You are on page 1of 27

‫‪1‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫فتنة‬
‫التفجيات والغتيالت‬

‫) السباب‪ ،‬والثار‪ ،‬والعلج (‬

‫تأليف‬

‫أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني‬


‫‪2‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫حقوق الطبع مفوظة للمؤلف‬


‫الطبعة الول‪ 1425 :‬هـ ‪ 2004 /‬م‬
‫الطبعة الثانية‪ 1426 :‬هـ ‪ 2005 /‬م‬
‫وهي طبعة مزيدة ومنقحة‬
‫‪3‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫مقدمة الطبعة الثانية‬

‫المد ل وكفى‪ ،‬وسلم على عباده الذين اصطفى‪ ،‬أما بعد‪:‬‬


‫وجل ‪ -‬بنفاد الطبعة الول من كتاب‪)) :‬فتنة التفجيات‬ ‫‪ -‬عز‬ ‫فقد يس‪$‬ر ال‬
‫والغتيالت‪ ((...‬طبعة ))دار الفضيلة (( بالرياض ‪ -‬جزى ال القائمي عليها خي‪6‬ا ‪ -‬فأسأل‬
‫ال عز وجل أن يكون هذا الكتاب وسيلة صالة لنيل مرضاته جل وعل‪ ،‬وأن ينفع به كاتبه‪،‬‬
‫وقارئه‪ ،‬وناشره‪ ،‬ومن أعان على النفع به‪.‬‬
‫وما أرجو أن يكون من مبشرات الي بذا الكتاب‪ :‬أن وزارة الشؤون السلمية‬
‫السلمي ‪-‬‬ ‫والوقاف والدعوة والرشاد بالملكة العربية السعودية ‪ -‬حرسها ال وجيع بلد‬
‫قد ط‪̀c‬ب̀عت‪ a‬الكتاب` مرة أخرى‪ ،‬كما طبعته ))دار الفضيلة(( بالرياض سواء^‪ ،‬ث رغب‬
‫الختصون ف الوزارة ‪ -‬جزاهم ال خي‪6‬ا كثي‪6‬ا ‪ -‬ف إعادة طبع الكتاب‪ ،‬وترجته لبعض‬
‫اللغات‪ ،‬وتوزيعه عب مالت الوزارة وميادينها الواسعة‪ ،‬ف نشر الكتب العلمية النافعة‪،‬‬
‫فأذ‪a‬ن‪t‬ت لم بذلك‪ ،‬دون حصر ذلك عليهم؛ راجي‪6‬ا أن ̀يع‪o‬م‪ $‬النفع بذا الكتاب‪ ،‬وأن يصل‬
‫الكتاب عب هذه الوزارة الوق‪v‬رة إل ما شاء ال من خلقه ف الشارق والغارب‪ ،‬فتزول به‬
‫شبهة خي‪$‬مت بظلمها على قلب مسلم‪ ،‬ويزداد به صاحب الق يقين‪6‬ا‪ ،‬و̀تس‪t‬ل‪c‬م به متمعاتنا‬
‫من الفت الت هي نتاج أمواج ̀ز̀بد الصدور‪ ،‬وحصيلة أفكار قد ظهر انرافها على ̀مر‪y‬‬
‫الدهور‪ ،‬وال السؤول أن ينفعن به ف الدنيا‪ ،‬ويوم ي‪̀o‬بع‪t‬ث‪c‬ر ما ف القبور‪.‬‬
‫وقد نق‪v‬ح‪t‬ت الكتاب‪ ،‬وزدت فيه نو خس عشرة شبهة والرد عليها‪ ،‬وأعدت‪ o‬ترتيب‬
‫بعض الواضع‪ ،‬وأدخلت فيه عدد‪6‬ا من النقولت العلمية‪ ،‬والثار السلفية‪ ،‬ووضعت‪ o‬كل ذلك‬
‫ف موضعه الناسب ‪ -‬حسب فهمي‪ ،‬وإن كانت قد بقيت فيه مواضع من الطبعة الول‬
‫تتاج إل تقدي أوتأخي‪ ،‬لكن ل أنشط لميع ذلك ف هذه الطبعة ‪ -‬وال الكري أسأل أن‬
‫يكسو هذا العمل‪ Œ‬الكتاب` نور‪6‬ا وجال‹ا‪ ،‬ويزيده قوة ف بابه‪ ،‬وصواب‪6‬ا إل صوابه‪.‬‬
‫وإنن إذ‪ Ž‬أشكر القائمي على هذه الوزارة الوقرة‪ :‬إذ‪ Ž‬منحوا هذه الثقة الكرية الكتاب‬
‫ومؤلفه‪ ،‬ف هذه السألة العظيمة؛ أسأل ال ‪ -‬جل وعل‪ -‬أن يبارك ف جهودهم‪ ،‬وأن يدفع‬
‫عنهم وعن بلدهم وبلد السلمي مصارع السوء واللكة‪ ،‬وأن يعل هذا العمل خالص‪6‬ا‬
‫‪4‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫لوجهه الكري‪ ،‬وأن يزي كل من أعانن فيه بقليل أو كثي خي‪6‬ا مزيد‪6‬ا عديد‪6‬ا‪ ،‬إنه جواد‬
‫كري‪̀ ،‬بر” رحيم‪.‬‬
‫وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم‪6‬ا كثي‪6‬ا‪.‬‬

‫كتبه أبو السن‬


‫مصطفى بن إساعيل السليمان‬
‫دار الديث بأرب‬
‫ديرة آل هادي بن وهيط – رحه ال ‪-‬‬
‫‪ / 5‬ربيع الول ‪ 1426 /‬هـ‬
‫‪5‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫مقدمة الطبعة الول‬
‫إن المد ل‪ ،‬نمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات‬
‫أعمالنا‪ ،‬من يهده ال؛ فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل؛ فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال‪،‬‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممد‪6‬ا عبده ورسوله‪.‬‬
‫( ياأي‪%‬ها الناس اتقوا‬ ‫)‪( 1‬‬
‫( ياأي‪%‬ها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )‬

‫ربكم الذي خلقكم من نف‪7‬س‪ 5‬واحدة‪ 2‬وخلق منها زوجها وبث منهما رجال‪+‬ا كثي'ا ونساء' واتقوا الله‬
‫الذي تساءلون به وال‪7‬أرحام إن الله كان عليكم رقيب'ا))‪ ((2‬ياأي‪%‬ها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قول‪+‬ا‬
‫)‪( 3‬‬
‫سديد'ا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوز'ا عظيم'ا )‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬ ‫فإن أصدق الديث كتاب ال‪ ،‬وخ̀ي الد‪t‬ي هدى‪ o‬ممد‬
‫وشر‪ $‬المور مدثات‪o‬ها‪ ،‬وكل‪ v‬مدثة¡ بدعة‪ ،‬وكل‪ v‬بدعة ضللة‪.‬‬
‫● فل شك أن العلماء كانوا ‪ -‬ولزالوا ‪̀ -‬يئ‪a‬ن‪£‬ون و̀يش‪t‬ك‪Œ‬ون من إعراض كثي من الناس‬
‫وجل ‪ -‬وانغماسهم ف العاصي واللهو والبدع‪ ،‬بل انغماس طوائف منهم‬ ‫‪ -‬عز‬ ‫عن طاعة ال‬
‫ف الشرك الكب‪ ،‬عياذ‹ا بال من فتنة اليا والمات‪.‬‬
‫وذلك لن العلماء§ ي‪o‬د‪t‬ر¦ك‪Œ‬ون أن هذا الال جالب للفساد ف الرض‪ ،‬والعذاب الشديد ف‬
‫وجل ‪ -‬يقول‪ ( :‬ظهر ال‪7‬فساد في ال‪7‬بر‪ M‬وال‪7‬بحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم‬ ‫‪ -‬عز‬ ‫الخرة‪ ،‬وال‬
‫بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ))‪ (4‬ولعلمهم أن الكفر والفسوق والعصيان سبب ف مق‬

‫الي‪ ،‬وحلول النقمة‪ ،‬و̀تح̈ول العافية والنعمة‪،‬كما قال تعال‪ ( :‬لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن‬

‫‪ ] ()1‬آل عمران‪.[ 102 :‬‬


‫‪ ] ()2‬النساء‪.[ 1 :‬‬
‫‪ ] )( 3‬الحزاب‪.[ 71-70:‬‬
‫‪ ] ()4‬الروم‪.[ 41 :‬‬
‫‪6‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫كفرتم إن عذابي لشديد‪ ،(1)) U‬وقوله تعال‪ ( :‬وضرب الله مثل‪+‬ا قرية‪ +‬كانت ءامنة‪ +‬مط‪7‬مئنة‪ +‬يأ‪7‬تيها‬
‫)‪(2‬‬
‫رزقها رغد'ا من كل‪ M‬مكان‪ 5‬فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس ال‪7‬جوع وال‪7‬خوف بما كانوا يصنعون )‬
‫‪ -‬عز وجل ‪-‬‬ ‫والنعم إذا ش‪o‬ك‪a‬رت‪ t‬ق‪c‬ر‪$‬ت‪ ،t‬وإذا ك‪Œ‬ف‪̀a‬رت‪ t‬ف‪c‬ر‪$‬ت‪ ،t‬وش‪o‬ك‪Ž‬ر النعم إنا يكون بطاعة ال‬
‫فيما أمر‪ ،‬وتصديقه فيما أخب‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫● ولقد فرح الؤمنون بعامة‪ ،‬والدعاة الخلصون باصة‪ ،‬بعودة كثي من السلمي‬
‫لسيما الشباب منهم ‪ -‬إل الستقامة‪ ،‬وطلب العلوم الشرعية‪ ،‬والدعوة إل ال تعال‪ ،‬وإحياء‬
‫ما اندرس أو انطمس من السنن والفضائل‪ :‬فلقد ̀ع̀م̀رت‪ t‬بم الساجد‪ ،‬وازدحت بم مالس‬
‫العلم‪ ،‬وزخرت الكتبات السلمية بنتاجهم العلمي البارك‪ :‬هذا ف العقيدة‪ ،‬وذاك ف‬
‫الديث وعلومه‪ ،‬وذلك ف الفقه وأصوله‪ ،‬ونو ذلك من العلوم النافعة‪ ،‬واليات الواسعة‪:‬‬
‫من بناء الساجد‪ ،‬وإحياء الراكز العلمية‪ ،‬ودعوة الكفار للسلم‪ ،‬وطباعة كتب السنة‬
‫ونشرها ف جيع أناء العال‪ ،‬وانتشار العمال اليية هنا وهناك وهنالك‪ ...‬إل أمور أخرى‬
‫من الي ل يعلمها إل ال تعال‪.‬‬
‫● إنك ‪ -‬وال‪ -‬لتشعر بالي العميم‪ ،‬والمل العظيم للمة؛ عندما ترى أكثر ع‪o‬م‪$‬ار‬
‫الساجد من الشباب‪ ،‬بعد أن كانوا ف ضياع وخراب!!‬
‫فمنهم المام والطيب‪ ،‬ومنهم الؤذن والقيم‪ ،‬وقد امتلت الامعات السلمية والراكز‬
‫العلمية الدعوية بشباب المة‪ ،‬وح‪o‬ق¶ق‪c‬ت‪ t‬رسائل جامعية‪ ،‬تدل على مهارات علمية‪ ،‬وعقول‬
‫ذكية‪ ،‬وظهر الجاب ف الشوارع والساجد‪ ،‬وراجت سوق الكتاب والشريط اللذ‪c‬ي‪t‬ن‬
‫يملن العلم الشرعي‪ ،‬أو الوعظة البليغة‪ ،‬ونو ذلك‪ ،‬وكثر رهبان الليل‪ ،‬وانتشرت الفضيلة‪،‬‬
‫وتقهقرت الرذيلة ( والله غالب‪ U‬على أمره ولكن أك‪7‬ثر الناس ل يعلمون ))‪.(3‬‬
‫● لكن هذه الفرحة ‪ -‬وللسف ‪-‬ل تدم طويل‹ا‪ ،‬فس‪o‬ر‪t‬عان ما تقل‪v‬ص هذا الد‪ £‬البارك‪،‬‬
‫عندما ذ̈ر قرن التحزب المقوت بي الماعات‪ ،‬والتناحر الذموم بي الطوائف‪̀ ،‬و̀رف‪̀c‬ع الغلو‬

