Professional Documents
Culture Documents
لليابان ,واتخذ التحديث طريقة نحو تقوية الجيش ,مما ادى إلى فصل
الزمرة العسكرية عن الزمرة السياسية .ونتج عنه افساد النظام البرلمانى
الذى سيطرت عليه عائلة الزيباتسو ,1939 ,سارعت اليابان إلى السيطرة
على جنوب شرق آسيا وبدت المانيا واليابان قوتين مهددتين للعالم ,مما
أدى إلى الضربات المتبادلة بين اليابان وأمريكا وبعدها القت أمريكا
القنبلتين النوويتين على مدينتى هيروشيما وناجازاكى سنة .1945
القنبلة النووية قبل القائها على اليابان
ثانيا :دينام*كية التجربة اليابانية المعاصرة فى
التنمية* االقتصادية المعتمدة على الذات
دوافع االستثمار االجتماعى (= شروط االقالع )
خرجت اليابان من الحرب العالمية الثانية مثقلة با لألم والهزائم ,إذا تسببت
يابانى ,ذو طاقات منتجة .وشخصيات مالية ,وأطرا ادارية فاعلة ,واكتفى
األمريكيون بتجريد األمبراطور من جميع صالحياته ,ولم يطله التطهير .كما
طاول التطهير مؤسسات انتاجية كبرى أهمها الزايباتسو ,وهى شركات
تجارية عمالقة ,قام االحتالل األمريكى بتفكيكها ومعاقبة مسؤوليها وكانت
تلك الشركات منطلق التجربة اليابانية الناجحة فى منتصف القرن التاسع عشر.
القنبلة اثناء اطالقها
الخراب فى مدينة هيروشيما
هيروشيما بعد ساعتين من القاء القنبلة
هيروشيما وتدمير اكثر من %90من منشاتها
صورة للدمار الالحق باليابان
صور للضجايا اليابان
صور ضحايا اليابان
فتاة من ضحايا القنبلة
نسق الثالثية اإلنسانية اإلنمائية .
اكتشفت اليابان انها ال تمتلك بعدالدمار النووى اال ثالثتيها
( االمبراطور ,والقيادة الحكيمة ,والشعب الطامح)
وهى كل ثرواتها .وال شك ان اليابانيين أثاروا بعد الهزيمة
العسكرية مثل هذه االسئلة فى ظل االحتالل االمريكى .
كيف لألرض ان تستثمر؟
كيف لألفواه ان تاكل ؟
كيف للسواعد ان تعمل ؟ مثل هذه االسئلة القلقة فرضها
الواقع البائس بعد ان تساوى الناس فى القدر والثروة .
كيف لالرض ان تستثمر؟
كيف لألفواه ان تاكل ؟
كيف للسواعد ان تعمل ؟
يتركب نسق الثالثية اإلنسانية التنموية من الخيوط التنموية المشدودة
بعضها إلى بعض وهى .
أوال .
دولة تحترم االنسان ؟ ,ايا كان ,ويكون ذلك بتربيته .وتعليمه وتدريبه ,واقحامه فى قوة العمل ,
ورعايته صحيا .
ثانيا .
قيادة حكيمة تتخذ من االنسان مركزا للسلطات واألشياء ,فى اطار المسؤولية األخالقية والحرية
المسؤولة.
ثالثا .
إنسان فاعل يستند فى حياته العملية إلى تغليب الواجب على الحقوق ,فيطعم االنسان فمه بيده .فيعمل
االنسان بيده لفمه ثم لمجتمعه ثم لغيره .حتى يصبح افضل من غيره .
رابعا .
االعتماد على الذات ,وذلك بجعل ثالثية الدولة والقيادة واالنسان تعمل بمفردها لمجموعها ويكون
االعتماد على الذات بالتعليم من األخر لألستغناء عن األخر
نظرة على المشهد اليابانى المعاصر فى صيغته الواقعية األتية .
يعد قرار استسالم االمبراطور قرارا حكيما ,يتوافق مع حالة بالده المحاصرة
بقنابل نووية .وبهذا يكون االمبراطور قد انقذ ارضا من األغتصاب .وشعبا من
الموت والتشوه واالنتحار .ومن هنا يعد االستثمار األجتماعى مجديا للغاية وقد
تمثل هذا العمل المثمر فى فعل التضحية ,ليس بكرسى العرش فحسب .ولكن
بكرسى اآللهة أيضا
ولقد فجر االمبراطور طاقته الحيوية واستثمر وضعيته الميثولوجية والتاريخية
إن السياسة الحكيمة التى انتهجها رئيس الوزاراء يوشيدا ()1967–1878
حققت مكسبا اجتماعيا .على الرغم من الدمار ,الذى اتى تقريبا على جميع
المنشات االقتصادية .وتعاملت من منطلق الحصول على ( جزء الجزء )
بدل من ( وهم الكل ) .
