You are on page 1of 434

‫ل تحزن‬

‫للشيخ ‪ /‬عائض القرني‬

‫هذا الكتاب‬
‫دراسة ٌ جادةٌ أخّاذ ٌة مسؤولةٌ ‪ ،‬تعن بعالةِ الانبِ الأسوي من حيا ِة البشري ِة‬
‫جانب الضطرابِ والقلق ِ ‪ ،‬وفقدِ الثقةِ ‪ ،‬والية ‪ ،‬والكآب ِة والتشاؤمِ ‪ ،‬والمّ والغمّ ‪،‬‬
‫والزنِ ‪ ،‬والكدرِ ‪ ،‬واليأس والقنوطِ والحباطِ ‪.‬‬
‫ت العصر على نورٍ من الوحي ‪ ،‬وهدي من الرسالة ‪ ،‬وموافقةٍ‬ ‫وهو حلّ الشكل ِ‬
‫ب الراشدةِ ‪ ،‬والمثالِ اليّةِ ‪ ،‬والقصصِ الذّابِ ‪ ،‬والدبِ‬ ‫مع الفطر ِة السويّةِ ‪ ،‬والتجار ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫اللّبِ ‪ ،‬وفيه نقولتٌ عن الصحابة البرار ‪ ،‬والتابعي الخيارِ ‪ ،‬وفيه نفحاتٌ من‬
‫قصيِدِ كبارِ الشعراء ‪ ،‬ووصايا جهابذةِ الطباءِ ‪ ،‬ونصائحِ الكماءِ ‪ ،‬وتوجيهاتِ العلماء‪.‬‬
‫وف ثناياه أُطروحاتٌ للشرقيي والغربيي ‪ ،‬والقدامى والحدثي ‪ .‬كلّ ذلك مع ما‬
‫يوافقُ القّ ما قدّمَتْه وسائلُ العلم ‪ ،‬من صحفٍ وملت ‪ ،‬ودورياتٍ وملحق‬
‫ونشرات ‪.‬‬
‫إن هذا الكتاب مزيجٌ مرّتبٌ ‪ ،‬وجه ٌد مهذّبٌ مشذّبٌ ‪ .‬وهو يقولُ لك باختصار‪:‬‬

‫(( اسع ْد واطمئنّ وأبشرْ وتفاءلْ ول تزن ))‬

‫*************************************‬

‫المقدمة‬
‫المدُ ل ‪ ،‬والصلةُ والسلمُ على رسولِ ال ِ ‪ ،‬وعلى آله وصحب ِه وبعدُ ‪:‬‬
‫فهذا الكتاب ( ل تزن ) ‪ ،‬عسى أن تسعد بقراءتهِ والستفادةِ منه ‪ ،‬ولك قبل أن‬
‫تقرأ هذا الكتابٍ أن تاكمه إل النطقِ السليمِ والعقلِ الصحيحِ ‪ ،‬وفوق هذا وذاك النقْل‬
‫العصوم ‪.‬‬
‫إنّ من اليْفِ الكمَ الُسبق على الشيءِ قبلَ تصوّرهِ وذوق ِه وشّهِ ‪ ،‬وإن من ظلمِ‬
‫ع الدعوى ورؤيةِ الجةِ ‪ ،‬وقراءةِ‬ ‫العرفةِ إصدار فتوى مسبقةٍ قبلَ الطلعِ والتأمّلِ ‪ ،‬وسا ِ‬
‫البهان ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫كتبتُ هذا الديث لن عاش ضائقةً أو ألّ ب ِه همّ أو حزنٌ ‪ ،‬أو طاف به طائفٌ‬
‫من مصيبةٍ ‪ ،‬أو أقضّ مضجعة أرقٌ ‪ ،‬وشرّدَ نومَه قلقٌ ‪ .‬وأيّنا يلو من ذلك ؟!‬
‫هنا آياتٌ وأبياتٌ ‪ ،‬وصورٌ و ِعبٌ ‪ ،‬وفوائدُ وشواردُ ‪ ،‬وأمثا ٌل وقصصٌ ‪ ،‬سكبتُ‬
‫فيها عصارة ما وصل إليه اللمعون ؛ من دواءٍ للقلبِ الفجوعِ ‪ ،‬والروحِ النهكةِ ‪،‬‬
‫والنفسِ الزينةِ البائسةِ ‪.‬‬
‫هذا الكتابُ يقولُ لك ‪ :‬أبشِر واسعدْ ‪ ،‬وتفاءَلْ واهدأ ‪ .‬بل يقولُ ‪ِ :‬عشِ الياة‬
‫كما هي ‪ ،‬طيب ًة رضيّة بيجةً ‪.‬‬
‫ب يصحّحُ لك أخطاء مالفةِ الفطرة ‪ ،‬ف التعاملِ مع السننِ والناسِ ‪،‬‬ ‫هذا الكتا ٌ‬
‫والشياءِ ‪ ،‬والزمانِ والكانِ ‪.‬‬
‫إنه ينهاك نيا جازما عن الصرارِ على مصادمةِ اليا ِة ومعاكسةِ القضاءِ ‪،‬‬
‫وماصمةِ النهجِ ورفضِ الدليل ‪ ،‬بل يُناديك من مكا ٍن قريبٍ من أقطارِ نفسِك ‪ ،‬ومن‬
‫لسْنِ مصيِك ‪ ،‬وتثق بعطياتِك وتستثمر مواهبك ‪ ،‬وتنسى‬ ‫ف رُوحِك أن تطمئنّ ُ‬ ‫أطرا ِ‬
‫منغّصاتِ العيشِ ‪ ،‬وغصص العمرِ وأتعاب السيةِ ‪.‬‬
‫وأريدُ التنبيه على مسائل هامّة ف أوله ‪:‬‬
‫الول ‪:‬أنّ القصد من الكتاب ج ْلبُ السعادةِ والدوءِ والسكينة وانشراح ِ الصدرِ ‪،‬‬
‫وفتحُ بابِ الم ِل والتفاؤلِ والفرج والستقب ِل الزاهرِ ‪.‬‬
‫وهو تذكيٌ برحة الِ وغفرانِهِ ‪ ،‬والتوكّلِ عليه ‪ ،‬وحسنِ الظنّ بهِ ‪ ،‬واليانِ‬
‫بالقضاءِ والقدرِ ‪ ،‬والعيشِ ف حدو ِد اليومِ‪ ،‬وتركِ القلقِ على الستقبل ِ‪ ،‬وتذكّرِ نِ َعمِ ال‪.‬‬
‫الثّانية ‪:‬وهو ماولةٌ لطر ِد المّ والغمّ ‪ ،‬والزن والسى ‪ ،‬والقل ِق والضْطرابِ ‪ ،‬وضيقِ‬
‫الصدرِ والنيارِ واليأسِ ‪ ،‬والقنوطِ والحباطِ ‪.‬‬
‫‪ ،‬ومن‬ ‫الثالثة ‪:‬جعتُ فيه ما يدورُ ف فلكِ الوضوعِ منْ التنيلِ ‪ ،‬ومن كلم العصومِ‬
‫المثلةِ الشاردة ِ ‪ ،‬والقصصِ العبةِ ‪ ،‬والبياتِ الؤثّرةِ ‪ ،‬وما قالهُ الكماءُ والطباءُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والدباءُ ‪ ،‬وفيه قبسٌ من التجاربِ الاثِلة والباهيِ الساطعة ‪ ،‬والكلمةِ الادّةِ وليس‬
‫وعظا مردا ‪ ،‬ول ترفا فكريّا ‪ ،‬ول طرحا سياسيا ؛ بل هو دعوةٌ مُِلحّةٌ من أجلِ‬
‫سعادتِك ‪.‬‬
‫الرابعة ‪:‬هذا الكتابُ للمسلم وغيه ‪ ،‬فراعيتُ فيه الشاعر ومنافذ النف ِ‬
‫س النسانيةِ ؛‬
‫آخذا ف العتبار النهج الربانّ الصحيح ‪ ،‬وهو دينُ الفطرِة ‪.‬‬
‫الامسةِ ‪ :‬سوف تدُ ف الكتاب نُقولتٍ عن شرقيي وغربيّي ‪ ،‬ولعلّه ل تثريب علىّ ف‬
‫ذلك ؛ فالكمة ضالةُ الؤمنِ ‪ ،‬أنّى وجدها فهو أحقّ با ‪.‬‬
‫السادسة ‪ :‬ل أجعلْ للكتاب حواشي ‪ ،‬تفيفا للقارئ وتسهيلً له ‪ ،‬لتكون قراءاته‬
‫مستمرّةً وفكرُه متصلً ‪ .‬وجعلتُ الرجع مع النقلِ ف أصلِ الكتاب ِ ‪.‬‬
‫السابعةِ ‪ :‬ل أنقلْ رقم الصفحةِ ول الزءِ ‪ ،‬مقتديا بنْ سبق ف ذلك ؛ ورأيتُه أنفع‬
‫وأسهل ‪ ،‬فحينا أنقلُ بتصرّفٍ ‪ ،‬وحينا بالنصّ ‪ ،‬أو با فهمتُه من الكتابِ أو القالةِ ‪.‬‬
‫الثامنةِ‪:‬ل أرتبْ هذا الكتاب على البوابِ ول على الفصولِ ‪ ،‬وإنا نوعتُ فيه الطّرح ‪،‬‬
‫فربّما أداخلُ بي الفِقراتِ ‪ ،‬وأنتقلُ م ْن حديثٍ إل آخر وأعودُ للحديثِ بعد صفحاتٍ ‪،‬‬
‫ليكون أمتع للقارئ وألذّ لهُ وأطرف لنظرهِ ‪.‬‬
‫التاسعةِ ‪:‬ل أُ ِط ْل بأرقامِ الياتِ أو تريجِ الحاديث ؛ فإنْ كان الديثُ فيه ضعفٌ بيّنتُهُ ‪،‬‬
‫وإن كان صحيحا أو حسنا ذكرتُ ذلك أو سكتّ ‪ .‬وهذا كلّه طلبا للختصار ‪،‬‬
‫وبُعدا عن التكرارِ والكثارِ والمللِ ‪ (( ،‬والتشبّعُ با ل يُعط كلبسِ ثوبْ زُورٍ )) ‪.‬‬
‫العاشرة ‪:‬ربا يلْحظُ القارئُ تكرارا لبعض العان ف قوالب شتّى ‪ ،‬وأساليب متنوعةٍ ‪،‬‬
‫وأنا قصدتُ ذلك وتعمدتُ هذا الصنيع لتثبت الفكرةُ بأكثر من طرحٍ ‪ ،‬وترسخ العلومةُ‬
‫بغزار ِة النقلِ ‪ ،‬ومن يتدبّرِ القرآن يدْ ذلك ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫تلك عشرةٌ كاملةٌ ‪ ،‬أقدّمها لن أراد أن يقرأ هذا الكتاب ‪ ،‬وعسى أن يم ّل هذا‬
‫الكتاب صدْقا ف البِ ‪ ،‬وعدلً ف الكم ِ ‪ ،‬وإنصافا ف القولِ ‪ ،‬ويقينا ف العرفةِ ‪،‬‬
‫وسدادا ف الرأيِ ‪ ،‬ونورا ف البصية ‪.‬‬
‫صدْ به طائفةً خاصّةً ‪ ،‬أو‬
‫إنن أخاطبُ فيه الميع ‪ ،‬وأتكلم ‪ ،‬فيه للكلّ ‪ ،‬ول أق ِ‬
‫جيلً بعينهِ ‪ ،‬أو فئةً متحيّزةً ‪ ،‬أو بلدا بذاتهِ ‪ ،‬بل هو لكلّ من أراد أنْ ييا حياة سعيدةً ‪.‬‬

‫يُضي ُء بل شسٍ ويسرْي بل‬ ‫ت في ِه الدّرّ حت تركُتهُ‬


‫ورصع ُ‬
‫ول درّ الرّمشِ واليدِ والورْ‬ ‫ي مهّندٌ‬
‫فعينا ُه سحرٌ والب ُ‬

‫*****************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫يــا الله‬
‫سمَاوَاتِ وَاْلأَ ْرضِ كُلّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ ‪ :‬إذا اضطرب‬
‫﴿ َيسْأَُلهُ مَن فِي ال ّ‬
‫البحرُ ‪ ،‬وهاج الوجُ ‪ ،‬وهّبتِ الريحُ ‪ ،‬نادى أصحابُ السفينةِ ‪ :‬يا ال‪.‬‬
‫إذا ضلّ الادي ف الصحراءِ ومال الركبُ عن الطريقِ ‪ ،‬وحارتِ القافلةُ ف‬
‫السيِ ‪ ،‬نادوا ‪ :‬يا ال‪.‬‬
‫إذا وقعت الصيبةُ ‪ ،‬وحّلتِ النكب ُة وجثمتِ الكارثةُ ‪ ،‬نادى الصابُ النكوبُ ‪ :‬يا‬
‫ال‪.‬‬
‫ت البوابُ أمام الطالبي ‪ ،‬وأُسدِلتِ الستورُ ف وجوهِ السائلي ‪،‬‬
‫إذا أُوصد ِ‬
‫صاحوا ‪ :‬يا ال ‪.‬‬
‫إذا بارتِ الي ُل وضاقتِ السّبُ ُل وانتهتِ المالُ وتقطّعتِ البالُ ‪ ،‬نادوا ‪ :‬يا ال‪.‬‬
‫إذا ضاقتْ عليك الرضُ با رحُبتْ وضاقتْ عليك نفسُك با حلتْ ‪ ،‬فاهتفْ‪ :‬يا‬
‫ال‪.‬‬
‫إليه يصعدُ الكِلمُ الطيبُ ‪ ،‬والدعاءُ الالصُ ‪ ،‬والاتفُ الصّادقُ ‪ ،‬والدّمعُ البيءُ ‪،‬‬
‫والتفجّع الوالِهُ ‪.‬‬
‫ف ف السْحارِ ‪ ،‬واليادي ف الاجات ‪ ،‬والعيُ ف اللمّاتِ ‪،‬‬ ‫إليه تُمدّ الكُ ّ‬
‫والسئلةُ ف الوادث‪.‬‬
‫باس ِه تشدو اللس ُن وتستغيثُ وتلهجُ وتنادي‪،‬وبذكرهِ تطمئنّ القلوبُ وتسكنُ‬
‫الرواحُ ‪ ،‬وتدأُ الشاعر وتبدُ العصابُ ‪ ،‬ويثوبُ الرّ ْشدُ ‪ ،‬ويستق ّر اليقيُ‪ ﴿ ،‬ال ّلهُ‬
‫لَطِيفٌ ِبعِبَادِهِ ﴾‬
‫ال ‪ :‬أحس ُن الساءِ وأجلُ الروفِ ‪ ،‬وأصدقُ العباراتِ ‪ ،‬وأثنُ الكلماتِ‪﴿ ،‬‬
‫هَلْ َتعْ َلمُ َلهُ َسمِيّا ﴾ ؟! ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الُ ‪ :‬فإذا الغن والبقاءُ ‪ ،‬والقو ُة والنّصرةُ ‪ ،‬والعزّ والقدرةُ والِ ْكمَةُ ‪ّ ﴿ ،‬ل َمنِ‬
‫اْلمُلْكُ الْيَوْمَ لِ ّلهِ الْوَا ِحدِ اْل َقهّارِ ﴾ ‪.‬‬
‫ال ‪ :‬فإذا اللطفُ والعنايةُ ‪ ،‬والغوْثُ والددُ ‪ ،‬والوُدّ والحسان ‪َ ﴿ ،‬ومَا بِكُم مّن‬
‫ّن ْعمَةٍ َفمِنَ ال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫ال ‪ :‬ذو الللِ والعظمةِ ‪ ،‬واليبةِ والبوتِ‪.‬‬
‫اللهم فاجعلْ مكان اللوعة سلْوة ‪ ،‬وجزاء الزنِ سرورا ‪ ،‬وعند الوفِ أمنْا‪.‬‬
‫اللهم أبردْ لعِج القلبِ بثل ِج اليقيِ ‪ ،‬وأطفئْ جْر الرواحِ باءِ اليانِ ‪.‬‬
‫يا ربّ ‪ ،‬ألق على العيونِ السّاهرةِ نُعاسا أمنةً منك ‪ ،‬وعلى النفوسِ الضْطربةِ‬
‫سكينة ‪ ،‬وأثبْها فتحا قريبا‪ .‬يا ربّ اهدِ حيارى البصائرْ إل نورِكْ ‪ ،‬وضُلّل الناهجِ إل‬
‫صراطكْ ‪ ،‬والزائغي عن السبيل إل هداك ‪.‬‬
‫اللهم أزل الوساوس بفجْر صادقٍ من النور ‪ ،‬وأزهقْ باطل الضّمائرِ بفيْلقٍ من‬
‫القّ ‪ ،‬وردّ كيد الشيطانِ بددٍ من جنودِ عوْنِك مُسوّمي‪.‬‬
‫اللهم أذهبْ عنّا الزن ‪ ،‬وأز ْل عنا المّ ‪ ،‬واطردْ من نفوسنِا القلق‪.‬‬
‫نعوذُ بك من الوْفِ إل منْك ‪ ،‬والركونِ إل إليك ‪ ،‬والتوكلِ إل عليك ‪،‬‬
‫والسؤالِ إل منك ‪ ،‬والستعانِة إل بك ‪ ،‬أنت وليّنا ‪ ،‬نعم الول ونعم النصي‪.‬‬
‫***************************************‬

‫كن سعيداً‬
‫‪ -‬اليان والعمل الصال ها سر حياتك الطيبة ‪ ،‬فاحرص عليهما ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪ -‬اطلب العلم والعرفة ‪ ،‬وعليك بالقراءة فإنا تذهب الم ‪.‬‬
‫‪ -‬جدد التوبة واهجر العاصي ؛ لنا تنغص عليك الياة ‪.‬‬
‫‪ -‬عليك بقراءة القرآن متدبرا ‪،‬وأكثر من ذكر ال دائما ‪.‬‬
‫‪ -‬أحسن إل الناس بأنواع الحسان ينشرح صدرك ‪.‬‬
‫‪ -‬كن شجاعا ل وجلً خائفا ‪ ،‬فالشجاع منشرح الصدر ‪.‬‬
‫‪ -‬طهر قلبك من السد والقد والدغل والغش وكل مرض ‪.‬‬
‫‪ -‬اترك فضول النظر والكلم والستماع والخالطة والكل والنوم ‪.‬‬
‫‪ -‬انمك ف عمل مثمر تنسَ هومك وأحزانك ‪.‬‬
‫‪ -‬عش ف حدود يومك وانس الاضي والستقبل ‪.‬‬
‫‪ -‬انظر إل من هو دونك ف الصورة والرزق والعافية ونوها ‪.‬‬
‫‪ -‬قدّر أسوأ الحتمال ث تعامل معه لو وقع ‪.‬‬
‫‪ -‬ل تطاوع ذهنك ف الذهاب وراء اليالت الخيفة والفكار السيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬ل تغضب ‪ ،‬واصب واكظم واحلم وسامح ؛ فالعمر قصي ‪.‬‬
‫‪ -‬ل تتوقع زوال النعم وحلول النقم ‪ ،‬بل على ال توكل ‪.‬‬
‫‪ -‬أعطِ الشكلة حجمها الطبيعي ول تضخم الوادث ‪.‬‬
‫‪ -‬تلص من عقدة الؤامرة وانتظار الكاره ‪.‬‬
‫‪ -‬بسّط الياة واهجر الترف ‪ ،‬ففضول العيش شغل ‪ ،‬ورفاهية السم عذاب للروح ‪.‬‬
‫‪ -‬قارن بي النعم الت عندك والصائب الت حلت بك لتجد الرباح أعظم من السائر‪.‬‬
‫‪ -‬القوال السيئة الت قيلت فيك لن تضرك ‪ ،‬بل تضر صاحبها فل تفكر فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬صحح تفكيك ‪ ،‬ففكر ف النعم والنجاح والفضيلة ‪.‬‬
‫‪ -‬ل تنتظر شكرا من أحد ‪ ،‬فليس لك على أحد حق ‪ ،‬وافعل الحسان لوجه ال‬
‫فحسب ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪ -‬حدد مشروعا نافعا لك ‪ ،‬وفكر فيه وتشاغل به لتنسى هومك ‪.‬‬
‫‪ -‬احسم عملك ف الال ول تؤخر عمل اليوم إل غد ‪.‬‬
‫‪ -‬تعلم العمل النافع الذي يناسبك ‪ ،‬واعمل العمل الفيد الذي ترتاح إليه ‪.‬‬
‫‪ -‬فكر ف نعم ال عليك ‪ ،‬وتدث با واشكر ال عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬اقنع با آتاك ال من صحة ومال وأهل وعمل ‪.‬‬
‫‪ -‬تعامل مع القريب والبعيد برؤية الحاسن وغض الطرف عن العائب ‪.‬‬
‫‪ -‬تغافل عن الزلت والشائعات وتتبع السقطات وأخبار الناس ‪.‬‬
‫‪ -‬عليك بالشي والرياضة والهتمام بصحتك ؛ فالعقل السليم ف السم السليم ‪.‬‬
‫‪ -‬ادع ال دائما بالعفو والعافية وصال الال والسلمة ‪.‬‬
‫*****************************‬

