Professional Documents
Culture Documents
رؤية لتنمية الموارد البشرية
رؤية لتنمية الموارد البشرية
:مقدمة
شهد االقتصاد العالمي في السنوات العشر األخيرة تغيرات سريعة ومتالحقة انعكست آثارها على بيئة األعمال والتي
تمثلت في زيادة حدة التنافسية العالمية والتكتالت االقتصادية وزوال القيود والحواجز التجارية والمكانية والزمانية بفعل
منظمة التجارة العالمية وثورة االتصاالت والمعلومات ،وهو األمر الذي دعا كثيراً من دول العالم بل والشركات إلى إجراء
.تعديالت هيكلية في أساليب استخدام وتوظيف مواردها لمواجهة هذه التحديات
ولما كان االقتصاد السعودي يؤثر ويتأثر باالقتصاد العالمي ،فقد استهدفت خطة التنمية الثامنة التحول باالقتصاد
السعودي من اقتصاد ريعي يعتمد على النفط إلى اقتصاد معرفي يعتمد على التقنية والمعلوماتية لإلسراع بمعدالت نموه
بدرجة أكبر لمالحقة سباق التنمية والتقدم والتفاعل مع التوجهات العالمية ،ولما كانت التقنية والمعلوماتية تعتمد على
الموارد البشرية المؤهلة ذات الكفاءة والمبدعة ،فإن المنطق السليم يتطلب ضرورة اإلسراع بمعدالت بناء ونمو وتنمية
الموارد البشرية السعودية كما ً ونوعا ً وذلك من أجل جني ثمار التحول القتصاد المعرفة وتعظيم االستفادة من الطفرة
البترولية الراهنة وتدنية اآلثار السلبية المتوقعة من جراء تلك التحوالت ،حتى يتمكن االقتصاد السعودي oفي النهاية من
.احتالل مكانته الالئقة على خريطة التنافسية العالمية
:محتويات الدراسة
.تنقسم الدراسة إلى خمسة فصول وتقع في ( )114صفحة بخالف فهرس المحتويات ،والملخص التنفيذي
يتناول الفصل األول منها :اإلطار العام للدراسة والذي يشمل كالً من المقدمة والمشكلة واألهداف والمنهجية البحثية
والنطاق المكاني والزماني لعينة مجتمع الدراسة الميدانية وفئاتها وتوزيعاتها ،بينما يتناول الفصل الثاني :تشخيص
مشاكل الوضع الراهن لتنمية الموارد البشرية بالمملكة من خالل أربعة أبعاد أساسية وهي( :البعد االقتصادي،
التخطيطي ،التشريعي ،السلوكي) ،في حين يتناول الفصل الثالث :استعراضا ً وتحليالً للتجارب الدولية الناجحة ،ويتناول
الفصل الرابع :نتائج الدراسة الميدانية ومرئيات مجتمع العينة في المشاكل وأساليب عالجها المقترحة بكل من األبعاد
األربعة موضع الدراسة ،وأخيراً يتناول الفصل الخامس :الرؤية المستقبلية المقترحة لتنمية الموارد البشرية بالمملكة
متضمنة :الرسالة واألهداف والسياسات والتشريعات المقترحة وآليات وجهات التنفيذ ذات العالقة بتحقيق الرؤية،
.وأخيراً قائمة بالمراجع المستخدمة
:مشكلة الدراسة
استهدفت جميع الخطط التنموية الثمانية فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية بالمملكة وخالل فترة 37عاما ً وحتى اآلن
تحقيق عدد من األهداف الثابتة والمتكررة والتي تمثلت في زيادة عرض الموارد البشرية الوطنية ورفع كفاءتها وإحاللها
محل العمالة الوافدة ،وتطوير منظومة التعليم والتدريب لتقليص حجم الفجوة بين مخرجات قطاعي التعليم والتدريب
بأنواعها ومراحلها المختلفة وبين احتياجات المشروعات التنموية في مختلف القطاعات والمهن والتخصصات ،وقد
تضاعف حجم اإلنفاق الحكومي على تنمية الموارد البشرية في خطة التنمية الثامنة بحوالي 50ضعفا ً عما كان عليه
بالخطة األولى ،كما وبلغت نسبة اإلنفاق على قطاعي الموارد البشرية والخدمات االجتماعية والصحية حوالي %76من
.إجمالي االنفاق على تنمية القطاعات األخرى
