Professional Documents
Culture Documents
فتنة
التفجيات والغتيالت
تأليف
لوجهه الكري ،وأن يزي كل من أعانن فيه بقليل أو كثي خي6ا مزيد6ا عديد6ا ،إنه جواد
كري̀ ،بر” رحيم.
وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم6ا كثي6ا.
ربكم الذي خلقكم من نف7س 5واحدة 2وخلق منها زوجها وبث منهما رجال+ا كثي'ا ونساء' واتقوا الله
الذي تساءلون به وال7أرحام إن الله كان عليكم رقيب'ا)) ((2ياأي%ها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قول+ا
)( 3
سديد'ا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوز'ا عظيم'ا )
أما بعد:
-صلى ال عليه وعلى آله وسلم- فإن أصدق الديث كتاب ال ،وخ̀ي الدtي هدى oممد
وشر $المور مدثاتoها ،وكل vمدثة¡ بدعة ،وكل vبدعة ضللة.
● فل شك أن العلماء كانوا -ولزالوا ̀ -يئaن£ون و̀يشtكŒون من إعراض كثي من الناس
وجل -وانغماسهم ف العاصي واللهو والبدع ،بل انغماس طوائف منهم -عز عن طاعة ال
ف الشرك الكب ،عياذ‹ا بال من فتنة اليا والمات.
وذلك لن العلماء§ يoدtر¦كŒون أن هذا الال جالب للفساد ف الرض ،والعذاب الشديد ف
وجل -يقول ( :ظهر ال7فساد في ال7بر Mوال7بحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم -عز الخرة ،وال
بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) (4ولعلمهم أن الكفر والفسوق والعصيان سبب ف مق
الي ،وحلول النقمة ،و̀تح̈ول العافية والنعمة،كما قال تعال ( :لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن
كفرتم إن عذابي لشديد ،(1)) Uوقوله تعال ( :وضرب الله مثل+ا قرية +كانت ءامنة +مط7مئنة +يأ7تيها
)(2
رزقها رغد'ا من كل Mمكان 5فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس ال7جوع وال7خوف بما كانوا يصنعون )
-عز وجل - والنعم إذا شoكaرت tقcر$ت ،tوإذا كŒف̀aرت tفcر$ت ،tوشoكŽر النعم إنا يكون بطاعة ال
فيما أمر ،وتصديقه فيما أخب.
- ● ولقد فرح الؤمنون بعامة ،والدعاة الخلصون باصة ،بعودة كثي من السلمي
لسيما الشباب منهم -إل الستقامة ،وطلب العلوم الشرعية ،والدعوة إل ال تعال ،وإحياء
ما اندرس أو انطمس من السنن والفضائل :فلقد ̀ع̀م̀رت tبم الساجد ،وازدحت بم مالس
العلم ،وزخرت الكتبات السلمية بنتاجهم العلمي البارك :هذا ف العقيدة ،وذاك ف
الديث وعلومه ،وذلك ف الفقه وأصوله ،ونو ذلك من العلوم النافعة ،واليات الواسعة:
من بناء الساجد ،وإحياء الراكز العلمية ،ودعوة الكفار للسلم ،وطباعة كتب السنة
ونشرها ف جيع أناء العال ،وانتشار العمال اليية هنا وهناك وهنالك ...إل أمور أخرى
من الي ل يعلمها إل ال تعال.
● إنك -وال -لتشعر بالي العميم ،والمل العظيم للمة؛ عندما ترى أكثر عoم$ار
الساجد من الشباب ،بعد أن كانوا ف ضياع وخراب!!
فمنهم المام والطيب ،ومنهم الؤذن والقيم ،وقد امتلت الامعات السلمية والراكز
العلمية الدعوية بشباب المة ،وحoق¶قcت tرسائل جامعية ،تدل على مهارات علمية ،وعقول
ذكية ،وظهر الجاب ف الشوارع والساجد ،وراجت سوق الكتاب والشريط اللذcيtن
يملن العلم الشرعي ،أو الوعظة البليغة ،ونو ذلك ،وكثر رهبان الليل ،وانتشرت الفضيلة،
وتقهقرت الرذيلة ( والله غالب Uعلى أمره ولكن أك7ثر الناس ل يعلمون )).(3
● لكن هذه الفرحة -وللسف -ل تدم طويل‹ا ،فسoرtعان ما تقلvص هذا الد £البارك،
عندما ذ̈ر قرن التحزب المقوت بي الماعات ،والتناحر الذموم بي الطوائف̀ ،و̀رف̀cع الغلو
] ()1إبراهيم.[ 7 :
] ()2النحل.[ 112 :
] ()3يوسف.[ 31 :
7 فتنة التفجيرات والغتيالت
ف صفوف أهل الق عقيته ،واد$عى أصحاب هذه الفكار أنم -وحدهم -أهل السنة،
ومن سواهم فإنا هو ̀دعaي” ل يoفŽرح oبه!!
ومعلوم أن فتنة الغلو ̀تصoد £عن سبيل ال ،وتoعtمي الطريق على السالك -إل من رحم ال
-وقد قال شيخ السلم -رحه ال تعال ...)) : -فل بد من ع^لم بالق ،وقص\د[ له ،وقدرة
عليه ،والفتنة تkضاد iذلك :فإنا تنع معرفة الق ،أو قصده ،أو القدرة عليه ،فيكون فيها
من الشبهات ما يلبس الق بالباطل ،حت ل يتميز لكثي من الناس ،أو أكثرهم ،ويكون
فيها من الهواء والشهوات ما ينع قصد الق وإرادته ،ويكون فيها من ظهور قوة الشر
ما يkض\ع^ف القدرة على الي(()..(1اهـ.
وهذا الغلو -الواقع ف صفوف أهل الق -قد أخذ صورت متنافرتي ،مع وجود تشابه
-إن شاء ال تعال . - بينهما ف عدة أمور،كما سيأت
● فالصورة الول للغلو :غلو من أقاموا الحزاب السرية ،والتكتلت البدعية ،وهيجوا
العامة والدهاء ،على الكام والمراء ،واشتغلوا بذكر عيوبم ومثالبهم ،وإشاعة ذلك من
فوق النابر وغيها من وسائل العلم الخرى -فضل‹ا عن الالس الاصة -وهم ف ذلك
على مراتب بي مoقaل¿ ومستكثر ،ومoظه¦ر ومoتس`تyر ،فأوغروا صدور العوام على الكام،
وحر$ضوهم على الروج والواجهة ،وأسقطوا هيبة اللوك والرؤساء أمام العامة والغوغاء،
وأظهروهم جيع6ا -بل استثناء -ف صورة الذئاب الت تنهش ف جسد السلم -كذا ،ول
يoفcصyلوا -وزعزعوا مبدأ السمع والطاعة للحكام ف العروف ،وأثاروا الفت ،وقلقلوا المن
والستقرار -على ما ف التمعات السلمية من عوج وجور عن الادة ،وعلى ما عند كثي
من الكام من إعراض أو غفلة -وكفvروا الكام وأعوانم ،بل تسلسل بم المر ،حت كفvر
بعضoهoم tالوظvفي والنود والطلب ف الدارس ،بجة أنم ف نظام الطاغوت ،أو دين اللوك
والرؤساء!!
