Professional Documents
Culture Documents
عرض كتاب
عرض كتاب
أستاذ اإلدارة العامة المشارك في كلية العلوم اإلدارية بجامعة الملك سعود
إعداد
هذا الكتاب الذي سوف نبحر عبر صفحاته هو (القيادة اإلدارية :التحول نحو نموذج القيادي العالمي) تأليف (الدكتور/سالم بن سعيد
القحطاني) أستاذ اإلدارة العامة المشارك في كلية العلوم اإلدارية بجامعة الملك سعود وهو غني عن التعريف لحضوره المتكرر خالل
الندوات والمؤتمرات العلمية ولكتاباته المستمرة في المجالت المتخصصة في حقل اإلدارة ،ويقع الكتاب في ( )259صفحة توزعت على
تسعة فصول تناولت القيادة من حيث األسس والمناهج ،والتطور التاريخي ،واألساليب واألشكال .ومن خالل الصفحات التالية سوف
نتناول أبرز محاور هذا الكتاب ،ونختم برأينا الشخصي.
بين المؤلف في المقدمة أن القيادة هي المحرك الرئيس للعملية اإلدارية الناجحة ،وهي التي تساعد المنظمة على تحقيق أهدافها بتميز ،ثم
أشار إلى أن أحد دوافع تأليف هذا الكتاب هو ما الحظه من اهتمام التنظيمات اإلدارية والمتخصصين في حقل اإلدارة بالمديرين وإهمالهم
للقادة اإلداريين ،ألن عمل المدير يقوم على ما يرسمه له القائد ،فالقائد في نظر المؤلف هو مهندس العملية اإلدارية ،ثم بين أن فكرة
الكتاب أتت في ظل عدم توافر الكتاب الجامعي المناسبـ الذي يعالج جوانب القيادة اإلدارية المعالجة الصحيحة ،ثم بين أهم المحاور التي
احتواها الكتاب ،مختتما ً بنموذج توضيحي لتقسيمات الكتاب .
الفصل األول بعنوان ( :مدخل إلى القيادة اإلدارية األسس والمناهج) :وقد قسمهـ المؤلف إلى خمسة أقسام على النحو التالي :
القسم األول :مقدمة وتحدث فيها عن أهمية القيادة ،وأنها وجدت حيث وجد اإلنسان على اليابسة ،وذهب إلى أنها ليست خاصة باإلنسان،
بل إن القيادة توجد في بعض الممالك غير إنسانية .وأشار إلى أن القيادة برزت في كل التجمعات اإلنسانية الرسمية ،وغير الرسمية منذ
القدم ،وضرب أمثلة برب األسرة ،وشيخ القبيلة في إفريقيا ،وفي آسيا ،وأمريكا الالتينية .
القسم الثاني :مفهوم وتعريف القيادة :تحدث المؤلف هنا عن مفهوم القيادة ،ثم أورد بعض تعار يف القيادة في اللغة واالصطالح ،ومنها
تعريف ابن دريد الذي يرى أن القيادة في اللغة ما خوذه من الفعل ( قاد) ،كما في قاد الرجل بعيرة ،فهو يقوده قوداً ......كما أورد بعض
التعاريف االصطالحية للقيادة نذكر منها -:تعريف (توماس جور دن) الذي يعرف القيادة بأنها الوظيفة التي يستخدم فيها الشخص ما
يملكه من سمات وخصائص اكتسبها بالخبرة والتعلم ،وقد أوضح المؤلف أن هناك خالفا بين العلماء حول تعريف القيادة في االصطالح.
ففي العصر الماضي كانت القيادة ترمز إلى بعض السماتـ الشخصية ،والقدرات الخاصة التي منحها هللا سبحانه لبعض األشخاص ،سواء
كانت عقليه أو جسدية أو أخالقية ،أما في العصر الحديث فقد اختلف معنى القيادة وتغير لتتوافق مع متطلبات العصر ومكوناته ،ومع
التنظيمات ذات النشاط النوعي والتخصصي المختلف ،حيث لم يعد باإلمكان االعتماد على السمات الشخصية بل اصبحت هناك حاجة
ماسة إلى بعض المهارات التي تتطلبها المنظمات المختلفة حسب النشاط الذي تمارسه.
ويخلص المؤلف بتعريف مختصر للقيادة ،فيرى أنها( :قدرة القائد على إقناع األفراد والتأثير عليهم لحملهم على أداء واجباتهم ومهامهمـ
التي تسهم في تحقيق الهدف المشترك للجماعة) .بعد ذلك حاول المؤلف أن يركز على القيادة اإلدارية ،فأورد بعض التعاريف التي منها
تعريف وايت ( )Whiteالذي يرى أن القيادة اإلدارية هي( :قيام القائد بتوجيه وتنسيق ورقابة أعمال اآلخرين في اإلدارة) .وتعريف
هنت الرسون ( )Hunt Larsonالذي يرى أن القيادة اإلدارية (هي الوسيلة المناسبة التي يتمكن بواسطتها المدير من بث روح التآلف
والتعاون المثمر بين الموظفين في المنظمة من أجل تحقيق األهداف المشروعة) .ثم يخلص إلى أن القيادة اإلدارية في نظره هي( :الدور
الذي يتقمصه الشخص المكلف بإدارة المنظمة ..عندما يقوم بالتأثير على المرؤوسين – أفرادا وجماعات -ودفعهم لتحقيق أهداف
المنظمة بجهودهم المشتركة ) .ثم ذكر المؤلف مداخل دراسة القيادة اإلدارية الثالثة وهي :
-1المدخل الفردي :وهو مدخل علماء النفس في دراسة القيادة .وقد ركز هذا المدخل على الفرد باعتبار الركيزة األساسية للقيادة بما
يتمتع به من صفات.
-2المدخل االجتماعي -:وهو مدخل علماء االجتماع ،ويسمى أيضا المدخل الموقفي ،ويرى هؤالء أن دراسة القيادة ينبغي أن تنطلق من
البيئة االجتماعية التي يمارس فيها القائد مهامه ومسئولياته ،ويعنون بذلك بيئة المنظمة والمجتمع الذي يمارس سلطاته من خالله .
-3المدخل التوفيقي :ويقوم هذا المدخل بالجمع بين المدخلين السابقين لدراسة القيادة ،وهو المدخل المفضل لدى علماء اإلدارة ،ويرى
أنصار هذا المدخل أن القيادة هي عملية تفاعل اجتماعي ،ويرون أنه ال يكفي لنجاح القائد تفاعل سماته مع متطلبات الموقف بل باإلضافة
لذلك يجب أن يكون هناك تفاعل بين شخصية القائد وحيثيات الموقف بشكل كلي.
القسم الثالث :أوضح فيه المؤلف عناصر القيادة اإلدارية وهي :وجود الجماعة ،وجود هدف مشترك والتناسق واالنسجام ،والقدرة على
التأثير مثل التأثير القسري ،والتأثير بالمكافآت،ـ والتأثـير الشرعـي ،والتأثير المعـرفي ،والتأثير بالمرجعية ،وتأثير السمات ،وتأثير
القرينة .
القسم الرابع :تحدث فيه المؤلف عن دور القيادة اإلدارية في المنظمات ،مبينا ً فيه أهمية القيادة اإلدارية للمنظمة وعالقتها بالعملية
اإلدارية ككل من حيث التخطيط والتنظيم ،والتوجيه والتنسيق ،والرقابة والمتابعة ،واتخاذ القرارات .
القسم الخامس :بّين فيه المؤلف مبادئ القيادة اإلدارية وهي :اإليمان بالهدف ،االنطالق إلى األمام ،حب العمل مع اآلخرين ،التقدير
السليم للموقف ،تحمل المسؤولية ،التصرف على المستوى القيادي ،حسن التصرف ،والقيادة نحو اإلصالح.
الفصل الثاني بعنوان ( تطور الفكر القيادي اإلداري) .وقد قسمه المؤلف إلى خمسةـ أقسام على النحو التالي:
القسم األول :مقدمة وهي سرد تاريخي للفكر القيادي عبر العصور.
القسم الثاني :تحدث المؤلف فيه عن الفكر القيادي اإلداري في العصور القديمة ،ابتداء من الحضارة السومرية ،مبينا ً أن السومريين قد
عرفوا بعض ألوان القيادة اإلدارية .فقد وجد في بعض الوثائق أنه كان لكهنة معابدهم نظا ًم ضريبي محك ًم ،ثم تحدث عن الحضارة
المصرية ،موضحا ً أن هذه الحضارة تميزت بفن العمارة والنحت والنقش والكتابة ،وتعتبر األهرامات أهم الشواهد على قدرات المصريين
القدامى التنظيمية واإلدارية .ثم عرج المؤلف على الحضارة البابلية قائالً إن أبرز ما أسهمت به حضارة بابل في مجال الفكر اإلداري
عامة والقيادي خاصة هو قانون حمورابي.
بعد ذلك تحدث المؤلف عن حضارة الصينيين ،موضحا ً أن الصينيين بحكمتهم وفلسفتهم عرفوا بعض المبادئ اإلدارية في مجاالت القيادة
والتخطيط ،والتنظيم والرقابة .وأشار إلى إن دستور اإلمبراطور(شاو) يعتبر أقدم دليل إداري يضعه قائد لموظفي الخدمة المدنية من
أدناهم إلى أعالهم مرتبة ،كما قال المؤلف عن الحضارة اإلغريقية إنها أولى الحضارات التي عملت على تكوين دولة ديمقراطية ،وإن
اإلغريق عرفوا ما يسمى بروح الخدمة العامة،ـ والتي تتمثل في التأكيد على أن المصلحة العامة تسمو على المصلحة الخاصة .أما
الرومان فبين المؤلف أن أهم ما ميز حضارتهم هو منصب الرقيب ،أو المدعي العام ،ويتمتع شاغله بسلطات أهمها اإلشراف على
سجالت المواطنين وممتلكاتهم أو الرقابة على األخالق واآلداب العامةـ .
القسم الثالث :خصصه المؤلف للحديث عن الفكر القيادي اإلداري في العصور الوسطى ،وبين أن هذا العصر تميز بسيطرة اإلقطاع،
حينما كان الملوك والنبالء يملكون جميع موارد الدولة ،كما تميز هذا العصر البسيط بسيطرة الكنيسة على جميع شؤون الحياة ،ومن
إسهاماتـ هذا العصر رسالة (لوقا باكيولي ) في عام 1494م التي وصف فيها مسك الدفاتر بطريقة القيد المزدوج ،وأشار المؤلف الى
أن القرن السادس عشر عرف بالمفاهيم اإلدارية اتضح ذلك من كتابات ( سير توماس ) ،و ( نيقولو ماكيفللي ) .
القسم الرابع :تحدث فيه المؤلف عن الفكر القيادي اإلداري في العصر اإلسالمي ،مبتدئا ً بعهد الرسول ، rوبين أن الرسول rيمثل القائد
األول في اإلسالم .فقد أسس الدولة ،وأوجد األرض ،وحرر الشعب ،وكون السلطة ،وبنى النظام السياسي واالقتصادي واالجتماعي على
ضوء التشريعات الربانية .ثم ذكر المؤلف أهم المبادئ القيادية الهامة مثل مبدأ الشورى ،ومبدأ العدالة والمساواة ،ومبدأ طاعة والة
االمر ،ومبدأ العمل الجماعي (العمل بروح الفريق ) ،ومبدأ القوة واألمانة ،ومبدأ الجدارة .
