You are on page 1of 79

‫هل الخلف وارد؟‬

‫• من قدوتنا؟‪-:‬‬
‫*النبى ‪-:‬‬ ‫•‬
‫‪-‬اختلف مع قومه‪0‬‬ ‫•‬
‫‪-‬اختلف مع زوجاته‪0‬‬ ‫•‬
‫*أمهات المؤمنين ‪-:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬قصة المغافير‬ ‫•‬
‫‪-‬لقاءالنبى ومارية‪0‬‬ ‫•‬
‫أبوذر وبلل‬
‫• *ماسبب الخلف‪.‬‬
‫• *ماذا فعل أبو ذر ؟‬
‫• *كيف رد بلل ؟‬
‫• *بماذا استجاب رسول ال ؟‬
‫• ماذا فعل أبوذر ؟‬
‫• كيف استجاب بلل ؟‬
‫• من منا مثل أبو ذر وبلل ؟‬
‫أبو بكر وعمر‬
‫اختلفا فى أمر حروب الردة‪0‬‬ ‫•‬
‫أنكر عمر على أبو بكر رأيه وأنكر أبوبكر على‬ ‫•‬
‫عمر رأيه‪00‬فهل اتهم أحدهم الخرفى نيته؟!‬
‫رغم أن رأى أبوبكرلم يكن موافقا لسمته الذى‬ ‫•‬
‫عهده منه عمر‪ 00‬فهل اتهمه أو ظن به عمر‬
‫أنه يريد لنفسه زعامة بعد رسول الله‪0‬‬
‫ورغم أن رأى عمر لم يكن موافقا لسمته الذى‬ ‫•‬
‫عرفه عنه أبوبكر‪ 00‬فهل اتهمه أو ظن به أبو‬
‫بكر أنه يريد لبى بكر فشل أو يريد لنفسه‬
‫زعامة؟!!‬
‫وكيف انتهى بهم الخلف فى الرأى؟‬ ‫•‬
‫أليسوا نجومنا التى نهتدى بالقتداء بها؟!!‬ ‫•‬
‫موسى وهارون‬
‫لماذا اختار موسى هارون وزيرا؟‬ ‫•‬
‫هل زكى الله سبحانه وتعالى هذا الختيار‬ ‫•‬
‫وأجابه إليه؟‬
‫عاد موسى من لقاء ربه فوجد قومه أشركوا‬ ‫•‬
‫وعبدوا العجل فكيف عاتب أخاه؟‬
‫بماذا اعتذر هارون ؟‬ ‫•‬
‫هل عاتبه موسى على اختياره؟‬ ‫•‬
‫هل أنكر عليه ربه مافعل؟‬ ‫•‬
‫هل وحدة المة أهم من السكوت عن ذنب‬ ‫•‬
‫كبير؟‬
‫الصلح بين المتخاصمين‬
‫• ‪ -1‬تنفيذ لمر الله تعالى‪ ،‬لتحقيق معنى الخوّة‬
‫والسرة الواحدة في المجتمع المسلم‪ ،‬قال تعالى‪{:‬‬
‫إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم‪}..‬‬
‫(الحجرات‪.)10:‬‬
‫ض للخصومات بين المتخاصمين‪ ،‬وقطع دابر‬ ‫• ‪ -2‬ف ّ‬
‫الخلف المؤدي الى الشقاق‪ ،‬قال تعالى‪{:‬وأطيعوا الله‬
‫ورسوله ول تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم‪(}..‬النفال‪:‬‬
‫‪.)49‬‬
‫• ‪ --3‬المحافظة على المجتمع المسلم نظيفا من‬
‫الخصومات والنزاعات وقطعها‪ ،‬والحرص على‬
‫التماسك الجتماعي‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم‪«:‬مثل‬
‫المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم‪ ،‬مثل‬
‫الجسد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد‬
‫‪-4‬قطع دابر الشيطان والتحريش بين‬
‫المؤمنين‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم‪«:‬إن‬
‫الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون‬
‫ولكن في التحريش بينهم»‬
‫• ‪-5‬دعوة الى دين الله تعالى في‬
‫المجتمع‪ ،‬قال تعالى‪ {:‬ادع الى سبيل‬
‫ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة‬
‫وجادلهم بالتي هي أحسن‪(}...‬النحل‪125 :‬‬

‫• ‪-6‬أمر بالمعروف ونهي عن المنكر‪ ،‬لما‬


‫يحدث أثناء الخصام واستمراره‪،‬‬
‫والنتصار للذات ومحاولة النتقام‪،‬‬
‫فيكون الصلح قطعا لكل هذا المنكر‪،‬‬
‫قال تعالى‪{:‬كنتم خير أمة أخرجت‬
‫الحق لصحابه‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم‬
‫‪«:‬انصر أخاك ظالما أو مظلوما‪ .‬فقال رجل‪:‬يا‬
‫رسول الله‪ :‬أنصره إذا كان مظلوما‪ ،‬أرأيت إن‬
‫كان ظالما‪ ،‬كيف أنصره؟ قال‪ :‬تحجزه أو تمنعه‬
‫والتقوى الذي‬ ‫ذلكالبر‬
‫نصره»‬ ‫فإنعلى‬
‫التعاون‬ ‫• ‪ -8‬تحقيق‬
‫منمبدأ‬
‫الظلم‪،‬‬
‫أمر به الله تعالى في قوله‪{:‬وتعاونوا‬
‫على البِّر والتقوى‪( }..‬المائدة‪.)20:‬‬

‫‪ -9‬تحقيق معنى الشفاعة الحسنة في‬


‫المجتمع‪ ،‬لقوله تعالى‪{:‬ومن يشفع‬
‫شفاعة حسنة يكن له نصيب‬
‫منها}(النساء‪ ،)85:‬وقال صلى الله عليه‬
‫وسلم‪«:‬اشفعوا تؤجروا» (مسلم‪.)2627:‬‬
‫كذلك‬
‫• ‪ -10‬تحقيق معنى النصيحة‪ ،‬وهي إرادة‬
‫الخير للخرين‪ ،‬من خلل الصلح بين‬
‫المتخاصمين‪ ،‬وقد أمر رسول الله بذل‬
‫متهم‪ ،‬قال‬‫النصح لئمة المسلمين وعا ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪« :‬الدين النصيحة‪،‬‬
‫قلنا‪ :‬لمن‪ ،‬قال‪ :‬لله وكتابه ولرسوله‬
‫متهم»‪.‬‬ ‫ولئمة المسلمين وعا ّ‬