‫فكر واشكر‬
‫العن ‪ :‬أن تذكر نِعم الِ عليك فإذا هي ت ْغمُرُك م ْن فوقِك ومن تتِ قدميْك ﴿‬
‫حصُوهَا ﴾ ِ‬
‫صحّةٌ ف بدنٍ ‪ ،‬أمنٌ ف وطن ‪ ،‬غذاءٌ وكساءٌ ‪،‬‬ ‫وَإِن َت ُعدّواْ ِن ْع َمةَ ال ّلهِ لَ ُت ْ‬
‫وهواءٌ وماءٌ ‪ ،‬لديك الدنيا وأنت ما تشعرُ ‪ ،‬تلكُ الياةً وأنت ل تعلمُ ﴿ وَأَسْبَ َغ عَلَيْ ُكمْ‬
‫ِن َعمَهُ ظَا ِهرَةً وَبَاطَِنةً﴾ عندك عينان ‪ ،‬ولسانٌ وشفتانِ ‪ ،‬ويدانِ ورجلنِ ﴿ فَِبأَيّ آلَاء‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫رَبّ ُكمَا تُ َكذّبَانِ ﴾ هلْ هي مسألةٌ سهلةٌ أنْ تشي على قدميْك ‪ ،‬وقد بُتِرتْ أقدامٌ؟! وأنْ‬
‫تعتمِد على ساقيْك ‪ ،‬وقد قُطِعتْ سوقٌ؟! أحقيقٌ أن تنام ملء عينيك وقدْ أطار اللُ نوم‬
‫الكثيِ؟! وأنْ تل معدتك من الطعامِ الشهيّ وأن تكرع من الاءِ الباردِ وهناك من عُكّر‬
‫عليه الطعامُ ‪ ،‬ونُغّص عليه الشّرابُ بأمراضٍ وأسْقامٍ ؟! تفكّر ف سْعِك وقدْ عُوفيت من‬
‫الصّمم ‪ ،‬وتأملْ ف نظرِك وقدْ سلمت من العمى ‪ ،‬وانظر إل جِ ْلدِك وقد نوْت من‬
‫البصِ والُذامِ ‪ ،‬والحْ عقلك وقدْ أنعم عليك بضورهِ ول تُفجعْ بالنو ِن والذهولِ ‪.‬‬
‫أتريدُ ف بصرِك وحدهُ كجبلِ أُ ُحدٍ ذهبا ؟! أتبّ بيع سعِك وزن ثهلن فضةّ ؟!‬
‫هل تشتري قصور الزهراءِ بلسانِك فتكون أبكم؟! هلْ تقايضُ بيديك مقابل عقودِ اللؤلؤ‬
‫والياقوتِ لتكون أقطع؟! إنك ف نِعمٍ عميمةٍ وأفضالٍ جسيمةٍ ‪ ،‬ولكنك ل تدريْ ‪،‬‬
‫ش مهموما مغموما حزينا كئيبا ‪ ،‬وعندك البزُ الدافئُ ‪ ،‬والا ُء الباردُ ‪ ،‬والنومُ الانئُ ‪،‬‬
‫تعي ُ‬
‫والعافيةُ الوارفةُ ‪ ،‬تتفكرُ ف الفقودِ ول تشكرُ الوجود‪ ،‬تنعجُ من خسارةٍ ماليّةٍ وعندك‬
‫مفتاحُ السعادة‪ ،‬وقناطيُ مقنطرةٌ من ال ِي والواهبِ والنعمِ والشياءِ ‪ ،‬فكّرْ واشكرْ ﴿‬
‫وَفِي أَن ُفسِكُمْ أَفَلَا تُ ْبصِرُونَ ﴾ فكّرْ ف نفسك ‪ ،‬وأهلِك ‪ ،‬وبيتك ‪ ،‬وعملِك ‪،‬‬
‫وعافيتِك ‪ ،‬وأصدقائِك ‪ ،‬والدنيا من حولِك ﴿َي ْعرِفُونَ ِن ْعمَتَ ال ّلهِ ُثمّ يُن ِكرُوَنهَا ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫ما مضى فات‬
‫تذكّرُ الاضي والتفاعلُ معه واستحضارُه ‪ ،‬والزنُ لآسيه حقٌ وجنونٌ ‪ ،‬وقت ٌل‬
‫للرادةِ وتبديدٌ للحياةِ الاضرةِ‪ .‬إن ملفّ الاضي عند العقلء يُ ْطوَى ول يُرْوى ‪ ،‬يُ ْغلَقُ‬
‫صدُ‬‫عليه أبدا ف زنزان ِة النسيانِ ‪ ،‬يُقيّدُ ببا ٍل قوّيةٍ ف سجنِ الهالِ فل يرجُ أبدا ‪ ،‬وُيوْ َ‬
‫عليه فل يرى النورَ ؛ لنه مضى وانتهى ‪ ،‬ل الز ُن يعيدُهَ ‪ ،‬ول المّ يصلحهُ ‪ ،‬ول الغمّ‬
‫ش ف كابوس الاضي وتت مظل ِة الفائتِ ‪،‬‬ ‫يصحّحُهُ ‪ ،‬ل الكدرُ يييهِ ‪ ،‬لنُه عدمٌ ‪ ،‬ل تع ْ‬
‫أنقذْ نفسك من شبحِ الاضي ‪ ،‬أتريدُ أن ت ُردّ النهر إل َمصِبّهِ ‪ ،‬والشمس إل مطلعِها ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والطفل إل بطن أمّهِ ‪ ،‬واللب إل الثدي ‪ ،‬والدمعة إل العيِ ‪ ،‬إنّ تفاعلك مع الاضي ‪،‬‬
‫ي رهيبٌ ميفٌ‬ ‫وقلقك منهُ واحتراقك بنارهِ ‪ ،‬وانطراحك على أعتابهِ وضعٌ مأساو ّ‬
‫مفزعٌ ‪.‬‬
‫القراءةُ ف دفتر الاضي ضياعٌ للحاضرِ ‪ ،‬وتزي ٌق للجهدِ ‪ ،‬ونسْفٌ للساعةِ الراهنةِ ‪،‬‬
‫ذكر الُ المم وما فعلتْ ث قال ‪ِ ﴿ :‬تلْكَ ُأ ّمةٌ َقدْ خَلَتْ ﴾ انتهى المرُ وُقضِي ‪ ،‬ول‬
‫طائل من تشريحِ جثة الزمانِ ‪ ،‬وإعادةِ عجلةِ التاريخ‪.‬‬
‫إن الذي يعودُ للماضي ‪ ،‬كالذي يطحنُ الطحي وهو مطحونٌ أصلً ‪ ،‬وكالذي‬
‫ينشرُ نشارةُ الشبِ ‪ .‬وقديا قالوا لن يبكي على الاضي ‪ :‬ل ترج الموات من قبورهم‬
‫‪ ،‬وقد ذكر من يتحدثُ على ألسنةِ البهائمِ أنمْ قالوا للحمارِ ‪ :‬لَ ل تترّ؟ قال ‪ :‬أكرهُ‬
‫الكذِب‪.‬‬
‫إن بلءنا أننا نعْجزُ عن حاضِرنا ونشتغلُ باضينا ‪ ،‬نملُ قصورنا الميلة ‪ ،‬ونندبُ‬
‫الطلل البالية ‪ ،‬ولئنِ اجتمعتِ النسُ والنّ على إعادةِ ما مضى لا استطاعوا ؛ لن‬
‫هذا هو الحالُ بعينه ‪.‬‬
‫إن الناس ل ينظرون إل الوراءِ ول يلتفتون إل اللفِ ؛ لنّ الرّيح تتجهُ إل المامِ‬
‫والاءُ ينحدرُ إل المامِ ‪ ،‬والقافل ُة تسيُ إل المامِ ‪ ،‬فل تالفْ سُنّة الياة ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫يومك يوم َ‬
‫ك‬
‫إذا أصبحتَ فل تنتظر الساءُ ‪ ،‬اليوم فحسْبُ ستعيشُ ‪ ،‬فل أمسُ الذي ذهب‬
‫ك شسُه ‪ ،‬وأدركك‬ ‫بيِهِ وشرِهِ ‪ ،‬ول الغدُ الذي ل يأتِ إل الن ‪ .‬اليومُ الذي أظلّْت َ‬
‫نارُهُ هو يومُك فحسْبُ ‪ ،‬عمرُك يومٌ واحدٌ ‪ ،‬فاجعلْ ف خلدِك العيش لذا اليومِ وكأنك‬
‫ولدت فيهِ وتوتُ فيهِ ‪ ،‬حينها ل تتعثرُ حياتُك بي هاجسِ الاضي وهّ ِه وغمّهِ ‪ ،‬وبي‬
‫توقعِ الستقبلِ وشبحِهِ الخيفِ وزحفِهِ الرعبِ ‪ ،‬لليو ِم فقطْ اصرفْ تركيزك واهتمامك‬
‫وإبداعك وكدّك وجدّك ‪ ،‬فلهذا اليومِ لبد أن تقدم صلةً خاشعةً وتلوةً بتدبرٍ واطلعا‬
‫بتأملٍ ‪ ،‬و ِذكْرا بضورٍ ‪ ،‬واتزانا ف المور ‪ ،‬و ُحسْنا ف خلقِ ‪ ،‬ورضا بالقسومِ ‪،‬‬
‫واهتماما بالظهرِ ‪ ،‬واعتناءً بالسمِ ‪ ،‬ونفعا للخرين ‪.‬‬
‫لليوم هذا الذي أنت فيه فتقُسّم ساعاتِه وتعل من دقائقه سنواتٍ ‪ ،‬ومن ثوانيهِ‬
‫شهورا ‪ ،‬تزرعُ فيه اليْر ‪ ،‬تُسدي فيه الميل ‪ ،‬تستغفرُ فيه من الذنب ‪ ،‬تذكرُ فيه‬
‫ش هذا اليوم فرحا وسرورا ‪ ،‬وأمنا وسكينةً ‪ ،‬ترضى فيه‬ ‫الربّ ‪ ،‬تتهيأ للرحيلِ ‪ ،‬تعي ُ‬
‫خذْ مَا آتَيْتُكَ‬
‫برزقِك ‪ ،‬بزوجتِك‪ ،‬بأطفالِك بوظيفتك ‪ ،‬ببيتِك ‪ ،‬بعلمِك ‪ُ ،‬بسْتواك ﴿ َف ُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وَكُن ّمنَ الشّا ِكرِينَ ﴾ تعيشُ هذا اليوم بل حُزْنٍ ول انزعاجٍ ‪ ،‬ول سخطٍ ول حقدٍ ‪،‬‬
‫ول حسدٍ‪.‬‬
‫إن عليك أن تكتب على لوحِ قلبك عبارةً واحدة تعلُها أيضا على مكتبك تقول‬
‫العبارة ‪( :‬يومك يومُك)‪ .‬إذا أكلت خبزا حارّا شهيّا هذا اليوم فهل يضُرّك خبزُ المسِ‬
‫الافّ الرديء ‪ ،‬أو خبزُ غدٍ الغائبِ النتظرِ ‪.‬‬
‫إذا شربت ماءً عذبا زللً هذا اليوْم ‪ ،‬فلماذا تزنُ من ماءِ أمس اللحِ الجاجِ ‪،‬‬
‫أو تتمّ لاءِ غدٍ السنِ الارّ‪.‬‬
‫إنك لو صدقت مع نفسِك بإرادةٍ فولذي ٍة صارمةٍ عارمةٍ لخضعتها لنظرية‪( :‬لن‬
‫أعيش إل هذا اليوْم )‪ .‬حينها تستغلّ كلّ لظة ف هذا اليوم ف بناءِ كيانِك وتنميةِ‬
‫مواهبك ‪ ،‬وتزكيةِ عملكُ ‪ ،‬فتقول ‪ :‬لليوم فقطْ أُهذّبُ ألفاظي فل أنطقُ هُجرا أو ُفحْشا‬
‫‪ ،‬أو سبّا ‪ ،‬أو غيبةً ‪ ،‬لليوم فقطْ سوف أرتبُ بيت ومكتبت ‪ ،‬فل ارتباكٌ ول بعثرةٌ ‪ ،‬وإنا‬
‫نظامٌ ورتابةٌ‪ .‬لليوم فقط سوف أعيشُ فأعتن بنظافةِ جسمي ‪ ،‬وتسي مظهري‬
‫والهتمامِ بندامي ‪ ،‬والتزا ِن ف مشيت وكلمي وحركات‪.‬‬
‫لليوم فقطْ سأعيشُ فأجتهدُ ف طاع ِة ربّي ‪ ،‬وتأديةِ صلت على أكملِ وجهِ ‪،‬‬
‫والتزودِ بالنوافلِ ‪ ،‬وتعاه ِد مصحفي ‪ ،‬والنظرِ ف كتب ‪ ،‬وحفظِ فائدةٍ ‪ ،‬ومطالعةِ كتابٍ‬
‫نافعٍ ‪.‬‬
‫س ف قلب الفضيلةً وأجتثّ منه شجرة الش ّر بغصونِها‬ ‫لليومِ فقطْ سأعيشُ فأغر ُ‬
‫الشائكةِ من كِبْرٍ وعُجبٍ وريا ٍء وحسدٍ وحقدٍ وغِلّ وسوءِ ظنّ ‪.‬‬
‫ش فأنفعُ الخرين ‪ ،‬وأسدي الميلَ إل الغي ‪ ،‬أعودُ مريضا‬ ‫لليوم فقط سوف أعي ُ‬
‫‪ ،‬أشّيعُ جنازةً ‪ ،‬أ ُدلّ حيان ‪ ،‬أُطعمُ جائعا ‪ ،‬أف ّرجُ عن مكروبٍ ‪ ،‬أقفٌ مع مظلومٍ ‪،‬‬
‫أشفعُ لضعيفٍ ‪ ،‬أواسي منكوبا‪ ،‬أكرمُ عالا ‪ ،‬أرحمُ صغيا ‪ ،‬أ ِجلّ كبيا ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لليوم فقط سأعيشُ ؛ فيا ماضٍ ذهب وانتهى اغربْ كشمِسك ‪ ،‬فلن أبكي عليك‬
‫ولن تران أقفُ لتذكرك لظة ؛ لنك تركتنا وهجرتنا وارتلْت عنّا ولن تعود إلينا أبد‬
‫البدين ‪.‬‬
‫ويا مستقبلُ أنْت ف عا ِل الغيبِ فلنْ أتعامل مع الحلمِ ‪ ،‬ولن أبيع نفسي مع‬
‫الوهام ولن أتعجّلَ ميلد مفقودٍ ‪ ،‬لنّ غدا ل شيء ؛ لنه ل يلق ولنه ل يكن‬
‫مذكورا‪.‬‬
‫يومك يومُك أيها النسانُ أروعُ كلمةٍ ف قاموسِ السعادةِ لن أراد الياة ف أبى‬
‫صورِها وأجلِ ُحلِلها‪.‬‬
‫****************************************‬

