You are on page 1of 20

‫المبحث الول ‪-:‬‬

‫ما هي الساليب الجرامية اللكترونية تتطلب بيان وشرح ما هية الساليب الجرامية اللكترونية ‪ .‬تحديييد‬
‫مفهوم التغطية بصفة عامة ‪ ،‬ثم بيان معنى السلوب الجرامي التقليدي اللكترونى الرقمي وذلك كالتي‪-:‬‬
‫الفرع الول ‪ -:‬مفهوم التغطية ‪:‬‬
‫فى اللغة يقال غطا الشئ غطوًا وغطاه تغطية وأغطاه داره وستره ‪.‬‬
‫وفى الصطلح المنى ‪:‬‬
‫هي حيل مدبرة ومختلفة كليًا او جزئيًا من قبل الشخص " سواء كان رجل أمن او مجييرم " وهييذه الحيييل‬
‫قد نتكون حقيقية او إصطناعية او تجمع بين الحقيقة والصطناع ‪.‬‬
‫هدف التغطية يختلف حسب القائم بها فالمخالف للقانون " المجرم " يتبلور هدفه فى ‪-:‬‬
‫مقاومة المراقبات الروتينية لتشتيت فرق البحث والتحري ولقطع المراقبة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمويه لخفاء شخصية المتصل والمتصل به وأنشطتهم السييرية ‪ ،‬فإتباعهييا بصييفة منظميية‬ ‫‪-‬‬
‫وفى أوقات معينة قبل وأثناء وبعد عملية التصال بالمتصل بهم سواء كانوا أشخاص يًا او أميياكن او‬
‫أشياء حسب طبيعتها تعطي مؤشرًا للمحلل المني بخطورة ومسييتوى المتصييل بييه فييى التنظيمييات‬
‫الرهابية وتمكنه من التوجيه بقرارات بشأن الحد أو الضبط ‪.‬‬
‫أما القائمون عن التحري و البحث عن الجرائم ومرتكبيها وضبطها وجمييع السييتدللت عنهييا والمحافظيية‬
‫على النظام والمن العام وتنفيذ القوانين واللوائح مهييم فييى صييدر ذلييك يتخييذون مييا يلييزم ميين الحتياطييات‬
‫لكشف الجرائم وضبط المتهمين فيها ‪ ،‬ول تترتب عليهم فيما يقومون به لتحقيق هذا الهدف حتى لو إتخييذوا‬
‫فى سبيل ذلك التخفي والتنكر وإنتحال الصفات حتى يييأنس الجيياني لهيم ويييأمن جيانبهم وليتمكنييوا ميين أداء‬
‫واجبهم ‪ ،‬ما دام ان إرادة الجاني حرة غير معدومة ‪.‬‬
‫معنى السلوب لغويًا ‪:‬‬
‫يقصد بالسلوب ‪ ،‬الطريف من القول والعمل ‪ ،‬وجمعها أساليب ‪ ،‬ويقصد بها فى مجال بحثنا كيفية تنفيذ‬
‫وإرتكاب الجريمة لن لكل مجرم أسلوبه ‪ .‬فى التغطية سواء كان فى الكلم او العمل ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪-:‬‬
‫تعريف السلوب الجرامي الرقمي‬
‫يقصد بالساليب الجرامية الرقمية كيفية إستخدام الحاسوب الرقمي بنظمه وبراكجه وملحقاته ووسييائل‬
‫التصال الرقمية فى إرتكاب الجرائم سواء كانت تلك التقنية هى محل الجريمة أم كانت وسيلة فى إرتكابها‬
‫وسواء كانت عبر شبكة النترنت او بدونها ‪.‬‬
‫أساليب التغطية ‪ -:‬ينتهج النسان )رجل أمن او مجرم او غيره( فى تغطية نشاطه ثلث أساليب ‪:‬‬
‫أسلوب التغطية بالقول ‪- :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ويقصد به الشفرة الصوتية اللغوية التى تنقل معاني يتم التفاق عليها مسبقًا وتكون معروفة للمشتركين فييى‬
‫العمل ‪.‬‬
‫أسلوب التغطية بالعمل ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يقصد به النشاط والداء العملي الذي يخفي به النسان حقيقة شخصيته كأن يتنكر المجييرم فييى هيئة أجنييبي‬
‫او غيره فى مهنة غير مهنته كالنجار والسباك والتاجر حتى يجذب الضحية )المجنى عليه( المييراد اليقيياع‬
‫به أو يتنكر رجل المباحث ويتخفى فى الوصول الى حقيقة الجريمة التى وقعت من أجل إقامة العدل ‪.‬‬
‫أسلوب التغطية المختلط ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يقصد به الجمع بين السلوبين السابقين وعلى كل حال ‪ ،‬فلكل إنسان حسب تخصصييه أو طييائفته ‪ ،‬أسييلوبه‬
‫اللغوي والعملي فى ممارسة نشاطه ‪.‬‬
‫وألخص بأن جميع هذه الساليب التى كييانت غييير معروفيية قبييل عقييود مضييت وبظهييور العولميية فييى‬
‫الساليب الجرامية تطورت وأصبحت لها تقنيات وبرمجيات ونظم تدريب إفتراضي فييأثرت علييى تطييور‬
‫الجريمة سواء كانت إلكترونية او تقليدية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫أثر العولمة على الجريمة السياسية المنظمة‬
‫لقد عرف الدكتور نائل عبدالرحمن صالح ‪ ،‬الجريمة السياسييية المنظميية مخاطرهييا بأنهييا " الجريميية‬
‫التى تتضمن نشاطًا إجراميًا معقدًا هيرتكب على نطاق واسع ‪ ،‬وتنفذه مجموعة من الشخاص علييى درجيية‬
‫كبيرة من التنظيم ‪ ،‬بهدف شراء المشتركين فى هذا النشاط على حساب المجتمع وأفييراده ‪ ،‬وهييي غالبيًا مييا‬
‫ترتكب بأفعال مخالفة للقانون ‪ ،‬ومنها جرائم ضد الشييخاص او المييوال ‪ ،‬ترتبييط معظييم الحيييان بالفسيياد‬
‫‪1‬‬
‫السياسي " ‪.‬‬
‫وتندرج الجرائم التية تحت أنواع المنظمة وهي ‪-:‬‬
‫التجار بالشخاص ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية أو سرقتها ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫سرقة المواد النويية وإساءة إستعمالها أو التهديد بها للضرار ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫العمال الرهابية ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إفساد الموظفين العامين ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫خصائص الجريمة المنظمة ‪:‬‬