وعلى الرغم من ضخامة حجم اإلنفاق الحكومي المتراكم عبر الخطط التنموية الثمانية في مجال الموارد البشرية ،إال أن
النتائج المتحققة منه على أرض الواقع الحالي -والتي تمثلت في ازدياد معدالت نمو العمالة الوافدة بحوالي ()%5.1
سنويا ً خالل الفترة (1416ه1426-ه) وهو معدل يصل لضعف معدالت نمو السكان السعوديين البالغ ( )%2.5سنويا ً
خالل نفس الفترة ،فضال عن ارتفاع معدل البطالة للسعوديين خالل نفس الفترة من ( )%7.6إلى ( )%9.1للذكور
ولإلناث السعوديات من حوالي ( )%21.7إلى ( -) %26.3وهو ما يشير إلى وجود خلل في عملية إدارة تنمية الموارد
البشرية سواء من حيث تشخيص المشاكل أو أساليب وسياسات التخطيط المطبقة لتنمية الموارد البشرية أو من حيث
.أساليب وبرامج التنفيذ أو المتابعة
والسؤال المحوري الذي يطرح نفسه اآلن؟ هو لماذا نجح اآلخرون خالل فترة زمنية أقل وبموارد مالية أقل بكثير في
تطوير مواردهم البشرية؟ ولماذا لم ننجح نحن؟ وما هي التعديالت أو التغيرات المطلوب إجراؤها في ا لسياسات
.والتشريعات الحالية وما هي اآلليات التنفيذية الالزمة إلحداث نقلة نوعية في تنمية الموارد البشرية بالمملكة
:أهداف الدراسة
.تشخيص المشاكل الراهنة لتنمية الموارد البشرية بأبعادها األربعة المذكورة أعاله 1-
.وضع رؤية مستقبلية جديدة ومتكاملة األبعاد لتنمية الموارد البشرية 3-
:منهجية الدراسة
استخدمت الدراسة منهجية التخطيط االستراتيجي المتمثلة في تشخيص مشاكل الوضع الراهن واعتباره نقطة البداية
لتحديد الرؤية المستقبلية والرسالة واألهداف والسياسات المقترحة للعالج وآليات وجهات التنفيذ .كما استخدمت الدراسة
أسلوبي المسح المكتبي والميداني وأسلوبي المقابالت الشخصية وحلقات النقاش لتشخيص المشاكل وأساليب العالج ،كما
.وركزت الدراسة على االستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول األخرى في مجال تنمية الموارد البشرية
شملت الدراسة مختلف المناطق اإلدارية بالمملكة ،وبلغ حجم العينة اإلجمالي ( )1012مفردة ،منه ( )952استبانة)60( ،
مقابلة شخصية ،وتم توزيع االستبيانات عن طريق المقابلة المباشرة ومن خالل الغرف التجارية الصناعية بالمملكة وعن
.طريق الفاكس والبريد العادي واإللكتروني
كما وتم توزيع االستبيانات بنسبة ( )%50للمسئولين الحكوميين )%50( ،لمجتمع األعمال ،وبنسبة ( )%85للذكور( ،
% 15.لإلناث) ،وشملت عينة مجتمع األعمال رجال وسيدات األعمال ،وحديثي التخرج والتعيين ،والباحثين عن عمل
تم تحليل المشكلة من خالل أربعة أبعاد أساسية وهي (االقتصادي والتخطيطي والتشريعي والسلوكي) وأسفرت نتائج
:الدراسة المكتبية عن ما يلي
استمرار وجود الفجوة التنموية بين المناطق بالخطة الثامنة على ماهي عليه بالخطة األولى حيث تمثل كالً من 1-
(منطقة الرياض ومكة المكرمة والشرقية) مجتمعة من %75-65من جملة السكان والمشروعات والعمالة والمرافق
.التعليمية بالمملكة
ارتفاع معدالت البطالة في المملكة خالل الفترة (1427-1420ه) من %8.1إلى %12مع وجود فجوة في معدالت 2-
.البطالة لإلناث ( )%26.3وللذكور ( )%9.1وتدني نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة( )%6.6
.وجود فجوة في اإلنتاجية بين العمالة الوطنية والوافدة في معظم الشركات وبنسبة 1 :0.5على الترتيب 3-
.وجود فجوة في األجور بين العمالة الوطنية والوافدة للوظيفة المماثلة وبنسبة 13 :على الترتيب 4-
