You are on page 1of 13

‫األدلة والمناقشة في حكم الغناء إذا اقترن بآلة اللهو‬

‫تأليف‬

‫األستاذ زهرالدين عبدالرحمن‬

‫‪www.zaharuddin.net‬‬

‫) هذه المقالة مأخوذة من كتابي "مقاصد الشريعة في أحكام البيوع" )‬

‫‪ ‬‬

‫) عند الحديث‬ ‫) الغناء واآلالت وبيان أحكامها ‪ ،‬أحيانا في "البيوع"‬


‫لقد عنى الفقهاء في شتى المذاهب بموضوع‬
‫عن بيع آالت اللهو ‪ -‬وهو الذي نحن بصدده ‪ -‬و حينًا في "النكاح" عند الحديث عن إعالنه والضرب عليه‬
‫) من تقبل شهادته ‪ ،‬وهل تقبل شهادة المغنيِّ‬ ‫) ذلك ‪ ،‬وطورًا في كتاب "الشهادات" وشروط‬‫) ونحو‬‫بالدّفوف‬
‫والمستمع له أو ال ؟‪ ،‬وقد يبحث عند الحديث عن تغيير المنكر باليد ‪ ،‬وشروط هذا التغيير ‪ ،‬وهل يعتبر‬
‫الغناء من المنكر أو ال؟ كما صنفت في موضوع الغناء واآلالت (الموسيقي) وبعبارة األقدمين "السماع"‬
‫جملة وافرة من الرسائل والكتب ‪ ،‬متفاوتة األحجام ومتباينة األحكام من استحباب إلى إباحة إلى كراهة إلى‬
‫) له من األدلة ‪ ‬‬
‫) لمذهبه بما تيسر‬
‫تحريم مع اإلطالق أو مع تقييد ‪ ،‬واستدل كل فريق‬

‫‪ ‬‬

‫لقد رأينا صورة عامة الختالفات العلماء حول اآلالت اإليقاعية والوترية والهوائية والغناء‪ ،‬واآلن‪ ،‬إليك‬
‫بيان أدلة الفريقين في المسألة [‪ ، ]1‬وهي كما‬
‫يلي‪                                                                                          -:‬‬

‫الفريق االول ‪ :‬المحرومون‬


‫وأدلتهم‪                                                                                         ‬‬

‫) الغناء واآلالت‪-‬إال الدف في العرس والعيد‪ -‬ومنهم مالك‬


‫‪     ‬ذهب الفريق األول من العلماء إلى تحريم‬
‫)[‪ ]4‬وسفيان الثوري وجماعة‬
‫وأبو حنيفة [‪ ]2‬وبعض الشافعية كما حكى القاضي أبو الطيب[‪ ]3‬عن الشافعي‬
‫) والنووي وابن قيم الجوزية ومن‬
‫من العلماء وأحد قولي الشافعي وأحمد وهو رأي ابن الجوزي والرافعي‬
‫) عبد القادر أبو فارس‪ ،‬وعبد الفتاح إدريس‪،‬‬
‫المعاصرين هيئة كبار العلماء السعوديين‪ ،‬واأللباني‪ ،‬ومحمد‬
‫وغيرهم كثير ال يتسع المقام لذكر أسمائهم‪                           ]5[.‬‬

‫استدل المانعون أو المحرمون بأدلة كثيرة ومن أهمها وأقوالها‬


‫هي‪                                                         -:‬‬

‫) هُزُوًا‬ ‫) لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللِه بِغَيرِ عِلمٍ وَيَتَّخِذَهَا‬
‫أ) قال اهلل تعالى ‪ (( :‬وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي‬
‫) عَنهُ وَقَالُوا لَنَا‬ ‫) اهلل تعالى ‪ (( :‬وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا‬‫أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )) [ لقمان‪ ]6 :‬وقول‬
‫أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُم سَلَامٌ عَلَيكُمْ لَا نَبتَغِي الجَاهِلِينَ )) [ القصص‪ ]55:‬؛ وجه الداللة ‪ :‬قد صح عن ابن‬
‫)‬
‫) ابن مسعود‬ ‫عباس وابن مسعود وابن عمر رضي اهلل عنهم أن "لهو الحديث" في اآلية هو الغناء‪ ،‬وأقسم‬
‫) أن أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث ‪:‬‬ ‫على ذلك حيث قال " هو‪-‬اهلل‪-‬الغناء [‪  ،]6‬وذكر الواحدي‬
‫الغناء‪ ..‬وهو قول مجاهد وعكرمة‪ ]7[.‬كما أن "اللغو" في اآلية الثانية تدل على الغناء وصوت المغازف‬
‫بأجمعها إال الدف باستثناء من‬
‫الشارع‪                                                                                                  .‬‬
‫‪                                                                                  ‬‬

‫مناقشة هذه األدلة ‪:‬‬

‫) ‪ :‬أخبار‬‫) بأن المراد بـ"لهو الحديث" أو "اللغو"‬


‫) بعضهم‬ ‫• أن هذا ليس هو التفسير الوحيد لآلية ‪ ،‬فقد فسّرها‬
‫وقصص األعاجم وملوكهم وملوك الروم‪ .‬كما آخرون بأن المراد بـ "لهو الحديث" هو كل باطل ألهي عن‬
‫الخير واألساطير التي ال أصل لها"[‪                                                                                     ]8‬‬

‫) ؛ إال فيما كان من سبب نزول ونحوه ‪ ،‬ولو كان كله مرفوعًا‬‫• إن تفسير الصحابي ليس في حكم المرفوع‬
‫ما تعارض وال اختالف ‪ .‬أو كما قال ابن حزم " إنه ال حجة ألحد دون رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم "‪.‬‬
‫[‪                   ]9‬‬

‫) التفسير مرفوعًا فعالً ‪ ،‬فإن سياق اآلية ال يوحي بذّم مجرّد من يشتغل بالغناء ‪ ،‬أو لهم الحديث‬
‫• لو فرضنا‬
‫) هزوًا ‪ .‬وهذا صفة من فعلها‬ ‫‪ ،‬بل تذمّ وتتوعد بالعذاب المهين من يشتريه ليضل به عن سبيل اهلل ويتخذها‬
‫كان كافرا بال خالف كما فال ابن حزم ‪ .‬وهذا غير ما نحن فيه ‪ .‬وقال الغزالي في هذا الصدد " وأما‬
‫شراء (لهو الحديث ) بالدين ‪ ،‬استبداالً به ليضل به عن سبيل اهلل فهو حرام مذموم وليس النزاع فيه ‪،‬‬
‫وليس كل غناء بدالً عن الذي مشترى به ومضال عن سبيل اهلل‪                                                    ]10[ "..‬‬