‫أ‪ /‬التخطيط ‪.‬‬
‫ب‪ /‬الختراق ‪.‬‬
‫جي ‪ /‬التعقيد ‪.‬‬
‫د‪ /‬القدرة على التوظيف والبتزاز‪.‬‬
‫هي‪ /‬التعايش على هذه الجريمة ‪.‬‬

‫أبعاد الجريمة المنظمة ‪-:‬‬


‫البعد الجتماعي ‪-:‬‬ ‫ل ‪:‬‬
‫أو ً‬

‫‪1‬‬
‫العولمة وأثرها على المن القومي ‪ ،‬ص ‪ ، 52‬عبدالرحمن يوسف بن حرب ‪ ،‬دار النشر ‪ -‬بيروت ‪-‬‬
‫ويتمثل فى الثار السلبية الناجمة عن إستخدام المخدرات وتأثير ذلك فى سييلوك الفييرد وصييحته أو نمييو‬
‫العنييف وإسييتخدام السييلح والخييوف ميين الجريميية ‪ ،‬والتحكييم فييى المنظمييات الرسييمية الحكومييية وغييير‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫البعد السياسي ‪-:‬‬ ‫ثانيًا ‪:‬‬
‫ويتمثل فى التأثير على الحزاب السياسية وكبار المسؤولين فى القطاع الخاص والعام مما يييؤدي الييى‬
‫فقدان الثقة الشعبية ‪.‬‬
‫أسباب إنتشار الجريمة السياسية و المنظمة ‪-:‬‬
‫إنهيار النظام العالمي وظهور النظام العالمي الذي فتح الفاق والحدود ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إنهيار الكتلة الشرفية ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إنتشار الفساد الداري والسياسي ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ومن العوامل التى ساعدت فى إنتشار هذا النوع ميين الجييرائم فييى الييوطن العربييي بشييكل خيياص ‪ ،‬وهنيياك‬
‫الكثير من العوامل من أهمها ‪ ،‬سياسة القتصاد الحر ‪ ،‬وحرية تبادل السيلع والخيدمات ‪ ،‬عيدم وجيود قييود‬
‫‪1‬‬
‫على الحوالت المصرفية ‪.‬‬
‫جرائم الرهاب ‪Terrorism...‬‬
‫اعتبر بعض المفكرين جرائم الرهاب هي جزء من الجريمة السياسية ‪ ،‬وأحيان يًا حييين يمتييد نشيياطها‬
‫خارج نطاق القليم فإنها فى هذه الحالة تصبح جزء من الجريمة المنظمة العابرة للحدود القليمية ‪.‬‬
‫وتعتبر جرائم الرهاب العالمي من الجرائم الييتى تصيياعدت بعييد نشييوء النظييام العييالمي الجديييد وتييدعم‬
‫الوليات المتحدة للياته ‪ .‬وكم من بلد كان ينعم بالستقرار والمن فى عهييد النظييام الثنييائي القطبييية أصييبح‬
‫الن مرتعًا للفوضى وعدم الستقرار فى عهد القطب الواحد ‪.‬‬
‫وأصبحت ظاهرة العنف السياسييي لصيييقة بهييذا النظييام الييدولي تييدعمه تضييارب المصييالح القتصييادية‬
‫وسيطرة نظام الكارتلن العالمي الذى تقوده شركات متعددة الجنسيات ولوبي التصالت والعلم العالمي‬
‫وجماعات المصالح فى الدول الغنية السيبع واليتى تمهيد لنشيوى ميا يسيمى فيى عيالم السياسية " بالقييادات‬
‫البديلة" لنظمة العالم الثالث ‪.‬‬
‫تعريف جرائم العنفوالرهاب ‪-:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬صفحة ‪- 57‬‬
‫شهد العالم فى نهاية القرن العشرين وفى عصر العولمة تزايد أعمال العنييف والرهيياب حيييث أشييارت‬
‫العديد من الدراسات الى أن أعمال العنف والرهاب قد زادت بنسبة ‪. % 64,4‬‬
‫ويعرف الرهاب " بأنه ذلك العنف المنظم الذى تمارسه جماعات مييا بهييدف تحقيييق أفكارهييا أو أهييدافها ‪.‬‬
‫مستخدمة فى سبيل ذلك العنف لرهاب الخصم تحقيقًا لهداف ذاتية أو لحساب الغير " ‪.‬‬
‫ويرى الدكتور قدري عبدالفتاح ‪ 1‬الضهاوي فى تعريفه للرهاب الدولي بأنه "إستخدام طرق عنيفة كوسيلة‬
‫‪ ،‬الهدف منها نشر الرعييب للجبييار علييى إتخيياذ موقييف معييين او المتنيياع عيين موقييف معييين" ومين هيذا‬
‫التعريف يتضح ان جريمة الرهاب تختلف عن غيرها من الجرائم فى كون ان الرهاب وليس غاييية فهييي‬
‫تختلف عن جريمة العدوان ‪ .‬ولقد نهى ال عن الفساد والفساد فى الرض فى قوله تعالى فى معرض الييذم‬
‫ن (البقرة ‪. " 60‬‬
‫سِدي َ‬
‫ض ُمْف ِ‬
‫لْر ِ‬
‫ل َتْعَثْوْا ِفي ا َ‬
‫" َو َ‬
‫ول تتيورع جماعيات الرهياب عين القتيل والسيفك بصيورة فرديية للخصيوم وليم تعيد أي منطقية عليى‬
‫المستوى الكونى بمنأى عن الثأربهذا التحدي الذى فييرض نفسييه بأشييكال متعييددة وأهييداف مختلفيية لتحقيييق‬
‫مصييالح ذاتييية او لحسيياب الخرييين ‪ ،‬لنييه أصييبح أحيانيًا أحييد أدوات ووسييائل بعييض الييدول لبييث التييوتر‬
‫وزعوعة المن والستقرار فى دول أخرى ‪.‬‬