‫ي‬ ‫ك المستقب َ‬
‫ل حتى يأت َ‬ ‫اتر ِ‬
‫﴿ أَتَى َأ ْمرُ ال ّلهِ َفلَ َتسَْت ْعجِلُوهُ ﴾ ل تستبقِ الحداث ‪ ،‬أتريدُ إجهاض الم ِل قبْل‬
‫تامِهِ؟! وقطف الثمرةِ قبل النضج ؟! إنّ غدا مفقودٌ ل حقيقة لهُ ‪ ،‬ليس له وجودٌ ‪ ،‬ول‬
‫طعمٌ ‪ ،‬ول لونٌ ‪ ،‬فلماذا نشغلُ أنفسنا بهِ ‪ ،‬ونتوجّسُ من مصائِبِهِ ‪ ،‬ونتمّ لوادثهِ ‪ ،‬نتوقعُ‬
‫كوارثهُ ‪ ،‬ول ندري هلْ يُحالُ بيننا وبينهُ ‪ ،‬أو نلقاهُ ‪ ،‬فإذا هو سرو ٌر وحبورٌ ؟! الهمّ أنه‬
‫ف عا ِل الغيبِ ل يصلْ إل الرضِ ب ْعدَ ‪ ،‬إن علينا أنْ ل نعب جسرا حت نأتيه ‪ ،‬ومن‬
‫يدري؟ لعلّنا نقِف قبل وصولِ السرِ ‪ ،‬أو لعلّ الس َر ينهارُ قبْل وصولِنا ‪ ،‬وربّما وصلنا‬
‫السر ومررنا عليه بسلمٍ‪.‬‬
‫ب الغيبِ ث الكتواءِ‬ ‫إن إعطاء الذهنِ مساحةً أوسع للتفكيِ ف الستقبلِ وفتحِ كتا ِ‬
‫بالزعجاتِ التوقعةِ مقوتٌ شرعا ؛ لنه طولُ أملٍ ‪ ،‬وهو مذمومٌ عقلً ؛ لنه مصارعةُ‬
‫للظلّ‪ .‬إن كثيا من هذا العال يتوقُع ف مُستقبلهِ الوعَ العري والرضَ والفقرَ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت مدارسِ الشيطانِ ﴿ الشّيْطَانُ َي ِعدُ ُكمُ اْل َف ْقرَ‬
‫والصائبَ ‪ ،‬وهذا كلّه من مُقررا ِ‬
‫ضلً ﴾ ‪.‬‬
‫حشَاء وَال ّلهُ َي ِعدُكُم ّم ْغفِرَةً مّ ْنهُ وَ َف ْ‬
‫وَيَ ْأ ُمرُكُم بِاْل َف ْ‬
‫كثيٌ همْ الذين يبكون ؛ لنم سوف يوعون غدا‪ ،‬وسوف يرضون بعد سنةٍ‪،‬‬
‫وسوف ينتهي العالُ بعد مائةِ عام‪ .‬إنّ الذي عمرُه ف يد غيه ل ينبغي لهُ أن يراهن على‬
‫ت ل يوزُ لهُ الشتغالُ بشيءٍ مفقودٍ ل حقيقة له‪.‬‬
‫العدمٍ ‪ ،‬والذي ل يدرِي مت يو ُ‬
‫اترك غدا حت يأتيك ‪ ،‬ل تسأل عن أخبارِه ‪ ،‬ل تنتظر زحوفه ‪ ،‬لنك مشغولٌ‬
‫باليوم‪.‬‬
‫وإن تعجبْ فعجبٌ هؤلء يقترضون المّ نقدا ليقضوه نسيئةً ف يومٍ ل تُشرق‬
‫شسُه ول ير النور ‪ ،‬فحذار من طولِ الملِ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫كيف تواجه النقد الثم ؟‬
‫الرّقعاءُ السّخفاءُ سبّوا الالق الرّازق جلّ ف عله ‪ ،‬وشتموا الواحد الحد ل إله‬
‫إل هو ‪ ،‬فماذا أتوقعُ أنا وأنت وننُ أهل اليف والطأ ‪ ،‬إنك سوف تواجهُ ف حياتِك‬
‫حرْبا! ضرُوساُ ل هوادة فيها من النّق ِد الثِ الرّ ‪ ،‬ومن التحطيم الدروسِ القصودِ ‪ ،‬ومن‬
‫الهانةِ التعمّدةِ مادام أنك تُعطي وتبن وتؤثرُ وتسطعُ وتلمعُ ‪ ،‬ولن يسكت هؤلءِ عنك‬
‫حت تتخذ نفقا ف الرضِ أو سلما ف السماءِ فتفرّ منهم ‪ ،‬أما وأنت بي أظهرِ ِهمْ فانتظرْ‬
‫منه ْم ما يسوؤك ويُبكي عينك ‪ ،‬ويُدمي مقلتك ‪ ،‬ويقضّ مضجعك‪.‬‬
‫إن الالس على الرضِ ل يسقطُ ‪ ،‬والناسُ ل يرفسون كلبا ميتا ‪ ،‬لكنهم‬
‫يغضبون عليك لنك فُقْتَهمْ صلحا ‪ ،‬أو علما ‪ ،‬أو أدبا ‪ ،‬أو مالً ‪ ،‬فأنت عندهُم مُذنبٌ‬
‫ت المدِ ‪،‬‬ ‫ل توبة لك حت تترك مواهبك ونِ َع َم الِ عليك ‪ ،‬وتنخلع من كلّ صفا ِ‬
‫وتنسلخ من كلّ معان النبلِ ‪ ،‬وتبقى بليدا ! غبيّا ‪ ،‬صفرا مطّما ‪ ،‬مكدودا ‪ ،‬هذا ما‬
‫يريدون ُه بالضبطِ ‪ .‬إذا فاصمد لكلمِ هؤل ِء ونقدهمْ وتشويهِ ِهمْ وتقيِهمْ (( أثبتْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ُأ ُحدٌ )) وك ْن كالصخرةِ الصامتةِ الهيبةِ تتكسرُ عليها حبّاتُ البدِ لتثبت وجودها وقُدرتا‬
‫على البقاءِ ‪ .‬إنك إنْ أصغيت لكلمِ هؤلءِ وتفاعلت به حققت أمنيتهُم الغالية ف تعكيِ‬
‫ض عنهمْ ول تكُ ف ضيقٍ‬ ‫حياتِك وتكديرِ عمرك ‪ ،‬أل فاصفح الصّفْح الميل ‪ ،‬أل فأعر ْ‬
‫ما يكرون‪ .‬إن نقدهمُ السخيف ترجةٌ مترمةٌ لك ‪ ،‬وبقد ِر وزنِك يكُون النقدُ الثُ‬
‫الفتعلُ ‪.‬‬
‫إنك لنْ تستطيع أن تغلق أفواه هؤلءِ ‪ ،‬ولنْ تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك‬
‫تستطيعُ أن تدفن نقدهُم وتنّيهم بتجافيك لم ‪ ،‬وإهالك لشأنمْ ‪ ،‬واطّراحك لقوالِمِ!‪.‬‬
‫﴿ قُلْ مُوتُواْ ِبغَ ْيظِ ُكمْ ﴾ بل تستطيعُ أ ْن تصبّ ف أفوا ِه ِهمُ الرْدَلَ بزياد ِة فضائلك وتربيةِ‬
‫ماسنِك وتقوي اعوجاجِك ‪ .‬إنْ كنت تُريد أن تكون مقبولً عند الميع ‪ ،‬مبوبا لدى‬
‫الكلّ ‪ ،‬سليما من العيوبِ عند العالِ ‪ ،‬فقدْ طلبت مستحيلً وأمّلت أملً بعيدا ‪.‬‬
‫*********************************************‬
‫***‬
‫ل تنتظْر شكرا ً من أح ٍ‬
‫د‬
‫خلق الُ العباد ليذكرو ُه ورزق الُ الليقة ليشكروهُ ‪ ،‬فعبد الكثيُ غيه ‪ ،‬وشك َر‬
‫الغالبُ سواه ‪ ،‬لنّ طبيعة الحودِ والنكرانِ والفاءِ وكُفْرانِ النّعم غالبةٌ على النفوس ‪،‬‬
‫فل ُتصْدمْ إذا وجدت هؤل ِء قد كفروا جيلك ‪ ،‬وأحرقوا إحسانك ‪ ،‬ونسوا معروفك ‪،‬‬
‫بل ربا ناصبوك العِداءَ ‪ ،‬ورموك بنجنيق القدِ الدفي ‪ ،‬ل لشيءٍ إل لنك أحسنت‬
‫إليهمْ ﴿ َومَا َن َقمُواْ إِلّ أَنْ َأغْنَا ُهمُ ال ّلهُ َورَسُوُلهُ مِن َفضْ ِلهِ ﴾ وطالعْ سجلّ العالِ‬
‫ب ربّى ابن ُه وغذّاهُ وكساهُ وأطعمهُ وسقاهُ ‪ ،‬وأدّبهُ ‪،‬‬
‫الشهود ‪ ،‬فإذا ف فصولِهِ قصةُ أ ٍ‬
‫وعلّمهُ ‪ ،‬سهر لينام ‪ ،‬وجاع ليشبع ‪ ،‬وتعِب ليتاح ‪ ،‬فلمّا طرّ شاربُ هذا البن وقوي‬
‫ساعده ‪ ،‬أصبح لوالد ِه كالكلبِ العقورِ ‪ ،‬استخفافا ‪ ،‬ازدراءً ‪ ،‬مقتا ‪ ،‬عقوقا صارخا ‪،‬‬
‫عذابا وبيلً ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أل فليهدأ الذين احترقت أوراقُ جيلِهمْ عند منكوسي الفِطرِ ‪ ،‬ومطّمي الراداتِ‬
‫‪ ،‬وليهنؤوا بعوضِ الثوبةِ عند من ل تنفدُ خزائنُه ‪.‬‬
‫إن هذا الطاب الارّ ل يدعوك لتركِ الميلِ ‪ ،‬وعدمِ الحسانِ للغي ‪ ،‬وإنا‬
‫يوطّنُك على انتظار الحودِ ‪ ،‬والتنك ِر لذا الميلِ والحسانِ ‪ ،‬فل تبتئس با كانوا‬
‫يصنعون‪.‬‬
‫اعمل الي لِو ْج ِه الِ ؛ لنك الفائزُ على كل حالٍ ‪ ،‬ثّ ل يضرك غ ْمطُ من‬
‫غمطك ‪ ،‬ول جحودُ من جحدك ‪ ،‬واحدِ ال لنك الحسنُ ‪ ،‬واليدُ العليا خيٌ من اليدِ‬
‫السفلى ﴿ إِّنمَا نُ ْط ِعمُ ُكمْ ِلوَ ْجهِ ال ّلهِ لَا ُنرِيدُ مِنكُمْ َجزَاء وَلَا شُكُورا ﴾ ‪.‬‬
‫وقد ذُهِل كثيٌ من العقلءِ من جبلّةِ الحودِ عند الغوْغاءِ ‪ ،‬وكأنمْ ما سعوا‬
‫سهُ‬
‫ضرّ ّم ّ‬
‫الوحي الليل وهو ينعي على الصنف عتوّه وتردهُ ﴿ َمرّ َكأَن ّلمْ َي ْدعُنَا إِلَى ُ‬
‫سرِ ِفيَ مَا كَانُواْ َي ْعمَلُونَ ﴾ ل تُفاجأ إذا أهديت بليدا قلما فكتب به‬
‫َكذَلِكَ زُّينَ ِل ْلمُ ْ‬
‫هجاءك ‪ ،‬أو منحت جافيا عصا يتوكأ عليها ويهشّ با على غنمهِ ‪ ،‬فشجّ با رأسك ‪،‬‬
‫هذا هو الصلُ عند هذ ِه البشريةِ الحنّطةِ ف كفنِ الحودِ مع باريها جلّ ف عله ‪،‬‬
‫فكيف با معي ومعك ؟! ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ح للصدر‬
‫ن إلى الخرين انشرا ٌ‬
‫الحسا ُ‬
‫المي ُل كاسِهِ ‪ ،‬والعروفُ كرسِهِ ‪ ،‬واليُ كطعمِهِ‪ .‬أولُ الستفيدين من إسعادِ‬
‫النّاسِ همُ التفضّلون بذا السعادِ ‪ ،‬ينون ثرتهُ عاجلً ف نفوس ِهمْ ‪ ،‬وأخلقِهم ‪،‬‬
‫وضمائِرِهِم ‪ ،‬فيجدون النشراح والنبساط ‪ ،‬والدوء والسكينة‪.‬‬
‫فإذا طاف بك طائفٌ من همّ أو ألّ بك غمّ فامنحْ غيك معروفا وأسدِ لهُ جيلً‬
‫ت ِد الفرج والرّاحة‪ .‬أعطِ مروما ‪ ،‬انصر مظلوما ‪ ،‬أن ِقذْ مكروبا ‪ ،‬أطعمْ جائعا ‪ِ ،‬عدْ‬
‫مريضا ‪ ،‬أعنْ منكوبا ‪ ،‬تدِ السعادة تغمرُك من بي يديْك ومنْ خلفِك‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إنّ فعلَ اليِ كالطيب ينفعُ حاملهُ وبائعه ومشتريهُ ‪ ،‬وعوائدُ اليِ النفسيّة عقاقيُ‬
‫ف ف صيدليةِ الذي ُعمِرتْ قلوبُهم بالبّر والحسان ‪.‬‬
‫مباركةٌ تصر ُ‬
‫ق صدقةٌ جاريةٌ ف عالِ القيمِ (( ولو‬
‫إن توزيع البسماتِ الشرقةِ على فقراءِ الخل ِ‬
‫أن تلقى أخاك بوجهِ ط ْلقِ )) وإن عبوس الوجهِ إعلنُ حربٍ ضروسٍ على الخرين ل‬
‫يعلمُ قيامها إل علّمٌ الغيوبِ ‪.‬‬
‫شربةُ ماءِ من كفّ بغي لكلب عقورٍ أثرتْ دخول جنة عرضُها السمواتُ‬
‫ب غفورٌ شكورٌ جيلٌ ‪ ،‬يبّ الميل ‪ ،‬غنٌ حيدٌ ‪.‬‬ ‫والرضُ ؛ لنّ صاحب الثوا ِ‬
‫س الشقاءِ والفزع والوفِ هلموا إل بستانِ العروفِ‬ ‫يا منْ تُهدّد ُهمْ كوابي ُ‬
‫وتشاغلوا بالخرين‪ ،‬عطا ًء وضيافةً ومواساةً وإعانةً وخدم ًة وستجدون السعادة طعما‬
‫جزَى{‪ }19‬إِلّا ابِْتغَاء وَ ْجهِ رَّبهِ الَْأعْلَى{‪}20‬‬
‫ولونا وذوقا ﴿ َومَا ِلأَ َحدٍ عِندَهُ مِن ّنعْ َمةٍ ُت ْ‬
‫وََلسَوْفَ َيرْضَى ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫ل‬
‫اطرِد الفراغ بالعم ِ‬
‫ف والشائعات لنّ أذهانم موزّعةٌ ﴿ رَضُواْ‬
‫الفارغون ف الياةِ هم أه ُل الراجي ِ‬
‫بِأَن يَكُونُواْ مَعَ اْلخَوَالِفِ ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ أخطر حالت الذهنِ يوم يفرغُ صاحبُه من العملِ ‪ ،‬فيبقى كالسيارةِ السرعةِ‬
‫ف اندارِ بل سائقٍ تنحُ ذات اليمي وذات الشمالِ ‪.‬‬
‫يوم تدُ ف حياتك فراغا فتهيّأ حينها للهمّ والغ ّم والفزعِ ‪ ،‬لن هذا الفراغ‬
‫يسحبُ لك كلّ ملفّاتِ الاضي والاضرِ والستقبلِ من أدراج اليا ِة فيجعلك ف أمرٍ‬
‫مريجٍ ‪ ،‬ونصيحت لك ولنفسي أن تقوم بأعمالٍ مثمر ٍة بدلً من هذا السترخاءِ القاتلِ‬
‫لنهُ وأدٌ خفيّ ‪ ،‬وانتحارٌ بكبسولٍ مسكّنٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إن الفراغً أشبهُ بالتعذيب البطيءِ الذي يارسُ ف سجونِ الصيِ بوضعِ السجيِ‬
‫تت أنبوبٍ يقطُرُ كلّ دقيقةٍ قطرةً ‪ ،‬وف فتراتِ انتظارِ هذه القطراتِ يُصابُ السجيُ‬
‫بالنونِ ‪.‬‬
‫الراحةُ غفلةٌ ‪ ،‬والفراغُ لِصّ مترِفٌ ‪ ،‬وعقلك هو فريسةٌ مزّقةٌ لذه الروبِ‬
‫الوهيّة ‪.‬‬
‫إذا قم الن صلّ أو اقرأ ‪ ،‬أو سبّحْ ‪ ،‬أو طالعْ ‪ ،‬أو اكتبْ ‪ ،‬أو رتّب مكتبك ‪ ،‬أو‬
‫أصلح بيتك ‪ ،‬أو انفعْ غيك حت تقضي على الفراغِ ‪ ،‬وإن لك من الناصحيْ ‪.‬‬
‫اذب ْح الفراغ بسكيِ العملِ ‪ ،‬ويضمن لك أطباءُ العال ‪ %50‬من السعادة مقابل‬
‫ئ فحسب ‪ ،‬انظر إل الفلحي والبازين والبنائي يغردون بالناشيد‬ ‫هذا الجراءِ الطار ِ‬
‫كالعصافيِ ف سعادةٍ وراحةٍ وأنت على فراشك تسحُ دموعك وتضطرُب لنك ملدوغٌ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ل تكن إمعة‬
‫ل تتقمص شخصية غيك ول تذُب ف الخرين‪ .‬إن هذا هو العذاب الدائم ‪،‬‬
‫وكثيٌ هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتِهم وحركاتِهم ‪ ،‬وكلمَهم ‪ ،‬ومواهبهم ‪،‬‬
‫ف والصّلفُ ‪ ،‬والحتراقُ ‪،‬‬‫وظروفهم ‪ ،‬لينصْهرُوا ف شخصيّات الخرين ‪ ،‬فإذا التكلّ ُ‬
‫والعدامُ للكيان وللذّات‪.‬‬
‫من آدم إل آخر الليقة ل يتفق اثنانِ ف صورةٍ واحدةٍ ‪ ،‬فلماذا يتفقون ف‬
‫الواهبِ والخلق ‪.‬‬
‫أنت شيءٌ آخرُ ل يسبق لك ف التاريخِ مثيلٌ ولن يأت مثُلك ف الدنيا شبيه ‪.‬‬
‫أنت متلف تاما عن زيد وعمرو فل تشرْ نفسك ف سرداب التقليد والحاكاة‬
‫والذوبان ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫شرَبَ ُهمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَلِكُلّ وِ ْج َهةٌ‬
‫انطلق على هيئتك وسجيّتك ﴿ َق ْد عَ ِلمَ كُلّ أُنَاسٍ ّم ْ‬
‫هُوَ مُوَلّيهَا فَاسْتَِبقُواْ اْلخَ ْيرَاتِ ﴾ عشْ كما خلقت ل تغي صوتك ‪ ،‬ل تبدل نبتك ‪،‬‬
‫ل تالف مشيتك ‪ ،‬هذب نفسك بالوحي ‪ ،‬ولكن ل تلغِ وجودك وتقتل استقللك‪.‬‬
‫أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ؛ لنك‬
‫خلقت هكذا وعرفناك هكذا ((ل يكن أحدكم إمّعة)) ‪.‬‬
‫إنّ الناس ف طبائعهمْ أشبهُ بعالِ الشجارِ ‪ :‬حلوٌ وحامضٌ ‪ ،‬وطويلٌ وقصيٌ ‪،‬‬
‫وهكذا فليكونوا‪ .‬فإن كنت كالوزِ فل تتحولْ إل سفرجل ؛ لن جالك وقيمتك أن‬
‫ت الباري فل‬
‫تكون موزا ‪ ،‬إن اختلف ألوانِنا وألسنتِنا ومواهبِنا وقدراتِنا آيةٌ منْ آيا ِ‬
‫تحد آياته ‪.‬‬
‫******************************‬
‫قضاء وقدر‬
‫﴿مَا أَصَابَ مِن ّمصِيبَةٍ فِي الَْأ ْرضِ وَلَا فِي أَنفُسِ ُكمْ إِلّا فِي كِتَابٍ مّن قَبْلِ أَن‬
‫ف القلمُ ‪ ،‬رُفعتِ الصحفُ ‪ ،‬قضي المرُ ‪ ،‬كتبت القادير ‪ ﴿ ،‬قُل لّن‬
‫نّ ْبرَأَهَا﴾ ‪ ،‬ج ّ‬
‫ُيصِيبَنَا إِلّ مَا كَتَبَ ال ّلهُ لَنَا ﴾ ‪ ،‬ما أصابك ل يكنْ لِيُخطئِك ‪ ،‬وما أخطأكَ ل يكنْ‬
‫‪.‬‬ ‫لِيُصيِبك‬
‫إن هذه العقيدة إذا رسختْ ف نفسك وقرّت ف ضميِك صارتْ البليةُ عطيةً ‪،‬‬
‫وا ِلحْنةُ مِنْحةً ‪ ،‬وك ّل الوقائع جوائز وأوسةً ((ومن ُي ِردِ الُ به خيا ُيصِبْ منه)) فل‬
‫ق بيتٍ ‪ ،‬فإ ّن الباري‬
‫ت قريبٍ ‪ ،‬أو خسارةٍ ماليةٍ ‪ ،‬أو احترا ِ‬
‫يصيبُك قلقٌ من مرضٍ أو مو ِ‬
‫قد قدّر والقضا ُء قد حلّ ‪ ،‬والختيارُ هكذا ‪ ،‬واليةُ لِ ‪ ،‬والجرُ حصل ‪ ،‬والذنبُ كُفّر‬
‫‪.‬هنيئا لهلِ الصائب صبهم ورضاهم عن الخذِ ‪ ،‬العطي ‪ ،‬القابضِ ‪ ،‬الباسط ‪ ﴿ ،‬لَا‬
‫ُيسْأَ ُل َعمّا َي ْفعَلُ وَ ُهمْ ُيسْأَلُونَ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫س صدْرِك حت تؤمن‬ ‫ولن تدأ أعصابُك وتسكن بلبلُ نفسِك ‪ ،‬وتذْهب وساو ُ‬
‫ق فل تذهبْ نفسُك حسراتٍ ‪ ،‬ل تظنّ أنه كان‬ ‫ف القلمُ با أنت ل ٍ‬
‫بالقضا ِء والقدرِ ‪ ،‬ج ّ‬
‫ف الدار أن ينهار ‪ ،‬وحبْسُ الاءِ أنْ ينْس ِكبُ ‪ ،‬ومَْنعُ الريحِ أن تبّ ‪،‬‬‫بوسعِك إيقا ُ‬
‫وحفظُ الزجاج أن ينكسر ‪ ،‬هذا ليس بصحيحٍ على رغمي ورغمك ‪ ،‬وسوف يقعُ‬
‫القدورُ ‪ ،‬وينْ ُفذُ القضاءُ ‪ ،‬ويِلّ الكتوبُ ﴿ َفمَن شَاء فَلْيُ ْؤمِن َومَن شَاء فَلْيَ ْك ُفرْ ﴾ ‪.‬‬
‫سخْط والتذمّر والعويل ‪ ،‬اعترفْ بالقضا ِء‬
‫استسلمْ للقدر قبْل أن تطوّق بيش ال ّ‬
‫قبْل أن يدهك سْيلُ النّدمِ ‪ ،‬إذا فليهدأ بالُك إذا فعلت السباب ‪ ،‬وبذلت الِيل ‪ ،‬ث وقع‬
‫ما كنت تذرُ ‪ ،‬فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ‪ ،‬ول تقُلْ ((لو أن فعلت كذا لكان‬
‫كذا وكذا ‪ ،‬ولكن قُلْ ‪ :‬قدّر الُ وما شاء فعلْ)) ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫سرا ً ﴾‬
‫ر يُ ْ‬
‫س ِ‬ ‫ع ال ْ ُ‬
‫ع ْ‬ ‫م َ‬ ‫﴿ إ ِ َّ‬
‫ن َ‬
‫يا إنسانُ بعد الوع شبعٌ ‪ ،‬وبعْدَ الظّمأ ريّ ‪ ،‬وب ْعدَ السّهرِ نوْمٌ ‪ ،‬وب ْعدَ الرض‬
‫عافيةٌ ‪ ،‬سوف يص ُل الغائبُ ‪ ،‬ويهتدي الضالّ ‪ ،‬ويُفكّ العان ‪ ،‬وينقشعُ الظلمُ ﴿ َف َعسَى‬
‫ال ّلهُ أَن َيأْتِيَ بِاْلفَ ْتحِ أَوْ َأ ْمرٍ ّمنْ عِندِهِ ﴾ ‪.‬‬
‫بشّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ البال ‪ ،‬ومسارب الوديةِ ‪ ،‬بشّر‬
‫الهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ ف سرع ِة الضّوْءِ ‪ ،‬و ُلحِ البصرِ ‪ ،‬بشّرِ النكوب بلطف خفيّ ‪،‬‬
‫وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ ‪.‬‬
‫إذا رأيت الصحراء تتدّ وتتدّ ‪ ،‬فاعلم أنّ وراءها رياضا خضراء وارفةّ الظّللِ‪.‬‬
‫إذا رأيت الِبْل يشت ّد ويشتدّ ‪ ،‬فاعلمْ أنه سوف يَنْق ُطعِ ‪.‬‬
‫مع الدمعةِ بسمةٌ ‪ ،‬ومع الوفِ أ ْمنٌ ‪ ،‬ومع الفَ َزعِ سكينةٌ ‪.‬‬
‫النارُ ل ترقُ إبراهيم الليلِ ‪ ،‬لنّ الرعايةَ الربانيّة فَتَحتْ نَاِفذَةَ ﴿ َبرْدا وَسَلَاما‬
‫عَلَى إِْبرَاهِيمَ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت القويّ الصادق نَ َطقَ بـ ﴿ كَلّا إِنّ‬
‫البحرُ ل يُغْرِقُ كَلِيمَ الرّ ْحمَنِ ‪ ،‬ل ّن الصّوْ َ‬
‫َمعِيَ رَبّي سََي ْهدِينِ ﴾ ‪.‬‬
‫العصو ُم ف الغارِ بشّرَ صاحِبهُ بأنه و ْحدَهْ جلّ ف عُلهُ معنا ؛ فنل المْ ُن والفتُح‬
‫والسكينة ‪.‬‬
‫إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ‪ ،‬وأ ِرقّاءَ ظروِفهِمُ القاتةِ ل ي َروْنَ إلّ النّ َكدَ والضّيقَ‬
‫سبُ‪ .‬أل فلَْي ُمدّوا‬ ‫والتّعاسةَ ‪ ،‬لنم ل ينظرون إلّ إل جدار الغرفةِ وباب الدّا ِر َفحَ ْ‬
‫جبِ وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِ ِهمْ إل ما وراء السوارِ‪.‬‬ ‫لُ‬‫أبصارَ ُهمْ وراء ا ُ‬
‫إذا فل تضِقْ ذرعا فمن الُحالِ دوامُ الالِ ‪ ،‬وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ ‪ ،‬اليامُ‬
‫دُولٌ ‪ ،‬والده ُر قُّلبٌ ‪ ،‬والليال حُبَال ‪ ،‬والغيبُ مستورٌ ‪ ،‬والكيمُ كلّ يوم هو ف شأنٍ ‪،‬‬
‫حدِثُ بعد ذلك أمرا ‪ ،‬وإن مع العُسْرِ ُيسْرا ‪ ،‬إن مع العُسْرِ ُيسْرا ‪.‬‬ ‫ولعلّ ال ُي ْ‬
‫*******************************‬
‫اصنع من الليمون شرابا ً حلواً‬
‫ب يوّلُ السائر إل أرباحٍ ‪ ،‬والاهلُ الرّعْديِدُ يعلُ الصيبة‬‫الذكيّ الري ُ‬
‫مصيبتيِ‪‍ ‍.‬‬
‫طُرِدَ الرسولُ من مكةَ فأقامَ ف الدينةِ دولةً ملتْ سْع التاريخِ وبصرهُ ‪.‬‬
‫سُجن أحدُ بنُ حَنْبَلَ وجلد ‪ ،‬فصار إمام السنة ‪ ،‬وحُبس ابنُ تيمية فُأخْرِج من‬
‫حبسهِ علما جا ‪ ،‬ووُضع السرخس ّي ف قعْرِ بئْرٍ معطلةٍ فأخرج عشرين ملدا ف الفِقْهِ ‪،‬‬
‫وأقعد ابن الث ِي فصنّفَ جامع الصول والنهاية من أشهرِ وأنف ِع كتبِ الديثِ ‪ ،‬ونُفي‬
‫ابنُ الوزي من بغداد ‪ ،‬فجوّد القراءاتِ السبعِ ‪ ،‬وأصابتْ حى الوتِ مالك بن الريبِ‬
‫فأرسل للعالي قصيدت ُه الرائعة الذائعة الت تعدِلُ دواوين شعراءِ الدولةِ العباسيةِ ‪ ،‬ومات‬
‫أبناءُ أب ذؤيب الذل فرثاهمْ بإلياذة أنْصت لا الدهرُ ‪ ،‬وذُهِل منها المهورُ ‪ ،‬وصفّق لا‬
‫التاريخُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إذا داهتك داهيةٌ فانظرْ ف الانبِ الشرِقِ منها ‪ ،‬وإذا ناولك أحدُهمْ كوب‬
‫ليمونٍ فأضفْ إليهِ حِفْنَةً من سُكّر ‪ ،‬وإذا أهدى لك ثعبانا فخذْ ج ْلدَهُ الثمي واتركْ باقيه‬
‫‪ ،‬وإذا لدغتْك عقربٌ فاعلم أنه مصلٌ واقٍ ومناعةٌ حصينة ضد ُسمّ الياتِ ‪.‬‬
‫تكيّف ف ظرفكِ القاسي ‪ ،‬لتخرج لنا منهُ زهْرا وورْدا وياسينا ﴿ َوعَسَى أَن‬
‫تَ ْكرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَ ْيرٌ لّ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫ل ومتشائما فأخرجا‬‫سجنتْ فرنسا قبل ثورتِها العارمةِ شاعرْين ميديْنِ متفائ ً‬
‫رأسيْهما من نافذةِ السجنِ ‪ .‬فأما التفائلُ فنظر نظر ٌة ف النجومِ فضحك‪ .‬وأما التشائمٌ‬
‫ي ف الشارعِ الجاور فبكى‪ .‬انظرْ إل الوجه الخر للمأساةِ ‪ ،‬لن الشرّ‬ ‫فنظر إل الط ِ‬
‫ب وفَتْحٌ وأجْرٌ ‪.‬‬
‫الحْض ليس موجودا ؛ بل هناك خيٌ ومَكْس ٌ‬
‫*****************************************‬
‫ضطََّر إِذَا دَ َ‬
‫عاهُ ﴾‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫جي‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫َ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ ِ ُ‬ ‫﴿أ ّ‬
‫ب ‪ ،‬وتصمدُ إليه الكائناتُ ‪،‬‬ ‫من الذي يفْزعُ إليه الكروبُ ‪ ،‬ويستغيثُ به النكو ً‬
‫وتسألهُ الخلوقاتُ ‪ ،‬وتلهجُ بذكِرِه اللسُنُ وُت َؤّلهُهُ القلوب ؟ إنه الُ ل إله إلّ هو‪.‬‬
‫وحقٌ عليّ وعليك أن ندعوهُ ف الشدةِ والرّخاءِ والسّراءِ والضّراءِ ‪ ،‬ونفزعُ إليه ف‬
‫الُِلمّاتِ ونتوسّلُ إليه ف الكرباتِ وننطرحُ على عتباتِ بابهِ سائلي باكي ضارعي منيبي‬
‫ع فرجُهُ وَيحُ ّل فْتحُهُ ﴿ َأمّن ُيجِيبُ اْل ُمضْ َطرّ‬
‫‪ ،‬حينها يأت مددُ ْه ويصِلُ عوْنُه ‪ ،‬وُيسْر ٌ‬
‫ِإذَا دَعَاهُ﴾ فينجي الغريق وير ّد الغائب ويعاف البتلي وينصرُ الظلوم وي ْهدِي الضالّ‬
‫ويشفي الريض ويف ّرجُ عن الكروبِ ﴿ َفِإذَا رَكِبُوا فِي اْلفُلْكِ َدعَوُا ال ّلهَ ُمخْ ِلصِيَ َلهُ‬
‫الدّينَ ﴾ ‪.‬‬
‫ولن أسْرُد عليك هنا أدعية إزاح ِة المِ والغمِ والزنِ والكربِ ‪ ،‬ولكن أُحيلُك إل‬
‫كُتُبِ السّنّةِ لتتعلم شريف الطابِ معه ؛ فتناجيهِ وتنادي ِه وتدعوهُ وترجوه‪ ،‬فإن وجدْتهُ‬
‫وجدْت كلّ شيءٍ ‪ ،‬وإن فقدت اليان به فقدت كلّ شيء ‪ ،‬إن دعاءك ربّك عبادةٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أخرى ‪ ،‬وطاعةٌ عظمى ثانيةٌ فوق حصولِ الطلوبِ ‪ ،‬وإن عبدا ييدُ فنّ الدعاءِ حريّ أن‬
‫ل يهت ّم ول يغتمّ ول يقلق كل البال تتصرّم إلّ حبلُه كلّ البوابِ توصدُ إلّ بابهُ وهو‬
‫قريبٌ سيعٌ ميبٌ ‪ ،‬ييب الضطرّ إذا دعاه يأمُرُك‪ -‬وأنت الفقيُ الضعيفُ الحتاجُ ‪ ،‬وهو‬
‫الغنّ القويّ الواحدُ الاجدُ ‪ -‬بأن تدعوه ﴿ ا ْدعُونِي أَسَْتجِبْ لَ ُكمْ ﴾ إذا نزلتْ بك‬
‫سهِ ‪ ،‬واطلبْ مددهُ واسألْه‬ ‫ب فالْهجْ بذكرِهِ ‪ ،‬واهتفْ با ِ‬ ‫النوازلُ ‪ ،‬وأَلمَّتْ بك الطو ُ‬
‫س اسِهِ ‪ ،‬لتحصل على تاج الريّةِ ‪ ،‬وأرغم النْف ف‬ ‫فتْحهُ ونصْرَهُ ‪ ،‬مرّغِ البي لتقدي ِ‬
‫طي عبوديِتهِ لتحوز وِسام النجاةِ ‪ ،‬مدّ يديْك ‪ ،‬ارفع كفّيْكَ ‪ ،‬أطلقْ لسانك ‪ ،‬أكثرْ من‬
‫ب فتْحهُ ‪ ،‬أ ْشدُ باسِهِ ‪،‬‬
‫طلبِهِ ‪ ،‬بالغْ ف سؤالِهِ ‪ ،‬ألّ عليه ‪ ،‬الزمْ بابهُ ‪ ،‬انتظرْ لُطْفُه ‪ ،‬ترق ْ‬
‫أحسنْ ظنّك فيه ‪ ،‬انقطعْ إليه ‪ ،‬تبتّلْ إليه تبتيلً حت تسعد وتُفِْلحَ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫وليسعك بيتك‬
‫العُزْلةُ الشرعيّةُ السنيّةُ ‪ :‬بُعْدُك عن الشرّ وأهلِهِ ‪ ،‬والفارغي َواللهي والفوضويي ‪،‬‬
‫فيجتمعُ عليك شلُك ‪ ،‬ويهدأ بالُك ‪ ،‬ويرتاحُ خاطرُك ‪ ،‬ويودُ ذهنُك ِبدُررِ الِكم ‪،‬‬
‫ويسرحُ طرفُكَ ف بستانِ ا لعارفِ‪.‬‬
‫إن العزلة عن كلّ ما يشغلُ عن اليِ والطاعةِ دواءٌ عزيزٌ جرّبهٌ أطباءُ القلوبِ‬
‫فنجح أيّما ناحٍ ‪ ،‬وأنا أدّلك عليهِ ‪ ،‬ف العزلةِ عن الشرّ واللّغوِ وعن الدهاءِ تلقيحٌ‬
‫للفِكْر ‪ ،‬وإقامةٌ لناموسِ الشيةِ ‪ ،‬واحتفا ٌل بولدِ النابةِ والتذكرِ ‪ ،‬وإنا كان الجتماعُ‬
‫ل َمعِ ومالسِ العِ ْلمِ والتعاونِ على اليْرِ ‪،‬‬
‫ح ف الصلواتِ وا ُ‬‫ط المدو ُ‬ ‫الحمودُ والختل ُ‬
‫ب بلدِك ‪ ،‬ابكِ على خطيئتك ‪ ،‬وأمسكْ‬ ‫أما مالسُ البطالةِ والعطال ِة فحذا ِر حذارِ ‪ ،‬اهر ْ‬
‫عليك لسانك ‪ ،‬وليسعك بيتك ‪ ،‬الختلط المجي حرب شعواء على النفس ‪ ،‬وتديد‬
‫خطي لدنيا الم ِن والستقرارِ ف نفسك ‪ ،‬لنك تالسُ أساطي الشائعاتِ ‪ ،‬وأبطال‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الراجيفِ‪ ،‬وأساتذة التبشي بالفت والكوارث والحن‪ ،‬حت توت كلّ يومٍ سَْبعَ مراتٍ‬
‫قبل أن يصلك الوتُ ﴿ لَوْ َخرَجُواْ فِيكُم مّا زَادُو ُكمْ إِلّ خَبَالً﴾ ‪.‬‬
‫إذا فرجائي الوحيدُ إقبالك على شانِك والنزواءُ ف غرفتِك إلّ من قولِ خيٍ أو‬
‫فعلِ خيٍ ‪ ،‬حينها تدُ قلبك عاد إليك ‪ ،‬فسلمَ وقتُك من الضياعٍ ‪ ،‬وعمرُك من الهدارِ ‪،‬‬
‫ولسانُك من الغيبةِ ‪ ،‬وقلبُك من القلقِ ‪ ،‬وأذنُك من النا ونفسُك من سوءِ الظنِ ‪ ،‬ومن‬
‫جرّب عَ َرفَ ‪ ،‬ومن أركب نفسه مطايا الوهامِ ‪ ،‬واسترسل مع العوامِ فقلْ عليه السلمُ‬
‫‪.‬‬
‫*************************************‬
‫العوض من الله‬
‫ل يسلبك ال شيئا إلّ عوّضك خيا منه ‪ ،‬إذا صبْتَ واحَْتسَْبتَ ((منْ أخذتُ‬
‫حبيبتيه فصب عوّضتُه منهما النة)) يعن عينيه ((من سلبتُ صفّيهُ من أهل الدنيا ث‬
‫ل ْلدِ ‪ ،‬وقِسْ على‬ ‫احتسب عوّضُْتهُ من النّة)) من فقد ابنه وصب بُن له بَْي ُ‬
‫ت المدِ ف ا ُ‬
‫هذا النوا ِل فإن هذا مردُ مثال ‪.‬‬
‫فل تأسفْ على مصيبة فان الذي قدّرها عنده جنةٌ وثوابٌ وعِوضٌ وأجرٌ عظيمٌ ‪.‬‬
‫إن أولياء ال الصابي البتلي ينوّهُ بم ف الفِرْدوْسِ ﴿ َسلَمٌ عَلَيْكُم ِبمَا صََبرُْتمْ‬
‫‪.‬‬ ‫ُعقْبَى الدّارِ ﴾‬ ‫فَِنعْ َم‬
‫وحق علينا أن ننظر ف عِوض الصيب ِة وف ثوابا وف خلفها اليّر ﴿ أُولَـئِكَ‬
‫عَلَ ْيهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّّب ِهمْ َورَ ْح َمةٌ وَأُولَـئِكَ ُهمُ اْل ُمهْتَدُونَ ﴾ هنيئا للمصابي ‪ ،‬بشرى‬
‫للمنكوبي‪.‬‬
‫إن ُعمْر الدنيا قصيٌ وكنُها حقيٌ ‪ ،‬والخرةُ خيٌ وأبقى فمن أُصيب هنا كُوفِئ‬
‫هناك ‪ ،‬ومن تعب هنا ارتاح هناك ‪ ،‬أما التعلقون بالدّنيا العاشقون لا الراكنون إليها ‪،‬‬
‫ص راحتهم فيها لنم يريدونا وحدها‬ ‫فأشدّ ما على قلوبم فوت حظوظُهم منها وتنغي ُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فلذلك تع ُظمً عليهمُ الصائبُ وتكبُ عندهمُ النكباتُ ؛ لنمْ ينظرون تت أقدامِهم فل‬
‫يرون إلّ الدّنيا الفانية الزهيدة الرخيصة‪.‬‬
‫أيها الصابون ما فات شيءٌ وأنتمُ الرابون ‪ ،‬فقد بعث لكمْ برسالةٍ بي أسطرها‬
‫لُطْفٌ وعطْفٌ وثوابٌ وحُسنُ اختيار‪ .‬إن على الصابِ الذي ضرب عليه سرادقُ الصيبة‬
‫ضرِبَ بَيَْنهُم ِبسُورٍ ّلهُ بَابٌ بَاطُِنهُ فِيهِ الرّ ْح َمةُ وَظَا ِهرُهُ مِن‬
‫أن ينظر ليى أن النتيجة ﴿ َف ُ‬
‫قِبَ ِلهِ اْل َعذَابُ﴾ ‪ ،‬وما عند الِ خيٌ وأبقى وأهنأ وأمرأُ وأجلّ وأعلى ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫اليمان هو الحياة‬
‫الشقياءُ بكلّ معان الشقاءِ همُ الفلسون من كنوزِ اليانِ ‪ ،‬ومن رصيدِ اليقيِ ‪،‬‬
‫شةً‬
‫فهمْ أبدا ف تعاسةٍ وغضبٍ ومهانةٍ وذلّةٍ ﴿ َو َمنْ َأ ْع َرضَ عَن ذِ ْكرِي فَِإنّ َلهُ َمعِي َ‬
‫ضَنكا ﴾ ‪.‬‬
‫ل يُسعدُ النفس ويزكّيها ويطهرُها ويفرحُها ويذهبُ غمّها وهّها وقلقها إلّ‬
‫اليانُ بال ربّ العالي ‪ ،‬ل طعم للحياةِ أصلً إلّ باليانِ ‪.‬‬
‫إنّ الطريقة الثلى للملحدةِ إن ل يؤمنوا أن ينتحرُوا لييُوا أنفسهم من هذه‬
‫ت والدواهي ‪ ،‬يا لا منْ حياةِ تاعِسة بل إيان ‪ ،‬يا لا منْ لعنةٍ‬
‫الصارِ والغللِ والظلما ِ‬
‫أبديةٍ حاقتْ بالارجي على منهج ال ف الرض ﴿ وَُنقَلّبُ أَفِْئدََتهُمْ وَأَْبصَارَ ُهمْ َكمَا َلمْ‬
‫يُ ْؤمِنُواْ ِبهِ أَوّلَ َمرّةٍ وََنذَرُ ُهمْ فِي ُطغْيَاِن ِهمْ َي ْعمَهُونَ ﴾ وقد آن الوانُ للعالِ أن يقتنع كلّ‬
‫القناعة ‪ ،‬وأن يؤمن كلّ اليانِ بأنّ ل إله إل ال ب ْعدَ تربةٍ طويلةٍ شاقةٍ عبْرَ قُرونٍ غابرةٍ‬
‫توصّل بعدها العقْلُ إل أن الصنم خرافةٌ والكفر لعنةٌ ‪ ،‬واللاد ِكذْبةٌ وأنّ الرّسُلَ‬
‫صادقون ‪ ،‬وأ ّن ال حقّ له اللكُ ول ُه المدُ وهو على كلّ شيء قديرٌ ‪.‬‬
‫وبقدرِ إيانِك قوةً وضعفا ‪ ،‬حرارةً وبرودةً ‪ ،‬تكون سعادتُك وراحتُك‬
‫وطمأنينتُك ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫جزِيَّنهُمْ‬
‫﴿ َمنْ َعمِلَ صَالِحا مّن ذَ َكرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُ ْؤ ِمنٌ َفلَُنحْيِيَنّهُ حَيَاةً طَيَّبةً وَلََن ْ‬
‫أَ ْجرَهُم ِبأَ ْحسَنِ مَا كَانُواْ َيعْمَلُونَ ﴾ وهذه الياةُ الطيبةُ هي استقرارُ نفوسِهم َل ُ‬
‫حسْنِ‬
‫ب باريهم ‪ ،‬وطهار ُة ضمائرِهم من أوضارِ النرافِ ‪،‬‬ ‫موعودِ ربّهم ‪ ،‬وثباتُ قلوبِهم ب ّ‬
‫وبرودُ أعصاِبهِم أمام الوادثِ ‪ ،‬وسكينةُ قلوبِهم عن ْد وقْ ِع القضاءِ ‪ ،‬ورضاهم ف مواطن‬
‫ل ربّا وبالسلم ديِنا ‪ ،‬وبحمّدٍ نبيا ورسولً ‪.‬‬ ‫القدر ‪ ،‬لنم رضُوا با ِ‬
‫*************************************‬
‫ر الخليَّة‬
‫ن العسل ول تكس ِ‬
‫اج ِ‬
‫الرفقُ ما كان ف شيءٍ إلّ زانهُ ‪ ،‬وما نُزع من شيءٍ إلّ شانُه ‪ ،‬الليُ ف الطاب ‪،‬‬
‫البسمةُ الرائقةُ على الحيا ‪ ،‬الكلمةُ الطيبةُ عند اللقاءِ ‪ ،‬هذه حُُللٌ منسوجةٌ يرتديها‬
‫السعداءُ ‪ ،‬وهي صفاتُ الؤمِ ِن كالنحلة تأكلُ طيّبا وتصنعُ طيّبا ‪ ،‬وإذا وقعتْ على زهرةٍ‬
‫ل تكسرُها ؛ ل ّن ال يعطي على الرفقِ ما ل يعطي على العنفِ ‪ .‬إنّ من الناسِ من‬
‫تشْرَِئبّ لقدو ِم ِهمُ العناقُ ‪ ،‬وتشخصُ إل طلعاتِهمُ البصارُ ‪ ،‬وتييهمُ الفئد ُة وتشيّعهُمُ‬
‫الرواحُ ‪ ،‬لنم مبون ف كلمهِم ‪ ،‬ف أخذهم وعطائِهم ‪ ،‬ف بيعهِم وشرائِهم ‪ ،‬ف‬
‫لقائِهم وودا ِعهِم ‪.‬‬
‫إن اكتساب الصدقاءِ ف ّن مدروسٌ ييدُهُ النبلءُ البرارُ ‪ ،‬فهمْ مفوفون دائما‬
‫وأبدا بالةٍ من الناسِ ‪ ،‬إنْ حضروا فالبِشْرُ والنسُ ‪ ،‬وإن غابوا فالسؤا ُل والدعاءُ ‪.‬‬
‫سنُ فَِإذَا‬
‫إنّ هؤل ِء السعداء لمْ دستور أخلقٍ عنوانُه ‪ ﴿ :‬ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَ ْح َ‬
‫اّلذِي بَيْنَكَ وَبَيَْنهُ عَدَاوَةٌ كَأَّنهُ وَلِيّ َحمِيمٌ ﴾ فهمْ يتصون الحقاد بعاطِفِت ِهمُ اليّاشةِ ‪،‬‬
‫وحل ِم ِهمُ الدافِئ ‪ ،‬وصفْحِهم البيءِ ‪ ،‬يتناسون الساءة ويفظون الحسان ‪ ،‬تُرّ بمُ‬
‫الكلماتُ النابيةُ فل تلجُ آذانم ‪ ،‬بل تذهبُ بعيدا هناك إل غيِ رجْعةٍ ‪ .‬همْ ف راحةٍ ‪،‬‬
‫س منهمُ ف أمنٍ ‪ ،‬والسلمون منهمُ ف سلم (( السلمُ من سلِم السلمو ُن من‬
‫والنا ُ‬
‫لِساِنهِ وَيدِهِ ‪ ،‬والؤمنُ من أمَِنهُ الناسُ على دمائِهم وأموالِهم )) (( إن ال أمرن أنْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أصل منْ قطعن وأن أ ْعفُوَ عمّن ظلمن وأن أُعطي منْ ح َرمَنِي )) ﴿ وَالْكَا ِظ ِميَ اْلغَ ْيظَ‬
‫ي عَنِ النّاسِ ﴾ بشّرْ هؤلء بثوابٍ عاجلٍ من الطمأنينةِ والسكينةِ والدوءِ ‪.‬‬
‫وَاْلعَا ِف َ‬
‫وبشرهم بثوابٍ أخرويّ كب ٍي ف جوارِ ربّ غفورٍ ف جناتٍ وَنهَرٍ ﴿ فِي َم ْقعَدِ‬
‫ص ْدقٍ عِندَ مَلِيكٍ ّمقَْتدِرٍ ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫**********************************‬
‫ب﴾‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قل‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ئ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫الل‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ذ‬‫ب‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫﴿أ‬
‫ُ‬ ‫َ ِ ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ب الِ ‪ ،‬والصراح ُة صابونُ القلوبِ ‪ ،‬والتجربةُ برهانٌ ‪ ،‬والرائدُ ل‬
‫الصدقُ حبي ُ‬
‫ح للصدرِ وأعظمُ للج ِر كالذكر ﴿ فَاذْ ُكرُونِي‬
‫يكذبُ أهله ‪ ،‬ول يوجدْ عملٌ أشر ُ‬
‫َأذْ ُكرْ ُكمْ ﴾ وذكرُهُ سبحانهُ جنّتُهُ ف أرضِهِ ‪ ،‬من ْل يدخلْها ل يدخل جنة الخرةِ ‪،‬‬
‫وهو إنقاذٌ للنفس من أوصابِها وأتعابِها واضطرابِها ‪ ،‬بلْ هو طريقٌ ميسّرٌ متصرٌ إل كلّ‬
‫فو ٍز وفلحٍ ‪ .‬طالعْ دواوين الوحي لترى فوائدَ الذكرِ ‪ ،‬و َجرّبْ مع اليامِ بلْسمهُ لتنالَ‬
‫الشفاءَ ‪.‬‬
‫ف والفَزَعِ والمّ والزنِ ‪ .‬بذكره تُزاحُ جبالُ‬ ‫بذكره سبحان ُه تنقشعُ ُسحُبُ الو ِ‬
‫الكَرْبِ والغ ِم والسى ‪.‬‬
‫ول عجبَ أنْ يرتاح الذاكرون ‪ ،‬فهذا هو الص ُل الصيلُ ‪ ،‬لكن ال َعجَبَ العُجابَ‬
‫ش ُعرُونَ أَيّانَ يُ ْبعَثُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫ت غَ ْيرُ أَحْيَاء َومَا َي ْ‬
‫ش الغافلون عن ذكِرِهِ ﴿ َأمْوا ٌ‬
‫كيف يعي ُ‬
‫يا منْ شكى الرق ‪ ،‬وبكى من الل ‪ ،‬وتفجّع من الوادثِ ‪ ،‬ورمتْهُ الطوبُ ‪،‬‬
‫ف باسه القدس ‪ ﴿ ،‬هَلْ َتعْ َلمُ َلهُ َسمِيّا ﴾ ‪.‬‬
‫هيا اهت ْ‬
‫بقدرِ إكثارك من ذكرِه ينبسطُ خاطرُك ‪ ،‬يهدأُ قلبُك ‪ ،‬تسعدُ ن ْفسُك ‪ ،‬يرتا ُ‬
‫ح‬
‫ضميك ‪ ،‬لن ف ذكره جلّ ف عُله معان التوكلِ عليه ‪ ،‬والثقةِ به والعتمادِ عليه ‪،‬‬
‫والرجوعِ إليه ‪ ،‬وحسنِ الظنّ فيه ‪ ،‬وانتظار الفرجِ منُه ‪ ،‬فهو قريبٌ إذا دُعِي ‪ ،‬سيعٌ إذا‬
‫ع واخضعْ واخشعْ ‪ ،‬ورَدّدِ اسهُ الطيب البارك على‬ ‫نُودِي ‪ ،‬ميبٌ إذا سُئلَ ‪ ،‬فاضر ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لسانِك توحيدا وثناءً ومدحا ودعا ًء وسؤالً واستغفارا ‪ ،‬وسوف تدُ – بولِ ِه وقوتِهِ –‬
‫ب الدّنْيَا وَ ُحسْنَ ثَوَابِ‬
‫السعادة والم َن والسرور والنور والبورَ ﴿ فَآتَا ُهمُ ال ّلهُ ثَوَا َ‬
‫ال ِخرَةِ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************‬
‫من‬ ‫م الل ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ أَ‬
‫ه ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫آت‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ي‬
‫ْ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫م‬
‫ضلِهِ ﴾‬ ‫فَ ْ‬
‫الس َد كالكلةِ الِلحَةِ تنخرُ العظمَ نْرا ‪ ،‬إنّ السد مرضٌ مزم ٌن يعيثُ ف السم‬
‫فسادا ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬ل راحة لسود فهو ظالٌ ف ثوبِ مظلوم ‪ ،‬وعدوّ ف جِلْبابِ صديقٍ‬
‫‪ .‬وقد قالوا ‪ :‬ل درّ السدِ ما أ ْع َدلَهْ ‪ ،‬بدأ بصاحب ِه فقتَلَهَ ‪.‬‬
‫إنن أنى نفسي ونفسك عن السدِ رحةً ب وبك ‪ ،‬قبل أنْ نرحم الخرين ؛‬
‫لننا بسدِنا لمْ نطع ُم المّ لومنا ‪ ،‬ونسقي الغمّ دماءَنا ‪ ،‬ونوزّعُ نوم جفوننا على‬
‫الخرين ‪.‬‬
‫إنّ الاسد ُيشْعِلُ فرنا ساخنا ث يقتحمُ فيه ‪ .‬التنغيصُ والكد ُر والمّ الاضرُ‬
‫أمراضٌ يولّدها الس ُد لتقضي على الراحةِ والياةِ الطيبةِ الميلةِ ‪ .‬بلِيّةُ الا ِسدِ أنهُ خاصمَ‬
‫القضاءَ ‪ ،‬واتم الباري ف العدْلِ ‪ ،‬وأساء الدب مع الشّرعْ ‪ ،‬وخالف صاحبَ النْهجِ ‪.‬‬
‫يا للحسد من مرضٍ ل يُؤجرُ عليهِ صاحبُه ‪ ،‬ومن بلءٍ ل يُثابُ عليه الُبَْتلَى به ‪،‬‬
‫وسوف يبقى هذا الاسدُ ف حرقةٍ دائمةٍ حت يوت أو تذْ َهبَ نِعمُ الناسِ عنهم ‪ .‬كلّ‬
‫يُصالُ إلّ الاسد فالصلحُ معه أن تتخلّى عن نعمٍ الِ وتتنازل عن مواهِبِك ‪ ،‬وتُلْغِي‬
‫خصائِصك ‪ ،‬ومناقِبك ‪ ،‬فإن فعلت ذلك فلَعَلّهُ يرضى على مضضٍ ‪ ،‬نعوذُ بالِ من شرّ‬
‫حاسد إذا حسدْ ‪ ،‬فإنه يصب ُح كالثعبانِ السودِ السّام ل يقر قراره حت يُف ِرغَ سّهُ ف‬
‫جسم بريءٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فأناك أناك عن السد واستعذ بالِ من الا ِسدِ فإنه لك بالرصادِ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫ل الحياة كما هي‬
‫اقب ِ‬
‫حالُ الدنيا منغصةُ اللذاتِ ‪ ،‬كثيةُ التبعاتِ ‪ ،‬جاهةُ الحيّا ‪ ،‬كثيةُ التلوّنِ ‪،‬‬
‫مُزِجتْ بالكدرِ ‪ ،‬وخُلِطتْ بالنّكدِ ‪ ،‬وأنت منها ف كَبَد ‪.‬‬
‫ولن تد والدا أو زوجةً ‪ ،‬أو صديقا ‪ ،‬أو نبيلً ‪ ،‬ول مسكنا ول وظيفةً إلّ وفيه‬
‫جوَ رأسا برأس ‪،‬‬ ‫ما يكدّرُ ‪ ،‬وعنده ما يسوءُ أحيانا ‪ ،‬فأطفئ حرّ شرّهِ ببدِ خيْرِهِ ‪ ،‬لتْن ُ‬
‫والروحُ قصاصٌ ‪.‬‬
‫أراد الُ لذه الدنيا أن تكون جامعةً للضدينِ ‪ ،‬والنوعي ‪ ،‬والفريقي ‪ ،‬والرأيي‬
‫ح والسرورُ ف‬ ‫ح وفسادٍ ‪ ،‬سرورٍ وحُزْنٍ ‪ ،‬ث يصفو الَيْرُ كلّهُ ‪ ،‬والصل ُ‬ ‫خيْرٍ وشرٍ ‪ ،‬صل ٍ‬
‫النةِ ‪ ،‬وُيجْ َمعُ الشرّ كله والفسادُ والز ُن ف النارِ ‪ .‬ف الديث ‪ (( :‬الدنيا ملعونةٌ‬
‫ك ول تسرحْ من‬ ‫ملعونٌ ما فيها إل ذكرُ الِ وما والهُ وعا ٌل ومتعلمٌ )) فع ْ‬
‫ش واقع َ‬
‫اليالِ ‪ ،‬وحّلقْ ف عالِ الثالياتِ ‪ ،‬اقبلْ دنياكَ كما هي ‪ ،‬وطوّع نفسك لعايشتها‬
‫ومواطنتِها ‪ ،‬فسوف ل يصفو لك فيها صاحبٌ ‪ ،‬ول يكملُ لك فيها أمرٌ ‪ ،‬ل ّن الصّ ْفوَ‬
‫والكمال والتمام ليس من شأنا ول منْ صفاتِها ‪.‬‬
‫لن تكمل لك زوجةٌ ‪ ،‬وف الديث ‪ (( :‬ل يفركُ مؤم ٌن مؤمنةً إن كره منها‬
‫خلقا رضي منها آخر )) ‪.‬‬
‫فينبغي أ ْن نسدد ونقارب ‪ ،‬ونعْفُ َو ونصْفحَ ‪ ،‬ونأخُذ ما تيسّرَ ‪ ،‬ونذر ما تعسّر‬
‫ونغضّ الطّرْف أحيانا ‪ ،‬ونسددُ الطى ‪ ،‬ونتغافلُ عن أمورٍ ‪.‬‬

