Professional Documents
Culture Documents
ملخص- كشف الاقنعة
ملخص- كشف الاقنعة
مقدمة
يقدم هذا الكتاب رؤية نقدية لنظريات التنمية االقتصادية الغربية خالل القرون الخمسة الماضية وي رى أن التحوالت
والتغيرات العريضة التي طرأت على الفكر االقتصادي خالل هذه الف ترة م ا هي اال نظريات ال تعبر عن موق ف علمي
لمن يتبناها بقدر ما تعبر عن موقف أيدولوجي متحيز يعكس مصلحة وقوة الذين يروجون لتلك األفكار.
فاالقتصاد ليس علم اً كالعلوم الطبيعية وال الرياضيات وإ نما الذي يقدمه هو نظريات غير قاطعة وال عامة كما يقول
االقتصاديون ،إنها أقنعة يتقنع بها مروجو النظريات االقتصادية إلضفاء طابع العلمية والموضوعية على ما يتبنونه من
آراء.
واله دف من وراء ذلك كم ا يق ول المؤل ف "ال تزام درج ة كب يرة من الح ذر تج اه م ا يقول ه االقتص اديون في موض وع
التنمية والتخلف واكتساب درجة من الحرية في إعادة التفك ير ح ول ه ذه القض ايا ق د تفتح الب اب الكتش اف حق ائق لم
تكن واضحة من قبل".
يتضمن الكتاب 13فصال كل فصل منها ينتقد جانبا معينا من جوانب النظريات الغربية في التنمية والتخلف ،ويبين أن
األفكار التي ذاع صيتها حوله في لحظة معينة عبرت عن توازن القوى والمصالح في تلك اللحظة.
الفصل االول :نظرة عامة
الفصل الثاني :التنمية كتراكم للذهب والفضة
الفصل الثالث :فكرة التنمية بين السابق والمسبوق
الفصل الرابع :التنمية الرأسمالية كشرط لالشتراكية
الفصل الخامس :خمسة وسبعون عاما من اهمال التنمية
الفصل السادس :ميالد العالم الثالث
الفصل السابع :زيادة الدخل ام إعادة توزيعه
الفصل الثامن :من االنطواء على النفس الى االنفتاح على العالم
الفصل التاسع :دور الدولة في التنمية
الفصل العاشر :التكامل االقتصادي
الفصل الحادي عشر :عوامل التنمية االقتصادية
الفصل الثاني عشر :إعادة اكتشاف الفقر
الفصل الثالث عشر :التكيف الهيكلي
كشف االقنعة عن نظريات التنمية االقتصادية
حص ول البالد المس تعمرة على اس تقاللها الواح دة تل و التنمي ة اك ثر الموض وعات - -
االخرى في اعقاب الحرب. االقتصادية شيوعاً وجاذبية.
قيام الحرب الباردة وبزوغ منافسة سياسية واقتصادية جديدة ح دوث التنمي ة في دول افريقي ا - -
بين الكتل تين الغربي ة والش رقية ،ولج وء كال منهم ا الى واس يا وامريك ا الالتيني ة ( الدول
اس تخدام م ا تقدم ه من معون ات اقتص ادية للبالد حديث ة المتخلف ة) من االم ور الممكن
بعد الحرب العالمية الثانية
وفي هذه الفترة حددت المشكلة االساسية لتلك الدول بأنها انخفاض متوسط الدخل للدولة
النقد الموجه لذلك التحديد :
كشف االقنعة عن نظريات التنمية االقتصادية
امكانية زيادة متوسط الدخل للدولة ككل بدون ان يتحقق تقدم في حل المشكلة االساسية وهي عجز شرائح -
واسعة من السكان عن اشباع حاجاتهم الضرورية.
ج رى ض م مجموع ة كب يرة من ال دول ( دول افريقي ا واس يا وامريك ا الالتيني ة ) تحت ه ذه التص نيف بغض -
النظر عن اختالف الخصائص والطموحات والظروف والموارد االقتصادية لكل منهم.
لم يتم ذكر السبب الرئيسي وراء المشاكل االقتصادية لغالبية هذه الدول وهي االستعمار. -
سيطرة الواليات المتحدة االمريكية على مجريات االمور في أعقاب الحرب العالمية الثانية
اعتبر االقتصاديون ان جميع تلك الدول المتخلفة لها هدف وحد اساسي وهو رفع متوسط الدخل بامل اللحاق -
بمستوى المعيشة السائد في الواليات المتحدة.
ساد االعتقاد بأن مستقبل الدول المتخلفة سوف يكون مجرد صورة او اخرى ،مع اختالفات طفيفة لما حدث -
في الماضي في البالد التي أصبحت اآلن متقدمة.
