‫إعداد التقارير والقواعد المنهجية‬

‫أ‪.‬عصام حسن خبير وباحث في مجال حقوق النسان‬

‫الهداف‪:‬‬
‫تشكل التقارير التي تصدرها منظمات حقوق النسان آلية بالغة الهمية‬
‫في تحقيق عدد من الهداف‪:‬‬
‫رصد وضعية حقوق النسان‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بيان حدود التحسن أو التراجع في حماية حقوق النسان‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حفز قطاعات أوسع من الرأي العام للعمل من أجل وقف‬ ‫‪-3‬‬
‫النتهاكات‪.‬‬
‫حفز المجتمع الدولي للضغط على الحكومات من أجل‬ ‫‪-4‬‬
‫تحسين حقوق النسان‪.‬‬
‫أداة للتأثير على الحكومات ذاتها‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يمكن أن تلعب التقارير دورا تثقيفيا يسهم في نشر ثقافة‬ ‫‪-6‬‬
‫حقوق النسان‪.‬‬
‫تساعد المجتمع في التعرف على أداء المنظمات وفي تقييم‬ ‫‪-7‬‬
‫رسالتها وجدواها‪.‬‬

‫الشكال‪:‬‬
‫تتخذ التقارير أشكال مختلفة وتشمل‪:‬‬
‫تقارير سنوية تغطي مجمل وضعية حقوق النسان أو على‬ ‫‪-1‬‬
‫القل الحقوق التي تشكل أجندة عمل المنظمة بصفة أساسية‪.‬‬
‫تقارير نشاط وقد تدمج في التقرير السنوي أو تصدر بصورة‬ ‫‪-2‬‬
‫مستقلة ويمكن أن تشكل أداة هامة في إرساء قواعد الشفافية‬
‫والمحاسبية‪.‬‬
‫تقارير نوعية تعالج النتهاكات في قطاع معين أو تتضمن نتائج‬ ‫‪-3‬‬
‫التحقيقات التي تجريه المنظمة في حدث بعينه‪.‬‬
‫تقارير الظل أو التقارير الموازية التي يمكن أن تتقدم بها‬ ‫‪-4‬‬
‫المنظمات للرد على تقارير الحكومة أمام لجان حقوق النسان‬
‫بالمم المتحدة‪.‬‬
‫وبالطبع تختلف طبيعة التقرير ومحتوياته وفقا للغرض منه والجهات‬
‫المستهدف التأثير بها‪.‬‬
‫وفي التقارير السنوية على وجه الخصوص يفترض عدم الكتفاء برصد‬
‫الوضعية خلل عام‪ ،‬بل من المهم أيضا العمل قدر المكان على ترجمة‬
‫بعض الظواهر والممارسات إلى مؤشرات كمية يمكن من خللها‬
‫استخلص مؤشرات للتراجع أو التقدم في وضعية حقوق النسان‪.‬‬
‫في حين أن التقارير الموازية تقتضي العمل في ضوء القواعد المنهجية‬
‫التي وضعتها لجان حقوق النسان بالمم المتحدة‪ ،‬باعتبار ذلك يتيح مساحة‬
‫أوسع للشتباك مع ما يتضمنه تقرير الحكومة‪ .‬ويكون مفيدا في هذا الطار‬
‫السعي مسبقا للحصول على تقرير الحكومة‪ ،‬وإذا تعذر ذلك يمكن الرجوع‬
‫إلى تقارير سابقة قدمتها الحكومة فغالبا تظل ثابتة التبريرات التي تقدمها‬
‫الحكمة دفاعا عن ممارساتها‪ ،‬وغالبا ما ل يطرأ تغيير على الشكال‬

‫‪1‬‬
 ‫الديكورية التي تبتدعها لتحسين الصورة‪ .‬كما أنه يكون مفيدا في هذا‬
‫الحال أن يكون لدى المنظمة أرشيفا صحفيا يوثق أهم التصريحات‬
‫الحكومية والشتباك معها فغالبا ما تكون فحوى هذه التصريحات تشكل‬
‫جزءا من خطاب ممثلي الحكومة أمام لجان حقوق النسان‪.‬‬

