You are on page 1of 3

‫حكاية‬

‫إهــــــــــداء إلـــى أمـــي‬


‫أول من رأيت في وجهها‬
‫ألــوان الـــمــوت الــثلثة‬
‫الزرق – الصفر – السود‬
‫مدخل‬
‫عند الشفق ينتشر اللون الحمر بدرجاته المتفاوتة بدء من – اللون –‬
‫البرتقالي و انتهاء بالحمر الدموي هناك ‪ . . .‬في تلك المدينة المهدمة ‪.‬‬

‫حكاية بثلث عيون‬


‫في ذات يوم – ل أظنه إل بل تاريخ – سافرت لتلك المدينة كان وقت‬
‫الوصول عند الغسق – تماما – حيث يصطبغ كل شيء بالحمر الدموي‬
‫الطرقات ‪ ..‬الجدران ‪ ..‬الجبل ‪ ..‬ال‪ ( ....‬قبل أن يختفي الشفق ) تجولت‬
‫– حذرا _ بين طرقات المدينة وحطام المنازل ‪.‬‬
‫أعلم أنه هناك – يتخذ من الجبل قاعدة له – يرقبني بثلث عيون عين‬
‫مفتوحة وعين مغمضة وعين ثالثة مفوهة ‪ ,‬من عينه الثالثة انطلقت دفعة‬
‫شواظ بجوار أذني اصطدمت بجدار مجاور محدثة به فجوات عميقة و‬
‫بأذني صفير شديد – ارتعدت منه أوصالي – فركضت ‪ ..‬وعدوت ‪ ..‬و‪....‬‬
‫حتى ذهب الشفق ورفلت المدينة في وشاح أسود يرقد فوق صدره قمرا‬
‫مخسوفا ‪.‬‬
‫من بعيد تأتي الريح العجوز من خزان – أسود وأزرق و أصفر مختفي خلف‬
‫الجبل – برائحة التراب و رائحة العشب اليابس و رائحة الحطام و رائحة‬
‫العرق النتن – المتفصد خلل لحظات الشبق الحادية حيث تغتصب‬
‫العذارى وتبقر بطون المهات بقواعد العين الطويلة المفوهة – و رائحة‬
‫الموت ‪.‬‬
‫( مع الريح العجوز ) تصطك أذني بصوت أنين لجسم مزوي بأحد الركان –‬
‫المظلمة الباردة الرطبة –‬
‫دققت الرض وشققت الريح ذاهبا إليه ‪ ..‬أمسكت به كان رطبا – مثل‬
‫الضفدع – يرتعش مثل أرنب صغير سرت به خطوات وتحت الضوء الصفر‬
‫الشاحب – المنبعث من القمر المخسوف – رأيته ‪ ..‬انه قلب ! قلب من ؟‬
‫تردد السؤال في فضاء صدري كالمواج المتلحقة يرتطم بالحائط ويرتد‬
‫منه ليعود ويرتطم به ‪..‬‬
‫نظرت للقمر – المخسوف‪ -‬استجمعت قوتي وشققت القلب علني " مما‬
‫بداخله " أعرف قلب من هو ‪ ,‬فوجدت داخل القلب طرقات ومنازل‬
‫مهدمة وهو هناك – يتخذ من الجبل قاعدة له – يرقبني بثلث عيون ‪........‬‬
‫وبين تلك المنازل المهدمة وفي أحد الركان – المظلمة الباردة الرطبة –‬
‫وجدت قلبا صغيرا رطبا يرتعش شققته علني مما بداخله أعرف قلب من‬
‫هو ‪.........................‬‬
‫‪.............................‬‬
‫‪............................‬‬

‫خاتمة‬
‫في ذات يوم – ل أظنه إل بل تاريخ – عدت الى مدينتي ‪ ,‬من بعيد‬
‫أقبلت الريح العجوز من الخزان المختفي خلف الجبل برائحة‬
‫التراب والعشب اليابس والطرقات والمنازل و ‪..............‬‬
‫السنبلوين‬
‫يناير ‪1994‬‬

You might also like