You are on page 1of 7

‫مقدمة‪ :‬مما ل ريب فيه أن في القرآن محكما ومتشابها‪ ،‬وفقا لما صرح‬

‫ي َأنَز َ‬
‫ل‬ ‫و ال ّ ِ‬
‫ذ َ‬ ‫ه َ‬
‫به القرآن نفسه في الية السابعة من سورة آل عمران‪ُ } :‬‬
‫ت{ ]آل‬ ‫ها ٌ‬ ‫مت َ َ‬
‫شاب ِ َ‬ ‫وأ ُ َ‬
‫خُر ُ‬ ‫م ال ْك َِتا ِ‬
‫ب َ‬
‫ُ‬
‫نأ ّ‬‫ه ّ‬
‫ت ُ‬ ‫حك َ َ‬
‫ما ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ت ّ‬
‫ه آَيا ٌ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬
‫ب ِ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫عمران‪.[7:‬‬
‫هذا‪ ،‬مع أن في آية أخرى أثبت القرآن أن آياته كلها محكمة‪ ،‬كما قال‬
‫ُ‬
‫ن‬‫من ل ّدُ ْ‬ ‫صل َ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫م ُ‬
‫ف ّ‬ ‫ه ثُ ّ‬
‫ت آَيات ُ ُ‬
‫م ْ‬
‫حك ِ َ‬
‫بأ ْ‬‫تعالى في مطلع سورة هود‪} :‬اَلر ك َِتا ٌ‬
‫ر{ ]هود‪.[1:‬‬
‫خِبي ٍ‬
‫كيم ٍ َ‬
‫ح ِ‬
‫َ‬
‫ومعنى )إحكامها(‪ :‬إتقانها وإحسانها بحيث ل يتطرق إليها أي لون من‬
‫ألوان الختلل في اللفظ أو المعنى‪ ،‬في المفردات أو الجمل‪ ،‬في‬
‫ً‬
‫عدْل{‬‫و َ‬ ‫صدْ ً‬
‫قا َ‬ ‫ت َرب ّ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫م ْ‬
‫وت َ ّ‬
‫الخبار أو الحكام‪ .‬كما قال تعالى‪َ } :‬‬
‫]النعام‪ ،[115:‬صدقا في الخبار‪ ،‬عدل في الحكام‪.‬‬
‫كما وصف القرآن في آية أخرى بأنه كله متشابه‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬
‫}الل ّه ن َز َ َ‬
‫مَثان ِ َ‬
‫ي{ ]الزمر ‪.[23‬‬ ‫ها ّ‬ ‫مت َ َ‬
‫شاب ِ ً‬ ‫ث ك َِتاًبا ّ‬
‫دي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ُ ّ‬
‫ومعنى تشابهه‪ :‬أنه يشبه بعضه في بلغته وإعجازه‪ ،‬وروعة تأثيره‪،‬‬
‫ت َرب ّ َ‬
‫ك‬ ‫ت ك َل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وت َ ّ‬
‫وفي صدق أخباره‪ ،‬وعدالة أحكامه‪ ،‬كما قال تعالى‪َ } :‬‬
‫ل{ ]النعام‪ ،[115:‬وكذلك في تناسقه وتناغمه بحيث يصدق‬ ‫عدْ ً‬‫و َ‬‫قا َ‬ ‫صدْ ً‬‫ِ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ر الل ِ‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫عن‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫‪:‬‬‫بعض‬ ‫مع‬ ‫بعضه‬ ‫يتناقض‬ ‫ول‬ ‫بعضا‪،‬‬ ‫بعضه‬
‫فا ك َِثيًرا{ ]النساء‪.[82:‬‬
‫خت ِل َ ً‬
‫ها ْ‬‫في ِ‬‫دوا ْ ِ‬
‫ج ُ‬ ‫لَ َ‬
‫و َ‬
‫فآية سورة آل عمران قد بينت أن في القرآن آيات محكمات وأخر‬
‫متشابهات‪ ،‬فما معنى الحكام والتشابه‪ ،‬وبالتالي‪ :‬ما معنى المحكم‬
‫والمتشابه في القرآن؟‬
‫نقل الشيخ مرعي في كتابه )أقاويل الثقات( جملة أقوال للعلماء في‬
‫بيان ذلك‪:‬‬
‫فقيل‪ :‬المحكم‪ :‬ما وضح معناه‪ ،‬والمتشابه‪ :‬نقيضه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المحكم‪ :‬ما ل يحتمل من التأويل إل وجها واحدا‪ ،‬والمتشابه‪:‬‬
‫ما احتمل أوجها‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المحكم‪ :‬ما تأويله تنزيله‪ ،‬والمتشابه‪ :‬ما ل يدرى إل بالتأويل‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المحكم‪ :‬ما لم تتكرر ألفاظه‪ ،‬والمتشابه‪ :‬القصص والمثال‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المحكم‪ :‬ما يعرفه الراسخون في العلم‪ ،‬والمتشابه‪ :‬ما ينفرد‬
‫الله بعلمه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المتشابه‪ :‬الحروف المقطعة في أوائل السور‪ ،‬وما سوى ذلك‬
‫محكم‪ .‬وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫وقال جماعة من الصوليين‪ :‬المحكم‪ :‬ما عرف المراد منه‪ ،‬قيل‪ :‬ولو‬
‫بالتأويل‪ ،‬والمتشابه‪ :‬ما استأثر الله بعلمه‪ ،‬كالحروف المقطعة‪ ،‬وهو‬
‫معنى قول بعضهم‪ :‬إن المحكم‪ :‬هو المكشوف المعنى الذي ل يتطرق‬
‫إليه إشكال واحتمال‪ ،‬والمتشابه‪ :‬ما يتعارض فيه الحتمال‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يعبر به عن السماء المشتركة‪ :‬كال َ‬
‫قْرء‪ ،[1]1‬وكاللمس‪ [2]2‬المتردد بين‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫المس والوطء‪ ،‬وقد يطلق على ما ورد في صفات الله تعالى مما يوهم‬
‫ظاهره الجهة والتشبيه‪ ،‬ويحتاج إلى تأويله‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف المحكم والمتشابه‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف المحكم‬
‫حكام لغة‪ :‬التقان البالغ‪ ،‬ومنه البناء المحكم الذي أتقن‪ ،‬فل يتطرق إليه الخلل أو الفساد‪.‬‬
‫أ‪ -‬ال ْ‬
‫أما اصطلحًا فقد اختلف الصوليون في تعريفه على أقوال منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المحكم ما عرف المراد منه‪ ،‬إما بالظهور أو بالتأويل‪.‬‬

