You are on page 1of 43

‫ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر‬

‫المؤمنين‬
‫كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّا َ‬
‫س‬
‫مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ‬
‫إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللّهِ وَأَقَامُوا‬
‫الصّلةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا َرزَقْنَاهُمْ ِسرّا‬
‫وَعَلنِيَةً َيرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ "‬
‫عن‪ ‬أنس‪ ‬رضي‪ ‬ال‪ ‬عنه‪ ‬قال‪ : ‬قال‪ ‬رسول‪ ‬ال‬
‫صلى‪ ‬ال‪ ‬عليه‪ ‬وسلم‪( ‬إن‪ ‬ل‪ ‬تعالى‪ ‬أهلين‪ ‬من‬
‫الناس‪ . ‬قالوا‪ : ‬يا‪ ‬رسول‪ ‬ال‪ ‬من‪ ‬هم‪ ‬؟‪ ‬قال‪: ‬‬
‫هم‪ ‬أهل‪ ‬القران‪ ‬أهل‪ ‬ال‪ ‬وخاصته‪ ‬‬
‫عن‪ ‬النبي‪ ‬صلى‪ ‬ال‪ ‬عليه‪ ‬و‪ ‬سلم‪ “: ‬قال‪ ‬اقرؤوا‪ ‬القرآن‪ ‬فإن‬
‫ال‪ ‬تعالى‪ ‬ل‪ ‬يعذب‪ ‬قلبا‪ ‬وعي‪ ‬القرآن‪ ‬وإن‪ ‬هذا‪ ‬القرآن‪ ‬مأدبة‬
‫ال‪ ‬فمن‪ ‬دخل‪ ‬فيه‪ ‬فهو‪ ‬آمن‪ ‬ومن‪ ‬أحب‪ ‬القرآن‪ ‬فليبشر“‬
‫فيه تقويم للسلوك‪ ،‬وتنظيم للحياة‪ ،‬من استمسك‬
‫به فقد استمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لها‪،‬‬
‫ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد‬
‫ضل ضلل ً بعيداً‬