‫*****************************************‬
‫*‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫تعزّ بأهلِ البلءِ‬
‫تَلَ ّفتْ َيمْنَةً وَيسْرَةً ‪ ،‬فهل ترى إلّ مُبتلى ؟ وهل تشاهدُ إلّ منكوبا ف كل دارٍ‬
‫نائحةٌ ‪ ،‬وعلى كل خدّ د ْمعٌ ‪ ،‬وف كل وادٍ بنو سعد ‪.‬‬
‫كمْ م َن الصائبِ ‪ ،‬وكمْ من الصابرين ‪ ،‬فلست أنت وحدك الصاب ‪ ،‬بل‬
‫مصابُكَ أنت بالنسبةِ لغيِك قليلٌ ‪ ،‬كمْ من مريضٍ على سريره من أعوامٍ ‪ ،‬يتقلبُ ذات‬
‫اليميِ وذات الشّمالِ ‪ ،‬يَئِنّ من اللِ ‪ ،‬ويصيحُ من السّقم ‪.‬‬
‫كم من مبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس بعينه ‪ ،‬وما عرف غي زنزانته ‪.‬‬
‫ب وريْعانِ ال ُعمْرِ ‪.‬‬
‫كمْ من رجلٍ وامرأ ٍة فقدا فلذاتِ أكبادهِما ف ميْعَةِ الشبا ِ‬
‫كمْ من مكروبٍ ومدِينٍ ومُصابٍ ومنكوبٍ ‪.‬‬
‫آن لك أن تتعزّ بؤلءِ ‪ ،‬وأنْ تعلم عِ ْلمَ اليقي أنّ هذه الياة سجْنٌ للمؤمنِ ‪ ،‬ودارٌ‬
‫للحزانِ والنكباتِ ‪ ،‬تصب ُح القصورُ حافلةً بأهلها وتسي خاويةً على عروشها ‪ ،‬بينها‬
‫شمْلُ مت ِمعٌ ‪ ،‬والبدانُ ف عافية ‪ ،‬والموالُ وافرةً ‪ ،‬والولدُ كُثرٌ ‪ ،‬ثّ ما هي إلّ أيامٌ‬ ‫ال ّ‬
‫ضرَبْنَا لَ ُكمُ‬
‫ت والفراقُ والمراضُ ﴿ وَتَبَّينَ لَ ُكمْ كَيْفَ َفعَلْنَا ِبهِمْ وَ َ‬
‫فإذا الفقرُ والوْ ُ‬
‫ا َلمْثَالَ ﴾ فعليك أن توطّن مصابك بنْ حولك ‪ ،‬وبن سبقك ف مسيةِ الدهرِ ‪ ،‬ليظهر‬
‫لك أنك معافً بالنسبة لؤلءِ ‪ ،‬وأنه ل يأتك إل وخزاتٌ سهلةٌ ‪ ،‬فاحدِ ال على لُطْفهِ ‪،‬‬
‫سبْ ما أخذ ‪ ،‬وتعزّ بنْ حولك ‪.‬‬‫واشكره على ما أبقى ‪ ،‬واحت ِ‬
‫ولك ف الرسول قدوةٌ وقدْ وُضعِ السّلى على رأ ِسهِ ‪ ،‬وأدمِيتْ قدماه وشُجّ‬
‫وجهُه ‪ ،‬وحوصِر ف الشّعبِ حت أكل ورق الشجرِ ‪ ،‬وطُرِد من مكّة ‪ ،‬وكُسِرتْ ثنيتُه ‪،‬‬
‫ورُمِي عِ ْرضُ زوجتِهِ الشريفُ ‪ ،‬وقُتِل سبعون من أصحابهِ ‪ ،‬وفقد ابنه ‪ ،‬وأكثر بناتِه ف‬
‫حياتهِ ‪ ،‬وربط الجر على بطنِه من الوعِ ‪ ،‬واّتهِم بأنهُ شاعِرٌ سا ِحرُ كاهن منونٌ كاذبٌ‬
‫‪ ،‬صانُ ُه الُ من ذلك ‪ ،‬وهذا بلءٌ لبدّ منهُ وتحيصٌ ل أعظم منهُ ‪ ،‬وق ْد قُتِل زكريّا ‪،‬‬
‫وذُبِح يي ‪ ،‬و ُهجّرَ موسى ووضع اللي ُل ف النارِ ‪ ،‬وسار الئمةُ على هذا الطريق فضُرّج‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت ظهورُ الئمةِ و ُسجِن الخيارُ‪،‬‬
‫ُعمَ ُر بدمِهِ ‪ ،‬واغتيل عثمانُ ‪ ،‬وطٌعِن عليٌ ‪ ،‬وجُِلدَ ْ‬
‫ونكل بالبرار ﴿أَمْ َحسِبُْتمْ أَن َتدْخُلُواْ اْلجَّنةَ وََلمّا َيأْتِكُم مّثَلُ اّلذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم‬
‫ضرّاء َوزُْلزِلُواْ﴾ ‪.‬‬
‫ّمسّتْ ُهمُ الْبَأْسَاء وَال ّ‬
‫********************************‬

