You are on page 1of 6

‫‪from: http://www.islamprophet.ws/index.php?

pg=des&t=m&id=200‬‬ ‫غزوة بني ُ‬


‫قريظة‬

‫غزوة بني ُ‬
‫قريظة‬
‫وقعت هــذه الغــزوة فـي ذي القعدة سنـة ‪ 5‬هــ ودام الحصار خمسا ً وعشريـن‬
‫ليلة‬

‫وفي اليوم الذي رجع فيه رسول الله إلى المدينة(‪ ،)1‬جاءه جبريل عند الظهر‪ ،‬وهو‬
‫يغتسل في بيت أم سلمة‪ ،‬فقال‪ :‬أو قد وضعت السلح؟ فإن الملئكة لم تضع‬
‫أسلحتهم‪ ،‬وما رجعت الن إل من طلب القوم‪ ،‬فانهض بمن معك إلى بني قريظة‪،‬‬
‫فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم‪ ،‬وأقذف في قلوبهم الرعب‪ ،‬فسار جبريل‬
‫في موكبه من الملئكة‪.‬‬

‫صل ِّي َّ‬


‫ن العصر إل‬ ‫وأمر محمد مؤذنا ً فأذن في الناس‪ :‬من كان سامعا ً مطيعا ً فل ي َ‬
‫ببني قريظة‪ ،‬واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم‪ ،‬وأعطي الراية علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬وقدّمه إلى بني قريظة‪ ،‬فسار علي حتى إذا دنا من حصونهم سمع منها‬
‫مقالة قبيحة لرسول الله‪-‬صلَّى الله علَيه و َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‪.-‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ه من المهاجرين والنصار‪،‬حتى نزل على بئر من آبار‬ ‫ه في موكب ِ ِ‬ ‫سو ُ‬
‫ل الل ِ‬ ‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قريظة يقال لها‪ :‬بئر أن ّا‪ .‬وبادر المسلمون إلى امتثال أمره‪ ،‬ونهضوا من فورهم‪،‬‬
‫وتحركوا نحو قريظة‪ ،‬وأدركتهم العصر في الطريق فقال بعضهم‪ :‬ل نصليها إل في‬
‫بني قريظة كما أمرنا‪ ،‬حتى إن رجال ً منهم صلوا العصر بعد العشاء الخرة‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬لم يرد منا ذلك‪ ،‬وإنما أراد سرعة الخروج‪ ،‬فصلوها في الطريق‪ ،‬فلم يعنف‬
‫واحدة من الطائفتين‪.‬‬

‫هكذا تحرك الجيش السلمي نحو بني قريظة أرسال ً حتى تلحقوا بمحمد‪ ،‬وهم‬
‫ثلثة آلف‪ ،‬والخيل ثلثون فرساً‪ ،‬فنازلوا حصون بني قريظة‪ ،‬وفرضوا عليهم‬
‫الحصار‪.‬‬

‫ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلث خصال‪ :‬إما أن‬
‫يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه‪ ،‬فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم‬
‫ل‪ ،‬وأنه الذي تجدونه‬
‫س ٍ‬
‫مْر َ‬
‫ي ُ‬
‫ونسائهم‪-‬وقد قال لهم‪ :‬والله‪ ،‬لقد تبين لكم أنه لنَب ٍ ّ‬
‫في كتابكم‪-‬وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم‪ ،‬ويخرجوا إلى محمد‬
‫صلِت ِين‪ ،‬يناجزونه حتى يظفروا بهم‪ ،‬أو يقتلوا عن آخرهم‪ ،‬وإما أن‬ ‫م ْ‬
‫بالسيوف ُ‬
‫يهجموا على محمد وأصحابه‪ ،‬ويكبسوهم يوم السبت؛ لنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم‬
‫فيه‪ ،‬فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلث‪ ،‬وحينئذ قال سيدهم كعب‬
‫بن أسد‪-‬في انزعاج وغضب‪ :‬ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر‬
‫حازماً‪.‬‬