‫ملحظات على ظاهرة الرهاب ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ان ظهور هذا الرهاب بهذا الشكل المنظم بمفهوم العولمة وتطور نظم التقنييية والتصييالت الييذى كييان‬
‫ل مساعدًا والذى سهل التصال بين أعضائها وسهل إنتقال المال والسييلح لتمويلهييا ‪ .‬سياسييات الفيياق‬
‫عام ً‬
‫المفتوحة بل قيود ول حدود ‪.‬‬
‫‪ -2‬نلحظ أن النظام الدولي أمن المأوى واللجوء لقيادات هذه الجماعات السياسي والنساني ‪.‬‬
‫‪ -3‬ل بد من الضوابط المنية لهذه النوعية من الجرائم اليتى تسيعى اليى إحيداث تغييير منطقيي فيى بعيض‬
‫الوضاع القائمة وذلك من خلل دراسة هذه الحالت وإيجاد الحلول المنية المناسبة ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن ظيياهرة العنييف السياسييي أدت الييى تزايييد جييرائم الرهيياب الييدولي والجييرائم المنظميية ‪ ،‬وجييرائم‬
‫المخدرات ‪ ،‬مما شكل خطرًا حقيقيًا على أرواح البرياء فى مختلف أنحاء العالم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪- 89‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬‬
‫آثار العولمة على الجرائم الخلقية‬
‫إذا كان لشبكة النترنت وجه إيجابي فإن لها وجه سلبي وخطير ‪ ،‬ومن هذه الوجه وجود مواقع‬
‫على شبكة النترنت تعرض على ممارسة الجنس سواء مع الكبار او مع الطفال وتقوم هذه المواقع‬
‫بنشر صور جنسية أكثر تخصصية فمنها من هو مختص فى أفلم الفيديو ومنها ما هيو مختيص فييى‬
‫ل كييبيرًا علييى زيارتهييا‬
‫الصور وكثير منها متخصص فى برامج المحادثة ‪ .‬وهييذه المواقييع تجييد إقبييا ً‬
‫وتصفح محتوياتها ‪.‬‬
‫ونجد ان شريعتنا السلمية السمحة قد نبهت الييى خطيير مثييل هييذه الفعييال ‪ ،‬أولهييا كييان ورود‬
‫ظييوا‬
‫حَف ُ‬
‫صيياِرِهْم َوَي ْ‬
‫ن َأْب َ‬
‫ضييوا ِمي ْ‬
‫ن َيُغ ّ‬
‫آيات غض البصر وسييتر العييورة ‪ ،‬وقييال تعييالى ‪ُ) :‬قييل ّلْلمُيْؤِمِني َ‬
‫ن( النور ‪ . 30‬ووجييه السييتدلل فييى الييية الكريميية‬
‫صَنُعو َ‬
‫خِبيٌر ِبَما َي ْ‬
‫ل َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ك َأْزَكى َلُهْم ِإ ّ‬
‫جُهْم َذِل َ‬
‫ُفُرو َ‬
‫ذكر بأن غض البصر يساعد على إعفاف النفس المارة بالسوء وتزكيتها ‪.‬‬
‫ويثور التساؤل عن أثر الباحية فى إنحطياط وتفشيي الجيرام ولقيد وجيد عيالم النفيس "إدوارد‬
‫دونر" من جامعة دوسكونسون بأمريكا بأن الذين يخوضون فى الدعارة والباحية غالبًا ما يؤثر فييى‬
‫سلوكهم من زيادة فى العنف وعدم الكتراث لمصائب الخرين وتقبل لجرائم الغتصيياب كمييا وجييد‬
‫عدد من الباحثين بأن مثل هذه الباحية تيورث جيرائم الغتصيياب وغرغيم الخريين عليى الفاحشية‬
‫‪1‬‬
‫وهواجس النفس بإغتصاب الخرين وعدم المبالة لجرائم الغتصاب وتحقير هذه الجرائم ‪.‬‬
‫وبمقارنة هذه الجرائم بالقوانين الجنائية نجدها تستوفي لجميع أركان الجريمة وعناصرها ‪ ،‬كمييا‬
‫أن شبكة النترنت تحمل صفة العلنية بمعنى ان من يقوم بفعل على الشييبكة يكييون بإمكييان أي ميين‬
‫مرتادي الشبكة الطلع عليييه ‪ .‬كمييا ننييوه أن المواقييع الباحييية المييثيرة علييى النييترنت هييى مواقييع‬
‫تحريض على الفسق والكثر من ذلك أنها ل تحرض على الفسق فقط بالشييارة والقييول وإنمييا أكييثر‬
‫من ذلك فهي تحرض على الفسق بالصور وأفلم الجنس وهي من الفعال المحرمة شرعًا وقانونًا ‪.‬‬
‫كما ظهرت على شبكة النترنت بعيض المواقيع المشيبوهة والييتى هييدفها الرئيسييي قيذف وسييب‬
‫ب ِبْئسَ‬
‫لْلَقيا ِ‬
‫ل َتَنياَبُزوا ِبا َْ‬
‫وتشويه سمعة الناس ‪ ،‬وقد نهانا ديننا الحنيف عن ذلك فى قيوله تعيالى ‪َ) :‬و َ‬
‫‪1‬‬
‫‪ .‬المستشار‪ /‬عمرو عيسى الفقى ‪ ،‬الجرائم المعلوماتية ‪ ،‬ص ‪ ، 199‬المكتب الجامعى الحديث ‪ ،‬السكندرية ‪-‬‬
‫خيِه‬
‫حَم َأ ِ‬
‫ل َل ْ‬
‫حُدُكْم َأن َيْأُك َ‬
‫ب َأ َ‬
‫ح ّ‬
‫ضُكم َبْعضًا َأُي ِ‬
‫ل َيْغَتب ّبْع ُ‬
‫ن( الحجرات ‪َ) ، 11‬و َ‬
‫ليَما ِ‬
‫ق َبْعَد ا ِْ‬
‫سو ُ‬
‫سُم اْلُف ُ‬
‫لْ‬‫اِ‬
‫حيٌم (الحجرات ‪ . 12‬وقول رسولنا الكريم عندما تحدث عيين‬
‫ب ّر ِ‬
‫ل َتّوا ٌ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫َمْيتًا َفَكِرْهُتُموُه َواّتُقوا ا َّ‬
