You are on page 1of 9

‫خصائص البحث العلمي وأخلقياته‪:‬‬

‫البحوث العلمية الحديثة تتبع الطريقة أو المنهج العلمي كطريقققة‬


‫لتعلم الحقائق الجديدة التي تمثققل الوصقول الحقيقققي إلققى تقققدم فققي‬
‫المعارف والحياة‪ ،‬أي فهي ليست مجققرد المصققادفات صققرفة أو نتققائج‬
‫محاولت تحتمل النجاح والفشل‪ ،‬أو التعميمات الناتجة والصققادرة عققن‬
‫الخبرة الشخصقية والقياسققات المنطقيقة المجققردة‪ .‬ومقن أهققم ملمقح‬
‫البحققث العلمققي أنققه يتضققمن التفكيققر العلمققي وعلمققاته‪ .‬فالشققيء‬
‫الساسي والذي ينبغي أن نحفظه دائما فققي عقولنققا‪ ،‬هققو أن الدراسققة‬
‫والبحث ليست مجقرد تجميقع البيانقات والمعلومققات والحقققائق‪ .‬ولكقن‬
‫تفسير الباحث لهذه الحقائق وبيان معانيها ووضعها في اطققار منطقققي‬
‫مفيد هو الذي يميز التفكير العلمي عن سواه‪ .‬فالبحث يتطلب الفكققر‪.‬‬
‫ومن هنا كان التفكيققر الققذي يتصققمنه البحققث هققو مققا يسققمى بققالتفكير‬
‫العلمي أو التفكير النقققدي )‪ .(Critical Thinking‬وعلققى ذكققر مصققطلح‬
‫التفكير النقدي –فيمكن أن نشير إلى أن تفكيرنققا فققي حياتنققا اليوميققة‬
‫هققو تفكيققر غيققر موجقة )‪ .( Unconventional Thinking‬فنحققن ببسققاطة‬
‫نتفاعققل بأقققل مجهقود مققع الخققبرات الققتي نواجههققا‪ .‬ونحققن نميققل إلققى‬
‫التعميم بناء على خبراتنا الخاصة دون أن نفكر تفكيرا عميقا في هققذه‬
‫الخبرات‪ .‬وبدون تجميع كل الحقائق الضرورية لتخاذ قققرار حكيققم‪ .‬إن‬
‫هذا التفكير العشققوائي غيققر الققدقيق يمكققن أن يققؤدي بنققا إلققى أخطققاء‬
‫عديققدة‪ .‬ولكققن التكفيققر العلمققي يتطلققب منققا أن نجمققع كققل الحقققائق‬
‫المتعلقة بالموضوع ووضعها في إطارها المنطقي الصققحيح دون تحيققز‬
‫حتى يمكننقا أن نصقل إلقى النتيجقة السقليمة‪ .‬كمقا أن البحقث العلمقي‬
‫يتطلب منا نوعا معينا من التفكير الذي يتضمن كل من التدليل العقلي‬
‫السقققتنباطي والسقققتقرائي )‪ ( Deductive and Inductive‬بجقققانب‬
‫الملحظققات المباشققرة )‪ ( Direct Observation‬والتجربققة العمليققة )‬
‫‪ ( Experimental Test‬ثم وضع أوصياغة إطققار منطقققي للققدليل المؤيققد‬
‫لنتائج البحث‪ .‬وتعتمد هذه الطريقة على العتقققاد بققأن هنققاك تفسققيرا‬
‫طبيعيا لجميع الظواهر التي نلحظها‪ ،‬كما أن هذه الطريقة تفققترض أن‬
‫العالم هو كون منظم ل توجد نتيجة فيققه بققدون سققبب‪ .‬لهققذا فالبققاحث‬
‫يتطلع ويتلمس السباب الطبيعية مادام ذلك ممكنا‪ .‬وعلى الرغققم مققن‬
‫أن هناك بعققض مجققالت المعرفققة الققتي ل تطبققق فيهققا هققذه الطريقققة‬
‫حرفيققة )كعلققوم الققوحي مثل(‪ ،‬فققإن هققذه الطريقققة قققد لقيققت نجاحققا‬
‫ملحوظا في مجالت عديدة‪ .‬وهذه الطريقة تعتمد أيضا علققى الفكققرة‬
‫القائلة بأن النتائج ل تعتبر صحيحة إل إذا دعمها الدليل ) ‪.( Evidence‬‬
‫وذلك لن إمكانية إضافة حقائق جديدة إلققى المعرفققة النسققانية ليققس‬
‫أمرا سهل ميسورا‪ ،‬وعلى الرغم من أن الشخص العققادي يتقبققل كققثيرا‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 1‬من ‪9‬‬
‫من الفكار على أنها صحيحة‪ ،‬فان الباحث المققدقق ل يعققترف بصققحتها‬
‫أو قيمتها قبل أن يخضعها للفحص الدقيق والبحققث عققن دليققل صققحتها‬
‫ووزن وتقييققم الجققوانب المؤيققدة والمعارضققة‪ .‬وكققثيرا مققا تستعصققي‬
‫المشكلة العلمية علققى الحققل‪ ،‬لن الققدليل غيققر كققاف أو لنهققا ل تثبققت‬
‫للختبار المنطقي أو العقلي‪.‬‬