‫ولم يبق لقريظة بعد رد هذه الخصال الثلث إل أن ينزلوا على حكم رسول الله ‪،‬‬
‫ولكنهم أرادوا أن يتصلوا ببعض حلفائهم من المسلمين‪ ،‬لعلهم يتعرفون ماذا‬
‫ه أن أرسل إلينا أبا لُبَابة‬
‫ل الل ِ‬
‫سيحل بهم إذا نزلوا على حكمه‪ ،‬فبعثوا إلى رسو ِ‬
‫نستشيره‪ ،‬وكان حليفا ً لهم‪ ،‬وكانت أمواله وولده في منطقتهم‪ ،‬فلما رأوه قام‬
‫فَرقَّ لهم‪ ،‬وقالوا‪ :‬يا أبا‬‫ش النساء والصبيان يبكون في وجهه‪َ ،‬‬ ‫ه َ‬‫ج َ‬
‫إليه الرجال‪ ،‬و َ‬
‫لبابة‪ ،‬أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال‪ :‬نعم؛ وأشار بيده إلى حلقه‪ ،‬يقول‪ :‬إنه‬
‫الذبح‪ ،‬ثم علم من فوره أنه خان الله ورسوله فمضى على وجهه‪ ،‬ولم يرجع إلى‬
‫محمد حتى أتى المسجد النبوي بالمدينة‪ ،‬فربط نفسه بسارية المسجد‪ ،‬وحلف أل‬
‫يحله إل محمدبيده‪ ،‬وأنه ل يدخل أرض بني قريظة أبداً‪.‬فلما بلغ محمدخبره‪-‬وكان‬
‫قد استبطأه‪-‬قال‪(:‬أما إنه لو جاءني لستغفرت له‪ ،‬أما إذ قد فعل ما فعل فما أنا‬
‫بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه)(‪.)2‬‬
‫وبرغم ما أشار إليه أبو لبابة قررت قريظة النزول على حكم رسول الله ولقد كان‬
‫باستطاعة اليهود أن يتحملوا الحصار الطويل؛ لتوفر المواد الغذائية والمياه والبار‬
‫ومناعة الحصون؛ ولن المسلمين كانوا يقاسون البرد القارس والجوع الشديد وهم‬
‫في العراء‪ ،‬مع شدة التعب الذي اعتراهم؛ لمواصلة العمال الحربية من قبل بداية‬
‫معركة الحزاب‪ ،‬إل أن حرب قريظة كانت حرب أعصاب‪ ،‬فقد قذف الله في‬
‫قلوبهم الرعب‪ ،‬وأخذت معنوياتهم تنهار‪ ،‬وبلغ هذا النهيار إلى نهايته بعد أن تقدم‬
‫علي بن أبي طالب والزبير بن العوام‪ ،‬وصاح علي‪ :‬يا كتيبة اليمان‪،‬والله لذوقن‬
‫ما ذاق حمزة أو لفتحن حصنهم(‪.)3‬‬

‫ه ‪ ،‬وأمر رسول الله باعتقال‬


‫ل الل ِ‬ ‫حكْم ِ َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫وحينئذ بادروا إلى النزول على ُ‬
‫الرجال‪ ،‬فوضعت القيود في أيديهم تحت إشراف محمد بن مسلمة النصاري‪،‬‬
‫وجعلت النساء والذراري بمعزل عن الرجال في ناحية‪ ،‬وقامت الوس إلى رسول‬
‫الله ‪-‬صلَّى الله علَيه و َ‬
‫م‪ -‬فقالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬قد فعلت في بني قينقاع ما قد‬ ‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫علمت‪ ،‬وهم حلفاء إخواننا الخزرج‪ ،‬وهؤلء موالينا‪ ،‬فأحسن فيهم‪ ،‬فقال‪( :‬أل‬
‫(‬
‫عاٍذ)‬
‫م َ‬
‫ن َ‬
‫دب ِ‬
‫ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟) قالوا‪:‬بلى‪.‬قال‪(:‬فذاك إلى سع ِ‬
‫‪.)4‬قالوا‪ :‬قد رضينا‪.‬‬

