Professional Documents
Culture Documents
غزوات محمد الأولى
غزوات محمد الأولى
بهذه الغزوات الربع استطاع محمد الستعداد بالمال والسلح وحشد النصار
:والمهاجرين لتنفيذ ضربته الكبرى
الغزوة الخامسة :سرقة قافلة أبا سفيان -بدر الكبرى -يوم الفرقان بلغ
محمدا في رمضان الول للهجرة أن عيرا كثيرة محملة بالبضائع عائدة من
الشام الى مكة مع أبي سفيان ،وكان أبا سفيان من أغنى أغنياء مكة
وأسيادها ،فخرج محمدا مع ثلثمائة رجل مسلح لملقاته ،فبلغ المر أبا
سفيان فأرسل الى مكة والى سادتها أن يهبوا لنجدة أموالهم
كان محمدا قد حشد النصار بقيادة سعد بن معاذ ،وقال المقداد بن السود
لمحمد :لنا من الغنيمة كما للمهاجرين ولك الخمس ،امض بنا ( ول نقول
كما قال قوم موسى :اذهب انت وربك فقاتل انا ههنا قاعدون 24 -
المائدة ) وأصبح ماقالة المقداد قرآ نا (!) ،لقد فرح محمد بأتفاق النصار
والمهاجرين وقال" سيروا وأبشروا فإن الله وعدني احدى الطائفتين واني
قد رأيت مصاريع قوم" ،وجاء جبريل كعادته باليات في الوقت المناسب( :
سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق العناق واضربوا منهم
فاست َجاب لَك ُ َ
مدُّك ُ ْ
م م ِ
م أنِّي ُ
ْ م َ ْ َ َ ن َربَّك ُ ْ
غيثُو َ كل بنان 12 -النفال) و ( إِذْ ت َ ْ
ست َ ِ
َ
ن 9 -النفال) -لقد حاولت قريش أن تعود الى مكة في َ
مْرِد ِ مَلئِك َ ِ
ة ُ ن ال ْ َ
م َ بِأل ْ ٍ
ف ِ
ولم يهن عليهم قتال أخوتهم وأقاربهم وقومهم ،لقد صاح عامر بن
الحضرمي أخو عمر الحضرمي الذي أصبح من جماعة محمد" :واعمراه ..وا
أخاه" ال ان محمدا أمر بقتل الخ لخيه ،ونشبت معركة بدر ...مات فيها
أكثر من 400من أهل مكة ،مات فيها أبا الحكم (أبوجهل عم محمد الذي
كان قد رفض قتل محمد وقال" :كيف أقتل ابن أخي عبد الله؟ اللهم اوصلنا
للرحم") ،وحث أنه عندما بردت الحرب قال محمد :من ينظر لنا ماصنع
أبوجهل؟ فأنطلق ابن مسعود فوجده جريحا وقد ضربه مسعود وعوف بن
عفراء ،فأخذ بلحيته وقال له :لمن الدائرة اليوم؟ فلم يرد ،فنخزه ابن
مسعود بسيفه فقال ابو الحكم :وهل يهزم رجل قتله قومه؟ فاجتز رأسه
عبد الله بن مسعود (قطع رأسه وهو جريح) فلما بلغ محمد أمره قال لبن
مسعود أرني أياه ،فلما رآه بصق عليه وقال" :هذا فرعون هذه المة" . . .
ثم ارتحل ومعه الغنائم والسرى فلما كان بالصفراء قسم الغنائم بينه وبين
من معه
ال أن محمدا وحين وصوله للمدينة أمر بجمع الغنائم فجمعت فقال من
جمعها هي لنا وقال من هزم أهل قريش؟ لولنا ماكانت هناك غنائم ..
