You are on page 1of 26

‫المبحث األول‬

‫حقيقة الغش التجاري‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف لغة واصطالحا الغش التجاري‬

‫التعريف‬

‫الغش لغة‪:‬‬
‫أظهر له غير ما يضمرأي الغل‪ ،‬والحقد‪.‬‬

‫الغش اصطالحا‪:‬‬
‫عند الشافعية‪ :‬تدليس يرجع إلى ذات المبيع‪ ،‬بإظهار حسن وإ خفاء قبح‪ .‬أو تكثيره بما ليس‬
‫منه‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬وقد يطلق الغش على الخديعة‪ 1 .‬الغش ما يخلط من الرديء بالجيد ‪.2‬‬

‫األلفاظ ذات الصلة‪:‬‬


‫غرر‪ :‬مشتقة من الغرة‪ ،‬وجمعه غرر اي بمعنى الخطرو الخدع‪ .‬ونهى ررسول اهلل‬ ‫‪-1‬‬
‫صلى اهلل عليه و سلم عن بيع الغرر وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في‬
‫‪4 3‬‬
‫الغ ُرور } ‪.‬‬
‫الهواء و الغرور بالفتح الشيطان ومنه قوله تعالى { وال َي ُغرنكم باهلل َ‬

‫‪ )1‬سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا ‪ ،‬دار الفكر‪ :‬دمشق‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1988 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 274‬‬
‫‪ )2‬المناوي‪ ،‬محمد عبد الرؤوف‪ ،‬التوقيف على مهمات التعاريف‪ ،‬تحقيق محمد رضوان الداية‪ ،‬دار الفكر ‪:‬بيروت ‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪1410 ،‬هـ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.538‬‬
‫‪)3‬الفاطر ‪. 5 :‬‬
‫‪)4‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود خاطر‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ :‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫األول ‪1995،‬م ج‪ ،1‬ص ‪. 488‬‬

‫‪1‬‬
‫التغرير‪ :‬المخاطرة‪ ،‬والغفلة عن عاقبة االمرأي توصيف المبيع للمشتري بغير صفته‬
‫الحقيقية‪ .‬التغرير الفعلي عند المالكية‪ :‬أن يفعل البائع فعال في المبيع يظن به‬
‫المشتري كماال ‪ .‬الغرر اليسير عند المالكية‪ :‬هو ما شأن الناس التسامح فيه‪.‬‬
‫بيع الغرر عند الحنفية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬والحنابلة‪ :‬هو بيع ما ال يعلم وجوده وعدمه‪ ،‬أوال‬
‫‪5‬‬
‫تعلم قلته أو كثرته‪ ،‬أوال يقدر على تسليمه‪.‬‬

‫دلس ‪ :‬دالس فالنا مدالسة‪ ،‬ودالساأي بمعنى خادعه وظلمه‪ . 6‬التدليس في البيع‬ ‫‪-2‬‬
‫كتمان عيب السلعة عن المشتري‪ 7‬مع علمه به مما يوهم المشتري عدمه‪ .8‬تدليس‬
‫الشئ أي خفي‪.‬‬

‫خدع ‪ :‬خدعا‪ ،‬وخدعة‪ ،‬وخديعة ‪ :‬تغير من حال إلى حال وأظهر له خالف ما‬ ‫‪-3‬‬
‫يخفيه‪ ،‬وأراد به المكروه من حيث ال يعلم‪ .‬وفي القران الكريم‪( :‬وإ ن يريدوا أن‬
‫‪10‬‬
‫فهو خادع‪ ،‬وخداع‪ ،‬وخداعة‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫يخدعوك فإن حسبك اهلل)‬

‫التجاري الغة‪:‬‬

‫‪ )5‬سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا ج‪ ،1‬ص ‪. 272‬‬


‫‪ )6‬مصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 132‬‬
‫‪ )7‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 218‬‬
‫‪ )8‬سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا ج‪ ،1‬ص ‪. 132‬‬
‫‪ )9‬االنفال‪. 62 :‬‬
‫‪ )10‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 113‬‬

‫‪2‬‬
‫التجاري ‪ :‬تجر تجرا من باب قتل واتجر واالسم التجارة وهو تاجر والجمع تجر‪.11‬‬
‫التجارة تقليب المال بالتصرف فيه لغرض الربح‪.12‬‬

‫تعريف المختار‪:‬‬

‫خالصة من التعريف الغش التجاري (مركب إضافي) ‪:‬‬

‫أظهر البائع غير ما يضمر وتدليس و يخلط من الرديء وإ خفاء قبح بإظهار حسن‪ .‬أو‬
‫تكثيره بما ليس منه ويطلق الغش على الخديعة ‪ ،‬و تقليب المال بالتصرف فيه لغرض‬
‫الربح ‪ .‬أن الغرر أعم من الغش و التدليس و الخدع و الكذب ‪.‬ويطلق هذه تعريف على‬
‫كل ما يتعلق بالغش في المعامالت‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اتفق الفقهاء أن الغش التجاري حرام واستدل بما يلي ‪:‬‬
‫القرآن‬
‫ويفهم ذلك من قوله‬ ‫ذم اهلل عز وجل الغش وأهله في القرآن وتوعدهم بالويل‪ُ ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫وه ْم أَو‬ ‫ين ِإ َذا ا ْكتَالُوا َعلَى َّ‬
‫الن ِ‬
‫اس َي ْستَ ْوفُون ‪َ .‬وإِ َذا َكالُ ُ‬ ‫طفِِّف ْ‬
‫ين ‪ .‬الّذ َ‬ ‫تعالى‪َ { :‬وْي ٌل ِلْل ُم َ‬
‫ون{ ‪.13‬‬ ‫ِ‬
‫وه ْم ُي ْخس ُر َ‬ ‫َّو َزُن ُ‬

‫‪ )11‬الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬دار الحديث ‪ :‬القاهرة‪2008 ،‬م ‪ ،‬ص‬
‫‪. 443‬‬
‫‪ )12‬المناوي‪ ،‬محمد عبد الرؤوف‪ ،‬التوقيف على مهمات التعاريف‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.160‬‬
‫‪ )13‬المطففين‪. 3-1:‬‬

‫‪3‬‬
‫وجه داللة ‪ :‬فهذا وعيد شديد للذين يبخسون‪ -‬ينقصون‪ -‬المكيال والميزان‪ ،‬فكيف‬
‫بحال من يسرقها ويختلسها ويبخس الناس أشياءهم؟ إنه أولى بالوعيد من مطففي‬
‫المكيال والميزان‪.‬‬

‫السنة‪:‬‬
‫إذ يهدم‬ ‫‪14‬‬
‫فهو ممنوع منعا مطلقا لقوله صلى اهلل عليه وسلم ‪" :‬من غش فليس منا"‬ ‫‪-2‬‬
‫الثقة بين المتعاملين‪ ،‬ويجعل الحياة التجارية في اضطراب‪.‬‬

