ ْ -
22
هذا كله ،لم ينقله السيوطي في " بحره " . -
هو و الك ِْبر؛ ما جعله يعلو به قه من الّز ْ ح َينشأ الواحد منهم ...فإذا أكثر من السماع ؛ ل ِ
مه أن يعرف أن الجزء الفلني يرويه الشيخ ) فلن ( ،و أن موّفقّية ـ الفاضل ...وأكثُر عل ِ
)(23
مثل ـ انفردت بالسماع عن ]النقار[ وابن دينار ،وأن فخر الدين ابن البخاريّ آخر من
ما وردنا مصر وجدناهم يروون دث بالجازة عن ...الخشوعي ...و بعد هذا كله ،فإّنا ل ّ ح ّ
ب ودرج؛ فسلكنا مسلكهم ...وقد أنشدني أبو الحسن علي بن إبراهيم عن كل من د ّ
...لنفسه:
إن الذي يروي و لكّنه ***** يجهل ما يروي و ما يكتب
كصخرة تنبع أمواهها ***** تسقي الراضي و هي ل تشرب
] قال الزركشي [ ) : 1/49هذا آخر كلم الشيخ ( " .
فهل يمكن أن يكون هذا من كلم ابن حبان البستي ،فيذكر موّفقّية ،و ابن البخاريّ ،و
محال ،إل إن كان ابن حبان قد ب ُِعث في أن علي بن إبراهيم أنشده ذينك البيتين = هذا ُ
القرن الثامن ،بعد أربعة قرون من إدراجه في قبره !!
حل إلى أبي حّيان و من غرائب التفاقات :أن كلم أبي حّيان صاحب " البحر " ،ن ُ ِ
المتفلسف المتهم بالزندقة ،و كلمه النفيس العزيز عن مسالك متأخري المحدثين بمصر
حف ـ من كلم ابن حبان البستي الفغاني ! جِعل ـ بتصحيف مص ّ ُ ...
ده ـ من " بحر " السيوطي ،صفر اليدين ،و ل ده و ك ّ
وخرج أبو حّيان النحوي ـ بعد ج ّ
حن َْين ،مسلوبا من أبكار أفكاره ،و نتائج بحوثه و أنظاره ؛ فأحسن الله عزاءه ،و ي ُ ف ْ خ ّب ُ
أعظم جزاءه .
ت في ذلك وكيل م ُ ُ
قه ،ق ْ قه ،و إرجاع مستح ّ ّ
و هذا جهد المقل ،في محاولة رد ّ بعض ح ّ
ه وعا ً ،و محاميا ً متبّرعا ً ،وأسفي أّنني لم أدركه ؛ حتى أعّزيه كفاحا ،على ما ُ
سل ِب َ ُ ً متط ّ
من حقوقه المعنوّية ،التي تناسْتها و أغفلتها المحاكم الشرعّية و الوضعّية ) ! (.
ومما كثر فيه الغلط و اللتباس :الخلط بين أبي حازم سلمان مولى الشجعّيين ،و
أبي حازم بن دينار .
أما سلمان ؛ فمن أوساط التابعين ،يروي عن أبي هريرة ،وابن عمر ،وابن الزبير ،
والحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب ،رضي الله عنهم أجمعين .
و يروي عنه جماعة من الكابر ؛ منهم :منصور بن المعتمر ،وسليمان العمش ـ و هو
راويُته ـ ،ويزيد بن كيسان ،وأبو مالك الشجعي ...
ي ،إل من ما سلمة بن دينار ؛ فيروي عن جماعة من التابعين ،و لم يسمع من صحاب ّ أ ّ
سهل بن سعد الساعدي ،ومن أبي أمامة بن سهل -وله رؤية -رضي الله عنهما .
و لذلك ؛ فقد أصاب أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري عندما ذكر في "
معرفة أنواع علم الحديث " أنه من صغار التابعين
و قد اعترض عليه مغلطاي في " إصلح ابن الصلح " ،والبلقيني في " محاسن
الصطلح " بأن أبا حازم ليس من صغار التابعين ؛ فإنه سمع من الحسن بن علي ،وأبي
هريرة ،وابن عمر ،وغيرهم ،رضي الله عنهم .
قبهما ابن حجر بقوله في " النكت " ص " : 210وهو اعتراض فيه نظر ؛ لن ابن وقد تع ّ
ة بن دينار المدني ،و هو لم يلق من الصحابة سوى سهل الصلح إنما أراد أبا حازم سلم َ
من لم يلقه من بن سعد ،وأبا أمامة بن سهل ـ رضي الله عنهما ـ فقط ،وأرسل ع ّ
ل روايته عن التابعين ،وأما الذي سمع من الحسن بن علي ـ رضي الله ج ّالصحابة ،و ُ
عنه ـ ؛ فهو :أبو حازم الشجعي ...واسمه :
ة بصفة تمّيزه عن سْلمان ...وإنما حصل الشتباه ؛ لن المصّنف لم يذكر أبا حازم سلم َ َ
أبي حازم سلمان ،لكن قرائن الحال تقتضي أنه إنما عناه ،ولو لم يكن إل في تقديمه
الزهريّ عليه في الذكر ؛ فإن أبا حازم الشجعي في منزلة شيوخ الزهري في الطبقة ،
والله أعلم " .
23
ـ في مطبوعة " النكت " " : 1/47عن الثقات " !
وقد روى أبو حازم ،عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي - r -حديث " بدأ السلم
غريبا . " ...
)(24
سلمة بن دينار . فالتبس المر على عبد الله بن يوسف الجديع ،وظّنه
ووقع في هذا الغلط أيضا :الشيخ مشهور في حاشية " المجالسة " .
وفي هذا غفلة عن أن الذي سمع من أبي هريرة ،و جالسه ،إنما هو :سلمان ،دون
دثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سلمة ،الذي قال ابُنه عبد العزيز " :من ح ّ
سهل بن سعد ؛ فقد كذب " ؛ قال ذلك جوابا على من سأله " :أبوك سمع من أبي
هريرة شيئا ؟ " .