.وجود تركز للعمالة الوطنية بالقطاع الحكومي ورغبة كبيرة من العمالة السعودية للعمل بالقطاع الحكومي 5-
وجود تركز للعمالة الوافدة وتمثل ( )%84من العاملين بالقطاع الخاص مع ارتفاع معدل نموها بنسبة %5.1سنويا ً 6-
.خالل الفترة األخيرة 1426-1416ه
تدني المستوى التعليمي للعمالة الوافدة حيث إن ( )%83منهم يحملون ثانوية عامة فأقل بينما تبلغ تلك النسبة في 8-
%.العمالة السعودية 64
وجود تركز للعمالة الوافدة بالمناطق حيث إن %76منهم يعملون في ثالث مناطق وهي (الرياض ،مكة المكرمة 9-
.والشرقية)
.من المديرين السعوديين يحملون شهادة ثانوية عامة ودبلوم متوسط 11- 46%
تدني المؤهالت التعليمية للعاملين السعوديين بقطاع الخدمات والزراعة والصناعة حيث ان ( )%99-95منهم 12-
.يحملون ثانوية عامة أو دبلوم متوسط
.تدني المستوى التعليمي للعاطلين حيث ان %55منهم يحملون ثانوية عامة وأقل 13-
.تمثل العمالة الوافدة %97من مهن العمالة العادية غير الماهرة 14-
ثانياً :المشاكل في البعد التخطيطي -1:وجود فجوة في الطاقة االستيعابية للجامعات السعودية ،حيث استوعبت في
.المتوسط ( )%24فقط من خريجي الثانوية العامة خالل الفترة من 1426-1416ه
وجود فجوة في اإلنفاق الحكومي على التعليم الفني والذي يمثل %5فقط من اإلنفاق على التعليم العام o،و( )%3من 2-
.إجمالي اإلنفاق على مختلف أنواع التعليم
.معدل نمو خريجي الثانوية العامة %9سنويا ً وهو ضعف معدل نمو المقبولين بالجامعة %4.6سنويا ً 3-
%.وجود ضعف في مساهمة القطاع الخاص في التعليم الجامعي ،%1وفي التعليم العام 5- 8
.وجود ضعف في الطاقة االستيعابية للتعليم الثانوي الفني إذ استوعب %51فقط من المتقدمين في عام 2005م 6-
.وجود فجوة في اإلنفاق بقطاع التعليم ،حيث إن %60منه ينفق على األجور والمرتبات 7-
وجود فجوة في البحوث والمعلومات في مجال تنمية الموارد البشرية من حيث تضارب البيانات بين الجهات وندرة 8-
.الدراسات والبحوث في هذا المجال
.ارتفاع نسبة الهدر ( الفاقد التربوي ) في خريجي الثانوية العامة %65منهم ال يجدون مكانا ً الستكمال الدراسة 9-
.تعدد الجهات الحكومية المصدرة لقرارات السعودة ،وعشوائية وفجائية إصدار بعض القرارات 1-
.عدم تمثيل القطاع الخاص بالقدر الكافي في قرارات تنمية الموارد البشرية وخططها وسياساتها 2-
وجود ازدواجية في لوائح التعيين والعقود والتوظيف واألجور ومزايا نظامي التأمينات االجتماعية والتقاعد بين 3-
.القطاعين العام والخاص سواء اثناء الخدمة أو بعدها
ضعف تشريعات تحفيز القطاع الخاص للمشاركة في االستثمار بقطاع التعليم مع وجود قيود على نشاطه وتشريعات 4-
.تفرض رسوما ً على التدريب األهلي
.ضعف آليات متابعة تنفيذ القرارات الصادرة بشأن السعودة أو تشغيل اإلناث 6-
.ندرة التشريعات الالزمة لتوجيه الدعم للمستحقين فقط وفق ضوابط محددة 7-
.ضعف مستوى التشريعات الحاكمة لسلوك العامل وصاحب العمل بما يضمن انضباط بيئة العمل 8-
.تشريعات حوافز الطلبة تعد من العوامل المؤدية الختالل التركيب النوعي لتخصصات خريجي الجامعات 9-
وجود تعارض في أهداف خطة التنمية الثامنة من حيث التوسع الحكومي الالمحدود في مجال التعليم والصحة وبين 10-
.توسيع فرص االستثمار أمام القطاع الخاص ،مع وجود اختالف في رؤى الجهات ذات العالقة بتنمية الموارد البشرية
:رابعاً :المشاكل في البعد السلوكي