‫وجه داللة ‪ :‬باللفظ النبوي "ليس منا" زاجراً عن الغش‪.‬‬

‫المعقول ‪:‬‬
‫األصل في تعامل المسلم مع غيره النصح وعدم الغش‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أكل أموال الناس بالباطل فكيف يكون صغيرة بل الظاهر في تعليل كالم الصدر أن‬ ‫‪-4‬‬
‫فعل ذلك مرة بال إعالن ال يصير به مردود الشهادة وإ ن كان كبيرة كما في شرب‬
‫المسكر‪.15‬‬
‫ويشمل الغش كل أنواع الخالبة من خيانة ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ )14‬أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ ،‬وقال األلباني أنه حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ )15‬أفندى‪ ،‬ابن عابد محمد عالء الدين ‪ ،‬حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حنيفة‪ ،‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر ‪ :‬بيروت‪2000،‬م ‪ .‬ج‪ 5:‬ص‪47:‬‬

‫‪4‬‬
‫حرم تناجش أي إيهام الغير برغبة الشراء إغراء له به وتغرير أي إغراء بوسيلة‬ ‫‪-6‬‬
‫كاذبة للترغيب في العقد‪.‬‬
‫حرم تدليس العيب أي كتمان عيب خفي في المعقود عليه‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫حرم غبن فاحش أي وهو اإلضرار بما يعادل نصف عشر القيمة في المنقوالت‬ ‫‪-8‬‬
‫والعشر في الحيوان‪ ،‬والخمس في العقارات‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مظاهر الغش‪: 16‬‬

‫إن التأمل في واقع كثير من الناس ليجد أنهم يمارسون صورا من الغش في البيع والشراء‬
‫في شؤون حياتهم ومن ذلك‪:‬‬

‫بعض البائعين للفاكهة يضع في نهاية القفص المعد لبيعه الفاكهة أوراقا كثيرة‪ ،‬ثم‬ ‫‪-1‬‬
‫يضع أفضل هذه الفاكهة أعلى القفص‪ ،‬وبذلك يكون قد خدع المشتري والغشه من‬
‫جهة أن المشتري يظن أن القفص مليء عن آخره‪ ،‬ومن جهة أنه يظن أن كل‬
‫القفص بنفس درجة الجودة التي رآها في أعاله‪.‬‬

‫‪ )16‬زاهر الشهري‪ ،‬دار القاسم‪ :‬المملكة العربية السعودية_ص ب ‪ 6373‬الرياض ‪ ،26.04.2011 ،11442‬الموقع على‬
‫االنترنت‪http://www.saaid.net/rasael/178.htm :‬‬
‫‪5‬‬
‫وبعضهم يأتي بزيت الطعام ويخلطه ببعض العطور على أن تكون كمية الزيت هي‬ ‫‪-2‬‬
‫الغالبة وبعضها في عبوات زجاجية ويخرج منها ريح العطر ويبيعه بثمن قليل‪.‬‬
‫وبعض التجار يشتري سلعة في ظرف خفيف جداً ثم يجعلها في ظرف ثقيل نحو‬ ‫‪-3‬‬
‫خمسة أضعاف األول‪ ،‬ثم يبيع ذلك الظرف وما فيه‪ ،‬ويوزن جملة الكل‪ ،‬فيكون‬
‫الثمن مقابالً للظرف والمظروف‪.‬ـ‬
‫وبعض التجار يخيط الثياب خياطة ضعيفة ‪ ،‬ثم يبيعها من غير أن يبين أن هذا‬ ‫‪-4‬‬
‫مخيط‪.‬‬
‫وبعضهم يلبس الثوب خاما إلى أن تذهب قوته جميعها ثم يقصره حينئذ ويجعل فيه‬ ‫‪-5‬‬
‫نشاً يوهم به أنه جديد‪ ،‬ويبيعه على أنه جديد‪.‬‬
‫وبعض العطارين يقرب بعض السلع إلى الماء كالزعفران مثالُ فتكتسب منه مائية‬ ‫‪-6‬‬
‫تزيد وزنه نحو الثلث‪.‬‬
‫وبعض التجار وأصحاب المحالت يسعى إلى إظالم محله إظالما كثيرا باستخدام‬ ‫‪-7‬‬
‫اإلضاءة الملونة أو القاتمة‪ ،‬حتى يعيد الغليظ من السلع والمالبس‪ -‬خصوصاً‪-‬‬
‫رقيقاً‪ ،‬والقبيح حسناً‪ ،‬زين لهم الشيطان سوء أعمالهم‪.‬‬
‫وبعض الصائغين يخلط مع الذهب نحاساً ونحوه‪ ،‬ثم يبيعه على أنه كله ذهب‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫وبعضهم يعمد إلى شراء ذهب مستعمل نظيف‪ ،‬ثم يعرضه للبيع بسعر الجديد دون‬ ‫‪-9‬‬
‫أن ُي ّنبه المشتري على انه مستعمل‪.‬‬
‫يعمد بعض البائعين في مزاد السيارات إلى وضع زيت ثقيل في محرك السيارة‬ ‫‪-10‬‬
‫حتى يظن المشتري أنها بحالة جيدة‪.‬‬
‫وبعضهم يعمد إلى عداد الكيلو في السيارة الذي يدل على أنها سارت كثيرا فينقصه‬ ‫‪-11‬‬
‫بحيلة حتى يتوهم المشتري بذلك أنها لم تسر إال قليال‪.‬‬
‫وبعضهم يعمد إلى ذكر عيوب كثيرة في السيارة وهي ليست صحيحة ‪ ،‬ويهدف من‬ ‫‪-12‬‬
‫وراء ذلك إلى إخفاء العيوب الحقيقية في السيارة تحت هذه العيوب الوهمية المعلن‬

‫‪6‬‬
‫عنها‪ .‬واألدهى من ذلك أنه ال يذكر العيوب إال بعد البيع وتسليم العربون‪ ،‬وال‬
‫يمكن المشتري من فحص السيارة بل وال يسمح له بذلك‪.‬‬
‫وبعضهم إذا كان معه سيارة يريد بيعها صار يمدحها ويحلف باهلل أنها جيدة‪،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫ويختلق أعذاراً لسبب بيعها‪.‬‬
‫وبعضهم يتفق مع صاحب له ليزيد في ثمن السلعة فيقع فيها غيره‪ .‬وهذا هو النجش‬ ‫‪-14‬‬
‫الذي نهى عنه الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫وبعض أصحاب بهيمة األنعام يعمد إلى صر‪ -‬أي شد وربط‪ -‬ضرع ذات اللبن من‬ ‫‪-15‬‬
‫بهيمة األنعام قبل بيعها بأيام ليظهر أنها حليب‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬من مضار الغش‪:‬‬
‫الغش طريق موصل إلى النار‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫دليل على دناءة النفس وخبثها‪ ،‬فال يفعله إال كل دنيء ٍ‬
‫نفس هانت عليه فأوردها‬ ‫‪-2‬‬
‫مورد الهالك والعطب‪.‬‬
‫البعد عن اهلل وعن الناس‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أنه طريق لحرمان إجابة الدعاء‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أنه طريق لحرمان البركة في المال والعمر‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أنه دليل على نقص اإليمان‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أنه سبب في تسلط الظلمة والكفار‪ ،‬قال البن حجر الهيثمي‪" :‬ولهذه القبائح‪ -‬أي‬ ‫‪-7‬‬
‫الغش‪ -‬التي ارتكبها التجار والمتسببون وأرباب الحرف والبضائع سلط اهلل عليهم‬

