Professional Documents
Culture Documents
المسارات الحالية والمستقبلية لبحوث تكنولوجيا التعليم
المسارات الحالية والمستقبلية لبحوث تكنولوجيا التعليم
php :
توثيقها هو
على محمد عبد المنعم ( )1998طبيعة بحوث تكنولوجيا التعليم المسارات الحالية و
المستقبلية ,المؤتمر العلمى السادس للجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم ,المجلد
الثامن ,صص.64-59
طبيعة بحوث تكنولوجيا التعليم وتصنيفاتها ومجاالتها
عن بحوث تكنولوجيا التعليم تتمركز حول التعلم اإلنساني ،وهي تحاول بالضرورة
أن تجيب عن ترتبط بكيفية مساعدة األفراد على التعلم من ناحية ،وبكيفية زيادة
فاعلية عملية التعلم من ناحية أخرى ،وفي هذه الناحية ال تختلف بحوث تكنولوجيا
التعليم عن البحوث في الميدان التربوي عامة ،ولكن ما يميز بحوث تكنولوجيا التعليم
ويحدد خصوصيتها هو ارتباطها الوثيق بمصادر التعلم عند اعتبار متغيرات تصميم
هذه المصادر ،وإنتاجها ،وتقديمها ،وإدارتها ،وتقويمها ،بيان دورها في التغلب على
مشكالت التعلم اإلنساني.
ولما كانت مصادر التعلم منظومة فرعية من منظومة أكبر تضم استراتيجيات
التدريس ،وطرائقه ومناخه ،والقوى البشرية بما لها من خصائص وقدرات عقلية،
وبحوث تكنولوجيا التعليم هي بحوث منظومات؛ حيث ترتبط متغيراتها باألبعاد
المختلفة للعملية التعليمية وهي تستهدف بالضرورة gالبحث عن الحاالت التي يمكن أن
تزداد فيها فاعلية مصادر التعلم وكفاءتها وهذا ما يجعل هذه النوعية من البحوث ذات
صلة وثيقة بمتغيرات مصادر التعلم وإنتاجها وتقديمها وإدارتها وتقويمها كما ذكر من
قبل.
وفي بحوث المنظومات هذه تكون األسئلة البحثية – المرتبطة بمتغيرات تصميم
مصادر التعلم وتقديمها وإدارتها وتقويمها -وهي البؤرة األساسية التي تكشف عن
حاالت زيادة فاعلية مصادر التعلم وكفاءتها في ارتباطها بمتغيرات استراتيجيات
التعليم وطرائقه وفنياته ومناخه.
وباإلضافة إلى ما تقدم –حول طبيعة بحوث تكنولوجيا التعليم – فإنه يمكن أن نشتق
المزيد حول هذه البحوث ،من خالل المفهوم العام للتكنولوجيا الذي قدمه
Galbraithمن ناحية ،ومن خالل مفهوم التعيم ذاته باعتباره من أنواع االتصال
المنظم الهادف الذي يرمي إلى إحداث التعلم -وهو التعريف الذي قدمته منظمة
اليونسكو -من ناحية أخرى .ويعرف Galbraithالتكنولوجيا بأنها" :التطبيق
المنهجي المنظم للمعرفة العلمية في المواقف العملية" .ومن خالل المزاوجة بين
المفهومين السابقين فإنه يمكن القول بأن
بحوث تكنولوجيا التعليم تتمركز حول ثالث مجاالت هي:
-1مجال المعرفة العلمية المنظمة المرتبطة بالتعليم والتعلم.
-2مجال التطبيق في المواقف العلمية المرتبطة بالتعليم والتعلم.
-3مجال التطوير والتجريب المرتبط بالتعليم والتعلم.