وجود ظواهر سلوكية سلبية في العمالة الوطنية عن نظيرتها الوافدة مثل عدم االستقرار بالوظيفة بعد اكتساب الخبرة 1-
أو الرغبة في شغل الوظائف القيادية دون تدرج وظيفي أو خبرة وعدم الرغبة في العمل دوامين أو التنقل حسب حاجة
.العمل
.تفضيل أصحاب األعمال العمالة الوافدة عن الوطنية بسبب فجوة األجور واإلنتاجية واالنضباط السلوكي 3-
.عدم رغبة العمالة السعودية في شغل الوظائف والمهن اليدوية أوالمهنية 4-
.وجود تمييز وعدم مساواة عند التعيين بالحكومة بسبب الواسطة والتحيز القبلي 5-
.ضعف الرغبة لدى العمالة السعودية في تحسين مهاراتها في اللغة اإلنجليزية والحاسب اآللي 6-
.وجود نظرة سلبية لدى غالبية أفراد المجتمع تجاه عمل المرأة والعمل المهني 7-
وخالصة القول فإن معظم المشاكل االقتصادية والسلوكية الحادثة في بيئة األعمال اآلن تعزى بصفة أساسية إلى سلبيات
تخطيطية متراكمة من الماضي ،فضال عن عدم مالءمة بعض التشريعات التنظيمية القديمة وغير المتسقة مع الظروف
والمستجدات الحالية والمستقبلية في بيئة األعمال ،وهو األمر الذي يؤكد التداخل القوي والترابط الشديد بين األبعاد
األربعة لتنمية الموارد البشرية ،وبالتالي فإن العالج ألحد األبعاد منفرداً ال يعطي أية نتيجة ،وهو ما يتطلب معالجة لألبعاد
.األربعة مجتمعة في آن واحد
وتتلخص هذه التجارب في مجموعة من الحلول المختلفة ولكنها ذات رؤى متشابهة ،حيث إنها جميعا ً تركز على بناء
:رأس المال البشري الالزم للتنمية ،وإن كان لكل دولة سياساتها الخاصة بها والمميزة لها ،وذلك على النحو التالي
التجربة الماليزية :تميزت بإنشاء المدارس الذكية لتعليم الطلبة التقنية الحديثة ،مع غرس قيم العمل المنتج في 1-
النشء ،وكذلك بربط برامج التعليم والتدريب باحتياجات التنمية المحلية وبمواكبة عصر العولمة في آن واحد ،وإشراك
القطاع الخاص المحلي واألجنبي في وضع سياسات التعليم والتدريب مع الجهات الحكومية ،وتحفيز القطاع الخاص
.المحلي واألجنبي في االستثمار بقطاعي التعليم والتدريب
التجربة الكورية :تميزت بدعم الحكومة للجامعات ومراكز األبحاث إلجراء الدراسات التطويرية للتعليم والتدريب في 2-
مجاالت محددة ،وتنفيذ برامج تدريب مهني تغطي كافة المهن واألعمار والمناطق ،وفتح الباب دون قيود للقطاع الخاص
.لالستثمار في قطاعي التعليم والتدريب
التجربة الهندية :تميزت بالتركيز على قطاع تقنية المعلومات ،وتكوين مجلس قومي لتحسين نوعية التعليم والتدريب3- ،
وإلزامية التعليم المجاني حتى نهاية المرحلة الثانوية فقط ،وزيادة المخصصات المالية للجامعات واستقالليتها ،والتركيز
.على النوعية وتوجيه فائض طالب الثانوي للتعليم الفني
التجربة الفلبينية :تميزت بتأهيل القوى العاملة للتعامل مع التقنية ،وتطوير مؤسسات التعليم والتدريب وتحويل 4-
أساليب التعليم من التلقين إلى االبتكار ،وتصدير فائض العمالة الفنية للخارج ،وأن يكون التعليم باللغة الفلبينية
واإلنجليزية معا ً ،والتعاون مع اليابان في مجال التدريب ،واالستفادة من برامج التعاون الدولي في مجالي التعليم
والتدريب ،كما أنها سعت الستخدام المنظمات األهلية غير الحكومية في إعادة تأهيل الذين لم يجدوا وظائف في سوق
.العمل لوظائف أخرى
التجربة االسترالية :وتميزت بالتركيز على التعليم والتدريب كمفاتيح لتنمية الموارد البشرية والمجتمع ككل ،ودمج 5-
برامج التعليم الفني والتدريب المهني مع برامج الثانوي العام وربطها باحتياجات سوق العمل ،وتبني أنماط جديدة من
