You are on page 1of 18

‫ولة المر‬

‫والصبر على جورهم‪-‬إن‬


‫وجد‪-‬وعدم الخروج عليهم‬
‫كتبه‬
‫أبو مريم أيمن بن دياب‬
‫العابديني‬
‫غفر الله تعالى له ولوالديه‬

‫‪‬‬
‫ن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعششوذ بششالله مششن شششرور‬ ‫إ ّ‬
‫أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬مششن يهششده اللشه فل مضششل لششه‪ ،‬ومششن يضشلل فل‬
‫هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمششدا ً‬
‫ن إ ِّل‬ ‫َ‬
‫حشقّ ت َُقششات ِهِ وََل ت َ ُ‬
‫مششوت ُ ّ‬ ‫من ُششوا ات ُّقششوا الل ّش َ‬
‫ه َ‬ ‫ن َءا َ‬
‫ذي َ‬ ‫عبده ورسوله‪َ":‬ياأي َّها ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫س ات ُّقششوا َرب ّك ُش ُ‬‫ن "سششورة آل عمششران"اليششة )‪َ" (102‬ياأي َّها الن ّششا ُ‬ ‫مو َ‬‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫جاًل ك َِثيششًرا‬ ‫ما رِ َ‬‫من ْهُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫جَها وَب َ ّ‬ ‫خل َقَ ِ‬
‫من َْها َزوْ َ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ن ن َْف ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫خل ََقك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م َرِقيب ًششا‬‫ن عَل َي ْك ُش ْ‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬
‫حا َ‬‫ن ب ِهِ َواْل َْر َ‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ساًء َوات ُّقوا الل ّ َ‬‫وَن ِ َ‬
‫َ‬
‫دا‬
‫دي ً‬ ‫سش ِ‬ ‫ه وَُقوُلشوا َقشوًْل َ‬ ‫مُنوا ات ُّقوا الّلش َ‬ ‫ن َءا َ‬ ‫ذي َ‬‫"سورة"النساء"الية)‪َ " (1‬ياأي َّها ال ّ ِ‬
‫يصل ِح ل َك ُ َ‬
‫ه فََقد ْ َفششاَز‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ن ي ُط ِِع الل ّ َ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬‫م وَي َغِْفْر ل َك ُ ْ‬ ‫مال َك ُ ْ‬‫م أعْ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ ْ‬
‫فوزا عظيما" سورة"الحزاب"الية )‪. (71-70‬‬
‫‪ ،،،‬أما بعد ‪،،،‬‬
‫فإن خير الحديث كتاب الله ‪ ،‬وخيششر الهششدي هششدي محمششد ‪ ،‬وشششر‬
‫المور محدثاتها ‪ ،‬وكل محدثة بدعة ‪ ،‬وكل بدعة ضللة ‪ ،‬وكل ضللة في‬
‫النار ‪.‬‬
‫‪ ،،،‬أما بعد ‪،،،‬‬
‫فاعلم‪-‬عافاك الله‪ -‬أن جور الملوك نقمة مششن نقششم اللششه‪-‬تعششالي‪ ،-‬ونقششم‬
‫الله ل تلقي بالسيوف‪ ،‬وإنما تتقي وتستدفع بالدعاء والتوبة والنابششة‬
‫والقلع عن الذنوب ‪.‬‬
‫إن نقم الله متي لقيت بالسيوف كانت هي أقطع ‪.‬‬
‫قال مالك بن دينار‪-‬رحمه الله‪ -‬أن الحجاج كان يقول‪":‬اعلموا أنكم كلما‬
‫أحدثتم ذنبا ً أحدث الله في سلطانكم عقوبة"‪. (1).‬‬

‫الصبر على جورهم‪-‬إن وجد‪-‬وعدم الخروج عليهم)‪:(2‬‬


‫‪ (1)1‬من كتاب )) آداب الحسن البصري (( لبن الجوزي ‪ ) :‬ص ‪. ( 120 – 119‬‬
‫‪ (2)2‬قلت‪ :‬السباب التي يراها خوارج العصر الجدد في إباحللة الخللروج علللي‬
‫ولة أمر المسلمين هي ؟‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬وجود الكفار في دول المسلمين وهم على أنواع ‪:‬‬
‫)‪ (1‬إما مستوطنون ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وإما عمالة ‪.‬‬
‫)‪ (3‬وإما قواعد عسكرية ‪.‬‬
‫عَرب((متفق عليه‪.‬‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫زيَر ِ‬
‫ج ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫كي َ‬
‫ر ِ‬
‫ش ِ‬ ‫جوا ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ر ُ‬ ‫وقد قال ‪)) ‬أ َ ْ‬
‫خ ِ‬
‫ثانيًا‪ :‬انتشار المعاصي والستمرار عليها وفتح بعض المؤسسات لها كللالبنوك‬
‫وغيرهللا )وهللذا كفللر عنللدهم( لن فتحهللم للمؤسسللات والسللتمرار فللي‬
‫المعاصي دليل على الرضا والرضا كفر‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬لبد أن تكون هناك خلفة راشدة ول تنللتزع مللن القرشلليين )ويللرون أن‬
‫من يمكنه تنفيذ ذلك هي الجماعات الدينية فقط وأما حكللام اليللوم فكلهللم‬
‫خونة وهم مغتصبون ‪ ،‬ول يقبل منهم صللرف ول عللدل (‪.‬لحللديث ‪)) :‬الئمللة‬
‫من قريش ((‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬الدولة تمنع الكلمة الصادقة وتحجز الحريات وبالذات لهل الدين وتفتح‬
‫ذراعيها لهل العلمنة والفساد يأخذوا حريتهم كما يشاءون ‪.‬‬
‫قال الحسن البصري‪-‬رحمه الله‪):-‬اعلششم‪-‬عافششاك اللششه‪ -‬أن جششور الملششوك‬
‫نقمة من نقم الله‪-‬تعالي‪ ،-‬ونقم الله ل تلقي بالسيوف‪ ،‬وإنمششا تتقششي‬
‫وتستدفع بالدعاء والتوبة والنابة والقلع عن الذنوب (‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬الدولة لم تهتم بشعوبها ولم تقم لهم وزنللا والمللوال تمنعهللا عنهللم‬
‫وكذا ل يوجد للشباب وظللائف وتقيللم كللل الحللواجز لعاقللة كللل إصلللح لهللذا‬
‫المور في البلد‪.‬‬
‫سادسلًا‪ :‬الدولللة تغللدق المللوال الطائلللة فللي الخللارج لجللل مصللالح أمريكيللة‬
‫ونحوها ‪.‬‬
‫سابعًا‪ :‬الدولة تحكم بالقوانين الوضعية ‪.‬‬
‫ونجيب باختصار عما مضى فنقول ‪:‬‬
‫)‪ (1‬نقول ما ذكروه منها ما هو خطأ ومنها ما هو معصية )كبيرة من الكبائر (‬
‫لكن ل يصل إلى الكفر المخرج من الملة ومنه مللا فيلله تجنللي علللى الدولللة‬
‫كقولهم أنها تحكم القوانين الوضعية وإذا ثبت ذلك فل يجوز الخللروج علللى‬
‫الحاكم لجل المعاصي إجماعا حكاه غير واحد من أهل العلم وإنما الللواجب‬
‫المناصحة الشرعية في السر لولي المر من أهل العلم ففي حديث عيللاض‬
‫بن غنلم قلال‪ :‬قلال ‪)) :‬مللن كللان لله نصلليحة للذي سللطان فليأخلذ بيلده‬
‫وليكلمه فيما بينه وبينه فإن قبل فبها وإل فقللد أدى الللذي عليلله ((أو كمللا‬
‫قال ‪ .‬وقد رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة وحسنه العلمة اللباني‪-‬‬
‫رحمه الله ‪.‬والمناصحة الشرعية كما قال شيخنا ابن باز‪-‬رحمه الله‪)):-‬تكون‬
‫إما بمناصحته أو بمكاتبته أو بمهاتفته أو بالدخول على عالم يدخل عليه(( ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ل يجوز التعرض للمعاهللدين والللذميين والمسللتأمنين فللي البلد لن فيلله‬
‫افتئات على صلحيات ولي المر حيث أنهم قد دخلوا بعهللود منلله ومواثيللق‬
‫وللحاجة يجوز بقاؤهم ما احتاج إليهم ولي المللر ثللم يخرجللون وقللد أبقللى‬
‫النبي ‪ ‬يهود خيبر وعاملهم في الرض لمدة حتى أجلهم عمر رضي الللله‬
‫عنه والجزيرة المقصود بهللا كمللا قللال الجمهللور ‪ :‬مكللة والمدينللة واليمامللة‬
‫وتبوك وفدك وخيبر واليمن من الجزيرة ومع ذلللك لللم يللدخلها العلمللاء كللم‬
‫نقل ذلك عنهم ابن حجر في الفتح وكذا به قال ابن تيمية والنهللي منصللب‬
‫على ما إذا أقاموا لقامة دائمة أو بنوا لهم الكنائس ‪ .‬ولو حصل ذلك المللر‬
‫من ولي المر فهي معصية ل يجوز التعدي عليلله لنلله ل يللوجب للله الكفللر‪.‬‬
‫دا‬
‫ه ً‬
‫عا ِ‬
‫م َ‬
‫ل ُ‬ ‫ن َ‬
‫قت َ َ‬ ‫وكذلك ل يجوز قتل المعاهدين شرعا ‪:‬فالنبي ‪ ‬يقول ‪َ )) :‬‬
‫م ْ‬
‫ة(( صحيح‪ :‬رواه أبو داود بهذا اللفظ وهللو‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫حّر َ‬
‫ه َ‬ ‫ر ك ُن ْ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫في َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫وصححه العلمة اللباني‪-‬رحمه الللله‪ -‬فللي"صللحيح الللترغيب والللترهيب" ح )‬
‫‪.(2453‬‬
‫)‪ (3‬وقولهم الئمة في قريش فهو صحيح ولكن هذا عند الختيار والمفاضلللة‬
‫ولكن لو حصل وتغلب آخر ليس قرشلليا فل يجللوز الخللروج عليلله وقللد ذكللر‬
‫الجماع على هذا ‪ :‬المام النللووي ومحمللد بللن عبللد الوهللاب‪-‬رحمهللم الللله‪-‬‬
‫وغيرهما‪.‬‬
‫إن نقم الله متي لقيت بالسيوف كانت هي أقطع ‪ .‬ولقششد حششدثني مالششك‬
‫بن دينار‪-‬رحمه الله‪ -‬أن الحجاج كان يقول‪":‬اعلموا أنكم كلما أحدثتم‬
‫ذنبا ً أحدث الله في سلطانكم عقوبة"‪. (3).‬‬
‫وعن سويد بن غفلة –رحمه الله‪-‬قال‪):‬قال لي عمر ‪ ‬يا أبا أميششة‪ ،‬إنششي‬
‫ل أدري لعلي ل ألقاك بعد عامي هذا‪ ،‬فششإن أمششر عليششك عبششد حبشششي‬
‫مجدع‪ ،‬فاسمع له وأطع‪ ،‬وإن ضربك فاصبر‪ ،‬وإن حرقك فاصبر‪ ،‬وإن‬