)(25
دث الفاصل " ص ، 294 ويراجع " :فتح الباري " ) ، 9/154ح ، ( 5178 :و " المح ّ
وحاشية " الكنى و السماء " ) ص 41ـ رواية صالح عن أبيه المام أحمد ( ،وحاشية "
المقنع " 1/132لبن النحوي ،و " تلخيص المستدرك " ، 1/23و " المالي الحلبّية "
) القطعة المنشورة في مجلة الحكمة ،ع ، 16 :ص . ( 470
ورقاني ،و تراهم ج ْ و قد وقع كثير من الفاضل في الخلط بين الجوزجاني ،و ال َ
يعزون كتاب " الباطيل و المناكير " إلى الجوزجاني ؛ ينظر ـ مثل ـ " :المنتخب
من مخطوطات الظاهرية " ص ، 249و " تاريخ التراث العربي " ، 1/352و "
معجم مصطلحات الحديث " ص . 527
ورقاني المتوّفى سنة ) ،( 543بعد الجوزجاني بـ ) ج ْ
و الصواب أن الكتاب من تصنيف ال َ
( 284سنة !
ي ) الحافظ ي الجّيان ّ
سان ّصْنعة أبو علي الغ ّ وقد التبس المر على بعض منتحلي هذه ال ّ
ي ) المعتزلي المبتدع (! جّبائ ّ
البارع ( بأبي علي ال ُ
وهذا ما يراه الناظر في مواضع من نشرة " اكمال المعلم " للقاضي عياض ؛ فسيجد
عياضا ينقل عن شيخه أبي علي تحقيقات وتدقيقات من كتابه العجاب " تقييد المهمل ،و
ي
ي ؛ فصّير هذا المعتزلي المبتدع الغب ّ تمييز المشكل " ،لكن نسبته تحرفت الى الجّبائ ّ
ي عن هذه الصناعة ،محققا مدققا في مضايق ،قد يدقّ فقهها عن أهل ي الجنب ّالخل ّ
الحقايق والدقايق ...
وقد رأيت ابن النحوي ذكر في ديباجة كتابه " البدر المنير " كتاب الصولي في
سّيد :
التصحيف ،فقال الشيخ الفاضل الكريم جمال ال ّ
" لعله :محمد بن جعفر ) ...ت ! " ( 638
و هذا غلط ،و الصواب أنه :محمد بن يحيى ،أبو بكر الصولي ،الديب الريب المتفّنن
حف فيه الكوفّيون " . ) ت ، ( 335و قد صّنف كتابا في " ما ص ّ
حد َْيج الجعفي الكوفي ، حْيل بن معاوية بن ُ و قد غلط ) مغلطاي ( ،فخلط بين ) ُر َ
جعفي ( المذكور في بعض الكتب المصّنفة في أخي زهير ( ،وبين ) الرحيل ال ُ
الصحابة !
حْيل بن معاوية ،و ذكر روايته عن فقد ترجم المّزيّ في " تهذيب الكمال " ُ 2/480ر َ
ما يد ّ
ل على أّنه من أتباع التابعين . ي ،و غيرهما ؛ م ّ حميد الطويل ،وأبي الزبير المك ّ ّ
فجاء مغلطاي ليستدرك عليه في " إكماله " ،فنقل 4/370ـ 371قول أبي أحمد
العسكري " :هاجر ـ يعني الرحيل ـ إلى النبي rهو وسويد ) (26بن غفلة ؛ فقدما المدينة
ب على النبي . "r وي الترا ُ
س ّ
حين ُ
24
-في " كشف اللثام ،عن طرق حديث غربة السلم " ص . 11
25
-و قد وهل ابن حجر ،و وهم ـ هناك ـ ،فذكر أن أبوَيْ حازم مدنّيان ،و الصواب أن ) سلمان ( كوفي .
26
سَهيل ( .
حف على بشار بن عواد في حاشية تهذيب الكمال 2/380إلى ) ُ -ـ تص ّ
فالرجل ـ إذن ـ مخضرم من كبار التابعين ،كاد أن ينال شرف الصحبة ،و لم يكن بينه و
بينها إل قاب قوسين أو أدنى = فكيف ُيخلط برجل متأخر عاش في القرن الثاني ،حتى
أدركه :زياد البكائي ) ت ، ( 183و شجاع بن الوليد السكوني ) ت ! ( 204
ضْيم " ص 54أن المام أحمد قال :حدثنا ذكر ابن الجوزي في " درء الّلوم و ال ّ
المغيرة ) كذا ( ،قال :حدثنا سعيد بن عبد العزيز ) ...و ذكر خبرا ً ( .
فقال المعلق عليه ) جاسم الدوسري ( " :كذا في الصول ...و لعل الصواب ) :أبو
المغيرة ( ،و اسمه :النضر ابن إسماعيل ،و أحمد ُ معروف بالرواية عنه ...و أبو
المغيرة ليس بالقوي " !
دوس بن الحجاج الخولني كذا قال ،وّفقه الله ،و الصواب أن أبا المغيرة هو :عبد الق ّ
الشامي ،و قد ذكر المزي في " تهذيب الكمال " 3/182و 4/538روايته عن سعيد بن
عبد العزيز ،و لم يذكر 3/182و 7/329رواية النضر بن إسماعيل عن سعيد ...
دوس دوس ...وقد اشتهرت رواية عبد الق ّ ي ،كعبد الق ّ
ثم إن سعيد بن عبد العزيز شام ّ
عنه ،و انتشرت .
و عبد القدوس ثقة فاضل ،أما مشاركه في الكنية :النضر بن إسماعيل ؛ فضعيف ،ليس
بشيء في الحديث .
مرو الداني ،وأبي العّباس الداني ! و مما وقع فيه الغلط :الخلط بين أبي عَ ْ
أما أبو عمرو ؛ فهو :عثمان بن سعيد ،الحافظ المقرئ الشهير ) ت . ( 444
و أما أبو العباس الداني ؛ فهو أحمد بن طاهر النصاري ) ت ، ( 532صاحب كتاب "
اليماء الى أطراف أحاديث كتاب المو ّ
طأ " .
و قد التبس أمرهما على الستاذ شاكر آل عبد المنعم ،فذكر في دراسته عن ابن حجر و
موارده في الصابة 2/76أن كتاب أطراف الموطأ لبي عمرو عثمان الداني ) ت
! ( 444
ّ
دمة " احاديث الموطأ ،واتفاق الرواة عن مالك واختلفهم ... وذكر الكوثريّ الغويّ في مق ّ
طأ " للداني )؟( ؛ فجاء مريده عبد الفّتاح ،فنقل كلمه في تعليقه على " أطراف المو ّ
دمة التمهيد لبن عبد البّر ص ، 62لكن غلبت عليه عادته في الّتصّرف في نقوله ؛ مق ّ
ّ
فصّيرها " :أطراف الموطأ لبي عمرو )؟!( الداني " ! ّ
ولعّله زادها احتسابا للجر ،و روما لزيادة البيان والتوضيح ...لكن ...
