You are on page 1of 1

‫لماذا تحتقر نفسك؟!

)‪(1‬‬
‫ت مهما"‪" ..‬الناس ل تحبني"‪" ..‬ما زلت على الهامش"‪....‬‬
‫"لس ُ‬
‫"فلن أفضل مني"‪" ..‬فلنة أقدر مني على كسب الصدقاء"‪..‬‬

‫هل فكرت بمثل هذا من قبل؟‪ ..‬وهل ترغب في الخلص من أفكار كهذه؟‬

‫ماذا تتوقع مني إذن؟‪ ..‬وما الذي جذبك في عنوان مقالتي لتقرأها؟‬
‫أتظن أن لدي عصا سحرية تخلصك من هذا الشعور؟‪ ..‬أم أنني سأعطيك وصفة عجائبية تشفيك من اليأس والحباط؟‬

‫دقك القول يا عزيزي‪ ،‬فلو كانت لدي هذه الوسائل لجمعت بها ثروة طائلة‪ ،‬بيد أني سأسألك بعض السئلة‪ ،‬وأغوص‬
‫سأص ُ‬
‫معك في أعماق خيالك‪ ،‬ثم أدعك وشأنك‪.‬‬

‫أخبرني الن‪ :‬لماذا تشعر بأن الناس ل تحبك؟‬


‫أِلعدم قدرتك على التواصل الناجح؟‪ ..‬أم لشعورك ببعض الخجل؟‬
‫تذكر إذن أن قدرة الخرين على الحديث ولفت النظار ليست حكرا ً عليهم‪ ،‬بل يمكنك أيضا ً أن تدرب نفسك عليها‪ ،‬وأن‬
‫تسبقهم إن ملكت العزيمة على ذلك‪.‬‬
‫خصص من وقتك ربع ساعة كل يوم للتحدث بصوت عال في خلوتك‪ ،‬وتخيل أنك تحادث الناس بطلقة وانفتاح‪.‬‬
‫ل تفوت فرصة للنقاش والحوار‪ ،‬واحرص دائما على الفادة من أخطائك بعد كل جلسة‪ ،‬فهذا أفضل من أن تقول كل‬
‫مساء‪" :‬ل فائدة!‪ ..‬فأنا ل أصلح"‪.‬‬
‫تذكر أيضا ً أن هناك حالت أكثر استعصاء وسوءا ً من حالتك تم علجها‪ ،‬وتمكن أصحابها من الخوض في غمار الحياة بنجاح‪.‬‬

‫م تشعر بأنك لست مهمًا؟‬ ‫عد إلي الن لسألك من جديد‪ :‬ل َ‬‫ُ‬
‫ألن فلنا أفضل منك في دراستك‪ ،‬أم لن فلنة أكثر جمال ً من ِ‬
‫ك؟‬
‫قد تكون محقًا‪ ،‬وقد تكونين أنت أيضا ً محقة‪ ..‬ولكن هل هذا هو كل شيء؟‬
‫ت يا صديقي كل مواهبك؟‪ ..‬وهل نسيت يا أختي أنك لست جسدا ً فقط؟‬ ‫دم َ‬
‫أع ِ‬
‫ليغمض كل منكما عينيه‪ ،‬وليتفكر في نعم الله عليه‪ ،‬وليخجل من قلة شكره‪.‬‬
‫أعد ترتيب أفكارك الن‪ ،‬واجعل هذه النعم على رأس القائمة‪ ،‬ثم ارسم شخصيتك من جديد‪ ..‬و ُ‬
‫كف عن الشكوى من‬
‫فضلك!‬

‫ي في نفسك شيء؟‬ ‫أبق َ‬


‫حسنًا‪ ..‬أغمض عينيك مجددًا‪ ،‬تأمل معي في هدوء‪ ،‬وابدأ بطرح السئلة‪.‬‬
‫كنت قبل أن تولد؟‪ ..‬كيف ُولدت؟‪ ..‬لماذ ُولدت؟‪ ..‬وإلى أين أنت ذاهب؟‬‫ماذا ُ‬
‫دعني أساعدك‪..‬‬
‫سنه وضبط موازينه في مليين السنين حتى‬ ‫أنت يا عزيزي لم تكن شيئا مذكورا‪ ،‬فخلق الله الكون من عدم‪ ،‬ثم ش ّ‬
‫كله وح ّ‬
‫يتهيأ لستقبالك‪.‬‬
‫ثم خلق آدم من قبضة قبضها من تراب الرض‪ ،‬فخلقه في أحسن تقويم‪.‬‬
‫سجدًا‪ ،‬وحسده إبليس حتى أقسم أن يصرف كل عمره وجهده في‬ ‫ثم نفخ فيه من روحه‪ ،‬فعجبت منه الملئكة ووقعت له ُ‬
‫سبيل التضييق عليه‪.‬‬

‫بقلم أحمد دعدوش‬

You might also like