‫)‪ (4‬وكون ولي المر يمنع الكلمة الصادقة كما يقولون فنسللألهم ونقللول مللا‬
‫هي الكلمة الصادقة عندكم ؟أهي الفتئات على ولي المللر ؟ أو الغلللو فللي‬
‫الحكام ؟ أو الولوج في السياسة ؟ أم ماذا تقصللدون ؟ فنقللول ‪:‬إن منعللك‬
‫ولي المر من التعدي على صلحياته فهذا حق من حقللوقه أنللت تعللديته ول‬
‫يجوز لك بحال‬
‫أو الغلو ا فله أن يمنعك منه لن الغلو منهي عنه قللال تعللالى ‪} :‬يللا أهللل‬
‫الكتاب ل تغلو فللي دينكللم {وقللال ‪)) :‬وإيلاكم والغلللو ((أو الفللراط فللي‬
‫أمللور السياسللة بيللن الللدول فكللل هللذا حللق منلله أن يوقفللك لن هللذا مللن‬
‫صلحياته وهذا ولشك تعد منك ‪.‬‬
‫ثم ينظر لولي المر والحكم عليه شرعا في منعك فنقول ‪:‬‬
‫إما أن يمنعك من كلمة الحق ولذلك حالتان ‪:‬‬
‫)‪ (1‬إما أن يمنعك من قول كلمة الحق وهناك غيرك يبلغها فله هللذا لمللا ثبللت‬
‫من قول عمار لعمر ‪ ‬في حادثة التيمم من الجنابة وقد نسي الحكم عمللر‬
‫فذكره به عمار فقال عمار إن شئت أن ل أحدث به لم أحدث قال عمللر بللل‬
‫نوليك ما توليت ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وإما أن يمنعك من قول الحق وليس هناك غيرك والناس بحاجللة إليلله فل‬
‫يجوز ويكون المر بينه وبين الله‪ .‬وأنت عليك أن تمتنع ول بللأس أن تسللأل‬
‫عن المر بالتي هللي أحسللن )بنحلو هللذا قلاله العلمللة ابللن عللثيمين‪-‬رحملله‬
‫الله (‪.‬‬
‫)‪ (3‬وإما أن يمنعك من قول الباطل ‪ :‬فنقول جزاه الله خيرا فقد أحسن فللي‬
‫منعك من الباطل ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬السباب التي أدت إلي ظهور فكر خوارج العصر الجدد ؟‬
‫السباب الحقيقة لظهور الخوارج كما يراهللا أهللل السللنة السلللفيين تنقسللم‬
‫السباب إلى قسمين‪:‬‬
‫الول‪:‬أسباب داخلية ‪:‬‬
‫)‪(1‬التهييج الحاصل من دعاة الفتن على ولة المر لسنين عديدة مضت وربوا‬
‫الشباب على هذا فأصبح منهجا لهم ل ينفكون عنه ‪.‬‬
‫)‪ (2‬الطعن في علماء المة بأنهم ل يمثلون شعوبهم فهم مفتللون للسلللطان‬
‫وهذا الطعن على نوعين ‪:‬‬
‫)أ( طعن صريح ‪.‬‬
‫)ب( طعن مبطن ‪.‬‬
‫أراد أمششرا ً ينقششص دينششك فقششل‪ :‬سششمع وطاعششة‪ ،‬دمششي دون دينششي ‪ ،‬ول‬
‫تفارق الجماعة)‪.((4‬‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬في " منهاج‬
‫السنة "‪ ):‬ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم ل يرون‬
‫الخروج عن الئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلششم‪ ،‬كمششا دلششت‬

‫)‪ (3‬وجود الفرق الحزبية )الخوان المسلمون والسرورية والتبليغ والصللوفية‬


‫والوسطية المدعاة وغيرها وكل يريد المر له (‪.‬‬
‫)‪ (4‬تأثير كتب الفكللر وأمثالهللا علللى عقللول الشللباب مثللل كتللب سلليد قطللب‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫)‪ (5‬الولوج في أمور السياسة وإشغال الناس بها عن دينهم والتعبد لربهم ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أسباب خارجية ‪:‬‬
‫)‪ (1‬تللأثير بعللض القنللوات الفضللائية الللتي يتزعمهللا أنللاس منحرفللون فكريللا‬
‫وعقللديا أمثللال الفقيلله والمسللعري ومللن علللى شللاكلتهما ممللن يتسللمون‬
‫بالصلحيين كذبا وزورا وهم من الصلح بمنأى بل هم دعاة فتنة وقد حكم‬
‫عليهما الشيخ ابن باز‪-‬رحمه الله‪ -‬بالنحراف وهكذا كل علماء المللة الكللابر‬
‫الثقات ولو كانوا كما يزعمون إصلحيين لما ذهبوا ليعيشوا فلي بلد الكفلر‬
‫لندن وغيرها فالمصلح يسعى في بلده بالصلح بالتي هي أحسن للتي هي‬
‫أقوم ل بتأجيج الفتن وإثارتها في العوام والخللواص وهللؤلء سللعوا للفتنللة‬
‫بكل ما أوتي من قوة ولكن والحمد لله كما نرى جميعا فطريق الباطل وإن‬
‫طال أمده لبد أن ينقضي وينتهي من حيث بدأ ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وجللود مللن يحللرك هللذه الفللرق مللن الخللارج كفللارا أو أتباعللا لهللم مللن‬
‫العلمانيين أو كانوا من الحزبيين وكللل منهللم يسللعى للتغيللر حسللدا وبغضللا‬
‫وليس للصلح المدعى وجميعهم على قسمين ‪:‬‬
‫الول‪ :‬أهل شهوات‪ :‬فأهل الشهوات يسعون لتمكين شهواتهم في البلد‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أهل شللبهات ‪ :‬وأهللل الشللبهات يسللعون أيضللا لبلبلللة أفكللار الشللباب‬
‫والفتيات ‪.‬‬
‫ولم يتحقق لكم شيئا يذكر فوجد في بعض الدهماء وهم قلة مقابل من ل‬
‫يللؤمن بأفكللارهم والحمللد لللله قبللول فسللارعوا لنشللر أفكللارهم المنحرفللة‬
‫والعياذ بالله لكن سرعان ما يعرف الناس الحق والحمد لللله فيؤوبللون إليلله‬
‫وهاهم جماعللات التللائبين والحمللد لللله كللثر ‪.‬نقل ً بواسللطة المرقللوم لبللي‬
‫عاصم )ص ‪242‬ل ‪ (245‬بتصرف بسيط‪.‬‬
‫‪ (3)3‬من كتاب )) آداب الحسن البصري (( لبن الجوزي ‪ ) :‬ص ‪. ( 120 – 119‬‬
‫فللي الشللريعة )ص ‪ ":(40‬مللن‬ ‫ل المام الجري‪-‬رحمه الله‪ِ : -‬‬ ‫قا َ‬‫و َ‬
‫)‪ (4‬قلت‪َ :‬‬ ‫‪4‬‬

‫مر عليك من عربي أو غيللره‪ ،‬أسللود أو أبيللض‪ ،‬أو أعجمللي‪ ،‬فللأطعه فيمللا‬ ‫ُ‬
‫أ ّ‬
‫ملا‪،‬‬ ‫قلا للك‪ ،‬وإن ضلرب َ‬
‫ك ظل ً‬ ‫ل فيله معصلية‪ ،‬وإن ظلملك ح ّ‬ ‫ج ّ‬
‫و َ‬‫عّز َ‬ ‫ليس لله َ‬
‫عل َللى أنلله َيخللرج عليلله سلليفك‬
‫ك َ‬‫ك عرضك وأخذ مالك‪ ،‬فل َيحملك ذَل ِ َ‬ ‫وانته َ‬
‫عَللى‬ ‫حّتى تقاتله‪ ،‬ول َتخرج ملع خلارجي حّتلى تقلاتله‪ ،‬ول ُتحلّرض غيلرك َ‬
‫الخروج عليه‪ ،‬ولكن اصبر عليه" ‪ .‬أهل ‪.‬‬
‫علششى ذلششك الحششاديث الصششحيحة المستفيضششة عششن النششبي‪ (5) ‬لن‬
‫الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بششدون‬
‫قتال ول فتنة‪ .‬فل يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله ل يكاد‬
‫يعرف طائفة خرجت علششى ذي سششلطان إل وكششان فششي خروجهششا مششن‬
‫الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته(أهش )‪.(6‬‬

‫ضا ‪-‬رحمه الله‪):-‬ص ‪ ":(37‬قد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخللوارج‬ ‫ل أي ً‬ ‫و َ‬


‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ل الكريم‪ ،‬عن مذهب الخوارج‪ ،‬وَلم يللر‬ ‫ج ّ‬ ‫و‬ ‫ز‬
‫َ ّ َ َ‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫عصمه‬ ‫لمن‬ ‫ِ‬ ‫بلغ‬ ‫فيه‬ ‫ما‬
‫َ‬
‫حْيف المراء‪ ،‬ولللم َيخللرج عليهللم بسلليفه‪،‬‬ ‫ور الئمة‪ ،‬و َ‬ ‫ج ْ‬ ‫َ‬
‫على َ‬ ‫رأيهم وصبر َ‬
‫جميع المسلمين‪ ،‬ودعا للللولة‬ ‫وسأل الله العظيم كشف الظلم عنه‪ ،‬وعن َ‬
‫ج معهم‪ ،‬وجاهد معهم كللل عللدو للمسلللمين‪ ،‬وصلللى خلفهللم‬ ‫بالصلح‪ ،‬وح ّ‬
‫الجمعة والعيدين‪ ،‬وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهم أطللاعهم‪ ،‬وِلمللن‬
‫َلم ُيمكنه اعتذر إليهم‪ ،‬وإن أمروه ِبمعصللية ل َللم يطعهللم‪ ،‬وإذا دارت بينهللم‬
‫عل َللى‬
‫هللم فيلله‪ ،‬ول َللم ُيعللن َ‬
‫ف لسانه ويده‪ ،‬وَلم َيهو مللا ُ‬ ‫الفتن لزم بيته‪ ،‬وك ّ‬
‫عللى الطريلق المسلتقيم إن شلاء اللله‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ن هذا وصلفه كلا َ‬ ‫كا َ‬‫فتنته‪ ،‬فمن َ‬
‫تعاَلى"‪ .‬أهل ‪ .‬كلم قيم مأجور مللن المللام الجللري‪-‬رحملله الللله‪ -‬فيللا ليللت‬
‫خوارج العصر يعقلوا‪.‬‬
‫‪ (5)5‬قلت‪ :‬وإليك بعض النصوص الدالة على الصبر‪ ،‬والمرة به والمحذرة مللن‬
‫الخروج والناهية عنه ‪.‬‬
‫د‬
‫عب ْ ِ‬ ‫مَر ‪ ‬إ َِلى َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه بْ ُ‬ ‫عب ْدُ الل ّ ِ‬ ‫جاءَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ف ٍ‬‫ن َنا ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫)‪ (1‬ففي صحيح مسلم َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ة َ‬ ‫وي َ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫زيدَ ب ْ ِ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َز َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة َ‬ ‫حّر ِ‬ ‫ر ال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫طي ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه بْ ِ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫س‪ ،‬أت َي ُْتل َ‬ ‫جِلل َ‬ ‫ك ِل ْ‬ ‫م آِتل َ‬ ‫ل‪ :‬إ ِّنلي َلل ْ‬ ‫قلا َ‬ ‫ف َ‬ ‫سلادَةً َ‬ ‫و َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مل ِ‬ ‫ح َ‬ ‫د الّر ْ‬ ‫عْبل ِ‬ ‫حوا ِلِبلي َ‬ ‫اطَْر ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قللو ُ‬ ‫ه ‪ ‬يَ ُ‬ ‫ل الل ّل ِ‬ ‫سللو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ْ‬‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫قول ُ ُ‬ ‫ه ‪ ‬يَ ُ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ديًثا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫حدّث َ َ‬ ‫ِل ُ َ‬
‫س‬ ‫ول َي ْ ل َ‬ ‫ت َ‬ ‫مللا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ة لَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة َل ُ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ي الل ّ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ة لَ ِ‬ ‫ع ٍ‬ ‫طا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ع يَ ً‬ ‫خل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫) َ‬
‫ة()صحيح مسلم كتاب المارة‪ ،‬الباب رقم )‬ ‫هل ِي ّ ً‬ ‫جا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ميت َ ً‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ة َ‬ ‫ع ٌ‬ ‫ه ب َي ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫عن ُ ِ‬ ‫في ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ (13‬رقم الحديث )‪.((1851‬‬
‫َ‬
‫شي ًْئا‬ ‫ه َ‬ ‫ر ِ‬ ‫مي ِ‬ ‫ن أ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ره َ ِ‬ ‫ن كَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ):‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪َ ‬‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫س‪َ ‬‬ ‫عّبا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫)‪ (2‬و َ‬
‫س لل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مللا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ش لب ًْرا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مل ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خ لَر َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫سأ َ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫صب ِْر َ‬ ‫فل ْي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ة()صحيح مسلم كتاب الملارة‪ ،‬البللاب رقلم )‪(13‬‬ ‫هل ِي ّ ً‬ ‫جا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ميت َ ً‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إ ِّل َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫رقم الحديث )‪.((1849‬‬
‫ن ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ن أ َِبي ُ‬
‫ة‬‫عل ِ‬ ‫طا َ‬ ‫مل ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خلَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫مل ْ‬ ‫ل‪َ ):‬‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‪ ‬أن ّ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫هَري َْرةَ ‪َ ‬‬ ‫ع ْ‬ ‫)‪ (3‬و َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫مّيل ٍ‬ ‫ع ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫ت َراَيل ٍ‬ ‫حل َ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫قاَتل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مل ْ‬ ‫و َ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫هل ِّيل ً‬ ‫جا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ميَتل ً‬ ‫ت ِ‬ ‫ملا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف َ‬ ‫ة َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫فاَرقَ ال ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫جا‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ْ ٌ َ ِ ِ ّ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ ٍ ْ َ ْ ُ ُ َ َ َ ً‬ ‫يَ َ ُ ِ َ َ َ ٍ ْ ُ َ ْ ُ ِ‬
‫إ‬ ‫عو‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫غ‬
‫ْ‬
‫وَل‬ ‫هللا َ‬ ‫من ِ َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مل ْ‬ ‫شللى ِ‬ ‫حا َ‬ ‫وَل ي َت َ َ‬ ‫هللا َ‬ ‫جَر َ‬ ‫فا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫ب ب َّر َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫مِتي ي َ ْ‬ ‫عَلى أ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ه()صحيح مسلم كتاب المللارة‪،‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ول ْ‬ ‫َ‬ ‫مّني َ‬ ‫س ِ‬ ‫هدَهُ فلي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع ْ‬ ‫د َ‬ ‫ه ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫في ل ِ ِ‬ ‫يَ ِ‬
‫رقم الحديث )‪.((1848‬‬
‫ة‬‫ف َ‬ ‫حذَي ْ َ‬ ‫)‪ (4‬وفي صحيح مسلم أيضا ً عن أبي إدريس الخولني قال سمعت ُ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫كان الّناس ي َ‬
‫ت‬ ‫وك ُن ْل ُ‬ ‫ر‪َ ،‬‬ ‫خي ْل ِ‬ ‫عل ْ‬ ‫ه ‪َ ‬‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ل ‪َ َ ):‬‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪َ ‬‬ ‫ما ِ‬ ‫ن ال ْي َ َ‬ ‫بْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فللي‬ ‫ه ‪ ،‬إ ِن ّللا ك ُن ّللا ِ‬ ‫ل الل ّل ِ‬ ‫سللو َ‬ ‫ت‪ :‬ي َللا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫رك َِني‪َ ،‬‬ ‫ن ي ُدْ ِ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خا َ‬ ‫م َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سأل ُ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ل‪" :‬‬ ‫قللا َ‬ ‫شّر ؟ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عدَ َ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ر‪َ ،‬‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫جاءََنا الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫شّر َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫هل ِي ّ ٍ‬ ‫جا ِ‬ ‫َ‬
‫قلت‪ :‬إن أهل السنة والجماعة يرون أن ولي المر له الولية حششتى مششع‬
‫هذه المور كلها‪ ،‬وأن له السمع والطاعششة‪ ،‬وأنششه ل تجششوز منابششذته ول‬
‫إيغار الصدور عليه‪ ،‬ول غير ذلك مما يكون فساده أعظم وأعظم)‪.(7‬‬
‫والشر ليس ُيدفع بالشر؛ ادفع الشر بالخير ‪ ،‬أمششا أن تششدفع الشششر بششر‪،‬‬
‫فإن كان مثله فل فائدة‪ ،‬وإن كان أشر منه كما هو الغالب فششي مثششل‬
‫هذه المور‪ ،‬فإن ذلك مفسدة كبيرة‪ .‬نسأل الله أن يهدي ولة أمورنا‬