‫‪ )17‬مصدر السابق‬

‫‪7‬‬
‫الظلمة فأخذوا أموالهم‪ ،‬وهتكوا حريمهم ‪ ،‬بل وسلط عليهم الكفار فأسروهم‬
‫‪18‬‬
‫واستعبدوهم‪ ،‬وأذاقوهم العذاب والهوان ألواناً‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫بيع مالغشوشة‬
‫المطلب األول ‪ :‬تحديد الموضوع والتعريف به‬

‫الغش لغة‪ :‬أظهر له غير ما يضمرأي الغل‪ ،‬والحقد‪.‬‬


‫الغش اصطالحا‪:‬‬
‫عند الشافعية‪ :‬تدليس يرجع إلى ذات المبيع‪ ،‬بإظهار حسن‪ .‬وإ خفاء قبح‪ .‬أو تكثيره بما‬
‫ليس منه‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬وقد يطلق الغش على الخديعة‪ 19 .‬الغش ما يخلط من الرديء بالجيد‬
‫‪.20‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وسأتناول عدد المسائل في األحكام الغش ‪:‬‬

‫‪ )18‬زاهر الشهري‪ ،‬دار القاسم‪ :‬المملكة العربية السعودية_ص ب ‪ 6373‬الرياض ‪ ،26.04.2011 ،11442‬الموقع على‬
‫االنترنت‪http://www.saaid.net/rasael/178.htm :‬‬
‫‪ )19‬سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 274‬‬
‫‪ )20‬المناوي‪ ،‬محمد عبد الرؤوف‪ ،‬التوقيف على مهمات التعاريف‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.538‬‬

‫‪8‬‬
‫الفضة مالغشوشة بمعدن آخر‪:‬‬

‫إذا بيعت الفضة مالغشوشة بمعدن آخر‪ ،‬أو بيع الذهب مالغشوشاً‪ ،‬فالعبرة للغالب في‬
‫الشرع‪ ،‬فغالب الفضة فضة‪ ،‬وغالب الذهب ذهب‪.‬‬

‫خالصة ‪ :‬فإن كان الغش هو الغالب فحكمها حكم على الغالب ‪ .‬وإ ن استوت الفضة‬
‫والغش‪ ،‬أو الذهب والغش‪ :‬فحكمه حكم ما غلب فيه الفضة أوالذهب في التبايع‬
‫واالستقراض‪ ،‬فال يجوز البيع بها وال إقراضها إال بالوزن‪ ،‬وال يجوز بيعها مجازفة وعددا‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫الغش في بيع المراحة أو وضيعة ‪:‬‬


‫صور مسألة‪ :‬فإذا باع شيئا مرابحة أو وضعية ثم ظهر كذبه في بيان الثمن وما يتعلق به‬
‫ببرهان أو إقرار أو غيرهما ‪.‬‬

‫اختلف الفقهاء عند الحنفية إلى رأيين‪:‬‬


‫الحنفية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إذا ظهر كذبه ببرهان أو إقرار أو نكول عن اليمين فإن للمشتري الحق في أخذ‬
‫المبيع بكل ثمنه الذي اشتراه به أو رده وله أن يقتطع من الثمن الذي دفعه ما زيد‬
‫عليه كذبا في البيع بالتولية فقط ‪ .‬أما المرابحة فليس له فيها إالخيار رد البيع أو‬
‫إمساكه بكل الثمن ‪.‬‬
‫وبعض من الحنفية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ )21‬الزحيلي‪ ،‬وهبة ‪،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬در الفكر‪ :‬دمشق‪ ،‬الطباعة الرابعة‪ ،‬ج ‪ 5‬ص ‪. 342‬‬

‫‪9‬‬
‫إن له أن يقتطع ما زال عليه فيها أيضا فإذا باع ثوبا بعشرة مع ربح خمسة واتضح‬
‫أن ثمنه ثمانية ال عشرة فللمشتري أن ينقص اثنين من أصل الثمن وما يقابلهما من‬
‫الربح وهو قرش ‪.‬‬

‫صور مسألة‪ :‬هلك المبيع في بيع الغش قبل رده‪:‬‬


‫صور مسألة وحكمه ‪ :‬وإ ذا هلك المبيع أو استهلكه المشتري أو حدث فيه عيب وهو عنده‬
‫قبل رده سقط خياره ولزمه بكل الثمن ‪.‬‬

‫وجاء المالكية بالتفصيل‪:‬‬


‫المالكية‪ :‬البائع في المرابحة إن لم يكن صادقا إما أن يكون غاشا أو كاذبا أو مدلس‪.‬‬

‫الغاش ‪ :‬هو الذي يوهم أن في السلعة صفة موجودة يرغب في وجودها وإ ن كان عدمها ال‬
‫ينقص السلعة أو العكس بأن يوهم أن السلعة خالية من صفة موجودة فيها ال يرغب في‬
‫وجودها وذلك كأن يوهم أن السلعة جديدة واردة من معملها حديثا وهي قديمة لها زمن‬
‫طويل عنده أو يوهم أن هذا الثوب وارد من معمل كذا وهو ليس كذلك من شرطها ‪:‬‬
‫أن ال يكون ذلك منقصا لقيمة السلعة وإ ن كان عيبا له الحكم المتقدم في خيار العيب‬ ‫‪-1‬‬
‫أما حكم الغش المذكور في المرابحة ‪ :‬فهو أن المشتري بالخيار بين أن يمسك المبيع‬ ‫‪-2‬‬
‫وبين أن يرده ‪.‬‬
‫ففي حالة الغش ‪ :‬يلزم المشتري بأقل األمرين من الثمن والقيمة يوم قبضها وال يقدر‬
‫‪22‬‬
‫للسلعة ربح ‪.‬‬
‫وأما الكاذب والمدلس في المبحث الثالث البيوع يتعلق باألحكام الغش‪.‬‬

‫‪ )22‬الجزيري‪ ،‬عبد الرحمن ‪،‬الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬دار الحديث ‪ :‬القاهرة‪2004 ،‬م ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪ 192‬ج ‪. 2‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫البيوع يتعلق باألحكام الغش‬

‫المطلب األول ‪ :‬بيع الكاذب‬


‫تحديد الموضوع والتعريف به‬
‫الكاذب ‪ :‬هو الذي يخبر بخالف الواقع فيزيد في الثمن‪.‬‬
‫مثل إنه اشترى السلعة بثالثين مع أنه اشتراها بعشرين‬

‫احكامه عند المالكية‪:‬‬


‫وفي هذه الحالة يكون للمشتري الحق في أن يسقط ما زاده البائع عليه من الثمن وما يقابله‬
‫من الربح وال يلزمه المبيع إال بذلك فإن لم يقبل البائع ذلك يكون المشتري مخيرا بين‬
‫إمساك المبيع ورده إذا عرض على السلعة أمر يفوت ردها كنماء أو نقص أو نزل عليها‬
‫السوق‪.‬‬

