You are on page 1of 25

‫صيانة الفضلء ‪ ،‬عن الخلط بين أسامي العلماء ‪.

‬‬
‫العاصمي‬
‫إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ‪ ،‬ومن سيئات‬
‫ل له ‪،‬‬ ‫أعمالنا ‪ ،‬من يهده الله ؛ فل مض ّ‬
‫و من يضلل ؛ فل هادي له ‪.‬‬
‫مدا عبده و رسوله ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و أشهد أن ل إله إل ّ الله وحده ل شريك له‪ ،‬و أشهد أن مح ّ‬
‫أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى‪ ،‬وأحسن الهدي‪ :‬هدي محمد ‪ r‬وشّر المور‬
‫ل ضللة في النار ‪.‬‬ ‫محدثاتها ‪ ،‬وكل محدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضللة‪ ،‬و ك ّ‬
‫ما رأيُته من كثرة الغلط ‪ ،‬و الخلط ‪ ،‬و‬ ‫لب علم الثر ؛ ل ِ َ‬ ‫وبعد ؛ فهذا جزء جمعُته ُنصحا ً لط ُ ّ‬
‫صْنعة ؛ حتى طفح الك َْيل ‪ ،‬و انجرف ال ّ‬
‫سْيل ؛‬ ‫الخبط ‪ ،‬في كثير من تساويد منتحلي هذه ال ّ‬
‫طاب الّليل ‪ ،‬ل كّثرهم الله !‬ ‫ح ّ‬‫لكثرة ُ‬
‫مْنه ‪ ،‬كان من البّينات‬ ‫و إّنني فيما سأسط ُُره و أزُبره ‪ ،‬لشديد السى و السف؛ إذ كثيٌر ِ‬
‫الواضحات عند ) حديثّيي ( أسلفنا ‪ ،‬لكن ؛ أحسن الله عزاءنا في كثير من بني عصرنا ‪.‬‬
‫متنا السابقين ‪ ،‬و رآنا نتعانى التفريق بين تيك‬ ‫در الله ‪ ،‬و بعث أحد أئ ّ‬ ‫و لو ق ّ‬
‫) الواضحات ( ؛ لطال نحيُبه ‪ ،‬و تمادى عويله ‪ ،‬على هذا الوضع الوضيع ‪ ،‬و الجهل الفظيع‬
‫صير ‪ ...‬و‬‫سير و ن ُ َ‬
‫من ل ُيفّرق بين عبثر و غندر ‪ ،‬و ن ُ َ‬ ‫الشنيع ‪ ،‬الذي صار إليه كثير مّنا ‪ ،‬م ّ‬
‫ض نبئه بعد حين !‬ ‫ما سيأتيك بع ُ‬ ‫م جّرا ً و سحبا ‪ ،‬م ّ‬ ‫هل ّ‬
‫زما ل رجعة فيه ‪ ،‬بغلق الباب ‪،‬‬ ‫مل ِ‬‫مبَرما ُ‬ ‫ً‬
‫متنا سوء حالنا ؛ لمروا أمرا ُ‬ ‫و ظّني أن لو رأى أئ ّ‬‫َ‬
‫وقطع الخطاب ‪ ،‬و إيقاف طبع أيّ كتاب ‪ ،‬و الكتفاء بتصوير المخطوطات القديمة ‪ ،‬دون‬
‫تعليق عليها بكلمة و ل ك ُل َْيمة !‬
‫و لقد أدرك أئمتنا خطر الخلط بين أسامي العلماء ؛ فجمعوا تصانيف في ) المتفق و‬
‫المفترق ( ‪ ،‬و ) مشتبه أسامي المحدثين ( ‪ ،‬و ) كشف الملتبس ( ‪ ،‬و ) تمييز‬
‫المشكل ( ‪ ،‬و أفردوا أنواعا ً منها فيما صّنفوه في علوم الحديث ‪.‬‬
‫ستي ؛ فقد جمع في ذلك كتبا‬ ‫من أسهم في هذا المهيع بسهم وافر ‪ :‬أبو حاتم الب ُ ْ‬ ‫و كان م ّ‬
‫كثيرة ؛ منها ‪:‬‬
‫‪1‬ـ التمييز بين حديث النضر الحراني ‪ ،‬و النضر الخّزاز ‪ ،‬جزءان ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الفصل بين حديث أشعث بن عبد الملك ‪ ،‬و أشعث بن سوار ‪ ،‬جزءان ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الفصل بين حديث ثور بن يزيد ‪ ،‬و ثور بن زيد ‪ ،‬جزء ‪.‬‬
‫‪4‬ـ الفصل بين حديث مكحول الشامي ‪ ،‬و مكحول الزدي ‪ ،‬جزء ‪.‬‬
‫‪5‬ـ الفصل بين منصور بن المعتمر ‪ ،‬و منصور بن زاذان ‪ ،‬ثلثة أجزاء ‪.‬‬
‫ن ‪ ،‬ثلثة أجزاء ‪.‬‬ ‫ن شيبا َ‬ ‫ن ‪ ،‬أو سفيا ُ‬ ‫ن سفيا َ‬ ‫جِعل شيبا ُ‬ ‫‪6‬ـ كتاب ما ُ‬
‫ن عمر ‪ ،‬عبيد َ الله بن عمر ‪ ،‬جزءان ‪.‬‬ ‫جِعل عبد الله ب ُ‬ ‫‪7‬ـ كتاب ما ُ‬
‫وجمع ـ أيضا ـ كتابا حافل في " علل أوهام أصحاب التواريخ " في عشرة أجزاء ‪.‬‬
‫مّر الشكوى من هذا البلء المستطير ‪ ،‬و‬ ‫وح ب ُ‬
‫مّر الُعصور على الب َ ْ‬ ‫و قد تتابع العلماء على َ‬
‫من باح بذلك ‪ ،‬و رسم دواء هذا الداء ‪ ،‬عبد الواحد بن علي أبو الطّيب الحلبي اللغوي‬ ‫م ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫) ت ‪ ، ( 351‬فقال في ديباجة كتابه " مراتب النحوّيين " ) ص ‪ 1‬ـ ‪: ( 5‬‬
‫فرُِقون بين أبي عُب َْيدة ‪ ،‬وأبي عُب َْيد ‪ ،‬وبين المنسوب‬ ‫" ‪ ...‬إن كثيرا ً من أهل دهرنا)‪ ، (2‬ل ي َ ْ‬
‫ي ‪ ،‬أو سعيد السكريّ ‪ ،‬أو أبي سعيد الضرير ‪ ،‬و يحكون المسألة عن‬ ‫إلى سعيد الصمع ّ‬
‫صلون إلى العلم‬ ‫الحمر ؛ فل ي َد ُْرون ‪ :‬أهو الحمر البصري ‪ ،‬أو الحمر الكوفي ‪ ،‬و ل ي َ ِ‬
‫مرو بن العلء ‪ ،‬و بين أبي عمرو الشيباني ‪ ،‬و ل يفصلون بين أبي عمر‬ ‫بمزّية ما بين أبي عَ ْ‬
‫‪1‬‬
‫ن ُنسب كتابه " المراتب " الذي كد ّ فيه ذهنه ‪ ،‬و أتعب خاطره ) ! ( إلى‬
‫‪ -‬و من عجيب ما اّتفق ‪ ،‬و غريب ما ابُتلي به أبو الطيب هذا ‪ ،‬أ ْ‬
‫رجلين آخرْين ‪ ،‬اّتفقا معه في الكنية ‪ ،‬و افترقا و إّياه في المذهب و المشرب ‪ ...‬فنسبه بعض الفاضل إلى أبي الطيب البغوي ! و نسبه‬
‫آخر إلى أبي الطيب الطبري ‪ ،‬كما سأبّينه قريبا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يعني أهل القرن الرابع ‪ ،‬فما عسى أن ُيقال في أهل القرن الخامس عشر ‪ ،‬و العلم ـ فيه ـ قد استدبر ‪ ،‬و البغاث في زماننا قد‬
‫استنسر !‬
‫ي ‪ ،‬و يقولون ‪ " :‬قال‬ ‫جْرم ّ‬ ‫عمر الثقفي ‪ ،‬و بين أبي عمر صالح بن إسحاق ال َ‬ ‫عيسى بن ُ‬
‫رقون بين أبي الخطاب الخفش ‪ ،‬و أبي الحسن سعيد بن مسعدة‬ ‫ف ِ‬‫الخفش " ‪ ،‬و ل ي َ ْ‬
‫الخفش البصري ّْين ‪ ،‬و بين أبي الحسن علي بن سليمان الخفش ‪ ...‬صاحب محمد بن‬
‫لم البغداديّ و محمد بن‬ ‫ن قوم أن القاسم بن س ّ‬ ‫ن يحيى ‪ ،‬و حتى يظ ّ‬ ‫يزيد ‪ ،‬و أحمد َ ب ِ‬
‫ي صاحب " الطبقات " أخوان !‬ ‫مح ّ‬ ‫ج َ‬ ‫لم ال ُ‬ ‫س ّ‬
‫ة من كتاب " الغريب المصّنف " على ترجمته ‪ " :‬تأليف أبي عُب َْيد‬ ‫ت نسخ ً‬ ‫و لقد رأي ُ‬
‫ي‬
‫جمح ّ‬ ‫ي ‪ ،‬و إنما ال ُ‬ ‫ي ‪ ،‬و ل عرب ّ‬ ‫مح ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ي " !! و ليس أبو عبيد ب ُ‬ ‫مح ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ّ‬
‫القاسم بن سلم ال ُ‬
‫من أخذ عنه ‪...‬‬ ‫مؤلف كتاب " طبقات الشعراء " ‪ ،‬و أبو عبيد في طبقة َ‬
‫صْيد‬ ‫شواء ‪ ،‬و َ‬ ‫كواك ما تشك ّي َْته إلى ما أرى الناس يتهافتون فيه خبط عَ ْ‬ ‫ما اجتمع ش ْ‬ ‫فل ّ‬
‫ظ َْلماء ‪ ،‬و رأيُتك إذا أجري ْ ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫ت إلى تعليقه و افترصَته ؛‬ ‫قْرَته ‪ ،‬و أسَرع َ‬ ‫ت منه شيئا ان ْت َ َ‬
‫ُ‬
‫عيذ ُ إخواني‬ ‫ملك على باطل تحكيه ‪ ،‬و أ ِ‬ ‫سهو َيح ِ‬ ‫من ل َْبس يدخل عليك فيه ‪ ،‬أو َ‬ ‫ت ِ‬ ‫أشفق ُ‬
‫سّرني في العداء ‪ ،‬و ل أفرح به في الب َُعداء ‪ ،‬و ذوي الشنآن و البغضاء‪،‬‬ ‫ما ل ي َ ُ‬ ‫بالله م ّ‬
‫ُ‬
‫سعُ العقلَء جهله ‪...‬‬ ‫ت لك في هذا الكتاب ‪ :‬ما تقُبح الغفلة عنه ‪ ،‬و ل ي َ َ‬ ‫فرسم ُ‬
‫صدوُر‬ ‫ل ‪ ،‬و ال ّ‬ ‫ت به ـ أن أكثر آفات الناس‪ :‬الرؤساُء الجّها ُ‬ ‫و اعلم ـ علمت الخير و عمل َ‬
‫ل ‪ ،‬و هذه فتنة الناس على قديم الّيام ‪ ،‬وغابر الزمان‪ ،‬فكيف بعصرنا هذا‪ ،‬وقد‬ ‫ضل ّ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬
‫قه‪ ،‬ول‬ ‫ف َ‬ ‫ن ل يعلم ول ي َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ َ هذا العلم ع ّ‬ ‫كر ! وأ ِ‬ ‫كر العَ َ‬ ‫در‪ ،‬وان َْتهْينا إلى عَ َ‬ ‫در الك َ َ‬ ‫وصْلنا إلى ك َ َ‬
‫ل‬‫فهم ‪ ،‬و ُيعّلمهم عند نفسه و هو ل يعلم ‪ ،‬يتقّلد ك ّ‬ ‫قه ‪ُ ،‬يفّهم الناس ما ل ي َ ْ‬ ‫س و ل ي َن ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫من كان من‬ ‫ب َ‬ ‫ل إفك و َيحكيه ‪ ،‬يجهل و يرى نفسه عالما ‪ ،‬و َيعي ُ‬ ‫دعيه ‪ ،‬و يركب ك ّ‬ ‫علم و ي َ ّ‬
‫العْيب سالما ‪.‬‬
‫ن شّيا‬ ‫س ُ‬ ‫يء ***** وهو ل ُيح ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫يتعاطى ك ّ‬
‫فهو ل يزداد ُرشدا ***** إنما يزداد غّيا‬
‫ذب ‪،‬‬ ‫سِئل تذ َب ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن روى كذب ‪ ،‬و إ ْ‬ ‫دبين ‪ ،‬إ ْ‬ ‫‪ ...‬فهو بلء على المتعّلمين ‪ ،‬و وبال على المتأ ّ‬
‫ب!‬ ‫ن قُّرر عليه الكلم س ّ‬ ‫شَغب ‪ ،‬و إ ْ‬ ‫خولف َ‬ ‫ن ُ‬ ‫خب ‪ ،‬و إ ْ‬ ‫ص ِ‬‫ظر َ‬ ‫و إن ُنو ِ‬
‫وك إل كذالكا !‬ ‫ّ‬ ‫ب و ما يدري ‪ ،‬و ُيخطي و ما درى و كيف يكون الن ّ ْ‬ ‫ُيصي ُ‬
‫فالواحد من هؤلء في طبقة من الجهل ل تدرك بالمقياس ‪ ،‬و لم ي َهَْتد إليها الخليل حين‬
‫طبق الناس ‪...‬‬
‫دريه ‪ ،‬أنه أسند‬ ‫قُنه و ي َ ْ‬ ‫ص بهذا العلم و يرويه ‪ ،‬و يزعم أنه ي ُت ْ ِ‬ ‫من يخت ّ‬ ‫و لقد بلغني عن بعض َ‬
‫ي" !‬ ‫شيئا ‪ ،‬فقال ‪" :‬عن الفّراء عن المازن ّ‬
‫ي!‬‫ن أن الفّراء الذي كان هو بإزاء الخفش ‪ ،‬كان يروي عن المازن ّ‬ ‫فظ ّ‬
‫ل سبيل " !‬ ‫مي عن معرفة قوم أن يكون عن علومهم أعمى و أض ّ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حرِيّ ب َ‬ ‫و َ‬

‫دءة ذي ب َد ٍْء ‪ ،‬أشرع في بيان و كشف اللتباس الذي وقع في نسبة كتاب " مراتب‬ ‫‪ ‬وب َ ْ‬
‫دمت شكواه من الخلط بين أسامي العلماء ‪ ،‬و‬ ‫ّ‬
‫النحوّيين " لبي الطّيب ‪ ،‬الذي تق ّ‬
‫ث ألمه ‪ ،‬ونفث ما في صدره ؛ فقد ُنسب كتابه الذي كد ّ فيه ذهنه ‪،‬‬ ‫ن عنه ب ّ‬‫لم ي ُغْ ِ‬
‫إلى غيره !‬
‫فقد ذكر الستاذ الفاضل ) أنيس الندونيسي ( في مقدمة "البحر الذي زخر" ص ‪131‬‬
‫من مصادر السيوطي في " التطريف)‪ (4‬في التصحيف " ‪ :‬كتاب " مراتب النحوّيين " لبي‬
‫الطيب البغوي !!‬
‫ف‬‫حْر ٍ‬
‫ف َ‬
‫ن تصحي َ‬ ‫سب الرجال ـ أ ّ‬
‫و من التفاقات العجيبة ـ التي تدل على مدى تشّعب ن ِ َ‬
‫لم إلى الغين ( ‪ ،‬آلت إلى عزو الكتاب إلى رجل‪ ،‬قد ُوجد‬ ‫ن نسبةِ أبي الطيب ) من ال ّ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬في حاشية الصل ‪ :‬خ ـ انتهرَته ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫حف ـ عنده ـ ص ‪ 125‬إلى " التظريف " ! و هذا تصحيف طريف ‪ ،‬في اسم كتاب في كشف التصحيف !‬ ‫‪ -‬تص ّ‬
‫حقيقة )‪ ، (5‬إل ّ أن ذهنه كان خلوا من مادة ذاك الكتاب ‪ ،‬ولم يخطر بباله ‪ ،‬ول دار في‬
‫خياله ‪ ،‬أن ينسب إليه كتاب في " مراتب النحويين " !‬
‫أما الخ الفاضل محمد بن مجقان ؛ فقد عزاه في مقدمة الرجوزة المنبّهة ص ‪ 43‬إلى‬
‫أبي الطيب الطبري !‬
‫وأبو الطيب هذا ‪ ،‬هو‪ :‬طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري ‪ ،‬ثم البغدادي ‪ ،‬المام‬
‫مر ) ‪ 248‬ـ ‪ ، ( 350‬و كان ـ رحمه الله تعالى ـ من أكابر فقهاء‬‫مع ّ‬ ‫الع ّ‬
‫لمة ‪ ،‬الفقيه ال ُ‬
‫الشافعية ‪ ،‬و لم يصّنف ـ ق ّ‬
‫ط ـ في مراتب النحوّيين و أخبارهم ‪.‬‬

‫‪ ‬وقد روى ابن العربي في " العواصم و القواصم " ص ‪ 151‬حديثا ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين ـ بالمعلق من مدينة السلم‪ ،‬تجاه دار الخلفة‬
‫ـ‪ ،‬ثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ‪ ،‬ثنا أبو بكر أحمد )‪ (6‬بن عمر الدلل‪ ،‬ثنا جعفر ‪...‬‬
‫الخلدي ‪ ،‬ثنا خلف بن عمرو ‪ ... ،‬حدثنا سعيد بن منصور ‪ ،‬نا عبد الرحمن بن زياد ‪ ،‬نا‬
‫شعبة ‪ ،‬عن معاوية بن قرة عن أبيه ‪...‬‬
‫فزعم المعلق عليه )عمار الطالبي( أن أحمد بن علي ‪ ،‬هو المروزي ) ت ‪ ! ( 292‬مع أنه‬
‫ذكر أن جعفرا ً ـ شيخ ابن العربي ـ ) ت ‪ (500‬؛ فكيف تسنى له السماع من المروزي‬
‫) ت ‪ ! ( 292‬أترا ه بعث قبل يوم البعث ؟!‬
‫و الصواب ـ بل ارتياب ـ أن أحمد بن علي هو الخطيب البغدادي ) ‪ 392‬ـ ‪ ( 463‬الحافظ‬
‫الشهير ‪.‬‬
‫ثم زعم عمار الطالبي أن عبد الرحمن بن زياد الراوي عن شعبة هو ‪ :‬المعافري ـ يعني ‪:‬‬
‫الفريقي ! ‪-‬‬
‫)‪(7‬‬
‫و هذا غلط ‪ ،‬و الصواب أنه الرصاصي ‪ ،‬و قد أكثر سعيد بن منصور عنه في سننه ‪.‬‬
‫ي عن معرفة هذا الشأن ‪ ،‬و حسبك أنه لم يجد في تعليقه‬ ‫و ل عجب في ذلك ؛ فهو أجنب ّ‬
‫على العواصم ص ‪ 160‬من يعزو إليه حديث " ‪ ...‬أنت كما أثنيت على نفسك " إل كتاب "‬
‫مقاصد الفلسفة " للغزالي المعترف بأن بضاعته في الحديث مزجاة !‬
‫و ل يعزب عن عاقل أن هذا الكتاب ل يصح عزو الحديث اليه ؛ لنه ليس مسندا ‪ ،‬و لم‬
‫تجر عادة مصنفه على اسناد الحاديث في كتبه ‪ ،‬بل هي مجمع الحاديث المكذوبة‬
‫الموضوعة ‪ ،‬و من أشهر مظان الخبار المختلقة المصنوعة !!‬
‫و تالله ! إن هذه قاصمة ‪ ،‬ل تنفعها عاصمة ‪ ،‬و باقعة ليس لها راقعة !‬
‫و هكذا من تكلم في غير فّنه ؛ أتى بهذه العجائب !!‬