‫عاذ‪ ،‬وكان في المدينة لم يخرج معهم للجرح الذي كان قد‬ ‫م َ‬


‫ن َ‬
‫دب ِ‬
‫فأرسل إلى سع ِ‬
‫معركة الحزاب‪ .‬فأُركب حماراً‪ ،‬وجاء إلى رسول الله ‪-‬صل َّ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫حلَه في‬‫أصاب أك ْ ُ‬
‫علَيه و َ‬
‫ه‪ :‬يا سعد‪ ،‬أجمل في مواليك‪ ،‬فأحسن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪ ،-‬فجعلوا يقولون‪ ،‬وهم كن َفي ْ ِ‬ ‫سل ّ َ‬‫َ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫فيهم‪ ،‬فإن رسول الله قد حكمك لتحسن فيهم‪ ،‬وهو ساكت ل يرجع إليهم شيئاً‪،‬‬
‫فلما أكثروا عليه قال‪ :‬لقد آن لسعد أل تأخذه في الله لومة لئم‪ ،‬فلما سمعوا ذلك‬
‫منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعى إليهم القوم‪.‬‬
‫ولما انتهى سعد إلى النَبي‪-‬صلَّى الله علَيه و َ‬
‫م‪-‬قال للصحابة‪( :‬قوموا إلى‬ ‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫ّ ّ َ‬
‫سيدكم)(‪ ،)5‬فلما أنزلوه قالوا‪ :‬يا سعد‪ ،‬إن هؤلء قد نزلوا على حكمك‪ .‬قال‪:‬‬
‫وحكمي نافذ عليهم؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وعلى المسلمين؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وعلى‬
‫من هاهنا؟ وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله ‪-‬صلَّى الله علَيه و َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‪-‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ما‪ .‬قال‪( :‬نعم‪ ،‬وعلي)‪ .‬قال‪ :‬فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫إجلل ً له وتعظي ً‬
‫م‪( :-‬لقد‬ ‫سل َ‬‫ّ‬ ‫هو َ‬ ‫َ‬
‫علي ْ ِ‬‫ه َ‬
‫صلى الل ُ‬‫ّ‬ ‫وتسبي الذرية‪ ،‬وتقسم الموال‪ ،‬فقال رسول الله‪َ -‬‬
‫حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات)(‪.)6‬‬

‫وكان حكم سعد في غاية العدل والنصاف‪ ،‬فإن بني قريظة‪ ،‬بالضافة إلى ما‬
‫ارتكبوا من الغدر الشنيع‪ ،‬كانوا قد جمعوا لبادة المسلمين ألفا ً وخمسمائة سيف‪،‬‬
‫فة‪ ،‬حصل عليها‬ ‫ج َ‬
‫ح َ‬
‫وألفين من الرماح‪ ،‬وثلثمائة درع‪ ،‬وخمسمائة ترس‪ ،‬و َ‬
‫المسلمون بعد فتح ديارهم‪.‬‬

‫وأمر رسول الله فحبست بنو قريظة في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار‪،‬‬
‫وحفرت لهم خنادق في سوق المدينة‪ ،‬ثم أمر بهم‪ ،‬فجعل يذهب بهم إلى الخنادق‬
‫أرسال ً أرسالً‪ ،‬وتضرب في تلك الخنادق أعناقهم‪ .‬فقال من كان بعد في الحبس‬
‫لرئيسهم كعب بن أسد‪ :‬ما تراه يصنع بنا؟ فقال‪ :‬أفي كل موطن ل تعقلون؟ أما‬
‫ترون الداعي ل ينزع؟ والذاهب منكم ل يرجع؟ هو والله القتل ‪-‬وكانوا ما بين‬
‫الستمائة إلى السبعمائة‪ ،‬فضربت أعناقهم‪.‬‬

‫وهكذا تم استئصال أفاعي الغدر والخيانة‪ ،‬الذين كانوا قد نقضوا الميثاق المؤكد‪،‬‬
‫وعاونوا الحزاب على إبادة المسلمين في أحرج ساعة كانوا يمرون بها في‬
‫حياتهم‪ ،‬وكانوا قد صاروا بعملهم هذا من أكابر مجرمي الحروب الذين يستحقون‬
‫المحاكمة والعدام‪.‬‬

