You are on page 1of 23

‫بببببب بببب بببب ‪:‬‬

‫أسباب الحوار‪:‬‬
‫ّ‬
‫إن المراقبين ُيجمعون على أن الحوار بين الشمال والجنوب تبلور بشكل واضح‬
‫م التمهيد له‬ ‫في السبعينينيات‪ ،‬وخاصة بعد الزمة النفطية‪ .‬غير أن هذا الحوار ت ّ‬
‫سابقًا‪ ،‬ويمكن إعادة بداية فكرة الحوار إلى عام ‪ 1961‬عندما انعقد مؤتمر المم‬
‫المتحدة للتجارة والتنمية‪ ،‬حيث برز فيها تحالف الدول النامية في التصويت من‬
‫مة أسباب مباشرة وغير مباشرة أدت إلى‬ ‫أجل عقده)‪ ،(1‬غير أننا نعتبر أنه ث ّ‬
‫الحوار‬
‫ل‪ :‬السباب غير المباشرة‪ :‬تتمثل هذه السباب في فشل سياسة المساعدات‬ ‫أو ً‬
‫في تحقيق التنمية في دول الجنوب من جهة‪ ،‬والصدمة النقدية ‪ / 1971/‬من‬
‫جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪ .1‬ببب ببببب ببببببببب‪ :‬لقد تميزت المرحلة الولى لظهور الدول الحديثة‬
‫م‬‫بالتركيز على المساعدات القتصادية الممنوحة للدول النامية‪ ،‬ولهذا الغرض ت ّ‬
‫إنشاء مؤسسات دولية تنظم منح هذه المساعدات‪ ،‬وأهم هذه المؤسسات هي‬
‫صندوق النقد والبنك الدوليين‪ ،‬بيد أن هذه المؤسسات شأنها شأن سائر‬
‫المؤسسات خاضعة لنفوذ الدول الكبرى‪ ،‬فسياسة صندوق النقد تحددها دولتان‬
‫هما الوليات المتحدة وبريطانيا‪ ،‬أما البنك الدولي فل يمنح قروضه إل للمشاريع‬
‫النتاجية دون الكتراث لهمية هذه المشاريع بالنسبة لضرورات النماء في دول‬
‫الجنوب‪.‬‬
‫‪ .2‬بببببب ببببببب‪ :‬منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى بداية السبعينات‬
‫كان الدولر قابل للصرف بالذهب‪ ،‬وهذا ما أرسته اتفاقيات بريتون وودز‪ ،‬غير‬
‫ضات في آواخر الستينينيات‪ ،‬ولذلك فلم‬ ‫أن هذا النظام تعرض للعديد من الخ ّ‬
‫يكن انهيار نظام بريتون وودز‪ ,‬مفاجأة لكثير من متتبعي نظام النقد الدولي)‪،(2‬‬
‫وما حدث أنه في ‪ 15‬آب ‪ /1971/‬أصدر الرئيس المريكي نيكسون قرار بفصم‬
‫الدولر المريكي عن الذهب‪ ،‬مما أسدل الستار على الربع قرن المجيد‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت فوضى نقدية عالمية شهدت العملت الساسية من خللها تذبذبا ً‬
‫بقيمتها التبادلية)‪ ،(1‬هذه الفوضى في النظام النقدي الدولي أدت الى موجات‬
‫من التضخم لم يسبق لها مثيل منذ عام ‪ .1945‬أما الدول النامية فكان وضعها‬
‫السوأ بسبب تبعيتها المفرطة للدول الكبرى واعتماد اقتصاداتها على تصدير‬
‫المواد الولية‪.‬‬
‫هذه الزمة بالتضافر مع فشل المساعدات واندلع الثورة النفطية ستفتح‬
‫الطريق أمام ماعرف فيما بعد بالحوار شمال جنوب‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬السبب المباشر‪:‬‬
‫الزمة النفطية‪:‬‬
‫إن التاريخ المعاصر للعلقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية يميز بين ما‬
‫قبل ‪ 1973‬ومابعده‪ .‬فقد برز النفط ليس كمادة أولية مميزة فحسب بل كسلح‬
‫استراتيجي ذي أثر مهم في موازيين الصراع القليمية والدولية )‪ ،(2‬حيث‬
‫استخدمته الدول العربية النفطية كسلح للضغط على الدول الداعمة لسرائيل‪،‬‬
‫هذا بالضافة إلى عمليات التأميم وتاليا ً رفع السعار حيث وصلت في سنة‬
‫‪ 1974‬اضعاف ماكانت عليه عام ‪.1971‬‬
‫دة جديدة أثرت في القتصاد‬ ‫وقد ترتب على أزمة النفط منذ ‪ 1973‬ظواهر ع ّ‬
‫الدولي وأهم هذه الظواهر هي أن ارتفاع أسعار النفط أدى إلى ارتفاع تكلفة‬
‫الطاقة وفاتورة واردات الدول الصناعية من ناحية ‪,‬وزيادة الفوائض المالية لدى‬
‫الدول المصدرة للنفط من جهة أخرى‪ ،‬فارتفعت فاتورة النفط من ‪ 28‬مليار‬
‫دولر عام ‪ 1970‬إلى ‪ 535‬مليار دولر عام ‪ ،(3) 1980‬هنا شعر الغرب بمدى‬
‫حاجته لهذه المادة الستراتيجية التي تأتي من العالم الثالث والتي كانت من‬
‫أهم أسباب الزدهار في الربع قرن المجيد‪ .‬وأمام هذا الواقع ولول مرة ظهر‬
‫العالم الثالث موحدا ً في حين أن الغرب الصناعي انقسم إلى مجموعتين‪:‬‬
‫الولى تريد الحوار مع الجنوب وتقودها فرنسا‪ ،‬أما الثانية فتطالب بالمواجهة‬
‫الشاملة مع الجنوب وتقودها الوليات المتحدة المريكية‪.‬‬
‫واستمر هذا السجال إلى أن جاءت مبادرة وزير النفط السعودي الذي دعا إلى‬
‫عقد مؤتمر دولي للطاقة والتنمية‪ ،‬على أن تتمثل فيه ‪ 4‬دول عن الوبك ‪OPEC‬‬
‫وثلث عن الدول الصناعية و ‪ 3‬عن أكبر الدول النامية المستوردة للنفط‪ ،‬ولم‬
‫م عقد المؤتمر في باريس وهكذا بدأ ما‬ ‫يفوت الرئيس الفرنسي الفرصة‪ ،‬ت ّ‬
‫عرف بالحوار شمال جنوب‪ .‬فما هي المنطلقات التي دفعت أطرافه إلى الولوج‬ ‫ُ‬
‫به‪ ،‬وهل حقق الطرفين أهدافهما‪ ،‬أم أن الهيمنة بقيت العامل الحاسم؟‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬منطلقات الحوار‬
‫ل‪ :‬منطلقات دول الجنوب‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫بعد فشل سياسة المساعدات في تحقيق التنمية في الجنوب ظهر تيار جديد‬
‫يعتبر أن النخراط في التجارة الدولية هو الحل المثل‪ ،‬وهذا التجاه ظهر جليا ً‬
‫في مؤتمر الـ ‪ UNCTAD‬في جينيف ‪ ،1964‬حيث اتفقت الدول النامية على‬
‫كلمة سر ) التجارة و ليس المساعدات ()‪(1‬‬
‫ولكن دول الجنوب سرعان مااكتشفت أن دينامية التجارة الدولية تعمل بشكل‬
‫مختل لصالح دول الشمال‪ ،‬فضل ً عن سيطرة الخيرة على المؤسسات المالية‬
‫كرة‬‫والتجارية الدولية‪ ،‬لهذا طرحت دول الجنوب من خلل مجموعة الـ ‪ 77‬ف ّ‬
‫ضرورة إقامة نظام اقتصادي دولي جديد‪ .‬وبالفعل صدر عن الجمعية العامة للـ‬
‫‪ UN‬قرارين رقم ‪ 3201‬و ‪ 3202‬المتعلقين بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد‪.‬‬
‫ولكي نعرف منطلقات دول الجنوب في الحوار لبد من معرفة منطلقات هذا‬
‫النظام المرجو‪ ،‬وهنا تجدر الشارة إلى أن هذا النظام ليس جديد كليا ً ‪,‬بقدر‬
‫ماهو تعديل وإصلح لعيوب النظام المهيمن‪ ،‬ومن هنا وجب علينا التطرق إلى‬
‫أهم هذه العيوب ومن ثم منطلقات النظام الجديد والتي تعبر بشكل أو بآخرعن‬
‫منطلقات الجنوب للحوار‪.‬‬
‫· بببب بببببب ببببببب‪:‬‬
‫‪ .1‬إن الدول النامية تحصل على قدر قليل من القيمة المضافة على أسعار‬
‫المواد الولية والسلع الساسية التي تصدرها إلى الدول الصناعية‪.‬ونجد أن عددا ً‬
‫كبيرا ً من الشركات عبر الوطنية تحتكر مجمل عمليات النتاج حتى التوزيع‬
‫النهائي‪.‬‬
‫‪ .2‬مجمل التفاقيات والمتيازات القديمة تتميز بعدم النصاف كما يظهر بأن‬
‫كل محاولة للتغيير تواجه دائما ً بتدخل الدول الم من أجل المحافظة على المر‬
‫الواقع‪.‬‬
‫‪ .3‬إن المبادئ الليبرالية التي تنادي بها الدول الصناعية ل تمنعها من اتباع‬
‫سياسة الحماية أمام تدفق بعض السلع التي تصدرها الدول النامية )المنسوجات‬
‫واللبسة مث ً‬
‫ل(‪.‬‬
‫‪ .4‬انعدام مشاركة الدول النامية في صنع القرارات الدولية التي تلتزم هذه‬
‫الدول نفسها احترامها‪ ،‬ويظهر ذلك بالخصوص في القرارات التي يتم التوصل‬
‫إليها في المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬حيث أن أنظمة التصويت تعتمد على‬
‫الثقل المتوازن للدول العضاء‪.‬‬
‫‪ .5‬ازدياد الديون الخارجية المستحقة على الدول النامية وهو ماأدى لحقا ً إلى‬
‫إعلن عدد‬
‫ـــــــــ‬
‫‪-1‬عبد الهادي يموت‪ ،‬الحوار شمال جنوب وجهة نظر عربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.40‬‬
‫من الدول عن عدم قدرتها على دفع المستحق عليها‪(1).‬‬
‫· ببببببب بببببب بببببب بببببب‪:‬‬
‫إن دول الجنوب باتت واعية بأن اقتصاداتها تعاني من خلل بنيوي وذلك‬
‫لعتمادها على تصدير المواد الولية‪ ،‬مع العلم أنها حتى لتملك القرار فيما‬
‫يخص سعر أو كمية إنتاج هذه المواد‪ ،‬كما أنها لتملك القدرة على التصنيع‬
‫لفتقارها إلى التكنولوجيا المطلوبة‪ ،‬ناهيك عن مشاكلها النقدية ولذلك تنطلق‬
‫دول الجنوب في الحوار من المنطلقات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تشجيع تصنيع الدول النامية‪:‬‬
‫ولتحقيق هذا الغرض يجب على الدول المتقدمة سواء بمعوناتها الرسمية أو من‬
‫خلل المؤسسات الدولية تأمين التمويل اللزم للصناعات المتقدمة في‬
‫الجنوب‪ ،‬كما يجب تقديم المزيد من المساعدات التقنية والتدريبية‪.‬‬
‫‪ .2‬نقل التكنولوجيا‪:‬‬
‫تطالب دول الجنوب بإتاحة الفرصة أمامها للحصول على التكنولوجيا‪ ،‬وهذا‬
‫ماأكدت عليه المادة ‪ 13‬من ميثاق حقوق الدول وواجباتها القتصادية‪ ،‬حيث‬
‫نصت على أن ) لكل دولة الحق في النتفاع بخطوات العلم والتكنولوجيا‬
‫ومستخدماتها لتعجيل أدائها القتصادي ( )‪(2‬‬
‫كما أكد الميثاق على واجب الدول الصناعية في التعاون مع دول الجنوب لتقوية‬
‫مقوماتها الهيكلية والعلمية‪.‬‬
‫‪ .3‬تسهيل المبادلت التجارية‪:‬‬
‫تطالب دول الجنوب بتسهيل دخول بضائعها السواق في البلدان المتقدمة عن‬
‫طريق إزالة تدريجية للحواجز الجمركية وغيرها من الجراءات الحمائية‪ ،‬كما‬
‫أكدت المادة ‪ 14‬من الميثاق‪ .‬كما تطالب دول الجنوب بالسراع في وضع‬
‫اتفاقات للسلع الساسية )‪ (3‬للتقليل من آثار تقلب وانخفاض أسعارها‪.‬‬
‫‪ .4‬إصلح النظام النقدي الدولي‪:‬‬
‫بحيث يتم اتخاذ التدابير اللزمة لوقف التضخم الذي تعانيه البلدان المتقدمة‬
‫ومنع تسربه للبلدان النامية‪ ،‬وتأمين استقرار النظام النقدي الدولي خاصة‬
‫لجهة أسعار الصرف لسيما من حيث آثار تقلبها السيئة على تجارة السلع‬
‫الساسية وبالتالي على النمو في دول الجنوب‪،‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪.-1‬ريمون حداد‪ ،‬العلقات الدولية‪ ،‬دار الحقيقة‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت ‪ ،2000‬ص ‪490‬‬
‫‪-2‬ميثاق حقوق الدول وواجباتها القتصادية‪.‬‬
‫‪ 3‬ريمون حداد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪498‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بالضافة إلى ذلك لبد من إشراك البلدان النامية إشراكا فعال في كل مراحل‬
‫اتخاذ القرارات في المؤسسات المالية الدولية‪.‬‬
‫‪ .5‬تنظيم عمل الشركات عبر الوطنية‪:‬‬
‫إن ظاهرة الشركات عبر الوطنية قديمة جدا ً منذ عهد الشركة الهولندية للهند‬
‫الشرقية التي تشبه الن ‪ IBM‬و ‪ ،(SONY(1‬هذه الشركات تدير أعمالها خارج‬
‫بلدانها الم‪ :‬أمريكا‪ ،‬أوربا‪ ،‬اليابان‪ ،‬غير أن السيطرة تبقى مركزية‪.‬‬
‫هذه الشركات تتحكم باقتصادات الدول النامية وخاصة فيما يتعلق بالمواد‬
‫الولية من حيث إنتاجها وأسعارها‪ ،‬وأي محاولة سياسية لتغيير الواقع ُتقابل‬
