Professional Documents
Culture Documents
هل للإضراب والاعتصام قانون يحمي ضحاياه؟
هل للإضراب والاعتصام قانون يحمي ضحاياه؟
اطق "إن أسرنا باتت تشعر بأن صحار ما عادت والية من واليات سلطنة عمان ،وإنما ضاحية من ضواحي المن
الملتهبة على خارطة الوطن العربي"!!
بهذا النحو نقل لي أحد "الصحاريين" شعور أسرته عندما اتصلته أسأله عن هذا الذي كتبت عنه الص حف ح ول
تعطيل العمل باالدارات الحكومية من قبل محتجين تحت تهديد القوة ،وأضاف" :لقد استغاثت إمرأة مسلمة من بل د
إسالمي بعيد بالمعتصم العباسي فأدركها بالجند ،واستغثنا نحن باألجهزة المختصة فلم يدركونا"!!
باألمس القريب ،فرح البعض لمشاهدة موظفي أحد كبرى المصارف في السلطنة وقد احتشدوا أمام المبنى يهتفون
مطالبين بحقوقهم المشروعة ،ولم يزعجهم في ذلك إال تكدس العديد من السيارات وهي تتفرج على هؤالء .وكانت
دواعي الفرحة هي قدرة المواطن العماني على المطالبة بحقوقه العادلة بأسلوب جديد دشنته ثقافة جدي دة يس مهيا
البعض بثقافة االحتجاجات التي بلغت أوج نجاحها في تونس ومصر ،بينما تم تقطيع أوصالها في البحرين وليبي ا.
ولم يحزن أؤلئك األصدقاء أمران جديران أن يحزن لهما المرأ وفق نظري ،أولهما كيف آلت األم ور إلى ه ذا
المنحى؟ إذ أن مصارفا كبرى تنضح تقاريرها المالية بأرباح سنوية مذهلة ،غدت تحتضن في أروقتها موظفين فاق
وجودهم فيها إثنتي عشرة من األعوام وبرواتب ال تتعدى الثالثمائة من الرياالت العمانية؟ با للهول! وكأنهم كانوا
ينتظرون أن يعي المواطنون نهجا آخر يطالبون به حقوقهم حتى يعلنوا عن تغيير في الرواتب وتخفيض في نسب
القروض القاصمة للظهور!
واألمر المقرح اآلخر :أن مئات إن لم نقل األلوف من األبرياء ،ذهبوا ضحية هذه االضرابات .فق د عج زوا عن
إجراء أعمالهم في ظل مغادرة الموظفين لكراسيهم الضيقة احتجاجا ،بل استبد القلق والهلع بالعديد من الن اس عن
مصير رواتبهم التي ستتحول بعد أيام إلى هذه المصارف ،ترى كيف سيتمكنون من صرفها أو الوفاء بإلتزام اتهم
المالية وما أكثرها هذه األيام؟ آخرون من الذين تلقوا إشعارات بقطع خدمات المياه أو الكهرباء لتأخر شهر فق ط
والذين وجدوا أن خطوط هواتفهم قد خمد أنفاسها هرعوا إلى محطات الدفع والمطالبة باسترجاع الخدمات فك ان
من أمرهم أن صدموا ووقفوا حيارى ال يدرون ما العمل في ظل هذه االضرابات التي تطالب من جهة بحقوقه ا
وتضر بإضرابها هذا بالعديد من األبرياء.
وهاهي صحف اليوم برمتها ق د أعلنت ص باح أمس عن ن ذير خط ير للغاي ة ،وهي انح راف االض رابات
واالعتصامات عن مسارها وهويها في قاع العنف والتمرد المضر بمصالح اآلخرين ،األمر الذي يفرض تس اؤال
غاية في األهمية وهو :أين هي حجر الزاوية في هذه المعضلة والتي ينكمش الحل فيها؟
لقد فلت الفرس األبيض عن مربطه وأخذ يتعثر شيئا فشيئا في أعمدة مصالح البلد ومرافقها!