‫• ‪-11‬تحقيق معنى روح العفو بين‬


‫المتخاصمين في المجتمع المسلم‪ ،‬حيث‬
‫أن منزلة العفو كبيرة‪ ،‬وأجره عظيم‪ ،‬بل‬
‫ولننسى‬
‫• ‪-12‬تنفيس للكربات وتفريج للهموم‬
‫وستر للعورات والعيوب‪ ،‬قال ‪«:‬من‬
‫فس عن مسلم كربة من كرب الدنيا‬ ‫ن ّ‬
‫فس الله عنه كربة من كرب يوم‬ ‫ن ّ‬
‫القيامة‬
‫• ‪ -13‬حقن لدماء المسلمين‪ ،‬والحفاظ‬
‫على أرواحهم وممتلكاتهم‪ ،‬لما يصلها‬
‫من دمار من جراء استمرار النزاع‬
‫والخصام‪ ،‬فكان الصلح حقنا لهذه‬
‫الدماء التي تسيل في غير طاعة الله‬
‫وأرواح تزهق حمية جاهلية وانتقاما‬
‫للمحبة في الله ثمرات طيبة يجنيها‬
‫المتحابون من ربهم في الدنيا و الخرة‬
‫منها‪:‬‬
‫• ‪ )1‬محبة الله تعالى ‪:‬‬
‫عن معاذ قال ‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫يقول ‪" :‬قال الله تبارك و تعالى ‪:‬‬
‫ي‪،‬و‬‫وجبت محبتي للمتحابين ف ّ‬
‫ي‪،‬و‬ ‫ي و المتزاورين ف ّ‬
‫المتجالسين ف ّ‬
‫ي‪0‬‬‫المتباذلين ف ّ‬

‫• ‪ )2‬أحبهما إلى الله أشدّهما حبا‬


‫لصاحبه ‪:‬‬
‫عن أبي الدرداء يرفعه قال ‪ ":‬ما من‬
‫كذلك‬
‫• ‪)3‬الكرامة من الله ‪:‬‬
‫عن أبي أمامة قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ " :‬ما‬
‫ب عبدا لله إل أكرمه الله عز وجل "‬‫من عبد أح ّ‬

‫وإكرام الله للمرء يشمل إكرامه له باليمان ‪،‬‬


‫والعلم النافع ‪ ،‬والعمل الصالح ‪ ،‬و سائر صنوف‬
‫النِّعم‪0‬‬

‫ل عرش الرحمن ‪:‬‬ ‫• ‪ )4‬الستظلل في ظ ّ‬


‫ن‬
‫عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله ‪" :‬إ ّ‬
‫الله تعالى يقول يوم القيامة ‪ :‬أين المتحابون‬
‫كما أنه‬
‫• ‪ )5‬وجد طعم اليمان ‪:‬‬
‫ب أن يجد طعم‬ ‫قال ‪ " :‬من أح ّ‬
‫ب المرء ل يحبه إل لله”‪.‬‬ ‫اليمان فليح ّ‬
‫• ‪ )6‬وجد حلوة اليمان‪:‬‬
‫ن فيه‬
‫قال رسول الله ‪ " :‬ثلث من ك ّ‬
‫وجد حلوة اليمان ‪ :‬أن يكون الله و‬
‫ب إليه مما سواهما ‪ ،‬و أن‬ ‫رسوله أح ّ‬
‫ب المرء ل يحبه إل لله ‪ ،‬و أن يكره‬ ‫يح ّ‬
‫أ يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه‬
‫‪ ،‬كما يكره أن يلقى في النار "‬
‫وليخفى‬
‫• ‪ )7‬استكمال اليمان ‪:‬‬
‫عن أبي أمامة قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫ب لله ‪ ،‬و أبغض لله ‪ ،‬و‬
‫‪ " :‬من أح ّ‬
‫أعطى لله ‪ ،‬و منع لله ‪ ،‬فقد استكمل‬
‫اليمان " ‪.‬‬