‫) من القول في ذلك أن يقال ‪ :‬عنى به كل ما كان من الحديث ملهيًا عن سبيل‬ ‫) ‪" :‬والصواب‬ ‫• قال الطبري‬
‫اهلل ‪ ،‬مما نهى اهلل عن استماعه أو رسوله ؛ ألن اهلل تعالى عمّ بقوله ((لهو الحديث)) ‪ ،‬ولم يخصص بعضًا‬
‫دون بعض ‪ ،‬فذلك على عمومه‪ ،‬حتى ما يدل علة خصوصه"[‪ ]11‬؛ ومن هنا يكون االستدالل باآلية على‬
‫) وإنما تنطبق اآلية حقًا على من اتخذ الغناء واللهو‬
‫تحريم الغناء لمجرد الترويج خارجًا عن الموضوع‬
‫بصفة عامة ليصدّ الناس عن القرآن ‪ ،‬ويلهيهم عن فرائض‬
‫اإلسالم‪                                                                                                  .‬‬
‫‪                  ‬‬
‫)‬
‫) والخمر‬
‫ب) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬ليكون قومٌ أمتي يستحلّون الحر[‪ ]12‬والحرير‬
‫) الغناء‬
‫) عن الجوهري أن المعازف‬ ‫) ))[‪ ]13‬؛ و"المعازف" هي أآلت المالهي ‪ ،‬ونقل القرطبي‬ ‫والمعازف‬
‫) والطنبور والشبابة‬
‫) بها ‪ ،‬كالمزمار‬
‫واآلت اللهو ؛ وأوضح الذهبي أنها اسم لكل اآلت المالهى الني يعزف‬
‫والصنوح " ؛ كما أن الحديث جعل استحالل المعازف بمنزلة استحالل الخمر ولبس الحرير‪ ]14[.‬فال بد‬
‫أنه يفيد تحريمها ‪                                                          .‬‬

‫جـ) عن عمران بن حصين ‪ ،‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال (( سيكون في هذه األمة خسف‬
‫ومسخ وقذف))‪  ‬فقال رجل من المسلمين ‪ :‬يا رسول اهلل ‪ ،‬ومتى ذلك ؟ قال ‪ (( :‬إذا ظهرت القيان‬
‫) وشربت الخمور ))[‪      .]15‬‬
‫والمعازف‬

‫) للعالمين ‪ ،‬وأمرني أن‬ ‫) قال (( إن اهلل بعثني رحمة وهدى‬ ‫د) عن أبي أمامة ‪ ،‬عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أمحق المزامير والكبارات‪ -‬يعني البرابط[‪ ]16‬والمعلزف واألوثان التي كانت تعبد في الجاهلية )) [‪[]17‬‬
‫) واستماعا‬‫) من المذاهب األربعة هو التحريم ‪ ،‬استعماالً‬ ‫‪ ، ]18‬وبناء على هذه األحاديث كان القول المشهور‬
‫) األوتار والنايات‪[ .‬‬‫) والرباب وغيرها مثل الكوبة وضرب‬ ‫) والمعزفة والمزمار‬ ‫‪ ،‬وكل آلة تطرب كالمنبور‬
‫‪                                                               ]19‬‬

‫هـ) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم (( صوتان ملعونان في الدنيا واآلخرة ‪ :‬مزمار عند نعمة‪،  ‬‬
‫) على أن صوت المزمار ملعون في الدنيا واآلخرة ‪ ،‬فال بد من‬‫ورنةّ عند مصيبة )) [‪]20‬؛ يذكر بوضوح‬
‫تحريم اآلت الطرب واللهو ‪              .‬‬

‫مناقشة هذه األدلة ‪:‬‬

‫• قال المبيحون ‪ :‬إن سند الحديث األول ومتنه لم يسلما من االضطراب فضال عن أنه حديث معلق [‪، ]21‬‬
‫وقد اجتهد الحافظ ابن حجر لوصل الحديث ‪ ،‬ووصله بالفعل من تسع طرق ‪ ،‬ولكنها جميعا تدور على راو‬
‫تكلم فيه عدد من األئمة النقاد ‪ ،‬وهو هشام بن عمّار السلمي[‪ .]22‬وأما بالنسبة لحديثي (( إذا ظهرت القيان‬
‫) ضعيفان ال يحتج بهما ‪ .‬وأما بالنسبة لحديثي (( صوتان‪، ))..‬‬ ‫) )) و (( إن اهلل بعثني )) ‪ ،‬فإنهما‬
‫والمعازف‬
‫فقال القرضاوي في "المنتقى" أن في رواته شيب بن بشر ‪ ،‬ليّنه أبو حاتم ‪ ،‬ووثقه ابن حبان ‪ ،‬وابن معين ‪،‬‬
‫) خالفي كبير ‪ ،‬كموضووع الغناء والمزامير "‪ ،‬وعلى‬ ‫لكن قال ‪ :‬يخطئ كثيرًا ‪ ،‬فال يحتج به في موضوع‬
‫) على البالء ‪.‬‬
‫) اإلباحة ‪ ،‬كما خرج بالرنة عن حدود الصبر‬ ‫أنه يؤول بما إذا خرج بالمزمار عن حدود‬
‫) خطابه يقتضي إباحة غير هذين الصوتين في غير هاتين ‪ ،‬وإال بطلت فائدة التخصيص ‪.‬‬ ‫وكذلك أن مغهوم‬
‫[‪                                                                                                             ]23‬‬

‫‪ •  ‬إن داللة هذه األدلة على التحريم غير صريحة ؛ فكلمة "المعازف" في كل األحاديث ‪ ،‬لم يتفق على‬
‫) بأن معناها ‪:‬‬‫معناها بالتحديد ‪ ،‬فقد قيل ‪ :‬المالهى ‪ ،‬وهذه كلمة مجملة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬اآلت العزف ‪ .‬ولوفرضنا‬
‫) غير صريح في إفادة حرمة‬ ‫اآلت الطرب المعروفة باآلت الموسيقي ‪ ،‬فإن الحديث المعلّق في البخاري‬
‫) ألن عبارة "يستحلون" كما ذكر ابن العربي المالكي لها معنيان ‪ :‬أحدهما ‪ :‬يعتقدون أن ذلك‬ ‫"المعازف"‬
‫) ‪ :‬أن تكون مجازًا عن الإلسترسال تلك األمور[‪ ]24‬؛ إذا لو كان المقصود باالستحالل ‪:‬‬ ‫حالل ‪ ،‬والثاني‬
‫المعنى الحقيقي ‪ ،‬لكان كفرًا ‪ ،‬فإن استحالل الحرام المقطوع به‪-‬مثل الخمر والزنا‪  -‬كفر‬
‫باإلجماع‪                                                                                                 .‬‬
‫‪          ‬‬
‫) ‪ :‬هي اآلت المالهي ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬الغناء أو اللهو ‪،‬‬‫) مختلف في مولودها ‪ ،‬فقال بعضهم‬ ‫• إن المعازف‬
‫وقيل ‪ :‬صوت المالهي ‪ ،‬لهذا لما كان اللفظ محتمال ألن لآللة ولغيري األلة ‪ ،‬لم ينتهض لإلستدالل‪]25[.‬‬