‫قواعد هامة في إعداد التقارير بصفة عامة‬

‫رصد مظاهر التحسين ل يقل أهمية عن رصد مظاهر التردي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن ذلك يعطي مصداقية أكبر للتقرير لدى متلقيه‪ ،‬كما أنه من حق‬
‫الحكومة أن تقبض ثمنا معنويا على خطواتها لتحسين حقوق‬
‫النسان‪ ،‬مثلما تدفع الثمن من سمعتها بانتهاك تلك الحقوق‪.‬‬
‫التعبيرات النشائية والصياغات البلغية ل تصيغ تقرير جيدا أو‬ ‫‪-2‬‬
‫قويا‪ .‬فقوة التقرير وقدرته على التأثير ترتهن بتوافر معلومات‬
‫موثقة‪.‬‬
‫من المهم غربلة المعلومات عندما تتوافر لدينا مواد غزيرة‬ ‫‪-3‬‬
‫بشأن انتهاكات بعينها‪ ،‬وتعطي الولوية في النشر للوقائع الكثر‬
‫جسامة والتي يصعب التشكيك فيها‪ ،‬بينما تستبعد الوقائع القل‬
‫وثق بشكل كاف‪ ،‬مع الشارة إلى مجمل الوقائع‬ ‫جسامة أو التي لم ت ّ‬
‫أو الحالت التي لدينا‪.‬‬
‫معايير حقوق النسان واللتزامات الدولية الملقاة على عاتق‬ ‫‪-4‬‬
‫الدول ينبغي أن تشكل البوصلة التي على أساسها يمكن تقييم‬
‫النصوص التشريعية أو الجراءات والممارسات المنتهجة‪.‬‬
‫الحيادية والموضوعية وتفادي تأثيرات ضغوط الرأي العام‬ ‫‪-5‬‬
‫على تناول أحداث بعينها‪.‬‬
‫في التقارير النوعية مثل تقرير السجون على سبيل المثال‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫فإن التناول ل ينبغي أن يتوقف عند حدود مناقشة القوانين ذات‬
‫الصلة بتنظيم السجون وقواعد معاملة السجناء والوضعية الفعلية‬
‫للسجون ونزلئها‪ .‬بل من الضروري أن يتم تناول الجراءات‬
‫والتدابير المتاحة للتظلم والتقاضي والنصاف‪ ،‬ومن ثم ينبغي أن‬
‫يشكل تنظيم السلطة القضائية وحدود استقلل القضاء جانبا هاما‬
‫في تناول هذه التقارير‪ ،‬وكذلك القيود على مقاضاة رجال الضبط‬
‫والموظفين العموميين‪.‬‬
‫في تناول النصوص القانونية عموما ينبغي تجنب الفراد في‬ ‫‪-7‬‬
‫شروح القانون التي يمكن أن تكون ملئمة لبحوث قانونية أو‬
‫أكاديمية‪ ،‬بل ينبغي العمل على إعطاء هذا الجانب من التقرير حيوية‬
‫شديدة تجعل القارئ غير المتخصص مستعدا للستمرار في‬
‫القراءة‪ .‬ومن الفضل في هذا السياق‪:‬‬
‫القلل من وضع النصوص كما هى‪.‬‬ ‫•‬
‫أن يجري تناول النصوص باشتباك واعي ومباشر مع‬ ‫•‬
‫اللتزامات الدولية أو حتى الدستورية أو مع السياق السياسي الذي‬
‫يجري فيه تطبيق هذه النصوص‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫في حالة مناقشة قانون جديد أو تعديلت في قانون سار ل‬ ‫•‬
‫يكتفي بطرح النصوص أو حتى شرحها‪ ،‬بل ينبغي أيضا أن يظهر‬
‫التناول ما يميز هذه التعديلت عما كان ساريا من قبل‪.‬‬
‫مقدمة التقرير ل تكتب إل بعد النتهاء من متن التقرير بحيث‬ ‫‪-8‬‬
‫يجري صياغها لتتضمن ما يمكن استخلصه من نتائج تضمنها التقرير‪.‬‬