‫‪ -2‬أن المحكم ل يحتمل من التأويل إل وجهًا واحدًا‪.‬‬

‫‪ -3‬أن المحكم هو الواضح الدللة الذي ل يحتمل النسخ‪.‬‬

‫‪ -4‬أن المحكم ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان‪.‬‬

‫‪ -5‬أن المحكم هو المتقن الذي ل يتطرق إليه الشكال‪.‬‬

‫‪-2‬تعريف المتشابه‪:‬‬

‫* التعريفين اللغوي و الشرعي ‪:‬‬

‫شَبه‪ ،‬وهو التماثل بين شيئين أو أشياء‪ .‬ولما كان التماثل بين الشياء يؤدي‬
‫أ ‪ -‬لغة‪ :‬مأخوذ من ال ّ‬

‫إلى الشك والحيرة‪ ،‬وُيوقع في اللتباس‪ ،‬توسعوا في اللفظ‪ ،‬وأطلقوا عليه اسم " المتشابه "‪.‬‬

‫يقال‪ :‬اشتبه المر عليه‪ ،‬أي التبس عليه‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أما اصطلحًا فقد اختلف فيه أيضًا على أقوال‪:‬‬

‫‪ -1‬ما استأثر ال بعلمه‪ ،‬كقيام الساعة‪ ،‬وخروج الدابة والدجال‪.‬‬

‫‪ -2‬ما لم يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره‪.‬‬

‫‪ -3‬ما احتمل أكثر من وجه‪.‬‬

‫‪ -4‬ما كان غير واضح الدللة ويحتمل النسخ‪.‬‬

‫ب‪ -‬القرآن من حيث الحكام والتشابه يمكن اعتبار القرآن محكمًا كله أو متشابهًا كله‬
‫أو اعتبار بعضه محكمًا وبعضه متشابهًا وتفصيله التالي‪:‬‬
‫نقرأ اليات الكريمات‪ ،‬قوله تعالى‪ } :‬هخخو الخخذي أنخخزل عليخخك الكتخخاب منخخه آيخخات محكمخخات هخخن أم الكتخخاب وأخخخر‬
‫صلت من لدن حكيم خبير { )هود‪. (1:‬‬
‫متشابهات { )آل عمران‪ (7:‬وقوله أيضًا‪ } :‬كتاب أحكمت آياته ثم ُف ّ‬
‫و) المحكم ( و) المتشابه ( لفظان متقابلن‪ ،‬إذا ُذِكَر أحدهما استدعى الخر ضرورة‪ .‬وهما بحثان رئيسخخان مخخن‬
‫أبحاث علوم القرآن‪ ،‬أفاض العلمخخاء القخخول فيهمخخا‪ ،‬وتفخخاوتت أنظخخارهم فخخي تعريفهمخخا وحقيقتهمخخا‪ ،‬وهمخخا كخخذلك‬
‫بحثان مهمان من أبحاث أصول الفقه ‪.‬‬
‫ت الدابة وأحكمتها‪ ،‬بمعنخخى أحكمخخت وثاقهخخا‪ ،‬ومنعتهخخا مخخن التفّلخخت‬
‫حَكْم ُ‬
‫و) المحكم ( من حيث اللغة‪ ،‬مأخوذ من َ‬
‫والهرب‪ .‬وإحكام الكلم‪ :‬إتقانه وتمييز الصدق فيه من الكذب ‪.‬‬
‫ف المراد منه؛ وقال‬
‫عِر َ‬
‫حا‪ ،‬فقد اختلفت أنظار أهل العلم في تعريفه‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬هو ما ُ‬
‫أما ) المحكم ( اصطل ً‬
‫آخرون‪ :‬هو ما ل يحتمل إل وجهًا واحدًا؛ وعّرفه قوم بخخأنه‪ :‬مخخا اسخختقّل بنفسخخه‪ ،‬ولخخم يحتخخج إلخخى بيخخان‪ .‬ويمكخخن‬
‫إرجاع هذه التعريفات إلى معنى واحد‪ ،‬هو معنى البيان والوضوح ‪.‬‬
‫و) المتشابه ( لغة‪ ،‬مأخوذ مخن الشخبه والتشخابه‪ ،‬تقخول‪ :‬فلن يشخبه فلًنخا‪ ،‬أي‪ :‬يمخاثله‪ ،‬ولخه مخن الصخفات مخا‬
‫ضا ‪.‬‬