‫ت‪:‬‬ ‫قْللل ُ‬ ‫ن" ُ‬ ‫خ ٌ‬ ‫ه دَ َ‬ ‫في ِ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل‪ " :‬ن َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ر؟ َ‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شّر ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫عدَ ذَل ِ َ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و َ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م" ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫نَ َ‬
‫ل‬ ‫هل ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫قل ْ ل ُ‬ ‫وت ُن ْك ُِر" ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫هدِْيي ت َ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫و ٌ‬ ‫ق ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه؟ َ‬ ‫خن ُ ُ‬ ‫ما دَ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫جللاب َ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫مل ْ‬ ‫م َ‬ ‫هن ّل َ‬ ‫ج َ‬ ‫ب َ‬ ‫وا ِ‬ ‫علللى أب ْل َ‬ ‫عاةٌ َ‬ ‫م دُ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن شّر؟ قال‪ " :‬ن َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫عدَ ذل ِك ال َ‬ ‫بَ ْ‬
‫جلللدَت َِنا‬ ‫ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫م لَنا‪ ،‬قال‪ُ " :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ّ‬
‫سول الل ِ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ها" قل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫في َ‬ ‫ها قذَفوهُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل‪ " :‬ت َل ْلَز ُ‬ ‫قللا َ‬ ‫ك؟ َ‬ ‫ن أدَْرك َن ِللي ذَل ِل َ‬ ‫مُرِني إ ِ ْ‬ ‫مللا ت َلأ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫قل ْل ُ‬ ‫سلن َت َِنا" ُ‬ ‫ن ب ِأل ْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫وي َت َك َل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫م؟‬ ‫مللا ٌ‬ ‫ول إ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ة َ‬ ‫عل ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫هل ْ‬ ‫نل ُ‬ ‫َ‬ ‫م ي َكل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن لل ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ :‬فلإ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫م" قل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫رك َكَ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ز ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫حّتلى ُيلدْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫جَر ٍ‬ ‫شل َ‬ ‫صل ِ‬ ‫ض ب ِأ ْ‬ ‫عل ّ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ولل ْ‬ ‫هلا َ‬ ‫فَرقَ كل َ‬ ‫ل ت ِلك ال ِ‬ ‫ع َت َ ِ‬ ‫فا ْ‬
‫على ذَل ِك ((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫وأ ن ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال َ‬ ‫ْ‬
‫ش لّر‬ ‫ه إ ِن ّللا ك ُن ّللا ب ِ َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫وفي رواية أبي سلم عنده ل يعني مسلما ً ل ُ‬
‫م"‬ ‫عل ْ‬ ‫ل‪" :‬ن َ َ‬ ‫قللا َ‬ ‫ش لّر ؟ َ‬ ‫ر َ‬ ‫خي ْل ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫هل َ‬ ‫ء َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مل ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫فن َ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫جاءَ الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ر‬‫خْيل ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫وَراءَ ذَِلل َ‬ ‫ل َ‬ ‫هل ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م" ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل‪" :‬ن َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫خي ٌْر ؟ َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫وَراءَ ذَل ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫دا َ‬ ‫هل َ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫هت َ ل ُ‬ ‫ة َل ي َ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫دي أئ ِ ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫ل‪":‬ي َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف؟ َ‬ ‫ت‪ :‬ك َي ْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫م" ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل‪" :‬ن َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫شّر ؟ َ‬ ‫َ‬
‫فللي‬ ‫ن ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫جا ٌ‬ ‫سي َ ُ‬ ‫َ‬
‫طي ِ‬ ‫ش لَيا ِ‬ ‫قلللو ُ‬
‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫قلوب ُ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫في ِ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫قو ُ‬ ‫و َ‬ ‫سن ِّتي‪َ ،‬‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ست َّنو َ‬ ‫ول ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قللا َ‬ ‫ت ذَِلللك ؟ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن أدَْركلل ُ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ع َيا َر ُ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫س"‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫ج‬ ‫ُ‬
‫فاس لمع َ‬ ‫ك وأ ُ‬ ‫ع ل ِْل َ‬ ‫ٍ‬
‫ع" (‬ ‫وأ ط ِ ل ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫إ‬
‫ِ َ ِ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫مي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫طي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬
‫ع َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫"ت َ ْ‬
‫)صحيح مسلم كتاب المارة‪ ،‬رقم الحديث )‪.((1847‬‬
‫ة ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول الله ‪ ‬يقول‪:‬‬ ‫ج َ‬ ‫ف َ‬ ‫عْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫)‪ (5‬وفي صحيح مسلم َ‬
‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ست َ ُ‬
‫ميلل ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫ي َ‬ ‫هلل َ‬ ‫و ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ملل ِ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫مَر َ‬ ‫ن ي ُفّرقَ أ ْ‬ ‫ن أَرادَ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫تف َ‬ ‫هَنا ٌ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫هَنا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ه َ‬ ‫)إ ِن ّ ُ‬
‫ن() صحيح مسلم‪ ،‬باب حكللم مللن فللرق أمللر‬ ‫ن كا َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف كائ ًِنا َ‬ ‫َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫رُبوهُ ِبال ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ن أت َللاك ُ ْ‬ ‫مل ْ‬ ‫جة ‪َ ): ‬‬ ‫ف َ‬ ‫عْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫المسلمين وهي مجتمعة‪.(.‬وفي رواية عنه أي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫عت َك ْ‬ ‫مللا َ‬ ‫ج َ‬ ‫ف لّرقَ َ‬ ‫و يُ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ُ‬
‫صللاك ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ق َ‬ ‫شل ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ريدُ أ ْ‬ ‫د يُ ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫عَلى َر ُ‬ ‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫مُرك ُ ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ه(‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫فا‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ه ‪:‬‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ي ‪َ ‬‬ ‫ر ّ‬ ‫خد ْ ِ‬ ‫د ال ْ ُ‬ ‫عي ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ع ْ‬ ‫)‪ (6‬وفي صحيح مسلم َ‬
‫مللا() صللحيح مسلللم رقللم الحللديث )‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ْ‬
‫قت ُلوا ال َ‬ ‫ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫خِلي َ‬ ‫)إ ِ َ‬
‫فت َي ْ ِ‬ ‫ع لِ َ‬ ‫ذا ُبوي ِ َ‬
‫‪ (1853‬باب إذا بويع لخليفتين(‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مَراءُ‬ ‫ن أ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ست َ ُ‬ ‫ل‪َ ):‬‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪َ ‬‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة‪-‬رضي الله عنها‪ -‬أ ّ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أ ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫)‪َ (7‬‬
‫َ‬
‫ع‬ ‫وَتللاب َ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ول َك ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫ن أن ْك ََر َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ئ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ف بَ ِ‬ ‫عَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫وت ُن ْك ُِرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫قل ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ْك َلَر َ‬ ‫مل ْ‬ ‫ف َ‬ ‫وا"(‪.‬وفي روايللة‪َ ):‬‬ ‫صل ّ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ " :‬ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫م" َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قات ِل ُ ُ‬ ‫فَل ن ُ َ‬ ‫قاُلوا‪ ":‬أ َ‬ ‫َ‬
‫سِلم()صحيح مسلم رقم الحديث )‪ (1854‬باب‪ :‬وجوب‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ره َ َ‬ ‫ن كَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ئ‪َ ،‬‬ ‫ر َ‬ ‫بَ ِ‬
‫النكار على الولة فيما يخالف الشرع‪ ،‬وترك قتالهم ما صلوا(‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّل ِ‬ ‫مت ِك ُ ْ‬ ‫خَياُر أئ ِ ّ‬ ‫)‪ (8‬وعن عوف بن مالك ‪ ‬عن رسول الله ‪ ‬قال‪ِ ):‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫مت ِك ُ ْ‬ ‫شَراُر أئ ِ ّ‬ ‫و ِ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫صّلو َ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫ن َ َ‬ ‫صّلو َ‬ ‫وت ُ َ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫حّبون َك ُ ْ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫حّبون َ ُ‬ ‫تُ ِ‬
‫ه‬‫ل الل ّ ل ِ‬ ‫سللو َ‬ ‫قل َْنا ي َللا َر ُ‬ ‫قاُلوا‪ُ :‬‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫عُنون َك ُ ْ‬ ‫وي َل ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عُنون َ ُ‬ ‫وت َل ْ َ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ضون َك ُ ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫وي ُب ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضون َ ُ‬ ‫غ ُ‬ ‫ت ُب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫م‬ ‫فيك ُ ْ‬ ‫موا ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫صَلةَ َل َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫فيك ُ ْ‬ ‫موا ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ل‪َ ":‬ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك؟ َ‬ ‫عن ْدَ ذَل ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫فَل ن َُناب ِذُ ُ‬
‫وأن يهدي رعيتنا لما يلزمهششا‪ ،‬وأن يوفششق كل ّ منهششم لقيششام بمششا يجششب‬
‫عليه‪.‬‬
‫ذا َل‬‫قال شيخ السلم‪-‬رحمه الله‪ -‬في"مجموع الفتاوى" )‪):(3/302‬وَل َِهشش َ‬
‫َ‬
‫ج عَل َششى وَُل ِ‬
‫ة‬ ‫خشُرو ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬‫حشّر َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ه ؛ وَل ِهَش َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ما هُوَ أن ْك َُر ِ‬ ‫من ْك َرِ ب ِ َ‬‫كاُر ال ْ ُ‬ ‫جوُز إن ْ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫مششا‬
‫ن َ‬ ‫من ْك َشرِ ؛ ِل َ ّ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫ي عَش ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف َوالن ّهْش‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫مرِ ِبال ْ َ‬
‫َ‬
‫ل اْل ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ف ؛ ِل َ ْ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫مرِ ِبال ّ‬
‫َ‬
‫اْل ْ‬
‫َ‬
‫ل‬‫صش ُ‬ ‫ح ُ‬‫مششا ي َ ْ‬
‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫ب أعْظ َش َ‬ ‫جش ٍ‬ ‫ك َوا ِ‬ ‫ت وَت َشْر ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫حّر َ‬ ‫م َ‬‫ل ال ْ ُ‬
‫ن فِعْ ِ‬ ‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫ل ب ِذ َل ِ َ‬‫ص ُ‬‫ح ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب(‪.‬‬ ‫من ْك ََر َوالذ ُّنو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ب ِِفعْل ِهِ ْ‬
‫مللا‬ ‫فل ْي َك ْلَرهْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ة الل ّ ِ‬ ‫صي َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫فَرآهُ ي َأ ِْتي َ‬ ‫ل َ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة" أَل َ‬
‫الصَل َ َ‬
‫ّ‬
‫ة()صللحيح مسلللم‪ .‬بللاب خيللار‬ ‫عل ٍ‬ ‫طا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫دا‬‫ّ َ ً‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ز‬
‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫ْ َ ْ َ‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫تي‬ ‫ي َأ ْ ِ‬
‫الئمة وشرارهم ل رقم الحديث )‪.(.(1855‬‬
‫ه‬
‫عَنا ُ‬ ‫فَباي َ ْ‬ ‫ه ‪َ ‬‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫عاَنا َر ُ‬ ‫)‪ (9‬وفي حديث عبادة بن الصامت ‪ ‬قال‪):‬دَ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ما أ َ َ‬
‫هَنا‬ ‫مكَر ِ‬ ‫ْ‬ ‫و َ‬ ‫شطَِنا َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫في َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫والطا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫س ْ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫عَنا َ‬ ‫ن َباي َ َ‬ ‫عل َي َْنا أ ْ‬ ‫خذَ َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫وا ك ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فللًرا‬ ‫ن ت ََر ْ‬‫ل إ ِل أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫هل ُ‬ ‫مَر أ ْ‬ ‫ع ال ْ‬ ‫ز َ‬ ‫ن ل ن َُنا ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫علي َْنا َ‬ ‫ة َ‬ ‫وأث ََر ٍ‬ ‫رَنا َ‬ ‫س ِ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫رَنا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ن() صحيح مسلم‪ .‬الحديث رقم )‪.((1840‬‬ ‫ها ٌ‬ ‫ه ب ُْر َ‬ ‫في ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ِ‬‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫حا‬ ‫ً‬ ‫وا‬ ‫بَ َ‬
‫ل‬ ‫سلَراِئي َ‬ ‫ت ب َُنلو إ ِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫قال‪َ ) :‬‬ ‫ي ‪َ ‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫)‪ (10‬وفي حديث أبي هريرة ‪َ ‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سلت َكو ُ‬‫ُ‬ ‫و َ‬ ‫دي َ‬ ‫عل ِ‬ ‫ي بَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ه ل ن َب ِل‬ ‫وإ ِن ّل ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ّ‬ ‫ه ن َب ِل‬ ‫خل َفل ُ‬
‫َ‬ ‫ي َ‬ ‫ّ‬ ‫ك ن َب ِ‬ ‫هل َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م اْلن ْب َِياءُ ك ُل ّ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫مُرَنا ؟ َ‬ ‫ْ‬ ‫قالوا‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫فاءُ ت َكث ُُر َ‬ ‫ْ‬ ‫خل َ َ‬
‫ه ْ‬ ‫عطللو ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫و ِ‬ ‫فللال ّ‬ ‫و ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫عل ِ‬ ‫فوا ب ِب َي ْ َ‬ ‫ما ت َأ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ُ‬
‫م() صللحيح مسلللم الحللديث رقللم )‬ ‫ه ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫سلت َْر َ‬ ‫مللا ا ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ُ‬
‫سائ ِل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ّ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫‪.(1842‬‬
‫قللال‪:‬‬ ‫)‪ (11‬وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ‪ ‬الطويل مرفوعلا ً َ‬
‫ن‬‫فللإ ِ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫طا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫فل ْي ُطِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬ ‫مَرةَ َ‬ ‫وث َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫ة يَ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ْ‬ ‫طاهُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫فأ َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ما ً‬ ‫ع إِ َ‬ ‫ن َباي َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬
‫ر()صحيح مسلم‪ .‬حديث رقم )‪.((1844‬‬ ‫خ ِ‬ ‫ق ال َ‬ ‫ْ‬ ‫عن ُ َ‬ ‫رُبوا ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ه فا ْ‬ ‫َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ز ُ‬ ‫خُر ي َُنا ِ‬ ‫جاءَ آ َ‬ ‫َ‬
‫فهذه أحد عشر حديثا ً جمعتها من صحيح مسلم فقط وهي كالتالي‪:‬‬
‫)‪ (1‬حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب‪-‬رضي الله عنهما‪.‬‬
‫)‪ (2‬حديث عن عبد الله بن عباس‪-‬رضي الله عنهما‪.‬‬
‫)‪ (3‬حديث عن أبي هريرة ‪. ‬‬
‫)‪ (4‬حديث عن حذيفة بن اليمان ‪-‬رضي الله عنهما‪.‬‬
‫)‪ (5‬حديث عن عرفجة الكلبي ‪. ‬‬
‫)‪ (6‬حديث عن أبي سعيد الخدري ‪. ‬‬
‫)‪ (7‬حديث عن أم سلمة زوج النبي ‪ - ‬ورضي الله عنها‪.‬‬
‫)‪ (8‬حديث عن عوف بن مالك الشجعي ‪. ‬‬
‫)‪ (9‬حديث عن عبادة بن الصامت ‪. ‬‬
‫)‪ (10‬حديث عن أبي هريرة ‪ ‬أيضًا‪.‬‬
‫)‪ (11‬حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص‪-‬رضي الله عنهما‪.‬‬
‫وكل هذه الحاديث صحيحة من صحيح المام مسلم‪-‬رحمه الله‪ -‬الذي تلقته‬
‫المة بالقبول وحكموا عليه بأنه أصح كتاب في الحديث بعد صللحيح المللام‬
‫البخاري‪-‬رحمه الله‪ ،-‬وكل هذه الحاديث أفادت أحكاما ً تتعلللق بحللق الللولة‬
‫وقال ‪-‬رحمه الله‪ -‬في" منهاج السنة " )‪):(2/241‬وقل مششن خششرج علششى‬
‫إمام ذي سلطان؛ إل كان ما تولد على فعله مششن الشششر أعظششم ممششا‬
‫تولد من الخير(‪.‬‬
‫َ‬
‫مشعَ‬ ‫وقال الحافظ ابن حجر‪-‬رحمشه اللششه‪ -‬فششي "الفتششح" )‪):(13/7‬وَقَشد ْ أ ْ‬
‫ج َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه وَأ ّ‬ ‫مع َ ش ُ‬ ‫مت َغَل ّششب َوال ْ ِ‬
‫جهَششاد َ‬ ‫طان ال ْ ُ‬
‫س شل ْ َ‬ ‫جششوب َ‬
‫طاعَششة ال ّ‬ ‫ال ُْفَقَهاء عَل َششى وُ ُ‬

