Professional Documents
Culture Documents
السياحة في سورية بين النظرية والتطبيق
السياحة في سورية بين النظرية والتطبيق
في بلد يعيش %60من سكانها ذوي مليار النسمة بأقل من دولر واحد يوميًا ،ترى في الهنللد كللل
رعاية واهتمام لمجرد كونك سلائحًا ،ويتسللابق العلوام فلي إرشلادك إلللى أوابلد ملدنهم ومتاحفهلا،
وأفضل الماكن التي ترى منها مدنهم بأبهى حّلة ،ويرشدونك إلى المبنى الللذي خصصللته الحكومللة
لتشتري منه تذكاراتك الصيلة التي تكفلها الدولة بشهادة ممهورة بخاتمها وتشللعر السلللطات فللي
ما اشتريت من تللذكارات ،وفللي اليابللان يعاملونللك المنافذ الحدودية بعدم تقاضي رسوم جمركية ع ّ
ّ ً
م واحترام كبيرين مع عدم معرفتهم لغتك أو حتى اللغة النكليزية عموما ويظللون يحّيونللك بأدب ج ّ
بلغتهم وابتسامتهم رغم علمهم عدم فهمك لكلمة واحدة مما يقولون ،ولكنها القلوب التي تتواصل
دث عن أعداد الزوار والسائحين وكفللى بهللا وليست اللسن ،وفي بلدان أوروبا فإن الحصاءات تح ّ
شاهدًا ،وتبقى دبي كمدينة متفوقة في مجال سياحتها على نظيراتها مللن الللدول العربيللة الضللاربة
فللي العراقللة لجهللة التاريللخ والثقافللة والللتراث والطبيعللة ،رغللم علدم إمتلك الولللى أيلا ً مللن تلللك
ومات وكذلك عدم تواجد الثروة النفطية بها والتي يسهل التذرع بها عند ذكر دول الخليج. المق ّ
القاسم المشترك الذي شاهدته في كل تلك البلدان الناجحة سياحيا ً هو المللواطن ،نعللم المللواطن
العادي الذي جرى تثقيفه ليكون سفيرا ً لبلده في بلده ،وليكون مثال ً لما هي عليه بلده مللن أصللالة
وها ً يحكي قصة بلده بفخر وكبرياء ،وليعامل الزّوار وثقافة وتراث ،وليكون بشخصه دليل ً سياحيا ً مف ّ
م ،وليشرح بلغته وابتسامته قضلايا وطنله بسلسلة وذكلاء ،وليكافلح ملن ي وأدب ج ّ
من منصبه برق ّ
ً
دي الثقلافي والخلقللي وكلل مللا هلو منكلر وملذموم إنسلانيا .جللرى مكانه مظاهر العشوائية والتر ّ
ً ّ تثقيف المواطن العادي ليكون واجهة البلد الذي تزوره ،وأن ل يستغ ّ
ل الزائر ماديا أو معنويا ويريلله
من الخلق العامة في بلده ما يكره ،أن تكللون حصلليلته الثقافيللة مليئة بكللل مللا هللو شللائق لجهللة
إهتمام الزائر ولفت انتباهه ،وأن تكون جعبته الخلقية زاخرة بما يسّر من حسن المعاملللة والدب
والرفض للمظاهر الكريهة من تصرفات الرعاع.
لكي نقارب بين النظرية والتطبيق في واقع السللياحة السللورية ،أدعللو إلللى القيللام بحملللة شللاملة
لتثقيف كل مواطن سياحيا ً وتعريفه ببلللده إبتللداًًء بطلبللة المللدارس والجامعللات وانتهللاًء بللالمواطن
العادي الذي يجوب أطراف مدينته كل نهار ،ل أتكّلم عن النخب الثقافيللة فليسللت هللي المقصللودة
بهذه الحملة ،حيث إن السائح ل يلتقيها أبدا ً ولدرجة أنه ل يعلم بوجودها أصل ً
ل ،أو أنهللا خللارج دائرة
إهتمام الزائر الذي يريد أن يشاهد بلد الله ل أن يحضر في مراكزها وصالوناتها الثقافية .يجللب أن
يتعلم المواطن محتويات منشورات وزارة السياحة قبل نشرها خارجا ً واللتي تصلف بلده بإسلهاب
بأنها الجنة على الرض وأن يعرف مواقع متاحف ومشاهد مللدينته علللى القللل ،أن يتحل ّللى بللأخلق
كر بتربية قاعدة من المضيفين والكرماء ل السماسرة والمستغّلين ،أن يتخّلى عن الترّبح الني ويف ّ
الزوار/الزبائن يعودون إلى بلدنا كل عللام بللدل أن تكللون زيللارتهم لنللا أولللى وأخيللرة ،ويجللب فللي
المقابل أن تصف المنشورات السياحية تلك وصفا ً صادقا ً ما سيراه الزائر فللي بلدنللا مللن مشللاهد
ومظاهر ،بدل أن تكون في انتظاره مفاجآت غير ساّرة تغضبه ،فيقللوم الللزائر حينهللا بنشللر دعايللة
مضادة لعلناتنا يدحض من خلل وسائل إعلمه المختلفة ما نرّوج له في بلدنا ونللدفع فللي سللبيل
نشره التكاليف الباهظة.
ليكن زائرنا هو الشاهد والمعلن عما تحتويه بلدنللا مللن أسللرار وخبايللا ،ليكللن هللو المللرّوج لثقافتنللا
وتراثنا ،والمدافع عن قضايانا ومطالبنا عندما يرانا على جانب الحق ونسللتحقّ الللدعم والمسللاندة.
وحتى يكون كذلك يجب أن نكون بدورنا أهل ً لتلك المساندة والشهادة والترويج.