‫الصلة ‪ ..‬الصلة‬
‫﴾‬ ‫لةِ‬
‫صبْرِ وَالصّ َ‬
‫﴿ يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ا ْستَعِينُواْ بِال ّ‬
‫لوْفُ وطوّقك الزنُ ‪ ،‬وأخذ المّ بتلبيبك ‪ ،‬فقمْ حالً إل الصلةِ ‪،‬‬ ‫إذا داهك ا َ‬
‫تُثبْ لك روحُك ‪ ،‬وتطمئنّ نفسُك ‪ ،‬إن الصلة كفيلةٌ – بأذ ِن الِ باجتياحِ مستعمراتِ‬
‫الحزا ِن والغمومِ ‪ ،‬ومطاردةِ فلو ِل الكتئابِ ‪.‬‬
‫إذا حزبَهُ أمرٌ قال ‪ (( :‬أرحنا بالصلةِ يا بللُ )) فكانتْ قُرّةَ عينِهِ‬ ‫كان‬
‫وسعادتهُ وبجتَهُ ‪.‬‬
‫وقد طالعتُ ِس ُي قومٍ أفذا ٍذ كانتْ إذا ضاقتْ بم الضوائقُ ‪ ،‬وكشّرتْ ف‬
‫وجوههمُ الطوبُ ‪ ،‬فزعوا إل صلةٍ خاشعةٍ ‪ ،‬فتعودُ لم قُوا ُهمْ وإراداتُهم و ِهمَ ُم ُهمْ ‪.‬‬
‫ف فُرِضتْ لِتُودّى ف ساعةِ الرعبِ ‪ ،‬يوم تتطاي ُر الماجمُ‪ ،‬وتسيلُ‬ ‫إنّ صلة الو ِ‬
‫النفوسُ على شفراتِ السيوفِ ‪ ،‬فإذا أعظ ُم تثبيتٍ وأجلّ سكينةٍ صلةٌ خاشعةٌ ‪.‬‬
‫إنّ على اليلِ الذي عصفت به المراضُ النفسيةُ أن يتع ّرفَ على السجدِ ‪ ،‬وأن‬
‫صبِ ‪ ،‬وإلّ فإنّ الدمع‬ ‫ب الوا ِ‬‫يرّغَ جبينَهُ لِيُرْضِي ربّه أ ّولً ‪ ،‬ولينقذ نفسهُ من هذا العذا ِ‬
‫سوف يرقُ جفْنهُ ‪ ،‬والزن سوف يطمُ أعصابهُ ‪ ،‬وليس لديهِ طاقةٌ تدّهُ بالسكينةِ‬
‫والمنِ إل الصلةُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫من أعظ ِم النعمِ – لو كنّا نعقلُ – هذهِ الصلواتُ المْسُ كلّ يومٍ وليلةٍ كفار ٌة‬
‫لذنوبِنا ‪ ،‬رفعةٌ لدرجاتِنا عند ربّنا ‪ ،‬ث هي علجٌ عظيمٌ لآسينا ‪ ،‬ودواءٌ نا ِجعٌ لمراضِنا ‪،‬‬
‫ب ف ضمائرِنا مقادير زاكيةً من اليقي ‪ ،‬وتلُ جواننا بالرّضا أما أولئك الذين‬ ‫تسك ُ‬
‫جانبوا السجد ‪ ،‬وتركوا الصلة ‪ ،‬فمنْ نكدٍ إل نكدٍ ‪ ،‬ومن حزنٍ إل حزنٍ ‪ ،‬ومن شقاءٍ‬
‫ضلّ َأعْمَاَل ُهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫إل شقاءٍ ﴿ فََتعْسا ّلهُمْ وَأَ َ‬
‫*****************************‬

‫حسبنا ال ونعم الوكيل‬


‫تفويضُ المرِ إل الِ ‪ ،‬والتوكلُ عليهِ ‪ ،‬والثقة بوعدِهِ ‪ ،‬والرضا بصنيعهِ وحُسنُ‬
‫الظنّ بهِ ‪ ،‬وانتظارُ الفرجِ منهُ ؛ من أعظمِ ثراتِ اليانِ ‪ ،‬وأجلّ صفاتِ الؤمني ‪،‬‬
‫وحينما يطمئ ّن العبدُ إل حسنٍ العاقبةِ ‪ ،‬ويعتمدُ على ربّهِ ف كلّ شأنِه ‪ ،‬يد الرعاية ‪،‬‬
‫والولية ‪ ،‬والكفاية ‪ ،‬والتأييدَ ‪ ،‬والنصرةَ ‪.‬‬
‫لا ألقي إبراهيمُ عليه السلمُ ف النارِ قال ‪ :‬حسبنا الُ ونِ ْعمَ الوكيلُ ‪ ،‬فجعلها الُ‬
‫عليه برْدا وسلما ‪ ،‬ورسولُنا وأصحابُه لا ُهدّدُوا بيوشِ الكفار ‪ ،‬وكتائبِ الوثنيةِ‬
‫س ُهمْ‬
‫قالوا ‪َ ﴿ :‬حسْبُنَا ال ّلهُ وَِن ْعمَ الْ َوكِيلُ{‪ }173‬فَانقَلَبُواْ بِِن ْع َمةٍ مّنَ ال ّلهِ وَ َفضْلٍ ّلمْ َي ْمسَ ْ‬
‫سُوءٌ وَاتَّبعُواْ رِضْوَانَ ال ّلهِ وَال ّلهُ ذُو َفضْ ٍل عَظِيمٍ ﴾ ‪.‬‬
‫إ ّن النسان وحده ل يستطيعُ أنْ يصارع الحداث ‪ ،‬ول يقاوم اللمّاتِ ‪ ،‬ول‬
‫ينازل الطوبَ ؛ لنه خُِل َق ضعيفا عاجزا ‪ ،‬إل حينما يتوكلُ على ربّه ويثقُ بوله ‪،‬‬
‫ويفوّضُ المرَ إليه ‪ ،‬وإل فما حيلةُ هذا العب ِد الفقيِ القيِ إذا احتوشتْهُ الصائب ‪،‬‬
‫وأحاطتْ به النكباتُ ﴿ َوعَلَى ال ّلهِ فََتوَكّلُواْ إِن كُنتُم مّ ْؤمِِنيَ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فيا من أرادَ أن ينصح نفسه ‪ :‬توكلْ على القويّ الغنّ ذي ال ُقوّةِ التي ‪ ،‬لينقذك‬
‫من الويلتِ ‪ ،‬ويرجك من الكُرُباتِ ‪ ،‬واجعلْ شعِارَك ودثارَكَ حسبنا الُ وِن ْعمَ الوكيلُ‬
‫حتْ مصادِرُك ‪ ،‬فنادِ ‪ :‬حسبُنا‬
‫‪ ،‬فإن قلّ مالُك ‪ ،‬وكثُرَ ديْنُك ‪ ،‬وج ّفتْ موارِدك ‪ ،‬وش ّ‬
‫الِ وِن ْعمَ الوكيلُ ‪.‬‬
‫وإذا خفتَ من عدوّ ‪ ،‬أو رُعْبتَ من ظالِمٍ ‪ ،‬أو فزعت من َخ ْطبٍ فاهتفْ ‪:‬‬
‫حسبنا الُ وِن ْعمَ الوكيل ‪.‬‬
‫﴿ وَ َكفَى ِبرَبّكَ هَادِيا وََنصِيا ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬

‫﴿ قُلْ سِيُوْا فِي ا َلرْضِ ﴾‬


‫ما يشرحُ الصّ ْدرَ ‪ ،‬ويزيحُ ُسحُب المّ والغمّ ‪ ،‬السّفَرُ ف الديارِ ‪ ،‬وقَ ْط ُع القفارِ ‪،‬‬
‫ح لتشاهد أقلم القدرةِ وهي‬ ‫والتقلبُ ف الرضِ الواسعةِ ‪ ،‬والنظرُ ف كتابِ الكونِ الفتو ِ‬
‫تكتبُ على صفحاتِ الوجودِ آياتِ المالِ ‪ ،‬لترى حدائق ذات بجةٍ ‪ ،‬ورياضا أنيقةً‬
‫وجناتٍ ألفا ‪ ،‬اخرجْ من بيتكَ وتأملْ ما حولك وما بي يديك وما خلفك ‪ ،‬اصْ َعدِ‬
‫البال ‪ ،‬اهبطِ الودية ‪ ،‬تسلّ ِق الشجارَ ‪ُ ،‬عبّ من الاءِ النميِ ‪ ،‬ضعْ أنفك على أغصانِ‬
‫الياسي ‪ ،‬حينها تدُ روحك حرةً طليقةً ‪ ،‬كالطائرِ الغرّيدِ تسبحّ ف فضاءِ السعادةِ ‪،‬‬
‫اخرجْ من بيتِك ‪ ،‬ألقِ الغطاء السودَ عن عينيك ‪ ،‬ث س ْر ف فجاجِ الِ الواسعةِ ذاكرا‬
‫مسبحا ‪.‬‬
‫إنّ النزواء ف الغرفةِ الضيّقةِ مع الفراغِ القاتل طريقٌ ناج ٌح للنتحارِ ‪ ،‬وليستْ‬
‫س فَِلمَ الستسلمُ أمام كتائبِ الحزان ؟ أل‬ ‫غرفتك هي العالُ ‪ ،‬ولست أنت كلّ النا ِ‬
‫فاهتفْ ببصرِك وسعِك وقلبِكَ ‪ ﴿ :‬اْن ِفرُواْ ِخفَافا وَِثقَالً ﴾ ‪ ،‬تعال لتقرأ القرآن هنا بي‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الداو ِل والمائِل ‪ ،‬بَيْ َن الطيورِ وهي تتلو ُخ َطبَ البّ ‪ ،‬وبَيْنَ الاءِ وهو يروي قصة‬
‫وصولهِ من التلّ ‪.‬‬
‫ب الرض متع ٌة يوصِي با الطباءُ لن ثَقَُلتْ عليه نفسُهُ ‪،‬‬
‫إن التّرحْالَ ف مسار ِ‬
‫وأظلمتْ عليهِ غرفت ُه الضيقةُ ‪ ،‬فهيّا بنا نسافْر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبّر ﴿ وَيََتفَ ّكرُونَ‬
‫سمَاوَاتِ وَا َل ْرضِ رَبّنَا مَا خَ َلقْتَ هَذا بَا ِطلً سُ ْبحَاَنكَ ﴾ ‪.‬‬
‫فِي خَ ْلقِ ال ّ‬
‫************************************‬
‫فصبٌ جيلٌ‬
‫ص ْدرٍ وبقوةِ إرادةٍ ‪،‬‬
‫التحلّي بالصب من شيمِ الفذاذِ الذين يتلقون الكاره برحاب ِة َ‬
‫ومناعةٍ أبيّة ‪ .‬وإنْ ل أصبْ أنا وأنت فماذا نصنعُ ؟! ‪.‬‬
‫هل عندك حلّ لنا غيُ الصبِ ؟ هل تعلم لنا زادا غيَهُ ؟‬
‫كان أحدُ العظماءِ مسرحا تركضُ فيه الصائبُ ‪ ،‬وميدانا تتسابقُ فيهِ النكباتُ‬
‫كلما خرج من كربةٍ زارتهُ كربةٌ أخرى ‪ ،‬وهو متترسٌ بالصبِ ‪ ،‬متدرّعٌ بالثقةِ بالِ ‪.‬‬
‫هكذا يفعلُ النبلءُ ‪ ،‬يُصارعون اللمّاتِ ويطرحون النكباتِ أرضا ‪.‬‬
‫دخلوا على أب بكر ‪-‬رضي الُ عنهُ‪ -‬وهو مريضٌ ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أل ندعو لك طبيبا ؟‬
‫قال ‪ :‬الطبيبُ قد رآن ‪ .‬قالوا ‪ :‬فماذا قال ؟ قال ‪ :‬يقولُ ‪ :‬إن فعّالٌ لا أريدُ ‪.‬‬
‫واصبْ وما صبُك إلّ بالِ ‪ ،‬اص ْب صَبْرَ واثقٍ بالفرجِ ‪ ،‬عال بُسْنِ الصيِ ‪ ،‬طالبٍ‬
‫للجرِ ‪ ،‬راغبٍ ف تفكيِ السيئاتِ ‪ ،‬اصبْ مهما ادلمّت الطوبُ ‪ ،‬وأظلمتِ أمامك‬
‫الدروبُ ‪ ،‬فإنّ النصر مع الصّبْرِ ‪ ،‬وأنّ الفرج مع الكَرْبِ ‪ ،‬وإن مع ال ُعسْرِ ُيسْرا ‪.‬‬
‫قرأتُ سي عظماءٍ مرّوا ف هذه الدنيا ‪ ،‬وذهلتُ لعظي ِم صبِ ِهمْ وقو ِة احتمالِهم ‪،‬‬
‫كانت الصائبُ تقعُ على رؤوسِهم كأنّها قطراتُ ماءٍ باردةٍ ‪ ،‬وهم ف ثباتِ البالِ ‪ ،‬وف‬
‫رسوخِ القِ ‪ ،‬فما هو إلّ وقت قصيٌ فتشرقُ وجوهُهم على طلئع فجرِ الفرجِ ‪ ،‬وفرحةِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الفتحِ ‪ ،‬وعص ِر النصرِ ‪ .‬وأحدُهم ما اكتفى بالصبِ وَ ْحدَهُ ‪ ،‬بل نازَلَ الكوارِث ‪ ،‬وصاحَ‬
‫ف وج ِه الصائبِ مُتحدّيا ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫ل تملِ الكرة الرضية على رأسِكَ‬
‫س تدورُ ف نفوسِهم حرْبٌ عاليّةٌ ‪ ،‬وهم على فُرُش النوم ‪ ،‬فإذا‬ ‫نفرٌ من النا ِ‬
‫وضعتِ الرْبُ أوزارها غَِنمُوا قُرْحَة العدةِ ‪ ،‬وضَغْطَ الدمّ والسكّريّ ‪ .‬يترقون مع‬
‫الحداثِ ‪ ،‬يغضبون من غلءِ السعارِ ‪ ،‬يثورون لتأخر المطارِ ‪ ،‬يضجّون لنفاضِ‬
‫حسَبُونَ كُلّ صَ ْيحَ ٍة عَلَ ْي ِهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫سعْ ِر العملةِ ‪ ،‬فهم ف انزعاجٍ دائمٍ ‪ ،‬وقل ٍق واصِبٍ﴿ َي ْ‬
‫ونصيحت لكَ أنْ ل تملِ الكرة الرضية على رأسِكَ ‪ ،‬دعِ الحداث على‬
‫الرضِ ول تضعْها ف أمعائِك ‪ .‬إن بعض الناس عنده قلبٌ كالسفنجة يتشر ُ‬
‫ب‬
‫الشائعاتِ والراجيفَ ‪ ،‬ينعجُ للتوافِهِ ‪ ،‬يهتزِ للوارداتِ ‪ ،‬يضطربُ لكلّ شيءٍ ‪ ،‬وهذا‬
‫القلبُ كفيلٌ أن يطم صاحبهُ ‪ ،‬وأن يهدم كيان حامِِلهِ ‪.‬‬
‫أهلُ البدأ القّ تزيدُهم العِبُ والعظاتُ إيانا إل إيانِهم ‪ ،‬وأهْ ُل الورِ تزيدُهم‬
‫الزلز ُل خوفا إل خوِفهِم ‪ ،‬وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلبٍ شجاعٍ ‪ ،‬فإن‬
‫الِقْدام الباسلَ واسعُ البطانِ ‪ ،‬ثابتُ الأشِ ‪ ،‬راس ُخ اليقيِ ‪ ،‬باردُ العصابِ ‪ ،‬منشرحُ‬
‫الصدر ‪ ،‬أما البا ُن فهو يذبح فهو يذبح نفسه كلّ يوم مرات بسيف التوقّعات‬
‫والراجيفِ والوهامِ والحلمِ ‪ ،‬فإن كنت تريدُ الياة الستقرّ َة فوا ِجهِ المور بشجاعةٍ‬
‫وجلدٍ ‪ ،‬ول يستخفنّك الذين ل يوقنون ‪ ،‬ول تك ف ضيْقٍ مّا يكرون ‪ ،‬كنْ أصلب من‬
‫الحداثِ ‪ ،‬وأعْت من رياحِ الزماتِ ‪ ،‬وأقوى من العاصيِ ‪ ،‬وارحتاه لصحابِ‬
‫جدَنّ ُهمْ أَ ْحرَصَ النّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ ‪ ،‬وأما‬
‫ب الضعيفةِ ‪ ،‬كم تزّهم اليامُ هزّا ﴿وَلََت ِ‬
‫القلو ِ‬
‫الُبا ُة فهم من الِ ف َمدَدٍ ‪ ،‬وعلى الوعدِ ف ثقةٍ ﴿ َفأَنزَلَ السّكِيَن َة عَلَ ْيهِمْ ﴾ ‪.‬‬
‫****************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل تطمك التوافهُ‬
‫كم من مهمومٍ سببُ هّهِ أمرٌ حقيٌ تافهٌ ل ُيذْكَرُ !! ‪.‬‬
‫ه َمهُم ‪،‬وما أبْردَ عزاِئمَ ُهمْ ‪ .‬هذه أقوالُهم ‪ ﴿ :‬لَ‬
‫انظر إل النافقي ‪ ،‬ما أسقط َ‬
‫خشَى أَن ُتصِيبَنَا‬
‫حرّ ﴾ ‪ ﴿ ،‬اْئذَن لّي وَلَ َتفْتِنّي ﴾ ‪ ﴿ ،‬بُيُوتَنَا عَوْ َرةٌ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ن ْ‬
‫تَن ِفرُواْ فِي اْل َ‬
‫دَآِئرَةٌ ﴾ ‪ ﴿ ،‬مّا َوعَدَنَا ال ّلهُ وَرَسُوُلهُ إِلّا ُغرُورا ﴾ ‪.‬‬
‫يا ليبةِ هذِهِ العاطس يا لتعاسةِ هذ ِه النفوسِ ‪.‬‬
‫ههم البطو ُن والصحونُ والدورُ والقصورُ ‪ ،‬ل يرفعوا أبصارهم إل ساء الُثُلِ ‪ ،‬ل‬
‫ينظروا أبدا إل نوم الفضائل ‪ .‬همّ أحدِ ِهمْ ومبلغُ عِ ْلمِهِ ‪ :‬دابّت ُه وثوبُهُ ونعُلهُ ومأدبتُهُ ‪،‬‬
‫وانظرْ لقطّاعٍ هائلٍ منَ الناسِ تراهم صباح مساء سببُ هومهمْ خلفٌ مع الزوجةِ ‪ ،‬أو‬
‫البنِ ‪ ،‬أو القريبِ ‪ ،‬أو ساعُ كلمةٍ نابيةٍ ‪ ،‬أو موقفٌ تافهٌ ‪ .‬هذه مصائبُ هؤل ِء البشَرِ ‪،‬‬
‫ليس عندهم من القاصدِ العليا ما يشغلُهم ‪ ،‬ليس عندهم من الهتماماتِ الليلةِ ما يلُ‬
‫وقتهم ‪ ،‬وقدْ قالوا ‪ :‬إذا خرج الاءُ من الناءِ مل ُه الواءُ ‪ ،‬إذا ففكرْ ف المرِ الذي تتمّ‬
‫له وتغتمّ ‪ ،‬هلْ يستحقُ هذا الهد وهذا العناءَ ‪ ،‬لنك أعطيته من عقلِك وَلحْمِك ودَمِك‬
‫وراحتِك ووقتِك ‪ ،‬وهذا غُْبنٌ ف الصفقةِ ‪ ،‬وخسارةٌ هائلةٌ ثنُها بسٌ ‪ ،‬وعلماءُ النفسِ‬
‫يقولون ‪ :‬اجعلْ لكلِ شيء حدا معقولً ‪ ،‬وأصدق من هذا قولهُ تعال ‪َ ﴿ :‬قدْ َجعَلَ ال ّلهُ‬
‫لِكُلّ شَيْءٍ َقدْرا ﴾ فأع ِ‬
‫ط القضية حجْمها ووزنا وقدْرها وإياكَ والظلم والغُُلوّ ‪.‬‬
‫هؤلءِ الصحاب ُة البرارُ ههم تت الشجر ِة الوفاءُ بالبيع ِة فنالوا رِضوان الِ ‪،‬‬
‫ورجُلٌ معهم أهّه جُلهُ حت فات ُه البيعُ فكان جزاءهُ الرمانُ والقتُ ‪,‬‬
‫فاطرحِ التوافِه والشتغال با تدْ أنّ أكثر هومِك ذهبتْ عنك و ُعدْتَ فَرِحا‬
‫مسرورا ‪.‬‬
‫*******************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل لكَ‬
‫ارض با قسمَ ا ُ‬
‫تكنْ أغن الناسِ‬
‫م ّر فيما سبق بعضُ معان هذا السبب ؛ لكنن أبس ُطهُ هنا ليُفهم أكثرَ وهو ‪ :‬أ ّن‬
‫سمَ لك من جسمٍ ومالٍ وولدٍ وسكنٍ وموهبةٍ ‪ ،‬وهذا منطقُ القرآن‬ ‫عليكَ أن تقْنع با ُق ِ‬
‫إنّ غالبَ علماءِ السلفِ وأكثر الي ِل الولِ‬ ‫كرِينَ ﴾‬
‫الشّا ِ‬ ‫﴿ َفخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مّنَ‬
‫ت ول مساكنُ بيةٌ ‪ ،‬ول مراكبُ ‪ ،‬ول حشمٌ ‪ ،‬ومع‬ ‫كانوا فقراء ل يكنْ لديهم أُعطيا ٌ‬
‫ذلك أثْروُا الياة وأسعدوا أنفسهم والنسانية ‪ ،‬لنم وجّهوا ما آتاه ُم الُ من خيٍ ف‬
‫سبيِلهِ الصحيحِ ‪ ،‬فَبُورِكَ لم ف أعمارِهم وأوقاتِهم ومواهبهم ‪ ،‬ويقابلُ هذا الصنفُ‬
‫الباركُ َملٌ أُعطوا من الموالِ والول ِد والنعمِ ‪ ،‬فكانتْ سببَ شقائِهم وتعاستِهم ‪ ،‬لنم‬
‫انرفوا عن الفطرةِ السويّةِ والنهجِ القّ وهذا برهانٌ ساطعٌ على أن الشياءَ ليستْ كلّ‬
‫شيءٍ ‪ ،‬انظرْ إل من حل شهاداتٍ عاليّةً لكنهُ نكرةٌ من النكراتِ ف عطائ ِه وفهمهِ‬
‫وأثرهِ ‪ ،‬بينما آخرون عندهم علمٌ مدودٌ ‪ ،‬وقدْ جعلوا منه نرا دافقا بالنفعِ والصلحِ‬
‫والعمارِ ‪.‬‬
‫ل فيها ‪ ،‬وارض بوضعكِ‬ ‫إن كنت تريدُ السعاد ُة فارضَ بصورتِك الت ركبّك ا ُ‬
‫السري ‪ ،‬وصوتِك ‪ ،‬ومستوى فهمِك ‪ ،‬ودخلِك ‪ ،‬بل إنّ بعض الربّي الزهادِ يذهبون‬
‫إل أبعدِ من ذلك فيقولون لك ‪ :‬ارض بأقلّ مّا أنت فيهِ ودون ما أنت عليهِ ‪.‬‬
‫هاك قائمةً رائعةً مليئةً باللمعي الذين بسوا حظوظهُمُ الدنيوية ‪:‬‬
‫عطا ُء بنُ رباح عالُ الدنيا ف عهدهِ ‪ ،‬مول أسودُ أفطسُ أ َشلّ مفلفلُ الشعرِ ‪.‬‬
‫سمِ ‪ ،‬أ ْحدَبُ الظهرِ ‪ ،‬أحن‬
‫لْ‬‫ف بنُ قيس ‪ ،‬حليمُ العربِ قاطبةً ‪ ،‬نيفُ ا ِ‬
‫الحن ُ‬
‫الساقي ‪ ،‬ضعيفُ البنيةِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت اليدِ ‪ ،‬مزقُ‬ ‫العمش مدّثُ الدنيا ‪ ،‬من الوال ‪ ،‬ضعي ُ‬
‫ف البصرِ ‪ ،‬فقيُ ذا ِ‬
‫الثيابِ ‪ ،‬رثُ اليئةِ والنلِ ‪.‬‬
‫بل النبياء الكرامُ صلوا ُ‬
‫ت الِ وسلمُهُ عليهم ‪ ،‬كلّ منهم رعى الغَنمَ ‪ ،‬وكان‬
‫داودُ َحدّادا ‪ ،‬وزكريا نارا ‪ ،‬وإدريس خياطا ‪ ،‬وهم صفوةُ الناسِ وخَيْرُ البشرِ ‪.‬‬
‫إذا فقيمتُك مواهبُك ‪ ،‬وعملُك الصالُ ‪ ،‬ونفعُك ‪ ،‬وخلقك ‪ ،‬فل تأس على ما‬
‫حنُ َقسَمْنَا بَيَْنهُم ّمعِيشََت ُهمْ فِي‬
‫فات من جالٍ أو مالٍ أو عيالٍ ‪ ،‬وارض بقسمِة الِ ﴿ َن ْ‬
‫اْلحَيَا ِة الدّنْيَا ﴾ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ذكّر نفسك بنةٍ عرضُها السماواتُ والرضُ‬
‫إنْ جعتَ ف هذه الدارِ أو افتقرتَ أو حزنتَ أو مرضتَ أو بستَ حقا أو ذقت‬
‫ظلما فذكّر نفسك بالنعيمِ ‪ ،‬إنك إن اعتقدت هذه العقيدة َ وعملتَ لذا الصيِ ‪ ،‬تولتْ‬
‫خسائرُك إل أرباحِ ‪ ،‬وبلياك إل عطايا ‪ .‬إن أعقلَ الناسِ هم ُ الذين يعملون للخرةِ‬
‫لنا خيٌ وأبقى ‪ ،‬وإنّ أحق هذه الليقة هم الذين يرون أنّ هذه الدنيا هي قرارُهم‬
‫ودارُهم ومنتهى أمانيهم ‪ ،‬فتجدَهم أجزعَ الناسِ عند الصائبِ ‪ ،‬وأندهم عندَ الوادثِ ‪،‬‬
‫لنمْ ل يرون إلّ حياتمْ الزهيدة القية ‪ ،‬ل ينظرون إلّ إل هذهِ الفانيةِ ‪ ،‬ل يتفكرون‬
‫ف غيِها ول يعملون لسواها ‪ ،‬فل يريدون أن يعكّر لم سرورُهم ول يكدّر عليهم‬
‫فرحُهم ‪ ،‬ولو أنمْ خلعوا حجاب الرانِ عن قلو ِبمْ ‪ ،‬وغطاء الهلِ عن عيو ِنمْ لدثوا‬
‫أنفسهم بدارِ الل ِد ونعيمِها ودورِها وقصورِها ‪ ،‬ولسمعوا وأنصتوا لطابِ الوحيِ ف‬
‫وصفِها ‪ ،‬إنا والِ الدارُ الت تستحقّ الهتمام والكدّ وال ْهدَ ‪.‬‬
‫هل تأملنا طويلً وصف أهلِ النة بأنم ل يرضون ول يزنون ول يوتون ‪ ،‬ول‬
‫يفن شبابُهم ‪ ،‬ول تبلى ثيابُهم ‪ ،‬ف غرفٍ يُرى ظاهرُها من باطنِها ‪ ،‬وباطِنُها من ظاهرهِا‬
‫ي رأتْ ‪ ،‬ول أُذُنٌ سعتْ ‪ ،‬ول َخطَرَ على قلبِ َبشَرٍ ‪ ،‬يسيُ الراكبُ ف‬ ‫‪ ،‬فيها ما ل ع ٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫شجرةٍ من أشجارهِا مائة عامٍ ل يقطعُها ‪ ،‬طول اليمّةِ فيها ستون ميلً ‪ ،‬أنارُها ُمطّرِدةٌ‬
‫قصورُها منيفةٌ ‪ ،‬قطوفُها دانيةٌ ‪ ،‬عيونُها جاريةٌ ‪ ،‬سُ ُررُها مرفوعةٌ ‪ ،‬أكوابُها موضوعةٌ ‪،‬‬
‫نارقُها مصفوفَةٌ ‪ ،‬زرابيّها مبثوثةٌ ‪ ،‬تّ سروَرها ‪ ،‬عظُم حبورُها ‪ ،‬فاح ع ْرفُها ‪ ،‬عظُم‬
‫وصْفُها ‪ ،‬منتهى المان فيها ‪ ،‬فأين عقولُنا ل تفكرْ ؟! ما لنا ل نتدبّرْ ؟!‬
‫ف الصائبُ على الصابي ‪ ،‬ولتَقَرّ عيونْ‬ ‫إذا كان الصيُ إل هذه الدارِ ؛ فلتخ ّ‬
‫النكوبي ‪ ،‬ولتفرح قلوبُ العدمي ‪.‬‬
‫فيها أيها السحوقون بالفقرِ ‪ ،‬النهكون بالفاقةِ ‪ ،‬البتلون بالصائب ‪ ،‬اعملوا‬
‫صالا ؛ لتسكنوا جنة الِ وتاورو ُه تقدستْ أساؤُه ﴿ َسلَ ٌم عَلَيْكُم ِبمَا صََبرُْتمْ فَِن ْعمَ‬
‫ُعقْبَى الدّارِ ﴾ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫﴿ َوكَ َذلِكَ جَ َع ْلنَاكُمْ أُمّةً وَسَطا ﴾‬
‫العدلُ مطَْلبٌ عقليّ وشرعيّ ‪ ،‬ل غُُل ّو ول جفاءٌ ‪ ،‬ل إفراطٌ ول تفريطٌ ‪ ،‬وم ْن‬
‫أراد السعادة فعليهِ أ ْن يضبطَ عواطفهُ ‪ ،‬واندفاعاتِهِ ‪ ،‬وليكنْ عادلً ف رضاهُ وغضبِهِ ‪،‬‬
‫وسرورِهِ وحُزْنِهِ ؛ لن الشّ َططَ والبالغةَ ف التعامل مع الحداثِ ظلمٌ للنفسِ ‪ ،‬وما أحْسنَ‬
‫الوسطّيةَ ‪ ،‬فإنّ الشرع نزل باليزان واليا ُة قامتْ على القِسط ‪ ،‬ومنْ أتعبِ الناسِ منْ‬
‫طاوعَ هواه ‪ ،‬واستسلم لعواطفِهِ وميولتِه ‪ ،‬حينها تتضخّمُ عنده الوادثُ ‪ ،‬وتظِلمُ لديه‬
‫الزوايا ‪ ،‬وتقومُ ف قلبِه معاركُ ضاربةٌ من الحقا ِد والدخائلِ والضغائنِ ‪ ،‬لنه يعيشُ ف‬
‫ضدّهُ ‪ ،‬وأنّ الخرينَ يبكون‬
‫أوهامٍ وخيالتٍ ‪ ،‬حت إن بعضه ْم يتص ّورُ أ ّن الميع ِ‬
‫ش ف سحبٍ سودٍ‬ ‫مؤامرةً لبادتهِ ‪ ،‬وُتمْلِي عليه وساوسُه أ ّن الدنيا له بالرصادِ فلذلك يعي ُ‬
‫ف وا ّلمِ والغّمِ ‪.‬‬
‫من الو ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إن الرجافُ منوعٌ شرعا ‪ ،‬رخيصٌ طبعا ‪ ،‬ول يارسُه إلّ أناسٌ مفلسون من‬
‫حةٍ عَلَ ْيهِمْ ُهمُ اْل َعدُوّ ﴾ ‪.‬‬
‫حسَبُونَ كُلّ صَ ْي َ‬
‫القيمِ اليّةِ والبادئِ الربانيّةِ﴿ َي ْ‬
‫أجلِسْ قلَبكَ على كرسيّه ‪ ،‬فأكثرُ ما يافُ ل يكونُ ‪ ،‬ولك قبْ َل وقوع ما تا ُ‬
‫ف‬
‫وقوعه أن تق ّدرَ أسوأ الحتمالتِ ‪ ،‬ث توطّن نفسكِ على تقبّل هذا السوأ ‪ ،‬حينها تنجو‬
‫ث فَيَبْقَى ‪.‬‬
‫لدَ ُ‬
‫من التكهّناتِ الائر ِة الت تزّقُ القلب قبلَ أنْ يَ َقعَ ا َ‬
‫فيا أيّها العاق ُل النّابهُ ‪ :‬أعطِ كلّ شيء حجمَهُ ‪ ،‬ول تضخّم الحداث والواقفَ‬
‫ض ف الديث ‪ (( :‬أحبب حبيبَك هوْنا ما ‪ ،‬فعسى‬
‫والقضايا ‪ ،‬بل اقتصدْ واعدلْ والبغ ِ‬
‫ك يوما‬
‫ك يوما ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك هوْنا ما ‪ ،‬فعسى أن يكون حبيب َ‬
‫أن يكون بغيضَ َ‬
‫جعَلَ بَيْنَ ُكمْ وَبَ ْينَ اّلذِينَ عَادَيْتُم مّ ْنهُم مّ َودّةً وَال ّلهُ َقدِيرٌ وَال ّلهُ‬
‫ما )) ﴿عَسَى ال ّلهُ أَن َي ْ‬
‫َغفُورٌ رّحِيمٌ﴾‪.‬‬
‫إنّ كثيا من التخويفات والراجيف ل حقيقة لا ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫الزنُ ليس مطلوبا شرعا ‪ ،‬ول مقصودا أصلً‬
‫‪ .‬وقولِه ‪ ﴿ :‬وَلَ‬ ‫حزَنُوا ﴾‬
‫وَلَ َت ْ‬ ‫فالزنُ منهيّ عنهُ قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَلَ َتهِنُوا‬
‫حزَنْ إِنّ ال ّلهَ َمعَنَا ﴾ ‪ .‬والنفيّ كقوله ‪:‬‬
‫ف غيْ ِر موضعٍ ‪ .‬وقوله ‪ ﴿ :‬لَ َت ْ‬ ‫حزَنْ عَلَيْ ِهمْ ﴾‬
‫َت ْ‬
‫‪ .‬فالزنُ خودٌ لذْوَةِ الطلبِ ‪ ،‬وهُمودٌ لروحِ‬ ‫﴾‬ ‫حزَنُونَ‬
‫﴿ َفلَ َخوْفٌ عَلَيْ ِهمْ وَلَ ُهمْ َي ْ‬
‫سمَ الياةِ ‪.‬‬
‫المّةِ ‪ ،‬وبرودٌ ف النفسِ ‪ ،‬وهو ُحمّى تشلّ ج ْ‬
‫وسرّ ذلك ‪ :‬أن الزن ُموَقّفٌ غي ُمسَيّر ‪ ،‬ول مصلحة فيه للقلب ‪ ،‬وأحبّ شيءٍ‬
‫إل الشيطان ‪ :‬أن ُيحْزِن العبد ليقطعهُ عن سيِه ‪ ،‬ويوقفه عن سلوكِه ‪ ،‬قال ال تعال ‪﴿:‬‬
‫‪ (( :‬أن يَتَناجَى اثنانِ‬ ‫حزُنَ اّلذِينَ آمَنُوا ﴾ ‪ .‬ونى النبّ‬
‫إِّنمَا الّنجْوَى ِمنَ الشّيْطَانِ لَِي ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫حزِنُه )) ‪ .‬وحُزْنُ الؤمنِ غيْرُ مطلوبٍ ول مرغوبٍ فيه‬
‫منهم دون الثالثِ ‪ ،‬لن ذلك ُي ْ‬
‫لنّهُ من الذى الذي يصيبُ النفس ‪ ،‬وقد ومغالبتُه بالوسائلِ الشروعةِ ‪.‬‬
‫فالزنُ ليس بطلوبٍ ‪ ،‬ول مقصودٍ ‪ ،‬ول فيه فائدةٌ ‪ ،‬وقدِ استعاذ منه النبّ‬
‫فقال ‪ (( :‬اللهمّ إن أعوذُ بك من المّ والزنِ )) فهو قري ُن المّ ‪ ،‬والفرْقُ ‪ ،‬وإنّ كان‬
‫لزْنَ ‪ ،‬وكلها مضعِفٌ للقلبِ عن السيِ ‪ ،‬مُفتّرٌ للعزمِ ‪.‬‬‫لا مضى أورثه ا ُ‬
‫والزنُ تكديرٌ للحياةِ وتنغيصٌ للعيشِ ‪ ،‬وهو مصلٌ سامّ للروحِ ‪ ،‬يورثُها الفتور‬
‫لسْنِ ‪،‬‬‫والن ّكدَ واليْرَة ‪ ،‬ويصيبُها بوجو ٍم قاتٍ متذبّلٍ أمام المالِ ‪ ،‬فتهوي عند ا ُ‬
‫وتنطفئُ عند مباهج الياةِ ‪ ،‬فتحتسي كأسَ الشؤم والسرةِ واللِ ‪.‬‬
‫ولكنّ نزول منلتِهِ ضروريٌ بسبِ الواقعِ ‪ ،‬ولذا يقولُ أهلُ النةِ إذا دخلوها ‪:‬‬
‫فهذا يدلّ على أنمْ كان يصيبُهم ف الدنيا‬ ‫﴾‬ ‫حزَنَ‬
‫ب عَنّا اْل َ‬
‫﴿اْلحَ ْمدُ لِ ّلهِ اّلذِي َأذْهَ َ‬
‫الزنُ ‪ ،‬كما يصيبهُم سائ ُر الصائبِ الت تري عليهم بغيِ اختيارِهم ‪ .‬فإذا حلّ الُزْ ُن‬
‫وليس للنفسِ فيه حيلةٌ ‪ ،‬وليس لا ف استجلبهِ سبي ٌل فهي مأجورةٌ على ما أصابا ؛ لنه‬
‫نوْعٌ من الصائبِ فعلى العبدِ أ ْن يدافعه إذا نزل بالدعيةِ والوسائلِ اليّةِ الكفيلةِ بطردِه ‪.‬‬
‫حمِ َلهُمْ قُلْتَ لَ أَ ِجدُ مَا‬
‫وأما قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَ َل عَلَى اّلذِينَ ِإذَا مَا أَتَ ْوكَ لَِت ْ‬
‫أَ ْحمِلُكُ ْم عَلَ ْيهِ تَوَلّواْ وَّأعْيُُن ُهمْ َتفِيضُ ِم َن ال ّدمْعِ َحزَنا أَلّ َيجِدُواْ مَا يُن ِفقُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫فلمْ يُمدحوا على نفسِ الزنِ ‪ ،‬وإنا مُدحوا على ما دلّ عليه الزنُ من قو ِة‬
‫إيانِهم ‪ ،‬حيث تلّفوا عن رسولِ الِ لِعجزِهم عن النفقِة ففيهِ تعريضٌ بالنافقي الذين‬
‫ل يزنوا على تلّفهم ‪ ،‬بل غَبَطُوا نفوسهم به ‪.‬‬
‫لزْن الحمود إنْ ُح ِمدَ بَعْ َد وقوعِهِ – وهو ما كان سببُه فوْت طاعةٍ ‪ ،‬أو‬ ‫فإن ا ُ‬
‫وقوع معصيةٍ – فإنّ حُزْنَ العبدِ على تقصيِ ِه مع ربّه وتفريطِهِ ف جَْنبِ موله ‪ :‬دليلٌ‬
‫على حيات ِه وقبُولِهِ الدايةَ ‪ ،‬ونورِهِ واهتدائِهِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬ما يصيبُ الؤمن من همّ ول نصب ول‬ ‫أما قولُه‬
‫حزن ‪ ،‬إلّ كفر الُ به من خطاياه )) ‪ .‬فهذا يدلّ على أنه مصيبةٌ من ا ِ‬
‫ل يصيبُ با‬
‫العْبدَ ‪ ،‬يكفّرُ با من سيئاتِه ‪ ،‬ول يدلّ على أنه مقامٌ ينبغي طلبُه واستيطانُه ‪ ،‬فليس للعبدِ‬
‫أن يطلب الزن ويستدعيّه ويظنّ أنهُ عبادة ‪ ،‬وأ ّن الشارعَ حثّ عليه ‪ ،‬أو أَمَرَ به ‪ ،‬أو‬
‫رَضِيَهُ ‪ ،‬أو شَرَعَهُ لعبادِهِ ‪ ،‬ولو كان هذا صحيحا لَقَ َطعَ حياَتهُ بالحزانِ ‪ ،‬وصَ َرَفهَا‬
‫بالمومِ ‪ ،‬كيفَ وصدرُه مُْنشَ ِرحٌ ووجهُه باسمٌ ‪ ،‬وقلبُه راضٍ ‪ ،‬وهو متواصلُ السرورِ ؟!‬
‫‪.‬‬
‫‪ (( :‬أنهُ كان متواصلَ‬ ‫وأما حديثُ هْندِ بن أب هالة ‪ ،‬ف صف ِة النبّ‬
‫الحزانِ )) ‪ ،‬فحديثٌ ل يثُبتُ ‪ ،‬وف إسنادهِ من ل يُعرَفُ ‪ ،‬وهو خلف واقعِهِ وحالِهِ‬
‫‪.‬‬
‫وكيف يكونُ متواصلَ الحزانِ ‪ ،‬وقد صانَ ُه الُ عن الزنِ على الدنيا وأسبابا ‪،‬‬
‫وناهُ عن الزنِ على الكفارِ ‪ ،‬وغَفَرَ له ما تقدّم من ذنبِهِ وما تأخّرَ ؟! فمن أين يأتيهِ‬
‫الزنُ ؟! وكيفَ يَصلُ إل قلِبهِ ؟! ومن أي الطرق ينسابُ إل فؤادِهِ ‪ ،‬وهو معمورٌ‬
‫بالذّكرِ ‪ ،‬ريّانٌ بالستقامةِ ‪ ،‬فيّاضٌ بالداية الربانيةِ ‪ ،‬مطمئ ّن بوع ِد الِ ‪ ،‬راض بأحكامه‬
‫وأفعالِه ؟! بلْ كانَ دائ َم البِشْرِ ‪ ،‬ضحوك السّنّ ‪ ،‬كما ف صفته (( الضّحوك القتّال )) ‪،‬‬
‫صلوات ال وسلمه عليه ‪ .‬ومَن غاصَ ف أخبارهِ ودقّقَ ف أعماقِ حياتِهِ واسَْتجْلَى‬
‫ض القَلَ ِق والمّ والغمّ والُزْنِ ‪ ،‬وتري ِر النفوسِ‬
‫أيامَهْ ‪ ،‬عَ َرفَ أنه جاءَ لزهاقِ الباطلِ ودحْ ِ‬
‫من استعمارِ الشّبَ ِه والشكوكِ والشّرْكِ والَيْرَ ِة والضطرابِ ‪ ،‬وإنقاذهِا من مهاوي‬
‫الهالكِ ‪ ،‬فلل ِه كمْ له على الَبشَرِ من مِنَنٍ ‪.‬‬
‫وأما البُ الرويّ ‪ (( :‬إن ال يبّ كلّ قلب حزين )) فل يُعرف إسنادُه ‪ ،‬ول‬
‫صحّتَهُ ‪ .‬وكيف يكو ُن هذا صحيحا ‪ ،‬وقد جاءت اللّةُ بلفِهِ ‪،‬‬ ‫مَن رواه ول نعلم ِ‬
‫والشرعُ بن ْقضِهِ؟! وعلى تقدي ِر صحتِهِ ‪ :‬فالزنُ مصيبةٌ من الصائبِ الت يبتلي الُ با‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ب صبَه على بلِئهِ ‪ .‬والذين مدحوا الز َن‬ ‫عَْبدَهُ ‪ ،‬فإذا ابتُلي به العبدُ فصيَ عليهِ أح ّ‬
‫ع المر به وتبيذهُ ؛ أخطؤوا ف ذلك ؛ بلْ ما ورد إ ّل النهيّ‬ ‫وأشادوا ب ِه ونسبُوا إل الشر ِ‬
‫عنهُ ‪ ،‬والم ُر بضدّه ‪ ،‬من الفرحِ برح ِة الِ تعال وبفضلهِ ‪ ،‬وبا أنزل على رسو ِل الِ‬
‫‪ ،‬والسرورِ بداي ِة الِ ‪ ،‬والنشراحِ بذا اليِ الباركِ الذي نَ َزلَ من السماءِ على‬
‫ب الولياءِ ‪.‬‬‫قلو ِ‬
‫ل عبدا َنصَبَ ف قلِْبهِ نائحةً ‪ ،‬وإذا أبغض عبدا‬
‫وأما الثَرُ الخَرُ ‪ (( :‬إذا أحبّ ا ُ‬
‫جعلَ ف قلبه ِمزْمارا )) ‪ .‬فأثر إسرائيليّ ‪ ،‬قيل ‪ :‬إنه ف التوراة ‪ .‬وله معن صحيحٌ ‪ ،‬فإنّ‬
‫الؤمنَ حزينٌ على ذنوبهِ ‪ ،‬والفاجرُ ل ٍه لعبٌ ‪ ،‬مترّنمٌ فَ ِرحٌ ‪ .‬وإذا حصَ َل كسْرٌ ف قلوبِ‬
‫الصاليَ فإنا هو لِا فاَتهُم من الياتِ ‪ ،‬وقصّروا فيهِ من بلوغِ الدرجاتِ ‪ ،‬وارتكبوهُ‬
‫من السيئاتِ ‪ .‬خلف حز ِن العُصاةِ ‪ ،‬فإنّهُ على فوتِ الدنيا وشهواتِها وملذّها‬
‫ومكاسبِها وأغراضِها ‪ ،‬فه ّمهُ ْم وغ ّمهُمْ وحزُن ُهمْ لا ‪ ،‬ومن أجلِها وف سبيلِها ‪.‬‬
‫حزْنِ َفهُوَ َكظِيمٌ‬
‫وأما قولُه تعال عن نبيّهِ إسرائيل ‪ ﴿ :‬وَابَْيضّتْ عَيْنَاهُ ِمنَ اْل ُ‬
‫))‬ ‫((‬