‫ث علمي ّقا ً بققالمعنى الصققحيح إل ّ إذا كققانت الدراسققة‬


‫ل يكققون البحق ُ‬
‫س‬
‫موضوعه مجقّردة بعيققدة عققن المبالغققة والتحي ّققز‪ ،‬أنجققزت وفققق أسق ٍ‬
‫ة‬
‫ومناهج وأصول وقواعققد‪ ،‬وم قّرت بخطققوات ومراحققل‪ ،‬بققدأت بمشققكل ٍ‬
‫وانتهققت بحّلهققا‪ ،‬وهققي قبققل هققذا وبعققده إنجققاز لعقق ٍ‬
‫ل اّتصققف بالمرونققة‬
‫ي فققي تعريفققه وفققي منققاهجه وفققي‬ ‫ث العلمق ّ‬ ‫وبالفق الواسع‪ ،‬فما البح ُ‬
‫ميزاته وخصائصه وفي خطواته ومراحله؟‪.‬‬
‫)ملحظة )‬
‫سر‬ ‫الدراسة والبحث مصطلحان مترادفان يعنيان شيئا ً واحدًا‪ ،‬ويف ّ‬
‫أحدهما بالثاني‪ ،‬ويتناوبان في كتابات الباحثين تناوب المترادف‪ ،‬ولم‬
‫ن الدراسة‬ ‫ق بينهما؛ ولكن يمكن القول‪ :‬بأ ّ‬ ‫يعثر الباحث على تفري ٍ‬
‫ي يتناول النوع الثالث وهو البحث‬ ‫مظهر من مظاهر البحث العلم ّ‬
‫الكامل‪.‬‬
‫ي في‬ ‫ي مرادفا ً للسلوب الستقرائ ّ‬ ‫ب العلم ّ‬ ‫ويعد ّ آخرون السلو َ‬
‫ل أو‬ ‫ب ل يستند على تقليد ٍ )أحد التقاليد( أو ثق ٍ‬ ‫التفكير‪ ،‬وهو أسلو ٌ‬
‫دي‬
‫سلطةٍ بل يستند على الحقائق‪ ،‬ويبدأ بملحظة الظواهر التي تؤ ّ‬
‫ت يتخّيلها الباحث بين الظواهر التي‬ ‫إلى وضع الفرضّيات وهي علقا ٌ‬
‫حتها ومن أّنها تنطبق على‬ ‫كد من صدقها وص ّ‬ ‫م يحاول التأ ّ‬
‫يلحظها‪ ،‬ث ّ‬
‫م‬
‫خد ِ ُ‬‫ست َ ْ‬‫جميع الظواهر الخرى المشابهة لها وفي هذه المرحلة ي َ ْ‬
‫صة جديدة‪،‬‬ ‫ي في تطبيق تلك العلقة على حالة خا ّ‬ ‫التفكيَر القياس ّ‬
‫ل منهما الخَر في المنهج‬ ‫وهكذا فالستقراء والستنتاج يكمل ك ّ‬
‫صون في‬ ‫ي‪ ،‬وتستحسن الشارة ُ إلى خطأ شائع يقع فيه مخت ّ‬ ‫العلم ّ‬
‫ف للمنهج‬ ‫ة كمراد ٍ‬
‫جرِب َ َ‬‫ح الت ّ ْ‬ ‫العلوم الطبيعّية فيستخدمون مصطل َ‬
‫ل من أشكال العمل‬ ‫ة وهي شك ٌ‬ ‫ي أو الطريقة العلمّية؛ فالتجربق ُ‬ ‫العلم ّ‬
‫ب‬‫من جوان َ‬ ‫ي الذي يتض ّ‬ ‫ي ل تمّثل جميعَ جوانب المنهج العلم ّ‬ ‫العلم ّ‬
‫عديدةٍ من النشاط‪.‬‬
‫ي‪:‬‬
‫ت المنهج العلم ّ‬
‫ميزا ُ‬
‫ي بالميزات التيقة‪:‬‬
‫ج العلم ّ‬
‫يمتاز المنه ُ‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 2‬من ‪9‬‬
‫ن‬
‫ي‪ ،‬وبعبارةٍ أخرى فإ ّ‬‫‪ - (1‬بالموضوعّية والبعد عن التحّيز الشخص ّ‬
‫صلون إلى نفس النتائج باّتباع نفس المنهج عند‬ ‫جميع الباحثين يتو ّ‬
‫ي‬‫دراسة الظاهرة موضوع البحث‪ ،‬ويبدو ذلك بالمثالين التاليين‪ :‬عل ّ‬
‫ي طالب خلوق‪ ،‬فالعبارة‬ ‫ي‪ ،‬عل ّ‬
‫طالب مواظب على دوامه المدرس ّ‬
‫ة يمكن قياسها‪ ،‬فيما العبارة الثانية‬ ‫الولى عبارة ٌ موضوعّية لّنها حقيق ٌ‬
‫عبارة ٌ غير موضوعّية تتأّثر بوجهة النظر الشخصّية التي تعتمد ُ على‬
‫ص إلى آخر‪.‬‬
‫ي الذي يختلف من شخ ٍ‬ ‫الحكم الذات ّ‬