‫) هشام بن عمّار ‪ ،‬جعل الوعيد على شرب‬ ‫•واحتمال آخر هو أن كل من روى الحديث من غير طريق‬
‫) إال مكملة وتابعة‪ ،  ‬وبهاذا ال يصلح‪  ‬لالستدالل به على تحريم المعازف والغناء‬
‫الخمر ‪ ،‬وما المعازف‬
‫على إطالقها‪]26[.‬‬

‫) المنصوص على تحريمها هي المقترنة بشرب الخمر ‪ .‬وكما قد يحتمل ‪ ،‬هل‬ ‫•ويحتمل أن تكون المعازف‬
‫) ‪ ،‬أو على كل فرد على حدة ؟‬ ‫) والخمر والمعازف‬‫) من الحر والحرير‬ ‫) المذكور‬
‫يستفاد‪  ‬منها تحريم المجموع‬
‫‪ ،‬فإن الحديث في الواقع ينعى على أخالق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والفساد واليالي الحمراء ‪،‬‬
‫) ‪ ،‬كما روى ابن ماجة عن أبي مالك‬ ‫) فهم بين خمر ونساء ولهو وغناء وحر وحرير‬ ‫وشرب الخمور‬
‫) بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف‬ ‫األشعري (( ليشرين أناس من أمتي الخمر‪  ‬يسمونها‬
‫) اهلل بهم األرض ويجعل منهم القردة والخنازير )) [‪                         .]27‬‬
‫والمغنيات ‪ ،‬يخسف‬

‫) والولع بها‬‫• ثم إن القول بحرمة الكوبة بدليل أن في ضرب الكوبة تشبها المخنثين ‪ -‬إذا ال يعتاد ضربها‬
‫إال هم‪ -‬غير مسلّم في تحريمها في كل زمان ومكان ؛ إذ ينبغي أن نفهم الحديث بالنظر فيما بني على‬
‫األسباب خاصة أو ارتباط بعلة معينة ‪ ،‬منصوص عليها أو مستنبطة منه أو مفهومة من الواقع الذي سيق‬
‫) إذ يقول " إن القول بأن الكوبة شعار المخنثين غير مسلّم ‪ ،‬فإن‬‫فيه الحديث‪ .]28[  ‬وهذا ما قاله الزبيدي‬
‫كان هذا في بعض األقاليم فيختص به ‪ ،‬وال يسلم أن كل شيء يفعله المخنثون يكون حرامًا ‪ ،‬ولو كان ذلك‬
‫) غسالون ‪ ،‬وإنما يمنع من التشبه‬ ‫لحرم على الرجال غسل الثياب حرفة ‪ ،‬ألن المخنثين اعتادوه وأكثرهم‬
‫بهم في األفعال المخصوصة لهم إن سلم ‪ ،‬وإال فال "[‪ .]29‬يجيب عن هذه‬
‫المناقشات ‪                               :‬‬

‫) الحديث‪ -‬الذي رواه البخاري وقيل إنه معلق‪-‬غير قليل من األئمة أيضًا وقال هذا التعليق ‪ " :‬إن‬ ‫• قد وثق‬
‫) عديدة معروفة ‪ ،‬وهذا ليس منها ‪،‬‬ ‫الغالب على األحاديث المعلقة أنها منقطعة بينهما وبين معلقهاولها صور‬
‫ألن هشام بن عمّار من شيوخ البخاري الذين احتج بهم في صحيحة‪...‬والمقصود أن الحديث ليس منقطعًا‬
‫بين البخاري وشيخه هشام كما زعم البعض‪ ]30["..‬وقد نقل األلباني عن ابن القيم أنه قال في إسناد‬
‫الحديث أنه صحيح متصل كما صرح أكثر من عشرة من الحفاظ بصحة الحديث وقوة إسناده‪[.‬‬
‫‪                                                                                   ]31‬‬

‫) بحقيقة في الكل من المعاني‬


‫) تدلّ على تحريم استعمال ما صدق عليه االسم ‪ ،‬والظاهر‬‫• بأنه "المعازف"‬
‫المنصوص عليها من أهل اللغة ‪ ،‬وليس من قبيل المشترك ‪ ،‬ألن اللفظ لم يوضع لكل واحد على حدة ‪ ،‬بل‬
‫وضع للجميع‪                   ]32[.‬‬

‫• أما بالنسبة لحديث (( صوتان )) فجواب قول "إن مفهوم الخطاب يقتضي إباحة غيره " هو أن مثل هذا‬
‫اللفظ ال مفهوم له عند أكثر أهل العلم ‪ ،‬فإن التخصيص في مثل هذا العدد ال يقتضي الحكم به ‪[.‬‬
‫‪                             ]33‬‬

‫• قال أحمد المحرمين "هذا ما يقوله القرضاوي ومن يقول بذلك ال فهم له باللغة العربية ‪ ،‬إذا الواو لمطلق‬
‫) يشارك المعطوف عليه وال يكون مكمالً عليه "[‪.]34‬‬‫الجمع والمعطوف‬
‫) والخمر والمعازف أو‬ ‫• وأما من قال "هل يستفاد من الحديث تحريم المجموع المذكور من الحر والحرير‬
‫على كل فرد منها على حدة" ؟ فتعرض لرّدة عبد الملك السعدي بقوله " هذا زندقة إذا قصد أن النهي حالة‬
‫اجتماعها فقط ‪ ،‬ألنه يجوّز الزنا على انفراد وشرب الخمر على انفراد وبيع الحر على انفراد‪[ "..‬‬
‫‪                                                   ]35‬‬

‫الفريق الثاني‪ :‬المبيحون بالقيود وأدلتهم [‪]36‬‬

‫) من علماء الظاهر‪ ،‬وجماعة‬ ‫) في "نيل األوطار" ‪" :‬ذهب أهل المدينة[‪ ]37‬ومن وافقهم‬ ‫‪     ‬قال الشوكاني‬
‫) البغدادي الشافعي[‬
‫الصوفية ‪ ،‬إلى الترخيص في الغناء‪ ،‬ولو مع العود واليراع ‪ .‬وحكى األستاذ أبو منصور‬
‫) مثل‬‫) األستاذ المذكور‬
‫‪ ]38‬في مؤلفة في "السماع"‪ :‬أن عبد اهلل بن جعفر كان ال يري بالغناء بأسًا" وحكي‬
‫أيضًا عن القاضي شرسح‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬وعطاء بن أبي رباح[‪ ،]39‬والزهري‪ ،‬والشعبي [‪[ ]40‬‬
‫) ومحمّد الغزالي‬
‫) الزرقا‬
‫) وأبو زهرة‪ ،‬ومصطفى‬ ‫‪]41‬وذهب أكثر المعاصرين‪-‬كما يبدولي‪-‬منهم رشيد رضا‬
‫) ومحمّد الغزالي‬‫) الزرقا‬
‫) شلتوت وسيد سابق والقرضاوي‪ ،‬ووهبة رضا وأبو زهرة‪ ،‬ومصطفى‬ ‫ومحمود‬
‫)‬
‫)[‪ ]43‬ورواس‬ ‫) شلتوت وسيد سابق والقرضاوي‪ ،‬ووهبة الزحيلي[‪ ]42‬ومحمد سعيد رمضان البوطي‬ ‫ومحمود‬
‫)‪.‬‬‫قلعجي[‪ ]44‬وغيرهم كثير ال يتسع المقام لذكرهم‬