ثم تطرق المؤلف الى إسهاماتـ خليفة رسول هللا rأبي بكر الصديق -رضي هللا عنه -في تطوير الفكر القيادي ،موضحا ً استمرارية
اتباعه -رضي هللا عنه -لما وضعه رسول هللا rمن تشريعات وأنظمة ،كما استمر في تطبيق المبادئ التي تعلمها من رسول هللا ، r
كالعدل والشورى ،والمساواة والرفق باآلخرين ،كما سمح بحرية الرأي اآلخر ،ودلل على ذلك بسماحهـ لعمر بن الخطاب -رضي هللا عنه-
في معارضته له في قتال المرتدين ،بعد ذلك تحدث المؤلف عن الفاروق -رضي هللا عنه -وكيف أنه أرسى عدداً من المبادئ منها
محاسبة موظفيه عن أموالهم من أين اكتسبوها ،وانتهج عمر المؤتمر السنوي الذي كان يعقده أثناء موسم الحج ليناقش فيه والة األقاليم،
ويتابع من خالله أحوال الدولة والرعية .وأقر عمر مبدأ الرقابة الشعبية حتى على نفسه كقائد لألمة ،إذ كان يقول للناس ( اتقوا هللا عباد
هللا ،أعينوني على أنفسكم بكفها عني ،وأعينوني على نفسي باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحضاري النصيحة فيما والني هللا
من أمركم) .كما طور عمر النظام اإلداري للدولة ،فأسس -رضي هللا عنه -عدداً من الدواوين كان أهمها ديوان الخراج ،وديوان الرسائل
،وديوان الجند التي بلغت خمسةـ دواوين .ثم عرج المؤلف على عهد عثمان بن عفان -رضي هللا عنه -مشيراً إلى أنه سار على ما سار
عليه عمر بن الخطاب -رضي هللا عنه -إال انه زاد باهتمامه بالقرآن الكريم ،وأمر بجمعه خوفا ً من ضياعه نتيجة استشهاد العديد من
حفظته ،كما زاد في عدد الدواوين حتى أصبحت سبعة دووايين .
ثم تحدث عن قيادة على بن أبى طالب -رضي هللا عنه -وأنه سار على النهج النبوي ،واتبع نهج أسالفه من الخلفاء الراشدين في التعامل
مع القادة والقيادة ،ثم ذكر المؤلف ان في كتاب على بن أبي طالب -رضي هللا عنه -إلى ( االشتر النخعي ) بيانا لمالمح نهجه القيادي،
وتوجيهات منهجية سديدة في القيادة أهمها :أن يكون القائد طائعا هلل ،ومتقيا له ،ومتسلحا ً بسالح العمل الصالح .وأن يكون القائد رحيما ً
ومحبا ً لمن تحته من المرؤوسين ،وقادراً على العفو والصفح ،والبعد عن الكبر والغطرسة ...إلخ.
ثم أورد المؤلف بعض الممارسات القيادية في العهد األموي مبتدئا بعهد معاوية -رضي هللا عنه -مبينا ً أنه أول من ابتدع نظام الحكم
الوراثي في اإلسالم ،وبين طريقته في التعامل مع رعيته من خالل قوله ( إن بيني وبين الناس شعرة لن تنقطع أبدا فإن هم شدوها
أرخيتها وإن هم أرخوها شددتها) .وبين المؤلف أن حكم بني أميه امتد لسنوات عديدة ،شهدتـ العديد من التطورات التي ساهمت في إثراء
الفكر القيادي كان من أهمها زيادة عدد الدواوين ،واتسعت الدولة اإلسالمية ،مما جعل الخليفة يفوض أمور إدارة الواليات إلى والة
األقاليم ،بمنحهم سلطات شبه مطلقة في إدارة شؤون والياتهم ،كما أن دخول العديد من األمم في الدولة اإلسالمية ساهم في تطوير
وظائف الدولة .
ثم تحدث المؤلف عن العهد العباسي ،مشيراً الى أن هذا العهد قد أثرى الفكر اإلسالمي عامة ،والفكر اإلداري والقيادي خاصة بكثير من
آراء الكتاب المسلمين النيرة ،مثل الفارابي الذي كتب (المدينة الفاضلة) وأبي الحسن الماوردي الذي كتب (الوزارة) ،وأبي يعلى محمد
الحنبلي الذي كتب (األحكام السلطانية) وأبي محمد عبدهللا بن قتيبة الذي كتب (اإلمامة والسياسة).
القسم الخامس :وتحدث فيه المؤلف عن الفكر القيادي اإلداري في العصر الحديث ،موضحا ً ان أهم ما يميز الفكر اإلداري الحديث هو
الثورة الصناعية التي مهدت الطريق أمام التطوير اإلداري ،إال أن القفزة الصناعية لم تسايرها قفزة بنفس المستوى في الفكر اإلداري ،
ثم تحدث المؤلف عن المدارس اإلدارية المختلفة على النحو التالي:
-1المدرسة التقليدية :قامت هذه المدرسة على األفكار التي ظهرت في الغرب في أول القرن التاسع عشر ،وقد رسخت بعض المفاهيم
غير الديموقراطية مثل األمر ،والرقابة ،والتوجية ،والسلطة .ثم أورد المؤلف أهم نظريات المدرسة التقلدية مثل:
-نظرية البيروقراطية لـ(ماكس فيبر) (1864م 1920 -م ) .وقد ركزت هذه النظرية على وصف النموذج اإلداري المثالي للمنظمة الذي
يقوم على أساس تقسيم العمل ،وهرمية الرقابة ،والعمل المكتبي.
-نظرية اإلدارة العلمية ركزت هذه النظرية على وضع األسس واألساليب العلمية للعمل اإلداري ،ومن كتاب هذه النظرية ( هنري جانت
) ،و( فرانك جلبرت) ،وزوجته (ليليان) ،و ( فرد ريك تايلر ).
-نظرية التقسيم اإلداري وأهم كتابها ( أوليفر شليدون ) الذي وضع كتاب (فلسفة االدارة) عام 1923م ،وقام ( هنري فايول ) بوضع
عدد من المبادئ اإلدارية وردت في كتابة (اإلدارة الصناعية العامة ) ،و( جمس موني ) ،و( ألن رايلي ) قاما بأول محاولة منهجية
لدراسة التنظيم ،فحددا مهام القائد ،ووضعا مبادئ شاملة للتنظيم في كتابهما ( الصناعة إلى األمام ) الذي صدر عام 1931م .وذكر
المؤلف أن مساهمة ( لوثر جوليك ) في هذه النظرية تتمثل في وظائف المدير التي أطلق عليها البوسد كورب ( . )POSDCORBأما
مساهمة ( ليندل إيرويك) فتكاد تنحصر في تأليفه عدداً من الكتب أهما ( :عناصر اإلدارة العامة ) الذي صدر عام 1943م ،الذي جمع
فيه العديد من أفكار رواد اإلدارة وفالسفتها أمثال ( فايول) ،و(تايلور ) ،و(موني ) ،و(رايلي ) ،وحللها وشرحها بلغة بسيطة.
-2مدرسة العالقاتـ اإلنسانية :يقول المؤلف تسمى المدرسة الكالسيكية الحديثة لتمسكهاـ ببعض مبادئ النظريات الكالسيكية ،وحينا ً
تسمى مدرسة العالقات اإلنسانية الهتمامها بجوانب العالقاتـ اإلنسانية واالجتماعية في المنظمة ،ثم أورد المؤلف أهم دراسات هذه
المدرسة ونظرياتها على النحو التالي :
-تجارب هوثورن :وتقوم على الدراسات التي أجراها الباحث األمريكي (التون مايو) بين عامي 1932 -1924م ،وهدفت إلى معرفة
تغير اإلنتاجية بتغير الظروف المحيطة بالعمل .ونتيجة لهذه الدراسة تم التوصل إلى تأثير السلوك اإلنساني في التنظيم البشري .فقد
أسهمت هذه التجارب في نشر االهتمام بالعالقاتـ اإلنسانية في مجال العمل.
-نظريتا ماكر يجر ( )x . yالذي صنف البشر في المنظمة إلى صنفين صنف وضعه تحت نظرية ( )xويرى أن اإلنسان العادي يكره
العمل .وأغلب الناس يجب أن يجبروا على العمل ،ويراقبوا ويوجهوا ويهددوا بالعقاب من أجل الحصول على اإلنتاج الالزم ،واإلنسان
العادي خامل وغير طموح ،وليست لديه مبادأة أو مبادرة ،وال يحبذ المخاطرة .أما الصنف اآلخر فوضعه تحت نظرية ( )yويرى أن
اإلنسان يحب العمل ،ويسعى إليه بمحض إرادته تحت الظروف االقتصادية واالجتماعية المالئمة ،ويتعلم تحمل المسئولية تحت الظروف
المناسبة ،واإلنسان طموح بطبيعته وهو قادر على استخدام الفكر البناء والخيال في حل المشكالتـ التنظيمية ،واإلنسان قادر على
اإلبداع واالبتكار واإلقدام على األخطار.
-3المدرسة السلوكية :هذه المدرسة -كما ذكر المؤلف -لها خصائصها وسماتها التي تتميز بها عن غيرها من المدارس ،ولها روادها من
امثال (تشيستر برنارد ) ،و(هربرت سايموت) ،و(ماري فوليت) ،و(ماسلو ) .وفيما يلي نورد بعض مساهمات هؤالء الرواد.
-التنظيم والسلطة لبرنارد :يرى (برنارد) أن أفضل أنواع التنظيم هو التنظيم الرئاسي الذي يخضع فيه كل شخص لرئيس معين ،
والرئيس لرئيس أعلى منه ،ويخضع الجميع لسلطة مركزية في نهاية األمر ،ويرى برنارد أن التنظيم يقوم على ثالثة عناصر هي:
التعاون ،والتنسيق ،واإلرادة.
-العالقات التنظيمية لسايمون :يري (سايمون) أن التنظيم ( :هيكل مركب من االتصاالت والعالقات بين مجموعة من األفراد ومن هذه
العالقاتـ يستمد كل فرد جانبا ً كبيراً من المعلومات والقيم ،واالتجاهات التي تحكم عملية اتخاذ القرارات ) .فالمدير -في رأي سايمون-
اليعني باتخاذ القرار فقط ،وإنما ينظر الى ردود الفعل الناتجة عنه.
-الهدف لماري فوليت :حيث قامت (اري فوليت) -كما يقول المؤلف -بعدد من الرسائل اعتمدت فيها على أساس دراسة اإلدارة من وجهة
نظر علم النفس .فهي ترى أن هناك قائداً واتباعا ً،وكالهما يسير خلف قائد غير منظور هو الهدف المشترك للجميع.
