Professional Documents
Culture Documents
مبارك المفترى عليه
مبارك المفترى عليه
فرغم قناعتى أن النظام السابق قد أضر بمصر ضررا فادحا يستحق معه أقصى
درجات المحاسبة إل أن ذلك ل يعنى أن تكون تلك المحاسبة على إتهامات مفبركه
و عشوائية غير مقترنة بأدله دامغة فى بعض الحيان و غير منطقية فى أغلبها .
فمثل إتهام مبارك مبارك بتجميع ثروة 70مليار دولر هو أمر خطير و ل يصدق
بدون وجود دلئل مادية قوية فرغم أننا ل نشكك فى تكوين عائلة عائلة الرئيس
لثروات و إستغللهم لسلطاتة فى التربح إل أن إتهامة انه يمتلك هذا المبلغ
الضخم و الذى قد يمثل موازنة دولة بدون أدلة قوية قد يكون مبالغا فيه بشدة
خاصة و أن ثروة مثل هذه ل يستطيع شخصا ما إخفائها بسهوله مهما بلغت
عبقريتة .
و تارة أخرة نجد حديثا صاخبا عن ضلوع مبارك فى مؤامرة إغتيال السادات
بالمنصه و أن يد الرئيس الراحل كانت ل تزال تتحرك بعد الهجوم حتى إقترب منه
مبارك و قضى عليه ولكن هل يعقل أن يعرض مبارك حياته للخطر فى ظل إطلق
نار عشوائى و كثيف و هو يتجاوز السادات إل بسينتيميترات قليلة و هل يعقل أن
يقتله مبارك على الهواء مباشرة.
و البعض الخر يحمل مبارك و نظامه مسئولية تفجير كنيسة القديسين فى
السكندرية كنوع مكن التحذير للبابا شنوده عن إرتفاع نبرته فى مواجهة النظام
مع أن النظام نفسه كان الكثر تضررا بزيادة الحنق و الحتقان الشعبى و إهتزاز
هيبة الدولة و الشرطة و كان الكثر خسارة بخروج القباط فى مسيرات حاشده
كسرت حاجز الخوف من التظاهر عند القباط .
وأخيرا و ليس أخرا يحمل البعض مبارك و نظامه المسئولية عن أحداث شغب
إستاد القاهرة المشهورة بموقعة الجلبية رغم ان الرؤية واضحة بتحريض بعض
الرموز الكروية بالنادى البيض الجماهير باقتحام الملعب سواسية بما حدث
لفريقهم فى تونس و هو ما لقى قبول عن بعض الجماهير المتطرفة التى
تشجعت بفضل الغياب الكامل للمن .
فهناك تيار قوى الن يرغب فى إضفاء المزيد من الثارة بتحميل مبارك كل ما
يخطر على البال من جرائم سواء إرتكبها أم لم يتركبها و الكشف صبيحة كل يوم
عن مصيبة جديدة إقترفها و إن كانت مفبركة و تخوين كل من يظهر أى نوع من
التعاطف أو رفض الظلم للرئيس السابق و هو ما يمثل فى حد ذاتة إنتقاصا من
حرية الرأى التى عانينا منها فى عهد مبارك
مما ل شك فيه أن مبارك و نظامه مذنبون و أن عهده يعتبر السوأ على الطلق
حيث إستشرى الفساد و التباين الطبقى و المحسوبية و ظهر كل ما يدعوا لليأس
أكثر من أى عهد سابق و فى نظرى أن الجرائم الحقيقية للنظام أخطر و أكثر
جدية من تلك التهامات التى تلقى علية بدون سند و تقترب فى مضمونها من
حواديت الليل فى الريف المصرى و تشوه الشكل الحضارى الذى اتخذته الثورة
وتتنافى مع قيم دولة العدل و القانون و حرية الرأى التى قضى من أجلها شهداء
الثورة و لكن للسف قدرة البعض على ترويج الشائعات و سيطرة نظرية المؤامرة
على العديد من الناس و رغبة بعض الصحف الصفراء فى زيادة مبيعاتها و رغبة و
البعض الخر فى التشفى و تصفية الحسابات مهد لخروج و إنتشار تلك التهامات
الخطيرة بدون قرائن و سندات جعلت الثورة تقع فى خطأ يصب فى مصلحة
أعداؤها و تتعارض مع العدالة التى جائت الثورة نفسها لرسائها .