‫هذا هو كتابنا ‪ ،‬هذا هو دستورنا ‪ ،‬هذا هو نبراسنا‬


‫القرآن‪ ‬بين‪ ‬الولين‪ ‬و‪   ‬‬
‫الخرين‬
‫الرسول‪ ‬و‪ ‬القرآن‬
‫كانت‪ ‬قراءته‪ ‬صلى‪ ‬ال‪ ‬عليه‪ ‬و‪ ‬سلم‪ ‬متأنية‪ ‬مترسلة‪ ‬‬
‫تقول‪ ‬السيدة‪ ‬حفصة‪ ‬كان‪ ‬رسول‪ ‬ال‪ ‬يقرأ‪ ‬بالسورة‪ ‬فيرتلها‪ ‬فتكون‬
‫أطول‪ ‬من‪ ‬أطول‪ ‬منها‪ .. ‬و‪ ‬كان‪ ‬يقف‪ ‬على‪ ‬المعاني‪ ‬متأمل‪ ‬معتبرا‬
‫فإذا‪ ‬مر‪ ‬بآية‪ ‬فيها‪ ‬تسبيح‪ ‬سبح‪ , ‬و‪ ‬إذا‪ ‬مر‪ ‬بسؤال‪ ‬سأل‪ ‬و‪ ‬إذا‪ ‬مر‬
‫بتعوذ‪ ‬تعوذ‬
‫و‪ ‬كان‪ ‬صلى‪ ‬ال‪ ‬عليه‪ ‬و‪ ‬سلم‪ ‬يؤكد‪ ‬على‪ ‬أصحابه‪ ‬أن‪ ‬المعنى‪ ‬هو‬
‫المقصود‪ ‬من‪ ‬القراءة‪ , ‬و‪ ‬أن‪ ‬القارئ‪ ‬لبد‪ ‬و‪ ‬ان‪ ‬يفقه‪ ‬ما‪ ‬يقول‬
‫فعندما‪ ‬سأله‪ ‬عبد‪ ‬ال‪ ‬بن‪ ‬عمرو‪ ‬بن‪ ‬العاص‪ ‬عن‪ ‬المدة‪ ‬التي‪ ‬يختم‬
‫فيها‪ ‬القرآن‪ ‬قال‪ " ‬اقرأه‪ ‬في‪ ‬شهر‪ ‬قال‪ : ‬قلت‪ : ‬فإني‪ ‬أقوى‪ ‬على‬
‫أكثر‪ ‬من‪ ‬ذلك‪ ‬قال‪ ‬اقرأه‪ ‬في‪ ‬عشرين‪ , ‬اقرأه‪ ‬في‪ ‬خمس‪ ‬عشرة‪, ‬‬
‫اقراه‪ ‬في‪ ‬سبع‪ , ‬ل‪ ‬يفقه‪ ‬من‪ ‬يقرؤه‪ ‬في‪ ‬أقل‪ ‬من‪ ‬ثلث"‬
‫القرآن‪ ‬علم‪ ‬يدعو‪ ‬للعمل‬
‫كان صلى ال عليه و سلم حريصا على أن يتعامل‬
‫الصحابة مع آيات القرآن على أنها رسائل جاءتهم من‬
‫ربهم تأخذ بأيديهم إلى الصراط المستقيم فالقرآن يدعو‬
‫للعمل فمن سار وراء توجيهاته كان من أهله‬
‫القرآن‪ ‬علم‪ ‬يدعو‪ ‬للعمل‬
‫روى‪ ‬البخاري‪ ‬قوله‪ ‬صلى‪ ‬ال‪ ‬عليه‪ ‬و‪ ‬سلم‪ " ‬مثل‪ ‬الذي‬
‫يقرأ‪ ‬القرآن‪ ‬كالترجة‪ ‬طعمها‪ ‬طيب‪ ‬و‪ ‬ريحها‪ ‬طيب‪ , ‬و‪ ‬الذي‬
‫ل‪ ‬يقرأ‪ ‬القرآن‪ ‬كالتمرة‪ ‬طعمها‪ ‬طيب‪ ‬و‪ ‬ل‪ ‬ريح‪ ‬لها‪ , ‬ز‪ ‬مثل‬
‫الفاجر‪ ‬الذي‪ ‬يقرأ‪ ‬القرآن‪ ‬كالريحانة‪ ‬ريحها‪ ‬طيب‪ ‬و‪ ‬طعمها‬
‫مر‪ , ‬و‪ ‬مثل‪ ‬الفاجر‪ ‬الذي‪ ‬ل‪ ‬يقرأ‪ ‬القرآن‪ ‬كمثل‪ ‬الحنظلة‬
‫طعمها‪ ‬مر‪ ‬و‪ ‬ل‪ ‬ريح‪ ‬لها‪" ‬‬
‫الجيل‪ ‬الجديد‬
‫استقبل الصحابة القرآن استقبال صحيحا ‪ ,‬و فهموا المقصد‬
‫الساسي من نزوله فانصبغت به حياتهم‬
‫انه لمر عجيب يشهد بقدرات ذلك الكتاب على إحداث ذاك‬
‫التغيير الجذري في النفوس ‪..‬أمة تعيش في الصحراء ‪..‬‬
‫حفاة عراة ‪ ..‬فقراء بل مقومات تذكر ‪ ..‬ل توضع في‬