-هرمية ماسلو للحاجات:يرى (أبراهام ماسلو)-كما يقول المؤلف -أن الحاجات اإلنسانية من أهم محددات السلوك اإلنساني ،وأنه يمكن
ترتيب الحاجات على شكل هرم تمثل قاعدته الحاجات الفسيولوجية األساسية ثم تتدرج الحاجاتـ ارتفاعا ً حتى تصل إلى قمة الهرم حيث
الحاجة إلى تحقيق الذات ،فالعامل يؤدي عمله بالطريقة التي يحقق من خاللها حاجاته.
-4مدرسة اإلدارة الحديثة :يقول المؤلف -بعد استعراض المدارس اإلدارية السابقة :اتضح أن هناك شبه اتفاق -علمي -بين كتاب
النظريات والمدارس ،يتمثل في تفسير ظاهرة السلوك التنظيمي حيث اتضح أنها تتشكل من نظام متكامل ،ثم تحدث عن نظرية النظام
المفتوح ،مبينا ً أنها تقوم على التأكيد على العالقات الوثيقة بين التنظيم والبيئة المحيطة بالمنظمة ،وذلك ألن عمل التنظيم وفاعليته يتوقفان
على استمرار توافر الموارد لها من البيئة ،كالمواد الخام ،والقوى العاملة ،ورؤوس األموال ،ومعلومات بأشكالهاـ المختلفة ،حيث يقوم
التنظيم بتحويل هذه الموارد ومزجها بالكميات والمقادير االقتصادية من خالل أنشطة مختلفة النتاج سلع أو خدمات يقدمها للبيئة .فالنظام
المفتوح يتصف بعناصره الثالثة مدخالت،ـ وعمليات ،ومخرجات .
الفصل الثالث :بعنوان ( أساليب وأشكال القيادة اإلدارية ونظرياتها ) اشتمل على أربعة أقسام على النحو التالي :
القسم األول :المقدمة؛ وذكر فيها المؤلف أن القيادة تتخذ عدداً من األساليب أواألنماط .
القسم الثاني :أساليب القيادة اإلدارية وتحدث فيه المؤلف عن عدد من األساليب هي :
-1أسلوب الشدة :وقد ساد هذا األسلوب نتيجة للظروف التي كانت سائدة في العصور القديـمة ،والوسطى ،وبداية العصر الحديث .
-2أسلوب اللين :وحول هذا األسلوب يقول المؤلف بعد ظهور العديد من المآخذ على أسلوب الشدة ،وظهور االتجاه الحديث في اإلدارة
المتمثل في المدرسة السلوكية ونظرياتها ،كنظرية العالقاتـ االنسانية ،والنظرية السلوكية ،ونظرية التنظيم ،ونتيجة لحدوث كثير من
التغيرات والتطورات في األعمال بدأ القادة يتجهون نحو تغيير أسلوبهم في التعامل مع أتباعهم إلى األسلوب النقيض وهو أسلوب اللين .
-3أسلوب الحزم :وعنه يقول المؤلف :تبين للقادة اإلداريين بعد تطبيق أسلوب اللين أنه ال يمكن أن يحل مشكلة جميع العاملين ألن
بعضهم الينفع معه إال أسلوب الشدة .لذلك رأى الباحثون أنه يمكن اللجوء الى أسلوب وسط بين الشدة واللين ،وهو األسلوب الحازم .ومن
ابرز من نادى به (ماكر يجر ) ،و(ماكموري) ،و(ليكرت).
القسم الثالث :أشكال القيادة اإلدارية :تحدث المؤلف عن أهم أشكال القيادة مثل:
-1القيادة االستبدادية ( التسلطية ) ،وتسمى -أحيانا -بالقيادة التسلطية ،او القيادة االتوقراطية ،وتقوم فلسفة هذا الشكل على مبدأ أن القادة
المتسلطين يرون أن عليهم إجبار العاملين على أداء األعمال ،انطالقا ً من سلطتهم الرسمية التي تخولهم إياها اللوائح والقوانين التنظيمية .
-2القيادة المتساهلة :وتسمى أحيانا -كما يقول المؤلف -بالقيادة المتحررة ،أو الفوضوية ،أو غير الموجهة ،أوقيادة عدم التدخل؛ وتقوم
على النقيض من القيادة التسلطية.
-3القيادة المشاركة ( التعاونية ) ،وتسمى أيضا القيادة الديمقراطية ،وجاءتـ هذه القيادة -كما يقول المؤلف -نتيجة لحل إشكالية تشدد
القيادة االستبدادية ،وتساهل القيادة المتساهلة وانفالتها بحيث يقوم القائد في القيادة التعاونية بإيجاد قنوات اتصال بينة وبين العاملين،
ويمنحهم الثقة ويشركهم في اتخاذ القرار ،ويشجعهم على إبداء الرأي .
القسم الربع :نظريات القيادة اإلدارية :وفي هذا القسم تحدث المؤلف عن أهم نظريات القيادة من خالل المدارس اإلدارية التقليدية
والسلوكية على النحو التالي:
أ -نظرية السمات :يقول المؤلف تسمى أيضا نظرية الرجل العظيم حيث تقوم على مفهوم أن القائد رجل عظيم منحه هللا عدداً من
الصفات والخصائص التي ال تتوافر اال في الرجال العظماء.
ب -نظرية الموقف :ظهرت هذه النظرية كرد فعل لنظرية السمات التي ركزت على القائد وأهملت األتباع والموقف ،وترى هذه النظرية-
كما ذكر المؤلف -أن القيادة الناجحة هي التي تتوافر فيها الخصائص الالزمة للتعامل مع الموقف حسب طبيعة العناصر المكونة له ،
وحسب متطلبات ذلك الموقف المكانية والزمانية ،ونوع الجماعة المقودة واتجاهاتها ،ومشاكلها واحتياجاتها؛ وهكذا فإنه ال يظهر القائد إال
إذا تهيأت له الظروف الستخدام مهاراته وتحقيق طموحاته .ومن رواد هذه النظرية ( تاننباوم ) الذي حدد عناصر الموقف في :شخصية
القائد ،ومدى مشاركة المرؤوسين ،والقوى الكامنة في الموقف .ومن رواد هذه النظرية أيضا ً (فيدلر ) الذي رأى أن عناصر الموقف
تكمن في الثقة القائمة بين القائد والمرؤوسين ،وطبيعة العالقاتـ التبادلية ،والتحديد الواضح ألهداف ومهام التنظيم ،وحجم وطبيعة
الصالحيات الممنوحة للقائد لمواجهة الموقف .ومنهم أيضا (ردن )الذي يقول إن عناصر الموقف تكون في وسائل وطرق تنفيذ العمل،
وغايات الجهاز التنظيمي ،والعنصر اإلنساني في التنظيم كالقائد والمرؤوسين .
ج -النظرية التفاعلية :جاءت هذه النظرية لتكون وسطا ً بين نظرية السماتـ التي ركزت على القائد ،ونظرية الموقف التي ركزت على
عناصر الموقف؛ وتقوم هذه النظرية -كما يقول المؤلف -على التفاعل الكلي بين عناصر العملية القيادية المتمثلة في شخصية القائد ،
واتجاهات وحاجات ومشاكل األتباع ،وعناصر الموقف.
أ) نظريتا ماكريجر (س) ،و (ص) ( )x. yحيث صنف المرؤوسين الذين يتعامل معهم القائد إلى صنفين تقدم الحديث عنهما .
ب -نظرية الشبكة اإلدارية :جاءت هذه النظرية نتيجة لألبحاث التي قام بها ( بليك) ،و(موتون) عام 1976م ،وتأثرت بدراسة جامعة
أوهايو ،وتقوم هذه النظرية على أن هناك بعدين للقيادة :بعد االهتمام بالعمل ،وبعد االهتمام بالعاملين ،ويتم قياس كل بعد على مقياس من
( ) 9درجات حسب درجات االهتمام ،يبدأ بصفر أي انعدام االهتمام ،وينتهي بالرقم ( )9قمة االهتمام بهذا البعد ،وأحد البعدين عمودي،
واآلخر أفقي.
ج -نظرية األبعاد الثالثة لـ( وليم ردن) قامتـ أيضا على نتائج دراسات جامعةـ أوهايو ،ويرى ( ردن) -كما ذكر المؤلف -أن هذه النظرية
تميز بين أنماط القيادة الناتجة عن أبعاد ثالثة هي درجة كفاءة القيادة في االهتمام بالعمل ،واالهتمام بالعاملين ،وكفاءة القيادة في إحداث
التأثير اإلداري أو عدمه.
د -نظرية المسار إلى الهدف :هذه النظرية قامتـ أوال -كما يقول المؤلف -على أفكار (مارتن إيفان) عام 1970م ،ثم طورها ( روبرت
هاوس ) في العام التالي .وتقوم هذه النظرية على فكرة أن القائد يوضح للعاملين معه الطرق التي يمكن أن توصلهم إلى أهدافهم
،والمسارات واألساليب المؤدية إلى ذلك ،وتتوقف فعالية القائد على ما يحدثه سلوكه ،ونمط قيادته من أثر على رضاء العاملين وتحفيزهم.
هـ -نظرية نضج األتباع :قام ( هرسي ) ،و (بالنشارد) بوضع وصف للوضع الذي يكون عليه المرؤوس من حيث عالقته باآلخرين ،
ورغبته في اإلنجاز والتحصيل وتحمل المسئولية ،ومستوى الخبرات والقدرات في مراحل معينة من عمله بالمنظمة .ووفقا ً لهذه النظرية
فان هناك حاجة لزيادة درجة نضج األتباع الوظيفي.
و -نظرية سلسلة نظم اإلدارة:وفقا لهذه النظرية -كما يرى (ليكرت) ،يتنقل القائد اإلداري بين أربعة نظم حسب الحاجه والموقف الذي
يواجهه في الواقع .فالقائد تارة ال يثق في أتباعه مما يولد لديهم الخوف نتيجة التهديد والعقاب ،وتارة يجد لديه بعض الثقة في مرؤوسيه،
مع االحتفاظ بصالحيات اتخاذ القرارات ومراقبتها ،مع أنه يعطى تفويضا بسيطا في التنفيذ ،وتارة يعطى القائد قدرا كبيراً من الثقة،
فيفوض عملية اتخاذ القرارات التنفيذية ،ويحتفظ لنفسه باتخاذ قرارات السياسة العامةـ للمنظمة ،وتارة ال يشك القائد في المرؤوسين،
ويشعر بالثقة العالية فيهم ،ولذلك فهو يتوزع معهمـ صالحية اتخاذ القرارات في كل المستويات اإلدارية كل حسب اختصاصه .