‫• ‪ )8‬دخول الجنة‪:‬‬
‫عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪ " :‬ل تدخلون الجنة حتى تؤمنوا‬
‫و ل تؤمنوا حتى تحابوا ‪ ،‬أول أدلّكم‬
‫كذلك‬
‫• ‪ )9‬قربهم من الله تعالى و مجلسهم منه يوم‬
‫القيامة ‪:‬‬
‫ن لله عبادا ليسوا بأنبياء و ل‬
‫قال النبى ‪:‬إ ّ‬
‫شهداء ‪ ،‬يغبطهم النبيون و الشهداء بقربهم و‬
‫مقعدهم من الله يوم القيامة " هم عباد من‬
‫عباد الله من بلدان شتى ‪ ،‬و قبائل شتى من‬
‫شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون‬
‫بها ‪ ،‬و ل دنيا يتباذلون بها ‪ ،‬يتحابون بروح الله ‪،‬‬
‫يجعل الله وجوههم نورا و يجعل لهم منابر من‬
‫لؤلؤ قدام الناس ‪ ،‬و ل يفزعون ‪ ،‬و يخاف‬
‫الناس و ل يخافون "‬
‫• ‪ )10‬وجوههم نورا يوم القيامة ‪:‬‬
‫من الحديث السابق في قوله ‪ ":‬يجعل الله‬
‫ماذا لهم؟‬
‫• ‪ )11‬لهم منابر من لؤلؤ‪:‬‬
‫نفس الحديث السابق في قوله ‪ ":‬يجعل لهم‬
‫منابر من لؤلؤ قدام الناس "‬
‫•‬
‫‪ )12‬لهم منابر من نور ‪:‬‬
‫ن لله عبادا ليسوا بأنبياء و ل‬‫• قال رسول الله ‪ " :‬إ ّ‬
‫شهداء يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم‬
‫من الله تعالى ‪ ،‬و مجلسهم منه " ‪ ،‬فجثا أعرابي على‬
‫ركبتيه فقال ‪ :‬يا رسول الله صفهم لنا و جل ِّهم لنا ؟‬
‫قال‪ ":‬قوم من أقناء الناس من نّزاع القبائل ‪ ،‬تصادقوا‬
‫ل لهم يوم‬ ‫في الله و تحابّوا فيه ‪ ،‬يضع الله عّز و ج ّ‬
‫القيامة منابر من نور ‪ ،‬يخاف الناس و ل يخافون ‪ ،‬هم‬
‫ل الذين ل خوف عليهم و ل هم‬ ‫أولياء الله عّز و ج ّ‬
‫يحزنون "‬
‫ولهم أيضا‬
‫• ‪ )13‬يغبطهم النبياء و الشهداء يوم القيامة‪:‬‬
‫من الحديثين السابقين ‪ :‬حديث الشعري و ابن‬
‫عمر في قوله ‪ ":‬يغبطهم الشهداء و النبيون‬
‫يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ‪،‬و مجلسهم‬
‫منه ‪0‬‬
‫‪ )14‬تسميتهم بأولياء الله ‪:‬‬
‫من حديث ابن عمر السابق في قوله ‪ ":‬هم‬
‫أولياء الله عز و جل "‬
‫‪ )15‬انتفاء الخوف و الحزن عنهم يوم القيامة ‪:‬‬
‫من الحديثين السابقين ‪ :‬حديث الشعري و ابن‬
‫عمر ‪ " :‬ل خوف عليهم و ل هم يحزنون " و‬
‫قوله " و ل يفزعون ‪ ،‬و يخاف الناس و ل‬
‫وليس آخرا‪00‬ففضل الله‬
‫واسع‬
‫• ‪ )16‬أ ّ‬
‫ن المرء بمحبته لهل الخير‬
‫لصلحهم و استقامتهم يلتحق بهم و‬
‫يصل إلى مراتبهم ‪ ،‬و إن لم يكن‬
‫عمله بالغ مبلغهم ‪ :‬عن ابن مسعود‬
‫قال‪:‬جاء رجل إلى رسول الله فقال‪:‬‬
‫يا رسول الله ‪،‬كيف تقول في رجل‬
‫ب قوما ولم يلحق بهم ؟ قال ‪:‬‬‫أح ّ‬
‫ب" (الصحيحان)‬‫"المرء مع من أح ّ‬
‫وعن علي مرفوعا‪":‬ل يحب رجل‬
‫من أختار؟‬
‫• قال القرافي ‪ ":‬ما كل أحد يستحق أن يعاشر و ل‬
‫يصاحب و ل يسارر ‪"0‬‬
‫• و قال علقمة ‪ :‬اصحب من إن صحبته زانك ‪ ،‬و إن‬
‫أصابتك خصاصة عانك و إن قُلت سدّد مقالك ‪ ،‬و إن‬
‫رأى منك حسنة عدّها ‪ ،‬و إن بدت منك ثلمة سدّها ‪ ،‬و‬
‫إن سألته أعطاك ‪ ،‬و إذا نزلت بك مهمة واساك ‪ ،‬و‬
‫أدناهم من ل تأتيك منه البوائق ‪ ،‬و ل تختلف عليك منه‬
‫الطرائق ‪0‬‬
‫• و يقول الشيخ أحمد بن عطاء ‪ :‬مجالسة الضداد ذوبان‬
‫الروح ‪ ،‬و مجالسة الشكال تلقيح العقول ‪ ،‬و ليس كل‬
‫من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ‪ ،‬و ل كل من‬
‫يصلح للمؤانسة يؤمن على السرار ‪ ،‬و ل يؤمن على‬
‫السرار إل المناء فقط ‪0‬‬
‫فيمن تُؤثر صحبته و محبته‬
‫خمس خصال‬
‫• أن يكون عاقل ‪ ،‬حسن الخلق ‪ ،‬غير فاسق‬
‫‪ ،‬و ل مبتدع ‪ ،‬و ل حريص على الدنيا ‪0‬‬
‫• ‪ )1‬أما العقل ‪ :‬فهو رأس المال و هو‬
‫الصل فل خير في صحبة الحمق‬
‫قال علي ‪:‬‬
‫فل تصحب أخا الجهل *** و إياك و إياه‬
‫فكم من جاهل أردى *** حليما حين آخاه‬
‫• و العاقل الذي يفهم المور على ما هي‬
‫عليه ‪ ،‬إما بنفسه و إما إذا فُهِّم ‪0‬‬
‫لنعلم‬
‫ب عاقل‬ ‫• ‪ )2‬أما حسن الخلق ‪ :‬فل بد ّ منه إذ ر ّ‬
‫يدرك الشياء على ماهي عليه ‪ ،‬و لكن إذا غلبه‬
‫غضب أو شهوة أو بُخل أو جبن أطاع هواه ‪ ،‬و‬
‫خالف ما هو المعلوم عنده ‪ ،‬لعجزه عن قهر‬
‫صفاته ‪ ،‬و تقويم أخلقه ‪ ،‬فل خير في صحبته ‪0‬‬
‫• ‪0‬‬
‫‪ )3‬أما الفاسق ‪ :‬فل فائدة في صحبته ‪،‬‬
‫فمن ل يخاف الله ل تؤمن غائلته و ل يوثق‬
‫بصداقته ‪ ،‬بل يتغيّر بتغيّر العراض‬
‫قال تعالى ‪ ":‬و ل تطع من أغفلنا قلبه عن‬
‫ذكرنا واتّبع هواه “و قال النبي ‪":‬ل‬
‫تصاحب إل مؤمنا و ل يأكل طعامك إل‬
‫ولنعلم‬
‫) أما المبتدع ‪ :‬ففي صحبته خطر سراية‬ ‫‪4‬‬
‫•‬