‫حسابات القوى الكبرى آنذاك فيأتي هذا القرآن ليغير هذه‬
‫المة و يرفع هامات أبنائها إلى السماء و يربطها بال و‬
‫يشعرها بالعزة و الرفعة بإيمانها و دينها الذي ارتضاه لها ‪..‬‬
‫فتصبح في سنوات معدودات صاحبة القوة الولى في‬
‫الرض‪ ..‬الكل يخشاها ‪ ..‬الكل يتودد إليها ‪ ..‬أمة عرفت‬
‫مصدر عزها ‪...‬‬
‫مثال‪ ‬لتعايش‪  ‬الصحابة‪ ‬مع‪ ‬القرآن‬
‫كان عباد بن بشر يتبادل حراسة‬
‫المسلمين مع عمار بن ياسر في‬
‫غزوة ذات الرقاع ‪ ,‬فطلب من عمار‬
‫‪ ,‬و قد كان مجهدا ‪ ,‬أن ينام أول‬
‫الليل و يقف هو ‪ ,‬فلما رأى ان‬
‫المكان آمن صلى ‪ ,‬فجاء أحد‬
‫المشركين فرماه بسهم فنزعه و‬
‫أكمل صلته ‪ ,‬ثم رماه بسهم ثان‬
‫فنزعه و أكمل صلته ‪ .‬ثم رماه‬
‫مثال‪ ‬لتعايش‪  ‬الصحابة‪ ‬مع‪ ‬القرآن‬
‫م لم يوقظه أول‬ ‫فلما سأله عمار ل َ‬
‫ما ُرمي ؟فأجاب ( كنت في سورة‬
‫أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى‬
‫أنفدها_ أي انتهي منها _ فلما تابع‬
‫علي الرمي ركعت فآذنتك ‪ ,‬و أيم‬
‫الله لول أن أضيع ثغرا أمرني‬
‫رسول الله بحفظه لقطع نفسي‬
‫قبل أن أقطعها أو أنفدها)‬
‫من‪ ‬وصايا‪ ‬الصحابة‬
‫‪ ‬‬
‫تأكيدهم باستمرار أن‬
‫المعنى هو المقصود من‬
‫التلوة و العمل هو ثمرته‬
‫يقول عمر بن الخطاب ‪":‬ل‬
‫يغرركم من قرأ القرآن إنما‬
‫هو كلم نتكلم به و لكن‬
‫انظروا من يعمل به "‬
‫يقول ابن مسعود ‪ ":‬كان‬
‫الرجل منا إذا تعلم عشر‬
‫آيات لم يجاوزهن حتى‬
‫يعرف معانيهن و العمل بهن‬
‫"‬
‫يقول ابن عباس ‪ ":‬الذين‬
‫آتيناهم الكتاب يتلونه حق‬
‫تلوته " قال ‪ :‬أي يتبعونه‬
‫حق اتباعه‬
‫يقول عبد الله بن مسعود‬
‫‪ ":‬انا صعبت علينا حفظ‬
‫ألفاظ القرآن و سهل علينا‬
‫العمل به ‪ ,‬و ان من بعدنا‬
‫يسهل عليهم حفظ القرآن ‪,‬‬
‫و يصعب عليهم العمل به "‬
‫كانت العبرة عندهم ليست بكم‬
‫القراءة بقدر ما كانت المعاني‬
‫المستخرجة التي تحرك القلب و‬
‫تدفع للعمل‬
‫لذلك من وصايا ابن مسعود ‪ ":‬ل‬
‫تهذوا القرآن هذ الشعر ‪ ,‬و ل‬
‫تنثروه نثر الدقل ‪ ,‬و قفوا عند‬
‫عجائبه ‪ ..‬و حركوا به القلوب ‪ ..‬و‬
‫ل يكن هم أحدكم من السورة‬
‫آخرها‬
‫لو سألت ‪ :‬اذن ما هو الحد‬
‫الدنى للسرعة في‬
‫القراءة ؟‬