‫بتدخل الدولة الم‪ ،‬ولذلك طالبت دول الجنوب بوضع مدونة دولية لقواعد‬
‫وسلوك الشركات عبر الوطنية لضمان عدم تدخلها في الشؤون الداخلية‬
‫للبلدان المضيفة‪ ،‬وتأمين التوافق بين نشاط الشركات وعمليات التنمية في‬
‫الدول المضيفة‪ ،‬وإعادة استثمار أرباحها في الدول النامية‪ .‬غير أن ما حدث‬
‫ويحد ث اليوم هو أن الدول النامية هي التي تركض خلف الشركات وتتنازل لها‬
‫شيئا ً فشيئا ً عن سيادتها ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬منطلقات دول الشمال‪:‬‬
‫إن محور أهداف الدول الصناعية هو الحصول على ضمانات لستمرار تدفق‬
‫موارد الطاقة‪ ،‬فهي تريد ضمان وفرة إمداد البترول وضمان استمرار هذا‬
‫التدفق واستقرار أسعاره والمشاركة في وضع السياسة النتاجية والتسويقية‬
‫له‪ ،‬وهذا ما كان حاصل ً فعل ً قبل الثورة النفطية في السبعينات‪ ،‬مما جعل هذه‬
‫الدول مضطرة لتغيير استراتيجيتها تجاه الجنوب لتحقيق الهدف المذكور‪ .‬فلول‬
‫المواد الولية عموما ً والبترول خصوصا ً وانخفاض أسعاره لما تسنى لدول‬
‫الشمال تحقيق هذا النمو الهائل قبل الثورة وحتى بعدها‪.‬‬
‫بيد أن أسلوب التعبير عن هذا المنطلق اختلف بين عدة اتجاهات داخل دول‬
‫الشمال‪ ،‬فالنيوليبراليين الذين عبرت عن رأيهم اللجنة الثلثية التي أكدت على‬
‫أنه ينبغي تعزيز العلقات شمال جنوب)‪ (2‬ولكنها في نفس الوقت رفضت‬
‫اقتراحات مجموعة الـ ‪ 77‬حول نظام تجاري اندماجي ليلزم الدول النامية‬
‫بالمعاملة بالمثل معتبرة أن المشكلة تكمن في السياسات الميكرواقتصادية‬
‫للدول النامية‪.‬‬
‫أما مايخص الشركات عبر الوطنية فقد أولتها اللجنة أهمية لنها أداة رئيسية‬
‫لنقل الرساميل وتحقيق الستثمارات ولذلك يجب عدم إعاقة عملها‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪James Petras, Globolisationunmasked Imperialism in .-1‬‬
‫‪21stcentury, ZED books, Canada 2002‬‬
‫‪-2‬ريمون حداد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.493‬‬
‫أما وجهة النظر الخرى فيعبر عنها الطرح الديمقراطي الشتراكي والذي‬
‫عبرت عنه لجنة برانت‪ .‬هذا الطرح ليختلف كثيرا ً عن الول فكلهما يركز على‬
‫آلية السوق وأن التكنولوجيا هي سلعة ليمكن تحويلها بل بيعها‪ .‬واعتبرت‬
‫اللجنة أن الحل هو تطبيق نظام اقتصاد السوق الجتماعي على مستوى عالمي‪،‬‬
‫غير أن الواقع أثبت أن هذا الطرح أيضا ً سعى لترسيخ التبعية‪ ،‬فقد جاء في‬
‫تقرير برانت أن الدول الصناعية بحاجة الن إلى زيادة اهتمامها بتوسيع‬
‫أسواقها في العالم النامي وإدراك ماسوف يتريتب على هذا من توفر فرص‬
‫ل مشاكل دول الجنوب‬ ‫العمل خلل الثمانينات والتسعينات)‪ (1‬وهي تعتقد أن ح ّ‬
‫يقع على عاتق حكومات الجنوب‪ ،‬ولكن هل تسمح الدول الصناعية وشركاتها‬
‫بذلك‪.......‬؟؟؟؟‬
‫وخلصة القول أن الحوار بين الشمال والجنوب دار حول النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬المواد الولية ) النفط (‪ :‬دول الجنوب تسعى إلى استغلل مواردها لتحسين‬
‫مكانتها في العلقات القتصادية الدولية‪ ،‬في حين يكمن هدف الشمال في‬
‫الحصول على هذه المواد بكميات كبيرة وأسعار زهيدة‪.‬‬
‫‪ .2‬نقل التكنولوجيا‪ :‬حيث تطالب دول الجنوب بتحويل التكنولوجيا بل وتكييفها‬
‫أيضًا‪ ،‬بينما يعتبر الشمال أنها سلعة مثل أي سلعة أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬نشاط الشركات عبر الوطنية‪ :‬تعتبر دول الجنوب أن هذه الشركات لتكيف‬
‫نشاطها مع برامجها التنموية بل وتتدخل في شؤونها الداخلية‪ ،‬بينما يعتبر‬
‫الشمال أن هذه الشركات وسيلة لنقل الرساميل والتكنولوجيا وأنه لبد من‬
‫تسهيل عملها‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪.1‬الشمال والجنوب‪ ،‬برنامج من أجل البقاء‪ ،‬تقرير لجنة برانت‪ ،‬ترجمة زكريا‬
‫نصر‪ ،‬سلطان أبو علي‪ ،‬جلل أمين‪ ،‬الصندوق الكويتي للتنمية القتصادية‬
‫العربية‪.1981 ،‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬محاولت التعاون ‪:‬‬


‫تمهيد ‪:‬‬
‫إذا كان التلحم و" إثبات الوجود " هما من العوامل الساسية التي تساعد الدول‬
‫والمنظمات القليمية على المزيد من التحرك على صعيد السياسة الدولية‪ .‬فإن‬
‫التقوقع والنعزال هما من العوامل الساسية التي تبقي الدول في كنف‬
‫التشتت والتهميش العالميين ‪.‬‬
‫وانطلقا ً من هذه الفكرة أتت الدعوة من وجهة نظر الدول النامية لنشاء‬
‫مؤتمر المم المتحدة للتجارةو التنمية المعروف بال ‪ U.N.C.T.A.D‬في عام‬
‫‪ , 1964‬كجهاز يضم الدول العضاء في المم المتحدة ويتبع الجمعية العامة و‬
‫كرد على نادي الغنياء الذي يدافع عن مصالح الدول الغنية من خلل الغات‪(1) .‬‬
‫وبعد محاوللت متعددة من الدول النامية ) خاصة الدول الفريقية وأمريكة‬
‫اللتينية ( من ناحية‪ ،‬ونتيجة لجو المنافسة الذي ولدته الحرب الباردة من ناحية‬
‫أخرى ‪ ,‬وافقت الدول الصناعية على عقد مؤتمر التجارة والتنمبة عام ‪1961‬‬
‫الذي ساعد على طرح العديد من القضايا من وجهة نظر الدول النامية وتقديم‬
‫المساعدات الفنية لها وريادة الوعي بقضايا ديونها وبشكل عام فإذا لم يكن‬
‫الونكتاد جهازا ً فعال ً في مجال التجارة الدولية فإنه قد ساعد على رفع صوت‬
‫الدول النامية في أهمية ربط قضايا التجارة باحتياجات التنمية ‪ ,‬وكان مصدرا ًَ‬
‫مهما ً للمعلومات والخبرة الفنية فضلا ً عن كونه منبرا ً لرفع صوت الدول النامية‬
‫)‪ (2‬وكرد فعل لمطالب الجنوب في مواجهة الشمال)‪ (3‬وبالرغم من أن‬
‫المؤتمر ظل يعقد دورة كل أربع سنوات من تاريخ انعقاده الول في جينيف‬
‫‪ 1964‬فقد كانت نتائج المؤتمر من قبيل التوصيات ولم تأخذ شكل التزامات‬
‫للدول العضاء فيه ‪ ,‬وما لبثت هذه التوصيات أن تعثرت أيضا ً في التنفيذ‬
‫العملي ‪.‬‬
‫إل أنه ورغم كل ذلك تبقى أعمال هذا المؤتمر بمثابة مولد وحدة الدول‬
‫النامية ‪.‬‬
‫أما دول الشمال ورغم أنها لم تتجاوب بشكل جدي مع هذه المنظمة باستثناء‬
‫النظام العام للفضليات ضمن الجات ‪ ,‬فإنها عملت على أن تكون محاولت‬
‫التعاون مع الجنوب خارج إطار المم المتحدة ‪ .‬وأهم هذه المحاولت كانت‬
‫الحوار العربي الوروبي واتفاقية لومي اللتان سنأتى على ذكرهما بشيء من‬
‫التفصيل ‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪ -1‬حازم الببلوي ‪ ,‬النظام القتصادي الدولي ‪ ,‬عالم المعرة ‪ ,‬عدد ‪257‬‬
‫‪. 2000‬ص ‪. 70‬‬
‫‪ -2‬ن س ص ‪. 70‬‬
‫‪ -3‬زينب عوض الله ‪ .‬العلقات القتصادية الدولية ‪ ,‬مرجع سابق ص ‪. 228‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬الحوار العربي الوروبي‬
‫انطلقا من جملته المشهورة حول " ضرورة اتجاه أوروبا لعالم الغد بالتحالف‬
‫مع العرب لنها بذلك تحقق بناء قوة عالمية سوف تؤمن التوازن للعالم ")‪, (1‬‬
‫بدأت المجموعة الوروبية بفتح قنوات الحوار بينها وبين الجامعة العربية ‪ ,‬ربما‬
‫أخذا ً بنصيحة شارل ديغول ‪ !!......‬أو ربما إذعانا ً للضغوطات النفطية التي‬
‫استخدمها العرب مجتمعين آنذاك ‪ !!.....‬أو ربما عزفا على الوتر النساني‬
‫لمساعدة الدول العربية على ما كانت تعاني منه من مآسي في تلك‬
‫المرحلة ‪ , !!......‬أو ربما ل ‪....‬او ‪!!...............................‬؟‬
‫المهم أنه كان هناك انطلقة بداية للحوار العربي الوروبي ‪.‬‬
‫ففي أعقاب حرب تشرين ‪ 1973‬برزت فكرة الحوار العربي الوروبي وطرحت‬
‫في ميدان السياسة الدولية )‪ (2‬حيث كان الحوار يدور على المستوى الجماعي‬
‫بين منظمتين دوليتين‪ ,‬هما الجماعة القتصادية الوروبية بدولها التسع ‪,‬‬
‫وجامعة الدول العربية بدولها العشرين )‪ (3‬إل أن افتتاح الحوار رسميا ً على‬
‫المستوى الفني لم يتم إل يوم ‪ 10‬من حزيران ‪ (4) 1975‬عندما عقد أول لقاء‬
‫بين المنظمتين في القاهرة لبحث أمور التعاون بينهما*‪ ,‬حيث برز دور‬
‫الدبلوماسية متعددة الطراف بإدارة هكذا نوع من الحوارات بين منظمتين‬
‫تنتمي الولى منهما وهي المجموعة الوروبية إلى دول الشمال وتنتمي الثانية‬
‫وهي الدول العربية إلى الجنوب‪ ,‬بهدف تنظيم وتعزيز التعاون السياسي‬
‫والقتصادي والجتماعي )‪ ,(5‬وفي هذه النبذة سنلقي الضوء على الدوافع التي‬
‫حتمت على المنظمتين الذهاب إلى طاولة الحوار‪ .‬ومن ثم سنأتي بشيء من‬
‫التفصيل حول أسباب فشل هذا الحوار والعقبات التي وقفت في وجه تطوره ‪.‬‬

‫أول ً ‪ :‬دوافع الطراف ‪:‬‬


‫؟! حول انبثاق فكرة الحوار بين المنظمتين بعد‬
‫بداية يمكن طرح تساءل ‪‍ .‍...‬‬
‫حرب تشرين ‪ . 1973‬أو بصيغة أخرى ما الذي قدمته الحرب لهذه‬
‫الفكرة ‪!........‬؟ ‪ ,‬لقد كانت هذه الحرب نقطة تحول مفصلية في محتوى‬
‫علقات الدول العربية بالعالم وكاننت واحدة من أهم نتائج الحرب هي‪:‬‬
‫الجسور التي أقيمت بين العرب والبلدان الفريقية من خلل الحوار العربي‬
‫الفريقي‪ ,‬وتلك‬
‫ــــــــــ‬
‫‪-1‬أحمد الدجاني ‪ ,‬الحوار العربي الوروبي الفكر والمسار والمستقبل ‪,‬‬
‫‪. 1993‬ص ‪. 20‬‬
‫‪ -2‬ن س ص ‪. 21‬‬
‫‪-3‬عبد المنعم السعيد ‪ ,‬الحوار العربي الوروبي ‪ ,‬مركز الدراسات السياسية‬
‫والستراتيجية ‪ , 1977‬ص ‪. 48‬‬
‫‪-5‬ريمون حداد ‪ .‬مرجع سابف ص ‪504‬‬
‫الحوار العربي الوروبي ظهر إلى الوجود منذ إجتماعات كوبن عاغن في‬
‫منتصف ديسمبر ‪ , 1973‬وأعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشال جوبيار في ‪10‬‬
‫ديسمبر ‪ 1973‬أن الحوار بين العرب وأوروبا هو أحد المال والهتمامات لكل‬
‫الجانبين‪.‬‬
‫التي بين العرب والجماعة الوروبية من خلل الحوار العربي الوروبي و بينه‬
‫وبين معظم العالم من خلل الحوار شمال جنوب ‪.‬‬
‫إن آثار حرب أكتوبر ـ في التأثير على حتمية انطلق الحوار بين المنظمتين‬
‫كانت واضحة من خلل استخدام الدول العربية المنتجة للنفط لسلح البترول‬
‫بوسائل مختلفة مثل المقاطعة وخفض النتاج ورفع السعار ‪(1).‬‬
‫وقدد كانت أسباب استخدام هذا السلح تعزى لسببين هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬ذو طبيعة سياسية‬
‫حيث أن حالة اللسلم واللحرب التي سادت في الشرق الوسط خاصة بعد أن‬
‫توقفت حرب الستنزاف على الجبهة المصرية في اغسطس ‪ 1970‬والتي‬
‫وضعت بدورها ضغوطا ً على الحكومات العربية باستخدام كافة السلحة المتاحة‬
‫لديها بما فيها ) سلح النفط ( )‪(2‬‬
‫‪ -2‬ذو طبيعة اقتصادية ‪:‬‬