ويرتبط المجال األول بالمعرفة العلمية المستمدة من النظريات ذات العالقة بعلوم
كثيرة متعددة ،مثل :نظريات علم النفس ،وعلم االتصال ،وعلم االجتماع وديناميات
الجماعة ،وعلوم إنسانية وطبيعية وتطبيقية أخرى ،كما يرتبط ذلك المجال بنتائج
البحوث ذات العالقة بالتعليم والتعلم والتي يمكن أن نطبقها :أي أنها تبحث في قابلية
النظريات والمبادئ ونتائج البحوث للتطبيق على تنظيم التعليم إلحداث التعلم .ومما
الشك فيه أن هذه النوعية من البحوث تسهم في بناء المعرفة المنظمة الخاصة بطبيعة
تكنولوجيا التعليم باعتبارها مجاالً.
ومن المالحظ أن المعرفة العلمية هذه قد أسهمت في ظهور نظريات التعليم؛ وهو
األمر الذي أدى بدوره إلى ظهور ما يسمى اآلن بعلم التعليم.
ويرتبط المجال الثاني بالتطبيق الفعلي للنظريات والمبادئ ونتائج البحوث التي يتم
الكشف عنها في المجال األول وفنيات هذا التطبيق ،للتغلب على مشكالت معينة ذات
عالقة بمواقف إجرائية لتسهيل عملية التعلم وإحداث التعليم ،ومما الشك فيه أن ذلك
يسهم بدوره في بيان وظيفة تكنولوجيا التعليم باعتبارها عملية تقوم على الفكر
المنظومي المنتظم المستمد من فكر النظم على وجه التحديد.
ويأتي المجال الثالث – من المجاالت التي تحدد طبيعة بحوث تكنولوجيا التعليم –
مرتبطا ً بقضايا تطوير التعليم في عالقتها باألدلة الميدانية التجريبية؛ ولذلك فإن هذا
المجال يستلزم بالضرورة تبني بحوث تكنولوجيا التعليم في للمنهج التجريبي على
وجه الخصوص ،ومما الشك فيه أن تطوير التعلم في ظل أدلة ميدانية تجريبية يحدد
مكانة تكنولوجيا التعليم ،باعتبارها مهنة تقوم بوظيفة محددة في المجتمع.
تصنيف بحوث تكنولوجيا التعليم:
ويمكن تصنيف بحوث تكنولوجيا التعليم وفقا ً ألسس عديدة ،ويعد التحديد السابق
لمجاالت البحوث في تكنولوجيا التعليم أحد أسس التصنيف؛ فبحوث المعرفة
المستمدة من نظريات العلوم المختلفة ونتائج البحوث وقابليتها للتطبيق يمكن تسميتها
ببحوث المجال ،والفئة الثانية المرتبطة بتطبيق المعرفة ونتائج البحوث وفنيات
تطبيقها يمكن تسميتها ببحوث العملية ،أما الفئة الثالثة والتي ترتبط بالتطوير
وإجراءاته فإنه يمكن تسميتها ببحوث المهنة.
كما يمكن تصنيف بحوث تكنولوجيا التعليم g-مثلها في ذلك مثل البحوث في مجاالت
أخرى -وفقا ً لمنهج البحث الذي نتبعه ،فهناك البحوث الوصفية التي تتبنى المنهج
الوصفي ،وهناك البحوث التجريبية التي تتبنى المنهج التجريبي ،وهكذا .وينتمي إلى
تصنيف البحوث في هذه الحالة ما يمكن أن نسميه أوراق الموقف أو الرأي ،وهي
أقرب إلى أوراق العمل بطبيعتها؛ حيث ال تتبنى منهجا ً محدداً ولكن تقوم على أساس
الخبرة الشخصية ألصحابها.
وعند اعتبار نوعية المتغيرات التي تتناولها البحوث -وهي في األصل متغيرات
تصميم المواد التعليمية وإنتاجها وتقديمها وإدارتها وتقويمها -فإنه يمكن
تصنيف بحوث تكنولوجيا التعليم على عدة فئات منها:
-1بحوث متغيرات التصميم :وهي التي تتناول متغيرات تصميم المواد التعليمية،
والتي تكون فيها هذه المتغيرات متغيرات مستقلة ،ومن أمثلتها بحوث تصميم شاشات
الكمبيوتر بعامة ،وبحوث تصميم شاشات برامج الوسائل المتعددة بخاصة.