‫ما وقع فيه اللتباس ‪ :‬الخلط بين عمرو الناقد ‪ ،‬وعمرو الصيرفي الفلس !‬ ‫‪‬وم ّ‬
‫أما عمرو الناقد ؛ فهو ‪ :‬ابن محمد بن بكير ‪ ،‬أبو عثمان البغدادي الحافظ ‪ ،‬روى عنه‬
‫البخاريّ و مسلم و غيرهما ‪.‬‬
‫لس ؛ فهو ‪ :‬ابن علي بن بحر ‪ ،‬أبو حفص البصري الحافظ ‪ ،‬روى عنه‬ ‫و أما عمرو الف ّ‬
‫الجماعة ‪ ،‬و هو أشهر من نار على عََلم ‪.‬‬
‫و قد روى مسلم حديثا عن عمرو الناقد‪ ...‬فذكر محمد الراوندي المغربي في تعليقه على‬
‫مرو الفلس!‬‫"أجوبة ابن سيد الناس" ص ‪ ، 237‬أّنه عَ ْ‬
‫و إنما وقع له هذا الغلط و الخلط ؛ لتفاقهما في السم ‪ ،‬و تقاربهما في الطبقة و النسبة‬
‫إلى النقد و الصيرفة !‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬و هو نجل أبي القاسم البغوي ‪...‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬قال عمار الطالبي ‪ ) :‬لم نعثر ) ! ( له على ترجمة ( !!‬

‫الرجل معروف مشهور ‪ ،‬مترجم في تاريخ مدينة السلم ‪ 294 /4‬ـ ‪.295‬‬
‫‪ - 7‬و تنظر روايته عنه حديث شعبة ـ خاصة ـ في ) ‪، 283 ، 276 ، 267 ، 162 ، 161 ، 155 ، 150 ، 90 ، 89 ، 35 ، 22 ، 21 ، 14 ، 6‬‬
‫‪ 859 ، 633 ، 514 ، 446 ، 443 ، 284‬ـ من القطعة التي نشرها الشيخ سعد الحميد ( ‪.‬‬
‫‪ ‬و مما ينبغي على الحديثي تحريره ‪ :‬التمييز بين عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس‬
‫‪ ،‬و عبد الله بن محمد بن جعفر بن حّيان ‪.‬‬
‫دث أصبهان ‪ ،‬ومسندها الكبير ) ت ‪. ( 346‬‬ ‫أما ابن فارس ؛ فهو مح ّ‬
‫و أما ابن حّيان ؛ فهو ‪ :‬الحافظ الكبير ‪ ،‬والمصّنف الشهير بأبي الشيخ ) ‪ 274‬ـ ‪، ( 369‬‬
‫صاحب " العظمة " و"السنة الواضحة" ‪...‬‬
‫دثي أصبهان)‪ ، (8‬و مشاهير شيوخ أبي نعيم المهراني ‪ ،‬لكن‬ ‫و كل الرجلين من أكابر مح ّ‬
‫دثين لم يلحقهم أبو‬‫ابن فارس أرفع طبقة )‪ ، (9‬و أكبر سّنا ‪ ،‬و قد أدرك جماعة من المح ّ‬
‫الشيخ ؛ كسمويه ‪ ،‬وهارون بن سليمان أبي الحسن الخزاز ‪ ،‬و يونس بن حبيب‬
‫الصبهانّيين ‪.‬‬
‫و قد روى أبو نعيم في ما وصل اليه عاليا من حديث سعيد بن منصور ص ‪ 58‬حديثا عن‬
‫عبد الله بن جعفر ‪ ،‬عن سمويه ) ت ‪.( 267‬‬
‫فذكر المعلق عليه ) عبد الله الجديع ( أن عبد الله هو ‪ :‬أبو الشيخ ) ‪ 274‬ـ ‪!! ( 369‬‬
‫و هذا غلط منه و خلط ‪ ،‬و الصواب أنه ابن فارس ‪ ،‬أما أبو الشيخ ؛ فلم يدرك ) سمويه (‬
‫‪ ،‬بل إنه ُولد بعد وفاته بسبع سنين)‪! (10‬‬
‫و قد انبنى على ذلك أن أغفل الجديع ذكر ابن فارس في تراجم شيوخ أبي نعيم ص ‪، 11‬‬
‫مكتفيا بذكر أبي الشيخ !‬
‫و من اللطائف أن أبا الشيخ ترجم ابن فارس في الطبقات ‪ ، 4/237‬و روى عنه حديثا‬
‫واحدا ً من روايته عن سمويه !‬

‫‪ ‬وقد اتفق رجلن جليلن في السم ‪ ،‬و اسم الب ‪ ،‬و النسبة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ زكريا بن يحيى المنقري الساجي ‪ ،‬أبو يعلى البصري ‪ ،‬صاحب الصمعي ‪.‬‬
‫دث البصرة و‬ ‫‪2‬ـ زكريا بن يحيى الضبي البصري الساجي ‪ ،‬أبو يحيى الحافظ الفقيه ‪ ،‬مح ّ‬
‫مفتيها ‪.‬‬
‫و قد اّتفقا في السم ‪ ،‬و اسم الب ‪ ،‬و البلدة ‪ ،‬و النسبة ‪ ،‬و افترقا في الكنية ‪ ،‬و‬
‫الطبقة ‪...‬‬
‫دة ‪ ،‬فقال في حاشية المتكلمين في الرجال ص ‪ 112‬ـ معّرفا‬ ‫ّ‬
‫و غفل عن هذا كله ‪ :‬أبو غ ّ‬
‫بأبي يحيى الساجي الحافظ ـ ‪:‬‬
‫" وقع في كنية ] الساجي [ تحريف إلى أبي يعلى في " النساب " ) من طبعة الهند و‬
‫بيروت ! ( و في " اللباب " ؛ فاعرفه " !!‬

‫‪ ‬وقد اشترك في الشهرة بـ ) وكيع ( عََلمان شهيران ‪:‬‬


‫‪1‬ـ وكيع بن الجراح ‪ ،‬و هو أشهر من نار على عََلم ‪.‬‬
‫‪2‬ـ محمد بن خلف بن حّيان ‪ ،‬الملقب وكيعا ً ‪.‬‬
‫و قد قال أبو محمد بن حّيان الصبهاني في كتابه " التوبيخ و التنبيه " ) ‪ " : ( 77‬حدثنا‬
‫محمد بن خلف ‪ ،‬وكيع ‪ ،‬نا محمد بن جعفر ‪ ،‬نا يحيى ‪ ،‬ثنا شعبة ‪ " ...‬فذكر حديثا ‪.‬‬
‫و رواه في كتابه " ذكر القران " ) ‪ ( 296‬بهذا السند ‪ ،‬لكن وقع في المطبوع ‪ " :‬حدثنا‬
‫محمد بن خلف بن ) ! ( وكيع " !‬
‫ي أن وكيعا هذا ‪ ،‬شيخ أبي محمد بن حّيان ‪ ،‬يروي هذا الحديث عن محمد‬ ‫و ل يرتاب حديث ّ‬
‫بن جعفر ‪...‬‬

‫‪ - 8‬وقد اتفقا في السم ‪ ،‬و الكنية ‪ ،‬و البلد ‪ ،‬و حرفة التحديث ‪.‬‬
‫‪ - 9‬و قد روى أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ‪ 1/360‬حديثا عن عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬عن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن‬
‫فارس ‪...‬‬
‫‪ - 10‬راجع ‪ :‬الطبقات ‪ 3/64‬لبي الشيخ ‪.‬‬
‫ن أن محمد بن‬ ‫لكن المعلق على " التوبيخ " ) الشيخ حسن الزهيري فرج الله كربه ( ظ ّ‬
‫جعفر ‪ ،‬هو ‪ ) :‬غندر ( ! فقال)‪ " : (11‬محمد بن جعفر ‪ ،‬يروي عن شعبة مباشرة " !!‬
‫ما كتب سند الحديث ‪ ،‬رسمه ‪ ... " :‬محمد بن خلف ‪ .‬وكيع ‪ ،‬نا محمد بن جعفر ‪،‬‬ ‫بل إنه ل ّ‬
‫نا يحيى ‪ ،‬ثنا شعبة " ‪.‬‬
‫ثم وضع علمة الترقيم بعد ) محمد بن خلف ( ‪ ،‬و قال ‪ " :‬فراغ في الصل " !‬
‫كأنه يشير إلى سقوط أداة التحديث بين ) محمد بن خلف ( ‪ ،‬و وكيع !‬
‫و لم ي َد ْرِ أن وكيعا ً لقب محمد بن خلف !‬
‫ثم إن محمد بن خلف لم يدرك وكيع بن الجراح ‪ ،‬ول قارب ‪ ،‬ولو اتخذ نفقا في الرض ‪،‬‬
‫أو سّلما في السماء !‬
‫ثم أكد ذلك عند تعليقه على ) يحيى ( ـ رواية عن شعبة ـ بقوله ‪:‬‬
‫ن ) ! ( محمد بن‬ ‫" كلم غير مقروء في الصل ‪ ،‬و لم أقف عليه في كتب السنة ) !! ( فإ ّ‬
‫جعفر يروي عن شعبة مباشرة " !‬
‫و هذا يدل على أنه ظن أنه من رواية محمد بن خلف ‪ ،‬عن وكيع ‪ ،‬عن محمد بن جعفر ‪...‬‬
‫و قد وقع نحو هذا الغلط من غير هذا ) المعلق (‪.‬‬
‫فقد نقل أحد الكابر سند حديث من "الحلية" ‪3/199‬ـ ‪ 200‬من رواية محمد بن خلف‬
‫القاضي‪ :‬ثنا )!( وكيع ‪ ،‬ثنا محمد بن إسماعيل ‪...‬‬
‫و هذا غلط ؛ فـ ) وكيع ( لقب ) محمد بن خلف ( ‪ ،‬و كلمة ) ثنا ( مقحمة مدرجة !‬
‫و مما يؤكد ذلك أن الخطيب حين ترجم ) محمد بن إسماعيل ( لم يذكر عنه راويا إل‬
‫محمد بن خلف ‪.‬‬
‫دم الطبقة ‪ ،‬من أتباع التابعين ‪.‬‬‫ثم إن وكيعا متق ّ‬

‫‪ ‬و مما ينبغي على الحديثي تحريره ‪ :‬التمييز بين عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس‬
‫‪ ،‬و عبد الله بن محمد بن جعفر بن حّيان ‪.‬‬
‫و ممن خلط بينهما ‪ :‬المعلق على " العرش " للذهبي ص ‪ ،134‬فذكر أن أبا الشيخ‬
‫ت ترجمته ص ‪. 127‬‬ ‫دم ْ‬
‫تق ّ‬
‫قه في الكنية ) عبد الله بن جعفر‬
‫مّيه و بلدّيه و مواف َ‬
‫س ِ‬
‫كذا قال ‪ ،‬مع أنه إنما ترجم هناك َ‬
‫دم‬
‫ما أبو الشيخ ؛ فقد تق ّ‬‫بن أحمد بن فارس ( ‪ ،‬أ ّ‬
‫ده إلى حّبان ـ ص ‪.101‬‬ ‫م والد ج ّ‬‫حفا اس ُ‬
‫عنده ـ مص ّ‬

‫مي ّْين ‪:‬‬


‫س ِ‬
‫ما يلتبس على بعض الناس ‪ :‬الخلط بين َ‬
‫‪‬وم ّ‬
‫‪1‬ـ الفتح بن خاقان ‪ ،‬أبو محمد الديب ‪ ،‬وزير المتوكل ‪ ،‬مصنف الروضة و التنبيه و‬
‫الصيد ‪ ) ...‬ت ‪. ( 247‬‬
‫‪2‬ـ الفتح بن محمد بن عبيد الله بن خاقان ‪ ،‬أبو نصر الشبيلي ‪ ،‬صاحب " قلئد العقيان "‬
‫و " مطمح النفس " ‪.‬‬

‫‪ ‬وقد كثر في زماننا هذا ‪ ،‬الخلط بين يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري ‪ ،‬وبين يحيى‬
‫بن يحيى الليثي الندلسي ‪.‬‬
‫و قد اتفقا في السم ‪ ،‬واسم الب ‪ ،‬ورواية الموطأ عن شيخهما مالك المام ‪.‬‬
‫و قد قال السيوطي في " البحر الذي زخر " ‪ " : 1/403‬قال الزركشي في نكته ‪ :‬قال‬
‫ت للحافظ جمال الدين المزي ‪ :‬قال أحمد بن حنبل‪) :‬سمعت الموطأ‬ ‫بعض الفضلء ‪ :‬قل ُ‬
‫من‪...‬حفاظ أصحاب مالك‪ ،‬فأعدته على الشافعي( ؛ فكيف اختار رواية ابن مهدي‪ ،‬ويحيى‬
‫بن يحيى)‪. " ... (12‬‬
‫فذكر المعلق ) أنيس الندونيسي ( أن يحيى بن يحيى هو الليثي !‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬ص ‪ ، 106‬و كّرر ذلك ص ‪. 107‬‬
‫دعى‬‫و هذا يوهم أن المام أحمد يروي الموطأ عن يحيى الليثي ‪ ،‬و هذا غلط ‪ ،‬بل لو ا ّ‬
‫دع أنه لم يسمع بالليثي ؛ ل َ َ‬
‫ما أبعد !‬ ‫م ّ‬
‫ُ‬
‫و لو أنعم النظر في " النكت " ‪ 1/146‬للزركشي ؛ لرأى فيه ‪ " :‬يحيى بن يحيى التميمي‬
‫"!‬
‫ما ل يثبت ‪ ،‬أما عن‬‫ذكر من رواية المام أحمد الموطأ عن يحيى التميمي ‪ ،‬م ّ‬ ‫على أن ما ُ‬
‫محال ‪ ،‬من نسج الخيال !‬ ‫الليثي ؛ ف ُ‬

‫‪ ‬وقد آل الخلط بين ابن حبان الُبستي ‪ ،‬و بين أبي الشيخ ابن حّيان ‪ ،‬إلى نسبة كتاب "‬
‫ثواب العمال " الذي تعب عليه أبو الشيخ حتى أنه ما أورد فيه حديثا إل بعد العمل‬
‫به فنسبه مصطفى الرومي في كشف ظنونه ص ‪ 525‬إلى ابن حّبان ‪ ،‬و تبعه‬
‫إسماعيل البغدادي في هديته ‪ ، 2/45‬و الشيخ الفاضل يحيى الشهري في " زوائد‬
‫رجال صحيح ابن حبان ‪. 1/24 " ...‬‬
‫و ذكر عداب الحمش في أطروحته " المام ابن حبان و منهجه ‪ 1/381 " ..‬كتاب حديث‬
‫القران من تصانيف ابن حبان !‬
‫و قد أحسن الستاذ يحيى الشهري عندما قال ‪ : 1/24‬أخشى أن يكون هذا كتاب أبي‬
‫الشيخ ‪.‬‬
‫يعني ‪ :‬كتابه النافع الماتع النفيس " ذكر القران ‪... " ...‬‬
‫حفا إلى أبي الشيخ بن حبان ـ بالباء الموحدة ـ كما تراه في‬ ‫و كثيرا ً ما يرد ابن حيان مص ّ‬
‫شذرات الذهب ‪ ، 69/ 3‬و أعلم الزركلي‪ ،‬و مطبوعة العرش ص ‪ 101‬للذهبي ‪ ،‬و صفة‬
‫النزول اللهي ص ‪ ، 43‬و وقع فيه ص ‪ 95‬ـ نقل عن عمدة القاري ‪ 7/198‬ـ ‪ " :‬أبو الشيخ‬
‫‪ ،‬و ) ! ( ابن حبان ) ! ( في كتاب السنة " !‬

‫‪ ‬و مما وقع فيه الغلط و اللتباس ‪ :‬عدم التفريق بين محمد بن عبد السلم الخشني ‪،‬‬
‫و بين محمد بن حارث الخشني ‪ ،‬و قد غلط في ذلك أحد ُنبهاء العلماء ‪ ،‬و أيقاظ‬
‫الحفاظ ‪ ،‬و قد كشف ذلك أبو عبد الله بن أبي نصر الحميديّ ـ رحمه الله ـ ؛ فقد‬
‫ترجم محمد بن عبد السلم في كتابه " جذوة المقتبس " ‪ ،‬ثم قال ص ‪64‬ـ ‪" : 65‬‬
‫و ذكره أبو محمد عبد الغني بن سعيد ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" محمد بن عبد السلم الخشني القرطبي ‪ ،‬صاحب " تاريخ الندلس " ‪ ،‬روى عن ابن‬
‫وضاح " ‪.‬‬
‫فوهم من وجهين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه جعله صاحب " التاريخ " ‪ ،‬و الخشني الذي ألف التاريخ هو محمد بن‬
‫ما رأى التاريخ منسوبا إلى الخشني ؛ ظّنه محمد بن عبد السلم ‪ ،‬و‬ ‫حارث ‪ ...‬و لعله ل ّ‬
‫إنما هو محمد بن حارث ‪.‬‬
‫و الوجه الخر ‪ :‬أنه قال ‪ " :‬روى عن ابن وضاح " ‪ ،‬و هو ‪ ،‬وابن وضاح في طبقة واحدة ‪،‬‬
‫و في سنة واحدة ماتا ‪ ،‬و الذي روى عن ابن وضاح ‪ ،‬هو محمد بن حارث ‪ ،‬و إنما ركب‬
‫ذلك كله على ظّنه أن الخشني من وفيات أهل تلك الناحية ‪ ...‬فظن أنه محمد بن عبد‬
‫السلم ؛ لنه الشهر و القدم زمنا‪ ،‬فلو أنعم النظر‪ ،‬و تتّبع كتاب ابن يونس ‪ ،‬لوجد فيه أن‬
‫محمد بن عبد السلم مات في سنة ‪ ، 286‬و أن ابن يونس قد حكى عن الخشني وفيات‬
‫جماعة بعد الثلثمئة ‪ ،‬و بعد العشر و ثلثمئة ‪ ...‬فكان يتبين له أن هذا الخشني الذي‬
‫من‬‫يحكي عنه هذه التواريخ ليس محمد بن عبد السلم ؛ إذ ل يجوز أن يحكى عنه وفاةَ َ‬
‫مات بعد موته بدهر ‪ ،‬و إن كانت الشبهة وقعت من أجل أن ابن يونس يقول فيما يورده‬
‫ماه و نسبه في موضعين من‬ ‫ميه ‪ ،‬و ل ينسبه ؛ فقد س ّ‬
‫من ذلك ‪ :‬ذكره الخشني ‪ ،‬و ل يس ّ‬
‫‪ = 12‬كذا قال ! و لم يختر المام أحمد رواية يحيى قط ‪ ،‬بل لم أر له في" المسند " ـ كّله ـ حديثا ق ّ‬
‫ط ‪ ،‬و لم يتنّبه لهذا ‪ :‬المعلقان على "‬
‫البحر " ‪ 1/403‬و " النكت " ‪ 1/146‬للزركشي !‬
‫ن‬
‫ن يونس محمد َ ب َ‬
‫ح أن الكتاب له ‪ ،‬ل لمحمد بن عبد السلم ‪ ،‬و قد ذكر اب ُ‬‫كتابه ‪ ...‬فص ّ‬
‫عبد السلم ‪ ،‬فلم يذكر أن له تاريخا ‪ ،‬و ل وجدنا أحدا من أهل تلك البلد ذكر ذلك ‪ ،‬و قد‬
‫بحثنا عنه ‪ ،‬و الله الموفق للصواب " ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن الغرائب أن أبا عبد الله الحميديّ هذا الذي كشف هذا الغلط ‪ ،‬لم يسلم هو ـ‬
‫أيضا ـ من خلطه بغيره !‬
‫فقد رأى الشيخ مشهور بن حسن خبرا مروّيا من طريق أبي بكر الحميدي ‪ ،‬عن سفيان‬
‫بن عيينة ‪ ،‬فذهب يبحث عنه في كتاب " الذهب المسبوك " ؛ فلم يجده فيه ؛ فقال ‪" :‬‬
‫أخرجه ‪ ...‬أبو بكر الحميدي ‪ ،‬و هو ) ! ( ليس في " الذهب المسبوك " له " !‬
‫و قد غفل عن أن كتاب " الذهب المسبوك " من تصنيف و تأليف محمد بن أبي نصر‬
‫الحميدي ) ت ‪ ، ( 488‬و ليس من تأليف عبد الله بن الزبير ‪ ،‬أبي بكر الحميدي ) ت ‪219‬‬
‫( صاحب " المسند " ‪ ،‬و بين وفاتيهما ) ‪ ( 269‬سنة !‬