‫فمن المعروف بين الباحثين في مجال الطاقة البترولية أنه خلل فترة ما بين‬
‫قومة بأقل من سعرها‬ ‫‪ 1973, 1950‬فإن أسعار البترول العالمية كانت م ّ‬
‫الحقيقي بحوالي ‪ %50‬وكما ذكر الرئيسس الجزائري بو مدين " أنه لكثر من‬
‫مولت التنمية الصناعية الغربية ")‬ ‫عشرين عاما ً فإن الدول المصدرة للبترول قد ّ‬
‫‪(3‬‬
‫ونتيجة لهذين العاملين و خلل ربيع وصيف ‪ 1973‬فإن الدول العربية لوحت‬
‫باستخدام سلح البترول وعلى أثر ذلك ‪ ,‬صرح وزير البترول السعودي أحمد‬
‫زكي اليماني في الوليات المتحدة في نيسان ‪ 1973‬بأن حكومته لن تسمح‬
‫لشركة أرامكو بتحقيق برامج التوسع التي تصبو اليها حتى تتخلى الوليات‬
‫المتحدة عن سياستها المواليه للموقف السرائيلي ‪.‬‬
‫وبسبب إعلن الرئيس نيكسون عن مد إسرائيل بمعونة مالية و عسكرية بقيمة‬
‫‪ 2,2‬بليون دولر ‪ ,‬فإن لجنة الخليج عقدت إجتماعا ً في الكويت في ‪ 16‬ت ‪2‬‬
‫وقررت رفع السعار بنسبة ‪ %70‬بطريقة جماعية ‪ ,‬وفي اليوم التالي اجتمع‬
‫وزراء النفط للدول المصدرة للنفط في الكويت واتفقوا على خفض النتاج‬
‫فوريا ً بمقدار ‪ %50‬عن انتاج شهر سبتمبر ‪ ,‬وتضمن البيان النهائي أن نفس‬
‫النسبة سوف تطبق على كل شهر مقارنا ً بالشهر السابق ‪ ,‬حتى يتم انسحاب‬
‫إسرائيل من كل الراضي العربية المحتلة في حزيران ‪ 1967‬و حتى استرداد‬
‫ـــــــــ‬
‫‪-1‬عبد المنعم سعيد م س ص ‪. 66‬‬
‫‪ -2‬ن س ص ‪. 67‬‬
‫‪-3‬ن س ‪67‬‬
‫الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ‪(1).‬‬
‫وبانتهاء مهمة كيسينجر في إجراء الفصل بين القوات على الجبهتين المصرية‬
‫والسورية ‪ ,‬فإن المقاطعة العربية وإجراءات خفض النتاج توقفت تماما ً ‪ ,‬ولكن‬
‫بقيت مسألة هامة نجمت عن استخدام سلح البترول وهي ماسميت بالثورة في‬
‫أسعار البترول العالمية والتي جعلت سعر البرميل يصل مع بداية ‪ 1975‬إلى‬
‫‪ 11,25‬دولر مقارنة ب ‪ 2,1‬دولر عشية حرب تشرين ‪.‬‬
‫وهذا ما حذى بإحدى الباحثات الوروبيات )ماري هانكس ( بالقول بأن " عصر‬
‫الطاقة الرخيصة الذي قامت عليه القتصاديات الصناعية الغربية قد أتى فجأة‬
‫إلى نهايته " )‪(2‬‬
‫هكذا بدت المكانيات العربية في حسابات السياسة الوروبية جذابة ومغرية في‬
‫المشاركة في عملة التنمية وخاصة مع تزاوج المكانيات الغربية مع رؤوس‬
‫الموال العربية ‪.‬‬
‫لقد كان الحوار مع العالم العربي هو الطريقة الكثر منطقية لتلفي آثار‬
‫المقاطعة البترولية ‪ ,‬فقد بات معروفا ً أن النمو الهائل في ثروة البلدان العربية‬
‫المصدرة للبترول سوف يقود هذه البلدان إلى استخدام فوائضها في الستثمار‬
‫واستيراد السلع والبضائع والخدمات والتكنولوجيا في البدان الغربية ‪ .‬وهكذا‬
‫فإن دول الجماعة الوروبية تستطيع أن تعيد دورة رؤوس الموال مرة أخرى‬
‫والتي دفعتها لقاء فوتير البترول المستورد بالتعاون مع العالم العربي ‪ ,‬لذلك‬
‫أرادت أوروبا الستفادة من شراكة طويلة المد بين الرأسمال البترولي العربي‬
‫والتكنولوجيا الغربية بالضافة الى الستفادة من المميزات القتصادية للعالم‬
‫العربي ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للدول العربية فهم يتتطلعون إلى مزيد من العناية والهتمام‬
‫بمواقفهم‪ ,‬وبحسب وجهة النظر العربية فإن أوروبا الغربية جديرة باتخاذ‬
‫موقف واضح ومنصف إزاء قضايا العرب العادلة تثبيتا ً لستقلل ارادتها وأداء‬
‫دورها كامل ً في الشؤون الدولية بحكم كونها تتصل بالدول العربية عبر البحر‬
‫المتوسط بصلت تجارية متينة ومصالح حيوية متداخلة ل يمكن أن تنمو إل في‬
‫إطار تسوده الثقة والمصالح المتبادلة ‪.‬‬
‫ويتم ذلك بللتزام بالعمل بجميع الوسائل على انسحاب إسرائيل من جميع‬
‫الراضي العربية المحتلة ‪ ,‬وفي مقدمتها القدس واستعادة الشعب الفلسطيني‬
‫لحقوقه المشروعة ‪ ,‬والسعي لكي تقوم بالضغط على الوليات المتحدة لكي‬
‫تكف عن مساعدة إسرائيل ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪ -1‬عبد المنعم سعيد ‪ ,‬مرجع سابق ‪ .‬ص ‪68‬‬
‫‪ -2‬نفس المرج ‪ ,‬ص ‪. 82‬‬
‫ببببببببب ببببببب بببببب ‪.‬‬
‫كان واضحا ً قبل بدء دورة الحوار الولى في القاهرة في حزيران ‪ 1975‬بأن‬
‫هناك عقبات أساسية تقف في طريق الحوار أد ت بدورها إلى فشل‬
‫استمراره ‪ ,‬ويمكن تصنيف هذه العقبات إلى‬
‫‪ -1‬داخلية ‪ :‬تتعلق بالهيكل التنظيمي الذاتي لكل الجماعتين ‪.‬‬
‫‪-2‬خارجية ‪ :‬تتعلق بالوضاع القليمية والظروف السياسية الدولية آنذاك والتي‬
‫تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مجريات الحوار ‪.‬‬
‫بالنسبة للطرف العربى ‪ ,‬على المستوى التنظيمي العربي فإن البداية‬
‫الطموحة للحوار لم تكن تعكس الرغبة في التعاون الشامل في كل المجالت‬
‫بقدر ما كانت تعكس عدم معرفة العالم العربي بالولويات التي يتطلبها‬
‫والحتياجات والسبقيات اللزمة له في عملية التنمية‪ .‬ومن ثم فقد طرح‬
‫الحديث في كل شيء ‪ ,‬حيث أن المشاريع طرحت في كل اتجاه وبعد ذلك‬
‫تواضعت النيات على هذه المشروعات التي قد تكون ممكنة ‪ ,‬حتى تلك التي ما‬
‫لبثت أن لقت صعوبات التمويل مما شكل تحديا ً حقيقيا ً لها‪ (1) .‬بل أكثر من‬
‫ذلك لم يكن تمويل التنفيذ هو المشكلة فقط بل كذلك الدراسات التمهيدية‬
‫لها ‪*.‬‬
‫أما على المستوى السياسي ‪ ,‬فالنزاعات المشتعلة في المنطقة العربية متعددة‬
‫‪ ,‬الحرب اللبنانية وحرب الخليج الولى كانت خير دليل على ذلك‪ (2) .‬هذا ناهيك‬
‫عن وجود انظمة سياسية متردية ومتخلفة ل تعبر عن غايات ومصالح شعوبها ‪.‬‬
‫أما على المستوى القتصادي‪ ,‬فالطرف العربى ليس محدد لولياته وحتى‬
‫قرارات تمويل المشروعات ل توجد في الدول العربية مجتمعة ولكنها توجد في‬
‫يد الدول البترولية وهذه الخيرة ل توجد لديها حاجة ملحة لنجاز تلك‬
‫المشروعات‪ ,‬ويضاف إلى كل ذلك عدم استطاعة الطرف العربي مواكبة التطور‬
‫التقدم التكنولوجي الغربي‪ .‬فالحديث عن الوحدة العربية القتصادية العربية‬
‫شيء ‪ ,‬والعمل الفعلي واليمان بضرورة التكامل القتصادي العربي شيء آخر ‪.‬‬

‫بالنسبة للطرف الوروبي‪ ,‬على المستوى التنظيمي هناك عامل ذاتي يرتبط‬
‫بتركيب الجماعة ذاتها‪ ,‬حول مدى اتفاق واختلف الدول العضاء حول مسألة‬
‫الشرق الوسط‪ .‬صحيح أن الجماعة الوروبية قد قطعت شوطا ً كبيرا ً في مجال‬
‫التفاق على ناحية اقتصادية موحدة لكل‬
‫ـــــــــ‬
‫‪ -1‬عبد المنعم سعيد ‪ .‬مرجع سابق ص ‪. 139‬‬
‫* وذلك يبو واضحا فيما يتعلق بالمشروعات الزراعية التي تعتبر أكبر إنجازات‬
‫الحوار في تلك المرحلة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ريمون حداد ‪ ,‬مرجع سابق ص ‪. 505‬‬
‫دول الجماعة ‪ ,‬لكنها في الن نفسه ل تزال في البدايات الولى للتعاون‬
‫السياسي حيث أن صنع سياسة خارجية مشتركة بين دول المجموعة هو أكثر‬
‫صعوبة من التعاون اقتصادي بينهما ‪.‬‬
‫على المستوى السياسي ‪ ,‬نجد أن المنهجية السياسية للجماعة الوروبية في‬
‫طريقة التحاور مع الدول العربية ظلت متلئمة مع ) السياسات المتوازنة (‬
‫للجماعة في الشرق الوسط ‪ .‬ومفادها‬
‫) بأنها توازن بين اعتبارات العلقة العربية الوروبية وتلك الوروبية السرائيلية‬
‫( )‪ (1‬وبينها وبين الوليات المتحدة من طرف آخر خاصة في ظل أجواء الحرب‬
‫الباردة ‪.‬‬
‫وبناءا ً عليه فإن النهج الوروبي إزاء المسائل السياسية الخاصة بأزمة الشرق‬
‫الوسط ل يبحث عن الوضع الكثر عدالة في المنطقة حيث يبقى دورها مرتبط‬
‫بالظروف والوضاع السياسية العالمية والتوازن الدولي من جهة ‪ ,‬وقدرات‬
‫المجموعة نفسها سياسيا ً وعسكريا ً من جهة أخرى ‪(2).‬‬
‫بالنسبة للظروف القليمية والدولية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬فبدل ً من التعاون بين منظمتين إقليميتين مستقلتين للسعي نحو تحقيق‬
‫الهداف والغايات المشتركة ‪ ,‬فقد تم التغاضي عن هذا المبدأ واتجهت العلقة‬
‫بين المنظمتين إلى علقات ثنائية بين الدول العضاء في كل الجماعتين ‪ ,‬أي‬
‫أن العلقات على المستوى الثنائي ساهمت كثيرا ً في تقليص حماس الدول‬
‫المشتركة في الحوار إلى حد أدنى ‪ ,‬حيث أن بعض الدول شعرت أنها إذا كانت‬
‫تحقق أهدافها على المستوى الثنائي فما جدوى الحديث عنه على المستوى‬
‫الجماعي ‪.‬والتساؤل الذي يطرح نفسه لماذا يجب على الدول العربية أن تتعاقد‬
‫بصورة إفرادية مع كتلة اقتصادية واحدة هي المجموعةالوروبية ‪!!...‬‬
‫ومما ل شك فيه ‪ ,‬بأن وضع سياسة عربية موحدة تجاه المجموعة المذكورة أو‬
‫أي كتلة اقتصادية أخرى أصبحت ضرورة حتمية ل مفر منها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المشكلة الفلسطينية ‪.‬‬
‫إن النهج العربي إزاء الحوار هو ذو طبيعة سياسية وأن حجر الزاوية في هذا‬
‫النهج هو القضية الفلسطينية )‪ (3‬ونتيجة لذلك منذ بداية الحوار أصر على أن‬
‫يكون الناتج الجمالي للتفاوض وحسب نظرية المباراة هو صفر تجاه القضية‬
‫الفلسطينية ‪ ,‬نتيجة لذلك فإن هذه القضية ظلت تمثل أحد ميادين الخلف بين‬
‫طرفي الحوار مما أدى إلى تعثره ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن علقة الجماعة الوروبية بإسرائيل كانت تقف عائقا ً آخر‬
‫أمام استمرار‬
‫ـــــــــ‬
‫‪ -1‬عبد المنعم سعيد ‪ ,‬مرجع سابق ص ‪. 133‬‬
‫‪-2‬عبد المنعم زمابيلي ‪ ,‬الحوار العربي الوروبي ‪ ,‬منشورات وزارة الثقافة ‪,‬‬
‫دمشق ‪. 1992‬‬
‫‪-3‬عبد المنعم سعيد ص ‪. 89‬‬
‫الحوار ‪ ,‬حيث كان هناك اتفاقيات تعاون تجارية بين الجماعة الوروبية‬
‫وإسرائيل تقضي بإنشاء مناطق تجارة حرة بين الطرفين ‪ .‬والتي كانت تمثل‬
‫مدخل ً للتعاون القتصادي الذي يمتد بدوره إلى ميدان التجارة مع إمكانية‬
‫التوسع لكي تشمل مجالت جديدة ‪ .‬نتيجة لذلك فإن الجانب العربي أصيب بخيبة‬
‫أمل نتيجة هذه التفاقيات ‪ ,‬وفي الحال أعلنت جامعة الدول العربية أن العرب‬
‫يرون أن التفاق التجاري مع اسرائيل يعتبر بمثابة تشجيع معنوي ودعم‬
‫اقتصادي لدولة معتدية )‪. (1‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن اتفاقيات التعاون القتصادي بين المجموعة الوروبية‬
‫والكيان الصهيوني تعتمد على مبدأ التكامل المتكافئ وعلى القيام بعمليات‬
‫مشتركة في ميدان البحث العلمي والتقني المتطورة وذلك على نقيض‬
‫القتصاد العربي المتخلف الذي يعتمد على المنتجات الستخراجية والزراعية‬
‫والمواد الولية ‪ ,‬كما يعني ذلك أن الكيان الصهيوني توصل في اتفاقاته مع‬