‫يوضح ذلك الحسن بن‬

‫علي‪ ":‬اقرأ القرآن ما‬

‫نهاك ‪ ,‬فإذا لم‬


‫قال حذيفة بن اليمان لعامر بن مطر ‪:‬‬
‫كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا و أخذ‬
‫القرآن طريقا ‪ ..‬مع أيهما تكون ؟ قال ‪:‬‬
‫أكون مع القرآن ‪..‬و أموت معه ‪ ..‬و أحيا‬
‫معه ‪ .‬قال ‪ :‬فأنت إذا أنت ‪,‬أنت إذا أنت‬
‫يا ترى ايه اللي حصل ؟‬

‫أليس القرآن الذي بين أيدينا هو نفس القرآن الذي كان مع‬
‫الصحابة و صنع منهم هذا الجيل الفريد ؟؟‬
‫لماذا لم يعد ينتج مثل هذه النماذج ؟ ؟ مع ان مفيش بيت مسلم‬
‫ال و فيه مصحف أو اكتر ‪..‬‬
‫لماذا ل يحيينا كما أحيا جيل الصحابة ‪ ,‬و لماذا ل يرفعنا كما‬
‫رفعهم؟‬

‫هل فقد مفعوله أم ماذا‬


‫حدث؟‬
‫يجيب‪ ‬عن‪ ‬هذه‪ ‬التساؤلت‪ ‬الشيخ‪ ‬محمد‪ ‬الغزالي‪ ‬فيقول‪": ‬‬
‫أن‪ ‬المسلمين‪ ‬بعد‪ ‬القرون‪ ‬الولى‪ , ‬انصرف‪ ‬اهتمامهم‬
‫بكتابهم‪ ‬إلى‪ ‬ناحية‪ ‬التلوة‪ , ‬و‪ ‬ضبط‪ ‬مخارج‪ ‬الحروف‪ ‬و‪ ‬ما‬
‫إلى‪ ‬ذلك‪ ‬مما‪ ‬يتصل‪ ‬بلفظ‪ ‬القرآن‪ ‬لكنهم‪ ‬بالنسبة‪ ‬الى‪ ‬تعاملهم‬
‫مع‪ ‬كتابهم‪ ‬صنعوا‪ ‬شيئا‪ ‬ربما‪ ‬لم‪ ‬تصنعه‪ ‬المم‪ ‬الخرى‪ , ‬فإن‬
‫كلمة‪ ( ‬قرأت) عندما‪ ‬يسمعها‪ ‬النسان‪ ‬العادي‪ ‬أو‪ ‬يقولها‬
‫تعني‪ : ‬أن‪ ‬رسالة‪ ‬جاءته‪ ‬أو‪ ‬كتابا‪ ‬نظر‪ ‬فيه‪ ‬و‪ ‬فهم‪ ‬المقصود‬
‫منه‪ .. ‬أما‪ ‬المة‪ ‬السلمية‪ ‬فل‪ ‬أدري‪ ‬بأي‪ ‬طريقة‪ ‬فصلت‬
‫بين‪ ‬التلوة‪ ‬و‪ ‬بين‪ ‬التدبر‪ , ‬فأصبح‪ ‬المسلم‪ ‬ل‪ ‬يقرأ‪ ‬القرآن‪ ‬ال‬
‫لمجرد‪ ‬البركة‪ , ‬و‪ ‬كأن‪ ‬ترديد‪ ‬اللفاظ‪ ‬دون‪ ‬حس‪ ‬بمعانيها‪, ‬‬
‫ووعي‪ ‬لمغازيها‪ , ‬يفيد‪ ‬أو‪ ‬هو‪ ‬المقصود‪..‬‬
‫"كتاب‪ ‬انزلناه‪ ‬إليك‪ ‬ليدبروا‪ ‬آياته‪ ‬و‪ ‬ليتذكر‪ ‬أولوا‪ ‬اللباب‪" ‬‬
‫فأين‪ ‬التدبر‪ ‬و‪ ‬أين‪ ‬التذكر‪ ‬مع‪ ‬تلك‪ ‬التلوة‪ ‬السطحية‪.. ‬‬
‫حالنا مع القرآن‬
‫لم نعط القرآن حقه في وقتنا ‪ ,‬و‬
‫عندما نقرؤه فبحناجرنا فقط ‪ ,‬لم‬
‫نعطه الفرصة ليشكل تصوراتنا و‬
‫يصيغ شخصياتنا‪ ‬‬
‫يعيب بعضنا على من ل يحسن أحكام‬
‫التلوة بل قد تهتز صورته في عينيه ‪ ,‬و‬
‫ل نوجه أي نصيحة لمن ل يفقه المعاني‬
‫أصبح جل اهتمامنا حين نقرأ القرآن‬
‫الوصول لنهاية السورة ‪ ,‬بل قد ننتهي‬
‫من السورة دون أن نشعر ‪ ..‬و إن‬
‫سئلنا عن اليات التي استوقفتنا في‬
‫الوسائل العملية‬
‫للنتفاع بالقرآن ‪:‬‬
‫التغيير‪ ‬القرآني‪ ‬تغيير‪  ‬بطئ‪ ‬هادئ‪ ‬متصاعد‪ , ‬و‬
‫لكي‪ ‬يؤتي‪ ‬ثماره‪ ‬لبد‪ ‬من‪ ‬استمرارية‪ ‬التعامل‪ ‬معه‪, ‬‬
‫أول ‪ :‬المداومة على التلوة‬
‫فل‪ ‬يصح‪ ‬ترك‪ ‬قراءة‪ ‬القرآن‪ ‬يوما‪ ‬من‪ ‬اليام‪ ‬و‪ ‬إل‬
‫‪:‬‬ ‫اليومية‬
‫تضاءل‪ ‬الثر‪ ‬المترتب‪ ‬عليها‪ ..‬فلنداوم‪ ‬على‪ ‬التلوة‬
‫اليومية‪ .. ‬و‪ ‬لتكن‪ ‬تلوة‪ ‬مرتلة‪ ‬بطيئة‪ , ‬و‪ ‬ل‪ ‬يكن‬
‫همنا‪ ‬النتهاء‪ ‬من‪ ‬السورة‪ ‬بل‪ ‬ليكن‪ ‬همنا‪ ‬متى‬
‫يتجاوب‪ ‬القلب‪ , ‬و‪ ‬يخشع‪ ‬الفؤاد‪ ‬و‪ ‬تدمع‪ ‬العين‪.. ‬‬
‫‪ -   ‬مكان‪ ‬هادئ‪ ‬بعيد‪ ‬عن‪ ‬الضوضاء‪ ‬ليعين‪ ‬على‬
‫ثانيا‪ :‬تهيئة الجو المناسب ‪:‬‬
‫‪    ‬التركيز‪ ‬و‪ ‬حسن‪ ‬الفهم‪ ‬و‪ ‬سرعة‪ ‬التجاوب‪ ‬مع‬
‫‪    ‬القراءة‪ .. ‬‬

