Professional Documents
Culture Documents
كلمة "قمر" تستخدم للشارة إلى أي جرم سماوي أو صناعي ،يدور بمدار معين حول الرض ،أو أيِ
من الكواكب الخرى .وهناك تسمية ُأخرى للقمر ويسّمى بها أحيانًا وهي "لونا" .عرف القمر باللغات
السامية القديمة ومنها العربية بإسم سنين ومنه اشتق اسم شبه جزيرة سيناء وجبل صنين في لبنان.
جانب القمر الذي ل ُيرى من الرض يسّمى "الجانب البعيد" ،أو "الجانب المظلم" ،وسّمي بهذا السم
لعدم قدرة بني البشر من النظر إليه من الرض ،فلو كانت هناك مركبة فضائية على هذا الجانب المظلم
فسيتعذر التصال اللسلكي بين الرض وبين مركبة الفضاء .سيتركز هذا المقال عن القمر المتعارف
عليه بين الناس ،وهو القمر التابع للرض.محتويات
حركة القمر
تكون القمر خلل الشهر
يقوم القمر بدورة كاملة حول الرض مرة واحدة كل 4أسابيع تقريبًا ،وفي كّل ساعة تمر ،يتحرك
القمر بمقدار نصف درجة ،ويمضي القمر في مدار له يميل على دائرة البروج Zodiacبنحو 5
درجات.
تقاس دورة القمر حول الرض بالشهر النجمية وبالشهر القترانية.الّدورة النجمية :وهي الفترة
الزمنية التي يحتاجها القمر ليدور دورة واحدة حول الرض بالنسبة للنجوم ،وتستغرق 27يومًا وثلث
اليوم.
الّدورة القترانية :وهي الفترة الزمنية التي يحتاجها القمر ليدور دورة واحدة حول الرض بالنسبة
للشمس ،وتستغرق 29يومًا ونصف اليوم .وهي نفس الفترة التي يحتاجها القمر ليدور حول نفسه
دورة كاملة ،ولهذا السبب يرى الناظر من الرض نفس الوجه للقمر.
ص القمر
خوا ّ
نتيجة تطابق الفترة الزمنية التي يأخذها القمر في دورانه حول نفسه وتلك التي يأخذها في دورانه
حول الرض ،يجد أهل الرض أن نفس الجانب من القمر مقابل للرض ول يتغّير هذا الجانب .وتأثر
حركة القمر بدورانه حول الرض على بحار ومحيطات الرض وتسبب ظاهرة المد والجزر التي
نعرفها .وقد إختلف العلماء على مّر السنين في أصل القمر وكيف آلت به المور على ما هو عليه،
ومن أكثر النظريات التي تلقى تأييدًا في الوساط الفلكية ،تلك التي تنادي بأن الرض البكر التي نحن
عليها قد إرتطم بها جسم كبير يقّدر حجمه بحجم كوكب المريخ وأقتطع هذا الجسم من الرض ما
اقتطع ،وتناثر من الرض قطع التحمت مع بعضها البعض وكّونت القمر الذي نعرفه اليوم ،وتعرف
هذه النظرية بنظرية "الصدمة الكبرى" .وقد عمل العلماء على محاكاة نظرية الصدمة الكبرى في
اغسطس من العام 2001ونشرت المحاكاة في هذا الموقع .ولعّل تشابه المواد المكّونة لكتلة القمر،
بتلك المعادن الموجودة على كوكب الرض جعلت نظرية الصدمة الكبرى نظرية مقبولة في الوساط
العلمية.
مكّونات القمر
طى بالحمم البركانية المنصهرة والتي شّكلت محيطات من
منذ أربع مليارات سنة ونصف ،كان القمر مغ ّ
الحمم على سطح القمر.ومنذ هذا الوقت إلى اليوم القمر يبعد عن أرضنا 2.5أنش كل عام .وتتكون
قشرة القمر من المواد الّولية الّتالية :يورانيوم ،ثوريوم ،بوتاسيوم ،اكسجين ،سيليكون ،مغنيسيوم،
حديد ،تيتانيوم ،كالسيوم ،المنيوم ،والهيدروجين .وعندما تسقط الشعاعات الكونية على تلك العناصر
ص مختلفة تعتمد على طبيعة العنصر
الولية ،تقوم تلك العناصر على إنعكاس تلك الشعاعات بخوا ّ
الولي العاكس للشعاع وبصورة إشعاعات "جاما" .وتجدر الشارة ان بعض العناصر الولية على
سطح القمر ُتصدر إشعاعات جاما بدون الحاجة لتعّرض تلك المواد الولية لي نوع من الشعاعات
الكونية كاليورانيوم أو البوتاسيوم والثوريوم.