‫وقتل مع هؤلء شيطان بني النضير‪ ،‬وأحد أكابر مجرمي معركة الحزاب حيي بن‬
‫أخطب والد صفية أم المؤمنين‪-‬رضي الله عنها‪-‬كان قد دخل مع بني قريظة في‬
‫حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان؛ وفاءً لكعب بن أسد بما كان عاهده‬
‫عليه حينما جاء يثيره على الغدر والخيانة أيام غزوة الحزاب‪ ،‬فلما أتى به ‪-‬وعليه‬
‫َ‬
‫سلَبَها‪-‬مجموعة يداه إلى عنقه بحبل‪،‬‬‫حل ّة قد شقها من كل ناحية بقدر أنملة لئل ي ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪ :-‬أما والله ما لمت نفسي في معاداتك‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬ ‫علَي ْ ِ‬
‫هو َ‬ ‫صل ّى الل ُ‬
‫ه َ‬ ‫قال لرسول الله ‪َ -‬‬
‫غلَب‪ .‬ثم قال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬ل بأس بأمر الله‪ ،‬كتاب و َ‬
‫قدَر‬ ‫ولكن من يُغالب الله ي ُ ْ‬
‫مة كتبها الله على بني إسرائيل‪ ،‬ثم جلس‪ ،‬فضربت عنقه‪.‬‬ ‫مل ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫و َ‬
‫وقتل من نسائهم امرأة واحدة كانت قد طرحت الرحى على َ َ‬
‫ويْد فقتلته‪،‬‬ ‫خل ّد بن ُ‬
‫س َ‬
‫فقتلت لجل ذلك‪.‬‬

‫ت‪ ،‬وترك من لم ينبت‪ ،‬فكان ممن لم ينبت‬


‫وكان قد أمر رسول الله بقتل من أنْب َ َ‬
‫قَرظِي‪ ،‬فترك حيا ً فأسلم‪ ،‬وله صحبة‪.‬‬ ‫عطية ال ُ‬

‫واستوهب ثابت بن قيس‪ ،‬الزبير بن باطا وأهله وماله ‪-‬وكانت للزبير يد عند ثابت‪-‬‬
‫فوهبهم له رسول الله ‪-‬صلَّى الله علَيه و َ‬
‫م‪ ،-‬فقال له ثابت بن قيس‪ :‬قد وهبك‬ ‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬
‫رسول الله ‪-‬صلَّى الله علَي َه و َ‬
‫م‪ -‬إلي‪ ،‬ووهب لي مالك وأهلك فهم لك‪ .‬فقال‬ ‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫الزبير بعد أن علم بمقتل قومه‪ :‬سألتك بيدي عندك يا ثابت إل ألحقتني بالحبة‪،‬‬
‫فضرب عنقه‪ ،‬وألحقه بالحبة من اليهود‪ ،‬واستحيا ثابت من ولد الزبير بن باطا عبد‬
‫الرحمن بن الزبير‪ ،‬فأسلم وله صحبة‪.‬‬

‫واستوهبت أم المنذر سلمى بنت قيس النجارية رفاعة بن سموأل القرظي‪ ،‬فوهبه‬
‫لها فاستحيته‪ ،‬فأسلم وله صحبة‪.‬‬

‫وأسلم منهم تلك الليلة نفر قبل النزول‪ ،‬فحقنوا دماءهم وأموالهم وذراريهم‪.‬‬

‫وخرج تلك الليلة عمرو بن سعدي‪-‬وكان رجل ً لم يدخل مع بني قريظة في غدرهم‬
‫برسول الله صلَّى الله علَيه و َ‬
‫م‪-‬فرآه محمد بن مسلمة قائد الحرس النبوي‪،‬‬‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫فخلى سبيله حين عرفه‪ ،‬فلم يعلم أين ذهب‪.‬‬

‫وقسم محمدأموال بني قريظة بعد أن أخرج منها الخمس‪ ،‬فأسهم للفارس ثلثة‬
‫أسهم؛ سهمان للفرس وسهم للفارس‪ ،‬وأسهم للراجل سهما ً واحداً‪ ،‬وبعث من‬
‫السبايا إلى نجد تحت إشراف سعد بن زيد النصاري فابتاع بها خيل ً وسلحاً ‪.‬‬

‫خنَافة‪ ،‬فكانت عنده حتى‬


‫حانة بنت عمرو بن ُ‬‫واصطفى محمد لنفسه من نسائهم َري ْ َ‬
‫توفي عنها وهي في ملكه‪ ،‬هذا ما قاله ابن إسحاق(‪.)7‬‬
‫وقــال الكلبي‪ :‬إنه‪-‬صلَّى الله علَيه و َ‬
‫م‪-‬أعتقها‪ ،‬وتزوجها سنة ‪ 6‬هـ‪ ،‬وماتت‬‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫مرجعـه مـن حجة الـوداع‪ ،‬فدفنها بالبقيـع ‪. 8‬‬
‫( )‬