‫‪ -‬في‪ ‬وقت‪ ‬النشاط‪ ‬و‪ ‬التركيز‬
‫‪ ‬ل‪ ‬في‪ ‬وقت‪ ‬التعب‪ ‬و‪ ‬الرغبة‪ ‬في‪ ‬النوم‪.. ‬‬
‫عندما نشرع في قراءة كتاب أو مجلة أو جريدة‬
‫فإننا نعقل ما نقرؤه ‪ ,‬و اذا سرحنا في موضع عدنا‬
‫القراءة ‪ :..‬هذا‬ ‫التركيز مع‬
‫المراد من الكلم‬ ‫ثالثا ‪:‬‬
‫الوراء ‪ ,‬لنفهم‬ ‫بأعيننا إلى‬
‫ما نريده مع القرآن‬

‫نعم في البداية سنجد بعض الصعوبة ‪ ..‬لكن‬


‫بالمداومة و المثابرة سنعتاد ذلك‬
‫ان شاء ال ‪...‬‬
‫كيف‪ ‬لنا‪ ‬أن‪ ‬نقرأ‪ ‬القرآن‪ ‬بسلسة‪ ‬و‪ ‬تدبر‪ ‬في‬
‫المعنى هو‬ ‫رابعا ‪ :‬أن نجعل‬
‫نفس‪ ‬الوقت‪ ‬؟‬
‫المقصود‬
‫الطريقة‪ ‬السهلة‪ ‬لذلك‪ ‬أن‪ ‬نأخذ‪ ‬المعنى‬
‫الجمالي‪ ‬للية‪ , ‬و‪ ‬إذا‪ ‬وجدنا‪ ‬بعض‪ ‬اللفاظ‪ ‬ل‬
‫نعرف‪ ‬معناها‪ .. ‬نتعرف‪ ‬على‪ ‬المعنى‪ ‬من‬
‫السياق‪.. ‬‬
‫القرآن‪ ‬خطاب‪ ‬مباشر‪ ‬من‪ ‬ال‪ ‬لجميع‪ ‬البشر‪  ‬لي‪ ‬و‬
‫لك‪ ‬و‪ ‬لغيرنا‪ .. ‬هذا‪ ‬الخطاب‪ ‬قد‪ ‬يشمل‪ : ‬أسئلة‪ ‬و‬
‫أجوبة‪ , ‬ووعد‪ ‬ووعيد‪ , ‬و‪ ‬أوامر‪ ‬و‪ ‬نواهي‪.. ‬فعلينا‬
‫خامسا ‪ :‬التجاوب مع القراءة ‪:‬‬
‫أن‪ ‬نتجاوب‪ ‬مع‪ ‬الخطاب‪ ‬القرآني‪ ‬بالرد‪ ‬على‪ ‬أسئلته‬
‫‪ ,‬و‪ ‬تنفيذ‪ ‬ما‪ ‬يمليه‪ ‬من‪ ‬تسبيح‪ ‬أو‪ ‬حمد‪ ‬أو‪ ‬استغفار‬
‫أو‪ ‬سجود‪ , ‬كذلك‪ ‬التأمين‪ ‬على‪ ‬الدعاء‪ , ‬و‬
‫الستعاذة‪ ‬من‪ ‬النار‪ , ‬و‪ ‬سؤال‪ ‬الجنة‪ , ‬و‪ ‬قد‪ ‬كان‬
‫ذلك‪ ‬من‪ ‬هدي‪ ‬الرسول‪ ‬عليه‪ ‬الصلة‪ ‬و‪ ‬السلم‪ ‬و‬
‫هدي‪ ‬صحابته‪ ‬الكرام‪.. ‬‬
‫سادسا ‪ :‬ترديد الية التي تؤثر في‬
‫القلب ‪:‬‬
‫القرآن يناديكم‬
‫‪    ‬حفاظ كلم الله ‪ ،‬أنتم أعظم الخلق أجرا ً ‪،‬‬
‫وأكثرهم ثوابا ً ‪ ،‬كيف ل ‪ ،‬وأنتم تحملون في‬
‫صدوركم كلم ربكم ‪ ،‬وتسيرون بنور مولكم‬
‫وخالقكم‬
‫عن‪ ‬عائشة‪ ‬رضي‪ ‬الّ‪ ‬عنها‪ ‬قالتْ‪ : ‬قال‪ ‬رسولُ‪ ‬الِّ‪ ‬صَلّى‪ ‬ا ُ‬
‫ل‬
‫عَلَيْهِ‪ ‬وسَلّم‪ « : ‬الّذِي‪ ‬يَقرَأُ‪ ‬القُرْآنَ‪ ‬وَهُو‪ ‬ماهِرٌ‪ ‬بِهِ‪ ‬معَ‪ ‬السّفَرةِ‬
‫الكرَامِ‪ ‬البررَةِ‪ ، ‬والذي‪ ‬يقرَأُ‪ ‬القُرْآنَ‪ ‬ويتَ َتعْتَعُ‪ ‬فِيهِ‪ ‬وَهُو‪ ‬عليهِ‬
‫شَاقّ‪ ‬له‪ ‬أجْران‪ » ‬‬
‫أنتم خير الناس للناس ‪ ،‬لقد حضيتم بهذه‬
‫الخيرية على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم‬
‫أبشروا يا أهل القرآن ‪ ،‬أزف إليكم البشرى ‪ ،‬بحديث‬
‫نبي الهدى ‪ ،‬والذي يصور فيه حوار القرآن والشفاعة‬
‫لصاحبه يوم القيامة‬