‫البدعة و تعدي شؤمها إليه ‪ ،‬فالمبتدع‬


‫مستحق للهجر و المقاطعة ‪ ،‬فكيف تؤثر‬
‫صحبته ‪0‬‬

‫• ‪ )5‬أما الحريص على الدنيا ‪ :‬فصحبته س ّ‬


‫م‬
‫ن الطّباع مجبولة على التشبّه و‬
‫قاتل ‪ ،‬ل ّ‬
‫القتداء ‪ ،‬فمجالسة الحريص على الدنيا‬
‫د‬
‫تحّرك الحرص ‪ ،‬و مجالسة الزاهد تزه ّ‬
‫في الدّنيا ‪ ،‬فلذلك تكره صحبة طلب‬
‫الدنيا ‪ ،‬و يستحب صحبة الراغبين في‬
‫من علماته‬
‫• ‪ )1‬أنه ل يزيد بالبّر ول ينقص بالجفاء ‪:‬‬
‫‪ ،‬قال يحيى ابن معاذ الرازي ‪:‬‬
‫حقيقة المحبة أنها ل تزيد بالبر و ل تنقص‬
‫بالجفاء ‪0‬‬
‫• ‪ )2‬الموافقة ‪:‬‬
‫و من علمات الحب في الله الموافقة ‪ ،‬قال‬
‫بعضهم ‪:‬‬
‫يقول للشيء ل إن قلت ل *** و يقول للشيء‬
‫نعم إن قلت نعم‬
‫• ‪ )3‬ل يحسد أخاه ‪:‬‬
‫ب أخاه في دين‬ ‫و من علماته أن ل يحسد المح ّ‬
‫و ل دنيا‬
‫و قد وصف الله تعالى المتحابين في قوله ‪ ":‬و‬
‫ومن علماته‬
‫‪ )4‬أن يحب لخيه ما يحب لنفسه‬
‫‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪ " :‬ل يؤمن‬
‫ب‬
‫ب لخيه ما يح ّ‬
‫أحدكم حتى يح ّ‬
‫لنفسه "‬

‫‪ )5‬أن يكون معيار المحبة الطاعة ‪:‬‬


‫ومن علماته أن يزداد إذا رأى‬
‫أخاه في طاعة الله‪،‬وينقص إذا‬
‫حقوق الخوة‬
‫لكل مسلم على أخيه المسلم حقوقا‪0‬‬ ‫•‬
‫و هذه الحقوق أوجبها عقد السلم‪0‬‬ ‫•‬
‫و صارت لكل مسلم بهذا العقد حرمة ‪ ،‬ل يحل‬ ‫•‬
‫ق‬
‫لحد أن ينتهكها‪0‬فمن ذلك قوله ‪ " :‬ح ّ‬
‫ت ‪ :‬إذا لقيته فسلّم‬
‫المسلم على المسلم س ّ‬
‫عليه ‪ ،‬و إذا دعاك فأجبه ‪ ،‬و إذا استنصحك‬
‫فانصح له ‪ ،‬و إذا عطس فحمد الله فشمته ‪ ،‬و‬
‫إذا مرض فعده ‪ ،‬و إذا مات فاتبعه "‬
‫ن عقد الخوة رابطة بين الشخصين كعقد‬ ‫إ ّ‬ ‫•‬
‫النكاح بين الزوجين ‪ ،‬و يترتب على هذا العقد‬
‫حقوق المال و البدن و اللسان و القلب‪0‬‬
‫و بمراعاة هذه الحقوق تدوم المودة و تزداد‬ ‫•‬
‫حقوق الخوة في المال‬
‫‪ -‬فمن حقوق المال الواجبة إنظاره إلى‬ ‫•‬
‫ميسرة إن كان غريما ‪ ،‬قال تعالى ‪ ":‬و إن‬
‫كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة”‬

‫‪ -‬و من حقوق الخوة المواساة بالمال ‪ :‬و‬


‫هي كما قال العلماء على ثلث مراتب ‪:‬‬
‫‪ )1‬أدناها أن تقوم بحاجته من فضل‬
‫مالك‪،‬فإذا سنحت له حاجة‪،‬وكان عندك‬
‫فضل‪ ،‬أعطيته ابتداءً ولم تحوجه إلى‬
‫السؤال‪،‬فإن أحوجته إلى السؤال‪،‬فهو غاية‬
‫التقصير في حقّ الخوة‪0‬‬
‫• ‪ )2‬الثانية‪ :‬أن تنزله منزلة نفسك ‪ ،‬و‬
‫ترضى بمشاركته إياك في مالك‬
‫قال الحسن ‪ :‬كان أحدهم يشقّ إزاره بينه‬
‫و بين أخيه ‪ ،‬و جاء رجل إلى أبي هريرة‬
‫و قال ‪ :‬إني أريد أن أواخيك في الله ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أتدري ما حق الخاء ؟ قال ‪:‬‬
‫عّرفني ‪ ،‬قال أن ل تكون أحقّ بدينارك و‬
‫درهمك مني ‪ ،‬قال ‪ :‬لم أبلغ هذه المنزلة‬
‫بعد ‪ ،‬قال اذهب عني ‪0‬‬
‫‪ )3‬الثالثة ‪ :‬و هي العليا ‪ ،‬أن تؤثره على‬
‫نفسك ‪ ،‬و تقدّم حاجته على حاجتك ‪ ،‬و‬
‫هذه رتبة الصديقين ‪ ،‬و منتهى درجات‬
‫مراتب‬
‫• فهذه مراتب المواساة بالمال ‪ ،‬فإن‬
‫لم توافق نفسك رتبة من هذه الرتب‬
‫ن عقد الخوة لم‬ ‫مع أخيك فاعلم أ ّ‬
‫ينعقد بعد في الباطن ‪ ،‬و إنما الجاري‬
‫بينكما مخالطة رسمية ل وقع لها في‬
‫العقل و الدين ‪ ،‬قال ميمون بن‬
‫مهران ‪" :‬من رضي من الخوان بترك‬
‫الفضال ‪ ،‬فليؤاخ أهل القبور‪" 0‬‬
‫حقوق الخوة في البدن‬
‫• و يقصد بها العانة بالنفس في قضاء الحاجات ‪،‬‬
‫و القيام بها قبل السؤال ‪ ،‬و تقديمها على‬
‫الحاجات الخاصة ‪ ،‬و هذه أيضا لها درجات‬
‫كالمواساة بالمال ‪0‬‬
‫•‬
‫‪ )1‬أدناها القيام بالحاجة عند السؤال و القدرة‬
‫مع البشاشة و الستبشار و إظهار الفرح و‬
‫قبول المنة ‪:‬‬
‫قال النبي ‪":‬من نّفس عن مؤمن كربة من‬
‫كرب الدنيا نّفس الله عنه كربة من كرب يوم‬
‫سر الله عليه‬
‫سر ي ّ‬
‫سر على مع ّ‬‫القيامة ‪،‬ومن ي ّ‬
‫في الدنيا والخرة ‪،‬و من ستر مسلما ستره‬
‫الله في الدنيا و الخرة ‪،‬و الله في عون العبد‬
‫أما‬
‫• ‪ )2‬الدرجة الثانية ‪ :‬أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك ‪:‬‬
‫كان بعض السلف يتفّقد عيال أخيه بعد موته أربعين‬
‫سنة ‪ ،‬يقوم بحاجتهم ‪ ،‬و يتردّد كل يوم إليهم و يمونهم‬
‫من ماله ‪ ،‬فكانوا ل يفقدون من أبيهم إل عينه‪0‬‬