‫ولما تم أمر قريظة أجيبت دعوة العبد الصالح سعد بن معاذ ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬التي‬
‫َهو َ‬ ‫قدمنا ذكرها في غزوة الحزاب‪-‬وكان النَبي ‪َ -‬‬
‫م‪ -‬قد ضرب له‬ ‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫صل ّى الل ُ‬
‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ‬
‫خيمة في المسجد ليعوده من قريب‪ ،‬فلما تم أمر قريظة انتقضت جراحته‪ .‬قالت‬
‫م‪-‬وفي المسجد خيمة من بني غفار‪ -‬إل والدم‬ ‫ه ْ‬
‫ع ُ‬ ‫عائشة‪ :‬فانفجرت من لَبَّت ِ ِ‬
‫ه فلم يَُر ْ‬
‫يسيل إليهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أهل الخيمة‪ ،‬ما هذا الذي يأتينا من قبلكم‪ ،‬فإذا سعد يغذو‬
‫جرحه دماً‪ ،‬فمات منها‪.‬‬

‫وفي الصحيحين عن جابر أن محمد قال‪( :‬اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ‬
‫(‬

‫‪ .}9‬وصحح الترمذي من حديث أنس قال‪ :‬لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال‬
‫المنافقون‪ :‬ما أخف جنازته‪ ،‬فقال رسول الله ‪-‬صلَّى الله علَيه و َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‪( :-‬إن‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫الملئكة كانت تحمله(‪.}10‬‬

‫ويْد الذي‬‫س َ‬
‫قتل في حصار بني قريظة رجل واحد من المسلمين‪ ،‬وهو خلد بن ُ‬
‫صن أخو‬
‫َ‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫بن‬ ‫سنان‬
‫طرحت عليه الرحى امرأة من قريظة‪ .‬ومات في الحصار أبو ِ‬
‫عكَّا َ‬
‫شة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وأما أبو لُبابة‪ ،‬فأقام مرتبطا ً بالجذع ست ليال‪ ،‬تأتيه امرأته في وقت كل صلة‬
‫فتحله للصلة‪ ،‬ثم يعود فيرتبط بالجذع‪ ،‬ثم نزلت توبته على رسول الله – َ‬
‫صل ّى الل ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫علَيه و َ‬
‫حًرا وهو في بيت أم سلمة‪ ،‬فقامت على باب حجرتها‪ ،‬وقالت‪ :‬يا أبا‬ ‫س َ‬
‫م‪َ -‬‬‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫لبابة‪ ،‬أبشر فقد تاب الله عليك‪ ،‬فثار الناس ليطلقوه‪ ،‬فأبي أن يطلقه أحد إل‬
‫محمد‪ ،‬فلما مر النَبي ‪-‬صلَّى الله علَيه و َ‬
‫م‪ -‬خارجا ً إلى صلة الصبح أطلقه‪.‬‬
‫سل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ‬
‫وقعت هــذه الغــزوة فـي ذي القعدة سنـة ‪ 5‬هـ‪ ،‬ودام الحصار خمسا ً وعشريـن‬
‫ليلة(‪.)11‬‬

‫وأنزل الله ‪-‬تعالى‪ -‬في غزوة الحزاب وبني قريظة آيات من سورة الحزاب‪ ،‬ذكر‬
‫فيها أهم جزئيات الوقعة‪ ،‬وبين حال المؤمنين والمنافقين‪ ،‬ثم تخذيل الحزاب‪،‬‬
‫ونتائج الغدر من أهل الكتاب‪ .‬راجع "الرحيق المختوم" ص ‪.292 -288‬‬

‫الفوائد من غزوة بني قريظة‬

‫‪ .1‬قال ابن كثير‪ :‬لنهم لما مالوا المشركين على حرب النَّب ّ‬
‫ي ‪-‬صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ -‬وليس من يعلم كمن ل يعلم‪ ،‬وأخافوا المسلمين‪ ،‬وراموا قتلهم ليعزوا في‬
‫الدنيا‪ ،‬فانعكس عليهم الحال‪ ،‬وانقلب إليهم القتال‪ ،‬لما انشمر المشركون وراحوا‬
‫بصفقة المغبون‪ ،‬فكما راموا العز ذلوا وأرادوا استئصال المسلمين فاستؤصلوا‪،‬‬
‫ولهذا قال الله ‪-‬تعالى‪{ :-‬فريقا ً تقتلون وتأسرون فريقاً}الحزاب‪ 26 :‬يعني‪ :‬قتل‬
‫الرجال المقاتلة وسبي الذراري والنساء‪.‬‬