وأنزل ( ويسألونك عن النفال قل النفال لله والرسول 11 -النفال )
وبذلك استولى محمد على كل الغنائم ! ..كان محمد يتسلى بقتل السرى
فضرب عنق السير النضر بن الحارث في أول طريق عودته للمدينة ،ثم
حين أشرف عليها ضرب عنق عقبة ابن أبي المعيط
أسر عبد الرحمن بن عوف أمية بن خلف وابنه عليا ورآهم بلل ،وكان بلل
عبدا لهم قبل اسلمه ،وعندما أسلم عذبه امية ولكن لم يقتله ،ال ان بلل
أصرعلى ذبح السيرين بسيفه برغم استنجادهما بعبد الرحمن بن عوف
لقد انتقد سعد بن معاذ التنكيل بالسرى وقتلهم ،فقال له محمد" :كأنك
تكره مايصنع الناس؟" فقال أجل ،قتل السرى ليس من عادات العرب ،
فقال له محمد :هؤلء كفار ،فقال له سعد :من الممكن أن يكونوا مسلمين
لو تكلمنا معهم بالحسنى وقال كلمته المشهورة" :كأن الثخان في القتل
أحب اليك من استبقاء الرجال" ! ! . .كان هناك أكثر من سبعين اسيرا لهم
قصة اخرى
كان ابا بكر يرى أن يطلق سراحهم لعلهم يؤمنون بالسلم ،ولكن محمد
عاجله بالية( :ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الرض 67 -
النفال) فصار محمد يساوم أهل قريش على فدية كل أسير حتى باع أهل
قريش متاعهم وبيوتهم ليدفعوا لمحمد فدية أبنائهم -انظر المختصر من
السيرة النبوية للشيخ المام /محمد عبد الوهاب ص 91و - 92نفس
التفاصيل في تاريخ الطبري وسيرة ابن هشام
-----------------------------------
غزوة بني ُ
قريظة
وفي اليوم الذي رجع فيه رسول الله إلى المدينة( ،)1جاءه جبريل عند
الظهر ،وهو يغتسل في بيت أم سلمة ،فقال :أو قد وضعت السلح؟ فإن
الملئكة لم تضع أسلحتهم ،وما رجعت الن إل من طلب القوم ،فانهض بمن
معك إلى بني قريظة ،فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم ،وأقذف في
.قلوبهم الرعب ،فسار جبريل في موكبه من الملئكة
َ َ
م-مؤذنا ً فأذن في الناس :من كان سل ّ َ هو َ علَي ْ ِ
ه َ صل ّى الل ُ وأمر رسول اللهَ -
ن العصر إل ببني قريظة ،واستعمل على المدينة ابن ّ
صلِي َّ سامعا ً مطيعا ً فل ي َ
أم مكتوم ،وأعطي الراية علي بن أبي طالب ،وقدّمه إلى بني قريظة ،فسار
َ
صل ّىدنا من حصونهم سمع منها مقالة قبيحة لرسول اللهَ - علي حتى إذا
َّ
م
هو َ َ
سل علَي ْ ِ
ه َ-.الل ُ
َ َ
ه من المهاجرين سل ّ َ
م-في موكب ِ ِ هو َ علَي ْ ِ
ه َ صل ّى الل ُ هَ -ل الل ِ سو ُج َر ُ خَر َو َ
َ
والنصار،حتى نزل على بئر من آبار قريظة يقال لها :بئر أن ّا .وبادر
المسلمون إلى امتثال أمره ،ونهضوا من فورهم ،وتحركوا نحو قريظة،
وأدركتهم العصر في الطريق فقال بعضهم :ل نصليها إل في بني قريظة
كما أمرنا ،حتى إن رجال ً منهم صلوا العصر بعد العشاء الخرة ،وقال
بعضهم :لم يرد منا ذلك ،وإنما أراد سرعة الخروج ،فصلوها في الطريق،
.فلم يعنف واحدة من الطائفتين
هكذا تحرك الجيش َالسلمي نحو بني قريظة أرسال ً حتى تلحقوا بالنَّب ِ ّ
ي-
َ
م،-وهم ثلثة آلف ،والخيل ثلثون فرساً ،فنازلوا
سل ّ َ علَي ْ ِ
هو َ صل ّى الل ُ
ه َ َ
.حصون بني قريظة ،وفرضوا عليهم الحصار
ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلث خصال:
َ َ
م-في دينه ،فيأمنوا سل ّ َ هو َ علَي ْ ِ صل ّى الل ُ
ه َ إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمدَ -
على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم-وقد قال لهم :والله ،لقد تبين
ل ،وأنه الذي تجدونه في كتابكم-وإما أن يقتلوا ذراريهم س ٍ مْر َ