‫• ‪ )3‬أن تقدّم حاجة أخيك على حاجتك ‪ ،‬و تبادر إلى‬


‫قضائها و لو تأخرت حاجتك‬
‫قضى ابن شبرمة لبعض إخوانه حاجة كبيرة ‪ ،‬فجاء‬
‫ي ‪ ،‬قال ‪ :‬خذ‬
‫بهدية ‪ ،‬قال ‪ :‬ماهذا؟ قال ‪ :‬لما أسديته إل ّ‬
‫مالك عافاك الله ‪ ،‬إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد‬
‫نفسه في قضائها ‪ ،‬فتوضأ للصلة و كبّر عليه أربع‬
‫تكبيرات ‪ ،‬و عدّه من الموتى ‪0‬‬
‫حقوق الخوة في اللسان‬
‫و هي بالسكوت تارة و بالنطق أخرى ‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ )1‬السكوت على المكاره ‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬ل يذكر عيوبه‪-:‬‬
‫*(يسكت عن ذكر عيوبه‬ ‫•‬
‫في غيبته و حضرته‪،‬بل يتجاهل عنه )‬
‫*أماذكر عيوبه و مساويه‬ ‫•‬
‫في غيبته فهو من الغيبة المحرمة ‪ ،‬و ذلك‬
‫حرام في حق كل مسلم ‪ ،‬و يزجرك عنه‬
‫أمران بالضافة إلى زجر الشرع‬
‫• أحدهما ‪ :‬أن تطالع أحوال نفسك ‪ ،‬فإن وجدت‬
‫فيها شيئا واحدا مذموما ‪ ،‬فهوِّن على نفسك ما‬
‫تراه من أخيك ‪ ،‬و قدر أنه عاجز عن قهر نفسه‬
‫في تلك الخصلة الواحدة ‪ ،‬كما أنت عاجز عن‬
‫قهر نفسك في تلك الخصلة الواحدة ‪0‬‬
‫• و المر الثاني ‪ :‬أنك تعلم أنك لو طلبت منزها‬
‫عن كل عيب اعتزلت عن الخلق كافة ‪ ،‬و لم‬
‫تجد من تصاحبه أصل‬
‫كما قال النابغة الذبياني ‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫أي‬
‫ّ‬ ‫شعث‬ ‫على‬ ‫***‬ ‫ُ‬
‫مه‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫و لست بمستبق أخا ل تل‬
‫الرجال المهذّب‬
‫• ‪ -2‬أن ل يفشي أسراره ‪:‬‬
‫و من ذلك أن يسكت عن إفشاء أسراره و‬
‫ص أصدقائه ‪ ،‬و لو بعد القطيعة و‬
‫ل إلى أخ ّ‬
‫الوحشة ‪ ،‬فإن ذلك من لؤم الطبع و خبث‬
‫النفس‪0‬‬

‫‪ -3‬أن ل يجادله و ل يماريه ‪:‬‬


‫و من ذلك أن يسكت عن مماراته و جداله‬
‫‪:‬‬
‫• فل باعث على المماراة إل إظهار التميّز بمزيد‬
‫العقل و الفضل ‪ ،‬واحتقار المردود عليه بإظهار‬
‫جهله و بالغ بعضهم في ترك المراء و الجدال‬
‫فقال ‪ :‬إذا قلت لخيك قم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إلى أين؟ فل‬
‫تصحبه ‪ ،‬بل ينبغي أن يقوم و ل يسأل‪0‬‬
‫• والمراء ينبت الضغينة ويقسى القلب ويقلل‬
‫الورع في المنطق و الفعل ‪0‬‬
‫عن أبي أمامة قال ‪ ":‬قال رسول الله ‪" :‬من‬
‫ترك المراء و هو مبطل بنى له بيت في ربض‬
‫الجنة ‪ ،‬و من تركه و هو محقّ بنى له في‬
‫وسطها ‪ ،‬و من حسن خلقه بنى له في أعلها"‬
‫(رواه أبو داود و غيره)‬
‫‪)2‬النطق بالمحاب‬
‫•‬

