books4islam.com Largest Islamic library.

Download more than 1200 Islamic books free in many languages. Click here: www.books4islam.com
 ‫ﻓ ْﺘَﻨﺔﹸ ﺍﹾﻟ َﻮﻫﱠﺎﺑﻴﱠﺔ‬
‫ﺴﻴّﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﲏ ﺩﺣﻼﻥ‬
‫ﻟﻠ ّ‬
‫ﻭ ﻳﻠﻴﻪ‬

‫ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﻻﳍﻴّﺔ‬
‫ﻭ ﻳﻠﻴﻬﻤﺎ‬

‫ﺳﻴﻒ ﺍﳉﺒﺎﺭ‬
‫ﻭ ﻳﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻣﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ‬
‫ﻗﺪ ﺍﻋﺘﲎ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻃﺒﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﻷﻭﻓﺴﺖ‬
‫ﻭﻗﻒ ﺍﻹﺧﻼﺹ‬

‫ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﺸﺎﺭﻉ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﺑﻔﺎﺗﺢ ‪ ٥٧‬ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ‪-‬ﺗﺮﻛﻴﺎ‬

‫ﻣﻴﻼﺩﻱ‬ ‫ﻫﺠﺮﻱ ﴰﺴﻲ‬ ‫ﻫﺠﺮﻱ ﻗﻤﺮﻱ‬
‫‪٢٠٠١‬‬ ‫‪١٣٧٩‬‬ ‫‪١٤٢٢‬‬
‫ﻣﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﻄﺒﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻭ ﻳﺘﺮﲨﻬﺎ ﺍﱃ ﻟﻐﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻻﺟﺮ ﺍﳉﺰﻳﻞ ﻭ ﻣﻨﺎ‬
‫ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﲨﻴﻊ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﺑﻄﺒﻌﻬﺎ ﺑﺸﺮﻁ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‬
 ‫‪-٢-‬‬

‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪) :‬ﺧﲑﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﹼﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻋﻠﹼﻤﻪ( ﻭ‬

‫ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻀﺎ )ﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ(‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﺗﺘﻴﺴّﺮ ﻟﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭﺟﺐ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﺬﻛﹼﺮ ﻛﺘﺒﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻔﺎﺕ ﻋﺎﱂ‬
‫ﺻﺎﱀ ﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺇﺧﻼﺹ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﺍﺠﻤﻟﺪﺩ ﻟﻸﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻻﺭﻭﺍﺳﻲ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭ ﺍﲪﺪ ﺍﻟﺘﻴﺠﺎﱐ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﻭ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ‬
‫ﻳﺴﻌﻰ ﻧﺸﺮ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ‪ .‬ﻭ ﺍﻋﻠﻢ ﺍ ﹼﻥ‬
‫]‪[ ١‬‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻢ ﺍﶈﺎﻓﻈﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺃﻣّﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻫﻢ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (١‬ﻻﺧﲑ ﰲ ﺗﻌﻠﹼﻢ ﻋﻠﻢ ﻣﺎﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻼﺹ )ﺍﳊﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ ﺝ‪ ١ :‬ﺹ‪ ٣٦٧ ،٣٦٦ :‬ﻭ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ‬
‫‪ ٥٩ ،٤٠ ،٣٦‬ﻣﻦ ﺍﺠﻤﻟﻠﹼﺪ ﺍﻷﻭّﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺎﺕ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟ ّﺮﺑّﺎﱐ ﺍﺠﻤﻟﺪّﺩ ﻟﻸﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ(‬

‫ﺗﻨﺒﻴﻪ‪ :‬ﺇ ﹼﻥ ﻛ ﹼ‬
‫ﻼ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺍﱃ ﻧﺸﺮ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‬
‫ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺍﱃ ﻧﺸﺮ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﳊﺎﺧﺎﻣﺎﻬﺗﺎ ﻭ ﻛﻬﻨﺘﻬﺎ ﻭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ – ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ – ﰲ‬
‫ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﱃ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭ ﺇﻋﻼﺋﻪ ﺍﻣﺎ ﺍﳌﺎﺳﻮﻧﻴﻮﻥ ﻓﻔﻲ ﺳﻌﻲ ﻹﳏﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﺯﺍﻟﺔ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﲨﻴﻌﺎ ﻓﺎﻟﻠﺒﻴﺐ ﺍﳌﻨﺼﻒ ﺍﳌﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻳﻌﻲ ﻭ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ‬
‫ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﰱ ﺇﻧﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﺑﺪﻳﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﺟ ﹼﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﺳﺪﻳﺖ ﺍﱃ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ‪.‬‬

‫‪Baskı: İhlâs Gazetecilik A.Ş: İstanbul Tel: 0.212.454 30 00‬‬

 ‫‪-٣-‬‬

‫ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻮﻫّﺎﺑﻴّﺔ‬
‫ﺑﺴـﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳊﻴﻢ‬
‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ ﺧﻠﻘﻪ ﳏﻤﺪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ‬ ‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭ ّ‬
‫ﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ‪ .‬ﺇﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﺪﺙ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺳﻠﻄﻨﺘﻪ ﻓﱳ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻭ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﳊﺞ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﻭ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺲ ﳌﺎ ﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ‬
‫ﺳﻨﺔ ﺍﱃ ﺳﺖ ﻋﺸﺮﺓ ﻭ ﻟﻨﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻬﺑﺎﺗﲔ ﺍﻟﻔﺘﻨﺘﲔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﻷﻥ ﻛﻼ‬
‫ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﺗﻔﺼﻴﻼ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭ ﺃﻓﺮﺩ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺘﺄﻟﻴﻒ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﳐﺼﻮﺻﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻓﺘﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﲔ ﺃﻣﲑ ﻣﻜﺔ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪ‬
‫ﻭ ﻫﻮ ﻧﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻄﺎﺭ ﺍﳊﺠﺎﺯﻳﺔ ﻭ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﻴﻨﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﲬﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺎﺋﺘﲔ ﻭ ﺍﻷﻟﻒ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ )ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺃﻭﻝ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ( ﻓﻜﺎﻥ‬
‫ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﻨﲔ ﻛﺜﲑﺓ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻬﺗﻢ ﻭ ﺷﻮﻛﺘﻬﻢ ﰲ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺃﻭﻻ ﰒ ﻛﺜﺮ ﺷﺮﻫﻢ ﻭ‬
‫ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺿﺮﺭﻫﻢ ﻭ ﺍﺗﺴﻊ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﻣﺎ ﻻ ﳛﺼﻮﻥ ﻭ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﻮﺍ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭ‬
‫ﺳﺒﻮﺍ ﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺳﺲ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭ ﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻕ‬
‫ﻣﻦ ﺑﲏ ﲤﻴﻢ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻤﺮﻳﻦ ﻓﻜﺎﺩ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻈﺮﻳﻦ ﻷﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﺣﱴ‬
‫ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻋﻨﻪ ﺿﻼﳍﻢ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺳﻨﺔ ﺃﻟﻒ ﻭ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻭ ﻫﻠﻚ ﺳﻨﺔ ﺃﻟﻒ ﻭ‬
‫ﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭ ﺳﺘﺔ ﻭ ﺃﺭﺧﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪:‬‬
‫)ﺑﺪﺍ ﻫﻼﻙ ﺍﳋﺒﻴﺚ( ‪١٢٠٦‬‬
‫ﻭ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺃﻣﺮﻩ]‪[١‬ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻛﻨﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ‬

‫)‪ (١‬ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻀﻼﻟﺘﻪ ﺍﳉﺎﺳﻮﺱ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﳘﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳّﺲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻌﻪ )ﺳﻨﺔ ‪ (١١٢٥‬ﰲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ‬
‫ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ )ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ( ﰲ ﻟﻨﺪﻥ‪.‬‬
 ‫‪-٤-‬‬

‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﻭ ﺃﺧﻮﻩ ﻭ ﻣﺸﺎﳜﻪ ﻳﺘﻔﺮﺳﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺯﻳﻎ ﻭ ﺿﻼﻝ ﳌﺎ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻧﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭ ﻧﺰﻋﺎﺗﻪ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﲞﻮﻧﻪ ﻭ ﳛﺬﺭﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻪ‬
‫ﻓﺤﻘﻖ ﺍﷲ ﻓﺮﺍﺳﺘﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﳌﺎ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻎ ﻭ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻏﻮﻯ ﺑﻪ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ‬
‫ﻭ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻴﻪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺗﻮﺻﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﻭ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ‬
‫ﺷﺮﻙ ﻭ ﺃﻥ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺷﺮﻙ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻧﺪﺍﺀ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻬﺑﻢ ﺷﺮﻙ ﻭ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﻨﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻭ ﻟﻮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﺠﻤﻟﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﳓﻮ ﻧﻔﻌﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﻟﻔﻼﱐ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﰲ ﺷﺊ ﻭ ﲤﺴﻚ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﺞ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻣﻪ ﻭ ﺃﺗﻰ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺰﻭﺭﺓ‬
‫ﺯﺧﺮﻓﻬﺎ ﻭ ﻟﺒﺲ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺣﱴ ﺗﺒﻌﻮﻩ ﻭ ﺃﻟﻒ ﳍﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺣﱴ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﻛﻔﺮ‬
‫ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‪ ،‬ﻭ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﺄﻣﺮﺍﺀ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻭ ﻣﻜﺚ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺣﱴ ﻧﺼﺮﻭﻩ ﻭ‬
‫ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺪﻋﻮﺗﻪ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﱃ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻭ ﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ﻭ ﺗﺴﻠﻄﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ‬
‫ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ ﺣﱴ ﺗﺒﻌﻮﻫﻢ ﻭ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺟﻨﺪﺍ ﳍﻢ ﺑﻼ ﻋﻮﺽ ﻭ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻣﻦ ﱂ‬
‫ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﺸﺮﻙ ﻣﻬﺪﺭ ﺍﻟﺪﻡ ﻭ ﺍﳌﺎﻝ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭ‬
‫ﺃﻣﺮﻩ ﺳﻨﺔ ﺃﻟﻒ ﻭ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ ﺛﻼﺙ ﻭ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻭ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﳋﻤﺴﲔ ﻭ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ‬
‫ﺃﻟﻒ‪ .‬ﻭ ﺃﻟﹼﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺸﺎﳜﻪ ﻭ‬
‫ﻛﺎﻥ ﳑﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻨﺼﺮﺗﻪ ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺃﻣﲑ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻭ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻗﻮﻡ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ‪ ،‬ﻭ ﳌﺎ ﻣﺎﺕ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻗﺎﻡ ﻬﺑﺎ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ‬
‫ﺳﻴﻀﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﻳﻀﻞ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺪﻩ ﻭ ﺃﺷﻘﺎﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻭ ﺯﻋﻢ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﱪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻙ ﻣﻨﺬ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭ ﺃﻧﻪ ﺟﺪﺩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭ ﲪﻞ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﱵ ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻋﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻣ ْﻦ ﹶﺍ َ‬
‫ﺿ ﱡﻞ ِﻣ ﱠﻤ ْﻦ َﻳ ْﺪﻋُﻮﺍ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ‬
 ‫‪-٥-‬‬

‫ﺐ ﹶﻟﻪُ ِﺍﻟﹶﻰ َﻳ ْﻮ ِﻡ ﺍﹾﻟ ِﻘَﻴﺎ َﻣ ِﺔ َﻭ ُﻫ ْﻢ َﻋ ْﻦ ُﺩﻋَﺂِﺋ ِﻬ ْﻢ ﻏﹶﺎ ِﻓﻠﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻷﺣﻘﺎﻑ‪ (٥ :‬ﻭ‬ ‫ﺴَﺘﺠِﻴ ُ‬
‫ﷲ َﻣ ْﻦ ﹶﻻ َﻳ ْ‬ ‫ﺍِ‬
‫ﻚ َﻭ ﹶﻻ َﻳﻀُ ﱡﺮ َﻙ * ﻳﻮﻧﺲ‪ (١٠٦ :‬ﻭ ﻛﻘﻮﻟﻪ‬ ‫ﷲ ﻣَﺎ ﹶﻻ َﻳ ْﻨ ﹶﻔﻌُ َ‬ ‫ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻻ َﺗ ْﺪﻉُ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺸ ْﻲ ٍﺀ * ﺍﻟﺮّﻋﺪ‪ (١٤ :‬ﻭ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺴَﺘﺠِﻴﺒُﻮ ﹶﻥ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ِﺑ َ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﻳ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ﹶﻻ َﻳ ْ‬
‫ﺍﻵﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺜﲑﺓ‪ :‬ﻓﻘﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﺃﻭ ﺑﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺃﻭ ﻧﺎﺩﺍﻩ ﺃﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺜﻞ‬
‫ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻋﻤﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﻜﺎﻳﺔ‬
‫ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ )ﻣَﺎ َﻧ ْﻌﺒُﺪُﻫُ ْﻢ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟُﻴ ﹶﻘ ﱢﺮﺑُﻮﻧَﺎ ِﺍﻟﹶﻰ ﺍﷲ ُﺯﹾﻟﻔﹶﻰ * ﺍﻟﺰﻣﺮ‪ (٣ :‬ﺇ ﹼﻥ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻠﲔ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇ ﹼﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ ﻗﺎﻝ‪:‬‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺃﻬﻧﺎ ﲣﻠﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻟِﺌ ْﻦ َﺳﹶﺎﹾﻟَﺘ ُﻬ ْﻢ َﻣ ْﻦ َﺧ ﹶﻠ ﹶﻘﻬُ ْﻢ ﹶﻟَﻴﻘﹸﻮﹸﻟ ﱠﻦ ﺍ ُ‬
‫ﷲ * ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ‪َ ) (٨٧ :‬ﻭ ﹶﻟِﺌ ْﻦ َﺳﹶﺎﹾﻟَﺘﻬُ ْﻢ‬
‫ﷲ * ﻟﻘﻤﺎﻥ‪ (٢٥ :‬ﳑﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭ‬ ‫ﺽ ﹶﻟَﻴﻘﹸﻮﹸﻟ ﱠﻦ ﺍ ُ‬‫ﺕ َﻭ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ َ‬ ‫ﺴﻤَﻮﺍ ِ‬
‫َﻣ ْﻦ َﺧ ﹶﻠ َﻖ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺍﻹﺷﺮﺍﻙ ﺇ ﹼﻻ ﻟﻘﻮﳍﻢ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻣﺜﻠﻬﻢ‪ ،‬ﻭ ﳑﺎ ﺭﺩﻭﺍ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ‬
‫ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﺎ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻻ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺁﳍﺔ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﻫﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﷲ ﺑﻞ ﺃﻬﻧﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻬﻧﻢ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﳐﻠﻮﻗﻮﻥ‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻬﻧﻢ ﻣﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ‬
‫ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺃﺻﻨﺎﻣﻬﻢ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭ ﻳﻌﻈﹼﻤﻮﻬﻧﺎ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻬﻧﺎ ﻻ ﲣﻠﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻓﻼ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭ ﻻ ﻳﻌﻈﻤﻮﻬﻧﻢ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻬﻧﻢ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﻭ ﺃﺣﺒّﺎﺅﻩ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺻﻄﻔﺎﻫﻢ ﻭ ﺍﺟﺘﺒﺎﻫﻢ ﻭ ﺑﱪﻛﺘﻬﻢ ﻳﺮﺣﻢ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻴﻘﺼﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﱪﻙ ﻬﺑﻢ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ‪ ،‬ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻷﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻻ ﳜﻠﻘﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ ﻻ ﳝﻠﻜﻮﻥ ﺿﺮﺍ ﻭ ﻻ ﻧﻔﻌﺎ ﻭ ﺇﳕﺎ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﱪﻛﺘﻬﻢ‬
‫ﻓﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺃﺻﻨﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻻ‬
 ‫‪-٦-‬‬

‫ﳎﺮﺩ ﻗﻮﳍﻢ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇ ﹼﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻷﻬﻧﻢ ﳌﺎ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﺑﺄﻬﻧﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﻫﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻌﺘﺬﺭﻳﻦ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇ ﹼﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ‬
‫ﺯﻟﻔﻰ ﻓﻜﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﺃﻥ ﳚﻌﻠﻮﺍ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﳌﻮﺣّﺪﻳﻦ ﻣﺜﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺧﺎﺹ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬
‫ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺃﻬﻧﻢ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ‬
‫ﺇﱃ ﺁﻳﺎﺕ ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﺤﻤّﻠﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻪ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺃ ْﺧ َﻮﻑُ ﻣﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﱵ ﺭﺟﻞ ﻳﺘﺄﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺼﻨﻌﻪ ﰲ ﻏﲑ‬
‫ﻣﻮﺿﻌﻪ( ﻓﻬﻮ ﻭ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺊ ﳑﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﻏﲑﻩ ﺷﺮﻛﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭ ﺳﻠﻒ‬
‫ﺍﻷﻣﺔ ﻭ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻔﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻪ‬
‫)ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺇﱐ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﲝﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﲔ ﻋﻠﻴﻚ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﺗﻮﺳﻞ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳُﻌﻠﹼﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺑَﻪ ﻭ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻪ ﻭ ﺑﺴﻂ ﺫﻟﻚ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭ ﺻﺢ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﳌﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ‬
‫ﺃﺳﺪ ﺃ ّﻡ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﳊﺪﻫﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﱪ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻷﻣﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺳﺪ ﻭ َﻭ ﱢﺳ ْﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﺧﻠﻬﺎ ﲝﻖ ﻧﺒﻴﻚ ﻭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺒﻠﻲ ﺇﻧﻚ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﲪﲔ( ﻭ ﺻﺢ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻋﻤﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﺍﷲ ﺑﺼﺮﻩ‬
‫ﺑﺪﻋﺎﺋﻪ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭ ﺻﻼﺓ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺇﱐ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ‬
‫ﰲ( ﻓﻔﻌﻞ‬‫ﳏﻤﺪ ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺇﱐ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺭﰊ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ ﻟﺘﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ َﺷ ﱢﻔﻌْﻪ ﱠ‬
‫ﻓﺮﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ ﻭ ﺻﺢ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺣﲔ‬
‫ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻷﻧﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﲰﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻏﺮﻑ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎﻩ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﻟﻪ )ﻫﺬﺍ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩﻙ ﻟﻮﻻﻩ ﳌﺎ‬
‫ﺧﻠﻘﺘﻚ(‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﲝﺮﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﺭﺣﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻓﻨﻮﺩﻱ )ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻟﻮ ﺗﺸﻔﻌﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ‬
‫ﲟﺤﻤﺪ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺸﻔﻌﻨﺎﻙ( ﻭ ﺗﻮﺳﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬
 ‫‪-٧-‬‬

‫ﻋﻨﻪ ﳌﺎ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ ،‬ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻭ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻟﻔﻆ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻧﺪﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﳚﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻘﻮﻝ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻟﺼﺤﺎﰊ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺴﻖ ﻷﻣﺘﻚ ﻛﺎﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﳑﻦ ﺃﻟﻒ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺃﻛﱪ‬
‫ﻣﺸﺎﳜﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻣﺆﻟﻒ ﺣﻮﺍﺷﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﱳ ﺑﺎﻓﻀﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻛﻼﻣﻪ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺇﱐ ﺃﻧﺼﺤﻚ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﺗﻜﻒ‬
‫ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺈﻥ ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺗﺄﺛﲑ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ‬
‫ﺍﷲ ﻓﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﺄﺛﲑ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﺃﰉ ﻓﻜﻔﺮﻩ ﺣﻴﻨﺌﺬ‬
‫ﲞﺼﻮﺻﻪ ﻭ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻚ ﺇﱃ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‪ ،‬ﻭ ﺃﻧﺖ ﺷﺎﺫ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺇﱃ ﻣﻦ ﺷﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﻷﻧﻪ ﺍﺗﺒﻊ ﻏﲑ ﺳﺒﻴﻞ‬
‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻣ ْﻦ ُﻳﺸَﺎ ِﻗ ِﻖ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹶﻝ ِﻣ ْﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ ﻣَﺎ َﺗَﺒﱠﻴ َﻦ ﹶﻟﻪُ ﺍﹾﻟ ُﻬﺪَﻯ َﻭ َﻳﱠﺘِﺒ ْﻊ ﹶﻏ ْﻴ َﺮ َﺳﺒِﻴ ِﻞ‬
‫ﺼﲑًﺍ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (١١٥ :‬ﻭ ﺇﳕﺎ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﺕ َﻣ ِ‬ ‫ﺼ ِﻠ ِﻪ َﺟ َﻬﱠﻨ َﻢ َﻭ ﺳﺂ َﺀ ْ‬ ‫ﲔ ُﻧ َﻮِّﻟ ِﻪ ﻣَﺎ َﺗ َﻮﻟﱠﻰ َﻭ ﻧُ ْ‬
‫ﺍﹾﻟﻤُ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬
‫ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻟﻘﺎﺻﻴﺔ ﺍﻫـ‪.‬‬

‫ﻭ ﺃﻣﺎ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻨﻬﻢ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ ﻭ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻓﺮﺩﺕ ﺑﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭ‬
‫ﳑﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻏﺎﺋﺐ ﻭ ﻣﻴﺖ ﻭ ﲨﺎﺩ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫)ﺇﺫﺍ ﺃﻓﻠﺘﺖ ﺩﺍﺑﺔ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺑﺄﺭﺽ ﻓﻼﺓ ﻓﻠﻴﻨﺎﺩ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺃﺣﺒﺴﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﷲ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﳚﻴﺒﻮﻧﻪ( ﻭ ﰲ‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ )ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﻋﻮﻧﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺑﺄﺭﺽ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻴﺲ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻳﺎ‬
‫ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺃﻋﻴﻨﻮﱐ( ﻭ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ )ﺃﻏﻴﺜﻮﱐ ﻓﺈﻥ ﷲ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﻻ ﺗﺮﻭﻬﻧﻢ( ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﻝ )ﻳﺎ ﺃﺭﺽ ﺭﰊ ﻭ ﺭﺑﻚ ﺍﷲ( ﻭ ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺯﺍﺭ ﻗﺎﻝ )ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ( ﻭ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ‬
‫ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﺍﳊﺎﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
 ‫‪-٨-‬‬

‫ﻟﻴﺲ ﰲ ﺷﺊ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺿﺮﺭ ﺇ ﹼﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﳌﻦ ﻧﺎﺩﺍﻩ ﺃﻭ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﻭ ﻣﱴ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﷲ ﻻ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﻼ ﺿﺮﺭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻻ‬
‫ﻳﻀﺮ ﺇ ﹼﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻭ ﻣﱴ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻓﺈﻧﻪ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺠﻤﻟﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻧﻔﻌﲏ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺃﻭ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﻮﱄ ﻓﻬﻮ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ‪ :‬ﺃﺷﺒﻌﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭ ﺃﺭﻭﺍﱐ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺎﺀ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺷﻔﺎﱐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻓﻤﱴ ﺻﺪﺭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﺠﻤﻟﺎﺯﻱ ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬
‫ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﺗﻜﻔﲑ ﺃﺣﺪ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻳﻜﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ‬
‫ﺇﲨﺎﻻ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻠﲑﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ‬
‫ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻗﺪ ﳋﺼﺖ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﳐﺘﺼﺮﺓ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ‪ ،‬ﻭ ﳌﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺎﻧﻪ ﺑﺪﻋﻮﻬﺗﻢ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﻔﹼﺮﻭﺍ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻠﻜﻮﺍ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻗﺒﻴﻠﺔ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻴﻠﺔ‪ ،‬ﰒ ﺍﺗﺴﻊ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻓﻤﻠﻜﻮﺍ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻭ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻭ ﺑﻠﻎ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻗﺮﻳﺒﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﺰﻳﺮﻳﺐ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻭﺻﻠﻮﺍ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻬﻧﻢ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻭﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ‬
‫ﻭ ﺍﳌﲔ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻭ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻭ ﻣﺎ ﲤﻠﻜﻮﺍ ﺑﻪ ﺭﺩ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻭ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳊﺠﺞ ﻭ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻟﱵ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻭ ﲢﻘﻖ‬
‫ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﻭ ﺿﻼﳍﻢ ﻭ ﻭﺟﺪﻭﻫﻢ ﺿﺤﻜﺔ ﻭ ﻣﺴﺨﺮﺓ ﻛﺤﻤﺮ ﻣﺴﺘﻨﻔﺮﺓ ﻓﺮﺕ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺴﻮﺭﺓ ﻭ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﺎ ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﻔﺮﺍﺕ ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ‬
‫ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﱪﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺠﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﻜﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻜﻔﺮﳘﺎ‬
‫ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻟﻴﺸﺘﻬﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮﻫﻢ‪ ،‬ﻓﻴﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻭ ﺍﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﺪﺓ‬
‫ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ﲬﺲ ﻭﺳﺘﲔ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ‪،‬‬
‫ﻭ ﺃﻣﺮ ﲝﺒﺲ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳌﻠﺤﺪﺓ ﻓﺤﺒﺴﻮﺍ ﻭ ﻓ ّﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻓﺄﺧﱪﻫﻢ ﲟﺎ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ‬
‫ﻓﺎﺯﺩﺍﺩﻭﺍ ﻋﺘﻮﺍ ﻭ ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭﺍ ﻭ ﺻﺎﺭ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﳝﻨﻌﻮﻥ ﻭﺻﻮﳍﻢ ﻟﻠﺤﺞ ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ‬
‫ﻳﻐﲑﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﲔ ﲢﺖ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻣﲑ ﻣﻜﺔ ﰒ ﺍﻧﺘﺸﺐ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﲔ‬
‫ﺃﻣﲑ ﻣﻜﺔ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ‬
‫ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﲬﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺎﺋﺘﲔ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﻭ ﻭﻗﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻛﺜﲑﺓ ﻗﺘﻞ‬
 ‫‪-٩-‬‬

‫ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﺋﻖ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻭ ﱂ ﻳﺰﻝ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻳﻘﻮﻯ ﻭ ﺑﺪﻋﺘﻬﻢ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﲢﺖ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ‬
‫ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﲢﺖ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻣﲑ ﻣﻜﺔ‪ .‬ﻭ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﳌﺎﺋﺘﲔ ﻭ ﺍﻷﻟﻒ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﲜﻴﻮﺵ ﻛﺜﲑﺓ ﺣﱴ ﻧﺎﺯﻟﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭ ﺣﺎﺻﺮﻭﺍ ﺃﻫﻠﻪ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ‬
‫ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ‪ ،‬ﰒ ﲤﻠﻜﻮﻩ ﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻫﻠﻪ ﺭﺟﺎﻻ ﻭ ﻧﺴﺎﺀ ﻭ ﺃﻃﻔﺎﻻ ﻭ ﻻ ﳒﺎ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭ ﻬﻧﺒﻮﺍ ﲨﻴﻊ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﰒ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﳌﺴﲑ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻓﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻜﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﻭ ﻳﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﻭ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﳉﻤﻴﻊ‬
‫ﻟﻘﺘﺎﳍﻢ ﻓﻤﻜﺜﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺷﻬﺮ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺇﱃ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭ‬
‫ﺳﺎﺭﻭﺍ ﲜﻴﻮﺷﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻜﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻝ ﺟﻴﻮﺷﻬﻢ ﻓﱰﻝ‬
‫ﺇﱃ ﺟﺪﺓ ﻓﺨﺎﻑ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ‬
‫ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻷﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﺄﻋﻄﻮﻫﻢ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻣﻜﺔ ﺛﺎﻣﻦ‬
‫ﳏﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺎﺋﺘﲔ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﻭﻣﻜﺜﻮﺍ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻳﺴﺘﺘﻴﺒﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﻭ ﳚﺪﺩﻭﻥ ﳍﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻢ ﻭ ﳝﻨﻌﻮﻬﻧﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻙ ﻛﺎﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ‪ ،‬ﰒ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﲜﻴﻮﺷﻬﻢ ﺇﱃ ﺟﺪﺓ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﲜﺪﺓ‬
‫ﺭﻣﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﳌﺪﺍﻓﻊ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻞ ﻓﻘﺘﻞ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﱂ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﲤﻠﻚ ﺟﺪﺓ ﻓﺎﺭﲢﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪ‬
‫ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭ ﺟﻠﻌﻮﺍ ﳍﻢ ﻋﺴﻜﺮﺍ ﲟﻜﺔ ﻭ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﳍﻢ ﺃﻣﲑﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻌﲔ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻭ ﺇﳕﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻟﲑﻓﻖ ﺑﺄﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻭ ﻳﺪﻓﻊ ﺿﺮﺭ‬
‫ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﻋﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺳﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ‬
‫ﻣﻦ ﺟﺪﺓ ﻭ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﱄ ﺟﺪﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺷﺮﻳﻒ ﺑﺎﺷﺎ ﻭﻣﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ‬
‫ﻓﻮﺻﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﺭﺟﻌﺖ ﺃﻣﺎﺭﺓ ﻣﻜﺔ‬
‫ﻟﻠﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﻘﺘﺎﻝ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ‬
‫ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﲑﺍ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﻀﺎﻳﻘﻲ ﻓﺼﺎﺭ ﻫﻮ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺟﻨﻮﺩﻫﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ‬
‫ﺍﻟﱵ ﰲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻳﺪﺧﻠﻮﻬﻧﻢ ﰲ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ‬
‫ﺍﳌﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺖ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻣﲑ ﻣﻜﺔ ﻓﺘﻮﺟﻪ ﻗﺼﺪﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻼﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ‬
‫ﻓﺴﺎﺭﻭﺍ ﲜﻴﻮﺷﻬﻢ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭ ﺣﺎﺻﺮﻭﺍ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﻭ ﺷﺪﺩﻭﺍ‬
 ‫‪- ١٠ -‬‬

‫ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﺍﳌﲑﺓ ﻋﻦ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ‬
‫ﺣﱴ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻟﺸﺪﺓ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﺗﺄﻣﲔ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﻮﺳﻂ ﺃﻧﺎﺳﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻌﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻁ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻓﻖ ﺑﺄﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﻤﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺃﻥ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﻣﻜﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﺘﻢ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﻣﻜﺔ‬
‫ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭ ﲤﻠﻜﻮﺍ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻛﻨﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺒﻮﺍ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻭ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺃﻓﻌﺎﻻ ﺷﻨﻴﻌﺔ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﺍ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﻣﲑﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻣﻀﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﲔ ﻭ‬
‫ﻣﻨﻌﻮﺍ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳊﺞ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﻭ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻣﻊ ﺍﶈﺎﻣﻞ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﻟﻠﻜﻌﺒﺔ ﺍﳌﻌﻈﻤﺔ‬
‫ﺛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﻼﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭ ﺃﻛﺮﻫﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭ ﻣﻨﻌﻮﻫﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺘﻨﺒﺎﻙ ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻃﻠﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺰﺭﻭﻩ ﺑﺄﻗﺒﺢ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺮ ﻭﻫﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﺒﺐ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﰲ ﺍﺭﺗﺒﺎﻙ ﻛﺜﲑ ﻭ ﺷﺪﺓ ﻗﺘﺎﻝ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭ ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪،‬‬
‫ﰒ ﺻﺪﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﱐ]‪ [١‬ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻣﺼﺮ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ١٢٢٦‬ﻓﺠﻬﺰ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﺟﻴﺸﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﻌﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﺑﻔﺮﻣﺎﻥ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻭﻟﺪﻩ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭ‬
‫ﱂ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﺳﺎﺋﺮﻳﻦ ﺑﺮﺍ ﻭ ﲝﺮﺍ ﺣﱴ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﻳﻨﺒﻊ ﻓﻤﻠﻜﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬ﰒ ﳌﺎ ﻭﺻﻠﺖ‬
‫ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍ ﻭ ﺍﳊﺪﻳﺪﺓ ﻭﻗﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﻗﺘﺎﻝ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﲔ‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺮﺍ ﻭ ﺍﳊﺪﻳﺪﺓ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﻭ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻛﺜﲑﺓ‬
‫ﻓﻬﺰﻣﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻴﺶ ﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺒﻮﺍ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ‬
‫ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﳊﺠﺔ ﺳﻨﺔ ‪ ٢٦‬ﻭ ﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻴﺶ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻓﺠﻬﺰ ﺟﻴﺸﺎ‬
‫ﻏﲑﻩ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻋﺰﻡ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ‬
‫ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻗﺒﻠﻪ ﰲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬

‫)‪ (١‬ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﳏﻤﻮﺩ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺧﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﻫﻮ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻌﻮﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻠﻔﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻣﻦ ﺳﻼﻃﲔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﲔ‪.‬‬
 ‫‪- ١١ -‬‬

‫ﻣﺪﻓﻌﺎ ﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﺖ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﻣﻠﻜﻮﺍ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍ ﻭ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺪﺓ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﻼ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﻞ ﺑﺎﳌﺨﺎﺩﻋﺔ ﻭ ﻣﺼﺎﻧﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ‬
‫ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺣﱴ ﺃﻬﻧﻢ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﺷﻴﺦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺣﺮﺏ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﻭ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﺷﻴﺨﺎ ﻣﻦ ﺻﻐﺎﺭ‬
‫ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺣﺮﺏ ﺃﻳﻀﺎ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﻭ ﺭﺗﺒﻮﺍ ﳍﻢ ﻋﻼﺋﻒ ﺗﺼﺮﻑ ﳍﻢ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﺘﺪﺑﲑ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻭ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﲢﺖ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ‬
‫ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﻫﺰﻣﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﺎﺗﺒﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﺪﺑﲑﻩ ﻭ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ‪ ،‬ﻭﳌﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ‬
‫ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺯﻳﻨﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭ ﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻨﻚ ﻭ ﺿﺮﺏ ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ﻭ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺑﺸﺎﺋﺮ‬
‫ﳉﻤﻴﻊ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺓ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﶈﺮﻡ‬
‫ﺳﻨﺔ ﲦﺎﻥ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﰒ ﻃﻠﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻼ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﺘﺪﺑﲑ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺳﺮﺍ ﻭ ﳌﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺇﱃ ﺟﺪﺓ ﻓﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﲟﻜﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺃﻣﺮﺍﺋﻬﻢ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻮﺩ ﺃﻣﲑ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺣﺞ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﰒ ﺍﺭﲢﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ‪،‬‬
‫ﰒ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺇ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰒ ﳌﺎ‬
‫ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﻴﻼﺋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﰒ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭ ﳌﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺇﱃ ﺟﺪﺓ‬
‫ﻭ ﻣﻜﺔ ﻓﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺃﻣﲑﻫﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﻀﺎﻳﻘﻲ ﻭ ﻓﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺃﻣﺮﺍﺋﻬﻢ ﻭ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﲦﺎﻥ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﺭﺳﻞ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ‬
‫ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﳌﻔﺎﺗﻴﺢ ﻭ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻬﻧﺎ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﺟﺪﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﲟﻮﻛﺐ ﺣﺎﻓﻞ ﻭ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺍﳌﻔﺎﺗﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺋﺢ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭﺍﺕ ﰲ ﳎﺎﻣﺮ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺧﻠﻔﻬﻢ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﻮﺭ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﺯﻳﻨﺔ ﻭ ﺷﻨﻜﺎ ﻭ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﻭ ﺧﻠﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﳌﻔﺎﺗﻴﺢ ﻭ ﺯﺍﺩﻭﺍ ﰲ ﺭﺗﺒﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺑﺎﺷﺎ ﻭ ﺑﻌﺜﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﻃﻮﺍﺧﺎ ﻭ ﻋﺪﺓ ﺃﻃﻮﺍﺥ ﺑﻮﻻﻳﺎﺕ ﳌﻦ ﳜﺘﺎﺭ ﺗﻘﻠﻴﺪﻩ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ‬
‫ﲦﺎﻥ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻗﺒﺾ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﻀﺎﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻟﻠﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺃﻫﻞ ﺃﻛﱪ ﺃﻋﻮﺍﻬﻧﻢ ﻭ ﺃﻣﺮﺍﺋﻬﻢ ﻓﺰﳒﺮﻩ ﺑﺎﳊﺪﻳﺪ ﻭ ﺑﻌﺜﻪ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﻓﻮﺻﻞ ﰲ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺑﻌﺪ‬
 ‫‪- ١٢ -‬‬

‫ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﰒ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ﻭ ﻭﺻﻞ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﰲ‬
‫ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻭ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻭ ﺑﻌﺜﻪ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭ‬
‫ﺃﻗﺎﻡ ﻟﺸﺮﺍﻓﺔ ﻣﻜﺔ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﺮﻭﺭ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﺷﻬﺮ ﳏﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ٢٩‬ﺑﻌﺜﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻣﻀﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻟﻠﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‬
‫ﻓﻄﺎﻓﻮﺍ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﻛﺐ ﻟﲑﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰒ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻭ ﻋﻠﻘﻮﺍ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺴﺮﺍﻳﺎ ﻭ ﻓﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﻀﺎﻳﻘﻲ ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﻩ ﺇﱃ ﺳﻼﻧﻴﻚ ﻭ‬
‫ﺑﻘﻰ ﻬﺑﺎ ﻣﻜﺮﻣﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻮﰱ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻭ ﺛﻼﺛﲔ ﻭ ﺩﻓﻦ ﻬﺑﺎ ﻭ ﺑﲎ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﺔ ﺗﺰﺍﺭ ﻭ ﻣﺪﺓ‬
‫ﺇﻣﺎﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﺳﺖ ﻭ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﰒ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻭﺟﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺇﱃ‬
‫ﺗﺮﺑﺔ ﻭ ﺑﻴﺸﺔ ﻭ ﺑﻼﺩ ﻏﺎﻣﺪ ﻭ ﺯﻫﺮﺍﻥ ﻭ ﺑﻼﺩ ﻋﺴﲑ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﻗﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮﻫﻢ‬
‫ﰒ ﺳﺎﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺃﺛﺮﻫﻢ ﰲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭ ﻗﺘﻞ‬
‫ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﺃﺳﺮ ﻛﺜﲑﺍ ﻭ ﺧﺮﺏ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﺷﻬﺮ ﲨﺎﺩﻱ ﺍﻷﻭﱃ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ‬
‫ﻫﻠﻚ ﺳﻌﻮﺩ ﺃﻣﲑ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﳌﻠﻚ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺟﻊ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺣﺞ ﻭ ﻣﻜﺚ ﲟﻜﺔ ﺇﱃ‬
‫ﺭﺟﺐ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺛﲔ ﰒ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺗﺮﻙ ﲟﻜﺔ ﺣﺴﻦ ﺑﺎﺷﺎ ﻭ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﰲ‬
‫ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺭﺟﺐ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺛﲔ ﻭ ﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭ ﺃﻟﻒ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﺑﺎﳊﺠﺎﺯ ﺳﻨﺔ ﻭ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ‪،‬‬
‫ﻭ ﻣﺎ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﺇ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻣﻬﺪ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﳊﺠﺎﺯ‪ ،‬ﻭ ﺃﺑﺎﺩ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭ ﺑﻘﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﺃﻣﲑﻫﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬
‫ﺳﻌﻮﺩ ﻓﺠﻬﺰ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻟﻘﺘﺎﻟﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻭ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﲢﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﺎﺗﺐ ﻣﻊ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﺣﲔ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﻪ ﺻﻠﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀ ﺇﻣﺎﺭﺗﻪ ﻭ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﲢﺖ ﻃﺎﻋﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﻠﻢ‬
‫ﻳﺮﺽ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻓﺠﻬﺰ ﻭﻟﺪﻩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺇﻟﻴﻪ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻭ ﺛﻼﺛﲔ ﻓﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﺳﻨﺔ ﺍﺛﻨﺘﲔ ﻭ ﺛﻼﺛﲔ‬
‫ﻭ ﻧﺎﺯﻝ ﲜﻴﻮﺷﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻭ ﻭﻗﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﺣﺮﻭﺏ ﻳﻄﻮﻝ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ‬
‫ﺍﺳﺘﻮﱃ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﰲ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ‪ ،٣٣‬ﻭ ﳌﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ‬
 ‫‪- ١٣ -‬‬

‫ﺿﺮﺑﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻟﻒ ﻣﺪﻓﻊ ﻭ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺷﻨﻜﺎ ﻭ ﺯﻳﻨﻮﺍ ﻣﺼﺮ ﻭ ﻗﺮﺍﻫﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﳏﻤﺪ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻟﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﺃﻧﻔﻖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺣﱴ ﺃﺧﱪ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺎﺷﺮ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺃﻬﻧﻢ ﺩﻓﻌﻮﺍ ﰲ ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﻌﺎﺕ ﻷﺟﺮﺓ ﲢﻤﻴﻞ ﺑﻌﺾ‬
‫ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﲬﺴﺔ ﻭ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻨﺒﻊ‬
‫ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺃﺟﺮﺓ ﻛﻞ ﺑﻌﲑ ﺳﺖ ﺭﻳﺎﻝ ﺩﻓﻊ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺃﻣﲑ ﻳﻨﺒﻊ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻣﲑ‬
‫ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﳊﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﺟﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ‬
‫ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﻭ ﻗﺒﺾ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﻭ ﺑﻌﺚ ﺑﻪ ﻭ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ‬
‫ﺃﻣﺮﺍﺋﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﻓﻮﺻﻞ ﰲ ﺳﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﳏﺮﻡ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻭ ﺛﻼﺛﲔ ﻭ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻮﻛﺒﺎ‬
‫ﺣﺎﻓﻼ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺃﺭﻛﺒﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺠﲔ ﻭ ﺍﺯﺩﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺘﻔﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻭ ﳌﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻗﺎﻡ ﻟﻪ ﻭ ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭ ﺃﺟﻠﺴﻪ ﲜﺎﻧﺒﻪ ﻭ ﺣﺎﺩﺛﻪ‪ ،‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻣﺎ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻄﺎﻭﻟﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺮﺏ ﺳﺠﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﺑﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻗﺼﺮ ﻭ‬
‫ﺑﺬﻝ ﳘﺘﻪ ﻭ ﳓﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﱴ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺮﺟﻰ ﻓﻴﻚ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳌﻘﺪﺭ ﻳﻜﻮﻥ ﰒ ﺃﻟﺒﺴﻪ ﺧﻠﻌﺔ ﻭ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﺎﺷﺎ‬
‫ﺑﺒﻮﻻﻕ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺻﻐﲑ ﻣﺼﻔﺢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻟﻪ‪ .‬ﻣﺎ‬
‫ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﻩ ﺃﰊ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺃﺻﺤﺒﻪ ﻣﻌﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺑﻔﺘﺤﻪ‬
‫ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺼﺎﺣﻒ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﱂ ﻳﺮ ﺍﻟﺮﺍﺅﻭﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻣﻌﻬﺎ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ‬
‫ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭ ﺣﺒﺔ ﺯﻣﺮﺩ ﻛﺒﲑﺓ ﻭ ﺷﺮﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺃﺧﺬﲤﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ‬
‫ﻳﺴﺘﺄﺻﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻞ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﺃﻏﺎﻭﺍﺕ ﺍﳊﺮﻡ‬
‫ﻭ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﻜﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﰒ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭ ﺭﺟﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺍﶈﺮﻡ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ ١٢٣٥‬ﻫـ‪ .‬ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺏ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﺧﺮﺍﺑﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﺣﱴ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺳﻜﻨﺎﻫﺎ ﻭ ﳌﺎ‬
‫ﻭﺻﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻃﺎﻓﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻟﲑﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﰒ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﳘﺎﻳﻮﻥ ﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﻧﻮﺍﺡ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ‬
 ‫‪- ١٤ -‬‬

‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﻭ ﻟﻮ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﻛﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻄﺎﻝ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﻨﺘﻬﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﻴﺐ ﻬﺑﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺈﻬﻧﻢ ﺳﻔﻜﻮﺍ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺂﺀ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺒﻮﺍ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﻋﻢ ﺿﺮﺭﻫﻢ ﻭ ﺗﻄﺎﻳﺮ ﺷﺮﺭﻫﻢ ﻓﻼ ﺣﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺎﷲ‪.‬‬
‫ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻛﻘﻮﻟﻪ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﳜﺮﺝ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﳚﺎﻭﺯ ﺗﺮﺍﻗﻴﻬﻢ‬
‫ﳝﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﳝﺮﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺟﺎﺀ‬
‫ﺑﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﻏﲑﻩ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ‬
‫ﺑﻨﻘﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭ ﻻ ﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺧﺮﺟﻬﺎ ﻷﻬﻧﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻔﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻷﻬﻧﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻬﻢ ﺃﻥ ﳛﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﱂ‬
‫ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﺍﳌﺒﺘﺪﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﺯﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻷﻫﺪﻝ ﻣﻔﱵ ﺯﺑﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ‬
‫ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺘﺪﻋﺔ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻗﺎﻣﺖ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ‬
‫ﳌﺎ ﺃﻛﺮﻫﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺗّﺒﺎﻋﻬﻢ ﻓﻔﻌﻠﺖ‪ ،‬ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺃﻥ ﲢﻠﻖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ‬
‫ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻚ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﲝﻠﻖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﲝﻠﻖ ﳊﻴﺘﻪ ﻷﻥ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺱ‬
‫ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻭ ﺷﻌﺮ ﳊﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺯﻳﻨﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺪ ﳍﺎ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻭﳑﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻬﻧﻢ ﳝﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻷﻣﺘﻪ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳝﻨﻌﻮﻥ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﳋﲑﺍﺕ ﺍﳌﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻙ ﻭ ﳝﻨﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺣﱴ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﳊﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻤﻰ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻣﺆﺫﻧﺎ ﻭ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻓﺄﺗﻮﺍ‬
‫ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻞ ﻓﻘﺘﻞ ﻭ ﻟﻮ ﺗﺘﺒﻌﺖ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﳌﻸﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺃﻋﻠﻢ‪.‬‬
 ‫‪- ١٥ -‬‬

‫ﺍﻟﺼّﻮﺍﻋﻖ ﺍﻹﳍﻴّﺔ‬
‫ﰲ‬
‫ﺍﻟ ّﺮ ّﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻫّﺎﺑﻴّﺔ‬

‫ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳊﱪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻔﻬﺎﻣﺔ‬

‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‬
 ‫‪- ١٦ -‬‬

‫ﺑﺴـﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ ﻭ ﺑﻪ ﺛﻘﱵ‬

‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭ ﺍﺷﻬﺪ‬
‫ﺍﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﺭﺳﻠﻪ ﺑﺎﳍﺪﻯ ﻭ ﺩﻳﻦ ﺍﳊﻖ ﻟﻴﻈﻬﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺮﻩ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﱃ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻴﺪﺍﻥ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ‬
‫ﻑ‬
‫ﺨ ْﻴ ِﺮ َﻭ َﻳ ﹾﺎ ُﻣﺮُﻭ ﹶﻥ ﺑِﺎﹾﻟ َﻤ ْﻌﺮُﻭ ِ‬
‫ﺍﳍﺪﻯ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹾﻟَﺘ ﹸﻜ ْﻦ ِﻣ ْﻨ ﹸﻜ ْﻢ ﹸﺍ ﱠﻣﺔﹲ َﻳ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ ِﺍﻟﹶﻰ ﺍﹾﻟ َ‬
‫َﻭ َﻳ ْﻨ َﻬ ْﻮ ﹶﻥ َﻋ ِﻦ ﺍﹾﻟﻤُ ْﻨ ﹶﻜ ِﺮ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪ (١٠٤ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﱄ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺤﺘﻚ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ( ﻭ ﺍﻧﺖ ﻛﺘﺒﺖ ﺍ ﹼ‬
‫ﻟﺴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﺧﻴﻚ ﻓﻬﺎ ﺍﻧﺎ ﺍﺫﻛﺮ ﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺎﻥ ﻗﺒﻠﺖ ﻓﻬﻮ‬
‫ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺑﻴﺖ ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﻓﺎﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺼﻰ ﻗﻬﺮﺍ ﻭ ﻟﻪ ﰲ ﻛﻞ‬
‫ﺣﺮﻛﺔ ﻭ ﺳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤﺔ‪.‬‬
‫}ﻓﻨﻘﻮﻝ{ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻌﺚ ﳏﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺑﺎﳍﺪﻯ ﻭ ﺩﻳﻦ ﺍﳊﻖ ﻟﻴﻈﻬﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﻭ ﺍﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺒﻴﺎﻧﺎ ﻟﻜﻞ ﺷﺊ ﻓﺎﳒﺰ‬
‫ﺍﷲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻩ ﻭ ﺍﻇﻬﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺣﲔ‬
‫ﺍﳔﺮﺍﻡ ﺍﻧﻔﺲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺟﻌﻞ )ﺍﻣﺘﻪ( ﺧﲑ ﺍﻻﻣﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﺧﱪ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﹸﻛ ْﻨُﺘ ْﻢ َﺧ ْﻴ َﺮ‬
‫ﺱ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪ (١١٠ :‬ﻭ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ‬
‫ﺖ ﻟِﻠﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﺍﹸ ﱠﻣ ٍﺔ ﺍﹸ ْﺧ ِﺮ َﺟ ْ‬
‫ﺱ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (١٤٣ :‬ﻭ ﺍﺟﺘﺒﺎﻫﻢ‬
‫ﻚ َﺟ َﻌ ﹾﻠﻨَﺎ ﹸﻛ ْﻢ ﺍﹸ ﱠﻣ ﹰﺔ َﻭ َﺳﻄﹰﺎ ِﻟَﺘﻜﹸﻮﻧُﻮﺍ ُﺷ َﻬﺪَﺁ َﺀ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﹶﻛ ﹶﺬِﻟ َ‬
‫ﺝ * ﺍﳊﺞ‪ (٧٨ :‬ﻭ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ )ﻫُ َﻮ ﺍ ْﺟَﺘﺒَﻴ ﹸﻜ ْﻢ َﻭ ﻣَﺎ َﺟ َﻌ ﹶﻞ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ ﻓِﻲ ﺍﻟ ِﺪّﻳ ِﻦ ِﻣ ْﻦ َﺣ َﺮ ٍ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻮﻓﻮﻥ ﺳﺒﻌﲔ ﺍﻣﺔ ﺍﻧﺘﻢ ﺧﲑﻫﺎ ﻭ ﺍﻛﺮﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ(‬
‫ﻭ ﺩﻻﺋﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻻ ﲢﺼﻰ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻣﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﻗﺘﻔﺎﺀ ﺍﺛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ‬
‫ﺕ‬
‫ﺼ ِﻠ ِﻪ َﺟ َﻬﱠﻨ َﻢ َﻭ ﺳﺂ َﺀ ْ‬
‫ﲔ ُﻧ َﻮِّﻟ ِﻪ ﻣَﺎ َﺗ َﻮﻟﱠﻰ َﻭ ﻧُ ْ‬
‫ﺍﺣﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻳﱠﺘِﺒ ْﻊ ﹶﻏ ْﻴ َﺮ َﺳﺒِﻴ ِﻞ ﺍﹾﻟﻤُ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬
‫ﺼﲑًﺍ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (١١٥ :‬ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﲨﺎﻋﻬﻢ ﺣﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻻﺣﺪ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻨﻪ ﻭ‬
‫َﻣ ِ‬
 ‫‪- ١٧ -‬‬

‫ﺩﻻﺋﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻧﻮﻉ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﺪ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﺑﻞ‬
‫ﺴﹶﺌﻠﹸﻮﺍ ﹶﺍ ْﻫ ﹶﻞ ﺍﻟ ﱢﺬ ﹾﻛ ِﺮ ِﺍ ﹾﻥ ﹸﻛ ْﻨُﺘ ْﻢ ﹶﻻ َﺗ ْﻌ ﹶﻠﻤُﻮ ﹶﻥ‬
‫ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺴﺌﻞ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹶﻓ ْ‬
‫* ﺍﻟﻨﺤﻞ‪ (٤٣ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻫﻞ ﻻ ﺍﺫﺍ ﱂ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺳﺌﻠﻮﺍ ﻓﺎﳕﺎ ﺩﻭﺍﺀ‬
‫ﺍﻟﻌ ّﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﲨﺎﻉ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳍﺮﻭﻱ ﺍﲨﻌﺖ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻻﺣﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻣﺎﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﺣﱴ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﺎﻝ )ﻭ ﻫﻲ( ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻭ ﻣﻌﺎﱐ‬
‫ﺍﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﺍﺻﻨﺎﻓﻬﺎ ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﳌﺎ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﻭ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﻼﻋﺮﺍﺏ‬
‫ﻭ ﺍﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﻪ ﻭ ﻻﺧﺘﻼﻑ ﻗﺮﺍﺋﺘﻪ ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺘﻔﺴﲑﻩ ﻭ ﳏﻜﻤﻪ ﻭ ﻣﺘﺸﺎﻬﺑﻪ ﻭ ﻧﺎﺳﺨﻪ ﻭ ﻣﻨﺴﻮﺧﻪ ﻭ ﻗﺼﺼﻪ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺎﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﳑﻴﺰﺍ ﺑﲔ ﺻﺤﻴﺤﻬﺎ ﻭ ﺳﻘﻴﻤﻬﺎ ﻭ ﻣﺘﺼﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﻨﻘﻄﻌﻬﺎ ﻭ‬
‫ﻣﺮﺍﺳﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﺴﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ﻭ ﻣﺸﺎﻫﲑﻫﺎ ﻭ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻮﻗﻮﻓﻬﺎ ﻭ ﻣﺴﻨﺪﻫﺎ ﰒ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻭﺭﻋﺎ ﺩﻳﻨﺎ ﺻﺎﺋﻨﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺻﺪﻭﻗﺎ ﺛﻘﺔ ﻳﺒﲏ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻭ ﺩﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺎﺫﺍ ﲨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﳚﻮﺯ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻣﺎﻣﺎ ﻭ ﺟﺎﺯ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻘﻠﺪ ﻭ ﳚﺘﻬﺪ ﰲ ﺩﻳﻨﻪ ﻭ ﻓﺘﺎﻭﻳﻪ ﻭ ﺍﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﻭ ﺍﺧﻞ ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻭ ﱂ ﳚﺰ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻣﺎﻣﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻳﻘﻠﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻝ )ﻗﻠﺖ( ﻭ ﺍﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺷﺮﺍﺋﻂ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻥ ﻳﻘﺘﺪﻯ ﲟﻦ ﻫﻮ ﻬﺑﺬﻩ‬
‫ﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ )ﻭ ﻗﺎﻝ( ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﲔ ﻣﻘﻠﺪ ﻭ ﳎﺘﻬﺪ ﻭ ﺍﺠﻤﻟﺘﻬﺪﻭﻥ‬
‫ﳐﺘﺼﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩﺍ ﺑﻪ ﻓﻤﻦ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﺎﻇﻬﻤﺎ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﺣﻜﺎﻣﻬﻤﺎ ﻭ‬
‫ﺍﳌﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﻭ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﻭ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮ ﺻﺢ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﻭ ﺍﻥ ﻳﻘﻠﺪﻩ ﻣﻦ ﱂ‬
‫ﻳﺒﻠﻎ ﺩﺭﺟﺘﻪ ﻭ ﻓﺮﺽ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﲟﺠﺘﻬﺪ ﺍﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻭ ﻳﻘﻠﺪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻧﻈﺮ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ]‪ [١‬ﰲ ﺍﻋﻼﻡ ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻻﺣﺪ ﺍﻥ ﻳﺄﺧﺬ‬

‫)‪ (١‬ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﻮﺯﻳﺔ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٧٥١‬ﻫـ‪ ١٣٥٠] .‬ﻡ‪[.‬‬

 ‫‪- ١٨ -‬‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ ﱂ ﳚﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻗﺎﻝ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ‬
‫ﺍﳌﻨﺎﺩﻱ ﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ]‪ [١‬ﺍﺫﺍ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺍﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻘﻴﻬﺎ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻻ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﺎﺋﱵ ﺍﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻗﺎﻝ ﻓﺜﻼﺙ ﻣﺎﺋﺔ ﺍﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻓﺎﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺟﺪﻱ ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﳛﻔﻆ ﺍﲪﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺟﺎﺏ ﻋﻦ‬
‫ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﳌﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺭﺟﻞ ﻓﺎﻧﺖ ﲢﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺪﺍﺭ ﺣﱴ ﺗﻔﱵ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﻠﺖ ﻻ ﺍﳕﺎ ﺍﻓﱵ ﺑﻘﻮﻝ ﻣﻦ‬
‫ﳛﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺪﺍﺭ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻭ ﻟﻮ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﳓﻜﻲ ﻣﻦ ﺣﻜﻰ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻟﻄﺎﻝ ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﻔﺎﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﺘﺮﺷﺪ ﻭ ﺍﳕﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺬﻛﺮﻩ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬
‫ﺍﺑﺘﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﻦ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺍﱃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻣﻬﻤﺎ ﻭ ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﻣﻦ‬
‫ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻞ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﺍﻻﺧﺬ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻭ ﲟﻔﻬﻮﻣﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﺎﻓﺮ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻫﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺧﺼﻠﺔ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭ ﻻ ﻭ ﺍﷲ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺮﺍﺝ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ )ﺍﻻﻣﺔ( ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺼﻴﺢ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ‬
‫ﻻ ﻳﺮﺩ ﳍﻢ ﰲ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﻞ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﺍﻭ ﺟﻬﺎﻝ )ﺍﻟﻠﻬﻢ( ﺍﻫﺪ ﺍﻟﻀﺎﻝ ﻭ ﺭﺩﻩ ﺍﱃ ﺍﳊﻖ ﻓﻨﻘﻮﻝ‬
‫ﻼﻡُ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪ (١٩ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻣ ْﻦ‬
‫ﷲ ﹾﺍ ِﻻ ْﺳ ﹶ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍﻟﺪﱢﻳ َﻦ ِﻋ ْﻨ َﺪ ﺍ ِ‬
‫ﻼ ِﻡ ﺩِﻳﻨًﺎ ﹶﻓ ﹶﻠ ْﻦ ﻳُ ﹾﻘَﺒ ﹶﻞ ِﻣ ْﻨﻪُ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪ (٨٥ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹶﻓِﺎ ﹾﻥ ﺗَﺎﺑُﻮﺍ َﻭ‬
‫َﻳ ْﺒَﺘ ِﻎ ﹶﻏ ْﻴ َﺮ ﹾﺍ ِﻻ ْﺳ ﹶ‬
‫ﺨﻠﱡﻮﺍ َﺳﺒِﻴ ﹶﻠ ُﻬ ْﻢ * ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ‪ (٤ :‬ﻭ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ‬
‫ﺼﻠﹶﻮ ﹶﺓ َﻭ ﺁَﺗﻮُﺍ ﺍﻟ ﱠﺰﻛﹶﻮ ﹶﺓ ﹶﻓ َ‬
‫ﹶﺍﻗﹶﺎﻣُﻮﺍ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﰲ ﺍﻟ ﱢﺪﻳ ِﻦ( ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﺮﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻀﺎ ﻻ‬
‫) ﹶﻓِﺎ ْﺧ َﻮﺍُﻧ ﹸﻜ ْﻢ ِ‬
‫ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﺎﳋﻮﺍﺭﺝ ﺗﺆﻭّﻟﻮﺍ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﺠﻬﻠﻮﺍ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻓﺴﻔﻜﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﻜﻮﺍ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﻼﻟﺔ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﲟﺎ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ‪.‬‬
‫ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﺮﻯ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺷﺮﺍﺭ ﺍﳋﻠﻖ ﻗﺎﻝ ﺍﻬﻧﻢ ﻋﻤﺪﻭﺍ ﰲ ﺁﻳﺎﺕ ﻧﺰﻟﺖ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﺠﻌﻠﻮﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻨﻪ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ )ﺍ ﹼﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬

‫)‪ (١‬ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٢٤١‬ﻫـ‪ ٨٥٥] .‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺑﻐﺪﺍﺩ‬
 ‫‪- ١٩ -‬‬

‫ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺍﻻﺳﻼﻡ( ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﱪﻳﻞ ﰲ‬

‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ )ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ‬
‫ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ )ﺑﲏ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﲬﺲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﻓﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﺲ )ﺁﻣﺮﻛﻢ‬
‫ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﺑﺎﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﺎﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺻﻒ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻭ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﻛﺎﻥ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﲨﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺔ ﺑﻞ ﺍﲨﻌﻮﺍ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻧﻄﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﺍﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﳊﺪﻳﺚ )ﺍﻣﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ( ﻭ ﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ )ﺍﻳﻦ ﺍﷲ( ﻗﺎﻟﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺎﻝ )ﻣﻦ ﺍﻧﺎ( ﻗﺎﻟﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ )ﺍﻋﺘﻘﻬﺎ ﻓﺎﻬﻧﺎ‬
‫ﻣﺆﻣﻨﺔ( ﻭ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻭ ﳊﺪﻳﺚ )ﻛﻔﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻫﻞ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﻭ ﻏﲑ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﲨﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﰲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﲨﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﳌﺮﺗﺪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺭﺩﺗﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻙ ﻓﺎﻥ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﰒ ﺍﻣﺎﻡ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﻳﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻄﻮﺭ ﻣﺒﲔ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺟﺪﻩ‬
‫ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﺍﺫﺍ ﻓﻬﻤﺘﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺎﻧﻜﻢ ﺍﻵﻥ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ‬
‫ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﺍﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺁﺗﻰ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺻﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﺣﺞ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺎﷲ ﻭ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭ ﻛﺘﺒﻪ ﻭ ﺭﺳﻠﻪ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﳉﻤﻴﻊ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﲡﻌﻠﻮﻬﻧﻢ‬
‫ﻛﻔﺎﺭﺍ ﻭ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﻼﺩ ﺣﺮﺏ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺴﺌﻠﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻣﺎﻣﻜﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ ﳑﻦ ﺍﺧﺬﰎ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﻛﻔﺮﻧﺎﻫﻢ ﻻﻬﻧﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺍﺷﺮﻙ ﺑﺎﷲ ﱂ‬
‫ﺸ َﺮ َﻙ ِﺑ ِﻪ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٤٨ :‬ﻭ‬
‫ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﺷﺮﻙ ﺑﺎﷲ ﻻﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍﷲ ﹶﻻ َﻳ ْﻐ ِﻔﺮُ ﹶﺍ ﹾﻥ ﻳُ ْ‬
‫ﻣﺎ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺪ ﻋﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﳌﻜﻔﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﺷﺮﻙ ﺑﺎﷲ }ﻗﻠﻨﺎ{‬
‫ﺣﻖ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺣﻖ ﻭ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﻖ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺷﺮﻙ ﺑﺎﷲ ﺍﻱ‬
‫ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻥ ﷲ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻛﻘﻮﻝ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻫﺆﻻﺀ ﺷﺮﻛﺎﺅﻧﺎ ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﻣَﺎ َﻧﺮَﻯ َﻣ َﻌﻜﹸ ْﻢ‬
 ‫‪- ٢٠ -‬‬

‫ُﺷ ﹶﻔﻌَﺂ َﺀﻛﹸﻢُ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﺯ َﻋ ْﻤُﺘ ْﻢ ﹶﺍ ﹸﻬﻧ ْﻢ ﻓِﻴ ﹸﻜ ْﻢ ﺷُ َﺮ ﹶﻛﺎﺅُﺍ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (٩٤ :‬ﻭ )ِﺇﺫﹶﺍ ﻗِﻴ ﹶﻞ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﹶﻻ ِﺇﹶﻟ َﻪ ِﺇ ﱠﻻ‬
‫ﺴَﺘ ﹾﻜِﺒﺮُﻭ ﹶﻥ * ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ‪ (٣٥ :‬ﺍﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻵﳍﺔ ﺍﳍﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﷲ‬
‫ﺍﷲ َﻳ ْ‬
‫ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺼﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ‬
‫ﻓﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻭ ﲣﺮﺟﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﺘﻢ ﺫﻟﻚ‬
‫ﲟﻔﺎﻫﻴﻤﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﳌﺜﻠﻜﻢ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻟﻜﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻗﺪﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻭ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻣﻦ ﳚﻮﺯ ﺗﻘﻠﻴﺪﻩ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﻘﻠﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻥ ﱂ ﲡﻤﻊ‬
‫ﺍﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻣﺘﺒﻮﻋﻪ ﻓﺒﻴﻨﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺍﺧﺬﰎ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﻬﺪ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﻣﻴﺜﺎﻗﻪ ﺍﻥ ﺑﻴﻨﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺣﻘﺎ ﳚﺐ ﺍﳌﺼﲑ ﺍﻟﻴﻪ ﻟﻨﺘﺒﻊ ﺍﳊﻖ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻜﻢ‬
‫ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻨﺎ ﻭ ﻻ ﻟﻜﻢ ﻭ ﻻ ﳌﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻻﺧﺬ ﻬﺑﺎ ﻭ ﻻ‬
‫ﻧﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲨﻌﺖ ﺍﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﻰ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﺎﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻔﻴﻪ‬
‫ﺍﻛﱪ ﻭ ﺍﺻﻐﺮ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻛﺒﲑ ﻭ ﺍﻛﱪ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺑﺎﲨﺎﻉ ﻭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﳑﺎ ﻻ ﳜﺮﺝ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﱃ ﺗﺒﲔ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﺎﻥ ﺍﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮ ﱂ ﻳﺴﻊ ﺍﺣﺪ ﺍﳋﺮﻭﺝ‬
‫ﻋﻨﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﺎﻻﻣﺮ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻴﺎﻥ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﺒﻴﻨﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻭ‬
‫ﲰﻌﺎ ﻭ ﻃﺎﻋﺔ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻻﺻﻞ ﺍﺠﻤﻟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﺒﻴﻞ‬
‫ﻚ * ﺍﻟﺰﻣﺮ‪(٦٦ :‬‬‫ﺤَﺒ ﹶﻄ ﱠﻦ َﻋ َﻤﻠﹸ َ‬ ‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﲢﺘﺠﻮﻥ ﺍﻳﻀﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋ ّﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ )ﹶﻟِﺌ ْﻦ ﹶﺍ ْﺷ َﺮ ﹾﻛ َ‬
‫ﺖ ﹶﻟَﻴ ْ‬
‫ﻂ َﻋ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﻣَﺎ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ َﻳ ْﻌ ﹶﻠﻤُﻮ ﹶﻥ *‬
‫ﺤِﺒ ﹶ‬
‫ﻭ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍ ْﺷ َﺮﻛﹸﻮﺍ ﹶﻟ َ‬
‫ﺨﺬﹸﻭﺍ ﺍﹾﻟ َﻤ ﹶﻠِﺌ ﹶﻜ ﹶﺔ َﻭ ﺍﻟﱠﻨِﺒﱢﻴ َﻦ ﹶﺍ ْﺭﺑَﺎﺑًﺎ * ﺁﻝ‬
‫ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (٨٨ :‬ﻭ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻻ َﻳ ﹾﺎﻣُ َﺮﻛﹸ ْﻢ ﹶﺍ ﹾﻥ َﺗﱠﺘ ِ‬
‫ﻋﻤﺮﺍﻥ‪ (٨٠ :‬ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻧﻌﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﳚﺐ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﺫﺍ ﺩﻋﻰ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﺍﻭ ﻣﻴﺘﺎ ﺍﻭ ﻧﺬﺭ ﻟﻪ‬
‫ﺍﻭ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﺍﻭ ﲤﺴﺢ ﺑﻘﱪ ﺍﻭ ﺍﺧﺬ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺑﻪ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ‬
‫ﺣﺒﻂ ﻋﻤﻠﻪ ﻭ ﺣﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﺩﻣﻪ ﻭ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﻠﻨﺎ ﻻ ﻋﱪﺓ ﲟﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻜﻢ‬
‫ﻭ ﻻ ﳌﺴﻠﻢ ﺍﻻﺧﺬ ﲟﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﻣﺔ ﳎﻤﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻫﻞ‬
 ‫‪- ٢١ -‬‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﰲ ﺭﺟﻞ ﱂ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ‬

‫ﺍﻻﺧﺬ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﻧﻈﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻭﺟﺐ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﻧﻈﺮ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻳﺴﺘﺘﺎﺏ ﻓﺎﻥ ﺗﺎﺏ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻗﺘﻞ ﺍﻧﺘﻬﻰ‪.‬‬

‫}ﻭ ﺍﻥ ﻗﻠﺘﻢ{ ﺍﺧﺬﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺎﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ‬
‫ﻻﻬﻧﻢ ﲰﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻛﺎ }ﻗﻠﻨﺎ{ ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻭ ﻧﻮﺍﻓﻘﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﻭ‬
‫ﻟﻜﻦ ﻫﻢ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺍﻛﱪ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ‬
‫ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺑﻞ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺭﲪﻬﻢ ﺍﷲ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﻭ ﺷﺪﺩﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻬﻧﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﻭ ﻻ ﻋﺸﺮ ﻣﻌﺸﺎﺭﻩ ﻭ ﻟﻜﻨﻜﻢ ﺍﺧﺬﰎ ﻣﻦ ﻗﻮﳍﻢ ﻣﺎ ﺟﺎﺯ ﻟﻜﻢ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻩ ﺑﻞ ﰲ‬
‫ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺭﲪﻬﻢ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﺷﺮﻙ ﺍﺻﻐﺮ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ‬
‫ﺍﻓﺮﺍﺩﻩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺍﻛﱪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻭ ﻧﻴﺘﻪ ﻓﻬﻢ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ‬
‫ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﰲ‬
‫ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﻔﺼﻼ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻜﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﻭﺍ ﻓﺎﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺐ‬
‫ﺍﻻﻗﻮﺍﻝ ﻭ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﺮﺗﺪﺍ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﺬﺭ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﺗﺪ ﻭ‬
‫ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﺗﺪ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﺗﺪ ﻭ ﱂ‬
‫ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﲤﺴﺢ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﺍﺧﺬ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻬﺑﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﺗﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻛﻢ‬
‫ﺷﻴﺊ ﻓﺒﻴﻨﻮﻩ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻛﺘﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻟﻜﻨﻜﻢ ﺍﺧﺬﰎ ﻫﺬﺍ ﲟﻔﺎﻫﻴﻤﻜﻢ ﻭ ﻓﺎﺭﻗﺘﻢ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ‬
‫ﻛﻔﺮﰎ ﺍﻣﺔ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﻠﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﻓﻬﻮ‬
‫ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﳋﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻣﻸﺕ ﺑﻼﺩ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻬﻧﺎ ﻣﻸﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻭ‬
‫ﺍﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﺍﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﻭ ﱂ ﳚﺮﻭﺍ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺮﺗﺪﻳﻦ ﺑﻞ ﺍﺟﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﲞﻼﻑ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺣﻴﺚ ﺍﺟﺮﻳﺘﻢ‬
‫ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺼﺎﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺟﻌﻠﺘﻢ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﻼﺩ‬
 ‫‪- ٢٢ -‬‬

‫ﺣﺮﺏ ﺣﱴ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺧﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺼﺮﳛﺔ ﺍﻬﻧﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﺍﻻ ﺑﻼﺩ ﺍﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻬﻧﻤﺎ ﻻ ﺗﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺣﱴ ﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﻄﺄ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻠﻬﺎ ﺍ ﹼﻻ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﰲ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺑﻼﺩ ﺣﺮﺏ ﻛﻔﺎﺭ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻻﻬﻧﻢ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻭ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﳐﺮﺟﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻓﻮ‬
‫ﺍﷲ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﲔ ﺍﶈﺎﺩﺓ ﷲ ﻭ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻓﺎﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﺸﺪﺩﺍ ﰲ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﻭ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﳘﺎ ﺭﲪﻬﻤﺎ‬
‫ﺍﷲ ﻗﺪ ﺻﺮﺣﺎ ﰲ ﻛﻼﻣﻬﻤﺎ ﺗﺼﺮﳛﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ‬
‫ﺑﻞ ﻗﺪ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﰲ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻛﱪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﻜﺜﲑ ﻛﺜﲑ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻣﺔ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻭ ﻋﺎﻧﺪ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻣﺎ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻓﻨﺬﻛﺮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﳘﺎ ﻣﻦ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺷﺪﺩ ﻓﻴﻪ ﻭ ﲰﺎﻩ ﺷﺮﻛﺎ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻟﻠﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﻻﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻛﺎﻟﻨﺬﺭ‬
‫ﻻﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻼﻥ ﻧﺬﺭ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺗﺼﺪﻕ‬
‫ﲟﺎ ﻧﺬﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻛﺎﻥ ﺧﲑﺍ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻧﻔﻊ‬
‫)ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺫﺭ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﱂ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻻﻥ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺑﻞ‬
‫ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﺳﻼﻣﻪ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻳﻀﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻧﺬﺭ ﺍﺳﺮﺍﺝ ﺑﺌﺮ ﺍﻭ ﻣﻘﱪﺓ ﺍﻭ ﺟﺒﻞ ﺍﻭ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻭ ﻧﺬﺭ ﻟﻪ ﺍﻭ ﻟﺴﻜﺎﻧﻪ ﱂ ﳚﺰ ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ‬
‫ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ﻭ ﻳﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺭﺑﻪ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺫﺭ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﱂ ﻳﺄﻣﺮﻩ‬
‫ﺑﺮﺩ ﻧﺬﺭﻩ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻞ ﺍﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻧﺬﺭ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻧﻘﺪ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺻﺮﻑ ﳉﲑﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺗﺄﻣﻠﻪ ﻫﻞ‬
‫ﻛﻔﺮ ﻓﺎﻋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻭ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﺍﻭ ﻋﺪ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳌﻜﻔﺮﺍﺕ ﻫﻮ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﻭ ﺧﺮﻗﺘﻢ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻛﻨﺬﺭﻩ ﻟﺸﻴﺦ ﻣﻌﲔ ﻟﻼﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻣﻨﻪ‬
 ‫‪- ٢٣ -‬‬

‫ﻛﺤﻠﻔﻪ ﺑﻐﲑﻩ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻏﲑﻩ ﻫﻮ ﻧﺬﺭ ﻣﻌﺼﻴﺔ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺍﻱ‬
‫ﻧﺬﺭ ﻟﻪ ﻻﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻪ ﺑﻞ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺎﳊﻠﻒ ﺑﻐﲑ ﺍﷲ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺟﻌﻠﻪ‬
‫ﻧﺬﺭ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻫﻞ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ‬
‫ﻋﻴﺎﺫﺍ ﺑﻚ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﰲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ‬
‫ﺍﻻﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺍﺭﺝ ﻭ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ )ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺣﻠﻔﺔ( ﻭ ﺫﻛﺮ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻮﻧﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ‬
‫ﺍﻻﺻﻐﺮ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﻭ ﱂ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﰲ ﺍﳌﻜﻔﺮﺍﺕ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻥ‬
‫ﺫﺑﺢ ﻟﻼﺻﻨﺎﻡ ﺍﻭ ﳌﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭ ﻋ ّﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﰲ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻛﻤﻦ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﺭ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺿﺎﺭ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﰲ‬
‫ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺍﻫﻞ ﺑﻪ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻭ ﻬﻧﻮﺍ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻫﻠﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﳉﺎﻫﻠﻮﻥ ﲟﻜﺔ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻠﺠﻦ ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻬﻧﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺫﺑﺎﻳﺢ ﺍﳉﻦ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻭ ﱂ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻞ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ‬
‫ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﻭ ﺍﻣﺎ }ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ{ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﻓﺼﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﲪﻪ‬
‫ﺍﷲ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭ ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺍﻧﺰﺍﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﻭ ﺍﻧﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻬﺬﺍ‬
‫ﺷﺮﻙ ﻭ ﺿﻼﻝ ﻳﺴﺘﺘﺎﺏ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﺎﻥ ﺗﺎﺏ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻗﺘﻞ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻌﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﺑﻴﺎﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬
‫}ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺖ{ ﺫﻛﺮ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﲔ ﺍﷲ ﻭﺳﺎﺋﻂ‬
‫ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻭ ﻳﺴﺄﳍﻢ ﻭ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻔﺮ ﺍﲨﺎﻋﺎ }ﻗﻠﺖ{ ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ‬
‫ﻓﻬﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﺘﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺗﺄﻣﻼ ﺗﺎﻣﺎ ﻟﻌﺮﻓﺘﻢ ﺍﻧﻜﻢ ﺗﺄﻭﻟﺘﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ‬
‫ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺗﺘﺮﻛﻮﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻭ ﺗﺬﻫﺒﻮﻥ ﺍﱃ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﳎﻤﻠﺔ‬
 ‫‪- ٢٤ -‬‬

‫ﺗﺴﺘﻨﺒﻄﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﺪ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﻛﻼﻣﻜﻢ ﻭ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﺍﲨﺎﻉ ﻫﻞ‬
‫ﺳﺒﻘﻜﻢ ﺍﱃ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﺣﺪ ﻳﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻣﺎ ﲣﺸﻮﻥ ﺍﷲ }ﻭ ﻟﻜﻦ{‬
‫ﺍﻧﻈﺮ ﺍﱃ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻭ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻳﺴﺄﳍﻢ ﻛﻴﻒ ﺟﺎﺀ ﺑﻮﺍﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭ ﻗﺮﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﰲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﻫﻮ ﰲ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﱂ ﻳﻘﻞ ﺍﻭ ﺳﺄﳍﻢ ﺑﻞ ﲨﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭ ﺍﻵﻥ ﺍﻧﺘﻢ‬
‫ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﺎﻳﻦ ﺍﻧﺘﻢ ﻭ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺑﲔ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﺻﻠﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ }ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ{ ﺑﲔ ﺍﺻﻠﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﳑﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻳﻌﻈﻢ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻧﻪ ﳜﺎﻃﺒﻬﺎ ﲝﻮﺍﺋﺠﻪ‬
‫ﻭ ﻳﺴﺠﺪ ﳍﺎ ﻭ ﻳﻨﺤﺮ ﻭ ﻳﺪﻋﻮ ﻭ ﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﲔ ﺍﱃ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﰲ ﻣﺬﻫﺐ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﻭ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﻨﻤﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﻣﻠﺔ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭ ﺍﺧﻼﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﷲ ﺍﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﻣﺜﻞ‬
‫ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺻﺎﻧﻌﺎ ﻓﺎﺿﻼ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻣﻘﺪﺳﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ‬
‫ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﱃ ﺟﻼﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺘﻘﺮﺏ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺘﻮﺳﻄﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﻘﺮﺏ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻭ ﻧﺘﻘﺮﺏ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻬﻢ ﺍﺭﺑﺎﺑﻨﺎ ﻭ ﺍﳍﺘﻨﺎ ﻭ‬
‫ﺷﻔﻌﺎﺅﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺏ ﺍﻻﺭﺑﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻪ ﺍﻵﳍﺔ ﻓﻤﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺍ ﹼﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ‬
‫ﻧﺴﺄﻝ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻧﻌﺮﺽ ﺍﺣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻧﺼﺒﻮﺍ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻣﻮﺭﻧﺎ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻓﻴﺸﻔﻌﻮﻥ‬
‫ﺍﱃ ﺍﳍﻨﺎ ﻭ ﺍﳍﻬﻢ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳛﺼﻞ ﺍ ﹼﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻻﺳﺘﻤﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻀﺮﻉ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺑﺘﻬﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﲔ ﻭ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭﺍﺕ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﻔﺮﻭﺍ‬
‫ﺑﺎﻻﺻﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﻬﺑﻤﺎ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ‬
‫ﲟﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻪ }ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ{ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﺮﺳﻠﻪ ﻭ ﲟﺎ ﺟﺎﺅﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﻭ‬
‫ﺍﻗﺮﺍﺭﺍ ﻭ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩﺍ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻛﻴﻒ‬
‫ﲢﻤﻠﻮﻬﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﳏﻤﻠﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﲪﻠﻜﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻭ ﻛﻼﻡ ﺭﺳﻮﻟﻪ‬
 ‫‪- ٢٥ -‬‬

‫ﻭ ﻛﻼﻡ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﶈﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻊ ﺧﺮﻗﻜﻢ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﺍﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻧﻜﻢ ﺗﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻛﻼﻡ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺻﺮﻳﺢ‬
‫ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﻋﲔ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﻭ ﻫﻞ ﻋﻤﻠﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﳌﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﶈﻜﻢ ﺍﻧﻘﺬﻧﺎ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﺍﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻻﻫﻮﺍﺀ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺴﺢ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﺍﺧﺬ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻬﺑﺎ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮﻩ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻋﺪﻩ ﰲ ﺍﳌﻜﺮﻭﻫﺎﺕ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﺪﻩ ﰲ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﻭ ﱂ ﻳﻨﻄﻖ ﻭﺍﺣﺪ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺗﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﺑﻞ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﻓﺎﻋﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﳌﺴﺌﻠﺔ‬
‫ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ ﰲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﳌﻴﺖ ﻓﺎﻥ ﺍﺭﺩﺕ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻚ ﻓﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭ ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ )ﻓﺎﻥ( ﻗﺪﺣﺘﻢ ﻓﻴﻤﻦ‬
‫ﺻﻨﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﻠﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﻜﺜﲑ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﻜﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﱂ‬
‫ﳛﻜﻮﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭ ﺍﳕﺎ ﺣﻜﻮﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭ ﺍﺣﺰﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﳍﺪﻯ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﲨﻌﺖ ﺍﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﺍﻳﺘﻬﻢ ﻭ ﺩﺭﺍﻳﺘﻬﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﺑﻴﺘﻢ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭ ﺍﺩﻋﻮﰎ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﳍﺪﻯ ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺧﺮﻕ ﻟﻼﲨﺎﻉ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻬﻧﺎ ﻛﻔﺮ ﺍﻋﲏ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭ ﻣﺎ ﻣﻌﻪ‬
‫)ﻓﻬﻨﺎ( ﺍﺻﻞ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﺻﻮﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﳎﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﺑﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻨﻬﻢ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻭ ﺍﳌﺨﻄﺊ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﻟﻮ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺍﻭ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﺬﺭ ﺑﺎﳉﻬﻞ ﻭ ﺍﳋﻄﺈ ﺣﱴ ﺗﺘﺒﲔ ﻟﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻜﻔﺮ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﺘﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﻭ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﳑﺎ ﺍﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﺟﻠﻴﺎ ﻗﻄﻌﻴﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻧﻈﺮ ﻭ ﺗﺄﻣﻞ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﱂ ﳜﺎﻟﻒ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ‪.‬‬
‫ﷲ ِﻣ ْﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ ِﺍﳝَﺎِﻧ ِﻪ ِﺍ ﱠﻻ َﻣ ْﻦ ﺍﹸ ﹾﻛ ِﺮ َﻩ َﻭ‬
‫ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺖ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ ) َﻣ ْﻦ ﹶﻛ ﹶﻔ َﺮ ﺑِﺎ ِ‬
‫ﻗﹶﺒ ﹸﻠ ُﻪ ﻣُ ﹾﻄ َﻤِﺌ ّﻦ ِﺑ ﹾﺎ ِﻻﳝَﺎ ِﻥ * ﺍﻟﻨﺤﻞ‪ (١٠٦ :‬ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻣﻜﺮﻫﲔ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻭ ﻫﻲ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻻ ﻟﻜﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺳﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﱪﻱ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ‬
 ‫‪- ٢٦ -‬‬

‫ﺍﻥ ﺍﷲ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ ﻋﺬﺭ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻣﻜﺮﻫﺎ ﻭ ﱂ ﻳﺆﺍﺧﺬﻩ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ‬

‫ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﺷﺮﺡ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺻﺪﺭﺍ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻪ ﻭ ﺭﺿﻴﻪ ﻭ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﳝﺎﻥ‬
‫ﻏﲑ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﳑﺎ ﺍﲨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭ ﻧﻘﻠﻮﻩ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ‬
‫ﻋﺪ ﺍﳌﻜﻔﺮﺍﺕ ﺫﻛﺮﻩ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺒﻘﻜﻢ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ‬
‫ﻬﺑﺎ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻻ ﻋﺪﻭﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﻜﻔﺮﺍﺕ ﺑﻞ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﻧﻮﺍﻉ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻞ ﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﺮﺗﺪ ﻭ‬
‫ﻻ ﺍﺣﺘﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﺣﺘﺠﺠﺘﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺪﻻﻟﻜﻢ ﺑﺂﻳﺎﺕ‬
‫ﺴَﺘ ﹾﻜِﺒﺮُﻭ ﹶﻥ * َﻭ َﻳﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ ﹶﺃِﺋﻨﱠﺎ ﹶﻟﺘَﺎ ِﺭﻛﹸﻮﺍ ﺁِﻟ َﻬِﺘﻨَﺎ‬
‫ﷲ َﻳ ْ‬
‫ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﺍﻟﺬﻳﻦ )ِﺇﺫﹶﺍ ﻗِﻴ ﹶﻞ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﹶﻻ ِﺇﹶﻟ َﻪ ِﺇ ﱠﻻ ﺍ ُ‬
‫ﷲ‬
‫ﺸ َﻬﺪُﻭ ﹶﻥ ﹶﺍ ﱠﻥ َﻣ َﻊ ﺍ ِ‬
‫ﺠﻨُﻮ ٍﻥ * ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ‪ (٣٦-٣٥ :‬ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ )ﹶﺍِﺋﱠﻨﻜﹸ ْﻢ ﹶﻟَﺘ ْ‬
‫ِﻟﺸَﺎ ِﻋ ٍﺮ َﻣ ْ‬
‫ﺤ ﱠﻖ ِﻣ ْﻦ ِﻋ ْﻨ ِﺪ َﻙ‬
‫ﺁِﻟ َﻬ ﹰﺔ ﹸﺍ ْﺧﺮَﻯ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (١٩ :‬ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ )ﺍﻟ ﱠﻠ ُﻬ ﱠﻢ ِﺍ ﹾﻥ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ َﻫﺬﹶﺍ ﻫُ َﻮ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﺴﻤَﺂ ِﺀ * ﺍﻻﻧﻔﺎﻝ‪ (٣٢ :‬ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ )ﹶﺍ َﺟ َﻌ ﹶﻞ ﺍﹾﻵِﻟ َﻬ ﹶﺔ ِﺍﹶﻟﻬًﺎ‬
‫ﹶﻓﹶﺎ ْﻣ ِﻄ ْﺮ َﻋ ﹶﻠ ْﻴﻨَﺎ ِﺣﺠَﺎ َﺭ ﹰﺓ ِﻣ َﻦ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻭَﺍ ِﺣﺪًﺍ * ﺹ‪ (٥ :‬ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺗﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺗﱰﻟﻮﻬﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻻ‬
‫ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻚ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﺍﺣﺪ ﻳﺴﺘﺤﻖ‬
‫ﺍﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﲨﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻼﻣﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﻌﺠﻴﺐ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻓﺎﻥ‬
‫ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﲔ ﻓﺎﺫﻛﺮﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﲤﻮﻩ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ‬
‫ﻭ ﺍﻻﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻬﻧﺎ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻭ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﺜﻞ ﺍ ﹼﻻ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﳌﺎ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻨﻪ ﺍﺩﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﱃ ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻚ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻓﻘﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻫﻜﺬﺍ‬
‫ﻳﻌﲏ ﺍﻗﻄﻌﻪ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﻫﻬﻨﺎ ﺍﺻﻞ ﺁﺧﺮ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻗﺪ ﲡﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺗﺎﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻬﻧﺎ ﲡﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺗﺎﻥ ﻭ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻛﻔﺮﺍ‬
‫ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﺗﻔﺼﻴﻠﻪ ﻭ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ‬
‫ﺍﷲ ﻭ ﱂ ﳜﺎﻟﻒ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻭﻝ ﻓﺮﻗﺔ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﰲ ﺯﻣﻦ‬
 ‫‪- ٢٧ -‬‬

‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻣﺮ‬
‫ﺑﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭ ﻗﺘﺎﳍﻢ ﻭ ﻗﺎﻝ ﳝﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﳝﺮﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ ﺍﻳﻨﻤﺎ ﻟﻘﻴﺘﻤﻮﻫﻢ‬
‫ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻢ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﻛﻼﺏ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺷﺮ‬
‫ﻗﺘﻠﻰ ﲢﺖ ﺍﺩﱘ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻳﻘﺮﺅﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳛﺴﺒﻮﻧﻪ ﳍﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ‬
‫ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﰊ‬
‫ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﺎ ﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﺍﺳﺘﺤﻠﻮﺍ ﺩﻣﺎﺀ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻼﺩ ﺣﺮﺏ ﻭ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻫﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ‬
‫ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻬﻧﻢ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍ ﹼﻻ ﻣﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻭ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﻭ‬
‫ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﺷﺮﻛﻮﺍ ﺑﺎﷲ‬
‫ﻭ ﱂ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﲟﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻞ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﻭ ﻳﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﳌﺬﻫﺒﻬﻢ‬
‫ﲟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻳﱰﻟﻮﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﳌﻜﺬﺑﲔ ﰲ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﻭ‬
‫ﺍﻛﺎﺑﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭ ﻳﺪﻋﻮﻬﻧﻢ ﺍﱃ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺍﱃ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻭ ﻧﺎﻇﺮﻫﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﺭﺟﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﱃ ﺍﳊﻖ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻭ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻻ ﻧﺒﺪﺅﻛﻢ ﺑﻘﺘﺎﻝ ﻭ ﻻ‬
‫ﳕﻨﻌﻜﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﷲ ﺍﻥ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﲰﻪ ﻭ ﻻ ﳕﻨﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﺊ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻳﺪﻳﻜﻢ‬
‫ﻣﻌﻨﺎ }ﰒ ﺍﻥ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ{ ﺍﻋﺘﺰﻟﻮﺍ ﻭ ﺑﺪﺅﺍ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﺴﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻣﻮﺭ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻳﻄﻮﻝ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ‬
‫ﻛﻠﻪ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻭ ﻻ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻻ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻻ ﻏﲑﻩ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﻭ ﺑﻴﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﺍﳊﻖ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ‬
‫ﻋﻠﻲ ﻭ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺭﲪﻚ ﺍﷲ‬
‫ﺍﱃ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻻﺣﺠﺎﻡ ﻋﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ )ﻗﺎﻝ( ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﺻﺤﺖ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻭﺟﻪ )ﻗﺎﻝ( ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ‬
 ‫‪- ٢٨ -‬‬

‫ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺍﱃ ﻫﺪﻯ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻌﻞ ﺍﷲ‬
‫ﻳﻬﺪﻳﻚ ﺍﱃ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﻳﻨﺒﻬﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﺍﻬﻧﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ‬
‫ﻫﻲ ﻭ ﺍﷲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﷲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ‪.‬‬
‫}ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺖ{ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﺑﻞ ﺣﺮﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻫﻢ ﳎﺘﻬﺪﻭﻥ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ }ﻗﻠﺖ{ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺣﻖ ﻓﺎﻣﺎ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻓﻬﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ‬
‫ﺍﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺗﻠﺒﻴﺴﺎ ﺣﱴ ﺍﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻇﻬﻮﺭﺍ ﺟﻠﻴﺎ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ )ﻭ ﺫﻟﻚ(‬
‫ﺍﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳌﺎ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻛﻨﺪﺓ ﺳﺠﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ‬
‫ﻟﻪ ﺍﻧﺖ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻞ ﺍﻧﺖ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻓﺎﺳﺘﺘﺎﻬﺑﻢ ﻭ ﻋﺮﺿﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭ ﺍﺑﻮﺍ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺑﻮﺍ ﻓﺎﻣﺮ ﲞﺪ ﺍﻻﺧﺎﺩﻳﺪ ﰲ ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﺍﺿﺮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻋﺮﺿﻬﻢ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻥ ﱂ ﺗﺘﻮﺑﻮﺍ ﻗﺬﻓﺘﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺑﻮﺍ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺑﻮﺍ ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻧﺖ ﺍﷲ ﻓﻘﺬﻓﻬﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺣﺴﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﲢﺮﻗﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﲢﻘﻘﻨﺎ ﺍﻧﻚ ﺍﻧﺖ ﺍﷲ ﻻﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﺬﺏ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺍﷲ ﻓﻬﺬﻩ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺮﻗﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺭﺽ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻓﺎﻥ‬
‫ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻓﺤﺮﻗﻮﻩ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭ ﻻ ﺗﻠﺒﺴﻮﺍ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭ‬
‫ﺗﻘﻴﺴﻮﺍ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﺭﺍﺋﻜﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺍﻧﻪ‬
‫ﳌﺎ ﺗﻮﰱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﱂ ﻳﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﺍﻫﻞ‬
‫ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭ ﺟﻮﺍﺛﺎ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻯ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﲢﺘﻤﻞ ﳎﻠﺪﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ‬
‫ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺘﺒﲔ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﺪﻻﻟﻜﻢ‬
‫ﺑﻘﺼﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻛﺎﺳﺘﺪﻻﻟﻜﻢ ﺍﻻﻭﻝ )ﻗﺎﻝ( ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﳋﻄﺎﰊ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﳑﺎ ﳚﺐ‬
‫ﺍﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﺻﻨﺎﻓﺎ ﺻﻨﻒ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻧﺒﺬﻭﺍ ﺍﳌﻠﺔ ﻭ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﺻﻨﻒ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﻣﺴﻠﻴﻤﺔ‬
‫ﻭ ﻫﻢ ﺑﻨﻮﺍ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻏﲑﻫﻢ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﻭ ﻭﺍﻓﻘﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭ ﺻﻨﻒ‬
‫ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻭ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺒﺴﻲ ﻭ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻭ ﺻﻨﻒ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻃﻠﻴﺤﺔ‬
‫ﺍﻻﺳﺪﻱ ﻭ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭ ﻫﻢ ﻏﻄﻔﺎﻥ ﻭ ﻓﺰﺍﺭﺓ ﻭ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻫﻢ ﻭ ﺻﻨﻒ ﺻﺪﻗﻮﺍ‬
 ‫‪- ٢٩ -‬‬

‫ﺳﺠﺎﺡ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺮﺗﺪﻭﻥ ﻣﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻨﺒﻮﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺗﺎﺭﻛﻮﻥ ﻟﻠﺰﻛﺎﺓ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﱂ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﻳﺴﺠﺪ ﷲ ﰲ ﺑﺴﻴﻂ ﺍﻻﺭﺽ ﺍ ﹼﻻ ﻣﺴﺠﺪ‬
‫ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺟﻮﺍﺛﺎ ﻗﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭ ﺻﻨﻒ ﺁﺧﺮ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮﻗﻮﺍ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﺩﺍﺋﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻫﻞ ﺑﻐﻲ ﻭ ﺍﳕﺎ ﱂ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻬﺑﺬﺍ‬
‫ﺍﻻﺳﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﺪﺧﻮﳍﻢ ﰲ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻓﺎﺿﻴﻒ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﱃ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﺫ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻻﻣﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﳘﻬﻤﺎ ﻭ ﺍﺭﺥ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﰊ ﻃﺎﻟﺐ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﺫ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﻔﺮﺩﻳﻦ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﱂ ﳜﺘﻠﻄﻮﺍ ﺑﺎﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﰲ ﺍﻣﺮ ﻫﺆﻻﺀ‬
‫ﻋﺮﺿﻮﺍ ﺍﳋﻼﻑ ﻭ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺣﲔ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﺑﺎﺑﻜﺮ ﻭ ﻧﺎﻇﺮﻩ ﻭ‬
‫ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺃﻣﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ‬
‫ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻋﺼﻢ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﻧﻔﺴﻪ( ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻭ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ‬
‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﺻﻨﺎﻓﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺪ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﻭ ﺩﻋﻰ ﺍﱃ ﻧﺒﻮﺓ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲰﺎﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭﺍ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺭﺃﻯ‬
‫ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﺳﱯ ﺫﺭﺍﺭﻳﻬﻢ ﻭ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﰒ ﱂ ﻳﻨﻘﺾ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫ﺣﱴ ﺍﲨﻌﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﳌﺮﺗﺪ ﻻ ﻳﺴﱮ ﻓﺎﻣﺎ ﻣﺎﻧﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﻘﻴﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺑﻐﻲ ﻭ ﱂ ﻳﺴﻤﻮﺍ ﺍﻫﻞ ﺷﺮﻙ ﺍﻭ ﻓﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﺿﻴﻔﺖ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﳌﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ‬
‫ﻟﻠﻤﺮﺗﺪﻳﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﺳﻢ ﻟﻐﻮﻱ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻣﺮ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺒﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺭﺗﺪ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭ ﻣﻨﻊ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺪﺡ ﻭ ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ‬
‫ﳌﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﺣﻘﺎ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ‪.‬‬

‫}ﻓﺎﻥ ﻗﻴﻞ{ ﻭ ﻫﻞ ﺍﺫﺍ ﺍﻧﻜﺮ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺍﻣﺘﻨﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺩﺍﺋﻬﺎ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺣﻜﻢ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﻐﻲ }ﻗﻠﻨﺎ{ ﻻ ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺯﻣﺎﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺑﺎﲨﺎﻉ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﳋﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﺷﺘﺮﻙ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻓﻼ ﻳﻌﺬﺭ ﻣﻨﻜﺮﻩ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻻﻣﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﳑﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﻨﺘﺸﺮﺍ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﺍﳋﻤﺲ ﻭ ﺻﻮﻡ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ‬
 ‫‪- ٣٠ -‬‬

‫ﻭ ﺍﻻﻏﺘﺴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ ﻭ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭ ﺍﳋﻤﺮ ﻭ ﻧﻜﺎﺡ ﺍﶈﺎﺭﻡ ﻭ ﳓﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺟﻼ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﻓﺎﻧﻪ ﺍﻥ ﺍﻧﻜﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻪ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻻﺳﻢ ﻋﻠﻴﻪ )ﻓﺎﻣﺎ( ﻣﺎ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻠﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻛﺘﺤﺮﱘ ﻧﻜﺎﺡ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭ‬
‫ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻋﻤﺪﺍ ﻻ ﻳﺮﺙ ﻭ ﺍﻥ ﻟﻠﺠﺪ ﺍﻟﺴﺪﺱ ﻭ ﻣﺎ ﺍﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻓﺎﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻧﻜﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻞ ﻳﻌﺬﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻛﻼﻡ ﺍﳋﻄﺎﰊ ﻭ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻔﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﳌﺎ ﻗﺒﺾ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺭﺗﺪﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻫﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻣﺴﺠﺪ ﻣﻜﺔ ﻭ ﻣﺴﺠﺪ ﺟﻮﺍﺛﺎ )ﺍﻧﺘﻬﻰ(‬
‫ﻓﻬﺬﺍ ﺷﻴﺊ ﳑﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻳﻄﻮﻝ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ‬
‫ﺍﻥ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﺍﻭ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻻﺣﺪ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻘﻠﺪﻩ ﺑﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺒﻠﻎ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﺠﻤﻟﺘﻬﺪﻳﻦ ﺍﻥ ﻳﻘﻠﺪﻫﻢ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﻜﻦ‬
‫ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﲨﺎﻉ‬
‫ﺍﻟﻘﻄﻌﻲ ﻻﻧﻪ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻫﻢ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻫﻢ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﻭ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﺍﺛﲎ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭ ﺍﻣﺎﻣﺔ ﺍﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻣﺎﻣﺔ ﺣﻖ ﲨﻴﻊ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﻣﺔ ﳎﺘﻤﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﰊ ﺑﻜﺮ ﻭ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﻭ ﺍﻻﻣﺔ ﳎﺘﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪ‬
‫ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻘﻴﺴﻮﺍ ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ ﻬﺑﻢ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﺒﺎﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﺳﺘﺤﻴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻭ ﺍﻋﺮﻓﻮﺍ ﻗﺪﺭ‬
‫ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﺮﺣﻢ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﻗﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺍﻧﺰﳍﺎ ﻣﱰﻟﺘﻬﺎ ﻭ ﻛﻒ ﺷﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ‬
‫ﺍﺗﺒﻊ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻣ ْﻦ ُﻳﺸَﺎ ِﻗ ِﻖ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹶﻝ ِﻣ ْﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ ﻣَﺎ َﺗَﺒﱠﻴ َﻦ ﹶﻟﻪُ ﺍﹾﻟ ُﻬﺪَﻯ َﻭ َﻳﱠﺘِﺒ ْﻊ‬
‫ﺼﲑًﺍ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪.(١١٥ :‬‬
‫ﺕ َﻣ ِ‬
‫ﺼ ِﻠ ِﻪ َﺟ َﻬﱠﻨ َﻢ َﻭ ﺳﺂ َﺀ ْ‬
‫ﲔ ُﻧ َﻮِّﻟ ِﻪ ﻣَﺎ َﺗ َﻮﻟﱠﻰ َﻭ ﻧُ ْ‬
‫ﹶﻏ ْﻴ َﺮ َﺳﺒِﻴ ِﻞ ﺍﹾﻟﻤُ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﳌﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﺫﻛﺮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬
‫ﻓﻴﻬﻢ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﻫﻢ ﻛﻔﺮﺍ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺎﻬﻧﻢ ﻛﻼﺏ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻬﻧﻢ ﳝﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻻﻬﻧﻢ ﻣﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳐﻠﲔ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻨﻪ ﻟﻨﻮﻉ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺧﺼﻠﺔ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﳑﺎ ﰲ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺑﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﻔﺮﻭﻬﻧﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﺗﺴﺘﺤﻠﻮﻥ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ‬
 ‫‪- ٣١ -‬‬

‫ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﷲ ﻣﻨﻬﻢ )ﰒ ﺧﺮﺟﺖ( ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻭ‬
‫ﺫﻟﻚ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻓﺮﻗﺘﺎﻥ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻧﻜﺮﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺭﺃﺳﺎ ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ‬
‫ﺍﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻫﻮ ﻳﻘﺪﺭ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﻀﺎﻝ ﻭ ﻻ ﻫﻮ ﻳﻘﺪﺭ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺼﻠﻴﺎ‬
‫ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﺑﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ‬
‫ﺧﺎﻟﻘﺎ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻭ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﺣﺪﺍ ﻭ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﻀﻞ ﺍﺣﺪﺍ ﺍﱃ ﻏﲑ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻗﻮﺍﳍﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺷﺒﺎﻩ ﺍﺠﻤﻟﻮﺱ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﲑﺍ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺑﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻭ ﺯﻋﻢ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺟﱪ ﺍﳋﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﰲ ﺍﳋﻠﻖ ﻛﺎﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻕ‬
‫ﰲ ﺫﻟﻚ ﺻﻨﻊ ﺑﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺗﻀﺎﻑ ﷲ ﻭ ﺍﻣﺎﻣﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻓﺒﻤﺎ ﺍﻏﻮﻳﺘﲏ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺍﺷﺮﻛﻨﺎ ﻭ ﻻ ﺁﺑﺎﺅﻧﺎ ﺍﱃ ﻏﲑ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﺤﻬﻢ ﻭ ﻛﻔﺮﻳﺎﻬﺗﻢ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻛﺎﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺧﺮﺝ ﺍﻭﺍﺋﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﺯﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻛﺎﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﺍﺟﻼﺀ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﰲ ﻭﺟﻮﻩ‬
‫ﻫﺆﻻﺀ ﻭ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﳍﻢ ﺿﻼﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺗﱪﺃ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻭ ﺻﺎﺣﻮﺍ ﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬
‫ﺍﳍﺎﺋﻞ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻻ ﺍﻭﺟﺒﻮﺍ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻭ‬
‫ﻻ ﺍﺟﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭ ﻻ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻗﺪ ﻛﻔﺮﰎ ﺣﻴﺚ ﺧﺎﻟﻔﺘﻤﻮﻧﺎ ﻻﻧﺎ ﻻ ﻧﺘﻜﻠﻢ‬
‫ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﳊﻖ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﺑﺒﻴﺎﻧﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﻫﺬﺍ )ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ(‬
‫ﻭ ﺍﳌﺒﲔ ﺿﻼﳍﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍ ﹼﻻ ﺣﻘﺎ ﺑﻞ ﻛﺒﲑ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ‬
‫ﺩﻋﺎﻬﺗﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﺍﻻﻣﺮﺍﺀ )ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ( ﺍﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺣﺪﺍ ﻛﺪﻓﻊ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺿﺮﺭﻩ ﻭ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻠﻪ ﻏﺴﻞ ﻭ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺩﻓﻦ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ‬
‫ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ‬
 ‫‪- ٣٢ -‬‬

‫ﻭ ﺍﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﻮﺍﻝ ﻭ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﻬﻮﺭ )ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )ﻭ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻧﻜﺎﺭ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻻﻫﻞ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲞﻠﻮﺩ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﺤﻬﻢ ﻭ ﻓﻀﺎﺋﺤﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﻢ ﻭ‬
‫ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﺩﻋﻮﺍ ﺍﱃ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻭ ﻗﺎﻡ ﰲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭ ﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻃﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﻋﻠﻤﺎﺀ‬
‫ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﻧﺎﻇﺮﻭﻫﻢ ﺍﰎ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻠﻬﻢ ﻭ ﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻓﺎﺭﻗﻮﺍ‬
‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺒﺪﻋﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺻﺎﺣﻮﺍ ﻬﺑﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﻔﺮﻭﻫﻢ ﻭ ﻻ ﺍﺟﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺑﻞ ﺍﺟﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﻢ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﺙ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻛﺢ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺩﻓﻨﻬﻢ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ )ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ( ﳍﻢ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﺣﻴﺚ ﺑﻴﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻻﻧﺎ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﺍ ﹼﻻ ﺣﻘﺎ ﻓﺤﻴﺚ ﺧﺎﻟﻔﺘﻤﻮﻧﺎ‬
‫ﻛﻔﺮﰎ ﻭ ﺣﻞ ﻣﺎﻟﻜﻢ ﻭ ﺩﻣﺎﺋﻜﻢ ﻭ ﺻﺎﺭﺕ ﺑﻼﺩﻛﻢ ﺑﻼﺩ ﺣﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ‬
‫ﺍﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻢ ﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻋﱪﺓ ﻓﺘﺮﺗﺪﻋﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭ ﺗﻔﻴﺌﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﳊﻖ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﰒ ﺧﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﺑﻼ ﻋﻤﻞ ﻓﻤﻦ‬
‫ﺍﻗﺮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻥ ﱂ ﻳﺼﻞ ﷲ ﺭﻛﻌﺔ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻭ ﻻ‬
‫ﺻﺎﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﻻ ﺍﺩﻯ ﺯﻛﺎﺓ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﻻ ﻋﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﳋﲑ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻗﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺆﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍﳝﺎﻧﻪ ﻛﺎﳝﺎﻥ ﺟﱪﻳﻞ ﻭ ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﻭ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﱃ‬
‫ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻗﻮﺍﳍﻢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﰲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﺻﺎﺡ ﻬﺑﻢ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺑﺪﻋﻮﻫﻢ ﻭ ﺿﻠﻠﻮﻫﻢ ﻭ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﳍﻢ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻤﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭ ﺍﺑﻮﺍ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﳍﻢ ﻭ ﻣﻌﺎﻧﺪﻬﺗﻢ‬
‫ﻻﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺘﻤﺴﻜﲔ ﻫﻢ ﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﲟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻣﻊ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﻫﻢ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻻ ﺳﻠﻜﻮﺍ ﻣﺴﻠﻜﻜﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻟﻔﻜﻢ ﻭ‬
‫ﻻ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﻻ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﻼﺩ ﺣﺮﺏ ﺑﻞ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻻﺧﻮﺓ ﺍﻻﳝﺎﻧﻴﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ‬
‫ﳍﻢ ﻭ ﳌﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭ ﻻ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﳍﻢ ﻛﻔﺮﰎ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻻﻧﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﺍﳊﻖ‬
‫ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﺗﺒﺎﻋﻨﺎ ﻻﻧﺎ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺧ ﹼﻄﺄﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﻋﺪﻭ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ‬
 ‫‪- ٣٣ -‬‬

‫ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﰒ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﻟﻪ ﻳﻌﺒﺪ ﻭ ﻻ ﷲ ﰲ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﻭ ﻻ ﻋﺮﺝ ﲟﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﻟﺮﺑﻪ ﻭ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﱵ ﺍﺛﺒﺘﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭ ﺍﺛﺒﺘﻬﺎ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﲨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻤﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ‬
‫ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﲟﺎ ﻭﺻﻒ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﻭﺻﻒ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﻓﺮ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻗﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﺍﻓﻌﺎﳍﻢ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺣﱴ ﺍﻥ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲰﻮﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎ ﳍﻢ ﺑﻔﺮﻋﻮﻥ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻜﺮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺮﺩ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻭ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﺪﻋﺘﻬﻢ ﻭ ﺿﻼﳍﻢ ﻭ ﺑﺪﻋﻮﻫﻢ ﻭ ﻓﺴﻘﻮﻫﻢ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﻫﻢ ﺍﻛﻔﺮ ﳑﻦ‬
‫ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭ ﺍﻗﻞ ﺗﺸﺒﺜﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻣﺮ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﺑﻌﺾ ﺩﻋﺎﻬﺗﻢ ﻛﺎﳉﻌﺪ ﺑﻦ ﺩﺭﻫﻢ ﻭ ﺟﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻭ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻏﺴﻠﻮﻫﻢ ﻭ ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺩﻓﻨﻮﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﱂ ﳚﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﺍﺟﺮﻳﺘﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻘﻞ‬
‫ﺍﻭ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﺸﺮ ﻣﻌﺸﺎﺭ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻭ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺑﻞ ﻭ ﺍﷲ ﻛﻔﺮﰎ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺼﺮﻑ‬
‫ﺣﻴﺚ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻫﻮﺍﺀﻛﻢ ﻭ ﺍﳕﺎ ﱂ ﺍﺫﻛﺮ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻻﻬﻧﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﳋﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ‬
‫ﻗﺒﺎﺋﺤﻬﻢ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻭ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺗﺸﻌﺒﺖ ﺍﻟﺜﻨﺘﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻮﻥ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ )ﺗﻔﺘﺮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺛﻼﺙ ﻭ ﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ( ﻭ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺜﻨﺘﲔ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻮﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﱃ ﺁﺧﺮ‬
‫ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﷲ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﲝﻮﻟﻪ ﻭ ﻗﻮﺗﻪ ﻭ ﻛﻠﻤﺎ‬
‫ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﺧﺒﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻓﺎﳕﺎ ﺍﺧﺬﺗﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺍﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬
‫ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﻫﺎ ﺍﻧﺎ ﺍﺫﻛﺮ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﳑﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬
‫ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺘﻜﻔﲑ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻫﻢ )ﻗﺎﻝ( ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ‬
 ‫‪- ٣٤ -‬‬