- ● ول يقتصر المر عند هذا الد؛ بل طعنوا ف كبار العلماء الخالفي لم ،ورموهم
على أحسن الحوال -بالسطحية ،والهل بالواقع ،وإل فبعضهم أو كثي منهم يصرح بأنم
علماء سلطة ،باعوا دينهم ب¦̀ع̀رض من الدنيا ،وبعضهم يقول :هم عبيد العبيد ،وبعضهم
يقول :هم أصحاب ذيل بغلة السلطان ،بل بعضهم قد كفvرهم ،وغي ذلك ما ل يوز التف̈وه
به ف حق علمائنا أهل العلم واللم ،أهل السنة والماعة ،فـ ( كبرت كلمة +تخرج من
أف7واههم) )!!(1
واعلم أن هذا خلف منهج أهل السنة والماعة ،واتباع لنهج أهل البدعة والفŒرقة،
-إن شاء ال تعال . - وسيأت تفصيل هذا كله
● وأما الصورة الثانية للغلو ف صف أهل الق :فهم قوم شغلوا أنفسهم بتعقب وتتبع
أخطاء أهل السنة ،و̀نشtر¦ها ف الناس ،مع التشنيع والتجديع ،وربا سوا ما ليس بطأ أصل‹ا:
سبيل‹ا- بدعة ،ومروق‹ا من السلفية!! وأمروا بجtر مالفهم -وإن كان أcق̀Žوم منهم قيل‹ا ،وأهدى
وأمروا بجtر من ل يهجtره ،و̀هجtر¦ من ل يهجر من ل يهجره ...وهكذا!! حت جعلوا
الهجور الول -سواء كان هجtره بق أو بباطل -كالتيار الكهربائي ،من لسه؛ صoعaق ،ومن
لس الصعوق؛ يoص̀tعق ،وهكذا!!
وإذا تكلموا على الخالفي من أهل البدع والهواء؛ل يتكلموا باعتدال أهل السنة
وإنصافهم وعلمهم ،بل أسرفوا وتاوزوا الد ،ما ل يعل لكثي من كلمهم قبول‹ا عند
وجل ( :-ول يجرمنكم شنآن قوم 5على أل تعدلوا اعدلوا -عز العقلء النصفي ،وقد قال ال
وجل ( :-إن الله -عز هو أق7رب للتق7وى )) ،(2وقال سبحانه ( :وإذا قل7تم فاعدلوا )) ،(3وقال
] ()1الكهف.[ 5 :
] ()2الائدة.[ 8 :
] ()3النعام.[ 152 :
] ()4النحل.[ 90 :
9 فتنة التفجيرات والغتيالت
فيال ،كم من إنسان ارتى ف أحضانم ،ظانÏا أنه ينصر الق وأهله ،ويدفع عنهم ظŒل̀Žم
الظلمة ،بسبب غلو هذه الطائفة!!
ولعل vتاون بعض الطائفة الول ف التعامل مع أهل البدع الكبى ،وتوينهم من شأن
ب¦̀دعهم ،وتلميعهم دعاتم ،وف مقابل ذلك :ترى أكثرهم قد أسرفوا ف الكلم على الكvام
-الذين ل يكموا با أنزل ال ف كثي أو قليل -بدون تفصيل أو ضوابط شرعية؛ فلعل كل
ذلك كان سبب6ا من جلة أسباب ظهور هذا الغلو عند الطائفة الثانية ،حت أدى بم المر إل
̀هجtر كثي من أهل الق ،بدعوى أنم مبتدعة ،وإل رمtي من حذvر من النكرات الشائعة
بدون تصريح أو تلميح بالطعن ف المراء -مع كونه سليم الصدر ف باب السمع والطاعة
لولة المور -فيمونه بأنه خارجي خبيث ،ي̀oهيyج على أهل الل والعقد!! وليس المر
كذلك ،فالعقلء الصادقون من السؤولي :ل يقبلون من مامل مداهن أن يعل الباطل
حق•ا ،والنكر معروف~ا ،وأن يتـزل}ف إليهم با يkغضب ال ويkسخطه ،فل إفراط ول
تفريط!!
وقد قال ساحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز -رحه ال تعال -بعد ذكره ذم $من
يذكر عيوب الكvام على النابر ،فقال:
(( ...وإنكار النكر :يكون م^ن\ دون ذ^ك•ر الفاعل ،فيkن\كر الزنا ،ويkن\كر المر ،ويkن\كر
الربا ،م^ن\ دون ذ^ك•ر م„ن\ فƒع„لƒه ،kويكفي إنكار العاصي والتحذير منها ،من غي أن يkذ•كر أن
فلن…ا يفعلها ،ل حاكم ول غي حاكم.. (1)((...اهـ.
وقال صاحب الفضيلة الشيخ ابن عثيمي -رحه ال تعال -وقد سئل هذا السؤال :نرى ف
بعض البلدان أن النكرات إذا ل ي̀oتعرض لا علنية؛ أنا ل تتغي ،على سبيل الثال :أن لو
حذvر الناس على النابر من البنوك ،لربا تلvى الناس عامة والسلمون عن الربا ،ولو كان ولÒ
المر ل يأذcن أن يذر الناس من البنوك ،فقال -رحه ال :-
))هذا ل بأس فيه ،هذا ل يتعلق بول‹ المر ،Šول يkوج„د ول‡ أمر ل يسمح بالتحذير
من البنوك ،أƒع\ل^ن\ على النب ،وف الراب ،وف القهوة ،وف كل مكان :أن الربا حرام،
والشيء الذي يتعلق بول‹ المر د„ع\ه بينك وبي ول المر ،والتعلق بعامة الناس يkن\كر،
الن لو أحد تدث ،وقال :إن الغان حرام ،والعازف حرام؛ فل شيء ف هذا((.
ث سئل :النكرات الت تتعلق بول المر ،وتتعلق بالرعية كذلك ،فإذا أنكرها الطيب
على النب ،وبي$ن علقاتا بالرعية ،وبي$ن حرمة طاعة ول Öالمر فيها ،هل هذا يكون من قبيل
الروج ؟
الواب)) :ل ،مسألة الروج دعوها عنكم ،لكن هذا ليس من الكمة ،الشيء
الذي يتعلق بول žالمر وبالناس؛ ح„ذ‹ر الناس منه ،مثل~ا :وسائل العلم الن ،ح„ذ‹ر الناس
من مشاهدة الرمات ف التلفزيون ،ومن استماع الغان ،ومن شراء اللت البيثة ،وما
أشبه ذلك.