رام نفعا فضّر من غير قصد ***** ومن البّر ما يكون عقوقا
و مما وقع فيه اللتباس و الشتباه :الخلط بين زيد بن الحريش ،و بين يحيى بن عبد
الله بن الحريش .
أما زيد بن الحريش ؛ فهو الهوازي ،ترجمته في " الجرح والتعديل " ، 3/251و "
الثقات " ، 8/251يروي عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني ،و عبدان الهوازي ...
ي ثقة ) ت 295أو ، ( 296ترجمه تلميذه دث أصبهان ّ و أما يحيى بن عبد الله ؛ فهو مح ّ
أبو محمد بن حّيان في " طبقات المحدثين بأصبهان " . 3/495
ي في " التوبيخ والتنبيه " ) ( 66حديثا عن أحمد بن إسحاق و قد روى أبو الشيخ الحّيان ّ
ن الحريش ،ثنا أبو معاوية ... الجوهري ،نا اب ُ
فقال المعلق عليه ) الشيخ حسن الزهيري ،فّرج الله كربته ( ص " : 99ابن الحريش ،
لعله ) ! ( يحيى بن عبد الله بن الحريش ! " ...
و قال الشيخ الفاضل عمرو بن عبد اللطيف ـ وّفقه الله ـ " :أو ) ! ( هو :زيد بن
الحريش . " ...
وكان يحسن به أن يجزم و يقطع بغلط الشيخ الفاضل الزهيري ؛ فإن يحيى بن عبد الله
بن الحريش لم ُيدرك أبا معاوية ،و ل قارب ؛ فإن أبا معاوية ) ت 194أو ( 195قبل
وفاة يحيى بأكثر من ) ( 100سنة ،و يحيى إّنما يروي أحاديث أبي معاوية بواسطة زياد
ي ) (27و نحوه .
بن أّيوب الطوس ّ
و من الغلط الغريب العجيب :الخلط بين ابن عساكر ،و بين ابن عسكر .
م مشهور ،وعل ٌ
أما ابن عساكر ؛ فهو :علي بن الحسن بن هبة الله ) ت ، ( 571و هو َ
حافظ مذكور .
ساني ،المعروف بـ ) ابن عسكر ( سكر ؛ فهو :محمد بن علي بن خضر الغ ّ و أما ابن عَ ْ
)(28
،و قد اشتهر بكتابه " التكملة و التمام ،لكتاب التعريف و العلم ،فيما ) ت ( 636
أ ُب ِْهم في القرآن من العلم " و هو مشهور منشور متداَول ،و هو كتاب ذّيل به على
كتاب السهيلي ...
و قد التبس المر على الستاذ شاكر آل عبد المنعم ؛ فقد رأى في الصابة النقل عن
سكر ( إلى ) ابن عساكر ( ؛ فظّنه علي بن الحسن ؛ حف عليه ) ابن عَ ْ
كتابه هذا ،لكن تص ّ
فذكر ) (29أن الكتاب من تصنيف ابن عساكر ) ت !! ( 571
و قد غلط الستاذ عبد الستار الشيخ ،فذكر في ترجمة ابن حجر ص 377أن ابن حجر
صنف كتابا جمع فيه بين كتابي السهيلي و ابن عساكر ،...و الصواب أنه ابن عسكر .
و مما وقع فيه الغلط :الخلط بين أبي محمد بن هارون الطائي ،وبين محمد بن
هارون الكناني !
دث الديب ) 603ـ ( 702 ما أبو محمد ؛ فهو عبد الله بن محمد القرطبي ،الع ّ
لمة المح ّ أ ّ
عن 99سنة .
ما محمد بن هارون الكناني ؛ فقد ُولد سنة ) ( 690بعد ابن هارون الطائي بـ )(88 وأ ّ
ي ،و للكناني ) ( 12سنة ! وبين وفاتيهما نحو من 150سنة أو أكثر سنة ،و توفي الطائ ّ
!
و قد خلط بينهما :بلدّيهما الستاذ محمد آل محفوظ في " تراجم المؤلفين التونسّيين "
، 5/96و تبعه محمد الرشيد في " العلم بتصحيح كتاب العلم " ص . 150
و من الغلط الشنيع ،والخبط الفظيع :الخلط بين أبي عبيد بن سلم ،ومحمد بن
سلم الجمحي .
وقد ذكر ليث بن سعود في أطروحته عن ابن عبد البر ص 297أن ابن عبد البر نقل في
الستيعاب عن كتاب " طبقات الشعراء " لبي عبيد ) ! ( القاسم ) ! ( بن سلم !
ثم ذكر ص 352أن " طبقات الشعراء " لبي عبيد ) ! ( محمد بن سلم الجمحي !
جمحي . والصواب أن الكتاب من تصنيف محمد بن سلم ال ُ
ونحوه الخلط بين أبي عبيد القاسم بن سلم ،وبين أبي عبيد الهروي صاحب "
الغريبين " .
ما القاسم ؛ فهو هرويّ الصل ُ ،ولد بهراة ،وانتقل عنها ،وعاش ببغداد وغيرها ،وتوفي أ ّ
بمكة سنة . 224
أما صاحب " الغريبين " ؛ فهو :أحمد بن محمد ،أبو عُب َْيد الهروي ؛ وقد توفي سنة )
( 401بعد أبي عبيد القاسم -بلدّيه وموافقه في الكنية -بـ ) 177سنة ( .
ققة " ص 44أن أبا عبيد وقد خلط بينهما علي جواد الطاهر ؛ فزعم في مؤّلفه " كتب مح ّ
الهروي صاحب " الغريبين " هو :القاسم بن سلم !!
27
-ـ كما تراه في طبقات المحدثين بأصبهان . 3/495
28
-كأن ابن سودة لم يقف على ترجمته في دليل مؤرخ المغرب ) ، ( 977و قال " :لم أقف على وفاته " .