ز -نظرية أنماط القيادة :وفقا ً لهذه النظرية التي ظهرت على يد كل من (تننباوم) و(شمدت) عام 1958م ،فإن هناك سبعة أنماط قيادية
يتحرك خاللها القائد اإلداري؛ لكن هذه األنماط القيادية تتأثر ببعض العوامل مثل :العوامل الشخصية للقائد ،كالمعرفةـ والخبرة والقيم
والمعتقدات ،العوامل المتعلقة بالمرؤوسين كاالستقاللية والتحمل والمسؤولية والخبرة والمعرفة،ـ والعوامل المتعلقة بالظرف أو الموقف
التنظيمي كالمناخ التنظيمي ،وتكوين جماعات العمل ،والتكوين البيئي واالقتصادي واالجتماعي السائد في المنظمة .واألنماط القيادية التي
جاءت بها هذه النظرية هي :نمط يكون القائد هو المسيطر على األمور؛ فهو يتخذ القرارات .ونمط يتخذ فيه القرارات ويحاول شرحها
للمرؤوسين وإقناعهم بها .ونمط يقدم القائد أفكاره للمرؤوسين ويناقشهم ،ويطلب منهم األسئلة .ونمط يتخذ القائد فيه قرارات مبدأيه قابلة
للتغيير عند مناقشتها مع المرؤوسين .ونمط يتولى القائد فيه عرض المشكلة على المرؤوسين ،ويطلب منهم إبداء آرائهم واقتراحاتهم
عليها ،ومساعدته في اتخاذ قراره .ونمط يحدد فيه القائد للمرؤوسين الحدود العامة للقرار الواجب اتخاذه ،ويترك لهم مهمة دراسة
المشكلة ،واتخاذ القرار المناسب .ونمط يترك فيه القائد للعاملين الحرية في اتخاذ القرار حسب ما تمليه عليهم األنظمة والسياسة العامة
للمنظمة.
الفصل الرابع :بعنوان(القائد اإلداري المسلم):وقد قسمه المؤلف إلى ستة أقسام هي:
القسم األول :مقدمه:ذكر فيها أن للقائد اإلداري المسلم صفة تميزه عن غيره ،وبين أن اإلسالم اهتم بالقيادة منذ بزوغ فجره ،فنظر إلى
القيادة على أنها جزء هام من الطبيعة البشرية ،فهي تشكل النظام الذي ترتكز عليه حياة اإلنسان وتفاعله مع غيره من بني البشر.
القسم الثاني :ماهية القيادة في اإلسالم :وفي ذلك يقول المؤلف إن القيادة -كمفهوم إسالمي -ترتبط بالعقيدة اإلسالمية التي هي عبارة عن
مثل عليا يؤمن بها اإلنسان المسلم وتؤثر على كل تصرفاته وأعماله ،ثم بين المؤلف أن أهمية القيادة في اإلسالم تتضح من خالل اآليات
القرآنية التي وجه هللا سبحانه وتعالى رسوله فيها باالهتمام بالقيادة ،كما أكد ذلك المصطفى ( rال يحل لثالثة يكونون بفالة من األرض إال
أمروا عليهم أحدهم).
القسم الثالث :أنماط القيادة في اإلسالم :يقول المؤلف انه عند مراجعة الممارسات القيادية في اإلسالم وجد أنها تتراوح بين عدة نماذج
منها :القيادة المثالية ،والقيادة الحازمة ،والقيادة اللينة ،والقيادة المستبدة ،ثم فصل ذلك على النحو التالي :
-1القيادة النبوية ( القيادة المثلى ) .فهذا النمط يتمثل في ممارسات محمد rالقيادية ،وهو نمط مثالي ،ألن النبي rكان ال يتصرف إال بناء
على ما يوحى إليه .قال تعالى }وما ينطق عن الهوى .إن هو إال وحي يوحي{(النجم اآليتان .)5-3وذكر المؤلف أن الرسول rكان
يستشير أصحابه في األمور التي لم ينزل بها وحي مثل استشارته عليه السالم لألنصار في دخول معركة بدر ،واستشارته rللصحابه في
قضية أسرى بدر ...
-2نمط القيادة العمري ( القيادة الحازمة) يقول المؤلف كان عمر بن الخطاب -t -أبرز القادة المسلمين الذين ساهموا في تطوير الفكر
اإلسالمي في القيادة اإلدارية من خالل تبنيه أسلوب القيادة الحازمة؛ فقد كان أسلوبه القيادي يقوم على الشدة في غير عنف ،واللين في
غير ضعف.
-3نمط قيادة عثمان بن عفان ( -t -القيادة اللينة) يقول المؤلف كان عثمان بن عفان t- -في قيادته مرنا ً في تعامله مع الرعية حتى إن
البعض اعتبر ذلك ضعفا ً فمن لينه استجابته ألهل الواليات في عزل واليهم إذا طلبوا منه ذلك.
-4نمط القيادة الحجاجية ( المستبدة) وهذا النمط -كما يقول المؤلف -ينسب للحجاج بن يوسف الثقفي الذي تميز بالسلبية ،والتشدد
الصريح نتيجة التعصب العرقي والسياسي الذي ساد في العراق آنذاك ،وقد أسفر هذا التشدد عن قسوة وصرامة في التعامل مع اآلخرين
دون هوادة ،والتنكيل والتنديد بالمعارضين ،إال أن المؤلف أوضح أن هذا النمط ال يمكن أن ينسب للقيادة اإلسالمية كلية ،ولكنه نمط
ظهر في فترة الحكم اإلسالمي ،وتكرر وشاع استخدامه في الحضارة اإلسالمية .
القسم الرابع :أركان القيادة في اإلسالم :وهي -كما قال المؤلف -اإلسالم والتقوى ،والقوة واألمانة ،والعلم ،والعدل واإلنصاف.
القسم الخامس :أسس القيادة اإلدارية في اإلسالم وهي -كما ذكرها المؤلف -تكليف ومسئولية ،والشورى ،والقدوة الحسنة ،والفطنة
والواقعية ،و البر والرحمة ،واإلخالص.
القسم السادس:خصائص القائد اإلداري المسلم :وفيه ذكر المؤلف أهم خصائص القائد المسلم وهي :الفطرة السوية ،و توحيد الجهود
والعمل بروح الفريق ،و الثقة وعدم الشك ،والمحافظة على النظام واالنتظام ،وحب العمل واالنتماء إليه ،وتحقيق الهدف ،حسن الحكم
والتواضع ،والرحمة بالمرؤوسين ومحبتهم ،والعفو عند المقدرة ،الحزم والوسطية في التعامل ،الشجاعة والصبر وضبط النفس.
الفصل الخامس بعنوان القيادة التحويلية وإدارة منظمات القرن الحادي والعشرين)
القسم األول :المقدمة ،وفيها مهد المؤلف لهذا الفصل ،مبينا ً أهمية القيادة في إدارة التغيير ،كونه يمثل العامل المشترك في المتغيرات
العالمية المستقبلية.
القسم الثاني :عالمية القيادة اإلدارية ومسئولياتها في المنظمات الحديثة :أوضح المؤلف أنه لكي يصل القائد بمنظمته إلى مصاف
المنظماتـ العالمية فعليه القيام ببعض اإلجراءات الضرورية.
القسم الثالث :متغيرات وظروف منظماتـ القرن الحادي والعشرين :ذكر المؤلف هنا أن أهم تحديات القيادات العالمية ،وأهم ما يميز
العصر الجديد هو انفتاح االقتصاد العالمي ،وسيطرة التقنية على الصناعات والمنظمات واألعمال كافة،ـ ونمو السوق التنافسية في
مختلف القطاعات ،وتشجيع العمل الحر ،وتخفيض الرقابة الحكومية على المؤسسات،ـ والشك أن توجه القيادات نحو التغيير كان مطلبا
من متطلبات العصر الجديد المتفاعل مع الضغوط المحلية والعالمية ،ومن الضروري معرفة أهم العوامل التي دعت الى التغيير والتحول
العالمي كاستجابةـ للواقع.
القسم الرابع :التحديات التي أبرزها القرن الحادي والعشرون :أورد المؤلف عدداً من التحديات مثل :تحدي المنافسة ،وتحدي العولمة
،وتحدي االستخدام األمثل للموارد ،وتحدي الجودة الشاملة ،والتحديات التكنولوجية ،وتحدي اتخاذ القرار في عالم متغير .
القسم الخامس :القائد التحويلي وموقفه من التحديات المستقبلية :وهنا تحدث المؤلف عن القائد التحويلي ،فأورد تعريفا ً للهواري (
1999م) بأنه هو (القائد الذي يرفع مستوى العاملين لتحقيق اإلنجاز والتنمية الذاتية ،والذي يروج لعملية تنمية وتطوير المجموعات
والمنظمات ،ويستثير في األتباع الهمم العالية ،والوعي بالقضايا العالمية الرئيسية ،في الوقت الذي يعمل فيه على زيادة ثقتهم
بأنفسهم ).ثم بيّن أن القائد اإلداري في ظل األحوال المتغيرة وغير المستقرة ،وفي ظل الظروف المتطورة عندما تصبح المنظمة أمام
تحديات ومتغيرات عالمية ومحلية كبيرة فإن عليه -أي القائد -أن يعمل على تغيير موقفه وأسلوبه القيادي ،واستبداله بأسلوب تطوري
أكثر مرونة وإقباال على التغيير كي ال يفقد السيطرة على مجريات األمور في المنظمة.
القسم السادس :حاجة القائد التحويلي إلى التغيير :يقول المؤلف في هذا القسم إن على القائد التحويلي العمل على تحويل المنظمة ونقلها إلى
مصاف المنظماتـ العالمية المتطورة.
القسم السابع -:خصائص ومهام القائد التحويلي -:أورد المؤلف بعض الخصائص التي حددها كل من ( باس) ،و(بينس ) وهي :أنه
شخص ذو رؤية ورسالة ومعايير عالية وله جاذبية شخصية ،وذو شخصية إلهامية يشجع التابعين ويستثير فكرهم ،ويهتم باألشخاص،
ويرى القائد التحويلي أن المبرر لوجوده هو نقل الناس نقلة حضارية ،وللقائد التحويلي حضور واضح ،ونشاط بدني متفاعل ،ويتميز
القائد التحويلي بأنه مؤثر جداً في الناس عندما يحدثهم ،ويستشير هذا القائد أفكار التابعين وعقولهم ،هو دائما ً قادر على التعامل مع
الغموض والمواقف المعقدة ،ويسعى القائد التحويلي للوصول بأتباعه إلى تحقيق إنتاجية عالية ،وهو عنصر تغيير ،ومحب لألخطار
المحسوبة.
كما أورد المؤلف مهام القائد التحويلي التي حددها ( الهواري ) كما يلي :
إدراك الحاجة للتغيير ،وصياغة الرؤية والرسالة ،واختيار نموذج التغيير ومساراته،وتكوين االستراتيجية الجديدة لتحقيق الرؤية التي
رسمها ،والرسالة التي أعدها ،وتعبئة االلتزام من خالل ثقافة المنظمة ،إدارة الفترة االنتقالية .
القسم الثامن :عناصر عملية القيادة التحويلية :ذكر المؤلف عناصر القيــــادة التحويليـة التي حددها ( رينسمث) وهي -:إدارة التنافس
،وإدارة التعقيد ،وتكييف المنظمة مع التوجه العالمي ،وإدارة فرق العمل العالمية ،وإدارة المفاجآت وعدم التأكد ،وإدارة التعليم والتدريب
المستمر .