‫‪ ] ()1‬إبراهيم‪.[ 7 :‬‬
‫‪ ] ()2‬النحل‪.[ 112 :‬‬
‫‪ ] ()3‬يوسف‪.[ 31 :‬‬
‫‪7‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫ف صفوف أهل الق عقيته‪ ،‬واد‪$‬عى أصحاب هذه الفكار أنم ‪ -‬وحدهم ‪ -‬أهل السنة‪،‬‬
‫ومن سواهم فإنا هو ̀دع‪a‬ي” ل ي‪o‬ف‪Ž‬رح‪ o‬به!!‬
‫ومعلوم أن فتنة الغلو ̀تص‪o‬د‪ £‬عن سبيل ال‪ ،‬وت‪o‬ع‪t‬مي الطريق على السالك ‪ -‬إل من رحم ال‬
‫‪ -‬وقد قال شيخ السلم ‪ -‬رحه ال تعال ‪ ...)) : -‬فل بد من ع^لم بالق‪ ،‬وقص\د[ له‪ ،‬وقدرة‬
‫عليه‪ ،‬والفتنة ت‪k‬ضاد‪ i‬ذلك‪ :‬فإنا تنع معرفة الق‪ ،‬أو قصده‪ ،‬أو القدرة عليه‪ ،‬فيكون فيها‬
‫من الشبهات ما يلبس الق بالباطل‪ ،‬حت ل يتميز لكثي من الناس‪ ،‬أو أكثرهم‪ ،‬ويكون‬
‫فيها من الهواء والشهوات ما ينع قصد الق وإرادته‪ ،‬ويكون فيها من ظهور قوة الشر‬
‫ما ي‪k‬ض\ع^ف القدرة على الي(()‪..(1‬اهـ‪.‬‬
‫وهذا الغلو ‪ -‬الواقع ف صفوف أهل الق ‪ -‬قد أخذ صورت متنافرتي‪ ،‬مع وجود تشابه‬
‫‪ -‬إن شاء ال تعال ‪. -‬‬ ‫بينهما ف عدة أمور‪،‬كما سيأت‬
‫● فالصورة الول للغلو‪ :‬غلو من أقاموا الحزاب السرية‪ ،‬والتكتلت البدعية‪ ،‬وهيجوا‬
‫العامة والدهاء‪ ،‬على الكام والمراء‪ ،‬واشتغلوا بذكر عيوبم ومثالبهم‪ ،‬وإشاعة ذلك من‬
‫فوق النابر وغيها من وسائل العلم الخرى ‪ -‬فضل‹ا عن الالس الاصة ‪ -‬وهم ف ذلك‬
‫على مراتب بي م‪o‬ق‪a‬ل¿ ومستكثر‪ ،‬وم‪o‬ظه¦ر وم‪o‬تس`ت‪y‬ر‪ ،‬فأوغروا صدور العوام على الكام‪،‬‬
‫وحر‪$‬ضوهم على الروج والواجهة‪ ،‬وأسقطوا هيبة اللوك والرؤساء أمام العامة والغوغاء‪،‬‬
‫وأظهروهم جيع‪6‬ا‪ -‬بل استثناء‪ -‬ف صورة الذئاب الت تنهش ف جسد السلم ‪ -‬كذا‪ ،‬ول‬
‫ي‪o‬ف‪c‬ص‪y‬لوا ‪ -‬وزعزعوا مبدأ السمع والطاعة للحكام ف العروف‪ ،‬وأثاروا الفت‪ ،‬وقلقلوا المن‬
‫والستقرار ‪ -‬على ما ف التمعات السلمية من عوج وجور عن الادة‪ ،‬وعلى ما عند كثي‬
‫من الكام من إعراض أو غفلة ‪ -‬وكف‪v‬روا الكام وأعوانم‪ ،‬بل تسلسل بم المر‪ ،‬حت كف‪v‬ر‬
‫بعض‪o‬ه‪o‬م‪ t‬الوظ‪v‬في والنود والطلب ف الدارس‪ ،‬بجة أنم ف نظام الطاغوت‪ ،‬أو دين اللوك‬
‫والرؤساء!!‬
‫‪-‬‬ ‫● ول يقتصر المر عند هذا الد؛ بل طعنوا ف كبار العلماء الخالفي لم‪ ،‬ورموهم‬
‫على أحسن الحوال ‪ -‬بالسطحية‪ ،‬والهل بالواقع‪ ،‬وإل فبعضهم أو كثي منهم يصرح بأنم‬

‫‪)) ()1‬منهاج السنة(( )‪.(548-4/547‬‬


‫‪8‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫علماء سلطة‪ ،‬باعوا دينهم ب¦̀ع̀رض من الدنيا‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬هم عبيد العبيد‪ ،‬وبعضهم‬
‫يقول‪ :‬هم أصحاب ذيل بغلة السلطان‪ ،‬بل بعضهم قد كف‪v‬رهم‪ ،‬وغي ذلك ما ل يوز التف̈وه‬
‫به ف حق علمائنا أهل العلم واللم‪ ،‬أهل السنة والماعة‪ ،‬فـ ( كبرت كلمة‪ +‬تخرج من‬

‫أف‪7‬واههم) )‪!!(1‬‬
‫واعلم أن هذا خلف منهج أهل السنة والماعة‪ ،‬واتباع لنهج أهل البدعة والف‪Œ‬رقة‪،‬‬
‫‪ -‬إن شاء ال تعال ‪. -‬‬ ‫وسيأت تفصيل هذا كله‬
‫● وأما الصورة الثانية للغلو ف صف أهل الق‪ :‬فهم قوم شغلوا أنفسهم بتعقب وتتبع‬
‫أخطاء أهل السنة‪ ،‬و̀نش‪t‬ر¦ها ف الناس‪ ،‬مع التشنيع والتجديع‪ ،‬وربا سوا ما ليس بطأ أصل‹ا‪:‬‬
‫سبيل‹ا‪-‬‬ ‫بدعة‪ ،‬ومروق‹ا من السلفية!! وأمروا بج‪t‬ر مالفهم ‪ -‬وإن كان أ‪c‬ق‪̀Ž‬وم منهم قيل‹ا‪ ،‬وأهدى‬
‫وأمروا بج‪t‬ر من ل يهج‪t‬ره‪ ،‬و̀هج‪t‬ر¦ من ل يهجر من ل يهجره‪ ...‬وهكذا!! حت جعلوا‬
‫الهجور الول ‪ -‬سواء كان هج‪t‬ره بق أو بباطل ‪ -‬كالتيار الكهربائي‪ ،‬من لسه؛ ص‪o‬ع‪a‬ق‪ ،‬ومن‬
‫لس الصعوق؛ ي‪o‬ص‪̀t‬عق‪ ،‬وهكذا!!‬
‫وإذا تكلموا على الخالفي من أهل البدع والهواء؛ل يتكلموا باعتدال أهل السنة‬
‫وإنصافهم وعلمهم‪ ،‬بل أسرفوا وتاوزوا الد‪ ،‬ما ل يعل لكثي من كلمهم قبول‹ا عند‬
‫وجل ‪ ( :-‬ول يجرمنكم شنآن قوم‪ 5‬على أل تعدلوا اعدلوا‬ ‫‪ -‬عز‬ ‫العقلء النصفي‪ ،‬وقد قال ال‬
‫وجل ‪ ( :-‬إن الله‬ ‫‪ -‬عز‬ ‫هو أق‪7‬رب للتق‪7‬وى ))‪ ،(2‬وقال سبحانه‪ ( :‬وإذا قل‪7‬تم فاعدلوا ))‪ ،(3‬وقال‬

‫يأ‪7‬مر بال‪7‬عدل والحسان ))‪.(4‬‬


‫ولقد استفاد أهل النهج الول من تور هؤلء‪ ،‬وظهروا بصورة الظلوم البيء أمام من‬
‫يثق بم!!‬

‫‪ ] ()1‬الكهف‪.[ 5 :‬‬
‫‪ ] ()2‬الائدة‪.[ 8 :‬‬
‫‪ ] ()3‬النعام‪.[ 152 :‬‬
‫‪ ] ()4‬النحل‪.[ 90 :‬‬
‫‪9‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫فيال‪ ،‬كم من إنسان ارتى ف أحضانم‪ ،‬ظان‪Ï‬ا أنه ينصر الق وأهله‪ ،‬ويدفع عنهم ظ‪Œ‬ل‪̀Ž‬م‬
‫الظلمة‪ ،‬بسبب غلو هذه الطائفة!!‬
‫ولعل‪ v‬تاون بعض الطائفة الول ف التعامل مع أهل البدع الكبى‪ ،‬وتوينهم من شأن‬
‫ب¦̀دعهم‪ ،‬وتلميعهم دعاتم‪ ،‬وف مقابل ذلك‪ :‬ترى أكثرهم قد أسرفوا ف الكلم على الك‪v‬ام‬
‫‪ -‬الذين ل يكموا با أنزل ال ف كثي أو قليل ‪ -‬بدون تفصيل أو ضوابط شرعية؛ فلعل كل‬
‫ذلك كان سبب‪6‬ا من جلة أسباب ظهور هذا الغلو عند الطائفة الثانية‪ ،‬حت أدى بم المر إل‬
‫̀هج‪t‬ر كثي من أهل الق‪ ،‬بدعوى أنم مبتدعة‪ ،‬وإل رم‪t‬ي من حذ‪v‬ر من النكرات الشائعة‬
‫بدون تصريح أو تلميح بالطعن ف المراء ‪ -‬مع كونه سليم الصدر ف باب السمع والطاعة‬
‫لولة المور ‪ -‬فيمونه بأنه خارجي خبيث‪ ،‬ي‪̀o‬هي‪y‬ج على أهل الل والعقد!! وليس المر‬
‫كذلك‪ ،‬فالعقلء الصادقون من السؤولي‪ :‬ل يقبلون من مامل مداهن أن يعل الباطل‬
‫حق•ا‪ ،‬والنكر معروف~ا‪ ،‬وأن يتـزل}ف إليهم با ي‪k‬غضب ال وي‪k‬سخطه‪ ،‬فل إفراط ول‬
‫تفريط!!‬
‫وقد قال ساحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز ‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬بعد ذكره ذم‪ $‬من‬
‫يذكر عيوب الك‪v‬ام على النابر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((‪ ...‬وإنكار النكر‪ :‬يكون م^ن\ دون ذ^ك•ر الفاعل‪ ،‬في‪k‬ن\كر الزنا‪ ،‬وي‪k‬ن\كر المر‪ ،‬وي‪k‬ن\كر‬
‫الربا‪ ،‬م^ن\ دون ذ^ك•ر م„ن\ ف‪ƒ‬ع„ل‪ƒ‬ه‪ ،k‬ويكفي إنكار العاصي والتحذير منها‪ ،‬من غي أن ي‪k‬ذ•كر أن‬
‫فلن…ا يفعلها‪ ،‬ل حاكم ول غي حاكم‪.. (1)((...‬اهـ‪.‬‬
‫وقال صاحب الفضيلة الشيخ ابن عثيمي ‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬وقد سئل هذا السؤال‪ :‬نرى ف‬
‫بعض البلدان أن النكرات إذا ل ي‪̀o‬تعرض لا علنية؛ أنا ل تتغي‪ ،‬على سبيل الثال‪ :‬أن لو‬
‫حذ‪v‬ر الناس على النابر من البنوك‪ ،‬لربا تل‪v‬ى الناس عامة والسلمون عن الربا‪ ،‬ولو كان ول‪Ò‬‬
‫المر ل يأذ‪c‬ن أن يذر الناس من البنوك‪ ،‬فقال ‪ -‬رحه ال ‪:-‬‬
‫))هذا ل بأس فيه‪ ،‬هذا ل يتعلق بول‹ المر‪ ،Š‬ول ي‪k‬وج„د ول‡ أمر ل يسمح بالتحذير‬
‫من البنوك‪ ،‬أ‪ƒ‬ع\ل^ن\ على النب‪ ،‬وف الراب‪ ،‬وف القهوة‪ ،‬وف كل مكان‪ :‬أن الربا حرام‪،‬‬