29
-في أطروحته عن ابن حجر … و موارده في الصابة . 2/13
وكذا غلط في ذلك :الستاذ نجم آل خلف في استدراكاته على تاريخ التراث العربي في
علم الحديث ص . 103
أما إبراهيم بن الصديق ،فذكر في " علم العلل 1/372 " ..أن كتاب " الغريبين "
من تأليف أبي ذر الهروي !!
وهذا غلط واضح ،وخلط فادح .
وقريب من هذا :الخلط بين أبي عبيد القاسم ،وأبي عبيد البكري !
فقد ذكر الزركلي في ترجمة عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون أنه صنف كتابا في "
النتصار لبي عبيد البكري ) ! ( على ابن قتيبة " !
و هو كتاب ي َُرد ّ به على " إصلح غلط أبي عبيد في غريب الحديث " لبن قتيبة ،الذي رد ّ
لم ،أما أبو عبيد البكري ؛ فمتأخر جد ّا ً ؛ فقد توفي سنة ) ( 487بعد
على القاسم بن س ّ
القاسم بن سلم بـ ) ( 263سنة ،و بعد ابن قتيبة بـ ) ( 211؛ فل يمكن ابن قتيبة أن
يرد ّ عليه إل ّ إن كان قد ُبعث بعد موته في القرن الخامس !
فمن بلغه ذلك ؛ فليفدني به ،شكر الله سعيه !
ط بين القاضي عبد الوهاب بن علي و من أعجب ما مّر بي من الغلط و الخبط :الخل ُ
بن نصر المالكي ) ت ، ( 422وعبد الوهاب الشعراني الصوفي ،المتوفى سنة )
،( 973بعد ابن نصر المالكي بـ ) ( 551سنة !
ي قول المقري :قال بعضهم :إحذر أحاديث عبد الوهاب و الغزالي ... لن ّفقد نقل الف ّ
30
مم أولي البصار " ...ص 124أن عبد الوهاب ،هو : فذكر المعلق ) ( على " إيقاظ هِ َ
ابن أحمد الشعراني صاحب الطبقات !!
ثم لو تدّبر ،و أنعم النظر ؛ لظهر له أن نقل المقري ) ت ( 758التحذير من أحاديث
الشعراني ،من أعظم المحال ،الذي ل يدور في الخيال ،إل إن كان المقري قد ب ُِعث
في القرن العاشر !
ي في إيقاظ الهمم ص 173عن أبي الحسن السندي قوله :قال وقد نقل الف ّ
لن ّ
شيخنا إمام الحرمين مؤلف هذه الرسالة ...
فجزم مراد السخاوي وقطع أن تيك الرسالة هي " :الرسالة النظامية ) ! ( لبي المعالي
عبد الملك الجويني !!! " ...
و هذه باقعة ليس لها راقعة ،وقاصمة تعّز لها عاصمة ،وبلّية ل لعا لها ،وكيف يصح في
عقل عاقل أن أبا الحسن السندي ) ت ( 1138يمكنه أن يتتلمذ على يد عبد الملك
الجويني ) ت ، ( 478و بين وفاتيهما ) ( 660سنة !! اللهم إل ّ إن كان الجويني قد ب ُِعث
في القرن الثاني عشر !!
م َ
مل ْ ثم ما الصلة بين ما نقله السندي من كتاب شيخه ،وما في الرسالة النظامية ،ول ِ َ
قن بطلن ما استظهره !! يرجع إليها ؛ ليتي ّ
لني ص 236قول عثمان بن عمر :جاء رجل إلى مالك بن أنس ، و نقل الف ّ
فسأله ...
فقال مراد " :لعله ) ! ( ابن الحاجب ...توفي سنة !! " 646
وكان يجدر به أن يجعل ) لع ّ
ل ( عند ذاك الكوكب ،ثم يستفرغ جهده في البحث والتنقيب
...
- 30مراد السخاوي !! ومن عجائبه أنه ترجم المقري ص ، 123أما في ص 231فقال :لم أقف على ترجمته ،ول على كتابه ! فكأنه
حف ،بل تفكر ،و تدّبر !
ص ُ
يكتب ،ثم ينسى ما يكتبه ؛ لنه مجّرد ناقل من ال ّ
مر بن فارس العبدي ،يروي عن المام مالك وغيره ،وعنه :
والصواب أنه :عثمان بن عُ َ
المام أحمد ،وإسحاق ،والف ّ
لس ،وغيرهم ،توفي سنة ) ( 209قبل ابن الحاجب )
( 437سنة !!
مريّ في " جامع بيان العلم " )،2070 ،2069 ،2011 ،2007 روى أبو عمر الن ّ َ
(2071بعض الثار ،عن أحمد بن عبد الله ،نا الحسن بن إسماعيل ،نا عبد الملك
31
سن َْيد ...
بن بحر ) ( ،نا محمد بن إسماعيل ) ، (2نا ُ
ك الله أسره -في الثرين ) 2007و : (2011 ي( -ف ّ و قد أثبت الشيخ )حسن الّزهير ّ
ما في الثر ) ،(2069فأثبت )ابن أبجر( بدل )ابن بحر( ،و قال )عبد الملك بن بحر( ،أ ّ
" : 2/1068في النسختين :بحر ،وما أثبتناه هو الصواب " !!
ً
صنعة ،لكنه بقي حائرا بين صنيعَْيه في و قد اغتّر بصنيعه هذا بعض منتحلي هذه ال ّ
الموضعين؛ فأثبت )بحرًا( و )أبجر( ،و لم يعّلق على ذلك بشيء !!
شيخ الزهيري هذا مّرتين: ت من صنيع ال ّ و قد عجب ُ
ً
1ـ حين اختلف صنيعه؛ فأثبت )أبجر( مّرة ،و )بحرا( مّرتين.
2ـ حين جازف ،و خالف الصواب ،و حّرف الصحيح ،و زعم أن تحريفه هو الصواب ،دون
دليل و ل برهان !