‫﴾ ‪ :‬فهو إخبارٌ عن حالهِ بصابِه بف ْقدِ وِلدِهِ وحبيِبهِ ‪ ،‬وأنه ابتلهُ بذلك كما ابتلهُ‬
‫بالتفريق بينَهُ وبيَنهُ ‪ .‬ومرد الخبارِ عن الشيءِ ل يدلّ على استحسانِ ه ول على المرِ‬
‫به ول الثّ عليه ‪ ،‬بل أمرنا أ ْن نستعيذَ بالِ من الزنِ ‪ ،‬فإنّهُ َسحَابَةٌ ثقيل ٌة وليل جاِثٌ‬
‫طويلٌ ‪ ،‬وعائقٌ ف طريقِ السائرِ إل معال المور ‪.‬‬
‫وأجع أربابُ السلوكِ على أنّ حُزْنَ الدنيا غَيْرُ ممودٍ ‪ ،‬إل أبا عثمان البيّ ‪،‬‬
‫فإنهُ قالَ ‪ :‬الزنُ بكلّ وجهٍ فضيلةٌ ‪ ،‬وزيادةٌ للمؤمنِ ‪ ،‬ما لْ يكنْ بسببِ معصيةٍ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ب تصيصا ‪ ،‬فإنه يُوجبُ تحيصا ‪.‬‬ ‫لنهُ إن ل يُوج ْ‬
‫فيُقالُ ‪ :‬ل رَْيبَ أنهُ منةٌ وبلءٌ من الِ ‪ ،‬بنلةِ الرضِ والمّ والغَمّ وأمّا أنهُ من‬
‫منازِلِ الطريقِ ‪ ،‬فل ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فعليكَ بلب السرورِ واستدعا ِء النشراحِ ‪ ،‬وسؤا ِل الِ الياةَ الطيب َة والعيش َة‬
‫الرضيّة ‪ ،‬وصفاءَ الاطرِ ‪ ،‬ورحابة البالِ ‪ ،‬فإنا نِعمٌ عاجلة ‪ ،‬حت قالَ بعضُهم ‪ :‬إنّ ف‬
‫الدنيا جنةً ‪ ،‬منْ ل يدخلها ل يدخلْ جنةَ الخرةِ ‪.‬‬
‫وال السؤولُ وَ ْحدَهْ أن يشرح صدورَنا بنورِ اليقيِ ‪ ،‬ويهدي قلوبنا لصراطِهِ‬
‫ك والضيّقِ ‪.‬‬
‫الستقيمِ ‪ ،‬وأ ْن ينقذنا من حياةِ الضّنْ ِ‬
‫********************************‬