‫القواعد المنهجية في إعداد التقارير الموازية‬

‫أرست لجان حقوق النسان قواعد منهجية يفترض أن تلتزم بها الحكومات‬
‫عند تقديم تقاريرها‪ .‬ومن ثم فإن الطلع على هذه القواعد من شأنه أن‬
‫يساعد المنظمات على الشتباك مع المادة التي تقدمها الحكومة‪ ،‬كما‬
‫يساعد خبراء اللجنة في الستعانة بردود المنظمات خلل مناقشتهم‬
‫لتقرير الحكومة‪ ،‬ويمكن القول إن تقارير الحكومات في ضوء هذه القواعد‬
‫ينبغي أن تسير على النحو التالي‪:‬‬
‫فصل تمهيدي يتضمن مؤشرات عامة لخصائص السكان‬ ‫‪(1‬‬
‫والمؤشرات الجتماعية والقتصادية والثقافية )متوسط الدخل‪/‬‬
‫الناتج القومي الجمالي‪ /‬معدلت التضخم‪ /‬معدلت البطالة‪ /‬المية‪/‬‬
‫الديانة والتقسيمات العرقية والثنية‪ /‬نسب الذكور والناث مؤشرات‬
‫صحية تتضمن متوسط العمر‪ /‬وفيات الرضع‪ /‬وفيات المومة‪/‬‬
‫التقسيم العمري للسكان‪ /‬توزيع السكان بين الريف والحضر‪.‬‬
‫التطور السياسي ونوع الحكومة‪ ،‬وتنظيم العلقة بين‬ ‫‪(2‬‬
‫السلطات ويندرج في هذا القسم‪:‬‬
‫أ‪-‬الطار القانوني العام لحماية حقوق النسان‪.‬‬
‫ب‪-‬تنظيم السلطات القضائية‪.‬‬
‫ج‪-‬وسائل النتصاف المتاحة وأنظمة التعويض لضحايا النتهاكات‪.‬‬
‫د‪-‬مكانة التفاقية بالنسبة للتشريع الداخلي‪.‬‬
‫هـ‪-‬الستناد إلى التفاقية أمام السلطات القضائية والدارية‪.‬‬
‫الجهود المبذولة لنشر التفاقية والعلم بها على نطاق أوسع‪.‬‬ ‫‪(3‬‬
‫القسام اللحقة تتناول موقف الدولة من اللتزامات الواقعة‬ ‫‪(4‬‬
‫عليها طبقا للتفاقية بندا بندا‪.‬‬
‫الحكومات مطالبة أيضا بأن توضح من خلل تقريرها العقبات‬ ‫‪(5‬‬
‫التي تعترض أعمال بنود التفاقية‪.‬‬

‫ما الذي يمكن أن نتناوله في تقرير مواز حول السجون‬

‫وأوضاع المحتجزين‬
‫موقع التفاقية في القانون الداخلي ومدى العتداد بها أمام‬ ‫‪-1‬‬
‫المحاكم‪.‬‬
‫مدى اتساق الطار الدستوري والقانوني مع الضمانات الدولية‬ ‫‪-2‬‬
‫للحق في التظلم والتقاضي واستقلل القضاء وضمانات المحاكمة‬
‫المنصفة والقيود على مقاضاة رجال الضبط والموظفين العموميين‬
‫وحدود احترام أحكام القضاء‪.‬‬
‫مدى اتساق الطار الدستوري والقانوني مع ضمانات الحرية‬ ‫‪-3‬‬
‫والمان الشخصي‪ ،‬وحظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة‬