‫‪ - (2‬برفضه العتماد َ لدرجةٍ كبيرة وبدون تروٍ على العادات والتقاليد‬


‫والخبرة الشخصّية وحكمةِ الوائل وتفسيراِتهم للظواهر كوسيلة من‬
‫ن السترشاد َ بالتراث الذي تراكم‬
‫وسائل الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬ولك ّ‬
‫دي إلى الركودِ‬
‫عبر القرون له قيمته‪ ،‬والعتماد ُ عليه فقط سيؤ ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫الجتماع ّ‬

‫ت من‬ ‫ي في أيّ وق ٍ‬ ‫‪ - (3‬بإمكانّية التقثّبت من نتائج البحث العلم ّ‬


‫ة للملحظة‪.‬‬ ‫الوقات وهذا يعني أن تكون الظاهرة ُ قابل ً‬
‫ي‪ ،‬ويقصد بذلك تعميم نتائج العّينة‬ ‫‪ - (4‬بتعميم نتائج البحث العلم ّ‬
‫ُ‬
‫ت منه والخروج‬ ‫خذ َ ْ‬
‫موضوع البحث على مفردات مجتمعها الذي أ ِ‬
‫مة يستفاد منها في تفسير ظواهر أخرى مشابهة‪ ،‬والتعميم‬ ‫بقواعد عا ّ‬
‫ب في العلوم الجتماعّية‬ ‫ل‪ ،‬لكّنه صع ٌ‬‫في العلوم الطبيعّية سه ٌ‬
‫والنسانّية؛ ومرد ّ ذلك إلى وجود تجانس في الصفات الساسّية‬
‫ن هذا يختلف بالنسبة للعلوم الجتماعّية‬ ‫للظواهر الطبيعّية‪ ،‬ولك ّ‬
‫فالبشُر يختلفون في شخصّياتهم وعواطفهم ومدى استجاباتهم‬
‫ب معه الحصول على نتائج صادقة قابلة‬ ‫ما يصع ُ‬‫للمؤّثرات المختلفة م ّ‬
‫للتعميم‪.‬‬

