Professional Documents
Culture Documents
تعريف الزالزل:
الزالزل هي اهتزازات مفاجئة تصيب القشرة األرضية عندما تنفجر الصخور التي كانت تتعرض
لعملية تمدد ،وقد تكون هذه االهتزازات غير كبيرة بل وتكاد تالحظ بالكاد وقد تكون مدمرة على
نحو شديد.
أثناء عملية االهتزاز التي تصيب القشرة األرضية تتولد ستة أنواع من موجات الصدمات ،من
بينها اثنتان تتعلقان بجسم األرض حيث تؤثران على الجزء الداخلي من األرض بينما األربعة
موجات األخرى تكون موجات سطحية ،ويمكن التفرقة بين هذه الموجات أيضا من خالل أنواع
الحركات التي تؤثر فيها على جزيئات الصخور ،حيث ترسل الموجات األولية أو موجات الضغط
جزيئات تتذبذب جيئة وذهابا في نفس اتجاه سير هذه األمواج ،بينما تنقل األمواج الثانوية أو
وعادة ما تنتقل الموجات األولية بسرعة أكبر من الموجات الثانوية ،ومن ثم فعندما يحدث زلزال،
فإن أول موجات تصل وتسجل في محطات البحث الجيوفيزيقية في كل أنحاء العالم هي
الموجات األولية.
تعتبر الزالزل التكتونية أكثر األنواع تدميرا وهي تمثل صعوبة خاصة للعلماء الذين يحاولون تطوير
وسائل للتنبؤ بها .والسبب األساسي لهذه الزالزل التكتونية هو ضغوط تنتج من حركة الطبقات
ماذا تعرف عن الزالزل
الكبرى والصغرى التي تشكل القشرة األرضية والتي يبلغ عددها اثنتي عشر طبقة .وتحدث
معظم هذه الزالزل على حدود هذه الطبقات في مناطق تنزلق فيها بعض الطبقات على البعض
اآلخر أو تنزلق تحتها .وهذه الزالزل التي يحدث فيها مثل هذا االنزالق هي السبب في حوالي
نصف الحوادث الزلزالية المدمرة التي تحدث في العالم وحوالي 75في المائة من الطاقة
الزلزالية لألرض.
وتتركز هذه الزالزل في المنطقة kالمسمى "دائرة النار" وهي عبارة عن حزام ضيق يبلغ طوله
حوالي ( )38.600كم يتالقى مع حدود المحيط الهادي .وتوجد النقاط التي تحدث فيها انفجارات
القشرة األرضية في مثل هذه الزالزل في أجزاء بعيدة تحت سطح األرض عند أعماق تصل إلى
( )645كم .ومن األمثلة على هذا النوع من الزالزل زلزال أالسكا المدمر الذي يسمى "جود
وقد تقع الزالزل التكتونية أيضا خارج منطقة "دائرة النار" في عدة بيئات جيولوجية مختلفة ،حيث
تعتبر سالسل الجبال الواقعة في وسط المحيط موقعا للعديد من مثل هذه األحداث الزلزالية
ذات الحدة المعتدلة وتحدث هذه الزالزل على أعماق ضحلة نسبيا .ونادرا ما يشعر بهذه الزالزل
أي شخص وهي السبب في حوالي 5في المائة من الطاقة الزلزالية لألرض ولكنها تسجل
وتوجد بيئة أخرى عرضة للزالزل التكتونية وهي تمتد عبر البحر المتوسط وبحر قزوين حتى جبال
الهيمااليا وتنتهي عند خليج البنغال .وتمثل في هذه المنطقة حوالي % 15من طاقة األرض
الزلزالية حيث تتجمع كتل أرضية بصفة مستمرة من كل من الطبقات األوربية واألسيوية
واألفريقية واألسترالية تنتهي بوجود سالسل جبلية صغيرة ومرتفعة .وقد أدت الزالزل الناتجة
من هذه التحركات إلى تدمير أجزاء من البرتغال والجزائر والمغرب وإيطاليا واليونان ويوغوسالفيا
ومقدونيا وتركيا وإيران في حوادث عدة .ومن بين األنواع األخرى للزالزل التكتونية تلك الزالزل
الضخمة المدمرة التي ال تقع بصورة متكررة ،وهذه تحدث في مناطق بعيدة عن تلك التي يوجد
ماذا تعرف عن الزالزل
الزالزل البركانية :
أما أنواع الزالزل غير التكتونية ،وهي الزالزل ذات األصول البركانية فنادرا ما تكون ضخمة ومدمرة.
ولهذا النوع من الزالزل أهميته ألنه غالبا ما ينذر بقرب انفجارات بركانية وشيكة .وتنشأ هذه
الزالزل عندما تأخذ الصهارة طريقها ألعلى حيث تمأل التجويفات التي تقع تحت البركان .وعندما
تنتفخ جوانب وقمة البركان وتبدأ في الميل واالنحدار ،فإن سلسلة من الزالزل الصغيرة قد تكون
نذيرا بانفجار الصخور البركانية .فقد يسجل مقياس الزالزل حوالي مائة هزة أرضية صغيرة قبل
وقوع االنفجار.