‫و كما تقتضي الخوة السكوت عن‬


‫المكاره ‪ ،‬تقتضي أيضا النطق بالمحاب ‪،‬‬
‫بل هو أخص بالخوة ‪ ،‬لن من قنع‬
‫بالسكوت صحب أهل القبور‪0‬‬
‫•‬
‫‪ -1‬التودد باللسان ‪:‬‬
‫فمن ذلك أن يتودد إليه بلسانه ‪ ،‬و يتفقده‬
‫في الحوال التي يحب أن يتفقد فيها ‪ ،‬و‬
‫كذا جملة أحواله التي يسر بها ينبغي أن‬
‫يظهر بلسانه مشاركته له في السرور‬
‫بها ‪ ،‬فمعنى الخوة المساهمة في السراء‬
‫• ‪ -2‬إخباره بمحبته ‪:‬‬
‫و من ذلك أن يخبره بمحبته له ‪ :‬عن أنس‬
‫بن مالك قال ‪ :‬مر رجل بالنبي و عنده‬
‫ناس ‪ ،‬فقال رجل ممن عنده ‪ :‬إني لحب‬
‫هذا لله ‪ ،‬فقال النبي ‪":‬أعلمته؟" قال ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬قم إليه فأعلمه " فقام إليه‬
‫فأعلمه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أحبّك الذي أحببتني له ثم‬
‫قال ‪ ،‬ثم رجع فسأله النبي فأخبره بما‬
‫قال فقال النبي ‪":‬أنت مع من أحببت ‪ ،‬و‬
‫لك ما احتسبت "‬
‫•‬
‫• و إنما أمر النبي صلى الله عليه و سلم‬
‫بالخبار ‪ ،‬لن ذلك يوجب زيادة حب ‪ ،‬فإن‬
‫عرف أنك تحبه أحبك بالطبع ل محالة‪ ،‬فإذا‬
‫عرفت أنه أيضا يحبك زاد حبك ل محالة ‪ ،‬فل‬
‫يزال الحب يتزايد من الجانبين و يتضاعف ‪ ،‬و‬
‫التحابب بين المسلمين مطلوب في الشرع‬
‫محبوب في الدين ‪ ،‬قال النبي ‪ " :‬ل تدخلون‬
‫الجنة حتى تؤمنوا ‪ ،‬و ل تؤمنوا حتى تحابوا ‪ ،‬أل‬
‫أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ‪ ،‬أفشوا‬
‫السلم بينكم " ( رواه مسلم ‪ ،‬و قال النووي ‪:‬‬
‫• ‪ -3‬دعوته بأح ّ‬
‫ب السماء إليه ‪:‬‬
‫ب أسمائه إليه في‬ ‫و من ذلك أن يدعوه بأح ّ‬
‫غيبته و حضوره ‪ ،‬قال عمر بن الخطاب ‪ :‬ثلث‬
‫يصفين لك ود ّ أخيك ‪ :‬أن تسلّم عليه إذا لقيته‬
‫سع له في المجلس ‪ ،‬و تدعوه بأحب‬ ‫أول ‪ ،‬و تو ّ‬
‫السماء إليه ‪0‬‬
‫• ‪ -4‬الثناء عليه ‪:‬‬
‫و من ذلك ‪ :‬أن تثني عليه بما تعرف من‬
‫محاسن أحواله و آكد من ذلك أن تبلغه ثناء من‬
‫أثنى عليه ‪ ،‬مع إظهار الفرح ‪ ،‬فإن إخفاء ذلك‬
‫محض الحسد ‪ ،‬و ذلك من غير كذب و ل إفراط‬
‫• ‪ -5‬الذ ّ ّ‬
‫ب عنه في غيبته ‪:‬‬
‫و أعظم من ذلك تأثيرا في جلب المحبة ‪،‬‬
‫ب عنه في غيبته مهما قصد بسوء أو‬ ‫الذ ّ‬
‫تعّرض لعرضه بكلم صريح ‪ ،‬أو تعريض ‪،‬‬
‫فحق الخوة التشمير في الحماية و‬
‫النصرة و تبكيت المتعنت و تغليظ القول‬
‫عليه ‪ ،‬و السكوت عن ذلك موغر للصدر و‬
‫منفر للقلب ‪ ،‬و تقصير في حق الخوة‪0‬‬
‫• قال رسول الله ‪ " :‬المسلم أخو المسلم‬
‫‪ ،‬ل يظلمه و ل يحرمه و ل يخذله "‬
‫• ‪ -6‬التعليم و النصيحة ‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪ ":‬الدين النصيحة‬
‫قالوا لمن يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬لله‬
‫و لكتابه ‪ ،‬و لرسوله ‪ ،‬و لئمة‬
‫المسلمين و عامتهم " (رواه مسلم) ‪،‬‬
‫• و بخاصة إذا استنصح الخ أخاه وجب‬
‫عليه أن يخلص له النصيحة‪ ،‬و ينبغي‬
‫أن تكون النصيحة في سّر ل يطلع‬
‫عليه أحد فما كان على المل فهو‬
‫توبيخ و فضيحة ‪ ،‬و ما كان في السر ‪،‬‬
‫• قال الشافعي رحمه الله ‪ :‬من وعظ أخاه سرا‬
‫فقد نصحه و زانه ‪ ،‬و من وعظه علنية فقد‬
‫فضحه و شانه و قال رحمه الله ‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫مدني بنصحك في انفرادي *** و جنّبني‬ ‫تع ّ‬
‫النصيحة في الجماعة‬
‫• فإ ّ‬
‫ن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ ل‬
‫أرضى استماعه‬
‫و إن خالفتني و عصيت قولي *** فل تجزع إذا‬
‫لم تعط طاعة‬
‫• و تتأكد النصيحة كذلك إذا تغيّر أخوك عما‬
‫كان عليه من العمل الصالح‬
‫قال أبو الدرداء ‪ :‬إذا تغيّر أخوك ‪ ،‬و حال‬
‫عما كان عليه ‪ ،‬فل تدعه لجل ذلك ‪ ،‬فإن‬
‫أخاك يعوج مرة و يستقيم مرة ‪ ،‬و حكى‬
‫عن أخوين من السلف انقلب أحدهما عن‬
‫الستقامة ‪ ،‬فقيل لخيه ‪ :‬أل تقطعه و‬
‫ي في هذا‬ ‫تهجره؟ فقال‪ :‬أحوج ما كان إل ّ‬
‫الوقت لما وقع في عثرته أن آخذ بيده ‪،‬و‬
‫أتلطف له في المعاتبة‪ ،‬و أدعو له بالعود‬
‫• و الخوة عقد ينزل منزلة القرابة ‪ ،‬فإذا انعقد‬
‫تأكد الحق ووجب الوفاء بموجب العقد ‪ ،‬و من‬
‫الوفاء به أن ل يهمل أخاه أيام حاجته و فقره ‪،‬‬
‫و فقر الدين أشد ّ من فقر المال ‪ ،‬و الخوة عند‬
‫النائبات و حوادث الزمان ‪ ،‬و هذا من أشدّ‬
‫النوائب ‪0‬‬
‫• و القريب ينبغي أن ل يهجر من أجل معصيته ‪،‬‬
‫حتى يقام له بواجب النصيحة ‪ ،‬و ذلك لجل‬
‫قرابته ‪ ،‬قال الله تعالى لنبيه في عشيرته ‪" :‬‬
‫فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون "‬
‫( الشعراء ‪)216‬‬
‫و لم يقل ‪ :‬إني برئ منكم ‪ ،‬مراعاة لحق‬
‫القرابة و لحمة النسب ‪،‬‬
‫• و لهذا أشار أبو الدرداء لما قيل له ‪:‬‬
‫أل تبغض أخاك و قد فعل كذا؟ فقال ‪:‬‬
‫إنما أبغض عمله و إل فهو أخي ‪0‬‬
‫• و كذا التفريق بين الحباب من محاب‬
‫الشيطان ‪ ،‬كما أن مقارفة العصيان‬
‫من محابه ‪ ،‬فإذا حصل للشيطان أحد‬
‫غرضيه ‪ ،‬فل ينبغي أن يضاف إليه‬
‫الثاني ‪0‬‬
‫• ‪ -7‬الدعاء له في حياته و بعد مماته ‪:‬‬
‫عن أبي الدرداء قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ " :‬ما‬
‫من عبد مسلم يدعو لخيه بظهر الغيب إل قال‬
‫الملك ‪ :‬و لك بمثل (رواه مسلم)‬