ف العجيب ،و الّتصحيف الغريب ،مبني ّا ً على ظّنه و أخشى ما أخشاه :أن يكون هذا الّتحري ُ
دث الجليل ،الذي يروي عن أبي َ
ي ،المح ّ أّنه عبد الملك بن سعيد بن حّيان أْبجر الكوف ّ
ي،
سبيع ّ ي ،وأبي إسحاق ال ّ طفيل عامر بن واثلة ـ رضي الله عنه ـ ،وعن الشعب ّ ال ّ
سفيانان ،وزهير بن معاوية ،وغيرهم. وعكرمة ،وغيرهم ،و عنه :ال ّ
رف بـ )ابن أبجر(. ده )أبجر( ،حتى عُ ِ و عبد الملك هذا كثيرا ً ما ينسب إلى والد ج ّ
و قد توفي ابن أبجر قبل أن يولد )الحسن بن إسماعيل( ـ الراوي عن عبد الملك بن بحر
ـ بنحو قرن و نصف ،أو أكثر !
قد صّنف جماعة من العلماء في التعريف بشيوخ المام البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ،
حات ـ رحمه الله من أقدم من أسهم في ذلك :أبو جعفر محمد بن الحسن الن ّ ّ و ِ
تعالى ـ ،و هو عالم مغمور ،غير مشهور ،جمع جزءا ً في معرفة رجال البخاري
الذين روى عنهم ،بأسمائهم ،و أنسابهم ،و مواطنهم ،على حروف المعجم .
وقد كان الفضل في إبراز و إشهار هذا العِْلق النفيس ـ بعد الله تعالى ـ إلى أبي القاسم
ي[ ) ،(32الذي رحل إلى )مرو( ) (33و جلبعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ]الوهران ّ
من أفاد منه بعد ذلك :الحافظ أبو عبد الله الكتاب من هناك ،و نشره بالندلس ،و كان م ّ
محمد بن إسماعيل بن خلفون ـ رحمه الله تعالى ـ ،و قد رأيُته قال في " المعلم في
أسامي شيوخ البخاري و مسلم " ص " :118قال أبو جعفر النحات :بشر بن خالد
العسكري ،ثقة مأمون " .
و قال ـ أيضا ـ ) " : (91قال أبو جعفر النحات :بشر بن محمد ،مروزي ثقة " .
و قال ) " : (374قال أبو جعفر النحات :عمرو بن عباس ،بصري ثقة " .
31
ضّراب في زياداته على " المجالسة " ) 3452و 3453و -ـ هو :عبد الملك بن بحر بن شاذان ،و قد روى عنه الحسن بن إسماعيل ال ّ
ي المتوّفى قبل أن ُيولد
شيخ مشهور 8/143أن عبد الملك هو :ابن عبد الحميد الميمون ّ ن ال ّ
دينوريّ ؛ فظ ّ 3454و ، (3455وقرنه مع ال ّ
ي ـ شيخ دينوريّ ؛ فقد رأيته أحال 1/124في ترجمة الميمون ّ ن عبد الملك هذا من شيوخ ال ّ نأ ّضّراب بـ ) (39سنة ،بل إّنه قد ظ ّ الحسن ال ّ
دينوريّ في روايتها عن شيخهما محمد بن أبي حاتم الّرازيّ ـ على الحاديث ) 3452ـ ،(3455و الصواب أن عبد الملك -راويها -مشارك لل ّ
صائغ.إسماعيل ال ّ
ت من كتب الرجال. ي ،وقال :لم أقف له على ترجمة ،فيما راجع ُ ّ العمران بدر الخ يعرفه لم فلذلك ؛ )الزهراني( إلى حف ّ - 32ـ وقد تص
- 33ـ وقد سمع بها صحيح البخاري من محمد بن عمر بن شبويه المروزيّ ،وسمع بها ـ أيضا ـ من أبي الفيض أحمد بن محمد المروزيّ ،
صة طريفة مستملحة ،تراجع في " الصلة " ،1/318 ي أّنه كان إماما في الحديث ،وحكى عنه ق ّ ي ،وذكر الوهران ّي بن محمد الّتراب ّ ومن عل ّ
لبن بشكوال .
فجاء عادل بن سعد ،فحّرف )النحات( إلى )النحاس( ،و قال ص " :118تحّرفت في
الصل إلى النحات " !!!
ما ص 441؛ فأثبت )النحات( بين قوسين ،وقال مجازفا ً : وأ ّ
)(35 )(34
" !!! " كذا بالصل ،و هو تصحيف )!( وصوابه :النحاس
و هذه مجازفة خطيرة ،أودت به إلى تحريف الصحيح ،و تصويب تحريفه الذي زعمه
صوابا ً .
حات الذي نقله ابن خلفون ،موجود في كتابه " معرفة رجال البخاري " )،46 وكلم الن ّ ّ
حف اسم أبيه إلى )عياش( ! صه ،إل أن عمرو بن عباس تص ّ صه وف ّ (131 ،45بن ّ
حّرف تحريفات أخرى ،وقد أعان على ذلك أسباب ؛ منها :أنه حات(؛ ف ُ وقد ابتلي )الن ّ ّ
مغمور ،غير مشهور.
فقد وجدت في " الكمال " 2/397لمغلطاي ... " :قال أبو جعفر النجار )!( . " ...
كذا هو مثبت في المطبوع ،مع أن المعّلقين أحال على " المعلم " لبن خلفون !!
قْين زعما 2/409أن ابن خلفون نقل توثيق بشر المروزي عن أبي ت المعل َ بل لقد رأي ُ
جعفر النجار !!
ولم يثبت المعّلقان على وجه واحد؛ فتارة يثبتانه على الصواب ،97 ،1/70و مّرة 1/34
ل يجزمان ،بل يتركان المر على الحتمال ،ثم طال عليهما العهد؛ فحّرفاه 409 ،2/397
إلى النجار !!
حفين المحّرفين في عصرنا( ما ابُتلي به )النحات( :أن تسّلط محمد زينهم )رأس المص ّ وم ّ
على كتاب حوى ترجمة نادرة مختصرة له؛ فقد رأيته حّرفه في نشرته المحّرفة من "
جاب ! نزهة اللباب " إلى الن ّ ّ
حف :أنه أراد التعريف بابن ي المحّرف المص ّ ي العي ّ ي الغب ّ
دع ّي ال ّ
صحف ّ ومن فواقر هذا ال ّ
)(36
أنه عبد الحميد بن المنذر بن الجارود ! الجارود ،المصنف المشهور؛ فزعم ص 14
وفي نزهة اللباب ص 15ـ .. 16أن كعب بن مالك كان بينه و بين عبد الله بن أبي حدرد
شيء ...
فجزم )زينهم( أنه عبد الرحمن )!( بن أبي حدرد التابعي الذي يروي عن أبي هريرة !