فاستعان يوشيدا بوزير المالية تانزان فى معالجة االقتصاد اليابانى الذى كان
فى نهاية الحرب العالمية الثانية " يعانى عدم الكفاية ونقص االنتاج ومن هنا
اعتقد تانزان أن تمويل المؤسسات الصناعية الصغرى هو الطريق إلى
انتعاش االقتصاد .وظف يوشيدا أفكاره اجتماعيا .و اقنع االحتالل
األمريكى بعدم تفكيك مجموعات الزايباتسو بصورة كاملة .فانخفض عدد
الشركات المنحلة من 100شركة إلى 9شركات .
وأعدت سياسة يوشيدا التخطيط للمستقبل االقتصادى عامال مؤثرا لدفع
أن ما يكاد يغيب عن ذهن هذه األمم هو أن من رحم الزراعة تولد الصناعة ,
فتنمو إلى أن تتحول إلى تكنولوجيا مثيرة لإلعجاب والقلق معا .
االنسان اليابانى يحب العمل ويقدسه ,وهنا يتجلى سر حضوره الفاعل فى
الساحة االقتصادية الدولية
و اليابانى يحب ارضه ,وهو فضال عن ذلك قابل لإلثمار فى اية أرض
تستضيفه على خالف الشعوب األخرى ويعود ذلك إلى سببين :
األول :هو أن االنسان اليابانى يعرف قيمة األرض ما ظل يقدس العمل .
والثانى :هو انه يعتقد بالعناية اإللهية ,وهو ما ينبغى عليه إظهار التفوق
على اآلخرين
االنسان اليابانى يعرف قيمة األرض فى ظل تقدس العمل .
-4تكنولوجيا عالية
فى هذا السياق كان لشركة سونى دور متعاظم ,إذا أنتجت ألول مرة شريط
وضعت الحكومة اليابانية خطة تنمية طويلة المدى .سميت خطة المئة
لقد عدت الحكومة اليابانية أن فى إمكان هذه المشاريع تحفيز النمو
تعزيز الكفاءة وتحسينها فى االماكن التى تتميز بتنافس تكنولوجى متقدم .
ضمان االستقاللية والذاتية ,وذلك من خالل العناية بحياة المواطنين ومنح
واستراتيجيات تنموية .دفعت بها إلى الصدارة .وفى فترة وجيزة تمكنت
منتجاتها من اكتساح األسواق العالمية ,وهو ما شجعها على االنجاز
المستمر للحفاظ على مكانتها ,وتوسيع نشاطتها التسويقية .فكان للتنويع
اإلنتاجى ,دور فعال فى تحريك آليات السوق ,
ان التقدم الذى حققته اليابان فى السبعينات فى مجاالت صناعة الكومبيوتر ,
وتتخذ من الفاعل االنسانى نقطة تقاطع النسقين ,مما يحيلها إلى نسق واحد ,
يجعل عملية االستمرار ممكنة فى إطار التكيف ,وتحقيق هدف النسق
االنتاجى ,والتكامل ,والمحافظة على النمط فى النسق االجتماعى والدينامكية
مسؤولة عن مراقبة النسق المركب وتجنب المخاطر وان النسق الذى يشد إلى
البقاء ,يجب ان يفى بأربعة متطلبات هى :
تكيف النسق مع بيئته .
التكامل الذى يجعل النسق يحافظ على وحدته وتماسكه ,كما يحافظ على
إن ادخار األسرة المعتمدة على ذاتها فى اليابان ما بعد الحرب ,كان يتمتع
بفائض كبير ,مقارنة بعجز قطاع الشركات ,فى الوقت الذى كان فيه القطاع
الحكومى يتمتع بفائض أقل من فائض قطاع األسر .وهذا ألن النظام المالى
فى اليابان يعتمد على تدفق إدخار األشخاص تجاه قطاع الشركات .
ويشار إلى ان حجم االدخار العائلى الناجم عن دفع االستهالك إلى اسفل قد
ساعد الشركات بدفع اإلنتاج إلى أعلى .وداخل هذا النظام المالى ,يتجلى مدى
التاثير اإليجابى لديناميكية االستثمار االجتماعى فى التنمية االقتصادية اليابانية
المعاصرة .
-3دفع االستهالك إلى اسفل
أن تقديم الجديد والحرص على إجادته وإتقانه ,يشكالن أحد أهم أسرار
إن التقدم الذي أحرزته الجماعات اليابانية في مجال حركة مراقبة النوعية .يرجع
إلى أسباب ذاتية وموضوعية وأهمها.