ي ُلكم أنه لنَب ٍ ّ
َّ َ َّ َ
م-بالسيوف سل َ هو َ علي ْ ِ ه َ
صلى الل ُ يَ -ونساءهم بأيديهم ،ويخرجوا إلى الن ّب ِ ّ
صل ِتِين ،يناجزونه حتى يظفروا بهم ،أو يقتلوا عن آخرهم ،وإما أن يهجموا م ْ
ُ
َّ َ َّ
م-وأصحابه ،ويكبسوهم يوم السبت؛ سل َ هو َ علي ْ ِه َ
صلى الل ُ هَ -ل الل ِ على رسو ِ
لنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه ،فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه
الخصال الثلث ،وحينئذ قال سيدهم كعب بن أسد-في انزعاج وغضب :ما
.بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازماً
ولم يبق لقريظة بعد رد هذه الخصال الثلث إل أن ينزلوا على حكم رسول
َ َ
م ،-ولكنهم أرادوا أن يتصلوا ببعض حلفائهم من سل ّ َهو َ علَي ْ ِ
ه َ صل ّى الل ُ الله َ -
المسلمين ،لعلهم يتعرفون ماذا سيحل بهم إذا نزلوا على حكمه ،فبعثوا إلى
َ َ
م-أن أرسل إلينا أبا لُبَابة نستشيره ،وكان سل ّ َهو َ علَي ْ ِ صل ّى الل ُ
ه َ هَ -
ل الل ِ رسو ِ
حليفا ً لهم ،وكانت أمواله وولده في منطقتهم ،فلما رأوه قام إليه الرجال،
فَرقَّ لهم ،وقالوا :يا أبا لبابة، ش النساء والصبيان يبكون في وجههَ ، ه َ ج َو َ
أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال :نعم؛ وأشار بيده إلى حلقه ،يقول :إنه
الذبح ،ثم علم من فوره أنه خان الله ورسوله فمضى على وجهه ،ولم يرجع
َ َ
م -حتى أتى المسجد النبوي بالمدينة،
َ سل ّ َ
هو َ علَي ْ ِ
ه َ صل ّى الل ُ هَ -ل الل ِ إلى رسو ِ
ه َ
علي ْ ِ ه َ صلى الل ّ فربط نفسه بسارية المسجد ،وحلف أل يحله إل رسول اللهَ -
ُ َ َ
صل ّى َ الله- رسول م-بيده ،وأنه ل يدخل أرض بني قريظة أبداً.فلما بلغ سل ّ َ و َ
َّ َ
م-خبره-وكان قد استبطأه-قال(:أما إنه لو جاءني لستغفرت سل َ هو َ علي ْ ِ ه َ الل ُ
له ،أما إذ قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله
(.عليه)(2
وبرغم ما أشار إليه أبو لبابة قررت قريظة النزول على حكم رسول الله
َ َ
م ،-ولقد كان باستطاعة اليهود أن يتحملوا الحصار سل ّ َ
هو َ علَي ْ ِ صل ّى الل ُ
ه َ َ -
الطويل؛ لتوفر المواد الغذائية والمياه والبار ومناعة الحصون؛ ولن
المسلمين كانوا يقاسون البرد القارس والجوع الشديد وهم في العراء ،مع
شدة التعب الذي اعتراهم؛ لمواصلة العمال الحربية من قبل بداية معركة
الحزاب ،إل أن حرب قريظة كانت حرب أعصاب ،فقد قذف الله في قلوبهم
الرعب ،وأخذت معنوياتهم تنهار ،وبلغ هذا النهيار إلى نهايته بعد أن تقدم
علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ،وصاح علي :يا كتيبة اليمان،والله
(.لذوقن ما ذاق حمزة أو لفتحن حصنهم(3
َ َ
م،-وأمرسل ّ َ
هو َ علَي ْ ِ صل ّى الل ُ
ه َ هَ -
ل الل ِ حكْم ِ َر ُ
سو ِ وحينئذ بادروا إلى النزول على ُ
َ َ
م -باعتقال الرجال ،فوضعت القيود في سل ّ َ علَي ْ ِ
هو َ صل ّى الل ُ
ه َ رسول الله َ -
أيديهم تحت إشراف محمد بن مسلمة النصاري ،وجعلت النساء والذراري
َ
صل ّى الل ُ
ه بمعزل عن الرجال في ناحية ،وقامت الوس إلى رسول الله َ -
َ
م -فقالوا :يا رسول الله ،قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت،سل ّ َ
هو َعلَي ْ ِ
َ
وهم حلفاء إخواننا الخزرج ،وهؤلء موالينا ،فأحسن فيهم ،فقال( :أل
ند ِ
ب ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟) قالوا:بلى.قال(:فذاك إلى سع ِ
عاٍذ)(.)4قالوا :قد رضينام َ َ .