ظهرت مجموعة من المصطلحات والنظريات الشهيرة في تلك الفترة التي تدعم هذا الفكر نذكر منها، -
ث ورة اآلم ال الص اعدة ( )Revolution of Rising Expectationsوق د اطل ق ه ذا المص طلح على -1
االدع اء ب أن ج ل طموح ات وام ال ش عوب ال دول المتخلف ة وم ا تعاني ه ه و من اج ل اللح اق بمس توى المعيش ة
السائد في الدول المتقدمة والرغبة في سد الفجوة التي تفصل بين هاتين المجموعتين من الدول.
نظرية التساقط ( )Trickle- down Theoryوتفيد النظرية بأنه عاجالً او اجالً ،كما حدث بالفعل في -2
تاريخ الدول المتقدمة ،ان تتساقط ثمرات النمو فتصل الى ايدي الفقراء ،حتى لو اقتصر الفوز بها في البداي ة
على االثرياء.
عيوب النظرية:
تج اهلت النظري ة مش كلة الفق راء وال ذين يش كلون الغالبي ة الس احقة من س كان ه ذه ال دول المتخلف ة ،واعت برت -
المش كلة مج رد مش كلة توزي ع ،وك أن مس توى معيش ة الفق راء ال يمكن ان يرتف ع اال اذا ارتف ع اوال مس توى
معيشة االثرياء.
الظ روف ال تي س ادت ال دول الفق يرة خالل ه ذه الف ترة مختلف ة أش د االختالف عن الظ روف ال تي س ادت في -
الدول المتقدمة عندما كانت تحقق المعدالت العالية.
نظري ة الم ؤرخ االقتص ادي االم ريكي وال تر روس تو ( )W.W.Rostowالمعروف ة باس م " مراح ل النم و -3
االقتصادي) والذي تدعم نظريت ه فك رة ان النم و االقتصادي ل ه مراحل حتمي ة البد ان تم ر به ا أي دولة من
الدول ،وان تحقيق التنمية في البالد المتخلفة يعتبر مجرد مسألة وقت والبد أن تلحق هذه الدول عاجالً او
اجالً بالدول التي سبقتها في هذه المضمار.
عيوب النظرية:
كشف االقنعة عن نظريات التنمية االقتصادية
مجموعة ال دول ال تي تم اختيارها لدعم هذه النظري ة تشترك فيما بينها في بعض الس مات السطحية كارتفاع -
متوس ط ال دخل ،او ارتف اع مع دالت االس تثمار ،ب الرغم من وج ود اختالف ات قوي ة بين ه ذه التج ارب مث ل
اختالفه ا في حجم ال دور ال ذي تلعب ه الدول ة ،او في طبيع ة المؤسس ات االجتماعي ة او انم اط الس لوك والثقاف ة
السائدة.
تجاهلت النظرية حقيقة هامة وهي أن الدول المتخلفة ال يمكن أن تكرر التجارب الماضية للدول المتقدمة ، -
لس بب واح د بس يط وه و أن ه ذه البالد المتقدم ة اآلن ،لم تخض ع ق ط ،في تاريخه ا الح ديث لظ اهرة
االستعمار ،ولم يجر استغالل مواردها على النحو الذي استغلت به الدول المتخلفة باالضافة الى انه لم يكن
يحيط بها مجموعة من الدول االكثر تقدماً بكثير.
السبب وراء ظهور الفكر او النظرية
ترسيخ االعتقاد لدى شعوب الدول المتخلفة بإمكانية لحاقها بدول الغرب المتقدمة . -
تتض من حج ة مقنع ة في ص الح منح المعون ات االجنبي ة وفي ص الح قبوله ا ،إذ أنه ا تعطي لل دول -
المتخلفة عذراً يمكنها به أن تبرر طلبها وأخذ المعونة ،وهو أنها انما تقترض اآلن ريثما تنتقل الى
مرحلة أعلى من النمو يمكنها فيها بسهولة أن تسدد ما عليها من ديون.
شاع االعتقاد خالل الخمسينات والستينات ،بأن العامل االساسي من بين عوامل التنمية االقتصادية -
،ه و ت وافر رأس الم ال حيث س اد خالل ف ترات طويل ة ب أن ت راكم رأس الم ال ه و م رادف للتنمي ة
االقتصادية.
ظ روف الح رب الب اردة ال تي س ادت تل ك الف ترة ،اس تعداد ك ل من الق وتين العظم يين لقب ول ظه ور -
حكومات وطنية قوية في دول العالم الثالث ،طالما اعلنت حيادها.
منذ اوائل الثمانينات بداية استخدام لغة جديدة لمعالجة المشكالت الداخلية للدول الصناعية وتشخيص مشكالت -
الدول المتخلفة والتي بدأ في هذه المرحلة اطالق اسم الدولة النامية عليها.