‫ت على النَّب ّ‬
‫ي ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫عرض ُ‬‫روى المام أحمد عن عطية القرظي قال‪ُ :‬‬
‫ي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬أن ينظروا هل أنبت‬ ‫وسلم‪ -‬يوم قريظة فأمر بي النَّب ّ‬
‫بعد؟ فنظروني فلم يجدوني أنبت‪ ،‬فخلى عني‪ ،‬وألحقني بالسبي‪ ،‬وكذا رواه أهل‬
‫(‪)12‬‬
‫السنن كلهم‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫‪ .2‬قال القاسمي‪ :‬وبتمام تلك الغزوة أراح الله المسلمين من شر مجاورة اليهود‬
‫الذين تعودوا الغدر والخيانة‪ ،‬ولم يبق إل بقية من كبارهم بخيبر مع أهلها‪ ،‬وهم‬
‫(‪)13‬‬
‫الذي كانوا السبب في إثارة الحزاب‪.‬‬

‫‪ .3‬قال بعض العلماء‪ :‬يا لله! ما أسوأ عاقبة الطيش! فقد تكون المة مرتاحة البال‬
‫هادئة الخواطر‪ ،‬حتى تقوم جماعة من رؤسائها بعمل غدر يظنون من ورائه النجاح‬
‫فيجلب عليهم الشرور ويشتتهم من ديارهم‪ ،‬وهذا ما حصل لليهود‪ ،‬لم يوفوا بتلك‬
‫العهود حسدا ً منهم وبغياً‪ ،‬فتم عليهم ما تم‪ ،‬فإن الله ل يصلح أعمالهم {وكان الله‬
‫ء قديراً}الحزاب‪ 27 :‬أي وقد شاهدتم بعض مقدارته‪ ،‬فاعتبروا‬ ‫ل شي ٍ‬ ‫على ك ِّ‬
‫بغيرها‪ .‬راجع "وقفات تربوية من السيرة النبوية" ص (‪(261-260‬‬

‫‪ .4‬بيان وبال عاقبة الغدر والخيانة وأنه عائد على صاحبهما‪ ،‬وفي القرآن الكريم‪:‬‬
‫{فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}الفتح‪{ 10 :‬ول يحيق المكر السيئ إل‬
‫بأهله}فاطر‪.43 :‬‬

‫‪ .5‬بيان فضل الله على أبي لبابة في قبول توبته‪ ،‬وفضل أبي لبابة في صدق لجئه‬
‫إلى ربه تعالى‪.‬‬

‫‪ .6‬تجليات الكرم والحلم والحزم المحمدي في غزوة بني قريظة يرى ذلك كل من‬
‫استعرض أحداث هذه الغزوة‪ .‬راجع "هذا الحبيب محمد ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬يا‬
‫محب" (ص‪(323‬‬

‫ي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬مؤذنا ً فأذن في الناس‪( :‬ل يصلين أحدٌ العصر‬‫‪ .7‬أمر النَّب ّ‬
‫ي من الحزاب ومخرجه‬ ‫َ‬
‫إل في بني قريظة) البخاري‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب مرجع الن ّب ّ‬
‫إلى بين قريظة رقم (‪ .)4119‬فغربت الشمس قبل أن يأتوهم‪ ،‬فقالت طائفة من‬
‫المسلمين‪ :‬إن رسول الله لم يرد أن تدعوا الصلة فصلّوا‪ ..‬وقالت طائفة‪ :‬والله إنا‬
‫لفي عزيمة رسول الله وما علينا من إثم‪ ،‬فصلت طائفة إيمانا ً واحتساباً‪ ،‬وتركت‬
‫طائفة إيمانا ً واحتساباً‪ ،‬ولم يعنف رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬أحدا ً من‬
‫الفريقين‪ .‬قال اللباني‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬رواه البيهقي في "دلئل النبوة" من حديث‬
‫عبيد الله بن كعب‪ ،‬وحديث عائشة‪ ،‬وأخرجه عنها الحاكم (‪ )35-3/34‬وصححه على‬
‫شرط الشيخين ووافقه الذهبي‪ ،‬انظر فقه السيرة للغزالي ص ‪.311‬‬