‫عنِ‪ ‬النّبِيّ‪ ‬صَلّى‪ ‬الّ‪ ‬عَلَيْهِ‪ ‬وَسَّلمَ‪ ‬قَالَ‪" : ‬‬ ‫ف َعنْ‪ ‬أَبِي‪ ‬هُرَيْرَةَ‪َ  ‬‬


‫يَجِيءُ‪ ‬الْقُرْآنُ‪َ  ‬ي ْومَ‪ ‬الْقِيَامَةِ‪ ، ‬فَيَقُولُ‪ ‬يَا‪ ‬رَبّ‪ ‬حَلّهِ‪ ، ‬فَيُلْبَسُ‪ ‬تَاجَ‬
‫ا ْلكَرَامَةِ‪ُ  ، ‬ثمّ‪ ‬يَقُولُ‪ ‬يَا‪ ‬رَبّ‪ ‬زِدْهُ‪ ، ‬فَيُلْبَسُ‪ ‬حُلّةَ‪ ‬ا ْلكَرَامَةِ‪ ، ‬ثُمّ‬
‫يَقُولُ‪ ‬يَا‪ ‬رَبّ‪ ‬ارْضَ‪ ‬عَنْهُ‪ ، ‬فَيَرْضَى‪ ‬عَنْهُ‪ ، ‬فَيُقَالُ‪ ‬لَهُ‪ : ‬اقْ َرأْ‬
‫وَارْقَ‪ ‬وَتُزَادُ‪ِ  ‬ب ُكلّ‪ ‬آيَةٍ‪ ‬حَسَنَةً‪" ‬‬
‫هنيئا ً لكم حفاظ كتاب الله الكريم ‪ ،‬هنيئا ً لكم هذا الجر العظيم ‪ ،‬والثواب‬
‫الجزيل‬
‫أنتم يا أهل القرآن أعلى الناس منزلة ‪ ،‬وأرفعهم مكانة ‪،‬‬
‫ى رفيعا ً ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فلقد تسنمتم مكانا عاليا ‪ ،‬وارتقيتم مرتق ً‬
‫بحفظكم لكتاب الله‬
‫فيا حفظة كتاب الله ‪ ،‬أينما اتجهتم‬
‫فعين الله ترعاكم‬

‫اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا‪ ،‬ونور صدورنا‪ ،‬وجلء‬


‫أحزاننا ‪ ،‬اللهم اجعله شفيعاً لنا ‪ ،‬وشاهداً لنا ل شاهداً علينا ‪،‬‬
‫اللهم ألبسنا به الحلل ‪ ،‬وأسكنا به الظلل ‪ ،‬واجعلنا به يوم‬
‫القيامة من الفائزين‬

You might also like