‫‪ - (5‬بجمعه بين الستنباط والستقراء؛ أي بين الفكر والملحظة‬


‫ي‪ ،‬فالستقراء يعني ملحظة‬ ‫مل ّ‬
‫وهما عنصرا ما يعرف بالتفكير التأ ّ‬
‫ما‬ ‫ت حولها‪ ،‬أ ّ‬‫صل إلى تعميما ٍ‬ ‫الظواهر وتجميع البيانات عنها بهدف التو ّ‬
‫م ينتقل بها‬‫ط فيبدأ بالنظرّيات التي تستنبط منها الفرضّيات ث ّ‬ ‫الستنبا ُ‬
‫حة هذه‬ ‫الباحث إلى عالم الواقع بحثا ً عن البيانات لختبار ص ّ‬
‫ل يصدق على‬ ‫ن ما يصدق على الك ّ‬ ‫الفرضّيات‪ ،‬وفي الستنباط فإ ّ‬
‫ن ذلك الجزء يقع منطقي ّا ً‬ ‫ن على أ ّ‬ ‫ث يحاول أن يبره َ‬ ‫الجزء؛ ولذا فالباح ُ‬
‫ة تعرف بالقياس‪،‬‬ ‫ل وتستخدم لهذا الغرض وسيل ٌ‬ ‫في إطار الك ّ‬
‫صل‬‫ويستخدم القياس لثبات صدق نتيجة أو حقيقة معّينة‪ ،‬وإذا تو ّ‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 3‬من ‪9‬‬
‫مة عن طريق الستقراء فمن الممكن أن‬ ‫الباحث إلى نتيجة عا ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ل استنباط ّ‬
‫تستخدم كقضّية كبرى في استدل ٍ‬

‫وع العلوم والمشكلت‬


‫م وتن ّ‬
‫وع ليتلء َ‬
‫دد والتن ّ‬
‫‪ - (6‬بمرونته وقابلّيته للتع ّ‬
‫البحثّية‪.‬‬

‫ي‪:‬‬
‫ص المنهج العلم ّ‬
‫خصائ ُ‬

‫صه‪ ،‬التي من أبرزها التقي‪:‬‬


‫ي ميزاِتقه فله خصائ ُ‬
‫ن للمنهج العلم ّ‬
‫وكما أ ّ‬

‫ن هناك تفسيرا ً طبيعي ّا ً لك ّ‬


‫ل‬ ‫ي على اعتقاد ٍ بأ ّ‬ ‫ج العلم ّ‬ ‫‪ (1‬يعتمد المنه ُ‬
‫الظواهر الملحظة‪.‬‬
‫ة بل‬‫ظم ل توجد فيه نتيج ٌ‬ ‫ن من ّ‬ ‫م كو ٌ‬ ‫ن العال َ‬
‫يأ ّ‬
‫ج العلم ّ‬‫‪ (2‬يفترض المنه ُ‬
‫سبب‪.‬‬
‫ي العتماد على مصدر الثقة‪ ،‬ولكّنه يعتمد على‬ ‫ج العلم ّ‬ ‫‪ (3‬يرفض المنه ُ‬
‫عمها الدليل‪.‬‬ ‫ة إل ّ إذا د ّ‬‫ن النتائج ل تعد ّ صحيح ً‬ ‫الفكرة القائلة بأ ّ‬

‫ي‪:‬‬
‫ت البحث العلم ّ‬
‫خطوا ُ‬

‫ت أساسّية وجوهرّية‪ ،‬وهذه‬


‫ي الكامل الناجح بخطوا ٍ‬ ‫ث العلم ّ‬
‫يمّر البح ُ‬
‫الخطوات يعالجها الباحثون تقريبا ً بالتسلسل المتعارف عليه‪ ،‬ويختلف‬
‫ل خطوة من تلك الخطوات‪ ،‬كما يختلفان‬ ‫الزمن والجهد المبذولن لك ّ‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 4‬من ‪9‬‬
‫ت البحث‬ ‫ث إلى آخر‪ ،‬وتتداخل وتتشابك خطوا ُ‬ ‫للخطوة الواحدة من بح ٍ‬
‫ي الكامل بحيث ل يمكن تقسيم البحث إلى مراحل زمنّية‬ ‫العلم ّ‬
‫ة تالية‪ ،‬فإجراء البحوث العلمّية عم ٌ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ة لتبدأ مرحل ٌ‬
‫منفصلة تنتهي مرحل ٌ‬
‫له أول وله آخر‪ ،‬وما بينهما توجد خطوات ومراحل ينبغي أن يقطعها‬
‫ث بدقّةٍ ومهارة‪ ،‬ومهارة ُ الباحث تعتمد أساسا ً على استعداده‬ ‫الباح ُ‬
‫ي‬
‫ت البحث العلم ّ‬ ‫وعلى تدريبه في هذا المجال‪ ،‬وعلى أّية حال فخطوا ُ‬
‫ب التقي‪:‬‬ ‫ومراحله غالبا ً ما تّتبع الترتي َ‬