‫وأدلة هذا الفريق كثيرة ومتعددة‪ ،‬وأهمها هي كما يلي ‪          -:‬‬

‫) قائمًا قل ما عند اهلل‬


‫الدليل األول ‪ :‬استدلوا بقوله تعالى‪ (( :‬وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك‬
‫خير من اللهو ومن التجارة واهلل خير الرازقين))‪[ .‬الجمعة‪ .]11 :‬قرن اللهو بالتجارة‪ ،‬ولم يذمهما إال من‬
‫حيث شغل الصحابة بهما‪-‬بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحًا بها‪-‬عن خطبة النبي‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ،-‬وتركه قائمًا‪ .‬لو كان اللهو‪-‬هنا الغناء والدف ونحوه‪-‬محرمًاً‪ ،‬ما عطف على التجارة أو عطفت‬
‫) يأخذ‬ ‫التجارة في سياق واحد‪ ،‬والتجارة مشروعة‪ ،‬فما عليها أو عطفت عليه يكون له حكمها‪ ،‬فإن المعطوف‬
‫) عليه‪ .‬كما جاء أيضا في آية أخرى ((قل ما عند اهلل من اللهو ومن التجارة))‪ ،‬ال يدل على‬ ‫حكم المعطوف‬
‫التحريم مجال‪ ،‬إنما يدل على المفاضلة بين األجرين‪ ،‬وأفضلية األول على الثاني‪ ،‬ال تحريم الثاني‪[ .‬‬
‫‪                                                                                                      ]45‬‬
‫‪     ‬‬

‫) اهلل صلى‬‫مناقشة هذا الدليل ‪ :‬إن آية الجمعة وردت في معرض الذم والعتاب ألولئك الذين تركوا رسول‬
‫اهلل عليه وسلم يخطب وذهبوا إلى القوافل التجارية وإلى اللهو‪ ،‬ولذلك ليس فيهما ما يدل على إباحة‬
‫المالهي‪[ .‬‬
‫‪                                                                                                      ]46‬‬

‫) تغنيان بما تقاولت‬


‫) األنصار‬
‫الدليل الثاني‪ :‬عن عائشة قالت‪ :‬دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري‬
‫األنصار يوم بعاث‪ ،‬قالت‪ :‬ليستا بمغنيتين فقال أبو بكر‪ :‬أمزمير الشيطان في بيت رسول اهلل وذلك يوم‬
‫) رواية ‪ :‬رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫عيد‪ ،‬فقال الرسول ((يا أبا بكر إن لكل قوم عيدًا )[‪ ]47‬؛ وفي‬
‫) أبو بكر‪ ،‬فكشف رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وجهه ‪ ،‬وقال (( دعهما يا أبا بكر‬ ‫مسجى بثوبه‪ ،‬فانتهرهما‬
‫) الضرب بغيره من‬ ‫فإنها أيام عيد ))؛ وجه الداللة ‪ :‬إنهما كانتا وتضربان بالدف وهو إحدى اآلته فيجوز‬
‫هذه اآلالت ومنها الصفاقتين والطبل وغيرهما‪ .‬وهذا الحديث يدل على جواز استعمال المعازف على‬
‫) في‬
‫عمومها ما لم يكن في معصية أو مختلطًا بها‪ .‬علمًا بأن قد زاد في رواية الزهري "تدفنان" ولمسلم‬
‫رواية هشام "تغنينان بدف" مما يدل على استعمال هذه اآلالت‪[ .‬‬
‫‪                                         ]48‬‬

‫مناقشة هذا الدليل ‪:‬‬

‫• قال ابن حجر العسقالني في الرد " ويكفي في رد ذلك تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده‬
‫) المعنى ما أثبته لهما باللفظ‪..‬ال يسمى فاعله مغنيًا وإنما‬
‫) بمغنيتين)) فنفت عنهما عن طريق‬ ‫بقولها ((وليستا‬
‫) وتهييج وتشويق بما فيه تعريض بالفواحش أو تصريح" وقال‬ ‫يسمى بذلك من ينشط بتمطيط وتكسير‬
‫القرطبي‪ ،‬قولها ((ليستا بمغنيتين أي ليستا ممن يعرف الغناء‪..‬وهذا منها تحرز عن الغناء المعتاد عند‬
‫المشتهرين به"‪                                                          ]49[  ‬‬

‫•وأما التفافة صلى اهلل عليه وسلم بثوبه ففيه إعراض عن ذلك لكون مقامه يقتضي أن يرتفع عن اإلصغاء‬
‫) على ما ورد فيه النص وقتًا وكيفية وتقليالً لمخالفة‬
‫) فيقتصر‬
‫إلى ذلك‪..‬واألصل التنزة عن اللعب واللهو‬
‫األصل‪              .‬‬

‫) عيدًا وهذا عيدنا )) من جهة ‪ ،‬يشير إلى إقرار أبي بكر على إنكاره للمزامير‬ ‫• التعليل في (( فإن لكل قوم‬
‫ويصرح من جهة أخرى بإقرار الجارتين على غنائهما بالدف مشيرًا إلى أنه مستثنى من األصل ‪ .‬وبقي‬
‫إنكار بكر العام مسلّمًا به[‪ ]50‬؛ إلقراره صلى اهلل عليه وسلم إياه‪ ،‬ولكنه استثنى منه الغناء في العيد ‪ ،‬فهو‬
‫مباح بالمواصفات الواردة في الحديث ‪ .‬كما أن الجارتين غير مكلفتين تغنيان بغناء األعراب الذي قيل في‬
‫يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب‪                     ]51[.‬‬

‫• ال يلزم من إباحة الضرب بالدف في العرس ونحوه إباحة غيره من اآلالت كالعود ونحوه ‪ ،‬إذن أنه ال‬
‫يشمل غيره ‪]52[.‬‬

‫‪ ‬‬

‫الدليل الثالث ‪ :‬أمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم بالغناء والموسيقي في العرس عندما زفت امرأة إلى‬
‫)‬
‫) ((يا عائشة أما يمون معكم لهو ؟ فإن األنصار‬ ‫رجل من األنصار ‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يعجبهم اللهو ))[‪ ]53‬؛ ولو نظرنا إلى هذا الحديث ال تضح أن األمر ال يقتصر على أن يجعل اللهو شعارا‬
‫للنكاح الحالل فقط ‪-‬كما قال بعض العلماء‪ -‬بل يعتدى إلى مقاصد أخرى مثل ما ورد في الحديث يعني‬
‫"فإن األنصار يعجبهم اللهو"‪ ،‬أال ترى أن حرف "الفاء" هو من أحرف اإليماء التي تدل على التعليل‬
‫) المزاجى وال يحكم‬ ‫) المختلفة ‪ ،‬واتجاهم‬
‫والمقصد معا ‪ .‬والحديث أيضا يدل على رعاية أعراف األقوام‬
‫المرء مزاحه هو في حياة كل الناس‪                                                                      .‬‬