‫‪ ( )1‬انظر ))العلوم من واجب العلقة بي الاكم والكوم(( )ص ‪.(22‬‬


‫‪10‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫والشيء الذي يتعلق بول‹ المر د„ع\ه بينك وبي ول المر‪ ،‬والتعلق بعامة الناس ي‪k‬ن\كر‪،‬‬
‫الن لو أحد تدث‪ ،‬وقال‪ :‬إن الغان حرام‪ ،‬والعازف حرام؛ فل شيء ف هذا((‪.‬‬
‫ث سئل‪ :‬النكرات الت تتعلق بول المر‪ ،‬وتتعلق بالرعية كذلك‪ ،‬فإذا أنكرها الطيب‬
‫على النب‪ ،‬وبي‪$‬ن علقاتا بالرعية‪ ،‬وبي‪$‬ن حرمة طاعة ول‪ Ö‬المر فيها‪ ،‬هل هذا يكون من قبيل‬
‫الروج ؟‬
‫الواب‪)) :‬ل‪ ،‬مسألة الروج دعوها عنكم‪ ،‬لكن هذا ليس من الكمة‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يتعلق بول‪ ž‬المر وبالناس؛ ح„ذ‹ر الناس منه‪ ،‬مثل~ا‪ :‬وسائل العلم الن‪ ،‬ح„ذ‹ر الناس‬
‫من مشاهدة الرمات ف التلفزيون‪ ،‬ومن استماع الغان‪ ،‬ومن شراء اللت البيثة‪ ،‬وما‬
‫أشبه ذلك‪.‬‬
‫أما ول المر فإن النصوص تدل على أن الواجب أن ي‪k‬نصح‪ ،‬حت ورد ف أحاديث‬
‫أنك ل تنصحه علنية‪ ،‬وإنا بينك ) وبينه ( أن تأخذ بيده‪ ،‬وتكلمه سر‪¢‬ا‪.. (1)((...‬اهـ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هذا هو الصل ف إنكار النكر‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫إذ‹ا‪ ،‬فقد وقع إفراط وتفريط ف هذا المر‪ :‬فهناك ̀من‪ t‬ي‪o‬ش`ه‪y‬ر بعيوب الكام‪ ،‬ويثي عليهم‬
‫الواص والعوام‪ ،‬وهناك من إذا سع رجل‹ا يقول‪ :‬الربا حرام‪ ،‬والبنوك الربوية ل يوز التعامل‬
‫معها بالربا‪ ،‬أو نن ناف أن تل بنا عقوبة ‪ -‬من ال ‪ -‬بسبب ظهور النكرات‪ ،‬فاتقوا ال‬
‫أيها السلمون‪ ،‬وط‪c‬ه‪y‬روا بيوتكم ومالسكم‪ ،‬وغي ذلك من النكرات‪ ...‬ال‪ ،‬فإذا سع من‬
‫يعظ الناس بذا ‪ -‬ومع ذلك فهذا الطيب من يدعو لطاعة ول المر ف العروف‪ -‬قال‪ :‬هذا‬
‫ي‪o‬هي‪y‬ج على ولة المور‪ ،‬هذا من الوارج‪ ،‬وي‪̀o‬نز‪y‬ل عليه ما جاء ف ذم الوارج من نصوص‬
‫وآثار!!‬
‫فتأمل ما قاله ساحة الشيخ عبد العزيز بن باز‪ -‬رحه ال نعال ‪ -‬وفضيلة الشيخ ابن عثيمي‬
‫‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬فإن العدل هوالوسط‪ ،‬وال تعال يقول‪ ( :‬وكذلك جعل‪7‬ناكم أمة‪ +‬وسط‪+‬ا ) )‪.(2‬‬

‫‪ ()1‬شرح كتاب ))السياسة الشرعية(( لشيخ السلم ابن تيمية )ص ‪ (166 -165‬ط‪ .‬الدار العثمانية وابن‬
‫حزم‪ ،‬عناية صال عثمان اللحام‪.‬‬
‫‪ ] ()2‬البقرة‪.[ 143 :‬‬
‫‪11‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫لكن إذا ̀عل‪̀a‬م الن‪t‬ك‪a‬ر أن الناس إذا سعوا ذلك؛ هاجوا وماجوا لزعارة فيهم‪ ،‬أو لغي ذلك؛‬
‫فل يوز له عندئذ¡ النكار العلن للمنكر‪ ،‬كما هو معروف من أصول أهل الس‪£‬ن‪$‬ة والماعة‪.‬‬
‫● وهاتان الفرقتان ‪ -‬على التنافر الشديد بينهما‪ ،‬وعلى ص‪a‬د‪t‬ق وإخلص ف كثي من‬
‫أتباعهما ‪ -‬قد تشابت أحوالم ف أمور كثية ‪ -‬شعروا أو ل يشعروا ‪ -‬فمنها‪:‬‬
‫‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله‬ ‫‪1‬ـــ وقوعهم ف الغلو والتنطع‪ ،‬وقد ذم ال ‪ -‬سبحانه وتعال‪ -‬ورسوله‬
‫‪ -‬إن شاء ال تعال ‪. -‬‬ ‫ذلك ذم‪Ï‬ا شديد‪6‬ا‪ ،‬كما سيأت‬ ‫وسلم‪-‬‬

‫‪2‬ـــ الهل ‪ -‬عند كثي منهم ‪ -‬بقاصد الشريعة وقواعدها الكلية‪ ،‬أو عدم التوفيق ف‬
‫مراعاة ذلك؛ ما يعلهم ل يبالون بعواقب أقوالم وأفعالم!! كما أن كثي‪6‬ا منهم يهل معان‬
‫كلم أهل العلم ف التكفي‪ ،‬والتفسيق‪ ،‬والتبديع‪ ،‬والجر‪ ،‬وغي ذلك‪،‬أو يسيء إنزاله على‬
‫العي‪$‬ن‪ ،‬فينسب إل العلماء ما ليس من مذاهبهم!!‬
‫قال شيخ السلم ‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬ف رده على من أطلق الج‪t‬ر وعدمه‪)) :‬وكثي من‬
‫أجوبة المام أحد وغيه من الئمة‪ ،‬خرج على سؤال سائل قد علم السؤول‪ ¥‬حاله‪ ،‬أو‬
‫‪-‬‬ ‫خرج خطاب…ا لعي¦ن قد ع‪k‬لم حاله‪ ،‬فيكون بنـزلة قضايا العيان الصادرة عن الرسول‬
‫إنا يثبت ح‪k‬ك•م‪k‬ها ف نظيها‪ ،‬فإن أقوام…ا جعلوا ذلك عام…ا‪((...‬‬ ‫صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬

‫)‪.. (1‬اهـ‪.‬‬
‫‪3‬ـــ قلة مراعاة منهج أهل السنة ‪ -‬القائم على العلم والعدل ‪ -‬ف التعامل مع الخالف‪ ،‬ما‬
‫أدى إل تضليل الخالف وتبديعه‪ ،‬ورم‪t‬يه بالركون إل الدنيا‪ ،‬أو اللهث وراءها‪ ،‬وإن كان‬
‫اللف قد يقع ف السائل الجتهادية الت يسوغ فيها اللف‪ ،‬والخالف فيها بي أجر‬
‫وأجرين‪ ،‬ومغفور له خطؤه!!‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ -‬رحه ال تعال ‪ -‬مبي‪y‬ن‪6‬ا بعض أصول أهل البدع )‪...)) :(2‬‬
‫وهذا أصل البدع الت ثبت بنص سنة رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ -‬وإجاع‬
‫السلف أنا بدعة‪ :‬هو ج„ع\ل العفو سيئة‪ ،‬وجعل السيئة كف•ر…ا‪ ،‬فينبغي للمسلم أن ي\ذ‪ƒ‬ر من‬

‫‪ ()1‬من ))مموع الفتاوى(( )‪.(28/213‬‬


‫‪()2‬كما ف ))مموع الفتاوى(( )‪.(74 - 19/73‬‬
‫‪12‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫هذين الصلي\ن البيثي‪ ،‬وما يتول}د عنهما من ب‪k‬غ\ض السلمي‪ ،‬وذم‪°‬هم‪ ،‬ولع\نهم‪ ،‬واستحلل‬
‫دمائهم وأموالم‪..((...‬اهـ‪.‬‬
‫فيا ل‪ ،‬كم رأينا م‪a‬ن‪ t‬هؤلء الشباب ̀من‪ t‬ج`̀عل‪ c‬مسائل الجتهاد من جلة مسائل العقوبات‬
‫والصول‪ ،‬ي‪o‬ع‪t‬قد عليها الولء والباء‪ ،‬وكم رأينا من كف‪v‬ر بعصية دون حياء أو خجل‪ ،‬وكذا‬
‫من كف‪v‬ر با لكن بقيود م‪o‬ح‪t‬دثة‪ ،‬وأوصاف مترعة‪ ،‬ل تب‪t‬ع‪o‬د كثي‪6‬ا عن مذهب أهل الهواء‬
‫الوائل ‪ -‬كما سيأت إن شاء ال تعال ‪.-‬‬
‫وكم رأينا ما ترتب على هذا النراف م‪a‬ن‪ t‬ل‪c‬ع‪t‬ن وتضليل وتبديع وتكفي‪ ،‬وهج‪t‬ر‪ à‬وشر‪،ß‬‬
‫واستحلل للدماء والموال والعراض‪ ،‬وتفريق بي الرء وزوجه بدون حق‪ ،‬كما هو فعل‬
‫شياطي النس والن‪ ،‬فال الستعان!!‬
‫‪ 4‬ـــ ̀بذ‪Ž‬ل‪ Œ‬الهد والال والاه ف التشنيع على الخالف‪ ،‬وماولة إسقاطه بأي وسيلة‪،‬‬
‫حت خرج النـزاع ‪ -‬ف كثي من الحوال ‪ -‬عن كونه ابتغاء مرضاة ال‪ ،‬والنتصار لرمات‬
‫الدين‪ ،‬إل النتصار للهواء والشخاص‪ ،‬وهذه فتنة ف الدين‪ ،‬ول يوز التشبه بأعداء ال ف‬
‫إنفاق الال والهد ف النتصار للهواء‪ ،‬وقد حكم ال بزية من كان كذلك‪ ،‬فقال‪( :‬‬
‫فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة‪ +‬ثم يغلبون ) )‪(1‬وال الستعان‪.‬‬