‫قال النووي رحمه الله ‪ :‬في هذا فضل الدعاء‬


‫لخيه المسلم بظهر الغيب ‪ ،‬و لو دعا لجماعة‬
‫من المسلمين حصلت هذه الفضيلة ‪ ،‬و لو دعا‬
‫لجملة من المسلمين فالظاهر حصولها أيضا ‪ ،‬و‬
‫كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو‬
‫لخيه المسلم بتلك الدعوة ‪ ،‬لنها تستجاب و‬
‫يحصل له مثلها ‪0‬‬
‫حقوق الخوة في القلب‬
‫• من حق المسلم على أخيه في‬
‫الله عز و جل الوفاء و الخلص‬
‫في محبته و صحبته ‪ ،‬و علمة‬
‫ذلك أن تدوم المحبة ‪ ،‬و أن‬
‫يجزع من الفراق ‪ ،‬و من حقه‬
‫أن تحسن به الظن ‪ ،‬و أن‬
‫تحمل كلمه و تصرفاته على‬
‫أطيب ما يكون ‪ ،‬و من ذلك أن‬
‫ل يكلف أخاه التواضع له ‪ ،‬و‬
‫‪ )1‬الوفاء و الخلص ‪:‬‬ ‫•‬
‫و معنى الوفاء الثبات على‬
‫الحب و إدامته إلى الموت‬
‫معه ‪ ،‬و بعد الموت مع أولده و‬
‫ب في الله‬ ‫ن الح ّ‬
‫أصدقائه ‪ ،‬فإ ّ‬
‫إنما يراد به ما عند الله عّز و‬
‫ل ‪ ،‬فل ينتهي بموت أخيه‬ ‫ج ّ‬
‫قال بعضهم ‪ :‬قليل الوفاء بعد‬
‫الوفاة ‪ ،‬خير من كثيره في حال‬
‫ن رسول الله أكرم‬ ‫• و قد جاء أ ّ‬
‫عجوزا أدخلت عليه فقيل له في‬
‫ذلك ‪ ،‬فقال ‪":‬إنها كانت تأتينا أيام‬
‫ن حسن العهد من‬ ‫خديجة ‪ ،‬و إ ّ‬
‫اليمان”‬
‫• ‪ -‬و من الوفاء للخ مراعاة جميع‬
‫أصدقائه و أقاربه و المتعلقين به ‪0‬‬
‫‪-‬و من الوفاء‪:‬أن ل يتغيّر حاله مع‬
‫أخيه ‪ ،‬و إن ارتفع شأنه واتّسعت‬
‫وليته و عظم جاهه‬
‫يل‬ ‫• و أوصى بعض السلف ابنه فقال له ‪ :‬يا بن ّ‬
‫تصحب من الناس ‪ ،‬إل من إذا افتقرت إليه‬
‫قرب منك ‪ ،‬و إذا استغنيت عنه لم يطمع فيك ‪،‬‬
‫و إن علت مرتبته لم يرتفع عليك‪0‬‬
‫• و مهما انقطع الوفاء بدوام المحبة ‪ ،‬شمت به‬
‫الشيطان ‪ ،‬فإنه ل يحسد متعاونين على بر ‪،‬كما‬
‫يحسد متواخيين في الله و متحابين فيه ‪ ،‬فإنه‬
‫يجهد نفسه لفساد ما بينهما ‪ ،‬قال تعالى ‪ ":‬و‬
‫ن الشيطان‬ ‫قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إ ّ‬
‫ينزغ بينهم "السراء‪53‬‬
‫قال بعضهم ‪ :‬ما تواخى اثنان في الله فتفّرق‬
‫• و كان بشر يقول ‪ :‬إذا قصر العبد في‬
‫طاعة الله ‪ ،‬سلبه الله من يؤنسه ‪ ،‬و‬
‫ن الخوان مسلة الهموم و‬ ‫ذلك ل ّ‬
‫عون على الدين‪0‬‬

‫• و من آثار الصدق و الخلص و تمام‬


‫الوفاء ‪ ،‬أن تكون شديد الجزع من‬
‫المفارقة ‪،‬و نفور الطبع عن أسبابها ‪،‬‬
‫كما قيل ‪:‬‬
‫• و أنشد ابن عُيينة هذا البيت و قال ‪:‬‬
‫لقد عهدت أقواما فارقتهم منذ ثلثين‬
‫ي أن حسرتهم‬ ‫سنة ‪ ،‬ما يخيّل إل ّ‬
‫ذهبت من قلبي‬