‫‪ ‬و قد وقع خلط عجيب بين مردويه و ابن مردويه ‪ ،‬و بين ابن مردويه الجد ّ و بين‬
‫حفيده ‪ ،‬و بين ابن مردويه و بين فورك !‬
‫أما ) مردويه ( ؛ فهو ‪ :‬أحمد بن محمد بن موسى المروزي ‪ ،‬أبو العباس السمسار‬
‫فق ـ حينذاك ـ مع سمّيه ) أحمد بن‬ ‫ده ؛ فيت ّ‬‫سب إلى ج ّ‬ ‫) ت ‪ ، ( 238‬و ربما ن ُ ِ‬
‫موسى بن مردويه ( ؛ فيشتد ّ اللتباس على غير أهل المعرفة بالرجال و طبقاتهم ‪.‬‬
‫و ) ابن مردويه ( ‪ ،‬حافظ مشهور ‪ ،‬و إمام مذكور ‪ ) ،‬ت ‪ ، ( 410‬و بين وفاته ووفاة‬
‫) مردويه ( ‪ 172 ) :‬سنة ( !‬
‫و مع ذلك ؛ فقد غلط ) مغلطاي ( ‪ ،‬و خلط بينهما ‪ ،‬و خبط في ذلك خبطا شنيعا ‪.‬‬
‫ذكر الحافظ المزي في " تهذيب الكمال " ‪ 1/84‬عن ابن عساكر ‪ ،‬أن الدارقطني و‬
‫البرقاني ‪ ،‬تفّردا بذكر ) أحمد بن موسى ( في شيوخ البخاري ‪ ،‬و أنه لم يذكره غيُرهما ‪،‬‬
‫قبه ) مغلطاي ( في " إكماله " ‪1/147‬ـ ‪ ، 148‬فقال ‪:‬‬ ‫فتع ّ‬
‫)‪(13‬‬
‫ذكَره ‪ ...‬و ُيشبه أن يكون أحمد بن محمد بن موسى‬ ‫" أغفل صاحب " الّزهرة "‬
‫ُ‬
‫‪ ،‬و ما إخاله غيَره ‪. " ...‬‬ ‫)‪(14‬‬
‫دثين "‬‫) مردويه ( صاحب ) ! ( كتاب " أولد المح ّ‬
‫و لم يتنّبه المعّلقان على " إكماله " إلى هذا الغلط الواضح الفادح !‬
‫واد في حاشية " تهذيب الكمال " ‪! 1/84‬‬ ‫شار بن ع ّ‬‫بل لقد نقله عنه ـ و أقّره ! ـ ب ّ‬
‫و هذه زّلة ل لعا ً لها ‪ ،‬و زلقة ُيستعاذ بالله الكريم منها ؛ فإن الفرق بين الرجلين من‬
‫الوضوح و الظهور ‪ :‬ما ُيستغنى به عن الغراق و الطناب في كشفه ‪ ،‬فاللهم غُ ْ‬
‫فرا ‪.‬‬
‫و مصّنف " أولد المحدثين " إنما هو ‪ :‬أحمد بن موسى بن مردويه ‪ ،‬أبو بكر الصبهاني )‬
‫ي أن‬‫‪323‬ـ ‪ ، ( 410‬و ل أراني في حاجة إلى حشد و حشر أدلتي على ذلك ‪ ،‬و لكن حسب َ‬
‫سه ـ في " الكمال " ـ عيِنه ـ ؛ فقد قال‬ ‫طه مغلطاي ـ نف ُ‬ ‫أختصر ‪ ،‬و أقتصر على ما خ ّ‬
‫دثين " للحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن‬ ‫‪ " : 1/192‬و في كتاب " أولد المح ّ‬
‫مردويه ‪. " ...‬‬
‫وه في ‪ ، 403 ، 4/39‬و يراجع ‪328 ، 4/272 ، 3/39 ، 2/283 ، 282 ، 1/206 :‬‬ ‫و نح ُ‬
‫منه ‪...‬‬

‫‪ - 13‬يعني ‪ :‬مصّنف كتاب " زهرة المتعّلمين ‪ ،‬في أسماء مشاهير المحدثين " ‪ ،‬و قد التبس أمره على الشيخ مشهور في " معجم‬
‫ن أنه كتاب " الزهرة " لبي بكر بن داود الصبهاني الظاهري ‪ ،‬الذي صّنفه في أشعار الغزل ‪ ،‬و‬ ‫المصنفات الواردة في فتح الباري " ؛ فظ ّ‬
‫شاق !!!‬‫أخبار العُ ّ‬
‫‪14‬‬
‫دثين " ؛ فانطلى ذلك على غير واحد ؛ منهم ‪ :‬الشيخ الفاضل‬
‫حف في حاشية كتاب " الدعاء " للطبراني ‪ ،‬إلى " أدباء ) ! ( المح ّ‬ ‫‪ -‬تص ّ‬
‫الضياء العظمي في ديباجة " ثلثة مجالس من المالي " ‪.‬‬
‫دث ‪ ،‬وافقه في السم ‪ ،‬و الكنية ‪ ،‬و البلد ‪ ،‬و المذهب ‪ ،‬و‬ ‫‪ ‬ولبن مردويه ‪ ،‬حفيد مح ّ‬
‫صنعة الحديث ‪ ،‬و العناية بتاريخ أهل الثر ‪ ،‬و هو ‪ :‬أحمد بن محمد ‪ ،‬أبو بكر بن‬
‫مردويه الصبهاني ‪...‬‬
‫دة في تعليقه على " المتكلمين في الرجال "‬ ‫و قد خلط بينهما غير واحد ؛ منهم ‪ :‬أبو غ ّ‬
‫ص ‪ 106‬؛ فقد ذكر السخاوي الحافظ أبا بكر بن مردويه الصبهاني‪ ،‬في طبقة أبي عبد‬
‫دة لحفيده أحمد بن محمد بن مردويه‬ ‫الله الحاكم‪ ،‬وعبد الغني بن سعيد‪ ...‬فترجم أبو غ ّ‬
‫الصغير ) ت ‪!!( 498‬‬
‫و ل ريب أن هذا غلط واضح ‪ ،‬و خلط لئح ؛ فإن ابن مردويه الحفيد ليس من طبقة‬
‫المذكورين ‪ ،‬بل ما ُولد إل بعد وفاة كثير منهم ‪ ،‬و بين وفاته و وفاة ابن منده ) ‪( 103‬‬
‫ده ) ‪ ( 88‬سنة !‬ ‫سنين ‪ ،‬و بين وفاته و وفاة ج ّ‬
‫ده في السم ‪ ،‬و الكنية ‪ ،‬و النسبة ‪ ...‬فلذلك ُيشكل المر على من لم‬ ‫و قد اّتفق مع ج ّ‬
‫صْنعة !‬
‫ُيحكم هذه ال ّ‬

‫‪ ‬هذا ‪ ،‬و ثالثة الثافي ‪ ،‬و آبدة الوابد ‪ ،‬وعاقرة العواقر ‪ ،‬وفاقرة الفواقر ‪ :‬الخلط بين‬
‫ي!!‬
‫ي الشعر ّ‬ ‫ي الثريّ ‪ ،‬و بين ابن ُفورك الك ُ ّ‬
‫لب ّ‬ ‫سن ّ ّ‬
‫ابن مردويه ال ّ‬
‫صا من كتاب " المقالت ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فقد نقل الحافظ الذهبي في كتاب " العرش " ص ‪ 296‬ن ّ‬
‫لب " لبن ُفورك ‪ ،‬فأراد المعلق أن ُيعّرف بابن فورك ‪،‬‬ ‫والخلف بين الشعري و ابن ك ّ‬
‫فقال ‪:‬‬
‫" أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الصبهاني ‪ ،‬صاحب التفسير الكبير ‪ ،‬حافظ ‪...‬‬
‫لمة ‪ ،‬من قدماء الشاعرة ‪!!! " ...‬‬ ‫ع ّ‬
‫ثم أحال على )ذكر أخبار ( أصبهان ‪ ، 1/161‬و سير أعلم النبلء ‪. 17/308‬‬
‫ي الثريّ ‪ ،‬الذي أفنى عمره الطويل‬ ‫سن ّ ّ‬
‫تالله ! إنها لحدى الكبر ‪ :‬أن ُيرمى هذا المام ال ّ‬
‫في نصرة السنة و أهلها ‪ ،‬بكونه من قدماء الشاعرة ‪ ،‬و ما هذا إل خلط شنيع ‪ ،‬و خبط‬
‫ت خوافيه ‪ ،‬و طريق تلفيه ‪ ،‬في مقال أفردته لصلح‬ ‫ت ما فيه ‪ ،‬و أبن ُ‬ ‫فظيع ‪ ،‬شرح ُ‬
‫الغلط و التحريفات الواقعة في كتاب " العرش " !‬
‫فق بين ابن مردويه الثريّ ‪ ،‬و بين ابن فورك وارث‬ ‫ة ‪ :‬أن ل ّ‬ ‫ب هذا الغلط شناع ً‬ ‫و حس ُ‬
‫تحريفات الجهمية والمعتزلة ‪ ،‬و قد ذكر شيخ السلم في " الحموية " ص ‪22‬ـ ‪ ، 24‬أن‬
‫يو‬‫مقالة التعطيل انتشرت في حدود المئة الثالثة بسبب بشر بن غياث المريس ّ‬
‫طبقته ‪ ) ...‬قال ( ‪ " :‬و هذه التأويلت الموجودة اليوم بأيدي الناس ـ مثل أكثر التأويلت‬
‫التي ذكرها أبو بكر بن ُفورك في كتاب التأويلت ‪ ...‬ـ هي بعينها تأويلت بشر المريسي ‪،‬‬
‫التي ذكرها في كتابه ‪ ...‬و يدل على ذلك ‪ :‬كتاب " الرد " الذي صّنفه عثمان بن سعيد‬
‫ماه ‪ " :‬رد ّ عثمان بن‬‫مة المشاهير في زمان البخاريّ ـ صّنف كتابا س ّ‬ ‫الدارمي ـ أحد الئ ّ‬
‫سعيد ‪ ،‬على الكاذب العنيد ‪ ،‬فيما افترى على الله في التوحيد " ‪ ،‬حكى فيه هذه التأويلت‬
‫ي أْقعد ُ بها ‪ ،‬و أعلم بالمنقول‬ ‫ي ‪ ،‬بكلم يقتضي أن المريس ّ‬ ‫بأعيانها عن بشر المريس ّ‬
‫ن جهته وجهة غيره ‪ ،‬ثم رد ّ‬ ‫م ْ‬‫ت إليهم ِ‬ ‫والمعقول ‪ ،‬و من هؤلء المتأخرين ‪ ،‬الذين اّتصل َ ْ‬
‫ن بن سعيد بكلم إذا طالعه العاقل الذكي ؛ علم حقيقة ما كان عليه السلف ‪ ،‬و‬ ‫ذلك عثما ُ‬
‫تبّين له ظهور الحجة لطريقهم ‪ ،‬و ضعف حجة من خالفهم ‪.‬‬
‫فُروهم و‬ ‫م ) المريسّية ( ‪ ،‬و أكثُرهم ك ّ‬ ‫مة الهدى ـ قد أجمعوا على ذ ّ‬ ‫مة ـ أئ ّ‬
‫ثم إذا رأى الئ ّ‬
‫ضل ُّلوهم ‪ ،‬و علم أن هذا القول الساري في هؤلء المتأخرين ‪ ،‬هو مذهب المريسي‪ ،‬تبّين‬
‫الهدى لمن يريد الله هدايته ‪. " ...‬‬
‫و قد تبعه على هذا الغلط ‪ ،‬الشيخ ناصر السلمة في تعليقه على " الكلم على مسألة‬
‫الستواء على العرش " للحافظ ابن عبد الهادي ‪...‬‬
‫و قد سبقهما الى هذا الخلط ‪ ،‬الشيخ عبد القادر بن محمد آل صوفي في تعليقه على "‬
‫الربعين في صفات رب العالمين " ‪ ،‬ثم تبعه المعلق على " العرش " ‪ ...‬لكن الول قد‬
‫سلم من رمي الحافظ ابن مردويه بتلك الفاقرة العاقرة ‪...‬‬
‫مة السنة ‪ ،‬و ل يحابي في دين الله أحدا ‪،‬‬ ‫و الواجب على كل سني سلفي أن يغار لئ ّ‬
‫مهما جل قدره ‪ ،‬و تبرئة ساحة ابن مردويه من هذه الداهية الدهياء‪ ،‬والبلية الصلعاء‪ ،‬لزم‬
‫لزب واجب ‪ ،‬و قد ظهر لكل منصف أن غير واحد من الساتذة ‪ ...‬تتابعوا ووتتايعوا على‬
‫هذا الغلط و الخلط ‪ ...‬و يخشى أن يذيع و يشيع هذا المر الد ّ ‪ ...‬مع طول التكتم ‪ ،‬و‬
‫السترسال في المحاباة ‪...‬‬
‫متكم ؛ فهم فرطنا ‪ ،‬ورأس مال كل سني أثري ‪...‬‬ ‫فالله الله في أئ ّ‬
‫و تقوم الن حرب منظمة ‪ ،‬تستهدف إسقاط المنهج السلفي ‪ ،‬وتشويه الدعوة السلفية ‪،‬‬
‫ومن أمضى أسلحتهم في حربهم ‪ ،‬دعواهم الكاذبة الخاطئة أن العقيدة السلفية من‬
‫ابتداع شيخ السلم ابن تيمية ‪ ...‬و أن أكثر علماء المسلمين من الشاعرة !!!‬
‫ولعل الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬يوفقني أن أتم مقالي الذي نشرته في الملتقى ‪ ،‬و ترجمته بطبقات‬
‫أهل السنة السنية ‪ ،‬المجانبين للكلبية الشعرية ‪ ،‬و لو رجعت اليه ؛ لوجدت قول ابن عبد‬
‫الهادي الصغير ‪ ،‬الشهير بابن المبرد ‪:‬‬
‫دث ] ‪/87‬ب [ الحافظ ‪،‬‬ ‫‪ 80‬ـ ومنهم ‪ :‬الحافظ أبو بكر بن مردويه ‪ ،‬المام الكبير ‪ ،‬المح ّ‬
‫كان مجانبا ً لهم ‪.‬‬
‫ثم نأتي ‪ ،‬ونتطوع )!( و نتبرع بإضافة إمام سني أثري إلى رصيدهم الخاسر ‪ ،‬و هذا أمر‬
‫خطير فطير ‪ ،‬و إن كنت موقنا أن الغلط في ذلك غير مقصود ‪ ،‬لكن البيان واجب ‪ ،‬على‬
‫كل من يغار على الطريق اللحب ‪.‬‬
‫و لو علم ابن مردويه أن اتفاق اسم والد جده مع اسم جد ابن فورك ‪ ،‬سيورده هذه‬
‫الموارد ‪ ،‬وأنه سيرمى بهذه البلية التي ل لعا لها ؛ لسعى سعيا حثيثا لمحو اسم والد جده‬
‫من ديوان أسامي أهل أصبهان !!‬

‫‪ ‬وقد خلط المعلقان على كتاب " نقد الطالب ‪ ،‬لزغل المناصب " ص ‪ 100‬ـ لبن‬
‫طولون ـ ‪ ،‬بين أبي زرعة عبيد الله الرازي ‪ ،‬و بين بلدّيه أبي زرعة أحمد بن‬
‫صة واهية مروّية عن أبي زرعة‬‫الحسين ) ت ‪ ( 375‬؛ فقد ذكر ابن طولون ق ّ‬
‫الرازي ‪ ،‬عن ابن أبي شيبة ؛ فذكر المعلق أن أبا زرعة ‪ ،‬هو ‪ :‬أحمد بن الحسين ‪،‬‬
‫الذي رحل إلى بغداد سنة ‪ ... 324‬بعد وفاة ابن أبي شيبة ) ‪ ( 89‬سنة ‪ ،‬و توّفي‬
‫بعده بـ ) ‪ ( 140‬سنة !‬
‫و الصواب أن المقصود‪ ،‬هو‪ :‬الحافظ الجهبذ عبيد الله بن عبد الكريم ‪ ،‬المتوفى سنة )‬
‫‪ ( 264‬قبل بلدّيه أحمد بن الحسين بـ ) ‪ ( 111‬سنة !‬
‫)‪(15‬‬
‫خلط أبا زرعة الرازي بأبي زرعة الدمشقي !‬
‫ت غير واحد من المعاصرين ي َ ْ‬
‫‪ ‬وقد رأي ُ‬
‫من وقع في هذا الغلط الفادح ‪ :‬محمد عبد رب النبي في مقدمة " العلم " ص ‪68‬‬ ‫وم ّ‬
‫لبن ناصر الدين ؛ فقد ذكر " تاريخ أبي زرعة الرازي )!( عبد الرحمن بن عمرو النصري "‬
‫!‬
‫و خلط بينهما ـ أيضا ـ عبد الرحمن بن عبد الخالق في كتابه " الفكر الصوفي " ص‬
‫‪. 685‬‬