‫على الرعية‪ ،‬واتفقت كلها على حكم واحد وهو تحريم الخللروج علللى ولة‬
‫أمور المسلمين وإن كانوا ظلمة جائرين‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬يستفاد من هذه الحاديث عدة أحكام‪:‬‬
‫الحكم الول‪ :‬تحريللم الخللروج علللى ولة المللر المسلللمين وإن كللانوا فسللقة‬
‫عاصين أو ظلمة جائرين‪ :‬ووجوب الطاعة لهم فيما لم يكن معصية لللله‬
‫تعالى‪ ،‬وما ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪ ،‬وما كان وسيلة إلى واجللب‬
‫فهو واجب‪ ،‬وما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم‪ ،‬والكلم فللي الللولة‬
‫والتجريح لهم علنا ً محرم لنه وسيلة إلى الخروج عليهم فكان محرمًا‪.‬‬
‫الحكم الثاني‪ :‬تحريم المنازعة لهم وهي تكون بأمور منها‪:‬‬
‫)أ( إظهار احتقارهم والتهوين من شأنهم ‪.‬‬
‫)ب( إظهار مثالبهم في المجتمعات وعلى المنابر ‪.‬‬
‫)ج( اختلق مثالب وعيوبا ً لهم مللن أجللل زرع بغضللهم فللي قلللوب العامللة‬
‫والناشئة من طلب العلم ‪.‬‬
‫)د( ذم العلماء واتهامهم بالمداهنة وبيع الذمم ‪.‬‬
‫)هل( استعمال ما من شأنه التهييج عليهم والثارة ضدهم‪ ،‬وكلل هللذا ملن‬
‫أنواع منازعة الحكام الذي نهى عنه رسللول الللله ‪ ‬كمللا فللي حللديث‬
‫عبادة بن الصامت الذي سبق ذكره بلفظ‪) :‬بايعنا رسول الله ‪ ‬علللى‬
‫السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكللره‪ ،‬وأن ل ننللازع‬
‫المر أهله‪ ،‬إل أن تروا كفرا ً بواحا ً معكم من الله فيه برهان(‪.‬‬
‫الحكم الثالث‪ :‬يؤخذ من حديث ابن عمر وابن عبللاس وأبللي هريللرة ‪ ‬أن مللن‬
‫مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ‪.‬‬
‫الحكم الرابع‪ :‬يؤخذ من هللذه الحللاديث أن البيعللة المعتللبرة هللي بيعللة الول‪،‬‬
‫وهي بيعة المام الظللاهر للنللاس والمعللروف عنللدهم لقللوله ‪) ‬فللوا‬
‫ببيعة الول فالول(‪.‬‬
‫الحكم الخامس‪ :‬يؤخذ من هذه الحاديث أن البيعة الثانية وهي البيعللة الخفيللة‬
‫بيعة باطلة فإن قال بعض الحزبييلن‪ :‬أنلا للم أبلايع‪ ،‬قيلل لله إن بيعلة‬
‫عريفك وشيخ قبيلتك بيعة عنك وأنت ملزم بها شرعًا‪ ،‬أمللام الللله ‪، ‬‬
‫ثم أمام خلقه ‪.‬‬
‫الحكم السادس‪ :‬يؤخذ من هذه الحاديث أن من أخللذ البيعللة لنفسلله مللن وراء‬
‫علم المام وبغير إذنه‪،‬وجب قتله إن ظفر به‪ ،‬ووجب قتاله مع المللام‬
‫إن لم يظفر به‪ ،‬وخرج خروجلا ً فعليلا ً لقللوله ‪): ‬مللن أتللاكم وأمركللم‬
‫جميللع علللى رجللل واحللد يريللد أن يشللق عصللاكم ويفللرق جمللاعتكم‬
‫كين‬
‫سش ِ‬
‫ماء وَت َ ْ‬
‫حْقن الشد ّ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫خُروج عَل َي ْهِ ل ِ َ‬
‫ما ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫خْير ِ‬
‫عته َ‬‫طا َ‬‫َ‬
‫ماء(‪.‬‬
‫الد ّهْ َ‬
‫قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ‪):‬لبد للناس؛ من إمششارة بششرة‬
‫كانت أو فاجرة‪ ،‬قيل له‪ :‬هذه البرة عرفناها فما بال الفاجرة؟! قال‪:‬‬
‫يؤمن بها السبل وتقششام بهششا الحششدود ويجاهششد بهششا العششدو ويقسششم بهششا‬
‫الفيء()‪.(8‬‬

‫فاضربوا عنقه كائنا ً من كان(‪.‬‬


‫الحكم السابع‪ :‬يؤخذ من هذه الحاديث وجوب الصبر على جور الولة مللاداموا‬
‫مسلمين‪ ،‬وعدم الخروج عليهم‪.‬‬
‫لقوله ‪ ‬لصحابه‪) :‬إنكم سترون بعدي أثللرة فاصللبروا حللتى تلقللوني‬
‫على الحوض( وقوله‪) :‬من رأى من إمامه شيئا ً فليصبر ول ينزعن يللدا ً‬
‫من طاعة فإنه من خرج من السلطان شبرا ً فمات مات ميتة جاهلية(‪.‬‬
‫الحكم الثامن‪ :‬أن مللن رأى مللن أميللره أو إمللامه معصللية فعليلله أن ينصللح للله‬
‫نصيحة بشروطها‪ ،‬فإن لم يقبل وأصللر علللى معصلليته وجللب عليلله أن‬
‫يكره ما يأتي من معصية الله ول ينزعن يدا ً من طاعة‪ ،‬وكذلك إذا كان‬
‫ل يستطيع النصيحة‪ ،‬فالواجب عليه أن يكره ذلك لقول النللبي ‪ ‬فللي‬
‫حديث أم سلمة‪) :‬من أنكللر بللرئ‪ ،‬ومللن كللره سلللم‪ ،‬ولكللن مللن رضللي‬
‫وتابع(‪.‬‬
‫الحكم التاسع‪ :‬على الرعية أن يؤدوا حلق اللولة عليهلم ويكللوا أمرهلم إللى‬
‫الله إن قصروا في حقهم‪ ،‬فإن الله سائلهم عما استرعاهم ول يجللوز‬
‫لهم الخروج عليهم‪.‬‬
‫الحكم العاشر‪ :‬أن المام إذا حصل منه قصور في حق الرعيللة فل يجللوز لهللم‬
‫أن يكافئوه على ذلك بمنع حقه من الطاعة ؛ بل عليهم أن يؤدوا حقه‬
‫ويصبروا على ما حصل من المام إن فللرض‪ ،‬ومعنللى الصللبر‪ :‬أنهللم ل‬
‫يتكلمون فيه في المحافل والمجتمعللات وعلللى رؤوس المنللابر ولهللم‬
‫أن يكتبوا إليه كتابة وعظ وتذكير‪ ،‬فلإن للم يحصلل شلئ ملن اللتراجع‬
‫وجب عليهم أن يصبروا‪ ،‬ول يجوز لهم أن ينزعوا يدا ً من طاعة ‪.‬‬
‫أين أنتم أيها الناقمون من هذه الحاديث الصحيحة الصريحة الكثيرة؟‬
‫أتتركون أوامر النبي الكريللم الللذي أوجللب الللله عليكللم طللاعته‪ ،‬ورتللب عليهللا‬
‫محبته وجنته وتطيعون من ليس بمعصوم من الخطأ والزلل؟‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جيُبوا ل ِل ّل ِ‬
‫ه‬ ‫س لت َ ِ‬
‫من ُللوا ا ْ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫هللا ال ّل ِ‬ ‫أين أنتم يا عباد الله من قللوله تعللالى‪ } :‬ي َللا أي ّ َ‬
‫ر‬‫ح لذ َ ِ‬‫فل ْي َ ْ‬
‫م{ ]النفال‪،[24/‬ومن قللوله تعللالى‪َ } :‬‬ ‫حِييك ُ ْ‬ ‫ما ي ُ ْ‬‫م لِ َ‬ ‫عاك ُ ْ‬ ‫ل إِ َ‬
‫ذا دَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫وِللّر ُ‬ ‫َ‬
‫م {]النور‪.[63/‬‬ ‫لي‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬‫صي‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ت‬‫ف‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬‫صي‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫فو‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫خا‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫أتطيعون رؤساءكم في منازعللة المللر أهللله‪ ،‬وتعصللون رسللول الللله ‪ ‬الللذي‬
‫حذركم من منازعة ولة المر أمرهم كما في حديث عبادة بللن الصللامت )وأن‬
‫ل ننازع المر أهله‪ ،‬إل أن ترو كفرا ً بواحا ً معكم من الله فيه برهان(؟‬
‫أيها الناس‪ :‬احمدوا اللله واشلكروه عللى ملا أنتلم فيله وأنتلم فلي نعملة‬
‫عظيمة يغبطكم عليها ويحسدكم بها القاصي والداني‪.‬‬
‫مت ِن َششا وَوَُلة‬ ‫َ‬ ‫وقال المام الطحاوي‪-‬رحمه الله‪):-‬وََل ن َشَرى ال ْ ُ‬
‫ج علششى أئ ِ ّ‬ ‫خ شُرو َ‬
‫ُ‬
‫م‪،‬‬ ‫ن ط َششاعَت ِهِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مش‬
‫دا ِ‬‫م‪ ،‬وََل ن َن ْشزِعُ ي َش ً‬ ‫عو عَل َي ْهِش ْ‬ ‫جششاُروا ‪ ،‬وََل ن َشد ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مورَِنا‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫أ ُ‬
‫ْ‬
‫مُروا‬ ‫م ي َشأ ُ‬ ‫مششا ل َش ْ‬ ‫ضششة‪َ ،‬‬ ‫ري َ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫جش ّ‬‫طاعَششة اللششه عَشّز وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مش ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وَن َشَرى ط َششاعَت َهُ ْ‬
‫مَعاَفاة ()‪.(9‬‬ ‫ح َوال ْ ُ‬ ‫م ِبال ّ َ‬
‫صل ِ‬ ‫عوا ل َهُ ْ‬ ‫صَية‪ ،‬وَن َد ْ ُ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫ل أ َب ُششو‬ ‫َ‬
‫ة‪ :‬قَششا َ‬ ‫س شأل َ ٌ‬ ‫ل ابششن ُقدامششة‪-‬رحمششه اللششه‪-‬فِششي"المغنششي" )‪َ ):(9/5‬‬
‫م ْ‬ ‫وََقا َ‬
‫ج‬
‫خ شَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫مش ْ‬ ‫مششام ٍ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن عَل َششى إ َ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ذا ات َّفقَ ال ْ ُ‬ ‫ه‪):-‬وَإ ِ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬‫ح َ‬ ‫م‪َ-‬ر ِ‬
‫ِ‬ ‫س‬‫ال َْقا ِ‬
‫َ‬
‫مششا‬
‫ل َ‬ ‫س شه َ ِ‬ ‫حورِب ُششوا ‪ ،‬وَد ُفِعُششوا ب ِأ ْ‬ ‫ه‪ُ ،‬‬ ‫ض شع َ ُ‬‫مو ْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ي َط ْل ُش ُ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م ْ‬‫عَل َي ْهِ ِ‬
‫َ َ‬
‫م {]إبراهيللم‪ ، [7/‬ويقللول‪} :‬‬‫زيدَن ّك ُ ْ‬‫م َل ِ‬ ‫شك َْرت ُ ْ‬
‫ن َ‬ ‫اعلموا أن الله يقول‪ } :‬ل َئ ِ ْ‬
‫م {]الرعد‪.[11/‬‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬‫ف ِ‬ ‫ما ب ِأن ْ ُ‬ ‫غي ُّروا َ‬‫حّتى ي ُ َ‬‫وم ٍ َ‬ ‫ما ب ِ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ه َل ي ُ َ‬
‫غي ُّر َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫إِ ّ‬
‫ألم تكن دولتنا على فطللرة المنهللج السلللفي الللذي يحللرم الخللروج علللى‬
‫الولة فما الذي حولكم عنه؟‬
‫أليس التخطيط السري الرهيب الذي غسل أدمغتكم وقلب أفكاركم رأسا ً‬
‫على عقب فحصل ما حصل؟‬
‫إن المنهج الخواني بجميع فصائله من سرورية وقطبيللة وجماعللة تكفيللر‬
‫وحزب جهاد وتحريللر وغيللر ذلللك كلهللا تتفللق علللى الفكللرة الحركيللة الحزبيللة‬
‫الثورية‪ ،‬كلهم يدعون إلى التخطيط السري والخللروج المفللاجئ عنللدما يللرون‬
‫قوتهم قد اكتملت‪ ،‬وإن كانوا يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة‪ ،‬وإن مللن‬
‫تتبع تصريحاتهم في الشرطة والصحف والمقالت والكتب يتبين له ذلك ‪.‬‬
‫وإني لعجب من أقوام يدافعون عنهم ويتعاطفون معهللم وهللم يعلمللون‬
‫بعض ما هم عليه‪ ،‬ول أرى من يفعل ذلك إل آثما ً كإثم من يرى قوما ً يزرعللون‬
‫ألغاما ً في طريق قوم مسلمين ليودوا بحيلاتهم بغيلر حلق‪ ،‬فسلكت حلتى ثلار‬
‫اللغم فيهم وأهلكهم ‪.‬‬
‫إن السكوت عمن يبيت الشر للمسلمين ويريد اليقاع بهلم ملا بيلن حيلن‬
‫وآخر خيانة عظمى للمسلمين‪ ،‬وإن النصيحة للمسلمين في هذا البلد المسلم‬
‫الطيللب والنصلليحة لئمللة المسلللمين فيلله مللن ولة وعلمللاء أن ينبهللوا علللى‬
‫مواطن الشر قبل وقوعه‪ ،‬ولسنا نشك أنهم عندهم شئ من العلم عللن بعللض‬
‫ما يبيته هؤلء العققة‪ ،‬ولكنا نرى أن الواجب علينللا أن نللؤدي مللا عنللدنا لتللبرأ‬
‫ذمتنا‪ ،‬وليتأكد الخبر بالخبر ويزداد قوة‪ ،‬والله من وراء القصد‪.‬‬
‫وأخيرًا‪ :‬فإني أذكر إخواني بما عليه دولتنا أيدها الله وبما نحللن فيلله مللن‬
‫أمن ورخاء ورغد عيش‪.‬‬
‫هج‬‫ض المللَنا ِ‬
‫علللى َبعل ِ‬ ‫ما انت ُ َ‬
‫ق لد َ َ‬ ‫نقل ً من مقدمة كتاب "المورد العذب الزلل َ‬
‫في َ‬
‫مال")ص ‪19‬ل ‪(38‬بتصرف بالزيادة والنقصان للشلليخ‬ ‫ع َ‬
‫د وال ْ‬ ‫ن الع َ‬
‫قائ ِ‬ ‫م َ‬
‫عوّية ِ‬
‫الدّ َ‬
‫أحمد بن يحيى بن محمد النجمي‪-‬رحمه الله‪.‬‬