‫للخر‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فتشابه الكلم تماثله وتناسبه‪ ،‬بحيث يصّدق بعضه بع ً‬
‫حا‪ ،‬فعرفه بعضهم بأنه‪ :‬ما استأثر ال بعلمه‪ ،‬وعرفه آخخخرون بخخأنه‪ :‬مخخا احتمخخل‬
‫أما تعريف ) المتشابه ( اصطل ً‬
‫أكثر من وجه‪ ،‬وقال قوم‪ :‬ما احتاج إلى بيان‪ ،‬برّده إلى غيره ‪.‬‬
‫وبنخخاًء علخخى التعريخخف اللغخخوي لكخخٍل مخخن ) المحكخخم ( و) المتشخخابه ( يتضخخح أنخخه ل تنخخافي بيخخن ) المحكخخم (‬
‫و) المتشابه ( من جهة المعنى اللغوي؛ فالقرآن كله محكم‪ ،‬بمعنى أنه متقن غاية التقخخان‪ ،‬وهخخو كخخذلك متماثخخل‬
‫ضا ‪.‬‬
‫ومتشابه‪ ،‬بمعنى أنه يصّدق بعضه بع ً‬
‫ثم إن المتشابه أنواع‪ ،‬فهناك متشابه من جهة اللفظ‪ ،‬وهناك متشابه من جهة المعنى‪ ،‬وهناك متشابه من جهخخة‬
‫اللفظ والمعنى مًعا‪ .‬وتفصيل هذه النواع باختصار وفق التي‪:‬‬
‫‪ -‬أن المتشابه من جهة اللفظ هو الذي أصابه الغموض بسبب اللفظ‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬
‫ب ( فخخي قخوله تعخخالى‪ } :‬وفاكهخخة وأّبخخا {‬
‫أحدهما‪ :‬يرجع إلى اللفاظ المفردة؛ إما لغرابخخة ذلخخك اللفخخظ‪ ،‬كلفخخظ ) ال ّ‬
‫ب ( في‬
‫)عبس‪ (31:‬ولفظ ) الكللة ( في قوله سبحانه‪ } :‬وإن كان رجل يورث كللة { )النساء‪ (12 :‬فلفظ ) ال ّ‬
‫الية الولى‪ ،‬ولفظ ) الكللة ( في الية الثانية مخخن اللفخخاظ المتشخخابهة الختي تحتخخاج إلخخى بيخخان وتوضخخيح‪ .‬وإمخخا‬
‫لشخختراك ذلخخك اللفخخظ فخخي عخخدة معخخان‪ ،‬كلفخخظ ) اليميخخن ( فخخي قخخوله سخخبحانه‪ } :‬فخخراغ عليهخخم ضخخربا بخخاليمين {‬
‫)الصافات‪ (93:‬أي‪ :‬فأقبل إبراهيم على أصنام قومه ضخارًبا لهخا بخاليمين مخن يخخديه ل بالشخخمال‪ ،‬أو ضخخارًبا لهخخا‬
‫ضرًبا شديًدا بالقوة؛ لن اليمين أقوى الجارحتين‪ ،‬أو ضارًبا لها بسبب اليمين التي حلفها‪ ،‬ونوه بها القرآن‪ ،‬إذ‬
‫قال‪ } :‬وتال لكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين { )النبياء‪ (57:‬كخخل ذلخخك جخخائز‪ ،‬ولفخخظ ) اليميخخن ( مشخخترك‬
‫بينها‪ .‬ومثل ذلك يقال في اللفاظ المشتركة مثل ) العين ( و) القرء ( فلفظ ) العين ( يطلق على العين الباصرة‪،‬‬
‫ويطلق على العين الجارية‪ ،‬ويطلق على الجاسوس؛ وكذلك لفظ ) القخخرء ( يطلخخق علخى الحيخض‪ ،‬ويطلخخق علخى‬
‫طهر‪ ،‬وكل هذه اللفاظ وما شاكلها من المتشابه‪ ،‬الذي ل ُيعرف معناها إل من خلل السياق الذي وردت فيخخه‪،‬‬
‫ال ّ‬
‫حفت بها‪.‬‬
‫أو عن طريق القرائن التي ُ‬
‫والثاني‪ :‬يرجع إلى جملة الكلم وتركيبه‪ ،‬من بسط واختصار ونظم؛ نحو قوله تعالى‪ } :‬وإن خفتخخم أل تقسخخطوا‬