وهذا خلط وخبط ،والصواب أنه :عبد الله بن أبي حدرد السلمي ،الصحابي الشهير.
ي ،فزعم زينهم أن الدولبي هو :محمد بن دولب ّ ونقل ابن حجر ص 16عن " الكنى " لل ّ
الصباح ،وهذا تخليط له أطيط !
ونقل في النزهة ص 19أن شعبة قال ليحيى بن سعيد :يا أحول ! ما تقول في كذا ؟
فذكر المعلق أن يحيى هو :ابن سعيد بن أبان الموي ! وهذا غلط وخلط ،و الصواب ـ بل
ارتياب ـ أنه :القطان !
ما ذكر ابن حجر ص 24مصعب بن الزبير ـ وهو تابعي شهير ـ ،زعم زينهم أنه مصعب ول ّ
بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله ابن الزبير )ت !! (234
ومن عجائب التحريفات الواقعة في نشرته :ما في ص " : 24ذكره أبو يعلى بن القرافي
طبقات ،الحنابلة!!! " ...
ثم قال زينهم ـ معّرفا بأبي يعلى هذا ! ـ " :هو :أبو يعلى محمد بن محمد بن محمد...
"!
وهذا كله تخليط ؛ فأبو يعلى محمد هذا ،هو حفيد القاضي أبي يعلى ،وقد توفي سنة )
ما القرافي )!( مه أبو الحسين ،و أ ّ ده بـ ) (102سنة ،و مؤلف الطبقات هو ع ّ (560بعد ج ّ
فتصحيف عن " ...الفّراء في طبقات! " ...
قْين على " إكمال تهذيب الكمال " ؛ فأثبتنا 1/34حف في حاشية " تهذيب الكمال " 1/35و 65؛ فأورث شبهة عند المعل ّ َ -و كذا تص ّ
34
)النحات( ،لكن قال " :كذا في الصل و " المعلم " ،وفي حاشية " تهذيب الكمال " :النحاس ،و الله أعلم " !
35
حاس ،هو أحمد بن محمد بن إسماعيل المصريّ الّنحويّ الديب الريب المتفّنن ) ت .(337 -و أبو جعفر الن ّ ّ
- 36من هنبثاته المبثوثة في تعليقه على " نزهة اللباب " .
وأراد زينهم ص 24أن ُيعّرف بابن بشكوال؛ فزعم أنه :خلف بن القاسم بن سهل )ت
! (393
صواب أنه :خلف بن عبد الملك ،المتوّفى سنة )، (578
وهذا خلط فاضح ،وخبط فادح ،وال ّ
بعد سمّيه خلف بن القاسم بـ ) (185سنة!!
في " كشف الظنون " : 1/276تاريخ ابن أبي شيبة ـ محمد بن عثمان الكوفي ،
المتوّفى سنة سبع و تسعين و مئتين " .هو :أبو بكر عبد الله بن محمد الكوفي ،
الشهير بابن أبي شيبة المتوفى سنة !! " 235
ن إقحاما ً أ ُد ِْرج ؛ فنزل بساحة الكتاب ،و أن القائل " :
كذا وقع في المطبوع ! و الظاهر أ ّ
ن ناشَريْ الكتاب أقحما هذا
هو :أبو بكر " ،ليس هو مصّنف " كشف الظنون " ،و كأ ّ
ما أخذاه من إسماعيل باشا ،كما ُيفهم من " بيان الشارات " )!( الذي المدرج فيه ،م ّ
ديا فيما وضعا ،و جنيا على الكتاب و دمتهما ،و قد أساءا فيما صنعا ،و تع ّ أثبتاه في آخر مق ّ
كاتبه جناية عظيمة...
ذكر صالح بن سعد الّلحيدان في " كتب تراجم الرجال " ...قول ابن المديني" :
ي نسب الكلم إلى يحيى بن معين ن ابن المدين ّم ذكر أ ّ
سمعت يحيى يقول ، " ...ث ّ
!
صواب أن يحيى هو :ابن سعيد القطان ،وعليه وعلى ابن مهدي ،تخّرج وهذا غلط ،وال ّ
لس ... ي الف ّ
ي ،وابن معين ،وأحمد ،وعمرو بن عل ّ ابن المدين ّ
دث عن ي " :كان يحيى ل ُيح ّ
مرو بن عل ّ ونقل صالح بن سعد ـ أيضا ـ ص 132قول عَ ْ
ن أن يحيى هو :ابن معين !! حرب بن شداد ، " ...وظ ّ
طان ،شيخ أولئك الجماعة ،وعليه ن يحيى هو :ابن سعيد الق ّ صواب ـ بل ارتياب ـ أ ّ وال ّ
صناعة.
تخّرجوا في هذه ال ّ
ذكر المعلق على فوائد أبي بكر الشاشي ص 63أن لمحمد ابن عبد الله بن عبد
ن أنه التبس عليه بأخيه عبد الرحمن ؛ إذ هو
الحكم كتاب " فتوح مصر " ،و أظ ّ
مصّنف " فتوح مصر " .
و قد روى الطحاوي في " بيان المشكل " حديثا عن الربيع بن سليمان بن داود ،عن
سعيد بن أبي مريم ،و النضر بن عبد الجبار...
فجزم المعلق على فوائد أبي بكر الشاشي ص 63أن الربيع هو :المرادي.
م
ي( ؛ إذ هو الذي اس ُمّيه ،و بلدّيه ،و قرينه و رصيفه )الجيز ّ س ِصواب -بل ارتياب -أّنه َ و ال ّ
ده )عبد الجبار( ،و كل الّربيعين من شيوخ ن اسم ج ّ ده )داود( ،أما المراديّ ؛ فإ ّ ج ّ
ن المّزيّ لم يذكر
شيوخ ،لك ّ ً
الطحاويّ ،و اشتركا جميعا في الرواية عن جماعة من ال ّ ّ
2/461الّنضر بن عبد الجبار ـ أحد َ شيخي الربيع في سند الطحاوي ـ من شيوخ المرادي،
و إنما ذكره في شيوخ الجيزي ؛ فتدّبر ،و أنعم الّنظر.