‫) ال ينحصر في المزامير والمالهي فهناك اللهو البرئ كمالعبة الرجل‬‫مناقشة هذا الدليل‪ :‬أن كلمة "اللهو"‬
‫فرسه وكلو الحبشة وهم يرقصون في المسجد ‪ ،‬ولو كان على آلة موسيقية فلن يحمل إال الطبل أو الدف‪[ .‬‬
‫‪                      ]54‬‬
‫الدليل الرابع ‪ :‬عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت جاء رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فدخل علي‬
‫) كمجلسك مني فجعلت جويريات يضربن الدف لهن ويندبن من قتل من‬ ‫صبيحة بني بي فجلس على فراشي‬
‫) الذي كنت تقولين ))[‬‫آبائي يوم بدر إلى أن قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال (( دعي هذا وقولي‬
‫‪ . ]55‬واضح من الحديث ‪ ،‬أن النبي ال ينكر على هؤالء الجواري أن يضربن بالدف للربيع في بكرة اليوم‬
‫ليوم زفافها ‪ ،‬ولم ينكر عليها سماعها اهن‪                  .‬‬

‫‪ ‬‬

‫الدليل الخامس ‪ :‬القواعد الفقهية المقررة والمعقول ‪ :‬وهي فيما يلي ‪-:‬‬

‫) اإلباحة ؛‬
‫أوال ‪ :‬األصل في األشياء والمنافع‬

‫‪          ‬فإن لم يكن فيه نص ولم يستقم القياس على منصوص بطل القول بتحريمه وبقى فعال ال حرج‬
‫) الغناء نص وال قياس ‪ ]56[.‬ال شيء في الغناء‪ -‬بالقيود طبعا‬
‫) المباحات ‪ ،‬وال يدل على تحريم‬ ‫فيه كسائر‬
‫) األنفس‪ ،‬وتستطيبها العقول‪ ،‬وتستحسنها الفطر‪ ،‬وتشتهيها األسماع‪،‬‬
‫‪-‬إال أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها‬
‫فهو لذة األذن‪..،‬فهل الطيبات أي المستلذات حرام في اإلسالم أم حالل ؟‬

‫)‪.‬‬
‫ثانيًا ‪-‬قاعدة ‪" :‬إذا ضاق األمر اتسع " وقاعدة" المشقة تجلب التيسير"‬

‫‪     ‬ال ريب أن عموم البلوى بالشيء كثيرًا ما ينشأ من حاجتهم إليه ‪ ،‬ولو ال ذلك ما تجاوزا عنه على‬
‫نطاق واسع ‪ ،‬والحاجة لها اعتبارها وال سيما إذا عمت وانتشرت ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬ما حرم لسد الذريعة يباح‬
‫للحاجة ‪ .‬فقضية الغناء منها حيث قد عمّ بها البلوى حيث ال يمكن سدها بالسهولة وال أفل الصعوبة ‪ ،‬لذا ال‬
‫) والقواعد الشرعية لهذه الغناء واآلالت‬‫بد من تقديم اليسر مع مراعاة الضوابط‬
‫الموسيقية‪                                                                           .‬‬

‫مناقشة هذين الدليلين ‪:‬‬

‫• هذه القاعدة فيما إذا لم يرد ما يحرم ذلك‪ ،‬وقد ورد كما سبق من األدلة التي قال بها المانعون‪.‬‬

‫) األمر بالمنكرات ؟ على هذا المبدأ هل تقول كشف عورات النساء أيضًا‬
‫) فيما ضاق‬
‫• هل هذه القاعدة تطبق‬
‫عمت به البلوى فال بد من القول بإباحته ؟ [‪]57‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المعقول‬

‫‪           ‬أ ‪ -‬علل الغزالي حرمة تلك اآلالت بأنها تدعو إلى شرب الخمر‪ ،‬وأنها في حق قريب العهد‬
‫بشرب الخمر تذكر الخمر مجالس األنس بالشرب‪ ،‬ولما أن صار االجتماع عليها من عادة أهل الفسق ‪،‬‬
‫) والصنع‬‫) كلها كالعود‬
‫) واألوتار‬
‫) العراقي‬
‫) بعده "فبهذه المعاني حرم المزمار‬
‫منع من التشبّه بهم ‪ ،‬وقال‬
‫) وغيرهما‪ ،‬وما عدا ذلك فليس في معناها كشاهين الرعاة والحجيج وشاهين الطبالين وكل‬ ‫والرباب والبريط‬
‫آلة يستخرج منها صوت مستطاب موزون سوى ما يعتاده أهل الشرب‪ ،‬ألن كل ذلك ال يتعلق بالخمر وال‬
‫) فلم يكن في معناها فبقي على أصل اإلباحة‪ ،‬قياسًا‬ ‫) غليها وال يوجب التشبه بأربابها‬
‫يذكر بها وال يشوق‬
‫) وغيرها بل أقول سماع األوتار ممن يضربها على غير وزن متناسب مستلذ حرام‬ ‫على أصوات الطيور‬
‫أيضًا‪ ،‬وبهذا يتين أنه ليست العلة في تحريمها مجرد اللذة الطيبة بل القياس تحليل الطيبات كلها‪..‬فهذه‬
‫األصوات ال تحرم من أنها أصوات موزونة وإنما تحرم بعارض وآخر " [‬
‫‪                                                                         ]58‬‬

‫‪           ‬ب‪ -‬إن الذي كان يريد أن يسمع الغناء في العصور الماضية كان يتحتم عليه أن يذهب إلى‬
‫) كانت تخلو هذه المجالس من محرمات ومنكرات‪ ،‬من‬ ‫مجلس الغناء أو مجلس الطرب‪ ،‬ويشهد ما فيه‪ ،‬وقلما‬
‫خمر وخالعة ومجون وتهتك ‪ ،‬وال نزع في أن حضور هذا النوع من المجلس محرم شرعًا‪ ،‬وفي عصرنا‬
‫) كاسيت‪ ،‬أو‬
‫) يستطيع أن يستمع إلى الغناء من شريط‬ ‫لم يعد مستمع الغناء في حاجة إلى شيء من ذلك‪ ،‬فهو‬
‫من المذياع أو من التلفاز ‪ ،‬فال بد من وضع هذا الفارق في االعتبار عند اإلفتاء ‪[.‬‬
‫‪                                                                                      ]59‬‬

‫‪ ‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الراجح في حكم الغناء واستعمال المعازف واالستماع إليها[‪ ]60‬‬