‫في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم { )النساء‪ (3:‬وقوله سبحانه‪ } :‬الحمد ل الخخذي أنخخزل علخخى عبخخده الكتخخاب ولخخم‬
‫يجعل له عوجا { )الكهف‪ (1:‬ففي الية الولى خفاء في المخخراد‪ ،‬جخخاء مخخن ناحيخخة إيجخخاز اللفخخظ‪ ،‬والصخخل‪ :‬وإن‬
‫خفتم أل تقسطوا في اليتامى لو تزوجتموهن‪ ،‬فانكحوا من غيرهن ما طخخاب لكخخم مخخن النسخخاء‪ .‬ومعنخخاه‪ :‬أنكخخم إذا‬
‫تحرجتم من زواج اليتامى؛ مخافة أن تظلموهن‪ ،‬فأمامكم غيرهخخن‪ ،‬فخختزوجوا منهخخن مخخا طخخاب لكخخم؛ وفخخي اليخخة‬
‫الثانية وقع التشابه في ترتيب الية ونظمها؛ فإن الخفاء هنا جاء من جهة الترتيب بين لفظ } قيًما { وما قبله‪،‬‬
‫جا ‪.‬‬
‫ومعنى الية‪ :‬أنزل على عبده الكتاب قيًما‪ ،‬ولم يجعل له عو ً‬
‫‪ -‬والمتشابه من جهة المعنى ُيمّثل له بأوصاف القيامة وأحوالها مما ل نستطيع تصخخوره؛ لن فيهخخا مخخا ل عيخخن‬
‫رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر‪ ،‬فإن العقل البشخخري ل يمكخخن أن يحيخخط بحقخخائق أحخخوال وأهخخوال‬
‫القيامة‪ ،‬ول بنعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار‪ ،‬وكيف السبيل إلى أن يحصل في نفوسنا صخخورة مخخا لخخم نحسخخه‪،‬‬
‫وما لم يكن فينا مثله ول جنسه‪.‬‬
‫‪ -‬والمتشابه من جهة اللفظ والمعنى مًعا على أنواع‪ ،‬لن نقف على تفصيلها هنا‪ ،‬وحسبنا أن نمثل لهخخذا النخخوع‬
‫من المتشابه بقوله تعالى‪ } :‬إنما النسيء زيادة في الكفخر { )التوبخة‪ (37:‬فخإن مخن ل يعخرف عخادة العخرب فخي‬
‫جاهليتهم وما كانوا عليه‪ ،‬فإنه يتعذر عليه تفسير هذه الية ومعرفة المراد منها ‪.‬‬
‫ول بد من الوقوف في هذا المقام عند مسألة طالما بحثها العلماء‪ ،‬تتعلق بقوله تعالى‪ } :‬وما يعلم تأويله إل ال‬
‫والراسخون في العلم { )آل عمران‪ (7:‬ومنشأ النظر في هذه الية منصب على قوله تعالى‪ } :‬والراسخون فخخي‬
‫العلم { هل هو كلم مبتدأ ومستأَنف‪ ،‬أم هو معطوف على قوله تعالى‪ } :‬وما يعلخخم تخخأويله إل الخ { ومعلخخوم أن‬
‫الوقف والبتداء في القرآن‪ ،‬له دور مهم وأساس في تحديد معنى الية‪ ،‬وبيان وجهتها ومقصدها ‪.‬‬
‫وحسبنا في هذا المقام أن نعلم أن المفسرين قد ذهبوا في تفسخخير اليخخة مخخذهبين‪ :‬الول يخخرى أن الوقخخف يكخخون‬
‫على قوله تعالى‪ } :‬وما يعلم تأويله إل ال {‪ ،‬وبالتالي فإن قوله تعخخالى‪ } :‬والراسخخخون فخخي العلخخم { كلم مبتخخدأ‬
‫ومستأنف‪ ،‬والمعنى على هذا‪ :‬أن المتشابه ل يعلم تأويله إل ال‪ ،‬والراسخون في العلم يؤمنخخون بخخه كمخخا جخخاء‪،‬‬
‫ويِكُلون علمه إلى ال سبحانه ‪.‬‬