‫وفي حالة الكذب ‪ :‬فإن المشتري يخير بين أن يأخذ السلعة بالثمن الحقيقي مع ربحه وبين‬
‫أن يأخذها بقيمتها يوم قبضها إال إذا زادت قيمتها عن ثمنها المكذوب وربحه فيها شرطان ‪:‬‬
‫‪ .i‬إنه ال يلزم بدفع الزيادة عند ذلك ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .ii‬اذا البائع رضي بالثمن المكذوب فارتفاع قيمة السلعة ال يكسبه حقا خصوصيا‬
‫‪23‬‬
‫وأنه زاد في الثمن كذبا ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المدلس‬


‫تحديد الموضوع والتعريف به‬

‫المدلس لغة‪ :‬دالس فالنا مدالسة‪ ،‬ودالسا أي بمعنى خادعه وظلمه‪. 24‬‬
‫واصطالحا ‪ :‬التدليس في البيع كتمان عيب السلعة عن المشتري‪ 25‬مع علمه به مما يوهم‬
‫المشتري عدمه‪ .26‬تدليس الشئ أي خفي‪.‬‬

‫وهو الصورة المشهورة في الفقه باسم (التدليس)‪ :‬فهو إخفاء عيب في أحد العوضين‪ ،‬كأن‬
‫يكتم البائع عيباً في المبيع‪ ،‬كتصدع في جدران الدار وطالئها بالدهان أو الجص‪ ،‬وكسر في‬
‫محرك السيارة‪ ،‬ومرض في الدابة المبيعة‪ ،‬أو يكتم المشتري عيباً في النقود ككون الورقة‬
‫النقدية باطلة التعامل‪ ،‬أو زائلة الرقم النقدي المسجل عليها‪ ،‬أو ذهب أكثر من خمسها‪.‬‬

‫حكم التدليسـ عند الفقهاء‪:‬‬


‫‪ ،‬لقول النبي ‪« :‬المسلم أخو المسلم‪ ،‬ال‬ ‫‪27‬‬
‫وحكم هذا النوع‪ :‬أنه حرام شرعاً باتفاق الفقهاء‬
‫وقوله عليه السالم‪ :‬من غش‬ ‫‪28‬‬
‫يحل لمسلم باع من أخيه بيعاً‪ ،‬وفيه عيب‪ ،‬إال بينه له»‬

‫‪ )23‬الجزيري‪ ،‬عبد الرحمن ‪،‬الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬ص ‪ 192‬ج ‪. 2‬‬
‫‪ )24‬سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا ج‪ ،1‬ص ‪. 132‬‬
‫‪ )25‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 218‬‬
‫‪ )26‬سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا ج‪ ،1‬ص ‪. 132‬‬
‫‪)27‬الدر المختار‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪« . 47‬ال يحل كتمان العيب في مبيع أو ثمن ألن الغش حرام» ‪.‬‬
‫‪)28‬رواه ابن ماجه عن عتبة بن عامر ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫فليس منا"‪ .29‬ويثبت فيه للمدلس عليه ما يعرف بخيار العيب‪ :‬وهو إعطاؤه حق الخيار‪ :‬إن‬
‫شاء فسخ العقد‪ ،‬وإ ن شاء أمضاه‪ .‬كما سيتضح في بحث الخيارات‪.‬‬

‫وال فرق في التدليس الموجب للخيار بين أن يصدر من أحد العاقدين‪ ،‬أو من شخص آخر‬
‫‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫أجنبي عنهما كالدالل ونحوه إذا كان بتواطؤ مع أحد العاقدين‬

‫نص القانون ‪:‬‬


‫ونص القانون المدني السوري في المادتين (‪ )127 ، 126‬على التدليس من أحد المتعاقدين‬
‫أو من غير المتعاقدين‪ ،‬وجعل التدليس موجباً لخيار المدلس عليه وإ عطائه الحق في إبطال‬
‫‪31‬‬
‫العقد إذا كانت الحيل المستخدمة من الجسامة بحيث لوالها أبرم الطرف الثاني العقد‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬بيع الغرر‬


‫تحديد الموضوع والتعريف به‬
‫الغرر لغة‪ :‬غرر‪ :‬مشتقة من الغرة‪ ،‬وجمعه غرر اي بمعنى الخطرو الخدع‪.32‬‬
‫واصطالحا‪:‬‬
‫الغرر في اصطالح الفقهاء‪ :‬ذكر فقهاء المذاهب تعريفات للغرر متقاربة نسبياً‪ ،‬منها‪:‬‬
‫قال السرخسي الحنفية‪ :‬الغرر‪ :‬ما يكون مستور العاقبة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وقال القرافي من المالكية‪ :‬أصل الغرر‪ :‬هو الذي ال يدرى هل يحصل أم ال كالطير‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪33‬‬
‫في الهواء والسمك في الماء‬

‫‪ )29‬أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ ،‬وقال األلباني أنه حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ )3( )30‬الدر المختار ورد المحتار‪ ،167/4 :‬ط البابي الحلبي‪.‬‬
‫‪ )31‬الزحيلي‪ ،‬وهبة ‪،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ج ‪ 4‬ص ‪.575‬‬
‫‪ )32‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 488‬‬
‫‪)33‬القرافي‪ ،‬أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي ‪ ،‬أنوار البروق في أنواء الفروق (مع الهوامش) ‪،‬تحقيق خليل‬
‫المنصور‪،‬الناشر دار الكتب العلمية‪ :‬بيروت‪1998 ،‬م‪ ،‬ج ‪ 3‬ص ‪.265‬‬

‫‪13‬‬
‫وقال الشيرازي الشافعي‪ :‬الغرر‪ :‬ما انطوى عنه أمره وخفي عليه عاقبته ‪.34‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪35‬‬
‫وقال اإلسنوي الشافعي‪ :‬الغرر‪ :‬هو ما تردد بين شيئين أغلبهما أخوفهما‬ ‫‪-4‬‬
‫والخالصة تعريفات‪:‬‬
‫وعرفه األستاذ الزرقاء فقال‪ :‬هو بيع األشياء االحتمالية غير المحققة الوجود أو الحدود‪ ،‬لما‬
‫فيه من مغامرة وتغريريجعله أشبه بالقمار‪ .‬الغرر إذن‪ :‬هو الخطر بمعنى أن وجوده غير‬
‫متحقق‪ ،‬فقد يوجد وقد ال يوجد‪ .‬وبيع الغرر‪ :‬بيع ما ال يعلم وجوده وعدمه‪ ،‬أو ال تعلم قلته‬
‫‪36‬‬
‫وكثرته‪ ،‬أو ال يقدر على تسليمه‪.‬‬

‫الغبن مع التغرير‬
‫تحديد الموضوع والتعريف به‬

‫الغبن لغة‪ :‬النقص‪ .‬والتغرير‪ :‬الخداع‪.‬‬

‫واصطالحا الفقهاء‪ ،‬الغبن‪ :‬أن يكون أحد العوضينـ غير متعادل مع اآلخر‪ ،‬بأن يكون أقل‬
‫من قيمته أو أكثر منها‪ .‬والتغرير‪ :‬إيهام خالف الواقع بوسائل مغرية‪ ،‬وعرفته بأنه وصف‬
‫‪37‬‬
‫المبيع للمشتري بغير صفته الحقيقية‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪38‬‬
‫والغبن نوعان‪ :‬يسير وفاحش‬