‫‪ ‬و مما كثر فيه الغلط و انتشر ‪ :‬الخلط بين المروزي ‪ ،‬و المّروذي !‬
‫ما المّروذي ؛ فهو ‪ :‬أحمد بن محمد بن الحجاج ‪ ،‬الحافظ المام الفقيه ) ت ‪. ( 275‬‬‫أ ّ‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬هو ‪ :‬عبد الرحمن بن عمرو النصري ‪ ،‬صاحب " التاريخ " ‪.‬‬
‫عرف بهذه النسبة ‪ :‬محمد بن نصر ‪ ،‬و أحمد بن علي بن‬ ‫من ُ‬ ‫من أشهر َ‬ ‫و أما المروزيّ ؛ ف ِ‬
‫سعيد ‪.‬‬
‫مْرو‬
‫و ) المروزي ( منسوب إلى ) مرو ( الكبرى ‪ ،‬أما المّروذيّ ‪ ،‬فمنسوب إلى ) َ‬
‫الّروذ ( ‪.‬‬
‫و لن أطيل بسرد من زلق في هذا ؛ لكثرتهم ‪ ،‬و حسبي أن أقتصر على مثال واحد يد ّ‬
‫ل‬
‫على ما وراءه !‬
‫لقد صّنف أبو بكر المّروذيّ كتابا نفيسا في " الورع "‪ ،‬أكثر فيه النقل عن المام أحمد ‪ ،‬و‬
‫دة مّرات ‪ ،‬ل تخلو ـ كّلها ‪ -‬من تخليط ؛ لب ُْعد ناشريه عن معرفة هذا الشأن ‪.‬‬ ‫طبع ع ّ‬‫قد ُ‬
‫و قد نشره سعيد آل زغلول ‪ ،‬و زعم أنه من تصنيف أبي بكر أحمد بن هارون ) ! (‬
‫المروزي ) ! ( المعروف بـ ) الخلل ( !!! ] ت ‪ ، [ 275‬و قد اغتّر به بعض الفاضل ؛‬
‫فصاروا يعزون إلى كتاب " الورع " للخلل المروزي !!‬
‫فق فيه ـ بمجازفته‬ ‫و قد وقع في سياقه لنسبه ‪ ،‬و نسبته ‪ ،‬خلط عجيب ‪ ،‬وخبط غريب ‪ ،‬ل ّ‬
‫مة ثلثة ‪ ،‬تنازعوا ـ بقدرة قادر ‪ ،‬و تحريف محّرف ! ـ في تصنيف هذا الكتاب !!‬ ‫ـ بين أئ ّ‬
‫لل ) ت ‪ ، ( 311‬جامع علوم المام أحمد ‪...‬‬ ‫فإن أحمد بن محمد بن هارون ‪ ،‬هو ‪ :‬الخ ّ‬
‫و المروزي ‪ ،‬تصحيف و تحريف عن ) المّروذي ( ‪ ،‬و هو أحمد بن محمد بن الحجاج ‪ ،‬و هو‬
‫الذي ) ت ‪! ( 275‬‬
‫و قد تتابع ناشرو كتاب "الورع"‪ ،‬وتتابعوا على غلط واضح فادح ‪ ،‬وقع في السند الذي‬
‫وصل الكتاب به إلينا ؛ فقد وقع في نشراتهم ‪ ... " :‬عبد الغني ‪ ...‬المقدسي ‪ ] : ...... ،‬أنا‬
‫[ ‪ ...‬أبو الفتح محمد بن أحمد ابن أبي الفوارس ‪ ،‬قراءة عليه ‪ ،‬و أنا أسمع ‪ ...‬سنة ‪407‬‬
‫"!‬
‫وخفي عليهم أن عبد الغني المقدسي لم يدرك ابن أبي الفوارس ‪ ،‬و ل قارب ‪ ،‬و بين‬
‫وفاتيهما ) ‪ 188‬سنة ( ‪.‬‬
‫و ليعلم أنه في سنة ) ‪ ( 407‬زمن قراءة كتاب " الورع " على ابن أبي الفوارس ‪ ،‬لم‬
‫خِلقوا بعد ُ ؛ فل يمكنه البّتة حضور قراءة الكتاب‬ ‫ده ‪ ،‬قد ُ‬‫يكن عبد الغني ‪ ،‬و ل أبوه و ل ج ّ‬
‫سنة ‪ ، 407‬و لو رجع إلى الوراء عبر السنوات الضوئّية !‬
‫و لم يتنّبه لهذا كّله ‪ :‬سمير الزهيري ‪ ،‬و ل نشأة بن كمال المصري ‪،‬ول غيرهما في‬
‫نشراتهم للكتاب ‪.‬‬
‫مة ‪ ،‬بل فيها‬‫و الظاهر أن النسخة المطبوعة من كتاب " الورع " للمّروذي ‪ ،‬ليست تا ّ‬
‫سقط ‪ ،‬وحذف ‪ ،‬وتحريف‪ ،‬لم يتنّبه له ناشروه ‪ ،‬و في ص ‪ 118‬من نشرة الزهيري ‪" :‬‬
‫أنبأنا ) ! ( ابن جريج " !‬
‫و في ص ‪ " : 120‬أنبأنا ) ! ( العمش " !‬
‫بل في مواضع أخرى تصريح بالسماع من بعض الصحابة !!‬
‫ش–‬‫ن جريج و العم َ‬ ‫و لست أدري إن كان ناشرو الكتاب يعتقدون إدراك المروذيّ اب َ‬
‫ولست أريد أن أذكر غيرهما من الصحابة!! ‪ -‬الذْين ماتا قبل ولدته بعشرات السنين ‪.‬‬

‫‪ ‬وقد غلط فؤاد سزكين ؛ فنسب كتاب " الورع " إلى أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد‬
‫المروزي !‬
‫أما مصطفى الرومي؛ فنسبه في كشف ظنونه ‪ 2/1469‬إلى المروزي‪ ،‬وأقحم ناشراه‬
‫بين أقواس صغيرة "محمد بن نصر‪ ،‬المتوفى سنة ‪!!"294‬‬
‫ما زاداه على خط‬
‫و قد ذكرا في المقدمة ص ‪ 19‬أن ما وضعاه بين أقواس ؛ هو م ّ‬
‫المؤلف من إسماعيل باشا !!‬
‫وبهذا وصل عدد من نسب اليه الكتاب أربعة ‪ ...‬واذا زدت اليهم المام أحمد‪ ،‬الذي ينسب‬
‫وزا ؛ وصل العدد الى خمسة ‪...‬‬ ‫الكتاب اليه تج ّ‬
‫‪ ‬و مما وقع فيه الغلط ‪ :‬الخلط بين الحافظ الناقد البارع أبي عبد الله محمد بن أبي‬
‫واق ‪ ،‬شارح‬ ‫بكر المّراكشي ) ‪583‬ـ ‪ ، ( 642‬و بين محمد بن يوسف العبدري الم ّ‬
‫مختصر خليل ‪ ،‬وبعضهم جعل أبا عبد الله الحافظ رجل ً آخر ‪ ،‬و زعم أنه ) ت‬
‫‪!! ( 897‬‬
‫واق صّنف كتابا حافل في " المآخذ الحفال ‪ ،‬السامية عن مآخذ‬ ‫و أصل ذلك أن ابن الم ّ‬
‫الهمال ‪ ،‬في شرح ما تضمّنه كتاب " بيان الوهم واليهام " من الخلل و الغفال ‪ ،‬و‬
‫ماانضاف إليه من تتميم و إكمال " ‪ ،‬و قد تولى تخريج بعضه من المبّيضة ‪ ،‬لكن اخترمته‬
‫شْيد الفهري ) ت ‪( 721‬‬ ‫المنّية ‪ ،‬و لم يبلغ من تكميله المنية ؛ فتولى الحافظ ابن ُر َ‬
‫واق بياضا ـ كما ذكر ـ هو نفسه‬ ‫مات ‪ ،‬و ك َْتب ما تركه ابن الم ّ‬ ‫تكميل تخريجه ‪ ،‬مع زيادة تت ّ‬
‫ل به كتاب ) البيان (‬ ‫ماه " بغية النقاد النقلة‪ ،‬فيما أخ ّ‬ ‫في " ملء العَْيبة " ‪5/49‬ـ ‪ ،50‬وس ّ‬
‫مله " ‪.‬‬
‫ممه و ل ك ّ‬ ‫م به ‪ ،‬فما ت ّ‬
‫وأغفله ‪ ،‬أو أل ّ‬
‫)‪(16‬‬
‫سفر الول من " بغية النقاد " في دير السكوريال ‪ ،‬و منه صورة بالمكتبة‬ ‫و يوجد ال ّ‬
‫)‪(17‬‬
‫وه " بغية النقاد في أصول الحديث "‬ ‫م ْ‬
‫الصديقية الملحقة بمكتبة الحرم المكي ‪ ،‬و س ّ‬
‫) !! ( و ذكروا أن مؤلفه هو ‪ :‬عبد الله ) ! ( بن المواق المتوفى سنة ‪ ( ! ) 797‬و الظاهر‬
‫قفوا ما رأوه في " كشف الظنون " ‪ ، 1/251‬لكن سنة‬ ‫أن القائمين على الفهرسة تل ّ‬
‫قفوها من إسماعيل باشا !‬ ‫الوفاة ـ فيه ـ موضوعة بين أقواس صغيرة ؛ فكأنهم تل ّ‬
‫و كأن الغالط الخابط الذي زعم أن مصنف "بغية النقاد" ‪ ،‬توفي سنة ‪ ، 797‬التبس عليه‬
‫المر بمحمد بن يوسف العبدري‪ ،‬الشهير بـ ) المواق ( ‪ ،‬المتوفى سنة ) ‪. ( 897‬‬
‫ووقع في " معجم المصنفات الواردة في فتح الباري " ص ‪ 94‬نسبته إلى عبد الله ) ؟ (‬
‫واق ) ت ‪!! ( 798‬‬ ‫بن الم ّ‬

‫‪ ‬و مما وقع الشتباه و اللتباس فيه ـ ويا أسفي الشديد ! ـ ‪ :‬الخلط بين سفيان الثوري‬
‫‪ ،‬و سفيان بن عيينة !‬
‫و قد رأيت بعض الفاضل يخلط ‪ ،‬و ل يمّيز بينهما ‪ ،‬خاصة إذا اشتركا في رواية حديث ‪،‬‬
‫من لم يحذق هذه الصناعة ‪ ،‬و قّلت عنده‬ ‫فترى ـ حينذاك ـ من التخليط شيئا عجيبا ‪ ،‬م ّ‬
‫البضاعة ‪ ،‬و لم يدخل ـ بعد ُ ـ في عداد الجماعة !‬
‫ي من مسند إسحاق ابن راهويه ‪ ،‬غلط فادح ‪ ،‬جاز على‬ ‫بل لقد وقع في الصل الخط ّ ّ‬
‫قا ً في الجماعة ‪.‬‬ ‫بعض الفضلء المعدودين ح ّ‬
‫)‪(18‬‬
‫فقد وقع فيه ـ كما في المطبوع ) ‪ ( 761‬منه ـ ‪ " :‬أخبرنا سفيان الثوري ) ؟! ( ‪ ،‬عن‬
‫مْرية و ل‬
‫الزهري ‪ ،‬عن عروة ‪ ...‬عن عائشة ‪. " ...‬و هذا الغلط لم يقع من إسحاق ‪ ،‬بل ِ‬
‫مْين المكشوف ؛ فقد توفي‬ ‫صرف ‪ ،‬و ال َ‬
‫ل من أن ي َْركب مطّية الكذب ال ّ‬ ‫مثنوية ؛ فهو أج ّ‬
‫دعي مجازف‬ ‫دعاء سماعه منه ‪ ،‬اللهم إل ّ أن ي ّ‬ ‫الثوري عام ولدة إسحاق ؛ فمن المحال ا ّ‬
‫ي رضيع ‪ ،‬حديث عهد بولدة ‪ ،‬و رحل به من مرو‬ ‫أن إسحاق حمل على المهد ‪ ،‬و هو صب ّ‬
‫الى العراق ‪ ،‬و أدخل على الثوري ‪ ،‬و هو متوار من بني العباس في دار ابن مهدي ؛‬
‫فسمع منه !‬

‫‪ - 16‬ـ و به نقص من أوله‪ ،‬ثم طبع‪ ،‬بحمد الله ومّنته‪.‬‬


‫‪ 17‬ـ و قد غلط الستاذ إبراهيم بن الصديق في كتابه " علم علل الحديث ‪ 1/395 " ...‬؛ فظن أن " بغية النقاد في أصول الحديث ) !! ( "‬
‫واق في " المآخذ‬ ‫م فيه عمل ابن الم ّ‬
‫كتاب آخر لبن المواق ‪ ،‬غير كتابه " المآخذ الحفال " ‪ ،‬و الصواب أن " البغية " من عمل ابن ُرشيد ‪ ،‬أت ّ‬
‫وز كثير من العلماء ؛ فعزوا " بغية النقاد " إلى ابن المواق ؛ كما تراه في " إكمال تهذيب الكمال " ‪ ، 4/83‬و " التقييد و اليضاح‬‫" ‪ ،‬و قد تج ّ‬
‫" ص ‪... 54 ، 53‬‬
‫لمة المباركفوري ‪ ،‬و لم يتف ّ‬
‫طنا‬ ‫‪ - 18‬ـ و من العجيب ‪ :‬أن هذا الغلط الغريب ‪ ،‬قد تكّرر في حديث آخر ‪ ،‬جاز على الحافظ الزيلعي ‪،‬و الع ّ‬
‫له ‪.‬‬
‫فقد قال الزيلعي في " نصب الراية " ‪ " : 1/381‬و روى إسحاق بن راهويه في " مسنده " ‪ ...‬فقال ‪ :‬أخبرنا الثوري ) ؟! ( عن عاصم بن‬
‫كليب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن وائل بن حجر ‪"...‬‬
‫طن لهذا الغلط البّنوري ‪ ،‬و ل الكوثري الذي طالع الكتاب ـ كّله ـ و صحح بعض الغلط ـ كما يراه الّناظر في خاتمة الكتاب ‪4/430‬‬ ‫و لم يتف ّ‬
‫ـ‪.‬‬
‫ي ـ أيضا ـ في هذا الغلط ‪ :‬الشيخ عبد الرحمن المباركفوري ـ رحمه الله ـ في " تحفة الحوذي " ‪. 2/132‬‬ ‫و تبع الزيلع ّ‬
‫هذا ما لم يبلغني إلى الن ‪ ،‬و ل أظّنك مصد َّقه لو بلغك !‬
‫و لذلك ؛ فقد أحسن الشيخ الفاضل المفضال عبد الغفور البلوشي ـ زاده الله توفيقا ـ‬
‫عندما ذكر في تعليقه على مسند إسحاق ‪ 2/258‬أن ما وقع في الصل ‪ ،‬خطأ بل شك ‪ ،‬و‬
‫دد ‪ ،‬و زيادة ) الثوري ( من تصّرف الناسخ ‪ ...‬لن‬ ‫أن سفيان ‪ ،‬إنما هو ابن عيينة ‪ ،‬بل تر ّ‬
‫ابن راهويه ُولد سنة وفاة الثوري ؛ فل ُيعقل أن يخبره بشيء اهـ ‪.‬‬
‫و قد أغرب أحد الفاضل ‪ ،‬عندما حكم على هذا السند ـ على صورته المحّرفة ـ أنه صحيح‬
‫على شرط الشيخين !!‬
‫و فضل عن أنه ل يوجد في الصحيحين سند بهذه التركيبة العجيبة ؛ فإن الثوري لم يسمع‬
‫من الزهري ـ كما لم يسمع إسحاق من الثوري ـ ؛ فإن الثوري ‪ ،‬و إن كان قد عاصر‬
‫ي إرساُله ‪ ،‬و قد قال‬ ‫ما يدخل في المرسل الخف ّ‬ ‫الزهري ‪ ،‬لكنه لم يسمع منه ‪ ،‬و هذا م ّ‬
‫أحمد بن علي بن ثابت السلمي في " الكفاية " ص ‪ ) 384‬في باب الكلم على إرسال‬
‫الحديث ( ‪:‬‬
‫ه ؛ فمثاله ‪ :‬رواية الحجاج بن أرطاة ‪ ،‬و سفيان‬ ‫ق ُ‬ ‫ْ‬
‫من عاصره و لم ي َل َ‬ ‫ما رواية الراوي ع ّ‬ ‫" وأ ّ‬
‫الثوري ‪ ،‬و شعبة ‪ ،‬عن الزهري ‪. " ...‬‬
‫سئل الثوري ‪ :‬ما منعك أن ترحل إلى الزهري ؟ فقال ‪ :‬قلة الدراهم ‪ ،‬و قد كفانا‬ ‫و قد ُ‬
‫معمر ‪.‬‬
‫يراجع ‪ :‬المحدث الفاصل ‪ ،‬و السير ‪ ، 7/8‬و ينظر ‪ 7/246‬منه ‪.‬‬

‫‪ ‬و إذ ثبت أن الثوريّ لم يلقَ الزهريّ ؛ فهل تصدق أن الزهري روى عن الثوريّ ؟!‬
‫كب ( ‪ ،‬نتج عن تصحيف ) مرويّ بالمعنى ! ( وقع من‬ ‫وقع ذلك بسبب غلط ) مر ّ‬
‫السيوطي ‪ ،‬غفر الله له !‬
‫مّية أجناسه "‬‫و أصل ذلك ‪ :‬أن أبا عبد الله ابن البّيع روى في " معرفة علوم الحديث و ك ّ‬
‫ص ‪ 117‬حديثا من رواية سليمان بن محمد المباركي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا أبو شهاب ‪ ،‬عن سفيان‬
‫الثوري ‪ ،‬عن الحجاج بن فرافصة ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪...‬‬
‫فجاء السيوطي فأراد أن يختصر هذا السند في " تدريب الراوي " ‪ ،‬فقال ‪ ... " :‬كحديث‬
‫الزهري ‪ ،‬عن سفيان الثوري ‪! " ...‬‬
‫حف ) أبا شهاب ( إلى ) ابن شهاب ( ‪ ،‬ثم ذكره ) بالمعنى ! ( بنسبته‬ ‫و أصل ذلك ‪ :‬أنه ص ّ‬
‫) الزهري ( ؛ فأحال المبنى ‪ ،‬وقلب المعنى !‬
‫و قد نبه على غلطه هذا أبو الشبال أحمد بن شاكر ‪ ،‬رحمه الله تعالى ‪...‬‬
‫طنا إلى أن الثوري لم يلقَ الزهري ؛‬ ‫طلعه ‪ -‬متف ّ‬ ‫و لو كان السيوطي ‪ -‬على تفننه و سعة ا ّ‬
‫لكان ذلك مانعا له ـ إن شاء الله ـ من أن يجعل الزهريّ راويا عن الثوريّ !‬
‫و الصواب أن الذي روى ذاك الحديث عن الثوري ‪ ،‬هو ‪ :‬أبو شهاب الحّناط ‪ ،‬و اسمه ‪:‬‬
‫عبد رّبه بن نافع ‪.‬‬
‫و لو أنعم السيوطي النظر في السند المتقدم ‪ ،‬و تدّبر قول سليمان المباركي ‪ " :‬ثنا أبو‬
‫ي أن يسمع من ابن‬ ‫شهاب " = فقد صّرح سليمان بالتحديث ؛ فهل يمكن المبارك ّ‬
‫شهاب ؟‬
‫سّلما في السماء ؛ فقد توفي‬ ‫ل ريب أنه لن يمكنه ذلك ‪ ،‬و لو اّتخذ نفقا في الرض ‪ ،‬أو ُ‬
‫المباركي سنة ) ‪ ( 231‬بعد وفاة الزهري بـ ) ‪ ( 107‬سنين ‪ ،‬و هو يروي عن رجال ‪،‬‬
‫فدة الزهري بالتلمذة !‬ ‫ح َ‬
‫يروون عن الزهري بواسطة ؛ فالمباركي يروي عن َ‬
‫جّرة من ترك التدقيق ‪ ،‬و إغفال‬ ‫من ْ َ‬
‫مل ـ يا رعاك الله ـ الثار الخطيرة الفطيرة ال ُ‬ ‫فتأ ّ‬
‫ديان إلى كوائن‬ ‫العناية بمعرفة طبقات الرجال ‪ ،‬و تدّبر كيف أن التساهل و السترواح ‪ ،‬يؤ ّ‬
‫محال !‬ ‫حل من ال ُ‬‫م َ‬‫‪ ،‬و أمور أغرب من الخيال ‪ ،‬بل أ ْ‬
‫ديا إلى‬
‫و من التفاقات العجيبة ‪ :‬أن التصحيف و الغلط الواقعَْين في ذْينك السند َْين ‪ ،‬أ ّ‬
‫محالة ‪ ،‬لم يخلق الله منها شيئا ؛ فإن إسحاق لم يدرك الثوري ‪ ،‬و مع ذلك وقع ـ‬ ‫أمور ُ‬
‫ن شهاب و ل قارب ‪...‬‬ ‫غلطا ـ تصريح بإخبار الثوري إّياه ‪ ،‬و سليمان المباركي لم يدرك اب َ‬
‫حف ـ راويا عن الثوري الذي كان يتلّهف و يتحّرق على‬ ‫جعل ـ بتصحيف مص ّ‬ ‫و الزهريّ ُ‬
‫كن ؛ لنه لم تكن له دراهم ؛ فأخذ حديث الزهري عن‬ ‫الرحلة إلى الزهري ‪ ،‬لكنه لم يتم ّ‬
‫صاحبه معمر ‪...‬‬