‫وقد أّيد أصحاب هذا المذهب ما ذهبوا إليه‪ ،‬بما رواه البخاري من حخخديث عائشخخة رضخخي الخ عنهخخا‪ ،‬قخخالت‪ :‬تل‬
‫رسول صلى ال عليه وسلم هذه الية‪ } :‬فأمخخا الخخذين فخخي قلخخوبهم زيخخغ فيتبعخخون مخخا تشخخابه منخخه ابتغخخاء الفتنخخة‬
‫وابتغاء تأويله { )آل عمران‪ (7:‬قالت‪ :‬قال رسول ال صخخلى الخ عليخه وسخخلم‪ ) :‬فخخإذا رأيخخت الخخذين يتبعخخون مخخا‬
‫تشابه منه‪ ،‬فأولئك الذين سّمى ال‪ ،‬فاحذرهم ( ‪.‬‬
‫أما المذهب الثاني‪ ،‬فيرى أن قوله تعالى‪ } :‬والراسخون في العلم { معطوف على قوله‪ } :‬ومخخا يعلخخم تخخأويله إل‬
‫ال { وعلى هذا يكون تفسير الية‪ :‬أن الراسخين في العلم يعلمون تفسير المتشابه مخخن القخخرآن‪ .‬وقخخد قخخال ابخخن‬
‫عباس رضي ال عنهما‪ :‬أنا من الراسخين في العلم‪ ،‬الذين يعلمون تأويله‪ .‬ولقخخد صخخدق رضخخي الخ عنخخه‪ ،‬فخخإن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم دعا له‪ ،‬فقال‪ ) :‬اللهم فقهه في الدين‪ ،‬وعلمه التأويخخل ( رواه أحمخخد ‪ .‬قخخال مجاهخخد ‪:‬‬
‫عرضت المصحف على ابن عباس من أوله إلى آخره‪ ،‬أقفه عند كل آية‪ ،‬وأسأله عنها‪ .‬وقد تواترت النقول عن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما أنه تكلم في جميع معاني القرآن‪ ،‬ولم يقل عن آية إنها من المتشخخابه الخخذي ل يعلخخم‬
‫أحد تأويله إل ال‪ .‬وقد صحح المام النووي هذا القخخول‪ ،‬مسخختدًل علخخى صخخحته‪ ،‬بخخأنه يبعخخد أن يخخخاطب سخخبحانه‬
‫عباده بما ل سبيل لحد من الخلق إلى معرفته ‪.‬‬
‫والحق‪ ،‬فإنه ل يوجد تعخخارض بيخن هخخذين المخخذهبين‪ ،‬والتوفيخخق بينهمخخا أمخخر ممكخخن ومتيسخر‪ ،‬وذلخخك إذا علمنخخا‬
‫المقصود من لفظ ) التأويل ( الوارد في قوله تعالى‪ } :‬وما يعلم تأويله إل ال {‪ .‬وبالرجوع إلى معنى ) التأويل‬
‫( يتبين لنا أن هذا اللفظ ُيطلق على معنيين‪:‬‬
‫الول‪ ) :‬التأويخخل ( بمعنخخى التفسخخير‪ ،‬فتأويخخل الكلم تفسخخيره‪ ،‬وتوضخخيح معنخخاه‪ .‬والتأويخخل فخخي كلم كخخثير مخخن‬
‫المفسرين‪ ،‬وخاصة المتقدمين منهم كخ ابن جرير الطبري وغيره‪ُ ،‬يطلق بهذا المعنى‪ ،‬وهم يريخخدون بخخه تفسخخير‬
‫الكلم‪ ،‬وبيان معناه؛ فهو إذن اصطلح معروف ومشهور عند أهل التفسير ‪.‬‬
‫و) التأويل ( في كلم المتأخرين من الفقهاء والمتكلمين‪ :‬هو صرف اللفظ عن الحتمخخال الراجخخح إلخخى الحتمخخال‬
‫المرجوح‪ ،‬لدللة توجب ذلك‪ .‬وهذا هو التأويل الذي تنازع الناس فيه‪ .‬فالتأويل الصحيح منه ما وافق نصخخوص‬
‫الكتاب والسنة ولم يخالفها‪ .‬والتأويل الفاسد منه ما خالف ذلك ‪.‬‬