ً
ما يجدر التنبيه عليه :أنني رأيت في " ذيل ديوان الضعفاء " ) (141غلطا لم ينّبه وم ّ
ماد النصاري ـ رحمه الله ـ ؛ فقد ورد فيه " :الربيع بن سليمان الجيزي شيخ ح ّعليه ال ّ
عمر الكندي :لم ُيتقن السماع من ابن وهب " . المرادي ،قال أو ُ
والظاهر أن أصل كلم الذهبي ... " :الجيزي ،ل المرادي. " ...
ضده :أّنني رأيت الذهبي قد قال في " المغني " ) ،1/228رقم : ده ،و يع ُّيؤّيد ذلك ،و يؤك ّ
37
" : (2094الربيع بن سليمان الجيزي ) ( ،ل المرادي ،قال أبو عمر الكندي :كان فقيها
دّينا ،رأى ابن وهب ،و لم ُيتقن السماع منه . " ...
37
-وقع في حاشية العتر نسبته بصرّيا ـ بالباء ! ـ ،و هذا غلط ،و الصواب أنه مصري ،ل شأن له ،و ل صلة بالبصرة !
مد بن عبد الله ذكر الذهبي في كتابه " ذكر من ُيعتمد قوله " : (275) " ...مح ّ
مار !!ي " ؛ فزعم المعّلق عليه أّنه ابن ع ّ
المخّرم ّ
قال :ويشتبه بسمّيه محمد بن عبد الله بن المبارك ...
مد بن عبد الله بن المبارك
ي مح ّ ذهب ّ ن المر قد اشتبه عليه هو ،وإّنما قصد ال ّ
و الحقّ أ ّ
دم ذكره عنده )! (178 مار قد تق ّ ن ابن ع ّ ّ
ي ...و قد غفل هذا المعلق عن أ ّالحلوان ّ
لي )ت (1371في تعليقه على الّنزهة فواقر وعواقر ،تد ّ و قد رأيت لذلك الدهم ّ
شأن ! على بعده عن معرفة هذا ال ّ
ي ص 5أنه أحمد بن طاهر )ت ي ؛ فزعم الدهم ّ فقد ذكر ابن حجر أبا حفص الميانج ّ
!! (360
ي )ت .(583 صواب ـ بل ارتياب ـ أّنه :عمر بن عبد المجيد الميانش ّ و ال ّ
ي ص 13 من روى حديثا عن قتادة :سعيدا ً وشعبة ،جزم الدهم ّ و لما ّ ذكر ابن حجر أن م ّ
أن سعيدا ً هو :ابن المسّيب .
مْرية و ل مثنوية ـ أنه :سعيد بن أبي و هذا غلط فادح ،و خلط فادح ،و الصواب ـ بل ِ
عروبة ،و هو من أثبت الّناس في قتادة.
مة الحديث من صّرح بإفادة ما خّرجه الشيخان العلم النظري ،من أئ ّ و ذكر ابن حجر أن م ّ
:أبا عبد الله الحميديّ .
ي )ت ، (219صاحب " ّ
بن الّزبير السديّ المك ّ
)(40
ي ص 15أّنه :عبد الله فجزم الدهم ّ
المسند " !
صواب أنه :محمد بن أبي نصر الندلسي )ت . (488 ن ال ّ
و ل ريب أ ّ
ّ
ن أبا بكر الحميديّ )ت (219قبل أن يخط البخاري و مسلم كتابيهما ،بل توّفي مإ ّث ّ
والبخاريّ ابن ) (25سنة ،ومسلم ابن ) (13سنة !
و ذكر ابن حجر أن ما ينفرد به محمد ابن إسحاق ،عن عاصم بن عمر ،عن جابر ؛ ي ُعَد ّ
سنا ً ...
ح َ َ
38
-و ترى كلمه في " معالم السن " .1/11
39
صواب :عبد الحميد. .-كذا ،و ال ّ
40
-و كنيُته )أبو بكر( ل )أبو عبد الله( !
طاب )ت ! (70 ن عاصم بن عمر ،هو :عاصم بن عمر بن الخ ّ ي ص 21أ ّ فذكر الدهم ّ
طاب مات قبل أن ُيولد ابن إسحاق ؛ فلو ن عاصم بن عمر بن الخ ّ كذا قال ،و غفل عن أ ّ
روى عنه ؛ لكانت روايته عنه منقطعة منكرة ،ل حسنة !!
)(41
بعد وقاة ن عاصما هو :ابن عمر بن قتادة بن الّنعمان النصاريّ )ت (120 صواب أ ّ
و ال ّ
ابن عمر بن الخطاب بخمسين سنة !
دمين ] ...و منهم :أبو زرعة ،و أبو حاتم [...ل مة الحديث المتق ّ ن أئ ّ
و ذكر ابن حجر أ ّ
يطلقون قبول زيادة الثقة ...
ي )ت !!! (126 ي الكوف ّ
ن أبا زرعة هو :عمر )!( بن جرير البجل ّ ي ص 27أ ّ فذكر الدهم ّ
جهِْبذ
شهير ،وال ِصواب ـ بل ارتياب ـ أّنه :عبيد الله بن عبد الكريم الّرازيّ ،الحافظ ال ّ و ال ّ
الكبير )ت ! (264
ي الّتعريف به ،لكّنه عّرف ص و نقل ابن حجر رواية ذكرها ابن أبي حاتم ،فأراد الدهم ّ
29بأبيه أبي حاتم الذي كان قد عّرف بعد ذلك بورقة ص ... 31
لي )ت (1371في تعليقه على الّنزهة فواقر وعواقر ،تد ّ و قد رأيت لذلك الدهم ّ
شأن ! على بعده عن معرفة هذا ال ّ
ومّر به حديث جاء من رواية عبد الله بن دينار ،عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ،فذكر
ي
ي الّنيسابور ّي ،ضعيف ،وّثقه أبو عل ّ ي الحمص ّ ي أن عبد الله بن دينار ،هو البهران ّ الدهم ّ
!!