‫وقفــة‬
‫ب والمّ‬
‫هيّا نتفْ ننُ وإياكَ بذا الدعا ِء الارّ الصّادقِ ‪ .‬فإنهُ لِكشفِ الكُرَ ِ‬
‫والزنِ ‪ (( :‬ل إلهَ إل الُ العظيمُ الليم ‪ ،‬ل إله إل الُ ربّ العرشِ العظيمِ ‪ ،‬ل إله إل‬
‫الُ ربّ السمواتِ وربّ الرضِ وربّ العرشِ الكريِ ‪ ،‬يا حيّ يا قيومُ ل إله إل أنتَ‬
‫برحتك أستغيثُ )) ‪.‬‬
‫(( اللهمّ رحتكَ أرجو ‪ ،‬فل تكِلْن إل نفسي طرْ َف َة عَيْنِ ‪ ،‬وأصلحْ ل شأنَ كلّه‬
‫‪ ،‬ل إله إل أنتَ )) ‪.‬‬
‫(( استغفرُ ال الذي ل إله إل هو اليّ القيومَ وأتوبَ إليه )) ‪.‬‬
‫((ل إله إل أنت سبحانك إن كنتُ من الظالي )) ‪.‬‬
‫ف حكمُكَ‬
‫(( اللهمّ إن عبدُكً ‪ ،‬ابنُ عبدِك ‪ ،‬ابنُ أمتِك ‪ ،‬ناصيت بيدِك ‪ ،‬ماضٍ ّ‬
‫‪ ،‬عدْلٌ فّ قضاؤُك ‪ ،‬أسألك بك ّل اسمٍ هو لك سّيت به نفسك ‪ ،‬أو أنزلتهُ ف‬
‫ب عندكَ ‪ ،‬أنْ تعل‬
‫كتابكَ ‪ ،‬أو علّمتهُ أحدا من خلقك ‪ ،‬أو استأثرت به ف علمِ الغي ِ‬
‫القرآن ربيع قلب ‪ ،‬ونور صدري ‪ ،‬وذهاب هّي ‪ ،‬وجلء حزن )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫(( اللهمّ إن أعوذُ بك من المّ والزنِ ‪ ،‬وال َعجْز وال َكسَلِ ‪ ،‬والُبخْلِ والُ ْبنِ ‪،‬‬
‫وضل ِع الدْينِ وغلبةِ الرّجالِ )) ‪.‬‬
‫(( حسبنا الُ ونعم الوكيلُ )) ‪.‬‬
‫************************************‬
‫ابتس ْم‬
‫سمٌ للهمومِ ومر َهمٌ للحزانِ ‪ ،‬وله قوةٌ عجيبةٌ ف فرحِ الروحِ ‪،‬‬
‫ضحِكُ العتدلُ ب ْل َ‬
‫ال ّ‬
‫وجَذلِ القلْبِ ‪ ،‬حت قال أبو الدرداء – رضي الُ عنه ‪ : -‬إن لضحك حت يكونَ‬
‫إجاما لقلب ‪ .‬وكان أكر ُم الناس يضحكُ أحيانا حت تبدو نواجذُه ‪ ،‬وهذا ضحكُ‬
‫العقلءِ البصراءِ بداءِ النفسِ ودوائِها ‪.‬‬
‫والضحك ذِروةُ النشراحِ وِقمّةُ الراحةِ وناي ُة النبساطِ ‪ .‬ولكنه ضحكٌ بل‬
‫إسرافٍ ‪ (( :‬ل تُكث ِر الضحك ‪ ،‬فإنّ كثر َة الضحكِ تُميتُ القلبَ )) ‪ .‬ولكنه التوسّط ‪:‬‬
‫سمَ ضَاحِكا مّن قَوِْلهَا ﴾ ‪ .‬ومن نعيمِ‬
‫(( وتبسّمك ف وجهِ أخيك صدقةٌ )) ‪ ﴿ ،‬فَتََب ّ‬
‫ضحَكُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫أهلِ الن ِة الضحكُ ‪ ﴿ :‬فَالْيَوْمَ اّلذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْ ُكفّارِ َي ْ‬
‫وكانتِ العربُ تدحُ ضحوكَ السّنّ ‪ ،‬وتعلُه دليلً على سعةِ النفسِ وجودةِ‬
‫الكفّ ‪ ،‬وسخاوةِ الطبعِ ‪ ،‬وكرمِ السجايا ‪ ،‬ونداوةِ الاطرِ ‪.‬‬
‫وقالَ زهيٌ ف (( هَرِم )) ‪:‬‬
‫كأنكَ تعطيهِ الذي أنت سائلهُ‬ ‫تراهُ إذا ما جئَتهُ متهلّلً‬
‫والقيقةُ أنّ السلمَ ُبنَ على الوسطيةِ والعتدا ِل ف العقائدِ والعبادات والخلقِ‬
‫ف قاتٌ ‪ ،‬ول قهقهةٌ مستمرةٌ عابثةٌ لكنه جدّ وقورٌ ‪ ،‬وخفّةُ‬ ‫والسلوكِ ‪ ،‬فل عبوسٌ مي ٌ‬
‫روحٍ واثقةٍ ‪.‬‬
‫يقول أبو تام ‪:‬‬
‫صبحُ الؤمّلِ كوكبُ التأمّلِ‬ ‫نفسي فداءُ أب عليّ إنهُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ينضُو ويهزلُ عيشُ من ل يهزلِ‬ ‫فَكِ ٌه يمّ الدّ أحيانا وقدْ‬
‫إن انقباضَ الوج ِه والعبوس علمةٌ على تذمّرِ النفسِ ‪ ،‬وغليانِ الاطرِ ‪ ،‬وتعكّرِ‬
‫الزاجِ ﴿ُث ّم عََبسَ وََبسَرَ ﴾ ‪.‬‬
‫* « ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلْق » ‪.‬‬
‫يقولُ أحد أمي ف « فيْضِ الاطرِ » ‪(( :‬ليس البتسمون للحياة أسعدَ حالً‬
‫س ِهمْ فقط ‪ ،‬بلْ هم كذلك أقدرُ على العملِ ‪ ،‬وأكثرُ احتما ًل للمسؤوليةِ ‪ ،‬وأصل ُح‬ ‫لنف ِ‬
‫لواجهةِ الشدائدِ ومعال ِة الصعابِ ‪ ،‬والتيانِ بعظائ ِم المورِ الت تنفعهُ ْم وتنفعُ الناس ‪.‬‬
‫س راضيةٍ باسةٍ ‪ ،‬لخترتُ‬ ‫لو خُيّرتُ بي ما ٍل كثيٍ أو منصبٍ خطيٍ ‪ ،‬وبي نف ٍ‬
‫الثانيةَ ‪ ،‬فما الالُ مع العبوسِ ؟! وما النصبُ مع انقباضِ النفسِ ؟! وما كلّ ما ف الياةِ‬
‫إذا كان صاحبُه ضيّقا حرجا كأنه عائدٌ من جنازة حبيبٍ؟! وما جالُ الزوجة إذا‬
‫عبستْ وقلبتْ بيتها جحيما ؟! ليٌ منها – ألفَ مر ٍة – زوجةٌ ل تبلغْ مبلغها ف المالِ‬
‫وجعلتْ بيتها جنّةً ‪.‬‬
‫ول قيمةَ للبسمةَ الظاهرةِ إل إذا كانتْ منبعثةً ما يعتري طبيعة النسانِ من‬
‫شذوذ ‪ ،‬فالزهرُ با ِسمٌ والغاباتُ باسةٌ ‪ ،‬والبحارُ والنارُ والسماءُ والنجومُ والطيورُ كلّها‬
‫باسةٌ ‪ .‬وكان النسانُ بطبع ِه باسا لول ما يعرضُ له من طمعٍ وشرّ وأنانيةٍ تعلُهُ عابسا ‪،‬‬
‫فكان بذلك نشازا ف نغماتِ الطبيعةِ النسجعةِ ‪ ،‬ومنْ اجلِ هذا ل يرى المال من‬
‫عبستْ نفسُه ‪ ،‬ول يرى القيقةَ من تدنّس قلبُه ‪ ،‬فكلّ إنسانٍ يرى الدنيا من خلل عمِله‬
‫وفكْرِه وبواعِثه ‪ ،‬فإذا كان العملُ طيبا والفكرُ نظيفا والبواعثُ طاهرةً ‪ ،‬كان منظارُه‬
‫الذي يرى به الدنيا نقيا ‪ ،‬فرأى الدنيا جيل ًة كما خُلقتْ ‪ ،‬وإلّ تغبّشَ منظارُه‪ ،‬واسودّ‬
‫زجاجُه ‪ ،‬فرأى كلّ شيء أسود مغبشا‪.‬‬
‫هناك نفوسٌ تستطيعُ أن تصنع من كلّ شيء شقاء ‪ ،‬ونفوسٌ تستطيع أن تصنع من‬
‫كلّ شيءٍ سعادةً ‪ ،‬هناك الرأ ُة ف البيتِ ل تقعُ عينُها إل على الطأ ‪ ،‬فاليومُ أسودُ ‪ ،‬لنّ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫طبقا ُكسِر ‪ ،‬ولن نوعا من الطعامِ زاد الطاهي ف مِ ْلحِه ‪ ،‬أو لنا عثرتْ على قطعةٍ من‬
‫الورقِ ف الجرةِ ‪ ،‬فتهيجُ وتسبّ ‪ ،‬ويتعدّى السبابُ إل كلّ منْ ف البيتِ ‪ ،‬وإذا هو‬
‫شعلةٌ من نارِ ‪ ،‬وهناك رجلٌ ينغّصُ على نفسِه وعلى مَنْ حوله ‪ ،‬مِن كلمةٍ يسمعُها أو‬
‫يؤوّلا تأويلً سيّئا ‪ ،‬أو مِنْ عم ٍل تافِهٍ حدثَ له ‪ ،‬أو حدثَ منه ‪ ،‬أو من رِبْحٍ خسِرهُ ‪ ،‬أو‬
‫م ْن رِبْحٍ كان ينتظرُه فلم يدثُ ‪ ،‬أو نو ذلك ‪ ،‬فإذا الدنيا كلّها سوداءُ ف نظرِه ‪ ،‬ث هو‬
‫يسوّدُها على منْ حوله ‪ .‬هؤلء عندهمْ قدرةٌ على البالغةِ ف الشرّ ‪ ،‬فيجعلون من البّةِ‬
‫قُبّةً ‪ ،‬ومن البذرةِ شجرةً ‪ ،‬وليس عندهمْ قدرةٌ على اليِ ‪ ،‬فل يفرحون با أُوتوا ولو‬
‫كثيا ‪ ،‬ول ينعمون با نالوا ولو عظيما ‪.‬‬
‫جدّ ف وضعِ الزهارِ والرياحيِ‬ ‫الياةُ فنّ ‪ ،‬وفنّ يُتَعّلمُ ‪ ،‬وليٌ للنسانِ أن َي ِ‬
‫لبّ ف حياتهِ ‪ ،‬من أن يدّ ف تكديسِ الالِ ف جيبهِ أو ف مصرفِه ‪ .‬ما الياةُ إذا‬ ‫وا ُ‬
‫وُجّهتْ كلّ الهودِ فيها لمعِ الالِ ‪ ،‬ول يُوجّهْ أيّ جهدٍ لترقيةِ جانب الرح ِة والبّ‬
‫فيها والمالِ ؟!‬
‫أكثرُ الناسِ ل يفتحون أعين ُهمْ لباهجِ الياةِ ‪ ،‬وإنا يفتحونا للدرهمِ والدينارِ ‪،‬‬
‫يرّون على الديقةِ الغنّاءِ ‪ ،‬والزهارِ الميلةِ ‪ ،‬والا ِء التدفّقِ ‪ ،‬والطيورِ الغرّدةِ ‪ ،‬فل‬
‫يأبون لا ‪ ،‬وإنا يأبون لدينارٍ يدخلُ ودينارٍ يرجُ ‪ .‬قدْ كان الدينارُ وسيلةً للعيشةِ‬
‫السعيدةِ ‪ ،‬فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة من أجلِ الدينارِ ‪ ،‬وقد ُركّبتْ فينا العيونُ‬
‫لنظرِ المالِ ‪ ،‬فعوّدناها أل تنظر إلّ إل الدينارِ ‪.‬‬
‫ليس يعبّسُ النفس والوجه كاليأسِ ‪ ،‬فإنْ أردت البتسامُ فحارب اليأس ‪ .‬إن‬
‫الفرصة سانةً لك وللناسِ ‪ ،‬والنجاحُ مفتوحٌ بابُه لك وللناسِ ‪ ،‬فعوّدْ عقلك تفتّح‬
‫المل ‪ ،‬وتوقّع اليِ ف الستقبلِ ‪.‬‬
‫إذا اعتقدت أنك ملوقٌ للصغيِ من المورِ لْ تبلغْ ف الياةِ إل الصغي ‪ ،‬وإذا‬
‫اعتقدت أنك ملوقٌ لعظائمِ المورِ شعرت بمّةٍ تكس ُر الدود والواجز ‪ ،‬وتنفذُ منها‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إل الساحةِ الفسيحةِ والغرضِ السى ‪ ،‬و ِمصْداقُ ذلك حادثٌ ف الياةِ الاديةِ ‪ ،‬فم ْن‬
‫دخل مسابقة مائةِ مترٍ شعر بالتعبِ إذا هو قطعها ‪ ،‬ومن دخل مسابقة أربعمائِةِ مترٍ لْ‬
‫يشعرْ بالتعبِ من الائةِ والائتيِ ‪ .‬فالنفسُ تعطيك من المّةِ بقدرِ ما تدّدُ من الغرضِ ‪.‬‬
‫حدّدْ غرضك ‪ ،‬وليكنْ ساميا صعْب النالِ ‪ ،‬ولكنْ ل عليك ف ذلك ما دمت كلّ يومٍ‬
‫تطو إليه خطوا جديدا ‪ .‬إنا يص ّد النفس ويعبّسَها ويعلُها ف سجنٍ مظلمٍ ‪ :‬اليأسُ‬
‫وفقدانُ الملِ ‪ ،‬والعيشةُ السيئةُ برؤيةِ الشرورِ ‪ ،‬والبحثِ عن معايبِ الناسِ ‪ ،‬والتشدّقِ‬
‫بالديثِ عن سيئاتِ العالِ ل غي ‪.‬‬
‫ب ينمّي ملكاتهِ الطبيعيةِ ‪ ،‬ويعادلُ‬ ‫وليس يُوفّقُ النسانُ ف شيء كما يُوفّقُ إل مُرَ ّ‬
‫بينها ويوسّعُ أفقه ‪ ،‬ويعوّدهُ السماحةَ وسَعةَ الصدرِ ‪ ،‬ويعلّمهُ أن خَيْرَ غرضٍ يسعى إليهِ‬
‫أن يكونَ مصدرَ خيٍ للناس بقدرِ ما يستطيعُ ‪ ،‬وأنْ تكون نفسُه شسا مشعّةً للضوءِ‬
‫والبّ واليِ ‪ ،‬وأنْ يكون قلبُه ملوءا عطفا وبرا وإنسانية ‪ ،‬وحبا ليصالٍ اليِ لكلّمن‬
‫اتصل به ‪.‬‬
‫ب فيلذّها التغّلبُ عليها ‪ ،‬تنظرُها فتبسّم ‪ ،‬وتعالها‬ ‫س الباسةُ ترى الصعا َ‬‫النف ُ‬
‫س العابس ُة ل ترى صعابا فتخلفها ‪ ،‬وإذا رأتْها‬ ‫ب عليها فتبسمْ ‪ ،‬والنف ُ‬
‫فتبسمْ ‪ ،‬وتتغل ْ‬
‫أكبتْها واستصغرتْ هّتها وتعلّلتْ بلو وإذا وإنْ ‪ .‬وما الدهرُ الذي يلعنُه إل مزاجُه‬
‫وتربيتُه ‪ ،‬إنه يؤ ّد النجاح ف الياةِ ول يريدُ أن يدفع ثََنهُ ‪ ،‬إنه يرى ف كلّ طريق أسدا‬
‫رابضا ‪ ،‬إنه ينتظرُ حت تطرَ السماءُ ذهبا أو تنش ّق الرضُ عن كَنْزٍ ‪.‬‬
‫إن الصعابَ ف الياةِ أمورٌ نسبيةٌ ‪ ،‬فكلّ شيءٍ صَ ْعبٌ جدا عند النفسِ الصغيةِ‬
‫جدا ‪ ،‬ول صعوبة عظيمةً عند النفسِ العظيمةِ ‪ ،‬وبينما النفسُ العظيمةُ تزداد عظمةً‬
‫بغالبةِ الصّعابِ إذا بالنفوس الزيلةِ تزدادُ سقما بالفرارِ منها ‪ ،‬وإنا الصعابُ كالكلبِ‬
‫ك وعدا وراءك ‪ ،‬وإذا رءاك تزأُ به ول تعيه‬ ‫العقورِ ‪ ،‬إذا رآك خفت منهُ وجرْيتَ ‪ ،‬نََبحَ َ‬
‫اهتماما وتبقُ له عينك ‪ ،‬أفسح الطريق لك ‪ ،‬وانكمش ف جلدِه منك ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ثّ ل شيء أقتلُ للنفسِ من شعورِها بضَعَتِها وصِغَرِ شأنِها وقلّ ِة قيمتهِا ‪ ،‬وأنا ل‬
‫يكنُ أن يصدر عنها عملٌ عظيمٌ ‪ ،‬ول يُنتظرُ منها خيٌ كبيٌ ‪ .‬هذا الشعورُ بالضّعةِ يُف ِقدُ‬
‫النسان الثقة بنفسِه واليان بقوتِها ‪ ،‬فإذا أقدم على عملٍ ارتاب ف مقدرتِه وف إمكانِ‬
‫ناحِه ‪ ،‬وعاله بفتو ٍر ففشِلَ فيهِ ‪ .‬الثقةُ بالنفس فضيل ٌة كبى عليها عمادُ النجاحِ ف‬
‫الياةِ ‪ ،‬وشتّان بينها وبي الغرورِ الذي يُعدّ رذيلةً ‪ ،‬والفرقُ بينهما أنّ الغرور اعتمادُ‬
‫النفسِ على اليالِ وعلى الكِبْرِ الزائفِ ‪ ،‬والثقةُ بالنفس اعتمادُها على مقدرتِها على‬
‫تمّلِ السؤوليةِ ‪ ،‬وعلى تقويةِ ملكاتِها وتسيِ استعدادِها )) ‪.‬‬
‫يقول إيليا أبو ماضي ‪:‬‬
‫قلتُ‪ :‬ابتسمْ يكفي التج ّهمُ ف السما !‬ ‫قالَ ‪ « :‬السماءُ كئيبةٌ ! » وتهّما‬
‫لن يُرجعَ السفُ الصبّا التصرّما !‬ ‫قالَ ‪ :‬الصّبا ولّى ! فقلتُ لهُ ‪ :‬ابتسمْ‬
‫ت لنفسي ف الغرامِ جهنّما‬ ‫صار ْ‬ ‫قالً ‪ :‬الت كانتْ سائي ف الوى‬
‫قلب ‪ ،‬فكيف أُطيقُ أن أتبسّما !‬ ‫خانتْ عهودي بعدما ملّكتُها‬
‫قضّْيتَ عمركَ كلّه متألّا !‬ ‫قلتُ ‪ :‬ابتسمْ واطربْ فلوْ قارنْتَها‬
‫مثلُ السافرِ كاد يقتلهُ الظّما‬ ‫قالَ ‪ :‬التّجارةُ ف صراعٍ هائلٍ‬
‫لدمٍ ‪ ،‬وتن ُفثُ كلمّا لثتْ دَمَا !‬ ‫أو غادةٍ مسْلولةٍ متاجةٍ‬
‫وشِفائها ‪ ،‬فإذا ابتسمت فربّما ‪..‬‬ ‫قلتُ ‪ :‬ابتسمْ ‪ ،‬ما أنت جالبَ دائها‬
‫وجلٍ كأنك أنت صرت ا ُلجْرما ؟‬ ‫أيكونُ غيُك مرما ‪ ،‬وتبيتُ ف‬
‫لمَى ؟‬ ‫أَأُسَرّ والعداءُ حول ف ا ِ‬ ‫ت صيحاتُ ُهمْ‬ ‫قال ‪ :‬العِدى حول عل ْ‬
‫لو ل تَ ُك ْن منهمْ أجلّ وأعظما !‬ ‫قلتُ ‪ :‬ابتسمْ ل يطلبوك بذمّهمْ‬
‫س والدّمى‬ ‫وتعرّضتْ ل ف اللب ِ‬ ‫قال ‪ :‬الواسمُ قد بدتْ أعلمُها‬
‫لكنّ كفّي ليسَ تلكُ درها‬ ‫ض لزمٌ‬ ‫وعليّ للحبابِ فر ٌ‬
‫حيا ‪ ،‬ولستَ من الحبّةِ مُعدما !‬ ‫قلتُ ‪ :‬ابتسمْ يكفيك أنّك ل تزلْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قلتُ ‪ :‬ابتسمْ ‪ ،‬ولئنْ ُجرّعتَ العلقما‬ ‫قال ‪ :‬الليال جرّعتن علقما‬
‫طَ َرحَ الكآبة جانبا وترنّما‬ ‫فلعلّ غيكَ إن رآك مرنّما‬
‫أم أنت تسرُ بالبشاشةِ مغنما ؟‬ ‫أتُراك تغن ُم بالتبّمِ درها‬
‫تتثلّما ‪ ،‬والوجهِ أنْ يتحطّما‬ ‫يا صاحِ ل خطرٌ على شفتيك أنْ‬
‫جى متل ِطمٌ ‪ ،‬ولذا نبّ النُما !‬ ‫شهْبَ تضحكُ والدّ‬ ‫ك فإنّ ال ّ‬ ‫فاضح ْ‬
‫يأت إل الدنيا ويذهبُ مُرْغَما‬ ‫قال ‪ :‬البشاشةُ ليس تُسعِ ُد كائنا‬
‫شبٌ ‪ ،‬فإنّك بعدُ لنْ تتبسّما‬ ‫قلت ‪ :‬ابتسم مادام بينك والردّى‬
‫صدْرِ وأرييّةِ الُلُقِ ‪ ،‬ولطفِ‬
‫ما أحوجنا إل البسمةِ وطلقةِ الوجهِ ‪ ،‬وانشراحِ ال ّ‬
‫الروحِ وليِ الانبِ ‪(( ،‬إنّ ال أوحى إلّ تواضعوا ‪ ،‬حت ل يبغي أحدٌ على أحدٍ ول‬
‫يفخر أحدٌ على أحدٍ )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫وقفــــة‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنك جرّبتَ الزن بالمسِ فما نَفَعَكَ شيئا ‪ ،‬رَ َسبَ ابنُك فحزنتَ ‪،‬‬
‫فهل َنجَحَ؟! مات والدُك فحزنت فهل عادَ حيّاَ ؟! خسِرت تارتُك فحزنت‪ ،‬فهل‬
‫عادتْ السائرُ أرباحا؟!‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنك حزنت من الصيب ِة فصارتْ مصائبَ ‪ ،‬وحزنتَ من الفقرِ‬
‫فازْد ْدتَ نَكَدا ‪ ،‬وحزنتَ من كلم أعدائك فأعنتهمْ عليك ‪ ،‬وحزنْت من توقّع مكروهٍ‬
‫فما وقع ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنهُ لنْ ينفعك مع الُزْن دارٌ واسعةٌ ‪ ،‬ول زوجةٌ حسناءُ ‪ ،‬ول مالٌ‬
‫وفيٌ ‪ ،‬ول منصبٌ سامٍ ‪ ،‬ول أولدٌ نُجباءُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الُزْنَ يُريك الاءَ الزللَ علْقما ‪ ،‬والوردةَ حَنْظََلةً ‪ ،‬والديقةَ‬
‫صحرا َء قاحلةً ‪ ،‬والياة سجنا ل يُطاقُ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬وأنت عندك عينانِ وأذنانِ وشفتانِ ويدانِ ورجلنِ ولسانٌ ‪ ،‬وجَنَانٌ‬
‫وأمنٌ وأمانٌ وعافي ٌة ف البدانِ ‪ ﴿ :‬فَِبأَيّ آلَاء رَبّ ُكمَا تُ َكذّبَانِ ﴾ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬ولك دينٌ تَعْتَقِدُهُ ‪ ،‬وبيتٌ تسكُُنهُ ‪ ،‬وخبزٌ تأكلُه ‪ ،‬وماءٌ تشرُبهُ ‪ ،‬وثوبٌ‬
‫تَلَْبسُهُ ‪ ،‬وزوجةٌ تأوي إليها ‪ ،‬فلماذا تزنْ ؟!‬
‫**********************************‬
‫نعمة الل‬
‫اللُ ليس مذموما دائما ‪ ،‬ول مكروها أبدا ‪ ،‬فقدْ يكونُ خيا للعبدِ أنْ يتَأّلمَ ‪.‬‬
‫إنّ الدعاء الارّ يأت مع اللِ ‪ ،‬والتسبيحَ الصادقَ يصاحبُ اللَمَ ‪ ،‬وتألّم الطالبِ‬
‫زَمَنَ التحصيلِ وحْله لعباءِ الطلبِ يُثمرُ عالا َجهْبَذا ‪ ،‬لنهُ احترق ف البدايةِ فأشرق ف‬
‫النهايةِ‪ .‬وتألّم الشاعرِ ومعاناتُه لا يقولُ تُنتجُ أدبا مؤثرا خلّبا ‪ ،‬لنه انقدحَ مع اللِ من‬
‫القلبِ والعصبِ والدمِ فهزّ الشاعرَ وحرّ َك الفئدةَ ‪ .‬ومعاناة الكاتبِ تُخرجُ نِتاجا حيّا‬
‫جذّابا يورُ بالعِبِ والصورِ والذكرياتِ ‪.‬‬
‫إ ّن الطالبَ الذي عاشَ حياةَ الدّعةِ والراحةِ ول تلْذعْ ُه الَزَمَاتُ ‪ ،‬ولْ ت ْكوِهِ‬
‫الُِلمّاتُ ‪ ،‬إنّ هذا الطالبَ يبقى كسولً مترهّلً فاترا ‪.‬‬
‫وإنّ الشاعر الذي ما عرفَ اللَ ول ذاقَ الر ول ترّع ال ُغصَصَ ‪ ،‬تبقى قصائدهُ‬
‫ص الديثِ ‪ ،‬وكُتلً من زبدِ القولِ ‪ ،‬لنّ قصائدَهُ خر َجتْ من لسانِهِ ول‬ ‫رُكاما من رخي ِ‬
‫ت ُرجْ من وجدانِهِ ‪ ،‬وتلفّظ با فهمه ول ي ِعشْها قلبُه وجواِنحُهُ ‪.‬‬
‫وأسى من هذهِ المثلةِ وأرفعُ ‪ :‬حياةُ الؤمني الوّلي الذين عاشوا فجْرَ الرسالةِ‬
‫ومَوِلدَ اللّةِ ‪ ،‬وبداي َة البَعْثِ ‪ ،‬فإنُم أعظمُ إيانا ‪ ،‬وأبرّ قلوبا ‪ ،‬وأصدقُ لْجةً ‪ ،‬وأعْمقُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫عِلمْا ‪ ،‬لنم عاشوا ا َللَمَ والعاناةَ ‪ :‬ألَ الوع والفَقْ ِر والتشريدِ ‪ ،‬والذى والطر ِد‬
‫والبعادِ‪ ،‬وفراقَ الألوفاتِ ‪ ،‬و َهجْرَ الرغوباتِ ‪ ،‬وألَ الراحِ ‪ ،‬والقتلِ والتعذيبِ ‪ ،‬فكانوا‬
‫بقّ الصفوة الصافيةَ ‪ ،‬والثلّةَ ا ُلجْتَبَاةَ ‪ ،‬آياتٍ ف الطهرِ ‪ ،‬وأعلما ف النبل ‪ ،‬ورموزا ف‬
‫صةٌ فِي سَبِيلِ ال ّلهِ وَلَ‬
‫التضحية ‪ ﴿ ،‬ذَِلكَ بِأَّن ُهمْ لَ ُيصِيبُ ُهمْ َظمَأٌ وَلَ َنصَبٌ وَلَ َمخْ َم َ‬
‫يَطَؤُونَ مَوْطِئا َيغِيظُ الْ ُكفّارَ وَلَ يَنَالُونَ ِمنْ عَدُوّ نّ ْيلً إِلّ كُتِبَ َلهُم ِب ِه عَمَلٌ صَاِلحٌ إِنّ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫حسِنِيَ‬
‫ال ّلهَ لَ ُيضِيعُ أَ ْجرَ اْل ُم ْ‬
‫لمّى‬
‫س قدّموا أروعَ نتِا َج ُهمْ ‪ ،‬لنم تألّوا ‪ ،‬فالتنب وعَكَتْه ا ُ‬‫وف عال الدنيا أنا ٌ‬
‫فأنش َد رائعته ‪:‬‬
‫فليسَ تزورُ إلّ ف الظلمِ‬ ‫وزائرت كأنّ با حياءَ‬
‫والنابغةُ خ ّوفَ ُه النعمانُ بنُ النذرِ بالقتلِ ‪ ،‬فقدّم للناس ‪:‬‬
‫إذا طلعتْ ل يْبدُ منهنّ كَوكبُ‬ ‫فإنكَ شسٌ واللو ُك كواكبٌ‬
‫وكثيٌ أولئك الذين أَثْرَوا الياةَ ‪ ،‬لنم تألّوا ‪.‬‬
‫إذنْ فل تزعْ من الل ول َتخَفَ من العاناةِ ‪ ،‬فربا كانتْ قوةً لك ومتاعا إل‬
‫لوَى ملذوعَ النفسِ ؛ أرقّ وأصفى من أن‬ ‫ب الفؤادِ مروقَ ا َ‬ ‫حي ‪ ،‬فإنكَ إنْ تعشْ مشبو َ‬
‫تعيشَ باردَ الشاعرِ فات َر ا ِلمّةِ خامدَ النّفْسِ ‪ ﴿ ،‬وَلَـكِن َكرِهَ ال ّلهُ انِبعَاَث ُهمْ فَثَبّ َط ُهمْ‬
‫وَقِيلَ ا ْق ُعدُواْ مَعَ اْلقَا ِعدِينَ ﴾‬
‫ذكرتُ بذا شاعرا عاش العانا َة والسى وألَ الفراقِ وهو يلفظُ أنفاسَه الخيةَ ف‬
‫لسْنِ ‪ ،‬ذائعةِ الشّهرةِ بعيدةٍ عن التكلّف والتزويق ‪ :‬إنه مالك بن الرّيب ‪،‬‬ ‫قصيدةٍ بديعةِ ا ُ‬
‫يَرثي نفسه ‪:‬‬
‫وأصبحتُ ف جيش ابنِ عفّانَ غازيَا‬ ‫َألَمْ تَرَن بِ ْعتُ الضّلَلةَ با ُلدَى‬
‫بَنِيّ بأعلى الرقمتيْن وماليا‬ ‫فللهِ َدرّي يومَ أُتْرَكُ طائعا‬
‫برابيةٍ إنّي مقي ٌم لياليا‬ ‫فيا صاحِبَيْ رحلي دنا الوتُ فانزل‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ول تُعجِلن قد تبيّن ما بيا‬ ‫أقيما عليّ اليومَ أوْ بَعْضَ ليل ٍة‬
‫ورُدّا على عَيْنَيّ فضلَ ردائيا‬ ‫وخُطا بأطرافِ السنةِ مضجعي‬
‫مِن الرضِ ذاتِ العَرْض أنْ تُوسِعَا ليا‬ ‫ول تسُدان بارَك الُ فيكما‬