‫‪] (6)6‬منهاج السنة النبوية‪.[3/390 :‬‬


‫‪ (7)7‬قلت‪:‬‬
‫)))شبهة والرد عليها(((‬
‫ورد سؤال إلى الع ّ‬
‫لمة ابن عثيمين ل رحمه الللله لل مفلاده ‪ :‬سللمعت بعللض‬
‫طلب العلم يقول أنه يجوز الخروج على ولي المر الفاسق ولكن بشرطين ‪:‬‬
‫َ‬ ‫جمل َش ُ َ‬
‫ه‬
‫مت ِ ِ‬
‫مششا َ‬‫ن عَل َششى إ َ‬ ‫مو َ‬ ‫س شل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن ات َّفشقَ ال ْ ُ‬ ‫مش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مشرِ أ ّ‬ ‫ة اْل ْ‬ ‫ن ب ِهِ ( وَ ُ ْ‬ ‫ي َن ْد َفُِعو َ‬
‫ث‬‫دي ِ‬‫حش ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مش ْ‬ ‫مششا ذ َك َْرن َششا ِ‬‫ه ؛ لِ َ‬ ‫معُششون َت ُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫جب َش ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَوَ َ‬ ‫مت ُ ُ‬
‫مششا َ‬ ‫تإ َ‬ ‫وَب َي ْعَت ِشهِ ‪ ،‬ث َب َت َش ْ‬
‫َ‬
‫مام ٍ‬‫ي ‪ ‬أوْ ب ِعَهْدِ إ َ‬ ‫ه ب ِعَهْدِ الن ّب ِ ّ‬ ‫مت ُ ُ‬‫ما َ‬ ‫تإ َ‬ ‫ن ث َب َت َ ْ‬ ‫م ْ‬
‫معَْناهُ ‪َ ،‬‬ ‫ماِع ‪ ،‬وَِفي َ‬ ‫َواْل ِ ْ‬
‫ج َ‬
‫حاب َةِ عَل َششى ب َي ْعَت ِشهِ ‪،‬‬ ‫قَبل َه إل َيه ‪ ،‬فَإ َ‬
‫صش َ‬ ‫مششاِع ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ب ِإ ِ ْ‬
‫مت ُ ُ‬
‫مششا َ‬‫تإ َ‬ ‫ن أَبا ب َك ْرٍ ث َب َت َش ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ْ ُ ْ ِ‬
‫ة عََلى قَُبول ِهِ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حاب َ ُ‬ ‫ص َ‬‫معَ ال ّ‬ ‫ه ب ِعَهْدِ أِبي ب َك ْرٍ إل َي ْهِ ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫ج َ‬ ‫مت ُ ُ‬‫ما َ‬‫تإ َ‬ ‫مَر ث َب َت َ ْ‬‫وَعُ َ‬

‫)‪ (1‬أن يكون عندنا القدرة على الخروج عليه ‪.‬‬


‫)‪ (2‬أن نتأكد أن المفسدة أقل من المصلحة ‪.‬‬
‫وقال هذا منهج السلف ‪! .‬‬
‫فأجاب‪-‬رحمه الله‪ :-‬نقول‪-‬بارك الله فيك‪ -‬إن هذا الرجل ل يعرف مللن مللذهب‬
‫السلف شيئا ً ‪ ،‬والسلف متفقللون عللى أنلله ل يجللوز الخللروج علللى الئمللة‬
‫أبرارا ً كانوا أو فجارا ً وأنه يجب الجهاد معهللم ‪ ،‬وأنلله يجللب حضللور العيللاد‬
‫والجمع التي يصلونها هم بالنللاس‪-‬كللانوا فللي الول يصلللون بالنللاس‪ -‬وإذا‬
‫أرادوا معرفة شيء من هذا فليرجعوا إلى العقيدة الواسطية حيث ذكر أن‬
‫أهل السنة والجماعة يرون إقامة الحج والجهاد والعياد مع المراء أبللرارا ً‬
‫كانوا أو فجارا ً ‪ -‬هذه عباراته رحمه الله‪. -‬‬
‫يقول له إنما ذكره هو منهج السلف ! نقول هو بين أمرين إما كاذب علللى‬
‫السلف أو جاهل بمذهبهم ‪.‬‬
‫فإن كنت ل تدري فتلك مصيبة ***وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم‬
‫وقلت‪ :‬إذا كان الرسول عليه الصلة والسلم يقول‪):‬إل أن تللروا كفللرا ً بواح لا ً‬
‫عندكم فيه من الله برهان( فكيف يقول هذا الخ أن منهج السلف الخروج‬
‫على الفاسق ؟!‬
‫ة‪.‬‬
‫يعني أنهم خالفوا كلم الرسول عليه الصلة والسلم صراح ً‬
‫ثم إن هذا الخ في الواقع ما يعرف الواقع ‪.‬‬
‫إن الذين خرجوا على الملوك سواء بأمر دينللي أو أمللر دنيللوي هللل تحللولت‬
‫الحال من سيء إلى أحسن ‪ ،‬نعم ‪ ،‬أبدًا‪.‬‬
‫بل من سيء إلى أسوء بعيدا ً ‪ ،‬وانظر الن الدول كلهللا تحللولت إلللى شلليء‬
‫آخر‪.‬‬
‫أما من لم يحكم بما أنزل الله‪:‬فهذا أيضا ً ليس بصحيح ‪ ،‬ليس أكللثر السلللف‬
‫على أنه يكفر مطلقًا‪ ،‬بل المشهور عن ابن عباس ‪ ‬أنه )كفر دون كفر( ‪،‬‬
‫واليلات كلهللا فلي نسللق واحللد}الكللافرون{‪}،‬الظللالمون{‪}،‬الفاسللقون{‪،‬‬
‫ل يكون فيهللا‬‫وكلم الله ل يبطل بعضه بعضا ً ؛ فيحمل كل آية منها على حا ٍ‬
‫في هذا الوصف ؛ تحمل آية التكفير على حال يكفر بها ‪ ،‬وآية الظلللم علللى‬
‫حال يظلم فيها ‪ ،‬وآية الفسق على حال يفسق بها ‪ .‬عرفت ‪.‬‬
‫وأنا أنصح هؤلء الخوان‪:‬قل له أن يتقي الله في نفسه ‪ ،‬ل يغر المسلمين‬
‫طم ‪ ،‬أو يتصورون الخوة الملتزمين تصللورا ً‬
‫‪ ،‬غدا ً تخرج هذه الطائفة ثم ُتح ّ‬
‫غير صحيح ‪ ،‬كله بسبب هذه الفتاوى الغير صحيحة‪).‬مفرغ من شريط " الرد‬
‫على من يجيز الخروج على الحاكم الفاسق و من زعم التكفير بإطلق فللي‬
‫حّتشى‬ ‫سشي ِْفهِ َ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ب الّنشا َ‬ ‫ه‪ ،‬وَغََلش َ‬ ‫مشام ِ ‪ ،‬فََقَهشَر ُ‬ ‫ل عََلشى اْل ِ َ‬ ‫جش ٌ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫وَل َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م قِت َششال ُ ُ‬
‫ح شُر ُ‬ ‫مششا ي َ ْ‬ ‫ما ً‬ ‫صششاَر إ َ‬ ‫ه‪ ،‬وَأذ ْعَن ُششوا ب ِط َششاعَت ِهِ ‪ ،‬وَب َششاي َُعوهُ ‪َ ،‬‬ ‫أقَ شّروا ل َش ُ‬
‫ن الّزب َي ْشرِ ‪،‬‬ ‫خَر َ َ‬ ‫ن عَب ْد َ ال ْ َ‬ ‫ج عَل َي ْهِ ؛ فَإ ِ ّ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫ج عَلى اب ْش ِ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫مْرَوا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك بْ َ‬
‫َ‬
‫مل ِ ِ‬ ‫خُرو ُ‬
‫حت ّششى ب َششاي َُعوهُ ط َوْعًششا وَك ُْرهًششا ‪،‬‬ ‫سشت َوَْلى عَل َششى ال ْب َِلدِ وَأهْل ِهَششا ‪َ ،‬‬ ‫ه ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫فََقت َل َ ُ‬
‫ن‬
‫مش ْ‬ ‫ج عَل َي ْشهِ ِ‬ ‫خشُرو ِ‬ ‫مششا فِششي ال ْ ُ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ج عَل َي ْهِ ؛ وَذ َل ِش َ‬ ‫خُرو ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫حُر ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ما ً‬ ‫صاَر إ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫خ ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َشد ْ ُ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫مش َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَذ َهَششا ِ‬ ‫مششائ ِهِ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَإ َِراقَشةِ دِ َ‬ ‫مي َ‬ ‫س شل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫صا ال ْ ُ‬ ‫شقّ عَ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫مت ِششي‪،‬‬ ‫ج عَل َششى أ ّ‬ ‫خ شَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫مش ْ‬ ‫م‪َ }:‬‬ ‫س شَل ُ‬ ‫موم ِ قَوْل ِهِ عَل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ج عَل َي ْهِ ِفي عُ ُ‬ ‫خارِ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫كائ ًِنا َ‬ ‫ف‪َ ،‬‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫ضرُِبوا عُن َُق ُ‬ ‫ع‪َ ،‬فا ْ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫جش َ‬ ‫جششوهِ َباِغي ًششا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ح شدِ هَشذِهِ ال ْوُ ُ‬ ‫ه ب ِأ َ‬ ‫مت ُ ُ‬‫مششا َ‬ ‫تإ َ‬ ‫ن ث َب َت َش ْ‬ ‫مش ْ‬ ‫ج عَل َششى َ‬ ‫خ شَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫مش ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ه ‪.(...‬أهش‪.‬‬ ‫قَِتال ُ ُ‬
‫قلت‪ :‬واعلم أن من ولي الخلفة واجتمششع عليششه النششاس ورضششوا بششه‪ ،‬أو‬
‫غلبهم بسيفه حتى صار خليفة‪ ،‬وجبت طششاعته وحششرم الخششروج عليششه‪.‬‬
‫قال المام أحمششد‪-‬رحمششه اللششه‪):-‬ومششن غلششب عليهششم ‪ -‬يعنششي الششولة ‪-‬‬
‫بالسيف حتى صششار خليفششة‪ ،‬وسششمي أميششر المششؤمنين؛ فل يحششل لحششد‬
‫يؤمن بالله واليوم الخر أن يبيت ول يراه إمام شا ً بششرا ً كششان أو فششاجرا(‬
‫)‪.(10‬‬
‫وذلك لما يترتب على الخروج على الولة من مفاسللد كللثيرة‬
‫منها‪:‬‬
‫إراقششة الششدماء‪ ،‬وهتششك العششراض‪ ،‬ونهششب المششوال‪ ،‬وقطششع للسششبل‪،‬‬
‫جهال‪ ،‬ونقص في العلششم‪،‬‬ ‫وتسلط للسفهاء‪ ،‬وانتشار للجهل‪ ،‬وِرفعة لل ُ‬
‫وغربة لهله‪ ،‬وضعف الدين وغربته‪ ،‬وتعطيل لصششلوات الجماعششة فششي‬
‫المساجد‪ ،‬وتعطيل لدروس العلم‪ ،‬وكل لون من ألششوان الفسششاد فششي‬
‫الرض‪.‬‬
‫وقال العلمة ابن عثيمين‪-‬رحمه الله‪ ):-‬فالله الله في فهم منهج‬
‫السلف الصالح في التعامل مع السلطان ‪ ،‬وأن ل يتخششذ مششن أخطششاء‬
‫السلطان سبيل ً لثارة الناس وإلى تنفيششر القلششوب عششن ولة المششور ؛‬