‫‪ 5‬ـــ لقد أ‪c‬ح‪̀t‬دث‪c‬ت‪ t‬كل من الطائفتي مسألة أو مسائل‪ ،‬وجعلتها مناط الولء والباء بينها‬
‫وبي الخرين‪ ،‬فمن خالفهم فيها؛ فل ي‪o‬ق‪Ž‬بل منه ص`ر‪t‬ف‪ â‬ول ̀عد‪t‬ل‪ ،á‬ول تنفعه شفاعة الشافعي‬
‫عندهم!! ومن وافقهم عليها؛ فقد أدى ما عليه‪،‬وليس عليه ‪ -‬عندهم ‪ -‬بعدها شيء‪ ،‬ولو‬
‫‪-‬‬ ‫خالف فيما هو أعظم!! هذا لسان الال‪ ،‬وهل الزبية الذمومة إل كذلك ؟! وصدق ال‬
‫عز وجل ‪ -‬القائل‪ ( :‬أفمن زي‪M‬ن له سوء عمله فرآه حسن'ا فإن الله يضل‪ %‬من يشاء ويهدي من يشاء‬

‫‪ ] ()1‬النفال‪.[ 36 :‬‬
‫‪13‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫))‪ ،(1‬والقائل‪ ( :‬أفمن كان على بي‪M‬نة‪ 2‬من رب‪M‬ه كمن زي‪M‬ن له سوء عمله واتبعوا أهواءهم ) )‪ (2‬والقائل‬

‫سبحانه‪( :‬أفمن يمشي مكب‪r‬ا على وجهه أهدى أمن يمشي سوي‪r‬ا على صراط‪ 2‬مستقيم‪.(3))5‬‬
‫فمما أح‪̀t‬دث‪c‬ت‪ t‬إحداها‪ :‬ما يسمونه بسألة‪)) :‬الاكمية(( وأطلق دعاة هذه الطائفة القول‬
‫بتكفي من حكم بغي ما أنزل ال دون تفصيل‪ ،‬وإن كان بعضهم قد يفص‪y‬ل‪ ،‬إل أنه ل ي‪o‬نكر‬
‫فاسد‬ ‫‪-‬‬ ‫على الخرين الذين ل يفص‪y‬لوا‪ ،‬وجعلوا مالفهم ف ذلك ‪ -‬وإن كان من أهل العلم‬
‫العتقد والقصد‪ ،‬لهث‹ا وراء شهوته‪ ،‬م‪o‬ع‪t‬رض‪6‬ا بدنياه عن آخرته!!‬
‫وما أح‪̀t‬دث‪c‬ت‪ a‬الطائفة الخرى ما يسمونه بسألة ))النهج(( و̀بد‪$‬ع دعاتا كثي‪6‬ا من أهل‬
‫بزعم فساد منهجهم‪ ،‬واستباحوا الوقوع ف‬ ‫‪-‬‬ ‫السنة ‪ -‬وإن كانوا من أهل العلم والتقى‬
‫العراض‪ ،‬بدعوى‪)) :‬إحياء علم الرح والتعديل((!! فنعوذ بال أن نكون من ز‪o‬ي‪y‬ن له سوء‬
‫عمله فرآه حسن‪6‬ا!!‬
‫وعلى كل حال‪ :‬فقد وقع كل من الطائفتي فيما ل ي‪o‬حمد من الزبية‪ ،‬وال الستعان‪.‬‬
‫وقد رددت‪ - o‬كما رد‪ $‬كثي من طلبة العلم ‪ -‬على من غل فيما يسمونه بـ))النهج((‬
‫وظهر لكثي من طلب الق مبلغ‬ ‫‪-‬‬ ‫والمد ل تعال‬ ‫‪-‬‬ ‫ردود‪6‬ا كثية‪ ،‬فكشف ال با الق‬
‫هؤلء من العلم بطريقة السلف!! وصرف ال با الكثي من طلب العلم عن هذا الغلو‪،‬‬
‫والفضل ف ذلك وغيه ل وحده القائل‪( :‬وما بكم من نعمة‪ 2‬فمن الله ))‪ (4‬فأسأل ال أن يعل‬
‫كتابات وأقوال وأعمال خالصة لوجهه الكري‪ ،‬جالبة ل ولهلي وذريت جيع‪6‬ا وإخوان‬
‫الياة الطيبة ف الدارين‪.‬‬
‫كما رددت على من غل ف مسألة ))الاكمية(( وعلى مثيي الفزع والتفجيات ردود‪6‬ا‬
‫‪ -‬إن شاء ال‬ ‫متفرقة قبل ذلك‪ ،‬وهذا الكتاب ‪ -‬الذي بي يديك‪ -‬خاص بناقشة هذه الفكار‬
‫فأسأل ال أن يرزقن فيه التوفيق والسداد‪ ،‬وأن ل يعل ̀عج‪t‬زي وتقصيي وض`ع‪t‬في‬ ‫تعال ‪-‬‬

‫حائل‹ا بين وبي الدى والرشاد‪ ،‬وأن ينفع به ف الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ ] ()1‬فاطر‪.[ 8 :‬‬
‫‪ ] ()2‬ممد‪.[ 14 :‬‬
‫‪ ] ()3‬اللك‪.[ 22 :‬‬
‫‪ ] ()4‬النحل ‪.[ 53‬‬
‫‪14‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫‪ 6‬ـــ أن ف الطائفتي من ل يألو جهد‪6‬ا ف استصدار فتاوى من كبار العلماء تؤيد ماهم‬
‫عليه ‪ -‬ولو ف الظاهر‪ ،‬أو لدة مؤقتة ‪ -‬ويتخذون لذلك وسائل مري̀بة‪ ،‬وطرق‹ا عجيبة‪ ،‬وذلك‬
‫ف كيفية إلقاء السؤال على العلماء‪ ،‬وكذا ي‪o‬ن‪t‬ـزلون عمومات فتاوى العلماء على من‬
‫يريدون؛ انتصار‪6‬ا لرأيهم‪ ،‬وخ`س‪t‬ف‹ا بخالفهم‪ ،‬ويطيون بذلك كل مطار‪ ،‬ومع ذلك‪ :‬فإذا‬
‫خالفهم العلماء؛ غمزوا فيهم بأساليب ظاهرة وملتوية‪ ،‬وال تعال يقول‪ ( :‬واعلموا أن الله‬

‫‪ -‬صلى‬ ‫يعلم ما في أنفسكم ))‪ ،(1‬ويقول سبحانه‪( :‬ول يحيق ال‪7‬مك‪7‬ر السي‪M‬ئ إل بأهله ) )‪ ،(2‬والنب‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم ‪ -‬يقول‪)) :‬إنا العمال بالنيات‪ ،‬وإنا لكل امرئ ما نوى‪.((...‬‬
‫‪ 7‬ـــ أن ك‪Œ‬ل‹ا من الطائفتي يتحن الناس بقالتم ال‪̀Ž‬دثة‪ ،‬واجتهاداتم الاطئة‪ ،‬ومشايهم‬
‫وقادتم الذين يصيبون ويطئون‪ ،‬فمن قال بقولم‪ ،‬أو مدح ̀من‪ t‬يدحون؛ رفعوه فوق قدره‪،‬‬
‫ومن خالفهم‪ ،‬أو ذم ‪ -‬بق ‪̀ -‬من‪ t‬يدحونه بباطل؛ نزل م‪a‬ن‪ t‬أعينهم‪̀ ،‬وو‪o‬ج‪y‬هت إليه سهامهم‪،‬‬
‫وح`ط‪Ò‬وا م‪a‬ن‪ t‬شأنه‪ ،‬فمرة يكون عميل‹ا جاسوس‪6‬ا‪ ،‬أو مغفل‹ا ليدري مايدور حوله!! وأخرى‬
‫يكون دسيسة على الدين‪ ،‬حزبي‪6‬ا متستر‪6‬ا‪ ،‬أ‪c‬خ‪̀t‬بث من على وجه الرض!! ( ولو اتبع ال‪7‬حق‪%‬‬

‫أهواءهم لفسدت السموات والرض ومن فيهن ) )‪.(3‬‬

‫ومعلوم أن امتحان الناس بذه المور؛ من عمل أهل البدع‪ ،‬ل من عمل أهل السنة‪:‬‬
‫فقد قال شيخ السلم ف رده على من يتحن الناس بيزيد بن معاوية‪)) :‬فالواجب‬
‫القتصار ف ذلك‪ ،‬والعراض عن ذك•ر يزيد بن معاوية‪ ،‬وامتحان السلمي به‪ ،‬فإن هذا‬
‫من البدع الخالفة لهل السنة والماعة‪.((...‬‬
‫‪ -‬صلى ال عليه‬ ‫وقال‪)) :‬وكذلك التفريق بي المة وامتحانا با ل يأمر ال به ول رسوله‬
‫وعلى آله وسلم‪.(( -‬‬