‫• ‪ -‬و من الوفاء أن ل يسمع بلغات عن‬


‫صديقه‬

‫• ‪ -‬و من الوفاء أن ل يصادق عدو‬


‫صديقه ‪ :‬قال الشافعي رحمه الله ‪ :‬إذا‬
‫ن‪:‬‬‫ّ‬ ‫الظ‬ ‫حسن‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫•‬
‫قال الله تعالى"يا أيها الذين آمنوا‬
‫ن بعد‬‫نإ ّ‬
‫اجتنبوا كثيرا من الظ ّ‬
‫ن إثم"‬
‫الظ ّ‬
‫ن‬
‫ن فإ ّ‬
‫و قال النبي ‪" :‬إياكم و الظ ّ‬
‫ن أكذب الحديث “‬ ‫الظ ّ‬
‫• و إذا كان هذا مطلوب في‬
‫المسلمين عامة ‪ ،‬فيتأكّد ذلك بين‬
‫ل‪0‬‬‫المتآخين في الله عّز و ج ّ‬
‫• و من مناقب المام الشافعي ما قاله أحد‬
‫تلمذته عنه الربيع بن سليمان قال ‪" :‬‬
‫دخلت على الشافعي و هو مريض فقلت‬
‫له ‪:‬قوى الله ضعفك ‪ ،‬فقال ‪ :‬لو قوى‬
‫ضعفي قتلني ‪ ،‬فقلت ‪ :‬والله ما أردت إل‬
‫الخير ‪ ،‬قال ‪ :‬أعلم أنك لو شتمتني لم ترد‬
‫إل الخير "‬
‫فينبغي أن يحمل كلم الخوان على‬
‫أحسن معانيه ‪ ،‬و أن ل يظن بالخوان إل‬
‫• ‪ )3‬التواضع ‪:‬‬
‫و من حقوق الخوة القلبية أن يتواضع‬
‫لخوانه ‪ ،‬و يسيء الظن بنفسه فإذا رآهم‬
‫خيرا من نفسه يكون هو خيرا منهم ‪0‬‬
‫• قال أبو معاوية السود ‪ :‬إخواني كلهم خير‬
‫مني ‪ ،‬قيل و كيف ذلك؟ قال ‪ :‬كلهم يرى‬
‫لي الفضل عليه ‪ ،‬و من فضلني على‬
‫نفسه فهو خير مني‪0‬‬
‫• و من رأى الفضل لنفسه فقد احتقر أخاه‬
‫‪ ،‬و هذا في عموم المسلمين مذموم ‪،‬‬
‫شّر أن يحقر‬‫قال ‪ " :‬بحسب امرئ من ال ّ‬
‫لطائف و نوادر في المحبة و‬
‫الخاء‬
‫• يوم أحد والمسلمون يدفنون‬
‫الشهداء كل إثنين معا من‬
‫كثرة العدد وشدة التعب …‬
‫يأمر النبى فجأة بالتوقف‬
‫عن الدفن والبحث عن‬
‫رجلين ‪ :‬عمرو بن الجموح و‬
‫عبد الله بن حرام…‪ .‬لماذا يا‬
‫وأيضا‬
‫• فى غزوة بدر يأسر أحد النصار‬
‫شقيق مصعب بن عمير وكان‬
‫يحكم وثاقه فلما مر بهم‬
‫مصعب خفف من حدة القيد‬
‫محبة له وإكراما له فى أخيه …‬
‫فماذا قال مصعب ‪ :‬اشدد عليه‬
‫فإن له أما غنية ستعطيك اموال‬
‫كثيرة …‪ !!!!!.‬أخوة الدين أعلى‬
‫• حين جاءت الفتنة الكبرى وقف‬
‫الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد‬
‫الله فى مقابلة على بن ابى‬
‫طالب ‪ ..‬وذكر على رضى الله‬
‫عنه الزبير بمقولة الرسول اليهما‬
‫‪ :‬ستقاتله وانت له ظالم فصاح‬
‫الزبير والله كنت قد نسيتها وتعانقا‬
‫• ويموت طلحة ويضمه سيدنا‬
‫على بن ابى طالب الى صدره‬
‫ويبكى ويقول ليتنى مت قبل‬
‫هذا بعشرين سنة أسأل الله ان‬
‫أكون أنا وانت فى الجنة يا‬
‫طلحة‪0‬‬
‫• لم يسمى سيدنا على بن ابى‬
‫طالب الجيش الذى يقاتله‬
‫ما ضاق مكان بمتحابين‬
‫• عن الثرم قال ‪ :‬دخل اليزيدي‬
‫يوما على الخليل بن أحمد ‪ ،‬و هو‬
‫جالس على وسادة ‪ ،‬فأوسع له‬
‫فجلس معه اليزيدي على‬
‫وسادته ‪ ،‬فقال له اليزيدي ‪:‬‬
‫أحسبني قد ضيّقت عليك ‪ ،‬فقال‬
‫الخليل ‪ :‬ما ضاق مكان على اثنين‬
‫متحابين ‪ ،‬و الدنيا ل تسع اثنين‬
‫متباغضين ‪0‬‬
‫ليس من الوفاء‬
‫• ليس من الوفاء موافقة الخ فيما يخالف‬
‫الحق في أمر يتعلق بالدين ‪ ،‬بل من‬
‫الوفاء له المخالفة ‪ ،‬كان الشافعي رحمه‬
‫الله آخى محمد بن الحكم ‪ ،‬و كان يقّربه و‬
‫يقبل عليه و يقول ‪ :‬ما يقيمني بمصر غيره‬
‫ل محمد فعاده الشافعي فقال‬ ‫‪ ،‬فاعت ّ‬
‫مرض الحبيب فعدته *** فمرضت من‬
‫حذري عليه‬
‫و أتى الحبيب يعودني *** فبرئت من‬
‫ن الناس لصدق مودّتهما أنه‬‫• وظ ّ‬
‫يفوّض أمر حلقته إليه بعد وفاته‪،‬فقيل‬
‫للشافعي في علته التي مات منها إلى‬
‫من نجلس بعدك يا أبا عبد‬
‫الله‪،‬فاستشرف له محمد بن الحكم‬
‫وهو عند رأسه ليومئ إليه‪،‬فقال‬
‫ك في‬ ‫الشافعي‪:‬سبحان الله أيش ّ‬
‫هذا؟أبويعقوب البويطي‪،‬فانكسر لها‬
‫محمد ‪ ،‬ومال أصحابه إلى البويطي‪0‬‬
‫• و قد كان محمد حمل عنه مذهبه‬
‫كله‪،‬لكن كان البويطي أفضل وأقرب‬
‫إلى الزهد والورع ‪ ،‬فنصح الشافعي‬
‫لله وللمسلمين ‪ ،‬وترك المداهنة‪ ،‬ولم‬
‫يؤثر رضا الخلق على رضا الله‬
‫ن الوفاء بالمحبة‬
‫تعالى ‪ ،‬و المقصود أ ّ‬
‫من تمامها النصح لله‬
‫فالنصح لله مقدّم على الوفاء بمحبة‬

You might also like