‫الغيبة وذكيير فييى معنييى الحييديث أيحييب أحييدكم أن يأكييل لحييم أخيييه ميتيًا فكرهتمييوه ‪ ،‬وغيرهييا ميين‬
‫الحاديث ‪ .‬والهدف الساسي من تلك المواقع هييو تشييويه سييمعة النيياس فييى مييدى مصييداقية هييؤلء‬
‫الفراد ومحاولة فض الناس من حولهم ومن جهة أخرى فقد يكون الهدف ميين تلييك المواقييع محاوليية‬
‫إبتزاز بعض الشخاص بنشر الشائعات عنهم إذا لم يرضخوا ويييدفعوا مقابييل مييادي لعييدم التعييرض‬
‫لهم وتركهم دون تشويه سمعتهم ‪ .‬مثال ذلييك مييا حييدث فييى مصيير بييأن قييام شيياب يعمييل فييى شييركة‬
‫بتصميم موقع إباحي على النترنت وكذلك بريد إلكييترونى بإسييم زميلتييه فييى العمييل ‪ ،‬وبييدأ بإرسييال‬
‫صور وكلم فاضح لجميع زملئهم فى العمل وعلمت زميلته بوجود موقع بريد إلكترونى لهييا علييى‬
‫شبكة النترنت فتقدمت بشكوى للجهات المنية وبعد أن تم الكشف عن مصدر الرسائل تبين أنها من‬
‫ألمانيا فلقد إستقل زميلها الشركة اللمانية فى حين وجود الجهاز المرسل لهذا البريد اللكترونى فييى‬
‫المبنى المقابل ‪.1‬‬
‫التكييف القانوني ‪:‬‬
‫إن جريمة القذف والسب والتشهير التى تتم بييالطرق الحديثيية وهييى الييتى تتييم بييالطرق الحديثيية‬
‫وهي التى تتم بإسييتخدام شييبكة النييترنت بواسييطة إنشيياء موقييع يكييون هييدفها فقييط قييذف أو سييب أو‬
‫التشهير سواء بشخص معين أو بدولة من الدول أو بدين من الديان تقع تحت طائلة نفس النصييوص‬
‫القانونية التى تجرم تلك الفعال متى تمت بالطرق التقليدية ‪.‬‬
‫النترنت سبب إرتفاع جرائم الجنس ضد الطفال ‪:‬‬
‫جاء فى بعض تقييارير المنظمييات النسييانية المختصيية بشييئون الطفييل بييأن جييرائم الجنييس ضييد‬
‫الطفال تزايدت ‪ 15‬مرة منذ عام ‪1988‬م وأن النييترنت المتيياح علييى الهواتييف المحموليية قييد يزيييد‬
‫المر سوءًا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬منشور فى جريدة الهرام المصرية بتاريخ ‪16/5/2002‬م ‪ ،‬الصفحة الثالثة ‪-‬‬
‫وأوضح التقرير أن شبكة النترنت مسؤولة الى حد كبير عن الرتفاع الهائل فى جرائم الباحييية‬
‫ضد الطفال ‪ ،‬وتقول المؤسسة الخيرية أن عام ‪2002‬م شهد ‪ 549‬جريمية ضيد الطفيال مقابيل ‪35‬‬
‫جريمة عام ‪1988‬م ‪.2‬‬
‫وتخشييى المؤسسيية ميين ان يييؤدي ظهييور الجيييل الثييالث ميين الهواتييف المحموليية ‪ ،‬والييتى تتمتييع‬
‫بإمكانيات تصوير الفيديو الى إرتفاع تلك الجرائم بشكل أكبر ‪.‬‬
‫ويساور منظمة )إن سي اتش( القلق من إستخدام مرتكبي جرائم الجنس للجيل الثالث من الهواتف‬
‫المحمولة للدخول على المواقع الباحية للطفال وإلتقاط صور لمواضع جنسية مع الطفييال وتبييادل‬
‫تلك الصور المسيئة ‪ .‬ويتقل هؤلء صعوبة تحديد هوياتهم على النييترنت لفييتراس الطفييال ‪ ،‬لكيين‬
‫الشرطة تمكنت من تعقب بعضهم حتى أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم ‪.‬‬
‫ويعتقد التقرير أن الرقام الخيرة ‪ ،‬لعام ‪2002‬م سترتفع بشكل أكبر ممييا هييي عليييه عنييد نشيير‬
‫الحصاءات الخيرة لهذا العام ‪ ،‬بسبب تأثير عملية أور ‪ ،‬وهو تحقيييق يجييري مييع ‪ 6500‬بريطيياني‬
‫متهمين بالدخول على مواقع الباحية للطفال بإستخدام بطاقات الئتمان ‪.‬‬
‫وحول السباب التى تدفع بفئة الشباب والشابات الى مثل تلك التصرفات غير المسئولة ‪ ،‬هي ان‬
‫الفراغ الفكري والخلقي وضعف الوازع الدينى ى إبراز السباب التى تؤدى الى سييوء السييتخدام‬
‫ثم يأتي بعد ذلك دور الوالدين فى التربية الحسنة وتقديم النصيحة للبناء بأن التكنولوجيييا هييى نعميية‬
‫وعلينا المحافظة عليها وأل نجعلها نقمة قد تعود علينا بالويلت والحسرات ‪.‬‬
‫فالمبدأ السلمي فى التعامل مع الخرين قول الرسول صلى ال عليييه وسييلم ل ضييرر ول ضييرار‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم إنما بعثت لتمم مكارم الخلق ‪.‬‬
‫والى ذلك يحذر رئيس المر بالمعروف والنهي عن المنكر بجيده الشييخ آل حييان ‪ ،‬مين عيواقب‬
‫إساءات إستخدام الجوال المزود بالكاميرا كأداة لهيو ‪ ،‬فهيو يييؤدي الييى قييام بعييض ضيعفاء النفييوس‬
‫بإساءة إستغلله ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪- 113‬‬
‫المبحث الرابع‬