‫‪ )34‬الشيرازي ‪ ،‬إبراهيم بن علي بن يوسف‪ ،‬المهذب في فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬دار الفكر‪ :‬بيروت‪،‬د‪.‬س‪ ،‬ج‪ 1‬ص ‪.262‬‬
‫‪ )35‬اإلسنوي‪ ،‬جمال الدين عبد الرحيم‪ ،‬نهاية السول شرح منهاج األصول‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪:‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ج‪ 2‬ص ‪.89‬‬
‫‪ )36‬الزحيلي‪ ،‬وهبة ‪،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ج ‪ 5‬ص ‪.95‬‬
‫‪ )37‬سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا ج‪ ،1‬ص ‪. 272‬‬
‫‪ )38‬الكاساني‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ :‬بيروت‪1982 ،‬م ‪،‬‬
‫ج ‪ ،13‬ص ‪ .7‬انظر ‪ :‬أفندى‪ ،‬ابن عابد محمد عالء الدين‪ ،‬حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار ج‬
‫‪ 7‬ص ‪.338‬‬

‫‪14‬‬
‫الغبن اليسير‪ :‬فهو ما يدخل تحت تقويم المقومين أي ما يتناوله تقدير الخبراء‬ ‫‪-1‬‬
‫كشراء شيء بعشرة‪،‬ثم يقدره خبير بثمانية أو تسعة أو عشرة مثالً‪ ،‬فهذا غبن يسير‪.‬‬
‫الغبن الفاحش ‪ :‬فهو ماال يدخل تحت تقويم المقومين أو تقدير الخبراء العارفين‬ ‫‪-2‬‬
‫بأسعار األشياء‪ ،‬كما لو وقع البيع بعشرة مثالً‪ ،‬ثم إن بعض المقومين يقول‪ :‬إنه‬
‫يساوي خمسة‪ ،‬وبعضهم ستة وبعضهم سبعة‪ ،‬فهذا غبن فاحش‪ ،‬ألنه لم يدخل تحت‬
‫‪39‬‬
‫تقويم أحد‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬البيع النجش‬


‫تحديد الموضوع والتعريف به‬
‫بيع النجش ‪ -‬بفتح النون وسكون الجيم ‪ :‬وهو أن يزيد شخص في ثمن السلعة وهو ال‬
‫‪40‬‬
‫يقصد الشراء‪ ،‬وإ نما ليوهم غيره نفاستها‪ ،‬ولكنه يريد أن يوقع غيره في شرائها‪.‬‬

‫حكمه‪:‬‬
‫اتفق الفقهاء المالكية والحنابلة والشافية في هذه النجش حرام وعند الحنفية مكروه تحريمية‪،‬‬
‫لما فيه من تغرير المشتري وخديعته فهو في معنى الغش ويثبت له أي للمشتري بالنجش‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫وقد استدلوا بما يلي ‪:‬‬

‫‪ )39‬الزحيلي‪ ،‬وهبة ‪،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ج ‪4‬ص ‪. 576‬‬


‫‪ )40‬سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 348‬‬
‫‪ )41‬كشاف القناع ج‪ 3:‬ص‪ ، 211:‬انظر‪ :‬الفقه على المذاهب األربعة‪ :‬ص ‪ 190‬ج ‪. 2‬‬

‫‪15‬‬
‫وهو حرام نهى عنه رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم فقد روى في الموطأ عن ابن‬ ‫‪-1‬‬
‫فإن كان‬ ‫‪42‬‬
‫عمر أن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم ‪ " :‬نهى عن بيع النجش "‬
‫البائع متوطئا مع الناجش فإن اإلثم يكون عليهما معا وإ ال فإن اإلثم يكون على‬
‫الناجش وحده ‪ .‬أما إذا لم ترد السلعة على قيمتها فإنه ال يكون حراما ‪.‬‬

‫وفي تفصيل أراء المذاهب األربعة‪:‬‬

‫المالكية ‪ :‬إذ علم البائع بالناجش ورضي عن فعله فسكت حتى تم البيع كان البيع صحيحا‬
‫ولكن للمشتري الخيار في أن يمسك المبيع أو يرده فإن ضاع المبيع وهو عنده قبل أن يرده‬
‫للبائع فإنه يلزمه أن يدفع األقل من الثمن أو القيمة وتعتبر القيمة يوم العقد ال يوم القبض‬
‫أما إذا لم يكن البائع عالما فإنه ال خيار للمشتري على أي حال‪.‬‬
‫الشافعية ‪ :‬إذا كان البائع غير متواطئ مع الناجش فال خيار للمشتري باتفاق ‪ .‬أما إذا كان‬
‫متواطئا ففيه خالف ‪ :‬واألصح أنه ال خيار للمشتري أيضا ألنه قصر في بحث السلعة‬
‫بنفسه واعتمد على من أوقعه وغره فال حق له‬
‫الحنفية ‪ :‬بيع النجش مكروه تحريما إذا زادت السلعة عن قيمتها ‪.‬‬
‫الحنابلة ‪ :‬للمشتري في بيع النجش الخيار سواء تواطأ الناجش مع البائع أو لم يتواطأ بشرط‬
‫أن اشترى السلعة بغبن زائد على العادة فيخير بين رد المبيع وإ مساكه وقال بعضهم ‪ :‬إذا‬
‫أمسكه يرجع على البائع بفرق الثمن الذي زاد عليه فيأخذه منه ‪ .‬ومثل بيع النجش ما إذا‬
‫قال البائع للمشتري ‪ :‬قد أعطيت في هذه السلعة كذا فصدقة ثم اتضح أن البائع كاذب فإن‬
‫للمشتري الخيار في الرد واإلمساك ‪ .‬على أنه يشترط في الحالتين ‪ :‬أن يكون المشتري‬
‫‪43‬‬
‫جاهال وإ ال فال ‪.‬‬

‫‪ )42‬أخرجه البخاري في البيوع‪ ،‬باب‪ :‬النجش‪ ،‬رقم‪ .2035 :‬ومسلم في البيوع‪ ،‬باب‪ :‬تحريم بيع الرجل على بيع أخيه‪،‬‬
‫رقم‪. 1516 :‬‬
‫‪ )43‬الجزيري‪ ،‬عبد الرحمن ‪،‬الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬ص ‪ 190‬ج ‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫خالصة القول ‪:‬‬
‫فإذا قام الدليل على أن ذلك كان بتواطؤ بين البائع والناجش كانت الحرمة عليهما‪ ،‬وكان‬
‫غاراً وغا ّشاً للمشتري ومدلِّساً عليه‪ ،‬فيثبت له بذلك حق الخيار‪ .‬وإ ن لم يثبت أن ذلك‬
‫البائع ّ‬
‫‪44‬‬
‫التحري والبحث‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫مقصر في‬
‫ِّ‬ ‫كان بتواطؤ منهما لم يكن للمشتري الخيار‪ ،‬ألنه‬

‫المطلب الخامس ‪:‬بيع المصراةـ‬


‫تحديد الموضوع والتعريف به‬

‫ضرعها‪،‬‬
‫مفهومه ‪ :‬وهي الناقة أو البقرة أو الشاة‪ ،‬يترك حلبها عمداً أياماً ليجتمع اللبن في َ‬
‫فيتوهم المشتري كثرة اللبن فيها على الدوام‪ ،‬فيرغب بشرائها‪ ،‬وربما زاد في ثمنها‪.‬‬