‫ﺍﻻﳝﺎﻥ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﻻ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﳕﺎ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻣﺜﺎﻟﻪ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﲪﺪ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻋﻴﺎﻥ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭ ﻻ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﺎ ﺟﻬﻤﻲ‬
‫ﻛﻔﺮﻩ ﺑﻞ ﺻﻠﻰ ﺧﻠﻒ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﺍﱃ ﻗﻮﳍﻢ ﻭ ﺍﻣﺘﺤﻨﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻋﺎﻗﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﱂ‬
‫ﻳﻮﺍﻓﻘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺍﻣﺜﺎﻟﻪ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﳝﺎﻬﻧﻢ ﻭ ﺍﻣﺎﻣﺘﻬﻢ‬
‫ﻭ ﻳﺪﻋﻮ ﳍﻢ ﻭ ﻳﺮﻯ ﳍﻢ ﺍﻹﺋﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﺍﳌﻨﻊ ﻣﻦ‬
‫ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲟﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻻﻣﺜﺎﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻭ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﺍﺣﺪﺛﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ‬
‫ﻛﻔﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻭ ﺍﻥ ﱂ ﻳﻌﻠﻤﻮﻫﻢ ﺍﻧﻪ ﻛﻔﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻭ ﳚﺎﻫﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻩ ﲝﺴﺐ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ‬
‫ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺑﲔ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻧﻜﺎﺭ‬
‫ﺑﺪﻉ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﻭ ﺑﲔ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻬﺎﻻ‬
‫ﻣﺒﺘﺪﻋﲔ ﻭ ﻇﻠﻤﺔ ﻓﺎﺳﻘﲔ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺘﺄﻣﻠﻪ ﺗﺄﻣﻼ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻴﻞ ﻭ ﺍﳊﻴﻒ ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻏﻠﻂ ﰲ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺗﺄﻭّﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭ ﻟﻮ ﺩﻋﻰ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﺎﻓﺮ ﺍﺻﻼ ﻭ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻇﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺪﻋﺔ ﻭ ﻗﺘﺎﻻ ﻟﻼﻣﺔ ﻭ ﺗﻜﻔﲑﺍ ﳍﺎ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻻ ﻋﻠﻲ‬
‫ﻭ ﻻ ﻏﲑﻩ ﺑﻞ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻓﻴﻬﻢ ﲝﻜﻤﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻵﺛﺎﺭ‬
‫ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺜﻨﺘﲔ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ‬
‫ﻣﻨﺎﻓﻘﺎ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﺧﻄﺄ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺎﺅﻩ ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺷﻌﺒﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻻﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﺜﻨﺘﲔ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻜﻔﺮ ﻛﻔﺮﺍ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻒ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻞ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﻭ ﻏﲑ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ‬
‫ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻨﺘﲔ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﺘﺄﻣﻠﻪ ﻭ ﺗﺄﻣﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﳑﺎ ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﺖ ﻭ ﺍﺻﺤﺎﺑﻚ )ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ( ﰲ‬
‫ﻃﺮﻕ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﳐﺘﻠﻔﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺻﻮﻝ‬
 ‫‪- ٣٥ -‬‬

‫ﻛﺎﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭ ﻏﻼﺕ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ )ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻗﺴﺎﻡ(‬

‫ﺍﺣﺪﻫﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﳌﻘﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺑﺼﲑﺓ ﻟﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻭ ﻻ ﻳﻔﺴﻖ ﻭ ﻻ ﺗﺮﺩ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﺍﺫﺍ ﱂ‬
‫ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﳍﺪﻯ ﻭ ﺣﻜﻤﻪ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﺴﺘﻀﻌﻔﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻮﻟﺪﺍﻥ‬
‫)ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭ ﻃﻠﺐ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻖ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﺷﺘﻐﺎﻻ ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ ﻭ ﺭﻳﺎﺳﺘﻪ ﻭ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭ ﻣﻌﺎﺷﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻔﺮﻁ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻮﻋﻴﺪ ﺁﰒ ﺑﺘﺮﻙ ﻣﺎ‬
‫ﺍﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﲝﺴﺐ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻥ ﻏﻠﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭ ﺍﳍﻮﻯ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳍﻮﻯ ﺭﺩﺕ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﻭ ﺍﻥ ﻏﻠﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳍﺪﻯ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭ ﺍﳍﻮﻯ ﻗﺒﻠﺖ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ )ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ( ﺍﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻭ ﻳﻄﻠﺐ ﻭ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻪ ﺍﳍﺪﻯ ﻭ‬
‫ﻳﺘﺮﻙ ﺗﻌﺼﺒﺎ ﺍﻭ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﻻﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻗﻞ ﺩﺭﺟﺎﺗﻪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺎﺳﻘﺎ ﻭ ﺗﻜﻔﲑﻩ ﳏﻞ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ‬
‫)ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻛﻼﻣﻪ ﻓﺎﻧﻈﺮﻩ ﻭ ﺗﺄﻣﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻛﺘﺒﻪ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻥ ﺍﻻﺋﻤﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﻳﻜﻔﺮﻭﻬﻧﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻻﻛﱪ ﻭ‬
‫ﺑﲔ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻛﺘﺒﻪ ﳐﺎﺯﻳﻬﻢ ﻭ ﻟﻨﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻃﺮﻓﺎ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﳌﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﲪﻪ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺝ ﺍﳌﺜﺒﺘﻮﻥ ﻟﻠﺼﺎﻧﻊ ﻧﻮﻋﺎﻥ )ﺍﺣﺪﳘﺎ( ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﺑﻪ ﰲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻛﺎﺠﻤﻟﻮﺱ ﻭ ﻣﻦ ﺿﺎﻫﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺍﳍﺎ ﺁﺧﺮ ﻭ ﺍﺠﻤﻟﻮﺳﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺧﺎﻟﻘﺎ ﻟﻼﻓﻌﺎﻝ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻓﻌﺎﳍﻢ ﳐﻠﻮﻗﺔ ﷲ ﻭ ﻻ ﻣﻘﺪﻭﺭﺓ ﻟﻪ ﻭ ﻫﻲ‬
‫ﺻﺎﺩﺭﺓ ﺑﻐﲑ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭ ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ‬
‫ﻓﺎﻋﻠﲔ ﻣﺮﻳﺪﻳﻦ ﺷﻴﺎﺋﲔ ﻭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻗﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﺭﺑﺎ ﺧﺎﻟﻘﺎ ﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ‬
‫)ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻛﻼﻣﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﻛﺘﺒﻪ ﻭ ﺷﺒﻬﻬﻢ ﺑﺎﺠﻤﻟﻮﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ‬
‫ﺍﻥ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺧﺎﻟﻘﲔ ﻭ ﺍﻧﻈﺮ ﳌﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻫﻮ ﻭ ﺷﻴﺨﻪ ﻛﻴﻒ ﺣﻜﻮﺍ ﻋﺪﻡ ﺗﻜﻔﲑﻫﻢ‬
‫ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﱴ ﻣﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﻧﺪﺓ ﻗﺎﻝ ﻛﻔﺮﻩ ﳏﻞ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ‬
‫ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎ )ﻭ ﺍﻳﻀﺎ( ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺑﺎﻗﺒﺢ ﺍﻻﻭﺻﺎﻑ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻥ ﺷﺮﻛﻬﻢ ﺷﺮﻙ ﻓﺮﻋﻮﻥ‬
‫ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻗﻞ ﺷﺮﻛﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﺿﺮﺏ ﳍﻢ ﻣﺜﻼ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻛﺎﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﻛﱪ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻭ ﺍﻗﺴﻢ ﺍﻥ‬
‫ﻗﻮﳍﻢ ﻭ ﺍﺣﺰﺍﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺣﺒﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﲑﻫﻢ‬
 ‫‪- ٣٦ -‬‬

‫ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻧﻴﺔ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﺑﻞ ﻓﺼﻞ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﻭ ﻣﻮﺿﻊ‬
‫ﺁﺧﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﳐﺎﻃﺒﺔ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﳌﺒﺘﺪﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻗﺴﻢ ﺍﻥ ﻗﻮﳍﻢ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ‬
‫ﺣﺒﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻳﻘﺎﻝ ﻭ ﺍﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻧﺎ ﻻ ﻧﻜﻔﺮﻛﻢ ﲟﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮﺍﻥ ﺍﺫ ﺍﻧﺘﻢ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﳉﻬﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻟﺴﺘﻢ ﺍﻭﱃ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻻ ﺍﳝﺎﻥ ﻭ ﻳﺄﰐ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳍﺬﺍ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬
‫ﻭ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﰲ ﻛﻼﻡ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﻭ ﺩﺧﻞ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﲔ ﺍﱃ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭ ﳓﻮﻫﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﳑﻦ ﱂ ﻳﻬﺘﺪ ﻬﺑﺪﻯ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺳﻞ ﺑﻪ ﺭﺳﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺍﳉﺪﻝ ﺻﺎﺭﻭﺍ‬
‫ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﺄﺧﺬﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﺧﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﻟﺘﺄﺧﺬﻥ ﻣﺄﺧﺬ‬
‫ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ( )ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ( ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﺍﻛﺜﺮ ﺣﻘﺎ ﻭ ﺍﺗﺒﻊ‬
‫ﻟﻼﺩﻟﺔ ﳌﺎ ﺗﻨﻮﺭﺕ ﺑﻪ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺿﻠﻮﺍ ﰲ ﻛﺜﲑ ﳑﺎ‬
‫ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭ ﻻ ﺗﻜﻠﻢ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻭﺍﻓﻘﻮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻪ ﻭ ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻭ ﻻ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ‬
‫ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﻗﻮﻟﻪ ﻭ ﻛﻼﻣﻪ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺗﺎﺭﺓ‬
‫ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﲟﺘﻜﻠﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﻞ ﳎﺎﺯﺍ )ﻭ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﳍﻢ( ﺍﻻﻭﻝ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺑﺪﻋﺘﻬﻢ ﻭ‬
‫ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﳉﺤﻮﺩ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﺍﻧﻜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﺍﻭ ﻗﺎﺋﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻻﳍﻴﺔ ﻭ ﺍﻓﻬﻤﺖ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻟﻘﻮﻣﻬﻢ ﻭ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ‬
‫ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻧﺸﺄ ﺑﲔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﻭ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﺗﺒﺎﻉ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﳋﻼﻑ ﻓﻜﻔﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻓﺂﻣﻨﻮﺍ‬
‫ﺑﺒﻌﺾ ﻭ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﻬﺑﻢ ﻭ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻥ ﻗﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﺧﺒﺚ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣﱴ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺍﻧﺎ ﻟﻨﺤﻜﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭ ﻻ ﳓﻜﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ‬
‫ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻣﺎﺭﺓ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ﻭ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﲔ ﻭ‬
 ‫‪- ٣٧ -‬‬

‫ﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭ ﳓﻮﻫﻢ ﻓﻈﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﺭﺓ ﻭ ﺻﺎﺭ ﰲ‬
‫ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻣﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﺎ ﺍﻣﺘﺤﻨﻮﺍ ﺑﻪ‬
‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺍﳌﺆﻣﻨﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺗﺪﺑﺮﻩ ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺎﻋﻈﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺒﻌﻀﻪ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﺍﺧﺬﻭﺍ ﻣﺄﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﰲ ﻗﻮﳍﻢ ﻭ‬
‫ﺍﻬﻧﻢ ﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻗﻮﳍﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﺧﺒﺚ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ‬
‫ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﻋﺬﺑﻮﺍ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺍﳌﺆﻣﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﺎ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻢ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ‬
‫ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ﻭ ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﻭ ﻭﺯﺭﺍﺅﻫﻢ ﻭ ﻗﻀﺎﻬﺗﻢ ﻭ ﻓﻘﻬﺎﺅﻫﻢ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻠﺪﻭﺍ ﺍﻻﻣﺎﻡ‬
‫ﺍﲪﺪ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻭ ﺣﺒﺴﻮﻩ ﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺑﺼﲑ ﺍﳋﺰﺍﻋﻲ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻭ ﻋﺬﺑﻮﺍ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺆﻣﻨﺎﺕ ﻳﺪﻋﻮﻬﻧﻢ ﺍﱃ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﻘﻮﳍﻢ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﲏ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﺍﻥ‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﻥ ﺍﲪﺪ ﺻﻠﻰ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﳍﻢ ﻭ‬
‫ﺭﺃﻯ ﺍﻹﺋﺘﻤﺎﻡ ﻬﺑﻢ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻳﺮﺩ ﻗﻮﳍﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻛﻔﺮ‬
‫ﻋﻈﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﺮﺍﺟﻌﻪ )ﻓﺒﺎﷲ( ﻋﻠﻴﻚ ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻱ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺍﻱ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻟﻔﻜﻢ‬
‫ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ )ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ( ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﳋﻔﺎ ﻭ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻗﺘﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭ ﲡﻨﺒﻮﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭ ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺯﻳﻦ ﻟﻪ ﺳﻮﺀ ﻋﻤﻠﻪ‬
‫ﻓﺮﺁﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﳌﻨﻜﺮﺓ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻭ‬
‫ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﺳﺘﺤﻼﻝ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﻮﺟﻬﲔ‬
‫)ﺍﺣﺪﳘﺎ( ﺍﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﻋﻈﻢ ﳑﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‬
‫ﺍﳌﻜﻔﺮﺓ ﳍﺎ ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻜﻔﺮﺓ ﳍﺎ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻜﻔﺮﺓ ﻭ ﻗﺪ‬
‫ﺗﻜﻮﻥ ﳓﻮﻫﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻭﻬﻧﺎ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭ ﺍﻻﻫﻮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﻢ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﹶﻓ ﱠﺮﻗﹸﻮﺍ ﺩِﻳَﻨ ُﻬ ْﻢ َﻭ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ ِﺷَﻴﻌًﺎ‬
‫ﺖ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﻓِﻲ َﺷ ْﻲ ٍﺀ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪) (١٥٩ :‬ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﺍﻧﻪ ﻟﻮ ﻓﺮﺽ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﲔ ﳐﺘﺼﺔ‬
‫ﺴ َ‬
‫ﹶﻟ ْ‬
 ‫‪- ٣٨ -‬‬

‫ﺑﺎﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻥ ﺗﻜﻔﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻻ ﺍﺧﻄﺄ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ )ﺭَﺑﻨَﺎ ﹶﻻ ُﺗﺆَﺍ ِﺧ ﹾﺬﻧَﺂ ِﺍ ﹾﻥ َﻧﺴِﻴﻨَﺂ ﹶﺍ ْﻭ ﹶﺍ ْﺧ ﹶﻄ ﹾﺎﻧَﺎ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (٢٨٦ :‬ﻭ ﺛﺒﺖ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ‬
‫ﺕ ﹸﻗﻠﹸﻮُﺑ ﹸﻜ ْﻢ * ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ‪ (٥ :‬ﻭ‬
‫ﺲ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ ُﺟﻨَﺎﺡٌ ﻓِﻴﻤَﺂ ﹶﺍ ْﺧ ﹶﻄ ﹾﺄُﺗ ْﻢ ِﺑ ِﻪ َﻭ ﹶﻟ ِﻜ ْﻦ ﻣَﺎَﺗ َﻌ ﱠﻤ َﺪ ْ‬
‫ﹶﻟ ْﻴ َ‬
‫ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﻥ ﺍﷲ ﲡﺎﻭﺯ ﻻﻣﱵ ﻋﻦ ﺍﳋﻄﺈ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ‬
‫ﻭ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻜﺮﻫﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ( ﻭ ﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻭ ﻗﺪ ﺍﲨﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﳍﻢ ﺑﺎﺣﺴﺎﻥ ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻻ ﺍﺧﻄﺄ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺍﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﳐﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻧﺰﺍﻉ ﰲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻗﺪ‬
‫ﺑﺴﻄﺖ ﰲ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ‪.‬‬

‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﳍﻢ ﺧﺎﺻﻴﺘﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭﺗﺎﻥ ﻓﺎﺭﻗﻮﺍ ﻬﺑﺎ‬

‫ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﺋﻤﺘﻬﻢ )ﺍﺣﺪﳘﺎ( ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﻴﺌﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻭ‬
‫ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﲝﺴﻨﺔ ﺣﺴﻨﺔ )ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﰲ ﺍﳋﻮﺭﺍﺝ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺤﻼﻝ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﺍﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺣﺮﺏ ﻭ ﺩﺍﺭﻫﻢ ﻫﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭ‬
‫ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻏﻼﺕ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﺔ ﺍﱃ ﺍﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﳛﺬﺭ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ‬
‫ﺍﻻﺻﻠﲔ ﺍﳋﺒﻴﺜﲔ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺫﻣﻬﻢ ﻭ ﻟﻌﻨﻬﻢ ﻭ ﺍﺳﺘﺤﻼﻝ‬
‫ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﳕﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻻﺻﻠﲔ )ﺍﻣﺎ ﺍﻻﻭﻝ( ﻓﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬
‫ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺍﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻠﻐﻪ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻭ ﻋﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﻠﺪ ﻗﺎﺋﻠﻪ‬
‫ﻓﻴﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻣﺼﻴﺒﺎ ﺍﻭ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺗﺄﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬
‫ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺍﻭ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻓﺎﺳﺪﺍ ﺍﻭ ﺭﺃﻳﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﺻﻮﺍﺑﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺧﻄﺄ ﺍﱃ )ﺍﻥ ﻗﺎﻝ( ﻗﺎﻝ ﺍﲪﺪ‬
‫ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﳜﻄﺊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﺒﻨﻮﻥ‬
‫ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺍﻣﺎ ﰲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺍﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﳌﻌﻘﻮﻟﺔ‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﻥ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺎﻬﻧﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﻼﻻ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ‬
‫ﺍﲪﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﳑﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
 ‫‪- ٣٩ -‬‬

‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻻ ﻳﻌﺪﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺑﻴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﱏ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭ‬
‫ﻣﻦ ﺟﺎﻟﺴﲏ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﲏ ﺍﱐ ﻣﻦ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻬﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﻣﻌﲔ ﺍﱃ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻭ ﺍﱃ‬
‫ﺗﻔﺴﻴﻖ ﺍﻭ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺗﺎﺭﺓ ﻭ ﻓﺎﺳﻘﺎ ﺍﺧﺮﻯ ﻭ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺍﺧﺮﻯ ﻭ ﺍﱐ ﺍﻗﺮﺭ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﳍﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﺧﻄﺄﻫﺎ‬
‫ﻭ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻢ ﺍﳋﻄﺄ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳋﱪﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺘﻨﺎﺯﻋﻮﻥ ﰲ‬
‫ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﻭ ﱂ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﲔ ﻻﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺑﻜﻔﺮ‬
‫ﻭ ﻻ ﺑﻔﺴﻖ ﻭ ﻻ ﲟﻌﺼﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻜﺮ ﺷﺮﻳﺢ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺑﻞ ﻋﺠﺒﺖ ﻭ ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻻ‬
‫ﻳﻌﺠﺐ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻗﺪ ﺁﻝ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﱃ ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﲔ ﲨﻴﻌﺎ ﻣﺆﻣﻨﺘﺎﻥ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻻ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﳍﻢ ﻻﻥ ﺍﳌﻘﺎﺗﻞ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺑﺎﻏﻴﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﺄﻭّﻝ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭ ﻛﻨﺖ ﺍﺑﲔ ﳍﻢ ﺍﻥ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﻷﺋﻤﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻃﻼﻕ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺘﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺬﺍ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﺍﻳﻀﺎ ﺣﻖ ﻟﻜﻦ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﲔ‬
‫ﺍﻻﻃﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻭﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻨﺎﺯﻋﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭ‬
‫ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻓﺎﻥ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ‬
‫َﻳ ﹾﺄ ﹸﻛﻠﹸﻮ ﹶﻥ ﹶﺍ ْﻣﻮَﺍ ﹶﻝ ﺍﹾﻟَﻴﺘَﺎﻣَﻰ ﹸﻇ ﹾﻠﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (١٠ :‬ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻓﻠﻪ‬
‫ﻛﺬﺍ ﺍﻭ ﻓﻬﻮ ﻛﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭ ﻫﻲ ﲟﱰﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻛﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻓﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ‬
‫ﳌﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﺍﻭ‬
‫ﻧﺸﺄ ﺑﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻭ ﲰﻌﻬﺎ ﻭ ﱂ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻨﺪﻩ‬
‫ﺍﻭ ﻋﺎﺭﺿﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺁﺧﺮ ﺍﻭ ﻭﺟﺐ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﳐﻄﺌﺎ )ﻭ ﻛﻨﺖ( ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﺫﻛﺮ‬
‫ﺖ ﻓﺎﺣﺮﻗﻮﱐ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻻﻫﻠﻪ ﺍﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﻣ ّ‬
‫ﻓﻬﺬﺍ ﺭﺟﻞ ﺷﻚ ﰲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﻭ ﰲ ﺍﻋﺎﺩﺗﻪ ﺍﺫﺍ ﺫﺭﻯ ﺑﻞ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺎﺩ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ‬
‫ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﳜﺎﻑ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ﻓﻐﻔﺮ‬
‫ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﺍﳌﺘﺄﻭّﻝ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﳊﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
 ‫‪- ٤٠ -‬‬

‫ﺍﻭﱃ ﺑﺎﳌﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻭ ﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺭﺟﻠﲔ ﺗﻜﻠﻤﺎ‬
‫ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻓﺎﺟﺎﺏ ﻭ ﺍﻃﺎﻝ ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻟﻮ ﻓﺮﺽ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ‬
‫ﻋﻤﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﺎﻓﺮ ﲪﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻭ ﻧﺼﺮﺍ ﻻﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻟﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻏﺮﺿﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﺣﺴﻨﺎ‬
‫ﻭ ﻫﻮ ﺍﺫﺍ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺻﺎﺏ ﻓﻠﻪ ﺍﺟﺮﺍﻥ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺧﻄﺄ ﻓﻠﻪ ﺍﺟﺮ ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺍﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻧﻜﺎﺭ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻭ ﺑﺎﻧﻜﺎﺭ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺍﺠﻤﻟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺗﺄﻣﻠﻪ ﻭ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻘﻮﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ‬
‫ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻫﻮ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺩﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭ ﻫﻮ ﳐﻄﺊ ﻓﻠﻪ ﺍﺟﺮ ﻭ‬
‫ﺍﻧﻈﺮ ﻭ ﺗﺄﻣﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺍﻭ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻻ‬
‫ﻳﻜﻔﺮ ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻣﻮﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻪ ﺍﻣﺎ ﱂ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻭ ﺍﻣﺎ‬
‫ﺑﻠﻐﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻭ ﻓﻬﻤﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺎﻡ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺍﻭﺟﺐ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ‬
‫ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻴﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺗﻨﺒﻬﻮﺍ ﻭ ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺍﱃ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺍﻣﺸﻮﺍ ﺣﻴﺚ ﻣﺸﻰ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭ ﻗﻔﻮﺍ‬
‫ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺰﻛﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭ ﻳﺰﻳﻦ ﻟﻜﻢ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﲡﻌﻠﻮﻥ ﻣﻴﺰﺍﻥ‬
‫ﻛﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳐﺎﻟﻔﺘﻜﻢ ﻭ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻜﻢ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺎﷲ ﻭ ﲟﺎ‬
‫ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﷲ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺩ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻧﻘﺬﻧﺎ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻻﻫﻮﺍﺀ‪.‬‬

‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳌﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﻛﻔﺮ ﺍﳉﺤﻮﺩ ﻧﻮﻋﺎﻥ‬
‫ﻛﻔﺮ ﻣﻄﻠﻖ ﻋﺎﻡ ﻭ ﻛﻔﺮ ﻣﻘﻴﺪ ﺧﺎﺹ ﻓﺎﳌﻄﻠﻖ ﺍﻥ ﳚﺤﺪ ﲨﻠﺔ ﻣﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺭﺳﻮﻝ‬
‫ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳌﻘﻴﺪ ﺍﻥ ﳚﺤﺪ ﻓﺮﺿﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻭ ﳏﺮﻣﺎ‬
‫ﻣﻦ ﳏﺮﻣﺎﺗﻪ ﺍﻭ ﺻﻔﺔ ﻭﺻﻒ ﺍﷲ ﻬﺑﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻭ ﺧﱪﺍ ﺍﺧﱪ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻋﻤﺪﺍ ﺍﻭ ﺗﻘﺪﳝﺎ ﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻋﺎﳌﺎ ﻋﻤﺪﺍ ﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻻﻏﺮﺍﺽ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﻼ ﺍﻭ ﺗﺄﻭﻳﻼ ﻳﻌﺬﻭ ﻓﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ‬
‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﳌﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭ ﺍﳌﺴﺎﻧﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﺧﲑﺍ ﻗﻂ ﻻﻫﻠﻪ ﻭ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺳﺮﻑ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻤﺎ‬
‫ﺣﻀﺮ ﺍﻭﺻﻰ ﺑﻨﻴﻪ ﺍﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﺤﺮﻗﻮﻩ ﰒ ﺫﺭﻭﺍ ﻧﺼﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﱪ ﻭ ﻧﺼﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻮ ﺍﷲ ﻻﻥ‬
‫ﻗﺪﺭ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﻌﺬﺑﻨﻪ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻣﺎ ﻋﺬﺏ ﺑﻪ ﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺍﻣﺮﻫﻢ ﻓﺎﻣﺮ‬
‫ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﱪ ﻭ ﲨﻊ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ ﱂ ﻓﻌﻠﺖ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺘﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ‬
 ‫‪- ٤١ -‬‬

‫ﻭ ﺍﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻐﻔﺮ ﻟﻪ )ﻓﻬﺬﺍ( ﻣﻨﻜﺮ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻣﻨﻜﺮ ﻟﻠﺒﻌﺚ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻏﻔﺮ‬
‫ﺍﷲ ﻟﻪ ﻭ ﻋﺬﺭﻩ ﲜﻬﻠﻪ ﻻﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻪ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺎﺩﺍ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﰲ‬
‫ﺑﻄﻼﻥ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻌﺬﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺎﳉﻬﻞ ﰲ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻪ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻭ ﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺣﺪﺛﻪ ﻭ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﻓﺎﺟﺎﺏ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﺣﺪﺛﻪ ﰲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭ ﻋﻨﻬﻢ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻭ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻫﻢ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻇﻬﺮﻩ ﻭ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﳛﻜﻲ ﻋﻦ‬
‫ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻟﲔ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻭ ﻋﻦ ﺍﲪﺪ ﺭﻭﺍﻳﺘﺎﻥ ﻭ ﺍﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻻﺷﻌﺮﻱ ﻭ‬
‫ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﳍﻢ ﻗﻮﻻﻥ ﻭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﻣﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﺍ ﻓﻴﻄﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺗﻜﻔﲑ‬
‫ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻛﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻌﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻔﺮ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻭ ﺍﻣﲑ ﻣﻄﺎﻉ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻫﻮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻓﺎﺫﺍ ﻋﺮﻓﻪ ﺍﳊﻜﻢ ﻭ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﳉﻬﺎﻟﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﳊﺠﺔ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﺪﺍ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻭ ﺍﻻﻃﻼﻕ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻥ ﻳﻌﲔ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻓﺮ ﺍﻭ ﻓﺎﺳﻖ ﺍﻭ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﺍﻭ ﻣﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻭ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﺎﺭ ﻻ‬
‫ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻭ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻓﺎﻥ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻊ ﺍﻣﻜﺎﻥ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﺍﻭ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﺍﻭ ﺻﺎﳊﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺑﺴﻂ ﰲ‬
‫ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺗﻨﺨﻠﻒ ﻋﻨﻪ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﺍﻭ ﺑﺎﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺍﻭ ﺣﺴﻨﺎﺕ‬
‫ﻣﺎﺣﻴﺔ ﺍﻭ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻣﻜﻔﺮﺓ ﺍﻭ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺍﻭ ﶈﺾ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺭﲪﺘﻪ‪.‬‬
‫)ﻓﺎﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ( ﲟﻮﺟﺐ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻣ ْﻦ َﻳ ﹾﻘُﺘ ﹾﻞ ُﻣ ْﺆ ِﻣﻨًﺎ ُﻣَﺘ َﻌ ﱢﻤﺪًﺍ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٩٣ :‬ﻭ‬
‫ﺼ ﹶﻠ ْﻮ ﹶﻥ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﻳ ﹾﺄ ﹸﻛﻠﹸﻮ ﹶﻥ ﹶﺍ ْﻣﻮَﺍ ﹶﻝ ﺍﹾﻟَﻴﺘَﺎﻣَﻰ ﹸﻇ ﹾﻠﻤًﺎ ِﺍﱠﻧﻤَﺎ َﻳ ﹾﺄ ﹸﻛﻠﹸﻮ ﹶﻥ ﻓِﻲ ُﺑﻄﹸﻮِﻧ ِﻬ ْﻢ ﻧَﺎﺭًﺍ َﻭ َﺳَﻴ ْ‬
‫ﷲ َﻭ َﺭﺳُﻮﹶﻟ ُﻪ َﻭ َﻳَﺘ َﻌ ﱠﺪ ُﺣﺪُﻭ َﺩﻩُ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪(١٤ :‬‬ ‫ﺳ ِﻌﲑًﺍ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (١٠ :‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ) َﻭ َﻣ ْﻦ َﻳ ْﻌ ِ‬
‫ﺺﺍَ‬ ‫َ‬
‫ﺽ ِﻣ ْﻨ ﹸﻜ ْﻢ َﻭ ﹶﻻ‬
‫ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ) ﹶﻻ َﺗ ﹾﺎﻛﹸﻠﹸﻮﺍ ﹶﺍ ْﻣﻮَﺍﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ َﺑ ْﻴَﻨ ﹸﻜ ْﻢ ﺑِﺎﹾﻟﺒَﺎ ِﻃ ِﻞ ِﺍ ﱠﻻ ﹶﺍ ﹾﻥ َﺗﻜﹸﻮ ﹶﻥ ِﺗﺠَﺎ َﺭ ﹰﺓ َﻋ ْﻦ َﺗﺮَﺍ ٍ‬
‫ﻚ ُﻋ ْﺪﻭَﺍﻧًﺎ َﻭ ﹸﻇ ﹾﻠﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪:‬‬
‫ﷲ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ِﺑ ﹸﻜ ْﻢ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ * َﻭ َﻣ ْﻦ َﻳ ﹾﻔ َﻌ ﹾﻞ ﹶﺫِﻟ َ‬
‫ﺴﻜﹸ ْﻢ ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫َﺗ ﹾﻘﺘُﻠﹸﻮﺍ ﹶﺍْﻧﻔﹸ َ‬
‫‪ (٣٠-٢٩‬ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ‪.‬‬
 ‫‪- ٤٢ -‬‬

‫)ﻗﻠﻨﺎ( ﲟﻮﺟﺐ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﺍﻭ ﻣﻦ‬
‫ﻋﻖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﺍﻭ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﺭ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﺍﻭ ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺍﻭ ﻟﻌﻦ‬
‫ﺍﷲ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭ ﻣﺆﻛﻠﻪ ﻭ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﻭ ﻛﺎﺗﺒﻪ ﺍﻭ ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ﻵﻭﻱ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭ ﺍﳌﺘﻌﺪﻱ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﻭ ﻣﻦ ﺍﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺣﺪﺛﺎ ﺍﻭ ﺁﻭﻱ ﳏﺪﺛﺎ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﺍﲨﻌﲔ( ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﱂ ﳚﺰ ﺍﻥ ﺗﻌﲔ ﺷﺨﺼﺎ ﳑﻦ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲔ ﻗﺪ ﺍﺻﺎﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻻﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻘﻄﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻓﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﳑﻦ ﳛﺴﺐ ﺍﻬﻧﺎ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻭ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺍﻧﻪ ﻣﻌﺬﻭﺭ ﻣﻦ ﳊﻮﻕ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﻪ ﳌﺎﻧﻊ ﻛﻤﺎ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﳊﻮﻕ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻬﺑﻢ ﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻭ‬
‫ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻣﺎﺣﻴﺔ ﺍﻭ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻣﻜﻔﺮﺓ ﺍﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓﺎﻥ‬
‫ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﻃﺮﻳﻘﺎﻥ ﺧﺒﻴﺜﺎﻥ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻠﺤﻮﻕ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭ‬
‫ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻬﻧﺎ ﻋﻤﻞ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﳌﻜﻔﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭ‬
‫ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ ﻓﺴﺎﺩﻩ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﻭ ﺍﺩﻟﺘﻪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﰲ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻓﻬﺬﺍ ﻭ‬
‫ﳓﻮﻩ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺣﻖ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻌﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻮﻋﻴﺪ ﻓﻼ‬
‫ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻟﻔﻮﺍﺕ ﺷﺮﻁ ﺍﻭ ﳊﺼﻮﻝ ﻣﺎﻧﻊ ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻻﻗﻮﺍﻝ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﳍﺎ ﱂ ﺗﺒﻠﻐﻪ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳌﻮﺟﺒﺔ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻖ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﺑﻠﻐﺘﻪ ﻭ ﱂ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻭ ﱂ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺍﻭ ﻗﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﺷﺒﻬﺎﺕ‬
‫ﻳﻌﺬﺭﻩ ﺍﷲ ﻬﺑﺎ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺑﺮﺳﻮﻟﻪ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﻟﻼﺳﻼﻡ ﳏﺒﺎ ﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﷲ‬
‫ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻗﺎﺭﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﻘﻮﻟﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻭ‬
‫ﻟﻔﻆ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﲨﺎﻫﲑ ﺍﺋﻤﺔ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﻜﻦ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻥ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺑﺎﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﲔ ﺑﻞ ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎﻟﻚ ﻭ ﺍﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﻬﻧﻢ ﻻ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﺑﻼ ﻋﻤﻞ ﻭ ﻧﺼﻮﺻﻬﻢ ﺻﺮﳛﺔ‬
‫ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬
‫ﺑﺘﻜﻔﲑ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻻﻧﻪ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﻬﺑﻢ ﺣﱴ ﻋﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻣﺮﻫﻢ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﻭ‬
 ‫‪- ٤٣ -‬‬

‫ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺍﻋﻴﺎﻬﻧﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﺪﻋﻮ ﺍﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻭ ﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﳐﺎﻟﻔﻪ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ ﳐﺎﻟﻔﻪ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻭﻻﺓ‬
‫ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻭ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﺮﻯ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭ ﺍﻥ ﻇﺎﻫﺮ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﻭ ﻻ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍ ﹼﻻ ﲟﺎ‬
‫ﺯﺧﺮﻓﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭ ﺍﻥ ﺧﻴﺎﻻﻬﺗﻢ ﻭ ﺟﻬﺎﻻﻬﺗﻢ‬
‫ﺍﺣﻜﻢ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﳍﻢ ﺑﺎﺣﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﻌﻄﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭ ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ‬
‫ﺍﺣﻜﻢ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻣﺘﺤﻨﻮﺍ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺳﺠﻨﻮﺍ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺟﻠﺪﻭﻩ ﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ‬
‫ﲨﺎﻋﺔ ﻭ ﺻﻠﺒﻮﺍ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺍﺳﲑﺍ ﻭ ﻻ ﻳﻌﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺎﻝ ﺍ ﹼﻻ ﻣﻦ‬
‫ﻭﺍﻓﻘﻬﻢ ﻭ ﻳﻘﺮ ﺑﻘﻮﳍﻢ ﻭ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻣﻮﺭ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﰲ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻭ‬
‫ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﺎﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﳍﻢ ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻬﻧﻢ ﻣﻜﺬﺑﻮﻥ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻻ ﺟﺎﺣﺪﻭﻥ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻟﻜﻨﻬﻢ‬
‫ﺗﺄﻭﻟﻮﺍ ﻓﺎﺧﻄﺄﻭﺍ ﻭ ﻗﻠﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﳌﺎ ﻧﺎﻇﺮ ﺣﻔﺺ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ‬
‫ﺍﳌﻌﻄﻠﺔ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻛﻔﺮﺕ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬
‫ﻓﻜﻔﺮﻩ ﻭ ﱂ ﳛﻜﻢ ﺑﺮﺩﺗﻪ ﲟﺠﺮﺩ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻟﻮ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺭﺩﺗﻪ ﻭ ﻛﻔﺮﻩ ﻟﺴﻌﻰ ﰲ ﻗﺘﻠﻪ ﻭ ﺍﻓﱴ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻘﺘﻞ ﺩﻋﺎﻬﺗﻢ ﻣﺜﻞ ﻏﻠﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﻱ ﻭ ﺍﳉﻌﺪ ﺑﻦ ﺩﺭﻫﻢ ﻭ ﺟﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺍﻣﺎﻡ‬
‫ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺩﻓﻨﻮﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺻﺎﺭ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ‬
‫ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﻟﻜﻒ ﺿﺮﺭﻫﻢ ﻻ ﻟﺮﺩﻬﺗﻢ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻔﺎﺭﺍ ﻟﺮﺁﻫﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻐﲑﻫﻢ ﻭ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﰲ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﺍﳕﺎ ﺳﻘﺘﻪ ﺑﻄﻮﻟﻪ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻣﺎ‬
‫ﺗﻘﺪﻡ ﳑﺎ ﺍﺷﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﳌﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻓﺼﻞ ﻓﺎﺫﺍ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ‬
‫ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ﺍﱃ ﺯﻣﻦ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻫﻢ‬
‫ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﻭﻥ ﻭ ﺍﳌﺒﻴﻨﻮﻥ ﳍﻢ ﻣﻊ ﺍﻥ ﻗﻮﳍﻢ ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺳﻠﻒ ﺍﻻﻣﺔ‬
 ‫‪- ٤٤ -‬‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻤﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭ ﻫﻮ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ‬
‫ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﻫﻢ ﺣﱴ ﺩﻋﺎﻬﺗﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﻫﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻋﱪﺓ‬
‫ﻟﻜﻢ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻋﻮﺍﻡ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺗﺴﺘﺒﻴﺤﻮﻥ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﲡﻌﻠﻮﻥ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﻼﺩ‬
‫ﺣﺮﺏ ﻭ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺸﺮ ﻣﻌﺸﺎﺭ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻭ ﺍﻥ ﻭﺟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻴﺊ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺳﻮﺍﺀ ﺷﺮﻙ ﺍﺻﻐﺮ ﺍﻭ ﺍﻛﱪ ﻓﻬﻢ ﺟﻬﺎﻝ ﱂ ﺗﻘﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ‬
‫ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﺍﺗﻈﻨﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﳊﺠﺔ ﺑﻜﻼﻣﻬﻢ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ‬
‫ﻗﺎﻣﺖ ﺍﳊﺠﺔ ﺑﻜﻢ ﺑﻞ ﻭ ﺍﷲ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﰎ ﻭ ﺍﻥ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺊ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﷲ ﺍﻛﱪ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺍﺩﺍ )ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ( ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﺧﺎﻓﻮﺍ ﺫﺍ ﺍﻟﺒﻄﺶ‬
‫ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻘﺪ ﺁﺫﻳﺘﻢ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺍﳌﺆﻣﻨﺎﺕ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻣﻮﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺍﳌﺆﻣﻨﺎﺕ ﺑﻐﲑ ﻣﺎ‬
‫ﺍﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﻤﻠﻮﺍ ﻬﺑﺘﺎﻧﺎ ﻭ ﺍﲦﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺫﻧﺐ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻬﻧﻢ ﱂ‬
‫ﻳﺘﺒﻌﻮﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺑﺎﺳﻼﻣﻪ ﻭ ﺍﲨﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﺳﻼﻣﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﺗﺒﻌﻮﻛﻢ ﺍﻏﻀﺒﻮﺍ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻥ ﻋﺼﻮﺍ‬
‫ﺍﺭﺍﺀﻛﻢ ﺣﻜﻤﺘﻢ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭ ﺭﺩﻬﺗﻢ ﻭ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﻟﺴﺖ ﺍﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﱵ ﻏﻮﻏﺎ ﺗﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭ ﻻ ﻋﺪﻭﺍ ﳚﺘﺎﺣﻬﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﱵ‬
‫ﺍﺋﻤﺔ ﻣﻀﻠﲔ ﺍﻥ ﺍﻃﺎﻋﻮﻫﻢ ﻓﺘﻨﻮﻩ ﻭ ﺍﻥ ﻋﺼﻮﻫﻢ ﻗﺘﻠﻮﻫﻢ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ‬
‫ﺍﻣﺎﻣﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻃﻴﻌﻮﱐ ﻣﺎ ﺍﻃﻌﺖ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻥ ﻋﺼﻴﺖ‬
‫ﻓﻼ ﻃﺎﻋﺔ ﱄ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻧﺎ ﺍﺧﻄﺊ ﻭ ﺍﺻﻴﺐ ﻭ ﺍﺫﺍ ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻣﺮ ﲨﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ‬
‫ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻫﻢ ﻭ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﻭ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ ﻭ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻮﻥ ﺍﺣﺪﺍ ﺍﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻘﻮﳍﻢ‬
‫ﺑﻞ ﳌﺎ ﻋﺰﻡ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﲝﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺬ ﲟﻮﻃﺄ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ‬
‫ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻳﺎ ﺍﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻋﻨﺪ ﻏﲑﻱ ﺍﻭ ﻛﻼﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﲨﻴﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﱂ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻻ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻘﻮﻟﻜﻢ ﻭ ﻳﺮﻯ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﷲ ﺍﻧﺘﻢ ﻣﻌﺼﻮﻣﻮﻥ ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﻘﻮﻟﻜﻢ )ﻓﺎﻥ‬
‫ﻗﻠﺖ ﻻ( ﻓﻠﻢ ﺗﻮﺟﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﻘﻮﻟﻜﻢ ﺍﻡ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻧﻜﻢ ﺍﺋﻤﺔ ﲡﺐ ﻃﺎﻋﺘﻜﻢ‬
 ‫‪- ٤٥ -‬‬

‫ﻓﺎﻧﺎ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﷲ ﻫﻞ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﰲ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﻣﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻭ ﺣﱴ‬
‫ﺧﺼﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﻣﺎﻣﺔ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﻭ ﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺘﻌﺼﻴﺐ ﻫﺒﻨﺎ ﻋﺬﺭﻧﺎ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﳝﺎﺭﺱ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺎﻧﺖ ﻣﺎ ﻋﺬﺭﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺍﺫﺍ‬
‫ﻟﻘﻴﺘﻪ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﺗﻨﺒﻪ ﻭ ﺍﺣﺬﺭ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺟﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﺭﺽ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻠﻨﺎ ﻟﻚ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬
‫ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻭ ﺳﻴﺄﺗﻴﻚ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻳﺼﲑ ﺳﺒﺒﺎ ﳍﺪﺍﻳﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﻫﺪﺍﻳﺘﻪ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻻﻳﺔ ﷲ ﻭ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﺒﻮﺑﺎ ﷲ ﻣﺒﻐﻮﺿﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻭﺟﻬﲔ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﳝﺎﻥ ﻭ ﻧﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﳝﺎﻥ ﻭ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺍﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ‬
‫ﻼﳝَﺎ ِﻥ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﻫﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) ُﻫ ْﻢ ِﻟ ﹾﻠ ﹸﻜ ﹾﻔ ِﺮ َﻳ ْﻮ َﻣِﺌ ٍﺬ ﹶﺍ ﹾﻗ َﺮﺏُ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ِْﻟ ِ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﻳﻮﺳﻒ‪ (١٠٦ :‬ﻓﺎﺛﺒﺖ‬
‫ﷲ ِﺍ ﱠﻻ َﻭ ُﻫ ْﻢ ُﻣ ْ‬
‫‪ (١٦٧‬ﻭ ﻗﺎﻝ ) َﻭ ﻣَﺎ ﻳُ ْﺆ ِﻣﻦُ ﹶﺍ ﹾﻛﹶﺜﺮُﻫُ ْﻢ ﺑِﺎ ِ‬
‫ﳍﻢ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ ﻟﺮﺳﻠﻪ ﱂ‬
‫ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﺑﺮﺳﻠﻪ ﻭ ﻫﻢ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺍﻻﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ‬
‫ﻻ ﳜﺮﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻬﻢ ﻣﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﻟﻠﻮﻋﻴﺪ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﺻﻞ ﺍﺛﺒﺖ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﰒ‬
‫ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺩﺧﻮﳍﻢ ﺍﳉﻨﺔ ﳌﺎ ﻗﺎﻡ ﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺒﲔ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ‬
‫ﻚ ُﻫ ُﻢ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎ ِﻓﺮُﻭ ﹶﻥ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٤٤ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ‬
‫ﷲ ﹶﻓﺎﹸﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ﺤ ﹸﻜ ْﻢ ِﺑﻤَﺂ ﹶﺍْﻧ َﺰ ﹶﻝ ﺍ ُ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻣ ْﻦ ﹶﻟ ْﻢ َﻳ ْ‬
‫ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﻔﺮ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﺍﺫﺍ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺑﻪ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﻦ ﻛﻔﺮ‬
‫ﺑﺎﷲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻭﻭﺱ ﻭ ﻋﻄﺎﺀ )ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻣﻪ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﳝﺎﻥ ﻭ ﻧﻔﺎﻕ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻼﳝَﺎ ِﻥ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ ) ُﻫ ْﻢ ِﻟ ﹾﻠ ﹸﻜ ﹾﻔ ِﺮ َﻳ ْﻮ َﻣِﺌ ٍﺬ ﹶﺍ ﹾﻗ َﺮﺏُ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ِْﻟ ِ‬
‫ﻳﺒﻴﻨﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﳝﺎﻥ ﻭ ﻧﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭ ﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳝﺎﻥ( ﻓﻌﻠﻢ‬
‫ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍﻗﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﱂ ﳜﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ‬
 ‫‪- ٤٦ -‬‬

‫ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﺬﺏ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻣﻌﻪ ﰒ ﳜﺮﺝ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﲤﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭ‬
‫ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻋﺎﻣﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭ ﺍﻧﻈﺮ ﺣﻜﺎﻳﺘﻬﻢ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﻻ ﺗﻈﻦ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳌﺨﻄﺊ ﻓﺎﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻣﺮﻓﻮﻉ ﻋﻨﻪ ﺍﰒ ﺧﻄﺄﻩ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﺎﻧﺘﻢ ﺍﻵﻥ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺎﻗﻞ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ‬
‫ﺑﻞ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﲟﺎ ﺗﻈﻨﻮﻥ ﺍﻧﺘﻢ ﺍﻧﻪ ﻛﻔﺮ ﺑﻞ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﺎﻥ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﲤﻮﻩ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻛﺎﻓﺮ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻥ ﳜﺮﺟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻬﺪﻳﻨﺎ ﻭ ﺍﻳﺎﻛﻢ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﺮﻱ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺎﷲ ﻭ‬
‫ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻢ ﲟﺆﻣﻨﲔ ﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻳﻨﺎﻛﺤﻮﻬﻧﻢ‬
‫ﻭ ﻳﻮﺍﺭﺛﻮﻬﻧﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﱂ ﳛﻜﻢ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﳌﻈﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻻ ﰲ ﻣﻨﺎﻛﺤﺘﻬﻢ ﻭ ﻻ ﰲ‬
‫ﻣﻮﺍﺭﺛﺘﻬﻢ ﻭ ﻻ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﳌﺎ ﻣﺎﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺍﰊ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﺷﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ‬
‫ﻭﺭﺛﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻨﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﳝﻮﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﺛﻪ ﻭﺭﺛﺘﻪ‬
‫ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﳍﻢ ﻭﺍﺭﺙ ﻭﺭﺛﻮﻩ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻐﺰﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ‬
‫ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﲡﺮﺉ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﺩﻣﺎﺅﻫﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻣﻌﺼﻮﻣﺔ ﻻ‬
‫ﻳﺴﺘﺤﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺍﻬﻧﻢ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻞ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ‬
‫ﺩﻭﻥ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻓﺎﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺍﻣﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺍﻥ ﻻ‬
 ‫‪- ٤٧ -‬‬

‫ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍﱐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﻫﺎ ﻋﺼﻤﻮﺍ ﻣﲏ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍ ﹼﻻ ﲝﻘﻬﺎ ﻭ‬

‫ﺣﺴﺎﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ( ﻭ ﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﻻﺳﺎﻣﺔ )ﺃﻗﺘﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﻗﺎﻝ ﻓﻘﻠﺖ ﺍﳕﺎ‬
‫ﻗﺎﳍﺎ ﺗﻌﻮﺫﺍ ﻗﺎﻝ )ﻫﻞ ﺷﻘﻘﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ( ﻭ ﻗﺎﻝ )ﺍﱐ ﱂ ﺍﺅﻣﺮ ﺍﻥ ﺍﻧﻘﺐ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ‬
‫ﻻ ﺍﺷﻖ ﺑﻄﻮﻬﻧﻢ( ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﺆﺫﻥ ﰲ ﻗﺘﻞ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻟﻴﺲ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﻟﻴﺲ ﻳﺸﻬﺪ ﻓﺎﺫﺍ‬
‫ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﺍﻧﻪ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﺎﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﰲ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻛﺤﻜﻤﻪ ﰲ ﺩﻣﺎﺀ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ‬
‫ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻧﻔﺎﻕ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ )ﻗﺎﻝ( ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ‬
‫ﺍﻋﻼﻡ ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﺮﺽ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻭ ﱂ ﳚﻌﻞ ﳍﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻻ ﻳﺘﻌﺎﻃﻮﺍ ﺣﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺐ ﺍﺣﺪ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻭ ﻻ ﻇﻦ ﻟﻘﺼﻮﺭ ﻋﻠﻤﻬﻢ‬
‫ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺍﻣﺮﻩ ﻓﺎﻧﻪ‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳊﺠﺞ ﻓﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍ ﹼﻻ ﲟﺎ ﻇﻬﺮ ﺍﶈﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻓﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﺴﻠﻤﻮﺍ ﻓﻴﺤﻘﻦ‬
‫ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﺍﺫﺍ ﺍﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺻﺪﻗﻬﻢ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﰒ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﷲ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻳﺴﺮﻭﻥ ﻏﲑﻩ ﻭ‬
‫ﱂ ﳚﻌﻞ ﻟﻪ ﺍﻥ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲞﻼﻑ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﱂ ﳚﻌﻞ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ‬
‫ﺏ ﺁ َﻣﻨﱠﺎ‬
‫ﺖ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﻋﺮَﺍ ُ‬
‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﲞﻼﻑ ﻣﺎ ﺍﻇﻬﺮﻭﺍ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻗﹶﺎﹶﻟ ِ‬
‫ﹸﻗ ﹾﻞ ﹶﻟ ْﻢ ﺗُ ْﺆ ِﻣﻨُﻮﺍ َﻭ ﹶﻟ ِﻜ ْﻦ ﻗﹸﻮﻟﹸﻮﺍ ﹶﺍ ْﺳ ﹶﻠ ْﻤﻨَﺎ( ﻳﻌﲏ ﺍﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺎ ﰒ ﺍﺧﱪ ﺍﻧﻪ‬
‫ﳚﺰﻳﻬﻢ ﺍﻥ ﺍﻃﺎﻋﻮﺍ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻌﲏ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﺛﻮﺍ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺳﻮﻝ‬
‫ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﻭ ﻫﻢ ﺻﻨﻒ ﺛﺎﻥ )ِﺍﺫﹶﺍ ﺟَﺂ َﺀ َﻙ ﺍﹾﻟﻤُﻨَﺎ ِﻓﻘﹸﻮ ﹶﻥ‬
‫ﲔ‬
‫ﺸ َﻬﺪُ ِﺍ ﱠﻥ ﺍﹾﻟ ُﻤﻨَﺎ ِﻓ ِﻘ َ‬
‫ﻚ ﹶﻟ َﺮﺳُﻮﹸﻟ ُﻪ َﻭ ﺍﷲ ُ َﻳ ْ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍﷲ ُ َﻳ ْﻌ ﹶﻠﻢُ ِﺍﱠﻧ َ‬
‫ﻚ ﹶﻟ َﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﺍ ِ‬
‫ﺸ َﻬﺪُ ِﺍﱠﻧ َ‬
‫ﻗﹶﺎﻟﹸﻮﺍ َﻧ ْ‬
‫ﺨﺬﹸﻭﺍ ﹶﺍْﻳﻤَﺎَﻧ ُﻬ ْﻢ ُﺟﱠﻨ ﹰﺔ * ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﻮﻥ‪ (١ :‬ﻳﻌﲏ ﺟﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﻗﺎﻝ )ﺳﻴﺤﻠﻔﻮﻥ‬
‫ﹶﻟﻜﹶﺎ ِﺫﺑُﻮ ﹶﻥ * ِﺍﱠﺗ َ‬
‫ﺑﺎﷲ ﻟﻜﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﳌﻨﻜﻢ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻣﻨﻜﻢ( ﻓﺎﻣﺮ ﺑﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺍﻇﻬﺮﻭﺍ ﻭ ﱂ ﳚﻌﻞ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻨﺒﻴﻪ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲞﻼﻑ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﻗﺪ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻧﺒﻴﻪ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻻﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺠﻌﻞ ﺣﻜﻤﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳﺮﺍﺋﺮﻫﻢ ﻭ ﺣﻜﻢ ﻧﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻧﻴﺘﻬﻢ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻗﺪ‬
 ‫‪- ٤٨ -‬‬

‫ﻛﺬﻬﺑﻢ ﰲ ﻗﻮﳍﻢ ﰲ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﺧﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬
‫ﲟﺎ ﺍﺧﱪﻧﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ‬
‫ﺍﳋﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺎﺭ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺭ ﻣﺎ ﺳﺎﺭﻩ ﺣﱴ ﺟﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﰲ ﻗﺘﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻟﻴﺲ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻭ ﻻ ﺻﻼﺓ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻬﻧﺎﱐ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ( ﰒ ﺫﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ )ﺍﻣﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ(‬
‫ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﻓﺤﺴﺎﻬﺑﻢ ﺑﺼﺪﻗﻬﻢ ﻭ ﻛﺬﻬﺑﻢ ﻭ ﺳﺮﺍﺋﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺴﺮﺍﺋﺮﻫﻢ ﺍﳌﺘﻮﱃ‬
‫ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭ ﺣﻜﺎﻡ ﺧﻠﻘﻪ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻀﺖ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭ ﲨﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻋﻠﻤﻬﻢ ﺍﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﺣﻜﺎﻣﻪ ﻋﻠﻲ‬
‫ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﻭ ﺍﷲ ﻳﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﺮﺍﺋﺮ ﻓﻤﻦ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲞﻼﻑ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺳﺘﺪﻻﻻ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﻇﻬﺮﻭﺍ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺍﺑﻄﻨﻮﺍ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻭ ﻏﲑ ﺩﻻﻟﺔ ﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻑ‬
‫ﺍﻟﺘﱰﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻇﻬﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﺎﻥ ﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ‬
‫ﳏﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻭ ﱂ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﻛﺸﻒ ﺣﺎﻟﻪ ﺍﻭ‬
‫ﻋﻦ ﺑﻄﺎﻧﻪ ﻭ ﻋﻦ ﻣﻌﲎ ﻣﺎ ﻟﻔﻆ ﺑﻪ ﻭ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻭ ﺳﺮﻳﺮﺗﻪ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻻ ﺍﱃ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﻧﱯ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ‬
‫ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﻭ ﺩﻳﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲨﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺣﻜﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﰒ ﻫﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﳍﻢ ﺑﺎﺣﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳌﺘﺒﻌﲔ ﻟﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻣﺘﻪ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )ﺍﻧﺘﻬﻰ(‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻗﺪ ﺗﻘﻢ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﲨﺎﻋﻬﻢ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻥ ﻳﻘﻠﺪ ﻭ‬

‫ﻳﺆﰎ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻ ﻣﻦ ﲨﻊ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﻭ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻥ ﻣﻦ ﱂ ﳚﻤﻊ ﺷﺮﻭﻁ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬
‫ﺍﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺮﺍ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﻟﻪ ﺍﻧﻪ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻻﻛﱪ ﺍﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻥ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺣﱴ ﺗﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻔﺮ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ‬
‫ﻭ ﺍﻥ ﺍﳊﺠﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﻻﲨﺎﻉ ﺍﻟﻘﻄﻌﻲ ﻻ ﺍﻟﻈﲏ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻭ ﻧﺎﺋﺒﻪ‬
 ‫‪- ٤٩ -‬‬

‫ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭ‬

‫ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻭ ﺑﺎﻧﻜﺎﺭ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻛﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳌﻘﺮ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﻨﺪ‬
‫ﺍﱃ ﻧﻮﻉ ﺷﺒﻬﺔ ﲣﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺤﺎﺷﻰ ﻋﻦ‬
‫ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺴﺐ ﺍﱃ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺣﱴ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻣﻊ ﺍﻻﻣﺮ‬
‫ﺑﻘﺘﻠﻬﻢ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻀﺮﺭﻫﻢ ﻻ ﻟﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﳚﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻗﺮ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ‬
‫ﺍﻭ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻭ ﻟﻮ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﻜﻔﺮﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﻫﻮﺍﺀ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳉﻬﻞ ﻋﺬﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ‬
‫ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺎﻥ ﻭﻓﻘﺖ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻟﻠﺰﺟﺮ ﻋﻦ ﺑﺪﻋﺘﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﻓﺎﺭﻗﺘﻢ ﻬﺑﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‬
‫ﻭ ﺍﺋﻤﺘﻬﻢ ﻭ ﳓﻦ ﱂ ﻧﺴﺘﻨﺒﻂ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺣﻜﻴﻨﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ )ﻓﻠﻨﺮﺟﻊ( ﺍﱃ ﺫﻛﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺘﻢ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭ‬
‫ﺍﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﺫﺍ ﺩﻋﻰ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺍﻭ ﻧﺬﺭ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﺍﻭ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﺍﻭ ﺗﱪﻙ ﺑﻘﱪ ﺍﻭ‬
‫ﲤﺴﺢ ﺑﻪ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺑﻞ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ‬
‫ﺟﻌﻠﺘﻢ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﻔﺮﺍ ﻭ ﺣﺮﺑﺎ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻋﻤﺪﺗﻜﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻘﺪ‬
‫ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﳌﺜﻠﻜﻢ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻭ ﻻ ﳛﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ﻓﻬﻤﺘﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻻ ﳛﻞ ﻻﺣﺪ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻥ ﻳﻘﻠﺪﻛﻢ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻬﻤﺘﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﺋﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﻣﻘﺘﺪﻭﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺷﺮﻙ )ﻗﻠﻨﺎ ﻧﻌﻢ( ﻭ‬
‫ﳓﻦ ﻧﻮﺍﻓﻘﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺍﺧﺬﰎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻞ ﻣﺎﻝ‬
‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭ ﺩﻣﻪ ﻭ ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺮﺗﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺷﻚ ﰲ ﻛﻔﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﻟﻨﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻧﻘﻠﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻭ ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ ﻫﻞ ﺍﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻡ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻓﻨﺤﻦ ﻃﺎﻟﻌﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﱂ ﳒﺪ ﻛﻼﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺑﻞ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻛﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭ ﻣﺎ‬
 ‫‪- ٥٠ -‬‬

‫ﺍﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻭ ﺑﺎﻧﻜﺎﺭ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﺠﻤﻟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻗﻄﻌﻴﺎ ﻛﻮﺟﻮﺏ ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺍﺷﺒﻬﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﻫﻼ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﺣﱴ ﻳﻌﺮﻑ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﺗﺰﻭﻝ ﻣﻌﻪ‬
‫ﺍﳉﻬﺎﻟﺔ ﻭ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺬﺑﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ‬
‫ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﳎﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﳋﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﻟﻨﺎ‬
‫ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﺒﻴﻨﻮﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﺣﱴ ﻣﺎﺋﺔ ﺍﻭ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻭ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻀﻼ‬
‫ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﺎﻥ ﱂ ﲡﺪﻭﺍ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﲔ ﺍﷲ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﱃ ﺁﺧﺮﻩ ﻓﻬﺬﻩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﳎﻤﻠﺔ ﻭ ﻧﻄﻠﺐ‬
‫ﻣﻨﻜﻢ ﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﺘﺰﻭﻝ ﻋﻨﺎ ﺍﳉﻬﺎﻟﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻋﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻧﻜﻢ‬
‫ﺗﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻋﻞ ﺧﻼﻑ ﻛﻼﻡ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻛﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻭﺭﺩﻫﺎ ﻭ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﰲ‬
‫ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺑﻞ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋ ّﺪﻭﻩ ﰲ ﺍﳌﻜﺮﻭﻫﺎﺕ ﻛﺎﻟﺘﱪﻙ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺴﺢ ﻭ ﺍﺧﺬ ﺗﺮﺍﺏ‬
‫ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻟﻠﺘﱪﻙ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻬﺑﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﻠﻔﻆ‬
‫ﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﳌﺒﻴﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﱪ ﻭ ﲡﺼﻴﺼﻪ ﻭ ﺗﺰﻭﻳﻘﻪ ﻭ ﲣﻠﻴﻘﻪ ﻭ ﺗﻘﺒﻴﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﻪ ﻭ‬
‫ﺗﺒﺨﲑﻩ ﻭ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﻉ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﺩﺳﻬﺎ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﺎﺏ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻘﺎﻡ ﻻﻥ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ‪.‬‬
‫)ﻓﺎﺫﺍ ﻗﻠﺘﻢ( ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ ﻛﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ‬
‫ﺟﻬﺎﻝ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﺑﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻻﺯﻡ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻛﻔﺎﺭ )ﻗﻠﺖ( ﻫﺆﻻﺀ ﱂ‬
‫ﳛﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﻫﻢ ﻭ ﻻ ﺍﺟ ﹼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻳﻨﻘﻠﻮﻥ ﻭ ﳛﻜﻮﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ‬
‫ﺣﻨﺒﻞ ﺍﺣﺪ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲨﻌﺖ ﺍﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺎﻣﺘﻪ ﺍﺗﻈﻨﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻘﻠﺪﻛﻢ ﻭ ﻳﺘﺮﻙ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻞ ﺍﲨﻊ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﺍﺠﻤﻟﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺒﻠﻎ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻥ ﳛﻜﻲ ﻭ ﻳﻔﱵ ﲟﺬﺍﻫﺐ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﳕﺎ ﺭﺧﺼﻮﺍ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﱵ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻔﱵ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻻﻬﻧﻢ ﺣﺎﻛﲔ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻠﻤﺠﺘﻬﺪ ﻻ ﻟﻠﺤﺎﻛﻲ ﻫﺬﺍ ﺻﺮﺡ ﺑﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﻦ‬
 ‫‪- ٥١ -‬‬

‫ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻔﺎﻳﺔ )ﻭ ﺍﳕﺎ( ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﻬﺑﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻻ ﺗﺪﻝ ﳌﺮﺍﺩﻛﻢ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻬﺑﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻭ ﻏﲑﻩ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ ﻭ ﱂ ﳚﻌﻠﻮﻩ ﻛﻔﺮﺍ‬
‫ﳐﺮﺟﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﰲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻛﻤﻐﻔﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭ ﺍﻧﺰﺍﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﻭ ﺍﻧﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺍﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻔﺮﺍ‬
‫ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻔﺮ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭ ﱂ‬
‫ﳛﻜﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻱ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﺣﱴ ﺗﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﺍﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺑﻞ ﻭ‬
‫ﺍﷲ ﻻﺯﻡ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭ ﺍﺣﺰﺍﺑﻪ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﺎ‬
‫ﻓﻬﻤﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻏﲑ ﺻﻮﺍﺏ ﺍﻬﻧﻢ ﻋﺪﻭﺍ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﳌﻜﻔﺮﺍﺕ ﻓﺮﺩﺍ ﻓﺮﺩﺍ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﰲ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻭ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺬﺭ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻛﻔﺮ ﺑﻞ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﺑﻌﺒﺎﺭﺗﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻟﻠﻤﺸﺎﻳﺦ ﻻﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻬﺑﻢ‬
‫ﻛﺎﳊﻠﻒ ﺑﺎﳌﺨﻠﻮﻕ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻛﻼﻣﻪ ﻭ ﺍﳊﻠﻒ ﺑﺎﳌﺨﻠﻮﻕ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻛﺎ ﺍﻛﱪ ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﺬﺭﻭﺍ ﱄ ﺗﻘﻀﻰ ﺣﻮﺍﺋﺠﻜﻢ ﻳﺴﺘﺘﺎﺏ ﻓﺎﻥ ﺗﺎﺏ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻗﺘﻞ ﻟﺴﻌﻴﻪ ﰲ ﺍﻻﺭﺽ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺘﻠﻪ ﺣﺪﺍ ﻻ ﻛﻔﺮﺍ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﰲ ﺧﺼﻮﺹ‬
‫ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻛﻔﺮ ﺑﻞ ﻳﺄﰐ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﻔﺮ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻛﻔﺮﺍ ﺗﻈﻨﻬﻢ ﳛﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭ‬
‫ﻻ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻡ ﻫﻢ ﺍﻭﳘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﻻﻏﻮﺍﺋﻬﻢ ﺍﻡ ﺍﺣﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻭﺭﺩﻫﺎ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻜﻴﻬﺎ ﻋﻤﻦ ﺍﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﻡ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻣﺎ‬
‫ﺍﻥ ﺟﻬﻠﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻡ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭ ﳛﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﺩﻣﻪ ﻭ ﻫﻮ‬
‫ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﻴﻼ ﻭ ﻬﻧﺎﺭﺍ ﺟﻬﺎﺭﺍ ﻏﲑ ﺧﻔﻲ ﻭ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻮﻩ ﺑﻞ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺧﻼﻓﻪ ﺣﱴ‬
‫ﺟﺌﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﻓﺎﺳﺘﻨﺒﻄﺘﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻻ ﻭ ﺍﷲ ﺑﻞ ﻣﺎ ﺍﺭﺍﺩﻭﺍ ﻣﺎ ﺍﺭﺩﰎ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﰲ ﻭﺍﺩ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ‬
‫ﰲ ﻭﺍﺩ )ﻭ ﳑﺎ( ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻛﻼﻣﻜﻢ ﻭ ﺗﻜﻔﲑﻛﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﻮﺍﺏ ﺍﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﺭﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺻﻼﻫﺎ ﺭﻳﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﱂ‬
‫ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻧﺎ ﺍﻏﲎ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼ ﺍﺷﺮﻙ ﻓﻴﻪ‬
 ‫‪- ٥٢ -‬‬

‫ﻏﲑﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻭ ﺷﺮﻛﻪ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻃﻠﺐ ﺛﻮﺍﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﺖ ﻻﺟﻠﻪ‬
‫ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻓﺮ ﺣﻼﻝ ﺍﳌﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﻞ ﻣﻦ‬
‫ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺧﻒ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﲑ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻋﻈﻢ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻓﺮﻗﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ‬
‫ﺳﺠﺪ ﻟﺸﻤﺲ ﺍﻭ ﻗﻤﺮ ﺍﻭ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻭ ﺻﻨﻢ ﻛﻔﺮ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻐﲑ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ‬
‫ﺑﻪ ﺑﻞ ﻋ ّﺪﻭﻩ ﰲ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻧﻜﻢ ﻣﺎ ﻗﻠﺪﰎ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻻ‬
‫ﻋﺒﺎﺭﺍﻬﺗﻢ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻋﻤﺪﺗﻜﻢ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﻭ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻧﻪ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮﻩ ﺍﻧﻜﺮ‬
‫ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﻻﻻﺗﻜﻢ ﲟﺸﺘﺒﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﳕﺎ ﻧﻄﻠﺐ‬
‫ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻥ ﺗﺒﻴﻨﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻭ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﻼﻡ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲟﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺗﻨﻘﻠﻮﻥ ﻛﻼﻣﻬﻢ‬
‫ﺍﺯﺍﺣﺔ ﻟﻠﺸﺒﻬﺔ ﻭ ﺍﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭ ﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻌﺰﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﺎﷲ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻌﺎﻥ ﻵﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﺳﻮﺓ ﺑﺎﻭﳍﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﱂ ﻳﺴﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺻﻮﺍﺑﻜﻢ ﰲ ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﲤﻮﻩ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ‬

‫ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻟﻴﺴﺎ ﺑﻜﻔﺮ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻣﺮ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻥ ﺗﺪﺭﺃ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺑﺎﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭ ﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭ ﺍﺑﻮ ﻋﻮﺍﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ‬
‫ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﲏ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺍﺫﺍ ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﺩﺍﺑﺔ ﺍﺣﺪﻛﻢ ﺑﺎﺭﺽ ﻓﻼﺓ ﻓﻠﻴﻨﺎﺩ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﺣﺒﺴﻮﺍ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ‬
‫ﺍﺣﺒﺴﻮﺍ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﺣﺒﺴﻮﺍ ﺛﻼﺛﺎ ﻓﺎﻥ ﷲ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﺳﻴﺤﺒﺴﻪ( ﻭ ﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ )ﺍﻥ‬
‫ﺍﺭﺍﺩ ﻋﻮﻧﺎ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻋﻴﻨﻮﱐ( ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻭ ﻧﻘﻠﻮﻩ‬
‫ﺍﺷﺎﻋﺔ ﻭ ﺣﻔﻈﺎ ﻟﻼﻣﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻨﻜﺮﻭﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﰲ ﺍﻻﺫﻛﺎﺭ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﻠﻢ‬
‫ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﰲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺛﺮ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﲰﻌﺖ ﺍﰊ ﻳﻘﻮﻝ ﺣﺠﺠﺖ ﲬﺲ ﺣﺠﺞ ﻓﻀﻠﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﰲ ﺣﺠﺔ ﻭ ﻛﻨﺖ‬
‫ﻣﺎﺷﻴﺎ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺍﻗﻮﻝ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺩﻟﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻠﻢ ﺍﺯﻝ ﺍﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﺍﻗﻮﻝ ﺣﻴﺚ ﻛﻔﺮﰎ ﻣﻦ ﺳﺄﻝ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﺍﻭ ﻣﻴﺘﺎ ﺑﻞ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺧﻒ ﺷﺮﻛﺎ ﳑﻦ ﺳﺄﻝ ﻏﲑ ﺍﷲ ﰲ ﺑﺮ ﺍﻭ‬
 ‫‪- ٥٣ -‬‬

‫ﲝﺮ ﻭ ﺍﺳﺘﺪﻟﻠﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﲟﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻜﻢ ﻭ ﻻ ﻟﻐﲑﻛﻢ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻞ‬
‫ﺟﻌﻠﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﲟﻀﻤﻮﻧﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﳌﻦ ﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﳑﺎ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻧﻪ ﺷﺮﻙ‬
‫ﺍﻛﱪ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻗﺎﻝ ﰲ ﳐﺘﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺒﺪﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﱃ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻳﻠﺘﺒﺲ ﺑﻪ ﺍﻻﻣﺮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺟﺤﻪ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﺍﺗﻈﻦ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ‬
‫ﻛﻔﺮﺍ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭ ﱂ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﺗﻈﻦ ﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻥ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺻﻮﺍﺏ ﺗﻘﻮﻡ‬
‫ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﻼﻣﻜﻢ ﻭ ﳓﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺪﻟﻠﺘﻢ ﺑﻌﺒﺎﺭﺗﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﻔﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺯﻳﺎﺩﺗﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻗﺘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﺪ ﺑﻘﻌﺔ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﳋﲑ ﺑﻘﺼﺪﻫﺎ ﻭ‬
‫ﱂ ﺗﺴﺘﺤﺒﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮﺍﺕ ﻭ ﺑﻌﻀﻪ ﺍﺷﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻭ ﻋﻴﻨﺎ‬
‫ﺍﻭ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻭ ﺟﺒﻼ ﺍﻭ ﻣﻔﺎﺯﺓ ﻭ ﺍﻗﺒﺢ ﺍﻥ ﻳﻨﺬﺭ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻬﻧﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﺎﻟﲔ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻧﺬﺭ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ﰒ ﺫﻛﺮ ﺭﲪﻪ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﰲ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﲑﺓ ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﻮﻥ ﻗﺪ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺩﻋﺎﺀ ﳏﺮﻣﺎ ﳛﺼﻞ ﻣﻌﻪ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭ ﳛﺼﻞ ﳍﻢ ﺿﺮﺭ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﰒ ﺫﻛﺮ ﺍﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺗﺮﰉ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻌﻔﻮ‬
‫ﺍﷲ ﻬﺑﺎ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻭ ﺣﻜﻰ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﺠﻤﻟﺎﻭﺭﻳﻦ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﱃ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺍﺷﺘﻬﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻃﻌﻤﺔ ﻓﺠﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﳍﺎﴰﻴﲔ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺚ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻻ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻗﻀﻴﺖ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻞ ﳍﻢ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻻﺟﺘﻬﺎﺩﻫﻢ ﺍﻭ ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﻢ ﺍﻭ‬
‫ﻗﺼﻮﺭﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻠﺠﺎﻫﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻐﲑﻩ ﻭ ﳍﺬﺍ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﳛﻜﻰ ﰲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳕﺎ ﻫﻮ ﻋﻦ ﻗﺎﺻﺮﻱ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻋﺎ ﺍﻭ ﺩﻳﻨﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻭﱃ ﺑﻪ‬
‫ﻓﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﻟﻪ ﻭ ﺑﲔ ﺍﺑﺎﺣﺔ ﻓﻌﻠﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﳑﻦ ﺳﺄﻝ‬
‫ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﳌﻘﺒﻮﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻓﻘﻀﻴﺖ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﳜﺮﺝ ﳑﺎ‬
‫ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﺮﻉ ﻓﻴﺘﺒﻊ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﻭ ﻛﻮﻬﻧﺎ ﺳﻨﺔ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ‬
 ‫‪- ٥٤ -‬‬

‫ﻭ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﺍﻻﻭﻟﻮﻥ ﻭ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ‬
‫ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﶈﺪﺛﺔ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺤﺐ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻀﺎ ﺻﺎﺭﺕ‬
‫ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﺄﻛﻞ ﻟﻠﺴﺪﻧﺔ ﻭ ﺍﺠﻤﻟﺎﻭﺭﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻛﻔﲔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ‬
‫ﻭ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻨﺎﺫﺭﻭﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻨﺬﺭﺕ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﺭﺑﻮﻥ‬
‫ﻓﻨﺬﺭﺕ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻨﺬﺭﺕ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﺣﺒﺴﺖ ﻓﻨﺬﺭﺕ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ‬
‫ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺣﺼﻮﻝ ﻣﻄﻠﻮﻬﺑﻢ ﻭ ﺩﻓﻊ ﻣﺮﻫﻮﻬﺑﻢ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﱪ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﺼﺪﻭﻕ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻧﺬﺭ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﺒﺎ‬
‫ﻟﻠﺨﲑ ﺑﻞ ﲡﺪ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﻔﻼﱐ ﻭ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻼﱐ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﲟﻌﲎ‬
‫ﺍﻬﻧﻢ ﻧﺬﺭﻭﺍ ﻟﻪ ﻧﺬﻭﺭﺍ ﺍﻥ ﻗﻀﻴﺖ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﻓﻘﻀﻴﺖ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺟﺎﺀ‬
‫ﺍﱃ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺸﻜﻰ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﳉﺪﺏ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﺓ ﻓﺮﺁﻩ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺍﻥ‬
‫ﻳﺄﰐ ﻋﻤﺮ ﻓﻴﺄﻣﺮﻩ ﺍﻥ ﳜﺮﺝ ﻳﺴﺘﺴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻊ ﻛﺜﲑﺍ ﳌﻦ ﻫﻮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺆﺍﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻪ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﺘﻘﻀﻰ ﻟﻪ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﻊ ﻛﺜﲑ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﻌﻠﻢ‬
‫ﺍﻥ ﺍﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﲔ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﲔ ﺍﳌﻠﺤﲔ ﳌﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﻝ ﻟﻮ ﱂ ﳚﺎﺑﻮﺍ ﻻﺿﻄﺮﺏ ﺍﳝﺎﻬﻧﻢ‬
‫ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﲔ ﻟﻪ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺍﻳﻀﺎ ﺣﱴ ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ‬
‫ﳚﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺼﺎﺭ ﰲ ﺍﶈﺮﻡ ﺍﻭ ﰲ ﺻﻔﺮ ﺍﻭ‬
‫ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺍﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﺼﺪ ﻭ ﳚﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺼﺪ ﻋﺮﻓﺔ ﻭ ﻣﺰﺩﻟﻔﺔ ﰲ ﺍﻳﺎﻡ‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﺷﺪ ﻣﻨﻜﺮﺍ‬
‫ﺣﱴ ﺍﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﳊﺞ ﺍﱃ ﻗﱪ ﻓﻼﻥ ﻭ ﻓﻼﻥ ﻭ ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻬﻧﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻜﺮﻩ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ‬
‫ﺣﻨﺒﻞ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻗﺪ ﺍﻓﺮﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺍﻛﺜﺮﻭﺍ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ‬
‫ﻋﻨﺪ ﻗﱪ ﺍﳊﺴﲔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﲟﺼﺮ ﻋﻨﺪ ﻗﱪ ﻧﻔﻴﺴﺔ‬
‫ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻭ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﱪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻧﻪ ﻗﱪ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻗﱪ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﱃ ﻗﺒﻮﺭ‬
 ‫‪- ٥٥ -‬‬

‫ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻴﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻛﻢ ﰲ‬
‫ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﺮﺩ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻭ‬
‫ﻳﺮﺩ ﺗﻜﻔﲑﻛﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﳓﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﺘﻤﻴﻤﺎ ﻟﻠﻔﺎﺋﺪﺓ )ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ( ﰲ‬
‫ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭ ﺍﳌﻐﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮﺍﺕ ﻭ ﱂ‬
‫ﳚﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻞ ﺍﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﺮﺗﺪ ﺣﻼﻝ ﺍﳌﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺪﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ(‬
‫ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﳍﺬﻩ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭ ﲰﺎﻩ ﺿﺎﻻ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﻣﻸﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﻗﺪﳝﺎ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻞ ﻻ ﻫﻮ ﻭ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻬﻧﺎ ﺑﻼﺩ ﻛﻔﺮ ﻛﻤﺎ ﻛﻔﺮﰎ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﺑﻞ ﻛﻔﺮﰎ‬
‫ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻃﻠﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻛﺜﺮ ﻭ ﺷﺎﻉ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻪ‬
‫ﺣﺮﻣﻪ ﺑﻞ ﺭﻓﻊ ﺍﳋﻄﺈ ﻋﻦ ﺍﺠﻤﻟﺘﻬﺪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻭ ﺍﳌﻘﻠﺪ ﺍﻭ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﲡﻌﻠﻮﻬﻧﻢ ﻬﺑﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﺍﻛﻔﺮ ﳑﻦ ﻛﺬﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻥ‬
‫ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﺸﺮﻋﻪ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻧﻪ ﻛﻔﺮ‬
‫ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻓﻴﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻧﺘﺒﻬﻮﺍ‬
‫)ﻭ ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﲔ ﺍﳌﻠﺤﲔ ﻟﻮ ﱂ‬
‫ﳚﺎﺑﻮﺍ ﻻﺿﻄﺮﺏ ﺍﳝﺎﻬﻧﻢ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﺟﺎﺑﺔ ﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﺭﲪﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳍﻢ ﻟﺌﻼ‬
‫ﻳﻀﻄﺮﺏ ﺍﳝﺎﻬﻧﻢ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ(‬
‫ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻭ ﻫﻲ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺣﺪﺛﺖ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺷﻜﻰ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻭ ﺭﺁﻩ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﺄﰐ ﻋﻤﺮ ﻭ‬
‫ﻻﺫﻛﺮ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﲡﻌﻠﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻓﺮﺍ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ‬
‫ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺯﻣﻦ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻧﻜﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮﻫﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻻ‬
‫ﺯﺍﻟﺖ ﺣﱴ ﻣﻸﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻭ ﱂ‬
‫ﻳﺮﻭ ﻋﻦ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻬﻧﻢ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﻻ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺮﺗﺪﻭﻥ ﻭ ﻻ ﺍﻣﺮﻭﺍ‬
‫ﲜﻬﺎﺩﻫﻢ ﻭ ﻻ ﲰﻮﺍ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻼﺩ ﺷﺮﻙ ﻭ ﺣﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﺑﻞ ﻛﻔﺮﰎ ﻣﻦ ﱂ‬
‫ﻳﻜﻔﺮ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﻭ ﺍﻥ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﺍﻳﻈﻨﻮﻥ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ‬
 ‫‪- ٥٦ -‬‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﻭ ﲤﻀﻲ ﻗﺮﻭﻥ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﲦﺎﻥ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﺮﻭ ﻋﻦ‬
‫ﻋﺎﱂ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻬﻧﺎ ﻛﻔﺮ ﺑﻞ ﻣﺎ ﻳﻈﻦ ﻫﺬﺍ ﻋﺎﻗﻞ ﺑﻞ ﻭ ﺍﷲ ﻻﺯﻡ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﲨﻴﻊ‬
‫ﺍﻻﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻤﺎﺅﻫﺎ ﻭ ﺍﻣﺮﺍﺅﻫﺎ ﻭ ﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ‬
‫ﻣﺮﺗﺪﻭﻥ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻭﺍ ﻏﻮﺛﺎﻩ ﺍﱃ ﺍﷲ ﰒ ﻭﺍ ﻏﻮﺛﺎﻩ ﺍﻡ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻋﺎﻣﺘﻜﻢ ﺍﻥ ﺍﳊﺠﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻜﻢ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ‬
‫ﺍﷲ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﺧﻄﺄ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﰲ ﻣﻌﲎ ﻋﺒﺎﺭﺓ‬
‫ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﲔ ﺍﷲ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﱃ ﺁﺧﺮﻩ ﻧﺒﻬﻨﺎ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ‬
‫ﺛﻮﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﻥ ﺍﷲ ﺯﻭﻯ ﱄ ﺍﻻﺭﺽ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﺸﺎﺭﻗﻬﺎ‬
‫ﻭ ﻣﻐﺎﺭﻬﺑﺎ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻣﱵ ﺳﻴﺒﻠﻎ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﻭﻯ ﱄ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺍﻋﻄﻴﺖ ﺍﻟﻜﱰﻳﻦ ﺍﻻﲪﺮ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻭ ﺍﱐ ﺳﺌﻠﺖ ﺭﰊ ﻻﻣﱵ ﺍﻥ ﻻ ﻳﻬﻠﻜﻬﺎ ﺑﺴﻨﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻥ ﻻ ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺪﻭﺍ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﺴﺘﺒﻴﺢ ﺑﻴﻀﺘﻬﻢ ﻭ ﺍﻥ ﺭﰊ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺇﱐ ﺍﺫﺍ ﻗﻀﻴﺖ ﻗﻀﺎﺀ ﻓﺎﻧﻪ‬
‫ﻻ ﻳﺮﺩ ﻭ ﺍﱐ ﺍﻋﻄﻴﺘﻚ ﻻﻣﺘﻚ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻫﻠﻜﻬﻢ ﺑﺴﻨﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻥ ﻻ ﺍﺳﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺪﻭﺍ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﺴﺘﺒﻴﺢ ﺑﻴﻀﺘﻬﻢ ﻭ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﻗﻄﺎﺭﻫﺎ ‪ (-‬ﺍﻭ ﻗﺎﻝ )ﻣﻦ‬
‫ﺑﲔ ﺍﻗﻄﺎﺭﻫﺎ ‪ -‬ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻬﻠﻚ ﺑﻌﻀﺎ ﻭ ﻳﺴﱯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ( ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﺟﻪ‬
‫ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺧﱪ ﺍﻧﻪ )ﻻ ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻣﺔ ﻋﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻞ ﻳﺴﻠﻂ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ( )ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ( ﻋﻨﺪ ﺍﳋﺎﺹ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳑﻦ ﻟﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻻﺧﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻣﻸﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﻘﻠﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭ ﺍﻬﻧﺎ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻛﻔﺎﺭ ﺍﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﺍﻵﻥ‬
‫ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻣﺮﺍﺀ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﻫﻢ ﻭ ﱂ ﳚﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻥ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺗﻔﻌﻞ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻏﲑ ﺧﻔﻴﺔ ﺑﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﺭﺕ‬
‫ﻣﺄﻛﻞ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﻳﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﻣﺼﺎﺭ ﺍﻋﻈﻢ ﳑﺎ ﻳﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﺍﱃ‬
 ‫‪- ٥٧ -‬‬

‫ﺍﳊﺞ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻓﺎﺧﱪﻭﻧﺎ ﺑﺮﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻗﺎﻝ ﻣﻘﺎﻟﺘﻜﻢ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺑﻞ ﺍﺟﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻔﺎﺭﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﺻﻨﺎﻡ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻣﺮﺍﺀ ﺍﺟﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻴﻊ ﺍﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻣﺮﺍﺀ‬
‫ﻛﻔﺎﺭ ﻻﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺍﳍﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ‬
‫ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﺑﻞ ﻛﻔﺎﺭ ﺳﻠﻄﻬﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻓﺎﺳﺘﺒﺎﺣﻮﺍ ﺑﻴﻀﺘﻬﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﺩ‬
‫ﺏ ﻏﲑﻩ‪.‬‬‫ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﳌﻦ ﺗﺪﺑﺮﻩ ﻭ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻻ ﺭ ّ‬
‫)ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺖ( ﺭﻭﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﱪﻗﺎﱐ ﻭ ﺯﺍﺩ ﻓﻴﻪ )ﺍﳕﺎ ﺍﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﱵ‬
‫ﺍﻻﺋﻤﺔ ﺍﳌﻀﻠﲔ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﱂ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‬
‫ﺣﱴ ﻳﻠﺤﻖ ﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﺑﺎﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﺣﱴ ﺗﻌﺒﺪ ﻓﺌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ‬
‫ﺍﻣﱵ ﻛﺬﺍﺑﻮﻥ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻧﻪ ﻧﱯ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻻ ﻧﱯ ﺑﻌﺪﻱ ﻭ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ‬
‫ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻣﻨﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ ﺣﱴ ﻳﺄﰐ ﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ(‬
‫)ﻗﻠﺖ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻳﻀﺎ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﳕﺎ‬
‫ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﱵ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﺍﳌﻀﻠﲔ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻣﺎ ﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ‬
‫ﺍﻻﻛﱪ ﻭ ﺍﳕﺎ ﳜﺎﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﺍﳌﻀﻠﲔ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ‬
‫ﺑﻌﺪﻩ ﻟﻮ ّﺩ ﺍﻥ ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻬﻠﻜﻬﻢ ﻭ ﳑﺎ ﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻳﻀﺎ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻧﻪ‬
‫ﺍﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﻻ ﻳﺮﻓﻊ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻗﻊ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺎﻧﻪ ﻭﻗﻊ‬
‫ﻛﻤﺎ ﺍﺧﱪ ﻭ ﻗﻮﻟﻪ )ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﱴ ﻳﻠﺤﻖ ﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﺑﺎﳌﺸﺮﻛﲔ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻳﻀﺎ‬
‫ﻭﻗﻊ ﻭ ﻗﻮﻟﻪ )ﻭ ﺣﱴ ﺗﻌﺒﺪ ﻓﺌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ( ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻖ ﻭ ﻗﻮﻟﻪ )ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻣﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻣﻨﺼﻮﺭﺓ( ﺍﱃ ﺁﺧﺮﻩ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻣﻸﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻟﻘﺎﺗﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ‬
‫ﱂ ﻳﻌﻬﺪ ﻭ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻭ ﺍﺳﺘﺤﻞ‬
‫ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﺩﻣﻪ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻓﺎﻥ ﻭﺟﺪﰎ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻗﺪﱘ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺍﻭ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﺒﻴﻨﻮﻩ ﻭ ﺍﱏ ﻟﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﺁﺧﺮﻩ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﰲ ﺗﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﲤﻮﻩ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ‬
 ‫‪- ٥٨ -‬‬

‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺧﲑﺍ ﻳﻔﻘﻬﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﳕﺎ ﺍﻧﺎ ﻗﺎﺳﻢ ﻭ ﺍﷲ‬
‫ﻣﻌﻄﻲ ﻭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻣﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻭ ﻳﺄﰐ ﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ(‬
‫ﺍﻧﺘﻬﻰ )ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ( ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺧﱪ ﺍﻥ ﺍﻣﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻗﺪﳝﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ‬
‫ﻣﻸﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﻋﺎﺑﺪ ﻟﻼﻭﺛﺎﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻣﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﺑﻞ ﻣﻨﻌﻜﺴﺎ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺑﻠﺪ ﻛﻔﺮ ﺗﻌﺒﺪ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭ ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﺎﻳﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭ‬
‫ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺿﺢ ﺟﻠﻲ‪.‬‬
‫)ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺖ( ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻟﺘﺘﺒﻌﻦ ﺳﻨﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ( ﻭ ﻣﺎ ﰲ‬
‫ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺗﻔﺘﺮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭ ﺳﺒﻌﲔ ﻣﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ‬
‫ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍ ﹼﻻ ﻣﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ( )ﻗﻠﺖ( ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻭ ﻻ ﻧﻌﺎﺭﺽ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ )ﻭ ﻗﺪ ﺑﲔ( ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻭ ﻭﺿﺤﻮﻩ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻗﻮﻟﻪ )ﺗﻔﺘﺮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﻫﻮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ‬
‫ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﻞ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍ ﹼﻻ ﻣﻦ ﺍﺳ ّﺮ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍ ﹼﻻ ﻭﺍﺣﺪﺓ( ﻓﻬﻮ ﻭﻋﻴﺪ ﻣﺜﻞ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﺜﻞ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﺁﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻭ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ‬
‫ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﺎﳌﺔ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﳌﺘﺒﻌﺔ ﳍﺪﻯ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﲨﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻚ )ﻭ ﺍﻣﺎ( ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫)ﻟﺘﺘﺒﻌﻦ ﺳﻨﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﺧﺒﺎﺭﺍ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ‬
‫ﺍﻻﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻧﻪ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﳊﻖ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ( ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻧﻪ )ﻻ ﲡﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺔ( ﻭ ﺍﻧﻪ )ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻐﺮﺱ ﰲ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻏﺮﺳﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﻢ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ( ﻓﻌﻠﻢ ﲞﱪﻩ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻣﺘﻪ ﻗﻮﻡ‬
 ‫‪- ٥٩ -‬‬

‫ﻣﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﻬﺑﺪﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﳏﻀﺎ ﻭ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﺤﺮﻓﻮﻥ ﺍﱃ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ‬
‫ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻭ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻜﻞ ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﺑﻞ ﻭ ﻗﺪ‬
‫ﻻ ﻳﻔﺴﻖ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻣﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ‬
‫ﻓﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻼ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻪ‬
‫ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﺍﱃ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﳌﻘﻴﺪﺓ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‬
‫ﺍﻭ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﺭﺑﻊ ﰲ ﺍﻣﱵ ﻣﻦ ﺍﻣﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‬
‫ﻓﺪﻳﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﺧﺘﺮﺍﻡ ﺍﻧﻔﺲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻤﻮﻣﺎ(‬
‫)ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻘﺪ ﺗﺒﲔ ﻟﻚ ﺍﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻸ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﺑﻨﺺ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﲟﺎ ﻓﺴﺮﻩ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﻥ ﻛﻞ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﲞﻼﻑ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﺻﺢ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫ﻣﻦ ﲦﺎﻥ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻧﺘﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﺎﻭﺻﺎﻑ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻜﻢ ﺧﺼﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺻﺤﺔ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻭ‬
‫ﻏﲑﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﳛﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻠﻖ ﻋﺪﻭﻟﻪ‬
‫ﻳﻨﻔﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﲢﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﲔ ﻭ ﺍﻧﺘﺤﺎﻝ ﺍﳌﺒﻄﻠﲔ ﻭ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ( ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻗﺎﻝ ﻫﻨﺎ‬
‫ﺳﺄﻟﺖ ﺍﲪﺪ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ ﺻﺤﻴﺢ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻭﻱ ﻣﻦ‬
‫ﻭﺟﻮﻩ ﻳﺸﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻭ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭﺻﻒ ﲪﻠﺔ‬
‫ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺍﻬﻧﻢ ﻋﺪﻭﻝ ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻻﻣﺔ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﺑﻞ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻬﻧﺎ ﻣﻸﺕ ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ‬
‫ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻞ ﰲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺑﺎﻣﻮﺭ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻠﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﳍﺎ ﻭ ﻃﻠﺐ ﺗﻔﺮﻳﺞ ﺍﻟﻜﺮﺑﺎﺕ ﻭ ﺍﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻠﻬﻔﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ‬
‫ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﰒ ﺍﻗﺴﻢ ﺍﻧﻪ ﻣﻘﺘﺼﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻜﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻭ ﺍﻥ ﻓﻌﻠﻬﻢ ﺍﻋﻈﻢ ﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻭ‬
 ‫‪- ٦٠ -‬‬

‫ﻗﺎﻝ ﱂ ﻧﺴﺘﻘﺺ ﺫﻛﺮ ﺑﺪﻋﺘﻬﻢ ﻭ ﺷﺮﻛﻬﻢ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﱂ ﳚﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻗﺒﻠﻪ ﻭ ﻻ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﲝﻔﻆ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻏﻠﻮ ﺍﻟﻐﺎﻟﲔ ﻭ ﺗﺄﻭّﻝ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ ﻭ ﺍﻧﺘﺤﺎﻝ‬
‫ﺍﳌﺒﻄﻠﲔ ﱂ ﳚﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭ ﱂ ﻳﺴﻤﻮﺍ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻼﺩ ﻛﻔﺎﺭ ﻭ‬
‫ﻻﻏﺰﻭﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭ ﲰﻮﻫﻢ ﻣﺸﺮﻛﲔ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﺑﻨﺼﺮﺓ ﺍﳊﻖ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‬
‫ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﺍﱃ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺑﻞ‬
‫ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻬﺑﺎ ﺑﻞ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻬﻧﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻛﺜﺮﺕ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﺎ ﺍﻋﺰ ﻣﻦ ﲣﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﻞ ﺍﻋﺰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮﻩ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﻏﺎﻟﺐ‬
‫ﺍﻻﻣﺔ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﻧﻜﺮﻩ ﻭ ﻳﻌﺎﺩﻳﻪ ﺍﺫﺍ ﺍﻧﻜﺮﻩ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺘﻢ‬
‫ﺍﻟﻴﻪ ﺣﻘﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﷲ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﺷﺮﻛﺖ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻭ ﺣﺴﻨﺖ‬
‫ﻓﻌﻠﻪ ﻭ ﺍﻧﻜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺯﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﺮﺩ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﰐ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺑﲔ ﻭﺍﺿﺢ ﳌﻦ ﻭﻓﻖ ﻭ‬
‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ‬

‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳌﺎ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﺧﱪ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺎﺋﻔﺔ‬
‫ﻣﻨﺼﻮﺭﺓ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﱂ ﻳﺼﺒﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﺻﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ‬
‫ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻘﻬﻮﺭﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻻﻋﺪﺍﺀ ﺑﻞ ﺍﻥ ﻏﻠﺒﺖ ﰲ ﻗﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺽ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺮ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻣﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﱂ ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﻬﺎ ﻋﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﻘﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬
‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭ ﻓﱳ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﺍﻫﻠﻪ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ ﻫﻢ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﺍﳊﺪﻳﺚ )ﺍﻧﺘﻬﻰ(‬
‫ﺍﻗﻮﻝ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﲞﻔﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭﺓ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺎﺫﻻﺀ ﳐﺘﻔﲔ ﻭ‬
 ‫‪- ٦١ -‬‬

‫ﺍﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﱂ ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﻋﺪﺍﺀ‬
‫ﻭ ﺗﻘﻬﺮﻫﻢ ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻭﺻﺎﻓﻬﻢ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﺼﺪﻭﻕ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ‬
‫ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻣﻸﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﺯﻣﺎﻥ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﺍ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﺍﻭ ﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺘﻢ ﺑﻞ ﻣﺎ ﲡﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﲢﺘﺠﻮﻥ ﻟﺸﺒﻬﺘﻜﻢ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺍﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﺖ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﳎﻤﻠﺔ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ‬
‫ﻣﻦ ﻟﻪ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﺤﻜﺔ ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﺍﻣﺎ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﺑﻄﻼﻥ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﰒ ﺍﺫﻥ ﻭﺍﻋﻴﺔ‬
‫ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻳﻨﻘﺬﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﳍﻠﻜﺔ ﺍﻧﻪ ﺟﻮﺍﺩ ﻛﺮﱘ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ‬

‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﳓﻮ ﺍﳌﺸﺮﻕ( ﻭ‬
‫ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ )ﺍﻻﳝﺎﻥ ﳝﺎﱐ ﻭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻠﻊ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ( ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻫﻮ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﳌﺸﺮﻕ )ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻫﻬﻨﺎ( ﻭ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻨﻪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺷﺎﻣﻨﺎ ﻭ‬
‫ﳝﻨﻨﺎ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺷﺎﻣﻨﺎ ﻭ ﳝﻨﻨﺎ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭ ﰲ ﳒﺪﻧﺎ ﻗﺎﻝ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺷﺎﻣﻨﺎ ﻭ‬
‫ﳝﻨﻨﺎ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭ ﰲ ﳒﺪﻧﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﱳ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ(‬
‫ﻭ ﻻﲪﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻨﺎ ﻭ ﰲ ﺻﺎﻋﻨﺎ ﻭ ﰲ ﻣ ّﺪﻧﺎ‬
‫ﻭ ﳝﻨﻨﺎ ﻭ ﺷﺎﻣﻨﺎ( ﰒ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻘﺎﻝ )ﻫﻬﻨﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ( ﻭ ﻗﺎﻝ )ﻣﻦ‬
‫ﻫﻬﻨﺎ ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﱳ( )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﺍﻗﻮﻝ ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻟﺼﺎﺩﻕ‬
‫ﻓﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻼﻣﻪ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﺍﲨﻌﲔ ﻟﻘﺪ ﺍﺩﻯ ﺍﻻﻣﺎﻧﺔ ﻭ ﺑﻠﻎ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺎﳌﺸﺮﻕ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺷﺮﻗﺎ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﺧﺮﺝ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻭﻝ ﺣﺎﺩﺙ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪﻩ ﻭ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺧﻼﺋﻖ‬
‫ﻭ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺬﻛﺮ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﺎ )ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺫﻛﺮ )ﺍﻥ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﳝﺎﱐ ﻭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ‬
 ‫‪- ٦٢ -‬‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻕ( ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺩﻋﻰ ﻟﻠﺤﺠﺎﺯ ﻭ ﺍﻫﻠﻪ‬
‫ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭ ﺍﰉ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻻﻫﻞ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﳌﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﱳ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﳒﺪ )ﻭ ﻣﻨﻬﺎ( ﺍﻥ ﺍﻭﻝ‬
‫ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﺎﺭﺿﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ‬
‫ﲡﻌﻠﻮﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻬﺑﺎ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺑﻞ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻣﻸﺕ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺳﻨﲔ ﻣﺘﻄﺎﻭﻟﺔ )ﺑﻞ ﺑﻠﻐﻨﺎ( ﺍﻥ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻭ‬
‫ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﱳ ﻭ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﻬﺎ ﻗﺪﳝﺎ‬
‫ﻭ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺍﻵﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﺍﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﻭ ﱂ‬
‫ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻇﻬﺎﺭﻩ ﰲ ﺑﻠﺪﻩ ﻭ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻫﻞ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﺍﻟﻴﻜﻢ ﻭ ﺍﻧﻜﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‬
‫ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺧﱪﻩ ﺍﷲ ﲟﺎ‬
‫ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻪ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺧﱪ ﲟﺎ ﳚﺮﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻠﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﳒﺪ ﺑﻼﺩ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻬﻧﺎ ﺗﺼﲑ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻭ ﺍﻬﻧﺎ ﺑﻼﺩ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﻻ ﳜﻔﻰ ﰲ ﻏﲑﻫﺎ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ﻭ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻼﺩ ﻛﻔﺮ ﺗﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﲡﺐ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻻﺧﱪ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﻟﺪﻋﻰ ﻻﻫﻞ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﳒﺪ ﻭ ﻟﺪﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻭ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻬﻧﻢ‬
‫ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺗﱪﺃ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺫ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍ ﹼﻻ ﺿﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻢ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻕ ﻭﺧﺺ ﳒﺪ ﺑﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‬
‫ﳍﺎ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﺯﻋﻤﻜﻢ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻰ ﳍﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﰉ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﳍﻢ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻔﱳ ﻫﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﲡﺐ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺑﲔ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ‬

‫ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺻﻌﺪ ﺍﳌﻨﱪ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﱐ ﻟﺴﺖ ﺍﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻥ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ‬
‫ﺑﻌﺪﻱ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻥ ﺗﻨﺎﻓﺴﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺘﻘﺘﻠﻮﺍ ﻓﺘﻬﻠﻜﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﻫﻠﻚ ﻣﻦ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ( ﻗﺎﻝ ﻋﻘﺒﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﱪ‬
‫)ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺧﱪ ﲜﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻪ ﻭ‬
 ‫‪- ٦٣ -‬‬

‫ﻣﻨﻬﻢ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﰲ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻭ ﳑﺎ ﺍﺧﱪ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻧﻪ ﺍﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﻣﺘﻪ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﱂ ﳜﺎﻓﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺍﺧﱪﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﺍﻣﺎ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺎﻓﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺎﺧﱪﻫﻢ ﺑﻪ ﻭ ﺣﺬﺭﻫﻢ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻮﻗﻊ ﻣﺎ ﺧﺎﻓﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺧﻼﻑ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻛﻠﻬﻢ ﻭ ﻣﻸﺕ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻃﺮﺍﻑ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﻟﻪ ﺧﱪ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﻤﻦ ﺍﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﱃ ﺍﻃﺮﺍﻑ‬
‫ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺍﱃ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﳑﺘﻠﺊ ﳑﺎ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﺍﻧﻪ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﻗﻠﺘﻢ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻓﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻭ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻛﻠﻬﻢ ﺍﺟﺮﻭﺍ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺴﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻰ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﲨﻴﻊ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﻔﺎﺭ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ﺍ ﹼﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ﻓﺒﺎﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺧﻄﺄﻛﻢ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‪.‬‬
‫)ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺖ( ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﺧﻮﻑ ﻣﺎ ﺍﺧﺎﻑ‬
‫ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻙ( )ﻗﻠﺖ( ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻭ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﳜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻗﻴﺪﻩ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﺻﻐﺮ ﻛﺤﺪﻳﺚ ﺷﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺍﻭﺱ ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻟﺒﻴﺪ‬
‫ﻓﻜﻠﻬﺎ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﻭ ﻣﺒﻴﻨﺔ ﺍﳕﺎ ﺧﺎﻑ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ‬
‫ﺍﻻﺻﻐﺮ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻗﻊ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻸ ﺍﻻﺭﺽ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻮﻗﻊ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻱ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﺻﻐﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻭ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻪ ﺑﻞ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻓﺎﺗﻔﻘﺖ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭ ﺑﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﻭ ﻭﺿﺢ ﻭ‬
‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ‬
‫ﺟﺎﺑﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻳﺲ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻌﺒﺪﻩ ﺍﳌﺼﻠﻮﻥ ﰲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺶ ﺑﻴﻨﻬﻢ( ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭ‬
‫ﺻﺤﺤﻪ ﻭ ﺍﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫)ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻳﺲ ﺍﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺑﺎﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺭﺿﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﲟﺎ ﺩﻭﻥ‬
 ‫‪- ٦٤ -‬‬

‫ﺫﻟﻚ ﺑﺎﶈﻘﺮﺍﺕ( ﻭ ﻫﻲ ﺍﳌﻮﺑﻘﺎﺕ ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭ ﺻﺤﺤﻪ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ‬
‫ﻋﻦ ﺷﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺍﻭﺱ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﲣﻮﻑ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻣﱵ ﺍﻟﺸﺮﻙ( ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺗﺸﺮﻙ ﺍﻣﺘﻚ ﺑﻌﺪﻙ ﻗﺎﻝ )ﻧﻌﻢ ﺍﻣﺎ ﺍﻬﻧﻢ ﻻ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﴰﺴﺎ‬
‫ﻭ ﻻ ﻗﻤﺮﺍ ﻭ ﻻ ﻭﺛﻨﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺮﺍﺅﻥ ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ( )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﺍﻗﻮﻝ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ‬
‫ﺍﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻋﻠﻢ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻪ ﲟﺎ ﺷﺎﺀ ﻭ ﲟﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻳﺲ ﺍﻥ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﺍﳌﺼﻠﻮﻥ ﰲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ‬
‫ﻣﺴﻌﻮﺩ )ﺃﻳﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺑﺎﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺏ( ﻭ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺪﺍﺩ )ﺍﻬﻧﻢ ﻻ‬
‫ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻭﺛﻨﺎ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﲞﻼﻑ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭ ﻣﺎ ﺣﻮﳍﺎ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺩﺟﻠﺔ‬
‫ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻗﱪ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻗﱪ ﺍﳊﺴﲔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ‬
‫ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻭ ﻋﺒﺪﺕ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﺗﺮﺩ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻓﺎﻥ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺯﺍﻝ ﰲ ﺁﻥ ﻳﺴﲑ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺽ ﻻ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺍﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺩﺧﻞ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﻋﺒﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺧﺎﻝ ﺍﻭ ﺧﻔﻴﺔ ﻓﺎﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻮﻬﻧﺎ ﺷﺮﻛﺎ ﺍﻛﱪ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻓﻬﻲ ﻣﻸﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﻭﻥ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ‬
‫ﻓﺘﺒﲔ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﺴﺎﺩ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭ ﺗﺒﲔ‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻃﺮﺍﻑ ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﻻ ﻳﺄﰐ ﳍﺎ‬
‫ﺧﱪ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻟﻘﺎﺗﻞ ﺍﻫﻠﻪ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﻭﻥ‬
‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ‬‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻭﻥ ﺍﱃ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻭﺍﺿﺢ ﺟﻠﻲ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭ ّ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻧﻜﻢ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻱ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﻫﻲ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻣﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﺟﻠﻲ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ )ﻓﺎﻗﻮﻝ( ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻟﻜﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻫﺬﺍ ﻬﺑﺘﺎﻥ‬
‫ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺔ ﺑﺎﲨﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺎﻬﺗﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺏ ﲦﺎﳕﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻸﺕ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ‬
 ‫‪- ٦٥ -‬‬