‫ي‬
‫‪ ‬و من أعجب العجب الذي ل يقضى منه العجب ‪ :‬الخلط بين أبوَيْ حّيان ‪ :‬الغرناط ّ‬
‫حّيان الغرناطي ‪ ،‬و بين ابن‬ ‫الظاهري ‪ ،‬و التوحيدي ) ! ( المتفلسف ‪ ،‬و بين ابن َ‬
‫حّبان الُبستي !‬ ‫ِ‬
‫أما الخلط بين أَبويْ حّيان ؛ فكثير منتشر في عصرنا ‪ ،‬على ألسنة الخطباء ‪ ،‬و في‬
‫صحائف الكتب و المج ّ‬
‫لت !‬
‫ومن أقرب ذلك إلى ذهني ‪ :‬أن عل ّل ً الغازي عزا " البحر المحيط " في مصادر نشرته لـ‬
‫" المنزع البديع " ـ التي حصل بها على جائزة المغرب للداب سنة ‪ -1400‬إلى أبي حيان‬
‫)‪(19‬‬
‫التوحيدي !‬
‫و وقع ذلك ـ أيضا ـ من القبوريّ الهالك محمد بن علويّ في مفاهيمه الخاسرة ص ‪. 39‬‬
‫مة العلم " ‪ ، 2/297‬و " تكملة معجم المؤلفين " ص ‪ ، 622‬نسبة كتاب‬ ‫و وقع في " تت ّ‬
‫" تحفة الريب ‪ ،‬بما في القرآن من الغريب " إلى أبي حّيان التوحيدي !!‬
‫من زلق في هذا المنحدر ‪ ،‬و أكتفي بمثال فيه عبرة للمعتبر !‬ ‫و لن أطيل بذكر َ‬
‫ّ‬
‫نقل السيوطي في " البحر الذي زخر " ‪ 1/379‬عن أبي حيان في تفسيره ‪ ،‬فقال المعلق‬
‫ـ معّرفا بأبي حّيان ـ ‪:‬‬
‫خ الصوفية ) !! ( ‪،‬‬ ‫" أبو حّيان ‪ :‬علي بن محمد بن العباس التوحيديّ ‪ ...‬كان معتزلّيا ‪ ،‬شي َ‬
‫فيلسوف الدباء ‪ ،‬توفي سنة ‪. " ... 380‬‬
‫و هذا غلط ‪ ،‬وخلط ‪ ،‬وخبط ؛ فإن أبا حّيان ‪ ،‬هو ‪ :‬محمد بن يوسف الندلسي ‪ ،‬ثم‬
‫المصريّ ‪ ،‬الظاهري ) ت ‪ ( 745‬صاحب " البحر المحيط " ‪ ،‬و " النهر الماد ّ " ‪ ،‬وغيرهما ‪،‬‬
‫وقد توفي بعد التوحيدي المتفلسف بنحو ) ‪ ( 365‬سنة !!‬

‫ت في مطبوعة " البحر الذي زخر" ‪1/261‬ـ ‪262‬‬ ‫‪ ‬و من أغرب ما مّر بي ‪ :‬أني رأي ُ‬
‫كلما معزّوا إلى ابن حّبان ‪ ،‬قد تصّرف السيوطي في سياق ألفاظه ‪ ،‬و قد تسّرع‬
‫المعلق الفاضل على " البحر " ؛ فجزم أنه من كلم محمد بن حّبان أبي حاتم‬
‫الُبستي )ت ‪! (354‬‬
‫همه ‪ ،‬و لو رجع إلى‬ ‫دبر في ذلك الكلم المنقول؛ لظهر له غلط ما تو ّ‬ ‫و لو أنعم النظر‪ ،‬و ت ّ‬
‫" النكت " ‪46 ، 1/45‬ـ ‪ 49‬للزركشي ؛ لرأى تصريحه بأنه من كلم الشيخ أثير الدين أبي‬
‫حّيان ‪ ،‬و في غضون كلمه دلئل واضحة على استحالة أن يكون من كلم ابن حّبان‬
‫الُبستي ‪ ،‬و فيه عبارات إنما شاعت و ذاعت في كلم المتأخرين ‪ ،‬و هي بعيدة ـ البعد كلهّ‬
‫فس ابن حّبان المعروف ‪ ،‬و أسلوبه المألوف ‪.‬‬ ‫ـ عن ن َ َ‬
‫)‪(20‬‬
‫و قد استهله أبو حّيان بقوله ‪ " :‬و لقد سلك أهل هذه البلد في سماع الحديث ‪ ،‬طريقا‬ ‫ّ‬
‫م الجاهلين ما ُيقرأ عليهم ‪،‬‬ ‫غير الطريق التي سلكها أهل الندلس من سماعهم على العوا ّ‬
‫)‪(21‬‬
‫و على الفساق و المتظاهرين بالفسق ‪ ...‬و أما نحن في بلدنا ؛ فل نسمع الحديث و ل‬
‫)‪(22‬‬
‫ربين ‪ ،‬و ل يحضر الطفال السماع‪...‬‬ ‫نرويه إل ّ عن أهل العلم و العدالة ‪ ،‬و بقراءة ال ُ‬
‫مع ْ ِ‬
‫‪19‬‬
‫أبو حّيان ليس منسوبا إلى التوحيد ‪ ...‬وهو من أبعد خلق الله عن التوحيد الصحيح !!‬ ‫‪-‬‬
‫‪20‬‬
‫يعني ‪ :‬مصر ‪ ،‬التي نزلها ‪ ،‬و أقام بها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪21‬‬
‫ست ( الفغانّية ‪ ،‬بلد ابن حّبان !‬‫يعني ‪ :‬الندلس ‪ ،‬و يا ُبعدها عن ) ب ُ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫‪22‬‬
‫هذا كله ‪ ،‬لم ينقله السيوطي في " بحره " ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هو و الك ِْبر؛ ما جعله يعلو به‬ ‫قه من الّز ْ‬ ‫ح َ‬‫ينشأ الواحد منهم ‪ ...‬فإذا أكثر من السماع ؛ ل ِ‬
‫مه أن يعرف أن الجزء الفلني يرويه الشيخ ) فلن ( ‪ ،‬و أن موّفقّية ـ‬ ‫الفاضل ‪ ...‬وأكثُر عل ِ‬
‫)‪(23‬‬
‫مثل ـ انفردت بالسماع عن ]النقار[ وابن دينار ‪ ،‬وأن فخر الدين ابن البخاريّ آخر من‬
‫ما وردنا مصر وجدناهم يروون‬ ‫دث بالجازة عن ‪ ...‬الخشوعي ‪ ...‬و بعد هذا كله‪ ،‬فإّنا ل ّ‬ ‫ح ّ‬
‫ب ودرج؛ فسلكنا مسلكهم‪ ...‬وقد أنشدني أبو الحسن علي بن إبراهيم‬ ‫عن كل من د ّ‬
‫‪...‬لنفسه‪:‬‬
‫إن الذي يروي و لكّنه ***** يجهل ما يروي و ما يكتب‬
‫كصخرة تنبع أمواهها ***** تسقي الراضي و هي ل تشرب‬
‫] قال الزركشي [ ‪ ) : 1/49‬هذا آخر كلم الشيخ ( " ‪.‬‬
‫فهل يمكن أن يكون هذا من كلم ابن حبان البستي ‪ ،‬فيذكر موّفقّية ‪ ،‬و ابن البخاريّ ‪ ،‬و‬
‫محال ‪ ،‬إل إن كان ابن حبان قد ب ُِعث في‬ ‫أن علي بن إبراهيم أنشده ذينك البيتين = هذا ُ‬
‫القرن الثامن ‪ ،‬بعد أربعة قرون من إدراجه في قبره !!‬
‫حل إلى أبي حّيان‬ ‫و من غرائب التفاقات ‪ :‬أن كلم أبي حّيان صاحب " البحر " ‪ ،‬ن ُ ِ‬
‫المتفلسف المتهم بالزندقة ‪ ،‬و كلمه النفيس العزيز عن مسالك متأخري المحدثين بمصر‬
‫حف ـ من كلم ابن حبان البستي الفغاني !‬ ‫جِعل ـ بتصحيف مص ّ‬ ‫‪ُ ...‬‬
‫ده ـ من " بحر " السيوطي ‪ ،‬صفر اليدين ‪ ،‬و ل‬ ‫ده و ك ّ‬
‫وخرج أبو حّيان النحوي ـ بعد ج ّ‬
‫حن َْين ‪ ،‬مسلوبا من أبكار أفكاره ‪ ،‬و نتائج بحوثه و أنظاره ؛ فأحسن الله عزاءه ‪ ،‬و‬ ‫ي ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ّ‬‫ب ُ‬
‫أعظم جزاءه ‪.‬‬
‫ت في ذلك وكيل‬ ‫م ُ‬ ‫ُ‬
‫قه ‪ ،‬ق ْ‬ ‫قه ‪ ،‬و إرجاع مستح ّ‬ ‫ّ‬
‫و هذا جهد المقل ‪ ،‬في محاولة رد ّ بعض ح ّ‬
‫ه‬ ‫وعا ً ‪ ،‬و محاميا ً متبّرعا ً ‪ ،‬وأسفي أّنني لم أدركه ؛ حتى أعّزيه كفاحا ‪ ،‬على ما ُ‬
‫سل ِب َ ُ‬ ‫ً‬ ‫متط ّ‬
‫من حقوقه المعنوّية ‪ ،‬التي تناسْتها و أغفلتها المحاكم الشرعّية و الوضعّية ) ! (‪.‬‬
‫‪ ‬ومما كثر فيه الغلط و اللتباس ‪ :‬الخلط بين أبي حازم سلمان مولى الشجعّيين ‪ ،‬و‬
‫أبي حازم بن دينار ‪.‬‬
‫أما سلمان ؛ فمن أوساط التابعين ‪ ،‬يروي عن أبي هريرة ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وابن الزبير ‪،‬‬
‫والحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب ‪ ،‬رضي الله عنهم أجمعين ‪.‬‬
‫و يروي عنه جماعة من الكابر ؛ منهم ‪ :‬منصور بن المعتمر ‪ ،‬وسليمان العمش ـ و هو‬
‫راويُته ـ ‪ ،‬ويزيد بن كيسان ‪ ،‬وأبو مالك الشجعي ‪...‬‬
‫ي ‪ ،‬إل من‬ ‫ما سلمة بن دينار ؛ فيروي عن جماعة من التابعين ‪ ،‬و لم يسمع من صحاب ّ‬ ‫أ ّ‬
‫سهل بن سعد الساعدي ‪ ،‬ومن أبي أمامة بن سهل ‪ -‬وله رؤية ‪ -‬رضي الله عنهما ‪.‬‬
‫و لذلك ؛ فقد أصاب أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري عندما ذكر في "‬
‫معرفة أنواع علم الحديث " أنه من صغار التابعين‬
‫و قد اعترض عليه مغلطاي في " إصلح ابن الصلح " ‪ ،‬والبلقيني في " محاسن‬
‫الصطلح " بأن أبا حازم ليس من صغار التابعين ؛ فإنه سمع من الحسن بن علي ‪ ،‬وأبي‬
‫هريرة ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وغيرهم ‪ ،‬رضي الله عنهم ‪.‬‬
‫قبهما ابن حجر بقوله في " النكت " ص ‪ " : 210‬وهو اعتراض فيه نظر ؛ لن ابن‬ ‫وقد تع ّ‬
‫ة بن دينار المدني ‪ ،‬و هو لم يلق من الصحابة سوى سهل‬ ‫الصلح إنما أراد أبا حازم سلم َ‬
‫من لم يلقه من‬ ‫بن سعد ‪ ،‬وأبا أمامة بن سهل ـ رضي الله عنهما ـ فقط ‪ ،‬وأرسل ع ّ‬
‫ل روايته عن التابعين ‪ ،‬وأما الذي سمع من الحسن بن علي ـ رضي الله‬ ‫ج ّ‬‫الصحابة ‪ ،‬و ُ‬
‫عنه ـ ؛ فهو ‪ :‬أبو حازم الشجعي ‪ ...‬واسمه ‪:‬‬
‫ة بصفة تمّيزه عن‬ ‫سْلمان ‪ ...‬وإنما حصل الشتباه ؛ لن المصّنف لم يذكر أبا حازم سلم َ‬ ‫َ‬
‫أبي حازم سلمان ‪ ،‬لكن قرائن الحال تقتضي أنه إنما عناه ‪،‬ولو لم يكن إل في تقديمه‬
‫الزهريّ عليه في الذكر ؛ فإن أبا حازم الشجعي في منزلة شيوخ الزهري في الطبقة ‪،‬‬
‫والله أعلم " ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫ـ في مطبوعة " النكت " ‪ " : 1/47‬عن الثقات " !‬
‫وقد روى أبو حازم ‪ ،‬عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ‪ - r -‬حديث " بدأ السلم‬
‫غريبا ‪. " ...‬‬
‫)‪(24‬‬
‫سلمة بن دينار ‪.‬‬ ‫فالتبس المر على عبد الله بن يوسف الجديع ‪ ،‬وظّنه‬
‫ووقع في هذا الغلط أيضا ‪ :‬الشيخ مشهور في حاشية " المجالسة " ‪.‬‬
‫وفي هذا غفلة عن أن الذي سمع من أبي هريرة ‪ ،‬و جالسه ‪ ،‬إنما هو ‪ :‬سلمان ‪ ،‬دون‬
‫دثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير‬ ‫سلمة ‪ ،‬الذي قال ابُنه عبد العزيز ‪ " :‬من ح ّ‬
‫سهل بن سعد ؛ فقد كذب " ؛ قال ذلك جوابا على من سأله ‪ " :‬أبوك سمع من أبي‬
‫هريرة شيئا ؟ " ‪.‬‬
‫)‪(25‬‬
‫دث الفاصل " ص ‪، 294‬‬ ‫ويراجع ‪ " :‬فتح الباري " ) ‪ ، 9/154‬ح ‪ ، ( 5178 :‬و " المح ّ‬
‫وحاشية " الكنى و السماء " ) ص ‪ 41‬ـ رواية صالح عن أبيه المام أحمد ( ‪ ،‬وحاشية "‬
‫المقنع " ‪ 1/132‬لبن النحوي ‪ ،‬و " تلخيص المستدرك " ‪ ، 1/23‬و " المالي الحلبّية "‬
‫) القطعة المنشورة في مجلة الحكمة ‪ ،‬ع ‪ ، 16 :‬ص ‪. ( 470‬‬

‫ورقاني ‪ ،‬و تراهم‬ ‫ج ْ‬‫‪ ‬و قد وقع كثير من الفاضل في الخلط بين الجوزجاني ‪ ،‬و ال َ‬
‫يعزون كتاب " الباطيل و المناكير " إلى الجوزجاني ؛ ينظر ـ مثل ـ ‪ " :‬المنتخب‬
‫من مخطوطات الظاهرية " ص ‪ ، 249‬و " تاريخ التراث العربي " ‪ ، 1/352‬و "‬
‫معجم مصطلحات الحديث " ص ‪. 527‬‬
‫ورقاني المتوّفى سنة ) ‪ ،( 543‬بعد الجوزجاني بـ )‬ ‫ج ْ‬
‫و الصواب أن الكتاب من تصنيف ال َ‬
‫‪ ( 284‬سنة !‬
‫ي ) الحافظ‬ ‫ي الجّيان ّ‬
‫سان ّ‬‫صْنعة أبو علي الغ ّ‬ ‫‪ ‬وقد التبس المر على بعض منتحلي هذه ال ّ‬
‫ي ) المعتزلي المبتدع (!‬ ‫جّبائ ّ‬
‫البارع ( بأبي علي ال ُ‬
‫وهذا ما يراه الناظر في مواضع من نشرة " اكمال المعلم " للقاضي عياض ؛ فسيجد‬
‫عياضا ينقل عن شيخه أبي علي تحقيقات وتدقيقات من كتابه العجاب " تقييد المهمل ‪ ،‬و‬
‫ي‬
‫ي ؛ فصّير هذا المعتزلي المبتدع الغب ّ‬ ‫تمييز المشكل " ‪ ،‬لكن نسبته تحرفت الى الجّبائ ّ‬
‫ي عن هذه الصناعة ‪ ،‬محققا مدققا في مضايق ‪ ،‬قد يدقّ فقهها عن أهل‬ ‫ي الجنب ّ‬‫الخل ّ‬
‫الحقايق والدقايق ‪...‬‬
‫‪ ‬وقد رأيت ابن النحوي ذكر في ديباجة كتابه " البدر المنير " كتاب الصولي في‬
‫سّيد ‪:‬‬
‫التصحيف ‪ ،‬فقال الشيخ الفاضل الكريم جمال ال ّ‬
‫" لعله ‪ :‬محمد بن جعفر ‪ ) ...‬ت ‪! " ( 638‬‬
‫و هذا غلط ‪ ،‬و الصواب أنه ‪ :‬محمد بن يحيى ‪ ،‬أبو بكر الصولي ‪ ،‬الديب الريب المتفّنن‬
‫حف فيه الكوفّيون " ‪.‬‬ ‫) ت ‪ ، ( 335‬و قد صّنف كتابا في " ما ص ّ‬

‫حد َْيج الجعفي الكوفي ‪،‬‬ ‫حْيل بن معاوية بن ُ‬ ‫‪ ‬و قد غلط ) مغلطاي ( ‪ ،‬فخلط بين ) ُر َ‬
‫جعفي ( المذكور في بعض الكتب المصّنفة في‬ ‫أخي زهير (‪ ،‬وبين ) الرحيل ال ُ‬
‫الصحابة !‬
‫حْيل بن معاوية ‪ ،‬و ذكر روايته عن‬ ‫فقد ترجم المّزيّ في " تهذيب الكمال " ‪ُ 2/480‬ر َ‬
‫ما يد ّ‬
‫ل على أّنه من أتباع التابعين ‪.‬‬ ‫ي ‪ ،‬و غيرهما ؛ م ّ‬ ‫حميد الطويل ‪ ،‬وأبي الزبير المك ّ ّ‬
‫فجاء مغلطاي ليستدرك عليه في " إكماله " ‪ ،‬فنقل ‪4/370‬ـ ‪ 371‬قول أبي أحمد‬
‫العسكري ‪ " :‬هاجر ـ يعني الرحيل ـ إلى النبي ‪ r‬هو وسويد )‪ (26‬بن غفلة ؛ فقدما المدينة‬
‫ب على النبي ‪. "r‬‬ ‫وي الترا ُ‬
‫س ّ‬
‫حين ُ‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬في " كشف اللثام ‪ ،‬عن طرق حديث غربة السلم " ص ‪. 11‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬و قد وهل ابن حجر ‪ ،‬و وهم ـ هناك ـ ‪ ،‬فذكر أن أبوَيْ حازم مدنّيان ‪ ،‬و الصواب أن ) سلمان ( كوفي ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫سَهيل ( ‪.‬‬
‫حف على بشار بن عواد في حاشية تهذيب الكمال ‪ 2/380‬إلى ) ُ‬ ‫‪ -‬ـ تص ّ‬
‫فالرجل ـ إذن ـ مخضرم من كبار التابعين ‪ ،‬كاد أن ينال شرف الصحبة ‪ ،‬و لم يكن بينه و‬
‫بينها إل قاب قوسين أو أدنى = فكيف ُيخلط برجل متأخر عاش في القرن الثاني ‪ ،‬حتى‬
‫أدركه ‪ :‬زياد البكائي ) ت ‪ ، ( 183‬و شجاع بن الوليد السكوني ) ت ‪! ( 204‬‬

‫ضْيم " ص ‪ 54‬أن المام أحمد قال ‪ :‬حدثنا‬ ‫‪ ‬ذكر ابن الجوزي في " درء الّلوم و ال ّ‬
‫المغيرة ) كذا ( ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن عبد العزيز ‪ ) ...‬و ذكر خبرا ً ( ‪.‬‬
‫فقال المعلق عليه ) جاسم الدوسري ( ‪ " :‬كذا في الصول ‪ ...‬و لعل الصواب ‪ ) :‬أبو‬
‫المغيرة ( ‪ ،‬و اسمه ‪ :‬النضر ابن إسماعيل ‪ ،‬و أحمد ُ معروف بالرواية عنه ‪ ...‬و أبو‬
‫المغيرة ليس بالقوي " !‬
‫دوس بن الحجاج الخولني‬ ‫كذا قال ‪ ،‬وّفقه الله ‪ ،‬و الصواب أن أبا المغيرة هو ‪ :‬عبد الق ّ‬
‫الشامي ‪ ،‬و قد ذكر المزي في " تهذيب الكمال " ‪ 3/182‬و ‪ 4/538‬روايته عن سعيد بن‬
‫عبد العزيز ‪ ،‬و لم يذكر ‪ 3/182‬و ‪ 7/329‬رواية النضر بن إسماعيل عن سعيد ‪...‬‬
‫دوس‬ ‫دوس ‪ ...‬وقد اشتهرت رواية عبد الق ّ‬ ‫ي ‪ ،‬كعبد الق ّ‬
‫ثم إن سعيد بن عبد العزيز شام ّ‬
‫عنه ‪ ،‬و انتشرت ‪.‬‬
‫و عبد القدوس ثقة فاضل ‪ ،‬أما مشاركه في الكنية ‪ :‬النضر بن إسماعيل ؛ فضعيف ‪ ،‬ليس‬
‫بشيء في الحديث ‪.‬‬