‫‪ ] ()1‬البقرة‪.[ 235 :‬‬


‫‪ ] ()2‬فاصر‪.[ 43 :‬‬
‫‪ ] ()3‬الؤمنون‪.[ 71 :‬‬
‫‪15‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫ث ذ‪c‬ك‪c‬ر‪ -‬رحه ال ‪ -‬الساء الت يسوغ التسمي با‪ ،‬مثل انتساب الناس إل إمام‪:‬‬
‫كالنفي‪ ،‬والشافعي‪ ،‬والنبلي‪ ،... ،‬أو مثل النتساب إل القبائل‪ :‬كالقيسي‪ ،‬واليمان‪ ،‬وإل‬
‫المصار‪ :‬كالشامي‪ ،‬والعراقي‪ ،‬والصري‪ ،‬ث قال‪)) :‬فل يوز لحد أن يتحن الناس با‪ ،‬ول‬
‫يوال بذه الساء‪ ،‬ول يعادي عليها‪ ،‬بل أكرم اللق عند ال أتقاهم‪ ،‬من أي طائفة‬
‫كان((‪. (1).‬اهـ‪.‬‬
‫وقال‪)) :‬وليس لحد أن ينصب للمة شخص…ا‪ ،‬يدعو إل طريقته‪ ،‬ويوال ويعادي‬
‫عليها غي النب ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ -‬ول ينصب لم كلم…ا يوال عليه ويعادي غي‬
‫كلم ال ورسوله‪ ،‬وما أجعت عليه المة‪ ،‬بل هذه م^ن\ فع\ل أهل البدع الذين ينصبون لم‬
‫شخص…ا أو كلم…ا‪ ،‬ي‪k‬فر‪°‬قون به بي المة‪ ،‬ويوالون به على ذلك الكلم‪ ،‬أو تلك النسبة‬
‫ويعادون‪ ...‬فمن ابتدع أقوال~ا ليس لا أصل ف القرآن‪ ،‬وجعل م„ن\ خالفها كافر…ا؛ كان‬
‫قوله شر‪¢‬ا م^ن\ قول الوارج (()‪.(2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـــ أن م‪̀a‬ن الطائفتي ̀من‪ t‬قد طعن ف كثي من كبار العلماء الخالفي له!! وتقاسوا مقالة‬
‫السوء ف العلماء الذين لم قدم ص‪a‬د‪t‬ق ف المة‪.‬‬
‫فطائفة قالت‪ :‬هم عملء‪ ،‬جبناء‪ ،‬ضعفاء‪ ،‬ف‪Œ‬تنوا بالقصور والسيارات الفاخرة‪ ،‬وهم ̀ت̀بع‪â‬‬
‫للحكام‪ ،‬وعبيد العبيد‪ ،‬وعلى أحسن الحوال‪ :‬فهم ‪ -‬عند بعضهم ‪ -‬سطحيون‪ ،‬ل يفقهون‬
‫الواقع‪ ،‬وإن كانوا ملصي صادقي!!‬
‫وطائفة قالت ف بعض هؤلء الكبار ‪ -‬إذا خالفوهم ‪ :-‬هم ل يعرفون مسائل ))النهج((‬
‫والرح والتعديل‪ ،‬ونن التخصصون ف معرفة منهج أهل السنة من مناهج أهل البدع‪ ،‬ونن‬
‫أعلم الناس بالزبية ومناهجها‪ ،‬وإن هؤلء العلماء م‪o‬ل‪c‬ب‪$‬س عليهم‪ ،‬وسلفيتنا أقوى من‬
‫حولم حزبيون‪ ،‬والعلماء يسنون‬ ‫‪-‬‬ ‫سلفيتهم!! وعلى أحسن الحوال‪ :‬فهم ‪ -‬عند بعضهم‬
‫الظن بالزبيي‪ ،‬فيخدعونم‪ ،‬بل بعض هؤلء الكبار من أهل البدع والضلل‪ ،‬وهو قطب‪ ،‬أو‬
‫إخوان ب̈نائي‪ ،‬أو إخوان على الط العام‪ ،‬ونو ذلك من العبارات الشائعة بينهم وبي‬
‫طلبم!!‬

‫‪)) ()1‬مموع الفتاوى(( )‪.(416 - 3/413‬‬


‫‪)) ()2‬مموع الفتاوى(( )‪.(20/164‬‬
‫‪16‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫وعلى كل حال‪ :‬فقد عمل هذان السهمان الاكران أو الاهلن عملهما ف جسد توقي‬
‫فسقطت‬ ‫‪-‬‬ ‫العلماء وإجللم!! وقد أثخنت هاتان الطائفتان ف الصف ‪ -‬شعرا أم ل يشعرا‬
‫مرجعية كثي من كبار العلماء ف نظر الشباب هؤلء وأولئك‪ ،‬وإ¦ن‪̀ Ž‬ت̀مس‪$‬ك` كل منهما ب¦ن‪o‬ت‪t‬ف‪c‬ة¡‬
‫)‪( 1‬‬
‫من كلم العلماء؛ فلمقاصد أخرى ‪-‬عند البعض‪ -‬وال تعال يقول‪( :‬يوم تبلى السرائر)‬
‫ويقول‪( :‬يعلم خائنة ال‪7‬أعين وما تخفي الص‪%‬دورر‪ (2) ) k‬ويقول سبحانه‪ ( :‬واعلموا أن الله يعلم ما في‬

‫أنفسكم فاحذروه) )‪.(3‬‬


‫‪9‬ـــ أن ك‪Œ‬ل‹ا من الطائفتي ̀يد‪$‬عي أنه قد أحيا فرائض ميتة!! ويا ليته كان كذلك‪ ،‬فهم وإن‬
‫نفعوا ف أبواب أخرى؛ فقد هدموا كثي‪6‬ا ما ̀يد‪$‬عون إحياءه!!‬
‫فطائفة ̀تد‪$‬عي أنا أ‪c‬ح‪̀t‬يت‪ t‬ع‪a‬ل‪̀Ž‬م العقيدة‪ ،‬وقررت ))ل إله إل ال(( ف القلوب والذهان‪،‬‬
‫بعد تريرهم مسألة ))الاكمية(( ‪ -‬حسب نظرتم ‪ -‬وأنم أحيوا ̀عل‪̀c‬م الهاد بذه التفجيات‬
‫والغتيالت!! فهدموا بذلك كثي‪6‬ا من الي ‪ -‬كما سيأت إن شاء ال تعال ‪.-‬‬
‫هذا‪ ،‬وإن كان الكلم ف مسألة الكم بغي ما أنزل ال؛ من مسائل العلم الشرعي‪ ،‬إل‬
‫أنه ليوز الوض فيها إل للمتأهلي‪ ،‬وبالضوابط الشرعية‪ ،‬والنظر ف مآلت ذلك‪ ،‬ودون‬
‫إفراط أو جفاء‪ ،‬شأنا ف ذلك شأن جيع السائل العلمية‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأخرى ̀تد‪$‬عي أنا أحيت ما يسمونه بـ ))ع‪a‬ل‪Ž‬م النهج(( وع‪a‬ل‪Ž‬م الرح والتعديل‪ ،‬والواقع‬
‫أنم قد فتحوا باب العصبية القيتة لرائهم وشيوخهم‪ ،‬وطاشت سهامهم ف أعراض وعقائد‬
‫أهل الق‪ ،‬وإن ر̀مو‪t‬ا أهل الباطل بسهم ‪ -‬مع إسرافهم وتاوزهم ف كثي من الحيان ‪ -‬فقد‬
‫ر̀مو‪t‬ا أهل الق بالانيق!! فل السلم ̀نص`روا‪ ،‬ول العدو ك‪c‬س`روا‪ ،‬وال الستعان‪.‬‬

‫‪ ] ()1‬الطارق‪.[ 9 :‬‬
‫‪ ] ()2‬غافر‪.[ 19 :‬‬
‫‪ ] ()3‬البقرة‪.[ 235 :‬‬
‫‪17‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫وعلى كل حال‪ :‬فصدق ال عز وجل القائل‪ ( :‬فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون‬

‫أهواءهم ومن أضل‪ %‬ممن اتبع هواه بغير هد'ى من الله إن الله ل يهدي ال‪7‬قوم الظالمي ) )‪ (1‬ويقول‬
‫سبحانه‪ ( :‬إن يتبعون إل الظن وما تهوى النفس ولقد جاءهم من رب‪M‬هم ال‪7‬هدى ) )‪.(2‬‬
‫‪10‬ـــ أن كثي‪6‬ا من الطائفتي قد وقع ف فتنة العتقاد الباطل ث الستدلل‪ ،‬وهذا مالف‬
‫لا عليه أهل الق‪ ،‬فترى البعض يرفعون عقيتم بأمر‪ à‬ما‪ ،‬فإذا ح‪o‬وققوا‪ ،‬وط‪Œ‬ل‪a‬بت‪ t‬أدلتهم على‬
‫قولم؛ استدلوا بك‪Œ‬س`ي‪t‬ر وع‪̀o‬وي¦ر وثالث¡ ما فيه خي‪ ،‬وهذا من شؤم العتقاد قبل الستدلل!!‬
‫● وبعد الكلم على هاتي الصورتي من صور الغلو ف هذا العصر‪ ،‬وذ‪a‬ك‪Ž‬ر كثي من‬
‫دون رغبة ف التشابه منهما‪ ،‬ول قصد من للستيعاب ‪ -‬وبعد الشارة‬ ‫‪-‬‬ ‫وجوه الشبه بينهما‬
‫إل أنه ل يلزم من ذلك نفي إخلص الكثي من الطائفتي‪ ،‬إل أن الخلص وحده ل يكفي‪،‬‬
‫فلبد من صحة التباع‪ ،‬وسلمة الطريق‪ ،‬كما ل يلزم من ذلك أنم ليس لم جهود أخرى‬
‫نافعة‪ ،‬إل أن هذا ل ي‪o‬س`و‪y‬غ‪ Œ‬السكوت عن أخطائهم‪ ،‬بعد أن بلغت‪ t‬هذا البلغ من الفساد‬
‫والشر!!‪.‬‬
‫وليس تذيري من أخطائهم؛ م‪o‬س`و‪y‬غ‹ا لد‪y‬عاء ما ليس فيهم‪ ،‬أو قل‪Ž‬ب حقهم باطل‹ا‪،‬‬
‫وحسنتهم سيئة؛ فإن هذا كله يناف العدل الذي أ‪Œ‬م‪a‬ر‪t‬نا به‪ ،‬كما أن ماعندهم من جوانب‬
‫صحيحة؛ لي‪o‬سو‪y‬غ التقليل من خطورة مناهجهم الت يسيون عليها‪ ،‬فالنصاف عزيز‪ ،‬وأهله‬
‫ب على كل أحد ف كل‬
‫قلة‪ ،‬وقد قال شيخ السلم ‪ -‬رحه ال تعال ‪)) :-‬والعدل واج ‪º‬‬
‫شيء((‪. (3).‬اهـ‪.‬‬
‫وقال أيض‪6‬ا‪ ...)) :‬ومن أعمال أهل النة‪ :‬العدل ف جيع المور‪ ،‬وعلى جيع اللق‪،‬‬
‫حت الكفار‪. (4).(( ...‬اهـ‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رحه ال تعال ‪ ...)) :-‬فإن العدل واجب لكل أحد‪ ،‬على كل أحد‪ ،‬ف كل‬
‫حال‪ ،‬والظلم مرم مطلق~ا‪ ،‬ل ي‪k‬باح قط بال»((‪ ،‬إل أن‪ Ž‬قال ‪ -‬رحه ال ‪ ...)) : -‬والقصود‬

‫‪ ] ()1‬القصص‪.[ 50 :‬‬
‫‪ ] ()2‬النجم‪.[ 23 :‬‬
‫‪)) ()3‬مموع الفتاوى(( )‪.(28/573‬‬
‫‪)) ()4‬مموع الفتاوى(( )‪.(10/423‬‬
‫‪18‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫أن الكم بالعدل واجب مطلق~ا‪ ،‬ف كل زمان ومكان‪ ،‬على كل أحد‪ ،‬ولكل أحد((‬
‫)‪..(1‬اهـ‪.‬‬

‫وقال‪)) :‬والعدل واجب لكل أحد‪ ،‬على كل أحد‪ ،‬ف كل حال (()‪.(2‬اهـ‪.‬‬
‫● واعلم أنه ل يلزم من ذلك أن الخالفي جيع‪6‬ا ‪ -‬ف باب التكفي والتفجي ‪ -‬على درجة‬
‫واحدة ف كل ما سأذكره عنهم‪ ،‬ولشك أن لكل حال حكم‪6‬ا‪ ،‬فبعض الحوال تعل‬
‫صاحبها من أهل الهواء‪ ،‬وبعضها يكون الرء مطئ‹ا فيما ذهب إليه‪ ،‬وي‪o‬خشى عليه إن تادى‬
‫به هذا الال السيء؛ أن يلحق بركب أهل الهواء‪.‬‬