‫‪     ‬قبل الخوض في ترجيح المسألة فأقول ‪ :‬بعد االتفاق على تحريم الغناء الماجن وما فيه فتنة وهو‬
‫) عدا ذلك كأن يكون فيه حث على‬ ‫غالب ما عليه الغناء اآلن في اإلذاعات وغيرها ومعظمه غزالي ‪ .‬وفيما‬
‫الشجاعة والكرامة أو مدح الوطن والوالدين واألصدقاء وحث على الخيرات وغيرها ففيه خالف بين‬
‫الفقهاء الذي سبق عرضه ‪ ،‬ويكون الترجيح في هذا‬
‫المجال‬
‫‪                                                                                                         .‬‬
‫‪   ‬‬

‫) فإن الرأى الذي أميل فيه هو كاآلتي ‪-:‬‬


‫‪      ‬وبعد النظر في أدلة كل فريق ومناقشتها‬

‫‪ )1‬جواز استعمال هذه اآلالت الموسيقية في مواضع السرور والفرح والحرب ونحوها‪ -‬التي تباح شرعًا‪-‬‬
‫قياسًا على إباحة الدف في النكاح والعيد ‪ ،‬مع‪  ‬رعاية المقاصد من ذلك االستعمال والقيود والضوابط‬
‫المقررة عند العلماء ؛ وذلك نظرًا لكثرة االحتماالت المتطرقة إلى داللة األحاديث الواردة في الباب فضال‬
‫) إليها االحتمال ‪ ،‬كساها ثوب‬ ‫) األحوال إذا تطرق‬ ‫عن الكالم في سندها ‪ ،‬وقال في شرح فتح القدير‪" :‬قضايا‬
‫اإلجمال ‪ ،‬فبطل بها االستدالل" [‪ ، ]61‬وقال الفاكهاني ‪ :‬لم أعلم في كتاب اهلل ‪ ،‬وال في السنة حديثًا‬
‫) وعمومات يستأنس بها ال أدلة قطعية"[‪ .]62‬وقال‬ ‫) المالهى ‪ ،‬وإنما هي ظواهر‬ ‫صحيحًا صريحًا في تحريم‬
‫) شيء" ‪ ،‬وكذلك قال الغزالي وابن النحوي‬ ‫ابن العربي في كتابه "أحكام القرآن" بقوله "لم يصح في التحريم‬
‫في العمدة وابن طاهر[‪                                                                                 . ]63‬‬

‫) المقررة لدى المبيحين‪ -‬المذكورة في الصفحة وإال فال يجوز استعمال هذه‬
‫‪ )2‬ضرورة رعاية الضوابط‬
‫اآلالت وال الغناء‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫زهرالدين عبدالرحمن‬

‫‪www.zaharuddin.net‬‬

‫‪April 2009 15‬‬

‫لقد اختلف الفقهاء في المسألة إلى أكثر من قولين ‪ ،‬وقد يقال أنهم اختلفوا إلى ثمانية أقوال واآلخر إلى‬
‫أربعة ‪ ،‬وابن حجر الهيتمي ذكر أحد عشر قوالً ‪ ،‬وأما أنا ‪ ،‬أرى أن أكتفي بذكر الفريقين األساسين ‪ .‬وأهلل‬
‫أعلم‬

‫) وكرهه مالك والشلفعي وأبو حنيفة في أصح ماقيل‬


‫) أباحه قوم‬
‫) ‪ :‬حرم الغناء قوم‬
‫[‪  ]2‬ولكن قال المارودي‬
‫) بشرطه للذهبي ‪ ،‬ص ‪)73‬‬ ‫) ؛ الرخصة في الغناء والطرب‬ ‫عنهم ‪( .‬الحاوي الكبير للماوردي‬

‫) ‪ ،‬الجدلي ‪ ،‬من تصانيفه "شرح‬


‫) ‪ ،‬األصولي‬
‫[‪ ]3‬هو طاهر بن عبد اهلل بن عمر الطبري ‪ ،‬الفقيه الشافعي‬
‫) عام ‪450،‬هـ‬ ‫مختصر المزني" توفي‬

‫) ‪2/382 ،‬‬
‫[‪  ]4‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪ 1114 ‬أنظر في تلبيس إبليس اللجوزي وكشف الغطاء عن حكم سماع الغناء البن القيم ‪ ،‬تحريم اآلت‬
‫الطرب لأللباني وفتاوى شرعية لعبد‪    ‬القادر أبو فارس وحكم الغناء والموسيقي لعبد الفتاح إدريس‪  .  ‬‬

‫[‪ ]6‬السنن الكبرى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ 10/223 ،‬؛ تفسير ابن كثير ‪3/441 ،‬‬

‫[‪  ]7‬تفسير الطبري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ 21/62 ،‬؛ السنن الكبرى ‪ ،‬مرجع سابق ‪10/223 ،‬‬

‫) التأويل ‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬ط‪،1‬‬


‫[‪  ]8‬النسفي ‪ ،‬عبد اهلل بن أحمد ‪ ،‬مدارك التنزيل وحقائق‬
‫‪2000‬م ‪،‬ص ‪915‬‬

‫[‪  ]9‬المحلى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ 9/73 ،‬ط‪.‬اإلمام بتحقيق هراس‬

‫[‪  ]10‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪2/383 ،‬‬

‫[‪ ]11‬جامع البيان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ 10/41 ،‬ط‪.‬دار المعرفة‬

‫[‪   ]12‬هو الفرج ‪ ،‬وأصله "حرج" بكسر الحاء وسكون الراء (التهاية)‬

‫[‪  ]13‬رواه البخاري ‪ ،‬مع الفتح ‪ ،‬كتاب األشربة ‪ ،‬برقم ‪ 10/65 ،5590‬ط دار السالم‬

‫) ‪ 1/70 ،‬؛ سير أعالم النبالء ‪ 2/158 ،‬نقال من تحريم اآلت الطرب ‪،‬ص ‪79‬؛ كشف‬
‫[‪  ]14‬فتح الباري‬
‫الغطاء عن حكم سماع الغناء‪ ،‬ص‪222‬‬
‫) ‪ 4/495 ،2211‬؛ وقال الترمذي حديث غريب ‪ ،‬وقد روى مرسالً‬
‫[‪  ]15‬الترمذي ‪ ،‬كتاب الفتن ‪ ،‬برقم‬

‫[‪  ]16‬البرابط جمع بَربَط ‪.‬آلة طرب تشبه العود فارسي معرب (النهاية‪) 1/112 ،‬‬

‫) ‪ ، 22218‬عن أبي أمامه ‪،‬برقم ‪ ،16/238 ،22219‬تحقيق أحمد شاكر؛ عن‬ ‫[‪ ]17‬رواه أحمد ‪ ،‬برقم‬
‫) في تحقيق المسند‬ ‫طريق فرج بن فضالة ‪ ،‬وليس من‪    ‬طريق عبيداهلل بن زحر‪ ،‬قال شعيب األرناؤوط‬
‫) جدًا‪ ،‬فرج بن فضالة ضعيف‪ ،‬وعي بن يريد ضعيف‪ ،‬وحسنه أحمد شاكر‪ ،‬وضعفه‬ ‫‪:‬إسناده ضعيف‬
‫) على ضعفه بل قال فيه أبو‬ ‫الهيثمي ألجل علي بن يزيد (‪)5/69‬؛ وقال ابن رجب "علي بن يزيد لم يتوقفوا‬
‫مسهر وهو من بلده وهو أعلمبلده من غيرهم (مسند أحمد بتحقيق الشعيب وزمالؤه‪ 36/550 ،‬ط‪ .‬مؤسسة‬
‫الرسالة )؛ ابن رجب‪ ،‬عبد الرحمن رجب‪ ،‬نزهة األسماع في مسألة السماع ‪ ،‬تحقيق الوليد بن‬
‫عبدالرحمن‪ ،‬الرياض‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬ط‪ 1986 ،1‬م‪ ،‬ص‪)32‬‬