‫ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺍﳍﺎ ﺁﺧﺮ ﻭ ﱂ ﳚﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ‬
‫ﻻ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﺮﺗﺪﻳﻦ ﺍﻱ ﺭﺩﺓ ﻛﺎﻧﺖ )ﻓﻠﻮ ﺍﻧﻜﻢ ﻗﻠﺘﻢ( ﺍﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻻﻬﻧﻢ ﻗﻮﻡ ﻬﺑﺖ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭ ﻣﻦ ﺿﺎﻫﺎﻫﻢ ﰲ ﻬﺑﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﺒﺪﻋﺔ ﺍﻻﻣﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻟﻘﻠﻨﺎ ﺻﺪﻗﺘﻢ ﻓﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻬﺑﺘﻬﻢ ﻭ ﺣﺴﺪﻫﻢ ﻭ ﻏﻠﻮﻫﻢ ﻭ ﺭﻣﻴﻬﻢ ﺍﻻﻣﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻈﺎﺋﻢ ﺑﻜﺜﲑ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﳐﺰﻳﻬﻢ ﻭ ﻣﻈﻬﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ‬
‫ﺤ ﱢﻖ ِﻟﻴُ ﹾﻈ ِﻬ َﺮﻩُ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﺪﱢﻳ ِﻦ ﻛﹸ ﱢﻠ ِﻪ َﻭ ﹶﻟ ْﻮ‬
‫ﺑﻮﻋﺪﻩ )ﻫُ َﻮ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﹶﺍ ْﺭ َﺳ ﹶﻞ َﺭﺳُﻮﹶﻟﻪُ ِﺑ ﹾﺎ ﹸﳍﺪَﻯ َﻭ ﺩِﻳ ِﻦ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ‪ (٣٣ :‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻗﻮﻝ ﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﹶﻛ ِﺮ َﻩ ﺍﹾﻟ ُﻤ ْ‬
‫ﺣﻴﺚ ﺩﻋﻰ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺣﻮﳍﺎ ﻭ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻩ ﻭ ﳒﺪ ﻓﻘﺎﻝ )ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﱳ( ﺍﻣﺎ ﻭ ﺍﷲ ﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺘﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺧﺎﺹ ﻭ ﻋﺎﻡ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﺍﻬﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻭ ﺍﻬﻧﺎ ﺧﻼﻑ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻧﻪ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻬﻧﺎ‬
‫ﺍﺧﻒ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻞ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺴﺒُﻮ ﹶﻥ ﹶﺍ ﹸﻬﻧ ْﻢ‬
‫ﺤَ‬‫ﺤﻴَﻮ ِﺓ ﺍﻟﺪﱡﻧﻴَﺎ َﻭ ُﻫ ْﻢ َﻳ ْ‬
‫ﺿ ﱠﻞ َﺳ ْﻌﻴُﻬُ ْﻢ ﻓِﻲ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﺴﺮِﻳ َﻦ ﹶﺍ ْﻋﻤَﺎ ﹰﻻ * ﹶﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َ‬
‫)ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺧ َ‬
‫ﺻ ْﻨﻌًﺎ * ﺍﻟﻜﻬﻒ‪ (١٠٤-١٠٣ :‬ﻭ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ )ﻫﻠﻚ ﺍﳌﺘﻨﻄﻌﻮﻥ(‬
‫ﺴﻨُﻮ ﹶﻥ ُ‬
‫ﺤِ‬‫ُﻳ ْ‬
‫ﻗﺎﳍﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﺍﻧﻘﺬﻧﺎ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﳍﻠﻜﺔ ﺍﻧﻪ ﺭﺣﻴﻢ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻣﺎ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ‬
‫ﺻﺤﺤﻪ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻻﺣﻮﺹ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ )ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻳﺲ ﺍﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﰲ‬
‫ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﺪﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻃﺎﻋﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﲢﻘﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻓﲑﺽ ﻬﺑﺎ(‬
‫ﻭ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺧﻄﺐ ﰲ ﺣﺠﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻳﺲ ﺍﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﰲ ﺍﺭﺿﻜﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻥ ﻳﻄﺎﻉ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﲢﻘﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﺍ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﱐ ﺗﺮﻛﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﺍﻥ‬
‫ﺍﻋﺘﺼﻤﺘﻢ ﺑﻪ ﱂ ﺗﻀﻠﻮﺍ ﺍﺑﺪﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ( )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺧﱪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ )ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺌﺲ ﺍﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﰲ ﺑﻠﺪ‬
‫ﻣﻜﺔ( ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﺍﺑﺪﺍ( ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﻣﺘﻮﻫﻢ ﺍﻧﻪ ﺣﺪ ﰒ ﻳﺰﻭﻝ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺧﱪ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
 ‫‪- ٦٦ -‬‬

‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﳜﱪ ﲞﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﺑﺸﺮﻯ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻻﻣﺘﻪ‬
‫ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺒﺸﺮﻫﻢ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺬﺭﻫﻢ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻻ ﻣﺎ ﳛﺘﻘﺮﻭﻥ ﻭ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺑﲔ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻮﻬﻧﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻭ ﺗﺴﻤﻮﻥ ﺍﻫﻠﻬﺎ‬
‫ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﲟﻜﺔ ﺍﳌﺸﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﺸﺮﻓﺔ ﺍﻣﺮﺍﺅﻫﺎ ﻭ ﻋﻠﻤﺎﺅﻫﺎ ﻭ‬
‫ﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻫﻢ ﺍﻵﻥ ﺍﻋﺪﺍﺅﻛﻢ‬
‫ﻳﺴﺒﻮﻧﻜﻢ ﻭ ﻳﻠﻌﻨﻮﻧﻜﻢ ﻻﺟﻞ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺍﺣﻜﺎﻣﻬﻢ ﻭ ﺣﻜﺎﻣﻬﻢ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﻋﻠﻤﺎﺅﻫﺎ ﻭ‬
‫ﺍﻣﺮﺍﺅﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻮﻬﻧﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻓﺎﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﺣﻘﺎ ﻓﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻛﻔﺮﺍ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺮﺩ ﺯﻋﻤﻜﻢ ﻭ ﺗﺒﲔ‬
‫ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻭ‬
‫ﻏﲑﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻬﺑﺎ ﻻ ﻫﺠﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﻗﺪ ﺑﲔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻻ ﻫﺠﺮﺓ‬
‫ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﻜﺔ ﻻ‬
‫ﺗﺰﺍﻝ ﺩﺍﺭ ﺍﳝﺎﻥ ﲞﻼﻑ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻓﺎﻧﻜﻢ ﺗﻮﺟﺒﻮﻥ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﱃ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﺰﻋﻤﻜﻢ ﺍﻟﱵ‬
‫ﲰﺎﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻔﱳ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺿﺢ ﺟﻠﻲ ﺻﺮﻳﺢ ﳌﻦ ﻭﻓﻘﻪ‬
‫ﺍﷲ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﺘﻌﺎﻥ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻜﻼﻥ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ‬

‫ﺳﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺧﲑ ﳍﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻻ‬
‫ﻳﺴﻌﻬﺎ ﺍﺣﺪ ﺭﻏﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺑﺪﻟﻪ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﲑ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﺣﺪ ﺍﱃ ﻻﻭﺍﺋﻬﺎ‬
‫ﻭ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﺍ ﹼﻻ ﻛﻨﺖ ﻟﻪ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﺍﻭ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ‬
‫ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﻻ ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﻻﻭﻯ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ‬
‫ﺷﺪﻬﺗﺎ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﺍ ﹼﻻ ﻛﻨﺖ ﻟﻪ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ‬
‫ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ )ﺍﳕﺎ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻟﻜﲑ ﺗﻨﻔﻲ ﺧﺒﺜﻬﺎ ﻭ ﺗﻀﻊ ﻃﻴﺒﻬﺎ( ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻘﺎﺏ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ(‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻧﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ‬
‫ﺍ ﹼﻻ ﺳﻴﻄﺆﻩ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍ ﹼﻻ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺲ ﻧﻘﺐ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﺎﻬﺑﺎ ﺍ ﹼﻻ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺣﺎﻓﲔ(‬
 ‫‪- ٦٧ -‬‬

‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ )ﻻ ﻳﻜﻴﺪ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﺣﺪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﳕﺎﻉ‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻤﺎﻉ ﺍﳌﻠﺢ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ( ﻭ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﺮﻓﻌﻪ )ﺁﺧﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺮﻯ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺧﺮﺍﺑﺎ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ( ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺬﻛﺮ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﺣﺪﻫﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺳﻜﲎ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻬﻧﺎ ﺧﲑ‬
‫ﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﺍ ﻻ ﻳﺪﻋﻬﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺑﺪﳍﺎ ﺍﷲ ﲞﲑ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺷﻔﻴﻊ ﳌﻦ ﺳﻜﻨﻬﺎ ﻭ ﺷﻬﻴﺪ ﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﻻﻣﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻘﺮﻥ‬
‫ﺩﻭﻥ ﻗﺮﻥ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﺍ ﻻ ﻳﺪﻋﻬﺎ ﺍ ﹼﻻ ﻟﻌﺪﻡ ﻋﻠﻤﻪ ﻭ ﺍﻬﻧﺎ ﻛﺎﻟﻜﲑ ﺗﻨﻔﻲ ﺧﺒﺜﻬﺎ ﻭ ﺍﻬﻧﺎ ﳏﺮﻭﺳﺔ‬
‫ﺑﺎﳌﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﺍ ﻻ ﻳﻜﻴﺪﻫﺎ ﺍ ﹼﻻ ﺍﳕﺎﻉ‬
‫ﻛﺎﳌﻠﺢ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭ ﻗﺎﻝ )ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﳝﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻴﻤﺖ( ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻬﻧﺎ ﺁﺧﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺮﻯ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺧﺮﺍﺑﺎ ﻭ ﻛﻞ ﻟﻔﻆ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻭ ﺗﺴﻤﻮﻬﻧﺎ ﺍﺻﻨﺎﻣﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮﻙ‬
‫ﺍﻻﻛﱪ ﻋﺎﺑﺪ ﻭﺛﻦ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻫﻠﻬﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﲑ ﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻭ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻗﺮﻯ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻭﻥ ﻣﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭ ﺍﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﺭﺅﺳﺎﺅﻫﺎ ﻭ‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺅﻫﺎ ﻭ ﺍﻣﺮﺍﺅﻫﺎ ﳚﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﺍﻋﺪﺍﺅﻛﻢ ﻳﺴﺒﻮﻧﻜﻢ ﻭ‬
‫ﻳﺴﺒﻮﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﺻﻨﺎﻣﺎ ﻭ ﺁﳍﺔ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ‬
‫ﺍﻬﻧﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺮﺩ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﺍﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳋﺮﻭﺝ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺮﺩ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻜﻢ ﺍﻬﻧﺎ ﺗﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺮﺩ ﺯﻋﻤﻜﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﺍﻥ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺍﻟﻴﻜﻢ ﺧﲑ ﳍﻢ ﻭ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺮﺩ ﺯﻋﻤﻜﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﺍﻥ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻻ ﻳﺸﻔﻊ ﳍﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻻﻥ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺍﳍﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﺒﺎﻻﲨﺎﻉ ﻫﻮ ﺷﻔﻴﻊ ﻳﻄﺎﻉ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺮﺩ‬
‫ﺯﻋﻤﻜﻢ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻻﻣﺮ ﻭﺿﻮﺣﺎ ﺍﻥ ﳑﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻻ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻛﱪ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺟﺎﻋﻼ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺍﳍﺎ‬
 ‫‪- ٦٨ -‬‬

‫ﺁﺧﺮ ﻋﺎﺑﺪ ﺻﻨﻢ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻣﻸﺕ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺍﻭ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﺍﻭ‬
‫ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻭ ﺍﻗﻞ ﺣﱴ ﺍﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻳﻌﺎﺩﻭﻥ ﻭ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﻧﻜﺮﻩ ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﺪﻡ ﺩﺧﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪﻡ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻟﻮ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻻﺯﻡ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﺑﻞ‬
‫ﺻﺮﻳﺢ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻻﺳﺘﺤﻴﻴﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻥ ﱂ ﺗﺴﺘﺤﻴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﳌﻦ ﺗﻨﺎﺩﻯ ﺍﺳﺄﻝ‬
‫ﺍﷲ ﱄ ﻭ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﱳ‪.‬‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )ﻻ ﻳﺬﻫﺐ‬
‫ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺣﱴ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﻯ( ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﻻﻇﻦ ﺣﲔ‬
‫ﺤ ﱢﻖ ِﻟﻴُ ﹾﻈ ِﻬ َﺮﻩُ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﺪﱢﻳ ِﻦ ﻛﹸ ﱢﻠ ِﻪ َﻭ‬
‫ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ﻫُ َﻮ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﹶﺍ ْﺭ َﺳ ﹶﻞ َﺭﺳُﻮﹶﻟﻪُ ِﺑ ﹾﺎﳍﹸ َﺪﻯ َﻭ ﺩِﻳ ِﻦ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ‪ (٣٣ :‬ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﺎﻡ ﻗﺎﻝ )ﺍﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ‬
‫ﹶﻟ ْﻮ ﹶﻛ ِﺮ َﻩ ﺍﹾﻟ ُﻤ ْ‬
‫ﰒ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﷲ ﺭﳛﺎ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﺘﻮﰱ ﻛﻞ ﻣﻦ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺍﳝﺎﻥ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻻ‬
‫ﺧﲑ ﻓﻴﻪ ﻓﲑﺟﻌﻮﻥ ﺍﱃ ﺩﻳﻦ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ( ﻭ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﺣﺼﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﺣﱴ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ( ﻭ‬
‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﺑﻦ ﲰﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻟﻦ ﻳﱪﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻳﻘﺎﺗﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮ ﺍﷲ‬
‫ﻗﺎﻫﺮﻳﻦ ﻟﻌﺪﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺣﱴ ﺗﺄﺗﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ( ﻓﻘﺎﻝ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﺟﻞ ﰒ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﷲ ﺭﳛﺎ ﻛﺮﻳﺢ ﺍﳌﺴﻚ ﻣﺴﻬﺎ ﻣﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻧﺴﺎﻧﺎ‬
‫ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﳝﺎﻥ ﺍ ﹼﻻ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﰒ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺭﻭﺍﻩ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ )ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﰲ ﺍﻣﱵ ﻓﻴﻤﻜﺚ ﺍﺭﺑﻌﲔ( ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﺘﻞ‬
‫ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭ ﻗﺒﺾ ﺍﺭﻭﺍﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻳﺘﻤﺜﻞ‬
 ‫‪- ٦٩ -‬‬

‫ﳍﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺒﻮﻥ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﺫﺍ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ ﻓﻴﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﺫﻛﺮ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻗﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﺑﲔ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻥ‬
‫ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﺼﺮﺣﺔ ﺑﺎﻥ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻻ ﺗﻌﺒﺪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﳔﺮﺍﻡ ﺍﻧﻔﺲ‬
‫ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺫﻛﺮ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ‬
‫ﺍﻬﻧﺎ ﻛﺎﺋﻨﺔ ﻓﻌﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﺍﻥ ﺩﻳﻦ ﳏﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺒﲔ ﳍﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﺧﱪﻫﺎ ﺍﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﺣﻖ‬
‫ﻭ ﺍﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﳔﺮﺍﻡ ﺍﻧﻔﺲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻭ‬
‫ﻫﺬﺍ ﲞﻼﻑ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﻯ ﻋﺒﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺮﻭﻥ ﻣﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭ ﱂ ﻳﺒﻖ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻼﺩﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻇﻬﺮ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﲦﺎﻥ ﺳﻨﲔ‬
‫ﻓﺰﻋﻤﺘﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﻓﻘﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻓﻬﻮ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻜﻢ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﲔ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺘﻢ ﺍﻟﻴﻪ ﳌﻦ ﻟﻪ ﺍﺫﻥ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ‬
‫ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﺣﱴ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ‬
‫ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻘﺒﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻗﺎﻫﺮﻳﻦ ﻟﻌﺪﻭﻫﻢ‬
‫ﺣﱴ ﺗﺄﺗﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺍﻟﻴﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﺘﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺣﺬﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﳑﻬﻢ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺣﺬﺭ‬
‫ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﻭ ﺍﻳﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﻝ‬
‫ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻜﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺍﳍﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﺃﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﺧﻔﻴﻮﻥ ﻓﻔﻲ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻬﻧﻢ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﺃﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﻮﻥ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻬﻧﻢ ﻗﺎﻫﺮﻳﻦ‬
‫ﻟﻌﺪﻭﻫﻢ ﺃﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻬﻧﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻭ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ‬
‫ﺃﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻬﻧﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﻓﺎﻧﺘﻢ ﻣﺪﺗﻜﻢ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﲦﺎﻥ ﺳﻨﲔ ﺍﺧﱪﻭﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻗﺒﻠﻜﻢ‬
‫ﺣﱴ ﻧﺼﺪﻗﻜﻢ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﻠﺴﺘﻢ ﻫﻢ )ﻓﻔﻲ( ﻫﺬﺍ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﻔﺴﺎﺩ‬
‫ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻓﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﻰ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﺿﻼﻝ ﻛﻞ‬
 ‫‪- ٧٠ -‬‬

‫ﺿﺎﻝ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﳔﺮﺍﻡ ﺍﻧﻔﺲ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ‬
‫ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺍﱄ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻤﺎ ﺫﺍ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ ﻓﻴﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ‬
‫ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻥ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﺠﺎﺯﺍ ﻭ ﳝﻨﺎ ﻭ ﺷﺎﻣﺎ ﻭ ﺷﺮﻗﺎ ﻭ ﻏﺮﺑﺎ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻜﻢ ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻥ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻻ ﺗﻌﺒﺪ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ‬
‫ﻳﺘﻮﰱ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺒﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺍﳝﺎﻥ ﻭ ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ‬
‫ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺯﻣﺎﻥ ﺍﳌﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﺍﻭ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻜﻢ ﻭ ﺍﷲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹶﻓِﺎﱠﻧﻬَﺎ ﹶﻻ‬
‫ﺼﺪُﻭ ِﺭ * ﺍﳊﺞ‪ (٤٦ :‬ﻭ ﰲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺏ ﺍﱠﻟﺘِﻲ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱡ‬
‫َﺗ ْﻌﻤَﻰ ﹾﺍ ﹶﻻْﺑﺼَﺎ ُﺭ َﻭ ﹶﻟ ِﻜ ْﻦ َﺗ ْﻌﻤَﻰ ﺍﹾﻟ ﹸﻘﻠﹸﻮ ُ‬
‫ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﳌﻦ ﻗﺼﺪﻩ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭ‬
‫ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻋﻤﺎﻩ ﺍﳍﻮﻯ ﻭ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻬﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺟ ﹼﻞ ﻭ ﻋﻼ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧﻨَﺎ َﻧ ﱠﺰﹾﻟﻨَﺂ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻬﻢُ‬
‫ﻼ ﻣَﺎ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ ِﻟﻴُ ْﺆ ِﻣﻨُﻮﺍ ِﺍ ﱠﻻ ﹶﺍ ﹾﻥ‬
‫ﺸ ْﺮﻧَﺎ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ﹸﻛ ﱠﻞ َﺷ ْﻲ ٍﺀ ﻗﹸﺒُ ﹰ‬
‫ﺍﹾﻟ َﻤ ﹶﻠِﺌ ﹶﻜ ﹶﺔ َﻭ ﹶﻛ ﱠﻠ َﻤﻬُﻢُ ﺍﹾﻟ َﻤ ْﻮﺗَﻰ َﻭ َﺣ َ‬
‫ﷲ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (١١١ :‬ﻭ ﳓﻦ ﻧﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭ ﻧﺴﺄﻟﻪ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ‬
‫َﻳﺸَﺂ َﺀ ﺍ ُ‬
‫ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﻫﻮ ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺷﺮﻉ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺭﺍﺩﻭﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﳍﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﻬﺪ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻴﺜﺎﻗﻪ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻨﺘﺒﻌﻨﻬﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻋﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺏ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻘﺼﺔ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﺤﻠﻮﺍ‬
‫ﺕ ُﺟﻨَﺎﺡٌ ﻓِﻴﻤَﺎ ﹶﻃ ِﻌﻤُﻮﺍ *‬
‫ﺲ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﹶﺍ َﻣﻨُﻮﺍ َﻭ َﻋ ِﻤﻠﹸﻮﺍ ﺍﻟﺼﱠﺎِﻟﺤَﺎ ِ‬
‫ﺍﳋﻤﺮ ﻣﺘﺄﻭّﻟﲔ ﻗﻮﻟﻪ )ﹶﻟ ْﻴ َ‬
‫ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٩٣ :‬ﻭ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﻣﻊ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﲨﻌﻮﺍ ﺍﻬﻧﻢ ﺍﻥ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﻭ ﺍﻗﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﱘ ﻭ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﻗﺘﻠﻮﺍ )ﻓﺎﻗﻮﻝ( ﲢﺮﱘ ﺍﳋﻤﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﲨﻴﻊ‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﲨﻊ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﻭ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﻭ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺯﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﳝﻪ ﻭ‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻬﻧﺎﻳﺔ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ )ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ( ﻭ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺤﻠﻮﺍ ﺍﳋﻤﺮ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻋﻤﺮ ﻭ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻥ ﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ‬
‫ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻭ ﻳﺒﲔ ﳍﻢ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﳊﺠﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺍﻟﻘﻄﻌﻲ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲨﻌﺖ ﺍﻣﺎﻣﺘﻪ‬
‫ﲨﻴﻊ ﺍﻻﻣﺔ ﻓﺎﻥ ﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻗﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﲡﻌﻠﻮﻥ ﻣﻦ‬
 ‫‪- ٧١ -‬‬

‫ﺧﺎﻟﻔﻜﻢ ﰲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻜﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳚﻮﺯ ﳌﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻥ ﻳﺘﺒﻌﻜﻢ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻳﻘﻠﺪﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭ ﲢﺘﺠﻮﻥ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﻞ ﻭ ﺍﷲ ﻟﻮ ﺍﺣﺘﺞ ﻬﺑﺎ ﳏﺘﺞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ‬
‫ﺟﻌﻞ ﺳﺒﻴﻠﻜﻢ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺤﻠﻮﺍ ﺍﳋﻤﺮ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻜﻢ ﻬﺑﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻜﻢ ﺟﻌﻠﺘﻢ ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ ﻛﻌﻤﺮ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ‬
‫ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﺍﻃﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﻴﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻜﻢ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﱵ ﰲ‬
‫ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺍﻟﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺟﱪﻳﻞ ﻏﻠﻂ ﻓﻬﺬﺍ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ‬
‫ﻓﻴﺎ ﻋﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭ ﻫﻞ ﻳﺸﻚ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺍﳍﺎ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻻ ﻏﲑﻩ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻫﻞ ﻳﺸﻚ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻻﻣﲔ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﱃ ﳏﻤّﺪ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺘﻢ ﺗﻨﻘﻠﻮﻥ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻪ ﺍﱃ ﻣﻦ‬
‫ﲰﻴﺘﻢ ﺍﻧﺘﻢ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﻪ ﻭ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻋﻠﻪ ﺍﻟﻪ ﻓﺘﻠﺒﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻓﻠﻢ ﱂ ﻳﻘﻞ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻝ ﳐﻠﻮﻗﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﳍﺎ ﺍﻭ ﻣﻦ ﻧﺬﺭ ﻟﻪ ﺍﻭ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭ ﻛﺬﺍ‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺗﺴﻤﻴﺘﻜﻢ ﺍﻟﱵ ﺍﺧﺘﺮﻋﺘﻤﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﲪﻠﺘﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻛﻼﻡ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺭﲪﻬﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻜﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ‬
‫ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ‪.‬‬

‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﻟﻨﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﳑﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺻﻔﺔ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺪﻯ ﻭ‬
‫ﺩﻳﻦ ﺍﳊﻖ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﻛﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺍﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ‬
‫ﻛﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻜﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺼﻪ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ‬
‫ﺴﺮًﺍ *‬
‫ﻕ َﻭ َﻧ ْ‬
‫ﺙ َﻭ َﻳﻌُﻮ َ‬
‫ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﹶﻻ َﺗ ﹶﺬﺭُﻭ ﱠﻥ ﺁِﻟ َﻬَﺘﻜﹸ ْﻢ َﻭ ﹶﻻ َﺗ ﹶﺬﺭُ ﱠﻥ َﻭ ّﺩﹰﺍ َﻭ ﹶﻻ ﺳُﻮﺍﻋًﺎ َﻭ ﹶﻻ َﻳﻐُﻮ ﹶ‬
‫ﻧﻮﺡ‪) (٢٣ :‬ﻗﺎﻝ( ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﲰﺎﺀ ﺭﺟﺎﻝ ﺻﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻓﻠﻤﺎ ﻫﻠﻜﻮﺍ ﺍﻭﺣﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﱃ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺍﻥ ﺍﻧﺼﺒﻮﺍ ﺍﱃ ﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﳚﻠﺴﻮﻥ ﺍﻧﺼﺎﺑﺎ ﻭ ﲰﻮﻫﺎ‬
‫ﺑﺎﲰﺎﺋﻬﻢ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺒﺪ ﺣﱴ ﻫﻠﻚ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﻭ ﻧﺴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﺒﺪﺕ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻓﺎﺭﺳﻞ ﺍﷲ ﳍﻢ‬
‫ﻧﻮﺣﺎ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻜﺬﺑﻮﻩ ﻓﺎﻫﻠﻜﻬﻢ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﰒ ﺍﻥ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﻏﲑ‬
‫ﺩﻳﻦ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﺍﺻﻨﺎﻡ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻣﻦ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭ ﺩﻋﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬
 ‫‪- ٧٢ -‬‬

‫ﺍﱃ ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﺎ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﰒ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﲟﺪﺓ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﻭ ﻧﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﺑﻘﻰ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ‬
‫ﺍﳊﺞ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺰﺍﺭ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﺒﻴﻚ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻚ ﺍ ﹼﻻ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻫﻮ ﻟﻚ ﲤﻠﻜﻪ ﻭ ﻣﺎ‬
‫ﻣﻠﻚ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻻﻫﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺩ ﺻﻨﻢ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﰒ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﳏﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺍﺟﻌﻞ ﺍﻻﳍﺔ ﺍﳍﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﺸﺊ ﻋﺠﺎﺏ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﺍﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﱰﻝ ﻣﱰﻻ ﺍﺧﺬ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺍﺣﺠﺎﺭ ﻓﻨﻈﺮ ﺍﺣﺴﻨﻬﺎ ﻓﺎﲣﺬﻩ ﺭﺑﺎ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﺛﺎﰲ‬
‫ﻟﻘﺪﺭﻩ ﻓﺎﺫﺍ ﺍﺭﲢﻞ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﺎﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﻣﱰﻻ ﺁﺧﺮ ﻓﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺭﻭﻯ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻦ ﺭﺟﺎ‬
‫ﺍﻟﻌﻄﺎﺭﺩﻱ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﳊﺠﺮ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﺎﺫﺍ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺣﺠﺮﺍ ﻫﻮ ﺍﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ ﻧﻠﻘﻲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭ ﻧﺄﺧﺬﻩ ﻓﺎﺫﺍ ﱂ ﳒﺪ ﺣﺠﺮﺍ ﲨﻌﻨﺎ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﰒ ﺟﺌﻨﺎ ﺑﻐﻨﻢ ﻓﺤﻠﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﻃﻔﻨﺎ ﺑﻪ‬
‫ﻭ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺪﻱ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻧﻌﺒﺪ ﺣﺠﺮﺍ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻳﺎ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺍﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻫﻠﻚ ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﺭﺑﺎ ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻌﺐ ﻭ ﺫﻟﻮﻝ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﳓﻦ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﺫﺍ ﳓﻦ ﲟﻨﺎﺩ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺍﻧّﺎ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻭ ﺷﺒﻬﻪ ﻓﺎﺫﺍ ﺣﺠﺮ ﻓﻨﺤﺮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﳉﺰﺭ ﻭ ﳌﺎ ﻓﺘﺢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻜﺔ ﻭﺟﺪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ‬
‫ﺳﺘﲔ ﺻﻨﻤﺎ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻄﻌﻦ ﺑﻘﻮﺳﻪ ﰲ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻭ ﻋﻴﻮﻬﻧﺎ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺟﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺯﻫﻖ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ‬
‫ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﰒ ﺍﻣﺮ ﻬﺑﺎ ﻓﺎﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭ ﺣﺮﻗﺖ ﻗﺎﻝ ﺗﻼﻋﺐ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺎﳌﺸﺮﻛﲔ ﻟﻪ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻄﺎﺋﻔﺔ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺍﱃ ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﻮﺗﻰ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﻮﺭﻭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﲣﺬﻭﻫﺎ‬
‫ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﳌﺆﺛﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﳍﺎ ﺑﻴﻮﺗﺎ ﻭ ﺳﺪﻧﺔ ﻭ‬
‫ﺣﺠﺎﺑﺎ ﻭ ﺣﺠﺎ ﻭ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺍﻬﻧﺎ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ‬
‫ﳍﺎ ﻧﻔﺲ ﻭ ﻋﻘﻞ ﻭ ﻫﻲ ﺍﺻﻞ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﻠﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ‬
‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻓﺘﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ ﰲ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﺎ ﺍﻬﻧﻢ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﳍﺎ ﺻﻨﻤﺎ ﻭ ﻟﻪ ﺑﻴﺖ ﺧﺎﺹ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﳍﺎ ﺛﻼﺙ‬
‫ﻣﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻫﺎﺕ ﻓﻴﺼﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻭ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ﻟﻪ ﻭ ﻳﺪﻋﻮﻧﻪ ﻭ ﻫﻢ ﺍﺫﺍ‬
‫ﻃﻠﻌﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺳﺠﺪﻭﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﳍﺎ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻏﺮﺑﺖ ﻭ ﺍﺫﺍ ﺗﻮﺳﻄﺖ ﺍﻟﻔﻠﻚ )ﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﺧﺮﻯ(‬
 ‫‪- ٧٣ -‬‬

‫ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺻﻨﻤﺎ ﻭ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺍﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻴﻪ ﺗﺪﺑﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ‬
‫ﻭ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﻭ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻭ ﻳﺴﺠﺪﻭﻥ ﻭ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﰒ ﻳﺄﺗﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﺻﻨﺎﻣﺎ ﺍﲣﺬﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ‬
‫ﻭ ﺑﻨﻮﺍ ﳍﺎ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻭ ﻣﺘﻌﺒﺪﺍﺕ ﻟﻜﻞ ﻛﻮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻴﻜﻞ ﳜﺼﻪ ﻭ ﺻﻨﻢ ﳜﺼﻪ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬
‫ﲣﺼﻪ ﻭ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺮﺟﻌﻬﻢ ﺍﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻻﻬﻧﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﳍﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﱃ ﺷﺨﺺ‬
‫ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻜﻞ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻳﻌﻜﻔﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ )ﻭ ﻣﻨﻬﻢ( ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬
‫ﺣﱴ ﺍﲣﺬﻭﻫﺎ ﺍﳍﺎ ﻣﻌﺒﻮﺩﺓ ﻭ ﺑﻨﻮﺍ ﳍﺎ ﺑﻴﻮﺗﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﳍﺎ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻭ ﺍﳋﺰﻧﺔ ﺣﱴ ﻻ‬
‫ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﲣﻤﺪ ﳊﻈﺔ ﻭ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﺮﺑﺎ‬
‫ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﻘﻲ ﻭﻟﺪﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﻘﺮﺑﺎ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺒﺎﺩ ﺯﻫﺎﺩ ﻋﺎﻛﻔﲔ ﺻﺎﺋﻤﲔ ﳍﺎ ﻭ‬
‫ﳍﻢ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﺎ ﺍﻭﺿﺎﻉ ﻻ ﳜﻠﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﳌﺎﺀ ﻭ ﺗﺰﻋﻢ ﺍﻧﻪ ﺍﺻﻞ ﻛﻞ‬
‫ﺷﺊ ﻭ ﳍﻢ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺍﻣﻮﺭ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﺒﻴﺤﻪ ﻭ ﲢﻤﻴﺪﻩ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﺒﺪﺕ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﻴﻞ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ‬
‫ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ )ﹶﺍﹶﻟ ْﻢ ﹶﺍ ْﻋ َﻬ ْﺪ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ ﻳَﺎ َﺑﻨِﻲ‬
‫ﺴَﺘﻘِﻴﻢٌ *‬
‫ﺻﺮَﺍﻁﹲ ُﻣ ْ‬
‫ﺸ ْﻴﻄﹶﺎ ﹶﻥ ِﺍﱠﻧﻪُ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ َﻋ ُﺪ ّﻭ ُﻣِﺒﲔٌ * َﻭ ﹶﺍ ِﻥ ﺍ ْﻋُﺒﺪُﻭﻧِﻲ َﻫﺬﹶﺍ ِ‬
‫ﺁ َﺩ َﻡ ﹶﺍ ﹾﻥ ﹶﻻَﺗ ْﻌﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻳﺲ‪ (٦١-٦٠ :‬ﻗﺎﻝ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺮ ﺍﻥ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺻﺎﻧﻌﺎ ﻓﺎﺿﻼ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻣﻘﺪﺳﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻴﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺘﻘﺮﺏ‬
‫ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺘﻮﺳﻄﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﻘﺮﺏ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻭ ﻧﺘﻘﺮﺏ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻬﻢ ﺍﺭﺑﺎﺑﻨﺎ‬
‫ﻭ ﺁﳍﺘﻨﺎ ﻭ ﺷﻔﻌﺎﺅﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺏ ﺍﻻﺭﺑﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻪ ﺍﻵﳍﺔ ﻓﻤﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺍ ﹼﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ‬
‫ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻧﺴﺄﻝ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻧﻌﺮﺽ ﺍﺣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻧﺼﺒﻮﺍ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻣﻮﺭﻧﺎ ﻓﻴﺸﻔﻌﻮﻥ‬
‫ﺍﱃ ﺍﳍﻨﺎ ﻭ ﺍﳍﻬﻢ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳛﺼﻞ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﺳﺘﻤﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻀﺮﻉ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺑﺘﻬﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﳍﻢ ﻭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﲔ ﻭ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭﺍﺕ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﻔﺮﻭﺍ‬
‫ﺑﺎﻻﺻﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﻬﺑﺎ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬
‫ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﺮﺳﻠﻪ ﻭ ﻣﺎ ﺟﺎﺅﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﻭ ﺍﻗﺮﺍﺭﺍ ﻭ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩﺍ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻻﻣﻢ ﻗﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻻﳍﻴﺔ ﻣﺼﺮﺣﺔ ﺑﺒﻄﻼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ‬
 ‫‪- ٧٤ -‬‬

‫ﻛﻔﺮ ﺍﻫﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻨﻬﻰ ﺍﻥ ﳚﻌﻞ ﻏﲑﻩ ﻣﺜﻼ ﻟﻪ ﻭ ﻧﺪﺍ ﻟﻪ ﻭ ﺷﺒﻬﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺷﺒﻬﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ﻭ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ ﻭ ﺍﻋﻄﻮﻩ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻻﳍﻴﺔ ﻭ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﺍﻧﻪ‬
‫ﺍﻟﻪ ﻭ ﺍﻧﻜﺮﻭﺍ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﳍﻴﺔ ﺍﳍﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﺻﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺁﳍﺘﻜﻢ ﻭ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﺑﺎﻧﻪ ﺍﻟﻪ ﻣﻌﺒﻮﺩ‬
‫ﻳﺮﺟﻰ ﻭ ﳜﺎﻑ ﻭ ﻳﻌﻈﻢ ﻭ ﻳﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﻭ ﺗﻘﺮﺏ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﲔ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ‬
‫ﺠ َﻌﻠﹸﻮﺍ ﷲ ﹶﺍْﻧﺪَﺍﺩﹰﺍ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (٢٢ :‬ﻭ‬
‫ﻼ َﺗ ْ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﺍ ﹼﻻ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﷲ ﹶﺍْﻧﺪَﺍﺩًﺍ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (١٦٥ :‬ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺟﻌﻠﻮﺍ‬
‫ﺨﺬﹸ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺱ َﻣ ْﻦ َﻳﱠﺘ ِ‬
‫ﻗﺎﻝ ) َﻭ ِﻣ َﻦ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻣﺜﻼ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﻭ ﺍﻟﻨﺪ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﻧﺪ ﻓﻼﻥ ﻭ ﻧﺪ ﻧﺪﻩ ﺍﻱ ﻣﺜﻠﻪ ﻭ ﺷﺒﻬﻪ )ﻗﺎﻝ(‬
‫ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﻻﳍﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻣﻌﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻱ ﻻ ﲡﻌﻠﻮﺍ ﷲ ﺍﻣﺜﺎﻻ ﻭ ﻧﻈﺮﺍﺀ ﻭ ﻣﻨﻪ‬
‫ﺕ َﻭ ﺍﻟﻨﱡﻮ َﺭ‬
‫ﺽ َﻭ َﺟ َﻌ ﹶﻞ ﺍﻟ ﱡﻈ ﹸﻠﻤَﺎ ِ‬
‫ﺕ َﻭ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ َ‬
‫ﺴ َﻤﻮَﺍ ِ‬
‫ﷲ ﺍﱠﻟﺬِﻱ َﺧ ﹶﻠ َﻖ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺤ ْﻤ ُﺪ ِ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ )ﹶﺍﹾﻟ َ‬
‫ﹸﺛ ﱠﻢ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﹶﻛ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ِﺑ َﺮﱢﺑ ِﻬ ْﻢ َﻳ ْﻌ ِﺪﻟﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (١ :‬ﺍﻱ ﻳﻌﺪﻟﻮﻥ ﺑﻪ ﻏﲑﻩ ﻓﻴﺠﻌﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻠﻘﻪ ﻋﺪﻻ ﻭ ﺷﺒﻬﺎ )ﻗﺎﻝ( ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻳﻌﺪﻟﻮﺍ ﰊ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻲ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ‬
‫ﻭ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻗﺮﻭﺍ ﺑﻨﻌﻤﱵ ﻭ ﺭﺑﻮﺑﻴﱵ )ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ( ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻵﻳﺔ ﻭ ﺍﻥ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻻ ﺷﻴﺊ ﻣﺜﻠﻪ ﻭ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻋﺪﻻ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ‬
‫ﻋﺪﻝ ﺍﻟﺸﻴﺊ ﺑﺎﻟﺸﻴﺊ ﺍﺫﺍ ﺳﺎﻭﺍﻩ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻫ ﹾﻞ َﺗ ْﻌ ﹶﻠ ُﻢ ﹶﻟ ُﻪ َﺳ ِﻤ‪‬ﻴﺎ( )ﻗﺎﻝ( ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺷﺒﻬﺎ ﻭﻣﺜﻼ ﻫﻮ ﻭﻣﻦ ﻳﺴﺎﻣﻴﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﻔﻲ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺎﻬﺑﺎ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ‬
‫ﻭ ﳑﺎﺛﻼ ﻟﻪ ﲝﻴﺚ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻟﻪ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻢ َﻳ ﹸﻜ ْﻦ ﹶﻟ ُﻪ ﹸﻛ ﹸﻔ ًﻮﺍ ﹶﺍ َﺣﺪٌ( ﻭ‬
‫ﺲ ﹶﻛ ِﻤ ﹾﺜ ِﻠ ِﻪ َﺷ ْﻴﺊﹲ( ﺍﳕﺎ ﻗﺼﺪ ﺑﻪ ﻧﻔﻲ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻭ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ )ﹶﻟ ْﻴ َ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺒﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﻄﻞ ﻧﻔﻴﺎ ﻭ ﻬﻧﻴﺎ ﻫﻮ ﺍﺻﻞ ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ‬
‫ﻭ ﳍﺬﺍ ﻬﻧﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﺴﺠﺪ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﻭ ﳛﻠﻒ ﺍﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ‬
‫ﺍﷲ ﻭ ﺷﺌﺖ ﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﺣﺬﺭﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻞ ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻌﺎﱂ )ﺍﻧﺘﻬﻰ( ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻣﻠﺨﺼﺎ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻧﻘﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺻﻔﺔ ﺷﺮﻙ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ‬
‫ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻭ ﲣﺮﺟﻮﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ‬
‫ﺷﺮﻙ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﰲ ﺍﻻﺻﻠﲔ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ‬
‫ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻬﻧﺎ ﺷﺮﻙ ﻭ ﲰﺎﻫﺎ ﺷﺮﻛﺎ ﻋﺪﻫﺎ‬
 ‫‪- ٧٥ -‬‬

‫ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﺻﻐﺮ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺴﻤﻬﺎ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺪ‬

‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﻜﺮﻭﻫﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺟﺪﻩ‬
‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﳚﻨﺒﻨﺎ ﻭ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻐﻀﺒﻪ ﺁﻣﲔ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭ ّ‬
‫}ﻓﺼﻞ{ ﻭ ﻟﻨﺨﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺸﻴﺊ ﳑﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ‬
‫ﺻﻔﺔ ﺍﳌﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻻﻭﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺍﻥ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻗﺎﻝ )ﺍﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﺗﻘﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺗﺆﰐ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺗﺼﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﲢﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ( ﻗﺎﻝ‬
‫ﺻﺪﻗﺖ ﻗﺎﻝ )ﻓﺎﺧﱪﱐ ﻋﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ( ﻗﺎﻝ )ﺍﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭ ﻛﺘﺒﻪ ﻭ ﺭﺳﻠﻪ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺧﲑﻩ ﻭ ﺷﺮﻩ( ﻗﺎﻝ ﺻﺪﻗﺖ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﺧﱪﱐ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﺍﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﺎﻥ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺮﺍﻙ( ﻗﺎﻝ ﺻﺪﻗﺖ )ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ(‬
‫ﻭ ﻓﻴﻪ )ﻫﺬﺍ ﺟﱪﻳﻞ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﲟﻌﻨﺎﻩ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )ﺑﲏ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﲬﺲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﻭ ﺍﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﺪﻡ ﻭﻓﺪ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻧﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ‬
‫ﻧﺄﺗﻴﻚ ﺍ ﹼﻻ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺣﺮﺍﻡ ﻭ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﺑﻴﻨﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻲ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺭ ﻣﻀﺮ ﻓﺎﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻣﺮ ﻓﺼﻞ ﳔﱪ‬
‫ﺑﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻨﺎ ﻭ ﻧﺪﺧﻞ ﺑﻪ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﺎﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﺑﺎﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻗﺎﻝ )ﺍﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﺎﷲ‬
‫ﻭﺣﺪﻩ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻋﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﺍﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﻨﻢ ﺍﳋﻤﺲ( ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﺍﺣﻔﻈﻮﻫﻦ ﻭ ﺍﺧﱪﻭﺍ ﻬﺑﻦ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻜﻢ(‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﳌﺎ ﺑﻌﺚ ﻣﻌﺎﺫﺍ ﺍﱃ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻗﺎﻝ )ﺍﻧﻚ ﺗﺄﰐ ﺍﻗﻮﺍﻣﺎ ﺍﻫﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺍﻟﻴﻪ‬
 ‫‪- ٧٦ -‬‬

‫ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺎﻥ ﻫﻢ ﺍﻃﺎﻋﻮﻙ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻤﻬﻢ ﺍﻥ ﺍﷲ‬
‫ﺍﻓﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲬﺲ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺎﻥ ﻫﻢ ﺍﻃﺎﻋﻮﻙ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻤﻬﻢ ﺍﻥ ﺍﷲ‬
‫ﺍﻓﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﺪﻗﺔ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻏﻨﻴﺎﺋﻬﻢ ﻓﺘﺮﺩ ﺍﱃ ﻓﻘﺮﺍﺋﻬﻢ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫)ﺍﻣﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﻳﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻋﺼﻤﻮﺍ ﻣﲏ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍ ﹼﻻ ﲝﻖ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺣﺴﺎﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻣﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﻫﺎ ﻋﺼﻤﻮﺍ ﻣﲏ‬
‫ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍ ﹼﻻ ﲝﻘﻬﺎ ﻭ ﺣﺴﺎﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ‬
‫ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ )ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﻳﺆﺗﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰒ ﻗﺪ ﺣﺮﻡ ﻋﻠ ّﻲ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ(‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺍﻣﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﰊ ﻭ‬
‫ﲟﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻓﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻋﺼﻤﻮﺍ ﻣﲏ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍ ﹼﻻ ﲝﻘﻬﺎ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﻴﺐ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺍﺫﺍ ﺑﻌﺚ ﺟﻴﺸﺎ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻓﻴﻪ )ﺍﺫﺍ ﺣﺎﺻﺮﰎ ﺍﻫﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻭ ﺍﻫﻞ ﺣﺼﻦ ﻓﺎﻥ‬
‫ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﻦ ﺍﳌﻘﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺍﻥ ﻟﻘﻴﺖ‬
‫ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﻘﺎﺗﻠﲏ ﻓﻀﺮﺏ ﺍﺣﺪﻯ ﻳﺪﻱ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻓﻘﻄﻌﻬﺎ ﰒ ﻻﺫ ﻣﲏ ﺑﺸﺠﺮﺓ‬
‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺳﻠﻤﺖ ﷲ ﺃﻓﺎﻗﺘﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺎﳍﺎ ﻗﺎﻝ )ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻪ( ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻗﻄﻊ ﺍﺣﺪﻯ ﻳﺪﻱ ﰒ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺃﻓﺎﻗﺘﻠﻪ ﻗﺎﻝ )ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﻗﺘﻠﺘﻪ ﻓﺎﻧﻪ‬
‫ﲟﱰﻟﺘﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻘﺘﻠﻪ ﻭ ﺍﻧﻚ ﲟﱰﻟﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻝ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
 ‫‪- ٧٧ -‬‬

‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﻭ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﻜﻴﻒ‬
‫ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻼ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﳕﺎ ﻗﺎﳍﺎ ﺗﻌﻮﺫﺍ ﻗﺎﻝ )ﻫﻼ ﺷﻘﻘﺖ ﻋﻦ‬
‫ﻗﻠﺒﻪ( ﻭ ﺟﻌﻞ ﻳﻜﺮﺭ ﻋﻠﻴﻪ )ﻣﻦ ﻟﻚ ﺑﻼ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( ﻗﺎﻝ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﺣﱴ ﲤﻨﻴﺖ ﺍﻥ‬
‫ﱂ ﺍﻛﻦ ﺍﺳﻠﻤﺖ ﺍ ﹼﻻ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻭ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻟﻔﻈﻪ ﻋﻦ‬
‫ﺍﺳﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺜﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﱃ ﺍﳊﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ ﻓﺼﺒﺤﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻡ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎﻫﻬﻢ ﻭ ﳊﻘﺖ ﺍﻧﺎ ﻭ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺸﻴﻨﺎﻩ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ‬
‫ﻓﻜﻒ ﻋﻨﻪ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭﻱ ﻓﻄﻌﻨﺘﻪ ﺑﺮﳏﻲ ﺣﱴ ﻗﺘﻠﺘﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﺑﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ )ﻳﺎ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﺃﻗﺘﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻜﺮﺭﻫﺎ ﺣﱴ‬
‫ﲤﻨﻴﺖ ﺍﱐ ﱂ ﺍﻛﻦ ﺍﺳﻠﻤﺖ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺃﻓﻼ ﺷﻘﻘﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ( ﻭ‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻗﺘﻞ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺍﷲ ﺍﺑﺪﺍ ﻗﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻭ ﺍﷲ ﻻ ﺍﻗﺘﻞ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﺍﺑﺪﺍ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﱃ ﺑﲏ ﺟﺬﳝﺔ ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﺍﱃ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﻓﻠﻢ ﳛﺴﻨﻮﺍ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﺳﻠﻤﻨﺎ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺻﺒﺄﻧﺎ ﺻﺒﺄﻧﺎ ﻓﺠﻌﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﺄﺳﺮ ﻭ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻓﻘﺪﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﻓﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ‬
‫ﺍﱐ ﺍﺑﺮﺃ ﺍﻟﻴﻚ ﳑﺎ ﻓﻌﻞ ﺧﺎﻟﺪ( ﻣﺮﺗﲔ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺫﺍ‬
‫ﻏﺰﺍ ﻗﻮﻣﺎ ﱂ ﻳﻐﺰ ﺣﱴ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﺎﺫﺍ ﲰﻊ ﺍﺫﺍﻧﺎ ﺍﻣﺴﻚ ﻭ ﺍﻥ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﺫﺍﻧﺎ ﺍﻏﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﲑ ﺍﺫﺍ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺍﻻﺫﺍﻥ ﻓﺎﺫﺍ ﲰﻊ‬
‫ﺍﺫﺍﻧﺎ ﺍﻣﺴﻚ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻏﺎﺭ ﻓﺴﻤﻊ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻛﱪ ﺍﷲ ﺍﻛﱪ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ(‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ( ﰒ ﻗﺎﻝ ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ )ﺧﺮﺟ َ‬
‫ﻓﻨﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﺭﺍﻋﻲ ﻣﻌﺰﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﻋﺼﺎﻡ ﺍﳌﺰﱐ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺫﺍ‬
‫ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﺍﻭ ﲰﻌﺘﻢ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﻓﻼ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﺣﺪﺍ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﻭ‬
 ‫‪- ٧٨ -‬‬

‫ﺍﺑﻮﺩﺍﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﺍﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺇﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻣﺮﺍﺀ ﻓﺘﻌﺮﻓﻮﻥ ﻭ ﺗﻨﻜﺮﻭﻥ ﻓﻤﻦ ﺍﻧﻜﺮ ﻓﻘﺪ ﺑﺮﺉ ﻭ ﻣﻦ ﻛﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺭﺿﻲ ﻭ ﺗﺎﺑﻊ( ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻓﻼ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﻗﺎﻝ )ﻻ‪ .‬ﻣﺎ ﺻﻠﹼﻮﺍ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫)ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻭ ﺍﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ ﻭ ﺍﻛﻞ ﺫﺑﻴﺤﺘﻨﺎ ﻓﺬﻟﻚ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺫﻣﺔ‬
‫ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻼ ﲣﻔﺮﻭﺍ ﺍﷲ ﰲ ﺫﻣﺘﻪ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﳋﻮﻳﺼﺮﺓ‬
‫ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺗﻖ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ )ﻭﻳﻠﻚ ﺍﻟﺴﺖ ﺍﺣﻖ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻥ ﻳﺘﻘﻲ ﺍﷲ(‬
‫ﰒ ﻗﺎﻝ ﰒ ﻭﱃ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻻ ﺍﺿﺮﺏ ﻋﻨﻘﻪ ﻗﺎﻝ )ﻻ ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻳﺼﻠﻲ( ﻗﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ ﻭ ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﱂ ﺍﺅﻣﺮ ﺍﻥ ﺍﻧﻘﺐ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻻ ﺍﺷﻖ ﺑﻄﻮﻬﻧﻢ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ‬
‫ﺣﺪﺛﻪ ﺍﻧﻪ ﺍﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﳎﻠﺲ ﻓﺴﺎﺭﻩ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﰲ ﻗﺘﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﻓﺠﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻟﻴﺲ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ(‬
‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭﻱ ﺑﻠﻰ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﻻ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻟﻴﺲ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ‬
‫ﺍﷲ( ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻭ ﻻ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﻟﻴﺲ ﻳﺼﻠﻲ( ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻭ ﻻ ﺻﻼﺓ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﻭﻟﺌﻚ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻬﻧﻰ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭ ﺍﲪﺪ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﺗﻰ‬
‫ﺍﻋﺮﺍﰊ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺩﻟﲏ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﺫﺍ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳉﻨﺔ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﺗﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻭ ﻻ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭ ﺗﺆﰐ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﻭ ﺗﺼﻮﻡ‬
‫ﺭﻣﻀﺎﻥ( ﻗﺎﻝ )ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻻ ﺍﺯﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻻ ﺍﻧﻘﺺ ﻣﻨﻪ( ﻓﻠﻤﺎ ﻭﱃ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ(‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﺍﳉﻬﲏ ﻗﺎﻝ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ‬
 ‫‪- ٧٩ -‬‬

‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺍﻥ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻧﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﻭ ﺻﻠﻴﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﳋﻤﺲ ﻭ ﺻﻤﺖ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﻗﻤﺘﻪ ﻓﻤﻤﻦ ﺍﻧﺎ ﻗﺎﻝ )ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )ﺫﺍﻕ ﻃﻌﻢ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺿﻲ ﺑﺎﷲ ﺭﺑﺎ ﻭﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ ﻭﲟﺤﻤﺪ ﻧﺒﻴﺎ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺣﲔ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ‬
‫ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺭﺿﻴﺖ ﺑﺎﷲ ﺭﺑﺎ ﻭ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﺫﻧﺒﻪ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﻀﻊ ﻭ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺷﻌﺒﺔ ﺍﻓﻀﻠﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﺍﺩﻧﺎﻫﺎ ﺍﻣﺎﻃﺔ ﺍﻻﺫﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ(‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﺮﺽ ﺍﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻭ‬
‫ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻗﺮﻳﺶ ﻭ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺍﺭﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻬﻧﺎ ﺗﺪﻳﻦ ﳍﻢ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻌﺠﻢ‬
‫ﺍﳉﺰﻳﺔ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺎﻝ )ﻛﻠﻤﺔ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﻓﺰﻋﲔ ﻳﻨﻔﻀﻮﻥ ﺛﻴﺎﻬﺑﻢ ﻭ‬
‫ﻲﺀٌ ُﻋﺠَﺎﺏٌ * ﺹ‪ (٥ :‬ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﻭ‬
‫ﺸْ‬
‫ﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ )ﹶﺍ َﺟ َﻌ ﹶﻞ ﺍﹾﻵِﻟ َﻬ ﹶﺔ ِﺍﹶﻟﻬًﺎ ﻭَﺍ ِﺣﺪًﺍ ِﺍ ﱠﻥ َﻫ ﹶﺬﺍ ﹶﻟ َ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ ﺣﺴﻨﻪ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﺑﻴﻪ ﳌﺎ‬
‫ﺣﻀﺮﺕ ﺍﺑﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺟﺎﺀﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ ﻭ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻣﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻱ ﻋﻢ ﻗﻞ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﺣﺎﺝ ﻟﻚ ﻬﺑﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ( ﻓﻘﺎﻝ‬
‫ﺍﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺍﻣﻴﺔ ﺍﺗﺮﻏﺐ ﻋﻦ ﻣﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻪ‬
‫ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻭ ﺍﰉ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎ‬
‫ﳒﺎﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﲏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﱵ‬
 ‫‪- ٨٠ -‬‬

‫ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻲ ﻓﺮﺩﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﻪ ﳒﺎﺓ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ‪.‬‬

‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﻋﻴﺴﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺎ ﺍﱃ ﻣﺮﱘ ﻭ ﺭﻭﺡ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳉﻨﺔ ﺣﻖ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬
‫ﺣﻖ ﺍﺩﺧﻠﻪ ﺍﷲ ﺍﳉﻨّﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﳌﻌﺎﺫ‬
‫)ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﺪﻗﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺣﺮّﻣﻪ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻓﻼ ﺍﺧﱪ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺴﺘﺒﺸﺮﻭﺍ؟ ﻗﺎﻝ )ﺍﺫﺍ ﻳﺘﻜﻠﻮﺍ(‬
‫ﻓﺎﺧﱪ ﻬﺑﺎ ﻣﻌﺎﺫﺍ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍ ﹼﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﺮّﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺫﺭ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ )ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﰒ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍ ﹼﻻ ﺩﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‬
‫ﻭ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﻋﺘﺒﺎﻥ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺍ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺣﺮّﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﻬﺑﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ(‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻋﻄﺎﻩ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﺫﻫﺐ ﺑﻨﻌﻠﻲ ﻫﺎﺗﲔ ﻓﻤﻦ ﻟﻘﻴﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺋﻂ‬
‫ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﺒﺸﺮﻩ ﺑﺎﳉﻨﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ ﻗﺎﻝ )ﺍﺳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺸﻔﺎﻋﱵ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻗﻠﺒﻪ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍﱐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﷲ‬
 ‫‪- ٨١ -‬‬

‫ﻋﺒﺪ ﻬﺑﻤﺎ ﻏﲑ ﺷﺎﻙ ﻓﻴﺤﺠﺐ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ‬
‫ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﺩﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻧﺲ ﰲ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ﻣﺎ ﻳﺰﻥ ﺷﻌﲑﺓ‬
‫ﰒ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ﻣﺎ ﻳﺰﻥ ﺑﺮﺓ ﰒ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ﻣﺎ ﻳﺰﻥ ﺫﺭﺓ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﻦ ﺍﲪﺪ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﺫ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻪ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﺩﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ(‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ‬
‫ﺍﳉﻨﺔ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻡ ﻟﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻼﻝ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺑﺎﻻﺫﺍﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻜﺖ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﳉﻬﲏ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﺷﻬﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻻ ﳝﻮﺕ ﻋﺒﺪ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍﱐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﰒ ﻳﺴﺪﺩ ﺍﱃ ﺳﻠﻚ ﺍﳉﻨﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﱐ ﻻﻋﻠﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻻ ﻳﻘﻮﳍﺎ ﻋﺒﺪ ﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍ ﹼﻻ ﺣﺮّﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳊﺎﻛﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )ﺣﻀﺮ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻮﺕ ﺭﺟﻼ ﳝﻮﺕ ﻓﺸﻖ ﺍﻋﻀﺎﺀﻩ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﻩ ﻋﻤﻞ‬
‫ﺧﲑﺍ ﰒ ﺷﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺪ ﻓﻴﻪ ﺧﲑﺍ ﰒ ﻓﻚ ﳊﻴﻴﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﻃﺮﻑ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻻﺻﻘﺎ ﲝﻨﻜﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ‬
 ‫‪- ٨٢ -‬‬

‫ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻻﺧﻼﺹ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﰊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‪.‬‬

‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺏ ﻋﻠﻤﲏ ﺷﻴﺌﺎ ﺍﺫﻛﺮﻙ ﻭ ﺍﺩﻋﻮﻙ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﻞ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ‬
‫)ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻳﺎ ﺭ ّ‬
‫ﺭﺏ ﻛﻞ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻗﻞ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﺍﳕﺎ ﺍﺭﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﲣﺼﲏ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ‬
‫ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻮ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭ ﺍﻻﺭﺿﲔ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﰲ ﻛﻔﺔ ﻣﺎﻟﺖ ﻬﺑﻦ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ(‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﲏ ﻭ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻴﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻧﻔﻌﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺩﻫﺮﻩ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ‬
‫ﺍﺻﺎﺑﻪ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻭ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻭ ﺭﻭﺍﺗﻪ ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﲏ ﺍﱐ ﺍﻭﺻﻴﻚ ﺑﺎﺛﻨﲔ ﺍﻭﺻﻴﻚ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻻ ﺍﺧﱪﻛﻢ ﺑﻮﺻﻴﺔ ﻧﻮﺡ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺑ ّ‬
‫ﺑﻘﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﺎﻬﻧﺎ ﻟﻮ ﻭﺿﻌﺖ ﰲ ﻛﻔﺔ ﻭ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﺭﺽ ﰲ ﻛﻔﺔ‬
‫ﻟﺮﺟﺤﺖ ﻬﺑﻦ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻠﻘﺔ ﻟﻘﺼﻤﺘﻬﻦ ﺣﱴ ﲣﻠﺺ ﺍﱃ ﺍﷲ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﳊﺎﻛﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺧﲑ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﺍﻧﺎ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻟﻪ ﺍﳌﻠﻚ‬
‫ﻭ ﻟﻪ ﺍﳊﻤﺪ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﻗﺪﻳﺮ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺟﺪﺩﻭﺍ ﺍﳝﺎﻧﻜﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﻛﻴﻒ ﳒﺪﺩ ﺍﳝﺎﻧﻨﺎ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻛﺜﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﻭ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺳﻴﺨﻠﺺ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﺱ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻨﺸﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺗﺴﻌﺔ ﻭ ﺗﺴﻌﻮﻥ ﺳﺠﻼ ﻛﻞ ﺳﺠﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﰒ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺗﻨﻜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺷﻴﺌﺎ‬
‫ﺍﻇﻠﻤﻚ ﻛﺘﺒﱵ ﺍﳊﺎﻓﻈﻮﻥ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻻ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﻟﻚ ﻋﺬﺭ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻻ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻓﻴﻘﻮﻝ‬
 ‫‪- ٨٣ -‬‬

‫ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻥ ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﻇﻠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻟﻪ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﳏﻤّﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﺣﻀﺮﻭﻩ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻳﺎ‬
‫ﺏ ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﻧﻚ ﻻ ﺗﻈﻠﻢ ﻓﺘﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﰲ‬
‫ﺭ ّ‬
‫ﻛﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﰲ ﻛﻔﺔ ﻓﻄﺎﺷﺖ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﻭ ﺛﻘﻠﺖ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﻓﻼ ﻳﺜﻘﻞ ﻣﻊ ﺍﺳﻢ ﺍﷲ‬
‫ﺷﻴﺊ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ ﺣﺴﻨﻪ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭ ﺍﳊﺎﻛﻢ‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺣﺪﻳﺚ )ﻭ ﻓﻴﻪ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﲔ ﺍﷲ ﺣﺠﺎﺏ ﺣﱴ ﲣﻠﺺ ﺍﻟﻴﻪ( ﺭﻭﺍﻩ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﺭﺱ ﻭﺷﻲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺻﻴﺎﻡ ﻭ ﻻ ﺻﺪﻗﺔ ﻭ ﻻ‬
‫ﺻﻼﺓ ﻭ ﻻ ﻧﺴﻚ ﻭ ﻻ ﺻﺪﻗﺔ ﻭ ﻟﻴﺴﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ‬
‫ﰲ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﻨﻪ ﺁﻳﺔ ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ‬
‫ﺍﺩﺭﻛﻨﺎ ﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻘﻮﳍﺎ( ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﻐﲏ ﻋﻨﻬﻢ‬
‫ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﻫﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺻﻴﺎﻡ ﻭ ﻻ ﺻﻼﺓ ﻭ ﻻ ﺻﺪﻗﺔ ﻭ ﻻ ﻧﺴﻚ؟ ﻓﺎﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ‬
‫ﺣﺬﻳﻔﺔ ﹼﰒ ﺭ ّﺩﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻼﺛﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﰒ ﺍﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ‬
‫ﺻﻠﺔ ﺗﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺎ ﺻﻠﺔ ﺗﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺎ ﺻﻠﺔ ﺗﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ‬
‫ﻭ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺛﻼﺙ ﻣﻦ ﺍﺻﻞ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻻ ﺗﻜﻔﺮﻩ‬
‫ﺑﺬﻧﺐ ﻭ ﻻ ﲣﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﻌﻤﻞ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﻛﻔﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻫﻞ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻻ ﺗﻜﻔﺮﻭﻫﻢ ﺑﺬﻧﺐ ﻓﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﺍﻫﻞ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﺍﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻗﺮﺏ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ‪.‬‬
 ‫‪- ٨٤ -‬‬

‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬

‫ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻓﺴﻮﻕ ﻭ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﻛﻔﺮ( ﻭ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﺫﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻻ ﻳﺮﻣﻲ ﺭﺟﻞ ﺭﺟﻼ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺴﻮﻕ ﻭ ﻻ ﻳﺮﻣﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ( ﻭ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻗﺬﻑ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ‬
‫ﻓﻬﻮ ﻛﻘﺘﻠﻪ( ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬
‫ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺍﳝﺎ ﺭﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻻﺧﻴﻪ ﻳﺎ‬
‫ﻛﺎﻓﺮ ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﺣﺪﳘﺎ( ﻭ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻋﻠﻢ ﻭ ﻧﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺍﻥ ﳜﺘﻢ ﻟﻨﺎ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ‪.‬‬

‫ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺼﺤﺢ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﳔﺒﺔ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ‬

‫ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳏﻤّﺪ ﻬﺑﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﰎ ﻃﺒﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﻻﳍﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳊﱪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻔﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﻋﻢ ﺍﷲ ﺛﺮﺍﻩ‬
‫ﺑﺼﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭ ﺍﻓﺎﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺠﺎﻝ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﻳﻦ ﺍﳉﻠﻴﻠﲔ‬
‫ﺍﳊﺴﻴﺒﲔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺒﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﳌﺂﺛﺮ ﺍﳉﻠﻴﻠﺔ ﻓﻀﻠﻲ ﺯﺍﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﻓﻨﺪﻱ‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻱ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﺠﻤﻟﺪﺩﻱ ﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻓﻨﺪﻱ‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻱ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﲟﻄﺒﻌﺔ ﳔﺒﺔ‬
‫ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﺑﻨﻈﺮ ﻣﺎﻟﻜﻬﺎ ﺫﻱ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻄﻮﱃ ﻭ ﺍﳌﺂﺛﺮ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻭ ﺍﳌﻔﺎﺧﺮ‬
‫ﺍﳉﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻨﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻬﲑ ﺫﻱ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭ‬
‫ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺭﺷﻴﺪ ﳒﻞ ﺳﻴﺪ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭ ﻋﺎﳌﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪﺕ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﺍﻵﻓﺎﻕ‬
‫ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻓﻨﺪﻱ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﰲ ﺍﻭﺍﺳﻂ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﳊﺠﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ﺛﻠﺜﻤﺎﺋﺔ ﻭ ﺳﺘﺔ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻌ ّﺰ ﻭ ﺍﻟﺸّﺮﻑ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪.‬‬
 ‫‪- ٨٥ -‬‬

‫ﺠﺒﱠﺎ ِﺭ‬
‫َﺳ ْﻴﻒُ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﺍﹾﻟ َﻤﺴْﻠ ُﻮ ﹾﻝ َﻋﻠﹶﻰ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﻋﺪَﺍ ِﺀ ﹾﺍ ﹶﻻْﺑﺮَﺍ ْﺭ‬
‫‪ ١٢٦٥‬ﻫـ‬

‫ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻟﻄﻴﻒ‬
‫ﺳﻴﻒ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﻠﻮﻝ ﻣﻌﲔ ﺍﳊﻖ‬
‫ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺷﺎﻩ ﻓﻀﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻮﱐ‬
‫ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ )ﺍﳌﺘﻮﰲ ‪ ١٢٨٩‬ﻫـ‪(.‬‬
 ‫‪- ٨٦ -‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬

‫ﺳﻴﻒ ﺍﳉﺎﺭ‬
‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺷﻔﻴﻊ ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ‬
‫ﳏﻤﺪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﲔ ﻭ ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺩﻳﺔ ﺍﻋﲏ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﺿﺤﻮﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ‬
‫ﺳﺎﺑﻊ ﺷﻬﺮ ﺍﶈﺮﻡ ﺳﻨﺔ ‪ ١٢٣١‬ﲝﺮﻡ ﺍﷲ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﻭ ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ﺍﳌﻜﺮﻡ ﻭ ﺟﻨﺪ ﺷﻴﺎﻃﲔ ﺍﻟﻨﺠﺪ‬
‫ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻗﺎﺻﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺎﺕ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻭ ﻋﺰﺍﺋﻢ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﻣﻮﺣﺸﺔ ﻏﲑ ﺭﺍﺷﺪﺓ ﻭ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭ ﺍﻟﺴﱮ ﻭ ﻫﺪﻡ ﻣﺴﺠﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬
‫ﻳﻨﺬﺭ ﺑﺎﺳﺎﺀﺓ ﺍﺩﻬﺑﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻻﻣﲔ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻌﻈﻤﺔ ﺯﺍﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﺷﺮﻓﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﻠﻮﺓ‬
‫ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭ ﺍﻛﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻲ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭ ﺍﻣﺮﱐ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺒﺎﻋﻠﻮﻱ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺭﲪﻬﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻯ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﺫﺍﻉ ﻭ ﺍﻻﻣﺮ ﻗﺪ ﺁﻝ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﻳﻮﻧﺲ‪.(١٠٦ :‬‬
‫ﷲ ِﺍ ﱠﻻ َﻭ ُﻫ ْﻢ ُﻣ ْ‬
‫ﺍﱃ ﻣﺎ ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ﻭ ﻗﺎﻝ ) َﻭﻣَﺎ ﻳُ ْﺆ ِﻣﻦُ ﹶﺍ ﹾﻛﹶﺜﺮُﻫُ ْﻢ ﺑِﺎ ِ‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﳊﺎﻝ ﻻ‬
‫ﻭﻋﺪ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭ ﻛﻔﻰ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻕ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﻣَﺂ ﹶﺍ ﹾﻛﹶﺜﺮُ‬
‫ﲔ‬
‫ﺴﹶﺌﻠﹸﻬُ ْﻢ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻪ ِﻣ ْﻦ ﹶﺍ ْﺟ ٍﺮ ِﺍ ﹾﻥ ﻫُ َﻮ ِﺍ ﱠﻻ ِﺫ ﹾﻛﺮٌ ِﻟ ﹾﻠﻌَﺎﹶﻟ ِﻤ َ‬
‫ﲔ * َﻭ ﻣَﺎ َﺗ ْ‬
‫ﺖ ِﺑﻤُ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬
‫ﺻ َ‬
‫ﺱ َﻭ ﹶﻟ ْﻮ َﺣ َﺮ ْ‬
‫ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﺽ َﻳ ُﻤﺮﱡﻭ ﹶﻥ َﻋ ﹶﻠ ْﻴﻬَﺎ َﻭ ُﻫ ْﻢ َﻋ ْﻨﻬَﺎ ُﻣ ْﻌ ِﺮﺿُﻮ ﹶﻥ * َﻭ ﻣَﺎ‬
‫ﺕ َﻭ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ ِ‬
‫ﺴ َﻤﻮَﺍ ِ‬
‫* َﻭ ﹶﻛﹶﺎﱢﻳ ْﻦ ِﻣ ْﻦ ﺁَﻳ ٍﺔ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﷲ ﹶﺍ ْﻭ‬
‫ﺏﺍِ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﹶﺍ ﹶﻓﹶﺎ ِﻣﻨُﻮﺍ ﹶﺍ ﹾﻥ َﺗ ﹾﺄِﺗَﻴﻬُ ْﻢ ﻏﹶﺎ ِﺷَﻴﺔﹲ ِﻣ ْﻦ َﻋﺬﹶﺍ ِ‬
‫ﷲ ِﺍ ﱠﻻ َﻭ ُﻫ ْﻢ ُﻣ ْ‬
‫ﻳُ ْﺆ ِﻣﻦُ ﹶﺍ ﹾﻛﹶﺜﺮُﻫُ ْﻢ ﺑِﺎ ِ‬
‫ﺸ ُﻌﺮُﻭ ﹶﻥ * ﻳﻮﺳﻒ‪.(١٠٧-١٠٣ :‬‬
‫َﺗ ﹾﺄِﺗَﻴﻬُﻢُ ﺍﻟﺴﱠﺎ َﻋﺔﹸ َﺑ ْﻐَﺘ ﹰﺔ َﻭ ُﻫ ْﻢ ﹶﻻ َﻳ ْ‬
‫ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ﻳﺆﻣﻦ( ﻟﻴﺲ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﻞ ﺍﳌﺮﺍﺩ‬
‫ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻝ ﺧﺎﻟﻘﻴﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ‬
‫ﷲ * ﺍﻟﺰﻣﺮ‪(٣٨ :‬‬
‫ﺽ ﹶﻟَﻴﻘﹸﻮﹸﻟ ﱠﻦ ﺍ ُ‬
‫ﺕ َﻭ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ َ‬
‫ﺴ َﻤﻮَﺍ ِ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ) َﻭ ﹶﻟِﺌ ْﻦ َﺳﹶﺎﹾﻟَﺘﻬُ ْﻢ َﻣ ْﻦ َﺧ ﹶﻠ َﻖ ﺍﻟ ﱠ‬
 ‫‪- ٨٧ -‬‬

‫ﻓﺬﻟﻚ ﺍﳝﺎﻬﻧﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻏﲑﻩ ﻓﺬﻟﻚ ﺷﺮﻛﻬﻢ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻏﲑﻩ‪.‬‬

‫ﻭ ﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻥ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻭﺭﺩ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻬﻧﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻻ ﳚﺘﻤﻊ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﲜﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺟﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻬﻨﺎ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﺗﻔﺴﲑ ﺑﺎﻟﺮﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺮﻭﻱ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻭ ﺧﺎﻟﻒ ﻭ ﺷﺬ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻇﻬﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ )ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﱴ ﺗﻠﺘﺤﻖ ﻗﺒﺎﺋﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺃﻣﱴ ﺑﺎﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﺣﱴ ﺗﻌﺒﺪ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻣﱴ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ )ﻻ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺣﱴ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﻯ(‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﱐ ﻛﻨﺖ ﻻﻇﻦ ﺣﲔ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ )ﻫُ َﻮ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﹶﺍ ْﺭ َﺳ ﹶﻞ َﺭﺳُﻮﹶﻟﻪُ ِﺑ ﹾﺎ ﹸﳍﺪَﻯ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ‪ (٣٣ :‬ﺍﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺤ ﱢﻖ ِﻟﻴُ ﹾﻈ ِﻬ َﺮﻩُ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﺪﱢﻳ ِﻦ ﻛﹸ ﱢﻠ ِﻪ َﻭﹶﻟ ْﻮ ﹶﻛ ِﺮ َﻩ ﺍﹾﻟ ُﻤ ْ‬
‫َﻭﺩِﻳ ِﻦ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﺎﺗﺎ ﻗﺎﻝ )ﺍﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﰒ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﷲ ﺭﳛﺎ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﺘﻮﰲ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ‬
‫ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺍﳝﺎﻥ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻻ ﺧﲑ ﻓﻴﻪ ﻓﲑﺟﻌﻮﻥ ﺍﱃ ﺩﻳﻦ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫ﻓﺎﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺆﻣﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﺸﺮﻛﲔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺍﻟﻐﱯ ﺍﻟﻐﻮﻱ ﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘﻨﹰﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ‬
‫ﺍﳌﻮﻋﻮﺩ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﺎﻧﺖ ﻭ ﺍﺑﻮﻙ ﻭ ﺟﻨﺪﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻚ ﻗﻄﻌﺎ ﳑﻦ ﻻ ﺧﲑ ﻓﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺍﱃ ﺩﻳﻦ ﺃﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ ﻭ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺟﻨﺪﻙ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻓﺎﻥ‬
‫ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﰲ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻟﻚ ﻭ ﻻﺑﻴﻚ‬
‫ﻭ ﺟﻨﺪﻙ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻮﻙ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ‪.‬‬
‫ﻭ ﳓﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍ ﹼﻻ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺑﺰﻣﺎﻧﻨﺎ ﻗﻄﻌﺎ ﻓﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﱂ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻵﻥ‬
‫ﻓﻨﺤﻦ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ‪.‬‬
 ‫‪- ٨٨ -‬‬

‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﻮﺍﺣﺪ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﻣﺘﺒﻌﻴﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪﻫﻢ ﺷﻔﻌﺎﺋﻪ ﻭ ﺍﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻭ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻗﺒﺢ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺸﺮﻙ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻣﻌﺎﺫ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﻣﺘﺒﻌﻴﻪ ﻭ ﻭﻻﻳﺘﻬﻢ ﺷﺮﻛﹰﺎ ﻭ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻣﺎ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﹰﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﺼﻠﹶﻮ ﹶﺓ َﻭ ُﻳ ْﺆﺗُﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﱠﺰﻛﹶﻮ ﹶﺓ َﻭ‬
‫ﷲ َﻭ َﺭﺳُﻮﹸﻟ ُﻪ َﻭ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﻳُﻘِﻴﻤُﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﱠ‬
‫)ِﺍﱠﻧﻤَﺎ َﻭِﻟﱡﻴﻜﹸﻢُ ﺍ ُ‬
‫ﷲ ُﻫ ُﻢ ﺍﹾﻟﻐَﺎِﻟﺒُﻮ ﹶﻥ *‬
‫ﺏﺍِ‬
‫ﷲ َﻭ َﺭﺳُﻮﹶﻟﻪُ َﻭ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﹶﻓِﺎ ﱠﻥ ِﺣ ْﺰ َ‬
‫ُﻫ ْﻢ ﺭَﺍ ِﻛﻌُﻮ ﹶﻥ * َﻭ َﻣ ْﻦ َﻳَﺘ َﻮ ﱠﻝ ﺍ َ‬
‫ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٥٦-٥٥ :‬ﻭ ﺍﺛﺒﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹶﻓﻤَﺎ َﺗ ْﻨ ﹶﻔﻌُﻬُ ْﻢ َﺷﻔﹶﺎ َﻋﺔﹸ‬
‫ﲑ * ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ‪(٧٤ :‬‬
‫ﺼٍ‬ ‫ﺽ ِﻣ ْﻦ َﻭِﻟ ﱟﻲ َﻭ ﹶﻻ َﻧ ِ‬
‫ﲔ * ﺍﳌﺪﺛﺮ‪ (٤٨ :‬ﻭ ) َﻭ ﻣَﺎ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﻓِﻲ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ ِ‬
‫ﺍﻟﺸﱠﺎ ِﻓ ِﻌ َ‬
‫ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﺍﻻ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﻔﻲ ﻧﻔﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻗﺼﺪ ﺗﻘﺒﻴﺤﻬﻢ ﻣﻌﲎ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﰲ ﺫﻳﻞ ﻗﻮﳍﻢ‬
‫ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺣﻖﱞ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﻭ ﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﱄ‬
‫ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﺣﻔﻆ ﻋﲎ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭ ﻣﺎ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﻦ ﻭ ﱄ ﻭ ﻻ ﻧﺼﲑ ﻓﻬﻮ‬
‫ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻓﻤﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﺷﻔﻌﺎﺋﻬﻢ ﻭ ﺍﻧﺼﺎﺭﻫﻢ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻛﺎ ﱠﻥ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﺍﻗﺮ ﺑﺎﻧﻪ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺻﺪﻕ ﻻ ﻣﺮﻳﺔ ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺷﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻻ ﻳُ ﹾﻘَﺒﻞﹸ ِﻣ ْﻨﻬَﺎ َﺷﻔﹶﺎ َﻋﺔﹲ *‬
‫ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (٤٨ :‬ﺩﺭﻳﻨﺠﺎ ﺑﺎﻳﺪ ﺩﺍﻧﺴﺖ ﻛﻪ ﻣﻌﺘﺰﻟﻪ ﺑﺎﻳﻦ ﺁﻳﺖ ﺩﺭ ﻧﻔﻲ ﺷﻔﺎﻋﺖ ﲤﺴﻚ ﻣﻴﻜﻨﻨﺪ‬
‫ﻭ ﻣﻴﮕﻮﻳﻨﺪ ﻛﻪ ﺭﻭﺯ ﻗﻴﺎﻣﺖ ﺷﻔﺎﻋﺖ ﻧﻪ ﺧﻮﺍﻫﺪ ﺷﺪ ﻟﻴﻜﻦ ﳕﻰ ﻓﻬﻤﻨﺪ ﻛﻪ ﺩﺭﻳﻦ ﺁﻳﺖ ﻧﻔﻲ‬
‫ﺷﻔﺎﻋﺖ ﺍﺯ ﻃﺮﻑ ﻛﺴﻰ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﻫﺮﮔﺰ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺖ ﺍﳍﻰ ﻧﻜﺮﺩﻩ ﺑﺎﺷﺪ ﻭ ﺁﻥ ﻧﻴﺴﺖ‬
‫ﻣﮕﺮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﺷﻔﺎﻋﺖ ﺩﺭ ﺣﻖ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎﻻﲨﺎﻉ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻧﻴﺴﺖ‪.‬‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﻓﻴﻪ ﺁﻳﺎﺕ ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺴﻴﺎﺭ ﺩﻻﻟﺖ ﺑﺮ ﻭﻗﻮﻉ ﺷﻔﺎﻋﺖ ﻣﻴﻜﻨﻨﺪ ﭘﺲ‬
‫ﲣﺼﻴﺺ ﺍﻳﻦ ﺁﻳﺖ ﻻﺑﺪ ﺍﺳﺖ‪.‬‬
‫ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻌﺘﱪﻩ ﺑﻴﺎﻥ ﻛﺮﺩﻧﺪ ﻛﻪ ﻏﲑ ﺍﺯ ﻛﺎﻓﺮ ﺩﺭ ﺣﻖ ﳘﻪ ﺍﻫﻞ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺣﻜﻢ‬
‫ﺑﺸﻔﺎﻋﺖ ﺧﻮﺍﻫﺪ ﺷﺪ ﭘﺲ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺷﺪ ﻛﻪ ﳏﺮﻭﻡ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﺯ ﺷﻔﺎﻋﺖ ﻛﺎﻓﺮ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺑﺲ‬
‫ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻣﻘﺎﻡ ﻫﻢ ﻧﻔﻲ ﳘﲔ ﺷﻔﺎﻋﺖ ﺍﺳﺖ ﺯﻳﺮﺍﻛﻪ ﺍﻳﻦ ﻛﻼﻡ ﺑﺮﺍﻯ ﺭﺩ ﺧﻴﺎﻝ ﻓﺎﺳﺪ ﺍﻫﻞ‬
 ‫‪- ٨٩ -‬‬

‫ﻛﺘﺎﺏ ﻭ ﻫﻢ ﻣﺸﺮﺑﺎﻥ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﻣﻰ ﺩﺍﻧﻨﺪ ﻛﻪ ﺑﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻔﺮ ﺑﺰﺭﮔﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺯ ﻋﺬﺍﺏ‬

‫ﺧﻼﺹ ﺧﻮﺍﻫﻨﺪ ﺳﺎﺧﺖ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻠﺘﻘﻄﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻔﺮ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ‬
‫ﷲ ﹸﻗ ﹾﻞ‬
‫ﷲ ﻣَﺎ ﹶﻻ َﻳﻀُ ﱡﺮﻫُ ْﻢ َﻭ ﹶﻻ َﻳ ْﻨ ﹶﻔﻌُﻬُ ْﻢ َﻭ َﻳﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ َﻫﺆُﻵ ِﺀ ُﺷ ﹶﻔﻌَﺂ ُﺅﻧَﺎ ِﻋ ْﻨ َﺪ ﺍ ِ‬
‫َﻳ ْﻌُﺒﺪُﻭ ﹶﻥ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ‬
‫ﺽ ُﺳ ْﺒﺤَﺎَﻧ ُﻪ َﻭ َﺗﻌَﺎﻟﹶﻰ َﻋﻤﱠﺎ ُﻳ ْ‬
‫ﺕ َﻭ ﹶﻻ ﻓِﻲ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ ِ‬
‫ﺴ َﻤﻮَﺍ ِ‬
‫ﷲ ِﺑﻤَﺎ ﹶﻻ َﻳ ْﻌ ﹶﻠﻢُ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﹶﺍﺗَُﻨﱢﺒﺆُ ﹶﻥ ﺍ َ‬
‫ﺨﺬﹸﻭﺍ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ﹶﺍ ْﻭِﻟﻴَﺂ َﺀ ﻣَﺎ َﻧ ْﻌﺒُﺪُﻫُ ْﻢ ِﺍ ﱠﻻ‬
‫* ﻳﻮﻧﺲ‪ (١٨ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺍﱠﺗ َ‬
‫ﷲ ﹶﻻ َﻳ ْﻬﺪِﻱ‬
‫ﺨَﺘ ِﻠﻔﹸﻮ ﹶﻥ ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫ﺤﻜﹸﻢُ َﺑ ْﻴَﻨ ُﻬ ْﻢ ﻓِﻲ ﻣَﺎ ُﻫ ْﻢ ﻓِﻴ ِﻪ َﻳ ْ‬
‫ﷲ َﻳ ْ‬
‫ﷲ ﺯُﹾﻟ ﹶﻔﻰ ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫ِﻟُﻴ ﹶﻘ ﱢﺮﺑُﻮﻧَﺎ ِﺍﻟﹶﻰ ﺍ ِ‬
‫َﻣ ْﻦ ﻫُ َﻮ ﻛﹶﺎ ِﺫﺏٌ ﹶﻛﻔﱠﺎﺭٌ * ﺍﻟﺰﻣﺮ‪.(٣ :‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺍﻟﻐﻮﻱ ﺍﻟﻐﱯ ﻳﺪّﻋﻲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺂﻳﺔ ﻭ‬
‫ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﺻﻼ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻭ ﳚﺘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺷﺮﻙ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ )َﻳ ْﻌُﺒﺪُﻭ ﹶﻥ(‬
‫ﷲ( ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ‬
‫ﻭ ) َﻭ َﻳﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ َﻫﺆُﻵ ِﺀ ُﺷ ﹶﻔﻌَﺂ ُﺅﻧَﺎ( ﺍ ﹼﻻ )ﻣَﺎ َﻧ ْﻌﺒُﺪُﻫُ ْﻢ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟُﻴ ﹶﻘ ﱢﺮﺑُﻮﻧَﺎ ِﺍﻟﹶﻰ ﺍ ِ‬
‫ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺷﺮﻙ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﺑﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻵﳍﺔ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻭ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻮﻩ‬
‫ﻋﺬﺭﺍ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻓﺎﺧﻄﺆﺍ ﰲ ﻛﻮﻧﻪ ﺳﺒﺒﺎ ﳍﺎ ﻓﺎﻥ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺻﺮﺣﻮﺍ‬
‫ﺑﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻏﻠﻄﻮﺍ ﻭ ﺧﺒﻄﻮﺍ ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﶈﺒﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﺨﻮﺍﺹ ﺳﺒﺒﹰﺎ‬
‫ﻟﻸﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳚﻌﻞ ﺍﶈﺒﻮﺏ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺍﳍﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﳚﺐ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﶈﺒﻮﺏ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻟﺼﲑﻭﺭﺗﻪ ﺍﳍﺎ ﻻ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻻﻛﱪ ﻓﺎﻬﻧﺎ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﱄ‬
‫ﻓﺎﻟﺸﺮﻙ ﻫﻮ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺍﳍﺎ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻻ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﻣﺘﺒﻌﻴﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﻞ‬
‫ﻭ ﻻ ﻧﻔﺲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻗﻄﻌﺎ ﻓﺎﻥ ﻛﻞ ﺑﺎﻃﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻙ ﻭ ﻻ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ‬
‫ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺷﻔﻴﻊ ﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻫﻮ ﳏﺼﻞ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺷﺮﻙ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻠﺤﺪ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﻓﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺧﻠﻒ ﺍﺿﺎﻋﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﻭ ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺤﻤﻠﻮﺍ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﳏﻤﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ‬
‫ﲪﻠﻮﺍ ﺍﶈﺒﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺛﺒﺘﻬﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﳋﻮﺍﺹ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ‬
‫ﳏﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬
 ‫‪- ٩٠ -‬‬

‫ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺍﻻ ﻣﻀﻤﻮﻣﺔ ﺑﻌﺒﺎﺩﻬﺗﻢ ﺑﻞ ﺍﳊﻖ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﱄ ﻓﻼ‬
‫ﺗﻔﻴﺪ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺗﻘﺮﺑﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻭﻟﻴﻪ ﻓﻬﻮ‬
‫ﻭ ﺍﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺳﻮﺍﺀ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻬﺑﺎ ﺍﺻﻼ ﺑﻞ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺗﺒﻄﻞ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﺎﻥ ﺍﺑﺎ ﺟﻬﻞ ﻭ ﺍﺧﻮﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﺍﻻ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﺕ ﹸﻛ ِّﻞ َﺷ ْﻲ ٍﺀ َﻭ ﻫُ َﻮ‬
‫ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﳍﺘﻬﻢ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳌﻠﻚ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹸﻗ ﹾﻞ َﻣ ْﻦ ِﺑَﻴ ِﺪ ِﻩ َﻣ ﹶﻠﻜﹸﻮ ُ‬
‫ﺤﺮُﻭ ﹶﻥ * ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ‪:‬‬
‫ﺴَ‬
‫ﷲ ﹸﻗ ﹾﻞ ﹶﻓﹶﺎﻧﱠﻰ ُﺗ ْ‬
‫ﺠﲑُ َﻭ ﹶﻻ ُﻳﺠَﺎ ُﺭ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻪ ِﺍ ﹾﻥ ﹸﻛ ْﻨُﺘ ْﻢ َﺗ ْﻌ ﹶﻠﻤُﻮ ﹶﻥ * َﺳَﻴﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ ِ ِ‬
‫ﻳُ ِ‬
‫‪.(٨٩-٨٨‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻥ ﺍﳊﻖ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﻗﺮ‬
‫ﻫﻮ ﺑﺎﻬﻧﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺍﳍﺔ ﻭ ﺍﻥ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻫﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳌﻠﻚ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺪﺍﺭ ﺷﺮﻛﻬﻢ‬
‫ﻭ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺍﳍﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺮﻙ ﻭ ﻛﻔﺮ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﲑ ﺷﻔﻴﻌﺎ‬
‫ﺍﻭﻻ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻗﺪ ﻧﻔﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻘﺎﻝ ) ﹶﻓﻤَﺎ َﺗ ْﻨ ﹶﻔﻌُﻬُ ْﻢ َﺷﻔﹶﺎ َﻋﺔﹸ ﺍﻟﺸﱠﺎ ِﻓ ِﻌ َ‬
‫ﲔ‬
‫ﲑ * ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ‪.(٧٤ :‬‬
‫ﺼٍ‬ ‫* ﺍﳌﺪﺛﺮ‪.(٤٨ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ) َﻭ ﻣَﺎ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﻓِﻲ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ ِ‬
‫ﺽ ِﻣ ْﻦ َﻭِﻟ ﱟﻲ َﻭ ﹶﻻ َﻧ ِ‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻗﺪ ﺍﺛﺒﺖ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻈﻢ ﻗﱪ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻒ ﰲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﻭﺍﺿﻌﹰﺎ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﲏ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺳﺌﻠﻚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﱵ ﻭ ﻳﻨﺎﺩﻳﻪ ﻭ ﻳﻌﺘﻘﺪ‬
‫ﻧﺪﺍﺋﻪ ﺳﺒﺒﺎ ﳊﺼﻮﻝ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻭ ﻳﻌﻈﻢ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭ ﳎﺎﻟﺴﻪ ﻭ ﺩﺍﺭﻩ ﺣﱴ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻵﺛﺎﺭ‬
‫ﻣﺴﺠﺪﺍ ﻭ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﱯ ﻛﺎﻥ ﺍﻭ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺕ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺰﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺮ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺼﻨﻢ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻫﻮ ﺍﳌﺼﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﻮﺛﻦ ﻏﲑ ﺍﳌﺼﻮﺭ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺪﺍﺀ ﺍﷲ ﻛﻴﻒ ﺟﻌﻞ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭﺛﻨﺎ ﻭ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﻣﻦ‬
 ‫‪- ٩١ -‬‬

‫ﺯﺍﺭ ﻗﱪﻱ ﻭﺟﺒﺖ ﻟﻪ ﺷﻔﺎﻋﱵ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﻣﻦ ﺯﺍﺭﱐ ﺑﻌﺪ‬
‫ﻣﻮﰐ ﻓﻜﺄﳕﺎ ﺯﺍﺭﱐ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ( ﻭ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻧﻪ ﺍﺗﻰ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﹼﻢ ﻓﻮﻗﻒ ﻓﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﺣﱴ ﻇﻨﻨﺖ ﺍﻧﻪ ﺍﻓﺘﺘﺢ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﻭ ﺻﺮﺡ ﺍﳌﻜﻲ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﻭ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﰲ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ‬
‫ﷲ َﻭ‬
‫ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻓﺘﻼ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫ﺼﻠﱡﻮ ﹶﻥ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﱠﻨِﺒ ﱢﻲ * ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ‪ (٥٦ :‬ﰒ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﳍﺎ‬
‫َﻣ ﹶﻠِﺌ ﹶﻜَﺘﻪُ ُﻳ َ‬
‫ﺳﺒﻌﲔ ﻣﺮﺓ ﻧﺎﺩﺍﻩ ﻣﻠﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﻭ ﱂ ﺗﺴﻘﻂ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻭﺿﻊ‬
‫ﺍﻟﻴﻤﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺴﺮﻱ ﻟﻴﺲ ﺭﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ ﺍﻻﺋﻤﺔ‬
‫ﺍﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﻻ ﻳﻀﻌﻮﻧﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺭﻛﻨﺎ ﻣﺎ ﻟﻔﺮﺽ ﻛﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﻣﺜﻼ ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﳌﻨﻊ‬
‫ﺍﳕﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﻨﻬﻰ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻨﻬﻰ‪ .‬ﺍﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺮﺟﻠﲔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻟﻮ ﻛﻨﺘﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻻﻭﺟﻌﺘﻜﻤﺎ ﺿﺮﺑﺎ ﺗﺮﻓﻌﺎﻥ ﺍﺻﻮﺍﺗﻜﻤﺎ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‪ .‬ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﱯ ﺣﻴﺎ ﻭ ﻻ ﻣﻴﺘﺎ ﻭ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻬﻧﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﻭﺗﺪ ﻳﻮﺗﺪ ﻭ ﻣﺴﻤﺎﺭ‬
‫ﻳﻀﺮﺏ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﻄﺒﻘﺔ ﲟﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻓﺘﺮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻻ ﺗﺆﺫﻭﺍ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭ ﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻲ ﺑﺂﻳﺔ ﺍﻻ ﺑﺎﳌﻨﺎﺻﻊ ﺗﻮﻗﻴﺎ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻭ ﺗﺄﺩﺑﺎ ﻣﻌﻪ ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻧﻪ ﳌﺎ ﻧﺎﻇﺮ ﺍﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﹼﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺍﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻻ ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﺩﺏ ﻗﻮﻣﺎ‬
‫ﺕ ﺍﻟﱠﻨِﺒ ﱢﻲ * ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ‪ (٢ :‬ﻭ ﻣﺪﺡ ﻗﻮﻣﺎ ﻓﻘﺎﻝ )ِﺍ ﱠﻥ‬
‫ﺻ ْﻮ ِ‬
‫ﻕ َ‬
‫ﺻﻮَﺍَﺗ ﹸﻜ ْﻢ ﹶﻓ ْﻮ َ‬
‫ﻓﻘﺎﻝ ) َﹶﻻ َﺗ ْﺮ ﹶﻓﻌُﻮﺍ ﹶﺍ ْ‬
‫ﷲ * ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ‪ (٣ :‬ﻭ ﺫﻡ ﻗﻮﻣﺎ ﻓﻘﺎﻝ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ‬
‫ﺻﻮَﺍَﺗ ُﻬ ْﻢ ِﻋ ْﻨ َﺪ َﺭﺳُﻮ ِﻝ ﺍ ِ‬
‫ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﻳ ُﻐﻀﱡﻮ ﹶﻥ ﹶﺍ ْ‬
‫ﺕ ﹶﺍ ﹾﻛﹶﺜﺮُﻫُ ْﻢ ﹶﻻ َﻳ ْﻌ ِﻘﻠﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ‪ (٤ :‬ﻭ ﺍﻥ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻣﻴﺘﺎ‬
‫ﺠﺮَﺍ ِ‬
‫ﺤُ‬
‫ﻚ ِﻣ ْﻦ َﻭﺭَﺁ ِﺀ ﺍﹾﻟ ُ‬
‫ﻳُﻨَﺎﺩُﻭَﻧ َ‬
‫ﻛﺤﺮﻣﺘﻪ ﺣﻴﺎ ﻓﺎﺳﺘﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺍﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭ ﺍﺩﻋﻮ ﺍﻡ‬
‫ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﱂ ﺗﺼﺮﻑ ﻭ ﺟﻬﻚ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺘﻚ ﻭ‬
‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﺑﻴﻚ ﺁﺩﻡ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﺍﺳﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ ﻓﻴﺸﻔﻌﻚ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٦٤ :‬ﻭ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺍﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﱪﻩ ﺍﻓﻀﻞ‬
‫) َﻭﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﹶﺍْﻧﻔﹸ َ‬
 ‫‪- ٩٢ -‬‬

‫ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻻﺭﺽ ﺣﱴ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺍﻳﻀﺎ ﺣﱴ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻊ ﺧﻼﻑ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺍﳌﻜﺮﻣﲔ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻘﱪ ﺍﳌﻜﺮﻡ ﻭ ﻗﺪ ﻧﺺ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻱ ﻭ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ ﻭ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﱐ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﻥ‬
‫ﺑﺎﻥ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻭ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻭ ﺗﻮﻗﲑﻩ ﻻﺯﻡ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻝ‬
‫ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻋﻈﺎﻣﻪ ﻭ ﺍﻛﺮﺍﻣﻪ ﺍﻋﻈﺎﻡ ﲨﻴﻊ ﺍﺳﺒﺎﺑﻪ ﻭ ﺍﻛﺮﺍﻡ ﻣﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭ‬
‫ﺍﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻣﻌﺎﻫﺪﻩ ﻭ ﻣﺎ ﳌﺴﻪ ﺍﻭ ﻋﺮﻑ ﺑﻪ ﻭ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﳒﺪﻩ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﻥ ﻻﰊ ﳏﺬﻭﺭﺓ ﻗﺼﺔ ﰲ ﻣﻘﺪﻡ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﺫﺍ ﻗﻌﺪ ﻭ ﺍﺭﺳﻠﻬﺎ ﺍﺻﺎﺑﺖ ﺍﻻﺭﺽ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ‬
‫ﺍﻻ ﲢﻠﻘﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﱂ ﺍﻛﻦ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺍﺣﻠﻘﻬﺎ ﻭ ﻗﺪ ﻣﺴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺑﻴﺪﻩ‬
‫ﻱ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﱪ ﰒ‬ ‫ﻭ ﺭُ ِﺅ َ‬
‫ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺁﺛﺎﺭﺍ ﺍﺧﺮ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻦ‬
‫ﳏﺎﺫﺍﺓ ﺍﺭﺑﻊ ﺍﺫﺭﻉ ﻭ ﻳﻼﺯﻡ ﺍﻻﺩﺏ ﻭ ﺍﳋﺸﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻏﺎﺽ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﳍﻴﺒﺔ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻮﻗﻮﻓﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭ ﲰﺎﻋﻪ ﺳﻼﻣﻪ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻫﻮ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﺫ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﻣﻮﺗﻪ ﻭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﳌﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﺣﻮﺍﳍﻢ ﻭ‬
‫ﻧﻴﺎﻬﺗﻢ ﻭ ﻋﺰﺍﺋﻤﻬﻢ ﻭ ﺧﻮﺍﻃﺮﻫﻢ ﻭ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻩ ﺟﻠﻲ ﻻ ﺧﻔﺎﺀ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺮﺍﻏﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬
‫ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻥ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻗﺮﺑﺔ ﻟﻼﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٦٤ :‬ﻻﻥ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﹶﺍْﻧﻔﹸ َ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﲟﻮﺗﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻮﺍﺀ ﺣﺎﻟﺘﻪ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﻳﻘﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺣﲔ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﲟﻮﻗﻔﻪ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﻉ‬
‫ﲜﻨﺎﺑﻪ ﺍﻻﻗﺪﺱ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﺫﻛﺮﻩ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ ﰲ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﻭ‬
‫ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﻭ ﺣﻜﻢ ﻛﻮﻥ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺛﻨﺎ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭ‬
‫ﳏﺎﺩﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﺻﺎﺑﲏ ﰲ ﺑﺼﺮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﺊ ﻓﺒﻌﺜﺖ ﺍﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺍﱐ ﺍﺣﺐ ﺍﻥ‬
‫ﺗﺄﺗﻴﲏ ﻭ ﺗﺼﻠﻲ ﰲ ﻣﱰﱄ ﻓﺎﲣﺬﻩ ﻣﺼﻠﻰ ﻭ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻝ ﻓﺨﻂ ﱄ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﰲ ﺷﺮﺣﻪ ﺍﻯ ﺃﻋﻠﻢ ﱄ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﻻﲣﺬﻩ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﺍﻯ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﺍﺟﻌﻞ ﺻﻼﰐ ﻓﻴﻪ‬
 ‫‪- ٩٣ -‬‬

‫ﻣﺘﱪﻛﺎ ﺑﺂﺛﺎﺭﻙ ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺂﺛﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﻬﺑﺎ ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬
‫ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺮﺧﺺ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻈﻬﺮ ﺍﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪:‬‬
‫ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﺸﺮﻉ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺩﺭ ﺗﻔﺴﲑ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﺑﺎﳉﻤﻠﻪ ﺍﺯ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻳﻦ ﺳﻮﺭﻩ ﻣﻌﻠﻮﻡ‬
‫ﻣﻴﺸﻮﺩﻛﻪ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭ ﻃﺎﻋﺎﺕ ﺭﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻭﻗﺎﺕ ﻧﻴﻚ ﻭ ﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻣﺘﱪﻛﻪ ﻭ ﺣﻀﻮﺭ‬
‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺻﺎﳊﺎﻥ ﺩﺭ ﺍﳚﺎﺏ ﺛﻮﺍﺏ ﻭ ﺍﻳﺮﺍﺙ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﻭ ﺍﻧﻮﺍﺭ ﻗﺮﺑﱵ ﻋﻈﻴﻢ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻴﺸﻮﺩ‬
‫ﺳﻮﻡ ﺁﻧﻜﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﺘﱪﻛﻪ ﻣﻮﺭﺩ ﻧﻌﻤﺖ ﻭ ﺭﲪﺖ ﺍﳍﻲ ﮔﺸﺘﻪ ﺍﻧﺪ ﻳﺎ ﺑﻌﺾ‬
‫ﺧﺎﻧﺪﺍﻬﻧﺎﻯ ﻗﺪﱘ ﺍﻫﻞ ﺻﻼﺡ ﻭ ﺗﻘﻮﻯ ﺧﺎﺻﻴﱵ ﭘﻴﺪﺍ ﻣﻲ ﻛﻨﺪ ﻛﻪ ﺩﺭ ﺁﻬﻧﺎ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﺗﻮﺑﻪ‬
‫ﳕﻮﺩﻥ ﻭ ﻃﺎﻋﺎﺕ ﲜﺎ ﺁﻭﺭﺩﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﺳﺮﻋﺖ ﻗﺒﻮﻝ ﻭ ﲦﺮﺍﺕ ﻧﻴﻚ ﻣﻰ ﺑﺎﺷﺪ ﺍﺯ ﳘﲔ‬
‫ﺟﺎﺳﺖ ﻛﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ]‪ [١‬ﺍﺯ ﺍﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺧﺪﺭﻱ ﺣﻜﺎﻳﺖ ﻛﺮﺩﻩ ﻛﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﺯﻱ ﳘﺮﺍﻩ‬
‫ﺁﳒﻨﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻨﮕﺎﻡ ﺷﺐ ﺩﺭ ﻏﺰﻭﻩ ﻳﺎ ﺳﻔﺮﻱ ﺭﻓﺘﻴﻢ ﭼﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﺷﺐ ﺷﺪ ﺩﺭ‬
‫ﭘﺸﺘﻪ ﻛﻮﻫﻰ ﮔﺬﺷﺘﻴﻢ ﻛﻪ ﺁﻧﺮﺍ ﺩﺍﺭ ﺍﳊﻨﻈﻞ ﻣﻴﮕﻔﺘﻨﺪ ﺁﳓﻀﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺮﻣﻮﺩﻧﺪ‪) .‬ﻣﺎ‬
‫ﺏ‬
‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻨﻴﺔ ﺍ ﹼﻻ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﺒﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ )ﹸﺍ ْﺩ ُﺧﻠﹸﻮﺍ ﺍﹾﻟﺒَﺎ َ‬
‫ﺠﺪًﺍ * َﻭ ﻗﹸﻮﻟﹸﻮﺍ ِﺣ ﱠﻄﺔﹲ َﻧ ْﻐ ِﻔ ْﺮ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ َﺧﻄﹶﺎﻳَﺎ ﹸﻛ ْﻢ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ ((٥٨-٥٧ :‬ﻳﻌﲏ ﺑﮕﲑﻳﺪ ﺟﺎﻯ‬
‫ُﺳ ﱠ‬
‫ﺍﺳﺘﺎﺩﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﺍﻛﻪ ﺳﻨﮕﻰ ﺍﺳﺖ ﻣﻌﲔ ﻭ ﺑﺮﺍﻥ ﺳﻨﮓ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬
‫ﺍﺳﺘﺎﺩﻩ ﺍﺫﺍﻥ ﺣﺞ ﺩﺭ ﻣﺮﺩﻡ ﺩﺍﺩ ﻭ ﻫﺮﺩﻭ ﻗﺪﻡ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺩﺭﺍﻥ ﺳﻨﮓ ﻣﻨﻘﺶ‬
‫ﮔﺸﺖ ﻣﺼﻠﻰ ﻳﻌﲏ ﳕﺎﺯﮔﺎﻩ ﻛﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﺯ ﻃﻮﺍﻑ ﺧﺎﻧﻪ ﻛﻌﺒﻪ ﺩﻭ ﺭﻛﻌﺖ ﲢﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ‬
‫ﻋﻘﺐ ﺍﻳﻦ ﺳﻨﮓ ﺍﺳﺘﺎﺩﻩ ﮔﺰﺍﺭﺩﻥ ﻣﻘﺮﺭ ﺍﺳﺖ ﺗﺎ ﺍﻣﺎﻣﺖ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺗﺎ ﻗﻴﺎﻣﺖ‬
‫ﺟﺎﺭﻱ ﺑﺎﺷﺪ ﻭ ﻧﻴﺰ ﭼﻮﻥ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺮ ﳘﺎﻥ ﺳﻨﮓ ﺍﺳﺘﺎﺩﻩ ﺍﺫﺍﻥ ﺣﺞ ﺩﺍﺩﻩ ﺑﻮﺩﻧﺪ‬
‫ﭘﺲ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻠﺖ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻧﺰﺩ ﺁﻥ ﺳﻨﮓ ﺍﺳﺘﺎﺩﻩ ﺷﺪﻥ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﺧﺪﺍﻯ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﲜﺎ ﺁﻭﺭﺩﻥ ﮔﻮﻳﺎ ﻧﺰﺩ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮ ﺷﺪﻥ ﺍﺳﺖ ﻭ ﲝﻀﻮﺭ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﺧﺪﺍ ﲜﺎ ﺁﻭﺭﺩﻥ‬
‫ﺍﺳﺖ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﺍﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻣُ ْﺮ َﺩ َﻭْﻳ ِﻪ ﺍﻻﺻﻔﻬﺎﱐ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٤١٠‬ﻫـ]‪ ۱۰۱۹‬ﻡ‪[.‬‬

 ‫‪- ٩٤ -‬‬

‫ﺗﱪﻙ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺻﺎﳊﲔ ﺷﻌﺎﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﺳﺖ ﻗﺪﳝﹰﺎ ﻭ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻭ ﺍﺯ ﻛﺘﺎﺏ ﻭ ﺳﻨﺖ ﺛﺎﺑﺖ‬
‫ﺍﻧﻜﺎﺭ ﺁﻥ ﻭ ﻛﻼﻡ ﺩﺭ ﺁﻥ ﻏﲑ ﺍﺯ ﺍﳊﺎﺩ ﻭ ﺯﻧﺪﻗﻪ ﭼﻪ ﺗﻮﺍﻥ ﮔﻔﺖ‪.‬‬
‫ﻧﺰﺩ ﻓﻘﲑ ﺍﻳﻦ ﺍﻣﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻧﻴﺴﺖ ﳏﺒﺖ ﺑﺎ ﻛﺴﻴﻜﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﺳﺖ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻗﺘﻀﺎﻯ ﳏﺒﺖ ﻭ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺁﺛﺎﺭ ﻭ ﻣﻨﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻭ ﻣﻲ ﻛﻨﺪ ﻭ ﻬﺗﺎﻭﻥ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﺂﻥ‬
‫ﺩﻟﻴﻞ ﺍﺳﺖ ﺑﺮ ﻋﺪﻡ ﳏﺒﺖ ﺑﺎ ﻣﺒﺪﺃ ﻭ ﻣﻨﺸﺄ ﺁﺛﺎﺭ ﻧﻘﻞ ﺍﺳﺖ ﺍﺯ ﺁﳓﻀﺮﺕ ﻛﻪ ﺩﺭ ﻣﻨﺸﺌﺎﺕ‬
‫ﺧﻮﺩ ﻧﻮﺷﺘﻪ ﺍﻧﺪ ﻛﻪ ﺩﺭ ﺁﻥ ﻭﻗﺖ ﻛﻪ ﺑﺴﺮﻧﺪﻳﺐ ﺑﺰﻳﺎﺭﺕ ﻗﺪﻣﮕﺎﻩ ﺁﺩﻡ ﺻﻔﻲ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﻓﺘﻢ ﭼﻮﻥ ﻧﺰﺩﻳﻚ ﺁﻥ ﻗﺪﻣﮕﺎﻩ ﺭﺳﻴﺪﻡ ﺳﺤﺮﮔﺎﻩ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﺩﻳﺪﻩ ﺷﺪ ﺍﱁ‪.‬‬
‫ﺷﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺩﺭ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻧﻔﺎﺱ ﺭﺣﻴﻤﻴﻪ ﻣﻲ ﮔﻮﻳﺪ‪ :‬ﺣﺎﻣﺪﹰﺍ ﻭ ﻣﺼﻠﻴﹰﺎ ﺍﻣﺎ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺑﺮﺍﺩﺭﻡ ﻓﻴﺾ ﺍﷲ ﻣﻨﺘﻈﺮ ﻓﻴﺾ ﺍﷲ ﺑﺎﺷﻨﺪ ﺍﻯ ﺑﺮﺍﺩﺭ ﻓﻴﺾ ﺍﷲ ﻧﺎﮔﺎﻩ ﺭﺳﺪ ﺍﻣﺎ ﺑﺮ ﺩﻝ‬
‫ﺁﮔﺎﻩ ﺭﺳﺪ ﺩﺍﱐ ﻛﻪ ﺩﻝ ﺁﮔﺎﻩ ﻛﻴﺴﺖ ﻭﱃ ﻛﻪ ﻣﺘﺄﺩﺏ ﺑﺂﺩﺍﺏ ﺑﺎﺷﺪ ﺑﺮ ﺳﻪ ﻗﺴﻢ ﺍﺳﺖ‬
‫ﺍﺩﺏ ﺧﺪﺍ ﻭ ﺍﺩﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺧﺪﺍ ﻭ ﺍﺩﺏ ﺧﻠﻖ ﺧﺪﺍ ﻓﻤﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻻﺩﺏ ﺑﻠﻎ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬
‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‬ ‫ﺍﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺩﺭ ﻛﻮﭼﻬﺎﺉ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﮔﺎﻫﻲ ﺳﻮﺍﺭ ﻧﺸﺪ ﺯﻳﺮﺍ ﭼﻪ ﺟﺎﻯﻛﻪ ﳏﺒﻮﺏ ﺭ ّ‬
‫ﻭ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﺤﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻛﻤﻞ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎﺕ ﭘﻴﺎﺩﻩ ﺭﻓﺘﻪ ﺑﺎﺷﺪ ﺁﳒﺎ ﺳﻮﺍﺭﻱ‬
‫ﺳﻮﺀ ﺍﺩﺏ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺁﻥ ﺍﻣﺎﻡ ﳘﺎﻡ ﻫﺮﺟﺎﻛﻪ ﻋﻤﺎﺭﺕ ﻗﺪﱘ ﻣﻴﺪﻳﺪ ﺑﺄﺩﺏ ﲤﺎﻡ ﺑﻮﺳﻪ ﻣﻴﺪﺍﺩ ﺑﻪ‬
‫ﺃﻣﻴﺪ ﺁﻧﻜﻪ ﺷﺎﻳﺪ ﻛﻪ ﺁﻥ ﮔﻞ ﺑﻮﺳﺘﺎﻥ ﻧﺒﻮﺕ ﻭ ﺁﻥ ﺷﺠﺮﻩ ﺑﺎﻍ ﺭﺳﺎﻟﺖ ﺑﻮﻯ ﺩﺳﱵ‬
‫ﺭﺳﺎﻧﻴﺪﻩ ﺑﺎﺷﺪ ﺍﱁ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺍﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺟﻌﻮﺍ‬
‫ﺍﱃ ﺩﻳﻦ ﺍﺑﺎﺋﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﺧﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻇﻬﺮ ﲟﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﺎﻩ ﺷﺮﻛﺎ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‬
‫ﻭ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﺗﺒﻊ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻪ ﻭ ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭ ﺍﶈﺪﺛﲔ‪.‬‬
‫ﺸ َﺮ َﻙ ِﺑ ِﻪ َﻭَﻳ ْﻐ ِﻔﺮُ ﻣَﺎ ﺩُﻭ ﹶﻥ‬
‫ﷲ ﹶﻻ َﻳ ْﻐ ِﻔﺮُ ﹶﺍ ﹾﻥ ﻳُ ْ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫ﻼ ﹰﻻ َﺑﻌِﻴﺪًﺍ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (١١٦ :‬ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺿﹶ‬
‫ﺿ ﱠﻞ َ‬
‫ﷲ ﹶﻓ ﹶﻘ ْﺪ َ‬
‫ﺸ ِﺮ ْﻙ ﺑِﺎ ِ‬
‫ﻚ ِﻟ َﻤ ْﻦ ﻳَﺸﺂﺀُ َﻭ َﻣ ْﻦ ُﻳ ْ‬
‫ﹶﺫِﻟ َ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺷﺮﻛﺎ ﺍﻛﱪ ﻓﺠﺰﺍﺀﻩ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﺻﻐﺮ ﻓﺠﺰﺍﺀﻩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ‬
 ‫‪- ٩٥ -‬‬