‫‪ - -1‬الشعور بمشكلة البحث‪.‬‬


‫‪ - -2‬تحديد مشكلة البحث‪.‬‬
‫‪ - -3‬تحديد أبعاد البحث وأهدافه‪.‬‬
‫‪ - -4‬استطلع الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ - -5‬صياغة فرضّيات البحث‪.‬‬
‫‪ - -6‬تصميم البحث‪.‬‬
‫‪ - -7‬جمع البيانات والمعلومات‪.‬‬
‫‪ - -8‬تجهيز البيانات والمعلومات وتصنيفها‪.‬‬
‫صل إلى‬
‫‪ - -9‬تحليل البيانات والمعلومات واختبار الفرضّيات والتو ّ‬
‫النتائج‪.‬‬

‫ق‬
‫ح ودقي ٍ‬
‫ل واض ٍ‬‫ث تلك الخطوات بشك ٍ‬ ‫وعموما ً ل بد ّ من أن ي ُب ْرَِز الباح ُ‬
‫بحيث يستطيع قارئ بحثه معرفة كاّفة الخطوات التي مّر بها من‬
‫البداية حتى النهاية؛ وهذا من شأنه أن يساعد القارئ في التعّرف‬
‫ي ويتيح لباحثين آخرين‬
‫ل موضوع ّ‬ ‫على أبعاد البحث وتقويمه بشك ٍ‬
‫إجراء دراسات موازيقة لمقارنة النتائج‪.‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 5‬من ‪9‬‬
‫تحديد المشكلة )‪:( Problem Statement‬‬
‫لبد أن تكون هناك مشكلة محددة )في حاجة إلقى حلهقا أو تناولهقا‬
‫لهداف معينققة )‪ (( With the purposes of research‬حققتى يقققوم البققاحث‬
‫بالبحث عن حل لها‪ .‬وهذه المشكلة قد تولدت نتيجة ملحظة علققى‬
‫نظرية علميقة معينقة )‪ ( Academic Theory‬مثقل نظريقة الزمقات )‪The‬‬
‫‪ ( Theory of Crisis‬ونظرية القياس )‪ ( Measurement Theory‬المعتمدة على‬
‫الصققحة )‪ ( Validity‬والثبققات )‪ ( Reliability‬الققتي تققبين مققدى احتققواء‬
‫القياس على أخطققاء فققي المتغيققرات )‪( Variable errors‬؛ أو دراسققتها‬
‫على أساس تلك النظرية الراسخة المشققهورة؛ أم ملحظتهققا علققى‬
‫حققالت إجتماعيققة وظققروف سياسققية معينققة )‪ ( Circumstances‬مثل أو‬
‫نتيجة تجارب عديدة )‪ .( Experiences‬ومع ذلك فينبغي التأكيد على أنه‬
‫ليس لكل مشكلة حل علميا‪ ،‬أو مرتبطا بنظرية معينققة قابلققة إجققراء‬
‫عملية الدراسة على أساسققها‪ .‬فهنققاك أسقئلة مقثيرة فققي حققد ذاتهقا‬
‫ولكن ليس لها إجابات علمية‪ ،‬نظرا لنها ل تخضع للتجارب العمليققة‬
‫المجسدة‪ .‬وهناك أنواع أخرى من المشكلت لها علقة بالفضققليات‬
‫الشخصققية والتققالي ل تخضققع للبحققث العلمققي‪ ،‬أي أننققا ل نسققتطيع‬
‫الجابة عليها علميا مثل تفضيل لون من ألوان آخقرى أو زهققرة مقن‬
‫أزهر أخرى‪.‬‬
‫عند تحديد المشكلة‪ :‬ل ُبد لنا أول ً أن نحققدد هققدف البحقث أو المشقكلة‬
‫المراد دراستها تحديدا ً واضحا ً ويسققتلزم تعريققف المشققكلة المدروسققة‬
‫والهدف من دراستها حتى ُيمكن تمييز المشققكلة الحصققائية المطلوبققة‬
‫ثم بعد ذلك نبحث عن التصميمات المختلفققة الممكنققة أو عققن السققئلة‬
‫المراد إيجاد إجابات لها‪ ،‬وكذلك تحديد المصادر الممكنة التي سنحصل‬
‫معدة لتحقيق أهداف الدراسة المطلوبة‪.‬‬ ‫منها على إجابات السئلة ال ُ‬

