‫التدخي‬

‫‪ Osama Ghandour Grace‬أسامه غندور جريس‬

‫التدخين ظاهرة من الظواهر التي إنتشرت في كثير من دول العالم‪ ,‬ولقد إتسعت دائرة هذه الظاهرة لتشمل مليين الفراد‬
‫مفن مختلف المسفتويات الجتماعيفة ومختلف العمار‪ .‬ولقفد بدأ النسفان ففي ممارسفة التدخيفن ففي عام ‪1492‬م ‪ ,‬حيفث‬
‫لحفظ الرحالة كولومبفس أن بعفض سفكان مدينفة سفان سفلفادور يدخنون التبفغ وكانوا يحملون جذورات النار ليشعلوا بهفا‬
‫العشاب التفي كانفت تتصفاعد منهفا رائحفة الدخان ليتطيبوا بهفا ‪ .‬ولقفد كان أول مفن أدخفل نبات التبفغ الى أوروبفا الطفبيب‬
‫فرانشكوهفر نانديفز الذي أرسفله فيليفب الثانفي ملك أسفبانيا ففي بعثفة إسفتكشافية‪ .‬وقفد إنتشرت عادة التدخيفن ففي القرن‬
‫الخامس عشر حيث إنتقلت هذه العادة من المكسيك إلى المكتشفين السبانيين‪ ,‬وبعد إنتصار أسبانيا في القرن السادس‬
‫عشففر إزداد إنتشار التدخيففن حيففث أقبففل الناس عليففه للتغلب على الجوع والتعففب والبرد ممففا أدي إلى إدمان العديففد مففن‬
‫الفراد على التدخين‪ .‬ومن المرجح أن يكون التبغ قد إنتقل إلى بلد النجليز عن طريق أسبانيا‪ ,‬ال أن هناك بعض الدلة‬
‫التي تشير إلى أن رالفيني أول حكام فرجينيا وفرنسيس دريك أمير التجار المشهور قد أحضر التبغ إلى إنجلترا في عام‬
‫‪1586‬وأهديا السير راللي بعضا من التبغ‪ ,‬وكان السير راللي هو أول من دخن التبغ في الغليون‪.‬‬

‫يحتوى دخان السفففيجارة على اللوف مفففن المركبات الكيميائيفففة ‪ ,‬وعندمفففا يجذب المدخفففن أنفاس السفففيجارة فإن هذه‬
‫المركبات تصل إلى الجهاز التنفسي ويؤثر البعض منها على سلمة وكفاءة هذا الجهاز‪ ,‬كما يمتص بعض هذه المركبات‬
‫البسيطة بواسطة الوعية الدموية المنتشرة في الرئة لتصل إلى الدم الذى ينقلها الى أعضاء الجسم المختلفة مثل المخ‬
‫والقلب والشرايين‪ ,‬حيث تسبب هذه المواد تغيرات في وظائف العضاء وبعد ممارسة التدخين لمدة طويلة تسبب المواد‬
‫الضارة الموجودة في الدخان حدوث إصابات في الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وأعضاء اخرى‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم المواد التي يحتويها دخان السيجارة أو السيجار أو الغليون أو الشيشة إلى القسام التالية‪:‬‬

‫مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي‪:‬‬

‫يحتوي الدخان على مواد تمتفص بوسفاطة الوعيفة الدمويفة المنتشرة ففي الرئة إلى الدم الذي يحملهفا إلى المفخ‪ ,‬وتعتفبر‬
‫مادة النيكوتين التي تنتقل عن طريق الدم إلى خليا المخ المادة التي تؤدي إلى استمتاع المدخن بالتدخين والتي تجعله‬
‫يرغففب فففي ممارسففة التدخيففن والدمان عليففه‪ .‬وتدل الدراسففات على أن النيكوتيففن يمتففص بسففهولة مففن خلل الغشيففة‬
‫المبطنة للفم وبوساطة الوعية الدموية المنتشرة في الرئة‪ ,‬ويقل إمتصاص النيكوتين بوساطة أغشية المعدة والمعاء ‪,‬‬
‫ويصل النيكوتين من الرئة إلى المخ بعد ‪ 7.5‬ثانية من جذب أنفاس السيجارة‪ ,‬وهذا يفسر سرعة تأثير النيكوتين على‬
‫المفخ حيفث يؤثفر على بعفض مراكزه ويسفبب السفتمتاع وزيادة التركيفز الفكرى والتغلب على التوتفر والقلق والتعفب‪ ,‬كمفا‬
‫يسفاعد على إرتخاء العضلت ‪ .‬وينخففض معدل النيكوتيفن ففي الدم إلى النفص بعفد حوالى ‪ 20‬دقيقة من إطفاء السفيجارة‬
‫وهذا يفسر رغبة المدخن في إشعال سيجارة أخرى بعد مدة قصيرة من إطفاء السيجارة السابقة‪.‬‬

‫ولقففد دلت البحاث على أن النيكوتيففن يسففاعد على إفراز مورفينات المففخ أو الندورفينات كمففا يسففاعد على إفراز مواد‬
‫أخرى مثفل النور أدريناليفن والدوباميفن ‪ ,‬ويسفبب إفراز هذه المواد تنشيفط مراكفز النشوة بالمفخ وهذا يؤدى إلى اسفتمتاع‬
‫المدخن بالنيكوتين ‪ ,‬كما يعد إفراز هذه المواد سبباً أساسياً من أسباب ظهور أعراض الحرمان بعد القلع عن التدخين‬
‫‪ ,‬حيث إنة عندما يقلع المدخن عن التدخين ينعدم وصول النيكوتين الى المخ وهذا يقلل من إفراز الندورفينات والمواد‬
‫الخرى التي كانت تعطي المتعة للمدخن‪ ,‬ولهذا يشتهي المدخن السيجارة بعد القلع وتظهر عليه بعض العراض التي‬
‫قد ليحتملها‪ ,‬ويحاول التغلب عليها بممارسة التدخين مرة أخرى‪.‬‬

‫يحتوي دخان السفيجارة على ‪ 15‬مادة على القفل تسفبب حدوث السفرطان ففي الففم والرئة والمرىء وأعضاء أخرى‪,‬‬
‫وتشتمفل هذه المواد مركبات النيتروزاميفن والمينات العطريفة والبنزوبيريديفن ‪ ,‬بالضاففة إلى العناصفر المشعفة مثفل‬
‫بولونيم‪.210-‬‬