القسم التاسع :متطلبات ومهارات بناء القيادات التحويلية وهي الوعي الذاتي ،والقدرة على إدارة الذات ،والرؤية المستقبلية المتمركزة
حول مستقبل المنظمة ،والتعامل مع اآلخرين من خالل فهم ديناميكيات الجماعة ،واستيعاب متطلبات العولمة والتأقلم معها بشكل ال يؤثر
على المبادئ والقيم ،وتطوير أساليب االتصال ،وتدريب وتطوير وتحفيز العاملين ،وتطوير القدرة على التعلم عند المنظمة ،والتطوير
الذاتي عند الموظفين .ثم ذكر المؤلف بعض المهارات الالزمة للقائد التحويلي مثل -:القدرة على استيعاب التحوالت االقتصادية
والتحديات المستقبلية ،والقدرة على المبادأة واالبتكار واإلبداع ،والقدرة على مواجهة المواقف المتغيرة وإحداث التغيير والتطوير
اإلداري.
الفصل السادس :بعنوان (القائد اإلداري وفريق العمل) قسم المؤلف هذا الفصل إلى ستة أقسام علي النحو التالي :
القسم األول :المقدمة :تحدث المؤلف في المقدمة عن أهمية تفاعل الموارد البشرية لتحقيق أهداف التنظيمات المختلفة ،وقد أدى ذلك إلى
اعتبار أن اإلدارة هي أداء العمل عن طريق اآلخرين ،ومع تطور أساليب العمل وتقنياته ومتطلباته ثبت من خالل الدراسات اإلدارية أن
القائد ال يستطيع أن يؤدي العمل من خالل اآلخرين إن لم يعمل معهم بشكل مباشر من خالل فريق.
القسم الثاني:مفهوم فريق العمل وأنواعه :بين المؤلف في هذا القسم أن التطور التنظيمي في كثير من منظمات العصر الحاضر أصبح
يتخذ شكل التنظيم األفقي الذي يقوم على أساس التنظيم الشبكي وتنظيم فريق العمل ،واصبح العمل في منظماتـ اليوم يتوقف على التفاعل
بين أفراد المنظمة بما فيهم القائد الذي يتولى إدارة وتنسيق ذلك التفاعل ،ثم أورد بعض أنواع فرق العمل مثل :فريق اإلنجاز،وفريق حل
المشكالت ،وفريق التطوير ،و الفريق الرسمي،و الفريق غير الرسمي .
القسم الثالث :دور القائد التحويلي في فريق العمل :يقول المؤلف .إن نجاح فريق العمل يتوقف على ما يبذله القائد من جهود للقيام بدوره
على الوجه المطلوب.
القسم الرابع :مراحل تطوير فريق العمل :ذكر المؤلف اكثر التصنيفات شيوعا ً وهو تصنيف ( موكسون) .فيرى أن الفريق يمر بأربع
مراحل هي :مرحلة التكوين ،وفيها يشعر األعضاء بالحماسـ والتفاؤل والخوف من الفشل والتطلع الممزوج بالقلق نحو المستقبل ،وهنا
تسود بينهم العالقاتـ الرسمية ،ومرحلة العصف ،وفيها يغلب على األعضاء الشعور باختالف وجهات النظر ،والرفض والمقاومة لبعض
اآلراء ،ومرحلة وضع المعايير يبدأ األعضاء االنضمام الى الفريق لتحقيق الهدف المشترك براحة نفسية ،ويسود سلوك الصراحة
وتسوية الخالفات،ـ وبناء عالقات شخصية متميزة ،ومرحلة األداء ،وفيها يبدأ الفريق ممارسةـ عمله فعلياً ،منطلقا ً من شعور عال بالرضا
والثقة بالنفس وباآلخرين ويقوم سلوك األعضاء هنا على التعاون.
القسم الخامس :المهارات الالزمة لفريق العمل :ذكر المؤلف المهارات التالية :االتصال الفعال ،واالستطالع اإليجابي ،والتغذية الراجعة،
وإدارة الخالف بين أعضاء الفريق.
القسم السادس:خصائص فريق العمل الفعال-:أورد المؤلف في هذا القسم أهم خصائص فريق العمل الفعال وهي :القيادة المشاركةـ ،
واالتصال المفتوح ،والبيئة الودية ،وإدراك أهداف الفريق المشتركة ،وفهم وتوضيح المهام واألدوار ،والمشاركةـ في جميع أعمال
الفريق ،والتحضر في التعامل مع الخالف ،واالتفاق الجماعي في اتخاذ القرارات ،والتقييم الذاتي وتنويع األساليب.
الفصل السابع :بعنوان( :القائد اإلداري واألساليب اإلدارية الحديثة) قسم المؤلف هذا الفصل إلى خمسة أقسام نعرضها كما يلي :
القسم األول :المقدمة :وضح المؤلف في المقدمة أهمية أن يعرف القائد باألساليب اإلدارية الحديثة ،وكيفية تعامله معها ،والعمل على
االستفادة منها في تحويل المنظمة.
القسم الثاني :القائد اإلداري واإلدارة باألهداف :تحدث المؤلف في هذا القسم عن اإلدارة باألهداف وتطورها التاريخي ومقومات نجاح
هذا األسلوب؛ فأشار إلى أن ظهور اإلدارة باألهداف كان على يد المفكر األمريكي (بيتر دركر) في بداية النصف الثاني من القرن
العشرين ،وبيّن المؤلف أن هذا األسلوب يقوم على أن يرسم الموظف أهداف وظيفة القائد كما يراها ،وأهداف وظيفته ،ثم يناقش تلك
األهداف مع القائد ووضعها في اتفاق نهائي.
القسم الثالث :القائد اإلداري وإدارة الجودة الكلية -:ذكر المؤلف في هذا القسم أن إدارة الجودة هي أسلوب حديث أثبت فاعليته في تطوير
المنظماتـ ونشأ هذا األسلوب على يد األمريكي ( إدوارد ديمنج) :وتقوم فكرة هذا األسلوب على بناء ثقافة تنظيمية عميقة الجودة ترتكز
على فلسفة خدمة العميل وأداء العمل بشكل صحيح من أول مرة.
القسم الرابع :القائد اإلداري وإعادة هندسة نظم العمليات اإلدارية (ا لهندرة) :يقول المؤلف إن هذا األسلوب الحديث جاء كحل شامل
للعديد من المشاكل المتكررة التي تواجهها بعض المنظمات ،وهي تعني البدء من الصفر ،وليس اإلصالح والترميم للوضع القائم.
القسم الخامس :القائد اإلداري وإعادة اختراع الحكومة :يقول المؤلف في هذا الصدد ظهر هذا األسلوب في العصر الحديث ،ويقوم على
عملية إدخال تغييرات جذرية في أعمال الحكومة وأساليب إدارتها ألنشطتها.
الفصل الثامن :بعنوان (مهارات القيادة اإلدارية الحديثة) :قسم المؤلف هذا الفصل إلى ثمانية أقسام هي :
القسم األول :مقدمة؛ وفيها أكد المؤلف على أهمية المهارات والخصائص التي حددتها نظرية السماتـ رغم ظهور العديد من النظريات.
القسم الثاني :القائد اإلداري وإدارة الذات :وهنا يؤكد المؤلف أن القائد ال يمكن أن ينجح في التعامل مع اآلخرين وقيادتهم ما لم يكن
ناجحا ً في تعامله مع نفسه ،وحدد مفهوم إدارة الذات بأنها :قدرة القائد الشخصية على التعامل مع نفسه بما يتعامل به مع اآلخرين
ومعرفته بقدراته ومهاراته واستغاللها بفعالية .
القسم الثالث :القائد اإلداري وإدارة الوقت :وهنا وضح المؤلف مفهوم إدارة الوقت -كما حــددها ( البرعي وعابدين -)1408بأنها توفير
واستغالل وقت العمل الرسمي للتركيز على النشاطات التي تجعل من المدير قائداً فعاالً ،ومن المسؤولين اآلخرين كالموظفين والعمال
أشخاصا يسعون إلى اإلنجاز بكفاءة وإنتاجية عالية وإخالص وأمانة .بعد ذلك ذكر المؤلف أهم سبل إدارة الوقت بفاعليه مثل تخطيط
الوقت والمهام بدقة ،وإدارة المكتب بفاعلية ،وحسن استخدام التفويض ،وإدارة االتصال الفعالة ،واستثمار الوقت كمورد ناضب.
القسم الرابع :القائد اإلداري وإدارة التغيير :في هذا القسم بدا المؤلف بتحديد معنى إدارة التغيير بأنها :التدخل المنظم الذي يقوم به القائد
أو يشرف عليه إلحداث تغيير مدروس ومخطط في عناصر العمل التنظيمي ،بحيث يكون موجها ً نحو غايات معينة ،ثم التحكم في مساره
وأهدافه وطريقة تنفيذه .بعد ذلك تحدث المؤلف عن أهم أبعاد التغيير مثل أن يقرر القائد هل يكون التغيير سريعا ً أم بطيئا ومدى الحاجة
للتغيير ،وهل التغيير يكون شامالً أم جزئيا ،وما هو التغيير المطلوب هل هو سلوكي أو معنوي .ثم بين المؤلف مراحل التغيير التي
تبدأ بالتشخيص ثم وضع خطة للتغيير تشمل التهيئة لقبول التغيير وتنفيذ عملية التغيير وتنتهي المراحل بالمتابعة التصحيحية .
القسم الخامس :القائد اإلداري وإدارة ضغوط العمل :حيث حدد المؤلف مفهوم ضغوط العمل بأنها تلك المثيرات النفسية والفسيولوجية
التي تضغط على الفرد ،وتجعل من الصعب عليه أن يتكيف مع المواقف ،وتحول دون أدائه عمله بفعالية .
ثم ذكر بعض أسباب ضغوط العمل مثل صراع الدور وغموضه ،والعبء الوظيفي ،والحوافز واألجور ،وبيئة العمل وطبيعته ،وضعف
المشاركةـ في اتخاذ القرار .بعد ذلك أوضح المؤلف أهم أساليب إدارة الضغوط على مستوى الفرد ،مثل الفزع الى هللا سبحانه وتعالى ،
وتعديل بناء الشخصية لدى الفرد ،وإدارة الوقت بفعالية ،ومواجهه الصراع في بيئة العمل بإدراك وجود المشكلة ،والقيام ببعض
التمارين البدنية مثل تمارين التنفس واالسترخاء العضلي ،وطلب المساعدة من المختصين في معالجة الضغوط .
أما على مستوى المنظمة فيقول المؤلف على القائد تبني عدد من األساليب مثل :استخدام أساليب اإلدارة الحديثة ،وإدارة ثقافة المنظمة بما
يضمن تعزيز رضا األفراد ،وإقرار مبدأ المشاركة في وضع الخطط والسياسات اإلدارية ،وفي االجتماعاتـ واللجان ،وإعادة تصميم
الوظائف لتكون ذات معنى وذات استقاللية ،واإلشراف الفعال الذي يضمن تحقيق أهداف المنظمة ورضا الموظفين.