أما ول المر فإن النصوص تدل على أن الواجب أن يkنصح ،حت ورد ف أحاديث
أنك ل تنصحه علنية ،وإنا بينك ) وبينه ( أن تأخذ بيده ،وتكلمه سر¢ا.. (1)((...اهـ.
أقول :هذا هو الصل ف إنكار النكر ،وال أعلم.
إذ‹ا ،فقد وقع إفراط وتفريط ف هذا المر :فهناك ̀من tيoش`هyر بعيوب الكام ،ويثي عليهم
الواص والعوام ،وهناك من إذا سع رجل‹ا يقول :الربا حرام ،والبنوك الربوية ل يوز التعامل
معها بالربا ،أو نن ناف أن تل بنا عقوبة -من ال -بسبب ظهور النكرات ،فاتقوا ال
أيها السلمون ،وطcهyروا بيوتكم ومالسكم ،وغي ذلك من النكرات ...ال ،فإذا سع من
يعظ الناس بذا -ومع ذلك فهذا الطيب من يدعو لطاعة ول المر ف العروف -قال :هذا
يoهيyج على ولة المور ،هذا من الوارج ،وي̀oنزyل عليه ما جاء ف ذم الوارج من نصوص
وآثار!!
فتأمل ما قاله ساحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحه ال نعال -وفضيلة الشيخ ابن عثيمي
-رحه ال تعال -فإن العدل هوالوسط ،وال تعال يقول ( :وكذلك جعل7ناكم أمة +وسط+ا ) ).(2
()1شرح كتاب ))السياسة الشرعية(( لشيخ السلم ابن تيمية )ص (166 -165ط .الدار العثمانية وابن
حزم ،عناية صال عثمان اللحام.
] ()2البقرة.[ 143 :
11 فتنة التفجيرات والغتيالت
لكن إذا ̀عل̀aم النtكaر أن الناس إذا سعوا ذلك؛ هاجوا وماجوا لزعارة فيهم ،أو لغي ذلك؛
فل يوز له عندئذ¡ النكار العلن للمنكر ،كما هو معروف من أصول أهل الس£ن$ة والماعة.
● وهاتان الفرقتان -على التنافر الشديد بينهما ،وعلى صaدtق وإخلص ف كثي من
أتباعهما -قد تشابت أحوالم ف أمور كثية -شعروا أو ل يشعروا -فمنها:
-صلى ال عليه وعلى آله 1ـــ وقوعهم ف الغلو والتنطع ،وقد ذم ال -سبحانه وتعال -ورسوله
-إن شاء ال تعال . - ذلك ذمÏا شديد6ا ،كما سيأت وسلم-
2ـــ الهل -عند كثي منهم -بقاصد الشريعة وقواعدها الكلية ،أو عدم التوفيق ف
مراعاة ذلك؛ ما يعلهم ل يبالون بعواقب أقوالم وأفعالم!! كما أن كثي6ا منهم يهل معان
كلم أهل العلم ف التكفي ،والتفسيق ،والتبديع ،والجر ،وغي ذلك،أو يسيء إنزاله على
العي$ن ،فينسب إل العلماء ما ليس من مذاهبهم!!
قال شيخ السلم -رحه ال تعال -ف رده على من أطلق الجtر وعدمه)) :وكثي من
أجوبة المام أحد وغيه من الئمة ،خرج على سؤال سائل قد علم السؤول ¥حاله ،أو
- خرج خطاب…ا لعي¦ن قد عkلم حاله ،فيكون بنـزلة قضايا العيان الصادرة عن الرسول
إنا يثبت حkك•مkها ف نظيها ،فإن أقوام…ا جعلوا ذلك عام…ا((... صلى ال عليه وعلى آله وسلم-
).. (1اهـ.
3ـــ قلة مراعاة منهج أهل السنة -القائم على العلم والعدل -ف التعامل مع الخالف ،ما
أدى إل تضليل الخالف وتبديعه ،ورمtيه بالركون إل الدنيا ،أو اللهث وراءها ،وإن كان
اللف قد يقع ف السائل الجتهادية الت يسوغ فيها اللف ،والخالف فيها بي أجر
وأجرين ،ومغفور له خطؤه!!
قال شيخ السلم ابن تيمية -رحه ال تعال -مبيyن6ا بعض أصول أهل البدع )...)) :(2
وهذا أصل البدع الت ثبت بنص سنة رسول ال -صلى ال عليه وعلى آله وسلم -وإجاع
السلف أنا بدعة :هو ج„ع\ل العفو سيئة ،وجعل السيئة كف•ر…ا ،فينبغي للمسلم أن ي\ذƒر من
هذين الصلي\ن البيثي ،وما يتول}د عنهما من بkغ\ض السلمي ،وذم°هم ،ولع\نهم ،واستحلل
دمائهم وأموالم..((...اهـ.
فيا ل ،كم رأينا مaن tهؤلء الشباب ̀من tج`̀عل cمسائل الجتهاد من جلة مسائل العقوبات
والصول ،يoعtقد عليها الولء والباء ،وكم رأينا من كفvر بعصية دون حياء أو خجل ،وكذا
من كفvر با لكن بقيود مoحtدثة ،وأوصاف مترعة ،ل تبtعoد كثي6ا عن مذهب أهل الهواء
الوائل -كما سيأت إن شاء ال تعال .-
وكم رأينا ما ترتب على هذا النراف مaن tلcعtن وتضليل وتبديع وتكفي ،وهجtر àوشر،ß
واستحلل للدماء والموال والعراض ،وتفريق بي الرء وزوجه بدون حق ،كما هو فعل
شياطي النس والن ،فال الستعان!!
4ـــ ̀بذŽل Œالهد والال والاه ف التشنيع على الخالف ،وماولة إسقاطه بأي وسيلة،
حت خرج النـزاع -ف كثي من الحوال -عن كونه ابتغاء مرضاة ال ،والنتصار لرمات
الدين ،إل النتصار للهواء والشخاص ،وهذه فتنة ف الدين ،ول يوز التشبه بأعداء ال ف
إنفاق الال والهد ف النتصار للهواء ،وقد حكم ال بزية من كان كذلك ،فقال( :
فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة +ثم يغلبون ) )(1وال الستعان.