‫ولا كان القام مقام دفع ف‪a‬ك‪Ž‬ر مالف للسنة ‪ -‬وإن تفاوتت درجاته ‪ -‬ذ‪c‬ك‪c‬ر‪t‬ت‪ o‬الكثي من‬
‫مقالتم‪ ،‬دون عزو هذا القول أوذاك لفلن أوغيه‪ ،‬فالقام ليس مقام إثبات قول بعينه أو‬
‫نفيه عن فلن أو غيه‪ ،‬إنا الراد بيان أقوال مالفة‪ ،‬وآثار هذه القوال ف الصفوف‪،‬‬
‫فاحتجت إل حشد الكثي من هذه القوال‪ ،‬وإن تعدد أو تنافر القائلون ببعضها‪ ،‬وقد ي‪o‬نكر‬
‫بعضهم أن هذا القول أو ذاك من أقوالم‪ ،‬وهذا نفي بجرد علمه فقط‪ ،‬ومن علم حجة على‬
‫من ل يعلم ( وفوق كل‪ M‬ذي عل‪7‬م‪ 5‬عليم‪.(3)) U‬‬
‫وبعد هذا كله؛ فهناك عدة أمور أقدمها بي يدي موضوع هذا الكتاب ‪ -‬إن شاء ال‬
‫تعال ‪ -‬ومنها‪:‬‬
‫̀من‪t‬ه¦ي” عنه؛ لنه ̀تق‪c‬د‪£‬م‪â‬‬ ‫‪-‬‬ ‫● الول‪ :‬أن الغلو بميع صوره ‪ -‬وهو ماوزة الد الشرعي‬
‫وجل ‪ -‬عن‬ ‫‪ -‬عز‬ ‫بي يدي ال عز وجل‪ ،‬ورسوله ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وقد نى ال‬
‫ذلك‪ ،‬فقال‪ ( :‬ياأي‪%‬ها الذين ءامنوا ل تقد‪M‬موا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع‪ U‬عليم‪U‬‬
‫) )‪. ( 4‬‬

‫‪)) ()1‬منهاج السنة النبوية(( )‪.(1/131،126‬‬


‫‪)) ()2‬الصفدية(( )‪.(2/327‬‬
‫‪ ] ()3‬يوسف‪.[ 76 :‬‬

‫‪ ] ()4‬الجرات‪.[ 1 :‬‬
‫‪19‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫وما ذ‪Œ‬م‪ $‬الغلو إل لنه يؤدي إل ظ‪Œ‬ل‪Ž‬م¦ العبد‪̀ a‬نف‪Ž‬س`ه‪ o‬وغ‪c‬ي‪t‬ره‪ ،‬وتضييع العبد بعض` ما أوجبه ال‬
‫عليه‪ ،‬وقد يكون ما ضي‪$‬عه أوجب ما غل فيه‪ ،‬والغلو سبب ف النقطاع عن العمل‪ ،‬وص`د”‬
‫عن سبيل ال‪ ،‬وتنفي للناس عن الدين‪ ،‬وتشويه لسماحة السلم وجاله‪ ،‬وط‪c‬ي” لفراش شولية‬
‫هذا الدين‪.‬‬
‫وقد وردت أدلة متنوعة ف ذم الغلو‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫أ ـــ ما جاء ف النهي عن الغلو صراحة‪،‬كما ف قوله تعال‪( :‬قل ياأهل ال‪7‬كتاب ل تغلوا في‬

‫دينكم غير ال‪7‬حق‪ M‬ول تتبعوا أهواء قوم‪ 5‬قد ضل‪y‬وا من قبل وأضل‪y‬وا كثي'ا وضل‪y‬وا عن سواء السبيل))‪.(1‬‬
‫وقال تعال‪ (:‬ياأهل ال‪7‬كتاب ل تغلوا في دينكم ول تقولوا على الله إل ال‪7‬حق) )‪.(2‬‬

‫وقال سبحانه‪ (:‬فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ول تط‪7‬غوا) )‪.(3‬‬
‫وقول النب ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪)) :-‬إياكم والغلو ف الدين(()‪ (4‬وقال أيض‪6‬ا‪:‬‬
‫))هلك التنطعون‪ ،‬هلك التنطعون‪ ،‬هلك التنطعون(()‪ (5‬فهذه نصوص صرية ف ذم الغلو‪.‬‬
‫ب ـــ ومنها ما جاء ف الض‪ y‬على التيسي‪ ،‬و̀رف‪Ž‬ع¦ الرج وال̀ع̀نت‪ ،a‬والث¶ على الرفق‪ ،‬وذم‬
‫ومن ذلك قوله تعال‪ ( :‬وما جعل عليكم في‬ ‫‪-‬‬ ‫وف هذا ذم للغلو والتنطع أيض‪6‬ا‬ ‫‪-‬‬ ‫العنف‬
‫الد‪M‬ين من حرج‪ (6))5‬وقوله تعال‪ ( :‬يريد الله بكم ال‪7‬يسر ولا يريد بكم ال‪7‬عسر ))‪ (7‬وقوله تعال‪:‬‬

‫( يريد الله أن يخف{ف عنكم )] النساء‪ [ 28 :‬فكل صور الغلو ل يريدها ال عز وجل‪ ،‬لنا‬
‫ع‪o‬سر‪ ،‬وليست بي‪o‬سر ول تفيف‪.‬‬

‫‪ ] ()1‬الائدة‪.[ 77 :‬‬
‫‪ ] ()2‬النساء‪.[ 171 :‬‬
‫‪ ] ()3‬هود‪.[ 112 :‬‬
‫‪ ()4‬أخرجه النسائي برقم )‪ (3057‬وسنده صحيح‪.‬‬
‫‪ ()5‬أخرجه مسلم برقم ) ‪.(2670‬‬
‫‪ ] ()6‬الج‪.[ 78 :‬‬
‫‪ ] ()7‬البقرة‪.[ 185 :‬‬
‫‪20‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫ومن ذلك قوله ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ )) :-‬ب‪k‬ع^ث•ت‪ k‬بالنيفية السمحة(()‪.(1‬‬
‫وقوله ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪)) :-‬إن هذا الدين ي‪k‬س\ر‪ ،‬ولن ي‪k‬شاد¦ الدين„ أحد‪ º‬إل‬
‫غلبه‪،‬فسددوا‪ ،‬وقاربوا‪ ((....‬الديث)‪ ،(2‬وقوله ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪)) :-‬إن ال رفيق‬
‫وقوله‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله‬ ‫يب الرفق‪ ،‬وي‪k‬عطي على الرفق ما ل ي‪k‬عطي على العنف(()‪،(3‬‬
‫وسلم‪)) :-‬إن الرفق ل يكون ف شيء؛ إل زانه‪ ،‬ول ي‪k‬ن\ـز„ع من شيء؛ إل شانه(()‪،(4‬‬
‫وقوله ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪)) :-‬من ح‪k‬رم الرفق؛ ح‪k‬رم الي(()‪.(5‬‬
‫وقوله ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪)) :-‬إذا أراد ال بأهل بيت خي…ا‪ ،‬أدخل عليهم‬
‫الرفق(()‪.(6‬‬
‫جـ ـــ ومنها المر بالتوسط وعدم الفراط أو التفريط‪ :‬فأهل السلم وسط بي اللل‪ ،‬وأهل‬
‫السنة وسط بي الفرق والن‪y‬حل‪ ،‬قال تعال‪ ( :‬وكذلك جعل‪7‬ناكم أمة‪ +‬وسط‪+‬ا لتكونوا شهداء على‬
‫الناس ويكون الرسول عليكم شهيد'ا ) )‪ (7‬فل ت‪o‬ع‪̀t‬تمد إل شهادة العدل الوسط‪ ،‬وهذه صفة‬
‫للمة السلمة‪ ،‬فمن غل؛ شابه اليهود‪ ،‬ومن جفا؛ شابه النصارى‪ ،‬فنعوذ بال من سبيل‬
‫الغضوب عليهم‪ ،‬ومن سبيل الضالي‪.‬‬
‫وقد نى ال عز وجل عن النراف عن الادة ف كل شيء‪ ،‬حت ف الكل والشرب‪،‬‬
‫فقال سبحانه‪ ( :‬وكلوا واشربوا ول تسرفوا ))‪ (8‬وقال تعال ف شأن النفقة‪ ( :‬والذين إذا‬

‫‪ ()1‬أخرجه أحد ) ‪ (5/266‬وسنده صحيح‪.‬‬


‫‪ ()2‬أخرجه البخاري برقم )‪،(39‬والنسائي برقم )‪ (5049‬عن أب هريرة‪.‬‬
‫‪ ()3‬أخرجه مسلم عن عائشة برقم )‪.(6544‬‬
‫‪ ()4‬أخرجه مسلم عن عائشة برقم )‪.(6545‬‬
‫‪ ()5‬أخرجه مسلم عن جرير برقم )‪.(6543‬‬
‫‪ ()6‬أخرجه أحد )‪ ،(6/71‬وانظره ف ))الصحيحة(( برقم )‪.(1219‬‬
‫‪ ] ()7‬البقرة‪.[ 143 :‬‬
‫‪ ] ()8‬العراف‪.[ 3 :‬‬
‫‪21‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫أنفقوا لم يسرفوا ولم يق‪7‬تروا وكان بين ذلك قوام'ا ) )‪ (1‬وقال سبحانه‪ ( :‬ول تجعل يدك مغلولة‪ +‬إلى‬

‫عنقك ول تبسط‪7‬ها كل ال‪7‬بسط فتق‪7‬عد ملوم'ا محسور'ا ))‪.(2‬‬


‫وقد قال المام ابن القيم ‪ -‬رحه ال تعال ‪ )) : -‬وضابط هذا كله العدل‪ ،‬وهو الخذ‬
‫بالوسط الوضوع بي طرف الفراط والتفريط‪ ،‬وعليه بناء مصال الدنيا والخرة‪ ،‬بل ل‬
‫تقوم مصلحة البدن إل به‪ ،‬لنه مت خرج بعض أخلطه عن العدل‪ ،‬وجاوزه‪ ،‬أو نقص‬
‫عنه؛ ذهب من صحته وقوته بسب ذلك‪ ،‬وكذلك الفعال الطبيعية‪ :‬كالنوم‪ ،‬والسهر‪،‬‬
‫والكل‪ ،‬والشرب‪ ،‬والماع‪ ،‬والركة‪ ،‬والرياضة‪ ،‬واللوة‪ ،‬والخالطة وغي ذلك‪ :‬إذا‬
‫كانت„ وسط~ا بي الطرفي الذمومي\ن؛ كانت عدل~ا‪ ،‬وإن انرفت إل أحدها؛ كانت نقص…ا‪،‬‬
‫وأثرت نقص…ا((‪.‬‬
‫إل أن قال ‪ -‬رحه ال تعال ‪)) :-‬فأع\دل الناس من قام بدود الخلق‪ ،‬والعمال‪،‬‬
‫والشروعات‪ :‬معرفة~‪ ،‬وف^ع\ل~ا (()‪.(3‬اهـ‪.‬‬