القسم السادس :القائد اإلداري وإدارة الصراع :يقول المؤلف هنا يقصد بالصراع ذلك السلوك الفردي أو الجماعي الذي يحدث في
المنظمة ،ويؤدي إلى منع أو إعاقة فرد أو جماعه في التنظيم من تحقيق أهداف معينة ،ثم ذكر المؤلف بعض أسباب الصراع وهي:
أسباب سلوكية مثل تفاوت الصفات الشخصية كالقيم والمعتقدات واالتجاهات ،والمستوى الثقافي والعمر ،واختالف اإلدراك
واالتجاهات ،واالختالفات الفردية الشخصية ،وتعدد التنظيمات غير الرسمية والعالقاتـ االعتمادية ،وصراع الدور. ،وأسباب تنظيمية
مثل -:التداخل بين أنشطة المنظمة ،وعدم تحديد الصالحيات ،والمسؤوليات المناطة بالعاملين في المنظمة ،ومعوقات االتصاالت ،
والتنافس على الموارد ،وتباين المصالح واألهداف ،واختالف ثقافاتـ العاملين ،وتسلط اإلدارة .بعد ذلك أورد المؤلف أهم أساليب إدارة
الصراع مثل توفير إمكانية المشاركةـ في صنع القرار ،وتجزئة الصراع ،وتقليص أهميته لتسهل معالجته ،وإيضاح األهداف ووسائل
تحقيقها عن طريق توزيع خطوات التنفيذ ،وتحديد األدوار بشكل واضح ودقيق ،وبناء وتعزيز الثقة بين العاملين ،واالستعانة بالجهات
االستشارية إلجراء الدراساتـ وتدريب العاملين ،وموضوعية وعدالة القوانين التي تحكم العالقة بين الموظفين واإلدارة .
القسم السابع :القائد اإلداري وإدارة اإلخفاق :وهنا أكد المؤلف أن على القائد اإلداري -للنجاح في إدارة اإلخفاق -اتخاذ عدد من
اإلجراءات لمواجهة مواقف اإلخفاق والفشل مثل :توقع حدوث األخطاء واإلخفاقات ،والمبادرة إلى تحليل الخطأ أو الفشل لمعرفة أسبابه
وكيفية عالجه ،ووضع خطة عالجية مفصلة لمواجهة اإلخفاق ،وأن يشرك القائد مرؤوسيه في تحليل مواطن الخلل ،واالستفادة من
األخطاء ،ومن مواضع اإلخفاق كدروس تدريبية ،وعدم اليأس وبث الروح المعنوية العالية عند المرؤوسين .
القسم الثامن :القائد اإلداري وإدارة االجتماعات :يقول المؤلف تعتبر االجتماعات أهم األنشطة التي يمارسها القادة اإلداريون .وللتعرف
على أفضل سبل إدارة االجتماعات،ـ فعلى القائد أن يعرف أوال ما هي أهم أسباب عدم فعالية االجتماعاتـ ،ثم أكد المؤلف أهمية امتالك
القائد لبعض المهارات الشخصية مثل :تشجيع المشاركة التدريجية في نقاش موضوعات االجتماع ،وإفساح المجال للجميع ،وإعطاء
الفرصة لذوي الخبرة والمعرفة لإلجابة على تساؤالت االجتماع ،واستخدام صيغة األسئلة المفتوحة ،واالبتعاد عن المجادلة ،والبعد عن
التضخيم وتوقع المستحيل .
الفصل التاسع :بعنوان ( مشكالت وتنمية وتحديات القيادة اإلدارية) قسم المؤلف هذا الفصل إلى أربعة أقسام هي :
القسم األول :المقدمة :وتحدث فيها عن أهمية تحول المنظمات نحو النموذج العالمي لمواجهة المشاكل الذاتية عند القادة اإلداريين من
خالل تنمية القدرة التحويلية لديهم ،وتطوير قدراتهم على إحداث التغيير الالزم في منظماتهم .
القسم الثاني :مشكالتـ القيادة اإلدارية :تحدث المؤلف فيه عن أهم مشكالتـ القيادة في الوطن العربي مثل البيروقراطية المترهلة ،
وجمود األنظمة واللوائح ،وعدم قدرة القيادات اإلدارية على نقل واستخدام التكنولوجيا ،والبيئة المادية والتنمية الخرسانية ،والقيم
واالنتماءات االجتماعية ،والضغوط الداخلية والخارجية ،وعدم كفاءة القيادات اإلدارية ،واالنغالق الثقافي ،واالنحراف اإلداري
األخالقي .
القسم الثالث :تنمية وتطوير القيادة اإلدارية :وفي هذا القسم أشار المؤلف الى أهم سبل تطوير القيادات اإلدارية مثل تأهيل القيادات
اإلدارية وتطوير وتدريب القيادات اإلدارية ،وحسن اختيار وتعيين القيادات اإلدارية .
القسم الرابع :التحديات المعاصرة والمستقبلية :تحدث المؤلف في هذا القسم عن أهم التحديات التي تواجه القيادات اإلدارية في العصر
الحاضر مثل :ظاهره العولمة ،والمهارات الشخصية الفكرية واإلنسانية والفنية ،والتطور التقني ،والتحدي الريادي ،والتحدي
األيديولوجي .
في الختام يسرني أن اخلص إلى أهم اإليجابيات الكبيرة التي حواها الكتاب وبعض المالحظاتـ الصغيرة على النحو التالي :
أهم اإليجابيات
-4استطاع المؤلف أن يبتعد عن الطرح التقليدي لموضوع القيادة اإلدارية وقدم رؤية مستقلة .
بعض المالحظات
-1كنت أتشوق إلى أن يطرح المؤلف أهم الفروق بين القيادة واإلدارة ،ثم يوضح من هو القائد ومن هو المدير .
-2ال أرى فرقا بين أساليب القيادة وأشكال القيادة التي أوردها المؤلف.
وهذه المالحظات ما هي إال وجهات نظر ال تقلل من اإليجابيات الكبيرة التي احتواها هذا الكتاب الجدير باالقتناء والقراءة لكل ممارس
وطالب ومعلم في هذا الحقل
للمزيدhttp://www.hrdiscussion.com/hr5046.html#ixzz19y8I4nXy :
إلبداع واالبتكاراالبتكار
ومنهم عاملون ،على درجات متفاوتة في الجد والدأب والمثابرة ،لكنهم نمطيّون تقليديّون ،ال يملكون القدرة على تحسين الواقع وتقديم
الجديد ،فهم يك ّررون أنفسهم ،ويؤ ّدون إلى زيادة في اإلنتاج.
وإذا كان وجود القاعدين الكسالى ضارّ اً بالمجتمع ،فإن وجود العاملين ،ال سيّما أصحاب الج ّد والدأب … ضروري ال تقوم الحياة
بدونه .
لكن ثمّة فريقا ً ثالثا ً ،عليه مدار التجديد والتحسين .إنه فريق المبدعين ،الفريق الذي ال يكتفي بالتعامل مع ما هو موجود ،وال بتكراره
والسير على األنماط المألوفة ،بل يملك النزوع نحو التغيير والقدر َة عليه ،فإذا كان تغييراً نحو األحسن فهو اإلبداع ،وأصحابُه صنف
نادر في الحياة ،وعليه المعوّ ل في تحويل تيّار المجتمع نحو األفضل .
وإذا كان وجود المبدعين مه ّما ً في كل ظرف ،فإنه في ظروف الضعف والركود واإلحباط … يكون وجودهم في غاية األهمية ،إذ ال
مخرج من األزمات إال بوجود أصحاب المواهب والكفاءاتـ المتميّزة .
حين نقرأ عن أبي األَسْ َود الد َُّؤ لي الذي بدأ بوضع قواعد النحو ،والخليل بن أحمد الفراهيدي الذي استنبط بحور الشعر العربي ،واإلمام
الشافعي الذي وضع أول كتاب في أصول الفقه ،وابن خلدون الذي أرسى قواعد علم االجتماع ،وابن الهيثم ونظرياته في علم الضوء ،
وابن النفيس في اكتشافه للدورة الدموية الصغرى … وحين نقرأ عن نيوتن وغاوس وآينشتاين الذين أبدعوا في الرياضيات والفيزياء …
فإننا نتحدّث عن أنماط فريدة ،لم يكن إنتاجها مجرّ د تكرار أو تجميع ،بل هو تحويل للتيار ،ك ٌّل في ميدان عمله وإنتاجه .
وليس المراد أن يأتي المبدع بشيء جديد منقطع عما قبله ،بل أن يبني على ما سبقه ويأتي بالمزيد ،ويكون إبداعه بمقدار حجم هذا
المزيد ونوعه وقيمته .
ومع هذا يمكن التمييز بين إبداع كلّي وإبداع جزئي .فاإلمام الشافعي مثالً وجد أمامه نتاج فقهاءـ مجتهدين ا ّتبعوا قواعد معينة في
اجتهادهم فكان له فضل السبق في استنباط هذه القواعد وضبطها … ثم جاء مِنْ بعده أصوليّون تقدّموا خطوات أخرى في علم األصول
إبداع أعمق وأشمل .
ٍ فكان لهم إبداعات ب َقدَ ر ،وكان له فض ٌل في
ومثل هذا يقال في اإلبداع في أي مجال من مجاالتـ اللغة واألدب واإلدارة والسياسة والفيزياء والتكنولوجيا والطب والصيدلة …
قد يع ّد االبتكار إنتاج أي شيء جديد ،من حل مشكلةـ ،أو تعبير فني .والجدّة هنا أمر نسبي ،فما ي َُعد جديداً بالنسبة لفرد قد يكون معروفا ً
لدى آخرين .والطفل في كثير من ألعابه مبتكر أصيل ،وكذا من يخترع جهازاً أو يضع نظاما ً اجتماعيا ً أو اقتصاديا ً جديداً .
وأما اإلبداع فهو حالة خاصة من االبتكار وذلك حين يكون الشيء الجديد جديداً على الفرد وغيره.
وكثير من الباحثين يجعل اإلبداع واالبتكار مترادفين ،إذ العبرة بوجود السماتـ العقلية والنفسية التي تؤهل صاحبها لإلتيان بالجديد .
ونحن سنعتمد في هذا البحث ترادف الكلمتين .فنقول :اإلبداع أو االبتكار هو النشاط الذي يقود إلى إنتاج ي ّتصف بالجدّة واألصالة والقيمة
بالنسبة للمجتمع .
مستويات اإلبداع :
وبديهي أن اإلبداع على مستويات شتى ،منها البسيط الذي يقدر عليه كثير من الناس ،ومنها المتوسط الذي تقدر عليه قلة من البشر ،
ومنها العالي الذي ينتجه العباقرة .
قد تقرأ قصيدة لشاعر عادي فتجد في أحد أبياتها صورة شعرية جديدة ،وقد تجد شاعراً محلّقا ً يهز مشاعرك ويأخذ بأحاسيسك وأنت
ومعان وتعبيرات فائقة .
ٍ تحلّق معه في صور
وفي تقويم أي عمل إبداعي أو شخصية مبدعة ينظر إلى توافر عناصر اإلبداع األساسية وهي :المرونة والطالقة واألصالة
فأما المرونة فتعني سيولة المعلومات المختزنة ،وسهولة استدعائها وتنظيمها وإعادة بنائها والنظر إلى المسائل من زوايا عدّة .