وجود الماء
قامت النيازك والشهب بالصدام بالقمر مرات ومرات عديدة ،وُيرى ذلك جليُا في النتوءات الواضحة
ط على سطح القمر بمعّيةعلى سطح القمر .وقد حمل الكثير من تلك النيازك والشهب الماء ،وح ّ
النيازك والشهب ،وبمجّرد تعرض ماء النيازك والشهب لحرارة الشمس ،يتفكك الماء لمكّوناته الصلية
)هيدروجين وأكسجين( ،وتبدأ هذه العناصر في التطاير في الفضاء ،وتبقى فرضية وجود الماء قائمة
إّما بوجوده على السطح ،أو تحت قشرة القمر ،وتقّدر كمية الماء على القمر ببليون متر مكّعب.
الخسوف والكسوف
كسوف كلي للشمس
يخسف القمر إذا وقعت الرض بين أشّعة الشمس وبين جزء من القمر أو كّل القمر ،فظّل الرض حين
طع من نوره شيء.تمّر في مجراها حول الشمس يقع على القمر ويرى أهل الرض وكأن القمر قد ُأقُت ِ
ساطع من القمر إل إنعكاس أشّعة الشمس من على وننوه هنا أن ليس للقمر نور طبيعي وما النور ال ّ
القمر إلى الرض ،فيراه من على الرض وكأنه ذو نور ساطع .ول تحدث ظاهرة خسوف القمر إل في
ص الكسوف ،فيحصل الكسوف للشمس حين يحجب القمر حالة القمر المكتمل )بدر( .أّما في ما يخ ّ
أشّعة الشمس عن الرض ،وتحدث ظاهرة الكسوف في بداية تكوين القمر )هلل(.
إستكشافات القمر
أول من قام بإستكشاف الجانب المظلم من القمر كانت المركبة الفضائية السوفييتية "لونا "2عندما
ط قدمه على سطح القمر هو قامت بجولت مدارية حول القمر في 15سبتمبر ،1959وأول من ح ّ
"نيل ارمسترونج" ،قائد المركبة الفضائية المريكية "أبولو "11في 20يوليو .1969وفي تلك
جج هذا النجاز
الفترة ،كانت الحرب الباردة في أوجها بين التحاد السوفييتي والوليات المتحدة ،وأ ّ
المريكي السباق إلى الفضاء بين التحاد السوفييتي والوليات المّتحدة .وقد وضع رائد الفضاء "نيل
طت أقدام رجال من كوكب الرض في أرمسترونج" لوحة معدنية على سطح القمر ُكتب فيها "هنا ح ّ
يوليو 1969بعد الميلد ،لقد جئنا بسلم باسم البشرية" ،وقام رواد الفضاء الثلثة بالتوقيع على
اللوحة المعدنية كما وّقعها الرئيس المريكي آنذاك ،ريتشارد نيكسون.