5ـــ لقد أcح̀tدثcت tكل من الطائفتي مسألة أو مسائل ،وجعلتها مناط الولء والباء بينها
وبي الخرين ،فمن خالفهم فيها؛ فل يoقŽبل منه ص`رtف âول ̀عدtل ،áول تنفعه شفاعة الشافعي
عندهم!! ومن وافقهم عليها؛ فقد أدى ما عليه،وليس عليه -عندهم -بعدها شيء ،ولو
- خالف فيما هو أعظم!! هذا لسان الال ،وهل الزبية الذمومة إل كذلك ؟! وصدق ال
عز وجل -القائل ( :أفمن زيMن له سوء عمله فرآه حسن'ا فإن الله يضل %من يشاء ويهدي من يشاء
] ()1النفال.[ 36 :
13 فتنة التفجيرات والغتيالت
)) ،(1والقائل ( :أفمن كان على بيMنة 2من ربMه كمن زيMن له سوء عمله واتبعوا أهواءهم ) ) (2والقائل
سبحانه( :أفمن يمشي مكبrا على وجهه أهدى أمن يمشي سويrا على صراط 2مستقيم.(3))5
فمما أح̀tدثcت tإحداها :ما يسمونه بسألة)) :الاكمية(( وأطلق دعاة هذه الطائفة القول
بتكفي من حكم بغي ما أنزل ال دون تفصيل ،وإن كان بعضهم قد يفصyل ،إل أنه ل يoنكر
فاسد - على الخرين الذين ل يفصyلوا ،وجعلوا مالفهم ف ذلك -وإن كان من أهل العلم
العتقد والقصد ،لهث‹ا وراء شهوته ،مoعtرض6ا بدنياه عن آخرته!!
وما أح̀tدثcت aالطائفة الخرى ما يسمونه بسألة ))النهج(( و̀بد$ع دعاتا كثي6ا من أهل
بزعم فساد منهجهم ،واستباحوا الوقوع ف - السنة -وإن كانوا من أهل العلم والتقى
العراض ،بدعوى)) :إحياء علم الرح والتعديل((!! فنعوذ بال أن نكون من زoيyن له سوء
عمله فرآه حسن6ا!!
وعلى كل حال :فقد وقع كل من الطائفتي فيما ل يoحمد من الزبية ،وال الستعان.
وقد رددت - oكما رد $كثي من طلبة العلم -على من غل فيما يسمونه بـ))النهج((
وظهر لكثي من طلب الق مبلغ - والمد ل تعال - ردود6ا كثية ،فكشف ال با الق
هؤلء من العلم بطريقة السلف!! وصرف ال با الكثي من طلب العلم عن هذا الغلو،
والفضل ف ذلك وغيه ل وحده القائل( :وما بكم من نعمة 2فمن الله )) (4فأسأل ال أن يعل
كتابات وأقوال وأعمال خالصة لوجهه الكري ،جالبة ل ولهلي وذريت جيع6ا وإخوان
الياة الطيبة ف الدارين.
كما رددت على من غل ف مسألة ))الاكمية(( وعلى مثيي الفزع والتفجيات ردود6ا
-إن شاء ال متفرقة قبل ذلك ،وهذا الكتاب -الذي بي يديك -خاص بناقشة هذه الفكار
فأسأل ال أن يرزقن فيه التوفيق والسداد ،وأن ل يعل ̀عجtزي وتقصيي وض`عtفي تعال -
] ()1فاطر.[ 8 :
] ()2ممد.[ 14 :
] ()3اللك.[ 22 :
] ()4النحل .[ 53
14 فتنة التفجيرات والغتيالت
6ـــ أن ف الطائفتي من ل يألو جهد6ا ف استصدار فتاوى من كبار العلماء تؤيد ماهم
عليه -ولو ف الظاهر ،أو لدة مؤقتة -ويتخذون لذلك وسائل مري̀بة ،وطرق‹ا عجيبة ،وذلك
ف كيفية إلقاء السؤال على العلماء ،وكذا يoنtـزلون عمومات فتاوى العلماء على من
يريدون؛ انتصار6ا لرأيهم ،وخ`سtف‹ا بخالفهم ،ويطيون بذلك كل مطار ،ومع ذلك :فإذا
خالفهم العلماء؛ غمزوا فيهم بأساليب ظاهرة وملتوية ،وال تعال يقول ( :واعلموا أن الله
-صلى يعلم ما في أنفسكم )) ،(1ويقول سبحانه( :ول يحيق ال7مك7ر السيMئ إل بأهله ) ) ،(2والنب
ال عليه وعلى آله وسلم -يقول)) :إنا العمال بالنيات ،وإنا لكل امرئ ما نوى.((...
7ـــ أن كŒل‹ا من الطائفتي يتحن الناس بقالتم ال̀Žدثة ،واجتهاداتم الاطئة ،ومشايهم
وقادتم الذين يصيبون ويطئون ،فمن قال بقولم ،أو مدح ̀من tيدحون؛ رفعوه فوق قدره،
ومن خالفهم ،أو ذم -بق ̀ -من tيدحونه بباطل؛ نزل مaن tأعينهم̀ ،ووoجyهت إليه سهامهم،
وح`طÒوا مaن tشأنه ،فمرة يكون عميل‹ا جاسوس6ا ،أو مغفل‹ا ليدري مايدور حوله!! وأخرى
يكون دسيسة على الدين ،حزبي6ا متستر6ا ،أcخ̀tبث من على وجه الرض!! ( ولو اتبع ال7حق%
ومعلوم أن امتحان الناس بذه المور؛ من عمل أهل البدع ،ل من عمل أهل السنة:
فقد قال شيخ السلم ف رده على من يتحن الناس بيزيد بن معاوية)) :فالواجب
القتصار ف ذلك ،والعراض عن ذك•ر يزيد بن معاوية ،وامتحان السلمي به ،فإن هذا
من البدع الخالفة لهل السنة والماعة.((...
-صلى ال عليه وقال)) :وكذلك التفريق بي المة وامتحانا با ل يأمر ال به ول رسوله
وعلى آله وسلم.(( -
ث ذcكcر -رحه ال -الساء الت يسوغ التسمي با ،مثل انتساب الناس إل إمام:
كالنفي ،والشافعي ،والنبلي ،... ،أو مثل النتساب إل القبائل :كالقيسي ،واليمان ،وإل
المصار :كالشامي ،والعراقي ،والصري ،ث قال)) :فل يوز لحد أن يتحن الناس با ،ول
يوال بذه الساء ،ول يعادي عليها ،بل أكرم اللق عند ال أتقاهم ،من أي طائفة
كان((. (1).اهـ.
وقال)) :وليس لحد أن ينصب للمة شخص…ا ،يدعو إل طريقته ،ويوال ويعادي
عليها غي النب -صلى ال عليه وعلى آله وسلم -ول ينصب لم كلم…ا يوال عليه ويعادي غي
كلم ال ورسوله ،وما أجعت عليه المة ،بل هذه م^ن\ فع\ل أهل البدع الذين ينصبون لم
شخص…ا أو كلم…ا ،يkفر°قون به بي المة ،ويوالون به على ذلك الكلم ،أو تلك النسبة
ويعادون ...فمن ابتدع أقوال~ا ليس لا أصل ف القرآن ،وجعل م„ن\ خالفها كافر…ا؛ كان
قوله شر¢ا م^ن\ قول الوارج (().(2اهـ.