أما النوع الثالث من الزالزل فهو الذي يكون اإلنسان سببا فيه من خالل عدة أنشطة يقوم بها
مثل ملء خزانات أو مستودعات جديدة أو اإلنفجارات النووية تحت األرض أو ضخ سوائل إلى
آثار الزالزل
وللزالزل آثار مدمرة تختلف تأثيراتها حسب قوتها فقد تسبب الزالزل خسائر كبيرة في األرواح
حيث تدمر المباني والكباري والسدود ،كما قد تؤدي إلى انهيارات صخرية مدمرة .ومن بين اآلثار
المدمرة األخرى للزالزل أنها تتسبب في ما يسمى بموجات المد والجزر .وحيث أن مثل هذه
ولقد شغلت طبيعة الزالزل أذهان الناس الذين يعيشون في مناطق معرضة للهزات األرضية منذ
أقدم األزمنة .حيث أرجع بعض فالسفة اليونان القدماء الهزات األرضية إلى رياح تحت خفية بينما
أرجعها البعض اآلخر إلى نيران في أعماق األرض .وحوالي عام 130ميالدية ،كان العالم الصيني
تشانج هينج يعتقد بأن األمواج التي تأتي من األرض قادمة من مصدر للزالزل ،ومن ثم فقد قام
ماذا تعرف عن الزالزل
بعمل وعاء برونزي محكم لتسجيل مرور مثل هذه الموجات .وقد تم تثبيت ثماني كرات في
أفواه ثماني تنينات قد وضعت حول محيط الوعاء ،حيث أن أية موجة زلزالية سوف تؤدي إلى
أول وصف علمي ألسباب حدوث الزالزل فكان على يد العلماء المسلمين في القرن الرابع
الهجري /العاشر الميالدي .فيذكر ابن سينا في كتابه عيون الحكمة وصف الزالزل وأسباب
حدوثها وأنواعها ما قوله" :حركة تعرض لجزء من أجزاء األرض بسبب ما تحته وال محالة أن ذلك
السبب يعرض له أن يتحرك ثم يحرك ما فوقه ،والجسم الذي يمكن أن يتحرك تحت األرض إما
جسم بخاري دخاني قوي االندفاع كالريح ،وإما جسم مائي سيال ،وإما جسم هوائي ،وإما
جسم ناري ،وإما جسم أرضي .والجسم األرضي ال تعرض له الحركة أيضا إال لسبب مثل
السبب الذي عرض لهذا الجسم األرضي فيكون السبب األول الفاعل للزلزلة ذلك ،فأما الجسم
الريحي ،ناريا كان أو غير ناري فإنه يجب أن يكون هو المنبعث تحت األرض ،الموجب لتمويج
ويضيف ابن سينا مستعرضا الظواهر المصاحبة لها فيذكر في كتابه النجاة " :وربما احتبست
األبخرة في داخل األرض فتميل إلى جهة فتبرد بها فتستحيل ماء فيستمد مددا "متدافقا" فال
تسعه األرض فتنشق فيصعد عيونا وربما لم تدعها السخونة تتكثف فتصير ماء وكثرت عن أن
تتحلل وغلظت عن أن تنفذ في مجار مستحفصة وكانت تتكثف أشد استحصافا عن مجار أخرى
فاجتمعت ولم يمكنها أن تثور خارجة زلزلت األرض وأولى بها أن يزلزلها الدخان الريحي ،وربما
اشتدت الزلزلة فخسفت األرض ،وربما حدث في حركتها دوي كما يكون من تموج الهواء في
الدخان .وربما حدثت الزلزلة من أشياء عالية في باطن األرض فيموج بها الهواء المحتقن فيزلزل
ولقد أورد ابن سينا تصورا ألماكن حدوث الزالزل فذكر" :وأكثر ما تكون الزلزلة في بالد متخلخلة
غور األرض متكاثفة وجهها ،أو مغمورة الوجه بماء" .وهو ما يتفق مع ما توصل إليه العلماء اآلن
ماذا تعرف عن الزالزل
أن مناطق حدوث الزالزل تكون في مناطق الضعف في القشرة األرضية حيث يتم حركة الصخور
على سطحها ،وتسمح بخروج الغازات .ويصف ابن سينا أنواع الزالزل فيقول" :منها ما يكون
على االستقامة إلى فوق ،ومنها ما يكون مع ميل إلى جهة ،ولم تكن جهات الزلزلة متفقة ،بل
كان من الزالزل رجفية ،ما يتخيل معها أن األرض تقذف إلى فوق k،ومنها ما تكون اختالجية
عرضية رعشية ،ومنها ما تكون مائلة إلى القطرين ويسمى القطقط k،وما كان منه مع ذهابه في
أما السيوطي الذي أورد معلومات تحدد أماكن معظم الزالزل بدقة فقد تحدث في كتابه كشف
الصلصلة عن وصف الزلزلة عن شدتها من خالل وصف آثارها التدميرية مثل أوزان الصخور
المتساقطة ،ومقاييس الشقوق الناتجة عن الزالزل ،وعدد المدن والقرى والمساكن المتهدمة،
وعدد الصوامع والمآذن المتهدمة ،وعدد القتلى .كما وصف السيوطي درجات الزالزل بتعبيرات
أشبه ما تكون بالمقاييس الحديثة مثل لطيفة جدا ،وعظيمة وهائلة .وقد حدد مدة بقاء الزلزلة
مستخدما في ذلك طريقة فريدة فذكر" :دامت الزلزلة بقدر ما يقرأ اإلنسان سورة الكهف".