‫مرو الداني ‪ ،‬وأبي العّباس الداني !‬ ‫‪ ‬و مما وقع فيه الغلط ‪ :‬الخلط بين أبي عَ ْ‬
‫أما أبو عمرو ؛ فهو ‪ :‬عثمان بن سعيد ‪ ،‬الحافظ المقرئ الشهير ) ت ‪. ( 444‬‬
‫و أما أبو العباس الداني ؛ فهو أحمد بن طاهر النصاري ) ت ‪ ، ( 532‬صاحب كتاب "‬
‫اليماء الى أطراف أحاديث كتاب المو ّ‬
‫طأ " ‪.‬‬
‫و قد التبس أمرهما على الستاذ شاكر آل عبد المنعم ‪ ،‬فذكر في دراسته عن ابن حجر و‬
‫موارده في الصابة ‪ 2/76‬أن كتاب أطراف الموطأ لبي عمرو عثمان الداني ) ت‬
‫‪! ( 444‬‬
‫ّ‬
‫دمة " احاديث الموطأ ‪ ،‬واتفاق الرواة عن مالك واختلفهم ‪...‬‬ ‫وذكر الكوثريّ الغويّ في مق ّ‬
‫طأ " للداني )؟( ؛ فجاء مريده عبد الفّتاح ‪ ،‬فنقل كلمه في تعليقه على‬ ‫" أطراف المو ّ‬
‫دمة التمهيد لبن عبد البّر ص ‪ ، 62‬لكن غلبت عليه عادته في الّتصّرف في نقوله ؛‬ ‫مق ّ‬
‫ّ‬
‫فصّيرها ‪ " :‬أطراف الموطأ لبي عمرو )؟!( الداني " !‬ ‫ّ‬
‫ولعّله زادها احتسابا للجر‪ ،‬و روما لزيادة البيان والتوضيح ‪ ...‬لكن ‪...‬‬
‫رام نفعا فضّر من غير قصد ***** ومن البّر ما يكون عقوقا‬
‫‪ ‬و مما وقع فيه اللتباس و الشتباه ‪ :‬الخلط بين زيد بن الحريش ‪ ،‬و بين يحيى بن عبد‬
‫الله بن الحريش ‪.‬‬
‫أما زيد بن الحريش ؛ فهو الهوازي ‪ ،‬ترجمته في " الجرح والتعديل " ‪ ، 3/251‬و "‬
‫الثقات " ‪ ، 8/251‬يروي عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني ‪ ،‬و عبدان الهوازي ‪...‬‬
‫ي ثقة ) ت ‪ 295‬أو ‪ ، ( 296‬ترجمه تلميذه‬ ‫دث أصبهان ّ‬ ‫و أما يحيى بن عبد الله ؛ فهو مح ّ‬
‫أبو محمد بن حّيان في " طبقات المحدثين بأصبهان " ‪. 3/495‬‬
‫ي في " التوبيخ والتنبيه " ) ‪ ( 66‬حديثا عن أحمد بن إسحاق‬ ‫و قد روى أبو الشيخ الحّيان ّ‬
‫ن الحريش ‪ ،‬ثنا أبو معاوية ‪...‬‬ ‫الجوهري ‪ ،‬نا اب ُ‬
‫فقال المعلق عليه ) الشيخ حسن الزهيري ‪ ،‬فّرج الله كربته ( ص ‪ " : 99‬ابن الحريش ‪،‬‬
‫لعله ) ! ( يحيى بن عبد الله بن الحريش ‪! " ...‬‬
‫و قال الشيخ الفاضل عمرو بن عبد اللطيف ـ وّفقه الله ـ ‪ " :‬أو ) ! ( هو ‪ :‬زيد بن‬
‫الحريش ‪. " ...‬‬
‫وكان يحسن به أن يجزم و يقطع بغلط الشيخ الفاضل الزهيري ؛ فإن يحيى بن عبد الله‬
‫بن الحريش لم ُيدرك أبا معاوية ‪ ،‬و ل قارب ؛ فإن أبا معاوية ) ت ‪ 194‬أو ‪ ( 195‬قبل‬
‫وفاة يحيى بأكثر من ) ‪ ( 100‬سنة ‪ ،‬و يحيى إّنما يروي أحاديث أبي معاوية بواسطة زياد‬
‫ي )‪ (27‬و نحوه ‪.‬‬
‫بن أّيوب الطوس ّ‬

‫‪ ‬و من الغلط الغريب العجيب ‪ :‬الخلط بين ابن عساكر ‪ ،‬و بين ابن عسكر ‪.‬‬
‫م مشهور ‪ ،‬و‬‫عل ٌ‬
‫أما ابن عساكر ؛ فهو ‪ :‬علي بن الحسن بن هبة الله ) ت ‪ ، ( 571‬و هو َ‬
‫حافظ مذكور ‪.‬‬
‫ساني ‪ ،‬المعروف بـ ) ابن عسكر (‬ ‫سكر ؛ فهو ‪ :‬محمد بن علي بن خضر الغ ّ‬ ‫و أما ابن عَ ْ‬
‫)‪(28‬‬
‫‪ ،‬و قد اشتهر بكتابه " التكملة و التمام ‪ ،‬لكتاب التعريف و العلم ‪ ،‬فيما‬ ‫) ت ‪( 636‬‬
‫أ ُب ِْهم في القرآن من العلم " و هو مشهور منشور متداَول ‪ ،‬و هو كتاب ذّيل به على‬
‫كتاب السهيلي ‪...‬‬
‫و قد التبس المر على الستاذ شاكر آل عبد المنعم ؛ فقد رأى في الصابة النقل عن‬
‫سكر ( إلى ) ابن عساكر ( ؛ فظّنه علي بن الحسن ؛‬ ‫حف عليه ) ابن عَ ْ‬
‫كتابه هذا ‪ ،‬لكن تص ّ‬
‫فذكر )‪ (29‬أن الكتاب من تصنيف ابن عساكر ) ت ‪!! ( 571‬‬
‫و قد غلط الستاذ عبد الستار الشيخ ‪ ،‬فذكر في ترجمة ابن حجر ص ‪ 377‬أن ابن حجر‬
‫صنف كتابا جمع فيه بين كتابي السهيلي و ابن عساكر ‪ ،...‬و الصواب أنه ابن عسكر ‪.‬‬

‫‪ ‬و مما وقع فيه الغلط ‪ :‬الخلط بين أبي محمد بن هارون الطائي ‪ ،‬وبين محمد بن‬
‫هارون الكناني !‬
‫دث الديب ) ‪603‬ـ ‪( 702‬‬ ‫ما أبو محمد ؛ فهو عبد الله بن محمد القرطبي ‪ ،‬الع ّ‬
‫لمة المح ّ‬ ‫أ ّ‬
‫عن ‪ 99‬سنة ‪.‬‬
‫ما محمد بن هارون الكناني ؛ فقد ُولد سنة ) ‪ ( 690‬بعد ابن هارون الطائي بـ )‪(88‬‬ ‫وأ ّ‬
‫ي ‪ ،‬و للكناني ) ‪ ( 12‬سنة ! وبين وفاتيهما نحو من ‪ 150‬سنة أو أكثر‬ ‫سنة ‪ ،‬و توفي الطائ ّ‬
‫!‬
‫و قد خلط بينهما ‪ :‬بلدّيهما الستاذ محمد آل محفوظ في " تراجم المؤلفين التونسّيين "‬
‫‪ ، 5/96‬و تبعه محمد الرشيد في " العلم بتصحيح كتاب العلم " ص ‪. 150‬‬

‫‪ ‬و من الغلط الشنيع ‪ ،‬والخبط الفظيع ‪ :‬الخلط بين أبي عبيد بن سلم ‪ ،‬ومحمد بن‬
‫سلم الجمحي ‪.‬‬
‫وقد ذكر ليث بن سعود في أطروحته عن ابن عبد البر ص ‪ 297‬أن ابن عبد البر نقل في‬
‫الستيعاب عن كتاب " طبقات الشعراء " لبي عبيد ) ! ( القاسم ) ! ( بن سلم !‬
‫ثم ذكر ص ‪ 352‬أن " طبقات الشعراء " لبي عبيد ) ! ( محمد بن سلم الجمحي !‬
‫جمحي ‪.‬‬ ‫والصواب أن الكتاب من تصنيف محمد بن سلم ال ُ‬

‫‪ ‬ونحوه الخلط بين أبي عبيد القاسم بن سلم ‪ ،‬وبين أبي عبيد الهروي صاحب "‬
‫الغريبين " ‪.‬‬
‫ما القاسم ؛ فهو هرويّ الصل ‪ُ ،‬ولد بهراة ‪ ،‬وانتقل عنها ‪ ،‬وعاش ببغداد وغيرها ‪ ،‬وتوفي‬ ‫أ ّ‬
‫بمكة سنة ‪. 224‬‬
‫أما صاحب " الغريبين " ؛ فهو ‪ :‬أحمد بن محمد ‪ ،‬أبو عُب َْيد الهروي ؛ وقد توفي سنة )‬
‫‪ ( 401‬بعد أبي عبيد القاسم ‪ -‬بلدّيه وموافقه في الكنية ‪ -‬بـ ) ‪ 177‬سنة ( ‪.‬‬
‫ققة " ص ‪ 44‬أن أبا عبيد‬ ‫وقد خلط بينهما علي جواد الطاهر ؛ فزعم في مؤّلفه " كتب مح ّ‬
‫الهروي صاحب " الغريبين " هو ‪ :‬القاسم بن سلم !!‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬ـ كما تراه في طبقات المحدثين بأصبهان ‪. 3/495‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬كأن ابن سودة لم يقف على ترجمته في دليل مؤرخ المغرب ) ‪ ، ( 977‬و قال ‪ " :‬لم أقف على وفاته " ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬في أطروحته عن ابن حجر … و موارده في الصابة ‪. 2/13‬‬
‫وكذا غلط في ذلك ‪ :‬الستاذ نجم آل خلف في استدراكاته على تاريخ التراث العربي في‬
‫علم الحديث ص ‪. 103‬‬

‫‪ ‬أما إبراهيم بن الصديق ‪ ،‬فذكر في " علم العلل ‪ 1/372 " ..‬أن كتاب " الغريبين "‬
‫من تأليف أبي ذر الهروي !!‬
‫وهذا غلط واضح ‪ ،‬وخلط فادح ‪.‬‬

‫‪ ‬وقريب من هذا ‪ :‬الخلط بين أبي عبيد القاسم ‪ ،‬وأبي عبيد البكري !‬
‫فقد ذكر الزركلي في ترجمة عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون أنه صنف كتابا في "‬
‫النتصار لبي عبيد البكري ) ! ( على ابن قتيبة " !‬
‫و هو كتاب ي َُرد ّ به على " إصلح غلط أبي عبيد في غريب الحديث " لبن قتيبة ‪ ،‬الذي رد ّ‬
‫لم ‪ ،‬أما أبو عبيد البكري ؛ فمتأخر جد ّا ً ؛ فقد توفي سنة ) ‪ ( 487‬بعد‬
‫على القاسم بن س ّ‬
‫القاسم بن سلم بـ ) ‪ ( 263‬سنة ‪ ،‬و بعد ابن قتيبة بـ ) ‪ ( 211‬؛ فل يمكن ابن قتيبة أن‬
‫يرد ّ عليه إل ّ إن كان قد ُبعث بعد موته في القرن الخامس !‬
‫فمن بلغه ذلك ؛ فليفدني به ‪ ،‬شكر الله سعيه !‬

‫ط بين القاضي عبد الوهاب بن علي‬ ‫‪ ‬و من أعجب ما مّر بي من الغلط و الخبط ‪ :‬الخل ُ‬
‫بن نصر المالكي ) ت ‪ ، ( 422‬وعبد الوهاب الشعراني الصوفي ‪ ،‬المتوفى سنة )‬
‫‪ ،( 973‬بعد ابن نصر المالكي بـ ) ‪ ( 551‬سنة !‬
‫ي قول المقري ‪ :‬قال بعضهم ‪ :‬إحذر أحاديث عبد الوهاب و الغزالي ‪...‬‬ ‫لن ّ‬‫فقد نقل الف ّ‬
‫‪30‬‬
‫مم أولي البصار ‪ " ...‬ص ‪ 124‬أن عبد الوهاب ‪ ،‬هو ‪:‬‬ ‫فذكر المعلق ) ( على " إيقاظ هِ َ‬
‫ابن أحمد الشعراني صاحب الطبقات !!‬
‫ثم لو تدّبر ‪ ،‬و أنعم النظر ؛ لظهر له أن نقل المقري ) ت ‪ ( 758‬التحذير من أحاديث‬
‫الشعراني ‪ ،‬من أعظم المحال ‪ ،‬الذي ل يدور في الخيال ‪ ،‬إل إن كان المقري قد ب ُِعث‬
‫في القرن العاشر !‬

‫ي في إيقاظ الهمم ص ‪ 173‬عن أبي الحسن السندي قوله ‪ :‬قال‬ ‫‪ ‬وقد نقل الف ّ‬
‫لن ّ‬
‫شيخنا إمام الحرمين مؤلف هذه الرسالة ‪...‬‬
‫فجزم مراد السخاوي وقطع أن تيك الرسالة هي ‪ " :‬الرسالة النظامية ) ! ( لبي المعالي‬
‫عبد الملك الجويني ‪!!! " ...‬‬
‫و هذه باقعة ليس لها راقعة ‪ ،‬وقاصمة تعّز لها عاصمة ‪ ،‬وبلّية ل لعا لها ‪ ،‬وكيف يصح في‬
‫عقل عاقل أن أبا الحسن السندي ) ت ‪ ( 1138‬يمكنه أن يتتلمذ على يد عبد الملك‬
‫الجويني ) ت ‪ ، ( 478‬و بين وفاتيهما ) ‪ ( 660‬سنة !! اللهم إل ّ إن كان الجويني قد ب ُِعث‬
‫في القرن الثاني عشر !!‬
‫م‬ ‫َ‬
‫مل ْ‬ ‫ثم ما الصلة بين ما نقله السندي من كتاب شيخه ‪ ،‬وما في الرسالة النظامية ‪ ،‬ول ِ َ‬
‫قن بطلن ما استظهره !!‬ ‫يرجع إليها ؛ ليتي ّ‬

‫لني ص ‪ 236‬قول عثمان بن عمر ‪ :‬جاء رجل إلى مالك بن أنس ‪،‬‬ ‫‪ ‬و نقل الف ّ‬
‫فسأله ‪...‬‬
‫فقال مراد ‪ " :‬لعله ) ! ( ابن الحاجب ‪ ...‬توفي سنة ‪!! " 646‬‬
‫وكان يجدر به أن يجعل ) لع ّ‬
‫ل ( عند ذاك الكوكب ‪ ،‬ثم يستفرغ جهده في البحث والتنقيب‬
‫‪...‬‬
‫‪ - 30‬مراد السخاوي !! ومن عجائبه أنه ترجم المقري ص ‪ ، 123‬أما في ص ‪ 231‬فقال ‪ :‬لم أقف على ترجمته ‪ ،‬ول على كتابه ! فكأنه‬
‫حف ‪ ،‬بل تفكر ‪ ،‬و تدّبر !‬
‫ص ُ‬
‫يكتب ‪ ،‬ثم ينسى ما يكتبه ؛ لنه مجّرد ناقل من ال ّ‬
‫مر بن فارس العبدي ‪ ،‬يروي عن المام مالك وغيره ‪ ،‬وعنه ‪:‬‬
‫والصواب أنه ‪ :‬عثمان بن عُ َ‬
‫المام أحمد ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬والف ّ‬
‫لس ‪ ،‬وغيرهم ‪ ،‬توفي سنة ) ‪ ( 209‬قبل ابن الحاجب )‬
‫‪ ( 437‬سنة !!‬

‫مريّ في " جامع بيان العلم " )‪،2070 ،2069 ،2011 ،2007‬‬ ‫‪ ‬روى أبو عمر الن ّ َ‬
‫‪ (2071‬بعض الثار ‪ ،‬عن أحمد بن عبد الله ‪ ،‬نا الحسن بن إسماعيل ‪ ،‬نا عبد الملك‬
‫‪31‬‬
‫سن َْيد ‪...‬‬
‫بن بحر ) ( ‪ ،‬نا محمد بن إسماعيل )‪ ، (2‬نا ُ‬
‫ك الله أسره ‪ -‬في الثرين )‪ 2007‬و ‪: (2011‬‬ ‫ي( ‪ -‬ف ّ‬ ‫و قد أثبت الشيخ )حسن الّزهير ّ‬
‫ما في الثر )‪ ،(2069‬فأثبت )ابن أبجر( بدل )ابن بحر(‪ ،‬و قال‬ ‫)عبد الملك بن بحر(‪ ،‬أ ّ‬
‫‪ " : 2/1068‬في النسختين ‪ :‬بحر ‪ ،‬وما أثبتناه هو الصواب " !!‬
‫ً‬
‫صنعة‪ ،‬لكنه بقي حائرا بين صنيعَْيه في‬ ‫و قد اغتّر بصنيعه هذا بعض منتحلي هذه ال ّ‬
‫الموضعين؛ فأثبت )بحرًا( و )أبجر(‪ ،‬و لم يعّلق على ذلك بشيء !!‬
‫شيخ الزهيري هذا مّرتين‪:‬‬ ‫ت من صنيع ال ّ‬ ‫و قد عجب ُ‬
‫ً‬
‫‪1‬ـ حين اختلف صنيعه؛ فأثبت )أبجر( مّرة‪ ،‬و )بحرا( مّرتين‪.‬‬
‫‪2‬ـ حين جازف‪ ،‬و خالف الصواب‪ ،‬و حّرف الصحيح‪ ،‬و زعم أن تحريفه هو الصواب ‪ ،‬دون‬
‫دليل و ل برهان !‬
‫ف العجيب‪ ،‬و الّتصحيف الغريب‪ ،‬مبني ّا ً على ظّنه‬ ‫و أخشى ما أخشاه ‪ :‬أن يكون هذا الّتحري ُ‬
‫دث الجليل‪ ،‬الذي يروي عن أبي‬ ‫َ‬
‫ي ‪ ،‬المح ّ‬ ‫أّنه عبد الملك بن سعيد بن حّيان أْبجر الكوف ّ‬
‫ي‪،‬‬
‫سبيع ّ‬ ‫ي ‪ ،‬وأبي إسحاق ال ّ‬ ‫طفيل عامر بن واثلة ـ رضي الله عنه ـ ‪ ،‬وعن الشعب ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سفيانان‪ ،‬وزهير بن معاوية‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫وعكرمة‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬و عنه‪ :‬ال ّ‬
‫رف بـ )ابن أبجر(‪.‬‬ ‫ده )أبجر(‪ ،‬حتى عُ ِ‬ ‫و عبد الملك هذا كثيرا ً ما ينسب إلى والد ج ّ‬
‫و قد توفي ابن أبجر قبل أن يولد )الحسن بن إسماعيل( ـ الراوي عن عبد الملك بن بحر‬
‫ـ بنحو قرن و نصف‪ ،‬أو أكثر !‬