‫ول يرخص رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ف رمي المرات بالكبي من‬
‫الجارة‪ ،‬وعد‪$‬ه غ‪Œ‬ل‪Œ‬و‪Ï‬ا‪ ،‬ول ي‪o‬رخ‪y‬ص لعبد ال بن ̀عمرو ف اشتغاله عن أهله بالعبادة‪ ،‬وح`ث‪v‬‬
‫رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬من عزم على الصيام أبد‪6‬ا‪ ،‬وكذا من عزم على ̀تر‪t‬ك‬
‫النوم‪ ،‬و̀تر‪t‬ك النكاح‪ ،‬على التوسط ف المر‪ ،‬ث قال لم‪)) :‬من رغب عن سنت؛ فليس من((‬
‫)‪ (4‬فلم يرخص ف ماوزة الد حت ف العبادة والزهد‪ ،‬فكيف بن يتجاوز الد؛ فيستحل‬
‫دماء السلمي‪ ،‬وأموالم‪ ،‬وأعراضهم‪ ،‬أو ير على الدعوة شر‪Ï‬ا ؟!‪.‬‬

‫‪ ] ()1‬الفرقان‪.[ 67 :‬‬
‫‪ ] ()2‬السراء‪.[ 29 :‬‬
‫‪)) ()3‬الفوائد(( )ص ‪ (319 – 318‬ط‪ .‬دار ابن خزية‪ ،‬ت‪ .‬عامر بن على ياسي‪.‬‬
‫‪ ()4‬أخرجه مسلم عن أنس برقم )‪.(3389‬‬
‫‪22‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫وقد قال ال تعال‪ ( :‬ياأي‪%‬ها الذين ءامنوا ادخلوا في الس‪M‬ل‪7‬م كافة‪ ،(1) ) +‬وقال سبحانه‪( :‬‬

‫خذوا ما ءاتيناكم بقوة‪.(2)) 2‬‬

‫● المر الثان‪ :‬أن الغلو أو البغي ف هذا الزمان‪ :‬قد وقع من بعض النتسبي للديان‬
‫كلها‪ ،‬كما وقع من اللدينيي أيض‪6‬ا‪ ،‬فمحاولة ربط الغلو والبغي بالنتسبي للسلم فقط؛‬
‫ماولة ماكرة‪ ،‬وسياسة جائرة‪ ،‬ويدفعها الواقع العملي العالي‪ :‬فما يقع للمسلمي ف فلسطي‬
‫من تدمي وتريب‪ ،‬وحرق‪ à‬وتشريد‪ ،‬وإبادة وتويد؛ أليس ذلك من العدوان والبغي ف‬
‫الرض بغي الق ؟!‬
‫وما جرى من الص‪y‬ر‪t‬ب‪ ،‬ونصارى الفلبي‪ ،‬والوثنيي ف الند وغي ذلك ضد السلمي؛‬
‫أليس من الور والظلم‪ ،‬والتسلط على عباد ال ؟!‬
‫بالسلحة الفتاكة‪ ،‬والدمرة الشاملة؛ أليس‬ ‫‪-‬‬ ‫وض`ر‪t‬ب الدن والشعوب ‪ -‬قدي‪6‬ا وحديث‹ا‬
‫من الظلم البي‪ ،‬والبغي الليم ؟!‬
‫على نكارته وف‪Œ‬ح‪t‬ش‪a‬ه‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ومع أن ما يري من بعض أفراد السلمي‪ ،‬من تفجي وفساد‬
‫إل أن هذا الفساد ما جرى إل من آحاد وطوائف قليلة ف المة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ون‪o‬ش‪t‬ه¦د ال على إنكاره‬
‫عن سواء السبيل‪ ،‬وأما كبار العلماء ومن‬ ‫‪-‬‬ ‫بتأويلت كاسدة‪ ،‬وتعبئة فاسدة‬ ‫‪-‬‬ ‫شذ‪v‬ت‬
‫وكذا‬ ‫‪-‬‬ ‫تبعهم من الدعاة وطلب العلم ‪ -‬وهم الرجع الوثوق به عند الكثي من المة‬
‫جهور السلمي وعامتهم؛ فل يرضون بذا‪ :‬إما لنه اعتداء على حق مسلم معصوم الدم‬
‫والال والعرض‪ ،‬أو لنه اعتداء على غي مسلم له عهد وأمان‪ ،‬أو لن هذا الفساد ل ينكأ‬
‫عدو‪Ï‬ا‪ ،‬ول يقتل صيد‪6‬ا ‪ -‬وإن كان ضد مارب بعينه‪ -‬وإنا ي̈ر على السلمي الويلت‬
‫والشرور الت لطاقة لم با‪ ،‬فيشرع عندئذ الصب‪ ،‬واتاذ الوسائل الشرعية الت سيأت ذكرها‬
‫بشيئة ال‪ ،‬وال تعال أعلم‪.‬‬
‫ومع أن ما يري من هذه الطوائف السلمة الضعيفة ف العدد والعتاد ي‪o‬قا̀بل‪ Œ‬ببغي‬
‫وغطرسة من دول منظمة‪ ،‬تلك الطاقات الائلة من السلحة والوارد‪ ،‬وتلك إعلم‪6‬ا قادر‪6‬ا‬

‫‪ ] ()1‬البقرة‪.[ 208 :‬‬


‫‪ ] ()2‬البقرة‪.[ 63 :‬‬
‫‪23‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫وإن كان البغي‬ ‫‪-‬‬ ‫على تشويه المور‪ ،‬وقلب القائق!! ومع أن بغيها ليس على أفراد قلئل‬
‫حق‪ð‬ا كانت أو باطلة ‪-‬؛ إل‬ ‫‪-‬‬ ‫بل تظلم شعوب‪6‬ا كاملة‪ ،‬وتغي دول‹ا وأنظمة‬ ‫‪-‬‬ ‫ل يوز أصل‹ا‬
‫أن هذا كله – وللسف ‪ -‬ل ي‪̀o‬تعرض له إل م‪a‬ن‪ t‬ط‪c‬ر‪t‬ف خ`في‪ ،‬أو مع استحياء وخجل‬
‫شديدي‪t‬ن‪ ،‬بل ربا ع‪o‬د‪ $‬ذلك منقبة وفخر‪6‬ا!!‪ ،‬وكأن المر كما قيل‪:‬‬

‫ق‪c‬ت‪t‬ل‪ Œ‬امرئ ف غابة جرية ل ت‪o‬غ‪̀t‬تفر وقتل‪ Œ‬شعب‪ à‬كامل‪ à‬قضية‪ á‬فيها نظر‬

‫ويب أن ي‪o‬علم أن هذه الحوال الائرة‪ ،‬سبب من أسباب فتنة التفجيات والغتيالت‪،‬‬
‫فقوبل الباطل بالطأ‪ ،‬ولو قوبل بالق‪ ،‬لكان خي‪6‬ا وأقوم‪.‬‬

‫— إن كلمي هذا ل ي‪o‬سو‪y‬غ الغلو من بعض السلمي‪ ،‬فالغلو مرم شرع‪6‬ا وعرف‹ا وعقل‹ا‪ ،‬وقد‬
‫سبق ذ‪a‬ك‪Ž‬ر أدلة ذلك‪ ،‬ولكن الراد بيان أن العلج للغلو والفساد يب أن يكون جذري‪Ï‬ا‬
‫وشامل‹ا بالطريقة الشرعية – لو كانوا صادقي ف صد‪ y‬الغلو‪ -‬فل ي‪o‬د‪t‬فع الباطل إل بالق‪ ،‬كما‬
‫قال تعال‪ ( :‬بل نق‪7‬ذف بال‪7‬حق‪ M‬على ال‪7‬باطل فيدمغه فإذا هو زاهق‪ (1)) U‬ويقول ال سبحانه‪( :‬‬

‫ويمح الله ال‪7‬باطل ويحق‪ %‬ال‪7‬حق بكلماته ))‪ (2‬ول نعال الفساد بغلو آخر؛ فتكون هناك ̀رد‪$‬ة‪ Œ‬فعل‬
‫أخرى؛ فيتسع الرق على الراقع من الخلصي الصادقي‪ ،‬والدعاة الؤ‪t‬ث‪a‬رين لنهج أهل السنة‬
‫والماعة‪ ،‬أهل العتدال‪ ،‬والعلم بالق‪ ،‬والرحة باللق‪.‬‬
‫وإل فنحن ‪ -‬معشر أهل السنة‪ -‬وإن ظ‪Œ‬ل‪a‬م‪t‬نا؛ فل نرد الظلم إل بطريقة السلف الصال‪،‬‬
‫على تفاصيل ف ذلك ‪. -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫والنظر ف قدرة السلمي وضعفهم‪ ،‬وما تؤول إليه أمورهم‬
‫وعلى كل حال ‪ :‬فحسبنا ال ونعم الوكيل على كل من ظلمنا‪ ،‬ونعوذ بال من شره‪،‬‬
‫وندفع به ف نره‪ ،‬وال عز وجل ل ̀يذ‪a‬ل‪ Ò‬ولي‪£‬ه‪ ،‬ول ̀يع‪a‬ز‪ £‬عدو‪£‬ه‪ ،‬وال الستعان‪ ،‬وعليه التكلن‪.‬‬

‫‪ ] ()1‬النبياء‪.[ 18 :‬‬
‫‪ ] ()2‬الشورى‪.[ 24 :‬‬
‫‪24‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫● المر الثالث‪ :‬أرى أن ي‪o‬عال‪c‬ج` هذا الفكر الخالف للسنة باعتدال وإنصاف ‪ -‬وإن‬
‫فنحن مأمورون بالعدل‪ ،‬كما ف قوله تعال‪ ( :‬وإذا قل‪7‬تم‬ ‫‪-‬‬ ‫كانت آثاره سيئة جد‪Ï‬ا على المة‬

‫فاعدلوا ))‪.(1‬‬
‫وقوله ‪ -‬عز وجل ‪ ( :-‬ول يجرمنكم شنآن قوم‪ 5‬على أل تعدلوا اعدلوا هو أق‪7‬رب للتق‪7‬وى ))‪،(2‬‬
‫ولن العتدال سهل الوصول إل القلوب عند العقلء ‪ -‬وإن كان من عدو ‪ -‬وإذا أنصف‪Ž‬ت`‬
‫الصم؛ فقد فتحت` له باب استقامة‪ ،‬فتبأ بذلك ذمتك‪ ،‬و̀تس‪t‬ل‪c‬م المة من شر هذا الفكر‪،‬‬
‫ويشرح ال صدر مالفك إل التراجع إل الق‪ ،‬ومعلوم أن مقارعة الجة بالجة ‪ -‬مع الرفق‬
‫ف ذلك ‪ -‬خي من العكس‪ ،‬لسيما والردود على هذا الفكر وحلته قد كثرت جد‪Ï‬ا‪ ،‬وقد‬
‫استفاضت ف كشف عواره ف عدة جوانب ‪.‬‬
‫وحرص‪6‬ا على إيصال الق بدلئله وبراهينه إل كثي من الذين اغتروا بذا الفكر‬
‫وشبهاته‪ ،‬ورغبة ف إعانة كل من خ‪o‬د‪a‬ع ببعض الشبهات‪ ،‬وخشية‪ c‬العراض من الخالفي عن‬
‫‪-‬‬ ‫ساع نصائح مشاينا وكبار العلماء ف هذه المة؛ آثرت اختيار هذا السلوب ‪ -‬ما أمكن‬
‫ف مناقشة هذا الفكر ومن تأثر به‪ ،‬وبال التوفيق‪.‬‬
‫وليلزم من ذلك ترك‪ o‬الحكام الشرعية على كل من يستحق العقوبة شرع‪6‬ا‪ ،‬فهذا أمر‬
‫آخر‪.‬‬
‫ولو تصورنا أن م‪a‬ن‪ t‬هؤلء الذين وقعوا ف هذا الفكر الخالف للسنة بعض` أبنائنا‪ ،‬أو‬
‫إخواننا‪ ،‬أو قرابتنا؛ فكيف كنا سنعال ما وقعوا فيه ؟!‬
‫إن العلماء يعاملون أبناء المة برحة وعلم‪ ،‬وأهل السنة هم أهل العلم بالق والرحة‬
‫باللق‪ ،‬وال ‪ -‬عز وجل‪ -‬يقول‪ ( :‬ربنا وسعت كل شيء‪ 2‬رحمة‪ +‬وعل‪7‬م'ا ) فلبد من العلم‬
‫الشرعي الذي يرر بدقة وأمانة ووضوح مقدار النراف عن الق‪ ،‬بدون إفراط أو تفريط‪،‬‬
‫ولبد من اللم الذي تبأ به الذمة‪ ،‬وتنتفع به المة‪.‬‬