قياس الزالزل
وقد كانت مالحظة موجات الزالزل تتم بهذه الطريقة وبعدة طرق أخرى لعدة قرون ،وفي
الثمانينات من القرن التاسع عشر ،تمكن عالم الجيولوجيا اإلنجليزي جون ميلن عام 1266هـ-
1850م 1331 /هـ1913-م من اختراع آلة تسجيل زالزل تعتبر رائدة من نوعها أال وهي مقياس
الزالزل ،وهي عبارة عن بندول بسيط وإبرة معلقة فوق لوح زجاجي .وقد كان هذا المقياس هو
أول آلة من نوعها تتيح التفرقة بين موجات الزالزل األولية والثانوية .أما مقياس الزالزل المعاصر
فقد اخترعه في القرن العشرين عالم الزالزل الروسي األمير بوريس جوليتزين عام 1278هـ-
1862م 1334 /هـ1916-م .وقد استخدم في هذه اآللة بندوال مغناطيسيا معلقا بين قطبي
مغناطيس كهربائي ،وقد كان هذا االختراع فتحا في أبحاث الزالزل في العصر الحديث.
ماذا تعرف عن الزالزل
مقياس ريختر
ثم تمكن علماء الزالزل بعد ذلك من اختراع مقياسين لمساعدتهم في قياس كم الزالزل.
أحدهما هو مقياس ريختر نسبة للعالم تشارليز فرانسيس ريختر عام 1317هـ1900-م 1405 /
هـ 1985-م الذي قام بصنعه .وهو جهاز يقوم ب قياس الطاقة المنبعثة من بؤرة أو مركز الزلزال.
وهذا الجهاز عبارة عن مقياس لوغاريتمي من 1إلى ،9حيث يكون الزلزال الذي قوته 7درجات
أقوى عشر مرات من زلزال قوته 6درجات ،وأقوى 100مرة من زلزال قوته 5درجات ،وأقوى
1000مرة من زلزال قوته 4درجات وهكذا .ويقدر عدد الزالزل التي يبلغ مقياس قوتها من 5إلى
6درجات والتي تحدث سنويا على مستوى العالم حوالي 800زلزال بينما يقع حوالي 50.000
زلزال تبلغ قوتها من 3إلى 4درجات سنويا ،كما يقع زلزال واحد سنويا تبلغ قوته من 8إلى 9
درجات .ومن الناحية النظرية ،ليس لمقياس ريختر درجة نهاية محددة ولكن في عام 1979وقع
زلزال قوته 8.5درجة وساد االعتقاد بأنه أقوى زلزال يمكن أن يحدث .ومنذ ذلك الحين ،مكنت
التطورات التي حدثت في تقنيات قياس الزالزل علماء الزالزل من إدخال تعديالت على المقياس
حيث يعتقد اآلن بأن درجة 9.5هي الحد العملي للمقياس .وبناء على المقياس الجديد
المعدل ،تم تعديل قوة زلزال سان فرانسيسكو الذي وقع عام 1906من 8.3إلى 7.9درجة
بينما زادت قوة زلزال أالسكا الذي وقع عام 1383هـ 1964 /م من 8.4إلى 9.2درجة.
درجة ميركالي
أما المقياس اآلخر وهو اختراع العالم اإليطالي جيوسيب ميركالي عام 1266هـ1332 / 1850-
هـ 1914-ويقيس قوة االهتزاز بدرجات من Iحتى .XIIوحيث أن تأثيرات الزلزال تقل بالبعد عن
مركز الزلزال ،فتعتمد درجات ميركالي المخصصة لقياس الزالزل على الموقع الذي يتم فيه
القياس .فمثال تعتبر الدرجة 1زلزال يشعر به عدد قليل جدا من الناس بينما تعتبر الدرجة XII
زلزاال مدمرا يؤدي إلى إحداث دمار شامل .أما درجات القوة IIإلى IIIفتعادل زلزاال قوته من 3
إلى 4درجات بمقياس ريختر ،بينما تعادل الدرجات من XIإلى XIIبمقياس ميركالي زلزاال قوته
ماذا تعرف عن الزالزل
ماذا تعرف عن الزالزل