-2بحوث متغيرات اإلنتاج :وهي التي تتناول متغيرات إنتاج المواد التعليمية ،والتي
تكون فيها هذه المتغيرات مستقلة ،ومن أمثلتها بحوث فنيات اإلنتاج وبرامجه
ونماذجه.
-3بحوث متغيرات التقديم :والتي تتناول متغيرات تقديم المواد التعليمية ،مثل
ظروف التقديم واستراتيجياته ،وهي تتمركز حول أشكال تقديم المواد التعليمية
والحاالت المرتبطة بزيادة فاعليتها وكفاءتها ،مثل :أشكال تقديم المديوالت ،وبرامج
الكمبيوتر ،وبرامج الفيديو ،وارتباطها مواقف التعلم الفردي والجماعي.
-4بحوث متغيرات التقويم :وهي التي تتناول متغيرات تقويم المواد التعليمية ذاتها،
أو متغيرات أدوات التقويم المرتبطة بها.
-5بحوث متغيرات اإلدارة :وهي ترتبط بمتغيرات مناخ حجرة الدراسة وأشكال
تنظيمها ،وظروف زيادة فاعلية المواد التعليمية وكفاءتها ،وأدوار كل من المعلم
والمتعلم ورجال اإلدارة المدرسية فيما يتعلق بتسهيل عملية التعلم ،وتوفير متطلباتها،
والتحكم في إحداثها.
:المسارات الحالية والمستقبلية لبحوث تكنولوجيا التعليم
ايمن رمضان شحاته حتى السبعينات لم تكن هناك الحاجة إلى تصنيف الن
البحوث كلها كانت تنصب على االهتمام بالوسائل التعليمية وفى أوائــــــــل
التسعينات حددت خمسة مسارات للبحوث وهم
-1هل تعمل الوسائل التعليمية ؟
-2إلى أي حد من الجودة تعمل ؟
-3تحت أي شروط تعمل ؟
-4مع أي نمط من المتعلمين تعمل ؟
-5هل تمكن المتعلم أن يبلغ األهداف باستخدام الوسائل التعليمية ؟
إال أن في السنوات األخيرة فرضت تكنولوجيا التعليم تصنيفا آخر ارتبط
بوظائــــــــــــف تكنولوجيا التعليم وبصفة عامة يمكن تصنيف بحوث تكنولوجيا
التعليم بناءا على المعايير آالتية:
أوال :التصنيف على أساس البحث:
-1الدراسات االستطالعية أو الكشفية أو الصياغة ( وهى التي تهدف إلى
الكشف عن المشكالت العلمية وتحليلها وصياغة الفروض األولية مثل نقل
التجارب من العالمية إلى المجتمع المحلى وتحليلها ومقارنتها بالواقع
المحلى لتقرير وجود مشكالت في مجتمعنا المحلى )
-2الدراسات الوصفية أو التشخيصية ( وهى التي تهدف إلى وصف
الظاهرات أو الحقائق العلمية أو المهنية الموجودة فعال ،والوصول إلى
تعميمات خاصة بالوصف وتحديد األسباب مثل وصف استخدام المعلمين
لمصادر التعلم االلكترونية واتجاهاتهم نحوها )
-3الدراسات التجريبية ( وهى التي تهدف إلى اختبار العالقة السببية
وتجريبها والتأكد من صحتها أو زيفها من خالل التجريب )
نوعها
العدد
الدراسات االستطالعية
الدراسات الوصفية
الدراسات التجريبية
100%
6%
1%
93%
من خالل البيانات يتضح أن األبحاث و الدراسات في تكنولوجيا التعليم تسود
فيها الدراسات التجريبية وذلك يرجع لألسباب آالتية :
-1ألنها تهدف إلى ضبط العالقة بين عناصر تكنولوجيا التعليم
-2ألنها تهدف إلى ربط العالقة بين مصادر التعليم والتعلم
-3ألنها تهدف إلى تطوير أنماط التكنولوجيا بما يتناسب مع مجتمعنا المحلى
-4ألنها تهدف إلى التفاعل بين عناصر تكنولوجيا التعليم