‫معاينته‪ :‬ل ُبد من تعريققف وتحديققد‬‫• تعريف وتحديد المجتمع المراد ُ‬


‫معاينته بدقة ومعرفة العناصققر الداخلققة فيققه بحيققث‬‫المجتمع المراد ُ‬
‫عنصر ما إلى المجتمع من عققدمه بسققهولة‬ ‫ُيمكن الحكم على انتماء ُ‬
‫ويسر‪.‬‬

‫• يتم تحديد البيانات المطلوب جمعهققا علققى ضققوء أهققداف البحققث‬


‫وفروضه‪ ،‬وط ُققرق التحليققل الققتي سققيتم اتباعهققا‪ ،‬وطبيعققة الوحققدات‬
‫مسققتخدم البيانققات والبققاحث الققذي‬‫والمجتمع‪ .‬ويتم ذلك باستشققارة ُ‬
‫ُيحللها‪.‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 6‬من ‪9‬‬
‫• درجة الدقة المطلوبة‪ :‬تحققدث هنققاك بعققض الشققكوك فققي نتققائج‬
‫الدراسات التي تتم بواسطة استخدام العينققة وذلققك لن العينققة لققم‬
‫جققزءا ً فقققط مققن المجتمققع قققد‬
‫تشمل بعض الوحدات الهامة أي أن ُ‬
‫خضققع للدراسققة بالضققافة إلققى أخطققاء القيققاس الققتي تحققدث خلل‬
‫الدراسة‪ُ .‬يمكققن زيققادة الدقققة بأخققذ عينققات أكققبر حجمقا ً واسققتخدام‬
‫أجهزة قياس أكثر دقة مما يترتب على زيققادة التكققاليف‪ .‬لققذا دعققت‬
‫الحاجة لتمام أي بحققث إلققى تحديققد درجققة الدقققة المطلوبققة والققتي‬
‫تسمح بنسبة خطأ مقبولة ل تؤثر على أهداف البحث ‪.‬‬

‫متعققددة كالتصققال غيققر‬‫• طريقققة جمققع وقيققاس البيانققات‪ :‬وهققي ُ‬


‫المباشر مثل البريد والتلفققون والفققاكس…الققخ‪ .‬والتصققال المباشققر‬
‫كالمقابلة الشخصية الققتي يقققوم بهققا العققدادون‪ .‬والتصققال المباشققر‬
‫أكثر كفاية من ناحية تقليل نسقبة عقدم المجيقبين وتقليقل الجابقات‬
‫الخاطئة غير أن هذه الطريقة تزيد كثيرا ً في تكاليفها‪.‬‬

‫• الطار‪ :‬يجققب تكققوين إطققار علققى وحققدات المعاينققة حققتى ُيمكققن‬


‫اختيار العينة‪ ،‬إذ بدون هذا الطقار ل ُيمكقن أن تكقون تغطيقة كاملقة‬
‫للمجتمع‪.‬‬

‫• وفضل ً عن ذلك ل بد لنا من التفققاق علققى وحققدة المعاينققة ونققوع‬


‫العينة وتحديد حجمها ومعرفة تكاليفها‪ .‬أمققا نققوع العينققة فل بققد مققن‬
‫منتظمققة‬ ‫معاينة عشوائية بسيطة أو طبقية أم ُ‬ ‫تحديده‪ ،‬هل سنجرى ُ‬
‫عنقودية وسوف نتطرق لذلك لحقًا‪.‬‬ ‫أو ُ‬

‫• ترتيب عمل الميدان‪ :‬وذلك يضم عمل الخققرائط اللزمققة لمكققان‬


‫المسح ويشمل أيضا ً تدريب العدادين وعمل الترتيب لمراجعة بعض‬
‫الجابات ولمعرفة بعض نقط الضعف فققي السققتبيان والنقققط الققتي‬
‫تحتاج إلى إيضاح أولى استكمال بعض البيانات الناقصة كما يشققمل‬
‫عمل ترتيب خاص في حالة عدم الجابة‪.‬‬