‫‪3‬‬
 ‫القاسية والمهينة والل إنسانية والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة‬
‫السجناء وقواعد بكين المتعلقة بالحداث والجانحين‪ ،‬يندرج في هذا‬
‫الطار قوانين الجراءات الجنائية‪ -‬القوانين ذات الصلة بتجريم‬
‫التعذيب‪ /‬قوانين الطوارئ ومكافحة الرهاب ومنع الجرائم أو قوانين‬
‫الشتباه‪ ..‬القوانين واللوائح الخاصة بالسجون وتنظيم مؤسسات‬
‫رعاية الحداث والجانحين والقوانين ذات الصلة بالرقابة والتفتيش‬
‫على مراكز الحتجاز‪.‬‬
‫حدود فاعلية الهيئات الرسمية ذات الصلة بشكاوى حقوق‬ ‫‪-4‬‬
‫النسان )وزارات حقوق النسان‪ -‬هيئات ملحقة بالوزارات أو‬
‫البرلماني( وكذلك المؤسسات الوسيطة )المؤسسات الوطنية‬
‫لحقوق النسان(‪.‬‬
‫موقف الدولة من منظمات حقوق النسان ومدى استعدادها‬ ‫‪-5‬‬
‫للتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية في تقصي الوضاع داخل‬
‫السجون‪.‬‬
‫دور الدولة في نشر الوعي بالتفاقيات ذات الصلة‪ /‬تدريب‬ ‫‪-6‬‬
‫القائمين على إنقاذ القانون‪ /‬هل يجري وضع القواعد النموذجية‬
‫الدنيا لمعاملة السجناء والمحتجزين داخل مقار الحتجاز‪.‬‬
‫الوضعية الفعلية )النتهاكات بالمخالفة لللتزامات الدولية(‬ ‫‪-7‬‬
‫مظاهر التعذيب وسوء المعاملة‪ -‬كيفية التعامل مع الشكاوى‬ ‫‪o‬‬
‫والبلغات‪ -‬نماذج لقضايا‪ /‬أنماط العقوبات‪ /‬التعويضات‪.‬‬
‫اليداع في مراكز احتجاز غير رسمية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الحتجاز التعسفي وصوره‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫هل توجد سجلت يمكن الطلع عليها بشأن أسماء‬ ‫‪o‬‬
‫المحتجزين وتاريخ الحتجاز ومكانة‪ ،‬وإجراءات التحقيق وأماكنها‪.‬‬
‫هل يتم تفتيش فعلي وهل هناك إجراءات جادة تتخذ حيال‬ ‫‪o‬‬
‫المخالفات؟‬
‫الفصل بين المحكومين والمحتجزين‪ ،‬وبين مرتكبي الجرائم‬ ‫‪o‬‬
‫البسيطة والجرائم الخطيرة‪.‬‬
‫معاملة المحتجزين لسباب سياسية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الطبيعة الخاصة لمعاملة النساء داخل مقار الحتجاز‬ ‫‪o‬‬
‫والسجون‬
‫وضعية المحتجزين في إصلحيات الحداث‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫هل تقوم بلدكم بتسليم محتجزين لديها إلى بلدان يمكن أن‬ ‫‪o‬‬
‫يتعرضوا فيها لمخاطر التعذيب‪.‬‬
‫الوضاع المعيشية داخل السجون ومقار الحتجاز‪ /‬الكتظاظ‪-‬‬ ‫‪o‬‬
‫الرعاية الصحية ودور الطباء‪ /‬الحق في الغذاء‪ /‬الحق في التعليم‪/‬‬
‫العمل بأجر وظروفه‪.‬‬
‫تلقي الزيارات والتصال بالمحامين‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الحبس النفرادي‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫العقوبات التأديبية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫نماذج للسجون ونماذج للنتهاكات‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تأهيل ضحايا التعذيب ومسئولية الدولة في ذلك‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪4‬‬
‫السياسات المتبعة لعادة دمج المدانين بعد الفراج عنهم في‬ ‫‪o‬‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫قواعد التعويض عن جرائم التعذيب والسلب التعسفي‬ ‫‪o‬‬
‫للحرية‪.‬‬

‫‪5‬‬