‫والمعنى الثاني من معاني ) التأويل ( يأتي بمعنى‪ :‬الحقيقة‪ ،‬فتأويل الكلم‪ ،‬الحقيقة التي يؤول إليها‪ .‬وعلى هذا‬
‫المعنى جاء قول عائشة رضي ال عنها‪ ) :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسخخلم يقخخول فخخي ركخخوعه وسخخجوده‪:‬‬
‫سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر لي ‪ ،‬يتأّول القرآن ( تعني قوله تعالى‪ } :‬فسبح بحمد ربك واستغفره {‬
‫)النصر‪ (3:‬رواه البخاري و مسلم ‪.‬‬
‫ق ال خ تعخخالى‪ ،‬إنمخخا يقصخخدون‬
‫وبناًء على ذلك‪ ،‬نستطيع أن نقول‪ :‬إن الذين ذهبوا إلى حصر علم التأويل فخخي حخ ّ‬
‫بذلك التأويل بالمعنى الثاني‪ ،‬أي‪ :‬الحقيقة التي يؤول إليها الغيب‪ ،‬وهذا أمر ل يختلخف عليخه اثنخان؛ لن حقيقخة‬
‫الغيب ل يعلمها إل ال ‪.‬‬
‫أما الذين ذهبوا إلى أنه يمكن للعلماء العلم بالتأويل‪ ،‬فخخإنهم يقصخخدون بخخذلك التأويخخل بخخالمعنى الول‪ ،‬أي‪ :‬معنخى‬
‫التفسير‪ ،‬وهذا أيضًا ل يختلف فيه اثنان ‪.‬‬
‫ف ال بها نفسه‪ ،‬وكذلك‬
‫ص َ‬
‫ويمكن أن نمّثل لهذا بمثال يزيد المر وضوحًا وجلًء‪ ،‬فنقول‪ :‬إن صفة العلم التي َو َ‬
‫باقي الصفات‪ ،‬يمكن للعلماء تأويلها‪ ،‬بمعنى تفسيرها‪ ،‬أما تأويلها بمعنى معرفة حقيقة هذه الصخخفة‪ ،‬أو معرفخخة‬
‫حقيقة باقي صفاته سبحانه‪ ،‬فهذا ما ل سبيل لحٍد إليه‪ ،‬كما سنبين ذلك لحًقا ‪.‬‬
‫إذا تبين ما تقدم‪ ،‬نضيف إليه أمًرا آخر‪ ،‬وهو أن وجود المتشابه في القرآن له فوائد عدة‪ ،‬ذكرها العلمخخاء‪ ،‬مخخن‬
‫تلك الفوائد‪ :‬الحث على النظر والبحث والتأمل في آيات ال سبحانه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬إثبات التفاضل والتفاوت في العلم بين العباد؛ إذ لو كان القرآن الكريم كله محكًما لستوت منازل الخلق‬
‫في فهمه‪ ،‬ولم يظهر فضل العالم على الجاهل‪ ،‬ولم يتبين فضل الذي يعلم حقيقة القول على الذي يعلخخم ظخخاهره‪،‬‬
‫ل للرجخوع إليخخه‪ ،‬وجعخل بعضخخه متشخخابًها يحتخاج إلخى السختنباط‬
‫وقد جعل ال بعض القرآن محكًما؛ ليكخخون أصخ ً‬
‫وإعمال العقل‪ ،‬ورده إلى المحكم ‪.‬‬
‫ضا‪ :‬ابتلء العباد بالوقوف عند المتشابه من اليات دون الخوض في تأويلها‪ ،‬بما ل تحتمله من وجوه‬
‫ومنها أي ً‬
‫التأويل‪ ،‬وتسليم المر فيها إلى ال تعالى‪ .‬وقد ذكر الشيخ الزرقاني فوائد أخر‪ ،‬يمكن تتبعها في كتخخابه ) مناهخخل‬
‫العرفان ( ‪.‬‬
‫ثم إن الثمرة العلمية والعملية لهذا البحث‪ ،‬تتجلى في بيان موقف المسلم من موضوع ) المتشابه ( الذي كان ‪-‬‬
‫ول يزال ‪ -‬مزلة أقدام كثيرة‪ ،‬وموضع أخذ ورد‪ .‬وكان من أهم المسائل التي دار الخلف حولهخخا مسخخألة صخخفات‬