عاذ ،وكان في المدينة لم يخرج معهم للجرح الذي م َ
ن َ
دب ِ فأرسل إلى سع ِ
حلَه في معركة الحزاب .فأُركب حماراً ،وجاء إلى رسول كان قد أصاب أك ْ ُ
َ ّ َ َ
ه :يا سعد ،أجمل َ
م ،-فجعلوا يقولون ،وهم كن َ َ
في ْ ِ سل َ هو َ علي ْ ِ ه َ صل ّى الل ُ الله َ -
في مواليك ،فأحسن فيهم ،فإن رسول الله قد حكمك لتحسن فيهم ،وهو
ساكت ل يرجع إليهم شيئاً ،فلما أكثروا عليه قال :لقد آن لسعد أل تأخذه
في الله لومة لئم ،فلما سمعوا ذلك منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعى
.إليهم القوم
َ َ
م-قال للصحابة( :قوموا إلى سل ّ َ علَي ْ ِ
هو َ صل ّى الل ُ
ه َ يَ -ولما انتهى سعد إلى النَّب ّ
سيدكم)( ،)5فلما أنزلوه قالوا :يا سعد ،إن هؤلء قد نزلوا على حكمك .قال:
وحكمي نافذ عليهم؟ قالوا :نعم .قال :وعلى المسلمين؟ قالوا :نعم ،قال:
َ
صل ّى الل ُ
ه من هاهنا؟ وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله َ - َّ
وعلى
ما .قال( :نعم ،وعلي) .قال :فإني أحكم فيهم م -إجلل له وتعظي ً ً سل َ هو َ علَي ْ ِ
َ
َّ
صلى َ الله- رسول فقال الموال، وتقسم الذرية، وتسبي الرجال، يقتل أن
َ
م( :-لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات)(6 سل ّ َهو َ علَي ْ ِ ه َ(.الل ُ
وكان حكم سعد في غاية العدل والنصاف ،فإن بني قريظة ،بالضافة إلى
ما ارتكبوا من الغدر الشنيع ،كانوا قد جمعوا لبادة المسلمين ألفاً
وخمسمائة سيف ،وألفين من الرماح ،وثلثمائة درع ،وخمسمائة ترس،
فة ،حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم ج َ
ح َ
.و َ
َ َ
م-فحبست بنو قريظة في دار بنت سل ّ َ علَي ْ ِ
هو َ صل ّى الل ُ
ه َ وأمر رسول اللهَ -
الحارث امرأة من بني النجار ،وحفرت لهم خنادق في سوق المدينة ،ثم أمر
بهم ،فجعل يذهب بهم إلى الخنادق أرسال ً أرسالً ،وتضرب في تلك الخنادق
أعناقهم .فقال من كان بعد في الحبس لرئيسهم كعب بن أسد :ما تراه
يصنع بنا؟ فقال :أفي كل موطن ل تعقلون؟ أما ترون الداعي ل ينزع؟
والذاهب منكم ل يرجع؟ هو والله القتل -وكانوا ما بين الستمائة إلى
.السبعمائة ،فضربت أعناقهم
وقتل مع هؤلء شيطان بني النضير ،وأحد أكابر مجرمي معركة الحزاب
حيي بن أخطب والد صفية أم المؤمنين-رضي الله عنها-كان قد دخل مع
بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان؛ وفاءً لكعب بن
أسد بما كان عاهده عليه حينما جاء يثيره على الغدر والخيانة أيام غزوة
َ
حل ّة قد شقها من كل ناحية بقدر أنملة لئل الحزاب ،فلما أتى به -وعليه ُ
َ َّ
ه
ْ ِ ي عل
َ ه
ُ الل ى صل
َ - الله لرسول قال بحبل، عنقه سلَبَها-مجموعة يداه إلى يُ ْ
َ َّ
غلب. م :-أما والله ما لمت نفسي في معاداتك ،ولكن من يُغالب الله ي ُ ْ سل َ و َ
مة كتبها الله على ح ْ
َ َ َ ملو رَ د َ
ق و كتاب الله، بأمر بأس ل الناس، أيها قال: ثم
.بني إسرائيل ،ثم جلس ،فضربت عنقه
وقتل من نسائهم امرأة واحدة كانت قد طرحت الرحى على َ َ