وأما الطالقة فهي غزارة اإلنتاج ،وسرعة توليد وحدات من المعلومات ،كإعطاء كلمات تتفق مع معنى ما ،أو تضاده ،أو تربط جزءاً
بكل .والطالقة تقارب مفهوم التفكير المتشعب .
وأما األصالة فتعني التفرد بالفكرة .وال يقصد بذلك أن تكون الفكرة منقطعة عما قبلها ولكن صاحبها زاد فيها شيئا ً ،أو عرضها بطريقة
جديدة ،أو وصل إلى نظرية تنتظم أفكاراً متفرقة قال بها آخرون ،فالخليل بن أحمد مبدع حين استنبط قواعد الشعر التي كان يمارسها
الشعراء ،واإلمام الشافعي أبدع في استنباط قواعد أصول الفقه التي كانت مختزنة في عقول الفقهاء ،وماندلييف أبدع في نظم جدول
التصنيف الدوري للعناصر التي كانت معظم خواصها معروفة من قبله ،وفتحي الدريني أبدع حين وضع نظرية التعسف في استعمال
الحق ،مع أن الفقهاء منذ القديم كانوا يح ّكمون هذه النظرية في كثير من األحكام ...
وتعني األصال ُة في النهاية أن تكون الفكرة المبدعة جزءاً من شخصية المبدع .
وبعض علماء النفس يزيد على عناصر اإلبداع الثالثة المذكورة ،عناصر أخرى مثل الفائدة ( بأن يكون الشيء الجديد مفيداً للمجتمع ) ،
والقبول االجتماعي بأن يكون موافقا ً لقيم المجتمع .
لكن مثل هذين العنصرين يبقيان محل جدل ،فقد ال تدرك فائدة الجديد إال بعد حين ،وقد يكون هذا الشيء مفيداً في مجال وضاراً في
مجال ،وقد يكون مرفوضا ً من المجتمع اليوم ،مقبوالً غداً ،أو مرفوضا ً في مجتمع مقبوالً في مجتمع آخر ...
ومن خالل ما ذكرنا يكمن الوصول إلى أن لالبتكار واإلبداع مجاالت شتى كاألدب وفنونه ،والفقه وأصوله ،واالقتصاد ،والكيمياء ،
والعسكرية ،وعلوم اللغة ،والرسم والموسيقا ...
ولكل مجال مقاييسه وخصوصياته ،وإن كانت المقاييس في الفنون واآلداب أقل تحديداً ،وأصعب ضبطا ً .
حظي االبتكار بدراسات كثيرة في النصف الثاني من القرن العشرين ،ف َه و ،في أرفع مستوياته ،من أهم الصفات اإلنسانية التي تغير
التاريخ ،فالمجتمع ال يمكن تغييره تغييراً نوعيا ً عبر التخطيط ،بل عبر أعمال المبدعين .
يشير كونانت conantـ ( ) 1964إلى أهمية المبدعين فيقول " :إن عالما ً واحداً من المرتبة األولى ( أي من المبدعين ) ال يعوضه
عشرة رجال من الدرجة الثانية في العلوم .إنه لعديم الجدوى أن يسند إلى رجل من الفئة الثانية مهمة حل مشكلةـ من المستوى األول " .
الموهوبون نوعان :نوع يتميز أفراده بقدرات إبداعية ،ويغلب عليهم أسلوب التفكير التشعبي ،أي القدرة على توجيه تفكيرهم في
اتجاهات ع ّد ة ،وقد تتصادم نتائج تفكيرهم مع أعراف المجتمع وقيمه وأنظمته ...وقد ال يكونون من المتفوقين في مقاييس الذكاء العام أو
مقاييس التحصيل الدراسي ،وقد يصعب التعامل معهم في المؤسسات المألوفة .
ونوع يتميز بذكاء مرتفع ،ويغلب عليه أسلوب التفكير الال ّم ،أي التفكير المر ّك ز حول مناهج دراسية ،وأساليب إدارية مقررة ،وقواعد
أخالقية واجتماعية سائدة .
وكال النوعين ،إذا اقترن بالدأب والج ّد والمثابرة ،أو توافر فيه الدافع والمزاج ،فإنه يؤدي إلى نتائج إيجابية رفيعة ،إما في مجال
اإلبداع ،وهو النوع األول ،أو مجال التفوق الدراسي وما يتبعه من النجاح في معظم المؤسسات الرسمية والخاصة ...وهو النوع الثاني
.
إن االرتباط بين الذكاء العام وبين اإلبداع ارتباط ضعيف .لذلك يجب البحث عن الصفات الشخصية األخرى للمبدعين .
وإن مقاييس الذكاء ،والتفوق الدراسي ،والشهادات األكاديمية ...ال تصلح لكشف القدرات اإلبداعية .
والمراد به إتاحة الفرصة لإلنسان كي يفكر بعيداً عن أي ضغط أو مؤثر سلبي ،ليُخرج كل ما عنده بطالقة تامة ...بل قد ال يكتفى
بإتاحة الفرصة ،فيزاد على ذلك إيجاد نوع من اإلثارة التي تح ّفز التفكير الطليق التشعبي التباعدي .
والهدف من العملية هو كشف اإلبداع الكامن ،وإظهار الحل المبدع للمشكلة .
في المثال التالي بيان لمعنى عناصر اإلبداع :المرونة والطالقة واألصالة ومعنى العصف الذهني الذي قد يأتي بنتائج باهرة لكنها غير
متوقعة ،وغير منسجمةـ مع األساليب المألوفة .وهو مثال من عالَم الفيزياء :
في امتحان الفيزياء في جامعةـ كوبنهاجن بالدانمارك ،جاء أحد أسئلة االمتحان كالتالي :كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام
الباروميتر ( جهاز قياس الضغط الجوي ) ،كانت اإلجابة الصحيحة :هي بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح األرض وسطح
ناطحة السحابـ .
إحدى اإلجابات استفزت أستاذ الفيزياء ،وجعلته يقرر رسوب صاحب اإلجابة بدون قراءة بقية إجاباته على األسئلة األخرى .
كانت اإلجابة المستف ِّز ة هي :نقوم بربط الباروميتر بحبل طويل ،وندلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر األرض .
غضب أستاذ المادة ألن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له عالقة بالباروميتر أو الفيزياء .
تظلم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة %100وحسب قوانين الجامعة ،فقد عُين خبير للبت في القضية .
أفاد تقرير الخبير أن إجابة الطالب صحيحة لكنها ال تدل على معرفته بمادة الفيزياء ،وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى إلثبات معرفته
العلمية ،فت ّم إحضار الطالب أمام الخبير ،الذي أعاد طرح السؤال نفسه شفهيا ً ،ف ّكر الطالب قليالً ،وقال " :لدي إجابات كثيرة لقياس
ارتفاع الناطحة وال أدري أيها أختار " .فقال الح َكم " :هات كل ما عندك " .فأجابـ الطالب :
يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على األرض ،ويُقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى األرض ،وبالتالي
يمكن حساب ارتفاع الناطحة ،باستخدام قانون الجاذبية األرضية ،وعندما تكون الشمس مشرقة ،يمكن قياس طول ظل الباروميتر
وطول ظل ناطحة السحاب ،فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين ،أو إذا أردنا حالً سريعا ً يريح عقولنا ،
فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة " :سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية إذا
قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة " ؟ .أما إذا أردنا تعقيد األمور ،فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على
سطح األرض وأعلى ناطحة السحابـ باستخدام الباروميتر .
الح َك م ينتظر اإلجابة األخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء ،بينما كان الطالب يعتقد أن هذه اإلجابة هي أسوأ اإلجابات
كان َ
ألنها األصعب ،واألكثر تعقيداً .
بقي أن نقول :إنّ اسم هذا الطالب هو " نيلز بور " ،وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء ،بل إنه الدانمركي الوحيد الذي نال جائزة نوبل
في الفيزياء .
مقار َن ًة مع مجموعة
َ تقوم الدراسة اإلحصائية لشخصيات المبدعين على دراسة كل صفة عقلية أو نفسية من الصفات المتوقع تأثيرها ،
ضابطة ،بشرط أن يكون أفراد المجموعة الضابطة من المستوى العلمي أو التخصصي نفسه ،كأن تقاس تلك الصفات لدى كيميائي مبدع
وآخر عادي ،وكالهما يحمل الشهادات الدراسية نفسها ،والدرجة العلمية ذاتها ،وكذا تقاس لدى كاتب للقصص الخيالي مع قصاص آخر
...وهما يحمالن الشهادة الدراسية ذاتها .
ونتيجة الدراسة اإلحصائية تلك تبين أن هناك زمرتين من الصفات الشخصية للمبدعين :الصفات العقلية ،والصفات النفسية والمزاجية .
أساس اإلبداع هو التفكير التباعدي أو التشعبي ،وعناصره األساسيةـ ثالثة هي :المرونة واألصالة والطالقة .وهنا نستعرض عوامل
وجوده .
)1الذكاء :
قد يبدو أن الذكاء الحاد واإلبداع متالزمان ! والحقيقة إن االرتباط بينهما ليس كما نتصور ،والعالقة بينهما تحتاج إلى توضيح وتفصيل .
إذا اعتبرنا الذكاء قدرة عقلية عامة فهو يختلف عن اإلبداع ،وإن كان يرتبط به ،ألن اإلبداع عملية أكثر تحديداً وأكثر خصوصية من
الذكاء ،كما أن اإلبداع ليس جزءاً من الذكاءـ وإن كان مرتبطا ً به .
فقد تبين باالستقراء والمالحظة والبحث العلمي أن األذكياء جداً ليسوا مبدعين دائما ً ،وأن المبدعين ليسوا دائما ً من األذكياء جداً ،فمن
يحصل على عالمات مرتفعة جداً في روائز الذكاء ليس دائما ً من المبدعين ،وكذلك لم يحصل المبدعون على الدرجات العالية جداً في
روائز الذكاءـ .
مع هذا كله ،وُ جدت عالقة بين الذكاء واالبتكار في المستويات العليا جداً ،وعندئذ يجتمع االتزان النفسي ،واالستقامة السلوكية والنتائج
العبقرية ،وهو ما كان عند أئمة وقادة عظام كأبي بكر وعمر ،وخالد والمثنى ،وأبي حنيفة والشافعي ،وأبي األسود الدؤلي والخليل ،
والشاطبي وابن خلدون ،وحسن البنا وسيد قطب ...
ويبدو أنه عندما ال يكون للذكاءـ أهمية ظاهرة في عملية االبتكار فإن خصائص الشخصية األخرى ،النفسية والمزاجية ،تتدخل بشكل
حاسم .
الذكاء شرط لإلبداع ،فال بد من حد أدنى مقبول لحدوث اإلبداع ،فإذا تحقق هذا الشرط فإن اإلبداع يتوقف على عوامل أخرى عقلية
ونفسية .