‫ﺩﻭﻥ ﺍﳋﻠﻮﺩ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻳﻀﺎ ﻏﲑ ﻣﻐﻔﻮﺭ ﻭ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﳝﻜﻦ ﻋﻔﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﷲ‪.‬‬

‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻗﺪ ﺍﻇﻬﺮ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻭ ﺟﻬﺮﺍ ﻓﺎﻥ ﻣﺬﻫﺐ‬
‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻥ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻛﻞ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻔﻮ ﻭ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺒﲑﺓ ﻭ ﻟﻮ ﺑﻼ ﺗﻮﺑﺔ‬
‫ﺍﻣﺎ ﲟﺤﺾ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﲔ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺑﻼ‬
‫ﺗﻮﺑﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﳐﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻗﻄﻌﻲ ﺩﺍﺋﻤﻲ ﰲ ﺣﻘﻪ ﺍﻣﺎ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻓﻠﻜﻮﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﻠﻜﻮﻧﻪ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭ ﻛﻮﻧﻪ ﰲ‬
‫ﺍﳌﱰﻟﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﳚﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺻﻠﻮﺓ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺩﻓﻨﻪ ﰲ‬
‫ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﳌﺮﻳﺴﻲ ﻭ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﻭ‬
‫ﻟﻜﻨﻪ ﻏﲑ ﳐﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﰲ ﺣﻘﻪ ﻗﻄﻌﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﻏﲑ ﺩﺍﺋﻤﻲ ﻓﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﺍﱃ‬
‫ﻣﺬﻫﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻀﺎﻟﲔ ﻭ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻬﺑﺎ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻭ ﺭﺩﻭﺍ‬
‫ﻬﺑﺎ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭ ﺍﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﻻ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﳌﺄﺛﻮﺭ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺩﺭ ﺗﻔﺴﲑ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻣﻲ ﮔﻮﻳﺪ ﺍﻫﻞ ﻗﺒﻠﻪ ﺭﺍ ﺩﺭﻳﻦ ﻣﺴﺌﻠﻪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻋﻈﻴﻢ‬
‫ﺭﻭ ﺩﺍﺩﻩ ﺑﻌﻀﻲ ﺍﺯ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﻛﺒﲑﻩ ﺭﺍ ﻭﻋﻴﺪ ﻗﻄﻌﻲ ﺩﺍﺋﻤﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻲ ﻛﻨﻨﺪ ﻭ‬
‫ﻣﻴﮕﻮﻳﻨﺪ ﻛﻪ ﺍﮔﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺒﲑﻩ ﰊ ﺗﻮﺑﻪ ﲟﲑﺩ ﺣﻜﻢ ﺍﻭ ﺣﻜﻢ ﻛﺎﻓﺮﺍﻥ ﺍﺳﺖ ﻭ ﳘﲔ‬
‫ﺍﺳﺖ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻌﺘﺰﻟﻪ ﻭ ﺧﻮﺍﺭﺝ ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻭ ﺑﻌﻀﻲ ﺍﺯ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﻭﻋﻴﺪ ﻗﻄﻌﻲ ﻣﻨﻘﻄﻊ‬
‫ﺭﺍ ﺑﺮﺍﻯ ﺍﻭ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻴﻜﻨﻨﺪ ﻭ ﻣﻴﮕﻮﻳﻨﺪ ﻛﻪ ﺍﻭ ﺷﺎﻳﺎﻥ ﻋﻔﻮ ﻧﺪﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺘﻪ ﻣﻌﺬﺏ ﺧﻮﺍﻫﺪ ﺷﺪ‬
‫ﺍﻣﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻭ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺧﻮﺍﻫﺪ ﮔﺸﺖ ﻭ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺑﻪ ﻬﺑﺸﺖ ﺧﻮﺍﻫﺪ ﺭﻓﺖ ﻭ ﳘﲔ ﺍﺳﺖ‬
‫ﻣﺬﻫﺐ ﺑﺸﺮ ﻣﺮﻳﺴﻲ ﻭ ﺧﺎﻟﺪﻱ ﻭ ﺩﻳﮕﺮ ﺟﺎﻫﻼﻥ ﺑﻴﻮﻗﻮﻑ ﻣﺬﻫﺐ ﺻﺤﻴﺢ ﻛﻪ ﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭ‬
‫ﺗﺎﺑﻌﲔ ﺁﻧﺮﺍ ﻣﺸﺮﻭﺣﹰﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻓﺮﻣﻮﺩﻩ ﺍﻧﺪ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺳﻨﺖ ﻭ ﲨﺎﻋﺖ ﺁﻧﺮﺍ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﳕﻮﺩﻩ ﺁﻧﺴﺖ‬
‫ﻛﻪ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﻛﺒﲑﻩ ﻗﺎﺑﻞ ﻋﻔﻮ ﺍﺳﺖ ﺍﮔﺮﭼﻪ ﰊ ﺗﻮﺑﻪ ﲟﲑﺩ ﻭ ﺍﻭ ﻣﺎﻧﻨﺪ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﺍﺳﺖ‬
‫ﺩﺭ ﳕﺎﺯ ﺟﻨﺎﺯﻩ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭ ﺍﻋﺎﻧﺖ ﺑﺼﺪﻗﺎﺕ ﻭ ﻣﲑﺍﺙ ﻭ ﺩﺭ ﺣﻖ ﺍﻭ ﺷﻔﺎﻋﺖ ﭘﻴﻐﻤﲑ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﺭﲪﺖ ﺍﳍﻲ ﺭﺍ ﺍﻣﻴﺪ ﻭﺍﺭ ﺑﺎﻳﺪ ﺑﻮﺩ ﺑﻠﻜﻪ ﻳﻘﲔ ﺑﺎﻳﺪ ﻛﺮﺩ ﻛﻪ ﺣﻖ‬
 ‫‪- ٩٦ -‬‬

‫ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺮﲪﺖ ﺑﻴﻐﺎﻳﺖ ﺧﻮﺩ ﻳﺎ ﺑﺸﻔﺎﻋﺖ ﭘﻴﻐﻤﲑ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺍﺯ ﺑﻌﻀﻰ ﻣﺮ ﺗﻜﺒﺎﻥ‬
‫ﻛﺒﲑﻩ ﻋﻔﻮ ﺧﻮﺍﻫﺪ ﻓﺮﻣﻮﺩ‪.‬‬

‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻫﻮ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺧﺼﺼﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﻛﺜﲑ ﻟﻜﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﲑﻩ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺍﻗﺴﺎﻡ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻋﲏ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻟﻐﲑﻩ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻭ ﻧﺎﻇﺮﺍ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﻣﻄﻠﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭ ﰲ ﻛﻞ ﺁﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻭ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺧﻔﻴﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻭ ﺟﻠﻴﺎ ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﺫﻛﺮ‬
‫ﺍﺳﻢ ﻧﱯ ﻓﻴﻄﻠﻊ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺼﺎﺭ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺷﺮﻙ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻧﱯ ﺍﻭ ﻭﱄ ﺍﻭ‬
‫ﻣﻠﻚ ﻭ ﺟﲏ ﺍﻭ ﺻﻨﻢ ﻭ ﻭﺛﻦ ﻭ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻟﻪ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻭ ﺑﺎﻋﻼﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﺑﺎﻯ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﲑ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻋﲏ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﷲ‬
‫ﻟﻐﲑﻩ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻭ ﺑﺎﻋﻄﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻯ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻛﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ﺍﻋﲏ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺧﺼﺼﻬﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ﻣﺜﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻒ ﰲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻪ‬
‫ﻭ ﺷﺪ ﺍﻟﺮﺣﻞ ﺍﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻞ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻻﺣﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻫﻬﻨﺎ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﻭ ﺍﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﺮﺝ ﻭ ﺍﺠﻤﻟﺎﻭﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﱪﻙ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻌﺔ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻱ ﻭ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺣﺮﻣﻪ ﻭ‬
‫ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﱯ ﺍﻭ ﻭﱄ ﺍﻭ ﻗﱪﻩ ﻭ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺍﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭ ﺑﺬﻝ ﺍﳌﺎﻝ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻭ ﻗﺼﺪ‬
‫ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻌﺔ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻱ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺘﻮﺩﻳﻊ ﻭ ﺿﺮﺏ ﺍﳋﺒﺎﺀ ﻭ ﺍﺭﺧﺎﺀ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺑﺎﻟﺜﻮﺏ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻫﻬﻨﺎ ﻭ ﺍﺠﻤﻟﺎﻭﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺣﻮﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻥ ﺫﻛﺮ‬
‫ﻏﲑ ﺍﷲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﺑﻨﺤﻮ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻳﺎ ﺣﺪﺍﺩ ﻳﺎ‬
‫ﲰﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻭ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺑﻨﻔﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ‬
‫ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻭ ﻻ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻋﲏ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻐﲑ ﰲ ﺍﻓﻌﺎﻝ ﻋﺎﺩﺓ ﲟﺎ ﳚﺐ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﻣﺜﻞ ﺍﳊﻠﻒ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺧﻼﺹ ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﷲ ﻭ‬
‫ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﲑ ﺍﷲ ﺍﻭ ﲰﻰ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻭ ﻧﺬﺭ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ‬
‫ﺍﻭ ﺗﺼﺪﻕ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﺍﻭ ﻗﺎﻝ ﻧﺬﺭﺍ ﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﻣﺸﺮﻛﺎ‬
 ‫‪- ٩٧ -‬‬

‫ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭ ﻫﺎ ﺍﻧﺎ ﺍﺫﻛﺮ ﺍﻻﻗﺴﺎﻡ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﻭ ﺍﺛﺒﺖ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﳐﺎﻟﻒ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ‬
‫ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻭ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﻭ ﺻﺎﺭ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﰲ ﻛﺘﺐ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻫﻮ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﰲ ﺍﻻﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻣﺎ ﲟﻌﲎ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻛﺎﺠﻤﻟﻮﺱ ﺍﻭ‬
‫ﲟﻌﲎ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻛﻌﺒﺪﺓ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻓﻤﺪﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺭﻛﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻻﻟﻪ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻻﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭﻣَﺂ ﺍﹸ ِﻣﺮُﻭﺍ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟَﻴ ْﻌﺒُﺪُﻭﺍ ِﺍﹶﻟﻬًﺎ ﻭَﺍ ِﺣﺪًﺍ ﻵ ِﺍﹶﻟ َﻪ‬
‫ﷲ‬
‫ﷲ َﺗﻌَﺎﻟﹶﻰ ﺍ ُ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ‪ (٣١ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﺀِﺍﹶﻟﻪٌ َﻣ َﻊ ﺍ ِ‬
‫ِﺍ ﱠﻻ ﻫُ َﻮ ُﺳ ْﺒﺤَﺎَﻧﻪُ َﻋﻤﱠﺎ ُﻳ ْ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ *‬
‫ﷲ َﻋﻤﱠﺎ ُﻳ ْ‬
‫ﷲ ُﺳ ْﺒﺤَﺎ ﹶﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻟﻨﻤﻞ‪ (٦٣ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ )ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﹶﺍِﻟﻪٌ ﹶﻏ ْﻴﺮُ ﺍ ِ‬
‫َﻋﻤﱠﺎ ُﻳ ْ‬
‫ﺍﻟﻄﻮﺭ‪ (٤٣ :‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﺣﻜﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻠﺴﺎﻬﻧﻢ )ﹶﺍ َﺟ َﻌ ﹶﻞ ﺍﹾﻵِﻟ َﻬ ﹶﺔ‬
‫ﺻِﺒﺮُﻭﺍ َﻋﻠﹶﻰ‬
‫ﺸ ْﻲﺀٌ ُﻋﺠَﺎﺏٌ * ﻭَﺍْﻧ ﹶﻄ ﹶﻠ َﻖ ﹾﺍﹶﻟ َﻤﻼﹸ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﹶﺍ ِﻥ ﺍ ْﻣﺸُﻮﺍ ﻭَﺍ ْ‬
‫ِﺍﹶﻟﻬًﺎ ﻭَﺍ ِﺣﺪًﺍ ِﺍ ﱠﻥ َﻫﺬﹶﺍ ﹶﻟ َ‬
‫ﺸ ْﻲﺀٌ ُﻳﺮَﺍ ُﺩ * ﺹ‪ (٦-٥ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ )ﹶﻟ ْﻮ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﻓِﻴ ِﻬﻤَﺂ ﺁِﻟ َﻬﺔﹲ * ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ‪(٢٢ :‬‬
‫ﺁِﻟ َﻬِﺘﻜﹸ ْﻢ ِﺍ ﱠﻥ َﻫﺬﹶﺍ ﹶﻟ َ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ]‪ [١‬ﳌﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ )ِﺍﹶﻟﻬُﻜﹸ ْﻢ ِﺍﹶﻟﻪٌ ﻭَﺍ ِﺣﺪٌ * ﺍﻟﻜﻬﻒ‪(١١٠ :‬‬
‫ﻭ ﲰﻌﻬﺎ ﻛﻔﺎﺭ ﻣﻜﺔ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳍﻜﻢ‬
‫ﺍﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ‪.‬‬
‫] ‪[٢‬‬
‫ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﰊ‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺩﺭ ﺗﻔﺴﲑ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﻛﻪ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ‬
‫ﺻﺎﱀ ﻭ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﻭﺍﻳﺖ ﻛﺮﺩﻩ ﺍﻧﺪ ﻛﻪ ﭼﻮﻥ ﺍﻳﻦ ﺁﻳﺔ ﺩﺭ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﻧﺎﺭﻝ ﺷﺪ ﻛﺎﻓﺮﺍﻥ ﻣﻜﻪ‬
‫ﺍﻳﻦ ﺭﺍ ﺷﻨﻴﺪﻩ ﺧﻴﻠﻰ ﺗﻌﺠﺐ ﻛﺮﺩﻧﺪ ﻭ ﮔﻔﺘﻨﺪ ﻛﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻥ ﳏﻤﺪﺍ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳍﻜﻢ ﺍﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻠﻴﺄﺗﻨﺎ ﺑﺂﻳﺔ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺭﺩ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺜﻞ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺷﺮﻋﺎ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻟﻐﲑﻩ ﺑﺎﻃﻼ ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ ﺑﺎﻃﻞ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻓﺴﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﺎﻧﻪ ﺍﺛﺒﺎﺕ‬

‫)‪ (١‬ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ۳۱۰‬ﻫـ ]‪ ۹۲۳‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺑﻐﺪﺍﺩ‬
‫)‪ (٢‬ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٣١٨‬ﻫـ ]‪ ٩٣١‬ﻡ‪[.‬‬
 ‫‪- ٩٨ -‬‬

‫ﻣﺜﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻟﻐﲑﻩ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻭ ﻧﺎﻇﺮﺍ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﻣﻄﻠﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﰒ ﻓﺮﻉ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﻧﱯ ﺍﻭ ﻭﱄ ﻓﻴﻄﻠﻊ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺎﺭ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭ‬
‫ﻻ ﳜﻔﻰ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻊ ﻓﺎﺳﺪ ﻓﺎﻥ ﺍﳌﻔﺮﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻊ ﺍﻃﻼﻉ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺫﺍﻛﺮﻩ ﻭ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ‪.‬‬
‫ﺐ ﹶﻻ َﻳ ْﻌ ﹶﻠﻤُﻬﺂ ِﺍ ﱠﻻ ﻫُ َﻮ *‬
‫ﺢ ﺍﹾﻟ َﻐ ْﻴ ِ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ِﻋ ْﻨ َﺪﻩُ َﻣﻔﹶﺎِﺗ ُ‬
‫ﷲ‬
‫ﺐ ِﺍ ﱠﻻ ﺍ ُ‬
‫ﺽ ﺍﹾﻟ َﻐ ْﻴ َ‬
‫ﺕ َﻭ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ ِ‬
‫ﺴ َﻤﻮَﺍ ِ‬
‫ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (٥٩ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹸﻗ ﹾﻞ ﹶﻻ َﻳ ْﻌ ﹶﻠﻢُ َﻣ ْﻦ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﷲ ِﻋ ْﻨ َﺪﻩُ ِﻋ ﹾﻠﻢُ ﺍﻟﺴﱠﺎ َﻋ ِﺔ‬
‫ﺸ ُﻌﺮُﻭ ﹶﻥ ﹶﺍﻳﱠﺎ ﹶﻥ ُﻳ ْﺒ َﻌﺜﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻟﻨﻤﻞ‪ (٦٥ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫َﻭ ﻣَﺎ َﻳ ْ‬
‫ﺴﺐُ ﹶﻏﺪًﺍ َﻭ ﻣَﺎ َﺗ ْﺪﺭِﻱ‬
‫ﺚ َﻭ َﻳ ْﻌ ﹶﻠﻢُ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﹾﻷ ْﺭﺣَﺎ ِﻡ َﻭ ﻣَﺎ َﺗ ْﺪﺭِﻱ َﻧ ﹾﻔﺲٌ ﻣَﺎ ﺫﹶﺍ َﺗ ﹾﻜ ِ‬
‫َﻭ ُﻳﱠﻨ ِّﺰ ﹸﻝ ﺍﹾﻟ َﻐ ْﻴ ﹶ‬
‫ﷲ َﻋﻠِﻴﻢٌ َﺧِﺒﲑٌ * ﻟﻘﻤﻦ‪ (٣٤ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹸﻗ ﹾﻞ ﻵ ﹶﺍ ْﻣ ِﻠﻚُ‬
‫ﺕ ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫ﺽ َﺗﻤُﻮ ُ‬
‫ﻯ ﹶﺍ ْﺭ ٍ‬
‫َﻧ ﹾﻔﺲٌ ِﺑﹶﺎ ِّ‬
‫ﺨ ْﻴ ِﺮ‬
‫ﺕ ِﻣ َﻦ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﺐ ﹶﻻ ْﺳَﺘ ﹾﻜﹶﺜ ْﺮ ُ‬
‫ﺖ ﹶﺍ ْﻋ ﹶﻠﻢُ ﺍﹾﻟ َﻐ ْﻴ َ‬
‫ﷲ َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹸﻛ ْﻨ ُ‬
‫ﺿ ّﺮﹰﺍ ِﺍ ﱠﻻ ﻣَﺎ ﺷَﺂ َﺀ ﺍ ُ‬
‫ِﻟَﻨ ﹾﻔﺴِﻲ َﻧ ﹾﻔﻌًﺎ َﻭ ﹶﻻ َ‬
‫ﺸﲑٌ ِﻟ ﹶﻘ ْﻮ ٍﻡ ُﻳ ْﺆ ِﻣﻨُﻮ ﹶﻥ * ﺍﻻﻋﺮﺍﻑ‪ (١٨٨ :‬ﻓﻬﺬﻩ‬
‫ﺴِﻨ َﻲ ﺍﻟﺴﱡﻮ ُﺀ ِﺍ ﹾﻥ ﹶﺍﻧَﺎ ِﺍ ﱠﻻ َﻧﺬِﻳﺮٌ َﻭ َﺑ ِ‬
‫َﻭ ﻣَﺎ َﻣ ﱠ‬
‫ﺍﻻﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻣﺜﺎﳍﺎ ﺻﺮﳛﺔ ﰲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺑﺎﷲ ﻭ ﻧﻔﻴﻪ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻧﻔﻴﻪ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ‬
‫ﻻ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻻ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻻﺿﺎﰲ ﻭ‬
‫ﻋﻠﻢ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﶈﻔﻮﻅ ﺍﻳﻀﺎ ﻏﻴﺐ ﺍﺿﺎﰲ ﺛﺒﺖ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻟﻐﲑﻩ ﺑﺎﻋﻼﻣﻪ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺒﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ‬
‫ﻼ ﻳُ ﹾﻈ ِﻬﺮُ َﻋﻠﹶﻰ ﹶﻏ ْﻴِﺒ ِﻪ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﺮﺡ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﹶﺍ َﺣﺪًﺍ * ِﺍ ﱠﻻ َﻣ ِﻦ ﺍ ْﺭَﺗﻀَﻰ ِﻣ ْﻦ َﺭﺳُﻮ ٍﻝ * ﺍﳉﻦ‪ (٢٧-٢٦ :‬ﺍﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﰲ‬
‫ﺠَﺘﺒِﻲ‬
‫ﷲ َﻳ ْ‬
‫ﺐ َﻭ ﹶﻟ ِﻜ ﱠﻦ ﺍ َ‬
‫ﷲ ِﻟﻴُ ﹾﻄ ِﻠ َﻌﻜﹸ ْﻢ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟ َﻐ ْﻴ ِ‬
‫ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﻣَﺎ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﺍ ُ‬
‫ِﻣ ْﻦ ﺭُﺳُ ِﻠ ِﻪ َﻣ ْﻦ َﻳﺸَﺂ ُﺀ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪.(١٧٩ :‬‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﺩﺭ ﺗﻔﺴﲑ ﺳﻮﺭﻩ ﺟﻦ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪﻛﻪ ﻏﻴﺐ ﻧﺎﻡ‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺷﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‬
‫ﭼﻴﺰﻳﺴﺖ ﻛﻪ ﺍﺯ ﺍﺩﺭﺍﻙ ﺣﻮﺍﺱ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻏﺎﺋﺐ ﺑﺎﺷﺪ ﻧﻪ ﺣﺎﺿﺮ ﺗﺎ ﲟﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭ‬
‫ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺩﺭ ﻳﺎﻓﺖ ﺷﻮﺩ ﻭ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺁﻥ ﻧﻴﺰ ﺩﺭ ﻧﻘﻞ ﻭ ﻓﻜﺮ ﺩﺭ ﻧﻴﺎﻳﺪ ﺗﺎ ﺑﺒﺪﺍﻫﺖ ﻭ‬

‫)‪ (١‬ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻩ ﻭﱄ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪١٢٣٩‬ﻫـ ]‪ ١٨٢٤‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺩﳍﻲ‬
 ‫‪- ٩٩ -‬‬

‫ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺩﺭ ﻳﺎﻓﺖ ﺷﻮﺩ ﻭ ﺍﻳﻦ ﻏﻴﺐ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﻲ ﺑﺎﺷﺪ ﭘﻴﺶ ﻛﻮﺭ ﻣﺎﺩﺭ ﺯﺍﺩ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻮﺍﻥ‬
‫ﻏﻴﺐ ﺍﺳﺖ ﻭ ﻋﺎﱂ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﻭ ﻧﻐﻤﺎﺕ ﻭ ﺍﳊﺎﻥ ﺷﻬﺎﺩﺕ ﻭ ﭘﻴﺶ ﻋﻨﲔ ﻟﺬﺕ ﲨﺎﻉ ﻏﻴﺐ‬
‫ﺍﺳﺖ ﻭ ﭘﻴﺶ ﻓﺮﺷﺘﮕﺎﻥ ﺍﱂ ﮔﺮﺳﻨﮕﻰ ﻭ ﺗﺸﻨﮕﻰ ﻏﻴﺐ ﺍﺳﺖ ﺩﻭﺯﺥ ﻭ ﻬﺑﺸﺖ ﺷﻬﺎﺩﺕ ﻭ‬
‫ﳍﺬﺍ ﺍﻳﻦ ﻗﺴﻢ ﺭﺍ ﻏﻴﺐ ﺍﺿﺎﰲ ﮔﻮﻳﻨﺪ ﻭ ﺁﻧﭽﻪ ﻧﺴﺒﺖ ﻬﺑﻤﻪ ﳐﻠﻮﻗﺎﺕ ﻏﺎﺋﺐ ﺍﺳﺖ ﻏﻴﺐ‬
‫ﻣﻄﻠﻖ ﺍﺳﺖ ﻣﺜﻞ ﺁﻣﺪﻥ ﻗﻴﺎﻣﺖ ﻭ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﻛﻮﻧﻴﻪ ﻭ ﺷﺮﻋﻴﻪ ﺑﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﱃ ﺩﺭ ﻫﺮ ﺭﻭﺯ ﻭ ﻫﺮ‬
‫ﺷﺮﻳﻌﺖ ﻭ ﻣﺜﻞ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺫﺍﺕ ﻭ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭ ﺍﻳﻦ ﻗﺴﻢ ﻏﻴﺐ ﺭﺍ‬
‫ﻼ ﻳُ ﹾﻈ ِﻬﺮُ َﻋﻠﹶﻰ ﹶﻏ ْﻴِﺒ ِﻪ ﹶﺍ َﺣﺪًﺍ * ﺍﳉﻦ‪ (٢٦ :‬ﻳﻌﲏ ﭘﺲ‬
‫ﻏﻴﺐ ﺧﺎﺹ ﺍﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﺎﻧﻪ ﻧﺎﻣﻨﺪ ) ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﻣﻄﻠﻊ ﳕﻲ ﻛﻨﺪ ﺑﺮ ﻏﻴﺐ ﺧﺎﺹ ﺧﻮﺩ ﻫﻴﭻ ﻛﺲ ﺭﺍ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻛﻪ ﺭﻓﻊ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻭ ﺍﺷﺘﺒﺎﻩ ﻭ‬
‫ﺧﻄﺎ ﺑﻜﻠﻲ ﺩﺭﺍﻥ ﺍﻃﻼﻉ ﺣﺎﺻﻞ ﺷﻮﺩ ﻭ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺧﻄﺎ ﻭ ﺍﺷﺘﺒﺎﻩ ﺍﺻﻼ ﳕﺎﻧﺪ ﻭ ﳘﲔ‬
‫ﺍﻃﻼﻉ ﺩﺍﺩﻥ ﻛﺬﺍﺋﻲ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﺍﻭﺭﺍ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﺷﺨﺺ ﺑﺮ ﻏﻴﺐ ﺗﻮﺍﻥ ﮔﻔﺖ ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺸﺎﻑ ﺑﻨﺎﺑﺮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻋﺘﺰﺍﻝ ﺧﻮﺩ ﺩﺭ ﲢﺖ ﺍﻳﻦ ﺁﻳﺖ ﻧﻮﺷﺘﻪ ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻄﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻻﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻀﺎﻑ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﺮﺗﻀﲔ ﻓﻠﻴﺴﻮﺍ ﺑﺮﺳﻞ ﻟﻴﻜﻦ ﺑﺎ‬
‫ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺩﻋﺎﻯ ﺩﺍﻧﺸﻤﻨﺪﻱ ﺍﻳﻦ ﺣﺮﻑ ﺍﺯ ﻭ ﺑﺴﻴﺎﺭ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺍﻗﻊ ﺷﺪﻩ ﺯﻳﺮﺍ ﻛﻪ ﺍﻳﻦ ﺁﻳﺔ ﻧﻔﻰ‬
‫ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻏﻴﺐ ﺑﻮﺟﻬﻴﻜﻪ ﺭﻓﻊ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻭ ﺍﺷﺘﺒﺎﻩ ﺑﻜﻠﻲ ﺩﺭﺍﻥ ﺣﺎﺻﻞ ﺑﺎﺷﺪ ﺍﺯ ﻏﲑ ﺭﺳﻮﻻﻥ‬
‫ﻣﻴﻜﻨﺪ ﻧﻪ ﻧﻔﻲ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻏﻴﺐ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﭼﻪ ﺟﺎﻯ ﺁﻧﻜﻪ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺩﻳﮕﺮ ﺭﺍ ﺍﺑﻄﺎﻝ ﳕﺎﻳﺪ ﻭ ﺩﺭ‬
‫ﺗﻔﺴﲑ ﮔﺬﺷﺖ ﻛﻪ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﺷﺨﺺ ﺑﺮ ﻏﻴﺐ ﭼﻴﺰﻱ ﺩﻳﮕﺮ ﻭ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﻏﻴﺐ ﺑﺮ ﺷﺨﺺ‬
‫ﭼﻴﺰﻱ ﺩﻳﮕﺮ ﺍﺯ ﻧﻔﻲ ﺁﻥ ﻧﻔﻲ ﺍﻳﻦ ﻻﺯﻡ ﳕﻲ ﺁﻳﺪ ﻭ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺭﺍ ﺍﮔﺮﭼﻪ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﺑﺮ ﻏﻴﺐ‬
‫ﺣﺎﺻﻞ ﻧﻴﺴﺖ ﺍﻣﺎ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﻏﻴﺐ ﺑﺮ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﺳﺖ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﻀﻰ ﺍﺯ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﮔﻔﺘﻪ ﺍﻧﺪ ﻛﻪ ﺣﺼﺮ ﲟﻼﺣﻈﻪ ﻗﻴﺪ ﺍﺻﺎﻟﺖ ﺍﺳﺖ ﻳﻌﲏ‬
‫ﺑﺎﻻﺻﺎﻟﺔ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻏﻴﺐ ﺧﺎﺻﻪ ﭘﻴﻐﻤﱪﺍﻥ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺭﺍ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻏﻴﺐ ﺑﻄﺮﻳﻖ‬
‫ﻭﺭﺍﺛﺖ ﻭ ﺗﺒﻌﻴﺖ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻴﺸﻮﺩ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﻀﻲ ﺍﺯ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﻣﻔﺴﺮﻳﻦ ﺍﻫﻞ ﺳﻨﺖ ﮔﻔﺘﻪ ﺍﻧﺪ ﻛﻪ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﺯ ﻏﻴﺐ ﻟﻮﺡ‬
‫ﳏﻔﻮﻅ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻟﻮﺡ ﳏﻔﻮﻅ ﻫﻴﭻ ﻛﺲ ﺭﺍ ﺳﻮﺍﻯ ﭘﻴﻐﻤﱪﺍﻥ ﺣﺎﺻﻞ ﳕﻴﺸﻮﺩ ﻭ‬
‫ﻟﻴﻜﻦ ﺩﺭﻳﻦ ﻛﻼﻡ ﺧﻠﻞ ﺍﺳﺖ ﺯﻳﺮﺍﻛﻪ ﺍﻭ ﹰﻻ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻟﻮﺡ ﳏﻔﻮﻅ ﺑﻪ ﻣﻌﲎ ﻣﻄﺎﻟﻌﻪ ﺁﻥ‬
 ‫‪- ١٠٠ -‬‬

‫ﻟﻮﺡ ﻭ ﻧﻘﻮﺵ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺮﻭﻯ ﻧﻴﺴﺖ ﻛﻪ ﭘﻴﻐﻤﱪﻱ ﺭﺍ ﺑﻮﺩﻩ ﺑﺎﺷﺪ ﺑﻠﻜﻪ ﺍﺯ ﺍﺧﺒﺎﺭ‬
‫ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻳﻦ ﺍﻣﺮ ﲝﻀﺮﺕ ﺍﺳﺮﺍﻓﻴﻞ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺍﻭ ﺷﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﻧﻴﺴﺘﻨﺪ ﺩﻭﻡ ﺍﻳﻨﻜﻪ‬
‫ﻣﺮﺍﺩ ﺍﺯ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻟﻮﺡ ﳏﻔﻮﻅ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﻣﺮﻳﻪ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﺯ‬
‫ﻇﻬﻮﺭ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺩﺭ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺎﺻﻞ ﺷﻮﺩ ﮔﻮ ﲟﻄﺎﻟﻌﻪ ﻧﻘﻮﺵ ﻟﻮﺡ ﺑﺎﺷﺪ ﻳﺎ ﰊ ﻣﻄﺎﻟﻌﻪ‬
‫ﺯﻳﺮﺍﻛﻪ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﺯ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﻣﺮﻗﻮﻣﻪ ﺩﺭ ﺍﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻴﺸﻮﺩ ﻧﻪ‬
‫ﺩﻳﺪﻥ ﻧﻘﻮﺵ ﻭ ﺍﻳﻦ ﻣﻌﲎ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺭﺍ ﻧﻴﺰ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻴﮕﺮﺩﺩ ﭘﺲ ﺩﻳﺪﻥ ﻭ ﻧﻪ ﺩﻳﺪﻥ ﺑﺮﺍﺑﺮ‬
‫ﺷﺪ ﺳﻮﻡ ﺁﻧﻜﻪ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﺮ ﻟﻮﺡ ﳏﻔﻮﻅ ﲟﻄﺎﻟﻌﻪ ﻭ ﺩﻳﺪﻥ ﻧﻘﻮﺵ ﻫﻢ ﺍﺯ ﺑﻌﻀﻲ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ‬
‫ﺑﺘﻮﺍﺗﺮ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﺍﺳﺖ ﭘﺲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭ ﺣﺼﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﳔﻮﺍﻫﺪ ﺷﺪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﻤﻦ ﺍﺛﺒﺘﻪ ﻟﻐﲑﻩ ﻧﺒﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻭ ﻭﻟﻴﺎ ﺻﻨﻤﺎ ﺍﻭ ﻭﺛﻨﺎ ﻣﻠﻜﺎ ﺍﻭ ﺟﻨﻴﺎ‬
‫ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺮﻙ ﺑﺎﷲ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻣﺪﺍﺭﺍ ﻟﻠﺸﺮﻙ ﻭ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺳﺌﻠﻚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﰲ‬
‫ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﱵ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺳﺌﻞ ﺍﷲ ﺑﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﻚ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﺍﻩ ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺮﻙ‬
‫ﺷﺮﻛﺎ ﺍﻛﱪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﺟﺘﺮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻧﻪ ﺟﺎﺋﺰ ﺍﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻴﻒ ﻋﻠﹼﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﺿﺮﻳﺮﺍ‬
‫ﰒ ﻋﻠﹼﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﰲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺫﺍ‬
‫ﺣﺎﺟﺔ ﺻﻠﻮﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﱵ ﻫﺬﻩ‬
‫ﻟﺘﻘﻀﻰ ﱄ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ‪.‬‬
‫ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻐﲑ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﺑﻮﺟﻬﲔ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻭ ﺍﻻﳚﺎﺩ ﻭ ﻻ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻧﻪ ﺷﺮﻙ ﻭ ﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﻋﺎﻧﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻭ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﺸﺮ ﻭ ﻻ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻙ ﺍﺫ ﻭﺭﺩ ﰲ‬
‫ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ )ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻋﻴﻨﻮﱐ ﻭ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ( ﻭ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻣﺪﺩ‬
‫ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﺍﻋﺎﻧﺔ ﺍﳌﻠﻬﻮﻑ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻋﻨﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﻮﺍﺳﺎﺓ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﻋﺎﺓ‬
 ‫‪- ١٠١ -‬‬

‫ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺷﻴﺊ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﻋﺎﺩﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭ ﺍﳊﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ‬
‫ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﳋﻠﻘﻲ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻇﺎﻫﺮ ﻭ ﻳﻘﺎﻝ‬
‫ﺭﺯﻕ ﺍﻻﻣﲑ ﻓﻼﻧﺎ ﻭ ﻳﺮﺍﺩ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻭ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﺷﻔﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﳌﺮﻳﺾ‬
‫ﺍﶈﺒﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻋﺎﺟﻼ ﻭ ﺁﺟﻼ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻻﻣﻮﺍﺕ ﻓﻨﺎﻓﻌﺔ ﰲ ﺍﻻﺟﻞ ﺍﻟﺒﺘﺔ‬
‫ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻻﻫﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﻓﻴﺸﺘﺮﻁ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻭ ﲣﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻌﻪ ﰲ‬
‫ﺍﳋﻠﻮﺍﺕ ﻭ ﻣﺪﺍﻭﻣﺔ ﺫﻛﺮﻩ ﻭ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﱪ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻫﻠﻪ ﻓﺘﻠﻚ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﻭﻳﺴﻴﺔ ﻭ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﺧﱪﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻮ‬
‫ﻃﺎﻫﺮ]‪ [١‬ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺸﺎﺷﻰ ﺍﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‬
‫ﱄ ﻣﲏ ﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﻓﺒﺤﻖ ﻗﺮﺑﻚ ﻣﲏ ﻭ ﺍﻥ‬ ‫ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻧﺖ ﺍﻗﺮﺏ ﺍ ﹼ‬
‫ﺑﻌﺪﺕ ﺍﻻ ﻣﺎ ﺍﺷﻔﻊ ﱄ ﻭ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﱵ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺧﺮﻭﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻗﺎﺩﺭﻳﻪ ﺑﺮﺍﻯ ﺣﺼﻮﻝ ﻣﻬﻤﺎﺕ ﺧﺘﻢ ﺑﺎﻳﻦ ﻃﻮﺭ ﻣﻲ ﻛﻨﻨﺪ ﺍﻭﻝ‬
‫ﺩﻭ ﺭﻛﻌﺖ ﻧﻔﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﺯﺍﻥ ﻳﻜﺼﺪ ﻭ ﻳﺎﺯﺩﻩ ﺑﺎﺭ ﺩﺭﻭﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﺯﺍﻥ ﻳﻜﺼﺪ ﻭ ﻳﺎﺯﺩﻩ ﺑﺎﺭ ﻛﻠﻤﻪ‬
‫ﲤﺠﻴﺪ ]ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ[ ﻭ ﻳﻜﺼﺪ ﻭ ﻳﺎﺯﺩﻩ ﺑﺎﺭ ﺷﻴﺌﺎ ﷲ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺟﻴﻼﱐ‪.‬‬
‫ﳏﻤﺪ ﻭﺍﺭﺙ ﺫﻛﺮ ﻛﺮﺩ ﻛﻪ ﻣﺮﺍ ﺳﻔﺮﻯ ﭘﻴﺶ ﺁﻣﺪ ﺑﻪ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺭﺟﻮﻉ‬
‫ﻛﺮﺩﻡ ﺑﺸﺎﺭﺕ ﻋﺎﻗﺒﺖ ﺩﺍﺩﻧﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﹰﺎ ﺩﺭﺍﻥ ﺳﻔﺮ ﺷﱮ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﺠﻮﻡ ﻛﺮﺩﻧﺪ ﻭ‬
‫ﺧﻮﻑ ﻫﻼﻙ ﻣﺴﺘﻮﱄ ﺷﺪ ﲜﻨﺎﺏ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﺷﺪﻡ ﺩﺭﺍﻥ ﺣﺎﻟﺖ ﻣﺮﺍ ﻧﻮﻡ ﮔﺮﻓﺖ ﺍﻳﺸﺎﻥ‬
‫ﺭﺍ ﺩﺭ ﻣﻨﺎﻡ ﺩﻳﺪﻡ ﻛﻪ ﻣﻴﻔﺮﻣﺎﻳﻨﺪ ﻓﻼﱏ ﺗﺮﺍ ﻛﻪ ﻣﻨﻊ ﻛﺮﺩﻩ ﺍﺳﺖ ﻣﺘﺮﺱ ﺑﺮ ﺧﻴﺰ ﻭ ﺑﺮﻭ ﻭ ﺩﻭ‬
‫ﻋﺪﺩ ﻛﺪﻭ ﻛﻪ ﻧﺒﱵ ﺍﺳﺖ ﺍﺯ ﺣﻼﻭﺕ ﻣﺮﺍ ﻋﻨﺎﻳﺖ ﻓﺮﻣﻮﺩﻧﺪ ﭼﻮﻥ ﺑﻴﺪﺍﺭ ﺷﺪﻡ ﻫﺮ ﺩﻭ ﻋﺪﺩ‬
‫ﺭﺍ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻳﺎﻓﺘﻢ ﺑﺮ ﺧﺎﺳﺘﻢ ﻭ ﺳﻮﺍﺭ ﺷﺪﻡ ﻭ ﺭﺍﻩ ﺧﻮﺩ ﮔﺮﻓﺘﻢ ﳘﻪ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﺯ ﻣﻦ ﻏﺎﻓﻞ‬
‫ﻣﺎﻧﺪﻧﺪ ﻭ ﻫﻴﭻ ﻛﺲ ﻣﻌﺘﺮﺽ ﻧﻪ ﺷﺪ ﻭ ﺁﻥ ﻛﺪﻭ ﻣﺪﻬﺗﺎ ﺑﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻧﺪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﺎﻧﻪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻳﻌﻠﻢ ﻭ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻭ ﻧﺪﺍﺋﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﲰﻊ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻃﻼﻉ ﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﱪﺯﺥ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﺍﻳﻀﺎ ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺒﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻭ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻏﻴﺐ ﺍﺿﺎﰲ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﻮﻟﻪ‬

‫)‪ (١‬ﺍﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻻﻧﺒﺎﺭﻱ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٥٩٦‬ﻫـ ]‪ ١٢٠٠‬ﻡ‪[.‬‬
 ‫‪- ١٠٢ -‬‬

‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠ ّﻲ ﻓﺎﻥ ﺻﻼﺗﻜﻢ ﺗﺒﻠﻐﲏ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺘﻢ( ﺍﻧﻈﺮ ﺍﱃ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺷﺮﺣﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍ ﹼﻻ ﺷﺮﻙ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻳﻌﲏ ﺍﻥ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﳐﺘﺺ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﺎﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻐﲑﻩ‬
‫ﺷﺮﻙ ﻭ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﰲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﺎﻥ‬
‫ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺍﱃ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﻣﻜﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻗﺮﺏ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﻓﺎﻟﻨﺠﺪﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭ‬
‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﺠﻤﻟﺴﻤﺔ ﺍﳌﺜﺒﺘﲔ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﺎﻧﻪ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻭ ﺟﻬﺔ ﻭ ﺍﺗﺼﺎﻻ ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﻗﺮﺑﺎ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺎ‬
‫ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻣﻌﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻈﺎﳌﻮﻥ ﻭ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ‬
‫ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺷﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺩﺭ ﲢﻔﻪ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮﻳﻪ ﻣﻲ ﮔﻮﻳﺪ ﻛﻪ ﻋﻘﻴﺪﻩ ﺳﻴﺰﺩﻫﻢ‬
‫ﺁﻧﻜﻪ ﺣﻖ ﺗﻌﺎﱃ ﺭﺍ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﻴﺴﺖ ﻭ ﺍﻭﺭﺍ ﺟﻬﱵ ﺍﺯ ﻓﻮﻕ ﻭ ﲢﺖ ﻣﺘﺼﻮﺭ ﻧﻴﺴﺖ ﻭ ﳘﲔ‬
‫ﺍﺳﺖ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺳﻨﺖ ﻭ ﲨﺎﻋﺖ ﻋﻘﻴﺪﻩ ﺑﻴﺴﺖ ﻭ ﻳﻜﻢ ﺑﻨﺪﻩ ﺭﺍ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻣﻜﺎﱐ ﻭ ﻗﺮﺏ‬
‫ﺟﺴﻤﺎﱐ ﺑﺎ ﺣﻀﺮﺕ ﺣﻖ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺘﺼﻮﺭ ﻧﻴﺴﺖ ﻗﺮﺑﻴﻜﻪ ﺩﺭ ﺁﳒﺎ ﻣﺘﺼﻮﺭ ﺍﺳﺖ ﺑﺪﺭﺟﻪ ﻭ‬
‫ﲟﱰﻟﺖ ﻭ ﺧﻮﺷﻨﻮﺩﻱ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺑﺲ ﳘﲔ ﺍﺳﺖ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺳﻨﺖ‪.‬‬
‫ﺿ ﱡﻞ ِﻣ ﱠﻤ ْﻦ َﻳ ْﺪﻋُﻮﺍ ِﻣ ْﻦ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) َﻭ َﻣ ْﻦ ﹶﺍ َ‬
‫ﺐ ﹶﻟﻪُ ِﺍﻟﹶﻰ َﻳ ْﻮ ِﻡ ﺍﹾﻟ ِﻘَﻴ َﻤ ِﺔ َﻭ ُﻫ ْﻢ َﻋ ْﻦ ُﺩﻋَﺂِﺋ ِﻬ ْﻢ ﻏﹶﺎ ِﻓﻠﹸﻮ ﹶﻥ * ﺍﻻﺣﻘﺎﻑ‪٥ :‬‬
‫ﺴَﺘﺠِﻴ ُ‬
‫ﷲ َﻣ ْﻦ ﹶﻻ َﻳ ْ‬
‫ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺼﺮُﻭ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ‬
‫( ﻭ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﹶﺍﹶﻟﻬُ ْﻢ ﹶﺍ ْﺭ ُﺟﻞﹲ َﻳ ْﻤﺸُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﹶﺍْﻳ ٍﺪ َﻳ ْﺒ ِﻄﺸُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﹶﺍ ْﻋُﻴﻦٌ ُﻳ ْﺒ ِ‬
‫ﻼ ُﺗ ْﻨ ِﻈﺮُﻭ ِﻥ * ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ‪:‬‬
‫ﺴ َﻤﻌُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺎ ﻗﹸ ِﻞ ﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ ُﺷ َﺮﻛﹶﺂ َﺀ ﹸﻛ ْﻢ ﹸﺛ ﱠﻢ ﻛِﻴﺪُﻭ ِﻥ ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﺁﺫﹶﺍﻥﹲ َﻳ ْ‬
‫‪.(١٩٥‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﻧﺼﺎ ﰲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﻣﺘﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻏﺪﻭﺓ ﻭ ﻋﺸﻴﺔ ﻓﻴﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺴﻴﻤﺎﻫﻢ ﻭ ﺍﻋﻤﺎﳍﻢ ﻭ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﳍﻢ ﻭ ﻳﺮﺩ‬
‫ﺳﻼﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﻛﻞ ﶈﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻒ ﺍﻟﻒ ﻭ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ‬
‫ﺍﳌﺼﻠﲔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﻣﻐﺎﺭﻬﺑﺎ ﻛﻔﺮ ﺻﺮﻳﺢ ﻭ ﺍﳊﺎﺩ ﻗﺒﻴﺢ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺷﺎﻩ ﻭﱄ ﺍﷲ ﰲ ﻓﻮﺯ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻣﻲ ﮔﻮﻳﺪ ﻛﻪ‪ :‬ﺭﺍﺑﻌﹰﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﺷﻔﺎﻋﺖ ﻭ‬
 ‫‪- ١٠٣ -‬‬

‫ﻋﺒﺎﺩﺕ ﺍﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﺣﺠﺎﺭ ﺍﺯ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﺍﺳﺖ ﻓﻜﻴﻒ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻮﻫﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻳﻦ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﺴﻮﻕ ﺍﺳﺖ ﺑﺮﺍﻯ ﻛﺴﺎﻧﻴﻜﻪ ﺍﺻﻨﺎﻡ ﺭﺍ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺫﺍﰐ ﺍﻧﮕﺎﺭﻧﺪ‪.‬‬
‫ﺻﻮﺭﻬﺗﺎ ﺍﺯ ﺳﻨﮓ ﻭ ﺻﻔﺮ ﻭ ﺭﻭﺋﲔ ﻭ ﻣﺜﻞ ﺁﻥ ﺗﺮﺍﺷﻴﺪﻩ ﻗﺒﻠﻪ ﺗﻮﺟﻪ ﺑﺂﻥ ﺍﺭﻭﺍﺡ‬
‫ﺳﺎﺧﺘﻨﺪ ﻭﺟﺎﻫﻼﻥ ﺭﻓﺘﻪ ﺭﻓﺘﻪ ﺁﻥ ﺳﻨﮕﻬﺎ ﺭﺍ ﺑﺬﺍﻬﺗﺎ ﺧﻮﺩ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺍﻧﮕﺎﺷﺘﻨﺪ ﻭ ﻏﻠﻂ ﻋﻈﻴﻢ‬
‫ﺭﺍﻩ ﻳﺎﻓﺖ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺮﻡ ﻭ ﺟﺰﻡ ﻭ ﱂ‬
‫ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻐﲑﻩ ﺧﲑﺓ ﻭ ﱂ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻫﻢ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻭ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ‬
‫ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻭ ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﺂﺗﺎﻫﻢ ﺍﷲ ﺍﻻﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﺤﻘﻮﺍ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺍﻻ ﻣﻀﻤﻮﻣﺔ ﺑﻌﺒﺎﺩﻬﺗﻢ ﺑﻞ ﺍﳊﻖ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﱄ ﻓﻼ‬
‫ﻳﻔﻴﺪ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺗﻘﺮﺑﹰﺎ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ‬
‫ﻭ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﻭ ﻳﺸﻔﻌﻮﻥ ﻟﻌﺒﺎﺩﻫﻢ ﻭ ﻳﺪﺑﺮﻭﻥ ﺍﻣﻮﺭﻫﻢ ﻭ ﻳﻨﺼﺮﻭﻬﻧﻢ ﻓﻨﺼﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﲰﺎﺋﻬﻢ‬
‫ﺍﺣﺠﺎﺭﺍ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺟﻬﻬﻢ ﺍﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺧﻠﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﱃ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻓﻐﻠﻄﻮﺍ ﻓﻈﻨﻮﻫﺎ ﻣﻌﺒﻮﺩﺍﺕ ﺑﺎﻋﻴﺎﻬﻧﺎ ﻭ ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﺭﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﻠﻚ ﻟﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺍﻬﻧﺎ ﲨﺎﺩﺍﺕ‬
‫ﺼﺮُﻭ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ‬
‫)ﹶﺍﹶﻟﻬُ ْﻢ ﹶﺍ ْﺭ ُﺟﻞﹲ َﻳ ْﻤﺸُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﹶﺍْﻳ ٍﺪ َﻳ ْﺒ ِﻄﺸُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟﻬُ ْﻢ ﹶﺍ ْﻋُﻴﻦٌ ُﻳ ْﺒ ِ‬
‫ﻼ ُﺗ ْﻨ ِﻈﺮُﻭ ِﻥ * ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ‪.(١٩٥ :‬‬
‫ﺴ َﻤﻌُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺎ ﻗﹸ ِﻞ ﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ ُﺷ َﺮﻛﹶﺂ َﺀ ﹸﻛ ْﻢ ﹸﺛ ﱠﻢ ﻛِﻴﺪُﻭ ِﻥ ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﺁﺫﹶﺍﻥﹲ َﻳ ْ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﱪﻙ ﺍﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳋﻤﺲ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺴﺎ َﻋ ِﺔ * ﻟﻘﻤﻦ‪ (٣٤ :‬ﻓﻘﺪ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ‪.‬‬
‫ﷲ ِﻋ ْﻨ َﺪﻩُ ِﻋ ﹾﻠﻢُ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻗﺮﺃ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻫﻮ ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﱪﻙ ﺍﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ‬
‫ﷲ ِﻋ ْﻨ َﺪﻩُ‬
‫ﺭﺍﻯ ﺭﺑﻪ ﺍﻭ ﻛﺘﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﳑﺎ ﺍﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻭ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳋﻤﺲ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻬﺎ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫ِﻋ ﹾﻠﻢُ ﺍﻟﺴﱠﺎ َﻋ ِﺔ * ﻟﻘﻤﻦ‪ (٣٤ :‬ﻓﻘﺪ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ ﻓﻘﻮﳍﺎ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ ﺗﺸﲑ ﺍﻥ ﺍﳌﺨﱪ ﻣﻔﺘﺮ ﺍﻭ‬
‫ﻛﺎﺫﺏ ﻓﺎﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﻪ ﻣﺸﺮﻙ ﻫﻞ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻨﺪﻙ ﺷﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﺻﻞ ﻣﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ‬
‫ﻫﻮ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺭﺑﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﻭ ﻫﻲ ﺧﻼﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﺛﺒﺎﻬﺗﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﺟﺎﺑﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﺎﻬﻧﺎ‬
 ‫‪- ١٠٤ -‬‬

‫ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻋﻠﻢ ﳑﻦ ﺍﺛﺒﺘﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﹰﺎ ﻭ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹶﻻ ﺗُ ْﺪ ِﺭﻛﹸﻪُ‬
‫ﹾﺍ ﹶﻻْﺑﺼَﺎ ُﺭ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (١٠٣ :‬ﻭ ﺍﺟﺎﺑﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻫﻮ ﺍﻻﺣﺎﻃﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﻲ ﻣﻄﻠﻖ‬
‫ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻃﻼﻋﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻰ ﲬﺴﺔ ﺧﻼﻓﻴﺔ ﻗﻴﻞ ﻗﺒﺾ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﱂ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻭ ﻗﻴﻞ ﺑﻞ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﱂ ﻳﺄﻣﺮﻩ‬
‫ﺍﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻣﺘﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ )ﻭ ﺍﷲ ﻻ ﺍﺩﺭﻱ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻔﻌﻞ ﰊ ﻭ ﻻ ﺑﻜﻢ( ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺻﺮﻳﺢ ﰲ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻣﺮ ﺧﺎﲤﺘﻪ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻧﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ‬
‫ﻚ َﻭﻣَﺎ َﺗﹶﺎ ﱠﺧ َﺮ * ﺍﻟﻔﺘﺢ‪(٢ :‬‬
‫ﷲ ﻣَﺎ َﺗ ﹶﻘ ﱠﺪ َﻡ ِﻣ ْﻦ ﹶﺫْﻧِﺒ َ‬
‫ﻚﺍ ُ‬
‫ﺍﻣﺮ ﺧﺎﲤﺘﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﻟَﻴ ْﻐ ِﻔ َﺮ ﹶﻟ َ‬
‫ﻚ‬
‫ﻚ َﺭﱡﺑ َ‬
‫ﻑ ُﻳ ْﻌﻄِﻴ َ‬
‫ﺴ ْﻮ َ‬
‫ﺤﻤُﻮﺩًﺍ * ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ‪َ ) (٧٩ :‬ﻭﹶﻟ َ‬
‫ﻚ َﻣﻘﹶﺎﻣًﺎ َﻣ ْ‬
‫ﻚ َﺭﱡﺑ َ‬
‫) َﻋﺴَﻰ ﹶﺍ ﹾﻥ َﻳ ْﺒ َﻌﹶﺜ َ‬
‫ﹶﻓَﺘ ْﺮﺿَﻰ * ﺍﻟﻀﺤﻰ‪ِ) (٥ :‬ﺍﻧﱠﺂ ﹶﺍ ْﻋ ﹶﻄ ْﻴﻨَﺎ َﻙ ﺍﹾﻟ ﹶﻜ ْﻮﹶﺛ َﺮ * ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ‪ (١ :‬ﻭ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻻﻣﺘﻪ ﻭ‬
‫ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻣﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻥ ﳛﺼﻰ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺎﻝ ﺍﻣﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻧﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﹼﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺣﻴﺎﰐ ﺧﲑ ﻟﻜﻢ ﲢﺪﺛﻮﻥ ﳛﺪﺙ ﻟﻜﻢ ﻓﺎﺫﺍ ﺍﻧﺎ ﻣﺖ ﻛﺎﻥ ﻭﻓﺎﰐ‬
‫ﺧﲑﺍ ﻟﻜﻢ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠ ّﻰ ﺍﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻓﺎﻥ ﺭﺍﻳﺖ ﺧﲑﹰﺍ ﲪﺪﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﺮﹰﺍ‬
‫ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﺕ ﻟﻜﻢ( ﻭ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﺮﺽ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺍﻳﻀﹰﺎ‬
‫ﰲ ﺍﻻﻣﻮﺍﺕ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭ ﰲ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺯﻳﺎﺩﺓ‬
‫ﲢﻘﻴﻖ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﻪ ﻋﻘﻼﺀ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭ ﻻ ﻧﺪﻋﻴﻪ ﻻ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻋﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺪﻋﻴﻪ ﺍﻭ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻭﻝ ﺍﻻﻣﺮ ﰒ‬
‫ﺍﻟﻘﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﻭﻟﲔ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻄﻠﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ ﺍﱃ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﳍﻔﻮﺍﺕ ﻓﻬﻮ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﰲ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻭ ﻧﻘﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﻖ ﻭ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﻭ ﳚﺐ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻪ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﺭﺽ ﻭ ﻟﻜﻦ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻷﻣﺮ ﺩﻟﻪ ﻭ ﱂ‬
 ‫‪- ١٠٥ -‬‬

‫ﻳﻬﺘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﳊﻖ ﻋﱪ ﻋﻨﻪ ﻬﺑﻔﻮﺓ ﻋﻘﻼﺀ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻋﻦ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻫﻔﻮﺓ ﻭ ﺍﺑﺘﺪﺍﻋﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻧﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﻭﻟﲔ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻔﺎﺟﻲ]‪ [١‬ﻭ ﺍﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺍﻧﻪ ﺻﻠﹼﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﻭﻟﲔ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗﻠﻌﻪ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﺣﻮﺍﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ‬
‫ﻋﺮﺽ ﺟﱪﻳﻞ ﻟﻪ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﺍﺧﻄﺐ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻧﻪ ﺻﻠﹼﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺍﺧﱪ ﲟﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭ ﲝﺴﺐ ﻋﻘﻠﻪ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺍﱃ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ‬
‫ﻚ ﻣَﺎ ﹶﻟ ْﻢ َﺗ ﹸﻜ ْﻦ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻋ ﱠﻠ َﻤ َ‬
‫ﻚ َﻋﻈِﻴﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (١١٣ :‬ﺣﺎﺭﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻓﻀﻠﻪ‬
‫ﷲ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ َ‬
‫ﻀﻞﹸ ﺍ ِ‬
‫َﺗ ْﻌ ﹶﻠﻢُ َﻭﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﹶﻓ ْ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺧﺮﺳﺖ ﺍﻻﻟﺴﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﺻﻒ ﳛﻴﻂ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﲑﻫﻢ ﲟﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺳﻠﻒ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻛﻔﺎﻙ ﻗﺪﻭﺓ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﻮﻥ‬
‫ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻛﻔﺎﻙ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻗﺘﺪﺍﺋﻚ ﺑﺎﻟﺸﻘﻲ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﲨﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺣﺒﺴﻪ ﻭ ﻧﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺣﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﺩﻣﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻭ ﷲ ﺩﺭ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ]‪ [٢‬ﻗﺪ ﺍﻣﺎﻁ ﺍﻻﺫﻯ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﳌﺎ‬
‫ﻛﺜﺮ ﺍﺧﺒﺎﺭﻩ ﺑﺎﳌﻐﻴﺒﺎﺕ ﻭ ﻇﻬﺮ ﺍﻋﺠﺎﺯﻩ ﻭ ﻗﺎﻡ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻏﻴﻈﻬﻢ ﻭ ﻏﻤﻀﻮﻩ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺑﺎﻧﻪ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻭﻻ ﰒ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻧﺘﺨﺬﻩ ﺍﳍﺎ ﺍﺧﺬﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﻣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ‬
‫ﻛﻨﺖ ﺑﺪﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﻣﺎ ﺍﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﰊ ﻭ ﻻ ﺑﻜﻢ ﻳﻌﲏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠﻪ‬

‫)‪ (١‬ﺍﳋﻔﺎﺟﻲ ﺍﲪﺪ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ١٠٦٩‬ﻫـ ]‪ ١٦٥٩‬ﻡ‪[.‬‬

‫)‪ (٢‬ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٤٥٠‬ﻫـ ]‪ ١٠٥٨‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺑﻐﺪﺍﺩ‪.‬‬
 ‫‪- ١٠٦ -‬‬

‫ﺍﳌﻐﻴﺒﺎﺕ ﻭ ﳜﱪﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺼﻬﻢ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻭ ﻳﻌﺠﺰ ﺑﻪ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﻭ‬

‫ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻋﻼﻡ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻃﻼﻋﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﺎ ﺍﻗﻮﻝ ﺍﻣﺮﹰﺍ ﻣﺒﺪﻋﹰﺎ ﺑﻞ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻢ ﺁﺩﻡ‬
‫ﺍﻻﲰﺎﺀ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﺭﻯ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ) َﻭﺍﹸَﻧﱢﺒﺌﹸﻜﹸ ْﻢ ِﺑﻤَﺎ‬
‫َﺗ ﹾﺎ ﹸﻛﻠﹸﻮ ﹶﻥ َﻭﻣَﺎ َﺗ ﱠﺪ ِﺧﺮُﻭ ﹶﻥ ﻓِﻲ ُﺑُﻴﻮِﺗ ﹸﻜ ْﻢ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪.(٤٩ :‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻋﻼﻡ‬
‫ﺍﷲ ﻓﻤﺎ ﺍﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﰊ ﻭ ﻻ ﺑﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﳌﺎ ﲰﻌﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﲪﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﳏﻤﻠﻪ ﻗﺎﻟﻮﺍ‬
‫ﷲ‬
‫ﻚﺍ ُ‬
‫ﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺂﻟﻪ ﻭ ﺍﻣﺮ ﺧﺎﲤﺘﻪ ﻭ ﺳﺮﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﺗﻘﺎﻭﻟﻮﺍ ﻓﺎﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﻟَﻴ ْﻐ ِﻔ َﺮ ﹶﻟ َ‬
‫ﻚ َﻭﻣَﺎ َﺗﹶﺎ ﱠﺧ َﺮ * ﺍﻟﻔﺘﺢ‪ (٢ :‬ﻭ ﺍﺧﱪ ﲟﺂﻝ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺑﻌﺪﻫﺎ‬
‫ﻣَﺎ َﺗ ﹶﻘ ﱠﺪ َﻡ ِﻣ ْﻦ ﹶﺫْﻧِﺒ َ‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﺂﻟﻪ ﻭ ﻣﺂﻝ‬
‫ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻣﺘﻪ ﺟﺰﻣﺎ ﻻ ﳛﻮﻣﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﺑﺎﻋﻼﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻭﻋﺪﻩ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ‬
‫ﺱ َﻭ َﻳﻜﹸﻮ ﹶﻥ‬
‫ﻚ َﺟ َﻌ ﹾﻠﻨَﺎ ﹸﻛ ْﻢ ﺍﹸ ﱠﻣ ﹰﺔ َﻭ َﺳﻄﹰﺎ ِﻟَﺘﻜﹸﻮﻧُﻮﺍ ُﺷ َﻬﺪَﺁ َﺀ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﺍﻟﻐﲑ ﺍﳌﻜﺬﻭﺏ ) َﻭ ﹶﻛ ﹶﺬِﻟ َ‬
‫ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ َﺷﻬِﻴﺪًﺍ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (١٤٣ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ )ِﻟَﻴﻜﹸﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ َﺷﻬِﻴﺪًﺍ‬
‫ﻒ ِﺍﺫﹶﺍ ِﺟ ﹾﺌﻨَﺎ ِﻣ ْﻦ ﹸﻛ ِّﻞ‬
‫ﺱ * ﺍﳊﺞ‪ (٧٨ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ) ﹶﻓ ﹶﻜ ْﻴ َ‬
‫َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ َﻭ َﺗﻜﹸﻮﻧُﻮﺍ ُﺷ َﻬﺪَﺁ َﺀ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﻚ َﻋﻠﹶﻰ َﻫﺆُﻵ ِﺀ َﺷﻬِﻴﺪًﺍ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٤١ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ) َﻭ ﻟﹶﻶ ِﺧ َﺮﺓﹸ‬
‫ﺸﻬِﻴ ٍﺪ َﻭ ِﺟ ﹾﺌﻨَﺎ ِﺑ َ‬
‫ﺍﹸ ﱠﻣ ٍﺔ ِﺑ َ‬
‫ﻚ ﹶﻓَﺘ ْﺮﺿَﻰ * ﺍﻟﻀﺤﻰ‪ (٥ :‬ﺭﻭﻯ ﺍﻧﻪ ﳌﺎ‬
‫ﻚ َﺭﱡﺑ َ‬
‫ﻑ ُﻳ ْﻌﻄِﻴ َ‬
‫ﺴ ْﻮ َ‬
‫ﻚ ِﻣ َﻦ ﹾﺍﻻﹸﻭﻟﹶﻰ( ﻗﺎﻝ ) َﻭ ﹶﻟ َ‬
‫َﺧ ْﻴﺮٌ ﹶﻟ َ‬
‫ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ )ﻻ ﺍﺭﺿﻰ ﺣﱴ ﺍﺩﺧﻞ ﻛﻞ ﺍﻣﱵ ﺍﳉﻨﺔ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﺟﻞ‬
‫ﺤﻤُﻮﺩًﺍ *‬
‫ﻚ َﻣﻘﹶﺎﻣًﺎ َﻣ ْ‬
‫ﻚ َﺭﱡﺑ َ‬
‫)ِﺍﻧﱠﺂ ﹶﺍ ْﻋ ﹶﻄ ْﻴﻨَﺎ َﻙ ﺍﹾﻟ ﹶﻜ ْﻮﹶﺛ َﺮ * ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ‪ (١ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ) َﻋﺴَﻰ ﹶﺍ ﹾﻥ َﻳ ْﺒ َﻌﹶﺜ َ‬
‫ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ‪ (٧٩ :‬ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻤﺸﻲ ﺣﱴ ﻳﺄﺧﺬ ﲝﻠﻘﺔ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻴﻮﻣﺌﺬ‬
‫ﻳﺒﻌﺜﻪ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪﻩ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﺭﻳﺖ‬
‫ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻣﱴ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﻭ ﺳﻔﻚ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﻣﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﻭ ﺳﺒﻖ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻟﻼﻣﻢ‬
‫ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻳﺆﺗﻴﲏ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻔﻌﻞ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺧﲑﺕ ﺑﲔ ﺍﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻧﺼﻒ ﺍﻣﱵ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﺎﺧﺘﺮﺕ‬
‫ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻻﻬﻧﺎ ﺍﻋﻢ ﺍﺗﺮﻭﻬﻧﺎ ﻟﻠﻤﺘﻘﲔ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻠﻤﺬﻧﺒﲔ ﺍﳋﺎﻃﺌﲔ( ﻭ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﰲ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺒﺎﺏ )ﺍﻧﺎ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﺮﻭﺟﺎ ﺍﺫﺍ ﺑﻌﺜﻮﺍ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺧﻄﻴﺒﻬﻢ ﺍﺫﺍ‬
 ‫‪- ١٠٧ -‬‬

‫ﻭﻓﺪﻭﺍ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﺒﺸﺮﻫﻢ ﺍﺫﺍ ﻳﺌﺴﻮﺍ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺷﻔﻴﻌﻬﻢ ﺍﺫﺍ ﺣﺒﺴﻮﺍ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﳊﻤﺪ ﺑﻴﺪﻱ ﻭ ﺍﻧﺎ‬
‫ﺍﻛﺮﻡ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﰊ ﻭ ﻻ ﻓﺨﺮ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺳﻴﺪ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﻭ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻩ ﺍ ﹼﻻ ﲢﺖ ﻟﻮﺍﺋﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻭﻝ ﺷﺎﻓﻊ ﻭ ﺍﻭﻝ ﻣﺸﻔﻊ ﺍﻣﺎ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬
‫ﻭ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺒﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻬﻧﻤﺎ ﰲ ﺍﻣﱵ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( ﻭ ﺭﻭﻯ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳊﻮﺽ ﲬﺴﺔ ﻭ‬
‫ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﲝﺎﺭ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳕﺎ ﺍﻃﻠﻨﺎ ﲟﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻻﻥ ﺷﺮﺫﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﺓ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻣﻊ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﰲ‬
‫ﺳﻮﺀ ﺃﺩﺑﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﳚﺮﻭﻥ ﲟﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ‬
‫ﳛﻘﺮﻭﻥ ﺷﺄﻧﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻤﺎ ﻟﻼﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻗﻮﻯ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﲪﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻛﻔﺮﺓ ﻋﻬﺪﻩ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺷﺮﻭﺭﻫﻢ ﻛﺸﺮﻭﺭﻫﻢ ﻭ ﺍﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﳌﺘﻜﺎﺛﺮﺓ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺍﻋﺎﺫﻧﺎ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭﻫﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺭﺩ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻓﺴﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﺎﺛﺒﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﷲ ﻟﻐﲑﻩ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺗﺸﺮﻳﻊ‬
‫ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﰲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺠﲑُ َﻭ‬
‫ﺕ ﹸﻛ ِّﻞ َﺷ ْﻲ ٍﺀ َﻭ ﻫُ َﻮ ﻳُ ِ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹸﻗ ﹾﻞ َﻣ ْﻦ ِﺑَﻴ ِﺪ ِﻩ َﻣ ﹶﻠﻜﹸﻮ ُ‬
‫ﺤﺮُﻭ ﹶﻥ * ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ‪-٨٨ :‬‬
‫ﺴَ‬
‫ﷲ ﹸﻗ ﹾﻞ ﹶﻓﹶﺎﻧﱠﻰ ُﺗ ْ‬
‫ﹶﻻ ُﻳﺠَﺎ ُﺭ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻪ ِﺍ ﹾﻥ ﹸﻛ ْﻨُﺘ ْﻢ َﺗ ْﻌ ﹶﻠﻤُﻮ ﹶﻥ * َﺳَﻴﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ ِ ِ‬
‫‪ (٨٩‬ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﺍﺠﻤﻟﲑ ﻏﲑ ﺍﺠﻤﻟﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﻤﻦ ﱂ‬
‫ﻳﻘﻞ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﺍﷲ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻋﺒﺪﹰﺍ ﻏﲑ ﻣﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﺻﺎﺭ‬
‫ﻣﺸﺮﻛﹰﺎ ﻓﺎﻥ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻳﻀﹰﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﳍﺘﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺍﳕﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻵﳍﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﺍﻭ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﺷﻔﻴﻌﻪ ﺻﺎﺭ‬
‫ﻣﺸﺮﻛﹰﺎ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﺍﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭ ﳐﻠﻮﻗﺎ ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﻮﻱ ﻣﺎ ﻟﻚ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺭﻭﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﺠﻤﻟﺎﻧﲔ ﻭ ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻯ‬
‫ﻓﺎﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺻﺮﳛﺔ ﰲ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﺍ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻣﺘﺼﺮﻓﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﳎﲑﹰﺍ ﻏﲑ ﳎﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ‬
 ‫‪- ١٠٨ -‬‬

‫ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺸﺮﻛﲔ ﻓﺜﺒﺖ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺘﺼﺮﻓﺎ ﳎﲑﹰﺍ ﻏﲑ ﳎﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺪﺍﺭﹰﺍ‬
‫ﻟﺸﺮﻛﻬﻢ ﻭ ﺍﻻ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻓﺎﻵﻳﺔ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﻴﺖ ﺑﻞ ﺗﺒﻄﻠﻪ ﻭ‬
‫ﻗﻠﺖ ﺍﻧﺖ ﺍﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﺍﺠﻤﻟﲑ ﻏﲑ ﺍﺠﻤﻟﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﰒ‬
‫ﻓﺮﻋﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻋﺒﺪﺍ ﻏﲑ ﻣﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﺻﺎﺭ‬
‫ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﺗﻔﺮﻳﻌﻪ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻧﻌﻢ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﻣﺘﺼﺮﻓﹰﺎ‬
‫ﰲ ﻛﻞ ﳎﲑﺍ ﻏﲑ ﳎﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺍﺛﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﺜﻞ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﷲ ﺻﺎﺭ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﰎ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ‬
‫ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻋﺪﻡ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﺪﺍﺭﺍ ﻟﻠﺸﺮﻙ ﰒ ﻗﻠﺖ ﻓﺎﻥ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺯﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻳﻀﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺁﳍﺘﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﺕ ﰲ‬
‫ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻵﻳﺔ ﰒ ﻗﻠﺖ ﻓﻤﻦ ﺍﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﺍﻭ‬
‫ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﺷﻔﻴﻌﻪ ﺻﺎﺭ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻯ ﺷﻴﺊ ﻓﺮﻋﺘﻪ ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺫﻛﺮ‬
‫ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺍﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﻓﻨﻔﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﹰﺍ ﻟﺘﺼﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ‪.‬‬
‫ﷲ ﻣَﺎ ﹶﻻ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) َﻭَﻳ ْﻌُﺒﺪُﻭ ﹶﻥ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺴَﺘﻄِﻴﻌُﻮ ﹶﻥ * ﺍﻟﻨﺤﻞ‪ (٧٣ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺽ َﺷ ْﻴﺌﹰﺎ َﻭ ﹶﻻ َﻳ ْ‬
‫ﺕ َﻭﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ ِ‬
‫ﺴ َﻤﻮَﺍ ِ‬
‫َﻳ ْﻤ ِﻠﻚُ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ِﺭ ْﺯﻗﹰﺎ ِﻣ َﻦ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻚ ِﺍﺫﹰﺍ ِﻣ َﻦ‬
‫ﺖ ﹶﻓِﺎﱠﻧ َ‬
‫ﻚ َﻭ ﹶﻻ َﻳﻀُ ﱡﺮ َﻙ ﹶﻓِﺎ ﹾﻥ ﹶﻓ َﻌ ﹾﻠ َ‬
‫ﷲ ﻣَﺎ ﹶﻻ َﻳ ْﻨ ﹶﻔﻌُ َ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻻ َﺗ ْﺪﻉُ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺿ ّﺮﹰﺍ َﻭ ﹶﻻ َﺭ َﺷﺪًﺍ *‬
‫ﲔ * ﻳﻮﻧﺲ‪ (١٠٦ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹸﻗ ﹾﻞ ِﺍﻧﱢﻲ ﹶﻻ ﹶﺍ ْﻣ ِﻠﻚُ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ َ‬
‫ﺍﻟﻈﱠﺎِﻟ ِﻤ َ‬
‫ﺤﺪًﺍ * ﺍﳉﻦ‪ (٢٢-٢١ :‬ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ‬
‫ﷲ ﹶﺍ َﺣﺪٌ َﻭﹶﻟ ْﻦ ﹶﺍ ِﺟ َﺪ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ُﻣ ﹾﻠَﺘ َ‬
‫ﲑﻧِﻲ ِﻣ َﻦ ﺍ ِ‬
‫ﺠَ‬
‫ﹸﻗ ﹾﻞ ِﺍﻧﱢﻲ ﹶﻟ ْﻦ ُﻳ ِ‬
‫ﺍﻧﻪ ﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﺑﺎﻇﻬﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﻣﻠﻜﻪ ﻻﻣﺘﻪ ﺿﺮﺍ ﻭ ﻻ ﺭﺷﺪﺍ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﱃ ﺍﻯ ﺷﻴﺊ ﺍﺷﺮﺕ ﺑﻠﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻴﺘﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻭ ﺍﱃ‬
‫ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺣﺎﺻﻠﻬﺎ ﺍ ﹼﻻ ﻋﺪﻡ ﻛﻮﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﻱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺍﻳﻀﹰﺎ ﻓﻀ ﹰ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻟﺮﺯﻗﻬﻢ ﻭ ﻗﺪ ﻧﻔﻴﺖ ﺍﻧﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ‬
‫ﻭ ﺁﻳﺎﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﻛﻔﺮ ﻓﺎﻧﻪ ﺟﻌﻠﻪ‬
‫ﺍﻧﻪ ﳝﻠﻚ ﻟﻪ ﺿﺮﺍ ﻭ ﺭﺷﺪﺍ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻧﺖ ﻗﻠﺖ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻏﲑ ﻣﺘﺼﺮﻑ ﺻﺎﺭ ﻣﺸﺮﻛﺎ‬
 ‫‪- ١٠٩ -‬‬

‫ﻓﺎﻥ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻳﻀﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﳍﺘﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺍﳕﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻵﳍﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﺒﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺳﻄﻮﺭ ﺗﻐﲑ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻐﲑ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺍﳓﺼﺮ ﻗﻮﻝ ﻳﺎ‬
‫ﳏﻤﺪ ﰲ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻟﻀﺮﻩ ﻭ ﺭﺷﺪﻩ‪.‬‬
‫ﷲ ﹶﻻ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ﻗﹸ ِﻞ ﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﺯ َﻋ ْﻤُﺘ ْﻢ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺽ َﻭﻣَﺎ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﻓِﻴ ِﻬﻤَﺎ ِﻣ ْﻦ ِﺷ ْﺮ ٍﻙ َﻭﻣَﺎ ﹶﻟﻪُ‬
‫ﺕ َﻭ ﹶﻻ ﻓِﻲ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺭ ِ‬
‫ﺴ َﻤﻮَﺍ ِ‬
‫َﻳ ْﻤ ِﻠﻜﹸﻮ ﹶﻥ ِﻣ ﹾﺜﻘﹶﺎ ﹶﻝ ﹶﺫ ﱠﺭ ٍﺓ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺸﻔﹶﺎ َﻋﺔﹸ ِﻋ ْﻨ َﺪﻩُ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟ َﻤ ْﻦ ﹶﺍ ِﺫ ﹶﻥ ﹶﻟﻪُ * ﺳﺒﺄ‪ (٢٣-٢٢ :‬ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ‬
‫ﲑ * َﻭ ﹶﻻ َﺗ ْﻨ ﹶﻔﻊُ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ِﻣ ْﻦ ﹶﻇ ِﻬ ٍ‬
‫ﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﺍﷲ ﻋﺮﻕ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺸﻌﺒﻬﺎ ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﻭ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﺍﻣﺎ‬
‫ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﻟﻜﹰﺎ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻳﻜﹰﺎ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﻬﲑﹰﺍ ﻭ ﻣﻌﺎﻭﻧﹰﺎ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻔﻴﻌﹰﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻔﻲ ﻓﺘﻢ ﺍﻟﺰﺍﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ‬
‫ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻭ ﻳﻨﺎﺩﻭﻬﻧﻢ ﻣﻊ ﺯﻋﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﺍﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻓﺎﻟﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﻯ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﻉ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻼﺣﻘﻮﻥ ﻓﻤﺤﻤﺪﹰﺍ ﻭ ﻋﻠﻴﹰﺎ ﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻜﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ‬
‫ﻳﻘﺒﻞ ﺍﳊﺬﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻧﱯ ﻭ ﻣﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﺿﻼﻝ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﻼﺣﻘﲔ ﺍﻏﺘﺮﺍﺭﻫﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺽ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭَﻳﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ َﻫﺆُﻵ ِﺀ‬
‫ﷲ * ﻳﻮﻧﺲ‪ (١٨ :‬ﻭ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺷﻨﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭ ﺻﲑﻩ‬
‫ُﺷ ﹶﻔﻌَﺂ ُﺅﻧَﺎ ِﻋ ْﻨ َﺪ ﺍ ِ‬
‫ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻛﻔﺮﺍ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﲰﻊ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻃﻠﻖ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﻔﻲ ﻛﻮﻥ ﻏﲑ ﺍﷲ‬
‫ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻭ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻭ ﻇﻬﲑﹰﺍ ﻟﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻴﺪ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺑﻞ ﻗﻴﺪ ﻧﻔﻲ ﻧﻔﻌﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ِﺍ ﱠﻻ ِﻟ َﻤ ْﻦ‬
‫ﹶﺍ ِﺫ ﹶﻥ ﹶﻟﻪُ * ﺳﺒﺄ‪ (٢٣ :‬ﻳﻌﲏ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻓﺘﻨﻔﻌﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭ ﻟﻮ ﺑﻼ ﺗﻮﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ‬
‫ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺗﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺑﻼ ﺗﻮﺑﺔ ﻓﻨﻔﻲ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻠﺤﺪ ﺍﳊﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻜﻼﻡ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ ﺳﻨﺔ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ‬
‫ﺍﲨﺎﻉ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﻭ ﺍﻟﻜﻞ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ‬
‫ﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﻭ ﻏﻴﻬﻢ ﲤﺴﻜﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ﱠﻻ ِﻟ َﻤ ْﻦ ﹶﺍ ِﺫ ﹶﻥ‬
 ‫‪- ١١٠ -‬‬

‫ﹶﻟﻪُ * ﺳﺒﺄ‪ (٢٣ :‬ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﻔﻲ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻻ ﻳﺆﻛﺪﻩ ﻭ ﻳﻘﺮﺭﻩ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﳛﺮﻑ ﺍﳌﻌﲎ ﺍ ﹼﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍ ﹼﻻ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﺎﻻﺫﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻼ ﺷﻔﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻌﲎ ﺍﻻﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﻛﻮﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﺄﺫﻭﻧﺎ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﺫﺍ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺍﷲ ﺑﺸﻴﺊ ﳜﺎﻓﻮﻥ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ‬
‫ﰲ ﺣﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻣﺮ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﲞﻤﺴﲔ ﺻﻠﻮﺓ ﰒ ﻛﻴﻒ ﺑﻘﻴﺖ ﲬﺴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻣﺜﺎﳍﺎ ﻛﺜﲑﺓ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﺍﻭﻻ؟‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﻋﺠﻴﺐ ﺟﺪﹰﺍ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻮﻗﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻻﺫﻥ ﲞﺼﻮﺻﻴﺔ ﻓﻜﺎﳕﺎ ﻳﻨﺴﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﺍﳊﻖ ﺍﻥ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺷﻔﻴﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻏﲑ ﳑﻜﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻭﺍﲨﺎﻉ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﻘﹰﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻓﺎﻬﻧﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻻ ﺑﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻭﺟﻴﻬﹰﺎ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﺍﳌﺸﻔﻮﻉ‬
‫ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﻓﻮﺍﺕ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﻬﻤﺔ ﻳﺮﺟﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻇﻬﲑﹰﺍ ﻭ‬
‫ﻣﻌﺎﻭﻧﹰﺎ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﳏﺒﻮﺑﹰﺎ ﻓﻴﺘﺄﱂ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺭﺿﺎﻩ ﻭ ﻫﺬﺍﻥ ﻳﺴﺘﺤﻴﻼﻥ ﰲ‬
‫ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻤﺎ ﻳﺼﻔﻮﻥ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭﺟِﻴﻬًﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪﱡﻧﻴَﺎ َﻭﺍﹾﻵ ِﺧ َﺮ ِﺓ َﻭ ِﻣ َﻦ‬
‫ﲔ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪ (٤٥ :‬ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺘﻪ ﻻ ﺷﻚ ﺍﻧﻚ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻗﻠﺖ‬ ‫ﺍﹾﻟﻤُ ﹶﻘ ﱠﺮِﺑ َ‬
‫ﳜﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻇﻬﲑﹰﺍ ﻭ ﻣﻌﺎﻭﻧﹰﺎ ﻟﻪ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﺍﻻﻋﻤﻰ ﺍﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﻔﻲ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻐﲑ ﻇﻬﲑﹰﺍ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ﻭ ﻧﻔﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﳌﻦ ﱂ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻪ‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﰲ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻊ ﺍﻗﺮﺍﺭﻙ ﰲ ﻛﻼﻣﻚ ﺑﺘﻐﺎﻳﺮﳘﺎ ﻭ ﻗﻮﻟﻚ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻇﻬﲑﹰﺍ ﺍﻭ ﻣﻌﺎﻭﻧﹰﺎ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻔﻴﻌﹰﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﺣﺪ ﳏﺒﻮﺑﺎ‬
 ‫‪- ١١١ -‬‬

‫ﻋﻨﺪﻩ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﻓﺮﻋﺖ ﺍﻟﺘﺄﱂ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺒﻮﺑﻴﺔ ﺍﱂ ﺗﺆﻣﻦ ﻛﻼ ﻭ ﺍﷲ ﱂ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﷲ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪.(٣١ :‬‬
‫ﺤِﺒ ْﺒ ﹸﻜ ُﻢ ﺍ ُ‬
‫)ﻓﹶﺎﱠﺗِﺒﻌُﻮﻧِﻲ ُﻳ ْ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺑﺎﻻﺫﻥ ﺍﻟﱵ ﻛﻼ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬
‫ﻭ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺤﺎﳍﺎ ﺍﻬﻧﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻻﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﺗﻮﺍ ﺑﻼ ﺗﻮﺑﺔ ﻭ ﻻ ﻟﻠﻤﺼﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺑﺎﻋﺘﺰﺍﻟﻪ ﻭ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺟﻬﺮﹰﺍ ﻟﻌﻨﺔ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﻟﻮ ﻣﺼﺮﹰﺍ‬
‫ﺑﻼ ﺗﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻥ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﳌﺎ ﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﺗﻮﺑﺔ ﻭ‬
‫ﻧﺪﺍﻣﺔ ﻭ ﺍﻧﺎﺑﺔ ﺍﻟﻴﻪ ﻻ ﺍﱃ ﻏﲑﻩ ﻳﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺣﻜﻤﻪ ﻭ ﻓﻌﻠﻪ ﻛﻠﻪ ﻋﺪﻝ ﻻ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺟﻮﺭ‬
‫ﻭ ﻇﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ ﻭ ﺍﻥ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ ﺍﺧﺘﻞ ﻗﺎﻋﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﻧﺘﻘﺺ ﺷﺄﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﰲ ﺍﻋﲔ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﻭ ﳛﺎﺟّﻮﻧﻪ ﻓﻴﺄﺫﻥ ﳌﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﻥ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻪ‬
‫ﻓﻴﺸﻔﻊ ﻓﻴﻌﻔﻮ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﺮﲪﺘﻪ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﺳﻢ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺧﻠﻂ ﺑﲔ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ﻭ ﺧﺒﻂ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺑﺘﺠﻮﻳﺰ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﺄﻧﻪ ﻋﻤﺎ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻈﺎﳌﻮﻥ ﳋﻮﻑ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺋﻪ ﺍﱃ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻟﻘﺎﻋﺪﺗﻪ ﻭ ﻛﻮﻥ‬
‫ﺍﻻﺫﻥ ﻣﻌﻠﻼ ﻟﻐﺮﺿﻪ ﺍﻯ ﻏﺮﺽ ﺧﻮﻑ ﺍﻧﺘﻘﺎﺹ ﺷﺄﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﰲ ﺍﻋﲔ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﻭ ﺻﲑﻭﺭﺗﻪ‬
‫ﳏﺠﻮﺑﹰﺎ ﻭ ﻣﻐﻠﻮﺑﹰﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻥ ﱂ ﻳﺸﻔﻊ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ ﻭ ﻛﻮﻧﻪ‬
‫ﳎﺒﻮﺭﺍ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﷲ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺐ ﺧﻠﻒ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻳﻮﻣﹰﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ )ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺍﺣﻔﻆ ﺍﷲ ﳛﻔﻈﻚ ﺍﺣﻔﻆ ﺍﷲ ﲡﺪﻩ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻭ ﺍﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ‬
‫ﻓﺎﺳﺌﻞ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺔ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ‬
‫ﺑﺸﻴﺊ ﱂ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺸﻴﺊ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﷲ ﻟﻚ ﻭ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻀﺮﻭﻙ ﺑﺸﻴﺊ ﱂ‬
‫ﻳﻀﺮﻭﻙ ﺑﺸﻴﺊ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﷲ ﻟﻚ ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻻﻗﻼﻡ ﻭ ﺟﻔﺖ ﺍﻟﺼﺤﻒ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‬
‫ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﱃ‬
‫ﺍﷲ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﺳﺌﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻛﹰﺎ‪.‬‬
 ‫‪- ١١٢ -‬‬

‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺍﻯ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ‬
‫ﻭ ﻛﻔﺎﻙ ﻫﻬﻨﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻬﺑﺬﺍ ﻭ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﻝ‬
‫ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻧﻜﲑ ﻭ ﺑﻼ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺻﺮﺡ ﺑﻪ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻭﺡ ﻓﻤﺎ ﻓﺮﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻻ ﳜﻠﻮ‬
‫ﻋﻦ ﺍﳉﻬﻞ ﻭ ﺍﻟﻀﻼﻝ‪.‬‬
‫ﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﱃ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﺠﻤﻟﺎﻧﲔ ﱂ ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻳﺎ ﺍﷲ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ ﻓﺄ ّ‬
‫ﺍﺠﻤﻟﺊ ﺍﱃ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﻟﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ) َﻭﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ‬
‫ﷲ َﺗﻮﱠﺍﺑًﺎ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ *‬
‫ﷲ ﻭَﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﹶﻟ َﻮ َﺟﺪُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ ﹶﻓﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫ﹶﺍْﻧﻔﹸ َ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪.( ٦٤:‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﻱ‬
‫ﺳﻠﹼﻢ )ﺍﻥ ﻟﻘﻠﺐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺩ ﺷﻌﺒﺔ ﻓﻤﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﻬﺎ ﱂ ﻳﺒﺎﻝ ﺍﷲ ﺑﺄ ّ‬
‫ﻭﺍﺩ ﺍﻫﻠﻜﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﻟﺸﻌﺐ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻓﻤﺤﻤﺪ ﻭ ﻋﻠ ّﻰ ﻭ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺷﻌﺐ ﺍﳍﻼﻙ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺍﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻝ ﻓﺎﻥ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺗﻌﺮﻑ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻮﻛﻞ‪.‬‬
‫ﲔ *‬
‫ﻚ ﹾﺍ ﹶﻻ ﹾﻗ َﺮِﺑ َ‬
‫ﲑَﺗ َ‬
‫ﺸَ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﳌﺎ ﻧﺰﻟﺖ ) َﻭﹶﺍْﻧ ِﺬ ْﺭ َﻋ ِ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ‪ (٢١٤ :‬ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺮﺍﺑﺘﻪ ﻓﻌﻢ ﻭ ﺧﺺ ﻓﻘﺎﻝ )ﻳﺎ ﺑﲏ ﻛﻌﺐ ﺍﻧﻘﺬﻭﺍ ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺎﱐ ﻻ ﺍﻣﻠﻚ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ( ﺍﻭ ﻗﺎﻝ )ﻓﺎﱐ ﻻ ﺍﻏﲏ ﻋﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ( ﺍﱃ ﺍﻥ‬
‫ﻗﺎﻝ )ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻧﻘﺬﻱ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺳﻠﻴﲏ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﺎﱐ ﻻ ﺍﻏﲏ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ‬
‫ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ( ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻗﻨﻂ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺮﺑﺘﻪ ﺣﱴ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﻌﻪ ﳍﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻓﻤﺎ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﺠﻤﻟﺎﻧﲔ‬
‫ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﳍﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻋﱪ ﻣﻦ ﺍﻧﻈﺎﺭ ﺑـ)ﻻ ﺍﻏﲏ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ( ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﻂ‬
‫ﻣﻦ ﻧﻔﻌﻪ ﳍﻢ ﻭ ﺷﺘﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﻧﻔﻌﻪ ﳍﻢ ﺑﻞ ﻧﻔﻌﻪ ﻭ ﻧﻔﻌﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﻄﻌﺎ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ‬
 ‫‪- ١١٣ -‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺑﻞ ﻧﻘﻮﻝ ﻗﺪ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﰲ ﺣﻖ ﺍﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ‬
‫ﻫﻞ ﺍﻏﻨﻴﺖ ﻋﻦ ﻋﻤﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳛﻔﻈﻚ ﻭ ﻳﻐﻀﺐ ﻟﻚ ﻗﺎﻝ )ﻧﻌﻢ ﻫﻮ ﰲ ﺿﺤﻀﺎﺡ ﻣﻦ‬
‫ﻧﺎﺭ ﻭﻟﻮ ﻻ ﺍﻧﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻻﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺍﻻﻭﻟﲔ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺷﻔﺎﻋﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻧﻘﺬﻭﺍ ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﳋﻠﻮﺩ‬
‫ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﺎﱐ ﻻ ﺍﻣﻠﻚ ﻟﻜﻢ ﻭ ﻻ ﺍﻏﲏ ﻋﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺍﻥ ﱂ ﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﷲ ﻭ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭ ﺍﻟﺼﻬﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻬﺑﻤﺎ ﺍﳕﺎ ﻫﻮ ﻟﻐﲑ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﲔ َﻭﹶﻟ ْﻮ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ ﺍﹸﻭﻟِﻲ ﹸﻗ ْﺮﺑَﻰ * ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ‪:‬‬
‫ﺸ ِﺮ ِﻛ َ‬
‫ﺴَﺘ ْﻐ ِﻔﺮُﻭﺍ ِﻟ ﹾﻠﻤُ ْ‬
‫)ﻣَﺎ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﻟِﻠﱠﻨِﺒ ِّﻰ ﻭَﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﹶﺍ َﻣﻨُﻮﺍ ﹶﺍ ﹾﻥ َﻳ ْ‬
‫‪ (١١٣‬ﻭ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ ﺑﺎﺏ ﻧﻔﻊ ﺑﻌﺾ ﻟﺒﻌﺾ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﺠﺰِﻱ ﻭَﺍِﻟﺪٌ َﻋ ْﻦ َﻭﹶﻟ ِﺪ ِﻩ َﻭ ﹶﻻ‬
‫ﺍﻭﺟﻪ‪ :‬ﺍﺣﺪﻫﺎ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )َﻳ ْﻮﻣًﺎ ﹶﻻ َﻳ ْ‬
‫َﻣ ْﻮﻟﹸﻮﺩٌ ﻫُ َﻮ ﺟَﺎ ٍﺯ َﻋ ْﻦ ﻭَﺍِﻟ ِﺪ ِﻩ َﺷ ْﻴﺌﹰﺎ * ﻟﻘﻤﻦ‪ (٣٣ :‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )َﻳ ْﻮ َﻡ ﹶﻻ َﻳ ْﻨ ﹶﻔﻊُ ﻣَﺎﻝﹲ َﻭ ﹶﻻ َﺑﻨُﻮ ﹶﻥ‬
‫ﺏ َﺑ ْﻴَﻨ ُﻬ ْﻢ َﻳ ْﻮ َﻣِﺌ ٍﺬ *‬
‫ﻼ ﹶﺍْﻧﺴَﺎ َ‬
‫ﺦ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼﱡﻮ ِﺭ ﹶﻓ ﹶ‬
‫* ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ‪ (٨٨ :‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) ﹶﻓِﺎﺫﹶﺍ ﻧُ ِﻔ َ‬
‫ﺴﹶﺌﻞﹸ َﺣﻤِﻴﻢٌ َﺣﻤِﻴﻤًﺎ * ﺍﳌﻌﺎﺭﺝ‪ (١٠ :‬ﻭ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬
‫ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ‪ (١٠١ :‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻻ َﻳ ْ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﺳﻠﺒﻪ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‬
‫)ﻛﻞ ﻧﺴﺐ ﻭ ﺻﻬﺮ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍ ﹼﻻ ﻧﺴﱯ ﻭ ﺻﻬﺮﻱ( ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻜﻞ‬
‫ﺤ ﹾﻘﻨَﺎ ِﺑ ِﻬ ْﻢ ﹸﺫ ﱢﺭﱠﻳَﺘ ُﻬ ْﻢ *‬
‫ﻣﺘّﻖ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﹶﺍ َﻣﻨُﻮﺍ َﻭ ﺍﱠﺗَﺒ َﻌ ْﺘ ُﻬ ْﻢ ﹸﺫ ﱢﺭﱠﻳَﺘ ُﻬ ْﻢ ِﺑِﺎﳝَﺎ ٍﻥ ﹶﺍﹾﻟ َ‬
‫ﺢ ِﻣ ْﻦ ﺁﺑَﺂِﺋ ِﻬ ْﻢ َﻭ ﹶﺍ ْﺯﻭَﺍ ِﺟ ِﻬ ْﻢ َﻭ‬
‫ﺻ ﹶﻠ َ‬
‫ﺍﻟﻄﻮﺭ‪ (٢١ :‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻋ ْﺪ ٍﻥ َﻳ ْﺪﺧُﻠﹸﻮَﻧﻬَﺎ َﻭ َﻣ ْﻦ َ‬
‫ﹸﺫ ﱢﺭﻳﱠﺎِﺗ ِﻬ ْﻢ * ﺍﻟﺮﻋﺪ‪ (٢٣ :‬ﺍﻯ ﺻﻠﺢ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ )ﺍ ﱠﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ‬
‫ﻳﺸﻔﻌﻮﻥ ﻟﻌﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻳﺸﻔﻌﻮﻥ ﻟﺴﺒﻌﲔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺒﻬﻢ ﻭ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﻟﺴﺒﻌﲔ ﺍﻟﻔﺎ ﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﻳﻜﺎﻓﺌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺣﺴﻦ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﲜﺮﻋﺔ ﻣﺎﺀ ﻭ ﺧﺪﻣﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ( ﻭ ﻭﺟﻪ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﻭ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﻓﺎﻻﻭﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻭ‬
‫ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺣﲔ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﻭ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﻔ ّﺮ ﺍﳌﺮﺀ ﻣﻦ ﺍﺧﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺍﻣﻪ ﻭ ﺍﺑﻴﻪ ﻭ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﻭ ﺑﻨﻴﻪ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻩ ﲝﻖ ﻭ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺒﺬﻝ ﺣﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ‬
 ‫‪- ١١٤ -‬‬

‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺄﻣﻮﻥ ﻳﻌﲔ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬
‫ﺍ ﹼﻻ ﻭﺳﻴﻠﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﺫﺍ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻻﻭﻝ ﻋﺎﻡ ﳐﺼﺺ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻬﲔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﻋﺪﻡ‬
‫ﻣﻠﻜﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻥ ﻻ ﳝﻠﻜﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﻩ ﻭ ﺍﺧﱪ ﻫﻮ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‪.‬‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﰲ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﻴﺔ ﺷﺮﺡ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺑﻴﺖ ﺑﻌﺪﰎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﱁ ﺑﲔ‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ‬
‫ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻋﲏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﺷﺮﻑ ﺍﻻﻧﺴﺎﺏ ﺁﻳﺔ‬
‫ﺍﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﳏﻘﻘﻲ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻓﺎﻃﻤﺔ‬
‫ﻭ ﺍﺑﻨﻴﻬﺎ ﺍﻯ ﻻﻬﻧﺎ ﳌﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﻓﺎﺣﺘﻀﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻭ ﺍﺧﺬ ﺑﻴﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﻭ ﻣﺸﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ‬
‫ﺧﻠﻔﻪ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻧﱠﻬﻢ ﺍﳌﺮﺍﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻭﻻﺩ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭ ﺫﺭﻳﺘﻬﻢ ﻳﺴﻤﻮﻥ‬
‫ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﻴﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺻﺢ ﺍﻧﻪ‬
‫ﺧﻄﺐ ﻓﻘﺎﻝ‪) :‬ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺍﻗﻮﺍﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻥ ﺭﺣﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ‬
‫ﻗﻮﻣﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻠﻰ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻥ ﺭﲪﻲ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﺩﻟﻴﻞ‬
‫ﻚ‬
‫ﲑَﺗ َ‬
‫ﺸَ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻋﲏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﻣﺎ ﺻﺢ ﺍﻧﻪ ﳌﺎ ﻧﺰﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﺍْﻧ ِﺬ ْﺭ َﻋ ِ‬
‫ﲔ * ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ‪ (٢١٤ :‬ﺩﻋﺎ ﲨﻴﻊ ﺑﻄﻮﻥ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻌﻢ ﻭﺧﺺ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻜﻞ‪) :‬ﻻ ﺍﻏﲏ‬
‫ﹾﺍ ﹶﻻ ﹾﻗ َﺮِﺑ َ‬
‫ﻋﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻏﲑ ﺍﻥ ﻟﻜﻢ ﺭﲪﺎ( ﺍﻯ ﺳﺄﺻﻠﻬﺎ ﺑﺼﻠﺘﻬﺎ ﻭ ﻣﻌﲎ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳝﻠﻚ‬
‫ﻻﺣﺪ ﻧﻔﻌﺎ ﻭ ﻻ ﺿﺮﺍ ﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﳝﻠﻚ ﻧﻔﻊ ﺍﻗﺎﺭﺑﻪ ﺍﻣﺘﻪ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﰲ ﺭﺩ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻓﺴﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﺎﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺧﺼﺼﻬﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ﻭ ﻫﻮ‬
‫ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﳏﺮﻣﺔ ﻭ ﻣﻜﺮﻭﻫﺔ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﲢﺮﱘ ﺍﻭ‬
‫ﺗﱰﻳﻪ ﻭ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﻭ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻭ ﻣﺴﻨﻮﻧﺔ ﺍﻭ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﻛﻠﻬﺎ ﺷﺮﻛﺎ ﻣﻦ ﻏﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻀﻼﻝ ﰒ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﱯ ﺍﻭ ﻭﱄ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺎﺭ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻭ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺑﻨﻔﺲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﻻ ﺧﻔﺎﺀ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ﻭ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻓﺎﻥ ﻣﺬﻫﺐ‬

‫)‪ (١‬ﺍﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﳍﻴﺘﻤﻲ ﺍﳌﻜﻲ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٩٧٤‬ﻫـ ]‪ ١٥٦٦‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ‪.‬‬
 ‫‪- ١١٥ -‬‬

‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻥ ﺭﻛﻦ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻭ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭ ﺷﺮﻁ ﻻﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻻ‬
‫ﺩﺧﻞ ﻟﻼﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﳋﻼﻑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺪ ﹶﺍ ْﺭ َﺳ ﹾﻠﻨَﺎ ﻧُﻮﺣًﺎ ِﺍﻟﹶﻰ ﹶﻗ ْﻮ ِﻣ ِﻪ ِﺍﻧﱢﻲ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ َﻧﺬِﻳﺮٌ ُﻣِﺒﲔٌ‬
‫ﺏ َﻳ ْﻮ ٍﻡ ﹶﺍﻟِﻴ ٍﻢ * ﻫﻮﺩ‪ (٢٦-٢٥ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻑ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ َﻋﺬﹶﺍ َ‬ ‫ﷲ ِﺍﻧﱢﻲ ﹶﺍﺧَﺎ ُ‬
‫* ﹶﺍ ﹾﻥ ﹶﻻ َﺗ ْﻌﺒُﺪُﻭﺍ ِﺍ ﱠﻻ ﺍ َ‬
‫ﷲ ﺍﱠﻟﺬِﻱ َﺧ ﹶﻠ ﹶﻘﻬُ ﱠﻦ ِﺍ ﹾﻥ ﹸﻛ ْﻨُﺘ ْﻢ ِﺍﻳﱠﺎ ُﻩ َﺗ ْﻌُﺒﺪُﻭ ﹶﻥ‬
‫ﺠﺪُﻭﺍ ِ ِ‬
‫ﺲ َﻭ ﹶﻻ ِﻟ ﹾﻠ ﹶﻘ َﻤ ِﺮ َﻭ ﺍ ْﺳ ُ‬
‫ﺸ ْﻤ ِ‬‫ﺠﺪُﻭﺍ ﻟِﻠ ﱢ‬‫ﺴُ‬‫ﺗﻌﺎﱃ )ﻻ َﺗ ْ‬
‫* ﻓﺼﻠﺖ‪ (٣٧ :‬ﻓﺎﻟﺴﺠﺪﺓ ﺍﻯ ﻭﺿﻊ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﺷﺮﻙ ﻣﻄﻠﻘﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﲨﻬﻮﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺳﺠﺪﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻯ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻣﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﳌﺴﺠﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻭ ﺳﺠﺪﺓ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﻊ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭ ﺻﺎﺭﺕ ﳏﺮﻣﺔ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺷﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺩﺭ ﺗﻔﺴﲑ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﭘﻴﺸﺎﱐ ﺭﺍ ﺑﺮ ﺯﻣﲔ ﺭﺳﺎﻧﻴﺪﻥ‬
‫ﺑﺪﻭ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﻴﺸﻮﺩ ﻳﻜﻲ ﺁﻧﻜﻪ ﺑﺮﺍﻯ ﺍﺩﺍﻯ ﺣﻖ ﻋﺒﻮﺩﻳﺖ ﺑﺎﺷﺪ ﻭ ﺍﻳﻦ ﻗﺴﻢ ﺩﺭ ﲨﻴﻊ‬
‫ﺍﺩﻳﺎﻥ ﻭ ﻣﻠﻞ ﺑﺮﺍﻯ ﻏﲑ ﺧﺪﺍ ﺣﺮﺍﻡ ﻭ ﳑﻨﻮﻉ ﺍﺳﺖ ﻭ ﻫﻴﭻ ﮔﺎﻩ ﺟﺎﺋﺰ ﻧﺸﺪﻩ ﺯﻳﺮﺍ ﻛﻪ ﺍﺯ‬
‫ﳏﺮﻣﺎﺕ ﻋﻘﻠﻲ ﺍﺳﺖ ﻭ ﳏﺮﻣﺎﺕ ﻋﻘﻠﻴﻪ ﺑﻪ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﺩﻳﺎﻥ ﻭ ﻣﻠﻞ ﻣﺘﺒﺪﻝ ﳕﻲ ﺷﻮﻧﺪ ﻭ ﺩﻟﻴﻠﺶ‬
‫ﺁﻧﻜﻪ ﺍﻳﻦ ﻧﻮﻉ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻣﺸﻌﺮ ﺑﻐﺎﻳﺖ ﺗﺬﻟﻞ ﺍﺳﺖ ﻭ ﻏﺎﻳﺖ ﺗﺬﻟﻞ ﺑﺮﺍﻯ ﻛﺴﻰ ﺳﺰﺍﻭﺍﺭ ﺍﺳﺖ‬
‫ﻛﻪ ﺩﺭ ﻏﺎﻳﺖ ﻋﻈﻤﺖ ﺑﺎﺷﺪ ﻭ ﻏﺎﻳﺖ ﻋﻈﻤﺖ ﺁﻥ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﺫﺍﰐ ﺑﺎﺷﺪ ﻭ ﻋﻈﻤﺖ ﺫﺍﰐ‬
‫ﺧﺎﺹ ﲝﻀﺮﺕ ﺣﻖ ﺍﺳﺖ ﺩﺭ ﻫﻴﭻ ﳐﻠﻮﻗﻲ ﻳﺎﻓﺘﻪ ﳕﻴﺸﻮﺩ‪ .‬ﺩﻭﻡ ﺁﻧﻜﻪ ﺑﺮﺍﻯ ﺗﻜﺮﱘ ﻭ ﲢﻴﺔ‬
‫ﺑﺎﺷﺪ ﻣﺎﻧﻨﺪ ﺳﻼﻡ ﻭ ﺳﺮﺧﻢ ﻛﺮﺩﻥ ﻭ ﺍﻳﻦ ﻣﻌﲎ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺭﺳﻮﻡ ﻭ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﺯﻣﻨﻪ‬
‫ﻭ ﺍﻭﻗﺎﺕ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﺳﺖ ﮔﺎﻫﻲ ﺟﺎﺋﺰ ﺍﺳﺖ ﻭ ﮔﺎﻫﻲ ﺣﺮﺍﻡ ﺩﺭ ﺍﻣﺘﻬﺎﻯ ﺳﺎﺑﻘﻪ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻮﺩ‬
‫ﭼﻨﺎﻧﭽﻪ ﺩﺭ ﻗﺼﻪ ﺣﻀﺮﺕ ﻳﻮﺳﻒ ﻭ ﺍﺧﻮﺍﻥ ﺷﺎﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺷﺪﻩ ﻛﻪ )ﺧﺮّﻭﺍ ﻟﻪ ﺳﺠﺪﹰﺍ( ﻭ ﺩﺭ‬
‫ﺷﺮﻳﻌﺖ ﻣﺎ ﺍﻳﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﳐﻠﻮﻗﺎﺕ ﺣﺮﺍﻡ ﻭ ﳑﻨﻮﻉ ﺍﺳﺖ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﻩ‬
‫ﻛﻪ ﺩﺭﻳﻦ ﺑﺎﺏ ﻭﺍﺭﺩ ﺷﺪﻩ ﻭ ﺳﺠﻮﺩ ﻓﺮﺷﺘﮕﺎﻥ ﺑﺮﺍﻯ ﺣﻀﺮﺕ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻬﺑﻤﲔ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻮﺩ ﺯﻳﺮﺍ ﻛﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﲰﺎﺀ ﺣﻀﺮﺕ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﺍ ﺍﺣﺴﺎﱐ ﻭ ﺗﻔﻮﻗﻲ ﺑﺮ‬
‫ﻓﺮﺷﺘﮕﺎﻥ ﺣﺎﺻﻞ ﺷﺪﻩ ﺑﻮﺩ ﻭ ﺍﺯ ﻓﺮﺷﺘﮕﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﺯ ﭘﻴﺪﺍﻳﺶ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﻧﺴﺒﺖ ﺑﺎﻳﺸﺎﻥ ﺳﻮﺀ‬
 ‫‪- ١١٦ -‬‬