اكتشاف كميات هائلة من الماء على سطح القمر
بسبب دوران الرض حول نفسها نرى القمر يتم دورة كاملة كل 29.5يومًا
ي فييمثل القمر القمر الطبيعي للكرة الرضية بالضافة إلى أنه خامس أكبر قمٍر طبيع ٍ
ي في المجموعة الشمسية من ناحية نسبة حجمه إلى المجموعة الشمسية .فهو ُيَعُد أكبر قمٍر طبيع ٍ
كوكبه التابع له ،حيث أن قطره يصل إلى ربع قطر الرض ،كما أن كتلته تصل إلى 81 /1من
كتلة الرض ،هذا بالضافة إلى أنه ُيَعُد ثاني أعلى قمٍر من ناحية الكثافة بعد قمر إيو .هذا ويتسم
القمر الرضي حركته التزامنية مع كوكبه )الرض( ،عارضًا دائمًا الوجه نفسه؛ حيث يتميز
الجانب القريب بمنطقٍة بركانيٍة منخفضٍة مظلمٍة ،والتي تقع فيما بين مرتفعات القشرة الرضية
القديمة البراقة والفوهات الصدمية الشاهقة .كما نلحظ أن القمر الرضي هو أكثر جسٍم لمٍع في
ل ،وعمومًا هو الجسم الكثر لمعانًا بعد الشمس ،وهذا على الرغم من أن سطحه معتم السماء لي ً
ل للفحم .ولبد لنا أن نلحظ أن بروزه الشاهق في السماء المظلمة جدًا ،حيث أن له انعكاسًا مماث ً
ل ،ودورته المنتظمة الطوار )المراحل( جعلت للقمر على مر العصور القديمة تأثيرًا ثقافيًا لي ً
ل من اللغة ،التقويم القمري ،الفنون ،والساطير القديمة ،المتمثلة في آلهة القمر والتي هامًا على ك ٍ
منها عبر الحضارات " خونسو فس الديانة المصرية القديمة ،تشانغ في الحضارة الصينية وكذلك
ماما قيل في حضارة النكا" .ومن السمات الكامنة للقمر كذلك ،تأثير جاذبيته التي تسفر عنن
وقوع عمليتي مد وجزر المحيطات وإطالة الدقيقة )نتيجة تسارع المد والجزر( لليوم .مع
ملحظة أن المسافة المدارية الحالية للقمر ،والتي ُتَقَدُر بثلثين مرٍة قدر قطر الكرة الرضية،
تتسبب في أن يبدو القمر أغلب الوقت بنفس حجمه دون تغيير في السماء كما هو الحال مع
الشمس ،مما يسمح له )القمر( بأن يغطي الشمس بصورٍة شبه تامٍة في ظاهرة الكسوف الكلي
للشمس.
وُيَعُد القمر الجرم السماوي الوحيد الذي هبط عليه البشر بأقدامهم .حيث أنه على الرغم من أن
برنامج لونا التابع للتحاد السوفيتي كان الول من نوعه لينجح في الوصول إلى سطح القمر
بواسطة مركبٍة فضائيٍة غير مأهولة بالسكان في عام ،1959إل أن برنامج أبولو التابع لوكالة
ناسا المريكية استطاع تحقيق إنجاز السفر بالبعثات البشرية الوحيدة ،والتي بدأت بأول بعثٍة
ت بشريٍة إلى القمر فيمابشريٍة مداريٍة حول القمر أبولو 8في عام ،1968والتي تبعها ستة رحل ٍ
بين 1969و – 1972والتي كانت الولى منها هي رحلة أبولو 11في عام .1969هذا وقد
جلبت تلك الرحلت في طريق عودتها نحو 380كيلوغرامًا من الصخور القمرية ،والتي
خِدَمت بعد ذلك في تطوير التفهم الجيولوجي المفصل لصول نشأة القمر )والذي ساد المعتقد اسُت ْ
أن أصول نشأته وتكوينه ترجع إلى 4.5بليون عامًا مضت وذلك في إطار فرضية الصطدام
العملق والتي شملت في إطارها تكون كوكب الرض( ،وكذلك في فهم تكوين البنية الداخلية
للقمر ،وكذلك جيولوجيا القمر.
ت فضائيٍة غير إل أنه بعد نجاح مهمة رحلة أبولو 11في عام ،1972لم تزر القمر سوى مركبا ٍ
ت فضائيٍة سوفيتية تابعٍة لبرنامج لونوخود .هذامأهولٍة بالسكان ،والتي كانت في الغلب عربا ٍ
ل من اليابان ،الصين ،الهند ،الوليات المتحدة المريكية ،ووكالةومنذ عام ،2004أرسلت ك ٌ
الفضاء الوروبية سفنًا فضائيًة لمدار القمر .حيث ساهمت تلك السفن الفضائية جميعها في تأكيد
ج مائيٍة قمريٍة في الحفر دائمة الظل في مناطق الحدود والعمدة داخل القشرة اكتشاف وجود ثلو ٍ
ت بشريٍة مستقبليٍة إلى القمر ،إل أنه لم يوضع أ ٍ
ي السطحية لصخور القمر .هذا وتم التخطيط لبعثا ٍ
منها قيد التنفيذ بعد ،حيث أن القمر يظل ،وفقًا لبنود معاهدة الفضاء الخارجي ،متاحًا بصورٍة
مجانيٍة لجميع المم لستكشافه للغراض السلمية