‫آثار العولمة على جرائم الموال وذلك كالتي ‪:‬‬


‫مطلب أول ‪ :‬الختلس والمعلوماتية‬
‫مطلب ثاني ‪ :‬الحتيال والغش المعلوماتية‬
‫مطلب ثالث ‪ :‬خيانة المانة والمعلوماتية‬

‫المطلب الول ‪:‬‬


‫الختلس والمعلوماتية‬
‫سوف أتنياول فيى هيذا الجيزء مين البحيث كييف يمكين حمايية المعلوماتيية مين خلل نصيوص‬
‫التحريم السرقة؟ ‪ .‬ويسيتلزم ذليك المير ان أبحيث عيدة أميور هيي ‪ :‬ميا هيية الختلس المعلومياتي‬
‫وصورة ثم آراء الفقه وأحكام القضاء فى تطبيق السرقة على طرق الختلس المعلوماتي ‪.‬‬
‫الفرع الول ماهية الختلس المعلوماتي ‪:‬‬
‫يذهب جانب من الفقه فى تعريفه للختلس المعلوماتي والمتعلق بسييرقة المعلومييات والبيانييات‬
‫المعالجة آليًا بأنه ) الستيلء على المعلومييات والبيانييات دون علييم وإرادة صيياحبها الشييرعي سييواء‬
‫كانت مخزنة على أشرطة ممغنطة أو أسطوانات مدمجة ( ‪.‬‬
‫وفى تعريف آخر يحصره فييى نطيياق محييدد يعييرف الختلس المعلوميياتي بييأنه " السييتيلء غييير‬
‫المشروع على الرقام والمعلومات الخاصة بالبطاقات الئتمانية المملوكة للغير عبر شبكة الغنترنت‬
‫بهدف الحصول على السلع والخدمات" ‪.‬‬
‫وأرى أن الختلس المعلوماتي هو الحصول عليى معلوميات التحيويلت اللكترونيية للنقيود او‬
‫تالخدمات بقصد مشاركة أو حرمان من له الحق فيها‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مظاهر الختلس المعلوماتي‬
‫تتسم طرق ووسائل الستيلء المعلوماتي بعدم المادية وهو ما يعبر عنه بعضهم بأنه ل توجد فييى‬
‫الجريمة أثر مادي ول للسلوك غير المشروع فيها ‪.1‬‬
‫الصورة الولى ‪ :‬سرقة وقت وجهد الحاسب‬
‫هييي تلييك الحاليية الييتى يقييوم فيهييا الشييخص بإسييتغلل غييير مشييروع لجميييع عناصيير النظييام‬
‫المعلوماتي بدون وجه حق ‪ ،‬فالعتداء فى تلك الحالة ينصب على منفعة النظام المعلوماتي بمكوناته‬
‫المختلفة وخلل الفترة التى ستولى فيها الشخص على النظام المعلوماتي كله أو فى جزء منييه ‪ ،‬وقييد‬
‫يتحقق ذلك المر بإستخدام فيروسات ‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬اللتقاط الذهنى للمعلومات‬
‫تمثل تلييك الصييورة ميين صييور السييتيلء المعلوميياتي عنييدما يقييوم الشييخص بإسييتخدام حواسييه‬
‫المتمثلة فى السمع والبصر ‪ ،‬فيقوم بإلتقاط المعلومات وتخزينهييا والسييتفادة منهييا دون إذن صيياحب‬
‫النظام المعلوماتي فتسمى تلك الحالة باللتقاط الذهني للمعلومات دون حق ‪.‬‬
‫الصورة الثالثة ‪ :‬النسخ والنقل المعلوماتي‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪- 81‬‬
‫وتكييون ميين خلل إصييدار الواميير للنظييام المعلوميياتي الخيياص بالجيياني بعييد أن يطلييع علييى‬
‫المعلومات الموجودة لدى الخرين فيقوم بنسخها ونقلها الى حاسييبه الشخصييي ‪ ،‬والفييرق بييين النقييل‬
‫والنسخ أن الول تظل معه المعلومات فييى حييازة ميين ثيم النسيخ منيه ‪ ،‬أمييا فيى النقييل فيتييم حرميان‬
‫صاحب المعلومات منها ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الحتيال والغش المعلوماتي‬
‫الفرع الول ماهية الحتيال فى المفهوم التقليدى ومظاهره‬
‫نص المشروع المصري بالمادة ‪ 236‬على جريمة النصب والتى لم يحدد فيها تعريفًا لييه ‪ ،‬وقييام‬
‫الفقه بوضع تعريف للنصب بأنه هو "الستيلء على مال منقول مملوك للغير بوسيلة إحتيالية تحمل‬
‫المجني عليه على تسليم ماله" ‪.‬‬
‫وعرف الحتيال بأنه عبارة عن إدعاءات كاذبيية يزعمهييا الجيياني بمظيياهر خارجييية ميين شييأنها‬
‫إيهام المجنى عليه بأمر من المور التى نييص عليهييا القييانون علييى سييبيل الحصيير ‪ .‬او هييو الحييياء‬
‫والتظاهر الذى يكون صالحًا ليقاع المجنى عليه بالطريقة التى تؤدي الى القتناع المباشر بييالمظهر‬
‫المادي الخارجي والنخداع به والتسليم فى ماله ‪.‬‬
‫ويتسم النشاط الجرامي فى جريمة النصب بأنه نشاط مركب وليييس بسيييطًا ‪ ،‬فهييو يتكييون ميين‬
‫فعلين ‪ :‬الحتيال ‪ ،‬والستيلء ‪ ،‬وأول الفعلين يتقدم على الثالني من حيث الزمن ويفضييي إليييه بحكييم‬
‫المنطق ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬ماهية الغش المعلوماتي ومظاهره‬