ويْد خل ّد بن ُ
س َ
.فقتلته ،فقتلت لجل ذلك
ت ،وترك من لم ينبت ،فكان ممن لموكان قد أمر رسول الله بقتل من أنْب َ َ
قَرظِي ،فترك حيا ً فأسلم ،وله صحبة .ينبت عطية ال ُ
واستوهب ثابت بن قيس ،الزبير بن باطا وأهله وماله -وكانت للزبير يد عند
َ َ
م ،-فقال له ثابت بن سل ّ َهو َ
َّ
علَي ْ ِه َ ُ صل ّى الل
ثابت -فوهبهم له رسول الله َ َ -
م -إلي ،ووهب لي مالك َ َ سل و ه
ْ ِ يَ عل
َ ه
ُ الل ى صل ّ
قيس :قد وهبك رسول الله َ -
وأهلك فهم لك .فقال الزبير بعد أن علم بمقتل قومه :سألتك بيدي عندك يا
ثابت إل ألحقتني بالحبة ،فضرب عنقه ،وألحقه بالحبة من اليهود ،واستحيا
.ثابت من ولد الزبير بن باطا عبد الرحمن بن الزبير ،فأسلم وله صحبة
وأسلم منهم تلك الليلة نفر قبل النزول ،فحقنوا دماءهم وأموالهم
.وذراريهم
وخرج تلك الليلة عمرو بن سعدي-وكان رجل ً لم يدخل مع بني قريظة في
َ َ
م-فرآه محمد بن مسلمة قائد سل ّ َ هو َ علَي ْ ِ ه َ صل ّى الل ُ غدرهم برسول الله َ
.الحرس النبوي ،فخلى سبيله حين عرفه ،فلم يعلم أين ذهب
َ َ
م-أموال بني قريظة بعد أن أخرج سل ّ َ هو َ علَي ْ ِ ه َ صل ّى الل ُ وقسم رسول اللهَ -
منها الخمس ،فأسهم للفارس ثلثة أسهم؛ سهمان للفرس وسهم للفارس،
وأسهم للراجل سهما ً واحداً ،وبعث من السبايا إلى نجد تحت إشراف سعد
.بن زيد النصاري فابتاع بها خيل ً وسلحاً
َ َ
حانة بنت
م -لنفسه من نسائهم َري ْ َ سل ّ َهو َ علَي ْ ِ ه َ صل ّى الل ُ واصطفى رسول اللهَ -
خنَافة ،فكانت عنده حتى توفي عنها وهي في ملكه ،هذا ما قاله عمرو بن ُ
(.ابن إسحاق(7
َ َ
م-أعتقها ،وتزوجها سنة 6هـ، سل ّ َ هو َ علَي ْ ِ ه َ صل ّى الل ُ وقــال الكلبي :إنهَ -
(.وماتت مرجعـه مـن حجة الـوداع ،فدفنها بالبقيـع 8
(
ولما تم أمر قريظة أجيبت دعوة العبد الصالح سعد بن معاذ -رضي الله عنه-
َ َ
سل ّ َ
م -قد علَي ْ ِ
هو َ ه َ صل ّى الل ُ يَ - التي قدمنا ذكرها في غزوة الحزاب-وكان النَّب ّ
ضرب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب ،فلما تم أمر قريظة انتقضت
م-وفي المسجد خيمة ه ْع ُ ه فلم يَُر ْ جراحته .قالت عائشة :فانفجرت من لَبَّت ِ ِ
من بني غفار -إل والدم يسيل إليهم ،فقالوا :يا أهل الخيمة ،ما هذا الذي
.يأتينا من قبلكم ،فإذا سعد يغذو جرحه دماً ،فمات منها
َ َ
م -قال( :اهتز سل ّ َهو َ علَي ْ ِه َ صل ّى الل ُ وفي الصحيحين عن جابر أن رسول اللهَ -
عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ( .}9وصحح الترمذي من حديث أنس قال:
لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون :ما أخف جنازته ،فقال
َ َ
م( :-إن الملئكة كانت تحمله(10 سل ّ َ علَي ْ ِ
هو َ صل ّى الل ُ
ه َ }.رسول الله َ -
ويْد
س َ
قتل في حصار بني قريظة رجل واحد من المسلمين ،وهو خلد بن ُ
سنان بن الذي طرحت عليه الرحى امرأة من قريظة .ومات في الحصار أبو ِ
شةعكَّا َ
صن أخو ُ
ح َ
م ْ
ِ .