‫الخالق سبحانه‪ ،‬الواردة في العديد من اليات والحاديث؛ كقوله تعالى‪ } :‬وتوكل علخخى الحخخي الخخذي ل يمخخوت {‬
‫)الفرقان‪ (58:‬وقوله سبحانه‪ } :‬وهو بكل شيء عليم { )البقرة‪ (29:‬وقخخوله سخبحانه‪ } :‬وهخخو علخى كخل شخيء‬
‫قدير { )المائدة‪ (120:‬وقوله تعالى‪ } :‬وهو السميع البصير { )الشورى‪ (11:‬وقوله سخخبحانه‪ } :‬فسخخوف يخخأتي‬
‫ال بقوم يحبهم ويحبونه { )المائدة‪ (54:‬وقخخوله تعخخالى‪ } :‬رضخخي الخ عنهخخم ورضخخوا عنهخخم { )المخخائدة‪(119:‬‬
‫وقوله سبحانه‪ } :‬ولكن كره ال انبعاثهم { )التوبة‪ (46:‬وقوله تعالى‪ } :‬وغضب الخ عليخخه ولعنخخه { )النسخخاء‪:‬‬
‫‪ (93‬وقخخوله سخخبحانه‪ } :‬ويبقخخى وجخخه ربخخك ذو الجلل والكخخرام { )الرحمخخن‪ (27:‬وقخخوله تعخخالى‪ } :‬بخخل يخخداه‬
‫مبسوطتان { )المائدة‪ (64:‬ونحو ذلك من اليات؛ ومخن الحخاديث قخوله صخلى الخ عليخه وسخلم‪ ) :‬ينخخزل ربنخا‬
‫عخخا‪،‬‬
‫تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ( متفق عليه‪ ،‬وقوله‪ ) :‬إذا تقرب العبد إلخي شخبًرا تقربخت إليخه ذرا ً‬
‫حخخا‬
‫عا‪ ،‬وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ( متفخخق عليخخه‪ ،‬وقخخوله‪ ) :‬ل خ أشخخد فر ً‬
‫عا تقربت منه با ً‬
‫وإذا تقرب إلي ذرا ً‬
‫بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها ( رواه مسلم ونحو ذلك من الحاديث ‪.‬‬
‫فالواجب في مثل هذه اليات والحاديث الداخلة في باب ) الصفات ( إثبات ما أثبته ال ورسوله‪ ،‬ونفي ما نفخخاه‬
‫ال ورسوله‪ ،‬واللفاظ التي ورد بها النص ُيعتصم بها في إثبات الصفات ونفيها؛ فنثبت ما أثبتخخه ال خ ورسخخوله‬
‫من اللفاظ والمعاني‪ ،‬وننفي ما نفته نصوصهما منهما‪ .‬وأما اللفخخاظ الخختي لخخم يخرد نفيهخخا ول إثباتهخخا فل تطلخخق‬
‫حا ُقِبخَل‪ ،‬لكخخن ينبغخخي التعخخبير عنخخه بألفخخاظ النصخخوص‪ ،‬دون‬
‫حتى ُينظر في مقصود قائلها؛ فإن كان معنخخى صخخحي ً‬
‫اللفاظ المجملة‪.‬‬
‫وقد أطبقت كلمة الئمة المتقدمين على أن ما ورد في ) بخخاب الصخخفات ( مخخن اليخخات والحخخاديث‪ ،‬ينبغخخي حملخخه‬
‫على ظاهره‪ ،‬من غير تأويل أو تحريف أو تعطيل أو تمثيل؛ وأن ظاهرهخخا ل يقتضخخي تمثيخخل الخخخالق بخخالمخلوق‪.‬‬
‫فقد ثبت عن المام مالك أنه سئل عن الستواء‪ ،‬فقال‪ :‬الستواء معلوم‪ ،‬والكيف مجهول‪ ،‬واليمخخان بخه واجخب‪،‬‬
‫والسؤال عنه بدعة‪.‬‬
‫ضا‪ ،‬فقال‪ :‬أفهم من قوله‪ } :‬الرحمن على العرش استوى { ما أفهم من قخخوله‪:‬‬
‫وسئل سفيان الثوري عن ذلك أي ً‬
‫} ثم استوى إلى السماء { )فصلت‪. (11:‬‬
‫ففي كل هذه القوال ما يفيد أن ) الستواء ( معلوم من حيث اللغخة؛ والكيخف مجهخول‪ ،‬أي‪ :‬حقيقخة تلخك الصخفة‬