‫ﺃﺩﰊ ﻭﻗﻮﻉ ﻳﺎﻓﺘﻪ ﺑﻮﺩ ﺑﺮﺍﻯ ﻣﻜﺎﻓﺎﺕ ﺁﻥ ﺍﺣﺴﺎﻥ ﻭ ﻛﻔﺎﺭﺕ ﺁﻥ ﰊ ﺍﺩﰊ ﻣﻼﺋﻜﻪ ﺭﺍ ﻣﺄﻣﻮﺭ‬
‫ﺑﺎﻳﻦ ﻧﻮﻉ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﺗﻜﺮﱘ ﺳﺎﺧﺘﻨﺪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﺴﺠﺪﺓ ﺍﳌﻠﺌﻜﺔ ﻵﺩﻡ ﻭ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ‬
‫ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻓﺎﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﻣﻨﺴﻮﺧﺎ ﻛﺎﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻊ ﺍﻻﺧﺖ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﻮﻱ ﺍﻟﻐﱯ ﺍﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻻ ﳚﺮﻱ ﺍﻻ ﰲ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﳊﻼﻝ ﻭ‬
‫ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭ ﻻ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﺒﺎﺋﺚ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺘﺒﺪﻝ ﺑﺘﺒﺪﻝ‬
‫ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﺠﺪﺓ ﻛﻔﺮﺍ ﻭ ﺷﺮﻛﺎ ﱂ ﳝﻜﻦ ﺟﻮﺍﺯﻩ ﰲ ﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻞ ﻓﻼ ﺑﺪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺠﺪﺍﺕ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺳﺠﺪﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻊ ﺍﻻﺧﺖ‬
‫ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ‪.‬‬
‫ﷲ ﹶﺍ َﺣﺪًﺍ * َﻭ‬
‫ﻼ َﺗ ْﺪﻋُﻮﺍ َﻣ َﻊ ﺍ ِ‬
‫ﷲ ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﺍ ﱠﻥ ﺍﹾﻟ َﻤﺴَﺎ ِﺟ َﺪ ِ ِ‬
‫ﷲ َﻳ ْﺪﻋُﻮ ُﻩ ﻛﹶﺎﺩُﻭﺍ َﻳﻜﹸﻮﻧُﻮ ﹶﻥ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻪ ِﻟَﺒﺪًﺍ * ﹸﻗ ﹾﻞ ِﺍﱠﻧﻤَﺂ ﹶﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ َﺭﺑﱢﻲ َﻭ ﹶﻻ ﺍﹸ ْﺷ ِﺮﻙُ‬
‫ﺍﹶﻧ ُﻪ ﹶﻟﻤﱠﺎ ﻗﹶﺎ َﻡ َﻋ ْﺒﺪُ ﺍ ِ‬
‫ِﺑ ِﻪ ﹶﺍ َﺣﺪًﺍ * ﺍﳉﻦ‪ (٢٠-١٨ :‬ﺛﺒﺖ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﺩﺑﺎ ﺷﺮﻙ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﺣﺪ ﻭ ﻛﺬﺍ‬
‫ﻭﺭﺩ ﺍﺳﻢ ﺍﺣﺪ ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺧﺼﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻇﻴﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﺗﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍ ﹼﻻ ﺣﻜﺎﻳﺔ‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﺎﻳﻦ ﺍﻧﻪ ﺧﺼﺼﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻄﻼﺣﻚ‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻭ ﲣﺼﻴﺼﻪ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺮﻓﻮﻉ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﻛﺎﻓﺔ‬
‫ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻜﻴﻒ ﺛﺒﺖ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻟﻮ ﻓﺮﺽ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻓﺒﺎﻯ ﻟﻔﻆ ﺛﺒﺖ ﻛﻮﻥ‬
‫ﻭﺭﺩ ﺍﺳﻢ ﺍﺣﺪ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺧﺼﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻇﻴﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﳎﺮﺩ‬
‫ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻭ ﻻ ﺗﻌﻠﻖ ﻵﻳﺔ ﲟﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻛﺄﻧﻪ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﺮ‪.‬‬
‫ﺞ َﻳ ﹾﺎﺗُﻮ َﻙ ِﺭﺟَﺎ ﹰﻻ َﻭ َﻋﻠﹶﻰ‬
‫ﳊ ِّ‬
‫ﺱ ﺑِﺎ ﹶ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﺍ ِّﺫ ﹾﻥ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﷲ ﻓِﻲ ﹶﺍﻳﱠﺎ ٍﻡ‬
‫ﺸ َﻬﺪُﻭﺍ َﻣﻨَﺎ ِﻓ َﻊ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ َﻭ َﻳ ﹾﺬﻛﹸﺮُﻭﺍ ﺍ ْﺳ َﻢ ﺍ ِ‬
‫ﺞ َﻋﻤِﻴ ٍﻖ * ِﻟَﻴ ْ‬
‫ﲔ ِﻣ ْﻦ ﹸﻛ ِّﻞ ﹶﻓ ٍّ‬
‫ﹸﻛ ِّﻞ ﺿَﺎ ِﻣ ٍﺮ َﻳ ﹾﺎِﺗ َ‬
‫ﲑ * ﹸﺛ ﱠﻢ‬
‫ﺲ ﺍﹾﻟ ﹶﻔ ِﻘ َ‬
‫ﺕ َﻋﻠﹶﻰ ﻣَﺎ َﺭ َﺯ ﹶﻗﻬُ ْﻢ ِﻣ ْﻦ َﺑﻬِﻴ َﻤ ِﺔ ﹾﺍ ﹶﻻْﻧﻌَﺎ ِﻡ ﹶﻓﻜﹸﻠﹸﻮﺍ ِﻣ ْﻨﻬَﺎ َﻭ ﹶﺍ ﹾﻃ ِﻌﻤُﻮﺍ ﺍﹾﻟﺒَﺂِﺋ َ‬
‫َﻣ ْﻌﻠﹸﻮﻣَﺎ ٍ‬
‫ﺖ ﺍﹾﻟ َﻌﺘِﻴ ِﻖ * ﺍﳊﺞ‪ (٢٩-٢٧ :‬ﻓﺜﺒﺖ‬
‫ﹾﻟَﻴ ﹾﻘﻀُﻮﺍ َﺗ ﹶﻔﹶﺜﻬُ ْﻢ َﻭ ﹾﻟﻴُﻮﻓﹸﻮﺍ ُﻧﺬﹸﻭ َﺭ ُﻫ ْﻢ َﻭ ﹾﻟَﻴ ﱠﻄ ﱠﻮﻓﹸﻮﺍ ﺑِﺎﹾﻟَﺒ ْﻴ ِ‬
 ‫‪- ١١٧ -‬‬

‫ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﱃ ﻗﱪ ﳏﻤﺪ ﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭ ﻣﺴﺎﺟﺪﻩ ﻭ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻭ ﻗﱪ ﻧﱯ ﻭ ﻭﱄ ﻭ‬

‫ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻃﻮﺍﻓﻪ ﻭ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺣﺮﻣﻪ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻋﻦ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭ‬
‫ﻏﲑﻫﺎ ﺷﺮﻙ ﺍﻛﱪ ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺧﺼﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭ ﺍﻧﺰﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻟﺒﻴﺎﻧﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺍﻟﻐﻮﻱ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍ ﹼﻻ ﺫﻛﺮ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﺄﺗﻮﻙ ﺭﺟﺎﻻ ﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺿﺎﻣﺮ ﻭ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﻑ ﺍﺗﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺫﻛﺮ ﻭ ﺍﻣﺮ ﲣﺼﻴﺼﺎ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﱃ ﻗﱪ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺮﺑﺔ ﻭ ﺳﺒﺐ‬
‫ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﻭ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺻﻠﺤﺎﺀ ﺍﻻﻣﺔ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻣﺜﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﱃ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﳛﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻭ ﻳﺒﲔ ﺍﻻﺟﺮ ﺑﻞ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻻﺟﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﲢﺴﺮ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﲡﻌﻠﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺗﻌﺪﻩ ﻣﻊ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ‬
‫ﺍﳌﺨﺘﻠﻒ ﰲ ﲢﺮﳝﻪ ﻭ ﻛﺮﺍﻫﺘﻪ ﻭ ﺍﺑﺎﺣﺘﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺟﻌﻠﺖ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺣﺮﻣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺢ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺣﻜﻢ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺍﻓﺘﺮﻳﺖ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭ ﺧﺼﺼﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻳﻀﺎ ﰲ‬
‫ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﲣﺼﻴﺺ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻨﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﺷﺎﻩ ﻭﱄ ﺍﷲ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﻛﻪ ﺫﻛﺮ ﺑﺮﺍﻯ ﻛﺸﻒ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻭﻝ ﭼﻮﻥ ﲟﻘﱪﻩ ﺩﺭ‬
‫ﺁﻳﺪ ﺩﻭﮔﺎﻧﻪ ﺭﺍ ﺑﺮ ﺭﻭﺡ ﺁﻥ ﺑﺰﺭﮔﻮﺍﺭ ﺃﺩﺍ ﻛﻨﺪ ﺍﮔﺮ ﺳﻮﺭﻩ ﻓﺘﺢ ﻳﺎﺩ ﺑﺎﺷﺪ ﺩﺭ ﺍﻭﻝ ﺭﻛﻌﺖ‬
‫ﲞﻮﺍﻧﺪ ﻭ ﺩﺭ ﺩﻭﻡ ﺍﺧﻼﺹ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﺩﺭ ﻫﺮ ﺭﻛﻌﺖ ﺳﻮﺭﻩ ﺍﺧﻼﺹ ﭘﻨﺞ ﺑﺎﺭ ﲞﻮﺍﻧﺪ ﺑﻌﺪﻩ ﻗﺒﻠﻪ‬
‫ﺭﺍ ﭘﺸﺖ ﺩﺍﺩﻩ ﺑﻨﺸﻴﻨﺪ ﻭ ﻳﻜﺒﺎﺭ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺳﻮﺭﻬﺗﺎ ﲞﻮﺍﻧﺪ ﻭ ﺧﺘﻢ ﻛﻨﺪ ﻭ ﺗﻜﺒﲑ‬
‫ﮔﻮﻳﺪ ﺑﻌﺪﻩ ﻫﻔﺖ ﻛﺮﺕ ﻃﻮﺍﻑ ﻛﻨﺪ ﻭ ﺩﺭﺍﻥ ﺗﻜﺒﲑ ﲞﻮﺍﻧﺪ ﻭ ﺁﻏﺎﺯ ﺍﺯ ﺭﺍﺳﺖ ﻛﻨﺪ ﺑﻌﺪﻩ‬
‫ﭘﺎﻳﺎﻥ ﺭﺧﺴﺎﺭﻩ ﻬﻧﺪ ﻭ ﺑﻴﺎﻳﺪ ﻧﺰﺩﻳﻚ ﺭﻭﻯ ﻣﻴﺖ ﻧﺸﻴﻨﺪ ﻭ ﺑﮕﻮﻳﺪ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺑﺴﺖ ﻭ ﻳﻜﺒﺎﺭ‬
‫ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻭﻝ ﻃﺮﻑ ﴰﺎﻝ ﺑﮕﻮﻳﺪ ﻳﺎ ﺭﻭﺡ ﻭ ﺩﺭ ﺩﻝ ﺿﺮﺏ ﻛﻨﺪ ﻳﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﺎﺩﺍﻣﻴﻜﻪ‬
‫ﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ﻳﺎﺑﺪ ﺍﻳﻦ ﺑﻜﻨﺪ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﺸﻒ ﻗﺒﻮﺭ ﻭ ﻛﺸﻒ ﺍﺭﻭﺍﺡ ﺣﺎﺻﻞ ﺁﻳﺪ‪.‬‬
‫ﷲ ِﺑ ِﻪ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪(١٤٥ :‬‬
‫ﺴﻘﹰﺎ ﹸﺍ ِﻫ ﱠﻞ ِﻟ َﻐ ْﻴ ِﺮ ﺍ ِ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ﹶﺍ ْﻭ ِﻓ ْ‬
‫ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺣﻘﻪ ﺍﻧﻪ ﻟﻨﱯ ﺍﻭ ﻭﱄ ﻳﺼﲑ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﻭ ﳒﺴﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﳋﱰﻳﺮ ﻻ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ‬
 ‫‪- ١١٨ -‬‬

‫ﻏﲑ ﺍﷲ ﻋﻨﺪ ﺫﲝﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﲢﺮﻳﻒ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﳐﺎﻟﻒ ﳉﻤﻬﻮﺭ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ ﻛﺬﺍﺏ ﺻﺮﺡ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﲟﺎ ﻗﺪﺭﻩ ﲢﺮﻳﻔﺎ ﻓﻔﻲ ﻛﻼﻣﻪ‬
‫ﲢﺮﻳﻔﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻓﻠﲑﺟﻊ ﺍﱃ ﺍﻯ ﺗﻔﺴﲑ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺳﲑ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺻﺮﺡ ﺑﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻱ]‪ [١‬ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺎ ﺫﺑﺢ ﻟﻼﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺫﻛﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻭ ﳍﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﲨﻴﻊ‬
‫ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ]‪ [٢‬ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ‬
‫)ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻗﻴﺎﻣﺎ ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺛﺒﺖ ﻬﺑﺬﺍ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﺑﲔ ﻳﺪﻯ ﺍﺣﺪ ﺷﺮﻙ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﳌﻦ ﺳﺮﻩ ﲤﺜﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﻴﺎﻣﺎ ﻓﺎﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺷﺮﻙ ﺍﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻕ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻛﻠﻤﺔ )ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻏﲑ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﰲ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﲑﺓ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻭ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﺍﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ‬
‫ﺫﺑﺢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻥ ﺗﻌﻴﲔ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﺍﺣﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺷﺮﻙ ﺍﻛﱪ ﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺬﲝﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻭﻟﻮ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺟﻬﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻭ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺴﻮﺍﺩ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﻭ ﻣﺎ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺬﺑﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﻓﻤﺤﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﲰﻰ‬
‫ﻣﺎ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺷﺮﻛﺎ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﳌﺎ ﻗﺪﻡ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﳓﺮ ﺟﺰﻭﺭﺍ ﺍﻭ ﺑﻘﺮﺓ ﻭ ﻓﻴﻪ ﳌﺎ ﻗﺪﻡ ﺿﺮﺍﺭﺍ ﺍﻣﺮ ﺑﺒﻘﺮﺓ‬
‫ﻓﺬﲝﺖ ﻓﺎﻛﻠﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﰎ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻋﺪ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ‬
‫ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﺛﺒﺖ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﰒ‬
‫ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭ ﻟﻮ ﺑﻼ ﺛﺒﻮﺕ ﻭ ﻛﻢ ﱂ ﳝﺮ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ‬

‫)‪ (١‬ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻱ ﻣﻔﺴﺮ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٤٦٨‬ﻫـ ]‪ ١٠٧٥‬ﻡ‪[.‬‬

‫)‪ (٢‬ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٦٠‬ﻫـ ]‪ ٦٨٠‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺍﻟﺸﺎﻡ‪.‬‬
 ‫‪- ١١٩ -‬‬

‫ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ ﻓﻠﻴﺄﺕ ﺑﺂﻳﺔ ﺩﺍﻟﺔ ﻭ ﻟﻮ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻭ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻭﻟﻮ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺫﻛﺮ ﺿﺮﺏ‬
‫ﺍﳋﺒﺎﺀ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻌﺔ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻱ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﲣﺼﻴﺺ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳍﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻗﺪ ﻗﺮﺑﺖ ﻭ ﻋﺮﺻﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺿﺎﻗﺖ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﰲ ﺭﺩ ﺍﻻﺷﺮﺍﻙ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﲰﻌﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ﹾﻥ َﻳ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ِﺍ ﱠﻻ ِﺍﻧَﺎﺛﹰﺎ َﻭ ِﺍ ﹾﻥ َﻳ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ ِﺍ ﱠﻻ‬
‫ﺿ ﱠﻠﱠﻨ ُﻬ ْﻢ َﻭ‬
‫ﺨ ﹶﺬ ﱠﻥ ِﻣ ْﻦ ِﻋﺒَﺎ ِﺩ َﻙ َﻧﺼِﻴﺒًﺎ َﻣ ﹾﻔﺮُﻭﺿًﺎ * َﻭ ﹸﻻ ِ‬
‫ﷲ َﻭ ﻗﹶﺎ ﹶﻝ ﹶﻻﱠﺗ ِ‬
‫َﺷ ْﻴ ﹶﻄَﺎﻧًﺎ َﻣﺮِﻳﺪًﺍ * ﹶﻟ َﻌَﻨﻪُ ﺍ ُ‬
‫ﺨ ِﺬ‬
‫ﷲ َﻭ َﻣ ْﻦ َﻳﱠﺘ ِ‬
‫ﹸﻻ َﻣﱢﻨَﻴﱠﻨ ُﻬ ْﻢ َﻭ َﻵﻣُ َﺮﱠﻧﻬُ ْﻢ ﹶﻓ ﹶﻠﻴَُﺒﱢﺘﻜﹸ ﱠﻦ ﺁﺫﹶﺍ ﹶﻥ ﹾﺍ ﹶﻻْﻧﻌَﺎ ِﻡ َﻭ ﻵﻣُ َﺮﱠﻧﻬُ ْﻢ ﹶﻓ َﹶﻠﻴُ َﻐﱢﻴﺮُ ﱠﻥ َﺧ ﹾﻠ َﻖ ﺍ ِ‬
‫ﺴﺮَﺍﻧًﺎ ُﻣﺒِﻴﻨًﺎ * َﻳ ِﻌﺪُﻫُ ْﻢ َﻭ ُﻳ َﻤﻨﱢﻴ ِﻬ ْﻢ َﻭ ﻣَﺎ َﻳ ِﻌﺪُﻫُﻢُ‬
‫ﺴ َﺮ ُﺧ ْ‬
‫ﷲ ﹶﻓ ﹶﻘ ْﺪ َﺧ ِ‬
‫ﺸ ْﻴﻄﹶﺎ ﹶﻥ َﻭِﻟﻴ‪‬ﺎ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺠﺪُﻭ ﹶﻥ َﻋ ْﻨﻬَﺎ َﻣﺤِﻴﺼًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪:‬‬
‫ﻚ َﻣ ﹾﺄﻭَﻳ ُﻬ ْﻢ َﺟ َﻬﱠﻨﻢُ َﻭ ﹶﻻ َﻳ ِ‬
‫ﺸ ْﻴﻄﹶﺎ ﹸﻥ ِﺍ ﱠﻻ ﹸﻏﺮُﻭﺭًﺍ * ﺍﹸﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ﺍﻟ ﱠ‬
‫‪ (١٢١-١١٧‬ﺑﲔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺣﺎﻝ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺎ ﺳﱵ‬
‫ﺧﺪﳚﺔ ﻭ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺎ ﺳﱵ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺎ ﺳﱵ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﻭ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺎ ﺳﱵ ﺭﻗﻴﺔ ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻭ‬
‫ﻧﺪﺍﺅﻫﻦ ﻛﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺎﻧﻪ ﺍﲣﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺼﻴﺒﹰﺎ ﻣﻔﺮﻭﺿﹰﺎ ﻭ ﺍﺿﻠﻬﻢ ﻓﻠﻴﺒﺘﻜﻮﻥ ﺍﻻﺫﺍﻥ ﺍﻯ‬
‫ﳚﻌﻠﻮﻬﻧﺎ ﳍﻦ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻟﻔﻼﻧﺔ ﻭ ﺛﺒﺖ ﺍﻥ ﺟﻌﻞ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺫﲝﻪ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺟﻌﻞ‬
‫ﺍﻯ ﺷﻴﺊ ﻛﺎﻥ ﻧﺬﺭﺍ ﺍﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻚ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻧﺬﺭﺍ ﷲ ﻭ‬
‫ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻭ ﺍﱃ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺷﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﺿﻼﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﺊ ﺍﺠﻤﻟﻌﻮﻝ ﻟﻐﲑ‬
‫ﺍﷲ ﺣﺮﺍﻡ ﳒﺲ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺄﺛﻮﺭ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺍ ﹼﻻ ﺁﳍﺔ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺁﳍﺘﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﻳﻌﺒﺪﻭﻬﻧﺎ ﺍﻧﺎﺛﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻧﺜﻰ ﺑﺴﱵ ﻓﻼﻧﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﳊﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺳﱵ‬
‫ﺧﺪﳚﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﺪﻫﺎ ﺍﳍﺎ ﻭ ﻻ ﻳﻌﺒﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﳎﺮﺩ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻻﻧﺜﻰ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺷﺮﻛﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺩﺧﻞ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻮﻫﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﺎ ﻓﺎﺫﺍ ﻧﺎﺩﻳﺖ ﺃﻣﻚ ﻭ ﺍﺧﺘﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻛﺎ‬
‫ﻻﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻳﻌﻢ ﺍﳊﻰ ﻭ ﺍﳌﻴﺖ ﻭ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻧﺬﺭﹰﺍ ﺍﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﻓﺠﺮﺃﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻨﺬﺭ‬
‫ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﺣﺮﺍﻡ ﺣﻴﻮﺍﻧﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻨﺬﻭﺭ ﺍﻡ ﻻ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ ﺳﻬﻮ ﻭ ﺟﻬﻞ‬
 ‫‪- ١٢٠ -‬‬

‫ﻭ ﺳﻔﻪ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻥ ﳚﻌﻞ ﺛﻮﺍﺏ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﻐﲑﻩ ﻭ ﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ‬
‫ﲟﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺿﺤﻰ ﺑﻜﺒﺸﲔ ﺍﻣﻠﺤﲔ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ‬
‫ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻪ ﳑﻦ ﺍﻗﺮ ﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻼﻍ ﺟﻌﻞ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﺸﺎﺗﲔ‬
‫ﻻﻣﺘﻪ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺿﺤﻰ ﺑﻜﺒﺸﲔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻣﺮﱐ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻭ ﺍﻭﺻﺎﱐ ﻓﻼ ﺍﺩﻋﻪ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻥ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻥ ﺍﻣﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﺎﻯ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺍﻓﻀﻞ ﻗﺎﻝ )ﺍﳌﺎﺀ( ﻓﺤﻔﺮ ﺑﺌﺮﹰﺍ ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﻫﺬﻩ ﻻﻡ ﺳﻌﺪ( ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻥ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﱵ ﺍﻥ ﳔﻠﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ ﺻﺪﻗﺔ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻭ ﺍﱃ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﺍﻣﺴﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎﻟﻚ( ﺷﻒ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﻛﻴﻒ ﲰﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻛﺎ‬
‫ﻭ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻯ ﺍﳚﺎﺏ ﻣﺎﻟﻴﺲ‬
‫ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﷲ ﻋﻠ ّﻲ ﻛﺬﺍ ﺍﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻗﻀﻰ ﺍﷲ ﺣﺎﺟﱵ ﻓﻌﻠ ّﻲ ﻛﺬﺍ‬
‫ﳐﺘﺺ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﺮﺍﻡ ﻟﻐﲑﻩ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﺍﻥ ﻗﻀﻴﺖ ﺣﺎﺟﱵ ﻓﻌﻠﻲ ﻟﻚ ﻛﺬﺍ ﻓﺎﻥ‬
‫ﺍﳌﺆﺛﺮ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﳌﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻴﺲ ﺍﻻ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﺊ ﺍﳌﻨﺬﻭﺭ ﺍﳊﻼﻝ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺑﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻪ ﻭ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ ﻻ ﻳﺼﲑ ﺣﺮﺍﻣﹰﺎ ﻭ ﳒﺴﹰﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺬﺭ‬
‫ﺣﺮﺍﻣﺎ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺑﺎﻃﻞ ﱂ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺫﺭ ﺍﳌﺒﻄﻞ ﻓﻴﻪ ﺗﺄﺛﲑ ﻭ ﻛﻤﺎ ﳜﺮﺝ‬
‫ﺍﳌﻨﺬﻭﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﻻ ﳜﺮﺝ ﰲ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﻞ ﺑﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ ﻭ‬
‫ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻯ ﻭﺟﻪ ﺷﺎﺀ ﺍﻛﻞ ﺍﻭ ﺍﻧﻔﻖ ﻭ ﻫﻮ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﳑﻠﻮﻛﺎﺗﻪ ﻭ ﳚﻮﺯ ﺍﺧﺬﻩ‬
‫ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺍﳌﺒﺘﺪﺋﺔ ﻭ ﺍﳍﺪﻳﺔ ﺍﳌﻨﻔﺼﻠﺔ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﷲ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﺍﻟﻮﱄ ﻟﺒﻴﺎﻥ‬
‫ﺍﳌﺼﺮﻑ ﺍﻭ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻗﻀﻴﺖ ﺣﺎﺟﱵ ﺍﺗﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﺍﻡ ﻗﱪ‬
‫ﻓﻼﻥ ﻟﻠﻨﱯ ﺍﻭ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﻭ ﺍﻃﻌﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﺍﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻗﻀﻴﺖ ﺣﺎﺟﱵ ﺑﱪﻛﺔ‬
‫ﻓﻼﻥ ﻟﻪ ﻛﺬﺍ ﺍﻯ ﺍﻫﺪﻱ ﺛﻮﺍﺑﻪ ﻟﻪ ﺍﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﻧﱯ ﺍﷲ ﻳﺎ ﻭﱄ ﺍﷲ ﺍﺩﻉ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﱵ ﻣﻦ‬
‫ﺍﷲ ﺍﻥ ﻗﻀﻲ ﺣﺎﺟﱵ ﺍﻫﺪﻱ ﻟﻚ ﺛﻮﺍﺏ ﺻﺪﻗﺔ ﻛﺬﺍ ﻓﺎﻟﻨﺬﺭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ‬
‫ﻼ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﻰ ﻭ‬‫ﺍﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺬﺭ ﺍﻟﻨﱯ ﻫﺬﺍ ﻧﺬﺭ ﺍﻟﻮﱄ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻨﺬﺭ ﺷﺮﻋﻲ ﻭ ﻻ ﺩﺍﺧ ﹰ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﺎ ﻳﻬﺪﻱ ﻟﻼﻛﺎﺑﺮ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻧﺬﺭ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻻ‬
 ‫‪- ١٢١ -‬‬

‫ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﻻ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭ ﳚﺘﺮﺃ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ‬
‫ﳜﺘﺮﻉ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﻣﻮﻟﻮﻱ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ]‪ [١‬ﺩﺭ ﺭﺳﺎﻟﻪ ﻧﺬﻭﺭ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ‪:‬‬
‫ﻟﻔﻆ ﻧﺬﺭ ﻛﻪ ﺍﻳﻨﺠﺎ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﻴﺸﻮﺩ ﻧﻪ ﺑﺮ ﻣﻌﻨﺊ ﺷﺮﻋﻲ ﺍﺳﺖ ﭼﻪ ﻋﺮﻑ‬
‫ﺁﻧﺴﺖ ﻛﻪ ﺁﻧﭽﻪ ﭘﻴﺶ ﺑﺰﺭﮔﺎﻥ ﻣﻲ ﺑﺮﻧﺪ ﻧﺬﺭ ﻭ ﻧﻴﺎﺯ ﻣﻴﮕﻮﻳﻨﺪ ﺁﺭﻯ ﻧﺬﺭ ﺷﺮﻋﻲ ﻗﺴﻤﻲ‬
‫ﺍﺯﺍﻥ ﮔﺎﻫﻲ ﻣﻰ ﺑﺎﺷﺪ ﻭ ﺣﻜﻢ ﺁﻥ ﻧﺬﺭ ﺍﻳﻦ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﺍﮔﺮ ﺑﻪ ﲢﻘﻴﻖ ﳏﺾ ﺑﺮﺍﻯ ﺍﻭﻟﻴﺎﺳﺖ‬
‫ﺣﺮﺍﻡ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﻭﺍﺭﺩ ﺷﺪﻩ )ﻻ ﻧﺬﺭ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ( ﻭ ﻧﻴﺰ ﻗﻀﺎﻯ ﺣﺎﺟﺖ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﺯ ﻛﺴﻰ‬
‫ﺧﻮﺍﺳﱳ ﻭ ﺍﻭﺭﺍ ﻣﺎﻟﻚ ﻧﻔﻊ ﻭ ﺿﺮﺭ ﺧﻮﺩ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﺮﺩﻥ ﻧﻮﻋﻲ ﺍﺯ ﺷﺮﻙ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺍﮔﺮ‬
‫ﺑﺼﻮﺭﺕ ﺍﺳﺖ ﻧﻪ ﺩﺭ ﻭﺍﻗﻊ ﺑﺮ ﻳﻜﻰ ﺍﺯ ﺳﻪ ﻭﺟﻪ ﻣﺒﺎﺡ ﺍﺳﺖ ﻭﺟﻪ ﺍﻭﻝ ﺁﻧﻜﻪ ﺧﺎﻟﺺ ﺑﺮﺍﻯ‬
‫ﺧﺪﺍﻯ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﻣﺼﺮﻑ ﳏﺾ ﺍﻧﺪ ﮔﻮﻳﺎ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﺍﳍﻰ ﺍﻳﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﮔﺮ‬
‫ﺣﺎﺻﻞ ﺷﻮﺩ ﻧﺬﺭ ﺗﻮ ﲞﺪﺍﻡ ﻣﺰﺍﺭ ﺁﻥ ﺻﺎﱀ ﺭﺳﺎﱎ ﺩﻭﻡ ﺁﻧﻜﻪ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺭﺍ ﺷﻔﻴﻊ ﺳﺎﺯﺩ ﮔﻮﻳﺎ‬
‫ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺕ ﺩﺭ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﳍﻰ ﺑﺮﺍﻯ ﺍﻳﻦ ﻣﺸﻜﻞ ﺩﻋﺎ ﻛﻨﻴﺪ ﺍﮔﺮ ﺍﻳﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﺣﺎﺻﻞ‬
‫ﺷﻮﺩ ﺍﺯ ﻃﺮﻑ ﺗﻮ ﺩﺭ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﳍﻰ ﺑﺮﺍﻯ ﺍﻳﻦ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻳﻦ ﻗﺪﺭ ﻃﻌﺎﻡ ﻳﺎ ﻧﻘﺪ ﺭﺳﺎﱎ ﺗﺎ ﺛﻮﺍﺏ‬
‫ﺁﻥ ﻋﺎﺋﺪ ﺑﺸﻤﺎ ﺷﻮﺩ ﻭ ﺍﻳﻦ ﻣﻌﲎ ﺟﻮﺍﺯ ﺩﺍﺭﺩ ﭼﺮﺍ ﻛﻪ ﺟﻨﺎﺏ ﻧﺒﻮﺕ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﺗﻀﻰ ﺭﺍ ﻭﺻﻴﺖ ﻓﺮﻣﻮﺩﻧﺪ ﻛﻪ ﺗﺎ ﺯﻧﺪﻩ ﺑﺎﺷﻲ ﺍﺯ‬
‫ﻃﺮﻑ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﺎﱐ ﻛﺮﺩﻩ ﺑﺎﺵ ﻭ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺭﺍ ﻓﺮﻣﻮﺩﻩ ﭼﺎﻫﻲ ﺑﻨﺎ ﻛﻦ ﻭ ﺑﮕﻮ ﻫﺬﻩ ﹸﻻ ِّﻡ‬
‫ﺳﻌﺪ ﺳﻮﻡ ﺁﻧﻜﻪ ﺁﻥ ﺑﺰﺭﮒ ﺭﺍ ﺩﺭ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﳍﻲ ﻭﺳﻴﻠﻪ ﺳﺎﺯﺩ ﮔﻮﻳﺎ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﺍﳍﻲ ﺑﱪﻛﺖ‬
‫ﻓﻼﻥ ﺑﺰﺭﮒ ﻭ ﲝﻖ ﻋﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭ ﻣﻬﺮﺑﺎﱐ ﺧﻮﺩ ﻛﻪ ﺑﺮﺍﻯ ﺗﻮﻋﻤﺮ ﺧﻮﺩ ﺩﺭ ﺑﻨﺪﮔﻰ ﻭ ﺭﺿﺎ‬
‫ﺟﻮﺋﻰ ﺗﻮ ﮔﺰﺭﺍﻧﻴﺪﻩ ﺍﮔﺮ ﻣﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺁﺳﺎﻥ ﻛﲏ ﺍﻳﻦ ﻗﺪﺭ ﻣﺎﻝ ﺑﺮﺍﻯ ﺗﻮ ﺑﺪﻫﻢ ﻭ ﺛﻮﺍﺏ ﺁﻥ‬
‫ﲢﻔﻪ ﺭﻭﺡ ﺁﻥ ﺑﺰﺭﮒ ﺳﺎﺯﻡ ﺗﺎ ﺍﺯ ﺑ ّﺮ ﻭ ﺍﺣﺴﺎﻥ ﺑﺂﻥ ﺑﺰﺭﮒ ﺧﻮﺷﻨﻮﺩ ﺷﻮﻯ ﻭ ﺍﻳﻦ ﻫﻢ‬
‫ﻫﺴﺖ ﻛﻪ ﻣﺬﻫﺐ ﺣﻨﻔﻴﻪ ﺍﺳﺖ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﺍﻥ ﳚﻌﻞ ﺛﻮﺍﺏ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﳌﻦ ﺷﺎﺀ‪.‬‬
‫ﺷﺎﻩ ﻭﱄ ﺍﷲ ﺩﺭ )ﺍﻧﻔﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ( ﻧﺎﻡ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﻛﻪ‪ :‬ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻳﺸﺎﻥ‬
‫ﻣﻴﻔﺮﻣﻮﺩﻧﺪ ﻛﻪ ﻓﺮﻫﺎﺩ ﺑﻴﻚ ﺭﺍ ﻣﺸﻜﻠﻰ ﭘﻴﺶ ﺁﻣﺪ ﻧﺬﺭ ﻛﺮﺩ ﻛﻪ ﺑﺎﺭ ﺧﺪﺍ ﻳﺎ ﺍﮔﺮ ﺍﻳﻦ‬

‫)‪ (١‬ﺷﺎﻩ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻩ ﻭﱄ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ١٢٣٣‬ﻫـ ]‪ ١٨١٧‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺩﳍﻲ‪.‬‬
 ‫‪- ١٢٢ -‬‬

‫ﻣﺸﻜﻞ ﺑﺴﺮ ﺁﻳﺪ ﺍﻳﻦ ﻗﺪﺭ ﻣﺒﻠﻎ ﲝﻀﺮﺕ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﻫﺪﻳﻪ ﺩﻫﻢ ﺁﻥ ﻣﺸﻜﻞ ﻣﻨﺪﻓﻊ ﺷﺪ ﻭ ﺁﻥ ﺍﺯ‬
‫ﺧﺎﻃﺮ ﺍﻭ ﺭﻓﺖ ﺑﻌﺪ ﭼﻨﺪﻯ ﺍﺳﭗ ﺍﻭ ﺑﻴﻤﺎﺭ ﺷﺪ ﻭ ﻧﺰﺩﻳﻚ ﻫﻼﻙ ﺭﺳﻴﺪ ﺑﺮ ﺳﺒﺐ ﺍﻳﻦ ﺍﻣﺮ‬
‫ﻣﺸﺮﻑ ﺷﺪﻡ ﺑﺪﺳﺖ ﻳﻜﻰ ﺍﺯ ﺧﺎﺩﻣﺎﻥ ﮔﻔﺘﻪ ﻓﺮﺳﺘﺎﺩﻡ ﻛﻪ ﺍﻳﻦ ﺑﻴﻤﺎﺭﻯ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻭﻓﺎﻯ‬
‫ﻧﺬﺭ ﺍﺳﺖ ﺍﮔﺮ ﺍﺳﭗ ﺧﻮﺩ ﺭﺍ ﻣﻴﺨﻮﺍﻫﻰ ﻧﺬﺭ ﺭﺍ ﻛﻪ ﺩﺭ ﻓﻼﻥ ﳏﻞ ﺍﻟﺰﺍﻡ ﳕﻮﺩﻩ ﺑﻔﺮﺳﺖ‬
‫ﻭﻯ ﻧﺎﺩﻡ ﺷﺪ ﻭ ﺁﻥ ﻧﺬﺭ ﻓﺮﺳﺘﺎﺩ ﳘﺎﻥ ﺳﺎﻋﺖ ﺍﺳﭗ ﺍﻭ ﺷﻔﺎ ﻳﺎﻓﺖ‪.‬‬
‫ﺍﻳﻦ ﻓﻘﲑ ﺍﺯ ﻳﺎﺭﺍﻥ ﻛﻪ ﺣﺎﺿﺮ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﺑﻮﺩﻧﺪ ﺷﻨﻴﺪﻩ ﺍﺳﺖ ﻛﻪ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺩﺭ‬
‫ﻗﺼﺒﻪ )ﺩﺍﺳﻨﻪ( ﺑﺰﻳﺎﺭﺕ ﳐﺪﻭﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﷲ ﺩﻳﺎ ﺭﻓﺘﻪ ﺑﻮﺩﻧﺪ ﻭ ﺷﺐ ﻫﻨﮕﺎﻡ ﺑﻮﺩ ﺩﺭﺍﻥ ﳏﻞ‬
‫ﻓﺮﻣﻮﺩﻧﺪ ﳐﺪﻭﻡ ﺿﻴﺎﻓﺖ ﻣﺎ ﻣﻴﻜﻨﻨﺪ ﻭ ﻣﻴﮕﻮﻳﻨﺪ ﻛﻪ ﭼﻴﺰﻱ ﺧﻮﺭﺩﻩ ﺭﻭﻳﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻛﺮﺩﻧﺪ‬
‫ﺗﺎ ﺁﻧﻜﻪ ﺍﺛﺮ ﻣﺮﺩﻡ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺷﺪ ﻭ ﻣﻼﻝ ﺑﺮ ﻳﺎﺭﺍﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺁﻣﺪ ﺁﻧﮕﺎﻩ ﺯﱐ ﺑﻪ ﺁﻣﺪ ﻃﺒﻖ ﺑﺮﻧﺞ ﻭ‬
‫ﺷﲑﻳﲎ ﺑﺮﺳﺮ ﻭ ﮔﻔﺖ ﻛﻪ ﻧﺬﺭ ﻛﺮﺩﻩ ﺑﻮﺩﻡ ﻛﻪ ﺍﮔﺮ ﺯﻭﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻳﺪ ﳘﺎﻥ ﺳﺎﻋﺖ ﺍﻳﻦ‬
‫ﻃﻌﺎﻡ ﭘﺨﺘﻪ ﺑﻪ ﻧﺸﻴﻨﻨﺪﮔﺎﻥ ﺩﺭﮔﺎﻩ ﳐﺪﻭﻡ ﺍﷲ ﺩﻳﺎ ﺭﺳﺎﱎ ﺩﺭﻳﻦ ﻭﻗﺖ ﺁﻣﺪ ﺍﻳﻔﺎﻯ ﻧﺬﺭ ﻛﺮﺩﻡ‬
‫ﻭ ﺁﺭﺯﻭ ﻛﺮﺩﻡ ﻛﻪ ﻛﺴﻰ ﺁﳒﺎ ﺑﺎﺷﺪ ﺗﺎ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻛﻨﺪ‪.‬‬
‫ﲟﺰﺍﺭ ﻓﺎﺋﺾ ﺍﻻﻧﻮﺍﺭ ﺣﻀﺮﺕ ﺧﻮﺍﺟﻪ ﻣﻌﲔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﭼﺸﱵ]‪ [١‬ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻣﺘﻮﺟﻪ‬
‫ﻣﻴﺒﻮﺩﻧﺪ ﻭ ﺍﺯﺍﻥ ﺟﻨﺎﺏ ﺩﻟﺮﺑﺎﻳﻬﺎ ﻳﺎ ﻓﺘﻨﺪ ﻓﻴﻀﻬﺎ ﮔﺮﻓﺘﻨﺪ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻓﺘﺎﺩ ﻛﻪ ﺧﺎﻧﮕﻴﺎﻥ ﺍﻳﺸﺎﻥ‬
‫ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺴﻠﻰ ﻛﻪ ﻋﺎﺭﺽ ﻣﲑ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ ﺷﺪﻩ ﺑﻮﺩ ﺑﺂﻥ ﻣﺰﺍﺭ ﻳﻚ ﺭﻭﭘﻴﻪ ﻭ ﻳﻚ ﭼﺎﺩﺭ ﻧﻴﺎﺯ‬
‫ﻓﺮﺳﺘﺎﺩﻩ ﺑﻮﺩﻧﺪ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻣﲑ ﺭﺍ ﺍﻃﻼﻉ ﻧﻪ ﺑﻮﺩ ﺭﻭﺯﻯ ﺑﺂﻥ ﻣﺰﺍﺭ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﺑﻮﺩﻧﺪ ﻛﻪ ﺍﺯ‬
‫ﺩﺭﻭﻥ ﻧﺪﺍ ﺁﻣﺪ ﻛﻪ ﺍﻳﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﺯ ﺧﺎﻧﻪ ﴰﺎ ﻧﻴﺎﺯ ﺁﻣﺪﻩ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺑﺮﺍﻯ ﺻﺤﺖ ﻓﺮﺯﻧﺪ ﴰﺎ ﻭ‬
‫ﺧﻮﺍﻫﺶ ﻓﺮﺯﻧﺪ ﻭ ﺩﻳﮕﺮ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻛﺮﺩﻩ ﺍﻧﺪ ﻭ ﺁﻥ ﻣﻠﺘﻤﺲ ﻣﺒﺬﻭﻝ ﺍﺳﺖ‪.‬‬
‫ﺷﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﰲ ﲢﻔﻪ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮﻳﻪ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﻛﻪ ﻣﻌﲎ ﺍﻣﺎﻣﺖ ﻛﻪ ﺩﺭ ﺍﻭﻻﺩ‬
‫ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻣﲑ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺎﻧﺪﻩ ﻭ ﻳﻜﻲ ﻣﺮﺩ ﺩﻳﻜﺮﻱ ﺭﺍ ﻭﺻﻲ ﺁﻥ ﻣﻲ ﺳﺎﺧﺖ ﳘﲔ ﻗﻄﺒﻴﺖ‬
‫ﺍﺭﺷﺎﺩ ﻭ ﻣﻨﺒﻌﻴﺖ ﻓﻴﺾ ﻭﻻﻳﺖ ﺑﻮﺩ ﻭ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺰﺍﻡ ﺍﻳﻦ ﺍﻣﺮ ﻛﺎﻓﻪ ﺧﻼﺋﻖ ﺍﺯ ﺍﺋﻤﻪ ﺍﻃﻬﺎﺭ ﺑﺮﺍﻯ‬
‫ﻫﺮ ﻣﺮﺩﻱ ﻣﺮﻭﻯ ﻧﻪ ﺷﺪﻩ ﺑﻠﻜﻪ ﻳﺎﺭﺍﻥ ﭼﻴﺪﻩ ﻭ ﻣﺼﺎﺣﺒﺎﻥ ﺑﺮﮔﺰﻳﺪﻩ ﺧﻮﺩﺭﺍ ﺑﺂﻥ ﻓﻴﺾ‬
‫ﺧﺎﺹ ﻣﺸﺮﻑ ﻣﻴﺴﺎﺧﺘﻨﺪ ﻭ ﻫﺮ ﻳﻜﻰ ﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺑﺎﻳﻦ ﺩﻭﻟﺖ ﻣﻴﻨﻮﺍﺧﺘﻨﺪ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻣﻌﲔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﭽﺸﱵ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٦٣٤‬ﻫـ ]‪ ١٢٣٦‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺍﲨﲑ )ﺍﳍﻨﺪ(‪.‬‬
 ‫‪- ١٢٣ -‬‬

‫ﻭ ﻧﻴﺰ ﺍﺯﻳﻦ ﺳﺒﺐ ﻛﻪ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻣﲑ ﻭ ﺫﺭّﻳﺖ ﻃﺎﻫﺮﻩ ﺍﻭ ﺭﺍ ﲤﺎﻡ ﺍﻣﺖ ﺑﺮ ﻣﺜﺎﻝ‬
‫ﭘﲑﺍﻥ ﻭ ﻣﺮﺷﺪﺍﻥ ﻣﻲ ﭘﺮﺳﺘﻨﺪ ﻭ ﺍﻣﻮﺭ ﺗﻜﻮﻳﻨﻴﻪ ﺭﺍ ﻭﺍﺑﺴﺘﻪ ﺑﺎﻳﺸﺎﻥ ﻣﻴﺪﺍﻧﻨﺪ ﻭ ﻓﺎﲢﻪ ﻭ ﺩﺭﻭﺩ‬
‫ﻭ ﺻﺪﻗﺎﺕ ﻭ ﻧﺬﺭ ﻭ ﻣﻨﺖ ﺑﻨﺎﻡ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺭﺍﺋﺞ ﻭ ﻣﻌﻤﻮﻝ ﮔﺮﺩﻳﺪﻩ ﭼﻨﺎﻧﭽﻪ ﺑﺎ ﲨﻴﻊ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ‬
‫ﳘﲔ ﻣﻌﺎﻣﻠﻪ ﺍﺳﺖ ﻭ ﻧﺎﻡ ﺷﻴﺨﲔ ﺭﺍ ﺩﺭﻳﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻛﺴﻰ ﺑﺮ ﺯﺑﺎﻥ ﳕﻰ ﺁﺭﺩ ﺩﺭ ﻓﺎﲢﻪ ﻭ‬
‫ﺩﺭﻭﺩ ﻭ ﻣﻨﺖ ﻭ ﻧﺬﺭ ﻭ ﻋﺮﺱ ﻭ ﳎﻠﺲ ﻛﺴﻰ ﺷﺮﻳﻚ ﳕﻰ ﻛﻨﺪ ﻭ ﺍﻣﻮﺭ ﺗﻜﻮﻳﻨﻴﻪ ﺭﺍ ﻭﺍﺑﺴﺘﻪ‬
‫ﺑﺎﻳﺸﺎﻥ ﳕﻰ ﺩﺍﻧﺪ ﮔﻮ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﻭ ﻓﻀﻴﻠﺖ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺑﺎﺷﺪ ﺑﺮ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺣﻀﺮﺕ‬
‫ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺣﻀﺮﺕ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺣﻀﺮﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺯﻳﺮﺍ‬
‫ﻛﻪ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺒﲏ ﺑﺮ ﻛﺜﺮﺕ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺍﺳﺖ ﻭ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﳘﻪ‬
‫ﻧﺎﺷﻲ ﺍﺯ ﻭﺣﺪﺕ ﻭ ﲨﻊ ﻏﻴﺒﺖ ﺍﻧﺪ ﭘﺲ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺭﺍ ﻣﺮﺁﺕ ﻣﻼﺣﻈﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﳍﻰ ﺑﻠﻜﻪ ﺻﻔﺎﺕ‬
‫ﺍﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻴﺘﻮﺍﻧﻨﺪ ﻛﺮﺩ ﻭ ﺍﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﻭﺍﺭﺛﺎﻥ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻳﺸﺎﻥ ﺭﺍ ﻏﲑ ﺍﺯ ﻋﻼﻗﻪ ﻋﺒﺪﻳﺖ ﻭ‬
‫ﺭﺳﺎﻟﺖ ﻭ ﺧﺎﺩﻣﻴﺖ ﻋﻼﻗﻪ ﺩﻳﮕﺮ ﺩﺭ ﻓﻬﻢ ﻣﺮﺩﻡ ﺣﺎﺻﻞ ﻧﻴﺴﺖ ﻭ ﳍﺬﺍ ﺁﻬﻧﺎ ﺭﺍ ﻣﺮﺁﺕ‬
‫ﻣﻼﺣﻈﻪ ﺍﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﻧﻪ ﻣﻲ ﺗﻮﺍﻧﺪ ﻛﺮﺩ‪.‬‬
‫ﺙ َﻭﹾﺍ ﹶﻻْﻧﻌَﺎ ِﻡ َﻧﺼِﻴﺒًﺎ‬
‫ﺤ ْﺮ ِ‬
‫ﷲ ِﻣﻤﱠﺎ ﹶﺫ َﺭﹶﺃ ِﻣ َﻦ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﺟ َﻌﻠﹸﻮﺍ ِ ِ‬
‫* ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (١٣٦ :‬ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﷲ ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻟﺸﺮﻛﺎﺋﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺸﺮﻛﺎﺋﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﺼﻞ‬
‫ﺍﱃ ﺍﷲ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﷲ ﻓﻬﻮ ﻳﺼﻞ ﺍﱃ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﻢ ﺳﺎﺀ ﻣﺎ ﳛﻜﻤﻮﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺸﺮﻛﻮ‬
‫ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻋﺮﺑﹰﺎ ﻭ ﻋﺠﻤﹰﺎ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﷲ ﻭ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻟﻨﱯ ﻭ ﻭﱄ ﻭ ﺍﻣﺎﻡ ﻭ ﺷﺮﻳﻒ ﻭ‬
‫ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺸﺮﻛﲔ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺧﺘﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﲟﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻓﺎﻥ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻟﺸﺮﻛﺎﺋﻨﺎ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻨﱯ ﻭ ﻭﱄ ﻫﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﻭ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺎﺀ؟ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﻮﻝ ﺳﻌﺪ ﺍﻭ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﻪ )ﻫﺬﻩ ﻻﻡ ﺳﻌﺪ( ﻭ‬
‫ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﱪ ﺍﻥ ﺗﺼﻠﻲ ﳍﻤﺎ ﻣﻊ ﺻﻼﺗﻚ ﻭ‬
‫ﺍﻥ ﺗﺼﻮﻡ ﳍﻤﺎ ﻣﻊ ﺻﻮﻣﻚ(‪.‬‬
‫ﺠﺮٌ ﹶﻻ َﻳ ﹾﻄ َﻌ ُﻤﻬَﺂ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﻗﹶﺎﻟﹸﻮﺍ َﻫ ِﺬ ِﻩ ﹶﺍْﻧﻌَﺎﻡٌ َﻭ َﺣ ْﺮﺙﹲ ِﺣ ْ‬
‫ﷲ َﻋ ﹶﻠ ْﻴﻬَﺎ‬
‫ﺖ ﹸﻇﻬُﻮ ُﺭﻫَﺎ َﻭ ﹶﺍْﻧﻌَﺎﻡٌ ﹶﻻ َﻳ ﹾﺬ ﹸﻛﺮُﻭ ﹶﻥ ﺍ ْﺳ َﻢ ﺍ ِ‬
‫ِﺍ ﱠﻻ َﻣ ْﻦ َﻧﺸَﺂ ُﺀ ِﺑ َﺰ ْﻋ ِﻤ ِﻬ ْﻢ َﻭ ﹶﺍْﻧﻌَﺎﻡٌ ُﺣ ِّﺮ َﻣ ْ‬
 ‫‪- ١٢٤ -‬‬

‫ﺠﺰِﻳ ِﻬ ْﻢ ِﺑ َﻤﺎ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ َﻳ ﹾﻔَﺘﺮُﻭ ﹶﻥ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (١٣٨ :‬ﻫﺬﺍ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ‬
‫ﺍ ﹾﻓِﺘﺮَﺁ ًﺀ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻪ َﺳَﻴ ْ‬
‫ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﳜﺼﺼﻮﻥ ﺍﻵﻛﻠﲔ ﰲ ﻧﺬﻭﺭﻫﻢ ﻭ ﺻﺪﻗﺎﻬﺗﻢ ﻭ ﳛﺠﺮﻭﻥ ﺑﻌﻀﺎ ﻛﻤﺎ ﻻ‬
‫ﻳﻄﻌﻤﻮﻥ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻠﺤﺪﺍﺩ ﻟﻐﲑ ﻣﻦ ﻫﻮ ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭ ﳜﺼﺼﻮﻧﻪ ﳌﺮﻳﺪﻳﻪ ﻭ ﻣﺎ‬
‫ﳚﻌﻠﻮﻧﻪ ﻟﻠﻌﻴﺪﺭﻭﺱ ﳜﺼﺼﻮﻧﻪ ﻷﻭﻻﺩﻩ ﻭ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﻩ‬
‫ﶈﻤﺪ ﻭ ﻫﺬﻩ ﻟﻌﻠﻲ ﻭ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﻮ ﷲ‪.‬‬

‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻳﺎ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻣﻌﲎ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺍﱃ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻮﻩ‬
‫ﺠﺮٌ( ﺍﻯ ﺣﺮﺍﻡ ) ﹶﻻ َﻳ ﹾﻄ َﻌ ُﻤﻬَﺂ ِﺍ ﱠﻻ َﻣ ْﻦ َﻧﺸَﺂ ُﺀ( ﻳﻌﲏ ﺧﺪﻡ ﺍﻻﻭﺛﺎﻥ‬
‫ﻵﳍﺘﻬﻢ )ﹶﺍْﻧﻌَﺎﻡٌ َﻭ َﺣ ْﺮﺙﹲ ِﺣ ْ‬
‫ﺖ ﹸﻇﻬُﻮ ُﺭﻫَﺎ( ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺒﺤﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻣﺜﺎﳍﺎ ) ﹶﻻ َﻳ ﹾﺬ ﹸﻛﺮُﻭ ﹶﻥ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ) َﻭ ﹶﺍْﻧﻌَﺎﻡٌ ُﺣ ِّﺮ َﻣ ْ‬
‫ﷲ َﻋ ﹶﻠ ْﻴﻬَﺎ( ﰲ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻭ ﺍﳕﺎ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﲰﺎﺀ ﺁﳍﺘﻬﻢ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻥ ﺍﷲ ﺍﻣﺮﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ‬
‫ﺍ ْﺳ َﻢ ﺍ ِ‬
‫ﺠﺰِﻳ ِﻬ ْﻢ ِﺑﻤَﺎ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ َﻳ ﹾﻔَﺘﺮُﻭ ﹶﻥ( ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﳊﺎﻝ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ‬
‫) َﺳَﻴ ْ‬
‫ﺍﳍﺎ ﻭ ﱂ ﳚﻌﻞ ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﳊﺮﺙ ﻵﳍﺘﻬﻢ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺣﺮﻣﻬﺎ ﻭ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺍﻣﺎ ﲣﺼﻴﺺ ﺍﻵﻛﻠﲔ ﰲ ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻓﺒﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺫﺭ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺘﺼﺪﻕ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺗﺒﻠﻐﻪ ﻭ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﻭ ﻳﺴﺮ ﺑﻪ ﻓﺎﻛﻞ ﳏﺒﻪ ﻭ ﻣﻨﺘﺴﺒﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﳌﺰﻳﺪ‬
‫ﺳﺮﻭﺭﻩ ﻓﺎﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻭ ﻟﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻧﻪ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ‬
‫ﰲ ﺣﻜﻢ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻏﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻣﺎ ﻏﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﳚﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻗﻂ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭ ﺭﲟﺎ‬
‫ﺫﺑﺢ ﺷﺎﺓ ﰒ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﰲ ﺻﺪﺍﺋﻖ ﺧﺪﳚﺔ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ‪.‬‬

‫ﻓﺎﺋﺪﻩ‪ :‬ﻣﻮﻟﻮﻯ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻧﺬﻭﺭ ﻣﺰﺍﺭﺍﺕ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﻛﻪ‪:‬‬

‫ﻗﺴﻢ ﺩﻳﮕﺮ ﺁﻧﻜﻪ ﺣﺎﻛﻢ ﻳﺎ ﺯﻣﻴﻨﺪﺍﺭ ﺑﺮﺍﻯ ﺻﻠﻪ ﻭ ﺑ ّﺮ ﺑﺎ ﺭﻭﺡ ﻣﻴﺖ ﻭ ﺑﻪ‬
‫ﺧﻮﺷﻨﻮﺩﻱ ﻭ ﺭﺿﻰ ﺍﻭ ﺑﻴﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﺑﺪﻫﺪ ﻭ ﻳﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺳﺎﻻﻧﻪ ﻭ ﻓﺼﻼﻧﻪ ﺑﻨﺎﻡ ﺁﻥ‬
‫ﻣﻘﺮﺭ ﺳﺎﺯﺩ ﺍﻳﻦ ﻗﺴﻢ ﻧﻴﺰ ﺟﺎﺋﺰ ﺍﺳﺖ ﺑﻨﺎ ﺑﺮ ﲪﻞ ﺑﺮ ﺁﻧﻜﻪ ﺟﻨﺎﺏ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﹼﻢ ﺍﺯ ﻃﻌﺎﻡ ﻭ ﳊﻢ ﻧﺰﺩ ﺻﺪﺍﺋﻖ ﺣﻀﺮﺕ ﺧﺪﳚﻪ ﻣﻴﻔﺮﺳﺘﺎﺩﻧﺪ‪.‬‬

‫ﺳﻮﺍﻝ‪ :‬ﲣﺼﻴﺺ ﻣﺄﻛﻮﻻﺕ ﺩﺭ ﻓﺎﲢﻪ ﺑﺰﺭﮔﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻛﻬﭽﺮﺍ ﺩﺭ ﻓﺎﲢﻪ ﺍﻣﺎﻡ‬

 ‫‪- ١٢٥ -‬‬

‫ﺣﺴﲔ ﻭ ﺗﻮﺷﻪ ﺩﺭ ﻓﺎﲢﻪ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ]‪ [١‬ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻭ ﳘﭽﻨﺎﻥ ﲣﺼﻴﺺ ﺧﻮﺭﻧﺪﮔﺎﻥ‬
‫ﭼﻪ ﺣﻜﻢ ﺩﺍﺭﺩ؟‬
‫ﺟﻮﺍﺏ‪ :‬ﻓﺎﲢﻪ ﻭ ﻃﻌﺎﻡ ﻛﻪ ﰊ ﺷﺒﻪ ﺍﺯ ﻣﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﺳﺖ ﻭ ﲣﺼﻴﺺ ﻛﻪ ﻓﻌﻞ‬
‫ﳐﺼﺺ ﺍﺳﺖ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻭﺳﺖ ﻛﻪ ﺑﺎﻋﺚ ﻣﻨﻊ ﻧﻪ ﻣﻴﺘﻮﺍﻧﺪ ﺷﺪ ﻭ ﺍﻳﻦ ﲣﺼﻴﺼﺎﺕ ﺍﺯ ﻗﺴﻢ‬
‫ﻋﺮﻑ ﻭ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻧﺪ ﻛﻪ ﲟﺼﺎﱀ ﺧﺎﺻﻪ ﻭ ﻣﻨﺎﺳﺒﱵ ﺧﻔﻴﻪ ﺍﺑﺘﺪﺍ ًﺀ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺁﻣﺪﻩ ﺭﻓﺘﻪ ﺭﻓﺘﻪ‬
‫ﺷﻴﻮﻉ ﻳﺎﻓﺘﻪ ﺩﺭ ﺣﻖ ﻛﻬﭽﺮﺍ ﺻﺎﺣﺐ ﺩﺭ ﳐﺘﺎﺭ ﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﻨﻴﻪ ﻭ ﺩﻳﮕﺮ ﻓﻘﻬﺎ ﺗﺼﺮﻳﺢ‬
‫ﳕﻮﺩﻩ ﺍﻧﺪ ﻭ ﲣﺼﻴﺺ ﺁﳓﻀﺮﺕ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺫﺑﺢ ﺟﺎﻧﻮﺭ ﻭ ﺗﻘﺴﻴﻢ‬
‫ﮔﻮﺷﺖ ﺁﻥ ﺭﺍ ﺑﺼﺪﺍﺋﻖ ﺧﺪﳚﻪ ﻛﻪ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺻﺤﻴﺢ ﺛﺎﺑﺖ ﺍﺳﺖ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ )ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺮﻙ( ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺸﺮﻙ ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﲑ‬
‫ﺍﷲ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺎﳝﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﰊ ﻭ ﺍﻣﻲ ﻭ ﺍﺑﻴﻪ ﻭ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﻭ ﺍﻟﻮﱄ ﻓﺎﳊﺎﻟﻒ ﳍﻢ ﻣﺸﺮﻙ‬
‫ﻛﺎﳊﺎﻟﻒ ﺑﺎﻟﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﻯ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‬
‫ﻟﻔﻆ ﻭ ﺍﺑﻴﻪ ﻭ ﻣﻌﲎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺍﻟﻐﲑ ﺍﳍﺎ ﻭ ﰲ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺗﻔﺼﻴﻞ‬
‫ﺍﻥ ﺣﻠﻒ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻳﻜﻔﺮ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺩﺓ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﻔﺮ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﳜﻠﻮﺍ ﻋﻦ‬
‫ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻻ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﲝﻀﺮﺗﻪ ﺻﻠﹼﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﺟﺒﲑ ﺑﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﺗﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻋﺮﺍﰊ ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻬﺪﺕ‬
‫ﺍﻻﻧﻔﺲ ﻭ ﺟﺎﻉ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﻭ ﻫﻠﻜﺖ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﻓﺎﺳﺘﺴﻖ ﺍﷲ ﻟﻨﺎ ﻓﺎﻧﺎ ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ )ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ( ﺣﱴ ﻋﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻭﺟﻮﻩ‬
‫ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ‪) :‬ﻭ ﳛﻚ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ ﺷﺄﻥ ﺍﷲ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭ ﳛﻚ‬
‫ﺍﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﲰﻮﺍﺗﻪ ﻫﻜﺬﺍ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﺻﺎﺑﻌﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺎﻁ‬

‫)‪ (١‬ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ١٠٥٢‬ﻫـ ]‪ ١٦٤٢‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺩﳍﻲ‪.‬‬
 ‫‪- ١٢٦ -‬‬

‫ﺍﻃﻴﻄﺔ ﺍﻻﺑﻞ ﺑﺎﻟﺮﺍﻛﺐ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ]‪ [١‬ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﺗﻐﲑ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﺎﺳﺘﻤﺎﻉ ﻗﻮﻝ‬
‫ﺍﻻﻋﺮﺍﰊ ﺍﻧﺎ ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻭ ﻻ ﻳﺒﺎﱃ ﻣﺸﺮﻛﻮ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺷﺮﻛﻴﺎﻬﺗﻢ ﻭ ﻛﻔﺮﻳﺎﻬﺗﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ‬
‫ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﻏﺜﲏ ﷲ ‪ ...‬ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺩﺭﻛﲏ ﷲ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻋﻄﲏ ﷲ!‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﻣﻦ ﺍﺣﺐ ﷲ ﻭ ﺍﺑﻐﺾ ﷲ‬
‫ﻭ ﺍﻋﻄﻰ ﷲ ﻭ ﻣﻨﻊ ﷲ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻜﻤﻞ ﺍﻻﳝﺎﻥ( ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﻣﻦ‬
‫ﺍﺳﺘﻌﺎﺫ ﺑﺎﷲ ﻓﺎﻋﻴﺬﻭﻩ ﻭ ﻣﻦ ﺳﺄﻝ ﺑﺎﷲ ﻓﺎﻋﻄﻮﻩ( ﺍﻻ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ‬
‫ﻭ ﺑﲔ ﺍﻋﻄﲏ ﷲ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻗﺎﻝ ﻧﺬﺭ ﺭﺟﻞ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻥ‬
‫ﻼ ﺑﺒﻮﺍﻧﺔ ﻓﺎﺗﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻓﺎﺧﱪﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﻳﻨﺤﺮ ﺍﺑ ﹰ‬
‫)ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﺛﻦ ﻣﻦ ﺍﻭﺛﺎﻥ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﻌﺒﺪ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﻗﺎﻝ )ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻋﻴﺎﺩﻫﻢ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﺍﻭﻑ ﺑﻨﺬﺭﻙ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ‬
‫ﻭﻓﺎﺀ ﻟﻨﺬﻭﺭ ﰲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﷲ( ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﺜﺒﺖ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻫﻮ ﷲ ﻳﺼﲑ ﺑﺘﻌﻴﲔ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭ ﺷﺮﻛﹰﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻻﻋﻤﻰ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻝ ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‬
‫)ﺍﻭﻑ ﺑﻨﺬﺭﻙ( ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﺧﺮ ﺍﻥ ﺍﻣﺮﺍﺓ ﻗﺎﻟﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﱐ ﻧﺬﺭﺕ ﺍﻥ ﺍﺿﺮﺏ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻚ ﺍﻟﺪّﻑ ﻗﺎﻝ )ﺍﻭﰲ ﺑﻨﺬﺭﻙ( ﻗﺎﻟﺖ ﻧﺬﺭﺕ ﺍﻥ ﺍﺫﺑﺢ ﲟﻜﺎﻥ ﻛﺬﺍ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻳﺬﺑﺢ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺎﻝ )ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺛﻦ ﻣﻦ ﺍﻭﺛﺎﻥ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﻌﺒﺪ( ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﻗﺎﻝ )ﻫﻞ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﻴﺎﺩﻫﻢ( ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﻗﺎﻝ )ﺍﻭﰲ ﺑﻨﺬﺭﻙ(‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺗﻴﺖ ﺍﳊﲑﺓ ﻓﺮﺍﻳﺘﻬﻢ ﻳﺴﺠﺪﻭﻥ ﳌﺮﺯﺑﺎﻥ‬
‫ﳍﻢ ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻧﺖ ﺍﺣﻖ ﺍﻥ ﻳﺴﺠﺪ ﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﺭﺍﻳﺖ ﻟﻮ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻘﱪﻱ ﺍﻛﻨﺖ‬
‫ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻪ( ﻓﻘﻠﺖ ﻻ ﻓﻘﺎﻝ )ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ( ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﲟﻨﻊ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺭﻣﺔ ﰲ ﻗﱪﻩ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﻋﱪﺕ ﻋﻦ ﻟﻔﻆ ﻗﱪﻱ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺭﻣﺔ ﰲ ﻗﱪﻩ ﻭ ﺍﻓﺘﺮﻳﺖ‬

‫)‪ (١‬ﺍﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﱐ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٢٧٥‬ﻫـ ]‪ ٨٨٨‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ‪.‬‬
 ‫‪- ١٢٧ -‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺍﺟﺘﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﺍﻥ ﺍﷲ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻥ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﺟﺴﺎﺩ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ‬
‫ﻭ ﻧﱯ ﺍﷲ ﺣﻰ ﻳﺮﺯﻕ(‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﻻ‬
‫ﻳﻘﻮﻟﻦ ﺍﺣﺪﻛﻢ ﻋﺒﺪﻱ ﻭ ﺍﻣﱵ ﻛﻠﻜﻢ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﻭ ﻛﻞ ﻧﺴﺎﺅﻛﻢ ﺍﻣﺎﺀ ﺍﷲ ﻭ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ‬
‫ﻟﺴﻴﺪﻩ ﻣﻮﻻﺋﻲ ﻓﺎﻥ ﻣﻮﻻﻛﻢ ﺍﷲ( ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻬﻧﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺣﺪ ﳌﻤﻠﻮﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻋﺒﺪﻩ ﻓﻜﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺍﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﱯ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻛﻴﻒ ﺗﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﻬﻧﻰ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺣﺪ ﳌﻤﻠﻮﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻧﻪ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻭ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻦ ﺍﺣﺪﻛﻢ ﻋﺒﺪﻱ( ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻻ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻚ ﺍﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻃﻼﻕ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭ ﺍﻻﻣﺔ ﺷﺎﻳﻊ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﺎ‬
‫ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﻻ ﺍﶈﺎﻭﺭﺍﺕ ﻭ ﻻ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﺠﻤﻟﺎﺯ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ‬
‫ﺍﲰﻊ ﻗﺪ ﲰﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﳏﺐ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ‬
‫ﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﳌﻦ ﺍﺣﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﺪ ﺍﻧﻪ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻭ‬
‫ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﻤﺤﻜﻮﻡ ﺍﻥ ﻋﺒﺪ ﻋﺼﺎﻩ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﻛﻴﻒ ﲰﻴﺖ ﰲ ﺧﻄﺒﺔ ﺻﺤﻴﻔﺘﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﺑﺎﻙ‬
‫ﺑﺎﳌﻮﱃ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﻣﻄﺮﻑ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﰲ ﻭﻓﺪ ﺑﲏ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﱃ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﺍﻧﺖ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﷲ( ﻓﻘﻠﻨﺎ ﺍﻓﻀﻠﻨﺎ‬
‫ﻓﻀﻼ ﻭ ﺍﻋﻈﻤﻨﺎ ﺣﺸﻤﹰﺎ ﻓﻘﺎﻝ )ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺍﻭ ﺑﻌﺾ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ(‪.‬‬
‫ﺷﺎﻩ ﻭﱄ ﺍﷲ ﰲ )ﺍﻧﻔﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ( ﻣﻴﮕﻮﻳﺪ ﻛﻪ‪:‬‬
‫ﺷﻴﺦ ﺍﲪﺪ ﻗﺸﺎﺷﻲ ﻭﻯ ﭘﺴﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﻘﺸﺎﺷﻲ ﺍﳌﻠﻘﺐ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﲪﺪ ﺍﻟﺪﺟﺎﱐ ﺍﺳﺖ ﺍﺯ ﺩﺟﺎﻧﻪ ﺑﻪ ﲣﻔﻴﻒ ﺟﻴﻢ ﻗﺮﻳﻪ ﺍﺳﺖ ﺍﺯ ﻗﺮﻯ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ‬
‫ﺷﻴﺦ ﺍﲪﺪ ﺩﺟﺎﱐ ﺍﺯ ﺁﳒﺎ ﺍﺳﺖ ﺑﺴﻴﺎﺭ ﺑﺰﺭﮒ ﺑﻮﺩ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ]‪ [١‬ﺩﺭ ﻃﺒﻘﺎﺕ‬
‫ﺗﺮﲨﻪ ﻭﻯ ﻧﻮﺷﺘﻪ ﻛﻪ ﺷﻴﺦ ﻳﻮﻧﺲ ﺭﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﺯﺍﻥ ﮔﻮﻳﻨﺪ ﻛﻪ ﻣﺮﺩﻣﺎﻥ ﺭﺍ ﲟﺰﺩ ﮔﺮﻓﱵ ﺗﺎ‬

‫)‪ (١‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﱏ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٩٧٣‬ﻫـ ]‪ ١٥٦٥‬ﻡ‪.[.‬‬

 ‫‪- ١٢٨ -‬‬

‫ﺩﺭ ﻣﺴﺠﺪ ﻧﺸﻴﻨﺪ ﻭ ﺑﺮ ﻧﱮ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﺻﻠﻮﺓ ﻓﺮﺳﺘﻨﺪ‪.‬‬

‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﱃ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﻓﺎﻥ ﺍﻃﻼﻕ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺜﲑ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﳍﻨﺪﻳﺔ‪ :‬ﻭ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻻﺳﺘﺎﺫﻩ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻻﺑﻨﻪ ﺍﳊﺴﻦ ﻗﻢ ﺑﲔ ﻳﺪﻯ ﻣﻮﻻﻙ‪...‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ‬
‫)ﺍ ﹼﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻪ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﺎﻥ ﺍﳌﻠﻚ ﻻﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﺘﹰﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﺐ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ )ﻻ ﺗﻄﺮﻭﱐ ﻛﻤﺎ ﺍﻃﺮﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ‬
‫ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ‪ ....‬ﻓﺎﳕﺎ ﺍﻧﺎ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ( ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ )ﺍﱐ ﻻ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺮﻓﻌﻮﱐ ﻓﻮﻕ ﻣﱰﻟﱵ ﺍﻧﺰﻟﲏ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ( ﺛﺒﺖ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻨﻊ ﻣﺪﺡ ﳏﻤﺪ ﺑﻐﲑ‬
‫ﻟﻔﻆ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﻣﺸﺮﻛﻮﺍ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻳﺒﺎﻟﻐﻮﻥ ﰲ ﻣﺪﺣﻪ ﻧﻈﻤﹰﺎ ﻭ ﻧﺜﺮﹰﺍ ﺑﻞ ﺍﺩﻭﻥ‬
‫ﻣﻦ ﳏﻤﺪ ﻭ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﻮﻱ ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﺣﺪﺍ ﻗﺎﻝ ﶈﻤﺪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺎﺩﺣﻪ ﺍﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﺣﱴ ﲰﻴﺘﻬﻢ ﻣﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﻰ ﺍﳕﺎ ﻫﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻓﻮﻕ ﻣﱰﻟﺘﻪ ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ‬
‫ﻗﻴﻞ ﰲ ﻣﺪﺣﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﻦ ﻣﱰﻟﺘﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻟﻜﻦ ﻻ‬
‫ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻠﻌﻮﻥ ﻣﱰﻟﺘﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﹼﻢ ﻭ ﻻ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻠﻔﻈﲔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﺖ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻋﲏ ﻋﺒﺪﻩ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻋﺮﻓﺖ ﳌﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺪﺣﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﺷﻴﺊ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ‬
‫ﻚ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ُﺳ ﹾﻠﻄﹶﺎﻥﹲ * ﺍﳊﺠﺮ‪ (٤٢ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺲ ﹶﻟ َ‬
‫ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ﱠﻥ ِﻋﺒَﺎﺩِﻱ ﹶﻟ ْﻴ َ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ )ﻓﹶﺎ ْﺩ ُﺧﻠِﻲ ﻓِﻲ ِﻋﺒَﺎﺩِﻱ * َﻭ ﺍ ْﺩ ُﺧﻠِﻲ َﺟﱠﻨﺘِﻲ * ﺍﻟﻔﺠﺮ‪ (٣٠-٢٩ :‬ﻭ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‬
‫ﺗﺸﺘﻤﻞ ﺳﺎﺋﺮ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺣﱴ ﺧﻼﻓﺔ ﺍﻟﺮﲪﻦ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺍﻭﺭﺩﻧﺎ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻫﻬﻨﺎ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ‬
‫ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻓﻠﲑﺟﻊ ﺍﱃ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻭ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻷﻫﻞ ﻣﻠﺘﻨﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻻﻗﺴﺎﻡ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﺷﺮﻙ ﺍﻛﱪ ﳚﺐ ﺍﻟﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻭ‬
 ‫‪- ١٢٩ -‬‬

‫ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻼ ﻭ ﺣﺮﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﺗﻞ ﳏﻤﺪ ﺍﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﻥ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﺧﻒ‬
‫ﺷﺮﻛﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﻣﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻻﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳜﻠﺼﻮﻥ ﷲ ﰲ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺪﻋﻮﻥ‬
‫ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻭ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭ ﻻ ﺗﻐﺘﺮ ﺑﺸﻴﻮﻉ ﺍﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻓﺎﻥ ﺍﺻﻞ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﺑﺎﺋﻬﻢ ﻓﺮﺟﻌﻮﺍ ﺍﱃ ﺩﻳﻦ ﺍﺑﺎﺋﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﹼﻢ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻓﻴﺠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺮﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺧﻼ ﺍﻟﺒﺪﻋﺎﺕ ﻓﺎﻬﻧﺎ ﺗﺒﻊ ﻟﻠﺸﺮﻙ ﺍﻻﻛﱪ ﻭ ﻳﺘﻠﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ‬
‫ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﰎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺶ ﻻﲪﺪ ﺍﻟﺒﺎﻋﻠﻮﻱ ﻭ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻛﺜﺮﻩ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻭ ﺣﺴﲔ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻭ ﳌﺎ ﻓﺮﻏﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﻭ ﺭﺍﺟﻌﻮﺍ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﺎﺫﺍ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﻈﻠﻮﻣﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻣﺎ‬
‫ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﻭ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺍﻬﻧﻢ ﻻﺣﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺮﻡ ﻭ ﻋﺎﻣﺪﻭﻥ ﻟﻘﺘﻠﻬﻢ‬
‫ﻓﺎﺿﻄﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺄﻬﻧﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻨﱪ ﻭ ﺻﻌﺪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﺑﻮ‬
‫ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﳌﻠﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻧﻘﺸﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ‬
‫ﺭﺩﻫﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭ ﺍﳌﻔﺎﰐ ﲰﻌﺘﻢ ﻣﻘﺎﳍﻢ ﻭ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻓﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ‬
‫ﻓﻴﻬﻢ ﻓﺎﲨﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭ ﺍﳌﻔﺎﰐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﺸﺮﻓﺔ‬
‫ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺅﺍ ﻟﻠﺤﺞ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﺎﻟﺴﲔ ﻭ ﻣﻨﺘﻈﺮﻳﻦ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬
‫ﻋﺎﺷﺮ ﺍﶈﺮﻡ ﻭ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭ ﺑﺎﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﲑ ﻣﻜﺔ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻡ ﻭ‬
‫ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻌﺎﻭﻧﺘﻪ ﻭ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻤﻦ ﲣﻠﻒ ﺑﻼ ﻋﺬﺭ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﲦﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ‬
‫ﻳﺼﲑ ﳎﺎﻫﺪﹰﺍ ﺍﻭ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻳﺪﻳﻬﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻬﻴﺪﹰﺍ ﻓﺎﻧﻌﻘﺪ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺑﻼ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻭ ﺧﺘﻢ ﲞﻮﺍﺗﻴﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﺼﻠﻮﺍ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻠﻮﺓ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻣﲑ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻌﻈﻤﺔ ﻭ ﺍﺗﻔﻖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﲟﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﳍﻢ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻣﲑ ﻣﻜﺔ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺩ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺑﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﺪ ﺍﳊﺮﻡ ﺍﱃ ﺟﻬﺘﻬﻢ ﻭ ﺍﺷﺘﻐﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟﻠﻬﻢ‬
‫ﺍﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺍﻥ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‪.‬‬
 ‫‪- ١٣٠ -‬‬

‫ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ]‪ [١‬ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﰲ ﻣﻜﺘﻮﺑﻴﻪ‪ ١٩٣ :‬ﻭ ‪٢١٣‬‬

‫ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻭﻓﻖ ﺁﺭﺍﺀ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺷﻜﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﻌﻴﻬﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﻻﺧﺮﻭﻳﺔ‬
‫ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺁﺭﺍﺀ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﻛﺎﺑﺮ ﻭ ﻫﻢ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ ﻭ ﺍﳌﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﺧﺬﻩ ﻭ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﻪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﻛﺎﺑﺮ ﻓﺎﻥ ﻛﻞ‬
‫ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻭ ﺿﺎﻝ ﻳﺄﺧﺪ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺰﻋﻤﻪ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ‬
‫ﻣﻌﲎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻌﺘﱪﺍ )ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ( ﺍﻟﻨﺠﻴﺐ ﺍﻥ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﳌﻮﺍﻋﻆ‬
‫ﻭ ﺯﺑﺪﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻭ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﻣﻊ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺸﺮﻉ ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻉ ﻣﺮﺑﻮﻁ ﺑﺴﻠﻮﻙ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳊﻘﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﻛﺎﺑﺮ ﳏﺎﻝ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﳑﺘﻨﻊ ﻭ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﳍﺬﺍ‬
‫ﺍﳌﻌﲎ ﻻﲢﺘﻤﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﺻﻼ ﻓﺎﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺧﺮﻭﺝ ﺷﺨﺺ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺧﺮﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺆﻻﺀ‬
‫ﺍﻻﻛﺎﺑﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﺳﻢ ﻗﺎﺗﻞ ﻭ ﺍﻥ ﺗﺮﻯ‬
‫ﳎﺎﻟﺴﺘﻪ ﻛﻤﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻻﻓﻌﻰ ﻭ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻣﺒﺎﻻﺓ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻯ‬
‫ﻓﺮﻗﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﻦ ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭ‬
‫ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﺂﻣﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺁﺧﺮﻬﺗﻢ ﻫﺒﺎﺀ ﰲ ﲨﻊ‬
‫ﺖ ِﺗﺠَﺎ َﺭ ﹸﻬﺗ ْﻢ َﻭ َﻣﺎ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ‬
‫ﺤ ْ‬
‫ﻼﹶﻟ ﹶﺔ ﺑِﺎﹾﻟ ُﻬﺪَﻯ ﹶﻓﻤَﺎ َﺭِﺑ َ‬
‫ﻀﹶ‬
‫ﻚ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺍ ْﺷَﺘ َﺮﻭُﻭﺍ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺣﻄﺎﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ )ﺍﹸﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ُﻣ ْﻬَﺘﺪِﻳ َﻦ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (١٦ :‬ﺭﺍﻯ ﺷﺨﺺ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﻠﻌﲔ ﻗﺎﻋﺪﺍ ﻣﺴﺘﺮﳛﺎ ﻓﺎﺭﻍ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻻﻏﻮﺍﺀ ﻭ ﺍﻻﺿﻼﻝ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻌﲔ ﺍﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﻛﻔﻮﺍ ﺍﻣﺮﻱ ﻭ ﺗﻜﻔﻠﻮﺍ ﱄ ﺑﺎﻻﻏﻮﺍﺀ ﻭ ﺍﻻﺿﻼﻝ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺑﺎﱐ ﺍﺠﻤﻟﺪﺩ ﻟﻼﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﲪﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻗﻲ ﺍﻟﺴﺮﻫﻨﺪﻱ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻱ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ١٠٣٤‬ﻫـ]‪ ١٦٢٤‬ﻡ‪[.‬‬
‫ﰲ ﺳﺮﻫﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ )ﺍﳍﻨﺪ(‪.‬‬
 ‫‪- ١٣١ -‬‬

‫ﺳﻴﻮﻑ ﺍﷲ ﺍﻷﺟﻠﹼﺔ‬
‫ﲟﺪﺩ ﳝﲔ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‬
‫‪ ١٤٠١‬ﻫـ‪(.‬‬ ‫)ﺑﺎﳊﺴﺎﺏ ﺍﻷﲜﺪﻳﺔ‬
‫ﻭ‬
‫ﻋﺬﺍﺏ ﺍﷲ ﺍﺠﻤﻟﺪﻱ‬
‫ﳉﻮﻑ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻟﺘّﻮﺳّﻞ ﺍﻟﻨّﺠﺪﻱ‬
‫‪ ١٩٨١‬ﻡ‪.‬‬ ‫)ﺑﺎﳊﺴﺎﺏ ﺍﻷﲜﺪﻳﺔ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺐ‬
‫ﲰﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ‬
‫ﳏﻤّﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺒﻴﺒﻴﺔ ﺑﺒﻠﺪﺓ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ‬
 ‫‪- ١٣٢ -‬‬

‫ﺳﻴﻮﻑ ﺍﷲ ﺍﻷﺟﻠﹼﺔ ﲟﺪﺩ ﳝﲔ ﳎﺎﺩ ﺍﳌﻠﹼﺔ‬

‫ﺑﺴـﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺍﳊﻤﺪ ﺍﺗﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺴﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻣﺘﻪ ﺍﲨﻌﲔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻻﻋﻈﻢ]‪ [١‬ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﻭ ﻗﻀﺎﺀ ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﺑﺼﺪﺩﻩ * ﻭ ﺑﻌﺪ ﻓﻬﺬﻩ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﲢﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﺭﺕ ﺑﲔ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤﺪ‬
‫ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳍﺎﴰﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﻻﺭﻳﺴﻮﻱ ﺍﳍﻨﺪﻱ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭ‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﺣﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻗﺪﺳﺖ ﺍﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ﺍﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﺪﺩﻩ ﻭ ﻓﺘﺎﻭﻯ‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭ ﺍﻗﺎﻭﻳﻞ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺍﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﻭ ﻣﺮﺍﺳﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﺐ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻫﻠﻲ ﺻﺎﱀ ‪-‬‬
‫‪ -١‬ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻭ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻜﻲ ﻳﺼﺮﺡ ﺍﶈﺾ‬
‫ﻣﻦ ﺯﺑﺪﻩ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻣﺮ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬
‫ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﺗﺴﻌﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺳﺠﻨﻪ ﻭ ﺍﻳﺬﺍﺋﻪ ﻭ ﻣﻨﻌﻪ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﳊﺞ ﻭ‬
‫ﺗﺮﺣﻴﻠﻪ ﺍﱃ ﺍﳍﻨﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﺞ ﻻﺟﻞ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﺴﻴّﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺳﻨﺪﻩ ﻭ ﻛﻨﺖ ﻭﻋﺪﺕ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﺷﺮﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﱵ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﺡ‬
‫ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﱵ ﺟﺌﺖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻗﺪﺱ‬
‫ﺳﺮﻩ ﺍﺟﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺮﻡ ﺳﺆﺩﺩﻩ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻮﰲ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺍﺷﺮﻋﻪ ﻻﻣﺮ ﺍﳍﻪ ﻭ ﺻﻤﺪﻩ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻵﻥ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺧﺘﺘﺎﻡ ﺍﲰﻴﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﺍﳍﺠﺮﻱ ‪ ١٤٠١‬ﻫـ‪) .‬ﺳﻴﻮﻑ ﺍﷲ ﺍﻻﺟﻠﹼﺔ ﲟﺪﺩ ﳝﲔ‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ( ﻭ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ‪ ١٩٨١‬ﻡ‪) .‬ﻋﺬﺍﺏ ﺍﷲ ﺍﺠﻤﻟﺪﻱ ﳉﻮﻑ ﻣﻨﻜﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ( ﻭ ﺍﲰﻲ ﺗﺮﲨﺘﻬﺎ ﺍﻻﺭﺩﻭﻳﺔ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﺍﻻﺭﺩﻭﻱ ‪ ١٤٠١‬ﻫـ‪.‬‬
‫)ﳎﺎﻫﺪ ﻣﻠﹼﺖ ﻛﺎﺣﺮﻑ ﺣﻘﹼﺎﻧﻴﺖ( ﻟﻜﻲ ﻳﺪﻝ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﲰﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬

‫)‪ (١‬ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﮕﻴﻼﱐ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ٥٦١‬ﻫـ‪ ١١٦٦] .‬ﻡ‪ [.‬ﰲ ﺑﻐﺪﺍﺩ‪.‬‬
 ‫‪- ١٣٣ -‬‬

‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﺪﺩ ﺍﲜﺪﻩ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﲪﺪﻩ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ‬
‫ﺐ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻫﻞ ﻏﺮﻗﺪﻩ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻣﺘﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﺳّﻞ ﺍﳌﺘﻮﺳّﻠﻮﻥ ﺑﺴﻴّﺪ ﺍﺣ ّ‬
‫ﻭﻓﹼﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺭﺋﻴﺲ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻛﲔ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﴰﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤّﺪ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬
‫ﺍﳍﺎﴰﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﻻﺭﻳﺴﻮﻱ ﺍﳍﻨﺪﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﻭ ﺭﻭﺣﻪ ﻭ‬
‫ﻧﻮّﺭ ﺿﺮﳛﻪ ﻓﺤ ّﺞ ﺣﺠّﺘﻪ ﺍﻻﻭﱃ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺣﺴﲔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﹼﰒ ﺣ ّﺞ ﲬﺲ‬
‫ﺣﺠّﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻭ‬
‫ﱂ ﻳﺼ ﹼﻞ ﺧﻠﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﻭﻫﺎﰊ ﻗﻂ ﻟﺘﻜﻔﲑﻫﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻛﻮﻥ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﲤﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﻭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﻭ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ‬
‫ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﺩﺍﺭﺕ ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺔ‬
‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻒ ﻭ ﺍﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﺭﺕ ﺳﻨﺔ ‪ ١٣٨٧‬ﻫـ‪.‬‬

‫ﻓﺤﺞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺣﺠﺔ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻭ ﲦﺎﻧﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ﻭ ﺣﻀﺮ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﰲ ﺷﻬﺮ ﳏﺮﻡ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭ ﲦﺎﻧﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ‬
‫ﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﻭ‬ ‫ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﺩّﻯ ﻛ ﹼ‬
‫ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﲜﻤﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻋﺎﳌﺎ ﲟﺎ ﻣﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﳒﺪﻳﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺧﱪ ﺑﺬﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺭﺋﻴﺲ‬
‫ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮّﻩ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﺪﺍﺭﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‬
‫ﻣﺒﺎﺣﺜﺔ ﻭ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺧﻼﺻﺔ]‪ [١‬ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺔ‪:‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﳌﺎ ﺫﺍ ﻻ ﺗﺼﻠﻲ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻭ ﺗﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺫﺍﻙ ﻳﺒﺘﲎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺜﲑﺓ ﺍﻻﻭّﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻧﻜﻢ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻜﱪ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﳓﻦ ﻻ ﳒﻮﺯ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻫﺬﻩ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﳑﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺗﺒﻪ ﺍﺧﻮﻧﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺏ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ ﺍﳌﻜﺮﻡ‬
 ‫‪- ١٣٤ -‬‬

‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﺍﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺳﻮﺍﻩ؟‬

‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻧﺘﻢ ﺗﻌﺪﻭﻧﻨﺎ ﻣﺸﺮﻛﲔ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺛﺒﻮﺕ ﻋﺪّﻧﺎ ﺍﻳﺎﻛﻢ ﻣﺸﺮﻛﲔ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ]‪ [١‬ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﰲ‬
‫ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﺍﳌﺴﻤﺎﺓ ﺭ ّﺩ ﺍﶈﺘﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻬﻧﻢ ﻫﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﳌﺎ ﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻫﻜﺬﺍ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﳓﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﲜﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﲡﻌﻠﻮﻧﻪ ﺷﺮﻛﺎ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺟﻪ ﺫﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻓﺬﻛﺮ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ ﺍ ﹼﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﲔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻗﺪ ﺍﺧﺬﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲜﻮﺍﺯ‬
‫ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺴﻤﻮﺍ ﺑﺎﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺟﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻫﻞ ﲡﻮﺯﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭ ﻧﺪﺍﺀ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻳﻀﺎ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻧﻘﻮﻝ ﲜﻮﺍﺯﳘﺎ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﺪﺍﺀ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺷﺮﻛﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻳﺎ‬
‫ﺯﻳﺪ ﻓﺎﻥ ﺯﻳﺪﺍ ﺍﻳﻀﺎ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻓﺎﻱ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﹼﻠﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺍﺣﺪﺍ ﻣﻊ ﺇﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻌﺒﻮﺩﺍ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺭ ّﺩ ﺍﶈﺘﺎﺭ ﻫﺬﻩ‪) :‬ﻗﻮﻟﻪ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ( ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻏﲑ ﺷﺮﻁ ﰲ ﻣﺴﻤﻰ‬
‫ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﻴﺎﻥ ﳌﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﻴﻜﻔﻲ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﰲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﳒﺪ ﻭ ﺗﻐﻠﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﺤﻠﻮﻥ ﻣﺬﻫﺐ‬
‫ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺍﻬﻧﻢ ﻫﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺘﻞ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ‬
‫ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ ﺣﱴ ﻛﺴﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﻮﻛﺘﻬﻢ ﻭ ﺧﺮﺏ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭ ﻇﻔﺮ ﻬﺑﻢ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﺎﻡ ﺛﻼﺙ ﻭ ﺛﻼﺛﲔ ﻭ‬
‫ﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭ ﺍﻟﻒ‬
 ‫‪- ١٣٥ -‬‬

‫ﻭ ﻫﻬﻨﺎ ﺗﻼ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻪ‬
‫ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ﻣَﺎ َﻧ ْﻌﺒُﺪُﻫُ ْﻢ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟُﻴ ﹶﻘ ﱢﺮﺑُﻮﻧَﺎ ِﺍﻟﹶﻰ ﺍﷲ ُﺯﹾﻟﻔﹶﻰ * ﺍﻟﺰﻣﺮ‪.(٣:‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﳓﻦ ﺍﻳﻀﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬
‫ﻏﲑ ﺍﷲ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺑﻜﻮﻥ ﻋّﺒﺎﺩ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻣﺮﺗﺪﻳﻦ ﻭ ﻣﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻣﻊ‬
‫ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻌﻘﻴﺪﻬﺗﻢ ﻫﺬﻩ ﻓﻬﻮ ﺍﻳﻀﺎ ﻛﺎﻓﺮ ﻭ ﻣﺮﺗﺪ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺷﻚ ﰲ ﻛﻔﺮﻩ ﻭ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻫﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭ ﻓﻨﻮﺍ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺪﺍﺋﻬﻢ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻻ ﳝﻮﺕ ﺃﻣﻌﲎ ﺍﳌﻮﺕ ﺍﻥ ﻳﻌﺪﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻳﻀﺎ؟ ﻓﺎﻥ ﻓﲏ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﳋﺎﻟﺪ؟‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﳌﺎ ﺫﺍ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺟﺴﺎﻣﻨﺎ ﻫﻬﻨﺎ ﻭ ﺍﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻒ ﻣﻴﻞ ﺍﻭ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻣﻴﻞ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻻﺟﺴﺎﻡ ﻭ ﻻ ﺗﻌﻠﻖ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻬﺑﺬﺍ‬
‫ﺡ ِﻣ ْﻦ ﹶﺍ ْﻣ ِﺮ َﺭﺑﱢﻲ * ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ‪ (٨٦ :‬ﺍﻧﺖ‬
‫ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﻻﻣﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ﻗﹸ ِﻞ ﺍﻟﺮﱡﻭ ُ‬
‫ﺗﻘﻴﺲ ﻋﺎﱂ ﺍﻻﺭﻭﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﱂ ﺍﻻﺟﺴﺎﻡ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﺒﻴّﻦ ﻣﺎ‬
‫ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ )ﻣﻀﻄﺮﺑﺎ(‪ :‬ﺍﻧﺘﻢ ﺗﺪﻋﻮﻬﻧﻢ ﻓﻤﻦ ﺍﻳﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻋﺎﻧﺘﻜﻢ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﺫﻭﺍﻬﺗﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ )ﻛﻨﺖ]‪ [١‬ﻟﻪ]‪ [٢‬ﻳﺪﺍ ﻳﺒﻄﺶ ﰊ(]‪ [٣‬ﺃﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﺷﻼﹼﺀ ﻻ ﻗﻮﺓ‬

‫)‪ (١‬ﻣﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﰲ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳍﻴﺔ ﺍﳕﺎ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ »ﻳﺪﻩ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻄﺶ ﻬﺑﺎ« ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﰲ‬
‫ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﺎﻬﻧﻤﺎ ﺭﺍﺟﻌﺎﻥ ﺍﱃ ﻣﻌﲎ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻣﺎﻣﻬﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ‬
‫ﺣﻔﻴﺪ ﺷﻴﺨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﰲ ﻣﺎ ﲰﺎﻩ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ »ﻭ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﲟﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻓﺎﻥ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻭ ﺭﺩّﻩ ﺍﻭ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻼﻛﺎ« ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﺊ‬
‫)‪ (٢‬ﻓﻴﻪ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺍﳋﺎﺹ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﻠﻴﺲ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺪﻱ ﺍﻭ ﺍﻻﺭﺟﻞ ﺍﻭ ﻏﲑﻫﺎ‬
‫)‪ (٣‬ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﻗﺪ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﶈﻘﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﶈﺪﺙ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ‬
 ‫‪- ١٣٦ -‬‬

‫ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻫﺬﺍ ﻟﻐﻮﺍ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻌﲔ ﺑﺘﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺧﺎﺹ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ )ﻣﱰﻋﺠﺎ ﺑﺘﻜﺮﻳﺮ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﳌﺎﺭ(‪ :‬ﻫﺬﺍ ﻣﺘﺼﻠﺐ‬
‫ﰲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻓﻬﻤﺘﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻭ ﺳﺎﻋﺘﲔ ﺑﻞ ﻳﻮﻣﲔ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﺳﻠﹼﻢ ﺍﻭﻻ ﺍﺳﻠﹼﻢ‪ ،‬ﺍﻗﻢ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻧﺖ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﳓﻮ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺍﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﲔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﳍﻨﺪ ﻭ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺪ ﻭ ﺍﳊﺠﺎﺯ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ )ﳐﺎﻃﺒﺎ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﲔ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ(‪ :‬ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ‬
‫ﻧﺪﺍﺀ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺍﻟﻴﺲ ﻧﺪﺍﺀ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ؟ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ )ﻣﺘﻔﻘﲔ(‪:‬‬
‫ﺑﻠﻰ‪ ،‬ﺑﻠﻰ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ ﱂ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﻗﻮﳍﻢ ﺑﻠﻰ ﻓﺎﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻠﻢ ﺭﺋﻴﺲ‬
‫ﺍﶈﺎﻛﻢ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ )ﻣﺜﺒﺘﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻪ(‪ :‬ﻭ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﻭ ﻻ ﻧﺪﻋﻮﻫﻢ ﺍ ﹼﻻ ﻟﻴﻘﺮّﺑﻮﻧﺎ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ )ﻳﺰﺃﺭ ﺯﺋﲑ ﺍﻻﺳﺪ(‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﲢﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬
‫ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭ ﺗﻜﺬﻳﺒﻪ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻛﺎﻓﺮ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻌﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﲪ ّﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ‬
‫ﺍﱃ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺣﻨﻘﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺮﻋّﺒﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﹼﻠﺔ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻧﺎﻇﺮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ‬
‫ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺮﺗﻌﺒﺎ ﻓﺎﻏﺘﺎﻅ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﺷﺪ ﺍﻏﺘﻴﺎﻅ ﻭ ﺍﺧﺬ ﻳﻜﻠﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﲔ‪:‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﲜﻮﺍﺯ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ‬
‫ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺑﻞ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﻚ ﰲ ﻛﻔﺮﻩ ﻭ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﰲ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻜﻢ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ ﺍﲪ ّﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻏﻀﺒﺎﻥ‪.‬‬
 ‫‪- ١٣٧ -‬‬

‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﺍﳉﺎﻟﺲ ﺑﻴﻤﲔ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ‪ :‬ﻳﺎ ﻫﺬﺍ !‬

‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﺫﺍ؟‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ‪ :‬ﺃﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻤﻪ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ‪ :‬ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ‪ :‬ﺍ ﹼﻥ ﻟﻪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻥ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻬﻮ ﻳﻄﻴﻖ ﺍﻟﻘﺘﻞ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ‪ :‬ﺍﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻥ ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﺩﱏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻋﻘﺎﺑﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ‪ :‬ﺍﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻛﺎﻟﺴﺎﺭﻕ ﻣﺸﺪﻭﺩﺍ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﺩﱏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻭ ﺍﻟﺸﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﻟﻴﺲ ﱄ ﻣﻦ ﺍﻣﺮ ﻏﺮﻳﺐ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﺍﳉﺎﻟﺲ ﴰﺎﻝ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ )ﺗﺄﺩﺑﺎ(‪ :‬ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ!‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻳﺶ ﺗﻘﻮﻝ؟‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ‪ :‬ﺃﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﹼﻤﻪ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭ ﻟﻪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻳﻀﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ‪ :‬ﻫﻮ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﲡﻌﻠﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﲡﻌﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﺘﻌﻈﻴﻤﻬﺎ ﺍﻳﺎﻩ ﺍﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﲪﺎﺭﺍ )ﺍﻱ ﺍﲪﻖ( ﳌﺎ ﲡﻌﻠﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻥ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻈﻤﻪ؟‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ‪ :‬ﻫﻮ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺘﻜﺮﻳﺮﻙ ﻗﻮﻟﻚ ﻫﻮ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ؟ ﺃﳚﻮﺯ‬
‫ﲢﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ؟ ﺃﺍﺳﻠﻢ ﻭ ﻫﻮ ﺍﺫ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺰﺍﻣﻪ‬
‫ﻋﻠ ّﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻪ ﺑﺘﺤﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻌﻪ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﺳﻜﺖ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺳﺠﻦ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻻﺩﺍﺀ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺋﺮ‬
 ‫‪- ١٣٨ -‬‬

‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ )ﳐﺎﻃﺒﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ(‪ :‬ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ‬
‫ﱄ ﺍﻵﻥ ﺍﺣﺪ ﻛﺎﺟﺘﺮﺍﺋﻚ‪ .‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩﻩ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤﻮﺍ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳚﺘﺮﺉ ﺍ ﹼ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻧﻚ ﺷﺮ ﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ ﻓﺸﻜﺮ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺭﺃﻯ ﺍﻧﻪ ﳝﺪﺣﻪ ﻣﺪﺣﺎ‬
‫ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺎﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ )ﺍﻓﻀﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻛﻠﻤﺔ‬
‫ﺣﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺋﺮ(‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﻘﺘﻠﺘﻚ ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﺧﻠﹼﻴﺖ‬
‫ﺳﺒﻴﻠﻚ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ‪ .‬ﺍﺟﻠﺴﺘﻚ ﻫﻬﻨﺎ ﻭ ﺍﻛﻠﻤﻚ ﻭ ﻗﺪ ﻋﺮﺽ ﻋﻠ ّﻲ ﺍﻫﻞ ﲬﺴﲔ‬
‫ﺻﻘﻌﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻭ ﺍﻳﺮﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭ ﺍﳍﻨﺪ ﻭ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﺍﻧﻪ ﳛﺪﺙ ﻓﺴﺎﺩ‬
‫ﻋﻈﻴﻢ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻛﻠﻤﺖ ﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻳﺮﺍﻥ ﺍﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻗﻂ ﻓﻜﻴﻒ‬
‫ﳛﺪﺙ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ؟‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻻ ﳛﺪﺙ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﺩﺛﺔ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻛﻴﻒ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺻﻠﻮﺍﰐ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺗﻘﺎﻡ‬
‫ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻛﺜﲑﺓ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻻ‪ ،‬ﻻ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﻪ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﻜﻲ]‪ [١‬ﻓﻼ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ﻓﺎﻥ ﺻﻠﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ﺍﺧﺬﺗﻚ ﻭ ﺍﺭﺳﻠﺘﻚ‬
‫ﺍﱃ ﺳﻔﲑ ﺑﻼﺩﻙ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﺻﻠﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ؟ ﺍﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﱄ ﺍﻥ ﺍﺅﺩﻱ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ؟‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﺍﳉﺎﻟﺲ ﳝﲔ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ‪ :‬ﻳﻠﺰﻣﻚ ﺍﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻪ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻻ ﳝﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ ﻻ ﺍﺅﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻪ ﺣﱴ ﺗﺬﻫﺐ‬

‫)‪ (١‬ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮّﻩ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺓ ﻛﻬﺘﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﺭﻳﺴﻪ‬
‫ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﺭﻳﺴﻪ ﺍﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ‬
 ‫‪- ١٣٩ -‬‬

‫ﻋﻘﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ )ﻣﺘﻬﻴّﺠﺎ(‪ :‬ﻻ ﺑﺪ ﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻪ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻟﻦ ﺍﺅﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻪ‪) .‬ﻭ ﻛﺮﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﻗﻮﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﳎﺎﻫﺪ‬
‫ﺍﳌﻠﺔ( ﻫﺬﺍ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﺍﳊﺒﺲ ﻭ ﺍﳉﻠﺪ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﲢﺖ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﻜﻨﻪ ﺧﺎﺭﺝ‬
‫ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﺍﻥ ﻳﺼﻴّﺮﱐ ﻣﻘﺘﺪﻳﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻌﻪ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﺳﻜﺖ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ )ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﺍﱃ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ(‪ :‬ﺍﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﱄ ﺍﻥ ﺍﺅﺩﻱ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ؟‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ )ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ(‪ :‬ﻧﻌﻢ ﳚﻮﺯ ﻟﻚ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﺣﺪ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻣﻌﻚ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ‪ :‬ﺍﳌﻨﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪ‬
‫ﺷﺮﻳﻜﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﱂ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﳋﺘﺎﻡ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﺧﻠﻔﻪ ﻭ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﻞ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻗﺪ ﺍﺩﻯ‬
‫ﺍﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﺭﺑﻌﺎ ﻭ ﲬﺴﲔ ﺻﻼﺓ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ‬
‫ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳍﻨﻮﺩ ﺍﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﺫﺍﻋﺔ ﺍﻣﺮ ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﺍﺩﻯ‬
‫ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﳐﺘﻔﻴﺎ ﻭ ﺍﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳍﻨﻮﺩ ﻟﺮﺋﻴﺲ‬
‫ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺸﻬﺎﺩﺗﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﳐﺘﻔﻴﺎ‬
‫ﺍﻡ ﻭﻗﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ ﻻﺩﺍﺋﻪ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻼﻧﻴﺔ ﻓﺎﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳍﻨﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ﻗﺎﺋﻠﲔ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﺍﳊﺞ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬
‫ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺟﺮﺍﺀﺓ ﻓﻠﻴﺒﺎﻫﻠﻮﻧﺎ ﰲ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﳐﺘﻔﻴﺎ ﺍﻡ‬
‫ﻋﻼﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﺳﺘﺰﺍﺭ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻏﻼﻡ ﳏﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﺍﳉﻴﻼﱐ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﳉﺸﱵ ﺍﺑﻦ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﳉﻴﻼﱐ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ‬
‫ﺍﳉﺸﱵ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻻﻛﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﲰﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻗﺎﻝ‬
 ‫‪- ١٤٠ -‬‬

‫ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺲ ﺟﺮﺍﺀﺗﻚ ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ‬
‫ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺍﻳﻦ ﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﻄﻴﺎﺕ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﳉﻴﻼﻧﻴﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﱄ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻘﻊ ﺑﻴﻌﻲ * ﺍﻧﺖ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻓﺼﺮﺕ ﺍﻟﻐﺎﱄ ﺍﻟﺜﻤﻦ‬
‫ﻭ ﳌﺎ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﱃ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﻭ‬
‫ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺍﻟﱰﻝ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﻓﺎﺫﺍ ﻋﺮﰊ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ‬
‫ﺑﺴﺮﻭﺭ ﻋﻈﻴﻢ ﻭ ﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ﺗﺎﻡ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﻜﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﳊﺮﻡ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﻜﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﳊﺮﻡ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﲰﻌﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺫﺍ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﻜﺔ ﺍﻣﺎﻡ‬
‫ﺍﳊﺮﻡ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻏﺘﻢ ﺍﻏﺘﻤﺎﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻭﻳﻞ ﱄ ﻭﻳﻞ ﱄ ﺍﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﻣﺎ ﺍﺿﺎﻕ ﺍﻟﺴﻨﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﲔ‬
‫ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻥ ﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﺳﻨﻴﺘﻬﻢ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﺭﺕ ﺳﻨﺔ ‪ ١٣٩٣‬ﻫـ‪.‬‬

‫ﻭ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻭ ﺗﺴﻌﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ‪:‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻨﺎ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻻ ﺍﺅﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻚ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺫﻟﻚ ﻻﻥ ﻋﻘﺎﺋﺪﻱ ﻭ ﻋﻘﺎﺋﺪﻙ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﺑﻴﻨﻚ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﳓﻦ ﳒﻮﺯ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﻻ ﲡﻮﺯﻭﻬﻧﺎ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺟﻠﻲ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺟﻠﻲ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺟﻠﻲ‪،‬‬
‫)ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ( ﻧﻌﻢ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴّﺎ ﻭ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻬﻲ ﺟﺎﺋﺰﺓ‪.‬‬
 ‫‪- ١٤١ -‬‬

‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﳚﻮﺯ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻲ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺗﻌﺎﱄ ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻴﺖ ﺷﺮﻳﻜﻪ ﺍﳕﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﳉﻠﻲ ﺷﺮﻙ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﺍﺳﻜﺖ ﻭ ﻻ ﺗﺒﺎﺣﺚ‪ ،‬ﺍﺧﺮﺝ ﻳﺎ ﺧﺒﻴﺚ‪ ،‬ﺍﺧﺮﺝ ﻳﺎ‬
‫ﺷﻴﻄﺎﻥ )ﰒ ﺻﺎﺩﻡ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﳌﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﲟﺠﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﺔ( ﻋﺮﻓﻮﺍ ﲨﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻳﺎﻩ‪ .‬ﻓﺎﻥ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺨﺬﻭﻩ ﻭ ﺍﺣﻀﺮﻭﻩ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﺧﺬﻭﻩ‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﺻﻠﻰ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﰒ ﺍﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻼﺓ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻼﻋﺎﺩﺓ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﳌﺎ ﺫﺍ؟‬
‫ﲔ ﺧﻠﻔﻚ‪.‬‬ ‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻻ ﺍﺻﻠ ّ‬

‫ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺛﺖ ﺳﻨﺔ ‪ ١٣٩٩‬ﻫـ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻭ ﺗﻌﺴﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ﺍﺩّﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ‬
‫ﺳﺮّﻩ ﺣﺠﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﺩّﺍﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﰒ ﺣﻀﺮ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﺗﺴﻌﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ﻓﺤﺪﺛﺖ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﺯﺍﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﺮﻓﺎ ﻭ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﳌﺎ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻣﻊ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﺷﺮﻑ ﺍﻻﺷﺮﰲ‬
‫ﺍﳉﻴﻼﱐ ﺩﺍﻣﺖ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﻭ ﻏﲑﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺟﺎﺀ ﺷﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻧﻪ ﻫﻨﺪﻱ ﺍﻭ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﱐ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺍﻧﻚ ﺷﻴﺦ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻ ﲤﻨﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻥ ﻳﻘﻔﻮﺍ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﳝﻨﻴﺎﻬﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺮﻳﺎﻬﺗﻢ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻧﺖ ﺍﻳﻀﺎ‬
‫ﻣﺴﺌﻮﻻ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮّﻩ ﳚﻮﺯ ﺍﻥ ﻳﻘﻒ‬
‫ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﳝﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺮﺍﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻡ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬

‫)‪ (١‬ﻫﺬﻩ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﳑﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺗﺒﻪ ﺍﺧﻮﻧﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤّﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟّﺘﻮّﺍﺏ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ ﺍﳌﻜﺮﻡ‬
 ‫‪- ١٤٢ -‬‬

‫ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻫﺬﺍ]‪ [١‬ﰲ ﻛﺘﺐ ﻓﻘﻪ ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﻬﻴﺠﺎ ﺍﻧﺎ ﻟﻨﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ‬
‫ﳑﻨﻮﻋﺎ ﻭ ﺫﻫﺐ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻋﲏ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪ‬
‫ﺳﺮﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺍﺭﺑﻊ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ )ﺍﻱ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﺗﺴﻌﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ( ﳌﺎ‬
‫ﺍﺳﺘﻌﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪ ﺳﺮﻩ ﻻﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺴﻨﻮﻧﺔ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ )ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻧﻪ ﻫﻨﺪﻱ ﺍﻭ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﱐ( ﻭ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻫﻞ ﺍﺩﻳﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﺘﺄﺧﲑ ﳎﻴﺌﻚ ﺍﻡ ﻟﻘﻮﻟﻚ ﺑﻌﺪﻡ‬
‫ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﳊﺮﻡ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﻮﺟﻬﲔ ﻗﺪ ﺟﺌﺖ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺄﺧﲑ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻗﻮﻝ ﺑﻌﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﺧﱪ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻬﺑﺬﺍ‪.‬‬
‫ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻃﻴﻮﻥ ﻭ ﺍﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮّﻩ ﻭ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ‬
‫ﳚﺮّﻭﻧﻪ ﺟﺮّﺍ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﻠﹼﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﺍﺭﺳﻠﻪ ﺍﱃ ﺭﺋﻴﺲ‬
‫ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻭ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺑﺎﳊﺮﻡ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭ‬
‫ﺧﻼﺻﺔ ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﳚﺊ‪:‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﳌﺎ ﺫﺍ ﻻ ﺗﺼﻠﻲ ﺧﻠﻔﻨﺎ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻻ ﺍﺅﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻜﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﳓﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﲜﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻼﻣﻪ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺗﻌﺪﻭﻧﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺗﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ‬
‫ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﰲ ﻛﻮﻧﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻋﺪﻣﻪ ﻛﻴﻒ ﻧﺆﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻜﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ؟ ﻓﻠﻬﺬﺍ‬
‫ﻻ ﺍﺅﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻜﻢ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺍﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻭ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺑﺎﳊﺮﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺳﺠّﻞ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻥ ﻳﻮﻗﹼﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺯﺩ‬
‫ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﻣﻊ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﳊﺮﻡ ﺣﱴ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﺗﻀﺎﺣﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﺍﱐ ﻻ ﺍﺅﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻣﺎﻡ‬

‫)‪ (١‬ﻭ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﳌﮕﲑﻳﺔ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻭ ﻳﻘﻒ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻒ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬
 ‫‪- ١٤٣ -‬‬

‫ﺍﳊﺮﻡ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﻓﺰﺍﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻠﻤﻪ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻮﻫﺎﰊ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻳﻮﻗﻊ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﺟﺮﺕ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ‪.‬‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪ :‬ﺗﺐ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻚ ﻫﺬﻩ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺣﻘﺔ ﻓﻼ ﺍﺗﻮﺏ ﻋﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮّﻩ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻟﻴﻌﻄﲏ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻴﺎﱐ‬
‫ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﻗﺎﻝ ﺍﻬﻧﺎ ﻟﺘﻌﻄﺎﻙ ﻭ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﱃ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻀﻲ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻤﻞ‬
‫ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺁﺧﺮ ﻭ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮّﻩ ﺍﱃ ﺍﳊﺠﺰ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﺭﺑﻊ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ‬
‫ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﺭﺑﻌﺎﺀ ﻧﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻫﺬﺍ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﳌﺎ ﺫﺍ ﻻ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻨﺎ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻻ ﺍﺅﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻜﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﺎﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ‬
‫ﲜﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻧﻜﻢ ﲡﻌﻠﻮﻧﻪ ﺷﺮﻛﺎ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪.(٣٥ :‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻫﻬﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﺑﻴّﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻨﺎ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻧﻜﻢ ﻣﻜﻔﹼﺮﻭﺍ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻛﻮﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻛﻔﺮﺓ ﻭ‬
‫ﻣﺸﺮﻛﲔ ﺑﻨﺂﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻓﻘﻬﺎﺅﻧﺎ]‪ [١‬ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻛﻮﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻛﻔﺎﺭﺍ ﻛﻔﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻓﻘﻬﺎﺅﻧﺎ]‪ [٢‬ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﲜﺎﺋﺰﺓ ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﲜﺎﺋﺰﺓ‬
‫ﺧﻠﻔﻜﻢ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﺍﻳﻦ ﺩﺭﺳﺖ؟ ﰲ ﺍﻳّﺔ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺗﺪﺭّﺳﺖ؟‬

‫)‪ (١‬ﻭ ﰲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﺘﻜﻔﲑ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻻ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﺍﻻﻣﺔ‬
‫)‪ (٢‬ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﺗﺎﺷﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺗﻨﻮﻳﺮ ﺍﻻﺑﺼﺎﺭ ﻭ ﺍﻥ ﻛﻔﺮ ﻬﺑﺎ ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﺍﺻﻼ‬
 ‫‪- ١٤٤ -‬‬

‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﺒﺤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﷲ ﺁﺑﺎﺩ‪.‬‬

‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﻭ ﰲ ﺍﻳّﺔ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺩﺭﺳﺖ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳌﻌﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﲨﲑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﻭ ﰲ ﺍﻳّﺔ ﻣﺪﺭﺳﺔ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﻴﺔ ﲟﺮﺍﺩﺁﺑﺎﺩ‪.‬‬
‫]‪[١‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﺍﻣﺎ َﺩﺭَﺳﺖ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺑﱪﻳﻠﻲ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻻ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﻫﻞ ﻣﻌﻚ ﺭﺟﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ]‪ [٢‬ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻌﻘﺎﺋﺪﻙ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ )ﻣﺘﻬﻴّﺠﺎ(‪ :‬ﺍﻧﻚ ﻟﺘﺮﺣّﻞ ﺍﱃ ﺑﻼﺩﻙ ﳑﻨﻮﻋﺎ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﳊﺞ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺸﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ؟‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﹼﻠﺔ‪ :‬ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺸﺮﻙ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻟﻪ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﳊﺞ ﻓﻜﻴﻒ ﺟﻮّﺯﰎ ﺣﺞ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭ ﻫﻢ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ‬
‫ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ؟‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﺍﻬﻧﻢ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻨﺎ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻫﻞ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺷﺮﻛﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻜﻢ؟ ﺍﻫﺬﺍ‬
‫ﻣﺬﻫﺐ؟ ﺍﻫﺬﺍ ﺩﻳﻦ؟ ﺍﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻻﺳﻼﻡ؟ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻌﺎﺫ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﻜﻠﹼﻢ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﻭ ﺍﺻﺪﺭ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻧﻄﻖ ﺑﻪ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ‬

‫)‪ (١‬ﻫﺬﻩ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬

‫)‪ (٢‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﰲ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﺍﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﺍﳌﻮﻛﺐ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻜﻲ ﺍﳌﻮﻓﹼﻖ ﲢﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺁﻝ ﺍﻧﺪﻳﺎ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺳﲑﺓ ﻓﺮﻉ‬
‫ﻣﻬﺎﺭ ﺍﺷﺘﺮ ﲢﺮﻳﻜﺎ ﺿﺪ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻮﺑﻨﺪﻳﺔ ﺍﳍﻨﻮﺩ ﺍﺭﺳﻠﻮﺍ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺍﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻣﻠﺘﻤﺴﲔ ﺍﻥ ﻳُﻤﻨﻊ ﺍﻟﺮﺿﺎﺧﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻱ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳊﺞ ﻓﺴﺄﻝ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻫﻞ ﻣﻌﻚ ﺭﺟﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ‬
‫ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻌﻘﺎﺋﺪﻙ ﻭ ﰲ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻧﻌﻢ ﻟﻜﻦ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﱂ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﲰﺎﺀﻫﻢ ﻭ ﻋﻨﺎﻭﻳﻨﻬﻢ‬
‫ﻳﻈﻬﺮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﻱ ﺍﻻﻭﻝ ﻓﺎﻥ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻃﺒﻖ ﺍﳌﺮﺍﻡ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﲨﻴﻊ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﳊﺞ‬
 ‫‪- ١٤٥ -‬‬

‫ﺍﺻﺪﺭﻩ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭ ﺟﺮﺕ ﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ‪.‬‬

‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻋﻄﲏ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻴﺎﱐ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﺪﺭﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﻻ ﺗﻌﻄﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﻗﺪ ﻭﻋﺪﱐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻴﲏ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﻻ ﺗﻌﻄﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ‪.‬‬
‫ﳎﺎﻫﺪ ﺍﳌﻠﹼﺔ‪ :‬ﺍﻧﺎ ﺍﺳﺘﺄﻧﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﳏﻜﻤﺔ ﻋﻠﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ :‬ﻻ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﺬﻟﻚ‪.‬‬
‫ﰒ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺍﱃ ﺍﳊﺠﺰ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻳﻌﻄﻰ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺭﻗﺔ ﲪﺮﺍﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﳉﺮﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﻌﺪ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻧﺴﺦ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻭ ﻣﻀﻤﻮﻬﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ‪/‬ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻊ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﲝﻘﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ‪ .١٣٩٩-١١-١٩/١٨/٢١٦٢/‬ﺑﻌﺪﻡ ﲤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ‬
‫ﻭ ﺗﺮﺣﻴﻠﻪ ﺍﱃ ﺑﻼﺩﻩ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﺗﺴﻌﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ﺍﹸﺑﻘﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﰲ ﺍﳊﺠﺰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻧﻄﻖ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﺪﺭﻩ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﻭ ﰲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﱃ ﺳﺠﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﺑﺂﺑﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻭ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺿﻊ ﺷﺮﻃﻲ ﰲ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮّﻩ‬
‫ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻭ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﻮّﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﶈﺮﻗﺔ ﺍﱃ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﳊﺠﺔ ﺟﺎﺀ ﺷﺮﻃﻲ ﻣﻦ‬
‫ﳏﻜﻤﺔ ﺍﳉﻮﺍﺯﺍﺕ ﻭ ﺫﻫﺐ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮّﻩ ﺍﱃ ﺍﻟﺒﻮّﺍﺑﺔ ﳚﺮّﻩ ﺟﺮّﺍ ﻭ ﻟﻄﻤﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﺪﺓ ﻓﺎﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﺍﻟﺪُﻭﺍﺭ ﻓﻘﻌﺪ ﻓﻠﻤﺎ ﹸﻓﺮّﺝ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﲜﺪﺓ‪ .‬ﻭ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﳊﺠﺔ ﺭُﺣﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻣﻦ ﺟﺪﺓ ﺍﱃ‬
‫ﺍﳍﻨﺪ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﻛﺮﺍﺗﺸﻲ‪ .‬ﻭ ﰲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻛﺮﺍﺗﺸﻲ ﻭ ﺍﻗﺎﻡ ﰲ ﻓﻨﺪﻕ‬
 ‫‪- ١٤٦ -‬‬

‫ﻛﺮﺍﺗﺸﻲ ﻛﺎﶈﺠﻮﺯ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﺷﲑﺓ ﻭ ﻏﺎﺩﺭ ﻛﺮﺍﺗﺸﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﻭ ﻭﺻﻞ ﺑﻮﻣﺒﺎﻱ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺍﻳﺎﻡ ﺣﺪﺛﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﲟﻜﺔ‬
‫ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﰒ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺍﻥ ﻳُﺮﺳﻞ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﰲ ﻣﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻥ ﻻ ﻳُﺮﺳﻞ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﱃ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻮﺑﻨﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﲑ ﺍﳌﻘﻠﺪﻳﻦ ﻓﻘﻂ‪.‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪١‬‬

‫ﻭ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﱃ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺟﺎﺀﱐ‬
‫ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﺧﻴﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺒﻴﺒﻴﺔ ﺑﺎﷲ ﺁﺑﺎﺩ ﻭ‬
‫ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻫﻜﺬﺍ‪:‬‬
‫‪٩٢/٧٨٦‬‬
‫ﺍﱃ ﲰﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ ﻻ‬
‫ﺯﺍﻟﺖ ﴰﻮﺱ ﺟﻼﻟﺘﻪ ﺑﺎﺯﻏﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺒﻴﺒﻴﺔ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﰲ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﳚﻮﺯﻭﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﻗﺪﺳﺖ ﺍﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ﻭ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﳚﻌﻠﻮﻧﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ‬
‫ﻳﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﳍﻢ ﻫﺬﺍ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﺩﻟﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﳍﻢ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺩ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ؟‬
‫ﻗﺪ ﺍﺧﱪﺕ ﺍﻧﻪ ﺳﲑﺳﻞ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﰲ ﻣﺴﺌﻠﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷﺮﻛﺎ ﺍﻭ ﻋﺪﻣﻪ ﺍﱃ ﺍﳌﻔﺘﲔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻐﺮﺏ‪ .‬ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﺮﺳﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻭ ﻻ ﺗﻔﻮﺿﻪ ﺍﱃ ﻏﲑﻙ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻻﻣﺮ ﻳﺪ ﻣﻦ ﻻ ﻬﺗﻤﻪ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺒﻴﺒﻴﺔ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ‬
‫‪ ٧٩-١٢-١٨‬ﻉ‬
 ‫‪- ١٤٧ -‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﻗﻴّﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺑﺮﻗﻢ ‪١‬‬

‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺍﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﱃ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‬
‫ﺣﺴﺐ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻻﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﳏﺮﻡ ﺳﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﻒ ﻭ ﺍﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺍﳌﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺩﻳﺴﻤﱪ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﺳﺒﻌﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻤﺎﺋﺔ ﻡ‪ .‬ﻭ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺳﺎﻝ ﰲ ﻋﺪّﺓ ﺍﻳﺎﻡ ﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻫﻜﺬﺍ‪.‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪٢‬‬

‫ﻣﺎ ﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﳌﺴﺌﻠﺘﲔ ﺍﻵﺗﻴﺘﲔ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎﺕ؟ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺍﻡ ﻻ؟‬
‫‪ - ٢‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎﺕ؟ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺍﻡ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻙ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﺎﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ‬
‫ﻏﲑﳘﺎ ﺍﻡ ﻻ؟‬
‫ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻔﱵ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ‪ ١٤٠ :‬ﺍﺗﺮﺳﺌﻴﺎ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ‪ ٣ :‬ﻫﻨﺪ‬
‫‪Muhammad Ashiqurrahman, 140, Attersuiya, Allahabad -3 u.p., INDIA‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻗﻴّﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺑﺮﻗﻢ ‪٢‬‬
‫ﰒ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻏﻮﺙ ﺍﻟﺜﻘﻠﲔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳉﻴﻼﱐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‬
‫ﻗﺪﺳﺖ ﺍﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﻴﺖ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻳﻀﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﺑﺎﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻫﻜﺬﺍ‪:‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪٣‬‬

‫ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﲟﺴﺠﺪ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳉﻴﻼﱐ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ‪.‬‬
 ‫‪- ١٤٨ -‬‬

‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﰲ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬

‫ﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﻭ‬
‫ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ ﻣﻌﺘﺪ ﻬﺑﺎ ﺍﻡ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻬﺑﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷﺮﻙ ﻭ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ ﻣﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻏﲑ ﻣﻌﺘﺪ ﻬﺑﺎ؟‬
‫ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻔﱵ‬
‫ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ‪ ١٤٠‬ﺍﺗﺮﺳﺌﻴﺎ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ ﺍﳍﻨﺪ‬
‫ﻧﺰﻳﻞ ﺑﻐﺪﺍﺩ ‪ ١٤٠٠/١١/٨‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻗﻴﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺑﺮﻗﻢ ‪٣‬‬
‫ﻭ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺽ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻗﺪﺳﺖ ﺍﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﻞ‬
‫ﰲ ﺍﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﳚﻮّﺯ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﻏﲑ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺣﺎﺫﻯ ﳏﺎﺫﺍﻬﺗﻢ‬
‫ﻓﺎﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻧﻨﺎ ﳓﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﺎﻟﻜﻔﺮ ﻻﺯﻡ ﳍﻢ‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﻟﺰﻣﻪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﱂ ﳚﺰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻔﻪ ﻭ ﺍﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻳﻀﺎ ﻻ ﳚﺘﺮﺅﻥ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻥ ﳛﻜﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻧﻪ ﺷﺮﻙ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺍﻗﺪﻡ ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪ ٣‬ﻟﻐﺮﺽ ﻭ ﻗﺪ ﻣﺮ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺁﻧﻔﺎ ﻓﻼ ﺍﺫﻛﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ‪.‬‬

‫ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪٣‬‬

‫ﻓﺘﻮﻯ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻭ ﺍﻻﻣﺎﻡ‬
‫ﺑﺎﳊﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﻴﻼﻧﻴﺔ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻣﻊ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﳕﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ ﻭ ﻣﻮﻻﻧﺎ‬
‫ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻴﺎﺏ ﻭ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺭﺷﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﲔ ﻭ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺣ ّﻲ‬
‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﲪﺎﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ‬
‫ﲜﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‪.‬‬
 ‫‪- ١٤٩ -‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻭ ﺑﻌﺪ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﺍﳌﻤﺎﺕ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﳋﲑ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺮﺭ‬
‫ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻜﻞ ﺷﺊ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﳋﲑ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﳌﺒﺎﺣﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺗﺼﻔﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﻟﻼﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺟﺎﻩ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬
‫ﺖ ﻓِﻴ ِﻬ ْﻢ * ﺍﻻﻧﻔﺎﻝ‪ (٢٧ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺷﺄﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﻮﺳﻰ‬ ‫ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﻣَﺎ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﺍ ُ‬
‫ﷲ ِﻟُﻴ َﻌ ِّﺬَﺑ ُﻬ ْﻢ َﻭ ﹶﺍْﻧ َ‬
‫ﷲ َﻭ ِﺟﻴ ًﻬﺎ * ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ‪ (٦٩ :‬ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻮﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﳏﻤّﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) َﻭ ﹶﻛﺎ ﹶﻥ ِﻋ ْﻨ َﺪ ﺍ ِ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﲝﻘﻪ ﻭ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻗﺒﻠﻪ ﰲ ﻋﻔﻮ )ﻓﺎﻃﻤﺔ( ﺍﻡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ‬
‫ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺍﺭﺩ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻴﻢ ﰲ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻋﻨﻬﻢ ﻭ ﺗﻮﺳﻠﻬﻢ‬
‫ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻣﺮﻭﻱ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﺸﻔﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﰊ ﺍﳌﻜﻔﻮﻑ ﲜﺎﻩ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﳏﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺭ ّﺩ ﺑﺼﺮﻩ ﺍﻟﻴﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻋﻤﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ‬
‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺗﺰﻭﻝ ﲟﺲ ﻗﻤﻴﺺ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺒﻘﻰ‬
‫ﳎﺎﻝ ﺍﻧﻜﺎﺭ ﻟﻠﺘﻮﺳﻞ ﺑﺪﻭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻬﺑﻢ ﻭ ﺑﺎﻻﻭﻟﻴﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭ ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭ ﺑﺎﻋﻤﺎﻝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺪﺍﻋﲔ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﻖ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎﻝ‬
‫ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺍ ﹼﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﻏﱯ ﺍﳓﺮﻑ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺣﺴﻦ]‪ [١‬ﻫﺬﺍ ﻭ ﺍﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻭ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﺑﺎﳊﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﻴﻼﻧﻴﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳏﻤﺪ‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ( ‪ ١٩٨٠/٩/١٩‬ﳏﻤﺪ ﳕﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺧﻄﻴﺐ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﻟﻜﻴﻼﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﻭﺍﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬
‫ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﺣﺴﻦ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻭ ﺍﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻴﺔ‬
‫ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻞ ﻫﻮ ﰲ ﺍﳌﺴﻨﺪ ﺍﻳﻀﺎ‬
‫ﺍﻗﻮﻝ ﻭ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺑﺼﺤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻔﻪ ﰲ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ‬
 ‫‪- ١٥٠ -‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳّﻴﺪ ﺍﻻﻭﻟﲔ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﳏﻤﺪ‬
‫ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻥ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳏﻤّﺪ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﰲ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤّﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻭ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﺷﻚ ﺍﻭ ﺟﺪﺍﻝ ﻭ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ( ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻴﺎﺏ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﳊﻀﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ‪١٩٨٠/٩/٢٠‬‬
‫ﻧﺆﻳﺪ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ( ﺭﺷﻴﺪ ﺣﺴﻦ‬
‫ﺇﱐ ﺍﺻﺪﻗﻪ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺍﻣﺎﻡ ﻭ ﺧﻄﻴﺐ ﺑﺎﰊ ﺷﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ )ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬
‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﰎ‬ ‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‪ ،‬ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭ ّ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﺍﲨﻌﲔ ﻭ ﺑﻌﺪ‪ :‬ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻻ‬
‫ﻳﺘﻌﺎﺭﺿﻪ ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪ :‬ﺍﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ ﻓﺎﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﱁ ﻓﺎﻥ‬
‫ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﰲ ﻛﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺣﺪﻩ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻡ ﻻ‪ .‬ﻓﺎﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻳﻘﻮﻝ‬
‫ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﺷﻔﲏ‪ ،‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺼﺮﱐ‪ ،‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﻭﻓﹼﻘﲏ ﺑﻮﺟﺎﻫﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻨﺎ ﱂ ﻧﺴﺄﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭ ﺍﳕﺎ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺣﺪﻩ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺑﺎﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻭ ﻫﻲ ﳐﻠﻮﻗﺔ ﻣﻊ ﻛﻮﻬﻧﺎ ﻻ‬
‫ﻧﺪﺭﻱ ﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺍﻡ ﻻ‪ ،‬ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻓﻀﻞ ﳐﻠﻮﻕ ﻭ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻟﺪﻯ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺣﻴﺎ ﻭ‬
‫ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺆﻳﺪ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺟﺎﺏ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻔﱵ ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﲪﺎﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ‬
 ‫‪- ١٥١ -‬‬

‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﳏﻤﺪ ﳒﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﲜﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬
‫ﻭﺭﺩ )ﺳﻠﻮﺍ ﺍﷲ ﱄ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ( ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﲝﺮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ‬
‫ﻭﺍﺭﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ( ﺍﻣﺎﻡ ﻭ ﺧﻄﻴﺐ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﳏﻤﺪ ﳒﻴﺐ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ‬

‫ﻓﺘﻮﻯ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻄﻪ‬

‫ﺍﳌﺪﺭّﺱ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﰲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﲜﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ ﻭ ﺑﻪ ﻧﺴﺘﻌﲔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﻣﺘﺒﻌﻴﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﺷﺮﻋﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻻ ﳜﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻻ ﲣﻞ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﳏﻤّﺪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‪.‬‬
‫ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭ ّ‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ( ﺍﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻄﻪ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ‬

‫ﻭ ﻫﺎ ﺍﻟﻴﻜﻢ ﺍﻵﻥ ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪ ٢‬ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺍﺭﺳﻠﺖ‬
‫ﺍﻟﻴﻬﻢ ﺍﻣﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﻗﺪ ﻣﺮ‪.‬‬
‫ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭ ﺍﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﻭ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪٢‬‬

‫ﻓﺘﻮﻯ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﻃﻬﻤﺎﺯ ﺍﳌﺪﺭّﺱ ﻭ‬
‫ﺍﳋﻄﻴﺐ ﲜﺎﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﲝﻤﺎﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻙ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﺐ‬
‫ﻣﻊ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺭﲰﻲ ﺑﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﰲ ﲪﺎﺓ ﻭ ﺳﻮﺭﻳﺔ‬
 ‫‪- ١٥٢ -‬‬

‫ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ‪:‬ـ‬ ‫ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ‬

‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‪:‬ـ‬ ‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﻭﻗﺎﻑ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ﺍﳌﺮﻓﻘﺎﺕ‪:‬ـ‬ ‫ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻭﻗﺎﻑ ﲪﺎﻩ‬
‫ﺍﻟﺮﻗﻢ )‪(٤/١١‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺭﲰﻲ‬
‫ﺍﻥ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻭﻗﺎﻑ ﲪﺎﺓ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺎﻥ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﻫﻮ ﻓﻀﻴﻠﺔ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﻃﻬﻤﺎﺯ ﺧﻄﻴﺐ ﻭ ﻣﺪﺭﺱ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﲝﻤﺎﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﰲ ﲪﺎﺓ ﻭ ﺍﺷﻌﺎﺭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻮﻗﻊ‪.‬‬
‫ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻭﻗﺎﻑ ﲪﺎﺓ‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬
‫ﺧﺘﻢ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻭﻗﺎﻑ ﲪﺎﺓ‬
‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﻭﻗﺎﻑ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫‪ ١٤٠٠/٣/٢٣‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ‬ ‫‪ ١٩٨٠/٢/٩‬ﻡ‪.‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﶈﺘﺮﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭ ﺍﺭﺟﻮ‬
‫ﻟﻚ ﺍﳋﲑ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻴﻚ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ‬
‫ﺍﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻪ ﺍﻵﻳﺔ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ ﻓﹶﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﺍﹶﻧﻔﹸ َ‬
‫ﹶﻟ َﻮ َﺟﺪُﻭﺍ ﺍﷲ َﺗﻮﱠﺍﺑًﺎ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٦٤ :‬ﻭ ﻳﺆﻳﺪﻩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺮﺟﻪ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺿﺮﻳﺮﺍ ﺍﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ‪:‬‬
‫ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﱄ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﲏ ﻗﺎﻝ )ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﻭ ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺻﱪﺕ ﻭ ﻫﻮ ﺧﲑ ﻟﻚ( ﻗﺎﻝ‪:‬‬
‫ﻓﺎﺩﻋﻪ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﻭﺿﻮﺀﻩ ﻭ ﻳﺪﻋﻮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‪:‬‬
 ‫‪- ١٥٣ -‬‬

‫)ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻧﱯ ﺍﻟﺮّﲪﺔ ﻳﺎ‬
‫ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﱵ ﻟﺘﻘﻀﻲ ﱄ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺷﻔﹼﻌﻪ ﰲ( ﻭ ﺻﺤﺢ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﺯﺍﺩ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ‪ :‬ﻓﻘﺎﻡ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺑﺼﺮ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺣﺎﺻﻞ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻻﻥ ﻓﻀﻠﻪ ﱂ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺫ‬
‫ﲔ*‬
‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ) َﻭ ﻣَﺂ ﹶﺍ ْﺭ َﺳ ﹾﻠﻨَﺎ َﻙ ِﺍ ﱠﻻ َﺭ ْﺣ َﻤ ﹰﺔ ِﻟ ﹾﻠﻌَﺎﹶﻟ ِﻤ َ‬
‫ﻫﻮ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺍﳌﻬﺪﺍﺓ ﻣﻦ ﺭ ّ‬
‫ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ‪ (١٠٧ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﳍﻴﺘﻤﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﺍﳌﻨﻈﻢ‪ :‬ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﰲ ﺣﺎﺟﺎﻬﺗﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ‬
‫ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻟﺼﺤﺎﰊ ﻭ ﻫﻮ ﺭﺍﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺯﻣﻦ‬
‫ﺍﻣﺎﺭﺗﻪ ﺑﻌﺪﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻘﻀﺎﻫﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﻭﺭﺩ ﰲ‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻏﺎﺭﺍ ﻓﺎﻧﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺑﻪ ﺍﻬﻧﻢ ﺗﻮﺳﻠﻮﺍ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻣﻊ ﻛﻮﻬﻧﺎ ﺍﻋﺮﺍﺿﺎ ﻓﺎﻟﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﻭﱃ ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ‬
‫ﻭ ﻏﲑﳘﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ )ﻳَﺂ ﹶﺍﱡﻳ َﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﺍﱠﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍ َ‬
‫َﻭ ﺟَﺎ ِﻫﺪُﻭﺍ ﻓِﻲ َﺳﺒِﻴ ِﻠ ِﻪ ﹶﻟ َﻌ ﱠﻠﻜﹸ ْﻢ ُﺗ ﹾﻔ ِﻠﺤُﻮ ﹶﻥ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪.(٣٥ :‬‬
‫ﻭ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﰲ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻧﺲ ﺑﻦ‬
‫ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﻗﺤﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ‬
‫ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ( ﻗﺎﻝ ﻓﻴﺴﻘﻮﻥ ﻭ ﺍﺭﺍﺩ ﻋﻤﺮ ﺑﺘﻮﺳﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻥ ﻳﻄﻬﺮ ﻣﻜﺎﻧﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻻﻧﻪ ﻋﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ‪ :‬ﻭ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﻉ ﺑﺎﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻓﻀﻞ‬
‫ﻋﻤﺮ ﻟﺘﻮﺍﺿﻌﻪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﲝﻘﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻛﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻣﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻮﻍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻧﻪ ﺷﺮﻙ ﻭ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻤﺮ ﲟﺤﻀﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﶈﺸﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ‬
‫ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺸﻔﻌﻮﺍ ﳍﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﲑﳛﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻫﻮﺍﻝ ﺍﶈﺸﺮ‬
 ‫‪- ١٥٤ -‬‬

‫ﻓﻴﻌﺘﺬﺭ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﱴ ﻳﺼﻠﻮﺍ ﺍﱃ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﻬﺑﺎ‬
‫ﻭ ﻳﺸﻔﻊ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻴﺸﻔﻊ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﳌﺮﻭﻳﺔ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ‪ .‬ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺮﻛﺎ ﻓﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻳﻀﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺮﻛﺎ‬
‫ﻻﻬﻧﺎ ﲟﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮﻯ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻇﻬﺎﺭﺍ‬
‫ﷲ‬
‫ﻟﻔﻀﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﺣﻖ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) َﻭ ﹶﻛﺎ ﹶﻥ ِﻋ ْﻨ َﺪ ﺍ ِ‬
‫َﻭ ِﺟﻴ ًﻬﺎ * ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ‪ (٦٩ :‬ﺍﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﰎ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺟﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ؟!!‬
‫ﺍﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻠﻬﻤﻨﺎ ﺭﺷﺪﻧﺎ ﻭ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﳌﺎ ﳛﺒﻪ ﻭ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺁﻣﲔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫‪ ١٤٠٠/٢/٢٠‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﻃﻬﻤﺎﺯ‬
‫ﻣﺪﺭﺱ ﻭ ﺧﻄﻴﺐ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﰲ ﲪﺎﺓ ﺳﻮﺭﻳﻪ‬ ‫ﻣﺼﺪﻕ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻭﻗﺎﻑ ﲪﺎﺓ‬
‫ﺧﺘﻢ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻭﻗﺎﻑ ﲪﺎﺓ‬ ‫‪ ٢٣‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻻﻭﻝ ‪ ١٤٠٠‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﻭﻗﺎﻑ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ‬ ‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬

‫ﻓﺘﻮﻯ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺃﻣﲔ ﻓﺘﻮﻯ ﲪﺎﺓ ﻭ‬
‫ﺧﻄﻴﺐ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﺪﻓﻦ ﺑﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺟﻮﺍﺯﻩ ﳎﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﺴﻦ ﻭ‬
‫ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻏﻼﺓ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻣﺸﺮﻙ ﻭ ﻫﻢ ﻣﺘﺴﺮﻋﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ‬
‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﻭﻗﺎﻑ‬
‫ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‪:‬ـ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺪﻳﲏ‬
‫ﺍﻟﺮﻗﻢ‪:‬ـ‬
 ‫‪- ١٥٥ -‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭ ّ‬
‫ﺻﺤﺒﻪ ﺍﲨﻌﲔ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺍﻟﻴﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻣﲔ ﻓﺘﻮﻯ ﲪﺎﺓ ﺑﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺧﻄﻴﺐ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﺪﻓﻦ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺍﻻﺥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ ﺑﺎﳍﻨﺪ ﲢﻴﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪ‬
‫ﺟﺎﺀﱐ ﺳﺆﺍﻝ ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻨﻜﻢ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻃﺎﻝ ﻋﻨﻜﻢ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻻﻧﲏ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍ ﺑﺎﳊﺠﺎﺯ‪.‬‬
‫ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻞ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﳉﻮﺍﺏ‪:‬‬
‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻨﺒﻴﻪ ﺍﻭ ﺑﺎﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻭ‬
‫ﺑﺎﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﳋﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﺷﺮﻋﺎ ﻣﻨﻪ ﻻﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐ ُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ ﻓﹶﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ‬
‫ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٣٤ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻀﺎ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﺍﹶﻧﻔﹸ َ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﹶﻟ َﻮ َﺟﺪُﻭﺍ ﺍﷲ َﺗﻮﱠﺍﺑًﺎ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٦٤ :‬ﻭ ﻻﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫ﺍَ‬
‫ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﺍﻥ ﺍﻋﻤﻰ‬
‫ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﺍﲨﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﺫﺍ ﺻﺤﺖ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻻﻣﺔ ﺣﺠﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ )ﻻ ﲡﺘﻤﻊ‬
‫ﺍﻣﱵ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺔ( ﺍﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻧﻪ ﺷﺮﻙ‬
‫ﻓﻼ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻋﺎ ﻭ ﻻ ﻋﻘﻼ ﻻﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻻ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ )ﺍﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ‬
‫ﻓﺎﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﷲ( ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﲔ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﷲ‪ .‬ﻧﻌﻢ‬
‫ﻳﺴﺄﻟﻪ ﲝﺒﻴﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﳛﺒﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﳓﻜﻢ‬
‫ﺑﺸﺮﻛﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻙ ﻭ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﳝﻘﺘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭ ﻳﱪﺃ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻﻧﻪ ﻭﺭﺩ )ﻣﻦ ﻛﻔﹼﺮ‬
‫ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ( ﻭ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻓﻠﻤﺎ‬
‫ﺑﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻜﺮ ﺍﺷﺪ ﺍﻻﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ‬
‫ﺍﺳﺎﻣﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ )ﺃﺗﻘﺘﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ( ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺎﳍﺎ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻜﺮﺭ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻧﻜﺎﺭ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﳍﺎ ﺗﻘﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ )ﻫﻞ ﺷﻘﻘﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ( ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ‬
 ‫‪- ١٥٦ -‬‬

‫ﻳﻜﺮﺭ ﺍﻻﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ ﲤﲎ ﺍﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺁﻣﻦ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﳝﺎﻥ‬
‫ﻏﻔﺮﺍﻧﺎ ﻟﻪ ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻏﲑﻩ ﳒﺪ ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺮﻋﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﲑ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻻﻟﻮﻑ ﺑﺎﳊﺠﺎﺯ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﺍﻣﻀﻮﺍ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺯﻣﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﺘﻠﺨﺺ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ‬
‫ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﺴﻦ ﺷﺮﻋﺎ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻃﻼﻕ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻣﻦ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﱪﺓ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ ٦/‬ﲨﺎﺩﻱ ﺍﻻﻭﱃ ‪ ٢٢ /١٤٠٠‬ﺁﺫﺍﺭ ﺳﻨﺔ ‪ ١٩٨٠‬ﺃﻣﲔ ﻓﺘﻮﻯ ﲪﺎﺓ‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬
‫ﺧﺘﻢ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﻭﻗﺎﻑ‬
‫ﺩﺍﺋﺮﺓ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﲪﺎﺓ‬

‫ﻓﺘﻮﻯ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺳﻬﻴﻞ ﺍﻟﺰﺑﻴِﺒﻲ ﺍﻣﺎﻡ‬
‫ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭﻳﻦ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﺑﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺑﺸﺮﻙ ﻭ ﻻ ﻛﻔﺮ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ ﺻﺤﻴﺤﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤّﺪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴّﺒﲔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺎﺣﺴﺎﻥ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺎﻧﻚ ﻗﺪ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭ ﻧﺺ‬
‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻞ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺍﻡ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭ ﻫﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺍﻡ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭ ﺍﺭﺩﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻻﻧﻪ‬
‫ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻻﻬﻧﺎ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬
‫ﺍﻟﻜﺮﱘ ﰲ ﺍﳊﺠﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻻﻬﻧﻢ ﺍﻗﺮﺏ ﻣﻨﺎ‬
‫ﺍﱃ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻗﻮﻝ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﲝﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﻗﻮﺗﻪ‪:‬‬
‫ﺇ ﹼﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭ ﺑﺎﻻﻭﻟﻴﺎﺀ‬
 ‫‪- ١٥٧ -‬‬

‫ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﺠﻤﻟﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻠﻬﻢ ﻭ ﺻﻼﺣﻬﻢ ﻭ ﻋﺪﳍﻢ ﻭ ﻭﻻﻳﺘﻬﻢ ﺍﳝﺎﻥ ﻻ ﻛﻔﺮ ﻭ ﺟﺎﺋﺰ‬
‫ﻋﻨﺪﻱ ﻻ ﳏﻈﻮﺭ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟُﺘﻘﹾﻀﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻣﻮﺣّﺪﺍ‬
‫ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ )ﺗﺼﺢ ﲨﻴﻊ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ( ﻓﻤﻦ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ )ﻳَﺂ ﹶﺍﱡﻳﻬَﺎ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٣٤ :‬ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬
‫ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﺍﱠﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍ َ‬
‫ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺟﻌﻠﻬﻢ‬
‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻟُﺘﻘﹾﻀﻰ ﺣﺎﺟﺎﻬﺗﻢ ﻟﺸﺮﻁ ﺍﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﳌﺴﺘﻐﻴﺚ‬
‫ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﻏﲑ ﻓﺎﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻣﻦ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ‬
‫ﺍﻻﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻳﻀﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﺍﹶﻧﻔﹸ َ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﹶﻟ َﻮ َﺟﺪُﻭﺍ ﺍﷲ َﺗﻮﱠﺍﺑًﺎ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٦٤ :‬ﻗﺎﻝ‬
‫ﻓﹶﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻳﺮﺷﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻭ ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ ﺍﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳋﻄﺄ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺍﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺍﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻴﺴﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺍﷲ ﻋﻨﺪﻩ ﻭ ﻳﺴﺄﻟﻮﻩ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻐﻔﺮ ﳍﻢ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﺍﺫﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺗﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺭﲪﻬﻢ ﻭ ﻏﻔﺮ ﳍﻢ ﻭ ﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ )ﹶﻟ َﻮ َﺟ ُﺪﻭﺍ‬
‫ﷲ َﺗ ﱠﻮﺍًﺑﺎ َﺭ ِﺣﻴ ًﻤﺎ( ﻭ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ‬
‫ﺍَ‬
‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺘﱯ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺠﺎﺀ‬
‫ﺍﻋﺮﺍﰊ ﻓﻘﺎﻝ‪ :‬ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲰﻌﺖ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﹶﻟ َﻮ َﺟﺪُﻭﺍ ﺍﷲ َﺗﻮﱠﺍًﺑﺎ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ( ﻭ ﻗﺪ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ ﻓﹶﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫ﺍﹶﻧﻔﹸ َ‬
‫ﺟﺌﺘﻚ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﻟﺬﻧﱯ ﻣﺴﺘﺸﻔﻌﺎ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﺑّﻲ ﰒ ﺍﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮﻝ‪:‬‬
‫ﻳﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺩﻓﻨﺖ ﺑﺎﻟﻘﺎﻉ ﺍﻋﻈﻤﻪ * ﻓﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﻬﻦ ﺍﻟﻘﺎﻉ ﻭ ﺍﻻﻛﻢ‬
‫ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻟﻘﱪ ﺍﻧﺖ ﺳﺎﻛﻨﻪ * ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﳉﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﻡ‬
‫ﰒ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻻﻋﺮﺍﰊ ﻓﻐﻠﺒﺘﲏ ﻋﻴﲏ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ‬
‫ﻓﻘﺎﻝ )ﻳﺎ ﻋﺘﱯ ﺃﳊﻖ ﺍﻻﻋﺮﺍﰊ ﻓﺒﺸﺮﻩ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ( ﺍﻫـ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﻭ ﻫﺎﻙ‬
‫ﺩﻟﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‪ .‬ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﺍﳊﻔﺎﻅ‪ ،‬ﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ )ﻭ ﻫﻮ ﰲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ( ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ‪ ،‬ﻳﻌﲏ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻔﺮﺩ ﺍﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻤﲑ ﺑﻦ‬
 ‫‪- ١٥٨ -‬‬

‫ﻳﺰﻳﺪ ﺍﳋﻄﻤﻲ ﺍﳌﺪﱐ ﰒ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭ ﻫﻮ ﺛﻘﺔ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭ ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻻ ﺗﻀﺮ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ ﰲ ﺻﺤﺘﻪ‪ ،‬ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭ ﻧﻘﻞ ﺗﺼﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﻭ ﺍﻗﺮّﻩ‪ .‬ﻭ‬
‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ ﻣﺴﺘﺪﺭﻛﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ ﻭ ﺍﻗﺮﻩ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣُﻨﻴﻒ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ ﻓﺸﻜﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺫﻫﺎﺏ ﺑﺼﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﷲ ﻟﻚ ﻭ ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺻﱪﺕ ﻓﻬﻮ ﺧﲑ ﻟﻚ(‪،‬‬
‫ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﺷ ّﻖ ﻋﻠ ّﻲ ﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻱ ﻭ ﻟﻴﺲ ﱄ ﻗﺎﺋﺪ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻴﺘﻮﺿﺄ ﻭ ﳛﺴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ ﻳﺪﻋﻮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻟﻔﻈﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﳏﻤّﺪ ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ‪ ،‬ﻳﺎ ﳏﻤﺪ‬
‫ﰲ( ﻗﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ‪ ،‬ﻓﻮ ﺍﷲ‬
‫ﺍﱐ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ ﻫﺬﻩ ﻟﺘﻘﻀﻲ ﱄ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﻓﺸﻔﹼﻌﻪ ﹼ‬
‫ﺿﺮّ ﻗﻂ ﻓﻬﺬﺍ‬‫ﻣﺎ ﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ﻭ ﻻ ﻃﺎﻝ ﺑﻨﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ُ‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻭ ﻫﻮ ﺻﺮﻳﺢ ﰲ ﺍﻣﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻟﺬﻭﻱ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ‬
‫ﻧﺪﺍﺋﻪ ﰲ ﻣﻐﻴﺒﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﺍﻣﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻟﻠﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻪ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﻟﻜﻞ ﺍﻻﻣﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﺯﻣﻨﺔ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻣﻪ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﰲ ﻣﻌﺠﻤﻪ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﱃ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﺎﺟﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻠﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﺸﻜﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ‬
‫ﻟﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺇﻳﺖ ﺍﳌﻴﻀﺄﺓ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﰒ ﺇﻳﺖ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ ﻗﻞ‪:‬‬
‫)ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺇﻧّﻲ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﳏﻤّﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻳﺎ‬
‫ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﻓﻴﻘﻀﻰ ﺣﺎﺟﱵ( )ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻚ( ﻭ ﺭﺡ ﺍ ﹼ‬
‫ﱄ ﺣﱴ ﺍﺭﻭﺡ‬
‫ﻣﻌﻚ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﰒ ﺍﺗﻰ ﺑﺎﺏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ﺣﱴ‬
‫ﺍﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺎﺩﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻓﺎﺟﻠﺴﻪ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻨﻔﺴﺔ ﺍﻱ ﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﳚﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻣﲑ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﻘﻀﺎﻫﺎ ﻟﻪ‪ .‬ﰒ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﻣﺎ‬
‫ﺫﻛﺮﺕ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ؟ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺎﺗﻨﺎ‪ .‬ﰒ ﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‪ :‬ﺟﺰﺍﻙ ﺍﷲ ﺧﲑﺍ‪ ،‬ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ‬
 ‫‪- ١٥٩ -‬‬

‫ﰲ‪ .‬ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ‪ :‬ﻭ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻭ‬ ‫ﱄ ﺣﱴ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﹼ‬ ‫ﰲ ﺣﺎﺟﱵ ﻭ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍ ﹼ‬

‫ﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪ ......‬ﻭ ﺳﺎﻕ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺷﻬﺪ ُ‬
‫ﻭ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﰲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺑﺴﻨﺪ ﺟﻴّﺪ‪ .‬ﺁﻩ‬
‫ﺍﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺳﻬﻴﻞ ﺍﻟﺰﺑﻴِﺒﻲ ﺍﻣﺎﻡ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻨﺠّﺎﺭﻳﻦ ﰲ ﺣ ّﻲ ﺍﻟﺸﺎﻏﻮﺭ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ‬
‫ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﲪﺪ ﺍﻟﺴﺮﻭﺟﻲ ﻗﺪّﺱ ﺍﷲ ﺳﺮّﻩ‪.‬‬

‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻔﱵ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻧّﻪ ﺟﺮﺕ ﺍﻻﻣﺔ ﻃﺒﻘﺔ‬
‫ﻓﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﺗﺎ‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ‬
‫ﰲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺑﲑﻭﺕ ﺭﻗﻢ ‪٤/٣٥‬‬
‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬
‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﱯ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺍﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻔﱵ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻴﺴﺮ‬
‫ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻓﻠﻘﺪ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﺍﱃ ﻧﻮﻯ ﻗﺮﻯ ﰲ ﺣﻮﺭﺍﻥ ﻣﺪﻓﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻭﻱ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻥ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﱃ ﺿﺮﳛﻪ ﺍﻣﺮﻧﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﺑﺎﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻭ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺴﺘﺠﺎﺏ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﳑﻦ ﺍﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﶈﺪﺙ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬
‫ﺍﳍﺮﺭﻱ ﺍﳊﺒﺸﻲ ﺍﻟﺸﻴِﺒﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪﺭﻱ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺭ‪ .‬ﻭ ﻛﺬﺍ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﻓﺮﻓﻮﺭ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ‬
‫ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﶈﺪﺙ ﺍﻻﻛﱪ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﺴﲏ ﻗﺪﺱ ﺍﷲ ﺳﺮّﻩ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻞ ﺍﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭ ﻛﻔﻰ ﻬﺑﻢ ﺣﺠﺔ ﺍﻫـ‪ .‬ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺑﺎﺭﻙ‪.‬‬
‫ﷲ َﻭ‬
‫ﺟﺎﺀ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ )ﻳَﺂ ﹶﺍﱡﻳﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﺍﱠﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍ َ‬
‫ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﹾﺍﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٣٥ :‬ﻭ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ﻗﹸ ِﻞ ﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﺯ َﻋ ْﻤُﺘ ْﻢ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ‬
‫ﻚ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﻳ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ َﻳ ْﺒَﺘﻐُﻮ ﹶﻥ ِﺍﻟﹶﻰ‬
‫ﻼ * ﺍﹸﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ﺤﻮِﻳ ﹰ‬
‫ﻀ ِّﺮ َﻋ ْﻨ ﹸﻜ ْﻢ َﻭ ﹶﻻ َﺗ ْ‬
‫ﻒ ﺍﻟ ﱡ‬
‫ﺸ َ‬
‫ﻼ َﻳ ْﻤ ِﻠﻜﹸﻮ ﹶﻥ ﹶﻛ ْ‬
‫ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﻚ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ‬
‫ﺏ َﺭِّﺑ َ‬
‫َﺭِّﺑ ِﻬﻢُ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ ﹶﺍﱡﻳ ُﻬ ْﻢ ﹶﺍ ﹾﻗ َﺮﺏُ َﻭ َﻳ ْﺮﺟُﻮ ﹶﻥ َﺭ ْﺣ َﻤَﺘﻪُ َﻭ َﻳﺨَﺎﻓﹸﻮ ﹶﻥ َﻋﺬﹶﺍَﺑ ُﻪ ِﺍ ﱠﻥ َﻋﺬﹶﺍ َ‬
 ‫‪- ١٦٠ -‬‬

‫ﺤﺬﹸﻭﺭًﺍ * ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ‪.(٥٧-٥٦ :‬‬

‫َﻣ ْ‬
‫ﻳﻌﲏ ﺟ ﹼﻞ ﺛﻨﺎﺅﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺎ ﺍﻳّﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺧﱪﻫﻢ ﻭ‬
‫ﻭﻋﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭ ﺍﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﺗّﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ‪ :‬ﺍﺟﻴﺒﻮﺍ ﺍﷲ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻣﺮﻛﻢ ﻭ ﻬﻧﺎﻛﻢ‬
‫ﰲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻭ ﺣﻘﻘﻮﺍ ﺍﳝﺎﻧﻜﻢ ﻭ ﺗﺼﺪﻳﻘﻜﻢ ﺭﺑﻜﻢ ﻭ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺼﺎﱀ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻋﻤﺎﻟﻜﻢ‪ ،‬ﻭ ﺍﺑﺘﻐﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﻘﻮﻝ‪ :‬ﻭ ﺍﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ‪ ،‬ﺗﻔﺴﲑ‬
‫ﺍﻟﻄﱪﻱ ‪.١٣٦/٦‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻣﺮﻩ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ‬
‫ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﺫﺍ‬
‫ﲰﻌﺘﻢ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﰒ ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲّ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠ ّﻲ ﻣﺮﺓ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺸﺮﺍ ﰒ ﺳﻠﻮﺍ ﱄ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﺎﻬﻧﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻ ﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ‬
‫ﻭ ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺍﻛﻮﻥ ﺍﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻤﻦ ﺳﺄﻝ ﱄ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺣﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻔﺎﻋﱵ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ(‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ‪) :‬ﻣﻦ‬
‫ﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ‪ ،‬ﺁﺕ ﳏﻤﺪﺍ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺣﲔ ﲰﻊ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺭ ّ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﺑﻌﺜﻪ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﳏﻤﻮﺩﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪﺗﻪ ﺍﻧﻚ ﻻ‬
‫ﲣﻠﻒ ﺍﳌﻴﻌﺎﺩ ﺣﻠﺖ ﻟﻪ ﺷﻔﺎﻋﱵ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ )ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠ ّﻰ ﻣﺮﺓ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺸﺮﺍ(‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺟﻠﻴﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻣﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻓﻼ ﳚﺐ ﺑﻞ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺍ ﹼﻻ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻭ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺴﺆﻝ ﻣﺄﻣﻮﺭﺍ ﺑﺎﻻﻋﻄﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ‪ ،‬ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺄﻣﻮﺭﻳﻦ ﺑﺴﺆﺍﻝ‬
‫ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻭﱃ ﺑﺬﻟﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺎﻧﻪ ﺍﺟﻞ ﻗﺪﺭﺍ‪ ،‬ﻭ ﺍﻏﲎ ﺑﺎﷲ ﻋﻦ‬
‫ﻏﲑﻩ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﻪ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫ﻓﲑﻳﺪﻭﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺪﻋﺎﺋﻪ ﻭ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ‪.‬‬
 ‫‪- ١٦١ -‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﰲ ﻋﺮﻑ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ‪ :‬ﺍﻻﻗﺴﺎﻡ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻪ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺴﻤﻮﻥ ﺑﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳌﻌﻈﻢ ﻛﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﲝﻖ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻬﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﻧﺰﺍﻉ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺒﻖ‬
‫‪/‬ﺹ‪ /٥٦/‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻣﻮﺍﺗﺎ ﺟﺮﺕ ﺍﻻﻣﺔ ﻃﺒﻘﺔ ﻓﻄﺒﻘﺔ‪،‬‬
‫ﻭ ﻗﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ »ﻭ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ« ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﳋﻼﻑ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﳌﻴﺖ ﺍﻭ ﻋﺪﻣﻪ ﻭ ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ‬
‫ﺑﲑﻭﺕ ﰲ ‪ ٧‬ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ‪ ١٤٠٠‬ﻫـ‪ .‬ﻭ ‪ ١٩٨٠/٩/١٦‬ﻡ‪.‬‬

‫ﺧﺘﻢ‬
‫ﻣﻔﱵ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﷲ‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬
‫)ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺧﺎﻟﺪ(‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻓﺘﻮﻯ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﳊﺎﺝ ﺍﲪﺪ ﺷﻴﺨﻮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ‬
‫ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻻﲢﺎﺩ ﺍﳌﺒﻠﻐﲔ ﲜﺎﻛﺮﺗﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰ‪.‬‬

‫ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ‬
‫ﻻﲢﺎﺩ ﺍﳌﺒﻠﻐﲔ‬
‫ﺸ ْﻮ ﹶﻥ ﹶﺍ َﺣﺪًﺍ ِﺍ ﱠﻻ ﺍﷲ َﻭ ﹶﻛﻔﹶﻰ ﺑِﺎﷲ َﺣﺴِﻴﺒًﺎ‬
‫ﺨَ‬‫ﺸ ْﻮَﻧﻪُ َﻭ ﹶﻻ َﻳ ْ‬
‫ﺨَ‬‫ﺕ ﺍﷲ َﻭ َﻳ ْ‬
‫)ﹶﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﻳَُﺒ ِّﻠﻐُﻮ ﹶﻥ ِﺭﺳَﺎ ﹶﻻ ِ‬
‫ﺴَﻨ ِﺔ َﻭ ﺟَﺎ ِﺩﹾﻟ ُﻬ ْﻢ‬
‫ﺤَ‬‫ﺤ ﹾﻜ َﻤ ِﺔ َﻭ ﺍﹾﻟ َﻤ ْﻮ ِﻋ ﹶﻈ ِﺔ ﺍﹾﻟ َ‬
‫ﻚ ﺑِﺎﹾﻟ ِ‬
‫ﻉ ِﺍﻟﹶﻰ َﺳﺒِﻴ ِﻞ َﺭِّﺑ َ‬
‫* ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ‪) (٣٩ :‬ﹸﺍ ْﺩ ُ‬
‫ﺴﻦُ * ﺍﻟﻨﺤﻞ‪(١٢٥ :‬‬
‫ﺑِﺎﱠﻟﺘِﻲ ِﻫ َﻲ ﹶﺍ ْﺣ َ‬

‫‪P.P.ITTIHADUL MUBALLIGHIN‬‬
‫‪JI.S.Parmannogga Slipi telp. 592481‬‬
‫‪Jakarta Barat‬‬ ‫ﺍﲢﺎﺩ ﺍﳌﺒﻠﻐﲔ‬
 ‫‪- ١٦٢ -‬‬

‫ﺍﻟﺮﻗﻢ‪/٢٤٩ :‬ﺍﲢﺎﺩ‪ ١٤٠٠/‬ﻫـ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪١٩ :‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻻﻭﻝ ‪ ١٤٠٠‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﺣﻀﺮﺓ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬
‫‪ ١٤٠‬ﺍﺗﺮﺳﺌﻴﺎ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ‪٣-‬‬
‫ﺍﳍﻨﺪ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺍﱃ ﺧﻄﺎﺑﻜﻢ ﺍﳌﺆﺭﺥ ‪١٤٠٠/٢/١‬‬
‫ﻫـ‪ .‬ﺑﺸﺄﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺍﲰﺤﻮﺍ ﱄ ﺍﻥ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﻴﻜﻢ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﲢﺎﺩ‬
‫ﺍﳌﺒﻠﻐﲔ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﺟﻬﻮﺩﻛﻢ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻣﺪّﻧﺎ ﲨﻴﻌﺎ ﺑﺘﻮﻓﻴﻘﻪ‪.‬‬
‫ﺟﺎﻛﺮﺗﺎ‬
‫ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ‬
‫ﻻﲢﺎﺩ ﺍﳌﺒﻠﻐﲔ‬
‫ﺧﺘﻢ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬ ‫‪ITTIHADUL MUBALLIGHIN‬‬

‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬ ‫ﺍﲢﺎﺩ ﺍﳌﺒﻠﻐﲔ‬

‫)ﺍﳊﺎﺝ ﺍﲪﺪ ﺷﻴﺨﻮ(‬ ‫‪PIMPINAN PUSAT‬‬

‫ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﶈﻤﻮﺩ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻳﻮﻥ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻳﻘﺎﻝ ﺗﻮﺳﻠﺖ ﺍﻱ‬
‫ﺗﻘﺮﺑﺖ ﻭ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺡ ﺑﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﺎﻬﻧﺎ ﻣﱰﻟﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﳝﻜﻦ ﺭﺩﻫﺎ‬
‫ﺍﱃ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺍﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻜﺎﻥ ﻛﺎﻟﻘﺮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﻬﺑﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﲔ‪:‬‬
‫ﺍﺣﺪﳘﺎ‪ :‬ﺍﻬﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﻭ ﻫﻮ ﳏﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﳎﺎﻫﺪ ﻭ ﻋﻄﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺀ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ‪ :‬ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ‪ :‬ﺗﻮﺳﻠﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻱ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ﻭ ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻨﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪.‬‬
 ‫‪- ١٦٣ -‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺍﻬﻧﺎ ﺍﶈﺒﺔ ﺍﻱ ﲢﺒﺒﻮﺍ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺣﻜﺎﻩ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ﻭ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺯﻳﺪ‬

‫ﻭ ﻫﻮ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﱃ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻻﻭﻝ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻟﻠﺤﺎﻓﻆ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬
‫ﺑﻦ ﺍﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﰲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ‪ ٩٠٢‬ﻫـ‪.‬‬

‫ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬

‫ﺇﻋﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﳚﻮﺯ ﻭ ﳛﺴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺍﱃ ﺭﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺟﻮﺍﺯ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺣﺴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻟﻜﻞ ﺫﻱ ﺩﻳﻦ‬
‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﺳﲑ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻣﻦ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﺣﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﻭ ﻻ ﲰﻊ ﺑﻪ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺯﻣﺎﻥ ﺣﱴ‬
‫ﺟﺎﺀ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻼﻡ ﻳﻠﺒﺲ ﻟﻴّﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﻴﻪ‬
‫ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻻﻋﺼﺎﺭ ﰲ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻠﻤﻨﺼﻮﺭ‪ :‬ﺍﺳﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﺣﺴﺒﻚ ﺍﻥ ﺍﻧﻜﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻗﻮﻝ ﱂ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻋﺎﱂ ﻗﺒﻠﻪ ﻭ‬
‫ﺻﺎﺭ ﺑﻪ ﺑﲔ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﺜﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻗﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺟﺎﺋﺰ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻘﻪ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﱪﺯﺥ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﰲ‬
‫ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻧﻮﺍﻉ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﲟﻌﲎ ﺍﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻪ ﺍﻭ ﲜﺎﻫﻪ‬
‫ﺍﻭ ﺑﱪﻛﺘﻪ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﱪ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻣﺎ ﺍﳊﺎﻟﺔ‬
‫ﺍﻻﻭﱃ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻴﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﳌﺎﺿﲔ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﺍﲨﻌﲔ ﺍﻗﺘﺼﺮﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﺻﺤﺘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻊ‬
‫ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺍﻭ ﺍﺣﺪﳘﺎ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺏ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﲝﻖ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻭ ﻛﻴﻒ‬
‫)ﻳﺎ ﺭ ّ‬
‫ﰲ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻚ‬
‫ﺏ ﻻﻧﻚ ﳌﺎ ﺧﻠﻘﺘﲏ ﺑﻴﺪﻙ ﻭ ﻧﻔﺨﺖ ﹼ‬
‫ﻋﺮﻓﺖ ﳏﻤﺪﺍ ﻭ ﱂ ﺍﺧﻠﻘﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭ ّ‬
 ‫‪- ١٦٤ -‬‬

‫ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻌﺮﻓﺖ‬
‫ﺍﻧﻚ ﱂ ﺗﻀﻒ ﺍﲰﻚ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺣﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻟﻴﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﺍﻧﻪ ﻻﺣﺐ ﺍﳋﻠﻖ‬
‫ﱄ ﺍﺫ ﺳﺄﻟﺘﲏ ﲝﻘﻪ ﻓﻘﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ‪ ،‬ﻭ ﻟﻮﻻ ﳏﻤﺪ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺘﻚ( ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ‬
‫ﺍﹼ‬
‫ﺍﻻﺳﻨﺎﺩ ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﰲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻭ ﺯﺍﺩ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ‬
‫ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻚ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﱂ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﺳﻨﺎﺩ ﻭ ﻻ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻥ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺻﺤﺤﻪ ﻭ ﻟﻮ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻥ‬
‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺻﺤﺤﻪ ﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻭ ﻻ ﻓﺮﻕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺑﲔ ﺍﻥ ﻳﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﺑﻠﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﺸﻔﻊ‬
‫ﺍﻭ ﺍﻟﺘﺠﻮﻩ ﻭ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻭ ﻣﺎ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﻻﻧﻪ ﺟﻌﻠﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻻﺟﺎﺑﺔ ﺍﷲ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﻭ ﻣﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻪ ﻭ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻧﻪ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻓﺎﻟﺒﺎﺀ ﻫﻬﻨﺎ ﻟﻠﺴﺒﺒﻴﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺗﺮﺩ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﻓﺎﻏﺎﺛﻪ ﻭ ﻣﺴﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ‬
‫ﻭ ﻣﺘﺠﻮﻩ ﺑﻪ ﻭ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﻮﻩ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺭﺍﺟﻌﺎﻥ ﺍﱃ ﻣﻌﲎ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻥ‬
‫ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﲟﻦ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻥ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻗﺪﺭﺍ ﺍﻭ ﺭﺗﺒﺔ ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻲﱞ ﻭ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻭ ﺟﺎﻩ ﻋﻈﻴﻢ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﺴﻨﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﺋﻠﲔ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻻ ﺩﺍﻋﲔ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻳﺎﻩ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻛﺮ‬
‫ﺍﶈﺒﻮﺏ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻼﺟﺎﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻻﺩﻋﻴﺔ ﺍﳌﺄﺛﻮﺭﺓ ﻭ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﻧﻚ ﺍﻧﺖ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺍﺳﻢ ﻟﻚ ﻭ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﲰﺎﺋﻚ ﻭ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﻧﻚ ﺍﻧﺖ ﻭ ﺍﻋﻮﺫ ﺑﺮﺿﺎﻙ ﻣﻦ‬
‫ﺳﺨﻄﻚ ﻭ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﲝﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﲔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﻣﺪﺓ‬
‫ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ‬
‫ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺿﺮﻳﺮ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺍﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﲏ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻥ‬
‫ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﻭ ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺻﱪﺕ ﻓﻬﻮ ﺧﲑ ﻟﻚ( ﻗﺎﻝ ﻓﺎﺩﻋﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ‬
 ‫‪- ١٦٥ -‬‬

‫ﻓﻴﺤﺴﻦ ﻭﺿﻮﺀﻩ ﻭ ﻳﺪﻋﻮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‪) ،‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﳏﻤّﺪ‬
‫ﰲ( ﻗﺎﻝ‬
‫ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻳﺎ ﳏﻤّﺪ ﺍﱐ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﺑّﻲ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﱄ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺷﻔﹼﻌﻪ ﹼ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﺧﺮﺟﻪ‬
‫ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﰲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻟﻠﺤﺎﻓﻆ ﺍﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺑﺎﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺭﻭﺡ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﱪﺃ ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ‬
‫ﺧﺰﳝﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺳّﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﳌﹼﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ‬
‫ﰲ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻣﺮ ﺭﺟﻼ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ‬
‫ﷲ َﻭ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ ﻓﹶﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭ ﻧﺺ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍَﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﺍﹶﻧﻔﹸ َ‬
‫ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﹶﻟ َﻮ َﺟﺪُﻭﺍ ﺍﷲ َﺗﻮﱠﺍﺑًﺎ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٦٤ :‬ﺻﺮﳛﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﲟﻦ ﻟﻪ‬
‫ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﺫﺍ ﻗﺤﻂ‬
‫ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﹼﻠﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﺍﺫﺍ ﻗﺤﻄﻨﺎ ﺗﻮﺳﻠﻨﺎ‬
‫ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻓﻴﺴﻘﻮﻥ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻟﻠﺴﺨﺎﻭﻱ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ‪ ٦٠٢‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﻣﻠﺨﺼﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ )ﲢﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ( ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﳊﺼﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﻣﻦ‬
‫ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ( ﻭ ﻛﺘﺎﺏ )ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺧﲑ ﺍﻻﻧﺎﻡ( ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﶈﺪﺙ ﺗﻘﻲ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ‪ ٧٥٦‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻻﲢﺎﺩ ﺍﳌﺒﻠﻐﲔ‬ ‫ﺧﺘﻢ‬
‫‪ITTIHADUL MUBALLIGHIN‬‬

‫ﺍﲢﺎﺩ ﺍﳌﺒﻠﻐﲔ‬
‫‪PIMPINAN PUSAT‬‬

‫ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳌﻔﱵ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﳍﺰﺍﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﱐ ﻣﻦ‬
‫ﺷﻴﻮﺥ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺮﺿﻮﻳﺔ ﺑﻼﻫﻮﺭ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺷﺮﻋﺎ‬
‫ﻓﺎﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﻭ ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻭ ﺍﻥ‬
 ‫‪- ١٦٦ -‬‬

‫ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﹼﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻑ ﻭ ﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻫﻮ ﻏﺎﻝ ﻭ ﻣﺸﺪّﺩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺎ ﹼﻻ ﻭ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺟﻮﺍﺑﺎ‬
‫ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﺧﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻵﰐ ﻭ ﻻ ﻧﺬﻛﺮﻩ ﻻﻥ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻵﰐ ﻣﺘﻀﻤﻦ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳌﻔﱵ‬
‫ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺘﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺮﺿﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﺣﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺧﻠﻘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳌﱰﻩ ﻋﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬

‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪ ﺍﳋﻠﻖ ﻭ ﻫﻮ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﻫﻢ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﲣﺬﻭﻩ ﻭﺳﻴﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺎﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﺣﻖ ﺛﺎﺑﺖ‬
‫ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻧﻪ ﺷﺮﻙ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﺍﻭ ﺿﺎﻝ ﻭ ﻣﻀﻞ ﻻﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻭ ﺣﺴﻦ ﺷﺮﻋﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺄﻣﻮﺭ‬
‫ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻗﺒﻴﺢ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭ ﺍﻻﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺣﺴﻦ‬
‫ﺍﳌﺄﻣﻮﺭ ﺑﻪ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺴﻦ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻓﻨﺎﺳﺐ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻗﻮﻝ ﺍﻭّﻻ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻐﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺗﺴﺒﺒﺎ ﳊﺼﻮﻝ ﺍﳌﻘﺼﺪ ﻭ ﰲ‬
‫ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻗﺪﺭ ﻭ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻻﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ‬
‫ﻗﺪﺭ ﻭ ﻣﱰﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺣﺴﻦ ﺫﺍﺗﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻭ ﻋﻤﻼ ﺻﺎﳊﺎ‪.‬‬
‫ﻻ ﺷﻚ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﳍﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻗﺪﺭ ﻭ ﻣﱰﻟﺔ‬
‫ﷲ َﻭ َﺭ ﹶﻓ َﻊ‬
‫ﺾ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻣ ْﻦ ﹶﻛ ﱠﻠ َﻢ ﺍ ُ‬
‫ﻀ ُﻬ ْﻢ َﻋﻠﹶﻰ َﺑ ْﻌ ٍ‬
‫ﻀ ﹾﻠﻨَﺎ َﺑ ْﻌ َ‬
‫ﻚ ﺍﻟ ﱡﺮ ُﺳ ﹸﻞ ﹶﻓ ﱠ‬
‫ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺗ ﹾﻠ َ‬
 ‫‪- ١٦٧ -‬‬

‫ﺕ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (٢٥٣ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺷﺄﻥ ﺣﺒﻴﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﻀ ُﻬ ْﻢ َﺩ َﺭﺟَﺎ ٍ‬
‫َﺑ ْﻌ َ‬
‫ﺿﻰ‬
‫ﻚ ﹶﻓَﺘ ْﺮ َ‬
‫ﻚ َﺭﱡﺑ َ‬
‫ﻑ ُﻳ ْﻌ ِﻄﻴ َ‬
‫ﺴ ْﻮ َ‬
‫ﺖ ﻓِﻴ ِﻬ ْﻢ * ﺍﻻﻧﻔﺎﻝ‪َ ) (٣٣ :‬ﻭ ﹶﻟ َ‬
‫ﷲ ِﻟُﻴ َﻌ ِّﺬَﺑ ُﻬ ْﻢ َﻭ ﹶﺍْﻧ َ‬
‫) َﻭ ﻣَﺎ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﺍ ُ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ ﻓﹶﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫* ﺍﻟﻀﺤﻰ‪َ ) (٥ :‬ﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﺍﹶﻧﻔﹸ َ‬
‫ﷲ ﺍﹾﻟ ِﻌ ﱠﺰﺓﹸ َﻭ ِﻟ َﺮﺳُﻮِﻟ ِﻪ‬
‫ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﹶﻟ َﻮ َﺟﺪُﻭﺍ ﺍﷲ َﺗﻮﱠﺍًﺑﺎ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٦٤ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ِ) ِ‬
‫ﲔ * ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﻮﻥ‪.(٨ :‬‬
‫َﻭ ِﻟ ﹾﻠﻤُ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬
‫ﻭ ﻛﺬﺍ ﺛﺒﺖ ﳍﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﻠ ّﻲ ﺍﻣﺎﻧﲔ ﻻﻣﱵ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﻌﺬﻬﺑﻢ ﻭ ﺍﻧﺖ ﻓﻴﻬﻢ‬
‫ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻣﻌﺬﻬﺑﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻭﻥ( )ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‪ ،‬ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ‪ ،‬ﺹ ‪.(٤٣٩‬‬
‫ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﺪﻓﻊ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻋﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺟﲑﺍﻧﻪ( )ﻛﱰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ‪ ،‬ﺝ‪ ٩ :‬ﺹ‪.(٥ :‬‬
‫ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﺭﺟﻼﻥ ﺭﺟﻞ ﺑﺮ ﺗﻘﻲ ﻛﺮﱘ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺟﻞ ﺷﻘﻲ ﻣﻬﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ( )ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‪ ،‬ﺹ‪:‬‬
‫‪(٤٢٠‬‬
‫ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺻﺮﳛﺔ ﰲ ﺍﻥ ﻟﻠﻤﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﺍﻟﺼّﺎﳊﲔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻭ ﻣﱰﻟﺔ ﻓﺎﺫﺍ‬
‫ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺑﺎﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺣﺴﻦ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺟﻮﺍﺯﻩ ﺑﺎﻟﺬﻭﺍﺕ ﻓﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺑﺎﻗﻮﺍﻝ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻒ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﻭﻫﻲ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺬﻭﺍﺕ ﻭﺍﻻﻋﻤﺎﻝ‬
‫ﻻﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺍﻱ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻭ ﺻﻨﻴﻌﺔ ﺍﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ‪.‬‬
‫)ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﳉﺎﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ ﻡ ‪ ٥٣٨‬ﻫـ‪.(.‬‬
‫ﻭ ﻻﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﲟﻌﲎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻱ ﻣﻘﺮﺏ ﻭ ﺍﳌﻘﺮﺏ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﲟﺮﺍﺩ ﻫﻬﻨﺎ‬
‫ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻻﺳﻨﺎﺩ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻱ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺍﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﲟﻌﲎ ﺍﺳﻢ ﺍﳌﻔﻌﻮﻝ‬
‫ﺍﻱ ﻣﻘﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻓﺎﻟﻘﺮﺑﺔ ﺑﻜﻼ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﷲ‬
 ‫‪- ١٦٨ -‬‬

‫ﺍﻭ ﺍﳌﻘﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻋﻤﺎﻻ ﻛﺬﺍﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻭﺍﺗﺎ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﻣَﺎ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ‬
‫ﺖ ﻓِﻴ ِﻬ ْﻢ * ﺍﻻﻧﻔﺎﻝ‪ (٣٣ :‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ) َﻭ ﻣَﺎﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﺍﷲ ﻣُ َﻌ ﱢﺬَﺑﻬُ ْﻢ َﻭ ُﻫ ْﻢ‬
‫ﷲ ِﻟُﻴ َﻌ ِّﺬَﺑ ُﻬ ْﻢ َﻭ ﹶﺍْﻧ َ‬
‫ﺍُ‬
‫ﺴَﺘ ْﻐ ِﻔﺮُﻭ ﹶﻥ( ﰲ ﺍﻵﻳﺔ‬
‫ﺖ ﻓِﻴ ِﻬ ْﻢ( ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻠﺬﻭﺍﺕ ) َﻭ ُﻫ ْﻢ َﻳ ْ‬
‫ﺴَﺘ ْﻐ ِﻔﺮُﻭ ﹶﻥ( ) َﻭ ﹶﺍْﻧ َ‬
‫َﻳ ْ‬
‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻼﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﺍﹶﻧﻔﹸ َ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﹶﻟ َﻮ َﺟﺪُﻭﺍ ﺍﷲ َﺗﻮﱠﺍﺑًﺎ َﺭﺣِﻴﻤًﺎ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪(٦٤ :‬‬
‫ﻓﹶﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫ﷲ( ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻼﻋﻤﺎﻝ ) َﻭ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔ َﺮ ﹶﻟﻬُﻢُ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ( ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻠﺬﻭﺍﺕ ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺳﺒﺐ‬
‫)ﻓﹶﺎ ْﺳَﺘ ْﻐ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺍ َ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺍﻭ ﺍﳌﻘﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻱ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﲢﻤﻞ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺬﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ‬
‫ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﻠ ّﻲ ﺍﻣﺎﻧﲔ ﻻﻣﱵ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﷲ ﻟﻴﻌﺬﻬﺑﻢ ﻭ ﺍﻧﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻣﻌﺬﻬﺑﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻭﻥ( )ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‪،‬‬
‫ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ‪ ،‬ﺹ‪ (٤٣٩ :‬ﺭﻭﻯ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻡ ‪ ٤٠٥‬ﻫـ‪ .‬ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ﺝ‪ ،٢:‬ﺹ‪٣١٢ :‬‬
‫ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﻗﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﶈﻔﻮﻇﻮﻥ‬
‫ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍ ﹼﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻡ ﻋﺒﺪ]‪ [١‬ﻣﻦ ﺍﻗﺮﻬﺑﻢ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻭﺳﻴﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ١٣٧ :‬ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻋﻤﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﲣﺬﻭﻩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪.(٤١٢ :‬‬
‫ﺍﺧﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻡ ‪ ٢٣٠‬ﻫـ‪ .‬ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ‪ ،‬ﺝ‪ ،٧ :‬ﺹ‪ (٤٤٤ :‬ﺍﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ‬
‫ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﺍﳉﺮﺷﻲ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﻡ ‪ ٤٧٢‬ﻫـ‪ .‬ﰲ ﺍﳌﻬﺬﺏ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻧﻘﻠﻬﻤﺎ ﺍﺑﻦ‬
‫ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺳﻴﺄﰐ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﺁﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﺬﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻭﺿﻮﺣﺎ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻣﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ‪ :‬ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻡ ‪ ٢٧٣‬ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﺑﺎﺏ ﺻﻼﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ‪ ،‬ﺹ‪:‬‬
‫‪ ٩٩‬ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺿﺮﻳﺮ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺍﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ‬

‫)‪ (١‬ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ‬

 ‫‪- ١٦٩ -‬‬

‫ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﱄ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﲏ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺍﺧﺮﺕ ﻟﻚ ﻭ ﻫﻮ ﺧﲑ ﻭ ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ(‬

‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺩﻋﻪ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﻭﺿﻮﺀﻩ ﻭ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻭ ﻳﺪﻋﻮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‪:‬‬
‫)ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﲟﺤﻤﺪ ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ‬
‫ﰲ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺁﺧﺮﻩ ﻗﺎﻝ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ‬
‫ﰲ ﺣﺎﺟﱵ ﻫﺬﻩ ﻟﺘﻘﻀﻰ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺷﻔﹼﻌﻪ ﹼ‬
‫ﺻﺤﻴﺢ ﻭ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻗﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻮ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ﻭ ﻻ ﻃﺎﻝ ﺑﻨﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺑﺼﺮ ﻛﺎﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺿﺮ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ )ﻡ ‪ ٢٧٩‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ‬
‫ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺹ‪ ٥١٥ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻡ ‪ ٢٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺝ‪ ،٦ :‬ﺹ‪٢٠٩ :‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ )ﻡ ‪ ٣٦٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺹ‪ ١٠٣ :‬ﻭ ﺍﻟﻜﺒﲑ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ )ﻡ ‪ ٤٥٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳊﺎﻛﻢ )ﻡ ‪ ٤٠٥‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ،٥١٩ :‬ﻛﺘﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ )ﻡ ‪ ٢٤١‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻣﺴﻨﺪﻩ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪.١٣٨ :‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ )ﻡ ‪ ٣٣١‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﳌﻨﺬﺭﻱ )ﻡ ‪ ٦٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪.٤٧٤ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ )ﻡ ‪ ٦٧٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﺫﻛﺎﺭ‪ ،‬ﺑﺎﺏ ﺻﻼﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺹ‪:‬‬
‫‪.١٦٧‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ )ﻡ ‪ ٧٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ‪،‬‬
‫ﺹ‪.١٦٥ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳍﻴﺜﻤﻲ )ﻡ ‪ ٨٠٧‬ﻫـ( ﰲ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪:‬‬
‫‪.٢٧٩‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )ﻡ ‪ ٧٢٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺫﻛﺮﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ ﺷﺮﺡ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪:‬‬
‫‪.٢٨٢‬‬
 ‫‪- ١٧٠ -‬‬

‫ﻧﻘﻠﻪ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ )ﻡ ‪ ٩١١‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭ‬

‫ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻜﱪﻯ‪ ،‬ﺹ‪.٢٠١ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ )ﻡ ‪ ٩٢٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ‬
‫ﻓﺼﻞ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﱐ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ )ﻡ ‪ ١١٢٢‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﺮﺡ‬
‫ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ‪ ،‬ﺝ‪ ،٨ :‬ﺹ‪.٣٦١ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ )ﻡ ‪ ١٢٥٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺹ‪.١٦٢ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻨﻀﻴﺪ‪ ،‬ﺫﻛﺮﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﰲ ﲢﻔﺔ‬
‫ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪.١٨٢ :‬‬
‫ﻓﺜﺒﺖ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺬﻭﺍﺕ ﺟﺎﺋﺰ ﻻﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺍﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﰲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻡ ‪٢٥٦‬‬
‫ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ١٣٧ :‬ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺫﺍ‬
‫ﻗﺤﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ‬
‫ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌ ّﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﺴﻘﻮﻥ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺑﺴﻨﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰒ ﻋﻤﺮ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ‬
‫ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪ ﻓﺎﻗﺘﺪﻭﺍ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﻋﻤﻪ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭ ﺍﲣﺬﻭﻩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﱃ ﺍﷲ‪) ،‬ﻓﺘﺢ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪.(٤١٢ :‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ )ﻡ ‪ ٤٥٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ‪ ،‬ﺝ‪ ،٣ :‬ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‬
‫ﺹ‪.٣٥٢ :‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ )ﻡ ‪ ٥٧١‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪:‬‬
‫‪.٣٥٧‬‬
 ‫‪- ١٧١ -‬‬

‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳊﺎﻛﻢ )ﻡ ‪ ٤٠٥‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‪.‬‬

‫ﺭﻭﺍﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ )ﻡ ‪ ٢١١‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻣﺼﻨﻔﻪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ‬
‫ﻓﺼﻞ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ )ﻡ ‪ ٦٨٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﺫﻛﺎﺭ‪ ،‬ﺹ‪.١٦٠ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﱐ )ﻡ ‪ ٨٥٢‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪.٤١٢ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )ﻡ ‪ ٧٢٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺫﻛﺮﻩ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪.٢٨٢ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ )ﻡ ‪ ٩٢٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﱐ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ )ﻡ ‪ ١١٢٢‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﺮﺡ‬
‫ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ‪ ،‬ﺝ‪ ،٨ :‬ﺹ‪.٧٨ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ )ﻡ ‪ ١٢٥٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻧﻴﻞ ﺍﻻﻭﻃﺎﺭ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪.٨ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ )ﻡ ‪ ١٢٥٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺹ‪.١٦٢ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ )ﻡ ‪ ١٢٥٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻨﻀﻴﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﰲ‬
‫ﲢﻔﺔ ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪.٢٨٢ :‬‬
‫ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ )ﻡ ‪ ٢٣٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ‪ ،‬ﺝ‪ ،٧ :‬ﺹ‪ ،٤٤٤ :‬ﻋﻦ ﺍﰊ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﳋﺒﺎﺋﺮﻱ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺤﻄﺖ ﻓﺨﺮﺝ‬
‫ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻳﺴﺘﺴﻘﻮﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻌﺪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﱪ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﺍﳉﺮﺷﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﻗﺒﻞ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﺼﻌﺪ‬
‫ﺍﳌﻨﱪ ﻓﻘﻌﺪ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺍﻟﻴﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲞﲑﻧﺎ ﻭ ﺍﻓﻀﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ‬
‫ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﺍﳉﺮﺷﻲ ﻳﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻚ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻓﺮﻓﻊ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﻭ‬
‫ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻭﺷﻚ ﺍﻥ ﺛﺎﺭﺕ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭ ﻫﺒﺖ ﳍﺎ ﺭﻳﺢ ﻓﺴﻘﻴﻨﺎ‬
‫ﺣﱴ ﻛﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺘﺼﻠﻮﻥ ﺍﱃ ﻣﻨﺎﺯﳍﻢ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ )ﻡ ‪ ٤٧٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ‬
‫ﺍﳌﻬﺬﺏ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‪.‬‬
 ‫‪- ١٧٢ -‬‬

‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ )ﻡ ‪ ٦٧٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻬﺗﺬﻳﺐ ﺍﻻﲰﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪:‬‬

‫‪.١٦١‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻬﺬﺏ‪ ،‬ﺝ‪ ،٥ :‬ﺹ‪.٦٧ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )ﻡ ‪ ٧٢٨‬ﻫـ( ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺫﻛﺮﻩ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪.٢٨٢ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )ﻡ ‪ ٧٢٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻬﺬﺏ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻓﺜﺒﺖ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﻻﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﳏﻀﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﰲ‬
‫ﳏﻀﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻋﻤﺎﻻ ﺍﻭ ﺫﻭﺍﺗﺎ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺷﺮﻛﺎ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﺍﳌﻨﻜﺮﻭﻥ ﻻﻧﻜﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﻭ‬
‫ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺬﻭﺍﺕ ﻓﻜﺬﺍ‬
‫ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﰲ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﺟﺎﺋﺰ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬

‫ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻘﻼ ﻭ ﺷﺮﻋﺎ ﺍﻣﺎ ﻋﻘﻼ‪:‬‬
‫ﻓﻼﻧﻪ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﺎﻋﺜﺔ ﻟﺘﻘﺮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭ‬
‫ﻣﻄﻠﻮﺑﻪ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻻﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻻ ﳛﺼﻞ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻻ‬
‫ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻻ ﳛﺼﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻢ ﺍﳉﻮﺯﻳﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻻ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻻ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﺭﺿﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺍ ﹼﻻ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻳﻬﻢ‪.‬‬
 ‫‪- ١٧٣ -‬‬

‫ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺼﻞ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻫﻲ‬
‫ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﳛﺼﻞ ﻬﺑﺎ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﻭ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﷲ ﻓﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﳛﺼﻞ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﺍﻳﻀﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻻﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ‬
‫ﻧﻌﻤﺔ ﻓﺎﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻧﻌﻤﺔ ﻭ ﺍﺣﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻛﻤﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﺍﻛﻤﻞ‬
‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺍﻥ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻧﻌﺎﻣﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﺠﺎﺯ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﻭﺳﻴﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺍﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﺍﻻﻛﱪ ﻭ ﺍﳌﻦ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﷲ ﻫﻮ ﺫﺍﺕ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻻﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ﻭ‬
‫ﺧﺎﰎ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭ ﺷﻔﻴﻊ ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ ﺍﺫ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺷﺄﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ )ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺪ َﻣ ﱠﻦ ﺍﷲ َﻋﻠﹶﻰ‬
‫ﺚ ﻓِﻴ ِﻬ ْﻢ َﺭﺳُﻮ ﹰﻻ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪.(١٦٤ :‬‬
‫ﲔ ِﺍ ﹾﺫ َﺑ َﻌ ﹶ‬
‫ﺍﹾﻟﻤُ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬
‫ﻓﺜﺒﺖ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ‬
‫ﻓﻼ ﳛﺼﻞ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻻ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﺍﺣﺴﺎﻥ ﻭ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻛﺎﻑ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻱ‬
‫ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻭﻭﺍ ﺍﱃ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻓﺎﻃﺒﻘﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻓﺘﻮﺳﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺼﺎﱀ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﳌﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭﻩ‬
‫ﺍﻭ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻭ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ ﻻﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳌﺎ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﲣﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﲔ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪ (٨١ :‬ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﻕ ﺍﻟﱠﻨِﺒﱢﻴ َ‬
‫ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ِﺍ ﹾﺫ ﹶﺍ َﺧ ﹶﺬ ﺍﷲ ﻣِﻴﺜﹶﺎ َ‬
‫ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻓﺎﺗّﺨﺬﻭﻩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺗﻮﺳﻠﻮﺍ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﰲ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ﻗﺒﻞ‬
‫ﺧﻠﻘﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻘﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ‪.‬‬
 ‫‪- ١٧٤ -‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬

‫ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺜﻪ ﻓﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ‬
‫ﺴَﺘ ﹾﻔِﺘﺤُﻮ ﹶﻥ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ) َﻭ َﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ ِﻣ ْﻦ ﻗﹶﺒ ﹸﻞ َﻳ ْ‬
‫ﹶﻛ ﹶﻔﺮُﻭﺍ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (٨٩ :‬ﺍﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻧﺴﺘﻨﺼﺮﻙ ﲝﻖ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻻ ّﻣ ّﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ(‪.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﳊﺎﻛﻢ )ﻡ ‪ ٤٠٥‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‪ ،‬ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ‪ ،‬ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ‪ ،‬ﺍﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻧﺴﺘﻨﺼﺮﻙ ﲝﻖ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻻ ّﻣ ّﻲ )ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ(‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ )ﻡ ‪ ٤٠٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪.١٩ :‬‬
‫ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ )ﻡ ‪ ٦٨‬ﻫـ‪ (.‬ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‬
‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻭﺱ ﻭ ﺍﳋﺰﺭﺝ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺜﻪ‪.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ )ﻡ ‪ ٣١٠‬ﻫـ‪ (.‬ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ،٣٠٨ :‬ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‬
‫ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺜﻪ‪.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﳎﺎﻫﺪ )ﻡ ‪ ١٠٤‬ﻫـ‪ (.‬ﺗﻔﺴﲑ ﳎﺎﻫﺪ ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ،٣٨ :‬ﺍﻱ ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ‬
‫ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪.‬‬
‫ﺟﺎﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ )ﻡ ‪ ٥٣٨‬ﻫـ‪ (.‬ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪،٢٩٦ :‬‬
‫ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﺫﺍ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺼﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ‪.‬‬
‫ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ )ﻡ ‪ ٦٠٦‬ﻫـ‪ (.‬ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺝ‪ ،٣ :‬ﺹ‪ ،٢٠٠ :‬ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ ﺍﻱ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺼﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺍﻻ ّﻣ ّﻲ‪.‬‬
‫ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ )ﻡ ‪ ٧٧٤‬ﻫـ‪ (.‬ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ،١٢٤ :‬ﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺜﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻵﻟﻮﺳﻲ )ﻡ ‪ ١٢٨٠‬ﻫـ‪ (.‬ﺭﻭﺡ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪،٢٨٩ :‬‬
‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻭﺱ ﻭ ﺍﳋﺰﺭﺝ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺜﻪ‪.‬‬
 ‫‪- ١٧٥ -‬‬

‫ﻭ ﻛﺬﺍ ﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﳊﺎﻛﻢ )ﻡ ‪ ٤٠٥‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪:‬‬
‫‪ ،٦١٥‬ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫)ﳌﺎ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺁﺩﻡ ﺍﳋﻄﻴﺌﺔ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﲝﻖ ﳏﻤﺪ ﺍ ﹼﻻ ﻣﺎ ﻏﻔﺮﺕ ﱄ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﻳﺎ‬
‫ﰲ‬
‫ﺁﺩﻡ ﻓﻜﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﳏﻤﺪﺍ ﻭ ﱂ ﺍﺧﻠﻘﻪ؟ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻧّﻚ ﳌﺎ ﺧﻠﻘﺘﲏ ﺑﻴﺪﻙ ﻭ ﻧﻔﺨﺖ ﹼ‬
‫ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻚ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ‬
‫ﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻟﻴﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﺍﻧﻪ‬
‫ﺍﷲ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺍﻧّﻚ ﱂ ﺗﻀﻒ ﺍﱃ ﺍﲰﻚ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺣ ّ‬
‫ﱄ ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﲏ ﲝﻘﻪ ﻓﻘﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ ﻭ ﻟﻮﻻ ﳏﻤﺪ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺘﻚ(‪ ،‬ﻫﺬﺍ‬
‫ﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﺍ ﹼ‬
‫ﻻﺣ ّ‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻻﺳﻨﺎﺩ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ )ﻡ ‪ ٣٦٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﺼﻐﲑ‪ ،‬ﺹ‪.٢٠٧ :‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ )ﻡ ‪ ٥٧١‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪.٣٥٧ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﺬﻫﱯ )ﻡ ‪ ٧٤٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺺ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪:‬‬
‫‪.٦١٥‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ )ﻡ ‪ ٩٢٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ ﺍﳌﻘﺼﺪ‬
‫ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﻓﺼﻞ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﱐ )ﻡ ‪ ١١٢٢‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ‪ ،‬ﺝ‪٨ :‬‬
‫‪ ،‬ﺹ‪ ،٢٦١ :‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪.٧٤ :‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ‬

‫ﳌﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭ ﺍﲪﺪ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ‬
‫ﺣﻨﻴﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺿﺮﻳﺮ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺟﺎﺀ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ‬
‫ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﲏ ﻗﺎﻝ )ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﻭ ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺻﱪﺕ ﻓﻬﻮ ﺧﲑ ﻟﻚ( ﻗﺎﻝ ﺍﺩﻋﻪ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﻭﺿﻮﺀﻩ ﻭ ﻳﺪﻋﻮ ﻬﺑﺬﺍ‪) :‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ‬
‫ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ ﻟﺘﻘﻀﻰ ﱄ ﺣﺎﺟﱵ( ﻛﻤﺎ ﻣﺮ‬
‫ﺫﻛﺮ ﺭﻭﺍﺗﻪ ﻭ ﻧﺎﻗﻠﻴﻪ ﻭ ﻛﺘﺒﻬﻢ‪.‬‬
 ‫‪- ١٧٦ -‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ‬

‫ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ )ﻡ ‪ ٣٦٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﲑ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺹ‪١٠٣ :‬‬
‫ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﺍﱃ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻ‬
‫ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﻠﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﺸﻜﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬
‫ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻳﺖ ﺍﳌﻴﻀﺄﺓ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﰒ ﺍﻳﺖ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺼﻞ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ ﻗﻞ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ‬
‫ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻧﱯ ﺍﻟﺮّﲪﺔ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻚ ﺍﱃ‬
‫ﺭﰊ ﻓﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﱵ( ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻭ ﺭﺡ ﺍ ﹼ‬
‫ﱄ ﺣﱴ ﺍﺭﻭﺡ ﻣﻌﻚ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺼﻨﻊ‬
‫ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﰒ ﺍﺗﻰ ﺑﺎﺏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ﺣﱴ ﺍﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺎﺩﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ‬
‫ﻓﺎﺟﻠﺴﻪ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻨﻔﺴﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻓﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﻘﻀﺎﻫﺎ ﻟﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ‬
‫ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺎﺋﺘﻨﺎ ﰒ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺟﺰﺍﻙ ﺍﷲ ﺧﲑﺍ‪ ،‬ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﱃ ﺣﱴ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﰲ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻭ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺷﻬﺪﺕ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﺗﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﺿﺮﻳﺮ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻓﺸﻜﻰ ﺍﻟﻴﻪ ﺫﻫﺎﺏ ﺑﺼﺮﻩ‬
‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻭ ﺗﺼﱪ( ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﱄ ﻗﺎﺋﺪ ﻭ ﻗﺪ‬
‫ﺷﻖ ﻋﻠ ّﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻳﺖ ﺍﳌﻴﻀﺄﺓ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﰒ ﺻﻞ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ‬
‫ﺍﺩﻉ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ( ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻮ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ﻭ ﻃﺎﻝ ﺑﻨﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﱴ‬
‫ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺿﺮ ﻗﻂ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﻃﺮﻗﻪ ﻭ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬
‫ﺻﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ )ﻡ ‪ ٤٥٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﳌﻨﺬﺭﻱ )ﻡ ‪ ٦٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪.٢٠١ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳍﻴﺜﻤﻲ )ﻡ ‪ ٨٠٧‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪:‬‬
‫‪.٢٧٩‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ )ﻡ ‪ ٧٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ‪ ،‬ﺹ‪.١٦٧ :‬‬
 ‫‪- ١٧٧ -‬‬

‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )ﻡ ‪ ٧٢٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺫﻛﺮﻩ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪.١٨٢ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ )ﻡ ‪ ٩١١‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭ‬
‫ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻜﱪﻯ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪.٢٠١ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ )ﻡ ‪ ١٢٥٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺹ‪ ١٦٢ :‬ﻭ ﺍﻟﺪﺭ‬
‫ﺍﻟﻨﻀﻴﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ٤ :‬ﺹ‪.١٨٢ :‬‬
‫ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺍﰊ ﺷﻴﺒﺔ ﰲ ﻣﺼﻨﻔﻪ ﺑﺎﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﰊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻥ ﻋﻦ‬
‫ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺯﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﺻﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺤﻂ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻋﻤﺮ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ )ﺍﻱ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﳌﺰﱐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ( ﺍﱃ ﻗﱪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺴﻖ ﻻﻣﺘﻚ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﻗﺪ ﻫﻠﻜﻮﺍ ﻓﺎﺗﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ‬
‫ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﺍﻳﺖ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﻞ ﻟﻪ ﺍﻧﻜﻢ ﻣﺴﻘﻮﻥ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻗﺎﻝ ﻓﺒﻜﻰ‬
‫ﺏ ﻣﺎ ﺁﻟﻮ ﺍ ﹼﻻ ﻣﺎ ﻋﺠﺰﺕ ﻣﻨﻪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ‬‫ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭ ّ‬
‫ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﱐ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺢ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪ .٤١٢ :‬ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺧﻴﺜﻤﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﰊ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﺴﻤﺎﻥ‬
‫ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ‪ ،‬ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﱐ ﰲ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ )ﻡ ‪ ٤٥٨‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ‪ ،‬ﺝ‪.١١ :‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺳﻴﻒ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ )ﻡ ‪ ٢٠٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺍﻟﻜﺒﲑ‪ ،‬ﺫﻛﺮﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﱐ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺢ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪.٤١٢ :‬‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻡ ‪ ٢٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﰊ ﺻﺎﱀ ﺫﻛﻮﺍﻥ ﻋﻦ‬
‫ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ‪ ،‬ﺝ‪ ،٧ :‬ﺹ‪.٣٠٤ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ )ﻡ ‪ ٤٦٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪ ٤٦٤ :‬ﺣﺮﻑ‬
‫ﻋﻤﺮ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﱐ )ﻡ ‪ ٨٢٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ ﺝ‪ ،٣ :‬ﺹ‪ .٤٨٤ :‬ﻭ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺳﻴﻒ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻯ‬
‫ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻭ ﻫﻮ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﳌﺰﱐ‪.‬‬
 ‫‪- ١٧٨ -‬‬

‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ )ﻡ ‪ ٧٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ‪ ،‬ﺹ‪.١٧٤ :‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ )ﻡ ‪ ٩٢٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﱐ )ﻡ ‪ ١١٢٢‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ‬
‫ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺝ‪ ،٨ :‬ﺹ‪.٧٧ :‬‬
‫ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﲝﻤﺪﻩ ﺗﻌﺎﱃ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‬
‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ ﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﻭ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﲞﻼﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓﻘﺪ‬
‫ﺭ ّﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﻻﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺧﻼﻑ ﻻﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬
‫ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻼﲨﺎﻉ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻻ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﻪ‪.‬‬

‫ﺍﻻﲨﺎﻉ‬
‫ﺍﻣﺎ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻜﻤﺎ‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ‬
‫ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻚ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﺎﲣﺬﻭﻩ ﺍﻱ‬
‫ﻋﺒﺎﺳﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ‬
‫ﻭ ﻓﻌﻠﻪ‪.‬‬
‫ﻛﺬﺍ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺗﻮﺳﻼ ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﲟﺤﻀﺮ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﺜﺒﺖ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﺬﻭﺍﺕ‪ ،‬ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺷﺮﻛﺎ ﺍﻭ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﺍﻭ ﳑﻨﻮﻋﺎ ﳌﺎ ﺗﻮﺳﻞ ﻋﻤﺮ‬
‫ﻭ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﳌﺎ ﺳﻜﺖ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ‬
 ‫‪- ١٧٩ -‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﺎﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺘﲔ‬
‫ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺗﲔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬
‫ﲟﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﰲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﺓ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﳌﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﻬﺑﻢ ﺍﳉﺪﺏ ﺣﱴ‬
‫ﺣﻠﻒ ﻋﻤﺮ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﲰﻨﺎ ﺣﱴ ﳜﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰒ ﳌﺎ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ‪،‬‬
‫ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻗﺮﻩ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﺪ ﻣﻊ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻭ ﻫﻮ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻇﻬﺮ ﺍﻻﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺩﻋﻰ ﲟﺜﻠﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﰲ ﺧﻼﻓﺘﻪ‪ ،‬ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻣﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﺫ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺍﻱ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ‬
‫ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﳌﺰﱐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﱃ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺍﺳﺘﺴﻖ ﻻﻣﺘﻚ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﻗﺪ ﻫﻠﻜﻮﺍ ﻓﺎﺗﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﺍﻳﺖ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ‬
‫ﻗﻞ ﺍﻧﻜﻢ ﻣﺴﻘﻮﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﻣﺎ ﺁﻟﻮ ﺍ ﹼﻻ ﻣﺎ ﻋﺠﺰﺕ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﰊ ﺷﻴﺒﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ ﻛﺬﺍ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﻭ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻠﻘﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ‬
‫ﻓﻌﻠﹼﻤﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻳﺎ‬
‫ﳏﻤﺪ! ﺍﱐ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ(‪ ،‬ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻣﻦ ﲟﺤﻀﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ‬
‫ﺍﳊﺎﺭﺙ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻭ ﻋﻤﻠﻪ ﻭ ﻟﺬﺍ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻣﻦ ﲟﺤﻀﺮﻩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﰲ ﻗﻮﳍﻤﺎ ﻭ ﻋﻤﻠﻬﻤﺎ ﺑﻞ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻋﻤﺮ ﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﱪﻛﺔ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﺫﺍ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻘﺎﺀ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﻼﻝ‬
‫ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﳌﺰﱐ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺴﻖ ﻻﻣﺘﻚ‬
‫ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻜﻮﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻧﻌﻘﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺍﻗﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﲨﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﱂ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﺪ ﻣﻊ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻇﻬﺮ ﺍﻻﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺩﻋﺎ‬
 ‫‪- ١٨٠ -‬‬

‫ﲟﺜﻠﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﰲ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﻗﻮﻟﻪ‪.‬‬

‫ﻭ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻨﻀﻴﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻐﲑﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺎﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ‬
‫ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻤﻦ ﺍﻧﻜﺮ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﺍﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻭ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻓﻘﺪ ﺧﺮﻕ‬
‫ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳋﺎﺭﻕ ﻟﻼﲨﺎﻉ ﺑﺎﻃﻞ ﻭ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﻓﻠﺬﺍ ﺭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﺫ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻻﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺧﺎﺭﻕ ﻟﻼﲨﺎﻉ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺎﻧﻌﻘﺎﺩ‬
‫ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺔ ﺭﺟﻞ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻻﻋﻤﻰ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳌﺼﻨﻔﻮﻥ ﰒ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ‬
‫ﻗﺼﺔ ﺗﻮﺳﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﻗﺼﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺍﻗﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﺪ ﻣﻊ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻇﻬﺮ‬
‫ﺍﻻﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻧﺘﻬﻰ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻻ ﳚﺪ ﺳﺒﻴﻼ ﺍﱃ ﺍﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﺑﺬﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻻﻧﻪ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻻﻣﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﰲ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﺸﺮﻉ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻧﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻧﻜﺎﺭ ﻻﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻣﻨﺎﻗﺾ‬
‫ﻻﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‪.‬‬
 ‫‪- ١٨١ -‬‬

‫ﻭ ﺍﺫﺍ ﻟﺰﻣﻪ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﻓﺎﺳﺘﺨﻠﺺ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺍﻥ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻫﻮ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ ﻻﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ‬
‫ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ‪ ،‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ‪ ،‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻧﺎ‬
‫ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪ ،‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﻧّﺎ ﻧﺘﻮﺳّﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴّﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪ ،‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻭ ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺍﻭ ﻧﺴﺘﺴﻘﻲ ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ‪ ،‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ‬
‫ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺴﻖ ﻻﻣﺘﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻻ ﺍﻧﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻇﺎﻫﺮ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺍﻗﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻭ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺛﺎﺑﺖ‬
‫ﺑﺎﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﻭ ﻣﻌﲎ ﻓﻤﺎ ﻣﻌﲎ ﺍﻧﻜﺎﺭﻩ‪.‬‬
‫ﻓﺎﳊﺎﺻﻞ ﺍﻥ ﺍﻧﻜﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻻﻧﻪ ﺧﺎﺭﻕ ﻟﻼﲨﺎﻉ ﻭ ﻣﻨﺎﻗﺾ‬
‫ﻻﻋﺘﺮﺍﻓﻪ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻧﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﻛﺬﺏ ﻭ ﻏﻠﻂ ﻻﻥ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻻ ﺍﻧﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﻻﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﻧﻪ ﺩﻋﺎﺀ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺍﻳﻀﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻻﻧﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﺑﺎﻃﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﻻﺑﻦ‬
‫ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺗﻀﺮﻫﻢ ﻭ ﻻ ﺗﻨﻔﻌﻬﻢ ﻭ ﲣﻔﻀﻬﻢ ﻭ ﻻ ﺗﺮﻓﻌﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ‬
‫ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻻﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻻ ﻳﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﲞﲑ ﺍﻻﻧﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ‪.‬‬

‫ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬
‫ﺍﻣﺎ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻼ ﺗﻌﺪ ﻭ ﻻ ﲢﺼﻰ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻔﻲ ﺣﺠﺔ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ‬
‫ﺍﳋﻠﻒ ﺍﻟﱵ ﻣﺮ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﰲ ﺿﻤﻦ ﺍﻻﲝﺎﺙ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻧﻨﻘﻞ ﻛﻼﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺋﻤﺔ‬
‫ﺍﺠﻤﻟﺘﻬﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻗﺪﻭﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻴﺘﻢ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﺍﳌﻌﺎﻧﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫ﺍ ّﻡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ )ﻡ ‪ ٥٨‬ﻫـ‪.(.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ )ﻡ ‪ ٢٥٥‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻣﺴﻨﺪﻩ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ،٤٣ :‬ﺑﺎﺏ ﺍﻛﺮﻡ ﺍﷲ‬
‫ﻧﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ‪ ،‬ﻋﻦ ﺍﰊ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﻗﺤﻂ ﺍﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻗﺤﻄﺎ‬
 ‫‪- ١٨٢ -‬‬

‫ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﺸﻜﻮﺍ ﺍﱃ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﱃ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻓﺎﺟﻌﻠﻮﺍ ﻛﻮﺓ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﻘﻒ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻤﻄﺮﻭﺍ‪،‬‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ‪.‬‬
‫ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻱ )ﻡ ‪ ٥٩٧‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ‪ ،‬ﺹ‪.٨٠١ :‬‬
‫ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ٤٠‬ﻫـ‪.(.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻡ ‪ ٢٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ١٣٧ :‬ﺍﻧﻪ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ‬
‫ﺍﻻﻋﺮﺍﰊ ﻭ ﺷﻜﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻓﺪﻋﺎ ﺍﷲ ﻓﺎﳒﺎﺑﺖ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺑﺎﳌﻄﺮ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﻴّﺎ ﻟﻘﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﻨﺸﺪﻧﺎ ﻗﻮﻟﻪ( ﻓﻘﺎﻝ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ! ﻛﺄﻧﻚ ﺍﺭﺩﺕ ﻗﻮﻟﻪ‪:‬‬
‫ﻭ ﺍﺑﻴﺾ ﻳﺴﺘﺴﻘﻰ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﺑﻮﺟﻬﻪ * ﲦﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻋﺼﻤﺔ ﻟﻼﺭﺍﻣﻞ‬
‫ﻓﺘﻬﻠﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ١٧٩‬ﻫـ‪.(.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ )ﻡ ‪ ٥٤٤‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﺑﺎﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺎﺏ‬
‫ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻻﺯﻡ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳋﻔﺎﺟﻲ )ﻡ ‪ ٨١٢‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﺝ‪،٣ :‬‬
‫ﺹ‪ ،٣٩٨ :‬ﺍﻧﻪ ﳌﺎ ﺣﺞ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ )ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻋﺒﺎﺱ( ﻭ ﺯﺍﺭ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺳﺄﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺑﺎﳌﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺍﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺍﷲ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭ ﺍﺩﻋﻮ ﺍﻡ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﱂ ﺗﺼﺮﻑ ﻭﺟﻬﻚ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺘﻚ ﻭ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﺑﻴﻚ ﺁﺩﻡ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻞ‬
‫ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻭ ﺍﺳﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ ﻓﻴﺸﻔﻌﻪ ﺍﷲ ﻓﻴﻚ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ )ﻡ ‪ ٧٥٦‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ‪ ،‬ﺹ‪.١٥٤ :‬‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﱐ )ﻡ ‪ ٩٢٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺑﺎﺏ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻤﻬﻮﺩﻱ )ﻡ ‪ ٩١١‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ‪ ،‬ﺹ‪ ١٣٧٦ :‬ﻫـ‬
 ‫‪- ١٨٣ -‬‬

‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﱐ )ﻡ ‪ ١١٢٢‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ‪ ،‬ﺝ‪ ،٨ :‬ﺹ‪ ٣٥٧ :‬ﻭ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﺍﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ١٥٠‬ﻫـ‪(.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﰲ ﻣﺴﻨﺪﻩ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺞ‪:‬‬
‫ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ]‪ [١‬ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻥ ﺗﺄﰐ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭ ﲡﻌﻞ ﻇﻬﺮﻙ ﺍﱃ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﱪ ﻟﻮﺟﻬﻚ ﰒ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﳍﻤﺎﻡ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ٨٦١‬ﻫـ‪ (.‬ﻓﺘﺢ‬
‫ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ‪ ،‬ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪ ،٣٣٧ :‬ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺞ‪ ،‬ﺑﺎﺏ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪:‬‬
‫ﻭ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺍﱃ ﺍﷲ ﲝﻀﺮﺓ ﻧﺒﻴﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺗﻮﺳﻞ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ٢٠٤‬ﻫـ‪.(.‬‬
‫ﺭﻭﻯ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ )ﻡ ‪ ٤٦٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺝ‪،١ :‬‬
‫ﺹ‪ ،١٢٣ :‬ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺎﱀ‪:‬‬
‫ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻳﺎﻡ ﻫﻮ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻣﺎﻡ ﺍﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳚﺊ ﺍﱃ ﺿﺮﳛﻪ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﻓﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻪ ﰲ ﻗﻀﺎﺀ‬
‫ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ )ﻡ ‪ ٩٧٣‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳋﲑﺍﺕ ﺍﳊﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺹ‪.٦٩ :‬‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺑﺎﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﶈﺮﻗﺔ‪ ،‬ﺹ‪:١٨٠ :‬‬
‫ﺁﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺫﺭﻳﻌﱵ * ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺳﻴﻠﱵ‬
‫ﺍﺭﺟﻮ ﻬﺑﻢ ﺍﻋﻄﻰ ﻏﺪﺍ * ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺻﺤﻴﻔﱵ‬

‫)‪ (١‬ﺭﻭﺍﻩ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻫﻬﻨﺎ ﻟﻔﻆ ﺍﻳﻦ ﻭ ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺴﺎﻧﻴﺪ‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻻﻋﻈﻢ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﰊ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﺍﳋﻮﺍﺭﺯﻣﻲ‬
 ‫‪- ١٨٤ -‬‬

‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ٢٤١‬ﻫـ‪.(.‬‬

‫ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻨﺒﻬﺎﱐ )ﻡ ‪ ١٣٥٠‬ﻫـ‪ (.‬ﰲ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﳊﻖ ﺹ‪:١٦٦ :‬‬
‫ﺍﻧﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﺎﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﱴ ﺗﻌﺠﺐ‬
‫ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ‪ ،‬ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬
‫ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭ ﻛﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺒﺪﻥ‪.‬‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ٢٧٩‬ﻫـ‪.(.‬‬
‫ﻗﺪ ﺟﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺟﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ )ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺡ ﺑﺼﻌﺎﻟﻴﻚ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ( ﻭ ﺍﺧﺮﺝ ﲢﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪) ،‬ﺍﺑﻐﻮﱐ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻓﺎﳕﺎ ﺗﺮﺯﻗﻮﻥ ﻭ ﺗﻨﺼﺮﻭﻥ ﺑﻀﻌﻔﺎﺋﻜﻢ( )ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺹ‪.(٢٦١ :‬‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ٦٧٦‬ﻫـ‪.(.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﺫﻛﺎﺭ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺫﻛﺎﺭ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‪ ،‬ﺹ‪:١٦٠ :‬‬
‫ﺍﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﺼﻼﺡ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺴﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧّﺎ ﻧﺴﺘﺴﻘﻲ ﻭ ﻧﺴﺘﺸﻔﻊ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﺒﺪﻙ ﻓﻼﻥ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻨﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺟﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﺎﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻋﻦ‬
‫ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻏﲑﻩ‪.‬‬
‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ )ﻡ ‪ ٥٠٥‬ﻫـ‪.(.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‪ ،‬ﺑﺎﺏ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﺁﺩﺍﻬﺑﺎ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪:٢٦٠ :‬‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﻗﺼﺪﻧﺎ ﻧﺒﻴﻚ ﻣﺴﺘﺸﻔﻌﲔ ﺑﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﰲ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺁﺧﺮﻩ‬
‫ﻭ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﲟﱰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪﻙ ﻭ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﻴﻚ‪.‬‬
 ‫‪- ١٨٥ -‬‬

‫ﺍﻗﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺣﺠﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ‬

‫ﻣﻨﻬﻢ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ )ﻡ ‪ ١٢٥٠‬ﻫـ‪ (.‬ﻗﺎﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﲢﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ‬
‫ﺹ‪ ١٦٣ :‬ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﱃ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ‬
‫ﻋﻔﺎﻥ ﺍﱁ ﻭ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﱃ‬
‫ﺍﷲ ﻋ ّﺰ ﻭ ﺟ ﹼﻞ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺎ‬
‫ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰒ ﻗﺎﻝ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﺳﺘﺴﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻀﺎ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻨﻀﻴﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻭ ﰲ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﻭ ﻣﻐﻴﺒﺘﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻐﲑﻩ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺎﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ ،‬ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻣﻪ‪.‬‬
‫ﻧﻘﻞ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ ﺷﺮﺡ ﺍﳉﺎﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪.٢٨٢ :‬‬
‫ﺍﺛﺒﺖ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﻭﻱ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻧﻴﻞ ﺍﻻﻭﻃﺎﺭ ﺣﻴﺚ‬
‫ﺗﺮﺟﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺑﺬﻭﻱ ﺍﻟﺼﻼﺡ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪ ٨ :‬ﻭ ﻧﻘﻞ ﲢﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺪﻳﺚ‬
‫ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﰒ ﻧﻘﻞ ﰲ ﺷﺮﺡ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﻉ ﺑﺎﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭ ﺍﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭ ﻓﻴﻪ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭ ﻓﻀﻞ ﻋﻤﺮ‬
‫ﻟﺘﻮﺍﺿﻌﻪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﲝﻘﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﻧﻘﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻇﺎﻫﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻱ ﻗﻮﻝ ﺍﻧﺲ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﻗﺤﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺑﺼﻴﻐﺔ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ( ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻛﺜﲑﺓ ﺍﻧﺘﻬﻰ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )ﻡ ‪ ٧٢٨‬ﻫـ‪ (.‬ﻗﺎﻝ ﰲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ )ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ( ﺑﻌﺪ‬
 ‫‪- ١٨٦ -‬‬

‫ﺫﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ‪ ،‬ﻫﺬﺍ‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻻﻋﻤﻰ ﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳌﺼﻨﻔﻮﻥ ﻛﺎﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﻏﲑﻩ‪.‬‬
‫ﰒ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ‬
‫ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲟﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﰲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﺓ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﳌﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﻬﺑﻢ ﺍﳉﺪﺏ‬
‫ﺣﱴ ﺣﻠﻒ ﻋﻤﺮ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﲰﻨﺎ ﺣﱴ ﳜﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰒ ﳌﺎ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ‬
‫ﻛﻨﺎ ﺍﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻗﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﺪ ﻣﻊ ﺷﻬﺮﺗﻪ‬
‫ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻇﻬﺮ ﺍﻻﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺩﻋﺎ ﲟﺜﻠﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﰲ ﺧﻼﻓﺘﻪ‪ ،‬ﺍﻧﺘﻬﻰ‬
‫ﻛﻼﻣﻪ‪.‬‬
‫)ﲢﻔﺔ ﺍﻻﺣﻮﺫﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،٤ :‬ﺹ‪(٢٨٢ :‬‬
‫ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ )ﻡ ‪ ٧٥١‬ﻫـ‪ (.‬ﻗﺎﻝ ﰲ ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ‪ ،‬ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪ ،٢٨ :‬ﻻ‬
‫ﺳﺒﻴﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻻ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻻ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﻻ ﻳﻨﺎﻝ‬
‫ﺭﺿﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺍ ﹼﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻳﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬
‫ﳛﺼﻞ ﺑﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻻﻥ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻤﺎ ﻣﻌﲎ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ‬
‫ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻬﻧﻢ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﱃ ﺍﷲ‬
‫ﳊﺼﻮﻝ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ‪.‬‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻭﺣﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ )ﻡ ‪ ١٣٣٨‬ﻫـ‪(.‬‬
‫ﻧﻘﻞ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻫﺪﻳﺔ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺹ‪ ،٤٨ :‬ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﻭ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﻭ‬
‫ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﱯ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻫﻞ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭ ﻣﺰﺍﻳﺎﻫﻢ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻻ‬
‫ﺑﺄﺱ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻨﱯ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻭ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻭ ﻋﺎﱂ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻟﻘﱪ ﻭ ﺩﻋﺎ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳌﻴﺖ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﺸﻔﻴﲏ ﻣﻦ‬
‫ﻛﺬﺍ ﻭ ﺍﺗﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﺗﺮﺩﺩ ﰲ ﺟﻮﺍﺯﻩ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﳐﺘﺼﺮﺍ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺣﻴﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ‬

 ‫‪- ١٨٧ -‬‬

‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﰲ )ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺴﺎﺋﻞ( ﳚﻮﺯ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺡ‬
‫ﲝﺮﻣﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﳌﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭ ﻗﱪ ﻧﺒﻴﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﳚﻮﺯ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﻼﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻧﺘﻬﻰ‪.‬‬
‫ﺍﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻞ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺷﺮﻋﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ‬
‫ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺷﺮﻋﺎ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﺷﺮﻋﺎ‪.‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬

‫ﻓﻈﻬﺮ ﲟﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺣﻖ ﻭ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ‬
‫ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﺎﳝﺎﻧﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻﻧﻪ ﻣﻄﻴﻊ‬
‫ﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﰲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻭ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭ ﻣﻦ ﻳﻄﻊ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ ﻓﻮﺯﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﺼﺪّﻳﻘﲔ ﻭ ﺍﻟﺸّﻬﺪﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺼّﺎﳊﲔ ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴّﲔ ﻭ ﺍﻟ ّ‬
‫ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭ ﻟﻠﺤﻖ ﻭ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺷﺮﻙ ﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ﻣﺸﺮﻙ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺳﻼﻑ ﻻﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﻻﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻭ ﰲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻓﻌﺎﻟﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺀ‬
‫ﺣﺎﻝ ﻛﻮﻬﻧﻢ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻭ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﻉ ﻓﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻬﺗﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ‬
‫ﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻭﺣﻴﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻫﺪﻳﺔ ﺍﳌﻬﺪﻱ‪ ،‬ﺹ‪ ١٨ :‬ﻭ ﻧﻘﻞ ﻛﻼﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ﻻ ﺧﻼﻑ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﳌﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﳐﺘﺼﺔ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻫﻢ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻥ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭ ﻗﺪ‬
‫ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺷﺮﻙ ﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ﻣﺸﺮﻙ ﻓﻘﺪ ﺧﺮﺝ‬
‫ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻫﻮ ﻏﺎﻝ ﻭ ﺷ ّﺪﺩ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ‬
‫ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ‪.‬‬
 ‫‪- ١٨٨ -‬‬

‫ﻭ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻭﺣﻴﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻫﺪﻳﺔ‬

‫ﺍﳌﻬﺪﻱ‪ ،‬ﺹ‪ ،٢٦ :‬ﻓﻘﺎﻝ ﺷﺪﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺿﻴﻖ ﺩﺍﺋﺮﺓ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﳌﻜﺮﻭﻫﺔ ﺍﻭ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﺷﺮﻛﺎ ﰒ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﰲ‬
‫ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺷﺮﻛﺎ ﺍﻛﱪ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﱃ ﺍﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺗﺒﻌﻪ ﰲ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻀﺢ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ‬
‫ﺍﳋﻠﻒ ﻓﻬﻮ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺼﺮﺍﺡ ﻭ ﻣﺎ ﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻖ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﻀﻼﻝ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﷲ ﻧﺴﺄﻝ ﻭ ﺑﻨﺒﻴﻪ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻥ ﳚﻌﻞ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﺍﻧﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﻧﺒﻴﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻢ ﻭ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‪.‬‬
‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﺮﺍﺗﺸﻲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺑﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻙ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﻣﺆﻣﻦ ﻭ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﻭ ﺍﻧﻪ ﳛﺴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﱃ ﺭﺑﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ‪.‬‬
‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﺪﻕ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ‬
‫‪ - ١‬ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻙ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻮ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ‬
‫ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ‪ ،‬ﻭ ﺣﺎﺻﻠﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﲝﺒﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪ ،‬ﲟﻌﲎ ﺍﱐ ﺍﺣﺐ ﺣﺒﻴﺒﻚ‪ ،‬ﻓﺘﻘﺒﻞ ﺩﻋﻮﰐ ﳍﺬﺍ ﺍﳊﺐ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ‬
‫ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﲟﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﺍﺫﺍ‬
‫ﻗﺤﻄﻮﺍ ﻳﺴﺘﺴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ‪ ،‬ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪:‬‬
‫‪.١٣٧‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﻭﺡ ﺍﳌﻌﺎﱐ‪ ،‬ﲢﺖ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﺍﻥ‬
 ‫‪- ١٨٩ -‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻞ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻭ ﳛﺴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﱃ ﺭﺑﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ‬
‫ﺑﺎﺭﻩ‪ ،٦ :‬ﺹ‪.١٢٦ :‬‬
‫‪ - ٢‬ﻧﻌﻢ ﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺗﻌﺘﺪ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ‬
‫ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺧﺘﻢ‬
‫ﺍﺣﻘﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ‬ ‫ﳕﱪ ‪) ٣١/٢١٢‬ﺍﻟﻒ(‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﺮﺍﺗﺸﻲ ﺍﺳﻼﻣﻲ ﲨﻬﻮﺭﻳﻪ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺻﺤﻴﺢ‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﺮﺍﺗﺸﻲ‪ .١٤ ،‬ﻣﺆﺭﺧﻪ ‪ ١٤٠٠/٢/١٦‬ﻫـ‪ .‬ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻐﲑ‬
‫ﺍﳌﻘﺮﻭﺀ ﻣﺆﺭﺧﻪ ‪ ١٤٠٠/٢/١٥‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻴﺾ ﺍﲪﺪ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﰲ ﻛﻮﻟﺮﺍ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺑﺎﻥ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻻﺑﺪﻳﺔ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺣﻖ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ‬
‫ﻟﻼﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻧﻜﺎﺭﻩ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺪﻋﻮﺍﻬﺗﻢ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﳊﻖ‪.‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻭ ﻛﻔﻰ ﻭ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺻﻄﻔﻰ ﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻠﲏ‬
‫ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺍﻻﺥ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻻﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩﻱ ﻳﺴﺄﻝ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎﺕ ﻓﺎﻗﻮﻝ ﲝﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻥ ﺣﺼﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﺑﺪﻳﺔ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻮﻃﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺣﻘﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻟﻼﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻧﻜﺎﺭﻩ ﻛﻔﺮ ﺑﻼ ﺭﻳﺐ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ‬
‫ﺾ َﻭ‬
‫ﷲ َﻭ ﺭُﺳُ ِﻠ ِﻪ َﻭ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭ ﹶﻥ ﹶﺍ ﹾﻥ ﻳُ ﹶﻔ ﱢﺮﻗﹸﻮﺍ َﺑ ْﻴ َﻦ ﺍﷲ َﻭ ﺭُﺳُ ِﻠ ِﻪ َﻭ َﻳﻘﹸﻮﻟﹸﻮ ﹶﻥ ﻧُ ْﺆ ِﻣﻦُ ِﺑَﺒ ْﻌ ٍ‬
‫َﻳ ﹾﻜ ﹸﻔﺮُﻭ ﹶﻥ ﺑِﺎ ِ‬
‫ﻚ ُﻫ ُﻢ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎ ِﻓﺮُﻭ ﹶﻥ َﺣ ﹼﻘﹰﺎ *‬
‫ﻼ * ﺍﹸﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ﻚ َﺳﺒِﻴ ﹰ‬
‫ﺨﺬﹸﻭﺍ َﺑ ْﻴ َﻦ ﹶﺫِﻟ َ‬
‫ﺾ َﻭ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭ ﹶﻥ ﹶﺍ ﹾﻥ َﻳﱠﺘ ِ‬
‫َﻧ ﹾﻜﻔﹸﺮُ ِﺑَﺒ ْﻌ ٍ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (١٥١-١٥٠ :‬ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺪﻋﻮﺍﻬﺗﻢ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬
‫ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﺠﻤﻟﻴﺪ )ﻭ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ِﻔ ْﺮ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ َﻭ ﺷَﺎ ِﻭ ْﺭ ُﻫ ْﻢ ﻓِﻲ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﻣ ِﺮ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪) (١٥٩ :‬ﻗﹶﺎﻟﹸﻮﺍ‬
 ‫‪- ١٩٠ -‬‬

‫ﻚ ُﻳَﺒﱢﻴ ْﻦ ﹶﻟﻨَﺎ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪) (٦٨ :‬ﻗﹶﺎﻟﹸﻮﺍ ﻳَﺂ ﹶﺍﺑَﺎﻧَﺎ ﺍ ْﺳَﺘ ْﻐ ِﻔ ْﺮ ﹶﻟﻨَﺎ * ﻳﻮﺳﻒ‪ (٩٧ :‬ﻭ ﺍﻣﺎ‬
‫ﻉ ﹶﻟﻨَﺎ َﺭﱠﺑ َ‬
‫ﺍ ْﺩ ُ‬
‫ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻜﺜﲑﺓ ﻭ ﻛﻔﺎﻙ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻚ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺘﻘﺪﻫﺎ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻳﻀﺎ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ‬
‫ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻼ ﺷﻚ ﰲ ﻛﻮﻧﻪ ﺷﺮﻛﺎ‬
‫ﻣﻮﺟﺒﺎ ﳊﺒﻂ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺭﺩﺕ ﻣﺰﻳﺪ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﻓﻌﻠﻴﻚ‬
‫ﺑﻜﺘﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺭﻭﺡ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻟﻶﻟﻮﺳﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ﻳَﺂ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٣٥ :‬ﻭ ﺍﷲ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺍﱃ‬
‫ﹶﺍﱡﻳﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﺍﱠﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍ َ‬
‫ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﻛﺘﺒﻪ ﻓﻴﺾ ﺍﲪﺪ ﻋﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻛﻮﻟﺮﺍ ﻋﺎﻟﻴﻪ ﺍﺳﻼﻡ ﺁﺑﺎﺩ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ‪.‬‬
‫‪ ١٤٠٠/٢/١٢‬ﻫﺠﺮﻳﻪ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻳﻜﻢ ﺟﻨﻮﺭﻱ ﺳﻨﺔ ‪ ١٩٨٠‬ﻉ‬
‫ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳌﻔﱵ ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻔﱵ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺮﺿﻮﻳﺔ ﻣﻈﻬﺮ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﺑﻔﻴﺼﻞ ﺁﺑﺎﺩ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺍ ﹼﻻ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻖ‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﻄﻌﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺭﲪﻬﻢ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﻭ ﻗﺎﻝ‪َ ) :‬ﻭ ﹶﻟﻤﱠﺎ ﺟَﺂ َﺀ ُﻫ ْﻢ ِﻛﺘَﺎﺏٌ ِﻣ ْﻦ ِﻋ ْﻨ ِﺪ‬
‫ﺴَﺘ ﹾﻔِﺘﺤُﻮ ﹶﻥ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﹶﻛ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﹶﻓ ﹶﻠﻤﱠﺎ ﺟَﺂ َﺀ ُﻫ ْﻢ ﻣَﺎ‬
‫ﺼ ِّﺪﻕٌ ِﻟ َﻤﺎ َﻣ َﻌﻬُ ْﻢ َﻭ َﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ ِﻣ ْﻦ ﻗﹶﺒ ﹸﻞ َﻳ ْ‬
‫ﺍﷲ ُﻣ َ‬
‫َﻋ َﺮﻓﹸﻮﺍ ﹶﻛ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ِﺑ ِﻪ ﹶﻓ ﹶﻠ ْﻌَﻨﺔﹸ ﺍﷲ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎ ِﻓﺮِﻳ َﻦ * ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‪ (٨٩ :‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ‬
‫»ﺍﻱ ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺼﺮﻧﺎ ﺑﻨﱯ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﳌﻨﻌﻮﺕ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﳌﺪﺍﺭﻙ ﺍﻱ ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﺫﺍ ﻗﺎﺗﻠﻮﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺼﺮﻧﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﳋﺎﺯﻥ ﺍﻱ ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﺑﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻬﻧﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﺫﺍ ﺍﺣﺰﻬﻧﻢ ﺍﻣﺮ ﻭ ﺩﳘﻬﻢ ﻋﺪﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ‬
 ‫‪- ١٩١ -‬‬

‫ﺍﻧﺼﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳒﺪ ﺻﻔﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳُﻨﺼﺮﻭﻥ ﻭ ﰲ‬
‫ﺗﻔﺴﲑ ﻓﲑﻭﺯﺁﺑﺎﺩﻱ ﻳﻌﲏ ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﲟﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ« ﻭ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ‬
‫ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻼﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﺘﺴﻔﺘﺤﻮﻥ ﺍﻱ ﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺗﺎﺭﳜﻪ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻭ‬
‫ﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﺿﺮﻳﺮﺍ ﺍﺗﻰ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﱄ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﲏ ﻗﺎﻝ )ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺍﺧﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﺧﲑ ﻟﻚ ﻭ ﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﷲ( ﻗﺎﻝ ﻓﺎﺩﻋﻪ ﻓﺎﻣﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭ‬
‫ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻭ ﻳﺪﻋﻮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ )ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻭ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺍﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ ﻫﺬﻩ ﻓﻴﻘﻀﻴﻬﺎ ﱄ‬
‫ﰲ( ﻓﻔﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﺎﻡ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺑﺼﺮ ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﺍﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺷﻔﹼﻌﻪ ﹼ‬
‫ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺍﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﱃ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻ ﻳَﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﻠﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬
‫ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﺸﻜﻰ ﺍﻟﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻳﺖ ﺍﳌﻴﻀﺄﺓ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﰒ ﺍﻳﺖ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺼﻞ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ‬
‫ﻗﻞ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧّﻲ ﺍﺳﺌﻠﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻧﱯ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﱐ ﺍﺗﻮﺟﻪ‬
‫ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﻓﻴﻘﻀﻲ ﱄ ﺣﺎﺟﱵ ﻭ ﺍﺫﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﰒ ﺭﺡ ﺣﱴ ﺍﺭﻭﺡ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ‬
‫ﺻﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﰒ ﺍﺗﻰ ﺑﺎﺏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ﻓﺎﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺎﺩﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻨﻪ ﻓﺎﺟﻠﺴﻪ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻨﻔﺴﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﱁ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ‬
‫ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‪ :‬ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﻗﺤﻄﻮﺍ‬
‫ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌ ّﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ﻓﻴﺴﻘﻮﻥ« ﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﺘﻤﺜﻞ‬
‫ﺑﺸﻌﺮ ﺍﰊ ﻃﺎﻟﺐ‪:‬‬
‫ﻭ ﺍﺑﻴﺾ ﻳﺴﺘﺴﻘﻰ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﺑﻮﺟﻬﻪ * ﲦﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻋﺼﻤﺔ ﻟﻼﺭﺍﻣﻞ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﺟﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺘﱯ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻋﺮﺍﰊ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲰﻌﺖ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ ) َﻭ ﹶﻟ ْﻮ ﹶﺍﱠﻧ ُﻬ ْﻢ‬
 ‫‪- ١٩٢ -‬‬

‫ﺴﻬُ ْﻢ ﺟَﺂﺅُ َﻙ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ (٦٤ :‬ﻭ ﻗﺪ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﺟﺌﺘﻚ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮﺍ ﻣﻦ‬
‫ِﺍ ﹾﺫ ﹶﻇ ﹶﻠﻤُﻮﺍ ﺍﹶﻧﻔﹸ َ‬
‫ﺫﻧﱯ ﻣﺴﺘﺸﻔﻌﺎ ﺑﻚ ﺍﱃ ﺭﰊ ﺍﱁ ﰒ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺘﱯ ﻓﻐﻠﺒﲏ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﻳﺎ ﻋﺘﱯ ﺍﳊﻖ ﺍﻻﻋﺮﺍﰊ ﻓﺒﺸّﺮﻩ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ«‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺄﺟﺮ ﺍﺟﲑﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺗﻮﺳﻠﻮﺍ‬
‫ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻓﻨﺠّﺎﻫﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ »ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﺎﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ«‬
‫ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﻫﻞ ﺗُﻨﺼﺮﻭﻥ ﻭ ﺗُﺮﺯﻗﻮﻥ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻀﻌﻔﺎﺋﻜﻢ( ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﻗﱪ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﺗﺮﻳﺎﻕ ﻻﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺭﲪﻪ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ »ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ« ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺪﻫﻠﻮﻱ‬
‫ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ »ﺩﺭ ﻛﺘﺐ]‪ [١‬ﺗﻔﺎﺳﲑ ﻭ ﺳﲑ ﻭ ﺑﻌﻀﻰ ﻣﻔﺴﺮﺍﻥ ﺗﻠﻘﹼﻰ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺭﺍ ﺑﺘﻮﺳﻞ ﻭ‬
‫ﺍﺳﺘﺸﻔﺎﻉ ﺑﺴﻴّﺪ ﺭﺳﻞ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺗﻔﺴﲑ ﻛﺮﺩﻩ ﺍﻧﺪ« ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻗﺪ‬
‫ﺗﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﻭ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺍ ﹼﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺍﺑﻌﺪ ﻋﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻖ ﻭ ﺍﷲ ﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﱃ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻏﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻔﱵ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺭﺿﻮﻳﻪ‬

‫ﺻﻔﺮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﺳﻨﺔ ‪ ١٤٠٠‬ﻫـ‪.‬‬ ‫ﻓﻴﺼﻞ ﺁﺑﺎﺩ‬
‫ﺧﺘﻢ‬ ‫ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺭﺿﻮﻳﻪ ﻣﻈﻬﺮ ﺍﺳﻼﻡ‬ ‫‪١٩٨٠/١/١٩‬‬

‫)‪ (١‬ﻭ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ »ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﲑ ﻭ ﺍﻟﺴﲑ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﻓﺴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﻉ‬
‫ﺑﺴﻴﺪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ«‬
 ‫‪- ١٩٣ -‬‬

‫ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳍﻨﻮﺩ‬

‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﻨﺪﻭﺓ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻜﻬﻨﺆ ﺑﺎﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ ﺑﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻴﺲ‬
‫ﺑﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻳﺮﺟﻰ ﺍﻥ ﺗﺘﻘﺒﻞ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ‬
‫ﺍﳉﻮﺍﺏ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‪،‬‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﺯﻩ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﳚﻮﺯﻩ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺮﻣﻮﻗﲔ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﺍ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺷﺮﻛﺎ ﻓﺎﺫﺍ »ﺍﳌﺘﻮﺳّﻞ« ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻮﺛﻮﻗﲔ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻛﺎ‬
‫ﻓﺎﳌﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ ﻓﻨﺮﺟﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ‬
‫ﻏﲑﻫﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺧﺘﻢ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﺑﺎﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ ﺍﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ‬
‫ﻧﺎﻇﻢ ﳎﻠﺲ ﲢﻘﻴﻘﺎﺕ ﺷﺮﻋﻴﻪ ﻣﺘﻌﻨﺎ ﺍﷲ ﺑﻄﻮﻝ ﺑﻘﺎﺋﻪ‬
‫ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ )ﻟﻜﻬﻨﺆ(‬

‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺩﻳﻮﺑﻨﺪ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻬﻧﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﲟﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﺍﻥ ﻋﺒﺎﺩﺍﻬﺗﻢ ﺻﺤﻴﺤﺔ‬
‫‪/١٨٦‬ﺍﻟﻒ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺍﳉﻮﺍﺏ‪ :‬ﺣﺎﻣﺪﺍ ﻭ ﻣﺼﻠﻴﺎ ﳌﺎ ﺧﺮﺝ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﳉﻨّﺔ ﺭﺃﻯ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﺳﻢ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﷲ‬
 ‫‪- ١٩٤ -‬‬

‫ﺏ ﻫﺬﺍ ﳏﻤﺪ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ﻫﺬﺍ ﻭﻟﺪﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻮﻻﻩ ﻣﺎ‬

‫ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭ ّ‬
‫ﺏ ﲝﺮﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﺭﺣﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻓﻨﻮﺩﻱ )ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻟﻮ ﺗﺸﻔﻌﺖ‬
‫ﺧﻠﻘﺘﻚ( ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭ ّ‬
‫ﺍﻟﻴﻨﺎ ﲟﺤﻤﺪ ﰲ ﺍﺻﻞ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﺭﺽ ﻟﺸﻔﻌﻨﺎﻙ(‪.‬‬
‫ﻭ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺏ ﺍﺳﺌﻠﻚ ﲝﻖ ﳏﻤﺪ ﳌﺎ ﻏﻔﺮﺕ ﱄ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ )ﳌﺎ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺁﺩﻡ ﺍﳋﻄﻴﺌﺔ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭ ّ‬
‫ﺏ ﳌﺎ ﺧﻠﻘﺘﲏ ﺑﻴﺪﻙ ﻭ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﳏﻤﺪﺍ ﻭ ﱂ ﺍﺧﻠﻘﻪ ﻗﺎﻝ ﻻﻧّﻚ ﻳﺎ ﺭ ّ‬
‫ﰲ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻚ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ‬
‫ﻧﻔﺨﺖ ﹼ‬
‫ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺍﻧﻚ ﱂ ﺗﻀﻒ ﺍﱃ ﺍﲰﻚ ﺍ ﹼﻻ ﺍﺣﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻟﻴﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﱄ ﻭ ﺍﺫ ﺳﺄﻟﺘﲏ ﲝﻘﻪ ﻗﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ ﻭ ﻟﻮﻻ ﳏﻤﺪ ﻣﺎ‬
‫ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻻﺣﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﺍ ﹼ‬
‫ﺧﻠﻘﺘﻚ(‪.‬‬
‫ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﺴﻄﻼﱐ ﺝ‪ ،١ :‬ﺹ‪.١٦ :‬‬
‫)ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ( ﻋﻠﹼﻤﲏ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻞ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ‬
‫ﺍﺳﺌﻠﻚ ﲟﺤﻤﺪ ﻧﺒﻴﻚ ﻭ ﺑﺎﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺧﻠﻴﻠﻚ ﻭ ﲟﻮﺳﻰ ﳒﻴﺤﻚ ﻭ ﻋﻴﺴﻰ ﺭﻭﺣﻚ ﻭ ﻛﻠﻤﺘﻚ ﻭ‬
‫ﺑﺘﻮﺭﻳﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻭ ﺍﳒﻴﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﻭ ﺯﺑﻮﺭ ﺩﺍﻭﺩ ﻭ ﻓﺮﻗﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻭ ﻛﻞ ﻭﺣﻲ ﺍﻭﺣﻴﺘﻪ ﺍﻭ ﻗﻀﺎﺀ‬
‫ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻭ ﺍﺳﺌﻠﻚ ﺑﻜﻞ ﺍﺳﻢ ﻫﻮ ﻟﻚ ﺍﻧﺰﻟﺘﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻚ ﻭ ﺍﺳﺘﺄﺛﺮﺕ ﺑﻪ ﰲ ﻏﻴﺒﺘﻚ ﻭ ﺍﺳﺌﻠﻚ‬
‫ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﻄﻬﺮ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻻﺣﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﻭ ﺑﻌﻈﻤﺘﻚ ﻭ ﻛﱪﻳﺎﺋﻚ ﻭ ﺑﻨﻮﺭ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻥ‬
‫ﺗﺮﺯﻗﲏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻥ ﲣﻠﻄﻪ ﺑﻠﺤﻤﻲ ﻭ ﺩﻣﻲ ﻭ ﲰﻌﻲ ﻭ ﺑﺼﺮﻱ ﻭ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺟﺴﺪﻱ‬
‫ﲝﻮﻟﻚ ﻭ ﻗﻮﺗﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻚ )ﻟﺮﺯﻳﻦ(‪.‬‬
‫ﲨﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﳉﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺹ‪٢٦٤ :‬‬
‫ﻭ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺰﺍﺋﺮ ﺍﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻔﻊ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﻄﺮ ﰒ ﺍﻥ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻔﻊ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻗﻊ‬
‫ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ ﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﱪﺯﺥ ﻭ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﺒﻌﺚ ﰲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﺎﻣﺎ ﺍﻻﻭﻝ ﻓﺤﺴﺒﻚ ﻣﺎ ﻗﺪّﻣﺘﻪ ﰲ ﺍﳌﻘﺼﺪ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺸﻔﺎﻉ‬
 ‫‪- ١٩٥ -‬‬

‫ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻪ ﲟﺎ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ‬
‫ﳏﻤﺪﺍ ﺍﱁ‪.‬‬
‫ﻭ ﺻﺢ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﳌﹼﺎ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺁﺩﻡ ﺍﳋﻄﻴﺌﺔ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺏ ﺍﺳﺌﻠﻚ ﲝﻖ ﳏﻤﺪ ﳌﺎ ﻏﻔﺮﺕ ﱄ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ( ﺍﱁ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻭ ﺯﺍﺩ‬
‫ﻳﺎ ﺭ ّ‬
‫ﻓﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺫ ّﺭﻳّﺘﻚ‪.‬‬
‫ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ ﺍﳉﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺹ‪٥١٥ :‬‬
‫ﺁﻥ ﻋﺒﺎﺭﻩ]‪ [١‬ﺗﻮﻥ ﺳﮯ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﮨﻮﺍ ﺍﻭﺭ ﻭﺍﺿﺢ ﮨﻮﺍ ﻛﻪ ﻳﻪ ﻟﻮﮒ نﻪ ﺗﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﮨﯿﮟ ﺍﻭﺭ نﻪ‬

‫ﻳﻪ ﻓﻌﻞ ﺷﺮﻙ ﮨﮯ ﺍﻥ ﻛﮯ ﺭﻭﺯ ﮯ ﳕﺎﺯ ﺣﺞ ﺯﻛﻮﺓ ﺳﺐ ﻣﺜﻞ ﺩﻳﮕﺮ ﻣﺴﻠﻤﺎنﻮﮞ ﻛﮯ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺻﺤﻴﺢ‬
‫] ‪[٢‬‬
‫ﮨﯿﮟ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻋﻠﻢ‬
‫ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻻﺣﻘﺮ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﳋﺘﻢ‬
‫‪ ١٤٠٠/٣/١‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳛﲕ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳌﺴﻤﺎﺓ‬
‫ﲟﻈﺎﻫﺮ ﻋﻠﻮﻡ ﺑﺴﻬﺎﺭﻧﻔﻮﺭ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺍﻭ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺟﺎﺋﺰﺍ ﰲ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﻭ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﻬﺗﻢ ﻭ ﻋﺪﻡ ﻛﻮﻥ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻭ ﻛﻮﻥ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ ﻣﻌﺘﱪﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺻﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫ﺍﳉﻮﺍﺏ‪ :‬ﺣﺎﻣﺪﺍ ﻭ ﻣﺼﻠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺍﻭ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ‬
‫ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺍﺕ ﻭ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ‬
‫ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﻭﻗﻊ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺿﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬

‫)‪ (١‬ﻭ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ »ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻭ ﺍﺗﻀﺢ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻥ ﳍﺆﻻﺀ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﲟﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻙ ﺻﻴﺎﻣﻬﻢ‬
‫ﻭ ﺻﻼﻬﺗﻢ ﻭ ﺣﺠﻬﻢ ﻭ ﺯﻛﺎﻬﺗﻢ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻭ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ‬
‫)‪ (٢‬ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﺠﻤﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﺭﺩﻭﻳﺔ ﺍﺣﺴﺐ ﺍﻧﻪ ﺻﻨﻊ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ‪.‬‬
 ‫‪- ١٩٦ -‬‬

‫ﺳﻠﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﻟﻮ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯﻫﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﳊﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻓﻬﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻭ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻻ ﻳﺼﲑ‬
‫ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺑﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻭ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ ﻣﻌﺘﱪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻘﻂ ﻭ‬
‫ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ ﺷﺒﲑ ﺍﲪﺪ ﻛﺠﺮﺍﰐ ﻣﺘﻌﻠﻢ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻋﻠﻮﻡ ﺳﻬﺎﺭﻧﻔﻮﺭ‬
‫ﻳﻮﰱ‬
‫‪ ١٤٠٠/٢/١٨‬ﻫـ‪.‬‬ ‫ﺧﺘﻢ‬
‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺻﺤﻴﺢ‬ ‫ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ‬
‫ﻣﺪﺭﺳﻪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻋﻠﻮﻡ ﺳﻬﺎﺭﻧﻔﻮﺭ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﻋﻔﻲ ﻋﻨﻪ ‪ ١٤٠٠/٢/١٨‬ﻫـ‪.‬‬

‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺻﻮﺍﺏ ﻭ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ‬

‫ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺘﻮﺳﻠﻬﻢ ﻭ ﻻ ﺍﻻﻋﺎﻧﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻻ ﻳﺴﻮﻱ ﺍﲰﺎﺋﻬﻢ‬
‫ﺑﺎﲰﺎﺋﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺗﻘﺪﺱ ﻻﻧﻪ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ‪.‬‬
‫ﳛﲕ ﻋﻔﻲ ﻋﻨﻪ ‪ ١٤٠٠/٢/١٨‬ﻫـ‪.‬‬
 ‫‪- ١٩٧ -‬‬

‫ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳌﺎﻧﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬

‫ﺟﻮﺍﺏ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻋﲔ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﲪﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺩﺭ ﻬﺑﻨﻜﻪ ﺑﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﲜﺎﺋﺰ ﻭ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﺎ ﻬﻧﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺷﺪﺩ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ‬
‫ﻣﺸﺮﻙ ﻭ ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻭﺭﺩﻬﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﻫﺬﺍ‪.‬‬

‫ﺍﳉﻮﺍﺏ‬
‫ﺍﻻﻫﺪﺍﺀ ﺍﱃ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﺤﻖ ﺑﺪﻟﻴﻠﻪ ﻣﺘﺠﺮﺩﺍ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻯ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺨﺬﹸﻭ ُﻩ َﻭ ﻣَﺎ َﻧﻬَﻴ ﹸﻜ ْﻢ َﻋ ْﻨﻪُ ﻓﹶﺎْﻧَﺘﻬُﻮﺍ * ﺍﳊﺸﺮ‪.(٧ :‬‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﻣَﺂ ﺁﺗَﻴ ﹸﻜ ُﻢ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹸﻝ ﹶﻓ ُ‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻐﺔ‪ :‬ﻭﺳﻞ ﻓﻼﻥ ﺍﱃ ﺭﺑﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺗﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻱ ﺗﻘﺮﺏ ﺍﻟﻴﻪ‬
‫ﺑﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﰲ ﺻﺤﺎﺣﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺷﺮﻋﺎ‪ :‬ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭ‬
‫ﺭﺳﻠﻪ ﻭ ﺑﻜﻞ ﻋﻤﻞ ﳛﺒﻪ ﻭ ﻳﺮﺿﺎﻩ‪.‬‬
‫ﷲ َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺟ ﹼﻞ ﻭ ﻋﻼ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ )ﻳَﺂ ﹶﺍﱡﻳﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﺍﱠﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍ َ‬
‫ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ َﻭ ﺟَﺎ ِﻫﺪُﻭﺍ ﻓِﻲ َﺳﺒِﻴ ِﻠ ِﻪ ﹶﻟ َﻌ ﱠﻠﻜﹸ ْﻢ ُﺗ ﹾﻔ ِﻠﺤُﻮ ﹶﻥ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪.(٣٥ :‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ﺍﻱ ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ‪ :‬ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﻓﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ﻓﻬﻮ ﺗﻮﺳﻞ ﺷﺮﻋﻲ ﻭ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻀ ِّﺮ َﻋ ْﻨ ﹸﻜ ْﻢ‬
‫ﻒ ﺍﻟ ﱡ‬
‫ﺸ َ‬
‫ﻼ َﻳ ْﻤ ِﻠﻜﹸﻮ ﹶﻥ ﹶﻛ ْ‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ )ﻗﹸ ِﻞ ﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﺯ َﻋ ْﻤُﺘ ْﻢ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﻚ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﻳ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ َﻳ ْﺒَﺘﻐُﻮ ﹶﻥ ِﺍﻟﹶﻰ َﺭِّﺑ ِﻬﻢُ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ ﹶﺍﱡﻳ ُﻬ ْﻢ ﹶﺍ ﹾﻗ َﺮﺏُ َﻭ َﻳ ْﺮﺟُﻮ ﹶﻥ‬
‫ﻼ * ﺍﹸﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ﺤﻮِﻳ ﹰ‬
‫َﻭ ﹶﻻ َﺗ ْ‬
‫ﺤﺬﹸﻭﺭًﺍ * ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ‪.(٥٧-٥٦ :‬‬
‫ﻚ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ َﻣ ْ‬
‫ﺏ َﺭِّﺑ َ‬
‫َﺭ ْﺣ َﻤَﺘﻪُ َﻭ َﻳﺨَﺎﻓﹸﻮ ﹶﻥ َﻋﺬﹶﺍَﺑ ُﻪ ِﺍ ﱠﻥ َﻋﺬﹶﺍ َ‬
‫ﷲ ِﻋﺒَﺎﺩٌ ﹶﺍ ْﻣﺜﹶﺎﹸﻟ ﹸﻜ ْﻢ ﻓﹶﺎ ْﺩﻋُﻮ ُﻫ ْﻢ‬
‫ﻭ ﺍﻳﻀﺎ ﻗﺎﻝ‪ِ) :‬ﺍ ﱠﻥ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﺗ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﲔ * ﹶﺍﹶﻟﻬُ ْﻢ ﹶﺍ ْﺭ ُﺟﻞﹲ َﻳ ْﻤﺸُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟﻬُ ْﻢ ﹶﺍْﻳ ٍﺪ َﻳ ْﺒ ِﻄﺸُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ‬
‫ﺴَﺘﺠِﻴﺒُﻮﺍ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ ِﺍ ﹾﻥ ﹸﻛ ْﻨُﺘ ْﻢ ﺻَﺎ ِﺩ ِﻗ َ‬
‫ﹶﻓ ﹾﻠَﻴ ْ‬
‫ﺴ َﻤﻌُﻮ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺎ ﻗﹸ ِﻞ ﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ ُﺷ َﺮﻛﹶﺂ َﺀ ﹸﻛ ْﻢ ﹸﺛ ﱠﻢ ﻛِﻴﺪُﻭ ِﻥ‬
‫ﺼﺮُﻭ ﹶﻥ ِﺑﻬَﺂ ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﺁﺫﹶﺍﻥﹲ َﻳ ْ‬
‫ﹶﺍ ْﻡ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ ﹶﺍ ْﻋُﻴﻦٌ ُﻳ ْﺒ ِ‬
 ‫‪- ١٩٨ -‬‬

‫ﻼ ُﺗ ْﻨ ِﻈﺮُﻭ ِﻥ * ﺍﻻﻋﺮﺍﻑ‪.(١٩٥-١٩٤ :‬‬

‫ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﻳﺘﻀﺢ ﳑﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻐﺔ ﻭ ﺷﺮﻋﺎ ﻻ ﳜﺮﺝ ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﻟﻒ ﺍﱃ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭ ﻣﻨﻔﻲ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﰲ ﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺍﱃ ﺭﻬﺑﻢ ﻓﺎﻧﻚ ﻟﺘﺮﻯ ﻳﺎ ﺍﺧﻲ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﺁﻳﺔ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﺗﻌﻄﻲ ﺩﻟﻴﻼ‬
‫ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﻻ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺁﻳﺔ ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ ﺍﻳﻀﺎ ﺗﺆﻳّﺪ ﻭ ﺗُﻠﺘﻔﺖ ﺍﻧﻈﺎﺭ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ‬
‫ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺎﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺎﻃﺒﻬﻢ ﺟ ﹼﻞ ﻭ ﻋﻼ ﻭ ﺍﻭﺿﺢ ﻓﻴﻬﺎ )ﻗﹸ ِﻞ‬
‫ﻼ(‪.‬‬
‫ﺤﻮِﻳ ﹰ‬
‫ﻀ ِّﺮ َﻋ ْﻨ ﹸﻜ ْﻢ َﻭ ﹶﻻ َﺗ ْ‬
‫ﻒ ﺍﻟ ﱡ‬
‫ﺸ َ‬
‫ﻼ َﻳ ْﻤ ِﻠﻜﹸﻮ ﹶﻥ ﹶﻛ ْ‬
‫ﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﺯ َﻋ ْﻤُﺘ ْﻢ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﻭ ﺍﺷﺪ ﻣﺎ ﺍﻭﺿﺢ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﷲ ﰲ ﺁﻳﺔ ﺍﻻﻋﺮﺍﻑ ﺍﻱ ﺍﳌﺪﻋﻮﻭﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻣﺜﺎﻟﻜﻢ‬
‫ﻳﻌﲏ ﺍﺫﺍ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺍﻟﻴﻪ ﳑﺜﻠﻜﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ‪ ،‬ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺪﻋﻮﻥ؟ ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﺘﻈﺎﻓﺮﺓ ﻭ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺍﶈﺘﺠﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻟﻴﺜﺒﺘﻮﺍ ﺻﺤﺔ ﻣﺪﻋﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﳌﻤﻨﻮﻉ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺠﺠﺎ‬
‫ﻭ ﻻ ﺑﺮﺍﻫﲔ ﺍﳕﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻟﺒﺴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺳﻮّﻟﺖ ﳍﻢ‪.‬‬
‫ﻭ ﲨﻴﻊ]‪ [١‬ﻣﺎ ﺗﺮﺩ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪﺍ ﻛﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬
‫ﺍﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻻﻋﻤﻰ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻭ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺳﻮﺍﺩ ﺑﻦ ﻗﺎﺭﺏ ﻛﻠﻬﺎ‬
‫ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻜﺬﻭﺏ ﺑﺎﻃﻞ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺍﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﺣﺪ ﻳﺴﺘﺮﺷﺪ ﻭ‬
‫ﻳﺴﺘﻬﺪﻱ ﻭ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺿﻞ ﺿﻼﻻ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺫﻧﺒﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ‪.‬‬
‫] ‪[٢‬‬
‫ﻓﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﺑﺎﻱ ﺍﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻣﻮﺍﺕ( ﻓﻤﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﺎ ﻬﻧﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺷﺪ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ‬
‫ﻣﺸﺮﻙ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﷲ ﺍﻱ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﷲ‬
‫ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺑﺎﲰﺎﺋﻪ ﺍﳊﺴﲎ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﺑﺎﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ‪.‬‬
‫»ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ«‬

‫)‪ (١‬ﻫﺬﺍ ﺍﻳﻀﺎ ﻛﺬﺏ ﻣﻠﻔﻖ‬

‫)‪ (٢‬ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬
 ‫‪- ١٩٩ -‬‬

‫ﻋﲔ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ‬ ‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺻﺤﻴﺢ‬

‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﲪﺪﻳﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻪ ﳍﲑﻳﺎ ﺳﺮﺍﻯ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺻﺪﺭ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ‬
‫ﺩﺭ ﻬﺑﻨﻜﻪ‬ ‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺻﺤﻴﺢ‬
‫‪ ١٩٨٠/١/١٠‬ﻉ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻋﻔﻲ ﻋﻨﻪ‬
‫ﺧﺘﻢ‬ ‫ﻣﺪﺭﺱ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬
‫‪Darul-Uloom Ahmadia Salafia‬‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﲪﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ‬
‫ﳍﲑﻳﺎ ﺳﺮﺍﻯ ﺩﺭ ﺑﻨﺠﻪ )ﻬﺑﺎﺭ(‬
‫‪Laheria Sarai, Darbhanca Bihar‬‬
‫ﱄ ﺟﻮﺍﺑﻪ‬‫ﻭ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺧﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍ ﹼ‬
‫ﺍﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﺌﻠﺔ ﻭ ﺍﺭﺳﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﰲ ﻇﺮﻑ ﻣﺴﺠّﻞ )ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ‪ ٣١٢٣‬ﻣﻜﺘﺐ‬
‫ﺍﻟﱪﻳﺪ ﻛﻠﻴﺎ ﰲ ﺗﺄﺭﻳﺦ ‪ ٩٨٠/ /٢٩‬ﻡ‪ (.‬ﻭ ﺍﺭﻓﻘﺖ ﺑﺎﺳﺌﻠﱵ ﻇﺮﻓﺎ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﲰﻰ ﻭ ﺍﲰﻪ ﻭ ﻃﻮﺍﺑﻊ ﺑﺮﻳﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﺴﺠﻴﻞ ﻓﺎﺳﺘﻠﻤﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻭ ﻭﻗﹼﻊ ﺑﺎﻻﺳﺘﻼﻡ‬
‫ﻧﻔﺴﻪ )ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٩٨٠/٢/٧‬ﻡ‪ (.‬ﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﻜﺬﺍ‪:‬‬
‫ﺇﱃ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻋﲔ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ‪.‬‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﲪﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﳍﲑﻳﺎ ﺳﺮﺍﻯ ﺩﺭ ﻬﺑﻨﻜﻪ‬
‫ﱄ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ ﻋﻤﺎ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ‬ ‫ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺍ ﹼ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻗﺪ ﻣﺴﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﱃ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺸﺊ ﻳﺴﲑ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻭ‬
‫ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﺟﻴﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﻣﺼﺮﺣﲔ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﺍﻱ ﻧﺺ ﻗﻄﻌﻲ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﱃ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ؟‬
‫ﷲ َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ‬
‫‪ - ٢‬ﲟﺎ ﻳﺪﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ﻳَﺂ ﹶﺍﱡﻳﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﺍﱠﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍ َ‬
‫َﻭ ﺟَﺎ ِﻫﺪُﻭﺍ ﻓِﻲ َﺳﺒِﻴ ِﻠ ِﻪ ﹶﻟ َﻌ ﱠﻠﻜﹸ ْﻢ ُﺗ ﹾﻔ ِﻠﺤُﻮ ﹶﻥ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٣٥ :‬ﻭ ﻗﻮﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﺮﺏ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ؟‬
 ‫‪- ٢٠٠ -‬‬

‫ﻼ‬
‫‪ - ٣‬ﻫﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ )ﻗﹸ ِﻞ ﺍ ْﺩﻋُﻮﺍ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﺯ َﻋ ْﻤُﺘ ْﻢ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﻼ * ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ‪ (٥٦ :‬ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻻﻋﺮﺍﻑ‬
‫ﺤﻮِﻳ ﹰ‬
‫ﻀ ِّﺮ َﻋ ْﻨ ﹸﻜ ْﻢ َﻭ ﹶﻻ َﺗ ْ‬
‫ﻒ ﺍﻟ ﱡ‬
‫ﺸ َ‬
‫َﻳ ْﻤ ِﻠﻜﹸﻮ ﹶﻥ ﹶﻛ ْ‬
‫ﺴَﺘﺠِﻴﺒُﻮﺍ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ ِﺍ ﹾﻥ ﹸﻛ ْﻨُﺘ ْﻢ‬
‫ﷲ ِﻋﺒَﺎﺩٌ ﹶﺍ ْﻣﺜﹶﺎﹸﻟ ﹸﻜ ْﻢ ﻓﹶﺎ ْﺩﻋُﻮ ُﻫ ْﻢ ﹶﻓ ﹾﻠَﻴ ْ‬
‫)ِﺍ ﱠﻥ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﺗ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﲔ * ﺍﻻﻋﺮﺍﻑ‪ (١٩٤ :‬ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺍﻡ ﰲ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ‬ ‫ﺻَﺎ ِﺩ ِﻗ َ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﻮﻥ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻭﻟﻮﺍ ﺟﺎﻩ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﺍﳊﻘﲑﺓ ﺍﻟﻐﲑ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻭ ﻻ‬
‫ﷲ َﻭ ِﺟﻴ ًﻬﺎ(؟ ﺃﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻛﺎ ﹶﻥ ِﻋ ْﻨ َﺪ ﺍ ِ‬
‫ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻧّﻬﻢ ﻳﺘﻘﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﻴﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﻢ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ؟‬
‫‪ - ٤‬ﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﺫﺍ ﺟﺎﻩ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﻪ‬
‫ﻣﺜﻞ ﺟﺎﻩ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ؟‬
‫‪ - ٥‬ﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺍﻻﻣﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ؟‬
‫‪ - ٦‬ﻗﺪ ﺻﺮﺣﺘﻢ ﺑﻘﻮﻟﻜﻢ »ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭ ﺑﺎﻱ ﺍﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻻ‬
‫ﳚﻮﺯ« ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﺣﺪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺪ‬
‫ﺛﺒﺖ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﻢ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﺍﳌﺸﺮﻙ ﲟﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﺎ ﻬﻧﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺷﺪ‬
‫ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻫﻞ ﲡﻮﺯﻭﻥ ﺫﻟﻚ؟‬
‫ﺍﺟﻴﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ‪ ١٤٠‬ﺍﺗﺮﺳﺌﻴﺎ‪-‬ﺍﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ‪١٠ ٣‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻻﻭﻝ ‪١٤٠٠‬‬
‫ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻣﺪﺓ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﺷﻬﺮ ﰒ ﺟﺎﺀﱐ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺍﺭﺳﻠﺘﻪ ﺍﻟﻴﻪ‬
‫ﻱ ﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺌﻠﱵ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﱵ ﻛﻨﺖ ﺍﺭﺳﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻓﻴﻪ ﺧﻄﺎﺏ‬ ‫ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﺑﺎﻟﱪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺎﺩ ّ‬
‫ﲞﻂ ﻏﲑﻩ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﺳﻢ ﺍﳌﺮﺳﻞ ﲞﻂ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺍﳋﻄﺎﺏ‬
‫ﻭ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ‪:‬‬
 ‫‪- ٢٠١ -‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻻﺥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ‬
‫ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭ ﺑﻌﺪ‪:‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﺘﻠﻤﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﺷﻬﺮ ﺧﻄﺎﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ‬
‫ﻓﺎﺣﻴﻄﻚ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎﻧﲏ ﻛﻨﺖ ﺍﺭﻏﺐ ﰲ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺌﻠﺘﻚ ﻭ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺍﺣﺎﻭﻝ ﺍﱃ ﻳﻮﻣﻲ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻥ ﺍﻓﺮﻍ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻭﻗﺎﰐ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻻﺟﻞ ﺍﺷﻐﺎﱄ‬
‫ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﳌﺎ ﺍﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻟﻌﹼﻠﻲ ﻻ ﺍﺟﺪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ‬
‫ﻓﺎﺭﺟﻮ ﺍﳌﻌﺬﺭﺓ ﻭ ﺍﺭﺳﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻄﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﱪﻳﺪﻳﺔ ﺍﳌﻠﺼﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻫﺬﺍ‬
‫ﻭ ﻭﻓﻘﲏ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻳﺎﻙ ﳌﺎ ﳛﺐ ﻭ ﻳﺮﺿﻰ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺍﱃ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ‬
‫ﻋﲔ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ‬
‫ﺍﳌﺪﺭﺱ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﲪﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺑﺪﺭﻬﺑﻨﺠﻪ‬
‫)ﺑﻴﻬﺎﺭ( ‪ ٨٠/١٢/٣‬ﻉ‬
‫ﺟﻮﺍﺏ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﴰﺲ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﻨﺎﺭﺱ‬
‫ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﳐﺎﻟﻒ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﻮﻥ ﻭ ﻏﲑ ﺳﺒﻴﻞ‬
‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﻫﻮ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻛﺎﳌﺸﺮﻙ ﺍﶈﺾ ﻭ‬
‫ﺍﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻠﲔ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﲝﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻦ ﺍﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﳋﲑ ﻫﻞ ﻳﻌﺘﺪ ﻬﺑﺎ ﺍﻡ ﻻ ﻭ ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻟﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﺍﻭﺭﺩﻬﺗﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﻫﺬﺍ‪.‬‬
‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬
‫ﺧﺘﻢ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﻨﺎﺭﺱ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ‬
‫ﺧﺘﻢ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﻨﺎﺭﺱ‬
‫ﺖ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ ﺩِﻳَﻨ ﹸﻜ ْﻢ َﻭ‬
‫‪ - ١‬ﻗﺪ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ )ﹶﺍﹾﻟَﻴ ْﻮ َﻡ ﹶﺍ ﹾﻛ َﻤ ﹾﻠ ُ‬
‫ﻼ َﻡ ﺩِﻳﻨًﺎ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪.(٣ :‬‬
‫ﺖ ﹶﻟﻜﹸﻢُ ﹾﺍ ِﻻ ْﺳ ﹶ‬
‫ﺖ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ ِﻧ ْﻌ َﻤِﺘِﻲ َﻭ َﺭﺿِﻴ ُ‬
‫ﹶﺍْﺗ َﻤ ْﻤ ُ‬
 ‫‪- ٢٠٢ -‬‬

‫ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻳﺰﺍﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻭ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﻭ ﱂ ﺗﺄﺕ ﺁﻳﺔ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﺒﻴّﲔ‬
‫ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﺠﻤﻟﻴﺪ ﻭ ﻓﺮﻗﺎﻧﻪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ) َﻭ َﻣ ْﻦ ُﻳﺸَﺎ ِﻗ ِﻖ ﺍﻟ ﱠﺮﺳُﻮ ﹶﻝ‬
‫ﺼ ِﻠ ِﻪ َﺟ َﻬﱠﻨ َﻢ َﻭ‬
‫ﲔ ُﻧ َﻮِّﻟ ِﻪ ﻣَﺎ َﺗ َﻮﻟﱠﻰ َﻭ ﻧُ ْ‬
‫ِﻣ ْﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ ﻣَﺎ َﺗَﺒﱠﻴ َﻦ ﹶﻟﻪُ ﺍﹾﻟ ُﻬﺪَﻯ َﻭ َﻳﱠﺘِﺒ ْﻊ ﹶﻏ ْﻴ َﺮ َﺳﺒِﻴ ِﻞ ﺍﹾﻟﻤُ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬
‫ﺼﲑًﺍ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪.(١١٥ :‬‬
‫ﺕ َﻣ ِ‬
‫ﺳﺂ َﺀ ْ‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﳐﺎﻟﻒ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﻮﻥ ﻭ ﻏﲑ ﺳﺒﻴﻞ‬
‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﱂ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﻬﺑﻢ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﲨﻌﲔ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺤﻄﻮﺍ ﻓﺠﺎﺅﺍ ﺍﱃ ﺍﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ‬
‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﺭﺳﻞ ﺍﱃ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺎ ﺍﺫﺍ‬
‫ﺟﺪﺑﻨﺎ ﺩﻋﺎ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﻧﺖ ﻋﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺎﺩﻉ‬
‫ﻟﻨﺎ ﻓﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﳌﺼﻠﻰ ﻓﺼﻠﻰ ﻬﺑﻢ ﻭ ﺩﻋﺎ ﳍﻢ ﻓﺎﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭ ﱂ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻫﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻏﲑﻩ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻳﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﺎﳝﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻛﺎﻣﻞ ﻭ ﺍﳝﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻧﺎﻗﺺ ﻭ‬
‫ﻟﻴﺲ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻳﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﺎﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻛﺎﳌﺸﺮﻙ ﺍﶈﺾ‬
‫ﺸ ِﺮﻛﹸﻮ ﹶﻥ * ﻳﻮﺳﻒ‪ (١٠٦ :‬ﻭ ﰲ‬
‫ﷲ ِﺍ ﱠﻻ َﻭ ُﻫ ْﻢ ُﻣ ْ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﻣَﺎ ﻳُ ْﺆ ِﻣﻦُ ﹶﺍ ﹾﻛﹶﺜﺮُﻫُ ْﻢ ﺑِﺎ ِ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ )ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ ﻣﺴﺘﻴﻘﻨﺎ ﻬﺑﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﻼ ُﻧﻘِﻴ ُﻢ‬
‫ﺖ ﹶﺍ ْﻋﻤَﺎﹸﻟ ُﻬ ْﻢ ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﺤِﺒ ﹶﻄ ْ‬
‫ﺕ َﺭﱢﺑ ِﻬ ْﻢ َﻭِﻟﻘﹶﺂِﺋ ِﻪ ﹶﻓ َ‬
‫ﻚ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﹶﻛ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ﺑِﺂﻳَﺎ ِ‬
‫ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻙ ﺍﶈﺾ )ﺍﹸﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ َﻳ ْﻮ َﻡ ﺍﹾﻟ ِﻘَﻴ َﻤ ِﺔ َﻭﺯْﻧﹰﺎ * ﺍﻟﻜﻬﻒ‪.(١٠٥ :‬‬
‫ﻭ ﺑﻮﺏ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻣﻦ ﺍﻛﻔﺮ ﺍﺧﺎﻩ ﺑﻐﲑ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻓﻬﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ( ﻭ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬
‫)ﺍﻳّﻤﺎ ﺭﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻻﺧﻴﻪ ﻛﺎﻓﺮ ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺀ ﻬﺑﺎ ﺍﺣﺪﳘﺎ( ﺝ‪ ،٢ :‬ﺹ‪ .٩٠١ :‬ﻭ ﺑﻮﺏ ﺍﻳﻀﺎ‬
‫ﺑﺎﺏ )ﻣﻦ ﱂ ﻳﺮ ﺍﻛﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻣﺘﺄ ّﻭﻻ ﺍﻭ ﺟﺎﻫﻼ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﳊﺎﻃﺐ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻭ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﻟﻌﻞ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﱃ ﺍﻫﻞ ﺑﺪﺭ‬
‫ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻜﻢ(‪.‬‬
 ‫‪- ٢٠٣ -‬‬

‫ﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺴﻜﺖ ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﳋﲑ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﺪ ﺍﻡ ﻻ‪ .‬ﻭ ﺍﷲ‬
‫ﺍﻋﻠﻢ ﻭ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﰎ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫ﴰﺲ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻭ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭ ﻟﺸﻴﻮﺧﻪ‬
‫ﻣﺮﻛﺰﻱ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﻨﺎﺭﺱ ‪ ١٩٨٠/١/٧‬ﻡ ‪ ١٤٠٠/٢/١٨ -‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﱐ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺳﺆﺍﻟﲔ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﺘﻌﻠﻘﺎﻥ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﺠﻤﻟﻴﺐ‬
‫ﰲ ﻇﺮﻑ ﻣﺴﺠّﻞ )ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ‪ ٣٠٨٩‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﻛﻠﻴﺎ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪(١٩٨٠/١/٢٤‬‬
‫ﻭ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﻣﻌﻪ ﻇﺮﻓﺎ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﻭ ﻃﻮﺍﺑﻊ ﺑﺮﻳﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﺴﺠﻴﻞ ﻓﺎﺳﺘﻠﻤﻪ ﺍﺣﺪ‬
‫ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻭﻗﹼﻊ ﺑﺎﻻﺳﺘﻼﻡ )ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٩٨٠/١/٢٨‬ﻡ‪ (.‬ﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﻜﺬﺍ‪:‬‬
‫ﺍﱃ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﴰﺲ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﻨﺎﺭﺱ‬
‫ﱄ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ ﺍﳌﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻒ ﻭ‬ ‫ﻭﺻﻞ ﺍ ﹼ‬
‫ﺍﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺋﻲ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ‬
‫ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻣﺴﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﱃ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﲟﺎ‬
‫ﺍﺭﻳﺪ ﺑﺸﺊ ﻳﺴﲑ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ﰲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻟﲔ ﻓﺎﺟﻴﺒﻮﺍ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﺼﺮﺣﲔ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺘﻢ ﰲ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ »ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻫﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ‬
‫ﷲ ﹶﻻ َﻳ ْﻐ ِﻔﺮُ ﹶﺍ ﹾﻥ‬
‫ﺍﱁ« ﺍﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻫﺬﺍ؟ ﺍﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻪ )ِﺍ ﱠﻥ ﺍ َ‬
‫ﻚ ِﻟ َﻤ ْﻦ َﻳﺸَﺎ ُﺀ * ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪(١١٦ :‬؟ ﻭ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺸ َﺮ َﻙ ِﺑ ِﻪ َﻭ َﻳ ْﻐ ِﻔﺮُ ﻣَﺎ ﺩُﻭ ﹶﻥ ﹶﺫِﻟ َ‬
‫ﻳُ ْ‬
‫ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﺔ؟ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﻭ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺘﻢ ﰲ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ »ﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﳑﺎ ﺍﺧﺮﺟﻪ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﱁ« ﺍ ّ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﻘﻮﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ؟ ﺑﻴﻨﻮﻩ ﻣﻊ ﲤﺎﻡ ﺳﻨﺪﻩ ﻭ ﻛﻤﺎﻝ ﻣﺘﻨﻪ ﻭ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﻫﻞ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﺍﻡ ﻻ؟‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ‪ ١٤٠‬ﺍﺗﺮﺳﺌﻴﺎ ﺍﻟﻪ ﺁﺑﺎﺩ ‪ ٥ ٣‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻻﻭﻝ ﺳﻨﺔ ‪ ١٤٠٠‬ﻫـ‪.‬‬
 ‫‪- ٢٠٤ -‬‬

‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺳﺎﻛﺖ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻭ ﺍﻟﻄﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﱪﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ‬
‫ﻛﻨﺖ ﺍﺭﺳﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ‪.‬‬
‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻧﺪﻭﺱ ﻣﺮﺳﻴﻜﺎﻥ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬
‫ﻟﻠﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﺳﻮﺭﺍﺑﺎﻳﺎ ﺍﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻓﻬﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻭ ﺍﺫﺍ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ ﺩﻋﺎﺀﻫﻢ ﰲ ﺍﻳﺎﻡ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻗﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻬﺑﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻬﺗﻢ ﻓﻼ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺷﺮﻙ ﻭ‬
‫ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻭﺭﺩﻬﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﻫﺬﺍ‪.‬‬

‫‪PUSAT STUDI TENTANS TIMUR TENSAH‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻟﻠﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ »ﺳﻮﻧﻦ ﺍﻣﺒﻞ«‬
‫‪ STATE INSTITUTE FOR ISLAMIC LEARNINS‬ﺳﻮﺭﺍﺑﺎﻳﺎ‪-‬ﺍﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ‬
‫‪SUNAN AMPEL CENTRE FOR MIDDLE EAST STUDIES‬‬
‫‪Address: JI-A-Yani 117 Phone 68298 Surabaya-Indonesia‬‬

‫ﺍﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ‬

‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭ ﺑﻌﺪ‪:‬‬
‫ﻓﻴﺴﻌﺪﱐ ﺍﻥ ﺍﺣﻴﻄﻜﻢ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻟﻠﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻌﺜﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺮﺩﺍ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﺑﻌﺚ ﺍﻟﻴﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ‬
‫ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﻓﻴﺎ ﳌﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺴﺄﻟﻪ‪.‬‬
‫ﺍﺧﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‪،‬‬
‫ﺑﻌﺪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻌﺜﺘﻬﺎ ﺍﱃ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻧﻠﺨﺼﻪ ﰲ‬
‫ﺍﳌﺴﺄﻟﺘﲔ ﺍﻵﺗﻴﺘﲔ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﺣﻜﻢ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‪.‬‬
 ‫‪- ٢٠٥ -‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﺼﻮﻏﻬﺎ ﰲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻵﰐ‪:‬‬

‫ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺃﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺍﻡ ﻻ؟‬
‫ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻧﻀﻌﻬﺎ ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻟﲔ ﺍﻵﺗﻴﲔ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ ﺍﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺍﻡ ﻣﺸﺮﻙ؟‬
‫‪ - ٢‬ﺃﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﳊﺞ ﻭ ﻣﺎ ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺘﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺍﻡ‬
‫ﻣﺮﺩﻭﺩﺓ؟‬
‫ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﳒﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻓﻠﻨﻌﺮﻑ ﺍﻭﻻ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﺠﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻻﺩﺏ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‪:‬‬
‫)ﻭﺳﻞ ﻭ ﻭﺳّﻞ ﻭ ﺗﻮﺳّﻞ( ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﻌﻤﻞ‪ :‬ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼ ﺗﻘﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﰲ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺍﳌﻴﺴﺮ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ‬
‫ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﺍﻱ ﺍﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺭﺿﺎﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﱀ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ‪ .‬ﺍﻱ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻓﺎﺳﺘﻌﲑﺕ ﳌﺎ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺍﱃ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻻﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ‪:‬‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﺁﻣﺮﺍ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺘﻘﻮﺍﻩ ﻭ ﻫﻲ ﺍﺫﺍ ﻗﺮﻧﺖ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻬﺑﺎ‬
‫ﺍﻻﻧﻜﻔﺎﻑ ﻋﻦ ﺍﶈﺎﺭﻡ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ‪.‬‬
‫ﰒ ﻗﺎﻝ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻋﻦ‬
‫ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻱ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﳎﺎﻫﺪ ﻭ ﺍﺑﻮ ﻭﺍﺋﻞ ﻭ ﺍﳊﺴﻦ ﻭ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﻭ ﺍﻟﺴﺪﻱ‬
‫ﻭ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻭ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ‪.‬‬
‫ﻚ‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺍﻱ ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ ﻭ ﻗﺮﺃ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ )ﺍﹸﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ َﻳ ْﺪﻋُﻮ ﹶﻥ َﻳ ْﺒَﺘﻐُﻮ ﹶﻥ ِﺍﻟﹶﻰ َﺭِّﺑ ِﻬﻢُ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ * ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ‪ (٥٧ :‬ﰒ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ‬
‫ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻴﻪ‪.‬‬
 ‫‪- ٢٠٦ -‬‬

‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ‪:‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﻬﺑﺎ ﺍﱃ ﲢﺼﻴﻞ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻟﻐﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻳﻀﺎ‪ :‬ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻠﻰ ﻣﱰﻟﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻣﱰﻟﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺩﺍﺭﻩ‬
‫ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻣﻜﻨﺔ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﺮﺵ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﻜﺪﺭ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬
‫ﺏ‬
‫ﺍﷲ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺣﲔ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺭ ّ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺁﺕ ﳏﻤﺪﺍ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﺑﻌﺜﻪ ﻣﻘﺎﻣﺎ‬
‫ﳏﻤﻮﺩﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪﺗﻪ ﺣﻠﺖ ﻟﻪ ﺷﻔﺎﻋﱵ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ(‪.‬‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺍﻧﻪ ﲰﻊ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﺫﺍ ﲰﻌﺘﻢ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ‬
‫ﰒ ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠ ّﻲ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠ ّﻲ ﺻﻼﺓ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺸﺮﺍ ﰒ ﺳﻠﻮﺍ ﺍﷲ ﱄ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‬
‫ﻓﺎﻬﻧﺎ ﻣﱰﻟﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻻ ﺗﻨﺒﻐﻲ ﺍ ﹼﻻ ﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺍﻛﻮﻥ ﺍﻧﺎ ﻫﻮ ﻓﻤﻦ ﺳﺄﻝ‬
‫ﱄ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺣﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ(‪.‬‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ )ﺍﺫﺍ ﺻﻠﻴﺘﻢ ﻋﻠ ّﻲ ﻓﺴﻠﻮﺍ ﱄ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ( ﻗﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭ ﻣﺎ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ؟ ﻗﺎﻝ‬
‫)ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻻ ﻳﻨﺎﳍﺎ ﺍ ﹼﻻ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺍﻛﻮﻥ ﺍﻧﺎ ﻫﻮ(‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﲪﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﳌﺮﺍﻏﻲ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﳉﻤﻠﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ‬
‫ﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻥ ﻳﺘﻘﻮﻩ ﻭ ﻳﺒﺘﻐﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﻔﺘﺘﻨﻮﺍ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰒ ﺍﻛﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﲔ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻻ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍ ﹼﻻ ﻬﺑﻤﺎ‪ :‬ﻓﻤﻦ ﱂ ﻳﻨﻠﻬﺎ ﻻﻗﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﻮﺍﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﺎﻉ ﻭﺻﻔﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ‪َ ) :‬ﻭ ﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ‬
‫ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ‪ ،‬ﺍﻱ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺑﺔ‪ ......‬ﻓﺎﺳﺘﻌﲑﺕ ﳌﺎ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ ﺍﱃ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺣﺠﺎﺯﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻋﻦ ﻣﻌﲎ ﺍﻵﻳﺔ ) َﻭ ﺍْﺑَﺘ ُﻐﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ‬
 ‫‪- ٢٠٧ -‬‬

‫ﺍﹾﻟ َﻮ ِﺳﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ( ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺍﱃ ﲢﺼﻴﻞ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ‪ ،‬ﻭ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﱰﻟﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ‪.‬‬
‫ﺍﳌﻌﲎ‪ :‬ﻳﺎ ﺍﻳّﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺼﻔﺘﻢ ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﺧﺬﻭﺍ ﻟﻨﻔﺴﻜﻢ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﷲ‬
‫ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺍﻣﺮﻩ ﻭ ﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻬﻧﻴﻪ ﻭ ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﺍﱃ ﺭﻬﺑﻢ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﰒ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﻭ ﺍﺗّﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺑﺘﻐﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﰉ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﺣﺘﻤﻠﻮﺍ ﺍﳉﻬﺪ ﻭ ﺍﳌﺸﻘﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﺩ‪.‬‬
‫ﰒ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﺍﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺀ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﻥ‪:‬‬
‫ﺍﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﰉ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ »ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﺍﺫﺍ ﺍﺟﺪﺑﻨﺎ ﺗﻮﺳﻠﻨﺎ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﻓﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ‬
‫ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ« ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭ ﻫﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮﻯ ﺍﻬﻧﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ‬
‫ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻪ ﻛﻌﻤﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩ ﻓﻬﻮ‪ :‬ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻱ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻗﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ‬
‫ﻭﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﻭﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺑﻪ ﻧﺺ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮﺣﻨﻴﻔﺔ]‪ [١‬ﻭﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﻳﺄﺑﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭ ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﰲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻵﻳﺔ ﻭ ﻻ ﰲ ﻏﲑﻫﺎ‪.‬‬
‫ﰒ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺍﺧﻲ ﰲ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﰲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻧﻪ ﳏﺼﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻻ ﰲ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻭ ﻻ ﰲ ﻏﲑﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺗﻔﺎﺳﲑﻫﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻜﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺗﻔﺎﺳﲑﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻌﲏ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﲜﺎﺋﺰ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺍﻭ ﺍﻧﻪ ﺷﺮﻙ‬
 ‫‪- ٢٠٨ -‬‬

‫ﺺ َﻭ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ‬
‫ﷲ ﺍﻟﺪﱢﻳ ُﻦ ﺍﹾﻟﺨَﺎِﻟ ُ‬
‫ﺨ ِﻠﺼًﺎ ﹶﻟﻪُ ﺍﻟﺪﱢﻳ َﻦ * ﹶﺍ ﹶﻻ ِ ِ‬
‫ﷲ ُﻣ ْ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ )ﻓﹶﺎ ْﻋﺒُ ِﺪ ﺍ َ‬
‫ﺨﺬﹸﻭﺍ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ﹶﺍ ْﻭِﻟﻴَﺂ َﺀ ﻣَﺎ َﻧ ْﻌﺒُﺪُﻫُ ْﻢ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟُﻴ ﹶﻘ ﱢﺮﺑُﻮﻧَﺎ ِﺍﻟﹶﻰ ﺍﷲ ُﺯﹾﻟﻔﹶﻰ * ﺍﻟﺰﻣﺮ‪.(٣-٢ :‬‬
‫ﺍﱠﺗ َ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‪:‬‬
‫»ﻓﺎﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳐﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ« ﻭ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺧﻼﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻠﻤﺔ‬
‫ﺗﻘﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫ﰒ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺣﺪ ﺍﷲ ﻳﺪﻳﻦ ﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﻻ ﳛﲏ ﻫﺎﻣﺘﻪ ﻻﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ ﻭ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﺎﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻓﻮﻕ ﻋﺒﺎﺩﻩ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻛﻠﻬﻢ ﺿﻌﺎﻑ ﻣﻬﺎﺯﻳﻞ ﻻ ﳝﻠﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻧﻔﻌﺎ ﻭ ﻻ ﺿﺮﺍ ﻓﻼ‬
‫ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﻥ ﳛﲏ ﻫﺎﻣﺘﻪ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻣﺜﻠﻪ ﻻ ﳝﻠﻜﻮﻥ ﻻﻧﻔﺴﻬﻢ ﻧﻔﻌﺎ ﻭ ﻻ ﺿﺮﺍ‬
‫ﻭ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻫﻮ ﺍﳌﺎﻧﺢ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﻻﺣﺪ ﻏﲑﻩ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﲏ ﻭ ﺍﳋﻠﻖ‬
‫ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻘﺮﺍﺀ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﺍﳓﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬
‫ﺍﳋﺎﻟﺺ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﳍﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﻛﻞ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻟﻨﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻘﺪﻳﺴﲔ ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺗﺸﺒﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬
‫ﺍﻻﻭﻟﲔ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﻘﺮﺑﺎ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﻭ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﺸﻔﺎﻋﺘﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﻭ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﳛﺪﺩ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻴﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﳋﺎﻟﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻠﺘﺒﺲ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻭ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ‬
‫ﺨ ِﻠﺼًﺎ ﹶﻟﻪُ ﺍﻟﺪﱢﻳ َﻦ( ﺍﻱ‬
‫ﷲ ُﻣ ْ‬
‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ‪ .‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺮﺍﻏﻲ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ‪) :‬ﻓﹶﺎ ْﻋﺒُ ِﺪ ﺍ َ‬
‫ﻓﺎﻋﺒﺪﻩ ﺗﻌﺎﱃ ﳑﺤﻀﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﰲ ﺗﻀﺎﻋﻴﻒ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﲣﺼﺼﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻧﺪ ﻟﻪ ﻭ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ‪.‬‬

‫ﻭ ﻗﺎﻝ‪ :‬ﰒ ﺍﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪:‬‬

‫ﷲ ﺍﻟﺪﱢﻳ ُﻦ ﺍﹾﻟﺨَﺎِﻟﺺُ( ﺍﻱ ﺍﻻ ﷲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻛﺔ ﻻﺣﺪ‬
‫)ﹶﺍ ﹶﻻ ِ ِ‬
‫ﻣﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻻﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻠﻜﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻤﻠﻮﻙ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﺎﻟﻜﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ‪:‬‬
 ‫‪- ٢٠٩ -‬‬

‫ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﱐ ﺍﺗﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻭ ﺍﺻﻨﻊ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ ﻭ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﳏﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﺎ‬
‫ﷲ ﺍﻟﺪﱢﻳ ُﻦ ﺍﹾﻟﺨَﺎِﻟﺺُ(‪.‬‬
‫ﺷﻮﺭﻙ ﻓﻴﻪ( ﰒ ﺗﻼ‪) :‬ﹶﺍ ﹶﻻ ِ ِ‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺑﺎﻥ ﺍﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺧﻼﺹ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ ﺑﺬﻡ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫ﺨﺬﹸﻭﺍ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ﹶﺍ ْﻭِﻟﻴَﺂ َﺀ ﻣَﺎ َﻧ ْﻌﺒُﺪُﻫُ ْﻢ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟُﻴ ﹶﻘ ﱢﺮﺑُﻮﻧَﺎ ِﺍﻟﹶﻰ ﺍﷲ‬
‫ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﻘﺎﻝ‪َ ) :‬ﻭ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺍﱠﺗ َ‬
‫ُﺯﹾﻟﻔﹶﻰ * ﺍﻟﺰﻣﺮ‪ (٣ :‬ﺍﻱ ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﻳﻌﺒﺪﻭﻬﻧﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ‬
‫ﺍ ﹼﻻ ﻟﻴﻘﺮّﺑﻮﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﱰﻟﺔ ﻭ ﻳﺸﻔﻌﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﰲ ﺣﺎﺟﺘﻨﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﻢ ﻟﻼﺻﻨﺎﻡ ﺍﻬﻧﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﲤﺎﺛﻴﻞ ﻟﻠﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻀﻮﺍ ﻭ ﻋﺒﺪﻭﻫﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻬﻧﺎ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﻻﻟﻪ‬
‫ﺍﻻﻋﻈﻢ ﺍﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﺒﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﳍﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻌﺒﺪ‪.‬‬
‫ﺍﻻﻟﻪ ﺍﻻﻋﻈﻢ‪ .‬ﻭ ﻫﺬﻩ ﺷﺒﻬﺔ ﲤﺴﻚ ﻬﺑﺎ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﰲ ﻗﺪﱘ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭ ﺣﺪﻳﺜﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳊﺠﺎﺯﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ‪.‬‬
‫ﺺ( ﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳋﺎﻟﺺ ﻓﻼ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭ ﻻ ﻧﺪ‪.‬‬ ‫ﷲ ﺍﻟﺪﱢﻳ ُﻦ ﺍﹾﻟﺨَﺎِﻟ ُ‬
‫)ﹶﺍ ﹶﻻ ِ ِ‬
‫ﻓﺎﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺧﻼﺹ ﺍﻓﺎﺩﺗﻪ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺪ‬
‫ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺎﺩﺗﻪ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳛﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻊ ﺍﻻﺧﻼﺹ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺁﳍﺔ ﻋﺒﺪﻭﻫﺎ ﻭ ﺍﺷﺮﻛﻮﺍ ﺑﺎﷲ ﻏﲑﻩ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺍ ﹼﻻ ﻟﻴﻘﺮّﺑﻮﻧﺎ ﺍﱃ‬
‫ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ‪.‬‬
‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ؟ ﻭ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻘﻜﻢ؟ ﻭ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﺭﺽ‬
‫ﻭ ﺍﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺎﺀ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ‪ :‬ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﻌﲎ ﻋﺒﺎﺩﺗﻜﻢ ﻏﲑﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﺒﺪﻧﺎﻫﻢ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ ﻭ‬
‫ﷲ ﹸﻗ ْﺮﺑَﺎﻧًﺎ ﺁِﻟ َﻬ ﹰﺔ * ﺍﻻﺣﻘﺎﻑ‪:‬‬
‫ﺨﺬﹸﻭﺍ ِﻣ ْﻦ ﺩُﻭ ِﻥ ﺍ ِ‬
‫ﺼ َﺮﻫُﻢُ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺍﱠﺗ َ‬
‫ﻳﺸﻔﻌﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ ) ﹶﻓ ﹶﻠ ْﻮ ﹶﻻ َﻧ َ‬
‫‪ (٢٨‬ﻛﺎﻬﻧﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ‪ :‬ﺍﻧّﺎ ﻧﺘﺨﺬﻫﻢ ﻭﺳﻄﺎ ﻭ ﺷﻔﻌﺎﺀ ﷲ ﻭ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﱃ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﺫ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﳋﺒﲑ ﲞﻠﻘﻪ ﺍﻟﺒﺼﲑ ﻬﺑﻢ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﱃ‬
 ‫‪- ٢١٠ -‬‬

‫ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺍﻭ ﺷﻔﻴﻊ ﻭ ﻓﺮﻕ ﺷﺎﺳﻊ ﺑﲔ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻭ ﻗﻴﺎﺱ ﻓﺎﺳﺪ ﺟﺪﺍ ﺍﻥ ﺗﻘﻴﺲ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﳋﺒﲑ‪.‬‬

‫ﺍﳋﻼﺻﺔ‪:‬‬

‫ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳍﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻌﺐ‪:‬‬

‫ﺃ ‪ -‬ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺍﻭﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ‬
‫ﺑﺎﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬
‫ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺑﺪﻳﻨﻨﺎ ﺍﻻﺳﻼﻡ‪.‬‬
‫ﺏ ‪ -‬ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ ﺩﻋﺎﺀﻫﻢ ﰲ ﺍﻳﺎﻡ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﻓﻘﺪ ﺍﺻﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﺝ ‪ -‬ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻗﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ‬
‫ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻬﺗﻢ ﻓﻼ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺑﻪ ﻧﺺ ﺻﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﺍﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺍﻡ ﻻ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻌﺒﺪ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﳐﻠﺺ ﻟﻪ‬
‫ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﺍﻣﺎ ﳐﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﺜﺎﱐ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ‪ .‬ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ‬
‫ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﲑ ﳐﻠﺺ ﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻙ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺍﻡ ﻣﺸﺮﻙ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﻋﺒﺎﺩ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﳐﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﻓﻬﻮ‬
‫ﻣﺆﻣﻦ‪ ،‬ﻭ ﻛﻞ ﻋﺒﺎﺩ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻌﻪ ﺷﺮﻙ ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻙ ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﺪ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ ﺍﻡ ﻻ‪ ،‬ﻓﻤﺎ‬
‫ﺩﺍﻣﻬﺎ ﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭ ﺻﻼﺗﻪ ﻭ ﺣﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﳑﺘﺜﻼ ﻭ ﻣﻄﺒﻘﺎ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺘﺪﺓ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻤﺮﺩﻭﺩﺓ ﻭﻓﻘﺎ ﳌﺎ ﻗﺎﻟﻪ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ(‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﻮﻟﻪ‪) :‬ﺻﻠﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﱐ ﺍﺻﻠﻲ(‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺧﺬﻭﺍ ﻋﲏ ﻣﻨﺎﺳﻜﻜﻢ(‪.‬‬
 ‫‪- ٢١١ -‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﻭ ﻧﺮﺟﻮ ﺍﷲ ﻟﻨﺎ ﲨﻴﻌﺎ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﺍﱃ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﳋﲑﻱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ‬
‫ﺍﻵﺧﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ‬ ‫ﺧﺘﻢ‬
‫ﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻟﻠﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ‪،‬‬ ‫‪\INSTITUT ASAMA ISLAM ISLAM NESERI‬‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬ ‫‪PUSAT STUDITENTANS TIMUR TENSAH‬‬

‫)ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻧﺪﻭﺱ ﻣﺮﺳﻴﻜﺎﻥ ﻓﺘﺎﻭﻯ(‬

‫ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻠﻤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺍﺳﺌﻠﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺠﻤﻟﻴﺐ ﺑﺎﻟﱪﻳﺪ‬
‫ﺍﳉﻮّﻱ ﺍﳌﺴﺠّﻞ )ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ‪ ١١٧١‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٩٨٠/٥/٧‬ﻡ‪ (.‬ﻭ‬
‫ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﻜﺬﺍ‪:‬‬
‫ﺍﱃ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻧﺪﻭﺱ ﻣﺮﺳﻴﻜﺎﻥ ﻓﺘﺎﻭﻯ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ‬
‫ﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻟﻠﻠﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ‬
‫ﺳﻮﺭﺍﺑﺎﻳﺎ – ﺍﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ‬
‫ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻟﺘﻜﻢ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﻣﺴﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﱃ ﻃﻠﺐ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻣﻮﺭ ﺍﻭﺭﺩﺕ‬
‫ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺍﻥ ﺗﻮﺿﺤﻮﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﻛﻴﻒ ﻳﺪﻝ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﺘﻢ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭ ﻏﲑﻩ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ‬
‫ﻣﻨﺤﺼﺮ ﰲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺸﻤﻠﻪ؟‬
‫‪ - ٢‬ﻛﻴﻒ ﻳﺪﻝ ﺗﻮﺳﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻬﺗﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ؟‬
‫ﺨﺬﹸﻭﺍ ِﻣ ْﻦ‬
‫ﺺ َﻭ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺍﱠﺗ َ‬
‫ﷲ ﺍﻟﺪﱢﻳ ُﻦ ﺍﹾﻟﺨَﺎِﻟ ُ‬
‫‪ - ٣‬ﻛﻴﻒ ﻳﺪﻝ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ﹶﺍ ﹶﻻ ِ ِ‬
‫ﺩُﻭِﻧ ِﻪ ﹶﺍ ْﻭِﻟﻴَﺂ َﺀ ﻣَﺎ َﻧ ْﻌﺒُﺪُﻫُ ْﻢ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟُﻴ ﹶﻘ ﱢﺮﺑُﻮﻧَﺎ ِﺍﻟﹶﻰ ﺍﷲ ُﺯﹾﻟﻔﹶﻰ * ﺍﻟﺰﻣﺮ‪ (٣ :‬ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ‬
‫ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﻢ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ؟‬
 ‫‪- ٢١٢ -‬‬

‫‪ - ٤‬ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺷﺮﻛﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻡ ﻻ؟‬

‫ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﺍﺣﺪ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻣﻨﺎﻓﻴﺎ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺧﻼﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻬﻞ ﻻ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﲔ ﺍﻋﻴﻨﻮﱐ ﺑﻘﻮﺓ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﳎﻮﺯ ﺍﻟﺸﺮﻙ؟‬
‫ﺃﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﺎﺋﺰﺍ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷﺮﻛﺎ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻬﺗﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﰲ‬
‫ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻣﺮﺍ ﺟﺎﺋﺰﺍ؟ ﺃﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻻﻭﱃ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻓﻮﻕ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭ‬
‫ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ؟‬
‫‪ - ٥‬ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻧﻘﻠﺘﻤﻮﻫﺎ ﰲ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ‬
‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺃﻳﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻋﺒﺎﺩﻬﺗﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ؟‬
‫‪ - ٦‬ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺺ ﻗﻄﻌﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻬﺑﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬
‫ﻱﻧ ّ‬‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻬﺑﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ؟ ﻭ ﺍ ّ‬
‫ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﺮﺍ ﻭ ﺷﺮﻛﺎ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﻏﲑ ﺷﺮﻙ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﲑ‬
‫ﺷﺮﻙ ﺷﺮﻛﺎ؟ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ‪ ١٤٠‬ﺍﺗﺮﺳﺌﻴﺎ ﺍﳍﺂﺑﺎﺩ ‪ ٣‬ﺍﳍﻨﺪ ‪ ١٩٨٠/٥/٧‬ﻡ‬
‫ﱄ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻓﺎﺣﺴﺐ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻠﻤﻪ ﻭ‬ ‫ﻭ ﱂ ﻳﺮ ّﺩ ﺍ ﹼ‬
‫ﻫﻮ ﺳﺎﻛﺖ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ‪.‬‬
 ‫‪- ٢١٣ -‬‬

‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬

‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﺑﻌﻀﻪ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭ ﻫﻮ »ﻫﻞ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺍﻡ ﻻ«‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﰲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﻴﺎﻥ ﻭ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻋﻦ‬
‫ﺳﺆﺍﱄ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺟﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺁﺧﺮ ﻭ ﻗﺪ ﻋﺪﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ‪.‬‬
‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟ ّﺮﺣﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﺮﻗﻢ‪٠٧/١٣٣٥ :‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪ ١٤٠٠/١٢/٢٠ :‬ﻫـ‪.‬‬ ‫ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬
‫ﺍﳌﺮﻓﻘﺎﺕ‪١ :‬‬
‫ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ‬
‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‪:‬‬
‫ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺍﱃ ﺍﳌﻜﺮﻡ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﷲ‬
‫ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ‪ ..‬ﺑﻌﺪﻩ‪:‬‬
‫ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺍﱃ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺋﻚ ﺍﳌﻘﻴﺪ ﺑﺮﻗﻢ ‪ ٨٦٦‬ﰲ ‪ ١٤٠٠/٢/١٢‬ﻫـ‪ .‬ﻧﻔﻴﺪﻙ ﺑﺎﻧﻪ‬
‫ﺟﺮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺍﻟﻴﻚ ﻳﺮﻓﻘﻪ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ‪ ٣٣١٣‬ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٤٠٠/١٢/١٩‬ﻫـ‪ .‬ﻧﺮﻏﺐ‬
‫ﺍﻻﺣﺎﻃﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ‬
‫ﺍﳋﺘﻢ‬
‫ﻓﺘﻮﻯ ﺭﻗﻢ ‪ ٣٣١٣‬ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٤٠٠/١٢/١٩‬ﻫـ‪.‬‬
 ‫‪- ٢١٤ -‬‬

‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﱯ ﺑﻌﺪﻩ‪ ...‬ﻭ ﺑﻌﺪ‪:‬‬

‫ﻓﻘﺪ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺍﱃ ﲰﺎﺣﺔ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻔﱵ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎﺕ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺍﻡ ﻻ؟ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ‬
‫ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺃﻭ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻙ‬
‫ﻭ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ ﺍﻡ ﻻ؟ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﳉﻮﺍﺏ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﱃ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ‬
‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﺍﺟﺎﺑﺖ ﻋﻨﻪ ﲜﻮﺍﺏ ﻣﻔﺼﻞ ﻧﺮﻓﻖ ﻟﻚ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭ ﺑﺎﷲ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ‪ ..‬ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬ ‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ‬ ‫ﻋﻀﻮ‬
‫)ﺍﳋﺘﻢ(‬ ‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬ ‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻋﻔﻴﻔﻲ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻏﺪﻳﺎﻥ‬
‫ﺳﺆﺍﻝ ﻭ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺭﻗﻢ ‪ ١٣٢٨‬ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٣٩٦/٧/٩‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﺱ‪ :‬ﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻔﺖ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻻﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﺍﷲ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺭﺃﻳﺖ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ؟‬
‫ﺝ‪ :‬ﺍﻟﻮﱄ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺍﺗﻘﺎﻩ ﻓﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺍﻣﺮﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ‪) :‬ﹶﺍﻵ‬
‫ﺤ َﺰﻧُﻮ ﹶﻥ * ﹶﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ َﻭ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ َﻳﱠﺘﻘﹸﻮ ﹶﻥ *‬
‫ﷲ ﹶﻻ َﺧ ْﻮﻑٌ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ َﻭ ﹶﻻ ُﻫ ْﻢ َﻳ ْ‬
‫ِﺍ ﱠﻥ ﹶﺍ ْﻭِﻟﻴَﺂ َﺀ ﺍ ِ‬
‫ﻳﻮﻧﺲ‪ (٦٣-٦٢ :‬ﻭ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﺎ ﻬﻧﺎﻩ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺍﻧﻮﺍﻉ‪:‬‬
‫ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﳊﻲ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺑﺴﻌﺔ ﺭﺯﻕ ﺍﻭ ﺷﻔﺎﺀ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻭ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻭ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻣﻨﻪ ﻃﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ‬
 ‫‪- ٢١٥ -‬‬

‫ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﳌﻄﺮ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺴﻘﻲ ﳍﻢ ﻓﺴﺄﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺭﺑﻪ ﺍﻥ ﻳﱰﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻭ ﺍﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﻄﺮ‪ ،‬ﻭ ﻣﻨﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﰲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻭ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﺑﱰﻭﻝ ﺍﳌﻄﺮ‬
‫ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺑﻪ ﻭ ﺃﻣّﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺋﻪ‪ ،‬ﺍﱃ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﺣﺼﻞ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﺭﺑﻪ ﳉﻠﺐ ﻧﻔﻊ ﺍﻭ ﻛﺸﻒ ﺿﺮ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺍﷲ ﻣﺘﻮﺳّﻼ ﺍﻟﻴﻪ ﲝﺐ ﻧﺒﻴﻪ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻳﺎﻩ ﻭ ﲝﺒﻪ ﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺑﺎﻥ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﲝﱯ ﻟﻨﺒﻴﻚ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻋﻲ ﻟﻪ ﻭ ﲝﱯ ﻻﻭﻟﻴﺎﺋﻚ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻴﲏ ﻛﺬﺍ ﻓﻬﺬﺍ‬
‫ﺟﺎﺋﺰ ﻻﻧﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﱃ ﺭﺑﻪ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻞ ﺍﺻﺤﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﲜﺎﻩ ﺍﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﺍﻭ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﺳﺄﻟﻚ‬
‫ﲜﺎﻩ ﻧﺒﻴﻚ ﺍﻭ ﲜﺎﻩ ﺍﳊﺴﲔ ﻣﺜﻼ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﳚﻮﺯ‪ ،‬ﻻﻥ ﺟﺎﻩ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﷲ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻏﲑ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﺒﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻭ ﻻ ﻋﺎﺩﻳﺎ‬
‫ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‪ ،‬ﻭ ﳍﺬﺍ ﻋﺪﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺟﺪﺑﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﲜﺎﻫﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺟﺎﻫﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺟﺎﻩ‪ ،‬ﻭ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﺗﻮﺳﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭ ﻫﻢ ﺧﲑ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻭ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲝﻘﻪ ﻭ ﺍﺣﺒﻬﻢ ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﻮﻟﻴﻪ ﺍﻭ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻭ ﲝﻖ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻭ ﺍﻭﻟﻴﺎﺋﻪ‬
‫ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻛﺬﺍ ﺑﻮﻟﻴﻚ ﻓﻼﻥ ﺍﻭ ﲝﻖ ﻧﺒﻴﻚ ﻓﻼﻥ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻓﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺑﺎﳌﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﳑﻨﻮﻉ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﺷﺪ ﻣﻨﻌﺎ ﰒ ﻻ ﺣﻖ ﳌﺨﻠﻮﻕ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﲟﺠﺮﺩ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﱴ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺎﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺗﺴﺪ‬
‫ﺑﻪ ﺫﺭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬ ‫ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬ ‫ﻋﻀﻮ‬ ‫ﻋﻀﻮ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻨﻴﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻏﺪﻳﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟ ّﺮﺯّﺍﻕ ﻋﻔﻴﻔﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ‬
 ‫‪- ٢١٦ -‬‬

‫ﺧﺘﻢ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ‬
‫ﺍﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ‬
‫ﱄ ﺍﺧﻮﻧﺎ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻴﻜﻢ ﺍﻵﻥ ﺟﻮﺍﰊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪ ١‬ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﺭﺳﻞ ﺍ ﹼ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺒﻴﺒﻴﺔ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ ﻭ ﻗﺪ ﻣ ّﺮ‪.‬‬

‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪١‬‬

‫ﺟﻮﺍﺏ ﺍﳌﺮﺗﺐ‬
‫‪٩٢/٧٨٦‬‬
‫ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻭ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺍﳌﻠﻬﻢ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ‬
‫ﷲ َﻭ ﺍْﺑَﺘﻐُﻮﺍ ِﺍﹶﻟ ْﻴ ِﻪ ﺍﹾﻟ َﻮﺳِﻴ ﹶﻠ ﹶﺔ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪:‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ﻳَﺂ ﹶﺍﱡﻳﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ ﺍﱠﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍ َ‬
‫‪ (٣٥‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰﺍ ﻭ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻭ ﻻ ﻳﻨﺎﰲ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﰲ‬
‫ﺗﻔﺴﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻣﺮﺍ ﻣﺮﺿﻴﺎ ﺩﺍﺧﻼ ﰲ‬
‫ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ‬
‫ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻯ ﱄ ﻭﻟﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻧﺘﻪ ﺑﺎﳊﺮﺏ ﻭ ﻣﺎ‬
‫ﱄ‬
‫ﱄ ﳑﺎ ﺍﻓﺘﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﺒﺪﻱ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺍ ﹼ‬
‫ﺐﺍﹼ‬
‫ﱄ ﻋﺒﺪﻱ ﺑﺸﺊ ﺍﺣ ّ‬
‫ﺗﻘﺮﺏ ﺍ ﹼ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺣﱴ ﺍﺣﺒﺒﺘﻪ ﻓﻜﻨﺖ ﲰﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ ﻭ ﺑﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻪ ﻭ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﱵ‬
‫ﻳﺒﻄﺶ ﻬﺑﺎ ﻭ ﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﱵ ﳝﺸﻲ ﻬﺑﺎ ﻭ ﺍﻥ ﺳﺄﻟﲏ ﻻﻋﻄﻴﻨﻪ( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﺍﺫﺍ ﺗﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﻮﱄ ﷲ ﻭ ﺳﺄﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻟﻘﻀﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳊ ّﻲ ﻻ ﰲ ﺍﳌﻴﺖ‬
‫ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺖ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻄﺶ ﻬﺑﺎ ﻫﻞ ﳝﻮﺕ ﲝﻴﺚ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ‬
‫ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﺎﰊ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻣﺎﻣﻬﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬
 ‫‪- ٢١٧ -‬‬

‫ﺣﺴﻦ ﻭ ﻫﻮ ﺣﻔﻴﺪ ﺷﻴﺨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﰲ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﲰﺎﺀ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺎ ﲰّﺎﻩ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺍ ﹼﻻ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﲟﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻚ ﻓﻴﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻼﻛﺎ ﻭ‬ ‫ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻓﺎﻥ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻭ ﺭﺩّﻩ ﺍﻭ ﺷ ّ‬
‫ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﻟﻌﻄﺎﺋﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﻪ ﻣﻴﺖ‬
‫ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﻠﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﻗﱪﻩ ﳌﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻮﱄ ﺍﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺣﺎﺟﺔ‬
‫ﺍﺣﺪ ﻭ ﻫﻮ ﰲ ﻗﱪﻩ ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺿﺮﺏ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺧﺒﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﱪ ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﳛﺴﺐ ﺍﻧﻪ ﻗﱪ ﻓﺎﺫﺍ‬
‫ﻗﱪ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻠﻚ ﺣﱴ ﺧﺘﻤﻬﺎ ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ‬
‫ﺍﷲ ﺿﺮﺑﺖ ﺧﺒﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﱪ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻻ ﺍﺣﺴﺐ ﺍﻧﻪ ﻗﱪ ﻓﺎﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻠﻚ ﺣﱴ‬
‫ﺧﺘﻤﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻫﻲ ﺍﳌﺎﻧﻌﺔ ﻫﻲ ﺍﳌﻨﺠﻴﺔ ﻭ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ‬
‫ﺍﻟﻘﱪ( ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻓﺎﻥ ﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺳﻨﺪﻩ ﻗﻴﻞ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻫﻮ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﲑ ﺍﳌﻘﻠﺪﻳﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﲔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻔﻪ ﰲ ﺍﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﻗﺪ ﺣﺪﺛﲏ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ ﳑﻦ ﻛﺎﻥ ﻏﲑ ﻣﺎﺋﻞ ﺍﱃ ﺷﻴﺦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﻧﻪ ﺭﺁﻩ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻴﺊ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻓﺎﺟﺎﺏ‬
‫ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ ﳌﺎ ﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭ ﺍﻭﺭﺩﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺍﻣﻜﻦ ﻻﺑﻦ‬
‫ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻄﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﺍﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﻭ ﳚﻴﺐ‬
‫ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻴﺖ ﻫﻞ ﻛﻔﹼﺮ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻤﺪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭ ﺍﻭﺭﺩﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﺠﺮ ﺍﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ‬
‫ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻭﻩ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﻜﻔﹼﺮﻭﻩ ﺍﻵﻥ ﺣﱴ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺗﻜﻔﲑﻫﻢ ﺍﻳّﺎﻩ‬
‫ﻓﺎﻥ ﻗﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻗﻴﻞ ﻭ ﻗﺪ ﺻﺪﻗﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﰲ ﺍﺻﻨﺎﻑ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻻﺭﻭﺍﺡ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻬﺗﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﺗﺼﺎﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺪﻥ ﻣﻦ ﻫﺰﳝﺔ ﺍﳉﻴﻮﺵ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺩ‬
‫ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭ ﻛﻢ ﺭﺅﻱ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻣﻌﻪ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﻭ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻗﺪ ﻫﺰﻣﺖ‬
 ‫‪- ٢١٨ -‬‬

‫ﺍﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﺎﺫﺍ ﲜﻴﻮﺷﻬﻢ ﻣﻐﻠﻮﺑﺔ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻭ‬
‫ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭ ﻗﻠﺘﻬﻢ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﻓﺎﺫﺍ ﺗﻮﺍﻃﺄﺕ ﺭﺅﻳﺎ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺷﻴﺊ ﻛﺎﻥ ﻛﺘﻮﺍﻃﺆ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﻢ ﻟﻪ ﻭ ﻛﺘﻮﺍﻃﺆ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﺣﻪ ﻭ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺣﺴﻦ ﻭ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻗﺒﻴﺢ ﻣﺎ ﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻫﻞ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﻄﻤﺴﺖ ﺑﺼﺎﺋﺮﻫﻢ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﺴﺘﺪﻟﻮﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﳚﻮﺯ‬
‫ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﻫﻞ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﱃ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺖ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻄﺶ ﻬﺑﺎ ﺭﺟﻮﻋﺎ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ‬
‫ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳋﺒﺜﺎﺀ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﺷﺨﺎﺹ‬
‫ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻭ ﱂ‬
‫ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻬﻧﻢ ﺍﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‬
‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮﻥ ﻬﺑﻢ ﻓﻘﻂ ﻭ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻬﻧﻢ ﻭ ﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﰊ‬
‫ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‬
‫ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺒﺪ ﻋﺰﻳﺮ ﺑﻦ ﺍﷲ ﻭ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ‬
‫ﻣﻦ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﺍﷲ( ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻭﺛﺎﻬﻧﻢ‬
‫ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻻ ﲣﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻥ ﻗﻴﻞ ﺍﻥ ﺍﺠﻤﻟﻮﺯﻳﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‬
‫ﻳﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﺎﻑ ﻗﻴﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﺕ ﺁﻧﻔﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯﻩ ﻭ‬
‫ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻪ ﻭ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻨﻬﻴﺎ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺿﻌﻴﻔﺎ‬
‫ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﺎﻑ ﺗُﻈﻬﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺟﻮﺍﺯﻩ ﻭ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻪ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻥ ﻗﻴﻞ ﺍﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﲟﺠﺘﻬﺪ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻗﻴﻞ ﺍﻧّﻤﺎ ﻧﺒﻴّﻦ‬
‫ﻣﺎ ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﱂ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺴﺘﺪﻟﲔ ﲟﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ‬
‫ﺍﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﻗﺤﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ‬
 ‫‪- ٢١٩ -‬‬

‫ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﻧّﺎ ﻛﻨّﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴّﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺘﺴﻘﻴﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻧﺘﻮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻚ ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻘﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﺴﻘﻮﻥ ﻳﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﻬﺗﻢ ﻳﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﻓﺎﻥ ﻋﺪﻭﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻅ »ﺑﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ« ﺍﱃ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ »ﺑﻌﻢ ﻧﺒﻴﻨﺎ« ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻥ ﻗﻴﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﺍﳊﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﻻ‬
‫ﺍﻻﻋﺎﻧﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻻ ﻳﺴﻮّﻱ ﺍﲰﺎﺀﻫﻢ ﺑﺎﲰﺎﺋﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﻴﻞ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺷﻴﺊ ﻻ‬
‫ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻭ ﻻ ﻏﲑﻩ ﻭ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﻌﻴﻨﻮﻧﻨﺎ ﲟﻌﲎ ﺍﻧﻪ ﺍﻋﻄﺎﻫﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻋﺎﻧﺘﻨﺎ ﻻ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻌﻴﻨﻮﻧﻨﺎ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺑﻞ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ‬
‫ﺍﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻌﻠﹼﻢ ﺍﻟﺸﺮﻙ‬
‫ﻓﺎﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﲔ ﺍﻋﻴﻨﻮﱐ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ‬
‫ﻣﻄﻠﻘﺎ ﲟﻌﲎ ﻣﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﰲ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﻄﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺎﻧﺔ ﺷﺮﻛﺎ‬
‫ﻟﻜﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﲔ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻭ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻌﻠﹼﻢ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺣﻴﺚ ﺣﻜﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬
‫ﻭ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻥ ﻗﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳊ ّﻲ ﻭ ﰲ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻗﻴﻞ ﻻ ﻓﺮﻕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﲔ ﺍﳊ ّﻲ‬
‫ﻭ ﺍﳌﻴّﺖ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺧﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻓﺎﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻣﺆﺛﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍ ﹼﻻ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴ ّﻤﻰ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﳕﺎ ﻫﻮ ﲟﻌﲎ ﻛﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻫﺬﺍ‬
‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷﺮﻙ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺍﻛﺎﺑﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭ ﺍﺫﺍ ﹸﻗﺘﻞ ﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋ ّﺪﻭﻩ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳋﺒﺜﺎﺀ ﻭﺿﻊ ﺍﻻﻣﲑ‬
 ‫‪- ٢٢٠ -‬‬

‫ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﺍﻻﺯﻫﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﲰﺎﺩﻫﻲ ﻏﺎﻧﺪﻱ]‪ [١‬ﺍﻳﺎﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﰲ ﳎﻠﺔ ﺩﻳﻦ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﺑﺪﻫﻠﻲ ﻟﻴﻮﻟﻴﻮ ﺳﻨﺔ ‪ ١٩٥٥‬ﻡ‪ .‬ﻭ ﺍﺫﺍ ﻗﺘﻞ ﺑﻌﺪ‬
‫ﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﺟﻼﻟﺔ‬
‫ﺍﳌﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻗﻮﻱ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻧﺸﺮﻩ ﻭ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ‬
‫ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻳﺮﲪﻪ ﺍﷲ ﻭ ﻟﻘﹼﺒﻮﻩ ﺑﺎﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻭ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﳊ ّﻲ ﻛﻤﺎ ﰲ ﳎﻠﺔ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﲟﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ ﻟﺸﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ ﺳﻨﺔ ‪ ١٣٩٥‬ﻫـ‪ .‬ﻫﻞ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻫﻞ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺗﻮﺑﺘﻪ؟ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻭ ﺍﺷﺘﻬﺎﺭﻫﺎ؟ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﻬﻞ ﻛﻔﹼﺮﻩ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ؟ ﻓﺎﻥ ﻛﻔﹼﺮﻭﻩ ﻓﻜﻴﻒ‬
‫ﺟﻌﻠﻮﻩ ﺷﻬﻴﺪﺍ؟ ﻻ‪ ،‬ﻻ‪ ،‬ﻣﺎ ﻛ ﹼﻔﺮﻭﻩ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻗﺘﻞ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ‬
‫ﻫﺬﺍ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻳﻜﻔﹼﺮﻭﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﺣﱴ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺗﻜﻔﲑﻫﻢ ﺍﻳﺎﻩ؟ ﻭ ﺍ ﹼﻻ ﻓﻠﻴﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻥ ﳍﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﺍﻟﻴﻤﺎ ﻭ‬
‫ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻫﻞ ﺍﳍﻬﻢ ﲰﺎﺩﻫﻲ ﻏﺎﻧﺪﻱ ﻓﻴﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻬﻧﻢ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺸﺮﻛﺎ؟ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ ﺍ ﹼﻻ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﺍﻋﻠﻢ ﻭ ﻋﻠﻤﻪ ﺟ ﹼﻞ ﳎﺪﻩ ﺍﰎ ﻭ ﺍﺣﻜﻢ‪.‬‬
‫ﺭﻗﻤﻪ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﲑ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ‬
‫ﺧﺎﺩﻡ ﺻﺪﺍﺭﺓ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺒﻴﺒﻴﺔ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ‬ ‫‪ ١٤٠٠/١/٢٨‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻧّﻲ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳍﻨﺪﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺁﻝ ﺍﻧﺪﻳﺎ‬
‫ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺳﲑﺓ ﻓﺮﻉ ﺍﺗّﺮﺑﺮﺩﻳﺶ ﰲ ﻇﻠﻢ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ‬
‫ﰲ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﻭ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﳊﺠﺔ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﺗﺴﻌﲔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﺜﻠﺜﻤﺎﺋﺔ ﺑﺎﻳﺬﺍﺋﻪ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﻋﺪﻡ ﲤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺗﺮﺣﻴﻠﻪ ﺍﱃ ﺍﳍﻨﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﺞ ﻓﺎﻋﻠﻤﺘﲏ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‬
‫ﺍﳍﻨﺪﻳﺔ ﺑﺎﻥ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﳏﻤﺪ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﲪﻦ]‪ [٢‬ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ‬

‫)‪ (١‬ﺍﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳍﻨﺪﻭﻛﻴﺔ ﺍﺣﺮﻗﻮﻩ ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﻛﱪﺍﺋﻬﻢ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﺩﻩ ﻭ ﺭﻓﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬
‫ﲰﺎﺩﻫﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﳍﻨﺪﻳﺔ‬
‫)‪ (٢‬ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻔﻆ »ﺍﻟﻔﻘﲑ« ﺍﻳﻀﺎ ﰲ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎﺗﻪ‬
 ‫‪- ٢٢١ -‬‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﱪ]‪ [١‬ﺳﻨﺔ ‪ ١٩٧٩‬ﻡ‪ .‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﹸﻃﻠﻖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭ‬
‫ﺹ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺳﻨﺔ ‪ ١٩٧٩‬ﻡ‪ .‬ﺑﺎﻣﺮ ﺧﺎ ّ‬
‫ﻭ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺗﺒﻊ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ‬
‫ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻭ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺘﺞ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﺴُﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﰒ‬
‫ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺑﺪﻫﻠﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻴﺜﻴﺔ ﻭ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻥ‬
‫ﺹ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ‬ ‫ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﳏﻤﺪ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻃﻠﻖ ﺑﺎﻣﺮ ﺧﺎ ّ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺠﺎﺀﱐ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻭ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ‪:‬‬

‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺑﺪﻫﻠﻲ ﺍﱃ ﺍﳌﺮﺗﺐ‬

‫)‪(١‬‬ ‫‪MINISTRY OF FOR EISN AFFAIRS‬‬

‫‪ROYAL EMBASSY OF THE‬‬ ‫‪NO. 2/2/6/971‬‬
‫‪Kingdom of Saudi Arabia Dated 13 th May, 1980.‬‬
‫‪New Delhi-110014‬‬
‫‪Mr. M.Ashiq urrahman‬‬
‫‪All India Tableegn-e-Seerat,‬‬
‫‪Uttar pradesh,‬‬
‫‪140, Attersuiya,‬‬
‫‪ALLAHABAD. 3‬‬
‫‪Dear sir:‬‬
‫‪This is with reference toyour letter dated‬‬
‫‪Ist May, 1980, regarding release of Maulana Faqir‬‬
‫‪Mohammad Habibur Rahman Qadiri.‬‬
‫‪Please beadvi Sed that Maulana Qadiri‬‬
‫‪wasreleased by a special order of his Majestyking‬‬
‫‪Khaled Ben Abdul Aziz‬‬
‫‪With kindregards,‬‬
‫‪Yours Sincerely,‬‬
‫‪Sd. Saleh A.Al-Sugair‬‬
‫‪Ambassador‬‬

‫)‪ (٢‬ﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﺍﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ‬

 ‫‪- ٢٢٢ -‬‬

‫ﺗﺮﲨﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻜﺬﺍ‪:‬‬

‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ‬ ‫ﺭﻗﻢ‪٩٧١/٦/٢/٢ :‬‬
‫ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪/١٣ :‬ﻣﺎﻳﻮ‪١٩٨٠/‬‬
‫ﻧﻴﻮﺩﻫﻠﻲ ‪١١٠٠١٤‬‬
‫ﺳﻴﺪﻱ ﻡ‪ .‬ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮّﲪﻦ‬
‫ﺁﻝ ﺍﻧﺪﻳﺎ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺳﲑﺓ‬
‫‪ ،١٤٠‬ﺍﺗﺮﺳﺌﻴﺎ‬
‫ﺍﺗﺮ ﺑﺮﺩﻳﺶ‬
‫ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ‪٣-‬‬
‫ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻻﻋﺰ‪:‬‬
‫ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺍﱃ ﺧﻄﺎﺑﻚ ﺍﳌﺆﺭﺥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ ﺳﻨﺔ ‪ ،١٩٨٠‬ﺑﺸﺄﻥ‬
‫ﺍﻃﻼﻕ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﳏﻤﺪ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﺍﻥ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻃﻠﻖ ﺑﺎﻣﺮ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﺟﻼﻟﺔ‬
‫ﺍﳌﻠﻚ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‪،‬‬
‫ﻣﻊ ﲢﻴﺎﺕ ﻛﺮﳝﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﺧﻼﺹ ﻟﻚ‪،‬‬
‫)ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ(‬
‫ﺻﺎﱀ ‪ ..‬ﺍﻟﺼﻐﲑ‬
‫ﺍﻟﺴﻔﲑ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺧﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻳﻀﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻧﻪ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻃﻠﻖ ﺑﺎﻣﺮ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺤﺎ‬
‫ﻓﺎﻥ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﱂ ﻳﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﺴﺠﲏ ﻭ ﻣﺎ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﺎﻻﻃﻼﻕ‬
 ‫‪- ٢٢٣ -‬‬

‫ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﻟﻮ ﻓﺮﺽ ﺍﻥ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﻣﺮ ﺑﺎﻃﻼﻗﻲ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﺻﻞ ﺑﻪ ﻓﺎﻥ ﻧﺎﺋﺐ‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﻌﺪﻡ ﲤﻜﻴﲏ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺗﺮﺣﻴﻠﻲ ﺍﱃ ﺑﻼﺩﻱ ﻓﻘﻂ ﻫﻞ‬
‫ُﺧﻔﹼﻒ ﺑﻪ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﰒ ﺍﻣﺮﱐ ﻟﻄﻠﺐ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﲜﺮﻣﻪ ﻭ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺍﺻﺪﺭﻩ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻣﺮ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻃﻼﻗﻪ ﺍﳌﺼﺪﻗﺔ ﻓﺎﺭﺳﻠﺖ ﺧﻄﺎﺑﺎ‬
‫ﻣﺴﺠّﻼ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺑﻨﻴﻮﺩﻫﻠﻲ )ﺭﻗﻢ ‪ ٣٨٢٦‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﻛﻠﻴﺎ ﰲ‬
‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٩٨٠/٦/٢‬ﻡ‪ (.‬ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﺼﺪﻗﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭ ﳐﱪﺍ ﺍﱐ ﺍﺅﺩﻱ ﺍﳊﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﱪﻳﺪﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻓﺎﺳﺘﻠﻤﻪ ﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﻨﻴﻮﺩﻫﻠﻲ ﻭ ﻭﻗﹼﻊ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻧﻴﻪ ﺳﻨﺔ ‪ ١٩٨٠‬ﻡ‪ .‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ‬
‫ﺳﺎﻛﺖ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﺷﻬﺮ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻏﻮﺙ ﺍﻟﺜﻘﻠﲔ‬
‫ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﳉﻴﻼﱐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ‬
‫ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗﺪﺳﺖ ﺍﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ﰒ ﺳﺎﻓﺮ ﺍﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻻﺩﺍﺀ ﺍﳊﺞ ﻭ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻛﻼ‬
‫ﺍﻟﺴﻔﺮﻳﻦ ﻓﺤﺞ ﺣﺠّﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻒ ﻭ ﺍﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭ ﱂ ﳛﺪﺙ ﺷﻴﺊ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﺎ ﻣ ّﺮ‪.‬‬
‫ﻭ ﳌﺎ ﺍﺧﱪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻗﺪّﺱ ﺳﺮّﻩ ﺑﻌﺪ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﺍﱃ ﺍﳍﻨﺪ ﲟﺎ ﺍﺟﺎﺏ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺋﻲ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺍﱃ ﻣﻠﻚ‬
‫ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻗﻀﻴﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺮﺽ ﻭ ﺗﻮﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﲨﺎﺩﻱ ﺍﻻﻭﱃ ﺳﻨﺔ ‪ ١٤٠١‬ﻫـ‪ .‬ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺭﺳﻠﺖ]‪ [١‬ﺍﻧﺎ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﱃ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﺎﻟﱪﻳﺪ ﺍﳉﻮّﻱ ﺍﳌﺴﺠّﻞ )ﺭﻗﻢ ‪٣٥٣‬‬
‫ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٩٨١/٣/٢٤‬ﻡ‪ (.‬ﻭ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻫﻜﺬﺍ‪:‬‬

‫)‪ (١‬ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺨﺪﻭﻡ ﻭ ﻟﻜﻨﲏ ﺍﺭﺳﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ‬
 ‫‪- ٢٢٤ -‬‬

‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺮﺗﺐ ﺍﱃ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬

‫ﻣﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ ﺍﱃ ﺍﳌﻠﻚ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻠﻚ‬
‫ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺎ ﺍﻳّﻬﺎ ﺍﳌﻠﻚ! ﺍﺟﻴﺰﻭﱐ ﺍﻥ ﺍﻋﺮﺽ ﺍﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺯﺍﺭ‬
‫ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻋﺎﺯﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺔ ﻓﺮﺽ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ﻭ ﺗﻌﺴﲔ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻟﻒ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺑﺎﳌﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‬
‫ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻻﺟﻞ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﺎﺧﺬﻩ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ‬
‫ﻭ ﺍﺣﻀﺮﻭﻩ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﱃ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺿﺒﻂ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﻻﺳﻒ ﻛﻞ ﺍﻻﺳﻒ ﺍﻥ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ‬
‫ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻋﺪّﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺸﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺍﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﻌﺪﻡ ﲤﻜﻴﻨﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺗﺮﺣﻴﻠﻪ ﺍﱃ ﺑﻼﺩﻩ ﻭ ﻫﺎ ﻫﻮ ﺫﺍ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ‪ /‬ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻊ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﲝﻘﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ‪ ١٣٩٩-١١-١٩/١٨ /٢١٦٢/‬ﺑﻌﺪﻡ ﲤﻜﻴﻨﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺗﺮﺣﻴﻠﻪ ﺍﱃ ﺑﻼﺩﻩ‪.‬‬
‫ﻭ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﺩﺧﻠﻮﻩ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﺁﺫﻭﻩ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺁﺫﻭﺍ ﻭ ﺭﺣﻠﻮﻩ ﺍﱃ‬
‫ﺍﳍﻨﺪ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﳊﺠﺔ‪.‬‬
‫ﰒ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﱃ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺽ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﺬﺍ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎﺕ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺍﻡ ﻻ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺍﻭ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻭ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ‬
‫ﻏﲑﳘﺎ ﺍﻡ ﻻ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ‪ .‬ﰒ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ‬
 ‫‪- ٢٢٥ -‬‬

‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ‬
‫ﱄﻭ‬ ‫ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﺷﻬﺮ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ ١٣٣٥‬ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٤٠٠/١٢/٢٠‬ﻫـ‪ .‬ﺍ ﹼ‬
‫ﺍﺧﱪﱐ ﺑﺎﻥ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺋﻲ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﺮﻗﻢ ‪ ٨٦٦‬ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٤٠٠/٢/١٢‬ﻫـ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺑﺎﻟﺮﻗﻢ‬
‫‪ ٣٣١٣‬ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٤٠٠/١٢/١٩‬ﻫـ‪ .‬ﻭ ﺍﺭﻓﻖ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻬﺑﺎ‪ .‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻫﻜﺬﺍ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﱃ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ‬
‫ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﺍﺟﺎﺑﺖ ﻋﻨﻪ‬
‫ﲜﻮﺍﺏ ﻣﻔﺼﻞ ﻧﺮﻓﻖ ﻟﻚ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﳌﻨﻘﻮﻻﻥ ﻣﻦ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﺭﻗﻢ ‪ ١٣٢٨‬ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ ١٣٩٦/٧/٩‬ﻫـ‪ .‬ﻣﺮﻓﻘﲔ‬
‫ﺑﺎﳉﻮﺍﺏ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ‪ :‬ﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻻﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‬
‫ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺟﻪ ﺍﱃ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺃﻳﺖ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ؟‬
‫ﻭ ﺍﳉﻮﺍﺏ‪ :‬ﺍﻟﻮﱄ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺍﺗﻘﺎﻩ ﻓﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺍﻣﺮﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺤ َﺰﻧُﻮ ﹶﻥ * ﹶﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮﺍ َﻭ ﻛﹶﺎﻧُﻮﺍ‬
‫ﷲ ﹶﻻ َﺧ ْﻮﻑٌ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ َﻭ ﹶﻻ ُﻫ ْﻢ َﻳ ْ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ‪) :‬ﺍﹶﻵ ِﺍ ﱠﻥ ﹶﺍ ْﻭِﻟﻴَﺂ َﺀ ﺍ ِ‬
‫َﻳﱠﺘﻘﹸﻮ ﹶﻥ * ﻳﻮﻧﺲ‪ (٦٣-٦٢ :‬ﻭ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﺎ ﻬﻧﺎﻩ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺍﻧﻮﺍﻉ‪:‬‬
‫ﺍﻻﻭﻝ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﱄ ﺍﳊﻲ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺑﺴﻌﺔ ﺭﺯﻕ ﺍﻭ ﺷﻔﺎﺀ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻭ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻭ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻣﻨﻪ ﻃﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﳌﻄﺮ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺴﻘﻲ ﳍﻢ ﻓﺴﺄﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺭﺑﻪ ﺍﻥ ﻳﱰﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻭ ﺍﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﻄﺮ‪ ،‬ﻭ ﻣﻨﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﰲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻭ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﷲ ﺑﱰﻭﻝ ﺍﳌﻄﺮ‬
‫ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺑﻪ ﻭ ﺃﻣّﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺋﻪ‪ ،‬ﺍﱃ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﺣﺼﻞ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﺭﺑﻪ ﳉﻠﺐ ﻧﻔﻊ ﺍﻭ ﻛﺸﻒ ﺿﺮ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺍﷲ ﻣﺘﻮﺳّﻼ ﺍﻟﻴﻪ ﲝﺐ ﻧﺒﻴﻪ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻳﺎﻩ ﻭ ﲝﺒﻪ ﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺑﺎﻥ‬
 ‫‪- ٢٢٦ -‬‬

‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﲝﱯ ﻟﻨﺒﻴﻚ ﻭ ﺍﺗﺒﺎﻋﻲ ﻟﻪ ﻭ ﲝﱯ ﻻﻭﻟﻴﺎﺋﻚ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻴﲏ ﻛﺬﺍ ﻓﻬﺬﺍ‬

‫ﺟﺎﺋﺰ ﻻﻧﻪ ﺗﻮﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﱃ ﺭﺑﻪ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻞ ﺍﺻﺤﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺎﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﲜﺎﻩ ﺍﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﺍﻭ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﺳﺄﻟﻚ‬
‫ﲜﺎﻩ ﻧﺒﻴﻚ ﺍﻭ ﲜﺎﻩ ﺍﳊﺴﲔ ﻣﺜﻼ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﳚﻮﺯ‪ ،‬ﻻﻥ ﺟﺎﻩ ﺍﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﷲ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻏﲑ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﺒﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻭ ﻻ ﻋﺎﺩﻳﺎ‬
‫ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‪ ،‬ﻭ ﳍﺬﺍ ﻋﺪﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺟﺪﺑﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﲜﺎﻫﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺟﺎﻫﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺟﺎﻩ‪ ،‬ﻭ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﺗﻮﺳﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭ ﻫﻢ ﺧﲑ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻭ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲝﻘﻪ ﻭ ﺍﺣﺒﻬﻢ ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﻮﻟﻴﻪ ﺍﻭ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻭ ﲝﻖ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻭ ﺍﻭﻟﻴﺎﺋﻪ‬
‫ﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻠﹼﻬ ّﻢ ﺍﱐ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﻛﺬﺍ ﺑﻮﻟﻴﻚ ﻓﻼﻥ ﺍﻭ ﲝﻖ ﻧﺒﻴﻚ ﻓﻼﻥ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻓﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺑﺎﳌﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﳑﻨﻮﻉ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﺷﺪ ﻣﻨﻌﺎ ﰒ ﻻ ﺣﻖ ﳌﺨﻠﻮﻕ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﲟﺠﺮﺩ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﱴ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ‪.‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺎﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺗﺴﺪ‬
‫ﺑﻪ ﺫﺭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ‬
‫ﻭ ﻛﻨﺖ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﻣﺜﻞ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺋﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ ﺍﻳﻀﺎ‬
‫ﻓﺎﺟﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﺎﻇﻢ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﻜﻬﻨﺆ‬
‫ﺑﺎﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﺑﻪ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﺯﻩ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﳚﻮﺯﻩ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺮﻗﻮﻣﲔ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﺍ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺷﺮﻛﺎ ﻓﺎﺫﹰﺍ »ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ« ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻮﺛﻮﻗﲔ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻛﺎ‬
 ‫‪- ٢٢٧ -‬‬

‫ﻓﺎﳌﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ ﻓﻨﺮﺟﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﳊﺞ ﻭ‬
‫ﻏﲑﻫﺎ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻭ ﻛﻨﺖ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﱃ ﺍﳌﻔﱵ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺪﻳﻮﺑﻨﺪ ﻓﺎﺟﺎﺏ ﻭ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺟﻮﺍﺑﻪ ﳓﻮ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺍﻋﺮﺽ ﻗﻀﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ‪:‬‬
‫ﺇ ﹼﻥ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻋ ّﺪ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺣﺒﻴﺐ‬
‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺍﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﺭﺍﺩ ﺑﻞ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﲟﻄﻠﻖ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻗﺮّﺭ ﺍﻥ ﺣﺞ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻏﲑ ﻣﻌﺘﺪ ﺑﻪ ﻭ ﺍﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﻌﺪﻡ ﲤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﻭ ﺗﺮﺣﻴﻠﻪ ﺍﱃ ﺑﻼﺩﻩ ﻓﻠﻢ ﳝﻜﻨﻮﻩ‬
‫ﻣﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺣﺠﺔ ﻓﺮﺽ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻭ ﺭﺣﻠﻮﻩ ﺍﱃ ﺑﻼﺩﻩ ﳏﺮﻭﻣﺎ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﻭ ﺍﺳﺘﻬﻠﻚ ﺑﺬﻟﻚ‬
‫ﻣﺎﻻ ﻛﺜﲑﺍ ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻣﺮﻩ ﻻﺩﺍﺋﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﻧّﻲ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻟﺖ ﰲ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺋﻲ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﲝﻜﻢ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ‬
‫ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ‪ :‬ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺍﻭ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﺟﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﺷﻬﺮ ﻭ‬
‫ﺍﺭﻓﻖ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﺎﺀ ﺑﻪ‪ .‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻏﲑ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻓﻖ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻨﻪ‬
‫ﺑﻪ‪ .‬ﻭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺟﺎﺋﺰ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻥ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺸﺮﻙ‪ .‬ﻭ ﺳﻜﻮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻬﻧﺎ ﻻ‬
‫ﲡﺘﺮﺉ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻠﻪ ﺷﺮﻛﺎ ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﰲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﻴﺎﻥ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﻣﺮ ﺍﻥ‬
‫ﺍﳌﻔﱵ ﺑﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﻜﻬﻨﺆ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺋﻲ ﺑﺎﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ ﻭ ﺍﳌﻔﱵ ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺪﻳﻮﺑﻨﺪ ﺻﺮﺣﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻟﻴﺲ ﲟﺸﺮﻙ‪.‬‬
‫ﻓﻈﻬﺮ ﺍﻥ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺟﻌﻞ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬
 ‫‪- ٢٢٨ -‬‬

‫ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﱂ ﺗﻨﺴﺒﻪ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭ ﻻ ﻧﺪﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﻻ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺪﻳﻮﺑﻨﺪ ﺍﱃ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺟﻌﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﳏﺮﻭﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﺀ ﺣﺠﺔ ﻓﺮﺽ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺎ ﻣﺎﻻ ﻛﺜﲑﺍ ﳌﻦ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻣﺮﻩ ﻻﺩﺍﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻟﺰﻣﻪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻳﺎ ﻛﺎﻓﺮ ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺀ ﺑﺎﺣﺪﳘﺎ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﻟﺰﻡ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﳚﻌﻠﻮﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺷﺮﻛﺎ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻴﻜﻢ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ‪.‬‬
‫ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﺍﳊﺒﻴِﺒﻲ‬ ‫‪ ١٤٠١/٥/٥‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ١٤٠‬ﺍﺗﺮﺳﺌﻴﺎ ﺍﷲ ﺁﺑﺎﺩ ‪ ٣‬ﺍﳍﻨﺪ‬ ‫‪ ١٩٨١/٣/١٢‬ﻉ‬
‫ﱄ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻓﺎﺣﺴﺐ ﺍﻥ ﺍﳌﻠﻚ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻠﻤﻪ ﻭ ﻫﻮ‬ ‫ﻭ ﱂ ﻳﺮ ّﺩ ﺍ ﹼ‬
‫ﺳﺎﻛﺖ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ‪.‬‬
‫ﻓﻈﻬﺮ ﳑّﺎ ﻣﻀﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺣﻖ ﻭ ﺍﻥ ﺍﳊﻖ ﻳﻌﻠﻮ ﻭ ﻻ ﻳُﻌﻠﻰ‪.‬‬
‫ﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ‬ ‫ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﺭ ّ‬
‫ﺻﺤﺒﻪ ﺍﲨﻌﲔ‪.‬‬
 ‫‪- ٢٢٩ -‬‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮّﲪﻦ ﺍﻟﺮّﺣﻴﻢ‬

‫ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ]‪) [١‬ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ(‬

‫ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻭ ﻏﲑﻫﻢ‬

‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺑﻌﺪ‪:‬‬

‫ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬
‫ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﺭﻑ ﺛﻘﺔ ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﱃ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ‬
‫ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ )ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻ ﻣﻦ ﺍﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ )ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻳﺴﻤﻰ ﺻﺤﻔﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺼﺤﻔﻴﺎ‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﻗﺎﺭﺋﺎ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ )ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺧﲑﺍ ﻳﻔﻘﻬﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳕﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﻘﻪ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ‬
‫ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻤﻰ )ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ( ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﺍﻥ ﺟﺜﻰ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﺷﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻭﻝ ﺍﻣﺮﻩ ﺻﺤﻔﻴﺎ ﻣﺎﺭﻛﺴﻴﺎ ﰒ ﺍﳔﺮﻁ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﻓﺼﺪﺭﻭﻩ ﻓﺎﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻓﺰ ﹼﻝ ﻭ ﺿ ﹼﻞ ﻭ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﺘﺒﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﳏﺸﻮﺓ ﺑﺎﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﱵ ﻣﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻬﻧﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﲜﻬﻠﻪ ﻭ ﻫﻲ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﺪﺍ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫ﺍﻧﻪ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺮﻳﺸﺔ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﻭ ﺑﺎﻟﺮﻳﺸﺔ ﺍﳋﺎﻟﻘﺔ ﻭ ﺍﳌﺒﺪﻋﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ‬
‫ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﲏ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﻭ ﻏﲑﻩ ﻭﻳﺴﻤﻲ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﺍﳌﺪﺑﺮ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ‬
‫ﲎ ﹶﻓﺎ ْﺩ ُﻋﻮ ُﻩ ِﺑ َﻬﺎ َﻭ‬
‫ﺴَ‬‫ﺤْ‬
‫ﷲ ﹾﺍ ﹶﻻ ْﺳ َﻤﺎ ُﺀ ﺍﹾﻟ ُ‬
‫ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﻭ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﻻ ﳜﻔﻰ ﺍﻧﻪ ﺍﳊﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ِ ِ‬
‫ﰱ ﹶﺍ ْﺳ َﻤﺎِﺋ ِﻪ * ﺍﻻﻋﺮﺍﻑ‪ (١٨٠ :‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻱ‬
‫ﺤ ُﺪﻭ ﹶﻥ ِ‬
‫ﹶﺫ ُﺭﻭﺍ ﺍﱠﻟ ِﺬﻳ َﻦ ُﻳ ﹾﻠ ِ‬

‫)‪ (١‬ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺪﻡ ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ ١٣٨٦‬ﻫـ‪ ١٩٦٦] .‬ﻡ‪ [.‬ﻛﺎﻥ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﳏﻤﺪ‬
‫ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻔﱵ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﶈﻔﻞ ﺍﳌﺎﺳﻮﱐ‬
 ‫‪- ٢٣٠ -‬‬

‫ﰲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ )ﻭ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ ﺍﷲ ﲟﻌﲎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﺒﺸﺮ‬
‫ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ(‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﻭ ﻳﻌﱪ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ )ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ(‬
‫ﻋﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺑﺎﻬﻧﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﳍﺎ ﺍﺩﺍﺀ ﻭﺍﻳﻘﺎﻉ ﻭﳍﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﺘﻤﻮﺟﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻭ‬
‫ﳓﻮ ﺫﻟﻚ‬
‫ﰒ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﺮﺭ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﺍﻧﻪ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ‬
‫ﻃﺎﳌﺎ ﳛﻜﻢ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭ ﻟﻮ ﰲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺻﻐﲑﺓ ﻳﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻻﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ )‪ (٥٩٠‬ﻓﻴﻘﻮﻝ )ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻳﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﻠﻘﻮﺍ ﰲ ﺷﺌﻮﻥ ﺣﻴﺎﻬﺗﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﻼﻡ ﺍﺫﺍ ﻫﻢ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﰲ ﺍﻱ ﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺟ ﹼﻞ ﺍﻭ ﺣﻘﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺼﺪﺭ ﺁﺧﺮ ﺍﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﻴﻘﺘﻠﻊ‬
‫ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ( ﰒ ﻳﻜﻔﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ ﻭ ﻟﻮ ﰲ‬
‫ﻣﺴﺌﻠﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﻔﺴﺮﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﳛﻜﻢ ﲟﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻓﺎﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٤٤ :‬ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺟﺎﻫﻼ ﺍﻭ ﻣﻜﺎﺑﺮﺍ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺍﻭﻟﻮﺍ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺗﺮﲨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺫﻛﺮ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ(]‪ [٢‬ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻧﺰﻟﺖ ﻛﻠﻬﺎ‬
‫ﰲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ]‪ [٣‬ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﻈﻢ ﻓﺎﻣﺎ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻛﺒﲑﺓ ﻭ ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﺿﻤﺎﺭ ﺍﻱ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﳛﻜﻢ ﲟﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺭﺩﺍ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺟﺤﺪﺍ ﻟﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ‬
‫ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﳎﺎﻫﺪ ﻓﺎﻵﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭ ﺍﳊﺴﻦ ﻫﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﰲ ﻛﻞ‬
‫ﻣﻦ ﱂ ﳛﻜﻢ ﲟﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻱ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻣﺴﺘﺤﻼ ﻟﻪ‬

‫)‪ (١‬ﻃﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ‪ -‬ﺑﲑﻭﺕ ‪ ١٤٠٠ -‬ﻫـ ‪ ١٩٨٠‬ﺭ‪.‬‬

‫)‪ (٢‬ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ‪١٩١-١٩٠/٦‬‬
‫)‪ (٣‬ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﺑﺎﺏ ﺭﺟﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ‪ ...‬ﺍﱁ‬
 ‫‪- ٢٣١ -‬‬

‫ﻓﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﺭﺍﻛﺐ ﳏﺮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﻕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻣﺮﻩ ﺍﱃ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﻋﺬﺑﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻗﺎﻝ ﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ‬
‫ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ‬
‫)ِﻟ ﱠﻠ ِﺬﻳ َﻦ َﻫﺎ ُﺩﻭﺍ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٤٤ :‬ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻻ ﺗﺮﻯ ﺍﻥ ﺑﻌﺪﻩ ) َﻭ ﹶﻛَﺘ ْﺒَﻨﺎ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻢ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٤٥ :‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﲨﺎﻉ ﻭ‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺮﺟﻢ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ )ﻣﻦ( ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻤﺠﺎﺯﺍﺓ ﻓﻬﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻳﻘﻊ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﲣﺼﻴﺼﻬﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ )ﻣﻦ( ﻫﻨﺎ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﱂ ﳛﻜﻤﻮﺍ ﲟﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻓﺎﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻳﺮﻭﻯ ﺍﻥ‬
‫ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺃﻫﻲ ﰲ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ؟ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻫﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻭﻭﺱ ﻭ‬
‫ﻏﲑﻩ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﻔﺮ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻫﺬﺍ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻥ ﺣﻜﻢ ﲟﺎ ﻋﻨﺪﻩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻟﻪ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻥ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﻫﻮﻯ ﻭ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻓﻬﻮ‬
‫ﺫﻧﺐ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻞ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻟﻠﻤﺬﻧﺒﲔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺸﲑﻱ ﻭ ﻣﺬﻫﺐ‬
‫ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺸﻰ ﻭ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﲑ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ( ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ‬
‫ﻭﺫﻛﺮ ﳓﻮﻩ ﺍﳋﺎﺯﻥ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ]‪ [١‬ﻭ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ )ﻭ ﻗﺎﻝ ﳎﺎﻫﺪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﺙ )ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﳊﻜﻢ ﲟﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﺭﺩﺍ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻇﺎﱂ ﻓﺎﺳﻖ( ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﳛﻜﻢ ﲟﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﺟﺎﺣﺪﺍ ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻗﺮ ﺑﻪ ﻭ ﱂ ﳛﻜﻢ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ‬
‫ﻇﺎﱂ ﻓﺎﺳﻖ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻭﻭﺱ ﻗﻠﺖ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻛﺎﻓﺮ ﻣﻦ ﱂ‬
‫ﳛﻜﻢ ﲟﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻪ ﻛﻔﺮ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﻔﺮ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ﻛﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﷲ ﻭ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ‬
‫ﻭ ﻛﺘﺒﻪ ﻭ ﺭﺳﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﳓﻮ ﻫﺬﺍ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮ(‬
‫ﺍﻫـ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﺣﺴﻢ ﺣﱪ ﺍﻻﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺑﺘﻔﺴﲑ ﻣﻮﺟﺰ ﻣﻔﻴﺪ ﻓﻘﺪ‬

‫)‪ (١‬ﺗﻔﺴﲑ ﺍﳋﺎﺯﻥ ‪٤٦٨-٤٦٧/١‬‬

 ‫‪- ٢٣٢ -‬‬

‫ﺍﺧﺮﺝ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭ ﺻﺤﺤﻪ]‪ [١‬ﻭ ﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﻭ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﻭ ﻏﲑﳘﺎ ﻋﻨﻪ ﰲ‬
‫ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻔﺮﺍ‬
‫ﻚ ُﻫ ُﻢ ﺍﹾﻟ ﹶﻜﺎ ِﻓ ُﺮﻭ ﹶﻥ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪(٤٤ :‬‬
‫ﷲ ﹶﻓﹸﺎﻭﹶﻟِﺌ َ‬
‫ﺤ ﹸﻜ ْﻢ ِﺑ َﻤﺎ ﹶﺍْﻧ َﺰ ﹶﻝ ﺍ ُ‬
‫ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﺔ ) َﻭ َﻣ ْﻦ ﹶﻟ ْﻢ َﻳ ْ‬
‫ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮ( ﺍﻫـ‪ .‬ﻭ ﻣﻌﲎ )ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮ( ﺍﻱ ﺫﻧﺐ ﻛﺒﲑ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﰲ ﺍﻟﻔﻈﺎﻋﺔ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻓﺴﻮﻕ ﻭ‬
‫ﻗﺘﺎﻟﻪ ﻛﻔﺮ(]‪ - [٢‬ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ‪ -‬ﻭ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﲔ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻨﺬ ﺍﻳﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ‬
‫ﲔ ﺍ ﹾﻗَﺘَﺘ ﹸﻠﻮﺍ *‬
‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﳛﺪﺙ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ِﺍ ﹾﻥ ﹶﻃﺎِﺋ ﹶﻔَﺘﺎ ِﻥ ِﻣ َﻦ ﺍﹾﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬
‫ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ‪(٩ :‬‬
‫ﰒ ﺍﻥ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻫﻮ ﻋﲔ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻔﺴﻖ‬
‫ﻫﻮ ﻛﻔﺮ ﳜﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻃﻼﻕ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺘﻜﻔﲑ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻔﺼﻴﻞ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺗﻜﻔﲑ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺍﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺍﻣﻴﺔ‬
‫ﺍﻭ ﺑﲏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻭ ﺑﲏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﺎﻥ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻣﻠﻜﺎ ﻳﺘﻮﺍﺭﺛﻮﻧﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺒﻄﻞ‬
‫ﺩﻋﻮﻯ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺴﻤﻰ )ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﻓﻬﻮ ﺍﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻵﻳﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻪ ﺗﺮﲨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﻏﲑﻩ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻜﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ ٨٩٨ /‬ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻝ ﰲ‬
‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺍ ﹼﻻ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﲢﺮﻳﻒ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ( ﻓﻘﺪ ﺍﺩﺍﻩ ﺟﻬﻠﻪ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻻﻬﺗﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ ﻭ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ‬
‫ﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﳏﺮﻓﲔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻋﻠﻤﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺮﻭﺝ ﻭ ﻳﺒﺎﻉ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﱂ ﻳﺪﻉ‬
‫ﻓﺮﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍ ﹼﻻ ﻭ ﻗﺪ ﺭﻣﺎﻩ ﺑﺎﻟﺮﺩﺓ ﺣﱴ ﺍﳌﺆﺫﻧﲔ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻕ ﻭ ﺍﳌﻐﺎﺭﺏ ﻻﻬﻧﻢ ﱂ‬

‫)‪ (١‬ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ‪٣١٣/٢‬‬

‫)‪ (٢‬ﻣﺴﻨﺪ ﺍﲪﺪ ‪٤٣٩/١‬‬
 ‫‪- ٢٣٣ -‬‬

‫ﻳﺜﻮﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﻜﻤﻮﻥ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ ١٠٥٧ /‬ﻣﺎ‬
‫ﻧﺼﻪ )ﻓﻘﺪ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭ ﺍﱃ ﺟﻮﺭ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﻭ ﻧﻜﺼﺖ ﻋﻦ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ‬
‫ﺍﷲ ﻭ ﺍﻥ ﻇﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺂﺫﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﷲ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﺪﻟﻮﳍﺎ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻌﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻟﻮﻝ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺮﻓﺾ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﳊﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺪﻋﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ‬
‫ﻻﻧﻔﺴﻬﻢ‪ (...‬ﰒ ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﱃ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﻋﻦ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﷲ‬
‫ﻓﺎﻋﻄﺖ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻻﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺗﻮﺣﺪ ﺍﷲ ﻭ ﲣﻠﺺ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﻻﺀ‪ (...‬ﰒ‬
‫ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻓﻴﻘﻮﻝ )ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﲜﻤﻠﺘﻬﺎ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺂﺫﻥ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻕ‬
‫ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﻣﻐﺎﺭﻬﺑﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﷲ ﺑﻼ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻭﺍﻗﻊ ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﺛﻘﻞ ﺍﲦﺎ ﻭ ﺍﺷﺪ‬
‫ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻻﻬﻧﻢ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﺍﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ( ﺍﻫـ‪.‬‬
‫ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪) ٨٤١ /‬ﺍﻥ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻭ ﻟﻮ ﰲ ﻣﺴﺌﻠﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺑﻐﲑ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻬﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ( ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ‪ ٩٤٠ /‬ﻳﺬﻛﺮ )ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻬﻧﻢ‬
‫ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﻬﺑﻢ ﻫﻢ ﻛﺄﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ( ﰒ ﻳﻜﻔﹼﺮ ﻣﻦ ﳛﻜﻢ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻃﻼﻗﺎ ﻭﻟﻮ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪/‬‬
‫‪ ٩٧٢‬ﻓﻴﻘﻮﻝ )ﻭﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﺞ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﻛﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻭ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺗﺒﻊ ﻏﲑﻩ ﻭ ﻟﻮ ﰲ ﺣﻜﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﺪ ﺭﻓﺾ ﺍﻻﳝﺎﻥ ﻭ ﺍﻋﺘﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ‬
‫ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻧﻪ ﳛﺘﺮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻧﻪ ﻣﺴﻠﻢ( ﻭﻳﺬﻛﺮ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪/‬‬
‫‪ ١٠١٨‬ﻭ ﺯﺍﺩ ﰲ ﺍﳉﺮﺃﺓ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺫﻛﺮ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ١١٩٨/‬ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻃﺎﻉ ﺑﺸﺮﺍ ﰲ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻭﻟﻮ ﰲ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻣﺮﺗﺪ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻬﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﷲ‬
‫ﰒ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ١٢٥٧ /‬ﺑﺎﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭ ﺍﻧﻨﺎ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﺟﺎﻫﻠﻲ ﻣﺸﺮﻙ ﻭ ﻳﻘﺮﺭ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ‪١٩٤٥ /‬‬
‫ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲜﻤﻠﺘﻬﺎ ﻣﺮﺗﺪﺓ ﺍﱃ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ )ﺍﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺗﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲜﻤﻠﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﺍﱃ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ(‬
‫ﺍﻫـ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭ ﺍﳌﻨﺎﺩﻳﻦ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﺍﳌﻜﻔﺮﻳﻦ ﳌﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭ ﻟﻮ ﰲ‬
 ‫‪- ٢٣٤ -‬‬

‫ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮﻥ ﺑﺎﶈﺎﻣﺎﺓ ﻭ ﻗﺴﻢ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻛﻤﻌﺎﻣﻼﺕ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺳﺒﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﻔﻴﺰﺍ ﻭ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﻭ ﺣﺠﺮﻫﻢ ﻣﺆﻟﻔﺎﻬﺗﻢ ﺍﻭ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎﻬﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﻢ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻄﺒﻌﻮﻫﺎ ﺍﻻ ﺑﺎﺫﻬﻧﻢ ﻭ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﳛﺎﻛﻢ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻭ ﻛﻔﺎﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﺧﺰﻳﺎ ﻭ‬
‫ﻬﺗﺎﻓﺘﺎ ﻭ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻻﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺆﺩﻯ ﻛﻼﻡ ﺯﻋﻴﻤﻬﻢ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭ ﻫﻢ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﻭ ﻫﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﺐ ﻧﺼﻪ ﻫﺬﺍ ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺒﺎﺩ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭ ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺒﺎﺩ ﻟﺴﺎﺋﺮ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻖ ﰲ ﺍﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺮﻑ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺳﻠﻒ ﺍﻻ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬
‫ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﺒﻬﺸﻤﻴﺔ ﻣﻨﻔﺮﺩﻳﻦ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﻓﺮﻕ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺑﻘﻮﳍﻢ ﺍﻥ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﺫﺍ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﲑ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺻﺎﺭ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭ ﺭﻋﺎﻳﺎﻩ ﻛﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻪ ﻭ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺘﺎﺑﻌﻪ ﻭ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻛﺄﻧﻪ ﺍﻋﺎﺩ‬
‫ﺩﻋﻮﺓ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﺷﺪﻫﻢ ﰲ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻛﻔﺎﻩ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺧﺰﻳﺎ ﻭ ﺿﻼﻻ ﻻﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬
‫)ﳜﺮﺝ ﻗﻮﻡ ﺣﺪﺛﺎﺀ ﺍﻻﺳﻨﺎﻥ ﺳﻔﻬﺎﺀ ﺍﻻﺣﻼﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﲞﲑ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻳﻘﺮﺅﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ‬
‫ﳚﺎﻭﺯ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ ﳛﻘﺮ ﺍﺣﺪﻛﻢ ﺻﻼﺗﻪ ﺍﱃ ﺻﻼﻬﺗﻢ ﻭ ﺻﻴﺎﻣﻪ ﺍﱃ ﺻﻴﺎﻣﻬﻢ( ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ )ﻟﺌﻦ ﺍﺩﺭﻛﺘﻬﻢ ﻻﻗﺘﻠﻨﻬﻢ ﻗﺘﻞ ﻋﺎﺩ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ١٤٤٤ /‬ﻳﻄﻌﻦ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭ ﻳﺮﻣﻴﻬﻢ‬
‫ﺑﺎﳉﺸﻊ ﺍﱃ ﺍﻟﻔﺘﻚ ﺑﺎﻻﺑﺮﻳﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻩ ﺍﱃ ﺳﻔﻚ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭ ﻳﻘﺮﺭ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪١٤٤٩ /‬‬
‫‪ ١٤٥٠ -‬ﻭ ‪ ١٤٥١‬ﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻤﲔ )ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ( ﺍﻭ )ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ( ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ‬
‫ﺯﻣﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﻤﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﻘﺮﺭ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ‪ ٢٠١٢ /‬ﺍﻥ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﺍﻵﻥ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﻤﻼ‬
‫ﻟﻼﺳﻼﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﻌﻤﺮ ﻭ ﺍﻻﺟﺮ ﺍﻳﻀﺎ ﻃﺎﳌﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺣﻜﺎﻣﻬﻢ ﻭ‬
‫ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ‪ ٢١٢٢ /‬ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺴﻠﻢ ﻭ ﻻ ﺭﻋﻴﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭ ﻻ‬
‫ﳎﺘﻤﻊ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﳕﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻪ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ )ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬
‫ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭ ﻻ ﳎﺘﻤﻊ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭ‬
‫ﻛﻼﻣﻪ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ ﻭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﺍﺭ‬
 ‫‪- ٢٣٥ -‬‬

‫ﺍﺳﻼﻡ ﺑﻞ ﺩﺍﺭ ﺣﺮﺏ ﰒ ﳜﺎﻟﻒ ﲨﻴﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ )ﺍﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ُﻫ َﻮ‬
‫َﻣ َﻌ ﹸﻜ ْﻢ ﹶﺍْﻳَﻨ َﻤﺎ ﹸﻛ ْﻨُﺘ ْﻢ * ﺍﳊﺪﻳﺪ‪ (٤ :‬ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻭ ﺍﺠﻤﻟﺎﺯ ﻓﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬
‫ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﺣﺪ ﻭ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ( ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﻨﺘﺸﺮﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﻭ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ )ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ( ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﻘﻠﻪ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﳕﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺟﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﰲ ﺍﻭﺍﺧﺮ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻻﻣﻮﻳﲔ ﰒ ﺗﺒﻌﻪ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻓﻬﻢ ﻟﻠﻤﻌﲎ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﻓﻜﻞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﻌﲎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )ﻭ ﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺟﻬﻢ‬
‫ﺍﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ( ﺍﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻜﻞ ﺍﳋﻠﻖ ﺫﻛﺮ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬
‫‪ ٣٤٨١ /‬ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ‬
‫ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺴﻤﻰ )ﻣﻌﺎﱂ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ(]‪ [٢‬ﺹ ‪ ٦ - ٥ /‬ﺍﻥ‬
‫ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﻛﺜﲑﺓ ﻭ ﰲ ﺹ ‪ ٨ /‬ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻠﻪ ﰲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭ ﰲ ﺹ ‪ ١٨ -١٧ /‬ﻳﻘﻮﻝ ﳓﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ‬
‫ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻛﺎﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻭ ﺍﻇﻠﻢ‬
‫ﰒ ﱂ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺍﺩﺍﻩ ﺟﻬﻠﻪ ﻭ ﻭﻗﺎﺣﺘﻪ ﺍﱃ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﻭ ﺍﻟﺬﻡ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻣﻮﺳﻰ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺴﻤﻰ )ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﲏ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ(]‪ [٣‬ﺹ ‪ ١٦٢ /‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ‬
‫)ﻟﻨﺄﺧﺬ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻧﻪ ﳕﻮﺫﺝ ﻟﻠﺰﻋﻴﻢ ﺍﳌﻨﺪﻓﻊ ﺍﻟﻌﺼﱯ ﺍﳌﺰﺍﺝ( ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬
‫)ﻓﻠﻨﺪﻋﻪ ﻫﻨﺎ ﻟﻨﻠﺘﻘﻲ ﺑﻪ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻗﺪ ﻫﺪﺃ ﻭ ﺻﺎﺭ‬
‫ﺭﺟﻼ ﻫﺎﺩﺉ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺣﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻛﻼ‪ (...‬ﻭ ﻳﺘﻬﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ‪١٦٦ /‬‬
‫ﺑﺎﻧﻪ ﻛﺎﺩ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭ ﻳﺮﻣﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﺸﻚ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ‪ ١٣٣ /‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻭ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺗﺒﺪﺃ ﻗﺼﺘﻪ ﻓﱴ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﲑﻯ ﳒﻤﺎ ﻓﻴﻈﻨﻪ‬
‫ﺍﳍﻪ ﻓﺎﺫﺍ ﺍﻓﻞ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﺣﺐ ﺍﻵﻓﻠﲔ ﰒ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﲑﻯ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻴﻈﻨﻪ ﺭﺑﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺄﻓﻞ‬

‫)‪ (١‬ﺟﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﻗﺪ ﻧﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﱃ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺣﻘﻲ ﺍﻟﻨﺎﺯﱄ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ )ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ( ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬
‫ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﺍﻱ ﻭﺍﺩ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ‬
‫)‪ (٢‬ﻃﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ‪ -‬ﺑﲑﻭﺕ‬
‫)‪ (٣‬ﻃﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ‪ -‬ﺑﲑﻭﺕ‬
 ‫‪- ٢٣٦ -‬‬

‫ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻴﺘﺮﻛﻪ ﻭ ﳝﻀﻲ ﰒ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻴﻌﺠﺒﻪ ﻛﱪﻫﺎ ﻭ ﻳﻈﻨﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺍﳍﺎ ﻭ‬

‫ﻟﻜﻨﻬﺎ ﲣﻠﻒ ﻇﻨﻪ ﻫﻲ ﺍﻻﺧﺮﻯ( ﺍﻫـ‪ .‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﲡﺐ ﳍﻢ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭ ﺻﻐﺎﺋﺮ ﺍﳋﺴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭ‬
‫ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺣﲔ ﺭﺁﻩ )ﻫﺬﺍ ﺭﰉ( ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻡ‬
‫ﲔ*‬ ‫ﺐ ﹾﺍﻵ ِﻓ ِﻠ َ‬
‫ﺍﻻﻧﻜﺎﺭﻱ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﺬﺍ ﺭﰊ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ﰒ ﳌﺎ ﻏﺎﺏ ﻗﺎﻝ ) ﹶﻻ ﹸﺍ ِﺣ ﱡ‬
‫ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪ (٧٦ :‬ﺍﻱ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺭﺑﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ؟ ﻭ ﳌﺎ ﱂ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ‬
‫ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺑﻞ ﺑﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻤﺎ ﱂ ﳚﺪ ﻣﻨﻬﻢ‬
‫ﺑﻐﻴﺘﻪ ﺍﻇﻬﺮ ﳍﻢ ﺍﻧﻪ ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﰒ ﳌﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺎﻝ‬
‫ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻐﻴﺘﻪ ﻓﺄﻳﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﻇﻬﺮ ﺑﺮﺍﺀﺗﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻣﺎ ﻫﻮ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻻ ﷲ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺪ ﺁَﺗ ْﻴَﻨﺎ ِﺍْﺑ َﺮﺍ ِﻫﻴ َﻢ‬
‫ُﺭ ْﺷ َﺪ ُﻩ ِﻣ ْﻦ ﹶﻗ ْﺒ ﹸﻞ *ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ‪.(٥١ :‬‬
‫ﻓﺘﻠﺨﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﻪ ﻃﻌﻦ ﰲ ﻣﻔﺴﺮﻱ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺳﻠﻔﻬﻢ ﻭﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﻟﻠﻤﺮﻭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺒﻠﻎ ﺧﻄﺮﻩ ﺍﻻ ﺍﷲ ﻓﻠﻴﺤﺬﺭﻩ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭ ﻟﻴﺸﻔﻘﻮﺍ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺮ ﻓﺎﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﰲ ﺳﻠﻒ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻭ ﺩﻋﻮﺓ‬
‫ﷲ * ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ‪:‬‬
‫ﺤ ﹾﻜ ُﻢ ِﺍ ﱠﻻ ِ ِ‬
‫ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺟﺘﻪ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻓﺎﻬﻧﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ )ِﺍ ِﻥ ﺍﹾﻟ ُ‬
‫‪ (٥٧‬ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻓﺘﺠﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﲑ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﱃ‬
‫ﺗﻜﻔﲑ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻓﺎﻧﺎ ﷲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﻴﻒ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ ﺟَﺎ ِﻋﻞﹸ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺍﱠﺗَﺒﻌُﻮ َﻙ‬
‫ﻕ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﹶﻛ ﹶﻔﺮُﻭﺍ ِﺍﻟﹶﻰ َﻳ ْﻮ ِﻡ ﺍﹾﻟ ِﻘَﻴ َﻤ ِﺔ * ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‪ (٥٥ :‬ﻓﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻗﺮﺁﱐ ﻋﻠﻰ‬
‫ﹶﻓ ْﻮ َ‬
‫ﺑﻘﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﺎ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻻﻥ ﺍﻣﺔ ﳏﻤﺪ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﻋﻴﺴﻰ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻻﳝﺎﻥ ﻭﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﻴﻒ ﻏﻔﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺗﻮﳘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﲣﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻋﺎﺷﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬
‫ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﻭﺍﻥ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻏﻔﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﻥ ﺍﷲ ﻳﺒﻌﺚ ﳍﺬﻩ ﺍﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﳚﺪﺩ ﳍﺎ‬
 ‫‪- ٢٣٧ -‬‬

‫ﺩﻳﻨﻬﺎ( ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻏﻔﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ )ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﳊﻖ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ( ؟؟ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻻﻭﻝ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﺍﻣﺎ ﺁﻥ‬
‫ﻟﻜﻢ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﻐﺘﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﺍﻥ ﺗﻔﻴﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﺍﱃ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻭ ﺍﻧﺘﻢ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﳌﺘﻌﺼﺒﻮﻥ ﳍﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭ ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺠﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺣﱴ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻊ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻻﻣﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺷ ﹼﺬ‬
‫ﺷ ﹼﺬ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺍﷲ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻥ ﻳﻌﺼﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﻭ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‬

‫ﻭ ﻳﺘﻠﻮﻩ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﺧﻄﺎﺀ ﺍﺣﺪ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﲔ ﺍﻟﻴﻪ‬

‫ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﱐ‬

‫ﻭ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺑﻼﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﺍﻥ ﺷﺎﻋﺖ ﻓﺘﺎﻭﻳﻪ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﰲ ﺍﻻﻗﻄﺎﺭ ﻭ ﺗﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﰲ ﳎﻠﺔ‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﲢﺖ ﺑﺎﺏ )ﻓﺎﺳﺌﻠﻮﺍ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ( ﻛﻼﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﲔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻭ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﻛﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ‬
‫ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻭ ﻧﺼﻪ )ﺍﻣﺎ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﳎﺮﺩ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﻓﻠﻮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻵﻻﻑ ﻭ‬
‫ﺍﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﳛﺘﻜﻢ ﺍﱃ ﻏﲑ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﷲ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﺳﻼﻣﻴﺎ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺍﻓﺮﺍﺩﻩ ﺍﻭ ﺍﻛﺜﺮﻫﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ]‪ [٢‬ﰲ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ( ﻭ‬
‫ﻳﻌﺮّﺽ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ]‪ [٣‬ﺍﱃ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺍﻥ ﺣﻜﻤﻮﺍ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻴﻘﻮﻝ )ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳌﺪﱐ ﻳﺘﻮﱃ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﱵ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﺳﺎﺳﻬﺎ ﻭ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎﻬﺗﺎ ﻛﻤﺎ ﲣﺎﻟﻔﻬﺎ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺟﺰﺋﻴﺎﻬﺗﺎ‬
‫ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻻﻧﻪ‬
‫ﷲ‬
‫ﺤ ﹸﻜ ْﻢ ِﺑ َﻤﺎ ﹶﺍْﻧ َﺰ ﹶﻝ ﺍ ُ‬
‫ﻣﻀﻄﺮ ﻻﻥ ﳛﻜﻢ ﺑﻐﲑ ﻣﺎ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻭ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘﻮﻝ ) َﻭ َﻣ ْﻦ ﹶﻟ ْﻢ َﻳ ْ‬
‫ﻚ ُﻫ ُﻢ ﺍﹾﻟ ﹶﻜﺎ ِﻓ ُﺮﻭ ﹶﻥ * ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ‪ (٤٤ :‬ﺍﻫـ‪.‬‬
‫ﹶﻓﹸﺎﻭﹶﻟِﺌ َ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻻﻭﻝ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ‪ ١٩٧٢ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٢‬ﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﳓﻮﻱ ﻣﻦ ﻓﻴﺼﻞ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻓﻠﻴﺘﻨﺒﻪ‬
‫)‪ (٣‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٠ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٣٨ -‬‬

‫ﰒ ﺯﺍﺩ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ ﺑﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﱃ ﺷﺨﺺ ﺛﺎﻥ ﻓﺎﻛﺜﺮ ﺻﺎﺭ‬
‫ﺣﻼﻻ ﻭ ﻟﻮ ﻣﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﲟﺼﺪﺭﻩ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭ ﺯﻋﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﰲ‬
‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ]‪ [١‬ﺭﺍﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﺭﺷﻴﺪ ﻓﺮﺣﺎﻥ ﺍﻥ ﺍﺧﺎﻩ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﺑﻨﻚ ﻭ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﳌﺎﻝ‬
‫ﻻﺟﻞ ﺍﻛﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻬﻞ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺍﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺎﻝ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﺍﻥ ﺍﺧﺬ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩﺍﺕ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺧﻴﻚ ﻻﻛﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻚ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻴﻪ ﺍﻱ ﺍﰒ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻻﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﳊﺮﺍﻡ‬
‫ﻻ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﱃ ﺫﻣﺘﲔ ﻭ ﻻﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺒﻴﺜﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺑﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ( ﰒ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺩﻧﺎ ﺍﻥ ﻧﻌﺘﱪ ﺍﻥ ﺍﻳﺔ ﻗﻄﻌﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺮﺍﻡ‬
‫ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺎﻻ ﺧﺒﻴﺜﺎ ﻭ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺍﳋﺒﺚ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﱃ ﻏﲑﻩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺒﺎﺡ‬
‫ﻓﺎﻥ ﻛﻞ ﺍﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻻ ﺧﺒﺜﺎ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻏﲑ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻉ( ﺍﻫـ‬
‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﳊﻨﻔﻲ]‪ [٢‬ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﳒﻴﻢ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﰲ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻻﺷﺒﺎﻩ ﻗﻮﻟﻪ )ﺍﳊﺮﻣﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻ ﻟﻠﻮﺍﺭﺙ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺭﺑﻪ ﺍﻱ ﺭﺏ ﺍﳌﺎﻝ(‬
‫ﺍﻫـ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ]‪) [٣‬ﻭ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﳜﻨﺎ ﻛﺴﺐ ﺍﳌﻐﻨﻴﺔ ﻛﺎﳌﻐﺼﻮﺏ ﱂ‬
‫ﳛﻞ ﺍﺧﺬﻩ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻮ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﻛﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺒﺎﺫﻕ ﺍﻭ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻭ ﺍﺧﺬ‬
‫ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻳﺘﻮﺭﻉ ﺍﻟﻮﺭﺛﺔ ﻭ ﻻ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻭﱃ ﻬﺑﻢ ﻭ ﻳﺮﺩﻭﻬﻧﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺑﺎﻬﺑﺎ ﺍﻥ‬
‫ﻋﺮﻓﻮﻫﻢ( ﺍﻫـ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﱐ]‪ [٤‬ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﻨﻦ )ﻭ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺍﱃ ﺫﻣﺘﲔ ﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻠﱯ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻮ‬
‫ﳏﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺍﳌﻜﹼﺎﺱ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺲ ﰒ‬
‫]‪[ ٥‬‬
‫ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﰒ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺁﺧﺮ ﻓﻬﻮ ﺣﺮﺍﻡ( ﺁﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ‬
‫)ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻳﻨﺘﻘﻞ( ﻗﺎﻝ ﺍﶈﺸﻲ )ﺍﻱ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺗﺪﺍﻭﻟﺘﻪ ﺍﻻﻳﺪﻱ ﻭ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﺍﻻﻣﻼﻙ( ﺁﻩ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٣ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ‪ ،١٦ /‬ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪-‬‬
‫‪ ١٩٧٣‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٢‬ﺭﺩ ﺍﶈﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ‪٢٤٧/٥‬‬
‫)‪ (٣‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‬
‫)‪ (٤‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‬
‫)‪ (٥‬ﺭﺩ ﺍﶈﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ‪١٣٠/٤‬‬
 ‫‪- ٢٣٩ -‬‬

‫ﻓﻬﺬﻩ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻮﻟﻮﻱ ﺍﲰﺎ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﺗﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﳊﺮﻣﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻰ ﺑﻔﺘﻮﻯ ﱂ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻓﺎﺣ ﹼﻞ ﻬﺑﺎ ﻣﺎ‬
‫ﺣﺮﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺍﺑﺎﺡ ﺍﻛﻞ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﻳﻦ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﻞ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ‬
‫ﻫﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﻳﻀﺤﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺠﻤﻟﻮﺳﻲ ﻭ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻮﺛﻦ ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﳚﺪ ﻣﻦ‬
‫ﻳﻮﺍﻓﻘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﺩﻳﺎﻬﻧﻢ‬
‫ﻭ ﺍﻻﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺷﺎﺑﺎ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺍﱃ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻳﻐﻀﺐ‬
‫] ‪[١‬‬
‫ﻳﻜﻔﺮ ﻭ ﻳﺸﺘﻢ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻴﻪ ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﱴ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻻﺳﻼﻡ؟‬
‫ﻓﺎﺟﺎﺑﻪ )ﺍﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﺧﻲ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ‪ ...‬ﻭ ﺍﺫﺍ ﺭﺟﻌﺖ ﺍﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻠﺴﺎﻧﻚ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ‬
‫ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺍﱃ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻭ ﻋﺎﻗﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﲟﻨﻌﻬﺎ ﳑﺎ ﲢﺐ ﻭ‬
‫ﻟﻜﻦ ﺍﻳﺎﻙ ﺍﻥ ﺗﻈﻦ ﺍﻧﻚ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻚ ﻭ ﺻﻴﺎﻣﻚ(‬
‫ﺍﻫـ ﻓﻬﺬﺍ ﳑﺎ ﻻ ﳜﻔﻰ ﺑﻄﻼﻧﻪ ﻭ ﻓﺘﻮﺍﻩ ﻫﺬﻩ ﱂ ﻳﻘﻠﻬﺎ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻌﺘﱪﻳﻦ ﺑﻞ ﻧﺺ‬
‫ﺍﺑﻦ ﻓﺮﺣﻮﻥ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺳﺎﺏ ﺍﷲ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎﻻﲨﺎﻉ ﻭ ﺑﻄﻮﻥ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﺍﺧﻮﺍﺕ ﻓﻘﺪ ﺍﻓﱴ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ]‪ [٢‬ﺑﺎﻥ ﺍﳌﻼﻣﺴﺔ ﻓﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻫﻨﺎ ﻏﲑ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﱃ ﺗﺮﻙ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻻﻥ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺎﺋﻞ ﺭﻗﻴﻘﺎ ﻳﻨﺘﻘﺾ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻠﻴﻈﺎ ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻘﺾ ﻭ‬
‫ﺍﻓﱴ]‪ [٣‬ﺑﺘﺤﺮﱘ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻓﻌﻠﻰ ﻣﻮﺟﺐ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺎ ﺳﻠﻢ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ‬
‫ﺑﻴﻮﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻣﺔ ﻭ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻭ ﺍﻓﱴ]‪ [٤‬ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻜﺤﻮﻝ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﳒﺴﺔ ﻓﻬﻲ‬
‫ﺗﺒﻄﻞ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺷﺬ ﺑﻪ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻼ ﺍﺣﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﻣﺴﻬﺎ ﻳﻮﺟﺐ‬
‫ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﻟﻦ ﳚﺪ ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼ ﻭ ﺍﺑﺎﺡ ﺍﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺮﺑﺎ]‪ [٥‬ﺍﳌﻮﺩﻉ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧١ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٢‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٠ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٣‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧١ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٤‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ‪ ١٩٧٥ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٥‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٣٧ -‬ﺭ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٣ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٤٠ -‬‬

‫ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﲝﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﺗﺮﻛﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻭ ﺍﺑﺎﺡ ﻟﻠﻔﻘﲑ ﺍﻛﻠﻪ ﻭ‬
‫ﺍﺣﻠﻪ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻓﱴ]‪ [١‬ﺑﺎﻧﻪ ﺍﻥ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﻫﻮ ﺟﻨﺐ ﻓﺎﻟﺬﺑﺢ ﺟﺎﺋﺰ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﻻﻧﻪ ﻳﻜﺮﻩ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺍﳉﻨﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻱ ﻋﻤﻞ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻄﻬﺮ ﻭ ﺍﻻﻏﺘﺴﺎﻝ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻧﺺ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﻭ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﺬﺍ‬
‫ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﻘﻴﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻃﺮﻕ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﺟﻨﺐ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﳔﻨﺴﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺍﱃ ﺍﻟﺮﺣﻞ ﻓﺎﻏﺘﺴﻠﺖ ﰒ ﺟﺌﺖ ﻓﻘﺎﻝ )ﺍﻳﻦ ﻛﻨﺖ ﻳﺎ‬
‫ﺍﺑﺎ ﻫﺮ( ؟ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﺟﻨﺒﺎ ﻓﻜﺮﻫﺖ ﺍﻥ ﺍﺟﺎﻟﺴﻚ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻓﻘﺎﻝ )ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ‬
‫ﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﻨﺠﺲ( ﻭ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ )ﺍﻥ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﺠﺲ( ﻭ ﺑﻮﺏ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ‬
‫ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ )ﺑﺎﺏ ﺍﳉﻨﺐ ﳜﺮﺝ ﻭ ﳝﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭ ﻏﲑﻩ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﻋﺎﻡ ﳊﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﺍﻟﱵ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺩﻳﲏ ﺍﻭ ﺩﻧﻴﻮﻱ ﻭ ﻗﻮﻟﻪ )ﻳﻜﺮﻩ ﻟﻠﺠﻨﺐ‬
‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻱ ﻋﻤﻞ( ﻛﻼﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻳﺮﺩﻩ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﳊﺪﻳﺜﻲ ﻭ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺍﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ‬
‫ﻗﺼﺔ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺍﻟﻐﺴﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺑﺔ ﻓﻘﺘﻞ ﻓﺮﺁﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﻐﺴﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺧﺮﺝ ﻻﻣﺮ ﺩﻳﲏ ﻓﻠﻢ ﲢﺮﻣﻪ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ‬
‫ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻤﻦ ﺍﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ؟ ﻭ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﻬﺗﻢ ﻭ ﻫﻢ‬
‫ﺟﻨﺐ ﺑﺎﻥ ﻳﺴﺘﻴﻘﻈﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰒ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﺍﱃ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻭ ﻫﻢ ﺟﻨﺐ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺔ ﺍﻬﻧﻢ ﻳﻐﺘﺴﻠﻮﻥ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭ ﻳﺆﺩﻭﺍ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻓﻔﻴﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻴﺼﻞ ﺣﺮﺝ ﻭﺍﷲ‬
‫ﺝ * ﺍﳊﺞ‪(٧٨ :‬‬
‫ﰲ ﺍﻟ ِّﺪﻳ ِﻦ ِﻣ ْﻦ َﺣ َﺮ ٍ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘﻮﻝ ) َﻭ َﻣﺎ َﺟ َﻌ ﹶﻞ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ ِ‬
‫ﻭ ﺍﻻﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ]‪ [٢‬ﺭﺍﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻭ ﻫﻮ )ﻣﺎ‬
‫ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﲑ ﺍﺳﻼﻣﻴﺔ( ﲟﺎ ﻳﻠﻲ ﺍﻥ ﺍﻻﺻﻞ ﺍﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ‬
‫ﺍﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﲑ ﺍﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺎﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻼﺑﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﺍﳍﺪﻑ‬
‫ﺍﻻﻫﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻻﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻻﺭﺽ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﺞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﻇﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻻ ﲢﺘﻜﻢ ﺍﱃ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﷲ( ﺍﻫـ ﻭ ﻗﺎﻝ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ‪ ١٩٧٢ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٢‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٣ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٤١ -‬‬

‫ﰲ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ]‪ [١‬ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ )ﻭ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻻ ﲡﻮﺯ ﻃﺎﳌﺎ‬
‫ﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﰲ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻛﻄﻠﺐ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﲑ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﰲ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ‬
‫ﺠﻤﻟﺮﺩ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﻐﲑ ﺟﺎﺋﺰﺓ( ﺍﻫـ ﻓﻴﺎ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻃﺎﻟﺒﻮﻩ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺷﺮﻋﻲ ﻻﻧﻪ ﻳﺼﺪﺭ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺑﺎﺳﻢ )ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺷﺮﻋﻴﺔ( ﺍﻱ ﺁﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺮﻋﻲ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻢ )ﻻ ﺗﺴﺎﻓﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﱃ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻌﺪﻭ( ﻓﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﱂ ﻳﻘﻞ ﻻ ﺗﺴﺎﻓﺮﻭﺍ ﺍﱃ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﻴﺪ ﺑﻞ ﺻﺮﺡ ﰲ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﳜﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻣﻦ ﺍﻥ ﳝﺘﻬﻦ ﺑﺎﻳﺪﻱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ‬
‫ﻓﺎﺫﺍ ﺍﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﱃ ﺑﻼﺩ ﻏﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻱ ﺍﻻﻣﺘﻬﺎﻥ ﻻ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﻨﻬﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻛﻴﻒ ﺣﺮﻑ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻮﻟﻮﻱ ﺍﻗﺎﻡ ﻓﺘﺮﺓ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﻓﺘﺢ ﻣﺘﺠﺮﺍ ﰲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺯﻕ‬
‫ﻭ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻭ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺒﻨﻚ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﰲ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﺤﺮﻡ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﻭ ﺍﺑﺎﺣﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺷﺄﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻴﺪ‬
‫ﻗﻄﺐ ﻓﺎﻱ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﳉﺄﺗﻪ ﺍﱃ ﻓﺘﺢ ﺑﻨﻚ ﰲ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ! ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺎﻗﻀﺎ ﳌﺎ ﺍﻓﱴ ﺑﻪ !‪.‬‬
‫ﰒ ﺫﻛﺮ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ]‪ [٢‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻗﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺑﻼ ﺧﻼﻑ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻓﻘﺪ‬
‫ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﳋﻼﻑ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻧﻪ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺭﻛﻌﺔ ﻭ ﺍﻧﻪ ﺛﻼﺙ ﻭ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻭ ﻛﻠﻬﺎ ﻻ‬
‫ﲣﻠﻮ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ )ﺍﻧﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ‬
‫ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﻻ ﰲ ﻏﲑﻩ ﻋﻦ ﺍﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ( ﺍﻫـ ﻭ‬
‫ﻫﺬﺍ ﻗﺼﻮﺭ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻻﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﱃ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻬﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺗﺒﲔ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٠ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٢‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧١ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٤٢ -‬‬

‫ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ )ﺻﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺳﺖ ﻋﺸﺮﺓ‬
‫ﺭﻛﻌﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳋﻠﻌﻲ ﺑﺎﺳﻨﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ ﻭ ﺍﺧﺮﺝ‬
‫ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻬﻧﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‪ -‬ﺍﻱ ﻋﺎﺋﺸﺔ ‪) -‬ﻛﺎﻥ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺗﺴﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﳚﻠﺲ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭ ﻳﺴﻠﻢ ﻭ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ ﳌﺎ ﺍﺧﺬﻩ ﺍﳊﻠﻢ ﺍﺧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺖ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﻳﺴﻠﻢ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ( ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﲔ ﺭﻭﺕ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﰒ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﻓﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﻟﺒﺎﱐ ﻭ ﺗﺒﻌﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﻱ‬
‫ﻓﺎﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳌﻘﱪﻱ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﻦ‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﺷﺒﻴﻪ ﻬﺑﺬﺍ ﻣﺎ‬
‫ﺛﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻬﻧﺎ ﻗﺎﻟﺖ )ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺴﺒﺢ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ( ﻭ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻡ ﻫﺎﻧﺊ ﺍﻬﻧﺎ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ )ﺻﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﲦﺎﻥ ﺭﻛﻌﺎﺕ( ﻭ‬
‫ﻗﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﳏﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﻬﻧﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻼﺯﻣﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﰒ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺑﻞ ﳛﻤﻞ ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻔﻌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻳﻀﺎ‬
‫ﻓﻘﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺍﻭﺗﺮﻭﺍ‬
‫ﲞﻤﺲ ﺍﻭ ﺑﺴﺒﻊ ﺍﻭ ﺑﺘﺴﻊ ﺍﻭ ﺑﺎﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻭ ﺑﺎﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ( ‪ -‬ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭ‬
‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ ﻭ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺮﺍﻙ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ‪ -‬ﺍﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻬﻧﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺭﻛﻌﺔ ﺍﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ‬
‫ﺍﻬﻧﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﺳﻨﺎﺩ ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﺭﻭﺍﻳﺔ )ﺍﻬﻧﻢ‬
‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ( ﻭ ﻫﻢ ﻭ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ﻭ ﺭﻭﻯ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻮ‬
‫ﺯﺭﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻭ ﻏﲑﻩ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ )ﻻ ﺣ ّﺪ ﻟﻌﺪﺩ‬
‫ﺭﻛﻌﺎﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻃﻮﻝ ﻗﻴﺎﻣﺎ ﺍﺣﺐ ﺍﱃ( ﻓﻠﻌﻞ ﻓﻴﺼﻼ ﺍﻏﺘﺮ ﲟﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻻﻟﺒﺎﱐ‬
‫ﰲ ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻥ ﻋﻤﺮ ﲨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺭﻛﻌﺔ ﻭ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ‬
‫ﻭ ﺫﻟﻚ ﺧﺒﻂ ﻣﻨﻪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺟﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺣﺐ ﺍﳋﻼﻑ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻭ‬
 ‫‪- ٢٤٣ -‬‬

‫ﻓﻴﺼﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﳌﺎﻡ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﺑﻞ ﻣﺘﻮﻫﻢ ﻣﺘﺨﻴﻞ‬

‫ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﺼﻞ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ]‪ [١‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻏﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﳐﺎﻃﺒﲔ ﺑﻔﺮﻭﻉ‬
‫ﺲ ِﺍ ﱠﻻ ِﻟَﻴ ْﻌُﺒ ُﺪﻭ ِﻥ‬
‫ﺠ ﱠﻦ َﻭ ﹾﺍ ِﻻْﻧ َ‬
‫ﺖ ﺍﹾﻟ ِ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ( ﺍﻫـ ﻭ ﻫﺬﺍ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ َﻣﺎ َﺧ ﹶﻠ ﹾﻘ ُ‬
‫* ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ‪ (٥٦ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ ﺍﻱ ﺍﻻ ﻵﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﳐﺎﻟﻒ ﺍﻳﻀﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻣﺎ‬
‫ﲔ*‬
‫ﺼ ِّﻠ َ‬
‫ﻚ ِﻣ َﻦ ﺍﹾﻟ ُﻤ َ‬
‫ﰲ َﺳ ﹶﻘ َﺮ * ﺍﳌﺪﺛﺮ‪ (٤٢ :‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ) ﹶﻗﺎﹸﻟﻮﺍ ﹶﻟ ْﻢ َﻧ ُ‬
‫َﺳ ﹶﻠ ﹶﻜ ﹸﻜ ْﻢ ِ‬
‫ﺍﳌﺪﺛﺮ‪ (٤٣ :‬ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﳛﺎﺳﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﺩﺍﺋﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻻﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﲟﺎ‬
‫ﺍﻭﺟﺐ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻤﺎ ﻬﻧﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬
‫ﻭ ﺯﺍﺩ ﻓﻴﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ]‪ [٢‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻻ ﺑﺄﺱ ﰲ ﺍﻛﻞ‬
‫ﳊﻮﻡ ﺍﳌﻌﻠﺒﺎﺕ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﰲ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻭ ﺍﻣﲑﻛﺎ ﻻﻬﻧﻢ ﺍﻫﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺑﺎﺡ ﺍﷲ‬
‫ﻟﻨﺎ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻭ ﺗﺴﻤﻲ ﺍﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﻻﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﺍﺑﺎﺡ ﳌﻦ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﳊﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻡ ﻻ ﺍﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻳﺴﻤﻲ ﻫﻮ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ( ﺍﻫـ ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﺍﻛﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﺫﻛﺎﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻧﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭ ﺍﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﰲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻣﺎ ﺍﻳﺮﺍﺩﻩ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ‬
‫ﻓﻬﻮ ﲤﻮﻳﻪ ﻭ ﲢﺮﻳﻒ ﳌﻌﲎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺣﺬﻑ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻥ ﺍﻧﺎﺳﺎ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻋﻬﺪ ﺑﻜﻔﺮ ﻳﺄﺗﻮﻧﻨﺎ ﺑﻠﺤﻤﺎﻥ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﺃﺫﻛﺮ‬
‫ﺍﺳﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻡ ﻻ؟ ﻓﻘﺎﻝ )ﲰﻮﺍ ﺍﷲ ﺍﻧﺘﻢ ﻭﻛﻠﻮﺍ( ‪ -‬ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ – ﻭ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﺣﻼﻝ ﻻﻬﻧﺎ ﻣﺬﻛﺎﺓ ﺑﺎﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﻗﺮﻳِﺒﻲ ﻋﻬﺪ ﺑﻜﻔﺮ ﺍﻱ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﰲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻣﻦ‬
‫ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻼ ﻳﻀﺮﻛﻢ ﺍﻧﻜﻢ ﱂ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﻫﻞ ﲰﻰ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﻋﻨﺪ ﺫﲝﻬﺎ ﺍﻡ ﻻ ﻭ ﲰﻮﺍ ﺍﻧﺘﻢ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﻛﻠﻬﺎ ﺍﻱ ﻧﺪﺑﺎ ﻻ ﻭﺟﻮﺑﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﰲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺎﺏ ﺫﺑﻴﺤﺔ ﺍﻻﻋﺮﺍﺏ ﻭ ﳓﻮﻫﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ ﺍﳌﺪﱐ ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﻋﻦ ﺍﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻥ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٠ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٢‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٤ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٤٤ -‬‬

‫ﻗﻮﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻗﻮﻣﺎ ﻳﺄﺗﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻠﺤﻢ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ‬
‫ﺃﺫﻛﺮ ﺃﺳﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻡ ﻻ ﻓﻘﺎﻝ )ﲰﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻧﺘﻢ ﻭﻛﻠﻮﻩ( ﻗﺎﻟﺖ ﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻋﻬﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺍﻫـ‬
‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﰲ ﺷﺮﺣﻪ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﳓﻮﻩ ﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﺍﳝﺎﻬﻧﻢ ﺍﻬﻧﻢ ﺫﲝﻮﻫﺎ ﻭ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ ﻭ ﻟﻠﻄﺤﺎﻭﻱ ﰲ ﺍﳌﺸﻜﻞ ﺳﺄﻝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺍﻋﺎﺭﻳﺐ ﻳﺄﺗﻮﻧﻨﺎ ﺑﻠﺤﻤﺎﻥ‬
‫ﻭ ﺟﱭ ﻭ ﲰﻦ ﻣﺎ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻛﻨﻪ ﺍﺳﻼﻣﻬﻢ ؟ ﻗﺎﻝ )ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﺎﻣﺴﻜﻮﺍ‬
‫ﻋﻨﻪ ﻭ ﻣﺎ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﻔﺎ ﻟﻜﻢ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺑﻚ ﻧﺴﻴﺎ ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﺳﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ(‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻬﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﺻﻞ ﰲ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﺔ ﻻ ﲡﺐ ﺍﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺟﺒﺔ‬
‫ﻻﺷﺘﺮﻃﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻭ ﻗﺪ ﺍﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻛﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺮﺿﺎ ﻓﻠﻤﺎ‬
‫ﻧﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻬﻧﺎ ﺳﻨﺔ ﻻﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﺗﻨﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻭ ﺩﻝ‬
‫ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺪﻱ ﻭ ﺍﰊ ﺛﻌﻠﺒﺔ ﳏﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﱰﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻬﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ‬
‫ﻳﺼﻴﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﻌﻠﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻣﺮ‬
‫ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻓﺮﺿﻪ ﻭ ﻣﻨﺪﻭﺑﻪ ﻟﺌﻼ ﻳﻮﺍﻗﻌﺎ ﺷﺒﻬﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻟﻴﺄﺧﺬﺍ ﺑﺎﻛﻤﻞ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﻳﺴﺘﻘﺒﻼﻥ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻣﺮ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻭ ﻳﻘﻊ ﻟﻐﲑﻫﻢ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻻﻛﻤﻞ ﻓﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺎﺻﻞ ﺍﳊﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻫـ ﻭ ﺑﻌﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ‬
‫ﺍﻭﻓﻴﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺣﻘﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﰲ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺒﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﻣﺮ ﻓﺤﻠﻠﻮﺍ‬
‫ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﷲ ﺃﱂ ﻳﺒﻠﻐﻬﻢ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ )ﺍﺫﺍ‬
‫ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺳﻬﻤﻚ ﻓﺎﺻﺎﺏ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﰒ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻼ ﺗﺄﻛﻞ ﻻﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻫﻞ ﻗﺘﻠﻪ‬
‫ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺍﻡ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﳌﺎﺀ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻫﻮ ﺍﻻﺻﻞ ﰲ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺣﻴﺚ‬
‫ﺍﲨﻌﻮﺍ ﺍﺠﻤﻟﺘﻬﺪﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﺣﻠﻪ ﳛﺮﻣﻪ ﻭ ﱂ ﳛﺮﻣﻮﺍ ﺍﳉﱭ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﻦ ﻭ‬
‫ﳓﻮﳘﺎ ﺑﺎﻟﺸﻚ ﻭ ﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ‬
‫ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻳﻀﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ]‪ [١‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻓﻘﺪ ﰎ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﻕ ﻻﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ‪ ١٩٧١ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٤٥ -‬‬

‫ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﲟﺼﺪﺭ ﻟﻠﺮﻗﻴﻖ ﺍﻻ ﺍﳊﺮﺏ ﻭ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﻕ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺳﻼﻡ( ﺍﻫـ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻪ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻭ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) َﻭ‬
‫ﺖ ﹶﺍْﻳﻤَﺎُﻧ ُﻬ ْﻢ ﹶﻓِﺎﱠﻧﻬُ ْﻢ ﹶﻏ ْﻴﺮُ‬
‫ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ُﻫ ْﻢ ِﻟ ﹸﻔﺮُﻭ ِﺟ ِﻬ ْﻢ ﺣَﺎ ِﻓﻈﹸﻮ ﹶﻥ * ِﺍ ﱠﻻ َﻋﻠﹶﻰ ﹶﺍ ْﺯﻭَﺍ ِﺟ ِﻬ ْﻢ ﹶﺍ ْﻭ ﻣَﺎ َﻣ ﹶﻠ ﹶﻜ ْ‬
‫ﲔ * ﺍﳌﻌﺎﺭﺝ‪ (٣٠-٢٩ :‬ﻭ ﻟﻐﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻻ ﻳﺒﻄﻞ‬
‫َﻣﻠﹸﻮ ِﻣ َ‬
‫ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﻓﻴﺼﻞ ﻭ ﺍﻣﺜﺎﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﱂ ﻳﺪﻉ ﺍﱃ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺮﻕ ﺑﻞ‬
‫ﺭﻏﺐ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺎﻕ ﻓﺎﻥ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﺭﻗﻴﻖ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﰊ‬
‫ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺗﺴﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻣﺔ ﺍﻱ ﺭﻗﻴﻘﺎ ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻟﺪﻥ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻗﺴﻢ ﻛﻦ ﺣﺒﺎﱃ‬
‫ﻭ ﻗﺴﻢ ﻛﻦ ﺣﻮﺍﺋﻞ ﻓﻤﺎﺕ ﻭ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﻬﻦ ‪ -‬ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ‪ -‬ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﰲ ﻋﻬﺪ‬
‫ﺍﻻﻣﻮﻳﲔ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﲔ ﻭ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺧﻠﻔﺎﺀ ﺑﲏ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﻫﺬﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺑﻄﺎﻝ ﳊﻜﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ )ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻮﻟﻮﻱ( ﰲ ﺍﻫﻞ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﺎﻬﻧﻢ ﺍﱃ ﺍﻵﻥ‬
‫ﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺙ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻋﻠﻨﺖ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﲔ ﻭ ﱂ ﻳﻮﺟﻪ‬
‫ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎ ﻭ ﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳕﺎ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺷﺮﻋﻲ ﺍﻣﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﺑﺎﳊﺮﺏ ﻭ ﺍﻣﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ‬
‫ﺍﻻﺭﺙ ﻓﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻟﻠﻈﻬﺎﺭ ﻭ ﻟﻠﻴﻤﲔ ﻭ ﻟﻠﻘﺘﻞ ﺑﺎﻻﻋﺘﺎﻕ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺳﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳊﻜﻢ ﲝﻴﺚ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﻋﻦ ﻇﻬﺎﺭﻩ ﻭ ﳓﻮﻩ ﺑﺎﻻﻋﺘﺎﻕ‬
‫ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﺟﺎﺭ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻻ ﻧﺎﺳﺦ ﻟﺸﺊ ﻣﻦ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﺭﺟﻮﻉ ﻣﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﳊﻜﻢ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﱃ ﺧﻼﻓﻪ ﰒ ﺍﻥ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻒ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻭ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﺷﺎﻓﻌﻴﺎ ﻣﻔﺴﺮﺍ‬
‫ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﺼﻞ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ]‪ [١‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻻ ﳒﺪ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﷲ ﻋ ّﺰ ﻭﺟ ﹼﻞ ﻣﺎ ﳝﻨﻊ‬
‫ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ ﰲ ﺗﻌﻴﲔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﳍﺠﺮﻳﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭ ﻬﻧﺎﻳﺘﻪ‪(...‬‬
‫ﰒ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻓﻴﻘﻮﻝ )ﻭ ﲟﺎ ﺍﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﳛﺪﺩ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭ ﺍﻣﻜﺎﻥ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﻭﻻ‬
‫ﺑﺎﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻭ ﺍﻟﺜﻮﺍﱐ ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻻﻧﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﱃ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ( ﺍﻫـ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٣ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٤٦ -‬‬

‫ﰒ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﺳﻔﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﺆﻟﻮﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﰲ‬

‫ﻳﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻴﺎ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻥ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﺍ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﻳﺼﻮﻣﻮﺍ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﻳﻔﻄﺮﻭﺍ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ‪ (...‬ﺍﻫـ ﻗﻠﺖ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺧﺮﻕ‬
‫ﻟﻼﲨﺎﻉ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﲔ ﻭ ﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻭ ﺍﳌﺆﻗﺘﲔ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻗﻮﳍﻢ ﰲ ﺍﺛﺒﺎﺕ‬
‫ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﻏﲑﻩ ﺣﱴ ﺍﳊﺎﺳﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﻻﻫﻞ ﺍﻗﻠﻴﻢ ﺍﻥ‬
‫ﻳﺼﻮﻣﻮﺍ ﻟﻘﻮﻟﻪ ؟! ﻭ ﻛﻴﻒ ﳚﺐ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ ﻭ ﻛﻴﻒ ﳚﺐ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﲔ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﺭﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﻝ ﺍﻭﻝ‬
‫ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻻﺭﺑﻌﺎﺀ ﻭ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻤﻴﺲ ﻭ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﻝ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺃﻳﺮﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻥ ﻳﻠﻐﻲ ﻗﻮﻝ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ )ﺻﻮﻣﻮﺍ‬
‫ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ﻭ ﺍﻓﻄﺮﻭﺍ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻓﻔﻲ ﻛﺘﺎﺏ‬
‫ﺍﺳﲎ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺷﺮﺡ ﺭﻭﺽ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ]‪ [١‬ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻭ ﻻ ﻋﱪﺓ ﺑﺎﳌﻨﺠﻢ ﺍﻱ‬
‫ﺠ ِﻢ ُﻫ ْﻢ َﻳ ْﻬَﺘ ُﺪﻭ ﹶﻥ * ﺍﻟﻨﺤﻞ‪(١٦ :‬‬
‫ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻓﻼ ﳚﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺂﻳﺔ ) َﻭ ِﺑﺎﻟﱠﻨ ْ‬
‫ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﰲ ﺍﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺮ( ﺍﻫـ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﳌﺨﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ]‪ [٢‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﲟﻨﺠﻢ ﺍﻱ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻻ ﰲ ﺣﻖ‬
‫ﻏﲑﻩ ﻭ ﻻ ﰲ ﺣﻖ ﻧﻔﺴﻪ( ﺍﻫـ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳊﻨﺒﻠﻲ ﻛﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ]‪ [٣‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﻧﻮﺍﻩ ﺍﻱ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﰲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺑﻼ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﻼﻟﻪ ﺍﻭ ﺍﻛﻤﺎﻝ ﺷﻌﺒﺎﻥ‬
‫ﺍﻭ ﺣﻴﻠﻮﻟﺔ ﻏﻴﻢ ﺍﻭ ﻗﺘﺮ ﻭ ﳓﻮﻩ ﻛﺄﻥ ﺻﺎﻣﻪ ﳊﺴﺎﺏ ﻭ ﳒﻮﻡ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﺻﺎﺑﺘﻬﻤﺎ ﺍﻭ ﻣﻊ‬
‫ﺻﺤﻮ ﻓﺒﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﱂ ﳚﺰﺋﻪ ﺻﻮﻣﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﻩ ﳌﺎ ﻳﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻋﺎ( ﺍﻫـ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﺍﳊﻨﻔﻲ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ]‪ [٤‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻭ ﻻ ﻋﱪﺓ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﳌﺆﻗﺘﲔ ﰲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻞ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ‪ -‬ﺍﳊﻨﻔﻲ ‪ -‬ﻻﻳﻌﺘﱪ ﻗﻮﳍﻢ ﺑﺎﻻﲨﺎﻉ‪ .‬ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﻨﺠﻢ ﺍﻥ‬

‫)‪ (١‬ﺍﺳﲎ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺷﺮﺡ ﺭﻭﺽ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ‪٤١٠/١‬‬

‫)‪ (٢‬ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﳌﺨﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ‪٤٦٩/١‬‬
‫)‪ (٣‬ﻛﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﻣﱳ ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ‪٣٠٢/٢‬‬
‫)‪ (٤‬ﺭﺩ ﺍﶈﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ‪١٠٠/٢‬‬
 ‫‪- ٢٤٧ -‬‬

‫ﻳﻌﻤﻞ ﲝﺴﺎﺏ ﻧﻔﺴﻪ( ﰒ ﻗﺎﻝ )ﻭ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﺑﻞ ﺍﻟﻐﺎﻩ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ( ﺍﻫـ ﺍﻱ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻐﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﺍﻧﺎ ﺍﻣﺔ ﺍﻣﻴﺔ‬
‫ﻻ ﻧﻜﺘﺐ ﻭ ﻻﳓﺴﺐ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻭ ﻫﻜﺬﺍ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻱ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﱃ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻣﺜﻞ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﺤﺎﺳﺐ )ﺍﻱ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ( ﺍﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭ ﳌﻦ ﺻﺪّﻗﻪ‬
‫ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻓﺘﻴﺖ ﺑﻪ ﻳﺎ ﻓﻴﺼﻞ ﺻﻮﺍﺑﺎ ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺗﻠﺰﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﰲ ﻭﻗﺖ‬
‫ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰒ ﺍﻧﻚ ﻣﺎ ﲣﺠﻞ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ‬
‫ﻭﺳﻠﻢ )ﺻﻮﻣﻮﺍ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ﻭﺍﻓﻄﺮﻭﺍ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ‪ (...‬ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻱ ﻓﻠﻜﻴﻮﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻠﻖ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ‬
‫ﻳُﺴ ٌﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻟﺒﺪﺀ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭ ﳋﺘﻤﻪ ﻓﺸﺮﻉ ﳍﻢ ﺍﻥ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﺍﻟﻐﻴﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺍﱃ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺛﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻱ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻬﻼﻝ‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺍﻋﺠﺐ ﻓﺘﺎﻭﻳﻪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ]‪ [١‬ﻭ ﻧﺼﻪ )ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﱃ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﳊﺸﻤﺔ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺲ‬
‫ﻣﻜﻠﻔﺎ ﺍﺻﻼ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻼﺳﻼﻡ ﻭ ﺑﺎﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻼﺳﻼﻡ ﻭ ﺑﺎﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬
‫ﻣﻔﺘﻮﺡ ﱂ ﻳﻐﻠﻖ ﻭ ﺣﺠﺔ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻣﺪﺧﻞ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ‬
‫ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﺍﱃ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ( ﺍﻫـ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ]‪ [٢‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ‬
‫)‪...‬ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﻟﻴﺲ ﻣﻜﻠﻔﺎ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻼﺳﻼﻡ( ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ‬
‫ﻧﺼﻪ )ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﺍﻻ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭ‬
‫ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻁ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺎﺩﺙ(]‪ [٣‬ﺍﻫـ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﺪﻳﻦ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٣ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٢‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٣ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٣‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٠ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٤٨ -‬‬

‫ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﻤﻮﻉ ﺭﺍﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ )ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻥ ﲣﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ(‬
‫ﻣﺎ ﻧﺼﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ ﻭ ﻏﲑﻩ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻬﻧﺎ ﻟﻮ ﺣﻀﺮﺕ ﻭ ﺻﻠﹼﺖ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺟﺎﺯ‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﺛﺒﺘﺖ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛ ّﻦ ﻳﺼﻠﲔ ﺧﻠﻒ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻱ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﺳﺘﺎﺭﺓ ﺑﲔ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪ -‬ﳊﺪﻳﺚ )ﻻ ﲤﻨﻌﻮﺍ ﺍﻣﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﷲ(‬
‫ﻭ ﻻﻥ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺧﻠﻮﺓ ﻟﻴﺲ ﲝﺮﺍﻡ( ﺍﻫـ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ‬
‫ﺍﳍﻴﺘﻤﻲ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻜﱪﻯ )ﺍﳋﻠﻄﺔ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻀﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻼﺻﻖ( ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﻮﻧﺸﺮﻳﺴﻲ ﰲ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﶈﺮﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻼﺻﻖ ﻭ ﻣﺮﺍﺩﻫﻢ ﺍﻟﺘﻀﺎﻡ ﺍﳌﺘﻌﻤﺪ ﺍﻣﺎ‬
‫ﻏﲑ ﺍﳌﺘﻌﻤﺪ ﻓﻼ ﺍﰒ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﳛﺼﻞ ﰲ ﺍﳌﻄﺎﻑ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺭﻣﻲ ﺍﳉﻤﺮﺍﺕ ﻭ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﻮﻃﺄ ﺍﻧﻪ‬
‫ﺳﺌﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﺍﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻊ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ )ﻻ ﺑﺄﺱ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ( ﺍﻫـ ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﻮﺳﻬﺎ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ‬
‫ﻭ ﺭﺟﻞ ﺍﺟﻨﱯ ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ ﺟﺎﺋﺰﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﲜﻠﻮﺳﻬﺎ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻬﺎ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺭﺟﻞ ﻭ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﻣﺸﺎﻓﻬﺔ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﱐ ﻭ ﻏﲑﻩ]‪ [١‬ﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﶈﺪﺛﺎﺕ‬
‫ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﲣﺮﺟﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻭ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﰒ ﺣﺪﺛﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺬ ﺍﳊﺎﻓﻆ‬
‫ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻓﻀﻞ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻒ ﺭﺟﻞ ﻭ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ‬
‫ﰒ ﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻻﻭﺳﻂ ﻋﻦ ﺍﻧﺲ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻗﺎﻝ )ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻻﺷﻌﺮﻱ ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﰲ ﺍﳌﺮﺑﺪ ﰒ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺍﱃ ﻣﺴﺠﺪ‬
‫ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻓﺎﺫﺍ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﳐﺘﻠﻄﻮﻥ ﻓﺼﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌﻪ( ﻭ‬
‫ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎﻝ )ﻛﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺆﻣﺮﻥ ﰲ ﻋﻬﺪ‬
‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻥ ﻻ ﻳﺮﻓﻌﻦ ﺭﺅﺳﻬﻦ ﺣﱴ ﻳﺄﺧﺬ‬
‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ( ﺍﻱ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﺯﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻓﲑﺓ ﺗﻀﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭ ﺳﺮﺩﻫﺎ ﻭ ﺍﻗﻮﺍﻝ‬

‫)‪ (١‬ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ ‪ ١٤٠/٣‬ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﺮﺍﺯﻱ ‪٢٠٥/٢٣‬‬

 ‫‪- ٢٤٩ -‬‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﻧﺼﻮﺻﻬﻢ ﻏﺰﻳﺮﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ ﻬﺑﺬﺍ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﺩﻋﺎﺅﻩ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬
‫ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﳚﺐ ﺍﻥ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ]‪ [١‬ﻭﺍﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ‪ -‬ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻪ ‪ -‬ﺍﺫﺍ‬
‫ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺍﺟﻨﱯ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﳏﺮﻡ ﳍﺎ ﺍﻭ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﻻ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﰒ ﻟﻜﻦ‬
‫ﺍﻗﻞ ﺫﻧﺒﺎ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ]‪.[٢‬‬
‫ﻓﻴﺎ ﻋﺠﺒﺎ ﻛﻴﻒ ﺳﺎﻍ ﻟﻪ ﺟﻌﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻣﺪﺧﻼ ﳋﺮﻭﺝ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﲝﺴﺐ ﺯﻋﻤﻪ ﻭ ﱂ ﻳﺮ ﺗﻜﻔﲑ ﺳﺎﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ؟!‬
‫ﻭ ﳑﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﻣﺪﻟﺴﻮﻥ ﺍﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻳﺘﻠﻘﲔ ﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﺟﻨﱯ ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻳﻨﺘﺴﺐ‬
‫ﺍﱃ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺍﻳﻀﺎ ﻓﻜﺄﻬﻧﻢ ﻳﺒﻴﺤﻮﻥ ﻻﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺎ ﳛﺮﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﻢ ﻭ ﻛﻔﺎﻫﻢ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺧﺰﻳﺎ‬
‫ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻮﻟﻮﻱ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ]‪ [٣‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﰒ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺣﺮﺍﻡ ﳑﻨﻮﻉ ﺳﻮﺍﺀ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﺍﻭ ﺑﻐﲑ ﺷﻬﻮﺓ ﻻﻥ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻻ ﲢﺼﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﳌﻤﻨﻮﻉ ﲟﺎ‬
‫ﺼﺎ ِﺭ ِﻫ ْﻢ * ﺍﻟﻨﻮﺭ‪ (٣٠ :‬ﱂ‬
‫ﻀﻮﺍ ِﻣ ْﻦ ﹶﺍْﺑ َ‬
‫ﲔ َﻳ ُﻐ ﱡ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻪ ﺷﻬﻮﺓ ﻓﺎﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ) ﹸﻗ ﹾﻞ ِﻟ ﹾﻠ ُﻤ ْﺆ ِﻣِﻨ َ‬
‫ﻳﻔﻬﻢ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﳝﺘﻨﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻐﲑ‬
‫ﺷﻬﻮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺎﺡ( ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ]‪ [٤‬ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ‬
‫ﺍﻻﻭﱃ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﺍﻭ ﺑﻐﲑ ﺷﻬﻮﺓ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻨﻬﺎ ﻻﻬﻧﺎ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰﺓ( ﺍﻫـ‬
‫ﻓﺎﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺗﺰﻳّﺎ ﺑﺰﻱ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺗﺼﺪﺭ ﲟﻨﺼﺐ ﻗﺎﺽ ﻳﻔﱵ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﺎﻧﺎ‬
‫ﻧﻄﺎﻟﺒﻪ ﺍﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺩﻟﻴﻼ ﻓﻔﻲ ﺍﻳﺔ ﻛﺘﺐ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺍﻥ‬
‫ﻋﻮﺭﺓ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻻﺟﻨﱯ ﲨﻴﻊ ﺑﺪﻬﻧﺎ ﺳﻮﻯ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﻛﻔﻴﻬﺎ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳌﻔﺴﺮ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﳍﺎ ﺍﻥ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﻋﻠﻰ‬

‫)‪ (١‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٣ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٢‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‬
‫)‪ (٣‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٠ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
‫)‪ (٤‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ ١٩٧٠ -‬ﺭ‪ ،‬ﺹ ‪١٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٥٠ -‬‬

‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻏﺾ ﺑﺼﺮﻫﻢ ﻭ ﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﳍﻴﺘﻤﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻴﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ‬
‫ﺍﻟﻜﱪﻯ]‪ [١‬ﻭ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺷﺮﺡ ﺍﻻﻳﻀﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﳊﺞ ﻟﻠﻨﻮﻭﻱ]‪ [٢‬ﻓﻔﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ‬
‫)ﻭ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﺍﻥ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﻧﻘﻞ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻏﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ( ﺍﻫـ ﻭ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﱐ )ﺍﻧﻪ ﳚﻮﺯ ﳍﺎ ﻛﺸﻒ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﲨﺎﻋﺎ ﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻏﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻴﻪ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻬﻧﺎ ﺗﺆﻣﺮ ﺑﺴﺘﺮﻩ ﻻﻧﻪ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﻫﺎ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺟﻮﺑﻪ( ﺍﻫـ‬
‫ﰒ ﺍﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀﻩ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﱃ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﳑﻨﻮﻉ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﺍﻭ ﺑﻐﲑ ﺷﻬﻮﺓ‬
‫ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﻞ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﱃ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺸﻬﻮﺓ‬
‫ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﺎ ﺑﻐﲑ ﺷﻬﻮﺓ ﻓﻼ ﳛﺮﻡ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﲔ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﻭ ﻳﺪﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﺍﻻ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬
‫ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﰒ‬
‫ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺘﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻓﺮﺿﺎ ﻻﺯﻣﺎ ﺍ ﹼﻻ ﻋﻨﺪ ﳏﺎﺭﻣﻬﺎ‬
‫ﰒ ﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺎﺏ ﻋﻈﺔ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﺏ ﻫﻞ ﳚﻌﻞ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻳﻮﻡ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺁﺩﻡ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﲏ ﺍﺑﻦ ﺍﻻﺻﺒﻬﺎﱐ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺍﺑﺎ‬
‫ﺻﺎﱀ ﺫﻛﻮﺍﻥ ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻱ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ‬
‫ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻏﻠﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻮﻋﺪﻫﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻘﻴﻬﻦ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻓﻮﻋﻈﻬﻦ ﻭ ﺍﻣﺮﻫﻦ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﳍﻦ )ﻣﺎ ﻣﻨﻜﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻘﺪﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺍﻻ ﻛﺎﻥ‬
‫ﳍﺎ ﺣﺠﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﺛﻨﺘﲔ ؟ ﻓﻘﺎﻝ )ﻭ ﺍﺛﻨﺘﲔ(‪.‬‬
‫ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻏﻨﺪﺭ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬
‫ﺍﻻﺻﺒﻬﺎﱐ ﻋﻦ ﺫﻛﻮﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﻭ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺍﻻﺻﺒﻬﺎﱐ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺍﺑﺎ ﺣﺎﺯﻡ ﻋﻦ ﺍﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ )ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﱂ ﻳﺒﻠﻐﻮﺍ ﺍﳊﻨﺚ(‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻜﱪﻯ ‪١٩٩/١‬‬

‫)‪ (٢‬ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺷﺮﺡ ﺍﻻﻳﻀﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﳊﺞ ﺹ ‪٢٧٦ ،١٧٨ /‬‬
 ‫‪- ٢٥١ -‬‬

‫ﻭ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﻭﻳﻪ ﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻨﻜﺮ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﺑﻞ ﺍﻓﱴ ﻟﻪ ﺑﺎﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﺪ‬
‫ﻭ ﻫﺎﻙ ﻧﺺ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭ ﲟﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺗﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﺍﺻﺮﺍﺭ ﺍﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﻮﺍﻟﻪ ﺍﻥ ﻧﺒﻮﺓ‬
‫ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭ ﻋﻨﺪ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻴﻘﲔ ﺍﻻ ﺍﻬﻧﺎ ﱂ ﺗﺜﺒﺖ‬
‫ﺑﻨﺺ ﺻﺮﻳﺢ ﻗﻄﻌﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻭ ﱂ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺑﺎﳌﻌﲎ‬
‫ﺍﻻﺻﻮﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﺮ ﺟﺎﺣﺪﻩ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﺫ ﱂ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﲨﺎﻉ ﻭ ﻫﻲ ﲢﺘﺎﺝ ﺍﱃ ﺗﺄﻣﻞ ﻭ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﻭ ﲟﺎ ﺍﻥ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﱂ ﻳﻜﺬﺏ ﺁﻳﺔ ﺻﺮﳛﺔ ﻭ ﻻ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺑﻞ ﺗﺄﻭﻝ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ‬
‫ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﳋﺎﻃﺌﺔ ﻭ ﺍﳌﺘﺄﻭﻝ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻭ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﳐﻄﺌﺎ( ﺍﻫـ ﻋﻠﻤﺎ ﺍﻥ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻮﻟﻮﻱ‬
‫ﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﲟﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻭ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﻛﺜﲑﺓ ﻭ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﳎﻤﻊ‬
‫]‪[ ١‬‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﶈﺪﺙ ﺍﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻻﲨﺎﻉ]‪ [٢‬ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ )ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﺑﺎﲨﺎﻉ( ﺍﻫـ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺌﻠﺔ ﺧﻼﻓﻴﺔ ﻭ ﻻ‬
‫ﻋﱪﺓ ﲞﻼﻑ ﻏﲑ ﺍﺠﻤﻟﺘﻬﺪ ﳑﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳌﻨﺼﺮﻡ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻠﻴﻪ‬
‫ﻭ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻧﻘﻞ ﺍﻳﻀﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ‬
‫ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﻭ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ‬
‫ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ‬
‫ﰒ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻨﻜﺮ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻭ ﳏﻤﻮﺩ ﺷﻠﺘﻮﺕ‬
‫ﻗﺎﻝ ﻋﺼﺮﻳﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﻤﺎﺭﻱ ﻋﻨﻬﻤﺎ]‪ [٣‬ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﺮﻓﻬﻤﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻴﺪﺓ )ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺯﻫﺮ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺎﺀ ﰲ ﻗﺼﺺ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﺳﺎﺀﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺣﻴﺚ ﺫﻛﺮ‬

‫)‪ (١‬ﺍﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺹ ‪ ١٥٧ /‬ﻭ ‪١٥٩‬‬

‫)‪ (٢‬ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺹ ‪١٧٣ /‬‬
‫)‪ (٣‬ﺍﺭﺷﺎﺩ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻟﻐﻮﻱ ﺹ ‪٧٦ /‬‬
 ‫‪- ٢٥٢ -‬‬

‫ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺍﺗﺒﻌﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻬﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻭ‬

‫ﳏﻤﻮﺩ ﺷﻠﺘﻮﺕ ﻏﺮﳝﻪ ﰲ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻓﻘﺪ ﻃﺮﺩﻩ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﻻﲬﺎﺋﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﺯﻫﺮ ﻻﺑﺘﺪﺍﻋﻪ ﻭ ﺷﺬﻭﺫﻩ ﺣﱴ ﻋﺎﺩ ﺍﱃ ﺍﻻﺯﻫﺮ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﺮﺍﻏﻲ‪ ...‬ﻭ ﳑﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻀﻴﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻀﺮ ﺣﺴﲔ ﺷﻴﺦ ﺍﻻﺯﻫﺮ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺯﺍﻫﺪ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮﻱ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﺒﺪ ﺭﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﺭﲪﻬﻤﺎ ﺍﷲ‪ ...‬ﻭ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻐﻤﺎﺭﻱ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﰒ‬
‫ﺍﻻﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﲨﺎﻉ ﺍﻻﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻜﺎﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻭ ﻻ ﲡﺪ‬
‫ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺍﻧﻜﺮﻫﺎ ﺍﻭ ﺷﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﺬﻩ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ‬
‫ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺮﺗﺪ ﺍﻥ‬
‫ﻳﻌﻠﻦ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻋﻦ ﺭﺩﺗﻪ( ﺍﻫـ‬
‫ﰒ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺩﻟﻴﻞ ﻗﻄﻌﻲ ﺍﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻵﺣﺎﺩ ﻓﺎﳌﺴﺌﻠﺔ ﺍﺠﻤﻟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﻜﺮﻫﺎ‬
‫ﻛﺎﻓﺮ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﱴ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻥ ﺁﺩﻡ ﻧﱯ ﺍﻣﺎ ﺍﳌﻼﺣﺪﺓ ﻓﻬﻢ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻜﺮﻭﺍ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﻓﻬﻞ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻻﲨﺎﻉ ﺑﻜﻼﻡ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻭ‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻐﻤﺎﺭﻱ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﹼﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺮ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﳌﺎ ﻭﻗﻊ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ )ﻭ ﺑﻌﺪ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺰﺀ ﲰﻴﺘﻪ )ﺍﺭﺷﺎﺩ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻟﻐﻮﻱ]‪ [١‬ﺍﱃ ﻭﺟﻮﺏ‬
‫ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻥ ﺁﺩﻡ ﻧﱯ( ﲪﻠﲏ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﺍﻧﻪ ﺍﻧﻜﺮ ﻧﺒﻮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫ﺍﳌﻜﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻧﻪ ﱂ ﳚﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺗﺼﺮﳛﺎ ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ‬
‫ﻻ ﻳﻌﺬﺭ ﻓﻴﻪ ﻻﻧﻪ ﺍﻧﻜﺮ ﻣﺎ ﺍﲨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻫﻮ‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﺎﻧﻜﺎﺭﻩ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻧﻀﻢ ﺍﱃ ﺯﻣﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻴﺎﺫﺍ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻧﻪ ﺍﻧﻜﺮ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﻋﻨﺎﺩﺍ ﻭ ﺍﳊﺎﺩﺍ ﻻﻧﻪ ﳌﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ‬
‫ﺍﻥ ﺍﷲ ﻛﻠﻢ ﺁﺩﻡ ﺍﺟﺎﺏ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻛﻠﻢ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﺍﻳﻀﺎ ﻭ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﻥ ﺍﷲ‬
‫ﺍﺻﻄﻔﻰ ﺁﺩﻡ ﻭ ﻧﻮﺣﺎ( ﺍﺟﺎﺏ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﳌﺮﱘ )ﻭ ﺍﺻﻄﻔﺎﻙ( ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻨﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﳐﻠﺼﺎ ﰲ ﲝﺜﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻠﺤﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﻓﺘﻨﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﳐﻠﺼﺎ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻵﺩﻡ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺑﻜﻼﻣﻪ ﻻﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﻟﻠﻌﻦ ﻭ ﺍﻻﺑﻌﺎﺩ ﻭ‬

‫)‪ (١‬ﺍﺭﺷﺎﺩ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻟﻐﻮﻱ ﺹ ‪٦٠ - ٥٨ /‬‬

 ‫‪- ٢٥٣ -‬‬

‫ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺒﻠﺖ ﻋﺬﺭﻩ ﺍﺧﻄﺄﺕ ﺧﻄﺄ ﻛﺒﲑﺍ ﻓﺎﺣﺸﺎ ﻻﻥ ﺟﻬﻠﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺌﻠﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻋﺬﺭﺍ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ ﻣﺮﺗﺪ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻭ‬
‫ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﲟﺠﺮﺩ ﺭﺩﺗﻪ ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺭﺟﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﻌﻠﻦ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻭ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺎﻧﻪ‬
‫ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﱯ ﺭﺳﻮﻝ ﻓﺎﻥ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﳛﻜﻢ‬
‫ﺑﺎﺳﻼﻣﻪ ﻭﺍ ﹼﻻ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﺗﺪ ﻻ ﺣﻆ ﻟﻪ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻫﻞ‬
‫ﺍﳌﻐﺮﻭﺭ( ﺍﻫـ‬
‫ﰒ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻨﻚ ﻣﻦ ﲢﺮﱘ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﱃ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ‬
‫ﺍﻧﺖ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻋﺪﺍﺩ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻣﺮﺍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻳﻜﻔﺮ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﻳﺸﻤﻠﻪ ﻻﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﺍﱃ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﻮﺍﺯﻩ‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺴﺮﻭﻕ ﺍﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﶈﺮﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺑﺸﺮﻁ ﻋﻠﻢ ﻛﻞ ﲝﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺎﻝ ﻭ ﻣﺼﺪﺭﻩ ﻓﻬﻮ‬
‫ﺍﻳﻀﺎ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ‬
‫ﺳﻠﻢ )ﻻ ﳛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﺴﻠﻢ ﺍ ﹼﻻ ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﻧﻔﺲ ﻣﻨﻪ( ‪ -‬ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ‪-‬‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻚ ﺑﺘﺤﺮﱘ ﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻻﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﺍﳋﻠﻒ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬
‫ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺟﻮﺍﺯﻩ‬
‫ﻓﺎﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺗﺐ ﺍﱃ ﺍﷲ ﲟﺎ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬
‫ﻧﺼﻴﺤﺘﻨﺎ ﻟﻚ ﻭ ﺍﱃ ﺍﷲ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻭ ﺍﳌﺂﺏ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ )ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ‬
‫ﺍﻥ ﲢﺎﺳﺒﻮﺍ( ﻭ ﻟﻴﺲ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﺘﺎﺑﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍ ﹼﻻ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭ ﺍﺯﺍﻟﺔ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻭ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ‬
‫ﻓﻴﺎ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﱃ ﻋﺪﺩ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻮﻟﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻘﺒﻪ ﲨﺎﻋﺘﻪ‬
‫ﺑﻔﻘﻴﻪ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻭ ﻓﻘﻴﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭ ﻟﻮ ﺍﺭﺩﻧﺎ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﳉﺎﺀﺕ ﰲ ﳎﻠﺪ‬
 ‫‪- ٢٥٤ -‬‬

‫ﻓ ْﺘَﻨﺔﹸ ﺍﹾﻟ َﻮﻫﱠﺎﺑﻴﱠﺔ‬

‫ﺴﻴّﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﲏ ﺩﺣﻼﻥ‬
‫ﻟﻠ ّ‬
‫ﻭ ﻳﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﻻﳍﻴّﺔ‬
‫ﻭ ﻳﻠﻴﻬﻤﺎ‬
‫ﺳﻴﻒ ﺍﳉﺒﺎﺭ‬
‫ﻭ ﻳﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻣﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ‬
‫ﻗﺪ ﺍﻋﺘﲎ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻃﺒﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﻷﻭﻓﺴﺖ‬
‫ﻭﻗﻒ ﺍﻹﺧﻼﺹ‬

‫‪Hakîkat Kitâbevi‬‬
‫‪Darüşşefeka Cad. 57 P.K.: 35 34262‬‬
‫‪Tel: 0212 523 45 56 Fax: 0212 525 59 79‬‬
‫‪http://www.hakikatkitabevi.com‬‬
‫‪e-mail: bilgi@hakikatkitabevi.com‬‬
‫‪Fatih-İSTANBUL‬‬
‫‪2001‬‬