‫ل ‪ :‬ماهية الغش المعلوماتي ‪.‬‬
‫أو ً‬
‫إن الحتيال يتطور بتطور المجتمعات البشرية فتنوع أسيياليب المحتييالين وأنشييطتهم الجرامييية‬
‫تتوائم مييع ميا يقييدمه ميين وسييائل للقيييام بمشيياريعهم الحتيالييية بخييداع المجنييى عليييه بإسييتخدام هييذه‬
‫التكنولوجيا‪. 1‬‬
‫ومن تلك الحالت إيهام الجاني لبرنامج عمل النظام المعلوماتي أن له صفة أو حق فييى هييذا التعامييل‬
‫اللكترونى ومن خلل ذلك يتحمل الخرين عييواقب ونتييائج تلييك العمييال والتصييرفات ميين زمتهييم‬
‫المالية دون تحميل الجاني أي أعباء او إلتزامات ‪ .‬ففي تلك الحالت تكون التكنولوجيا عامل مسيياعد‬
‫للقيام بالحتيال ومن أخطر الطرق الحتيالية تلك التى توجه ضد نظم التحويل اللكترونية للموال‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬طرق الغش المعلوماتي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬التدخل والتلعب فى مدخلت النظام المعلوماتي ‪.‬‬
‫‪ -2‬التلعب بالمعلومات المخزنة فى النظام المعلوماتي ‪.‬‬
‫‪ -3‬التلعب بالبرامج ومنها زراعة برامج فيروسية ‪.‬‬

‫‪ -1‬التدخل والتلعب فى مدخلت النظام المعلوماتي ‪:‬‬


‫يقع ذلك من خلل إدخال بيانات مختلفة او محرفة فى النظييام المعلوميياتي أو بتغيييير مسييارات‬
‫البيانات الصحيحة المدخلة أو بالجمع بين تلييك المييور ‪ ،‬وهييذه الطريقيية ميين أسيهل الطيرق اليتى ل‬
‫تتطلب خبرة فنية معينة فهى تتم فى أولى مراحل التشغيل للنظام المعلوماتي ففييى تلييك المرحليية يتييم‬
‫تجهيز البيانات لتحويلها الى لغة أو شييكل مقييروء ميين قبييل النظييام المعلوميياتي فيكييون ميين السييهولة‬
‫بمكان تغذية النظام ببيانات ووثائق معينة ‪.2‬‬
‫‪ -2‬التلعب بالمعلومات المخزنة فى النظام المعلوماتي ‪:‬‬
‫فى هذه الطريقة يتم التغيير بالبيانات والمعلومات الموجودة بالنظام المعلوميياتي ميين خلل قيييام‬
‫الجاني بالتعديل والتلعب بالبيانات والمعلومات الموجودة بالنظام المعلوماتي ‪ ،‬كي يتمكن ميين ذلييك‬
‫بالقيام بإجراء تحويلت مالية غير مشروعة لصالحه أو لصالح غيره الذي غالبيًا مييا يكييون مسيياهمًا‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬محمد سامى الشوا ‪ ،‬نظم المعلومات وتأمينها ‪ ،‬ص ‪- 90‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪- 89‬‬
‫معه فى النشاط الجرامي ‪ ،‬ويدخل من حالت التلعب ماقد يقوم به الجاني من غخفيياء أو إلغيياء أو‬
‫مسح وتدمير المعلومات والبيانات فى النظام المعلوماتي بما يؤدى الى إخراج نتائج مخالفيية للحقيقيية‬
‫يترتب عليها حصول الجاني على أموال ل حق له فيها ‪.‬‬
‫‪ -3‬التلعب بالبرامج ومنها زراعة برامج فيروسية ‪:‬‬
‫تعتبر تلك الطريقة هى مين الطيرق الكيثر تعقييدًا واليتى تتطليب درايية فنيية عاليية فيى النظيم‬
‫المعلوماتية وفى كيفية التعامل معها والتى تتم فيها تلك الطريقة بالخطورة وضخامة الضييرار الييتى‬
‫تترتب عليها ‪ ،‬ومن أشهر الحالت التى توضييح خطييورة تلييك الطريقيية المعروفيية بإسييم "سييالمي"‬
‫والتى تتم بالحصول على مبالغ صغيرة من عدد كييبير ميين الحسييابات الموجييودة لعملء المؤسسييات‬
‫المالية وذلك من خلل قيام الجاني بوضع برنامج يقوم بعملييية التقريييب العشييري للرقييم الدنييى فييى‬
‫عملية المحاسبة على أساس التقريب المحاسبي للرقم العلى ‪ ،‬إذا كان الرقم العشييري يسيياوى أكييثر‬
‫من خمسة من عشرة ليكون واحد صحيح من الفئة المالية المحدد للتقريب العشري بالمؤسسة المالية‬
‫فيعمد الجاني من خلل تعديل فى البرنامج المحاسبي كما يقوم بالتقريب الى الرقم الدنى دائمًا حييتى‬
‫لو كانت المحاسبة يجب أن تتم الى الرقم العلييى ‪ ،‬وتكمليية لنشيياطه الجرامييي يتييم تحويييل الفييروق‬
‫المالية بييين المحاسيبة الصييحيحة والمحاسييبة المغشيوش فيهييا لصيالح الجياني ‪ ،‬وهييذه العملييية تتسييم‬
‫بالتعقيد والدقة العالية التى تتطلب خبرة فنية عالية للقيام بمثل هذه النشطة الجرامية‪. 1‬‬
‫كما يمكن التلعب فى البرنامج من خلل إستخدام أنواع من الفيروسات مثل حصان طروادة والذي‬
‫يمكن الجاني من إدخال تعقيدات على البرامج التى يتم إدخال هذا البرناميج الفيروسييي إليهييا لتحقيييق‬
‫أغراض خاصة للجاني‪. 2‬‬
‫كما يمكن أن يقع الحتيال المعلوماتي بإتخياذ إسييم كياذب أو صيفة غيير صيحيحة وذلييك ميين خل ل‬
‫الولوج غير المشروع للنظام المعلوماتي بإستعمال إسم او صفة تخييص الغييير ليتييم التعامييل بهييا مييع‬
‫النظام المعلوماتي للحصول على خدميية أو منفعيية أو لجييرام التصييرفات والعمييال المالييية ‪،‬ورغييم‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬جرائم نظم المعلومات ‪ ،‬د‪ /‬أيمن عبدال – دار النشر – بيروت ‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪- 57‬‬
‫أوجه التقارب والتفاق بين الحتيال المعلوميياتي والحتيييال التقليييدي إل أنييه تظييل هنالييك مشييكلت‬
‫قانونية عالقة بينهما والتى سبق أن ذكرنا منها الختلف فى طبيعة محل كل منهما ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫خيانة المانة والمعلوماتية‬
‫اعتبر جانب الفقه أن أخطر التهديدات ‪ ،‬هو ما يوجه الى النظم المعلوماتية من قبل العاملين فيها‬
‫والذين تربطهم علقية عميل بينهيم وبيين صياحب العميل أو المؤسسية الماليية لنهيم يوكليون ليديهم‬
‫الدراية الفنية والوسائل الكفيلة بقيامهم بمثل النتهاكات والعتدءات على النظام المعلوماتي‪. 1‬‬