أوال .الوعي والمعرفة التقنية بمراقبة التقنية التي انتشرت بالجهد المتواصل
للعمال المهرة داخل الخط.
ثانيا .توسع ميدان النوعية بمناقشة التحليل الرياضي ،والنظرة إلى إصالح
اإلدارة
ُ
قد راهنت اليابان في تطويرها التكنولوجي على راس المال الناتج من
هو االستعاضة عن الخبراء األجانب بقدر كبير .فاإلخفاقات كان مردها في مرحلة
التصنيع ،أي فرط الثقة بالدراية العلمية والتقنية للخبراء األجانب.ومع أن البروفيسور
كاكيوشى نورو مهندس وعالم قدير يؤمن بان التكنولوجيا تتخطى الحدود الوطنية.
فإنه شدد ...على أن ،على كل دولة ،في تسخيرها للتكنولوجيا ألغراضها الخاصة ،أن
تنبسط أساليبها الخاصة التي تتماشى مع أوضاعها المتميزة.
ُ
التنظيم المؤسسي للعلم
هناك عوامل داخلية أسهمت في تحقيق التنظيم المؤسسى للعلم ،وأهمها :
الفاعل اإلنساني الياباني ،بما يختزنه من طموح وتضحية وتحد وقدرة على اإلنجاز وإصرار على
االستمرار في تغيير العالم نحو األفضل.
حركة الترجمة والتخزين والتصنيف والتأليف.
المشاركة المبكرة في المؤتمرات الدولية.
الربط المبكر بين مؤسسة التعليم ومؤسسة العلم.
توظيف القيم في عملية تحديث اليابان ،وهو ما منحها المنهج السليم في طرق االستفادة من العلوم
األجنبية.
توافر مبالغ ضخمة ،نجمت عن االدخار واالستثمار ،وأدت إلى بناء قاعدة معلومات علمية
وتكنولوجية.
التمسك باللغة القومية أدى بالمجتمع إلى التوحد مع مؤسسة التعليم ومؤسسة العلم.
التعاون الوثيق بين الحكومة والعلماء والباحثين والمهندسين ومراكز البحوث والشركات المانحة.
االعتماد على الذات في نقل التكنولوجيا.
التدريب المستمر والغير المنتظم.
التعليم فى اليابان
ُ
ثالثا ً :بلورة فلسفة إنمائية وتسويقية من مهامها ترسيخ أخالقيات العمل
تتميز اليابان بإدارة تسويقية فاعلة مرنة ومؤهلة لتقديم الحلول اإلنمائية .فقد تطورت من داخل هذه اإلدارة
التسويقية جملة من األفكار العلمية ،أسهمت في تراكم االنجازات ،وساعدت على االستمرار في تجديدها.
ويرجع سر صالبة هذه االنجازات إلى انها خرجت من رحم دينامكية االعتماد على الذات ،بينما تجلت هذه
الدينامكية في موقف اإلنسان الياباني من األشياء ،وطريقته في التعاطي مع افرازاتها البيئية .لقد ظل اإلنسان
الياباني يتعامل مع معطيات البيئة من منظور أخالقى ،فهو لم يرفض هذه المعطيات رفضا يؤدى إلى
تهميشها واالستغناء عنها ،كما يحدث عادة في كثير من الدول ،بل احاطها بالعناية واشبعها اهتماما ،حتى
صارت جزء من كيانه األخالقى ،والفكرى ،والفلسفي ،والعلمى.
داخل هذه األخالقيات تميز اليابانيون عن الغير في رؤيتهم لألشياء واألفكار واألشخاص ،فهم وحدوا األشياء
مع األفكار واالشخاص ،كل هذه المبادىء المتضافرة ،دفعت اليابانيين إلى تقديم تكنولوجيا عالية ،اغرقت
األسواق العالمية ،واكتسحت سلعها وبضائعها التي ال تقل أهمية عن المنتجات اليابانية ذلك ألن الدينامكية
الفاعلة لإلنسان الياباني في الداخل سبقت الدينامكية الفاعلة للمنتجات اليابانية في الخارج.أفضت هذه األخالق
العملية إلى بناء شبكة متماسكة الخيوط مع المستهلكين والعمالء،
إن العالمات اإلنسانية األخالقية ،التي تميز الياباني من غيره ،أضحت تشكل خطابا تسويقيا مفتوحا بتاريخه،
وهويته ،وثقافته ،وقيمة ،وتراثه ،ومن هنا تكاد عالمة ( صنع في اليابان ) تؤلف مزيجا من القيم المادية :
الجودة ,والنوعية ،والسعر العادل ،ومن القيم الروحية :اسطورة خلق اليابان والتاريخ الموغل في العراقة.
ُ
أن تقديم الجديد والحرص على إجادته وإتقانه ,يشكالن أحد أهم أسرار