‫أحكامه‬
‫إذا وقع الشراء كان العقد صحيحاً‪ ،‬ولكن مع الحرمة‪ ،‬لما فيه من الغش والتدليس‪.‬‬

‫فإذا علم المشتري بذلك ثبت له خيار الرد على الفور‪ ،‬ألنه في حكم خيار الرد بالعيب‪ ،‬فإذا‬
‫رد اللبن نفسه إذا‬
‫رد معها صاعاً من تمر بدل اللبن الذي أخذه‪ ،‬أو ّ‬
‫ردها وكان قد حلبها ّ‬
‫ّ‬
‫رضي البائع بذلك‪ .‬وإ ن رضي بالشاة مع العلم بالتصرية لم يكن له شيء‪.‬‬

‫وقد استدلوا بما يلي ‪:‬‬


‫فيــه أخــذ مــال الغــير بال مقابــل وأخــذ بال مقابــل في عقــود المعاوضــات التجاريــة محــرم‬ ‫‪-1‬‬
‫َِّ‬
‫آمُنــوا اَل تَـْأ ُكلُوا أ ْـ‬
‫َم َـوالَ ُك ْم َب ْيَن ُك ْم‬ ‫لدخولــه في عمــوم النهي في قولــه تعــالى‪َ :‬يــا أَُّيهَــا الذ َ‬
‫ين َ‬

‫‪ )44‬مصطفى ِ‬
‫الخن‪ ،‬مصطفى البغا‪ ،‬علي الشربجي‪ ،‬الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي رحمه اهلل تعالى‪ ،‬دار القلم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪ :‬دمشق‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ 1992 ،‬م‪ ،‬ج‪ 6‬ص ‪. 41‬‬

‫‪17‬‬
‫اض ِم ْن ُك ْم‪45‬‬
‫ون تِ َج َارةً َع ْن تََر ٍ‬ ‫بِاْلب ِ‬
‫اط ِل ِإاَّل أ ْ‬
‫َن تَ ُك َ‬ ‫َ‬

‫حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ :‬أن النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬قال‪ :‬ال‬ ‫‪-2‬‬
‫تصروا اإلبل والغنم‪ ،‬فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها‪ :‬إن‬
‫‪46‬‬
‫رضيها أمسكها‪ ،‬وإ ن سخطها ردها وصاعا من تمر"‪.‬‬
‫قياسا على اإلبل الغنم غيرهما مما يتحقق فيه هذا المعنى‪ ،‬وال سيما الحيوان المأكول‬ ‫‪-3‬‬
‫‪47‬‬
‫اللحم‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫خيارات متعلق باألحكام الغش‬

‫‪ )45‬النساء‪.29 :‬‬
‫‪ )46‬أخرجه البخاري في البيوع‪ ،‬باب‪ :‬النهي أن ال يحفل اإلبل‪ ،‬رقم‪ .2041 :‬ومسلم في البيوع‪ ،‬باب‪ :‬تحريم بيع حبل‬
‫الحبلة‪ ،‬رقم ‪.)1515‬‬
‫‪ )47‬مصطفى البغا‪،‬الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي رحمه اهلل تعالى‪ ،‬ج ‪ 6‬ص ‪. 40‬‬

‫‪18‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الحنابلة‪:‬‬
‫خيارات متعلق باألحكام الغش عند الحنابلة وهو خيار غبن‪ ،‬وخيار تدليس‪ ،‬وخيار عيب‪.‬‬
‫خيار الغبن عند الحنابلة فيثبت في ثالث صور‪:‬‬
‫تلقي الركبان‪ :‬وهم القادمون من السفر بجلوبة‪( :‬وهي ما يجلب للبيع) وإ ن كانوا‬ ‫‪-1‬‬
‫مشاة‪ ،‬وهو عند الجمهور‪ :‬يحرم‪ ،‬وقال الحنيفة‪ :‬يكره‪ ،‬ولو كان تلقيهم بغير قصد‬
‫التلقي لهم‪ .‬فإذا اشترى المتلقي منهم أو باعهم شيئاً‪ ،‬ثبت لهم الخيار إذا هبطوا‬
‫السوق‪ ،‬وعلموا أنهم قد غبنوا غبناً يخرج عن العادة‪ ،‬لقوله عليه السالم‪« :‬ال‬
‫‪.‬‬ ‫‪48‬‬
‫الجلَب فمن تلقاه فاشترى منه‪ ،‬فإذا أتى السوق‪ ،‬فهو بالخيار»‬
‫تلقوا َ‬

‫النجش‪ :‬وهو أن يزيد في السلعة من ال يريد شراءها‪ .‬وهو حرام‪ ،‬لما فيه من‬ ‫‪-2‬‬
‫تغرير المشتري وخديعته‪ ،‬فهو في معنى الغش‪ ،‬ويثبت للمشتري بالنجش الخيار‬
‫إذا غبن غبناً غير معتاد‪.‬‬
‫وال يتم النجش إال بحذق من زاد في السلعة‪ ،‬وأن يكون المشترى جاهالً‪ ،‬فلو كان‬
‫عارفاً واغتر بذلك‪ ،‬فال خيار له لعجلته وعدم تأمله‪.‬‬
‫فإن زاد من ال يريد الشراء بغير مواطأة مع البائع‪ ،‬أو زاد البائع في الثمن بنفسه‪،‬‬
‫‪49‬‬
‫والمشتري ال يعلم ذلك‪ ،‬فيخير المشتري لوجود التغرير بين رد المبيع وإ مساكه‪.‬‬

‫الثالثة ـ بيع المسترسل أو إجارته‪ :‬وهو الجاهل بالقيمة‪ ،‬من بائع ومشتر‪ ،‬وال يحسن‬
‫المماكسة‪ .‬فله الخيار إذا غبن غبناً غير معتاد‪ .‬ويقبل قوله بيمينه أنه جاهل بالقيمة‪،‬‬
‫ما لم تكن قرينة تكذبه في دعوى الجهل‪ ،‬فال تقبل منه‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫وخيار الغبن كخيار العيب على التراخي عندهم‪.‬‬

‫‪ )48‬رواه مسلم من حديث أبي هريرة‪.‬‬


‫‪ )49‬الزحيلي‪ ،‬وهبة ‪،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ج ‪5‬ص ‪. 204‬‬
‫‪ )50‬مصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 5‬ص ‪. 205‬‬