‫‪ ‬‬

‫[‪ ]19‬حاشية ابن عابدين‪ ،‬مرجع سابق‪5/305 ،‬؛ مواهب الجليل‪6/153 ،‬؛ نهاية المحتاج‪8/281 ،‬؛‬
‫المغني‪12/39 ،‬‬

‫) ؛ رواته ثقات‪ ،‬ونحوه قال الهيثمي (‪)3/13‬‬


‫[‪  ]20‬رواه البزار‪ ،‬وأخرجه المنذري في الترغيب والترهيب‬

‫‪  ]21[ ‬الحديث المعلق هو ما حذف من مبتدأ إسناده واحد فأكثر ‪ ،‬ولد إلى آخر اإلسناد ‪ ،‬وله أكثر من‬
‫صورة (أنظر ‪ :‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ‪ ،‬تحقيق عبد السميع األنس ‪،‬‬
‫عمان‪-‬األردن ‪ ،‬دار عمار ‪ ،‬ص‪)55‬‬

‫[‪  ]22‬فقه الغناء والموسيقي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪41‬؛ فقد قال عن هشام بن عمار أبو داود‪" :‬حدث‬
‫) وقد تغير"‪ ،‬والذهبي"‬
‫بأربعمائة حديث ال أصل لها"‪ .‬وقال أحمد ‪":‬طيلش خفيف" وقال أبو حاتم "صدوق‬
‫صدوق مكثر له ما ينكر (الذهبي‪ ،‬شمس الدين محمد بن أحمد‪ ،‬ميزان اإلعتدال في نقد الرجال ‪،‬تحقيق‬
‫)‬
‫على محمد معوض وصديقه ‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1995 ،1‬م‪ ،‬ج‪، 7‬ص‪ : )86‬وقال‬
‫رواس قلجي في هذا الحديث ‪ :‬لعل القول بضعفه أكثر صفحة" (الموسوعة الفقهية الميسرة‪)1/180 ،‬‬

‫) ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬برقم ‪2/903 ،2203‬‬


‫[‪ ]23‬الرسالة القشيرية ‪ ،‬ص‪ ،366‬المنتقى للقرضاوي‬

‫) ‪ ،‬مرجع سابق ‪8/440 ،‬‬


‫[‪ ]24‬نيل األوطار‬

‫‪ ]25[ ‬نيل األوطار ‪ ،‬مرجع سابق‪8/440 ،‬ط‪ .‬دار القلم‬

‫[‪  ]26‬فقه الغناء والموسيقي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪44-43‬‬

‫‪  ]27[  ‬رواه ابن ماجه ‪ ،‬كتاب الفتن ‪ ،‬برقم ‪4020/368‬ط‪ .‬دار المؤيد ؛ قد تكلم في صحته قد ضعف‬
‫أحد رواته وهو مالك بن أبي مريم‪ ،‬وقال الذهبي ‪:‬ال يعرف (ميزان اإلعتدال‪)6/10 ،‬؛ ولكن صححه‬
‫) ‪2/371 ، 3247‬‬‫األلباني في صحيح سنن ابن ماجه ‪ ،‬برقم‬
‫) سليم في ‪ :‬القرضاوي ‪،‬‬
‫‪  735  ]28[ ‬راجع المزيد من التفاصيل في كيفية فهم نصوص الحديث بطريق‬
‫كيف نتعامل مع السنة النبوية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط‪ 2002   ،2‬م‪ ،‬ص ‪145‬‬

‫‪ ]29[ ‬إتحاف السادة المتقين‪6/473 ،‬‬

‫[‪ ]30‬تحريم اآلت الطرب‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪40‬‬

‫[‪  ]31‬تحريم اآلت الطرب ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫[‪  ]32‬نيل األوطار‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪39/44‬‬

‫[‪  ]33‬كشف الغتا ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪205‬‬

‫) ‪ ،‬األردن‬
‫) ‪29/7/2004‬م وفيجامعة اليرموك‬
‫) عبد الملك السعري‬
‫[‪  ]34‬قال ألستاذ الدكتور‬

‫) هذه الرسالة في ‪ 29/7/2004‬م في جامعة اليرموك‪ ،‬اآلردن‬


‫[‪  ]35‬قال ذلك حين مناقشي‬

‫‪  ]36[ ‬وهذه القيود هي ‪ )1 -‬سالمة مضمون الغناء من المخالفة الشريعة ‪)2‬سالمة طريقة من التكسر‬
‫واإلغراء ‪ )3‬عدم اقتران الغناء بأمر محرم ‪ )4‬تجنب اإلسراف في السماع ‪ )5‬ما يتعلق بامتسمع وهو أن‬
‫) حرام عليه‬‫تكون الشهوة غالبة عليه في غرة الشباب‪ ،‬وكانت هذه الصفة أغلب عليه من غيرها‪ ،‬فالسماع‬
‫سواء غلب على قلبه حب شخص معين أو لم يغلب‪ )6 .‬على أن المتسمع يكون فقيه نفسه ‪ ،‬فإذا كان‬
‫) عزيزته ‪ ،‬ويغريه بالفتنة ويسبح به في شطحات الخيال الحسلي فعليه أن يتجنبه ويسد‬
‫الغناء مما يستثير‬
‫الباب تهب منه رياح الفتنة على قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح‪ .‬فيباح إلراحة النفس من المتعب بعض‬
‫الوقت الستعادة النشاط‪ ( .‬فقه الغناء والموسيسقي ‪ ،‬ص‪194-187‬‬

‫) بسند صحيح إنه قال "إنما‬


‫‪ ]37[   ‬ناقش األلباني هذه النسبة‪ ،‬وجزم بأن مالكا ال يكون من أحدهم إذ روى‬
‫يفعله عندنا الفسّاق"؛ وقد ناقش قبله ابن القيم ( تحريم اآلت الطرب‪ ،‬ص‪100‬؛ كشف الغطاء عن حكم‬
‫السماع‪ ،‬ص ‪ )189‬لكن علينا اإلنتباه أن في كالم مالك إحتماالت‪.‬‬

‫) ‪ ،‬ولد ونشأ في بغداد‪ ،‬ورحل إلى‬‫‪  1147‬هو عبد القدر بن طاهر بن محمد ‪ ،‬عالم متقن من أئمة األصول‬
‫) عام‬
‫) ومات في إسرائين‪ ،‬من مصنافاته ‪ :‬أصول الدين‪ ،‬الملل والنحل‪ ،‬توفي‬‫خرسان فاستقر في نيسابور‬
‫‪429‬هـ ( وفيات األعيان‪ 298 /1 ،‬؛ طبقاتت السبكي‪)238 /3 ،‬‬