ن عبد الله بن صواب ـ بل ارتياب ـ أ ّ و هذا غلط واضح ،و خلط فاضح ،و خبط فادح ،و ال ّ
ّ
ي ،مولى ابن عمر ،وهو من جلة الّتابعين وصالحيهم ، دينار ،هو :أبو عبد الّرحمان المدن ّ
ي ؛ فضعيف من أتباع الّتابعين ،لم يدرك صحابّيا البّتة . ما البهران ّ
أ ّ
ي أّنه صاحب شرعة ي ،فذكر الدهم ّ و نقل ابن حجر ص 37عن أبي بكر الّرازيّ الحنف ّ
السلم )) (42ت !! (215
صاص( )ت . (370 ي ،المعروف بـ )الج ّ صواب أّنه :أحمد بن عل ّ و ال ّ
ما أطلت ،و أكتفي بنقل قوله ص " : 37ل وثوق بعالم يدرس ، و ل أريد أن أطيل أكثر م ّ
ما يدخل في مه في درسه ؛ نظرا لتشابه السماء ،ول ِ َ رد اس ُ من ي َ ِمن غير أن يعرف تاريخ َ
الكتب من الخطأ و الغلط . " ...
فزعة ؛ إذن لراح و استراح ... م ْو ليته صان تعليقاته عن تلك الكوائن ال ُ
ت غير واحد من بني عصرنا ،يخلط بين أبي مالك الشعري ـ رضي الله و قد رأي ُ
ي ،واسمه :سعد بن طارق . عنه ـ ،وبين أبي مالك الشجع ّ
ي،وقد تتابعوا ،وتتايعوا على إسناد حديث المعازف المشهور إلى أبي مالك الشجع ّ
ن
ي أكثر رواياته عن الّتابعين ؛ فيوهمون ـ بصنيعهم ذاك ـ أ ّ
ي تابع ّ
ن الشجع ّ وغفلوا عن أ ّ
الحديث مرسل !!
طبريّ في " شرح أصول اعتقاد أهل قال الحافظ الثريّ هبة الله بن الحسن ال ّ
مد بن عبد الله بن نعيم الحافظ ـ إجازة ـ ؛ قال : سّنة " ) " :(465أخبرنا مح ّ ال ّ
ي . " ...
مد المزن ّ
سمعت أبا مح ّ
مد بن ...الله أبو نعيم ، (...وفيهفقال المعّلق الفاضل في حاشيته " :في ه ـ ) :مح ّ
ك )!( أّنهمه :أحمد بن عبد الله أبو نعيم ...و ل ش ّ ما أبو نعيم ...فاس ُسقط وتحريف ،وأ ّ
ن كل النسختين قد أخطأتا في ذلك !!! و الله أعلم ،راجع :الميزان " 1/111 هو هذا ،وأ ّ
!
مد بن عبد الله ن شيخه هو :مح ّ صواب أ ّ
ن ال ّ
كذا جزم بخطإ ما في الّنسختين ...و الحقّ أ ّ
مد بن مد بن عبد الله بن مح ّ مد الحافظ هذا ،هو :مح ّ الحافظ ،وليس أبا نعيم ! و مح ّ
حمدويه بن نعيم أبو عبد الله الّنيسابوريّ الحاكم )321ـ ، (405و )نعيم( هو :جد ّ جد ّ
ي بن ثابت فاظ على اختصار نسبه ،بل دأب أبو بكر بن عل ّ الحاكم ،وقد جرى بعض الح ّ
ي( ؛ حتى خفي على بعض الفاضل الوقوف ضب ّ
ي على نسبته )محمد بن نعيم ال ّ سلم ّال ّ
)(44
. على معرفته
مد
دنيا في " الخلص " ) : (48ثني أحمد بن إبراهيم ،ثني أبو مح ّ و قال ابن أبي ال ّ
عبد الله بن عيسى ...
ن عبد الله ،هو :ابن عيسى بن عبد الّرحمان بن أبي ليلى )ت !! (130 فجزم إياد أ ّ
ن أحمد بن إبراهيم ـ الراوي عنه ـ ُولد سنة ) (168بعد وفاة عبد الله هذا بـ ) و غفل عن أ ّ
(38سنة ؛ فل يمكنه أن يسمع منه إل ّ إن كان عبد الله ُبعث من قبره ُقبيل المئتين !!
شيخ الحبيب بن الخوجة في حاشية " إفادة النصيح " ص 51لبن رشيد ذكر ال ّ
ي " قوت القلوب " !! ي بن أبي طالب القرطب ّالفهريّ ،من تصانيف مك ّ
ومرد ّ هذا الغلط والخلط ،إلى أّنه التبس عليه هذا المام المقرئ الكبير ،بأبي طالب
ي ال ّ
شهير ! صوف ّ المك ّ ّ
ي ال ّ
ي ،عن دارم ّسّنة " ،1/105عن أحمد بن سعيد ال ّ روى عبد الله بن أحمد في " ال ّ
فار ...و هل يكون الستواء . " ... أبيه ؛ قال :سمعت خارجة يقول " :الجهمّية ك ّ
ي ـ وّفقه الله ـ في " قدوم كتائب شيخ الفاضل عبد العزيز بن فيصل الّراجح ّ فذكر ال ّ
ي
ي ،المام الّتابع ّ جار ّ
ن خارجة هو :ابن زيد بن ثابت النصاريّ الن ّ ّ الجهاد " ص ،100أ ّ
الكبير !
- 44ورد ذكره منسوبا كذلك في " غرر الفوائد المجموعة " ص 349و ، 350فقال ال ّ
شيخ سعد بن عبد الله الحمّيد في تعليقه عليه :لم
أظفر له بترجمة .
)(45
ي
ي ،بلد ّ
سرخس ّ
ي ال ّ
الخراسان ّ صواب أّنه :خارجة بن مصعب وهذا غلط ظاهر ،وال ّ
ي.دارم ّ أحمد بن سعيد ال ّ
ي بدهر طويل ؛ فل ما خارجة بن زيد بن ثابت ؛ فقد توّفي قبل أن ُيخلق سعيد ال ّ
دارم ّ أ ّ
يمكنه أن يسمع منه ،إل ّ إن ُبعث له خارجة بن زيد في القرن الثاني ،و هذا ما لم يبلغني
أّنه وقع !
ّ
ن الجهمّية لم تنبت جرثومتها الخبيثة ،إل بعد انصرام ّ
هذا ؛ ول شبهة عند كل لبيب ،أ ّ
القرن الّول بدهر .
45
ي في " اجتماع الجيوش " أّنه ابن مصعب ،وذكر شيخه المّزيّ في " الّتهذيب " 2/333سعيد بن
مد بن أبي بكر الّزرع ّ
-و قد جزم مح ّ
ي من الّرواة عن ابن مصعب . دارم ّ
صخر ال ّ