‫مسألة الحكم" للعلمة ابن عثيمين ل رحمه الله ( ‪.‬‬

‫‪)) (8)8‬منهاج السنة(( لبن تيمية‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.146‬‬


‫‪ (9)9‬شرح الطحاوية في العقيدة السلفية )‪.(418 / 2‬‬

‫‪)) (10)10‬الحكام السلطانية(( لبي يعلى‪ :‬ص ‪.23‬‬


‫فهذا عيششن المفسششدة ‪ ،‬وأحششد السششس الششتي تحصششل بهششا الفتنششة بيششن‬
‫الناس‪.‬‬
‫كمششا أن ملششء القلششوب علششى ولة المششر يحششدث الشششر والفتنششة‬
‫والفوضى ‪ ،‬وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شششأن‬
‫العلماء‪ ،‬وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها‪.‬‬
‫فإذا حاول أحد أن يقلل مششن هيبششة العلمششاء وهيبششة ولة المششر؛ ضششاع‬
‫الشرع والمن؛ لن الناس إن تكلم العلماء؛ لم يثقششوا بكلمهششم ‪ ،‬وإن‬
‫تكلم المراء؛ تمردوا على كلمهم ‪ ،‬وحصل الشر والفساد‪.‬‬
‫فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السششلطان ‪ ،‬وأن يضششبط‬
‫النسان نفسه ‪ ،‬وأن يعرف العواقب‪.‬‬
‫وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء السلم؛فليست العششبرة بششالثورة ول‬
‫بالنفعال ‪ ،‬بل العبرة بالحكمة‪ ،‬ولست أريد بالحكمششة السششكوت عششن‬
‫الخطششاء ‪ ،‬بششل معالجششة الخطششأ ؛ لنصششلح الوضششاع؛ ل لنغيششر الوضششاع؛‬
‫فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الوضاع ل ليغيرها(‪ .‬أهش )‪.(11‬‬
‫قلت‪ :‬وبياًنا لحال الخوارج يقشول شششيخ السشلم‪-‬رحمشه اللشه‪)-‬وظهشرت‬
‫الخوارج بمفارقة أهل الجماعة واستحلل دمائهم وأموالهم( "كتللاب‬
‫النبوات"ص)‪.(129‬‬
‫وقشال الحشافظ ابشن كشثير‪-‬رحمشه اللشه تعشالى‪):-‬فجعلشوا يقتلشون النسشاء‬
‫والولدان‪ ،‬ويبقرون بطون الحبالى‪ ،‬ويفعلون أفعال ً لم يفعلها غيرهم(‬
‫)البداية والنهاية()‪ (3/294‬وانظر"الخوارج" للسللعوي ص)‬
‫‪.(191‬‬
‫"ولقد عرفت الخوارج بش"حماستهم لمبدئهم‪ ،‬وتعصششبهم لعقيششدتهم‪ ،‬فقششد‬
‫كانوا من أخلص الناس لعقيدتهم‪ ،‬ومن أبسل الناس في الدفاع عنها‬
‫…مما جعلهششم ينششدفعون وراء فكرتهششم غيششر مبششالين بمششا ينششالهم فششي‬
‫سبيلها من قتال أو طششرد أو اضششطهاد‪ ،‬ولششذلك صششار الخششوارج رجششال ً‬
‫ونساء ‪-‬انظر صمود نسائهم"البدايللة والنهايللة")‪-(15-9/12‬‬
‫مثل ً في الشجاعة والجرأة‪ ،‬والمتتبع لتاريخهم يجد ألوانا ً من البطولة‬
‫والتضحيات‪ ،‬فقد كانت الفئة القليلة منهم تتصدى للجيوش العظيمششة‬
‫فل ينالون منها إل بعد عناء وزحوف ومعششارك كششثيرة داميششة؛ غيششر أن‬
‫‪ ] (11)11‬نقل ً عن رسالة حقوق الراعي والرعية[‪ ،‬مجموع خطللب للعلمللة ابللن‬
‫عثيمين ل رحمه الله ‪.‬‬
‫هذا كان في وجه المسلمين!!!…وهششذا كلششه نششابع مششن اعتقششادهم أن‬
‫مذهبهم هو الحق الذي ل يجششوز غيششره‪ ،‬ول يقبششل اللششه دين شا ً سششواه…‬
‫فتبرءوا من كل مسلم ل يسلك مسلكهم‪ ،‬وسلوا سيوفهم وأشهروها‬
‫في حرب المسلمين‪ ،‬قائدهم في هذا كله الهوى ورائدهم الشيطان‪،‬‬
‫لهذا كانوا )يقتلششون أهششل السششلم ويششدعون أهششل الوثششان( كمششا أخششبر‬
‫النبي‪-‬صلى الله تعالى عليه وآله وسلم‪.-‬‬
‫وقال عمر بن عبد العزيز‪-‬رضي الله تعالى عنه‪ -‬في منششاظرته لهششم‪ ،‬لشم‬
‫يفتحوا بلدا ً من بلد الكفار‪ ،‬ولم يجاهدوهم ولم يقششاتلوهم بششل تركششوا‬
‫قتششال المشششركين واشششتغلوا بقتششال المسششلمين‪-‬انظللر"الفتللح")‬
‫‪-(12/301‬ولم يخدموا العلم ول الدين‪ ،‬فهم والله أتبششاع الشششيطان‪،‬‬
‫وهو حاديهم وسائقهم وقائدهم‪ ،‬لعبت بهششم شششياطين الجششن والنششس‬
‫في كل فترة يظهرون فيها مششن فششترات التاريششخ‪ ،‬اسششتغلوا حماسششهم‬
‫المقرون بالجهل والتعصب فوجهوه ضد المسلمين…وفي هذا عششبرة‬
‫للمعتبرين‪ ،‬فاعتبروا يا أولي البصار ودققوا النظر وعليكششم بالحششذر"‬
‫"بتصرف من "الخوارج" للسعوي ص )‪.(195-193‬‬
‫قشششال الششششعري عنهشششم‪-‬أي ‪ :‬الخشششوارج‪"-‬ول يشششرون إمامشششة الجشششائر"‬
‫"المقالت")‪.(1/204‬‬
‫ويقول أيضا ً الشهرسششتاني عنهششم‪":‬وإن غيششر السششيرة وعششدل عششن الحششق‬
‫وجب عزله أو قتله" "الملل والنحل ")‪.(1/116‬‬
‫بل نقل البغدادي عن الكعبي‪:‬أن من المور التي أجمعت عليها الخوارج‬
‫إجماعهم على"وجوب الخششروج علششى المششام الجششائر""الفرق بيللن‬
‫الفرق" ص )‪.(73‬‬
‫وفي هذا يقول المام أبو محمد بن حزم‪-‬رحمه الله تعالى‪):-‬ولكششن حششق‬
‫لمن إحدى يمينه ذو الخويصرة الذي بلغ ضعف عقله وقلة دينششه إلششى‬
‫تجويره رسول الله‪-‬صلى الله تعششالى عليششه وآلششه وسششلم‪-‬فششي حكمششه‬
‫والستدراك‪ ،‬ورأى نفسه أورع من رسول الله‪-‬صلى الله تعالى عليه‬
‫وآله وسلم‪-‬هذا وهو يقر أنه رسول الله‪-‬صلى الله تعششالى عليششه وآلششه‬
‫وسلم‪-‬إليه ‪ ،‬وبه اهتششدى‪ ،‬وبششه عششرف الششدين‪ ،‬ولششوله لكششان حمششارا ً أو‬
‫أضل( "الفصل")‪.(4/157‬‬
‫"فإذا كان هذا حال سلفهم‪ ،‬فكيف بمششن بعششدهم مششن الخلفششاء ؟! ولهششذا‬
‫فهم قلما يثبتون على إمام ويخضعون له خضوعا ً تاما ً إل قليل‪ ،‬فنتششج‬
‫عن هذا كثرة خروجهم وحروبهم"بتصرف‪ .‬قللاله العللواجي فللي‬
‫كتابه"الخوارج"ص)‪.(423‬‬
‫ومن غرائبهم ما يروى عن الفرقة العوفية فقد اعتبرت كفر المام سببا ً‬
‫في كفر رعيته‪ ،‬وذلشك فشي قشولهم‪):‬إذا كفشر المشام كفشرت الرعيشة‪،‬‬
‫الغائب منهم والشاهد( "مقالت السلميين")‪.(1/94‬‬
‫وانظر كذلك ما قششالته إحششدى فرقهششم‪-‬البيهسششية‪-‬فششي"الفصششل")‪(4/190‬‬
‫ولكن قالت"الباضية"‪-‬وهي إحدى فرق الخششوارج‪)-‬يجششب علششى المششة‬
‫المسلمة أن تقييم دولة عادلة‪ ،‬فإذا كانت الدولة القائمة جائرة‪ ،‬جاز‬
‫البقاء تحت حكمهششا وتجششب طاعتهششا فششي جميششع مششا ل يخششالف أحكششام‬
‫السلم‪ ،‬على أنه ينبغي للمسلمين أن ل يستنيموا على الظلم وإنمششا‬
‫ينبغي لهم أن يحاولوا تغيير الحكم إذا كان ذلك ل يسبب في إحششداث‬
‫أضرار جسيمة( "الباضية بين الفرق"ص)‪.(292‬‬
‫وانظر جملة من أقوالهم بهذا القول فششي "الخللوارج للعللواجي ص )‬
‫‪ (426‬وقارن بينه وبين ما يدندن به دعاة القطبية اليوم‪ ،‬تعجب ‪ ،‬ثم‬
‫سل الله الثبات على دينششه هششذا وقششد اتفقششت كلمششة أهششل السششنة بششل‬
‫وغيرهم على انعقاد إمامة المفضول مع وجود الفاضل‪.‬‬
‫وفي ذلك يقول المام ابن حزم‪-‬رحمه الله تعالى‪):-‬ذهبت طششوائف مششن‬
‫الخوارج ‪ ،‬وطوائف مششن المعتزلششة ‪ ،‬وطششوائف مششن المششرجئة ‪ ،‬منهششم‬
‫محمد بن الطيب الباقلني ومن تبعششه وجميششع الرافضششة مششن الشششيعة‬
‫إلى أنه ل يجوز إمامششة مششن يوجششد فششي النششاس أفضششل منششه‪ ،‬وذهبششت‬
‫طائفششة مششن الخششوارج وطائفششة مششن المعتزلششة وطائفششة مششن المششرجئة‬
‫وجميع الزيدية من الشيعة وجميع أهل السنة إلى أن المامششة جششائزة‬
‫لمن غيره أفضل منه( "الفصل ")‪.(4/163‬‬
‫هششذا‪ ..‬ول يششزال فكششر الخششوارج ينخششر فششي جسششد المجتمششع المسششلم‬
‫الطاهر)‪ (12‬ويعد ّ سيد قطب أقنششوم التكفيششر وحامششل لششوائه فششي هششذا‬
‫‪12‬‬