والبد من مالحظة اختالف هذا الحد األدنى للذكاء بين ميدان وآخر من ميادين اإلبداع .
مثالً :لوحظ أن درجة الذكاءـ المطلوبة في اإلبداع التقني ،كاختراع األجهزة ،درجة قليلة نسبيا ً بالقياس إلى الدرجة المطلوبة في العلوم
الفيزيائية والرياضية .
وكذلك فدرجة الذكاء المطلوبة في اإلبداع األدبي درجة عالية نسبيا ً أمام الدرجات المطلوبة في ميادين اإلبداع التعبيري األخرى كالرسم
والتمثيل ،وأمام الدرجات المطلوبة في اإلبداع العلمي والتقني.
والمراد منها حساسية الفرد لوجود مشكلة تثير التفكير تتطلب حالً .وفي اإلبداع العلمي خاصة يتوقف نجاح الفرد إلى حد كبير على
قدرته في طرح األسئلة ،وعلى نوع هذه األسئلة.
وكثير من هذه المواقف ال يجد فيه اإلنسان العادي مشكلة ،بينما يرى فيه آخرون مشكلة ،وذلك الختالف معايير كل إنسان وموازينه
وطريقة تفكيره ومستوى هذا التفكير ،واهتماماته ودوافعه .
وهي قدرة الفرد على توجيه فكره في أكثر من اتجاه في الوقت نفسه ( أي قدرته على التفكير التشعبي أو التباعدي ) ،وهو أمر تزداد
صعوبته كلما ازداد عدد العناصر التي يتعامل معها العقل أثناء التفكير .
وصرْ ف
يجب أن تكون األفكار صالحة ومقبولة حتى تكون مفيدة ،وإذا غاب التقويم كانت األفكار محتوية على جزء كبير غير مناسبـ َ ،
الجهد العقلي في معالجة هذا الجزء تضييع للوقت ،وتعويق لإلبداع .
لكن درجة الضبط يجب أال تكون كبيرة بحيث ّ
تؤث ر على عناصر اإلبداع األساسية ( المرونة والطالقة واألصالة ) وإال كانت جموداً
و ُع ْق َم تفكير ،وقد تمنع الفرد من التفاعل مع العناصر بشكل أصيل .وإن مشكل َة أن يكون التقويم سببا ً في تعويق الدماغ ،كانت عامالً في
ظهور طريقة خاصة في تدريب اإلبداع سمّيت ( العصف الذهني ) .
من أبرز الصفات النفسية عند المبدعين صفة االعتماد على النفس والثقة الزائدة بها ،والتحفظ والعزلة ورقة القلب والحساسيةـ والتفكير
المستقل ،والبصيرة النفسية ،وضعف األنا األعلى ( أي االنتساب إلى المجتمع ) .
االبتكار – بعكس الكفاءة في األعمال التقليدية – ليس بالضرورة مرغوبا ً به في كثير من المهن واألعمال ،ألن صاحبه واثق من نفسه
جداً ،ويتصرف بأسلوب مفاجئ ،وقد ال يلتزم بالمعايير ال ُخلُقية واالجتماعية ( وخاصة إذا كان االبتكار في ميادين الفنون واآلداب ) .
وي ّت سم المبدعون من األدباء إلى سمة يمكن تسميتها بالبصيرة النفسية أو التقمص الوجداني .وهي تعني قدرة األديب أو الفنان على فهم
شخصيات اآلخرين ،والشعور بمشاعرهم ،والتوحد مع الموضوع ،وهذه القدرة تختلف عن المشاركةـ الوجدانية التي تعني التعاطف .
الفنان المبدع إذاً يحس بمشاعر اآلخرين ،وينظر إلى األحداث من خالل عيونهم ،ويدرك دوافع سلوكهم ...وقد يدين في أثناء ذلك ،أو
في نتيجته ،تلك الدوافع .
كما ينشأ عن البصيرة النفسية لدى المبدعين من األدباء والفنانين :االتجاه الجمالي الذي يعني االلتقاط الحساس ألي تناسق أو عنصر
معان ال يدركها اإلنسان العادي ،لكن اإلنسان العادي عندما يطلع عليها في أعمال الفنان أو
ٍ جمالي يقع في مركز االنتباه ،واستقراء
األديب يعجب بها ،أو يستهجنها .ومثال ذلك رؤى الصوفيين .
ونتيجة لشعور المبدع بتميزه ،واستقالل تفكيره ،ومخالفته لرؤى أبناء مجتمعه في مجال رؤاه الخاصة ...ينمو عنده االعتداد بالنفس
واالعتماد عليها ،بمقابل ضعف شعوره باالنتماء إلى المجتمع الذي ال يق ِّدم إليه – وفق اعتقاده – إال القليل .
مما سبق نجد أن ارتباط الذكاء بالتفوق الدراسي ارتباط قوي ،أما ارتباطه باإلبداع فليس كذلك .ومن المناسب ذكر بعض التكمالتـ
والتوضيحات لعالقة المدرسة باإلبداع والذكاء .
التعليم المدرسي بالضرورة يعتمد على المنهاج ،مهما كان في هذا االعتماد من مرونة ،ويقوّ م الطالب – بالضرورة – وفق التحصيل
الدراسي واستيعاب المنهج مهما اعتمدت االختبارات على االستنباط والربط ...
ونتيجة لذلك سيكون التعليم المدرسي كاشفا ً للذكاء ،مثمّنا ً له ،مهمالً لالبتكار ،وربما قامعاًـ له ! وكثيراً ما ا ُّتهم المبدعون العباقرة بأنهم
أغبياء متخلفون ...حينما كانوا على مقاعد الدراسة .
يجد المبدع أن التزامه بالمنهج المدرسي وضوابط االختبارات التي تفرض عليه التقيد بمعطيات المنهج ...تشكل تهديداً خطيراً لقدراته
اإلبداعية ،يقول آينشتين عن ذلك :
" لقد كان هذا القيد مفزعا ً للغاية ،لدرجة أنني بعدما اجتزت االمتحان النهائي وجدت نفسي غير قادر على التفكير في أي مشكلة علمية
لمدة عام تقريبا ً " .
وفي سن السادسةـ عشرة رسب آينشتين في امتحان القبول في معهد الفنون التطبيقية بزيورخ ،ولكنه نجح في العام التالي بدرجة
مُرْ ضية .
وأعلَن آينشتين مرة " إنني ال أك ّد س الحقائق في ذاكرتي ،حيث إنني أستطيع الحصول على تلك الحقائق بسهولة في إحدى الموسوعات
".
ومثال آخر :التحق الطفل بمدرسة البلدة ،التي لم تكن تلقن التالميذ في ذلك الوقت ،أكثر من القراءة والكتابة والحسابـ أي استخدام
األعداد .وكانت المدرسة تستخدم العصا لحث األوالد الكسالى والمبطئين أو البلهاء – كما كانوا يسمونهم .وكان المعلمون عاجزين تماما ً
عن قراءة ما يدور في عقل تلميذهم الجديد ،فكان يجلس ثم يرسم صوراً ،ويلتفت حوله ،وقد يصغي إلى ما يقوله كل واحد منهم ،وكان
يوجه أسئلة " مستحيلة " لكنه يأبى أن يجيب على إحداها ،حتى لو هدده المدرس بالعقاب .وكان األطفال يلقبونه " األبله " ،وبوجه عام
كان في مؤخرة صفه .وذات يوم ،زار أحد المفتشين الصف فتوجه إليه المعلم بالشكوى من سلوك التلميذ الجديد قائالً " :إن عقل هذا
الصبي مختل وهو غير أهل إلبقائه في المدرسة أكثر من ذلك " .ولكن بمرور الوقت أصبح هذا الصبي عالما ً ذائع الصيت ،فلم يكن إال
" توماس أديسون " Edisonالمخترع األمريكي ( ، ) 1931-1847وكلنا يعلم ما قدمه للبشرية من مخترعات يسّرت لها أسباب الحياة
والرفاهية ،ومنها :الحاكي ( الفونوغراف) ،الخيالة ( آلة السينما ) ،المحرك الكهربائي ( الموتور ) ،البطارية الكهربائية ،الهاتف ،
والمصباح الكهربائي المتألق ...الخ .
ومثال آخر :أحد مهندسي المعمار األمريكيين الذين درسهم ماكينون Mackinnonـ ( ، ) 1962كان واحداً من أكثر التالميذ تمرداً ،
ولكن بمضي الوقت أصبح من أكثر مهندسي عصره إبداعا ً .وكان عميد معهد الفنون الذي يدرس به ،قد نصحه بأن يترك دراسة الفن
ويتجه إلى أي عمل آخر ،حيث إنه ال يملك أية موهبة ،بدالً من تضييع وقته سدى .
فإذا سألنا بعدئذ :لماذا تفشل المدرسة عادة في كشف المبدعين ؟ كان الجواب :ألن المدارس تعتمد معايير نمطية ال بديل عنها ،وهي
تصلح للشريحة العظمى من الطالب ،وتر ّك ز – في الدرجة األولى – على القدرات المعرفية ( التعرف ،التحقق ،اليقظة ) ...ثم على
القدرات التقاربية ( أي االنسجام مع معايير السلوك المقبولة اجتماعيا ً ورسميا ً ،والقرب من االتجاه الصحيح والحل الصحيح ) ثم على
الذاكرة ،ثم على القدرات التقويمية كالتفكير النقدي والمقارن ،وأخيراً على القدرات المتعلقة باالبتكار ( كالتفكير المستقل والمستفسر )
وهي التي تسمى بالعمليات العقلية التشعبية أو المتباعدة ،والتي يمكن أن تتوصل إلى نتائج مفاجئة غير مألوفة ،وهي تقابل طرائق
التفكير الال ّم أو القدرات التقاربية ،التي تنتهي إلى نتيجة محددة سلفا ً .
لذلك فإن كثيراً من المبتكرين لم يتوصلوا إلى مكانتهم المرموقة في الجو المدرسي وحتى نهاية المرحلة الثانوية ،وأحيانا ً حتى نهاية
المرحلة الجامعية .
ولكن هل يمكن التعامل مع التالميذ في خطين متباينين :الخط النمطي الذي يشمل عامة التالميذ ،والخط المستقل الذي يصلح للتعامل مع
مبدع في الرياضة أو الكمبيوتر أو الشعر ...؟! األمر ليس سهالً ،لكن ما ُي َق رِّ بُه هو نشر ثقافة تربوية بين المربِّين يعرفون من خاللها
خصائص الشخصية المبدعة ،ووجود مشرفين تربويين يتمكنون من كشف تلك الخصائص وتوجيهها ورعايتها .
وهذا يوصلنا إلى حقيقة أخرى وهي أن اإلبداع الكامن في النفس ال قيمة له حتى يتحقق في واقع ملموس ،ألن هذا التحقق يجعله محدداً
واضحا ً ،فكما يقال :إن أفضل ما يحدد الناس المبدعين موضوعيا ً هو أعمالهم .ويقول آينشتين في هذا :لكي يكون لمفهوم االبتكار
معنى حقيقي ،يجب أن يقدّم مقياسا ً لنفسه