‫‪19‬‬
‫خيار التدليس‪ :‬فهو بسبب التغرير‪ ،‬والعقد معه صحيح‪ ،‬والتدليس حرام وهو نوعان‪:‬‬
‫كتمان العيب‪ ،‬ويسمى هذا عند الحنفية خيار العيب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فعل يزيد به الثمن‪ ،‬وإ ن لم يكن عيباً‪ ،‬كجمع ماء الرحى وإ رساله عند عرضها‬ ‫‪-2‬‬
‫للبيع‪ ،‬ليزيد دورانها بإرسال الماء بعد حبسه‪ ،‬فيظن المشتري أ ن ذلك عادتها‪،‬‬
‫فيزيد في الثمن‪ .‬ومنه تحسين وجه الصبرةـ (الكومة)‪ ،‬وصقل السكاف وجه‬
‫الحذاء‪ ،‬وتصنع النساج وجه الثوب‪ ،‬والتصريةـ أي جمع اللبن في ضرع بهيمة‬
‫األنعام‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬وهذا النوع هو المسمى عند الحنفية بالتغرير الفعلي في‬
‫الوصف‪.‬‬
‫والتدليس بنوعيه يثبت للمشتري خيار الرد إن لم يعلم به‪ ،‬أو اإلمساك‪ ،‬لقوله عليه‬
‫السالم‪« :‬ال تصروا اإلبل والغنم‪ ،‬فمن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها‪ ،‬إن‬
‫‪ .‬وغير التصرية من التدليس‬ ‫‪51‬‬
‫شاء أمسك‪ ،‬وإ ن شاء ردها‪ ،‬وصاعاً من تمر»‬
‫ملحق بها‪.‬‬

‫وقد أخذ الجمهور وأبو يوسف بمضمون هذا الحديث‪ :‬وهو التخيير بعد الحلب بين إمساك‬
‫المبيع إن رضيه‪ ،‬وبين رده مع صاع من تمر إن سخطه‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة ومحمد‪ :‬يرجع المشتري بالنقصان فقط إن شاء‪.‬‬
‫وأما خيار العيب عند الحنابلة‪ :‬فهو بسبب نقص عين المبيع‪ ،‬كخصاء‪ ،‬ولو لم تنقص به‬
‫‪52‬‬
‫القيمة‪ ،‬بل زادت‪ ،‬أو نقص قيمته عادة في عرف التجار‪ ،‬وإ ن لم تنقص عينه‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خيار كشف الحال‬
‫‪ )1( )51‬متفق عليه من حديث أبي هريرة مرفوعاً‪.‬‬
‫‪52‬الزحيلي‪ ،‬وهبة ‪،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ج ‪ 5‬ص ‪. 205‬‬
‫‪ )53‬أفندى‪ ،‬ابن عابد محمد عالء الدين ‪ ،‬حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حنيفة‪ ،‬ج ‪،4‬‬
‫ص ‪.47‬‬

‫‪20‬‬
‫وهو أن يشتري شيئاً بوزن غير معلوم القدر‪ ،‬أو بكيل غير معلوم المقدار‪ ،‬كأن يشتري‬
‫بوزن هذا الحجر ذهباً‪ ،‬أو هذه الصبرةـ (الكومة) كل صاع بكذا‪ ،‬يصح البيع في الحالتين‪،‬‬
‫ويكون للمشتري الخيار‪ :‬إن شاء أمضى البيع وإ ن شاء فسخه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خيار الخيانة‬
‫هو الذي يثبت في بيوع األمانة من تولية أو شركة أو مرابحة أو وضيعة إذا أخبر البائع‬
‫المشتري بزيادة في الثمن أو نحو ذلك‪ ،‬كإخفاء تأجيله‪ ،‬ثم يظهر كذبه أو خيانته بإقرار أو‬
‫برهان على ذلك‪ ،‬أو بما عند الحنفية أيضاً بنكول عن اليمين‪ .‬ويخير المشتري بسبب ذلك‬
‫عند الحنفية والمالكية بين أخذ المبيع بكل ثمنه‪ ،‬أو رده لفوات الرضا‪ ،‬وله الحط من الثمن‬
‫قدر الخيانة في التولية‪.‬‬
‫وقال الشافعية في األظهر والحنابلة‪ :‬ال خيار للمشتري بسبب الخيانة‪ ،‬وإ نما له الحط من‬
‫‪55‬‬
‫الثمن مقدار الخيانة‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬هل تورث خيارات متعلق بالغش التجاري ؟‬

‫مذاهب الفقهاء واحكامهم‪:‬‬


‫اختلف الفقهاء في هذه العلى رأيين‪:‬‬

‫المانعون وقد استدلوا بما يلي ‪:‬‬

‫‪ )54‬ابن عابدين‪ ،47/4 :‬الشرح الكبير مع الدسوقي‪ 168/3 :‬وما بعدها‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،79/2 :‬كشاف القناع‪217/3 :‬‬
‫ومابعدها‪.‬‬
‫‪ )55‬الزحيلي‪ ،‬وهبة ‪،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ص ‪ 206‬ج ‪.5‬‬

‫‪21‬‬
‫وترو ‪ ،‬وذلك ال‬
‫ّ‬ ‫قال الحنفية في االختيار لتعليل المختار خيارات ال يورث ألنه مشيئة‬
‫يتصور فيه اإلرث ألنه ال يقبل االنتقال ‪ 56 .‬عند الحنفية أن األصل هو أن يورث المال‬
‫‪57‬‬
‫دون الحقوق إال ما قام دليله من إلحاق الحقوق باألموال‪.‬‬

‫المجيزون وقد استدلوا بما يلي ‪:‬‬


‫وذهب مالكي والشافعي وأصحابهما قالوا يورث‪ .‬وإ نه إذا مات صاحب الخيار فلورثته من‬
‫الخيار مثل ما كان له ‪.‬عند المالكية والشافعية أن األصل هو أن تورث الحقوق واألموال‬
‫‪58‬‬
‫إال ما قام دليل على مفارقة الحق في هذا المعنى للمال‪.‬‬

‫محل الخالف ‪ :‬هل األصل هو أن تورث الحقوق كاألموال أم ال‪.‬‬

‫مناقشة و ترجيح ‪:‬‬


‫وكل واحد من الفريقين يشبه من هذا ما لم يسلمه له خصمه منها بما يسلمه منها له‬
‫ويحتج على خصمه فالمالكية والشافعية تحتج على أبي حنيفة بتسليمه وراثة خيار الرد‬
‫بالعيب ويشبه سائر الخيارات التي يورثها به والحنفية تحتج أيضا على المالكية والشافعية‬
‫بما تمنع من ذلك وكل واحد منهم يروم أن يعطي فارقا فيما يختلف فيه قوله ومشابها فيما‬
‫يتفق فيه قوله ويروم في قول خصمه بالضد أعني أن يعطي فارقا فيما يضعه الخصم متفقا‬
‫ويعطي اتفاقا فيما يضعه الخصم متباينا مثل ما تقول المالكية إنما قلنا إن خيار األب في رد‬

‫‪ )56‬الموصلي‪ ،‬عبد اهلل بن محمود بن مودود ‪ ،‬االختيار لتعليل المختار‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد اللطيف محمد عبد الرحم دار الكتب‬
‫العلمية ‪ :‬بيروت ‪ 2005‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 15-13‬‬
‫‪ ) 57‬ابن رشد الحفيد‪ ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي‪ ،‬بداية المجتهد و نهاية المقتصد‪،‬‬
‫مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده‪ :‬مصر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1975 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 211‬‬
‫‪ )58‬مصدر السابق ج ‪ ،2‬ص ‪. 211‬‬

‫‪22‬‬
‫هبته ال يورث ألن ذلك خيار راجع إلى صفة في األب ال توجد في غيره وهي األبوة‬
‫‪59‬‬
‫فوجب أن ال تورث ال إلى صفة في العقد‪.‬‬