8ـــ أن م̀aن الطائفتي ̀من tقد طعن ف كثي من كبار العلماء الخالفي له!! وتقاسوا مقالة
السوء ف العلماء الذين لم قدم صaدtق ف المة.
فطائفة قالت :هم عملء ،جبناء ،ضعفاء ،فŒتنوا بالقصور والسيارات الفاخرة ،وهم ̀ت̀بعâ
للحكام ،وعبيد العبيد ،وعلى أحسن الحوال :فهم -عند بعضهم -سطحيون ،ل يفقهون
الواقع ،وإن كانوا ملصي صادقي!!
وطائفة قالت ف بعض هؤلء الكبار -إذا خالفوهم :-هم ل يعرفون مسائل ))النهج((
والرح والتعديل ،ونن التخصصون ف معرفة منهج أهل السنة من مناهج أهل البدع ،ونن
أعلم الناس بالزبية ومناهجها ،وإن هؤلء العلماء مoلcب$س عليهم ،وسلفيتنا أقوى من
حولم حزبيون ،والعلماء يسنون - سلفيتهم!! وعلى أحسن الحوال :فهم -عند بعضهم
الظن بالزبيي ،فيخدعونم ،بل بعض هؤلء الكبار من أهل البدع والضلل ،وهو قطب ،أو
إخوان ب̈نائي ،أو إخوان على الط العام ،ونو ذلك من العبارات الشائعة بينهم وبي
طلبم!!
وعلى كل حال :فقد عمل هذان السهمان الاكران أو الاهلن عملهما ف جسد توقي
فسقطت - العلماء وإجللم!! وقد أثخنت هاتان الطائفتان ف الصف -شعرا أم ل يشعرا
مرجعية كثي من كبار العلماء ف نظر الشباب هؤلء وأولئك ،وإ¦ن̀ Žت̀مس$ك` كل منهما ب¦نoتtفcة¡
)( 1
من كلم العلماء؛ فلمقاصد أخرى -عند البعض -وال تعال يقول( :يوم تبلى السرائر)
ويقول( :يعلم خائنة ال7أعين وما تخفي الص%دورر (2) ) kويقول سبحانه ( :واعلموا أن الله يعلم ما في
] ()1الطارق.[ 9 :
] ()2غافر.[ 19 :
] ()3البقرة.[ 235 :
17 فتنة التفجيرات والغتيالت
وعلى كل حال :فصدق ال عز وجل القائل ( :فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون
أهواءهم ومن أضل %ممن اتبع هواه بغير هد'ى من الله إن الله ل يهدي ال7قوم الظالمي ) ) (1ويقول
سبحانه ( :إن يتبعون إل الظن وما تهوى النفس ولقد جاءهم من ربMهم ال7هدى ) ).(2
10ـــ أن كثي6ا من الطائفتي قد وقع ف فتنة العتقاد الباطل ث الستدلل ،وهذا مالف
لا عليه أهل الق ،فترى البعض يرفعون عقيتم بأمر àما ،فإذا حoوققوا ،وطŒلaبت tأدلتهم على
قولم؛ استدلوا بكŒس`يtر وع̀oوي¦ر وثالث¡ ما فيه خي ،وهذا من شؤم العتقاد قبل الستدلل!!
● وبعد الكلم على هاتي الصورتي من صور الغلو ف هذا العصر ،وذaكŽر كثي من
دون رغبة ف التشابه منهما ،ول قصد من للستيعاب -وبعد الشارة - وجوه الشبه بينهما
إل أنه ل يلزم من ذلك نفي إخلص الكثي من الطائفتي ،إل أن الخلص وحده ل يكفي،
فلبد من صحة التباع ،وسلمة الطريق ،كما ل يلزم من ذلك أنم ليس لم جهود أخرى
نافعة ،إل أن هذا ل يoس`وyغ Œالسكوت عن أخطائهم ،بعد أن بلغت tهذا البلغ من الفساد
والشر!!.
وليس تذيري من أخطائهم؛ مoس`وyغ‹ا لدyعاء ما ليس فيهم ،أو قلŽب حقهم باطل‹ا،
وحسنتهم سيئة؛ فإن هذا كله يناف العدل الذي أŒمaرtنا به ،كما أن ماعندهم من جوانب
صحيحة؛ ليoسوyغ التقليل من خطورة مناهجهم الت يسيون عليها ،فالنصاف عزيز ،وأهله
ب على كل أحد ف كل
قلة ،وقد قال شيخ السلم -رحه ال تعال )) :-والعدل واج º
شيء((. (3).اهـ.
وقال أيض6ا ...)) :ومن أعمال أهل النة :العدل ف جيع المور ،وعلى جيع اللق،
حت الكفار. (4).(( ...اهـ.
وقال -رحه ال تعال ...)) :-فإن العدل واجب لكل أحد ،على كل أحد ،ف كل
حال ،والظلم مرم مطلق~ا ،ل يkباح قط بال»(( ،إل أن Žقال -رحه ال ...)) : -والقصود
] ()1القصص.[ 50 :
] ()2النجم.[ 23 :
)) ()3مموع الفتاوى(( ).(28/573
)) ()4مموع الفتاوى(( ).(10/423
18 فتنة التفجيرات والغتيالت
أن الكم بالعدل واجب مطلق~ا ،ف كل زمان ومكان ،على كل أحد ،ولكل أحد((
)..(1اهـ.
وقال)) :والعدل واجب لكل أحد ،على كل أحد ،ف كل حال (().(2اهـ.
● واعلم أنه ل يلزم من ذلك أن الخالفي جيع6ا -ف باب التكفي والتفجي -على درجة
واحدة ف كل ما سأذكره عنهم ،ولشك أن لكل حال حكم6ا ،فبعض الحوال تعل
صاحبها من أهل الهواء ،وبعضها يكون الرء مطئ‹ا فيما ذهب إليه ،ويoخشى عليه إن تادى
به هذا الال السيء؛ أن يلحق بركب أهل الهواء.