وأما أبو لُبابة ،فأقام مرتبطا ً بالجذع ست ليال ،تأتيه امرأته في وقت كل
صلة فتحله للصلة ،ثم يعود فيرتبط بالجذع ،ثم نزلت توبته على رسول الله
َ َ
حًرا وهو في بيت أم سلمة ،فقامت على باب س َ
مَ - سل ّ َهو َ علَي ْ ِ
ه َ صل ّى الل ُ – َ
حجرتها ،وقالت :يا أبا لبابة ،أبشر فقد تاب الله عليك ،فثار الناس ليطلقوه،
َ َ
م ،-فلما مر النَّب ّ
ي سل ّ َ علَي ْ ِ
هو َ صل ّى الل ُ
ه َ فأبي أن يطلقه أحد َإل رسول اللهَ - َ
م -خارجا ً إلى صلة الصبح أطلقه سل ّ َ هو َعلَي ْ ِه َصل ّى الل ُ َ -.
وقعت هــذه الغــزوة فـي ذي القعدة سنـة 5هـ ،ودام الحصار خمساً
(.وعشريـن ليلة(11
وأنزل الله -تعالى -في غزوة الحزاب وبني قريظة آيات من سورة
الحزاب ،ذكر فيها أهم جزئيات الوقعة ،وبين حال المؤمنين والمنافقين ،ثم
تخذيل الحزاب ،ونتائج الغدر من أهل الكتاب .راجع "الرحيق المختوم" ص
292 -288.
قال ابن كثير :لنهم لما مالوا المشركين على حرب النَّب ّ
ي -صلى الله 1.
عليه وسلم -وليس من يعلم كمن ل يعلم ،وأخافوا المسلمين ،وراموا قتلهم
ليعزوا في الدنيا ،فانعكس عليهم الحال ،وانقلب إليهم القتال ،لما انشمر
المشركون وراحوا بصفقة المغبون ،فكما راموا العز ذلوا وأرادوا استئصال
المسلمين فاستؤصلوا ،ولهذا قال الله -تعالى{ :-فريقا ً تقتلون وتأسرون
.فريقاً}الحزاب 26 :يعني :قتل الرجال المقاتلة وسبي الذراري والنساء
قال القاسمي :وبتمام تلك الغزوة أراح الله المسلمين من شر مجاورة 2.
اليهود الذين تعودوا الغدر والخيانة ،ولم يبق إل بقية من كبارهم بخيبر مع
(أهلها ،وهم الذي كانوا السبب في إثارة الحزاب13(.
قال بعض العلماء :يا لله! ما أسوأ عاقبة الطيش! فقد تكون المة مرتاحة 3.
البال هادئة الخواطر ،حتى تقوم جماعة من رؤسائها بعمل غدر يظنون من
ورائه النجاح فيجلب عليهم الشرور ويشتتهم من ديارهم ،وهذا ما حصل
لليهود ،لم يوفوا بتلك العهود حسدا ً منهم وبغياً ،فتم عليهم ما تم ،فإن الله
ء قديراً}الحزاب 27 :أي وقد ل يصلح أعمالهم {وكان الله على ك ِّ
ل شي ٍ
شاهدتم بعض مقدارته ،فاعتبروا بغيرها .راجع "وقفات تربوية من السيرة
(.النبوية" ص (261-260
بيان وبال عاقبة الغدر والخيانة وأنه عائد على صاحبهما ،وفي القرآن 4.