‫‪ ] ()1‬النعام‪.[ 152 :‬‬


‫‪ ] ()2‬الائدة‪.[ 8 :‬‬
‫‪25‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫إن من الطأ أن ي‪o‬ظ‪c‬ن أن الدعوة إل فتح باب الناقشة العلمية؛ تعن غض الطرف عن‬
‫أحكام وآثار التفجيات والغتيالت‪ ،‬أو تييع ح‪o‬ك‪Ž‬م من قام بشئ من ذلك!! إننا مأمورون‬
‫بالقيام بأمر ال ‪ -‬عز وجل ‪ -‬من جيع جوانبه‪.‬‬
‫ولقد رأيت بعض من تظاهر بعلج الشكلة‪ ،‬فجانب النصاف ف كيفية علجه‪ ،‬بل قد‬
‫وقع ف الكيد للدعاة إل ال جيع‪6‬ا‪ ،‬واتذ أعمال هؤلء الشباب ذريعة لنفث سومه‪ ،‬وتشويه‬
‫الدين وحلته جيع‪6‬ا!! كما يظهر ذلك من بعض القالت ف الصحف وغيها!!‬
‫‪-‬‬ ‫كما أن هناك من قد سلك مسلك‹ا آخر‪ ،‬ول ي‪o‬قر‪ $‬با عند أصحاب هذه الفتنة من الق‬
‫وإن وضعوه ف غي موضعه ‪ -‬فلم يعال الشكلة من جيع جوانبها‪ ،‬ما أدى إل إعراض الكثي‬
‫‪ -‬حت من الوافقي ‪ -‬عن الستفادة من جهده ف هذا الباب ‪ -‬وإن كان جهد‪6‬ا مشكور‪6‬ا ‪!!-‬‬
‫وبي هذين السلكي مسالك أخرى‪ ،‬ذات مراتب متفاوتة‪ ،‬والق وسط بي طرفي‪،‬‬
‫ومقبول من كل أحد‪ ،‬والباطل مردود على كل أحد كائن‪6‬ا من كان!!‬
‫هذا‪ ،‬مع شكري لكل من سعى ف بيان الق‪ ،‬والدفاع عن السنة والئمة‪ ،‬ودعائي بأن‬
‫يهدي ال الميع سواء السبيل‪.‬‬
‫والسلمون ف كل مكان يعانون من آثار هذا الفكر‪ ،‬وسيأت ذلك مفصل‹ا ‪ -‬إن شاء ال‬
‫تعال‪ -‬وعلج هذا الفكر ل يكون بسلوك مسلك الفراط أو التفريط‪ ،‬فإن هذا أو ذاك‬
‫يزيدان الخالف إصرار‪6‬ا على قوله‪ ،‬ومن ث‪c‬م تزيد التضحيات والصائب ف المة!! وإنا يكون‬
‫العلج بإنصاف وترد‪ ،‬مع الوضوح والزم ( ومن يؤت ال‪7‬حك‪7‬مة فقد أوتي خير'ا كثي'ا )‪.‬‬
‫والرء ليبئ نفسه من التقصي‪ ،‬لكن أسأل ال ‪ -‬الذي بيده قلوب العباد ‪ -‬أن يسك‬
‫قلب من الزيغ‪ ،‬ويفظه بسلمة اليان‪ ،‬وصحة القصد‪ ،‬واستقامة الجج والباهي‪ ،‬وأن يدفع‬
‫عن حظوظ نفسي المارة بالسوء‪ ،‬وأن ينبن سخطه وعقابه‪ ،‬وشر عباده‪ ،‬إنه على كل‬
‫شيء قدير‪.‬‬

‫● المر الرابع ‪ :‬إن كتاب هذا يعال فتنة التفجيات الت وقعت ف عدة أقطار من العال‬
‫السلمي وغيه‪ ،‬ف هذه اليام وغيها ‪ -‬مع إدراكي التفاوت بي كثي من التمعات‪،‬‬
‫ودورها ف أسباب وآثار وعلج هذه الفتنة ‪.-‬‬
‫‪26‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫وعلى ذلك ‪ :‬فليس كتاب خاص‪Ï‬ا ببلد معي‪ ،‬مقتصر‪6‬ا على أحوال أهله فقط‪ ،‬ولذلك‬
‫فسأذكر ما حضرن من أسباب هذه الفتنة‪ ،‬ومقالت الشباب وأدلتهم هنا وهناك وهنالك‪،‬‬
‫وإن ل يوجد بعضها ف بعض البلدان؛ حت يكون العلج عام‪Ï‬ا نافع‪6‬ا بشيئة ال عز وجل‪،‬‬
‫وحت لتبقى قيمة الكتاب العلمية مرتبطة بأحداث بلد معي‪ ،‬فتحيا قيمة الكتاب ببقاء‬
‫الدث ف بلدها‪ ،‬وتوت بوته‪ ،‬سائل‹ا الول عز وجل أن ي‪o‬ذهب جيع الفت عن السلمي ف‬
‫كل مكان‪.‬‬
‫● المر الامس‪ :‬كنت قد قا̀رب‪t‬ت‪ o‬على النتهاء من هذا الكتاب‪ ،‬وقبل الراجعة الول؛‬
‫أ‪Œ‬ت ل بكتاب‪)) :‬مشكلة الغلو ف الدين ف العصر الاضر‪ :‬السباب‪،‬الثار‪ ،‬العلج((‬
‫للدكتور عبد الرحن بن معل اللويق ‪ -‬حفظه ال تعال ‪ -‬وهو عبارة عن رسالة ))دكتوراة(( ف‬
‫ثلث ملدات‪ ،‬فعندما تصفحت الكتاب؛ رأيت فيه ما يعله رحلة الطالبي‪ ،‬وروضة‬
‫الناظرين ف التحذير من الغلو الذي وقع فيه الشباب‪ ،‬وهو حق‪ð‬ا موسوعة علمية زاخرة‬
‫بالنقولت الشرعية والتاريية ف هذا الشأن‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد استفدت من هذا الكتاب‪ -‬وغيه ‪ -‬وما ق‪Œ‬د‪y‬م له به‪ ،‬علم‪6‬ا بأنن ل أعرف الؤلف إل‬
‫من خلل كتابه‪ ،‬فجزى ال الؤلف وغيه خي‪6‬ا‪ ،‬وقد قال ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪)) :-‬ل‬
‫يشكر ال‪ ،‬من ل يشكر الناس(()‪.(1‬‬
‫وقد سيت كتاب هذا‪:‬‬
‫))فتنة التفجيات والغتيالت‪ :‬السباب‪ ،‬والثار‪ ،‬والعلج((‬
‫سائل‹ا الول ‪ -‬عز وجل‪ -‬أن يكون هذا جهد‪6‬ا مبارك‹ا‪ ،‬هادي‪6‬ا سواء السبيل‪ ،‬إنه على كل‬
‫شيء قدير‪ ،‬وبالجابة جدير‪ ،‬وهو حسب ونعم الوكيل‪.‬‬

‫من عدة فصول‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بعد القدمة‬ ‫‪-‬‬ ‫● وقد ج„ع„ل•ت‪ k‬هذا الكتاب‬

‫الفصل الول ‪ :‬ف نعمة المن‪ ،‬وأهيتها‪ ،‬وسبيل تققها‪ ،‬والفاظ عليها‪.‬‬
‫الفصل الثان ‪ :‬ف أطوار ومراحل الفكر الذي أفضى إل التفجيات والغتيالت‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ف الثار السيئة الترتبة على التفجيات والغتيالت‪.‬‬

‫‪ ()1‬أخرجه أبو داود برقم )‪ (4811‬عن أب هريرة مرفوع‪6‬ا‪ ،‬وانظر ))الصحيحة(( برقم )‪.(416‬‬
‫‪27‬‬ ‫فتنة التفجيرات والغتيالت‬

‫الفصل الرابع‪ :‬ف أسباب فتنة التفجيات والغتيالت‪.‬‬


‫الفصل الامس‪ :‬ف كيفية علج فتنة التفجيات والغتيالت‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬ف شبهات الخالفي ف ذلك والرد عليهم‪.‬‬
‫الفصل السابع ‪ :‬ف ذ‪a‬ك‪Ž‬ر جلة من فتاوى كبار علماء العصر ف التحذير من الغتيالت‬
‫والتفجيات‪.‬‬

‫ث ج`̀عل‪Ž‬ت‪ o‬له خاتة‪ ،‬وفهرسة ت‪o‬ق‪c‬ر‪y‬ب ما ̀بع‪o‬د من فوائده‪ ،‬و̀تج‪̀t‬مع ما تناثر من فرائده‬
‫وشوارده‪.‬‬
‫وال السؤول أن يعله مفتاح خي‪ ،‬مغلق شر‪ ،‬ونور‪6‬ا ف الدنيا وف ظلمة القب‪ ،‬وأمان‪6‬ا‬
‫يوم العرض والشر‪.‬‬

‫كما أسأل ال ‪ -‬عز وجل‪ -‬أن يعله خالص‪6‬ا لوجهه الكري‪ ،‬وس‪o‬ل‪v‬م‪6‬ا إل الفوز بنات‬
‫النعيم‪ ،‬وأن يعله وقاية ل من شر الشيطان الرجيم‪ ،‬وحزبه الثيم‪ ،‬وأن يدفع به عن‪ ،‬وعن‬
‫أهلي‪ ،‬وذريت‪ ،‬ووالدي‪ ،$‬وإخوان‪ ،‬ودعوت موجبات سخطه‪ ،‬وتول عافيته‪ ،‬وفجاءة نقمته‪،‬‬
‫إنه جواد كري‪ ،‬بر رحيم‪.‬‬

‫كتبه‬
‫أبو السن مصطفى بن إساعيل السليمان‬
‫دار الديث بأرب ‪/3‬شوال‪1424/‬هـ‬
‫وادي عبيدة – ديرة آل هادي بن وهيط‬

You might also like