ولا كان القام مقام دفع فaكŽر مالف للسنة -وإن تفاوتت درجاته -ذcكcرtت oالكثي من
مقالتم ،دون عزو هذا القول أوذاك لفلن أوغيه ،فالقام ليس مقام إثبات قول بعينه أو
نفيه عن فلن أو غيه ،إنا الراد بيان أقوال مالفة ،وآثار هذه القوال ف الصفوف،
فاحتجت إل حشد الكثي من هذه القوال ،وإن تعدد أو تنافر القائلون ببعضها ،وقد يoنكر
بعضهم أن هذا القول أو ذاك من أقوالم ،وهذا نفي بجرد علمه فقط ،ومن علم حجة على
من ل يعلم ( وفوق كل Mذي عل7م 5عليم.(3)) U
وبعد هذا كله؛ فهناك عدة أمور أقدمها بي يدي موضوع هذا الكتاب -إن شاء ال
تعال -ومنها:
̀منtه¦ي” عنه؛ لنه ̀تقcد£مâ - ● الول :أن الغلو بميع صوره -وهو ماوزة الد الشرعي
وجل -عن -عز بي يدي ال عز وجل ،ورسوله -صلى ال عليه وعلى آله وسلم -وقد نى ال
ذلك ،فقال ( :ياأي%ها الذين ءامنوا ل تقدMموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع UعليمU
) ). ( 4
] ()4الجرات.[ 1 :
19 فتنة التفجيرات والغتيالت
وما ذŒم $الغلو إل لنه يؤدي إل ظŒلŽم¦ العبد̀ aنفŽس`ه oوغcيtره ،وتضييع العبد بعض` ما أوجبه ال
عليه ،وقد يكون ما ضي$عه أوجب ما غل فيه ،والغلو سبب ف النقطاع عن العمل ،وص`د”
عن سبيل ال ،وتنفي للناس عن الدين ،وتشويه لسماحة السلم وجاله ،وطcي” لفراش شولية
هذا الدين.
وقد وردت أدلة متنوعة ف ذم الغلو ،فمن ذلك:
أ ـــ ما جاء ف النهي عن الغلو صراحة،كما ف قوله تعال( :قل ياأهل ال7كتاب ل تغلوا في
دينكم غير ال7حق Mول تتبعوا أهواء قوم 5قد ضلyوا من قبل وأضلyوا كثي'ا وضلyوا عن سواء السبيل)).(1
وقال تعال (:ياأهل ال7كتاب ل تغلوا في دينكم ول تقولوا على الله إل ال7حق) ).(2
وقال سبحانه (:فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ول تط7غوا) ).(3
وقول النب -صلى ال عليه وعلى آله وسلم)) :-إياكم والغلو ف الدين(() (4وقال أيض6ا:
))هلك التنطعون ،هلك التنطعون ،هلك التنطعون(() (5فهذه نصوص صرية ف ذم الغلو.
ب ـــ ومنها ما جاء ف الض yعلى التيسي ،و̀رفŽع¦ الرج وال̀ع̀نت ،aوالث¶ على الرفق ،وذم
ومن ذلك قوله تعال ( :وما جعل عليكم في - وف هذا ذم للغلو والتنطع أيض6ا - العنف
الدMين من حرج (6))5وقوله تعال ( :يريد الله بكم ال7يسر ولا يريد بكم ال7عسر )) (7وقوله تعال:
( يريد الله أن يخف{ف عنكم )] النساء [ 28 :فكل صور الغلو ل يريدها ال عز وجل ،لنا
عoسر ،وليست بيoسر ول تفيف.
] ()1الائدة.[ 77 :
] ()2النساء.[ 171 :
] ()3هود.[ 112 :
()4أخرجه النسائي برقم ) (3057وسنده صحيح.
()5أخرجه مسلم برقم ) .(2670
] ()6الج.[ 78 :
] ()7البقرة.[ 185 :
20 فتنة التفجيرات والغتيالت
ومن ذلك قوله -صلى ال عليه وعلى آله وسلم )) :-بkع^ث•ت kبالنيفية السمحة(().(1
وقوله -صلى ال عليه وعلى آله وسلم)) :-إن هذا الدين يkس\ر ،ولن يkشاد¦ الدين„ أحد ºإل
غلبه،فسددوا ،وقاربوا ((....الديث) ،(2وقوله -صلى ال عليه وعلى آله وسلم)) :-إن ال رفيق
وقوله -صلى ال عليه وعلى آله يب الرفق ،ويkعطي على الرفق ما ل يkعطي على العنف(()،(3
وسلم)) :-إن الرفق ل يكون ف شيء؛ إل زانه ،ول يkن\ـز„ع من شيء؛ إل شانه(()،(4
وقوله -صلى ال عليه وعلى آله وسلم)) :-من حkرم الرفق؛ حkرم الي(().(5
وقوله -صلى ال عليه وعلى آله وسلم)) :-إذا أراد ال بأهل بيت خي…ا ،أدخل عليهم
الرفق(().(6
جـ ـــ ومنها المر بالتوسط وعدم الفراط أو التفريط :فأهل السلم وسط بي اللل ،وأهل
السنة وسط بي الفرق والنyحل ،قال تعال ( :وكذلك جعل7ناكم أمة +وسط+ا لتكونوا شهداء على
الناس ويكون الرسول عليكم شهيد'ا ) ) (7فل تoع̀tتمد إل شهادة العدل الوسط ،وهذه صفة
للمة السلمة ،فمن غل؛ شابه اليهود ،ومن جفا؛ شابه النصارى ،فنعوذ بال من سبيل
الغضوب عليهم ،ومن سبيل الضالي.
وقد نى ال عز وجل عن النراف عن الادة ف كل شيء ،حت ف الكل والشرب،
فقال سبحانه ( :وكلوا واشربوا ول تسرفوا )) (8وقال تعال ف شأن النفقة ( :والذين إذا
أنفقوا لم يسرفوا ولم يق7تروا وكان بين ذلك قوام'ا ) ) (1وقال سبحانه ( :ول تجعل يدك مغلولة +إلى
ول يرخص رسول ال -صلى ال عليه وعلى آله وسلم -ف رمي المرات بالكبي من
الجارة ،وعد$ه غŒلŒوÏا ،ول يoرخyص لعبد ال بن ̀عمرو ف اشتغاله عن أهله بالعبادة ،وح`ثv
رسول ال -صلى ال عليه وعلى آله وسلم-من عزم على الصيام أبد6ا ،وكذا من عزم على ̀ترtك
النوم ،و̀ترtك النكاح ،على التوسط ف المر ،ث قال لم)) :من رغب عن سنت؛ فليس من((
) (4فلم يرخص ف ماوزة الد حت ف العبادة والزهد ،فكيف بن يتجاوز الد؛ فيستحل
دماء السلمي ،وأموالم ،وأعراضهم ،أو ير على الدعوة شرÏا ؟!.
] ()1الفرقان.[ 67 :
] ()2السراء.[ 29 :
)) ()3الفوائد(( )ص (319 – 318ط .دار ابن خزية ،ت .عامر بن على ياسي.
()4أخرجه مسلم عن أنس برقم ).(3389
22 فتنة التفجيرات والغتيالت
وقد قال ال تعال ( :ياأي%ها الذين ءامنوا ادخلوا في السMل7م كافة ،(1) ) +وقال سبحانه( :
● المر الثان :أن الغلو أو البغي ف هذا الزمان :قد وقع من بعض النتسبي للديان
كلها ،كما وقع من اللدينيي أيض6ا ،فمحاولة ربط الغلو والبغي بالنتسبي للسلم فقط؛
ماولة ماكرة ،وسياسة جائرة ،ويدفعها الواقع العملي العالي :فما يقع للمسلمي ف فلسطي
من تدمي وتريب ،وحرق àوتشريد ،وإبادة وتويد؛ أليس ذلك من العدوان والبغي ف
الرض بغي الق ؟!