‫المجموعة الوروبية إلى فرض نفسه وإثبات وجوده بينما لم تتوصل دول‬
‫الجامعة العربية إل إلى اتفاقيات عادية وبصورة منفردة ‪.‬‬
‫ولكن هذا ل يعني بأن الجامعة العربية غير صالحة لتحقيق أهداف الحوار إل أن‬
‫فعاليتها محدودة بسبب تقوقع الدول العربية وتمسكها بسيادتها القومية ولذلك‬
‫فأن عدم تنفيذ التفاقات العربية نفسها يعتبر من السباب الرئيسية التي أد ت‬
‫إلى تعثر الحوار ‪(2).‬‬

‫ج‪ -‬الطرف المريكي ‪.‬‬


‫وهو وإن كان بعيدا ً عن الحوار فهو طرف أصيل فيه ‪ ,‬فالقدرة الوروبية‬
‫مرهونة بالتحرك على المستوى السياسي خاصة عندما يصبح هناك اعتقاد عام‬
‫بأن الوليات المتحدة هي وحدها القادرة على إدارة الصراع في الشرق الوسط‬
‫‪ .‬فالمحور السرائيلي والمركي كانا يضعان حدودا ً على حركة الجماعة‬
‫الوروبية ‪,‬‬
‫كل هذه العوامل ألقت بظللها على الحوار وحدت من نتائجه ‪ ,‬ولكن خطوة‬
‫الحوار تظل خطوة متقدمة وإن فشلت في عالم متنابذ المصلح والغايات ‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪ -1‬عبد المنعم سعيد ‪ ,‬م س ص ‪. 93‬‬
‫‪ -2‬عبد المنعم زنابيلي ‪ ,‬مم س ‪ .‬ص ‪. 30‬‬
‫بببببب ببببببب ‪ :‬ببببببب بببب‪.‬‬
‫إن الفكرة الساسية التي كانت تقوم عليها التجارة المبريالية ) في عهد‬
‫الستعمار ( تتلخص بالتي ‪ :‬النتاج المحلي أول ً ‪,‬انتاج المستعمرات ثانيا ً ‪ ,‬الدول‬
‫الثالثة ثالثا ً )‪ . (1‬وهذا ما عملت على تطبيقه دول المجموعة الوروبية مع عدد‬
‫من دول أفريقيا والكاريبي والباسيفيك ال ‪ , ACP‬وتسمح هذه التفاقية لدول‬
‫ال ‪ACP‬بتصدير منتجاتها إلى السواق الوروبية دون أي قيود كمية ) كوتا(‪,‬‬
‫ودون شرط المعاملة بالمثل‪ (2) .‬وهذا ما نصت عليه ا لمادة )‪ 3(1‬و )‪ 9(1‬من‬
‫التفاقية بيد أن لهذه التفاقية شروطا ً فيما يخص دخول صادرات دول ال ‪ACP‬‬
‫إلى دول المجموعة والتي من شأنها أن تطرح علمات استفهام كثيرة حول‬
‫جدوى هذه اللتفاقية ‪ ,‬و أهم هذه الشروط هي ‪:‬‬
‫‪-1‬سياسة الدعم الزراعي ‪: CAP‬‬
‫هذه السياسة هي أكثر السياسات المثيرة للخلفات في العلقات التجارية‬
‫الدولية ‪ ,‬وهي تقوم على دعم أسعار المنتجات الزراعية المحلية وفرض‬
‫تعريفات جمركية مرتفعة على السلع الجنبية المنافسة بما في ذلك صادرات‬
‫ال ‪ ACP‬وقد ورد هذا الستثناء في المادة )‪ 2(2‬من التفاقية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الواجبات الداخلية ‪:‬‬
‫تقضي المادة ‪ 6‬من التفاقية بأن صادرات دول ال ‪ ACP‬ل تتمتع بأي معاملة‬
‫تفضيلية مقارنة مع أي سلعة آتية من إحدى دول المجموعة الوروبية ‪.‬‬
‫‪ -3‬مقتضيات السلمة العامة ‪:‬‬
‫بحيث قضت المادة )‪ 5(1‬بأن ل مانع من عدم اللتزام بالمادة ‪ 3‬في حال كانت‬
‫هذه الجراءات مبررة بداع السلمة العامة ‪.‬‬
‫بالرغم من هذه الشروط فإن التفاقية لم تخلو من بعض اليجابيات‪ ,‬أهمها‬
‫نظام ستايبكس ‪ ,‬هذا النظام الذي جاء ليرد على مشكلة التجارة في السلع‬
‫الساسية بالنسبة لدول ال ‪ . ACP‬وتظهر هذه المشكلة من خلل ما يلي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬عدم الستقرار في أسعار السلع الساسية والذي يتحول‬
‫الى انخفاض في عائدات الدول المصدرة ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪I.K Minta , the Lome convention & the new economic order -1‬‬
‫‪.HaowardUniversity . whashengton 1983p954‬‬
‫‪ -2‬ريمون حداد ‪ ,‬م س ص ‪503‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬نتيجة للوضع السابق تضطر الدول المصدرة للدخول في تبادل ل متكافئ‬
‫بين السلع الساسية المصدرة من الدول النامية والسلع المصنعة التية من دول‬
‫المتقدمة ‪(1).‬‬
‫ولهذا هدف نظام ستايبكس إلى المحفاظة علىعائدات دول ال ‪ ACP‬من خلل‬
‫المساعدات المالية ‪ ,‬وبهذا يكون قد تم تجنب المساس بآلية السوق في تحديد‬
‫أسعار السلع ‪ .‬وفيما بعد أضيف نظام سيسمين المتعلق بالمعادن ‪.‬‬
‫وكما أن آلية دخول صادرات ال ‪ ACP‬إلى دول المجموعة مشروطة ‪ ,‬فكذلك‬
‫نظام ستايبكس لم يخلو من الشروط المجحفة بحق الولى ‪ .‬وتتلخص هذه‬
‫الشروط بالتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى التغطية ‪:‬‬
‫حيث تم التفاق في لومي ‪ 1‬على قائمة ب ‪26‬سلعة يطبق عليها ستايبكس ‪ ,‬ثم‬
‫تم زيادتها في لومي ‪ 2‬إلى ‪ 44‬سلعة ‪ ,‬علما ً أن هذه السلع في غالبيتها سلع‬
‫زراعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬درجة العتماد ‪:‬‬
‫تقضي المادة ‪ 29‬بأن أي دولة من ال ‪ ACP‬لكي تطلب تطبيق ستايبكس ل بد‬
‫من أن تكون نسبة عائداتها من السلعة التي حصل العجز بسببها تعادل ‪6.5%‬‬
‫من دخلها الجمالي ‪ .‬وهذا المعيار يحدد وفقا ً لمعدل الدخل من هذه السلعة في‬
‫الربع سنوات السابقة لسنة التطبيق ‪.‬‬
‫للوهلة الولى يبدو أن هذا الشرط قابل للتحقيق بسهولة نظرا ً لشدة اعتماد‬
‫الدول انامية على صادراتها من المواد الولية ‪ .‬بيد أن الواقع أثبت عكس ذلك ‪,‬‬
‫فدولة مثل غانا لم تتمكن من تعويض خسارتها في قطاع الخشب لن درجة‬
‫اعتمادها هبطت في السنة الماضية إلى ‪. 5%‬‬
‫‪ -3‬ل يتم الستجابة لطلب التمويل في حال قدم الخير بعد ‪ 3 \ 31‬من السنة‬
‫التي تلي سنة العجز ‪.‬‬
‫‪-4‬إذا تبين أن الدولة المعنية حققت عائدات مرتفعة من بيع نفس السلعة لدولة‬
‫ثالثة أي من خارج المجموعة ‪.‬‬
‫إن ما يمكن استخلصه من هذه التفاقية ‪ ,‬هو أنها لم تكن سوى مسكن لمراض‬
‫دول ‪ ACP‬المزمنة ‪ ,‬فتقديم المساعدات مالية لن يؤديإلى زيادة القوة الشرائية‬
‫للدول النامية و ذلك لن أسعار ممنتجاتها لم تتغير ‪ .‬هذا هو الهدف الساسي‬
‫الذي تسعى إليه دول المجموعة وإل ما الذي يدفعها لتقديم تلك المساعدات‬
‫لول أن الفوائد التي ستعود عليها ستكون أكبر بكثير ‪ .‬أما دول ال ‪ ACP‬فهي‬
‫ترى ن هذه التفاقية تضمن لها على القل تصدير موادها الولية ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪ I.K Minta -1‬مرجع سابق ص ‪963‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أبعاد فشل التعاون والحلول المقترحة‬
‫القسم الول ‪:‬أبعاد فشل التعاون ‪:‬‬
‫ً‬
‫كما أن الحوار شمال جنوب بدأ بشكل تدريجي فإن نهايته أيضا قد كانت كذلك ‪,‬‬
‫حيث عملت دول الشمال دوما ً على المماطلة والتسويف في المؤتمرات ‪ ,‬ثم‬
‫ومنذ أوائل الثمانينات بدأت بتقليل حضورها لمؤتمرات الحوار ‪ ,‬حيث كان‬
‫مؤتمر كانكون في المكسيك النهاية الفعلية للحوار‪.‬‬
‫إن النتيجة التي يكمن استخلصها مع نهاية ما سمي بالحوار هي أن الوضع لم‬
‫يبقى كما هو عليه بل ازداد سوءا ً فدول الشمال زادت تقدما ً و دول الجنوب‬
‫ازدادت تخلفا ً ‪ ,‬ولعل أبرز أبعاد فشل الحوار هي أول ً انفجار أزمة المديونية في‬
‫الثمانينات والتي وبغض النظر عن أسبابها فقد كانت خير وسيلة لتدعيم تبعية‬
‫دول الجنوب لدول الشمال)‪.(1‬‬
‫أما البعد الثاني فهو انفلت اللعولمة النيوليبرالية القائمة على تأليه آلية‬
‫السوق و الحجر على دور الدولة في تنظيم القتصاد‪ .‬وسنتحدث في هذا‬
‫القسم عن كل منهما على حدة لنحاول ابراز اشكالية بحثنا في العلقة بين‬
‫فشل التعاون شمال جنوب والعولمة النيوليبرالية وهل أن أحدها كان يجب أن‬
‫يحل محل الخر‪.‬‬
‫بببببب بببببب ‪:‬بببببب بببب ببببببببب ‪:‬‬
‫من أغرب الزمات القتصادية التي ألمت بهذه المجموعة الكبيرة من دول‬
‫العالم في وقت واحد ‪ ,‬هي أزمة الديون الخارجية التي ضربت بلدان العالم‬
‫النامي منذ مطلع الثمانينات ول تزال تشكل عائقا ً رئيسيا ً أمام مسيرة التنمية‬
‫في هذه الدول بسبب امتصاصها للنتاج القومي لهذه البلدان خدمة للديون‪ ,‬وما‬
‫جرته هذه الزمة من تدخلت للقوى المالية الدولية في السياسات القتصادية‬
‫للعالم الثالث ‪.‬‬
‫إن لجوء الدول النامية للستدانة ارتبط بأسباب مختلفة منها ‪ :‬الرد على حاجة‬
‫البنية التحتية ‪ ،‬تمويل الدفاع الوطني ‪ ،‬أو لسباب ناتجة عن السياسات المالية‬
‫والقتصادية )‪ (2‬المتعثرة التي انتهجتها انظمة الحكم فيها ‪ .‬وهذه المشكلة‬
‫كانت محصلة عاملين أساسيين ‪,‬‬
‫الول يعود إلى أن أزمة الطاقة فرضت أعباء ضخمة على تكاليف الواردات في‬
‫الدول‬
‫ـــــــ‬
‫‪. www.deptchannel.org/guide-1‬‬
‫*‪-‬ريمون حداد ‪ .‬العلقات الدولية مرجع سابف ص ‪. 514‬‬
‫النامية وارتفاع في السعار واختلل في موازين المدفوعات مما أدى إلى‬
‫ارتفاع مديونية هذه الدول إلى أرقام فلكية فارتفعت مديونية العالم الثالث من‬
‫أقل من ‪70‬مليار دولر عام ‪ 1970‬إلى حوالي ‪ 480‬مليار دولر عام ‪.(1) 1980‬‬
‫ووصل خلل ‪ 1996‬وحدها إلى ‪ 195‬مليار ‪ $‬بيد أن المستفيد من هذه الزمة‬
‫كانت الدول النفطية والتي حققت ‪،‬وكما ذكر سابقاً‪ ،‬فوائض عالية جدًا‪ .‬وقد‬
‫قدر حجم الصول المالية المملوكة للدول النفطية ‪،‬وتحديدا ً دول الخليج‪ ،‬ب‬
‫‪ 350‬مليار دولر‪ .‬ال أن المر الذي أدى إلى أزمة أخرى تتمثل بوفرة الدولر‬
‫وعدم قدرة الدول الصناعية على استثمار هذه الموال مما دفع المصارف‬
‫سرة في‬ ‫العالمية إلى تحويل هذه الموال باتجاه الجنوب على شكل قروض مي ّ‬
‫بادىء المر‪.‬‬
‫أما العامل الخر الذي ساعد على اندلع الزمة‪ ،‬فهو انهيار النظام النقدي الذي‬
‫أرست قواعده بريتون وودز‪ ,‬وما أدت إليه من موجات التضخم التي صدرتها‬
‫دول الشمال إلى دول الجنوب‪ .‬هذه الخيرة‪ ،‬قد عجزت عن استيعاب هذا‬
‫التضخم الهائل ولم تستطع في نفس الوقت أن توقفه وهذه يرجع إلى طبيعة‬
‫العلقات القتصادية الغير متكافئة وحالة التبعية بين الشمال والجنوب‪ .‬وبسبب‬
‫عدم التكافؤ بين أسعار صادرات الجنوب ووارداته‪ ،‬لجأت دول العالم النامي إلى‬
‫الفراط في الستدانة دون وجود أي عوائق‪ ،‬وهنا تكمن مسؤولية المجتمع‬
‫الدولي الذي تعامل مع المر بطريقة لمبالية و برغماتية من دون أن تفرض أي‬
‫عقوبات أو تعويضات على الدول المدينة الممتنعة عن الدفع ‪.‬‬
‫ولم تقف المشكلة عند هذا الحد بل نتجت عنها مشكلة أشد خطرا ً وهي خدمة‬
‫الديون )أي فوائد الديون ( والتي باتت تجبر الدول المدينة على الستدانة مجددأ‬
‫ولكن ليس لغراض التنمية بل لتسديد خدمة ديونها لطمأنة دائنيها‪!!!........‬‬
‫ويكفي الشارة هنا إلى أن الدول المدينة تدفع الن ‪ 9‬أضعاف قيمة الديون‬
‫المستحقة عليها أصل ً ‪(2).‬‬
‫هذا ويتبادل كل ً من الشمال والجنوب إلقاء المسؤلية على عاتق الخر ‪ ,‬وهنا‬