‫‪ ‬قد صّنف جماعة من العلماء في التعريف بشيوخ المام البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ‪،‬‬
‫حات ـ رحمه الله‬ ‫من أقدم من أسهم في ذلك ‪ :‬أبو جعفر محمد بن الحسن الن ّ ّ‬ ‫و ِ‬
‫تعالى ـ‪ ،‬و هو عالم مغمور‪ ،‬غير مشهور‪ ،‬جمع جزءا ً في معرفة رجال البخاري‬
‫الذين روى عنهم‪ ،‬بأسمائهم‪ ،‬و أنسابهم‪ ،‬و مواطنهم‪ ،‬على حروف المعجم ‪.‬‬
‫وقد كان الفضل في إبراز و إشهار هذا العِْلق النفيس ـ بعد الله تعالى ـ إلى أبي القاسم‬
‫ي[ )‪ ،(32‬الذي رحل إلى )مرو( )‪ (33‬و جلب‬‫عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ]الوهران ّ‬
‫من أفاد منه بعد ذلك‪ :‬الحافظ أبو عبد الله‬ ‫الكتاب من هناك‪ ،‬و نشره بالندلس‪ ،‬و كان م ّ‬
‫محمد بن إسماعيل بن خلفون ـ رحمه الله تعالى ـ‪ ،‬و قد رأيُته قال في " المعلم في‬
‫أسامي شيوخ البخاري و مسلم " ص ‪ " :118‬قال أبو جعفر النحات‪ :‬بشر بن خالد‬
‫العسكري‪ ،‬ثقة مأمون " ‪.‬‬
‫و قال ـ أيضا ـ )‪ " : (91‬قال أبو جعفر النحات‪ :‬بشر بن محمد‪ ،‬مروزي ثقة " ‪.‬‬
‫و قال )‪ " : (374‬قال أبو جعفر النحات‪ :‬عمرو بن عباس‪ ،‬بصري ثقة " ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ضّراب في زياداته على " المجالسة " )‪ 3452‬و ‪ 3453‬و‬ ‫‪ -‬ـ هو‪ :‬عبد الملك بن بحر بن شاذان‪ ،‬و قد روى عنه الحسن بن إسماعيل ال ّ‬
‫ي المتوّفى قبل أن ُيولد‬
‫شيخ مشهور ‪ 8/143‬أن عبد الملك هو‪ :‬ابن عبد الحميد الميمون ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫دينوريّ ؛ فظ ّ‬‫‪ 3454‬و ‪ ، (3455‬وقرنه مع ال ّ‬
‫ي ـ شيخ‬ ‫دينوريّ ؛ فقد رأيته أحال ‪ 1/124‬في ترجمة الميمون ّ‬ ‫ن عبد الملك هذا من شيوخ ال ّ‬ ‫نأ ّ‬‫ضّراب بـ )‪ (39‬سنة‪ ،‬بل إّنه قد ظ ّ‬ ‫الحسن ال ّ‬
‫دينوريّ في روايتها عن شيخهما محمد بن‬ ‫أبي حاتم الّرازيّ ـ على الحاديث ) ‪3452‬ـ ‪ ،(3455‬و الصواب أن عبد الملك ‪ -‬راويها ‪ -‬مشارك لل ّ‬
‫صائغ‪.‬‬‫إسماعيل ال ّ‬
‫ت من كتب الرجال‪.‬‬ ‫ي ‪ ،‬وقال‪ :‬لم أقف له على ترجمة ‪ ،‬فيما راجع ُ‬ ‫ّ‬ ‫العمران‬ ‫بدر‬ ‫الخ‬ ‫يعرفه‬ ‫لم‬ ‫فلذلك‬ ‫؛‬ ‫)الزهراني(‬ ‫إلى‬ ‫حف‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 32‬ـ وقد تص‬
‫‪ - 33‬ـ وقد سمع بها صحيح البخاري من محمد بن عمر بن شبويه المروزيّ ‪ ،‬وسمع بها ـ أيضا ـ من أبي الفيض أحمد بن محمد المروزيّ ‪،‬‬
‫صة طريفة مستملحة‪ ،‬تراجع في " الصلة " ‪،1/318‬‬ ‫ي أّنه كان إماما في الحديث‪ ،‬وحكى عنه ق ّ‬ ‫ي ‪ ،‬وذكر الوهران ّ‬‫ي بن محمد الّتراب ّ‬ ‫ومن عل ّ‬
‫لبن بشكوال ‪.‬‬
‫فجاء عادل بن سعد‪ ،‬فحّرف )النحات( إلى )النحاس(‪ ،‬و قال ص ‪ " :118‬تحّرفت في‬
‫الصل إلى النحات " !!!‬
‫ما ص ‪441‬؛ فأثبت )النحات( بين قوسين‪ ،‬وقال مجازفا ً ‪:‬‬ ‫وأ ّ‬
‫)‪(35‬‬ ‫)‪(34‬‬
‫" !!!‬ ‫" كذا بالصل‪ ،‬و هو تصحيف )!( وصوابه ‪ :‬النحاس‬
‫و هذه مجازفة خطيرة‪ ،‬أودت به إلى تحريف الصحيح‪ ،‬و تصويب تحريفه الذي زعمه‬
‫صوابا ً ‪.‬‬
‫حات الذي نقله ابن خلفون‪ ،‬موجود في كتابه " معرفة رجال البخاري " )‪،46‬‬ ‫وكلم الن ّ ّ‬
‫حف اسم أبيه إلى )عياش( !‬ ‫صه‪ ،‬إل أن عمرو بن عباس تص ّ‬ ‫صه وف ّ‬ ‫‪ (131 ،45‬بن ّ‬
‫حّرف تحريفات أخرى‪ ،‬وقد أعان على ذلك أسباب ؛ منها ‪ :‬أنه‬ ‫حات(؛ ف ُ‬ ‫وقد ابتلي )الن ّ ّ‬
‫مغمور‪ ،‬غير مشهور‪.‬‬
‫فقد وجدت في " الكمال " ‪ 2/397‬لمغلطاي ‪ ... " :‬قال أبو جعفر النجار )!( ‪. " ...‬‬
‫كذا هو مثبت في المطبوع‪ ،‬مع أن المعّلقين أحال على " المعلم " لبن خلفون !!‬
‫قْين زعما ‪ 2/409‬أن ابن خلفون نقل توثيق بشر المروزي عن أبي‬ ‫ت المعل َ‬ ‫بل لقد رأي ُ‬
‫جعفر النجار !!‬
‫ولم يثبت المعّلقان على وجه واحد؛ فتارة يثبتانه على الصواب ‪ ،97 ،1/70‬و مّرة ‪1/34‬‬
‫ل يجزمان‪ ،‬بل يتركان المر على الحتمال‪ ،‬ثم طال عليهما العهد؛ فحّرفاه ‪409 ،2/397‬‬
‫إلى النجار !!‬
‫حفين المحّرفين في عصرنا(‬ ‫ما ابُتلي به )النحات(‪ :‬أن تسّلط محمد زينهم )رأس المص ّ‬ ‫وم ّ‬
‫على كتاب حوى ترجمة نادرة مختصرة له؛ فقد رأيته حّرفه في نشرته المحّرفة من "‬
‫جاب !‬ ‫نزهة اللباب " إلى الن ّ ّ‬
‫حف ‪ :‬أنه أراد التعريف بابن‬ ‫ي المحّرف المص ّ‬ ‫ي العي ّ‬ ‫ي الغب ّ‬
‫دع ّ‬‫ي ال ّ‬
‫صحف ّ‬ ‫ومن فواقر هذا ال ّ‬
‫)‪(36‬‬
‫أنه عبد الحميد بن المنذر بن الجارود !‬ ‫الجارود‪ ،‬المصنف المشهور؛ فزعم ص ‪14‬‬
‫وفي نزهة اللباب ص ‪15‬ـ ‪ .. 16‬أن كعب بن مالك كان بينه و بين عبد الله بن أبي حدرد‬
‫شيء ‪...‬‬
‫فجزم )زينهم( أنه عبد الرحمن )!( بن أبي حدرد التابعي الذي يروي عن أبي هريرة !‬
‫وهذا خلط وخبط‪ ،‬والصواب أنه‪ :‬عبد الله بن أبي حدرد السلمي‪ ،‬الصحابي الشهير‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬فزعم زينهم أن الدولبي هو‪ :‬محمد بن‬ ‫دولب ّ‬ ‫ونقل ابن حجر ص ‪ 16‬عن " الكنى " لل ّ‬
‫الصباح‪ ،‬وهذا تخليط له أطيط !‬
‫ونقل في النزهة ص ‪ 19‬أن شعبة قال ليحيى بن سعيد‪ :‬يا أحول ! ما تقول في كذا ؟‬
‫فذكر المعلق أن يحيى هو‪ :‬ابن سعيد بن أبان الموي ! وهذا غلط وخلط‪ ،‬و الصواب ـ بل‬
‫ارتياب ـ أنه ‪ :‬القطان !‬
‫ما ذكر ابن حجر ص ‪ 24‬مصعب بن الزبير ـ وهو تابعي شهير ـ ‪ ،‬زعم زينهم أنه مصعب‬ ‫ول ّ‬
‫بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله ابن الزبير )ت ‪!! (234‬‬
‫ومن عجائب التحريفات الواقعة في نشرته‪ :‬ما في ص ‪ " : 24‬ذكره أبو يعلى بن القرافي‬
‫طبقات‪ ،‬الحنابلة‪!!! " ...‬‬
‫ثم قال زينهم ـ معّرفا بأبي يعلى هذا ! ـ ‪ " :‬هو ‪ :‬أبو يعلى محمد بن محمد بن محمد‪...‬‬
‫"!‬
‫وهذا كله تخليط ؛ فأبو يعلى محمد هذا ‪ ،‬هو حفيد القاضي أبي يعلى‪ ،‬وقد توفي سنة )‬
‫ما القرافي )!(‬ ‫مه أبو الحسين‪ ،‬و أ ّ‬ ‫ده بـ )‪ (102‬سنة‪ ،‬و مؤلف الطبقات هو ع ّ‬ ‫‪ (560‬بعد ج ّ‬
‫فتصحيف عن " ‪ ...‬الفّراء في طبقات‪! " ...‬‬

‫قْين على " إكمال تهذيب الكمال " ؛ فأثبتنا ‪1/34‬‬‫حف في حاشية " تهذيب الكمال " ‪ 1/35‬و ‪ 65‬؛ فأورث شبهة عند المعل ّ َ‬ ‫‪ -‬و كذا تص ّ‬
‫‪34‬‬

‫)النحات(‪ ،‬لكن قال ‪ " :‬كذا في الصل و " المعلم " ‪ ،‬وفي حاشية " تهذيب الكمال " ‪ :‬النحاس‪ ،‬و الله أعلم " !‬
‫‪35‬‬
‫حاس‪ ،‬هو أحمد بن محمد بن إسماعيل المصريّ الّنحويّ الديب الريب المتفّنن ) ت ‪.(337‬‬ ‫‪ -‬و أبو جعفر الن ّ ّ‬
‫‪ - 36‬من هنبثاته المبثوثة في تعليقه على " نزهة اللباب " ‪.‬‬
‫وأراد زينهم ص ‪ 24‬أن ُيعّرف بابن بشكوال؛ فزعم أنه ‪ :‬خلف بن القاسم بن سهل )ت‬
‫‪! (393‬‬
‫صواب أنه‪ :‬خلف بن عبد الملك‪ ،‬المتوّفى سنة )‪، (578‬‬
‫وهذا خلط فاضح‪ ،‬وخبط فادح‪ ،‬وال ّ‬
‫بعد سمّيه خلف بن القاسم بـ )‪ (185‬سنة!!‬

‫‪ ‬في " كشف الظنون " ‪ : 1/276‬تاريخ ابن أبي شيبة ـ محمد بن عثمان الكوفي ‪،‬‬
‫المتوّفى سنة سبع و تسعين و مئتين ‪ " .‬هو ‪ :‬أبو بكر عبد الله بن محمد الكوفي ‪،‬‬
‫الشهير بابن أبي شيبة المتوفى سنة ‪!! " 235‬‬
‫ن إقحاما ً أ ُد ِْرج ؛ فنزل بساحة الكتاب ‪ ،‬و أن القائل ‪" :‬‬
‫كذا وقع في المطبوع ! و الظاهر أ ّ‬
‫ن ناشَريْ الكتاب أقحما هذا‬
‫هو ‪ :‬أبو بكر " ‪ ،‬ليس هو مصّنف " كشف الظنون " ‪ ،‬و كأ ّ‬
‫ما أخذاه من إسماعيل باشا‪ ،‬كما ُيفهم من " بيان الشارات " )!( الذي‬ ‫المدرج فيه ‪ ،‬م ّ‬
‫ديا فيما وضعا‪ ،‬و جنيا على الكتاب و‬ ‫دمتهما‪ ،‬و قد أساءا فيما صنعا‪ ،‬و تع ّ‬ ‫أثبتاه في آخر مق ّ‬
‫كاتبه جناية عظيمة‪...‬‬

‫‪ ‬ذكر صالح بن سعد الّلحيدان في " كتب تراجم الرجال‪ " ...‬قول ابن المديني‪" :‬‬
‫ي نسب الكلم إلى يحيى بن معين‬ ‫ن ابن المدين ّ‬‫م ذكر أ ّ‬
‫سمعت يحيى يقول ‪ ، " ...‬ث ّ‬
‫!‬
‫صواب أن يحيى هو ‪ :‬ابن سعيد القطان ‪ ،‬وعليه وعلى ابن مهدي‪ ،‬تخّرج‬ ‫وهذا غلط‪ ،‬وال ّ‬
‫لس ‪...‬‬ ‫ي الف ّ‬
‫ي ‪ ،‬وابن معين ‪ ،‬وأحمد ‪ ،‬وعمرو بن عل ّ‬ ‫ابن المدين ّ‬
‫دث عن‬ ‫ي ‪ " :‬كان يحيى ل ُيح ّ‬
‫مرو بن عل ّ‬ ‫ونقل صالح بن سعد ـ أيضا ـ ص ‪ 132‬قول عَ ْ‬
‫ن أن يحيى هو‪ :‬ابن معين !!‬ ‫حرب بن شداد ‪ ، " ...‬وظ ّ‬
‫طان‪ ،‬شيخ أولئك الجماعة‪ ،‬وعليه‬ ‫ن يحيى هو ‪ :‬ابن سعيد الق ّ‬ ‫صواب ـ بل ارتياب ـ أ ّ‬ ‫وال ّ‬
‫صناعة‪.‬‬
‫تخّرجوا في هذه ال ّ‬

‫‪ ‬ذكر المعلق على فوائد أبي بكر الشاشي ص ‪ 63‬أن لمحمد ابن عبد الله بن عبد‬
‫ن أنه التبس عليه بأخيه عبد الرحمن ؛ إذ هو‬
‫الحكم كتاب " فتوح مصر " ‪ ،‬و أظ ّ‬
‫مصّنف " فتوح مصر " ‪.‬‬

‫‪ ‬و قد روى الطحاوي في " بيان المشكل " حديثا عن الربيع بن سليمان بن داود‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن أبي مريم‪ ،‬و النضر بن عبد الجبار‪...‬‬
‫فجزم المعلق على فوائد أبي بكر الشاشي ص ‪ 63‬أن الربيع هو ‪ :‬المرادي‪.‬‬
‫م‬
‫ي( ؛ إذ هو الذي اس ُ‬‫مّيه‪ ،‬و بلدّيه‪ ،‬و قرينه و رصيفه )الجيز ّ‬ ‫س ِ‬‫صواب ‪ -‬بل ارتياب ‪ -‬أّنه َ‬ ‫و ال ّ‬
‫ده )عبد الجبار(‪ ،‬و كل الّربيعين من شيوخ‬ ‫ن اسم ج ّ‬ ‫ده )داود(‪ ،‬أما المراديّ ؛ فإ ّ‬ ‫ج ّ‬
‫ن المّزيّ لم يذكر‬
‫شيوخ ‪ ،‬لك ّ‬ ‫ً‬
‫الطحاويّ ‪ ،‬و اشتركا جميعا في الرواية عن جماعة من ال ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 2/461‬الّنضر بن عبد الجبار ـ أحد َ شيخي الربيع في سند الطحاوي ـ من شيوخ المرادي‪،‬‬
‫و إنما ذكره في شيوخ الجيزي ؛ فتدّبر‪ ،‬و أنعم الّنظر‪.‬‬
‫ً‬
‫ما يجدر التنبيه عليه ‪ :‬أنني رأيت في " ذيل ديوان الضعفاء " )‪ (141‬غلطا لم ينّبه‬ ‫وم ّ‬
‫ماد النصاري ـ رحمه الله ـ ؛ فقد ورد فيه‪ " :‬الربيع بن سليمان الجيزي‬ ‫شيخ ح ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫عمر الكندي‪ :‬لم ُيتقن السماع من ابن وهب " ‪.‬‬ ‫المرادي‪ ،‬قال أو ُ‬
‫والظاهر أن أصل كلم الذهبي ‪ ... " :‬الجيزي‪ ،‬ل المرادي‪. " ...‬‬
‫ضده‪ :‬أّنني رأيت الذهبي قد قال في " المغني " )‪ ،1/228‬رقم ‪:‬‬ ‫ده‪ ،‬و يع ّ‬‫ُيؤّيد ذلك‪ ،‬و يؤك ّ‬
‫‪37‬‬
‫‪ " : (2094‬الربيع بن سليمان الجيزي ) (‪ ،‬ل المرادي ‪ ،‬قال أبو عمر الكندي ‪ :‬كان فقيها‬
‫دّينا‪ ،‬رأى ابن وهب‪ ،‬و لم ُيتقن السماع منه ‪. " ...‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬وقع في حاشية العتر نسبته بصرّيا ـ بالباء ! ـ‪ ،‬و هذا غلط‪ ،‬و الصواب أنه مصري‪ ،‬ل شأن له‪ ،‬و ل صلة بالبصرة !‬
‫مد بن عبد الله‬‫‪ ‬ذكر الذهبي في كتابه " ذكر من ُيعتمد قوله ‪" : (275) " ...‬مح ّ‬
‫مار !!‬‫ي " ؛ فزعم المعّلق عليه أّنه ابن ع ّ‬
‫المخّرم ّ‬
‫قال‪ :‬ويشتبه بسمّيه محمد بن عبد الله بن المبارك ‪...‬‬
‫مد بن عبد الله بن المبارك‬
‫ي مح ّ‬ ‫ذهب ّ‬ ‫ن المر قد اشتبه عليه هو‪ ،‬وإّنما قصد ال ّ‬
‫و الحقّ أ ّ‬
‫دم ذكره عنده )‪! (178‬‬ ‫مار قد تق ّ‬ ‫ن ابن ع ّ‬ ‫ّ‬
‫ي ‪ ...‬و قد غفل هذا المعلق عن أ ّ‬‫الحلوان ّ‬

‫دم ص ‪ :188‬عبد الله بن عمر أبا معمر المقعد‪،‬‬ ‫ي في الكتاب المتق ّ‬


‫ذهب ّ‬‫‪ ‬و ذكر ال ّ‬
‫لكن ناشره فّرقه ومّزقه‪ ،‬وجعله اثنين !‬
‫و أثبت ‪209 " :‬ـ عبد الله بن عمر‪.‬‬
‫‪210‬ـ و أبو عمر المقعد " !!‬
‫ي البصريّ !!‬ ‫ّ‬
‫ن عبد الله بن عمر ‪ ،‬هو ابن عبد الرحمن الخطاب ّ‬ ‫ثم ذكر أ ّ‬
‫ي البصريّ في‬ ‫ّ‬
‫ي لم يخطر بباله‪ ،‬ول دار في خياله‪ ،‬أن ُيثبت هذا الخطاب ّ‬ ‫ذهب ّ‬‫ن ال ّ‬
‫ول ريب أ ّ‬
‫من ُيعتمد قوله في الجرح و التعديل " !!‬ ‫" َ‬