‫الفرع الول ‪ :‬عقود المانة والعقود المعلوماتية‬


‫حدد الشرع أنواع عقود المانة التى يشترط توافرها لقيام الجريمة وهي محددة فى التشريع ‪.‬‬
‫وتعرف العقود الواردة والمنصييوص عليهييا وفقيًا لمفهومهييا لييدى القنييون المييدني مييع الحتفيياظ‬
‫للقنون الجنائي بذاتيته فى إصباغ حقيقة الواقع عند التكييف القانوني للعقد ‪ .‬ومن هذه التعريفات ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوديعة عبارة عن " يلتزم به شخص أن يسيتلم شييئًا مين أحيد عليى أن يتيولى حفيظ هيذا الشييئ‬
‫وعلى ان رده عينًا"‪.‬‬
‫‪ -2‬اليجار" عقد يلتزم المؤجر بمقتضاه ان يمكن المستأجر من النتفاع بشئ معين لقاء أجر معلييوم‬
‫لمدة معينة "‬
‫‪ -3‬عارية الستعمال " عقد به يلتزم المعير ان يسلم المستعير شيئًا غير قابل للسييتهلك بل عيوض‬
‫لمدة معينة على أن يرده بعد الستعمال " ‪.‬‬
‫ولسنا هنا بصدد تعريف جميع عقود المانة بقدر ما أردنا أن نزكر بعض أنواعها للتييذكير فقييط‬
‫وليس للتفصيل ‪.‬‬
‫العقود اللكترونية‬
‫يتسم النشاط اللكترونى بالتنوع والحداثة والتطور ‪ ،‬والتى كييان ميين شييأنه ظهييور المعلوماتييية ‪،‬‬
‫وما أنتجته من أنواع مختلفة من الخدمات والتى كان منها التجارة اللكترونية ‪ ،‬والييتى تتسييم أسييليب‬
‫إبرامها مع سمات وخصائص العمل فى مجال المعلوماتية ‪ .‬وهذه العقود رغم صييعوبة حصييرها إل‬
‫أنه يمكن الحديث عن أنواع منها تندمج ضمن نطاقها وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬عقود الخدمات اللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -2‬عقود الفضائيات والتصالت ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪- 584‬‬
‫‪ -1‬عقود الخدمات اللكترونية ‪-:‬‬
‫المقصود بها هي تلك الخاصة بتجهيز وتقديم خدمات النترنت وكيفية الستفادة منها ‪ ،‬أي تلك‬
‫التى يقوم بين القائمين على تقديم خدمات تليك الشيبكة والمسيتفيدين منهيا وهيي تشيمل أنيواع عدييدة‬
‫ومنها عقد الدخول الى النترنت ‪ ،‬وتقديم مسيياعدة فنييية ‪ ،‬وعقييد اليييواء ‪ ،‬وإنشيياء الموقييع ‪ ،‬وتقييديم‬
‫خدمة البريد اللكتروني ‪.‬‬
‫‪ -2‬عقود الفضائيات والتصالت ‪.‬‬
‫هي تلك البرامج الخاصة بالقنوات الفضائية والييتي يتييم إرسييالها للمشييتركين فيهييا ‪ ،‬أمييا عقييود‬
‫العلنات فهي العلنات ذات الطبيعة الدعائية والتجارية التى تتييم عيبر النيترنت ‪ ،‬وهنياك عقيود‬
‫أخرى مثل عقود الخدمات التى يتم إبرامها مع الشركات المقدمة لتلك الخدمة بقصد الحصييول علييى‬
‫التصالت اللسلكية عبر الشبكات الهوائية‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬‬


‫تطييبيق جريميية خيانيية المانيية علييى الختلس الرقمييى ذهييب الفقييه عنييد تعرضييه لهييذا الموضييوع‬
‫لرأيين ‪-:‬‬
‫الول ‪:‬إتجاه رافض لمبدأ التطبيق‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪- 587‬‬
‫يرى أنصار هذا التجاه ان تطبيق النصوص التقليدية المتعلقة بخيان المانة وفق لنصييوص‬
‫القانون فى الجال المعلوماتي اذا كان القصد هو إختلس المال المعلوماتي المادي سواء كان حاسييب‬
‫إلكتروني او شريط او أسطوانة ممغنطة فل يختلف المفهوم فى المال التقليدى عنه فييى هييذا المجييال‬
‫المعلوماتي ‪ ،‬فالمفهوم واحد والتطبيق واحد وهو أن محل جييرائم المييوال عاميية هييو المييال المييادي‬
‫ويطبق هذا المفهوم على المجال المعلوماتي بدون تغيير‪. 1‬‬
‫ولهذا فل يسأل عن جريمة خيانة المانة من يستخدم بطريق الغش برنامجًا يكوون تم بثه أو إرسيياله‬
‫الى الجانى بطريق الكابلت او القنوات الهرتزية نظرًا لن البرنامج ليس شييئًا مادييًا مجسيمًا يمكيين‬
‫ان يقع الستيلء عليه‪. 2‬‬
‫يرى جانب من الفقه تطبيقًا لوجهة النظر تلك أن إمتنيياع العميييل عيين رد بطاقيية الئتمييان فييى‬
‫حالة طلبها من البنك تقوم به جريمة خيانة المانة وذلك لنها تعد عارية إستعمال‪. 3‬‬
‫أما من يقوم بإستلم برنامج لمعالجة المعطيات الخاصة بمشييروع ويسييتخدمه لحسييابه الخيياص‬
‫ل وفقًا لنصوص القانون الجنائي ‪.‬‬
‫فل تقوم خيانة المانة ‪ ،‬وذلك لن الجاني لم يستلم ما ً‬
‫الثاني ‪ :‬التجاه المؤيد للتطبيق‬
‫يرى أنصار هذا التجاه أن القضاء الفرنسي تردد فى الخذ بتكييف النشاط الجرامي فى مجييال‬
‫المعلوماتية ما بين السرقة وخيانة المانة ‪ ،‬وقييد رأى بييأن التكييييف الول غييير منطقييي ‪ ،‬وذلييك لن‬
‫الختلس فى السرقة يفترض حرمان المجنى عليه من المال ‪ ،‬وهذا ما لم يتحقييق بشييأن المعلومييات‬
‫حيث ما تزال فى حيازة المجني عليه ‪ ،‬أما تكييف الفعل بأن خيانة أمانة فل تقود بشييأنه صييعوبات ‪،‬‬
‫وذلك عندما تتوافر علقة التبعية ما بين الجاني وصاحب العمل فيكون التكييييف بخيانيية المانيية هييو‬
‫القرب ‪.‬‬
‫وأرى ان التجاه الذي يرفض تطبيق نصوص جريمة خيانية المانية عليى السيتيلء المعلومياتي‬
‫بخالف الواقع ‪ ،‬ويتناقض معه نظرًا لنه يحييدث فييى الواقييع العملييي وفييى مجييال النقييود اللكترونييية‬
‫ل عن دعامتها المادية سواء كانت كارت او بطاقة إئتمانية ان يتم التعامل بها فيقوم المالك لها‬
‫إستغل ً‬
‫‪1‬‬
‫‪ .‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪- 593‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪- 594‬‬
‫‪3‬‬
‫عمر سالم ‪ ،‬جرائم المعلوماتية ‪ ،‬ص ‪- 57‬‬
‫بإئتمان أحد الشخاص على الرقم السري الخاص بالتعامل فى رصيده البنكي فى نطاق معين فيقييوم‬
‫الشخص المؤتمن بالتصرف فيه لصالحه ‪ ،‬لذلك فإن الرأي الييذي يفييرق بييين النشيياط الجرامييي فييى‬
‫حالة ما إذا كانت المعلومات مخزنة على الدعامة المعلوماتية فيتحقق النشاط الجرامييي فييى جريميية‬
‫خيانة المانة والحالة التى يتم فيها التصرف فى المعلومات دون دعامتها فل يتحقق فييى تلييك الحاليية‬
‫النشاط الجرامي ‪.‬‬

‫الخلصة ‪:‬‬
‫من خلل بحثنا هذا يتبن لنا أن للعولمة وجهان هما السلبي واليجابي ‪ ،‬وبغض النظر عن السييلبيات‬
‫والتى تتمثل فييى القتصيياد او السياسيية او المجتمييع يمكيين أن نبييذل جهودنييا نحيين فييى ان نعييود الييى‬
‫الصول السلمية والتربية السلمية فى جميع نواحي الحياة لنجعل العالم يقتدي بنا ويشعر بواقعية‬
‫ل من ان يصدر لنا العالم المادي أفكارقه الخبيثيية الييتي‬
‫السلم فى القتصاد والسياسة والمجتمع ‪ ،‬بد ً‬
‫ل تؤمن بالمعادلة بين الفرد والمجتمع ‪ ،‬ونجعل ذلك فى التي ‪:‬‬
‫‪ -‬إن فلسفة السلم فى القتصاد توازي بين مصلحة الفرد والجماعة بخلف فكر العولمة لذلك نجييد‬
‫ان القتصاد السلمي متماسك ول يتهاوى مثل بقية النظمة القتصادية الخرى الييتى تعتمييد علييى‬
‫التفع الذاتي وإهمال قيم التكافل الجتماعي ‪.‬‬
‫ل ومناسييبًا لتطلعييات‬
‫‪ -‬وفى مجال السياسة نجد أيضًا أن النظام السياسييي السييلمى هييو الكييثر عييد ً‬
‫الشعوب لنه ليس مجرد نظريات او دراسييات آنييية ‪ ،‬بييل هييي سياسيية موجهيية تييوجيه ربيياني كامييل‬
‫ب ِمن‬
‫طَنا ِفي الِكَتا ِ‬
‫وسليم لن ال عز وجل هو الدرى بمنافع البشر وإحتياجاتهم ‪ ،‬قل تعالى ‪ّ ):‬ما َفّر ْ‬
‫ن(النعام ‪. 38‬‬
‫شُرو َ‬
‫حَ‬‫يٍء ُثّم ِإَلى َرّبِهْم ُي ْ‬
‫ش ْ‬
‫َ‬
‫‪ -‬يأما ما يتعلق بالمجتمع السلمي فهذا الذي يميييزه عيين بقييية كييل المييم السييابقة لسييبب ان التربييية‬
‫الخلقية السلمية هي من ال تعالى ‪.‬‬
‫لذلك بالرغم من سلبيات العولمة التى عرفناها من خلل بحثنييا هييذا إل أنييه يمكيين نأخييذ منهييا مييا‬
‫يحقق لنا طموحاتنا نسبقة لما تتجه العولمة من تقنية رقمية فى المعاملبات القتصادية وطرق حديثيية‬
‫لكشف الجريمة بشتى أنواعها ‪.‬‬

You might also like