هل الحل يكمن في قانون واضح ال يحتاج إلى تفاسير لإلضراب واالعتصامات تعضده الئح ة ت دعم الحق وق
وأخرى تبين جزاءات المخالفات؟ شخصيا ،أعتقد ذلك.
عند رجوعنا إلى تعريف لإلضراب والفارق بينه وبين االعتصام نرى أنهم عرفوه كالتالي:
االضراب عبارة عن رفض جماعة من الموظفين االستمرار في العمل لعدة ساعات أو عدة أيام وذلك ألج++ل أن
+بمهنتهم .ويحق لهم أثناء االضراب رفع الفتات أو هتافات تطالب بحقوقها المشروعة.
تتحقق مطالباتهم المتعلقة
+
"القاموس السياسي".
"ال يجوز االضراب بأي حال من األحوال إال بعد تقديم الموظفين مطالباتهم مكتوبة للجهة المعنية في المؤسس++ة
+رد االدارة عن مطالباتهم التي ينبغي أن تك++ون في م++دة معقول++ة من ي++وم رفعهم التي يعملون فيها وإنتظار
+إلى موق++ع من المواق++ع
+أما االعتصامات ،فقد عرفها القاموس السياسي بأنها "لجوء حشد من الناس لمطالبهم".
العامة ألجل لفت انتباه االعالم إلى مطالبهم أو رسالتهم ألنه يجوز أن تكون االعتصامات ألجل إبالغ رس++الة أو
+رفض حالة فساد ،أو تعتيم ،أو سلب حق++وق، +التي تبلغها االعتصامات: +ومن أنواع الرسائلاعالن عن مطالبة.
+أو اعالن عن مأساة وإلى غير ذلك .والفرق بينها وبين المظاهرة أن االعتصام ال يتحرك ب++ل أو اعالن تضامن
يبقى في مكان واحد يعتصم به" "القاموس السياسي".
يالحظ أن التعريف فرق بين االضراب واالعتصام بأن األول ال يكون إال عن "العمل" وليست ل ه رس الة غ ير
تحسين أوضاع العمل والعمال .وهنا يفسح المجال ويفتح الباب للقانون أن يتحرك ببنوده ألجل حماية حقوق الغير
التي قد تهدر باالضراب ،وذلك عبر النقاط اآلتية:
منح حق االضراب واالعتصام ألجل المطالبة بالحقوق المشروعة أو إيصال رس الة هام ة ،على أن ال .1
تتحول هذه االضرابات أو االعتصامات إلى عنف بأي شكل من أشكاله.
ال بد من حماية شخصيات الناس من الشتائم والقذائف بأنواعها إذ أن االعتصام أو االض راب ال يحمالن .2
في هويتهما حق إتهام األبرياء والتشهير بهم.
عدم تحول هذه االعتصامات أو االضرابات إلى وسائل للعرقلة أواالعاقة بأي حال من األحوال. .3
ال ينبغي أن يقتضي قيامها إلى ذهاب مصالح أناس آخرين أو تضرر الدولة بها .المصريون مثال أوجدوا .4
لإلضرابات عندهم أوقاتا ال تتوافق مع أوقات العمل الرسمي ،وعلى هذا فلنقس ما يمكن اقتراحه لحماي ة
الوكن والمواطنين من الضرر.
ليس من شأن أية حركة أن تكون ال نهائية أو متمادية األمد ،ففي ذلك ضرر مزدوج على ذوي الحرك ة .5
ومكان وقوعها أيضا .من هنا ينبغي أن تكون لإلعتصامات واالضرابات عمر معين ال تتجاوزه.
في حالة عدم تحقق مطالب المعتصمين أو المضربين ،ينبغي إيجاد حل يبت في هذه المعضلة ويوجد لها .6
حال لعله يتمثل في تدخل جهات مختصة إلرضاء الطرفين ضمن نطاق الصلح الذي طبيعته كسب ش يء
مقابل فقد آخر.
ال بد من الئحة للجزاءات ،توضح للمعتصمين والمضربين ما عليهم فيما إذا خرجت حركاتهم عن خطها .7
السلمي واألخالقي.