‫ما عّرف الحديث الحسن‪،‬‬ ‫يل ّ‬ ‫ن الخ ّ‬


‫طاب ّ‬ ‫‪ ‬و قد ذكر ابن حجر في " نزهة النظر " أ ّ‬
‫‪ ،‬لكن‬ ‫)‪(38‬‬
‫ي‬ ‫ّ‬
‫مْرية أنه قصد أبا سليمان الخطاب ّ‬ ‫نسب ذلك إلى أهل الحديث‪ ،‬و ل ِ‬
‫ي ‪ ،‬هو ‪ :‬عبد الله‬ ‫ّ‬
‫ن الخطاب ّ‬
‫ي زعم في " غاشيته " على " النزهة " ص ‪ 26‬أ ّ‬ ‫الدهم ّ‬
‫)‪(39‬‬
‫)!( العدويّ البصريّ )ت ‪!! (236‬‬ ‫بن عمر بن عبد الّرحمان بن عبد المجيد‬
‫ّ‬
‫و بهذا غدا عبد الله الخطابي ـ بقدرة قادَرْين ! ـ من المتكلمين في الّرجال‪ ،‬و الخائضين‬
‫في اصطلح أهل الحديث !!‬
‫شريفتين‪ ،‬الّلتين لم تدورا بباله‪ ،‬و ل‬ ‫فهنيئا له ‪ ،‬بهاتين المنزلتين المنيفتين‪ ،‬و الحرفتين ال ّ‬
‫خطرتا في خياله !‬

‫ل‬‫ي )ت ‪ (1371‬في تعليقه على الّنزهة فواقر وعواقر‪ ،‬تد ّ‬ ‫‪ ‬و قد رأيت لذلك الدهم ّ‬
‫شأن !‬ ‫على بعده عن معرفة هذا ال ّ‬
‫ي ص ‪ 5‬أنه أحمد بن طاهر )ت‬ ‫ي ؛ فزعم الدهم ّ‬ ‫فقد ذكر ابن حجر أبا حفص الميانج ّ‬
‫‪!! (360‬‬
‫ي )ت ‪.(583‬‬ ‫صواب ـ بل ارتياب ـ أّنه ‪ :‬عمر بن عبد المجيد الميانش ّ‬ ‫و ال ّ‬
‫ي ص ‪13‬‬ ‫من روى حديثا عن قتادة‪ :‬سعيدا ً وشعبة‪ ،‬جزم الدهم ّ‬ ‫و لما ّ ذكر ابن حجر أن م ّ‬
‫أن سعيدا ً هو‪ :‬ابن المسّيب ‪.‬‬
‫مْرية و ل مثنوية ـ أنه ‪ :‬سعيد بن أبي‬ ‫و هذا غلط فادح‪ ،‬و خلط فادح‪ ،‬و الصواب ـ بل ِ‬
‫عروبة‪ ،‬و هو من أثبت الّناس في قتادة‪.‬‬
‫مة الحديث‬ ‫من صّرح بإفادة ما خّرجه الشيخان العلم النظري ‪ ،‬من أئ ّ‬ ‫و ذكر ابن حجر أن م ّ‬
‫‪ :‬أبا عبد الله الحميديّ ‪.‬‬
‫ي )ت ‪ ، (219‬صاحب "‬ ‫ّ‬
‫بن الّزبير السديّ المك ّ‬
‫)‪(40‬‬
‫ي ص ‪ 15‬أّنه ‪ :‬عبد الله‬ ‫فجزم الدهم ّ‬
‫المسند " !‬
‫صواب أنه ‪ :‬محمد بن أبي نصر الندلسي )ت ‪. (488‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫و ل ريب أ ّ‬
‫ّ‬
‫ن أبا بكر الحميديّ )ت ‪ (219‬قبل أن يخط البخاري و مسلم كتابيهما ‪ ،‬بل توّفي‬ ‫مإ ّ‬‫ث ّ‬
‫والبخاريّ ابن )‪ (25‬سنة‪ ،‬ومسلم ابن )‪ (13‬سنة !‬
‫و ذكر ابن حجر أن ما ينفرد به محمد ابن إسحاق ‪ ،‬عن عاصم بن عمر ‪ ،‬عن جابر ؛ ي ُعَد ّ‬
‫سنا ً ‪...‬‬
‫ح َ‬ ‫َ‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬و ترى كلمه في " معالم السن " ‪.1/11‬‬
‫‪39‬‬
‫صواب ‪ :‬عبد الحميد‪.‬‬ ‫‪ .-‬كذا ‪ ،‬و ال ّ‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬و كنيُته )أبو بكر( ل )أبو عبد الله( !‬
‫طاب )ت ‪! (70‬‬ ‫ن عاصم بن عمر ‪ ،‬هو ‪ :‬عاصم بن عمر بن الخ ّ‬ ‫ي ص ‪ 21‬أ ّ‬ ‫فذكر الدهم ّ‬
‫طاب مات قبل أن ُيولد ابن إسحاق ؛ فلو‬ ‫ن عاصم بن عمر بن الخ ّ‬ ‫كذا قال ‪ ،‬و غفل عن أ ّ‬
‫روى عنه ؛ لكانت روايته عنه منقطعة منكرة ‪ ،‬ل حسنة !!‬
‫)‪(41‬‬
‫بعد وقاة‬ ‫ن عاصما هو ‪ :‬ابن عمر بن قتادة بن الّنعمان النصاريّ )ت ‪(120‬‬ ‫صواب أ ّ‬
‫و ال ّ‬
‫ابن عمر بن الخطاب بخمسين سنة !‬
‫دمين ‪] ...‬و منهم ‪ :‬أبو زرعة‪ ،‬و أبو حاتم‪ [...‬ل‬ ‫مة الحديث المتق ّ‬ ‫ن أئ ّ‬
‫و ذكر ابن حجر أ ّ‬
‫يطلقون قبول زيادة الثقة ‪...‬‬
‫ي )ت ‪!!! (126‬‬ ‫ي الكوف ّ‬
‫ن أبا زرعة هو ‪ :‬عمر )!( بن جرير البجل ّ‬ ‫ي ص ‪ 27‬أ ّ‬ ‫فذكر الدهم ّ‬
‫جهِْبذ‬
‫شهير ‪ ،‬وال ِ‬‫صواب ـ بل ارتياب ـ أّنه ‪ :‬عبيد الله بن عبد الكريم الّرازيّ ‪ ،‬الحافظ ال ّ‬ ‫و ال ّ‬
‫الكبير )ت ‪! (264‬‬
‫ي الّتعريف به ‪ ،‬لكّنه عّرف ص‬ ‫و نقل ابن حجر رواية ذكرها ابن أبي حاتم‪ ،‬فأراد الدهم ّ‬
‫‪ 29‬بأبيه أبي حاتم الذي كان قد عّرف بعد ذلك بورقة ص ‪... 31‬‬

‫ل‬‫ي )ت ‪ (1371‬في تعليقه على الّنزهة فواقر وعواقر‪ ،‬تد ّ‬ ‫‪ ‬و قد رأيت لذلك الدهم ّ‬
‫شأن !‬ ‫على بعده عن معرفة هذا ال ّ‬
‫ومّر به حديث جاء من رواية عبد الله بن دينار ‪ ،‬عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ‪ ،‬فذكر‬
‫ي‬
‫ي الّنيسابور ّ‬‫ي ‪ ،‬ضعيف ‪ ،‬وّثقه أبو عل ّ‬ ‫ي الحمص ّ‬ ‫ي أن عبد الله بن دينار ‪ ،‬هو البهران ّ‬ ‫الدهم ّ‬
‫!!‬
‫ن عبد الله بن‬ ‫صواب ـ بل ارتياب ـ أ ّ‬ ‫و هذا غلط واضح ‪ ،‬و خلط فاضح ‪ ،‬و خبط فادح ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ّ‬
‫ي ‪ ،‬مولى ابن عمر ‪ ،‬وهو من جلة الّتابعين وصالحيهم ‪،‬‬ ‫دينار ‪ ،‬هو ‪ :‬أبو عبد الّرحمان المدن ّ‬
‫ي ؛ فضعيف من أتباع الّتابعين ‪ ،‬لم يدرك صحابّيا البّتة ‪.‬‬ ‫ما البهران ّ‬
‫أ ّ‬
‫ي أّنه صاحب شرعة‬ ‫ي ‪ ،‬فذكر الدهم ّ‬ ‫و نقل ابن حجر ص ‪ 37‬عن أبي بكر الّرازيّ الحنف ّ‬
‫السلم )‪) (42‬ت ‪!! (215‬‬
‫صاص( )ت ‪. (370‬‬ ‫ي ‪ ،‬المعروف بـ )الج ّ‬ ‫صواب أّنه ‪ :‬أحمد بن عل ّ‬ ‫و ال ّ‬
‫ما أطلت‪ ،‬و أكتفي بنقل قوله ص ‪ " : 37‬ل وثوق بعالم يدرس ‪،‬‬ ‫و ل أريد أن أطيل أكثر م ّ‬
‫ما يدخل في‬ ‫مه في درسه ؛ نظرا لتشابه السماء ‪ ،‬ول ِ َ‬ ‫رد اس ُ‬ ‫من ي َ ِ‬‫من غير أن يعرف تاريخ َ‬
‫الكتب من الخطأ و الغلط ‪. " ...‬‬
‫فزعة ؛ إذن لراح و استراح ‪...‬‬ ‫م ْ‬‫و ليته صان تعليقاته عن تلك الكوائن ال ُ‬

‫ت غير واحد من بني عصرنا ‪ ،‬يخلط بين أبي مالك الشعري ـ رضي الله‬ ‫‪ ‬و قد رأي ُ‬
‫ي ‪ ،‬واسمه ‪ :‬سعد بن طارق ‪.‬‬ ‫عنه ـ ‪ ،‬وبين أبي مالك الشجع ّ‬
‫ي‪،‬‬‫وقد تتابعوا ‪ ،‬وتتايعوا على إسناد حديث المعازف المشهور إلى أبي مالك الشجع ّ‬
‫ن‬
‫ي أكثر رواياته عن الّتابعين ؛ فيوهمون ـ بصنيعهم ذاك ـ أ ّ‬
‫ي تابع ّ‬
‫ن الشجع ّ‬ ‫وغفلوا عن أ ّ‬
‫الحديث مرسل !!‬

‫ي الخاسر )بروكلمان( أّنه زعم في تاريخ الدب‬ ‫صليب ّ‬


‫من تخاليط المستعرب ال ّ‬ ‫‪‬‬
‫ي من تصانيف أبي بكر‬
‫سجستان ّ‬ ‫ن كتاب سؤالت الجّريّ أبا داود ال ّ‬ ‫ي ‪ 3/209‬أ ّ‬
‫العرب ّ‬
‫)‪(43‬‬
‫)ت ‪!! (360‬‬ ‫محمد بن الحسين الجّريّ‬

‫‪ 41‬ـ وقيل ‪...129 ،127 ،126 :‬‬


‫‪42‬‬
‫مد بن عمر‬‫ن المقصود هو الفخر أبو عبد الله مح ّ‬ ‫نأ ّ‬‫ي بن حسن ‪ ،‬فعزا في نكته ص ‪ 111‬إلى «المحصول» ‪ ،‬كأّنه ظ ّ‬ ‫ما ال ّ‬
‫شيخ عل ّ‬ ‫‪-‬أ ّ‬
‫ن أبا بكر الّرازيّ من الحنفّية ‪.‬‬‫خطيب الّريّ ‪ ،‬ووهل عن تصريح ابن حجر أ ّ‬
‫‪43‬‬
‫شيخ عبد العزيز القاري في دراسته كتاب "‬ ‫دمة " الّتصديق بالّنظر إلى الله " ص ‪ ، 25‬وال ّ‬ ‫‪ -‬وقد تبعه ‪ :‬الستاذ محمد الجمباز في مق ّ‬
‫ي في ديباجة كتاب " الشريعة "‬ ‫دميج ّ‬‫شيخ عبد الله ال ّ‬ ‫أخلق حملة القرآن " ص ‪ ، 105‬ونّبه على ذلك ـ مشكورا ً مأجورا ً إن شاء الله ـ ‪ :‬ال ّ‬
‫‪ 1/80‬و ‪. 148‬‬
‫ي بن عثمان‬
‫مد بن عل ّ‬ ‫وهذا غلط ‪ ،‬وخْلط ‪ ،‬وخْبط ‪ ،‬وال ّ‬
‫صواب أّنها من جمع أبي عبيد مح ّ‬
‫الجّريّ ‪.‬‬

‫طبريّ في " شرح أصول اعتقاد أهل‬ ‫‪ ‬قال الحافظ الثريّ هبة الله بن الحسن ال ّ‬
‫مد بن عبد الله بن نعيم الحافظ ـ إجازة ـ ؛ قال ‪:‬‬ ‫سّنة " )‪ " :(465‬أخبرنا مح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ي ‪. " ...‬‬
‫مد المزن ّ‬
‫سمعت أبا مح ّ‬
‫مد بن ‪ ...‬الله أبو نعيم‪ ، (...‬وفيه‬‫فقال المعّلق الفاضل في حاشيته ‪ " :‬في ه ـ ‪) :‬مح ّ‬
‫ك )!( أّنه‬‫مه ‪ :‬أحمد بن عبد الله أبو نعيم ‪ ...‬و ل ش ّ‬ ‫ما أبو نعيم ‪ ...‬فاس ُ‬‫سقط وتحريف ‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن كل النسختين قد أخطأتا في ذلك !!! و الله أعلم ‪ ،‬راجع ‪ :‬الميزان ‪" 1/111‬‬ ‫هو هذا ‪ ،‬وأ ّ‬
‫!‬
‫مد بن عبد الله‬ ‫ن شيخه هو ‪ :‬مح ّ‬ ‫صواب أ ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫كذا جزم بخطإ ما في الّنسختين ‪ ...‬و الحقّ أ ّ‬
‫مد بن‬ ‫مد بن عبد الله بن مح ّ‬ ‫مد الحافظ هذا ‪ ،‬هو ‪ :‬مح ّ‬ ‫الحافظ ‪ ،‬وليس أبا نعيم ! و مح ّ‬
‫حمدويه بن نعيم أبو عبد الله الّنيسابوريّ الحاكم )‪321‬ـ ‪ ، (405‬و )نعيم( هو ‪ :‬جد ّ جد ّ‬
‫ي بن ثابت‬ ‫فاظ على اختصار نسبه ‪ ،‬بل دأب أبو بكر بن عل ّ‬ ‫الحاكم ‪ ،‬وقد جرى بعض الح ّ‬
‫ي( ؛ حتى خفي على بعض الفاضل الوقوف‬ ‫ضب ّ‬
‫ي على نسبته )محمد بن نعيم ال ّ‬ ‫سلم ّ‬‫ال ّ‬
‫)‪(44‬‬
‫‪.‬‬ ‫على معرفته‬

‫دثنا عبد الملك بن إبراهيم ‪،‬‬


‫دنيا في " الخلص والن ّّية " )‪ : (13‬ح ّ‬ ‫‪ ‬قال ابن أبي ال ّ‬
‫دثنا سعيد بن عامر ‪...‬‬ ‫ح ّ‬
‫فقال الستاذ إياد الط ّّباع ‪ :‬عبد الملك ‪ ...‬لعّله )!( ال ُ‬
‫جد ّيّ ‪) ...‬ت ‪204‬أو ‪!! (205‬‬
‫ي‬
‫جد ّ ّ‬‫دنيا إّنما ولد سنة )‪ (208‬؛ فكيف أمكنه أن يسمع من ال ُ‬ ‫ن ابن أبي ال ّ‬‫كذا قال ! مع أ ّ‬
‫المتوّفى قبل أن يولد ؟!‬

‫مد‬
‫دنيا في " الخلص " )‪ : (48‬ثني أحمد بن إبراهيم ‪ ،‬ثني أبو مح ّ‬ ‫‪ ‬و قال ابن أبي ال ّ‬
‫عبد الله بن عيسى ‪...‬‬
‫ن عبد الله ‪ ،‬هو ‪ :‬ابن عيسى بن عبد الّرحمان بن أبي ليلى )ت ‪!! (130‬‬ ‫فجزم إياد أ ّ‬
‫ن أحمد بن إبراهيم ـ الراوي عنه ـ ُولد سنة )‪ (168‬بعد وفاة عبد الله هذا بـ )‬ ‫و غفل عن أ ّ‬
‫‪ (38‬سنة ؛ فل يمكنه أن يسمع منه إل ّ إن كان عبد الله ُبعث من قبره ُقبيل المئتين !!‬

‫شيخ الحبيب بن الخوجة في حاشية " إفادة النصيح " ص ‪ 51‬لبن رشيد‬ ‫‪ ‬ذكر ال ّ‬
‫ي " قوت القلوب " !!‬ ‫ي بن أبي طالب القرطب ّ‬‫الفهريّ ‪ ،‬من تصانيف مك ّ‬
‫ومرد ّ هذا الغلط والخلط ‪ ،‬إلى أّنه التبس عليه هذا المام المقرئ الكبير ‪ ،‬بأبي طالب‬
‫ي ال ّ‬
‫شهير !‬ ‫صوف ّ‬ ‫المك ّ ّ‬
‫ي ال ّ‬

‫ي ‪ ،‬عن‬ ‫دارم ّ‬‫سّنة " ‪ ،1/105‬عن أحمد بن سعيد ال ّ‬ ‫‪ ‬روى عبد الله بن أحمد في " ال ّ‬
‫فار ‪ ...‬و هل يكون الستواء ‪. " ...‬‬ ‫أبيه ؛ قال ‪ :‬سمعت خارجة يقول ‪ " :‬الجهمّية ك ّ‬
‫ي ـ وّفقه الله ـ في " قدوم كتائب‬ ‫شيخ الفاضل عبد العزيز بن فيصل الّراجح ّ‬ ‫فذكر ال ّ‬
‫ي‬
‫ي‪ ،‬المام الّتابع ّ‬ ‫جار ّ‬
‫ن خارجة هو ‪ :‬ابن زيد بن ثابت النصاريّ الن ّ ّ‬ ‫الجهاد " ص ‪ ،100‬أ ّ‬
‫الكبير !‬

‫‪ - 44‬ورد ذكره منسوبا كذلك في " غرر الفوائد المجموعة " ص ‪ 349‬و ‪ ، 350‬فقال ال ّ‬
‫شيخ سعد بن عبد الله الحمّيد في تعليقه عليه ‪ :‬لم‬
‫أظفر له بترجمة ‪.‬‬
‫)‪(45‬‬
‫ي‬
‫ي ‪ ،‬بلد ّ‬
‫سرخس ّ‬
‫ي ال ّ‬
‫الخراسان ّ‬ ‫صواب أّنه ‪ :‬خارجة بن مصعب‬ ‫وهذا غلط ظاهر ‪ ،‬وال ّ‬
‫ي‪.‬‬‫دارم ّ‬ ‫أحمد بن سعيد ال ّ‬
‫ي بدهر طويل ؛ فل‬ ‫ما خارجة بن زيد بن ثابت ؛ فقد توّفي قبل أن ُيخلق سعيد ال ّ‬
‫دارم ّ‬ ‫أ ّ‬
‫يمكنه أن يسمع منه ‪ ،‬إل ّ إن ُبعث له خارجة بن زيد في القرن الثاني ‪ ،‬و هذا ما لم يبلغني‬
‫أّنه وقع !‬
‫ّ‬
‫ن الجهمّية لم تنبت جرثومتها الخبيثة ‪ ،‬إل بعد انصرام‬ ‫ّ‬
‫هذا ؛ ول شبهة عند كل لبيب ‪ ،‬أ ّ‬
‫القرن الّول بدهر ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ي في " اجتماع الجيوش " أّنه ابن مصعب ‪ ،‬وذكر شيخه المّزيّ في " الّتهذيب " ‪ 2/333‬سعيد بن‬
‫مد بن أبي بكر الّزرع ّ‬
‫‪ -‬و قد جزم مح ّ‬
‫ي من الّرواة عن ابن مصعب ‪.‬‬ ‫دارم ّ‬
‫صخر ال ّ‬

You might also like