‫)‬
‫) من كبار التابعين وفقهائهم‪ ،‬توفي‬
‫‪  1148‬هو عطاء با أبي رباح‪ ،‬أسلم القرشي‪ ،‬مفتي أهل مكة ومحثيهم‪،‬‬
‫عام ‪ 114‬هـ بمكة ( تذكرة الحفاظ للذهبي ‪)1/98 ،‬‬

‫) بالفقه وحفظ الحديث ‪،‬روي عن أبي هريرة‬ ‫[‪ ]40‬هو أبو عمرو عامر بن شراحيل ‪ ،‬التابعي المعروف‬
‫وابن عباس‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وكان قوي الذاكرة‪ ،‬ونقل عنه قوله "ما كتبت سوداء في بيضاء قط‪ ،‬ما‬
‫حدثني أحد بحديث فأحببت أن يعيده علي "‪ ،‬توفي عام ‪103‬هـ (طبقات ابن سعد‪246 /6 ،‬؛ تاريغ بغداد‪،‬‬
‫‪)1/229‬‬
‫) مالك‬
‫‪  1150  ‬رد المحرمون نسبه الشوكاني ومن قبله إلى شريح القاضي وسعيد بن المسيب والشعبي‪،‬‬
‫بن أنس‪( .‬أنظر كشف الغطاء‪ ،‬ص ‪196-188‬؛ تحريم اآلت الطرب‪ ،‬ص ‪)105-100‬‬

‫) ألبي زهرة في مجلة اإلخوان المسلمون‪ ،‬العدد ‪ ،11‬بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪1373‬‬ ‫‪ 1151‬أنظر فتوى‬
‫) المنار لرشيد رضا‪143 /9 ،‬؛ ومحمد الغزالي في "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث"‬
‫هـ‪ ،‬وتفسير‬
‫) للقرضاوي ؛ الفقه الإلسالمي وأدلته‪،‬‬ ‫) الرزقاء‪ ،‬ص ‪349 -347‬؛ فقه الغناء والموسيقى‬
‫) مصطفى‬ ‫وفتاوى‬
‫مرجع سابق‪2666 /4 ،‬‬

‫)‪ ،‬دمشق ‪-‬سورية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪،3‬‬‫‪ 1152‬البوطي‪ ،‬محمد سعيد رمضان‪ ،‬مع الناس‪ :‬مشورات وفتاوى‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪186‬؛ أنظر أيضا كلمة البوطي التي ألقاها بعد صالة الجمعة في كتاب‪ :‬اإلسالم‬
‫) الفن المعاصر‪ ،‬ياسن محمد حسن‪ ،‬دمشق‪-‬سورية‪ ،‬دار األلباب‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪ ،‬ص ‪227‬‬ ‫وقضايا‬

‫)‬
‫[‪  ]44‬الموسوعة الفقهية المسيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ 180 /1 ،‬في مادة "استماع"‬

‫[‪ ]45‬فقه الغناء والموسيقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪86‬‬

‫[‪ ]46‬الشريعة اإلسالمية والفنون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪212‬‬

‫[‪ ]47‬رواه البخاري‪ ،‬مع الفتح‪ ،‬كتاب العيدين‪ ،‬برقم ‪567 /4 ،949‬‬

‫[‪ ]48‬فتح الباري‪ ،‬مرجع سابق‪ 568 /2 ،‬ط‪ .‬دار السالم‬

‫[‪ ]49‬فتح الباري‪ ،‬مرجع سابق‪571 /2 ،‬‬

‫‪ 1159‬وأجابه ابن العربي المالكي بقوله " لم ينكر النبي صلى اهلل عليه وسلم على أبي بكر تسمية الغناء‬
‫مزمار الشيطان‪ ،‬وذلك ألن المباح يستدرج به الشيطان إلى المعصية أكثر وأقرب إلى اإلستدراج إليها‬
‫) لشرح سنن الترميذي‪1618 /3 ،‬ط‪ .‬دار الكتاب العربي)‬ ‫بالواجب‪ ( "..‬أنظر‪ ،‬عارضة األحودي‬

‫) أالت الطرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 108‬و ‪109‬‬


‫[‪ ]51‬كشف الغطاء عن حكم السماع‪ ،‬ص ‪198‬؛ تحريم‬

‫[‪   ]52‬فتح الباري‪571 /2 ،‬؛ تحريم اآلت الطرب‪ ،‬ص ‪112‬؛ إغاثة اللهفان‪ ،‬مرجع سابق‪257 /1 ،‬‬

‫‪  ]53[ ‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬برقم ‪ 41 /7 ،94‬ط دار األرقم؛ أحمد‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬برقم ‪،26191‬‬
‫‪18/188‬‬

‫‪  ]54[ ‬الشريعة اإلسالمية والفنون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪213‬‬

‫‪ ]55[ ‬قد سبق تخريجه‬

‫‪ ]56[ ‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬مرجع سابق‪384 /2 ،‬‬


‫) عند مناقشته هذه الرسالة في ‪ 29/7/2004‬م في جامعة‬
‫) عبد الملك السعدي‬
‫‪  ]57[ ‬قاله األستاذ الدكتور‬
‫اليرموك‪ ،‬األردن‬

‫‪ ]58[ ‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬مرجع سابق‪ 389 /2 ،‬ط مكتبة اإليمان‬

‫) مرجع سابق‪ ،‬ص ‪153‬‬


‫‪  ]59[ ‬فقه الغناء والموسيقي‪،‬‬

‫‪ 1169‬علمًا بأن هذا الترجيح بالغناء واستعمال اآلالت في مسأله غناء اللهو والترويج فقط‪ ،‬وليس من‬
‫شأنه غناء المتصوفة لما فيها من صفة خاصة وغاية معينة غير غايات الغناء العام الشائع والمعروف‪،‬‬
‫) محمد بن‬
‫والتي تحتاج إلى دراسة أخرى‪ ،‬لمستزيد‪ ،‬أنظر فقه الموسيقي للقرضاوي‪ ،‬ص ‪ 195‬الزركشي‪،‬‬
‫) ط‪ 1409 ،1‬هـ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪152‬‬ ‫بهادر‪ ،‬البحر المحيط في أصول الفقه‪ ،‬الكويت‪ ،‬وزارة األوقاف‪،‬‬

‫[‪  ]61‬شرح فتح القدير ‪6/132 ,‬‬

‫[‪  ]62‬الفواكه الدواني‪ 392 /2 ،‬نقال من حكم الغناء والمعازف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪101‬؛ الموسوعة‬
‫الفقية المسيرة‪ ،‬مرجع سابق‪1/180 ،‬‬

‫‪ ]63[ ‬نيل األوطار‪ ،‬مرجع سابق‪441 /8 ،‬‬

You might also like