Professional Documents
Culture Documents
مشاور قناة الجزيرة نحو الصدارة
مشاور قناة الجزيرة نحو الصدارة
مهال فنحن في آخر سطر من المقال ،لذا من المستحسن أن نعود أدراجنا لنبدأ من أول أسطره .هي ذي البداية:
استوقفتني مقالة الكاتب إبراهيم األمين المعنونة "بالصمت من فعل الشيطان" ،والتي انتشرت كالنار في الرماد عبر
األثير ،يناقش فيها أسباب صمت "الجزيرة" عن أحداث البحرين ومخالفتها لنهجها الذي ظهر عندما ك22انت تغطي
2داث2ا في أح22ة ،إال أنه2
أحداث تونس ومصر واليمن وليبيا اآلن .فلقد لقبوها ،بحسب المقال ،بقناة الثورة العربي2
البحرين بدت وكأنها تقتحم االختباراألقسى! ثم قدم الكاتب مجموعة مما قد تصنف أعذارا للجزي22رة ت22برر له22ا
2ون2تطيع أن تك2تقاعسها عما كان ينبغي لها أن تقوم به ،لكنه ،أعني الكاتب ،اعتبرها كله2ا أض2عف من أن تس2
تبريرات مقبولة لها.
الكاتب له الحق الكامل في طرح رأيه ،وهناك من يقف بجانبه في أن الوطن العربي لن يكون مهدا لنش22وء أعالم
2ائر
حر بتمام ما للكلمة من معنى .والدليل الذي يقدمه هؤالء ،خيبة أملهم في القناة التي كادت أن تكون مدرسة لس2
مدارس االعالم العربية ،يحتذى بها ،إال أن بؤرة المنامة المتوقدة أطاحتها ودفعتها من أعلى هرم "ملهمة الحريات"
إلى قاع "المصالح" التي كانت لها كلمتها األخيرة على الحلبة سباق الحرية االعالمية.
ومن الطبيعي أن يقف في مواجهة هؤالء ،أؤلئك الذين يرون أن "الجزيرة" فوق الشبهات ،وأن ما بنته من نهج في
نقل أحداث ثورة مصر وتونس واليمن يرفعها إلى المقام الذي لن تستطيع الشكوك زعزعته .بل ويتجاوز أؤلئ22ك
المعجبين الحد إلى القول بأن ما اهتمت فيه الجزيرة وغطته فهو حري باالهتمام والتغطية ،وما أهملته فهو أمر ال
ينبغي االهتمام به ،على غرار كلمة شاعر فارسي في "ناصر خسرو"" :ما يفعله خسرو فهو حلو".
2داث2دة ألح22ة فري2وبين االتجاهين ثمة ثالث يمر بينهما "برشاقة" ،إذ يؤكد أوال بأن ما قدمته "الجزيرة" من تغطي2
تونس ومصر ال ينبغي أن يهمش أبدا ،بل وال يمكن أن يهمش .فلقد كان عمال استحقت عليه احترام وتقدير العرب
2اء
2ذا الثن2
من محيطهم حتى خليجهم .وبتلك التغطية ،بلغت صدارة االعالم العربي بال منازع .ولكن أن يتحول ه2
وتلك اإلشادة إلى نشيد بلوغ االعالم العربي فضاء الحرية الحقيقية متمثال "بالجزيرة" وتغطيتها ،فأمر ال ينبغي أن
يقال .هذا االتجاه ال يريد أن يخلط ورقة انجازات الجزيرة بورقة حصول االعالم في العالم العربي على حريت22ه
بجهود "الجزيرة" ،ذلك ألن "الجزيرة" نفسها لم تتحرر بعد ،تماما ،من "العوائق" التي تقف في طريقها لبلوغ ذل22ك
الهرم وجرجرة االعالم العربي من خلفها برمته إلى فضاء الحرية الفسيح .والدليل الذي يقدمه هؤالء لس22ت أظن
أنه يقبل المناقشة أو النقض ،فالليلة التي شهد في سحرها دوار اللؤلؤة سقوط األبرياء من شيوخ وشباب وأطف22ال
صرعى الرصاصات الحية ،أثبت أن أمام الجزيرة مضمار يتطلب "مشقة استثنائية" ولعله22ا ،أع22ني "الجزي22رة"
2وغ2اول بل2بحاجة إلى التريث قليال والتقاط األنفاس قبل الجري عليه .عندها فحسب ،يمكن القول بأن ثمة من يح2
فضاء الحرية ،ولعله يبلغ ،إن قدر له المضي فيه قدما إلى األمام.
شخصيا ،أؤمن بأن طريق "الجزيرة" إلى بلوغ "عتبة الحرية" العالي ،لم يعد بعيدا جدا ،هذا بشرط االستمرار.