الكريم{ :فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}الفتح{ 10 :ول يحيق المكر
.السيئ إل بأهله}فاطر43 :
بيان فضل الله على أبي لبابة في قبول توبته ،وفضل أبي لبابة في 5.
.صدق لجئه إلى ربه تعالى
تجليات الكرم والحلم والحزم المحمدي في غزوة بني قريظة يرى ذلك 6.
كل من استعرض أحداث هذه الغزوة .راجع "هذا الحبيب محمد -صلى الله
(.عليه وسلم -يا محب" (ص323
وذلك يمثل احترام السلم لختلف وجهات النظر ما دامت عن اجتهاد بريء
سليم ،والناس غالبا ً أحد رجلين :رجل يقف عند حدود النصوص الظاهرة ل
يعدوها ،ورجل يتبين حكمتها ويستكشف غايتها ،ثم يتصرف في نطاق ما
.وعى من حكمتها وغايتها ولو خالف الظاهر القريب
وكل الفريقين يشفع له إيمانه واحتسابه ،سواء أصاب الحق أو ندَّ عنه .راجع
"(.فقه السيرة" للغزالي ص (311 - 310
خلل اليهود ،يسفهون إذا أمنوا ،ويقتلوا إذا قدروا ،ويذكروا الناس 8.
من ِ
مثُل العليا إذا وجلوا ،ليستفيدوا منها وحدهم ل لشيء آخر ،أما العهود،
بال ُ
فهي آخر شيء في الحياة يقفون عنده .راجع "فقه السيرة" للغزالي (ص
313(.
كانت مغامرات نفر من طلب الزعامة سببا ً في هذه الكارثة التي حلت 9.
ببني قريظة ،ولو أن حيي بن أخطب وأضرابه سكنوا في جوار السلم،
وعاشوا على ما أوتوا من مغانم ،ما تعرضوا ول تعرض قومهم لهذا
القصاص الخطير – لكن الشعوب تدفع من دمها ثمنا ً فادحا ً لخطاء قادتها -
وفي عصرنا هذا دفع الروس واللمان وغيرهم من الشعوب أثمانا ً باهظة
.لثرة الساسة المخدوعين
ولذلك ينعى القرآن على أولئك الرؤساء مطامعهم ومطالبهم التي يحملها
م دَاَر
ه ْ
م ُ
و َ حلُّوا ْ َ
ق ْ
فرا َ
وأ َ ة الل ّ ِ
ه كُ ْ ً َ م َ ن بَدَّلُوا ْ ن ِ ْ
ع َ ذي َ
َ
م تََر إِلَى ال ّ ِ
َ
غيرهم قبلهم{ ،أل َ ْ
قَراُر} سورة إبراهيم29 - 28 : س ال ْ َ وبِئ ْ َ
ها َون َ َصل َ ْ هن َّ َ
م يَ ْ ج َ
ر َ .الْب َ َ
وا ِ
من المشركين من قريش ومن رجال يهود أناسا ً واجهوا الموت بثبات10. ،
ولن تعدم المبادئ الباطلة والنحل الهازلة اتباعا ً يفتدونها بالرواح والموال،
.غير أن شيئا ً من هذا ل يجعل الباطل حقا ً ول الجور عدلً
جواز التحكيم في أمور المسلمين ومهامهم ،قال النووي -رحمه الله –13. :
فيه جواز التحكيم في أمور المسلمين وفي مهامهم العظام ،والرجوع في
ذلك إلى حكم مسلم عدل صالح للحكم ،وقد أجمع العلماء عليه في شأن
الخوارج ،فإنهم أنكروا على عل ٍ ّ
ي التحكيم ،وأقام الحجة عليهم ،وفيه جواز
مصالحة أهل قرية أو حصن على حكم حاكم مسلم عدل صالح للحكم ،أمين
ء
على هذا المر ،وعليه الحكم بما فيه مصلحة المسلمين ،وإذا حكم بشي ٍ
(لزم به حكمه ،ول يجوز للمام ول هم الرجوع ،ولهم الرجوع قبل الحكم14(.
تأكد اليهود من نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم . -راجع "فقه السيرة 14.
(.النبوية" للبوطي ص(236-235
:للمزيد راجع
- 5مسلم ,كتاب الجهاد والسير ،باب جواز قتل من نقض العهد ()3/1388
رقم (.)1768