التعليم مثل التعليم عن بعد والتعليم المستمر والتعليم التعاوني ،والتركيز على تدريب المعلمين والمدربين قبل المتدربين،
.ومشاركة القطاع الخاص في قرارات تنمية الموارد البشرية
تجارب مجموعة من الدول والشركات في نقل التقنية عبر الشركات المتعددة الجنسية وعابرة القارات :حيث فتحت 6-
الصين أبوابها لالستثمار األجنبي المباشر لبناء رأس المال البشري ،وتولت سنغافورة نقل التقنية عبر جذب االستثمارات
األجنبية ،والربط الخلفي واألمامي للشركات األجنبية التي تتعامل في منتجاتها (كمدخالت) ،واالستفادة من المتدربين
بالشركات األجنبية في بناء شركات محلية ،وقدمت شركة انتل منح للطالب المتميزين في الجامعات والمعاهد العالمية
الشهيرة ،وتبنت مشاريع مشتركة مع العلماء الصينيين ،وقدمت شركة تايوتا منح دراسية بمختلف مراحل التعليم ،وتقديم
.إعانات عينية تتمثل في آالت ووسائل التدريب
:ومما سبق يتضح اإلجابة على سؤال لماذا نجح اآلخرون في تنمية مواردهم البشرية في فترة أقصر وبتكلفة أقل
بشكل عام يوجد اتفاق في مرئيات مجمل أفراد العينة تجاه طبيعة المشاكل ونوعيتها وأساليب العالج المقترحة لها في
مجال تنمية الموارد البشرية بأبعادها األربعة موضع الدراسة ،وإن تباينت مرئيات فئات مجتمع الدراسة في ترتيب
المشاكل وأساليب العالج ،إال أن الجميع يرى أنها جميعها كمشاكل وأساليب عالج على درجة عالية من األهمية ،هذا وقد
احتلت سلبيات كل من البعد التخطيطي والتشريعي المرتبة األولى ،من حيث أهميتها كمشاكل ،في حين كانت سلبيات البعد
االقتصادي والسلوكي في المراتب األخيرة ،وهو ما يعني أن المشاكل االقتصادية والسلوكية تعود في األساس لسلبيات في
التخطيط وعدم مالئمة التشريعات ،كما أوضحت الدراسة األهمية الترتيبية لعالج مشاكل البعد السلوكي واالقتصادي أوال،
من خالل تعديالت تخطيطية وتشريعية جديدة ،وتؤكد هذه النتيجة إلى أن حل المشكلة يتطلب الدمج بين األبعاد األربعة
.معا ً في آن واحد
والجدير بالذكر ان نتائج تحليل االستبيان من حيث المشاكل وأساليب العالج بالدراسة الميدانية تطابقت تماما ً مع ما
.جاءت به الدراسة المكتبية من نتائج في هذا المجال
الرؤية المستقبلية المقترحة
في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة المكتبية والميدانية وتحليل أسباب نجاح الدول األخرى في مجال تنمية الموارد
:البشرية ،تم اقتراح الرؤية التالية
).بناء قدرات الموارد البشرية السعودية الحتالل مكانتها الالئقة على خريطة التنافسية العالمية(
إن عملية بناء قدرات الموارد البشرية مسؤولية مجتمعية مشتركة تحتاج لتبني القيادة السياسية للرؤية الجديدة ،وأن
.تلتزم بها كافة الجهات ذات العالقة وبطريقة تكاملية من أجل إحداث النقلة النوعية المستهدفة وصوالً للتنافسية العالمية
.هو (إحداث نقلة نوعية في الموارد البشرية السعودية الحالية والمستقبلية لزيادة قدرتها التنافسية محليا ً وعالمياً)
هذا وقد اقترحت الدراسة عدداً من التوصيات والمتمثلة في السياسات والتشريعات الجديدة الالزمة لتحقيق الرؤية
المستقبلية المستهدفة مصحوبة باآلليات التنفيذية وجهات التنفيذ ذات العالقة ،وتجدر اإلشارة إلى أنه سوف يتم بمشيئة
هللا نشر التوصيات لجميع دراسات المنتدى في كتيب مستقل وذلك بعد مناقشتها وإقرارها بشكلها النهائي في جلسات
".النقاش الخاصة بكل دراسة في المنتدى