‫• إجراء اختبار سابق‪ :‬ويجب قبل الستخدام الميداني للستثمار أو‬


‫حتى قبققل أن ُتطبققع العققدد اللزم مققن اسققتمارات البحققث ‪ -‬ا ختبققار‬
‫الستثمار التي اقترحت وذلك بالقيام ببحث تجريبي علققى مجموعققة‬
‫من النققاس كعينققة اختباريققة مققن أفققراد المجتمققع موضققوع الدراسققة‬
‫ضوء هذا الختبار التجريبي‪ُ ،‬يمكن تعديل السققتثمارة إذا لققزم‬ ‫وعلى ُ‬
‫المر‪ .‬وُيمكن الستفاد من هقذه التجربققة الختباريقة وذلقك فققي أنقه‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 7‬من ‪9‬‬
‫ُيمكننا استخدامها في الحصول على حجققم العينققة وعققن التقققديرات‬
‫المختلفة والتباين ‪.‬‬
‫وأخيرا ً نقوم بإجراءات تلخيص وتبويب البيانات وتحليلها للحصول على‬
‫تقديرات معالم المجتمع وقياس دقتها‪ .‬ورغم كل النقاط السقابقة ومقا‬
‫لها من أهمية في النواحي العملية إل أنه يجب أن نأخذ فققي الحسققبان‬
‫نظرية المعاينة فعند اختيار طريقققة المعاينققة مثل ً فققإنه يجققب علينققا أن‬
‫نلجأ إلى نظرية المعاينة حتى تعطينا أفضل العينققات الصققالحة للبحققث‬
‫وطريقة اختيارها نتحصل على التقديرات ذات الدقة المطلوبة بأقل ما‬
‫ُيمكن من النفقات‪.‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 8‬من ‪9‬‬
‫)‪Research‬‬ ‫وضع الفرض للبحث‬
‫‪:( Hypothesis‬‬
‫بعد الفحص المبدئي للبيانقات والمعلومقات المرتبطقة بالمشقكلة أو‬
‫بما يسمى أيضا بق "سؤال البحث )‪ ،( Research Question‬فإن هناك حل‬
‫ممكنا للمشققكلة يطققرح نفسققه علققى البققاحث‪ .‬هققذا الحققل المبققدئي‬
‫)التخمين الذكي( يمكن ببساطة أن يكون حل خاطئا )لنه لم يجرب‬
‫بعد‪ ،‬ولم يفحص فحصا شققامل(‪ .‬لهققذا فمققن الطققبيعي والمفيققد فققي‬
‫هققذه المرحلققة أن يضققع البققاحث تخمينققات معقولققة للحققل الممكققن‬
‫للمشكلة حتى في بداية البحث لتثبت صحة الفرض بحيث يتفق مع‬
‫جميع الحقائق المتوفرة‪ .‬وقد يكون خقاطئا ومققن ثققم ينبغقي اهمقاله‬
‫والبحث عن فرض جديد‪ .‬لهذا فالباحث في حاجة إلى ما يسققمى بق ق‬
‫اختبففار الفففرض )‪ ( Testing Hypothesis‬وتحديففد شففروط قبففول‬
‫الفففرض )‪ :( Criteria for Acceptance of Hypotheses‬إن صققياغة فققرض‬
‫)تخميققن( معقققول بالنسققبة لحققل المشققكلة‪ ،‬يسققاعد فققي تحديققد‬
‫التجاهات التي يمكن البحث فيها عن الدليل‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فحتى اذا‬
‫ثبت أن الفرض خاطئ فإنه يساعدنا الستمرار في الدراسقة‪ .‬وبعقد‬
‫أن نستقر على فرض معين بناء على البيانات والمعلومققات الوليققة‬
‫المتوفرة‪ ،‬فإننا نبدأ العمل على تجميع الققدليل مققن جميققع المصققادر‬
‫الممكنة‪ .‬وذلك لفحققص الفرضققية‪ .‬وعققن طريققق اكتشققاف الحقققائق‬
‫الجديققدة وتطققبيق المبققادئ المتفققق عليهققا فققي المعرفققة والمنطققق‬
‫سيتقرر صحة الفرض واتفاقه مع الحقائق المتوفرة من عققدمه‪ .‬إن‬
‫هققذا البحققث الققدقيق عققن المعلومققات والبيانققات موجهققا بققالفرض‬
‫ون الجهد الساسي لي بحث علمي‬ ‫المبدئي )‪ ( Tentative Hypothesis‬يك ّ‬
‫ناجح‪.‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫محمد الباقر حاج يعقوب‪ ،‬محاضر قسم اللغة العربية وآدابها‬ ‫‪2999‬‬ ‫عرب‬
‫صفحة ‪ 9‬من ‪9‬‬

You might also like