‫مجهولة لنا‪ ،‬ل دليل عندنا عليه‪ ،‬ول سلطان لنا به؛ والسؤال عنه بدعخخة‪ ،‬أي‪ :‬الستفسخخار عخخن الكيفيخخة بدعخخة؛‬
‫لنه ليس من هدي السلف‪ ،‬ولنه أمر ل يمكن إدراكه أو الوصول إليه‪ ،‬وما جخخزاء المبتخخدع إل أن يطخخرد ويبعخخد‬
‫عن الناس خوف أن يفتنهم؛ لنه رجل سوء‪ ،‬وداعية فتنة ‪.‬‬
‫وقد ُروي عن بعض أهل العلم‪ ،‬أنه سئل عن اليات والخبار التي فيها من صفات ال تعالى‪ ،‬فقال‪ :‬نمرهخخا كمخخا‬
‫جاءت‪ ،‬ونؤمن بها‪ ،‬ول نقول‪ :‬كيف وكيف ‪.‬‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬وعلى هذه الطريقة مضى صدر المة وسادتها‪ ،‬وإياها اختار أئمخخة الفقهخخاء وقادتهخخا‪ ،‬وإليهخخا‬
‫دعا أئمة الحديث وأعلمه‪ ،‬ول أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها ‪.‬‬
‫وقد أفصح المام الغزالي عن موقف السلف من هذه المسألة في كتابه ) إلجخخام العخخوام عخخن علخخم الكلم ( وهخخو‬
‫آخر تصانيفه ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في أصول الدين‪ ،‬وحث فيه على التزام مذهب السلف‪ ،‬ومن تبعهم في هذه المسخخألة‬
‫‪.‬‬
‫فالعمدة فيما جاء في ) باب الصفات ( الدلة القطعية التي توافرت على أنه تعالى‪ } :‬ليخخس كمثلخخه شخخيء { وقخخد‬
‫ُأكدت هذه الحقيقة في كثير من اليات القرآنية‪ ،‬كقوله سبحانه‪ } :‬قل هو ال أحد * ال الصمد * لم يلخخد * ولخخم‬
‫يولد * ولم يكن له كفوا أحد { وقوله تعالى‪ } :‬يا أيها النخخاس أنتخم الفقخراء إلخى الخ والخ هخخو الغنخخي الحميخخد {‬
‫)فاطر‪ (15:‬والنصوص في الكتاب والسنة كثيرة ومستفيضة‪ ،‬تؤيد هذه الحقيقة وتؤكدها ‪.‬‬
‫هذا قول مجمل في موضوع آيات الصفات وما شاكلها من أحاديث‪ ،‬ويمكن التوسع في هذا الباب بالرجوع إلخخى‬
‫ضا مخخا كتبخخه الشخخيخ ابخخن عخخثيمين فخخي كتخخابه ) تقريخخب‬
‫ما كتبه الشيخ الزرقاني في كتابه ) مناهل العرفان ( وأي ً‬
‫التدمرية ( ‪.‬‬
‫وحاصل القول في موضوع المحكم والمتشابه الوارد في القرآن‪ ،‬أنه من جهة اللغة ل تنافي بينهمخا؛ إذ القخرآن‬
‫ضخخا؛ أمخخا مخخن جهخخة‬
‫ضا متشخخابه‪ ،‬بمعنخخى أنخخه يصخخدق بعضخخه بع ً‬
‫كله محكم بمعنى أنه متقن غاية التقان‪ ،‬وهو أي ً‬
‫ضخخا الموقخخف‬
‫غُمخخض المقصخخود منخخه‪ .‬وظهخخر لنخخا أي ً‬
‫عرف المقصود منه‪ ،‬والمتشخخابه مخخا َ‬
‫الصطلح‪ ،‬فالمحكم ما ُ‬
‫السليم من النصوص الواردة في باب الصفات‪ ،‬وأن القول الصواب فيها ما ذهخب إليخه السخلف مخن إجخراء تلخك‬
‫النصوص على ظاهرها‪ ،‬دون أن يقتضي ظاهر تلك النصوص تمثيل الخالق بالمخلوق ‪.‬‬
‫المصدر ‪:‬موقع القرضاوي‬

You might also like