‫برز أتجاهين ‪ :‬الول تدعمه دول الشمال وهو يحاول إلقاء مسؤولية تفاقم‬
‫المشكلة على كاهل الدول النامية‪ ,‬بسبب الستخدام غير الرشيد للموارد‬
‫الجنبية و سوء الدارة وضعف مستوى الداء القتصادي‪ .‬كما أنهم ينطلقون من‬
‫فكرة القدرة الستيعابية لقتصاديات هذه البلدان ‪ ,‬حيث أن قدرة هذه البلدان‬
‫على استيعاب زيادة كبيرة في الموارد الجبية هي محدودة )‪ , (3‬السؤال الذي‬
‫يتبادر الى الذهن هو‪ :‬ألم تكن دول الشمال تعلم هذه الحقيقة ؟! فلماذا إذا‬
‫ساهمت في تسهيل تقديم هذه الديون من خلل تقديم ضمانات بالتسديد‬
‫للمصارف المقرضة ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫*‪-‬حازم الببلوي ‪ .‬النظام القتصادي الدولي المعاصر ‪.‬عالم المعرفة ‪. 257‬‬
‫الكويت ‪. 200‬‬
‫*‪. www.deptchannel.org/guide-‬‬
‫*‪ -‬رمزي زكي ‪ .‬أزمة المديونية الخارجية ‪ .‬الهيئة المصرية للكتاب القاهرة‬
‫‪. 1978‬ص ‪408‬‬
‫أما التجاه الثاني‪ ،‬والذي يعبر عن رأي دول الجنوب ‪ ,‬فهو ينطلق من أن دول‬
‫الشمال لم تقم بواجبها في تقديم المساعدات لدول الجنوب‪ ,‬بل إن‬
‫المساعدات الحكومية المالية انخفضت سنة بعد سنة‪ ,‬حتى أن ما قدم من‬
‫مساعدات كان يقدم وفقا ًَ لعتبارات سياسية‪ ،‬أي أن القروض كانت تقدم من‬
‫دول الشمال للدول النامية التي ترتبط معها بعلقات خاصة ‪.‬‬
‫ولم يكن من المفاجئ أن تشتعل الزمة عندما أعلنت المكسيك عن عدم قدرتها‬
‫على الوفاء بالتزاماتها‪ ,‬وهنا أوكلت إلى صندوق النقد الدولي مهمة جديدة هي‬
‫تمكين الدول المدينة من تسديد ديونها من خلل برنامج بسيط وعام مطلوب‬
‫للتنفيذ عالميا ً مهما اختلفت الظروف الخاصة ببلد ما )‪ (1‬وهو ما يسمى‬
‫"سياسة التثبيت والتصحيح الهيكلي" )والتي سنتحدث عنها لحقا ً لنها أحد أهم‬
‫أدوات العولمة القتصادية (‪ .‬وقد بدأ الصندوق والبنك الدوليان حملتهما ضد‬
‫المديونية بمنح الدول المدينة قروض جديدة من أجل دفع ديونها غير أن‬
‫الشروط كانت هذه المرة أشد قسوة تجاه الممتنعين عن الدفع‪ ,‬و كانت نتيجة‬
‫انصياع الدول المدينة للصندوق أن مجموع ما أنفقته هذه الدول المدينة الكثر‬
‫فقرا ً على خدمة ديونها تجاوز بكثير ما أنفقته على الصحة والتغذية والتعليم‪),‬‬
‫‪ (2‬ومع ذلك لم تسدد الديون بعد ‪.‬‬
‫و في هذا السياق‪،‬تم طرح العديد من المبادرات لحل أزمة المديونية‪ :‬فمن خطة‬
‫برادي إلى مبادرة ال ‪) HIPC‬التي طرحها الصندوق والبنك الدوليان( والتي لول‬
‫مرة ذكرت إمكانية إلغاء الديون لبعض الدول الشد فقرأ‪ .‬غير أن هذه‬
‫المحاولت الصادرة عن المؤسسات الدولية متعددة الطراف ـ والتي كما سبق‬
‫الشارة تتبع سياسات موازية للفكر القتصادي السائد في الدول الكبرى ـ لم‬
‫تكن سوى إدارة للزمة وليس حل ً لها‪ .‬فالمشكلة ليست فقط في السياسات‬
‫الميكرو‪-‬اقتصادية لدول الجنوب بل ثمة نظام اقتصادي و سياسي دولي يعاني‬
‫من الخلل وعدم التكافؤ في موازين القوى ‪ .‬كما أن دول الشمال سعت دوما ً‬
‫لستغلل هذه الزمة وإل ما الذي يفسر تزايد الدون الرسمية وقلة الديون التية‬
‫من السوق التقدي الدولي الخاص ‪ ,‬أل يؤدي هذا إلى إحكام سيطرة دول‬
‫الشمال الدائنة على الدول المدينة ‪.‬غير أن الصورة ليست قاتمة لهذا الحد وما‬
‫يدعو إلى التفاؤل هو الوعي لدى شعوب العالم ليس فقط بخطورة هذه الزمة‬
‫بل بخطورة المؤسسات الدولية متعددة الطراف أيضًا‪ ,‬حيث تدعو الكثير من‬
‫المنظمات الدولية غير الحكومية إلى القضاء على هذه المؤسسات وخاصة‬
‫صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية باعتبارها أساس مآسي العالم‬
‫الثالث‪ .‬و قد قدمت منظمة "بببببب ‪ "2000‬ــــــــــ‬
‫‪ -1‬سمير أمين ‪ .‬في مواجهة أزمة عصرنا ‪ .‬النتشار العربي بيروت ‪ . 1997‬ص‬
‫‪37‬‬
‫‪Thomas .c.Louton . James.n.rosenaustrange power shapping the-2‬‬
‫‪parameters > international relations & international political‬‬
‫‪economy . Ashgote USA‬‬
‫‪ JUBILEE 2000‬القتراحات التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬إلغاء نهائي للديون وليس فقط تخفيض أو جدولة خدمة الديون ‪.‬‬
‫‪ -2‬إزالة كل الشروط القاسية المرافقة لبرامج التكييف الهيكلي التي تشرف‬
‫عليها المؤسسات المالية الدولية ‪.‬‬
‫‪ -3‬العتراف المتبادل بالمسؤلية من قبل الدول الدائنة والمدينة ‪ ,‬والعمل سويا ً‬
‫لعادة الثروات التي نهبتها النظمة الفاسدة ‪(1) .‬‬
‫ولعل المفارقة الكبرى تكمن فيما يطرحه البنك الدولي اليوم لحل الزمة ‪ ,‬إذ‬
‫اقترح مؤخرا ً السماح للستثمارات الجنبية المباشرة ‪ FDI‬بالدخول إلى الدول‬
‫المدينة بمعدل أعلى من المعدل الحالي ‪ ,‬حيث يعتبر خبراء البنك أن هذا هو‬
‫الحل المثل لتحريك العجلة القتصادية لتلك الدول ‪ ,‬ولمدها برؤوس الموال‬
‫اللزمة بدل ً من تقديم المزيد من الديون ‪(2).‬‬
‫‪www.jubilee.org -1‬‬
‫‪www.worldban.org -2‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انفلت العولمة النيوليبرالية‪.‬‬
‫مصطلح العولمة شاع كثيرا ً في التسعينات من القرن الماضي إلى درجة تحميله‬
‫مضامين تشمل الكرة الرضية)‪ .(1‬والعولمة هي ‪،‬في الواقع‪ ،‬ظاهرة متعددة‬
‫الجوانب‪ :‬أقتصادية ‪ ,‬سياسية‪ ،‬ثقافية ‪,‬و اجتماعية‪ ,‬إل أن ما يهمنا هو الجانب‬
‫القتصادي والسياسي ‪.‬‬
‫إن العولمة التي نعيشها اليوم هي مفهوم جديد لواقع قديم‪ .‬فالعولمة‬
‫القتصادية تعود إلى قرون عديدة خلت عندما بدأت القوى الوروبية بنشر‬
‫نفوذها خارج القارة‪ ,‬و في القرن ال ‪ 19‬كان هناك مساحة اقتصادية عالمية‬
‫قيد التشكل حيث نسجت الدول الوروبية على مستوى المعمورة شبكات خاصة‬
‫بها )‪ .(2‬ولكن هذا المسار الزاحف تعرض لفترة من الجمود بين عامي ‪1929‬‬
‫) الزمة القتصادية الكبرى( و ‪ ) 1945‬انتهاء الحرب الكونية الثانية ( حيث راجت‬
‫السياسات الحمائية بشكل هستيري ‪ ,‬اضافة إلى انبعاث الحركات القومية‪.‬‬
‫إل أن الحياة عادت لهذا المسار مجددا ً بعد عام ‪ 1945‬ليتحرك ولكن وحسب‬
‫سمير أمين بشكل مضبط ‪ ,‬وتمثلت عوامل الضبط بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬نظام اقتصاد السوق الجتماعي ) الطرح الكينزي( ‪.‬‬
‫‪ -‬النظام السوفياتي ‪.‬‬
‫‪ -‬حركة باندونغ ‪.‬‬

‫والسمة المشتركة لهذه التجاهات الثلث هي العمل على توجييه آلية السوق‬
‫ي‪.‬‬
‫وعدم تركها لليدي الخفية التي تحدث عنها آدم سميث في القرن الماض ِ‬
‫ومنذ أواخر الستينات بدأ هذا المسار بالتقاط أنفاسه لينطلق بسرعة قصوى‬
‫ي ولكن بشكل يلئم الحاضر‪ ,‬وهذه الحركة السريعة يكمن إعادتها‬ ‫نحو الماض ِ‬
‫إلى عاملين أساسيين ومترابطين الول اقتصادي والخر سياسي ‪.‬‬
‫ببببببببببب ببببببببب ‪:‬‬
‫إن المهتمين بالعولمة يعتبرون أن القتصاد هو المحرك الساسي لهذه الظاهرة‬
‫‪ ,‬ولكي نتعرف على كيفية عمل هذا المحرك ل بد من التطرق للمحاور التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ريمون حداد ‪ ,‬م س ص ‪. 518‬‬
‫‪-2‬غسان العزي ‪ ,‬سياسة القوة ‪ ,‬مركز الدراسات الستراتيجية للبحوث‬
‫والتوثسف ‪ ,‬ط ‪ 1‬بيروت ‪ 2000‬ص ‪120‬‬
‫‪-1‬بببببب ببببببب‬
‫شهد العالم في نهاية القرن ال ‪ 20‬ثورة شاملة في تطور سبل المعلومات‬
‫والتصالت من‬
‫شأنها التأثير في العلقات الدولية على كافة المستويات ‪ (1) ,‬ويعتبر‬
‫المراقبون أننا تجاوزنا عصر الزراعة والصناعة إلى عصر تسيطر فيه العوامل‬
‫المعرفية على مفاصل الحياة القتصادية اليومية‪.‬‬
‫وهذه الثورة التقنية لها انعكاسات مباشرة وخطيرة على ميادين أساسية في‬
‫العلقات القتصادية الدولية من أهمها‪ :‬مجال التصالت الذي انعكس بشكل‬
‫أساسي على حركة السلع والبضائع والتدفقات النقدية والمالية )‪ , (2‬حيث‬
‫تنوعت طرق عرض وتسويق البضائع و بات المرء قادر على متابعة رصيده في‬
‫مختلف بورصات العالم وهو في منزله‪ .‬وهذا ما أدى إلى تدني حاد في أسعار‬
‫النفط‪ .‬وهنا يطرح السؤال حول المستفيدين من هذه الثورة‪ ,‬فمزايا هذه‬
‫الخيرة حكرا ً على بعض الناس‪ ,‬حيث أصبح الناس يفرقون بين مستخدم‬
‫النترنت ومن يجهل ذلك و للتدليل على مدى الفجوة في الستفادة من هذه‬
‫التقنيات بين الشمال والجنوب‪ .‬يكفي القول أن مجموع المشتركين في‬
‫خطوط الهاتف في كل أفريقيا هو أقل من مجموعهم في اليابان‪.‬‬
‫بببب ببببببب ببببببب ‪:‬‬
‫إن وفرة الدولر التي نتجت عن الرساميل التي وضعتها الدول‬
‫الشتراكية) سابقا ً ( مضافا ً إليها الرساميل الهائلة التي اتجهت نحو المصارف‬
‫ضة الهائلة التي تعرض لها النظام النقدي الدولي العام‬ ‫الغربية‪ ,‬و كذلك الخ ّ‬
‫‪ ,1971‬التي أدت إلى خلق نظام نقدي دولي خاص تحكمه المصارف وهيئات‬
‫التمويل العالمية ) أي صناديق التمويل وشركات التأمين( والشركات عابرة‬
‫الوطنية‪ .‬وجاءت ثورة التقانة لتعزز التصال بين مختلف المراكز المالية‬
‫العالمية حيث أصبحت السهم تتداول في معظم السوق العالمية دون قيود‪) .‬‬
‫‪ (3‬غير أن هذا ل يعني أن النظمة المالية الوطنية قد ألغيت بل لقد تم دمجها‬
‫في شكل شديد التنظيم وبصورة متدرجة‪ (4).‬هذا الدمج أدى‬
‫إلى تقييد السياسة المالية للدولة الوطنية حيث باتت أسعار الصرف تتأثر بشدة‬
‫بحركة الرساميل الريعية‪ .‬ول يمكن لحد أن أن ينسى الزمة التي عانت منها‬
‫دول جنوب شرقي آسيا نتيجة لسياسات التحرر المالي التي اتبعتها تلك الدول‬
‫مما أوقعها في فخ المضاربات الساعية فقط للربح السريع والكبير من دون‬
‫الخذ بعين العتبار النتائج‬
‫‪-1‬عدنان حسين ‪ ,‬نظرية العلقات الدولية ‪ ,‬منشورات الجامعة اللبنانية‪ .‬بيروت‬
‫‪. 1998‬‬
‫‪-2‬ريمون حداد ‪ ,‬م س ص ‪522‬‬
‫‪-3‬حازم الببلوي ‪ ,‬النظام القتصادي الدولي المعاصر م س ص ‪113‬‬
‫‪-4‬ريمون حداد ‪ ,‬م س ص ‪.533‬‬
‫الكارثية على المستويات الجتماعية والتنموية‪ .‬وحتى دول الشمال الصناعي لم‬
‫تسلم من‬
‫أضرار هذه العولمة المالية المنفلتة ‪ ,‬فقد أجبر جورج سوروس أحد أشهر‬
‫المضاربين الماليين الحكومة البريطانية على تخفيض سعر عملتها سنة ‪, 1992‬‬
‫فإذا كان هذا حال دول الشمال ذات القتصاد القوي القادر على مواجهة‬
‫الزمات فكيف الحال بدول الجنوب المجبرة على تحرير أسواقها المالية ‍‬
‫؟‬
‫بالتأكيد فانها ستكون ‪,‬عرضة لزمات أكثر خطورة من الشمال ذلك أن التنظيم‬
‫والتوزيع المالي أصبح يتقررعالميا ً )‪ (1‬و قد شبه الكاتب المريكي‬
