Professional Documents
Culture Documents
فرض أدونيس والاعلام الجديد
فرض أدونيس والاعلام الجديد
إن القائد يتعب نفسه باالصالحات ،ال أحد منا يدري كم من الوقت يقضيه في التفكير ،وحجم "العص ف" ال ذهني
الذي يمارسه ،ومداه على صحته ،وكم من المرات يغربل أفكاره رأسًا على عقب لينظ ر إليه ا من أألس فل إلى
األعلى مرة ،ومن األعلى إلى األسفل أخرى ،والدعوات الصادقة التي يبثها في نجواه مع رب ه ليجع ل التوفي ق
حليف مخططاته ،هذا كله ال علم لنا به لكننا نشعر بثقلها حتما ويقينا ،فهل يجوز بعد هذا أن يأتي جمع من العابثين
ليحولوا دون أن يقطف الشعب ثمار هذا الغرس األطيب المبارك؟
اإلجابة بثتها الندوة في ضمن ما تمخضت عنها من توصيات ،وعلى لسان الباحث "محمد الحجري" إذ ق ال ب أن
"االعالم هو حارس العملية االصالحية هذه" ،وأيده فيه الحضور الكريم بعد أن بلوروه بإضافات وتعليقات هام ة
منهم .أقترح على القراء أن يقرؤها إن لم يكونوا قد فعلوا ذلك بعد.
نعم ذاك هو الدور الذي يود القدر أن يكتبه لإلعالم العماني في العهد الجديد للسلطنة .والشك أن لكل دور رجاله،
كما أن لكل مقام مقال .فإذا كان لمقام عصر االصالح مقاله الخاص به ،ف إن له ذا المق ال رجال ه أيض ا من
االعالميين الذين ،وهلل الحمد ،ال تخلو هذا البلد الطيب منهم.
ذات يوم ،افترض األديب العربي الكبير "أدونيس" فرضا ال يفترضه إال المبدعون ،وهو أنه "لو" قدر الباري تعالى
أن يرسل رسال لمرحلة جديدة من عمر البشر ،ترى هل سيرسل من أرسلهم سابقا أم أن الدور هذه المرة س يأتي
على "رجال" آخرين غيرهم؟
تبني اإلجابة األولى تعني أننا أصحاب رؤية "قاتمة" ترى أن البشرية قد عقمت عن أن تنجب رجاال يستطيعون أن
يلعبوا أدوار الرسل واألنبياء ،أما بتبني اإلجابة الثانية فنحن نقف في صف الذين يرون أن الجم ال واالب داع لم
ينضب معين الوجود عن ضخهما أزال ولن ينضب أبدا .فالباري "يداه مبسوطتان ينفق كيف يش اء" وال يتس لل
"البخل والمنع" في ساحته إطالقا .فجهاز الخلقة يقذف دائما أبدا على سطح هذه المعمورة عقوال كب يرة وأرواح ا
كريمة.
لنترك "أدونيس" بفرضه الجنوني – واالبداع يعرف في هذه الصناعة بالجنون أحيانا -إذ أن حديثنا كان أساسا عن
عقول مخلصة ومتمكنة تستطيع ممارسة نشاط األنبياء فما بال أعمال في حجم إدارة حقيبة وزارة أو وكالة؟
وسواء أكنا ذوي نظرات قاتمة أم فاتحة ،فلن تختلف نظراتنا بأن الوطن بحاج ة إلى "إعالم" جدي د ،ق ادر على
حراسة وحماية خطوات "االصالح" ،لذا فكلمتنا اليوم غدت موحدة تتألف من األلفاظ التالية" :االعالم الح الي ق د
ولى عهده".
أطرب له من "نشيد"!