‫رأي المختار ‪:‬‬

‫وترو وهذه تحقيق بمقاصد الشريعة في الخيار‪ ،‬وذلك‬


‫ّ‬ ‫الحنفية ال يورث ألنه مشيئة‬
‫ال يتصور فيه اإلرث ألنه ال يقبل االنتقال وفي االرث األصل هو أن يورث المال دون‬
‫الحقوق إال ما قام دليله من إلحاق الحقوق باألموال‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫وتتضمن النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج وهي‪:‬‬
‫تتضح تعريف الغش وما يتعلق به خصوصا في المعامالت و التجاري ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وضع العلماء مسائل كثيرة التي تندرج تحت احكام الغش ومفهومه في الفقهي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫صورة االغش حديثة تتمثل صورة الغش قديمة في المعامالت‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ثانياً التوصيات‬

‫‪ )59‬مصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 212‬‬

‫‪23‬‬
‫يوصي الباحث بما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ جعل هذه مفهوم مطبقة للواقع عند نطبيقه‪.‬‬
‫‪2‬ـ زيادة الدراسات المتعلقة لهذه الموضوع‪.‬‬

‫المراجع‬
‫القرآن الكريم‬ ‫‪.1‬‬
‫البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬دار الشعب‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫القاهرةالطبعة األولى‪1987 ،‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 9 :‬‬
‫مسلم‪ ،‬أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬دار إحياء الكتب‬ ‫‪.3‬‬
‫العربية‪ :‬القاهرة‪1374 ،‬هـ‪.‬‬
‫القزويني‪ ،‬ابن ماجة أبو عبد اهلل محمد بن يزيد ‪ ،‬سنن ابن ماجة‪ ،‬مكتبة أبي‬ ‫‪.4‬‬
‫المعاطي د‪.‬م‪ ،‬د‪ .‬س ‪،‬عدد األجزاء ‪. 5 :‬‬
‫السلمي‪ ،‬محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي‪ ،‬الجامع الصحيح سنن الترمذي‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫تحقيق ‪ :‬أحمد محمد شاكر ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ :‬بيروت‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 5 :‬‬

‫‪24‬‬
‫الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود خاطر‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫مكتبة لبنان ناشرون‪:‬‬
‫سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا ‪ ،‬دار الفكر‪ :‬دمشق‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.7‬‬
‫الثانية ‪1988 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 274‬‬
‫الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬دار‬ ‫‪.8‬‬
‫الحديث ‪ :‬القاهرة‪2008 ،‬م ‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 1‬‬
‫المناوي‪ ،‬محمد عبد الرؤوف‪ ،‬التوقيف على مهمات التعاريف‪ ،‬تحقيق محمد‬ ‫‪.9‬‬
‫رضوان الداية‪ ،‬دار الفكر ‪:‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1410 ،‬هـ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.538‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة األول ‪1995،‬م ج‪ ،1‬ص ‪. 488‬‬
‫أفندى‪ ،‬ابن عابد محمد عالء الدين‪ ،‬حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير‪F‬‬ ‫‪.10‬‬
‫األبصار فقه أبو حنيفة‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر ‪ :‬بيروت‪2000،‬م ‪.‬‬
‫اإلسنوي‪ ،‬جمال الدين عبد الرحيم‪ ،‬نهاية السول شرح منهاج األصول‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪.11‬‬
‫العلمية ‪:‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1999 ،‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.2‬‬
‫البهوتي‪ ،‬منصور بن يونس بن إدريس‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬تحقيق ‪ :‬هالل مصيلحي‬ ‫‪.12‬‬
‫مصطفى هالل‪ ،‬دار الفكر‪ :‬بيروت ‪1402،‬هـ ‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 6‬‬
‫الجزيري‪ ،‬عبد الرحمن ‪،‬الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬دار الحديث ‪ :‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫‪2004‬م ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬عدد األجزاء ‪.5‬‬
‫الحصكفي‪ ،‬محمد عالء الدين بن علي ‪ ،‬الدر المختار شرح تنوير األبصار في فقه‬ ‫‪.14‬‬
‫مذهب اإلمام أبي حنيفة‪ ،‬دار الفكر‪ :‬بيروت‪،‬ى‪1386‬هـ ‪ ،‬عدد األجزاء ‪.6‬‬
‫الدسوقي‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪.‬تحقيق‪ : F‬محمد عليش‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫دار الفكر‪ :‬بيروت ‪،‬د‪.‬س‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 4‬‬
‫ابن رشد الحفيد‪ ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي‪ ،‬بداية‬ ‫‪.16‬‬
‫المجتهد و نهاية المقتصد‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده‪ :‬مصر‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪1395 ،‬هـ‪1975/‬م ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬وهبة ‪،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬در الفكر‪ :‬دمشق‪ ،‬الطباعة الرابعة‪ ،‬عدد‬ ‫‪.17‬‬
‫األجزاء ‪. 10‬‬
‫الشربيبي‪ ،‬محمد الخطيب‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬دار الفكر‪ :‬بيروت ‪،‬د‪.‬س‪ ،‬عدد األجزاء‬ ‫‪.18‬‬
‫‪.4‬‬
‫الشيرازي ‪ ،‬إبراهيم بن علي بن يوسف‪ ،‬المهذب في فقه اإلمام الشافعي‪ ،،‬دار الفكر‪:‬‬ ‫‪.19‬‬
‫بيروت‪،‬د‪.‬س‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 2‬‬
‫الكاساني‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب‪ F‬الشرائع‪ ،‬دار‬ ‫‪.20‬‬
‫الكتاب العربي ‪ :‬بيروت‪1982 ،‬م ‪ ،‬الطباعة الثانية‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 7‬‬
‫القرافي‪ ،‬أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي ‪ ،‬أنوار البروق في أنواء الفروق‬ ‫‪.21‬‬
‫(مع الهوامش) ‪،‬تحقيق خليل المنصور‪،‬الناشر دار الكتب العلمية‪ :‬بيروت‪1998 ،‬م‪،‬‬
‫عدد األجزاء ‪. 4‬‬
‫مصطفى ِ‬
‫الخن‪ ،‬مصطفى البغا‪ ،‬علي الشربجي‪ ،‬الفقه المنهجي على مذهب اإلمام‬ ‫‪.22‬‬
‫الشافعي رحمه اهلل تعالى‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ‪ :‬دمشق‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ 1992 ،‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪. 8‬‬
‫الموصلي‪ ،‬عبد اهلل بن محمود بن مودود ‪ ،‬االختيار لتعليل المختار‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد‬ ‫‪.23‬‬
‫اللطيف محمد عبد الرحم دار الكتب العلمية ‪ :‬بيروت ‪ 2005‬م‪،‬ط‪ :‬الثالثة ‪.‬‬
‫زاهر الشهري‪ ،‬دار القاسم‪ :‬المملكة العربية السعودية_ص ب ‪ 6373‬الرياض‬ ‫‪.24‬‬

‫‪ ،26.04.2011 ،11442‬الموقع على االنترنت‪:‬‬


‫‪http://www.saaid.net/rasael/178.htm‬‬

‫‪26‬‬

You might also like