‫‪ThomasLawton‬السوق المالي المعولم "بالكازينو"‪ .‬غير أن الفرق هو أن‬
‫الخير لديك الحرية في الذهاب إليه أو البتعاد عنه متى شئت‪ ،‬أما "كازينو‬
‫العولمة" المالية فالنخراط به يتم بشكل ل ارادي وهذا ما ينطبق على بلدان‬
‫الجنوب‪ .‬يبدو أن دول الشمال مصرة على اتباع سياسة إدارة الزمة‪ ,‬فقد عملت‬
‫على معالجة الزمة الناتجة عن الفوائض المالية الممولة من خلل سياسة لبرلة‬
‫الحركات المالية على الصعيد العالمي‪ ,‬تبني مبدأ الصرف العائم‪ ,‬ورفع أسعار‬
‫الفائدة‪ ,‬وضمان سداد خدمة الديون لبلدان العالم الثالث‪،‬و تشجيع الخصخصة‪) .‬‬
‫‪ (2‬دون الهتمام بما سينجم عم ذلك من مشاكل على الصعيد النساني‬
‫والجتماعي ‪.‬‬
‫وإن ما يمكن ملحظته هنا هو أن دول الشمال‪ ,‬وعلى رغم تضررها‪ ،‬من هذه‬
‫العولمة المالية فإن استفادتها ستكون أكبر وإل لماذا تضغط على دول الجنوب‬
‫من خلل صندوق النقد الدولي من أجل اتباع سياسة التحرر المالي والخصخصة‬
‫إلخ ‪.‬‬
‫‪-3‬دور الشركات عبر الوطنية‬
‫إن أهم القوى عبر الوطنية التي يعرفها العالم اليوم ول يعترف بها القانون‬
‫الدولي كأشخاص في العلقات الدولية هي الشركات متعددة الجنسية‪ ,‬وتكمن‬
‫أهمية هذه الشركات كونها مفتاح أساسي لعولمة القتصاد )‪ (3‬هذا وتمثل أكبر‬
‫الشركات العملقة ‪ 5\4‬من الناتج الصناعي العالمي حيث يعمل ثلثي اليدي‬
‫العاملة العالمية‪ ,‬ولعل الداة الرئيسية التي تستخدمها هذه الشركات في عولمة‬
‫القتصاد هي الستثمارات الخارجية المباشرة "‪ "FDI‬والتي نمت بشكل مضطرد‬
‫حتى وصل خلل التسعينات إلى ‪350‬بليون ‪ $‬كما نمت في نفس الفترة في‬
‫الدول الكثر فقرا ً بمعدل ‪ %15‬سنويا‪ .‬ووصلت هذه السنة إلى ‪143‬بليون ‪.(4)$‬‬
‫هذه القدرة على السيطرة في حركة رؤوس الموال والستثمارات تمنح‬
‫الشركات الكبرى قدرة هائلة على‬
‫‪Thomas . c .Lawton , Strange power shaping the parameters ,-1‬‬
‫‪Ashgote , U.S.A 2000‬‬
‫‪-2‬سمير أمين في مواجهة أزمة عصرنا ‪ ,‬النتشار العربي ‪,‬ط ‪ 1‬بيروت ‪ 1997‬ص‬
‫‪.37‬‬
‫‪Robert Gilpen < Global political economy < -3‬‬
‫‪. PrinstonUniversityU.S.A 2001‬‬
‫‪www.worldbank.org -4‬‬
‫التحكم في مصائر الدول وخاصة دول الجنوب‪ ,‬ولعل أغرب المفارقات اليوم أن‬
‫حكومات هذه الدول بعد أن كانت تشتكي من هيمنة هذه الشركات على‬
‫اقتصادها وتدخلها في شؤونها الداخلية‪ ،‬أصبحت اليوم تركض خلف هذه‬
‫الشركات لتستثمر أموالها لديها‪,‬فإذا سحبت الشركات أموالها تعرض اقتصاد‬
‫البلد المضيف إلى أزمة حقيقية بل إن المر يأخذ منحنى أخطر حيث أن دول‬
‫الشمال أيضا ً أصيبت بنفس المشكلة‪ .‬وهذا هو الفرق الساسي بين الشركات‬
‫عبر الوطنية القديمة )أي خلل حقبة الستعمار( حيث أن هذه الخيرة كانت‬
‫تعمل كأداة للسيطرة تستخدمها الدولة الم أما اليوم فالشركات تتحكم‬
‫ً‬
‫بسياسات الدول الكبرى و ما يحدث هذه اليام في العراق يقدم دليل دامغا على‬
‫ذلك‪ ,‬فالوليات المتحدة بدأت بتلزيم آبار النفط واستدراج العروض من أجل‬
‫إعادة إعمار العراق‪ ,‬وهذا ما أثار حفيظة الشركات البريطانية التي أعلنت عن‬
‫استيائها بشكل‪ ,‬من الستفراد المريكي الواضح‪.‬‬
‫ً‬
‫يبدو أن دول الجنوب تقع بين مطرقة الدول الكبرى سياسيا وسندان الشركات‬
‫عبر الوطنية اقتصاديا ً‬
‫‪ -4‬بببببب ببببببببب بببببببب ببببببب ‪.‬‬
‫لقد عملت المجموعة الدولية وتحديدا ً الدول المنتصرة في الحرب العالمية على‬
‫تعزيز المبادلت الدولية ‪ ,‬ربما لنها وسيلة مهمة جدا ً لمنع تجدد النزاعات ‪,‬‬
‫بحيث إذا وصلت المم إلى درجة كبيرة من العتماد المتبادل‪ ,‬يصبح من الصعب‬
‫عليها الدخول في نزاعات طاحنة ‪ .‬وقد تم إنشاء ال ‪ GATT‬لتحقيق هذا الغرض‬
‫التي عملت على التحرير التدريجي للتجارة الدولية‪ ,‬وبالفعل فإن مرحلة ما بعد‬
‫الحرب شهدت ازدهار كبير في المبادلت الدولية وصلت حتى منتصف السبعنات‬
‫إلى زيادة سنوية بنسبة ‪ 8.5‬بالمئة )ر( ‪.‬‬
‫ولكن هذا الزدهار كان يصب في مجمله لمصلحة دول الشمال وذلك لن البنيات‬
‫الصناعية في الخيرة أكثر تطورا ً من تلك الموجودة في دول الجنوب مما يؤدي‬
‫إلى التبادل للمتكافئ ‪.‬ومن جهة أخرى فقد هبطت نسبة التجارة في المواد‬
‫الولية مقابل ارتفاع نسبة التجارة في المواد المصنعة مما وجه ضربة قوية‬
‫لقتصادات الدول النامية‪ ,‬فضل ً عن الدور الذي تلعبه الشركات عبر الوطنية‬
‫فيما بات يعرف بالتجارة البينية أي بين فروع هذه الشركات‪ ,‬وبهذا وجدت دول‬
‫الجنوب أن الفائدة الوحيدة من التجارة الحرة هي خسارتها للموارد المالية‬
‫الناتجة عن التعرفات الجمركية ‪.‬‬
‫هذا الوضع إضافة إلى تطور العولمة القتصادية دفع نحو إنشاء منظمة التجارة‬
‫العالمية ‪,‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪ -1‬ريمون حداد ‪ ,‬مس ‪ ,‬ص ‪. 538‬‬
‫لتكون الداة الرئيسية لتحرير التجارة والحفاظ على مصالح الدول النامية ‪ ,‬بيد‬
‫أن التجربة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العملية أثبتت بأن الوضع لم يختلف كثيرا عن السابق بل ربما زاد سوءا ‪ ,‬فدول‬
‫الجنوب بات مطلوب منها النصياع للنمط النيوليبرالي في تحرير التجارة وفي‬
‫مهلة قصيرة جدا ً ل تكفي لتمكين اقتصادها من التأقلم مع العولمة النيو‬
‫ليبرالية ‪ ,‬وهذا ما يجعلها فريسة للدول التي أخذت كل الوقت اللزم لمواجهة‬
‫هذا التحدي‪.‬وحتى نظام فض النزاعات الذي من المفروض أن يساعد الدول‬
‫التامية على أخذ حقوقها لم يكن مناسبا ً كونه يعتمد آلية الجراءات النتقامية ‪.‬‬
‫بببببب‪ -‬بببببب ببببببب ‪.‬‬
‫غالبا ً ما يتأثر أصحاب القرار السياسي بالطروحات الفكرية السائدة في‬
‫عصرهم ‪ ,‬وقد شهدت أواخر الثمانينات عودة الفكار الليبرالية التي طرحها آدم‬
‫سميث وريكاردو والتي تدعو إلى رفع يد الدولة عن المجال القتصادي ‪ ,‬وقد‬
‫برزت هذه الطروحات بشكل أساسي في الولايات المتحدة ‪ .‬والتي ادت بدورها‬
‫الى تهميش دور الدولة وابتعادها عن التحكم فى القررات المصيرية على‬
‫المستوى المحلى و القليمى والدولى واطلقت العنان للتحرر المالى والتجارى‬
‫من خلل سياسات الخصخصة ‪,‬و تشريع البواب أمام الستثمارات المباشرة‬
‫الداخلة والخارجة ‪ ,‬وبما أن المؤسسات الدولية متعددة الطراف تبنت فورا ً هذه‬
‫الطروحات و ذلك من يوم ما أصبحت هذه الطروحات الكتاب المقدس الجديد‬
‫لدى إدارة البيت البيض)‪ , (1‬فقد إجبر صندوق النقد والبنك الدوليان ‪ ,‬للدول‬
‫الرازحة تحت سيطرتهما نتيجة مديونيتها ‪ ,‬على اتباع سياسات التثبيت‬
‫والتصحيح الهيكلي والتي أدت إلى نتائج كارثية في تلك الدول ‪ .‬مع العلم أن‬
‫هذه السياسات أدت في بريطانيا إلى نتائج سلبية جدا ً ‪ ,‬وبالتالي فإن الوضع‬
‫ظر مؤيدي العولمة‬ ‫في دول الجنوب سيكون دراماتيكيا ً أكثر بكثير ‪,‬وبعكس ما ين ً‬
‫من أنها ستؤدي إلى تحقيق الرفاه والتنمية للجميع فإن الواقع أثبت عكس ذلك‬
‫وللتدليل على هذا نعرض لهم النتائج التي أدت إليها عولمة النيوليبرالية‬
‫وتأثيرها في العالم بشكل عام ودول الجنوب بشكل خاص والتي يمكن تلخيصها‬
‫بالتي ‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة البطالة في كل مكان ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض عوائد العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬تفاقم التبعية الغذائية لبلدان عديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تفاقم ظروف البيئة تفاقما ً خطيرا ً على الصعيد العالمي ‪.‬‬
‫‪ -‬تفكك انظم النتاجية في العديد من القطار ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع عوائق متصاعدة في سبيل تدعيم النظم الديموقراطية ‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار تضخم عبء الديون الخارجية لدول الجنوب ‪).‬س(‬
‫بعد هذا العرض لنتائج العمولمة النيوليبرالية يتبادر للذهن سؤالين جوهريين ‪:‬‬
‫هل يمكن في ظل هذه العولمة الحديث عن مساواة في النظام القتصادي‬
‫الدولي ؟! ‪ ,‬وهل أن هذه العولمة قطعت نقطة اللعودة ؟! ‪.‬‬
‫‪ -1‬سمير أمين ‪ ,‬في مواجهة أزمة عصرنا ‪ ,‬م س ‪ ,‬ص ‪. 39‬‬
‫‪ -2‬سمير أمين ن س ص ‪. 38‬‬
‫بعد عرضنا لهم السس التي تقوم عليها العولمة القتصادية وتأثيرها على كل‬
‫من الشمال والجنوب نجد أنه ل يمكن الحديث إل عن عدم مساواة صارخة في‬
‫العلقات القتصادية الدولية ‪ ,‬هذه اللمساوة كانت موجودة منذ ليبرالية القرن‬
‫الماض‪ ,‬وفشل دول الجنوب في تغيير اللمساواة الناتجة عنها أدى إلى خلق‬
‫لمساواة أشد وطأة في ظل النيو ليبرالية التي نعيشها اليوم ‪.‬‬
‫إن ما يمكن استخلصه هو أن الحوار بين الشمال والجنوب كان محاولة من هذا‬
‫الخير ليقاف تقدم العولمة النيوليبرالية ‪ ,‬إل أنها باءت بالفشل مما أدى إلى‬
‫زيادة الهوة بين الشمال والجنوب بشكل لم يعد يهدد دول الجنوب فحسب بل‬
‫البشرية جمعاء ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للسؤال الثاني فإن العولمة النيوليبرالية تقوم على ضرورة إلغاء‬
‫الضوابط على السواق ‪ ,‬ووحسب المراقبين القتصاديين ل يوجد أسواق دون‬
‫ضوابط بل السؤال هو من الذي يضيط وكيف ‪ (2) .‬لذلك فإن نقطة اللعودة‬
‫هي ليست مصيرية وليست قدرا ً محتوما ً أمام دول الجنوب بل يمكن وضع‬
‫ضوابط لتنظيم عمل هذه العولمة لجعلها تعمل لصالح الجميع‬
‫‪ -1‬سمير أمين ‪ ,‬القتصاد السياسي للتنمية ‪ ,‬ترجمة فهيمة شرف الدين ‪ ,‬دار‬
‫الفرابي ‪ ,‬ط بيروت ‪. 2002‬ص ‪33‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬الحلول المقترحة ‪.‬‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫إذا كانت العولمة القتصادية قدرا ً محتوما ً ‪ ,‬فإن عدم المساواة الناتجة عنها‬
‫ليست كذلك ‪ .‬حيث ثمة حلول لمواجهة هذه اللمساوة ‪ ,‬ومنها ما يقع على‬
‫عاتق دول الجنوب أنفسها ومنها ما يحتاج إلى العمل العالمي المشترك وعلى‬
‫جميع الصعدة ‪ ,‬وذلك بدا ً بمؤسسة الدولة ومرورا ً بالمنظمات الدولية وصول ً‬
‫إلى المنظمات الدولية غير الحمومية ‪..‬‬
‫بناءا ً لما تقدم سنتتطرق في هذه الفقرة إلى ما يتعلق بدول الجنوب وتحديدا ً‬
‫نحو تعزيز التعاون جنوب جنوب أول ً ثم نتطرق إلى الدور الملقى على عاتق‬
‫البشرية جمعاء من خلل ما بات يعرف بالتنمية المستدامة ‪.‬‬
‫بببببب بببببب ‪ :‬ببببببب بببب‪-‬بببب ‪.‬‬