وما جرى من الصyرtب ،ونصارى الفلبي ،والوثنيي ف الند وغي ذلك ضد السلمي؛
أليس من الور والظلم ،والتسلط على عباد ال ؟!
بالسلحة الفتاكة ،والدمرة الشاملة؛ أليس - وض`رtب الدن والشعوب -قدي6ا وحديث‹ا
من الظلم البي ،والبغي الليم ؟!
على نكارته وفŒحtشaه، - ومع أن ما يري من بعض أفراد السلمي ،من تفجي وفساد
إل أن هذا الفساد ما جرى إل من آحاد وطوائف قليلة ف المة، - ونoشtه¦د ال على إنكاره
عن سواء السبيل ،وأما كبار العلماء ومن - بتأويلت كاسدة ،وتعبئة فاسدة - شذvت
وكذا - تبعهم من الدعاة وطلب العلم -وهم الرجع الوثوق به عند الكثي من المة
جهور السلمي وعامتهم؛ فل يرضون بذا :إما لنه اعتداء على حق مسلم معصوم الدم
والال والعرض ،أو لنه اعتداء على غي مسلم له عهد وأمان ،أو لن هذا الفساد ل ينكأ
عدوÏا ،ول يقتل صيد6ا -وإن كان ضد مارب بعينه -وإنا ي̈ر على السلمي الويلت
والشرور الت لطاقة لم با ،فيشرع عندئذ الصب ،واتاذ الوسائل الشرعية الت سيأت ذكرها
بشيئة ال ،وال تعال أعلم.
ومع أن ما يري من هذه الطوائف السلمة الضعيفة ف العدد والعتاد يoقا̀بل Œببغي
وغطرسة من دول منظمة ،تلك الطاقات الائلة من السلحة والوارد ،وتلك إعلم6ا قادر6ا
وإن كان البغي - على تشويه المور ،وقلب القائق!! ومع أن بغيها ليس على أفراد قلئل
حقðا كانت أو باطلة -؛ إل - بل تظلم شعوب6ا كاملة ،وتغي دول‹ا وأنظمة - ل يوز أصل‹ا
أن هذا كله – وللسف -ل ي̀oتعرض له إل مaن tطcرtف خ`في ،أو مع استحياء وخجل
شديديtن ،بل ربا عoد $ذلك منقبة وفخر6ا!! ،وكأن المر كما قيل:
قcتtل Œامرئ ف غابة جرية ل تoغ̀tتفر وقتل Œشعب àكامل àقضية áفيها نظر
ويب أن يoعلم أن هذه الحوال الائرة ،سبب من أسباب فتنة التفجيات والغتيالت،
فقوبل الباطل بالطأ ،ولو قوبل بالق ،لكان خي6ا وأقوم.
إن كلمي هذا ل يoسوyغ الغلو من بعض السلمي ،فالغلو مرم شرع6ا وعرف‹ا وعقل‹ا ،وقد
سبق ذaكŽر أدلة ذلك ،ولكن الراد بيان أن العلج للغلو والفساد يب أن يكون جذريÏا
وشامل‹ا بالطريقة الشرعية – لو كانوا صادقي ف صد yالغلو -فل يoدtفع الباطل إل بالق ،كما
قال تعال ( :بل نق7ذف بال7حق Mعلى ال7باطل فيدمغه فإذا هو زاهق (1)) Uويقول ال سبحانه( :
ويمح الله ال7باطل ويحق %ال7حق بكلماته )) (2ول نعال الفساد بغلو آخر؛ فتكون هناك ̀رد$ة Œفعل
أخرى؛ فيتسع الرق على الراقع من الخلصي الصادقي ،والدعاة الؤtثaرين لنهج أهل السنة
والماعة ،أهل العتدال ،والعلم بالق ،والرحة باللق.
وإل فنحن -معشر أهل السنة -وإن ظŒلaمtنا؛ فل نرد الظلم إل بطريقة السلف الصال،
على تفاصيل ف ذلك . - - والنظر ف قدرة السلمي وضعفهم ،وما تؤول إليه أمورهم
وعلى كل حال :فحسبنا ال ونعم الوكيل على كل من ظلمنا ،ونعوذ بال من شره،
وندفع به ف نره ،وال عز وجل ل ̀يذaل Òولي£ه ،ول ̀يعaز £عدو£ه ،وال الستعان ،وعليه التكلن.
] ()1النبياء.[ 18 :
] ()2الشورى.[ 24 :
24 فتنة التفجيرات والغتيالت
● المر الثالث :أرى أن يoعالcج` هذا الفكر الخالف للسنة باعتدال وإنصاف -وإن
فنحن مأمورون بالعدل ،كما ف قوله تعال ( :وإذا قل7تم - كانت آثاره سيئة جدÏا على المة
فاعدلوا )).(1
وقوله -عز وجل ( :-ول يجرمنكم شنآن قوم 5على أل تعدلوا اعدلوا هو أق7رب للتق7وى ))،(2
ولن العتدال سهل الوصول إل القلوب عند العقلء -وإن كان من عدو -وإذا أنصفŽت`
الصم؛ فقد فتحت` له باب استقامة ،فتبأ بذلك ذمتك ،و̀تسtلcم المة من شر هذا الفكر،
ويشرح ال صدر مالفك إل التراجع إل الق ،ومعلوم أن مقارعة الجة بالجة -مع الرفق
ف ذلك -خي من العكس ،لسيما والردود على هذا الفكر وحلته قد كثرت جدÏا ،وقد
استفاضت ف كشف عواره ف عدة جوانب .
وحرص6ا على إيصال الق بدلئله وبراهينه إل كثي من الذين اغتروا بذا الفكر
وشبهاته ،ورغبة ف إعانة كل من خoدaع ببعض الشبهات ،وخشية cالعراض من الخالفي عن
- ساع نصائح مشاينا وكبار العلماء ف هذه المة؛ آثرت اختيار هذا السلوب -ما أمكن
ف مناقشة هذا الفكر ومن تأثر به ،وبال التوفيق.
وليلزم من ذلك ترك oالحكام الشرعية على كل من يستحق العقوبة شرع6ا ،فهذا أمر
آخر.
ولو تصورنا أن مaن tهؤلء الذين وقعوا ف هذا الفكر الخالف للسنة بعض` أبنائنا ،أو
إخواننا ،أو قرابتنا؛ فكيف كنا سنعال ما وقعوا فيه ؟!
إن العلماء يعاملون أبناء المة برحة وعلم ،وأهل السنة هم أهل العلم بالق والرحة
باللق ،وال -عز وجل -يقول ( :ربنا وسعت كل شيء 2رحمة +وعل7م'ا ) فلبد من العلم
الشرعي الذي يرر بدقة وأمانة ووضوح مقدار النراف عن الق ،بدون إفراط أو تفريط،
ولبد من اللم الذي تبأ به الذمة ،وتنتفع به المة.