‫)(ويذكر فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان‪-‬وفقه الله‪-‬والذي كان القطبيون‬


‫يلقبونه قديما ً بل"سلطان العلماء في العصر الحديث" ثم لمللا لللم يللوافقهم‬
‫على باطلهم تركوه‪-‬وهو نفسه ما حدث مع غيره من الفاضل‪ ،‬وهذا يرجللع‬
‫إلى ما ذكره محمد العبللدة المنظللر القطللبي‪-‬عللامله الللله بمللا يسللتحق‪-‬مللن‬
‫استخدام قدرات الغير بطللرق مللاهرة )والصللواب أن يقللال مللاكرة فللاجرة(‬
‫انظر"القطبية هي الفتنة فاعرفوها "‪-‬وهو يتحدث عن أسباب ظهللور فكللر‬
‫الخوارج حديثا ً وخصوصا ً في ديار الحرمين الشريفين"وقد خرج شباب هللذه‬
‫البلد إلى أفغانستان‪ ،‬فوجد هنللاك مللن يللدربهم ويدرسللهم ويربيهللم علللى‬
‫ى من حكامهم؛‬ ‫منهج التكفير‪ ،‬وهؤلء المدربون خرجوا من بلدهم بسبب أذ ً‬
‫العصر‪ ،‬وتعد ّ كتبه ينبوع الشّر‪ ،‬ومعول هدم؛ ممششا جعششل العلمششة ابششن‬
‫باز‪-‬رحمه الله‪-‬يوصي بحرقها لضررها)‪ (13‬وقامت بعششض المجتمعششات‬
‫السلمية بمنع نشرها وتداولها‪ ،‬إل أن البعششض ل يششزال يلهششث ورائهششا‬
‫يحسبها ماءا وهي سراب كاذب‪-‬وقششد تششدركه منيتششه وهششو يسششير إلششى‬
‫حتفه‪ ،‬ولجهله لم يقف على حقيقة المر‪-‬كان الله لنا وله‪ .‬وعلى كل‬
‫حال يرجع البعض السباب العامة في ظهور الخوارج في هذا العصر‬
‫إلى‪:‬‬
‫قلة الفقه في الدين‪ ،‬أو أخذ العلم على غير نهج سليم‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الغلو في الدين )‪ (14‬والتنطيع‪-‬أي‪ :‬التشديد في الدين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الغيرة غير المتزنة –العاطفة بل علم ول حكمة‪.-‬‬ ‫‪.3‬‬

‫لنهم تصادوا معهم‪ ،‬وكان ينبغي مللن كللل منهللم أن يبقللى فللي بلللده‪ ،‬وأن‬
‫يدعوا إلى الله بالتي هي أحسن‪ ،‬وأن يحرص على أن يبذل جهده في نصللح‬
‫المللة‪ ،‬وأن يبللذل مللا يسللتطيع مللن نصللح ودعللوة‪ ،‬وأن ل يصللادم الللذين‬
‫سيتعرضون له وهم يستطيعون أن يؤذوه ولكللن منهللج الخللوارج هللو منهللج‬
‫المصللادمات‪ ،‬والثللارة للفتللن‪ ،‬والمشللاغبات‪ ،‬ونصلليحة الحكللام العلنيللة‪،‬‬
‫والتشهير بهم ‪ ،‬ونحو ذلك" "الخوارج والفكر المتجدد" ص)‪.(37‬‬

‫ظ ول أجر لمن اجتهللد فيلله‪ ،‬بللل‬ ‫)("أما الجتهاد في العقيدة والمنهج فل ح ّ‬ ‫‪13‬‬

‫يجب الوقوف عند النصوص فقط ‪ ،‬وهذا مما يدل عليه أمر النبي‪-‬صلى الله‬
‫تعالى عليه وآله وسلم‪-‬بقتل الخوارج ‪ ،‬بل هم شر قتلى عند الله كمللا جللاء‬
‫في الحاديث‪ ،‬لم يقل أنهم مأجورون‪...‬ول يعذرون بهذا الجتهاد الخاطئ ؛‬
‫لنه ل مجال للجتهاد في مسائل العقيدة والمنهج‪ ،‬بل يجب أن ينتهج منهج‬
‫السلللف الصلالح وأن يلتلف حلول العلملاء المعتلبرين‪ ،‬اللذين يعرفلون هللذا‬
‫المنهج ويميزون بيللن الصللحيح والسللقيم"قللاله الشلليخ العبيكللان "الخللوارج‬
‫والفكر المتجدد"ص)‪.(35‬‬

‫)‪ (14‬اعتبر الدكتور العواجي في كتللابه"الخللوارج"ص )‪ (121‬أن مللن أسللباب‬ ‫‪14‬‬

‫خروج الخوارج وظهورهلا بيلن الفينلة والخلرى ملا أطللق عليله "الحملاس‬
‫الديني" وعزا هذا القول للمدعو الطالبي حيللث قللال "فللالتقوى والتمسللك‬
‫بالقرآن والسنة تمسكا ً شديدا ً من أسباب الخللروج"!! ونقللل مثللل ذاك عللن‬
‫"فلهوزن" وأحمد أمين‪ ،‬وأبو زهرة"أهل فلما كان ذلك كذلك حمدت الللله أن‬
‫لم يذكره عن إمام من أئمة السلف‪-‬وما ينبغي لهم ذلك‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬غفر الله لنا وله ولهم‪ ،‬التمسك بالكتاب والسنة أو بعبارة هي الدق‬
‫"الستمسللاك بالكتللاب والعللض بالنواجللذ علللى السللنة همللا سللببا هللذا‬
‫النحراف؟!!! بل والله لهما سببا الهتداء والرشد والسعادة فللي الللدارين‪،‬‬
‫وشيوع الطمأنينة‪ ،‬وفشو الرخاء‪ ،‬وعموم الخير‪ ،‬واسللتقرار المللن‪ ،‬وحفللظ‬
‫الموال‪ ،‬وصيانة العراض‪ ،‬وحقن الدماء بل ريب ول مين ‪.‬‬
‫‪ .4‬البتعاد عن العلماء وجفششوتهم وتششرك التلقششي عنهششم والقتششداء‬
‫بهم‪.‬‬
‫التعالم والغرور والتعالي على العلماء وعلى الناس‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫حداثة السن وقلة التجارب‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪ .7‬شيوع المنكرات والفساد والظلم في المجتمششع‪ ،‬وتششرك المششر‬


‫بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬أو التقصير فيه‪.‬‬
‫النقمة على الواقع وأهله‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫‪ .9‬تحدي الخصوم واستفزازهم للشباب والدعاة ) المكر الكبششار(‬


‫وكيدهم للدين وأهله ) قلت‪ :‬هذا كلم مجمل يحتاج إلى تفصششيل‬
‫وبيان(‪.‬‬
‫‪ .10‬قلشششة الصشششبر وضشششعف الحكمشششة فشششي الشششدعوة‪" .‬الخللوارج‬
‫مناهجهم وأصولهم وسماتهم–قللديما ً وحللديثًا‪-‬وموقللف‬
‫السلف منهم"للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقللل ص)‬
‫‪.(86-85‬‬
‫وقال ص)‪"(44‬ونزعات الخوارج بدأت تظهر فششي بعششض الجماعششات‬
‫القائمة اليوم كالتكفير والهجرة ونحوهم"‪.‬‬
‫قلت‪":‬التكفير والهجرة" في هذه الونة صارت أثرًا‪-‬سيئًا‪-‬بعد أن كششانت‬
‫عين آثمة‪ ،‬فبقي لنا من كلم الشيخ عبارة "نحوهم" وهم‪ :‬بقايا فكششر‬
‫الجهاد‪ ،‬وأفول من"الجماعة السلمية"ولم يبقي من ربششائب التكفيششر‬
‫في حجره ‪-‬ذو روح‪ -‬إل العقيمة القطبية ‪-‬قطع الله دابر الخوارج في‬
‫كل عصر ومصر‪ -‬إن لم يهدهم‪ ،‬والمر لله من قبل ومن بعد )‪.(15‬‬
‫والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل‬

‫)‪ (15‬نقل ً من رسالة " استنفار َ‬


‫من في الداخل والخارج ؛ لصدّ خطللر فكللر‬ ‫‪15‬‬

‫الخوارج" لفضيلة الشيخ أبي عبد الله‪ /‬محمد بن عبد الحميد حسونة‪-‬رحمه‬
‫الله‪.‬‬

You might also like