‫وذلك يمثل احترام السلم لختلف وجهات النظر ما دامت عن اجتهاد بريء سليم‪،‬‬
‫والناس غالبا ً أحد رجلين‪ :‬رجل يقف عند حدود النصوص الظاهرة ل يعدوها‪ ،‬ورجل‬
‫يتبين حكمتها ويستكشف غايتها‪ ،‬ثم يتصرف في نطاق ما وعى من حكمتها‬
‫وغايتها ولو خالف الظاهر القريب‪.‬‬

‫وكل الفريقين يشفع له إيمانه واحتسابه‪ ،‬سواء أصاب الحق أو ندَّ عنه‪ .‬راجع "فقه‬
‫السيرة" للغزالي ص (‪(311 - 310‬‬

‫مثُل‬
‫خلل اليهود‪ ،‬يسفهون إذا أمنوا‪ ،‬ويقتلوا إذا قدروا‪ ،‬ويذكروا الناس بال ُ‬
‫‪ .8‬من ِ‬
‫العليا إذا وجلوا‪ ،‬ليستفيدوا منها وحدهم ل لشيء آخر‪ ،‬أما العهود‪ ،‬فهي آخر شيء‬
‫في الحياة يقفون عنده‪ .‬راجع "فقه السيرة" للغزالي (ص‪(313‬‬

‫‪ .9‬كانت مغامرات نفر من طلب الزعامة سببا ً في هذه الكارثة التي حلت ببني‬
‫قريظة‪ ،‬ولو أن حيي بن أخطب وأضرابه سكنوا في جوار السلم‪ ،‬وعاشوا على ما‬
‫أوتوا من مغانم‪ ،‬ما تعرضوا ول تعرض قومهم لهذا القصاص الخطير – لكن‬
‫الشعوب تدفع من دمها ثمنا ً فادحا ً لخطاء قادتها ‪ -‬وفي عصرنا هذا دفع الروس‬
‫واللمان وغيرهم من الشعوب أثمانا ً باهظة لثرة الساسة المخدوعين‪.‬‬

‫ولذلك ينعى القرآن على أولئك الرؤساء مطامعهم ومطالبهم التي يحملها غيرهم‬
‫هن َّ َ‬
‫م‬ ‫ج َ‬
‫ر َ‬ ‫م دَاَر الْب َ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ه ْ‬
‫م ُ‬
‫و َ‬ ‫حلُّوا ْ َ‬
‫ق ْ‬
‫فرا َ‬
‫وأ َ‬ ‫ة الل ّ ِ‬
‫ه كُ ْ ً َ‬ ‫م َ‬ ‫ن بَدَّلُوا ْ ن ِ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ذي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قبلهم‪{ ،‬أل َ ْ‬
‫م تََر إِلَى ال ّ ِ‬
‫قَراُر} سورة إبراهيم‪.29 - 28 :‬‬ ‫س ال ْ َ‬
‫وبِئ ْ َ‬ ‫ها َ‬ ‫صل َ ْ‬
‫ون َ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪ .10‬من المشركين من قريش ومن رجال يهود أناسا ً واجهوا الموت بثبات‪ ،‬ولن‬
‫تعدم المبادئ الباطلة والنحل الهازلة اتباعا ً يفتدونها بالرواح والموال‪ ،‬غير أن‬
‫شيئا ً من هذا ل يجعل الباطل حقا ً ول الجور عدلً ‪.‬‬

‫‪ .11‬موقف اليهود من السلم بالمس هو موقفهم من المسلمين اليوم‪ ،‬فألوف‬


‫ت وهم يحتلون فلسطين‪ ،‬والغريب أن اليهود‬ ‫من إخواننا ذبحهم اليهود في صم ٍ‬
‫ر!!‬
‫ٍّ‬ ‫بش‬ ‫مواجهتهم‬ ‫عن‬ ‫وجبنوا‬ ‫أوروبا‪،‬‬ ‫أقطار‬ ‫تركوا من نصب لهم المجازر في‬
‫ً‬
‫واستضعفوا المسلمين الذين لم يسيئوا إليهم من اثني عشر قرنا‪ ،‬فنكلوا بهم‬
‫على النحو المخزي الفاضح‪ ،‬الذي ل يزال قائما ً في فلسطين‪ ...‬تشهده وتؤيده‬
‫وتسانده دول الغرب‪ .‬فقه السيرة للغزالي ص(‪(317-316‬‬