‫ل يمكن بأي حال من الحوال تحميل دول الشمال كامل المسؤولية عن عدم‬
‫النصاف في النظام القتصادي الدولي ‪ ,‬فدول الجنوب تتحمل قسطا ً من هذه‬
‫المسؤولية‪ .‬فكما تبين من خلل عرضنا للحوار العربي الوروبي فإن الدول‬
‫العربية كانت و ما تزال عاجزة عن التعاون في ما بينها‪ ,‬فكيف ستتعاون ما‬
‫مجموعة أخرى‪ .‬وهذا ما ينطبق على كل دول الجنوب باستثناء دول آسيان‬
‫طبعًا‪ .‬ونفس الشيء ينطبق على أزمة المديونية‪ ,‬فما الذي منع الدول‬
‫المستدينة من أن تستفيد من وفرة الدولر كما استفادت منها دول جنوب شرق‬
‫آسيا ؟!‬
‫إن العولمة القتصادية ليست شريرة إلى الحد الذي يذهب إليه الماركسيون‬
‫الجدد‪ ,‬والدليل على ذلك هو أن طروحات الجنوب من أجل قيام النظام الدولي‬
‫العادل ل تتنافى مع العولمة القتصادية‪ ,‬فهي تطالب بتجارة دولية مفتوحة‪,‬‬
‫كما أنها لم تطالب بمنع عمل الشركات عبر الوطنية بل ضبط أعمالها فقط‬
‫لجعلها تتلءم ومسيرة التنمية التي تتبعها‪.‬‬
‫إن اكتفاء دول الجنوب بالشكوى وانتقاد النظام الدولي المهيمن لن يوصلها‬
‫إلى أي نتيجة مرضية‪ ,‬فدول الشمال لن تتحرك لنجدتها وهي تعلم أن أحد أهم‬
‫أسباب نموها هو سيطرتها على ثروات الجنوب‪.‬وبالتالي لبد من العتماد على‬
‫الذات‪ ,‬غير أن العتماد على الذات ل يجب أن يكون على الصعيد الداخلي‬
‫فحسب بل يجب أن يكون على مستوى الجنوب ككل)‪.(1‬فالدول النامية قد‬
‫تكسب الكثير لو سهلت دخول أسواق بعضها البعض‪ ,‬فمازالت الحواجز فيما بين‬
‫الدول النامية أعلى منها بين الدول النامية والدول المتقدمة )*(‪ .‬وينم ذلك من‬
‫خلل‬
‫‪Julius. K.. Nylele , Facing the challenge , responces to the -1‬‬
‫‪.southcommition ,South Center , London 1983‬‬
‫‪-2‬جون جراي ‪ ,‬الفجر الكاذب ‪ ,‬م س ص‬
‫تحرير التجارة وانتقال رؤوس الموال والتكنولوجيا عبر الجنوب‪.‬إضافة إلى‬
‫إقامة وتفعيل المنظمات الدولية المعنية بتحقيق هذا التعاون ‪..‬‬
‫والذي يدعو إلى التفاؤل بعض الشيء هو أن دول الجنوب لن تبدأ من الصفر ‪,‬‬
‫فمع وجود منظمة دولية تهتم بالتجارة والتنمية مثل ‪ U.N.CT.A.D‬ما هو الداعي‬
‫للنضمام لمنظمة التجارة العالمية والتي يتم اتخاذ القرار فيها داخل الغرفة‬
‫الخضراء‪ ) .‬الغرفة التي يجتمع داخلها الثلث الكبار قبل المفاوضات( ‪.‬‬
‫كما أنه من الضروري تفعيل اتفاقيات الدول المصدرة للمواد الولية ‪ ,‬لعل‬
‫منظمة ال ‪ O.P.EC‬كانت تجربة مهمة جدا ً على هذا الصعيد‪ .‬أما عن أزمة‬
‫المديونية‪ ,‬فينبغي على الدول الجنوب إنشاء اتحادا ً للدول المدينة لن اجتماعها‬
‫يمكنها من المفاوضة بشكل أفضل‪.‬‬
‫أما عن المشاريع التنموية‪ ,‬فالرساميل النفطية ل تزال ذات أهمية‪ ,‬كما أنه بات‬
‫لدى الجنوب دول صناعية في جنوبي شرق آسيا والتي من الممكن أن تقدم‬
‫التكنولوجيا المتطورة والتمويل اللزم كونها تملك أكبر احتياطي نقدي في‬
‫العالم‪.‬‬
‫كل ما سبق يتعلق بالجانب القتصادي‪ ,‬بيد أن الجانب السياسي ل يقل أهمية‪,‬‬
‫فالجنوب يعاني من نزاعات مزمنة يجب إن على الصعيد الداخلي أو على الصعيد‬
‫القليمي‪ ,‬في ظل هذه النزاعات تتهدد التنمية البشرية )‪ ..(1‬المبنية على ثلث‬
‫أبعاد‪:‬طول العمر‪,‬المعرفة ‪،‬و مستوى المعيشة الئق )‪ .(2‬أما على الصعيد‬
‫الداخلي فل بد من إصلح النظمة السياسية ووتفعيل المحاسبة ‪ ,‬وهذا من‬
‫شأنه أن ينعكس على حسن سير الدارات العامة في دول الجنوب ‪.‬‬
‫وهكذا وبقدر ما تتمكن دول الجنوب تدعيم صفوفها عبر التعاون والتضامن فيما‬
‫بينها ‪ ,‬بقدرما تستطيع تحسين وضعها في القتصاد الدولي ‪.‬‬
‫‪- -1‬عدنان حسين ‪ ,‬العرب في دائرة النزاعات الدولية ‪ ,‬مطبعة سيكو ‪ ,‬ط ‪1‬‬
‫بيروت ‪ , 2001‬ص ‪, 47‬‬
‫‪-2‬تقرير التنمية البشرية ‪ , 1998‬برنامج المم المتحدة النمائي ‪ U.N.D.P‬نيو‬
‫يورك ‪ , 1998‬ص ‪. 15‬‬
‫بببببب ببببببب ‪ :‬ببببببب ببببببببب ‪.sustainable development‬‬
‫إن الطريقة التي اتبعتها دول الشمال لكي تصل إلى النمو الذي هي عليه الن‬
‫كان مكلفا ً جدا ً وخاصة من الناحية البيئية ‪ ,‬كما أنها اعتمدت في نموها على‬
‫استعمار غيرها من الدول‪ ,‬فهل دول الجنوب قادرة على أن تتبع نفس مسار‬
‫الدول المتقدمة وخاصة في ظل أجواء وإضطرابات عالمية ل مثيل لها إن على‬
‫الصعيد البيئي أو على الصعيد القتصادي الجتماعي والساسي ‪.‬‬
‫حقيقة نحن بحاجة إلى معايير جديدة للعلقات القتصادية الدولية ‪ ,‬هذه المعايير‬
‫يجب أن تطرح موضوع التنمية المستدامة من خلل استغلل الموارد وتوحيد‬
‫التكنولوجيا والمؤسسات‬
‫بشكل يتناسب مع الرد الفضل على الحاجات والمتطلبات النسانية وذلك من‬
‫طويع ثورة التكنولوجيا لخدمة أهداف التنمية للدول النامية‪ ,‬من خلل‬ ‫خلل ت ّ‬
‫التوجه إلى المجتمعات الصناعية الكبرى وإجبارها على احترام التوازن البيئي‬
‫وإل فنحن سائرون نحو الهاوية‪ ,‬وإذا ما أردنا فعل ً إنقاذ أولدنا وأحفادنا‪,‬‬
‫يقتضينا ذلك أن نعمل على إحلل القصاد البيئي والجتماعي على المستوى‬
‫الدولي محل القتصاد النيو ليبرالي)‪ .(1‬فما هو مفهوم التنمية المستدامة وما‬
‫هي أسبابها وما هي البدائل التي تطرحها ومن خلل أي وسيلة وضمن أي إطار‬
‫يمكن أن تحدد متطلباتها واهتماماتها ومبادئها وما هو تأثير العولمة عليها ‪.‬‬
‫‪1‬مفهومها ‪:‬‬
‫تعني الحفاظ على التوازن البيئي وإمكانية توفيره لجيال مقبلة ‪,‬أي بمعنى أخر‬
‫حفظ الموارد للجيال القادمة ‪(2).‬‬
‫وقد بدأ هذا المفهوم يظهر فب الدبيات التنموية الدولية في أواسط‬
‫الثمانينيات تحت تأثير الهتماتمات الجديدة في الحفاظ على البيئة ونتيجة‬
‫للهتمامات التي أثارتها دراسات وتقارير نادي روما الشهيرة في السبعينيات‬
‫حول ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية القابلة للنضوب وعلى البيئة‬
‫والتوازنات الجوهرية في النظمة البيئية ‪(The Eco systems (2‬‬
‫‪-1‬ريمون حداد ‪ ,‬م س ص ‪. 592‬‬
‫‪ -2‬ريمون حداد محاضرات دبلوم علقات دولية ‪. 2002‬‬
‫‪ -3‬جورج قرم التنمية البشرية المستدامة والقتصاد الكلي ‪ ,‬سلسلة دراسات‬
‫التنمية البشرية المستدامة رقم ‪ , 6‬المم المتحدة ‪ ,‬نيو يورك ‪ 1997‬ص ‪. 3‬‬
‫‪ -2‬أسبابها‬
‫انتشر استعمال هذا المفهوم بسبب أول ً تكاثر الحداث المسيئة للبيئة‪ ,‬وثانيا ً‬
‫ارتفاع درجة التلوث عالميًا‪ ,‬ثالثا ً تعثر الكثير من السياسات التنموية المعمول‬
‫بها في بلدان العالم الثالث والتي أدت إلى ‪:‬‬
‫أ‪-‬تفاقم المديونية الخارجية وتردي النتاجية ‪.‬‬
‫ب‪-‬توزيع الفروقات الجتماعية في عدد كبير من الدول ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المجاعة ) قلة التغذية لدى الفئات الفقيرة التي ساءت أحوالها في‬
‫الثمانينيات)‪(1‬‬
‫‪-3‬البدائل التي تطرحها ‪.‬‬
‫أ‪-‬احترام حقوق النسان ‪.‬‬
‫ب‪-‬احترام مقومات البيئة التي يعيش فيها النسان ‪.‬‬
‫ج‪-‬الهتمام بالقضايا النسانية والبشرية ‪.‬‬
‫د‪-‬عدم التركيز على وسائل التنمية المادية فقط ) زيادة معدلت الستثمار ‪,‬‬
‫والنمو‬
‫القتصادي ( ‪.‬‬
‫‪-4‬الوسائل اللزمة ‪.‬‬
‫الحوار الدائم ) الديموقراطي الطابع ( بين صانعي القرار من جهة ‪ ,‬والفئات‬
‫المختلفة في المجتمع المدني من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪-5‬الطار‬
‫هو عبارة عن مؤسسة واضحة تؤمن أساليب التعبير لكل الفئات التي تعاني من‬
‫مشاكل ومتاعب في حياتها ‪ ,‬وتتجسد هذه الفكرة فب مفهوم ال‬
‫‪ GOVERNANCE‬أي جدية أسلوب الحكم في مجتمع على أساس الحوار بين‬
‫الحاكم والمحكوم وشفافيو تصرفات الحكام ‪ ,‬ووضع قواعد واضحة لمسؤولية‬
‫أهل الحكم ‪ ACCOUNTABILETY‬المحاسبة ) المساءلة( )‪(2‬‬
‫‪-6‬متطلباتها‪.‬‬
‫‪ -‬وضع ضوابط للوضعه العالمي الحالي للتكنولوجيا والتنظيم الجتماعي‬
‫وأثرهما على الموارد البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬وإشباع الحاجات الساسية للجميع وإمكانية تحقيق طموحاتهم نحو حياة‬
‫أفضل ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حصول الفقرا ء على حصتهم العادلة من الموارد الضرورية لتدعيم هذه‬
‫التنمية ‪..‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪ -1‬جورج قرم ‪ ,‬التنمية البشرية المستدامة والقتصد الكلي ‪ ,‬م س ص ‪4‬‬
‫‪-2‬جورج قرم ‪ ,‬ن س ص ‪5‬‬
‫‪ -‬وجود نظام سياسي يؤمن مساهمة فعالة للمواطنين في اتخاذ القرارات ‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة ديموقراطية فعالة في اتخاذ القرارات الدولية ‪.‬‬
‫‪ -7‬اهتماماتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير المهارات في تنظيم الوحدات النتاجية وفي آليات اكتساب العلم‬
‫والتكنولوجيا وتطويرهما لغرض التصنيع ‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم سوق العمالة ‪(1).‬‬
‫‪ -‬تجهيز الموارد البشرية لغراض التنمية ‪.‬‬
‫‪ -8‬المبادئ التي تستند إليها ‪.‬‬
‫‪ -‬النصاف ‪:.‬‬
‫أي حصول كل إنسان على حصة عادلة من ثروات المجتمعات وطاقاته وجدير‬
‫بالذكر هنا أن العدالة ليست قاصرة على توزيع الدخل والثروة فقط بل أنها‬
‫تتجاوز ذلك إلى توفير الفرص المتكافئة للجميع بدون استثناء ‪(2) .‬‬
‫‪ -‬التمكين ‪:‬‬
‫أي منح أعضاء المجتمع فرصة المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات ‪ ,‬التأثير‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -‬حسن الدارة والمساءلة ‪:‬‬
‫أي خضوع أهل الحكم والدارة إلى مبادئ الشفافية والحوار والرقابة‬
‫والمسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬التضامن ‪.‬‬
‫بين الجيال وكل الفئات الجتماعية داخل المجتمع ‪.‬‬
‫‪-‬تأثير العولمة على التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫هناك تأثيرات مختلفة للعولمة ‪ ,‬البعض منها إيجابي والبعض الخر سلبي ‪ ,‬وهي‬

‫ـــــــــــ‬
‫‪-1‬حلقة بحث ‪ ,‬بالقمة العالمية للتنمية المستدامة ‪ 16-15 ,‬نوفمبر ‪ 2001‬بيروت‬
‫‪ ,‬صادر ‪ ,‬عن وزارة البيئة ص ‪. 12‬‬
‫‪-2‬عاطف قبرصي ‪ ,‬التنمية البشرية المستدامة في ظل العولمة ‪ ,‬سلسلة‬
‫دراسات التنمية البشرية رقم ‪ 10‬المم المتحدة نيو يورك ‪ 2000‬ص ‪. 28‬‬
‫دون حصول المزيد من استغلل الموارد الطبيعية بشكل عشوائي وكذلك في‬
‫مجال القوى البشرية لمنع تعرض مستوى الجور والرواتب للتدني تحت تأثير‬
‫زيادة معدلت البطالة ‪.‬‬
‫كل هذه الطروحات ما زالت تحلق في الطار النظري ولم تستطع أن تخرج من‬