إن من الطأ أن يoظcن أن الدعوة إل فتح باب الناقشة العلمية؛ تعن غض الطرف عن
أحكام وآثار التفجيات والغتيالت ،أو تييع حoكŽم من قام بشئ من ذلك!! إننا مأمورون
بالقيام بأمر ال -عز وجل -من جيع جوانبه.
ولقد رأيت بعض من تظاهر بعلج الشكلة ،فجانب النصاف ف كيفية علجه ،بل قد
وقع ف الكيد للدعاة إل ال جيع6ا ،واتذ أعمال هؤلء الشباب ذريعة لنفث سومه ،وتشويه
الدين وحلته جيع6ا!! كما يظهر ذلك من بعض القالت ف الصحف وغيها!!
- كما أن هناك من قد سلك مسلك‹ا آخر ،ول يoقر $با عند أصحاب هذه الفتنة من الق
وإن وضعوه ف غي موضعه -فلم يعال الشكلة من جيع جوانبها ،ما أدى إل إعراض الكثي
-حت من الوافقي -عن الستفادة من جهده ف هذا الباب -وإن كان جهد6ا مشكور6ا !!-
وبي هذين السلكي مسالك أخرى ،ذات مراتب متفاوتة ،والق وسط بي طرفي،
ومقبول من كل أحد ،والباطل مردود على كل أحد كائن6ا من كان!!
هذا ،مع شكري لكل من سعى ف بيان الق ،والدفاع عن السنة والئمة ،ودعائي بأن
يهدي ال الميع سواء السبيل.
والسلمون ف كل مكان يعانون من آثار هذا الفكر ،وسيأت ذلك مفصل‹ا -إن شاء ال
تعال -وعلج هذا الفكر ل يكون بسلوك مسلك الفراط أو التفريط ،فإن هذا أو ذاك
يزيدان الخالف إصرار6ا على قوله ،ومن ثcم تزيد التضحيات والصائب ف المة!! وإنا يكون
العلج بإنصاف وترد ،مع الوضوح والزم ( ومن يؤت ال7حك7مة فقد أوتي خير'ا كثي'ا ).
والرء ليبئ نفسه من التقصي ،لكن أسأل ال -الذي بيده قلوب العباد -أن يسك
قلب من الزيغ ،ويفظه بسلمة اليان ،وصحة القصد ،واستقامة الجج والباهي ،وأن يدفع
عن حظوظ نفسي المارة بالسوء ،وأن ينبن سخطه وعقابه ،وشر عباده ،إنه على كل
شيء قدير.
● المر الرابع :إن كتاب هذا يعال فتنة التفجيات الت وقعت ف عدة أقطار من العال
السلمي وغيه ،ف هذه اليام وغيها -مع إدراكي التفاوت بي كثي من التمعات،
ودورها ف أسباب وآثار وعلج هذه الفتنة .-
26 فتنة التفجيرات والغتيالت
وعلى ذلك :فليس كتاب خاصÏا ببلد معي ،مقتصر6ا على أحوال أهله فقط ،ولذلك
فسأذكر ما حضرن من أسباب هذه الفتنة ،ومقالت الشباب وأدلتهم هنا وهناك وهنالك،
وإن ل يوجد بعضها ف بعض البلدان؛ حت يكون العلج عامÏا نافع6ا بشيئة ال عز وجل،
وحت لتبقى قيمة الكتاب العلمية مرتبطة بأحداث بلد معي ،فتحيا قيمة الكتاب ببقاء
الدث ف بلدها ،وتوت بوته ،سائل‹ا الول عز وجل أن يoذهب جيع الفت عن السلمي ف
كل مكان.
● المر الامس :كنت قد قا̀ربtت oعلى النتهاء من هذا الكتاب ،وقبل الراجعة الول؛
أŒت ل بكتاب)) :مشكلة الغلو ف الدين ف العصر الاضر :السباب،الثار ،العلج((
للدكتور عبد الرحن بن معل اللويق -حفظه ال تعال -وهو عبارة عن رسالة ))دكتوراة(( ف
ثلث ملدات ،فعندما تصفحت الكتاب؛ رأيت فيه ما يعله رحلة الطالبي ،وروضة
الناظرين ف التحذير من الغلو الذي وقع فيه الشباب ،وهو حقðا موسوعة علمية زاخرة
بالنقولت الشرعية والتاريية ف هذا الشأن ،وال أعلم.
وقد استفدت من هذا الكتاب -وغيه -وما قŒدyم له به ،علم6ا بأنن ل أعرف الؤلف إل
من خلل كتابه ،فجزى ال الؤلف وغيه خي6ا ،وقد قال -صلى ال عليه وعلى آله وسلم)) :-ل
يشكر ال ،من ل يشكر الناس(().(1
وقد سيت كتاب هذا:
))فتنة التفجيات والغتيالت :السباب ،والثار ،والعلج((
سائل‹ا الول -عز وجل -أن يكون هذا جهد6ا مبارك‹ا ،هادي6ا سواء السبيل ،إنه على كل
شيء قدير ،وبالجابة جدير ،وهو حسب ونعم الوكيل.
من عدة فصول: - بعد القدمة - ● وقد ج„ع„ل•ت kهذا الكتاب
الفصل الول :ف نعمة المن ،وأهيتها ،وسبيل تققها ،والفاظ عليها.
الفصل الثان :ف أطوار ومراحل الفكر الذي أفضى إل التفجيات والغتيالت.
الفصل الثالث :ف الثار السيئة الترتبة على التفجيات والغتيالت.
()1أخرجه أبو داود برقم ) (4811عن أب هريرة مرفوع6ا ،وانظر ))الصحيحة(( برقم ).(416
27 فتنة التفجيرات والغتيالت
ث ج`̀علŽت oله خاتة ،وفهرسة تoقcرyب ما ̀بعoد من فوائده ،و̀تج̀tمع ما تناثر من فرائده
وشوارده.
وال السؤول أن يعله مفتاح خي ،مغلق شر ،ونور6ا ف الدنيا وف ظلمة القب ،وأمان6ا
يوم العرض والشر.
كما أسأل ال -عز وجل -أن يعله خالص6ا لوجهه الكري ،وسoلvم6ا إل الفوز بنات
النعيم ،وأن يعله وقاية ل من شر الشيطان الرجيم ،وحزبه الثيم ،وأن يدفع به عن ،وعن
أهلي ،وذريت ،ووالدي ،$وإخوان ،ودعوت موجبات سخطه ،وتول عافيته ،وفجاءة نقمته،
إنه جواد كري ،بر رحيم.
كتبه
أبو السن مصطفى بن إساعيل السليمان
دار الديث بأرب /3شوال1424/هـ
وادي عبيدة – ديرة آل هادي بن وهيط