You are on page 1of 7

‫عن انس بن مالك و أبي سعيد الخدري و عبد ال ابن عمرو بن‬

‫العاص قالوا‪ :‬كيف يقدر قدر دار غرسها ال بيده و جعلها مقرا‬
‫لحبابه و ملها من رحمته و كراماته و رضوانه و وصف نعيمها‬
‫بالفوز العظيم وملكها بالملك الكبير وأودعها جميع الخير بحذافيره‬
‫وطهرها من كل عيب وآفة و نقص فإن سألت عن أرضها و‬
‫تربتها فهي المسك و الزعفران و ان سالت عن سقفها فهو عرش‬
‫الرحمن و ان سألت عن بلطها فهو المسك الذفر‬
‫و ان سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ و الجوهر و ان سألت عن‬
‫بنائها فلبنة من فضة و لبنة من ذهب و ان سألت عن اشجارها‬
‫فما فيها شجرة إل وساقها من ذهب و فضة ل من الحطب و‬
‫الخشب ‪،‬‬
‫و ان سألت عن ثمرها فأمثال القلل ألين من الزبد واحلى‬ ‫‪‬‬

‫من العسل و ان سألت عن ورقها فاحسن ما يكون من‬


‫رقائق الحلل و ان سألت عن انهارها فانهار من لبن لم‬
‫يتغير طعمه و انهار من خمر لذة للشاربين و انهار من‬
‫عسل مصفى و ان سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون‬
‫و لحم طير مما يشتهون و ان سألت عن شرابهم فالتسنيم و‬
‫الزنجبيل و الكافور و ان سألت عن إنيتهم فانية الذهب و‬
‫الفضة في صفاء القوارير و ان سألت عن سعة ابوابها فبين‬
‫المصراعين مسيرة اربعين من العوام و ليأتين عليه يوم و‬
‫هو كظيظ من الزحام‬
‫و ان سألت عن تصفيق الرياح لشجارها فانها تستفز‬ ‫‪‬‬

‫بالطرب لمن يسمعها و ان سألت عن ظلها ففيها شجرة‬


‫واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائة عام ل‬
‫يقطعها و ان سألت عن سعتها فادنى أهلها يسير في ملكه و‬
‫سرره و قصوره و بساتينه مسيرة الفي عام و ان سألت‬
‫عن خيامها و قبابها ‪2‬فالخيمة الواحدة من درة مجوفة‬
‫طولها ستون ميل من تلك الخيام و ان سألت عن علليها و‬
‫جواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية تجري من‬
‫تحتها النهار و ان سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب‬
‫الطالع أو الغارب في الفق الذي ل تكاد تناله البصار‬
‫و ان سألت عن لباس أهلها فهو الحرير و الذهب و ان سألت عن‬
‫فرشها فبطائنها من استبرق مفروشة في اعلى الرتب و ان سألت‬
‫عن ارائكها فهي السرة عليها البشخانات و هي الحجال مزررة‬
‫بازرار الذهب فما لها من فروج و ل خلل و ان سألت عن وجوه‬
‫أهلها و حسنهم فعلى صورة القمر وان سألت عن اسنانهم فابناء‬
‫ثلث و ثلثين على صورة آدم عليه السلم أبي البشر وسألت عن‬
‫سماعهم فغناء ازواجهم من الحور العين و اعلى منه سماع اصوات‬
‫الملئكة و النبيين و اعلى منهما خطاب رب العالمين و ان سألت‬
‫عن مطاياهم التي يتزاورون عليها فنجائب ان شاء ال مما شاء‬
‫يسير بهم حيث شاؤوا من الجنان و ان سألت عن حليهم و شارتهم‬
‫فأساور الذهب و اللؤلؤ على الرؤوس ملبس التيجان‬
‫و ان سألت عن غلمانهم فولدان مخلدون كانهم لؤلؤ مكنون‪.‬‬

‫و ان سألت عن عرائسهم و ازواجهم فهن الكواعب التراب اللتي جرى في اعضائهن‬


‫ماء الشباب فللورد و التفاح ما لبسته الخدود و للرمان ما تضمنته النهود و اللؤلؤ‬
‫المنظوم ما حوته الثغور و للرقة و اللطافة ما دارت عليه الخصور تجري الشمس من‬
‫محاسن وجهها إذا برزت و يضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت إذا قابلت حبها فقل‬
‫ما تشاء في تقابل النيرين و إذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبين و ان ضمها إليه فما‬
‫ظنك بتعانق الغصنين يرى وجهه في صحن خدها كما يرى في المرآة التي جلها‬
‫صيقلها و يرى مخ ساقها من وراء اللحم و ل يستره جلدها و ل عظمها و ل حللها لو‬
‫اطلعت على الدنيا لملت ما بين الرض والسماء ريحا و لستنطقت افواه الخلئق تهليل‬
‫و تكبيرا و تسبيحا و لتزخرف لها ما بين الخافقين و ل غمضت عن غيرها كل عين و‬
‫لطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم و لمن من على ظهرها بال‬
‫الحي القيوم و نصيفها على رأسها خير من الدينا و ما فيها و وصالها اشهى إليه من‬
‫جميع امانيها‬
‫ل يفنى شبابها و ل تبلى ثيابها و ل يخلق ثوب جمالها و ل‬
‫يمل طيب وصالها قد قصرت طرفها على زوجها فل تطمح‬
‫لحد سواه و قصر طرفه عليها فهي غاية امنيته و هواه‬
‫ان نظر اليها سرته و ان امرها بطاعته اطاعته و ان غاب‬
‫عنها حفظته فهو معها في غاية الماني و المان هذا و لم‬
‫يطمثها قبله انس و ل جان كلما نظر اليها ملت قلبه‬
‫سرورا و كلما حدثته ملت اذنه لؤلؤا منظورما ومنثورا و‬
‫إذا برزت ملت القصر والغرفة نورا و ان غنت فيالذة‬
‫البصار و السماع و ان انست و امتعت فيا حبذا تلك‬
‫المؤانسة و المتاع و ان قبلت فل شيء اشهى إليه من‬
‫ذلك التقبيل و ان نولت فل الذ و ل اطيب من ذلك التنويل‬
‫هذا و ان سألت عن يوم المزيد وزيادة‬
‫العزيز الحميد و رؤية وجهه المنزه‬
‫عن التمثيل و التشبيه كما ترى الشمس‬
‫في الظهيرة و القمر ليلة البدر‬

You might also like