‫‪ .12‬جواز قتال من نقض العهد‪ ،‬فالصلح والمعاهدة والستئمان بين المسلمين‬


‫وغيرهم‪ ،‬كل ذلك ينبغي احترامه على المسلمين ما لم ينقض الخرون العهد أو‬
‫ذ يجوز للمسلمين قتالهم إن رأوا المصلحة في ذلك‪.‬‬
‫الصلح أو المان‪ ،‬وحينئ ٍ‬

‫‪ .13‬جواز التحكيم في أمور المسلمين ومهامهم‪ ،‬قال النووي ‪ -‬رحمه الله –‪ :‬فيه‬
‫جواز التحكيم في أمور المسلمين وفي مهامهم العظام‪ ،‬والرجوع في ذلك إلى‬
‫حكم مسلم عدل صالح للحكم‪ ،‬وقد أجمع العلماء عليه في شأن الخوارج‪ ،‬فإنهم‬
‫ي التحكيم‪ ،‬وأقام الحجة عليهم‪ ،‬وفيه جواز مصالحة أهل قرية أو‬‫أنكروا على عل ٍ ّ‬
‫حصن على حكم حاكم مسلم عدل صالح للحكم‪ ،‬أمين على هذا المر‪ ،‬وعليه الحكم‬
‫ء لزم به حكمه‪ ،‬ول يجوز للمام ول هم‬ ‫بما فيه مصلحة المسلمين‪ ،‬وإذا حكم بشي ٍ‬
‫(‪)14‬‬
‫الرجوع‪ ،‬ولهم الرجوع قبل الحكم‪.‬‬
‫‪ .14‬تأكد اليهود من نبوة محمد ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ . -‬راجع "فقه السيرة النبوية"‬
‫للبوطي ص(‪)236-235‬‬

‫حقيقة‪ :‬لم ينقض اليهود عهدا ‪ ،‬بل كان محمد وحيي بن أخطب من نقضا العهود ‪-‬‬
‫اقرأ التفاصيل هنا‪:‬‬
‫‪http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes2258.htm‬‬

‫‪http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes2259.htm‬‬

‫‪http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes2270.htm‬‬

‫‪http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes2271.htm‬‬

‫للمزيد راجع‪:‬‬

‫"الرحيق المختوم" للمباركفوري (‪ ،)357-352‬و"ابن هشام" (‪ ،)218-3/183‬و"سبل الهدى‬


‫والرشاد في سيرة خير" العباد للصالحي (‪ ،)29-5/3‬و"عيون الثر في سيرة خير البشر"‬
‫لبن سيد الناس (‪ ،)117-2/103‬و"السيرة النبوية في ضوء المصادر الصلية" لمهدي رزق‬
‫الله أحمد (‪(464-459‬‬

‫‪ - 1‬أي رجع من غزوة الحزاب‪ ،‬وكانت في سنة خمس للهجرة‪.‬‬

‫‪ - 2‬تاريخ الطبري (‪ ،)2/100‬وابن هشام (‪.)4/197‬‬

‫‪ - 3‬ابن هشام (‪.)4/200‬‬

‫‪ - 4‬فتح الباري (‪.)7/414‬‬

‫‪ - 5‬مسلم‪ ,‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب جواز قتل من نقض العهد (‪ )3/1388‬رقم (‪.)1768‬‬

‫‪ - 6‬تفسير ابن كثير (‪.)3/479‬‬

‫‪ - 7‬انظر ابن هشام ‪.245 /2‬‬

‫‪ - 8‬تلقيح فهوم أهل الثر‪ .‬ص‪.12‬‬

‫‪ - 9‬البخاري ومسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب من فضائل سعد بن معاذ (‪ )4/1915‬رقم (‪.)2466‬‬

‫‪ - 10‬جامع الترمذي ‪.225 /2 .‬‬

‫‪ - 11‬ابن هشام ‪.228 -227 /2‬‬

‫‪ -12‬تفسير القرآن العظيم (‪.)3/478‬‬

‫‪ -13‬محاسن التأويل (‪.)13/246‬‬

‫‪ -14‬النووي على مسلم (‪.)12/92‬‬

You might also like