‫الطروحات إلى التطبيق العملي ‪,‬وأكبر دليل على ذلك هو أن قمتين للرض لم‬
‫عقدتا بفاصل زمن قدره ‪ 10‬سنوات لم تتوصل إلى مواجهة الزمات التي يعاني‬
‫منها العالم اليوم ‪.‬‬
‫بب ببب بببببب ببب ببببب بب ببببببببب بب ‪ 2002‬ببب بببببب ببببب‬
‫بببببب بببببب ببببببب ‪ ...‬ببببب بببب بببب ببببببب ) ببببب ( ببب ببببب‬
‫ببببببب ببب بببببب ببببببب‪ ,‬ببب ببببب بببب ببببب ببببب ببببب بب‬
‫بببببببب بب بببب ببب بببب‪ ,‬ببببب بببب بببب ببببب بببببب بببببب‬
‫ببببب ببببببببب‪ ,‬بببببب ‪ 10‬ببببب ببب ببب ببببب بببببب بب ببب ‪1992‬‬
‫بببب ببببب ببببببببب بببببببب بب ببب ببببب ‪ ,‬بببب ببببب ببببب بببب‬
‫بب بببب بببب بب ببب ب بب بببب ببب ببببب ببب بببب‪ (1 ).‬ببببب ببببب بب‬
‫ببببب بببببب ببببب ببب ببب ببببببب بببببب بببب بببب بببب بب بببببب‬
‫بببب ببب ببب بب ببببب بب بببب ( ‪(2‬‬
‫بببببب ببب ببببب ببببببببببببببببب ببب ببببب بببب بببببببببب‬
‫ببببببببببب ببببب بب بببببببب ببببب ببببب ‪.‬بببب ببببب بببببب‬
‫بببببببب ‪ ,‬ببب ببب ببب ببببب ببببببببببب بب ببب ببببب بببببببب‬
‫بببببب بببب بببب ببببببببب بب ببب ببببببب ببببببب‪(3 ) .‬‬
‫بب‬
‫ببببببب بببببب بب بببب ببب بببببببب بب ببب بببببب ببببب بببب‬
‫ببببببب ببببب ببببب بببب ببببب ببببب ببببب ببببب بب بببببببب بب‬
‫بببب ببب ببببببب بببببب ببببب ببببببب بببب بببببببب بببببب بببب‬
‫بببببب بببببب ببببببب ببببببب بببببببب ‪... .‬ببببببب ببببببب ببب ‪ :‬بب‬
‫بببب بب ببببب ببب ببب ببببببب ببببببب ببببب بببببب ‪!.‍.. .‬ب‬
‫ـــــــــ‬
‫‪ -1‬جريدة النهار ‪ 26 ,‬آب ‪ , 2002‬العدد ‪.. 21362‬‬
‫‪ www.annahar .com 27 -2‬أب ‪2002‬‬
‫‪ -3‬ن س ‪ 28‬أب ‪. 2002‬‬
‫ببببببب ‪:‬‬
‫بب ببببببب ببب بببببب ببببببب بب ببببب ببب ببببب ‪ ,‬ببب ببب بببببب‬
‫بب بب بببب بببببب ببببب ببببب بب‬ ‫بببببببببب‪ ,‬ببببب بب ببب ببببببب ب ب‬
‫بب‬
‫بببببببب ‪ ,‬بببب بببب ببببب ببببببببببببببببببببببببببب‪ ,‬بب بببب بب ب‬
‫بب بب بببب ببب بب ببببب ببب‬ ‫ببب بببب ببب بببب ب‬‫بب ببببببب ببب بببب بب ب‬
‫ببب بببببب ‪.‬‬
‫ببببب ببب ببببببب بب بببب بببببب‬ ‫بببب ببب بب بببببب ببب ببببببب بب ب‬
‫ببببببب بببببببب‪ ,‬ببببب بببببببببب بببببب ببببب بببببب ببببببب ‪,‬‬
‫ببببببب ببببببببببب ببببببب ‪.‬‬
‫بب ببببب ببببب بببب بببب بببب بببببب ببببببب بب بببب ببب ببببب ببب‬
‫ببب بببببب بب ببببب بببببب ‪ ,‬ببببببب بب بب ببببببب ببببب بببب‬
‫ببببببب ببببب ببببب بببببب ‪ ,‬ببب بب بببببب بببببببب ببب بببببب ببب‬
‫ببببب ‪ ,‬ببب ببببب ببببب ببب بببب ببببب بببببب بب ببببب ببببببب‬
‫بببببببب ‪.‬‬
‫بب بببببب ببب بببببب ببببببب بببببببب ببببببب بببب بببب بببب بببببب‬
‫ببببب بببببببب ‪ ,‬بببب ببب ببب ببببببب بببب ببب ببب ببب بببببب ‪ ,‬ببب‬
‫ببب بببب ببب بببببب ببب بببببب بب ببببب ببببب ببب ببببببب بببببب ‪,‬‬
‫ببببببب بببببب بب بب بببببب بببب بببب بببب ببببب ببببببببب ‪ ,‬بب‬
‫بببببب ببب ببببب بببببببب ‪ ,‬بببب ببب بببببب ببببب بب بببببببب بب‬
‫ببببب بببببببب ببببب بب ‪. 19‬‬
‫ببب بب ببببب ببببببب بببب ببب ببببب بب ببب بببببب ‪ ,‬ببببب بببب بب‬
‫ببببب ببببببب ببب ببببببب بببببببب ببب بب بببب بببببببب ببببببب‬
‫ببببببببببببب بببببببب ‪ ,‬ببب بببببب بببب ببب بببببب ببببببب بببببب‬
‫بببب بببببببب بببببببب ببببببببببب بب بببب بببببببب بببببب بب بببب‬
‫بب ‪ .‬ببب بببب بب بببب بببب ببببببب ببب ببب ببب بببببب بببببب‬
‫بببببببب ببب بببببب ببب بببببببب ببب ببب بببب بببب بببببببببببب‬
‫بببببببب ببب بببب بببببببب ‪ ,‬ببب ببب بب بببببببب ببببب بببببب‬
‫ببببببب بببببببببببب ببببببب بببب ببببب بببببب ببب بببببببب ‪ ,‬بببب‬
‫بب ‪ ,‬بب ببببب بب بببب بببب ببببب ببببب بببببب‬ ‫بب بب ببب بببب بب ‪ ,‬ببب ب‬
‫ببب ‪ ,‬بببببب بببببببب ببببب‬ ‫بببب ببب ببببب بببببب ‪ ,‬بببببب بببببب ببب ب‬
‫‪ ,‬بب ببببب بب بببببب ‪.‬‬
‫بب ببببببب ببب بببببب ببببببب ببب ببببببببب بببب بببب ببب بببب ببب‬
‫ببببب ببببببب بببببب بببببب بببببب ببببببب بببببب ببب ببب ببب بببب‬
‫بب ببببب بببببب بببببب ببب بببببببب ببب ببببببب ‪.‬‬
‫بب بببببببب بب بببب بببب بببببب ببب ببب ببببب ببببببببب بب بببب‬
‫ببببب بببببببببببب ببببب ببببببب بببب ببببببب ‪ ,‬ببببببب ببب ببببب‬
‫بببببببب ببببببب ببببب ‪ ,‬بببب ببببب ببببب ببببببب ببببب بببببب بب‬
‫بببببب بببببب ‪ ,‬بببببب ببببب ببببببب ببببببببب‪ ,‬بببببب ببب ببببب‬
‫بببببببببب بببببب ببببببب ‪.‬بب ببب ببببببب بببب ببب بببب ببببب‬
‫بببببب ببببببببببب ببببببببب ‪ ,‬ببب بب ببببب بب بببببب بببببب ببب‬
‫بببببب ببب ببببببب ببب ببب ‪.‬‬
‫ببب ببببببب ببببببب بببب ببب ببببب ببببببببب ببب بب بب بببب ببببب‬
‫بببببب ببببب بببببب ببببب ببب ببببببب بب بببببب ببب بببب ببببببب‬
‫بببببب ببب بببببب ببببب بببببب ببببببب ببب بببب بببببب ‪.‬‬
‫ببب ببببببب ببببببب بببب ببببب بببببب بببب ببببببب ببببب بببببببب‬
‫بببببب بببب ببببب بببببب‪.‬‬
‫ببب ببببببب بببب بببببب ببب بببببب بب ببب بببب ببب ببببببب بب ببب‬
‫ببببببب بببب ببببببب بب بببببب بب بببببب ‪,‬ببب ببب بببببب ببببببببب‬
‫بببببببببب بببببببب ببببببب ‪.‬‬
‫بببب ببببببب بب ببببب بب بببب ببببب بب ببببب بببببب بببببببب ببب‬
‫ببببببب ببببببب ببببببب بببببب ببب ببببببب بب ببببب بببببب بببببب‬
‫بب ببب بببببب ببب ببببببب ببب ببببببب بببببب ببب ببببب ببب بببب بب‬
‫بببببببب ببببببب بببب ببببب ببب بببببب ببببببب بببببب ببب بببب بب‬
‫بببببببب ‪.‬‬
‫بب بببب بببببب ببب بببببب ببببب ببب بب ببببببب ‪ ,‬بب بببببب بببب‬ ‫ببب ب‬
‫بببب بب ببب ببببببب بب بببب ببببب ببب‬‫بب ببببب بببببب ببب بببببب ب ب‬
‫ببببببب بببببب ببببببب ببب ببببببب ‪.‬‬
‫بببب ببب بببب ببببببب بببب بببببببب بببببب ‪, !!!..........‬بببب ببببب‬
‫ببببببب ببب ببب بب بب ببب بببببب ببب بببب ببببب بببببب بببببب بب‬
‫ببببب ببببببب ببببببب بببببببب بببب ببببب بببب بببببب ببب ببببب‬
‫ببببب بب بببب ‪ !!.........‬ببب بب بببب ببببببب ببببببب ببببببب بببببب بب‬
‫ببب ببببببب بببببب ببببببب ببببببب بب ببب بببب ‪,‬ببببب بب بببببب‬
‫بب ‪,‬ببب بب‬
‫ببببببب بببببب بببببببب ببببببب ‪ ,‬بب ببب بببب بببببب ببب ب‬
‫ببب ببببببب‬‫بببب ببببب ببببببب بببببب ببببب ببب ببببببب ببببببب ببب ب‬
‫ببب بببب ببببببببب بببب ببببببببب ببب ببببب بببببب ببببببببب‬
‫ببببب (‬
‫ببببببببب ببببببببب ببب ببببب ببب ببببببب ببب ببببببب ) ببب ب‬
‫ببببببب ببببببب بببببب ببببببب ‪.‬‬

‫المراجع ‪.‬‬
‫المراجع العربية ‪.‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬حداد ريمون ‪ .‬العلقات الدولية ‪.‬دار الحقيقة بيروت ‪. 2000‬‬
‫‪ -2‬أمين سمير ‪ .‬في مواجهة أزمة عصرنا ‪ .‬النتشار العربي ‪.‬ط ‪ . 1‬بيروت ‪1997‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬أمين سمير ‪ .‬القتصاد السياسي للتنمية ‪.‬ترجمة فهيمة شرف الدين ‪ .‬دار‬
‫الفرابي ط ‪ .1‬بيروت ‪. 2002‬‬
‫‪ -4‬عوض الله زينب ‪ .‬العلقات الفتصادية الدولية ‪ .‬ل طبعة ‪ .‬الدار الجامعية ‪ .‬ل‬
‫طبعة ‪ .‬ل تاريخ ‪.‬‬
‫‪ -5‬كولير باول ‪ .‬دولر ديفيد ‪ .‬العولمة والنمو والفقر ‪ .‬ترجمة هشام عبد الله ‪.‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط ‪ 1‬بيروت ‪. 2003‬‬
‫‪ -6‬العزي غسان سياسة القوة ‪ .‬مركز الدراسات الستراتيجية والبحوث‬
‫والتوثسق ‪ .‬ط ‪ 1‬بيروت ‪.2000‬‬
‫‪ -7‬حسين عدنان ‪ .‬العرب في دائرة النزاعات الدولية ‪.‬مطبعة سيكو ‪.‬ط ‪ 1‬بيروت‬
‫‪. 2001‬‬
‫‪ -8‬بببب ببببب ‪ .‬ببببب بببببببب ببببببب ‪.‬ببببببب ببببببب ببببببببب‬
‫‪.‬ببببب ‪. 1998‬‬
‫‪ -9‬بببببب بببببب ‪ .‬بببب بببببب ببببببب بببب ببب ببببب ‪ .‬بببب ببببببب‬
‫ببببب ‪ .‬ب ‪ 1‬ببببب ‪. 1983‬‬
‫‪ -10‬بببببب بببب ‪ .‬بببببب ببببببببب بببببب ببببببب ‪.‬بببب ببببببب ‪257‬‬
‫‪ .‬بببببب ‪. 2000‬‬
‫‪ -11‬ببببببب بببب ببببب بببب ‪ ,‬بب ببببببب ‪ ,‬بببب ببببببب ببب ‪238‬‬
‫بببببب ‪. 1998‬‬
‫‪ -12‬بببب ببب بببب ‪ ,‬بببب بببببب ببببببب ‪ ,‬ببببب ببببب ببببب بببببببب‬
‫بببببببب ببببببب ‪ ,‬ببب بببببب ‪ ,‬بببب ب ‪,1986 1‬‬
‫‪ -13‬بببببب بببببب ‪ ,‬بببببب بببب بببب بببب ببب ببببب ‪ .‬بببب ببببببب‬
‫بببببب ب ‪ 1‬ببببب ‪. 1983‬‬
‫‪ -14‬بببب ببب بببببب ب بببببب بببببب بببببببب ‪ ,‬بببب بببببببب‬
‫بببببببب ببببببببببببب ببببب ‪. 1977‬‬
‫‪ -15‬ببببببب بببب ‪ ,‬بببببب بببببب بببببببب ببببب ببببببب ببببببببب ‪.‬‬
‫‪ -16‬ببب بببب ‪ ,‬بببب ببببببببب بببببببب ‪ ,‬بببببب ببببببب بببببب ب ‪1‬‬
‫ببببببب ‪.1978‬‬
‫‪ -17‬بببب ببب ببببب بببببب ‪ ,‬ببببب بببب بببب بببب ‪ ,‬ببببب بببببب ‪ ,‬ب ‪1‬‬
‫ببببببب ‪. 2000‬‬
. ‫بببببببب‬
. 1998 ‫ تقرير المم المتحدة حول التنمية البشرية‬-1
‫ سلسلة دراسات‬, ‫ التنمية البشرية المستدامة والقتصاد الكلي‬,‫ جورج قرم‬-2
. 2000 ‫ المم المتحدة نيو يورك‬6 ‫التنمية البشرية المستدامة رقم‬
‫ سلسلة‬, ‫ التنمية البشرية المستدامة في ظل العولمة‬, ‫ عاطف قبرصلي‬-3
. 2000 ‫ المم المتحدة نيو يورك‬, 9 ‫دراسات التنمية البشرية عدد‬
. ‫ ميثاق حقوق الدول وواجباتها القتصادية والجتماعية‬-4

: ‫النترنت‬
. www.annahar.com-1
. www.debtchannel.org -2
.www.worldbank.org-3
. www.jubeelee.org-4

: ‫المراجع الجنبية‬
Globolisation unmasked Imperialism in 21st century, ZED , -1
books, Canada 2002
Minta .I.K , the Lome convention & the new economic order -2
.Haoward University . whashengton 1983
Lawton Thomas , Strange power shaping the parameters , -3
Ashgote , U.S.A 2000
Gilpen Robert . Global political economy . Prinston University -4
. U.S.A 2001
Nylele julius , Facing the challenge , responces to the south -5
commition ,South Center , London 1983

You might also like