‫إل آخرِ ذاكَ الصوتِ الته ّدجِ ‪ ،‬والعوي ِل الثاكل ‪ ،‬والصرخةِ الفجوعةِ الت ثارتْ‬
‫حما م ْن قلبِ هذا الشاعرِ الفجوعِ بنفسهِ الصابِ ف حياتهِ ‪.‬‬
‫إن الوعظَ الحترقَ َتصِ ُل كلماتُه إل شِغافِ القلوبِ ‪ ،‬وتغوصُ ف أعماقِ الرّوحِ‬
‫لنه يعيشُ اللَ والعاناةَ ﴿ َفعَ ِلمَ مَا فِي قُلُوِب ِهمْ فَأَنزَلَ السّكِيَنةَ عَلَيْ ِهمْ وَأَثَاَب ُهمْ فَتْحا‬
‫َقرِيبا ﴾ ‪.‬‬
‫حت يكونَ حشاكَ ف أحشائِه‬ ‫ل تعذلِ الشتاقَ ف أشواقِه‬
‫لقد رأيتُ دواوينَ لشعراءَ ولكنها باردةً ل حياةَ فيها‪ ،‬ول روح لنمْ قالوها بل‬
‫عَناء ‪ ،‬ونظموها ف رخاء ‪ ،‬فجاءتْ قطعا من الثلجِ وكتلً من الطيِ ‪.‬‬
‫صتِ ذرّةً ‪،‬‬
‫ت ف الوعظِ ل ت ّز ف السامعِ شعرةً ‪ ،‬ول ترّكُ ف الُْن ِ‬‫ورأيتُ مصنّفا ٍ‬
‫لنم يقولونَها بل حُرْقةٍ ول لوعةٍ ‪ ،‬ول أ ٍل ول معاناةٍ‪َ﴿ ،‬يقُولُونَ بِأَفْوَا ِههِم مّا لَ ْيسَ فِي‬
‫قُلُوِب ِهمْ﴾ ‪.‬‬
‫فإذا أردتَ أن تؤثّر بكلمِك أو بشعْرِك ‪ ،‬فاحترقْ به أنت قَبْلُ ‪ ،‬وتأثّرْ به وذقْه‬
‫وتفاعلْ مَعَهُ ‪ ،‬وسوفَ ترى أنك تؤثّر ف الناس ‪َ ﴿،‬فِإذَا أَنزَلْنَا عَلَ ْيهَا اْلمَاء اهَْتزّتْ‬
‫وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن ُكلّ زَوْجٍ َبهِيجٍ ﴾ ‪.‬‬
‫************************************‬
‫نعمة العرفة‬
‫ك عَظِيما ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َوعَ ّلمَكَ مَا َلمْ تَ ُكنْ َتعْ َلمُ وَكَانَ َفضْلُ ال ّل ِه عَلَيْ َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت للضميِ وذَْبحٌ للحياةِ ‪ ،‬ومَحْقٌ للعمرِ ﴿ إِنّي َأعِ ُظكَ أَن تَكُونَ ِمنَ‬
‫الهلُ مو ٌ‬
‫اْلجَاهِ ِليَ ﴾ ‪.‬‬
‫والعلمُ نو ٌر البصية ‪ ،‬وحياةٌ للروحِ ‪ ،‬ووَقُودٌ للطبعِ ‪ ﴿ ،‬أَوَ مَن كَانَ مَيْتا َفأَحْيَيْنَاهُ‬
‫وَ َجعَلْنَا َلهُ نُورا َي ْمشِي ِبهِ فِي النّاسِ َكمَن مّثَ ُلهُ فِي الظّ ُلمَاتِ لَ ْيسَ ِبخَارِجٍ مّ ْنهَا ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ السرورَ والنشراحَ يأت معَ العلم ‪ ،‬ل ّن العلمَ عثورٌ على الغامضِ ‪ ،‬وحصولٌ‬
‫ف للمستورِ ‪ ،‬والنفسُ مُولَعةٌ بعرف ِة الديدِ والطلعِ على‬ ‫على الضّالّة ‪ ،‬واكتشا ٌ‬
‫ا ُلسْتَطْرَفِ ‪.‬‬
‫أمّا اله ُل فهوَ مَلَلٌ وحُزْنٌ ‪ ،‬لنه حياةٌ ل جدي َد فيها ول طريفَ ‪ ،‬و ل‬
‫س كاليومِ ‪ ،‬واليو َم كالغدِ ‪.‬‬
‫مستعذَبا ‪ ،‬أم ِ‬
‫فإنْ كنتَ تريدُ السعاد َة فاطلبِ العلمَ وابثْ عن العرفةِ وحصّل الفوائدَ ‪ ،‬لتذهبَ‬
‫ك الغمومُ والمومُ والحزانُ ‪ ﴿ ،‬وَقُل رّبّ ِزدْنِي عِلْما ﴾ ‪ ﴿ ،‬ا ْقرَأْ بِا ْسمِ رَبّكَ‬
‫عن َ‬
‫ل به خيا يفقّه ُه ف الدينِ ))‪ .‬ول يفخرْ أحدٌ بالِهِ أو‬
‫اّلذِي خَ َلقَ ﴾ ‪(( .‬من يردِ ا ُ‬
‫باهِهِ ‪ ،‬وهو جاهلٌ صفْرٌ من العرفةِ ‪ ،‬فإنّ حياتَه ليستْ تامّةً وعمرُه ليس كاملً ‪﴿ :‬‬
‫أَ َفمَن َيعْ َلمُ أَّنمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ اْلحَقّ َك َمنْ هُوَ َأ ْعمَى ﴾ ‪.‬‬
‫قال الزمشريّ ‪:‬‬
‫مِنَ َوصْلِ غانيةٍ وطِيبِ عنِا ِ‬
‫ق‬ ‫سهري لتنقيحِ العلومِ ألذّ ل‬
‫أشهى وأحلى من مُدامةِ ساقي‬ ‫وتايُلي طرَبا للّ عويصةٍ‬
‫أحلى من الدّوْكا ِء والعشّاقِ‬ ‫وصريرُ أقلمي على أوراقها‬
‫نقري لُلقي الرملَ عن أوراقي‬ ‫وألذّ من نقرِ الفتا ِة لدُفّها‬
‫كمْ بي ُمسْتَغْلٍ وآخ َر راقي‬ ‫يا مَ ْن ياول بالمان رُتْبت‬
‫نوما وتبغي بعدَ ذاكَ لِاقي‬ ‫أأبيتُ سهران الدّجى وتبيتهُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ما أشرفَ العرفة ‪ ،‬وما أفرحَ النفسَ با ‪ ،‬وما أثل َج الصدرَ ببْدها ‪ ،‬وما أرحبَ‬
‫الاط َر بنولا ‪ ﴿ ،‬أَ َفمَن كَا َن عَلَى بَيَّنةٍ مّن رّّبهِ َكمَن زُّينَ َلهُ سُو ُء عَمَ ِلهِ وَاتَّبعُوا‬
‫أَهْوَاء ُهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫فن السرور‬
‫من أعظ ِم النعمِ سرورُ القلبِ ‪ ،‬واستقرارُه وهدوؤُهُ ‪ ،‬فإنّ ف سرورهِ ثباتُ الذه ِن‬
‫وجود ِة النتاجِ وابتهاجِ النفسِ ‪ ،‬وقالوا‪ .‬إنّ السرورَ فنّ يُدرّسُ ‪ ،‬فمنْ عرفَ كيفَ يلبُه‬
‫ويصلُ عليه ‪ ،‬ويظى به استفادَ من مباهجِ اليا ِة ومسارِ العيشِ ‪ ،‬والنعمِ الت من بيِ‬
‫يديْه ومن خلفِه‪ .‬والصلُ الصيلُ ف طلبِ السرورِ قوةُ الحتمالِ ‪ ،‬فل يهتزّ من الزوابعِ‬
‫ق النّفْسُ‬‫ول يتحرّكُ للحوادثِ ‪ ،‬ول ينع ُج للتوافِ ِه ‪ .‬وبسبِ قو ِة القلبِ وصفائِهِ ‪ ،‬تُشر ُ‬
‫‪.‬‬
‫إن َخ َورَ الطبيع ِة وضَعْفَ القاومةِ وجَ َزعَ النفسِ ‪ ،‬رواحلُ للهمومِ والغمومِ‬
‫والحزانِ ‪ ،‬فمنْ عوّد نفسَه التصبّر والتجّلدَ هانتْ عليه الزعجاتُ ‪ ،‬وخ ّفتْ عليهِ‬
‫الزماتُ ‪.‬‬
‫فأهونُ ما ترّ به الوحولُ‬ ‫إذا اعتاد الفت خوضَ النايا‬
‫سبُ ‪،‬‬‫حْ‬ ‫ومن أعدا ِء السرو ِر ضيِ ُق الُفُقِ ‪ ،‬وضحالَةَ النظرةِ ‪ ،‬والهتمامُ بالنفس فَ َ‬
‫سهُمْ ﴾ ‪ ،‬فكأن‬
‫ونسيانُ العالِ وما فيه ‪ ،‬والُ قدْ وصفَ أعداءَهُ بأنمْ ﴿ أَ َهمّ ْتهُمْ أَن ُف ُ‬
‫هؤلءِ القاصرينَ يَ َروْن ال َكوْنَ ف داخلِهم ‪ ،‬فل يفكّرونَ ف غيِ ِهمْ ‪ ،‬ول يعيشوَن‬
‫لسوا ُهمْ ‪ ،‬ول يهتمّونَ للخرينَ ‪ .‬إنّ عليّ وعليكَ أنْ نََتشَاغَلَ عن أنفسِنَا أحيانا ‪،‬‬
‫ونبتعد عن ذواتِنا أزمانا لِنَْنسَى جراحَنا وغمومَنا وأحزانَنا ‪ ،‬فنكسبَ أمرْين ‪ :‬إسعادَ‬
‫أنفسنِا ‪ ،‬وإسعادَ الخرين‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫من الصو ِل ف فنّ السرورِ ‪ :‬أن تُلجمَ تفكيَكَ وتعصمهَ ‪ ،‬فل يتفّلتُ ول يهربُ‬
‫ول يطيشُ ‪ ،‬فإنك إنْ تركتَ تفكيَكَ وشأنَهُ َجمَحَ وطَفَحَ ‪ ،‬وأعادَ عليكَ مَلفّ الحزا ِن‬
‫وقرأَ عليكَ كتابَ الآسي منذُ ولدتْكَ أمّكَ‪ .‬إ ّن التفكيَ إذا شردَ أعادَ لك الاضي الريحَ‬
‫وجر َجرَ الستقبلَ الخيفَ ‪ ،‬فزلزلَ أركانَك ‪ ،‬وهزّ كيانَك وأحرقَ مشاعرَك ‪ ،‬فاخطمْه‬
‫بطامِ التوجّهِ الادّ الركّزِ على العملِ الثمرِ الفيدِ ‪ ﴿ ،‬وَتَوَكّ ْل عَلَى اْلحَيّ اّلذِي لَا‬
‫َيمُوتُ ﴾ ‪.‬‬
‫ومن الصول أيضا ف دراسةِ السرورِ ‪ :‬أنْ تُعطيَ اليا َة قيمتَها ‪ ،‬وأنْ تُنلَهَا‬
‫منلتها ‪ ،‬فهي ْلوٌ ‪ ،‬ول تستحقّ منكَ إل العراضَ والصدودَ ‪ ،‬لنا أ ّم الجْرِ ومُرضِعةُ‬
‫الفجائعِ ‪ ،‬وجالب ُة الكوارثِ ‪ ،‬فمَنْ هذه صفتُها كيف يُهتمّ با ‪ ،‬ويُحزنُ على ما فات‬
‫منها‪ .‬صفُوها َك َدرٌ ‪ ،‬وبرقُها خُّلبٌ ‪ ،‬ومواعيدُها سرابٌ بقيِعةٍ ‪ ،‬مولودُها مفقودٌ ‪،‬‬
‫وسيدُها مسودٌ ‪ ،‬ومن ّعمُها مهدّدٌ ‪ ،‬وعاشقُها مقتولٌ بسيفِ َغدْرِها ‪.‬‬
‫ب البَيْ ِن فيها يَنْ ِعقُ‬
‫أبدا غُرا ُ‬ ‫أًبَن أَبِينا ننُ أهلُ منازلِ‬
‫جعْت ُهمُ الدنيا فلمْ يتفرّقوا‬ ‫نبكي على الدنيا وما مِنْ معشرٍ‬
‫كَنَزْوا الكنوزَ فل بقيَ ول بَقُوا‬ ‫أينَ الَبَابِرَةُ الكاسر ُة الُل‬
‫حوَاه لدٌ ضَيّقُ‬ ‫حت ثَوى ف َ‬ ‫مِن كلّ مَنْ ضاقَ ال َفضَاءُ‬
‫أنّ الكلمَ لم َحلَلٌ مُطلَقُ‬ ‫خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لْ يعلمُوا‬
‫ل ْلمُ بالتحّلمِ )) ‪.‬‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬إنا العلمُ بالتعّلمِ وا ِ‬
‫وف فنّ الدابِ ‪ :‬وإنا السرورُ باصطناعِه واجتلبِ َب ْ‬
‫سمَتِهِ ‪ ،‬واقتناصِ أسبابِهِ ‪،‬‬
‫ف بوادرِه ‪ ،‬حت يكونَ طبْعا ‪.‬‬ ‫وتكلّ ِ‬
‫إن الياةَ الدّنيا ل تستحقّ منا العبوسَ والتذمّرَ والتبّمَ ‪.‬‬
‫ما هذهِ الدنيا بدارِ قرارِ‬ ‫حُ ْكمُ النيّةِ ف البيةِ جارِي‬
‫ألفيْتَهُ خَبَرا مِن الخبارِ‬ ‫بينا تَرَى النسان فيها ُمخْبِرا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫صَفْوا من القذارِ والكدارِ‬ ‫طُبِ َعتْ على َكدَرٍ‪ ،‬وأنتَ‬
‫مُتطّلبٌ ف الاء ُج ْذوَ َة نارِ‬ ‫ضدّ طباعِها‬
‫ومكلّفُ اليّا ِم ِ‬
‫ب فيها أنكَ ل تستطيعُ أنْ تنعَ من حياِتكَ كلّ آثارِ الزنِ ‪،‬‬
‫والقيقةُ الت ل ري َ‬
‫لنّ الياة َخُلقتْ هكذا ﴿ َل َقدْ خَ َلقْنَا الْإِنسَانَ فِي كََبدٍ ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِنّا خَ َلقْنَا اْلإِنسَانَ مِن‬
‫نّ ْط َفةٍ َأ ْمشَاجٍ نّبْتَلِيهِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬لِيَبْلُوَ ُكمْ أَيّ ُكمْ أَ ْحسَ ُن َعمَلً ﴾ ‪ ،‬ولكنّ القصودَ أن تفّفُ‬
‫ت النعيمِ ؛ ولذلك يقولُ‬
‫من حزنِك وهّك وغمّك ‪ ،‬أما قَ ْطعُ الُزْنِ بالكليّةِ فهذا ف جنا ِ‬
‫حزَنَ ﴾ ‪ .‬وهذا دليلٌ على أنهُ ل‬
‫ح ْمدُ ِل ّلهِ اّلذِي َأذْهَبَ عَنّا اْل َ‬
‫النعمون ف النة ‪ ﴿ :‬اْل َ‬
‫يذهبْ عنهُ إل هناكَ ‪ ،‬كما أنّ ك ّل الغِلّ ل يذهبُ إل ف النةِ ‪ ﴿ ،‬وََنزَعْنَا مَا فِي‬
‫صدُورِهِم ّمنْ غِلّ ﴾ ‪ ،‬فمنْ عَرَفَ حالةَ الدنيا وصفتها ‪َ ،‬عذَرَها على صدودِها وجفائِها‬
‫ُ‬
‫و َغدْرِها ‪ ،‬وعَِلمَ ان هذا طبعُها وخلُقُها ووصفُها ‪.‬‬
‫فكأّنا َحلَ َفتْ لنا أنْ ل تَفِي‬ ‫حلفتْ لنا أ ْن ل تون عهودَنا‬
‫فإذا كان الالُ ما وصفْنا ‪ ،‬والمرُ ما ذكرنا ‪ ،‬فح ِريّ بالريبِ النابِهِ أنْ ل يُعينَها‬
‫على نفسِه ‪ ،‬بالستسلمِ للكد ِر والمّ والغمّ والزنِ ‪ ،‬بل يدافعُ هذه النغصاتِ بكلّ ما‬
‫أوتَ من قوةٍ ‪﴿ ،‬وََأ ِعدّواْ َلهُم مّا اسْتَ َطعْتُم مّن قُوّةٍ َومِن رّبَاطِ اْلخَيْلِ ُترْهِبُونَ ِبهِ عَدْوّ‬
‫ض ُعفُواْ َومَا اسْتَكَانُواْ‬
‫ال ّلهِ َو َعدُوّ ُكمْ﴾ ‪َ ﴿ ،‬فمَا وَهَنُواْ ِلمَا أَصَاَبهُمْ فِي سَبِيلِ ال ّلهِ َومَا َ‬
‫﴾‪.‬‬
‫**********************************‬
‫وقفـــة‬
‫ل تزَنْ ‪ :‬إن كن َ‬
‫ت فقيا فغيُك مبوسٌ ف دَْينٍ ‪ ،‬وإن كنت ل تلكُ وسيلةَ نَقْلٍ ‪،‬‬
‫فسواك مبتورُ القدمي ‪ ،‬وإن كنت تشكو من آل ٍم فالخرون يرقدون على السِرّة‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ث واحدٍ‬
‫ت ولدا فسواك فقد عددا من الولدِ ف حاد ٍ‬
‫البيضاءِ ومنذ سنواتٍ ‪ ،‬وإن فقد َ‬
‫‪.‬‬
‫ل تزَنْ ‪ :‬لنك مسلمٌ آمنتَ بالِ وبرسلِهِ وملئكِتهِ واليومِ الجِرِ وبالقضاءِ خيِهِ‬
‫حدُوا اليومَ‬
‫ب وكذّبوا الرسلَ واختلفوا ف الكتابِ ‪ ،‬و َج َ‬ ‫وشرّه ‪ ،‬وأولئكَ كفروا بالر ّ‬
‫الخرَ ‪ ،‬وألدوا ف القضا ِء وال َق َدرِ ‪.‬‬
‫ل تزَنْ ‪ :‬إن أذنب َ‬
‫ت فتُبْ ‪ ،‬وإن أسأت فاستغفرْ ‪ ،‬وإن أخطأت فأصلِحْ ‪ ،‬فالرحةُ‬
‫واسعةٌ ‪ ،‬والبابُ مفتوحٌ ‪ ،‬والغفران جمّ ‪ ،‬والتوبةُ مقبولةٌ ‪.‬‬
‫ل تزَنْ ‪ :‬لنك تُقلقُ أعصابَك ‪ ،‬وتزّ كيانك وتُتعبُ قلبَك ‪ ،‬وتُق ّ‬
‫ض مضجعَك ‪،‬‬
‫وُتسْهِرْ ليلَك ‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫َذرْعا وعندَ الِ منها الخ َرجُ‬ ‫َولَرُبّ نازلةٍ يضيقُ با الفت‬
‫فُرِ َجتْ وكانَ يظنّها ل تُفرجُ‬ ‫ت فلمّا استحكمتْ حلقاتُها‬
‫ضاق ْ‬
‫************************************‬
‫ط العواطف‬
‫ضبْ ُ‬
‫تتأجّجُ العواطفُ وتعصفُ الشاعرُ عند سببي ‪ :‬عند الفرح ِة الغامرةِ ‪ ،‬والصيبةِ‬
‫ت عند نعمةٍ ‪،‬‬
‫ت عن صوتيْن أحقيْن فاجريْن ‪ :‬صو ٍ‬
‫الدّاهةِ ‪ ،‬وف الديثِ ‪ (( :‬إن ُنهِيْ ُ‬
‫ت عن َد مصيبةٍ )) ﴿ لِكَيْلَا َتأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَ ُكمْ وَلَا َت ْفرَحُوا ِبمَا آتَا ُكمْ﴾ ‪.‬‬
‫وصو ٍ‬
‫‪ (( :‬إنا الصبِ عند الصدمِة الول )) ‪ .‬فمَنِ مََلكَ مشاعره عندَ الدَث‬ ‫ولذلك قال‬
‫الاث وعند الفرَح الغامرِ ‪ ،‬استحقّ مرتبةَ الثباتِ ومنلةَ الرسوخِ ‪ ،‬ونالَ سعادة الراحةِ ‪،‬‬
‫ولذَ َة النتصارِ على النفسِ ‪ ،‬والُ جلّ ف عُله وصف النسان بأنهُ ف ِرحٌ فخورٌ ‪ ،‬وإذا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫مسّه الشرّ جزوعا وإذا مسّهُ اليُ منوعا ‪ ،‬إلّ الصلّي ‪َ .‬فهُم على وسطيةٍ ف الفرحِ‬
‫والزعِ ‪ ،‬يشكرونَ ف الرخاءِ ‪ ،‬ويصبون ف البلءِ ‪.‬‬
‫إ ّن العواطف الائجةَ تُتْ ِعبُ صاحبها أيّما تَ َعبٍ ‪ ،‬وتضنيهِ وتؤلُ َه وتؤرّقُهُ ‪ ،‬فإذا‬
‫غضب احتدّ وأزبد ‪ ،‬وأرعد وتوعّد ‪ ،‬وثارتْ مكامنُ نفسِهِ ‪ ،‬والتهبتْ حُشاشَتُهُ ‪،‬‬
‫فيتجاوزُ ال َعدْلَ ‪ ،‬وإن فرحَ ط ِربَ وطاشَ ‪ ،‬ونسيَ نفسَه ف غمرةِ السرو ِر وتعدّى قدره ‪،‬‬
‫وإذا َهجَرَ أحدا ذمّه ‪ ،‬ونسِي ماسنَهُ ‪ ،‬وطمس فضائَِلهُ ‪ ،‬وإذا أحبّ آخر خلع عليه‬
‫أوسة التبجيلِ ‪ ،‬وأوصله إل ذور ِة الكمالِ ‪ .‬وف الثر ‪ (( :‬أحببْ حبيبك هوْنا ما ‪،‬‬
‫فعسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغضْ بغيضك هونا ما ‪ ،‬فعسى أن يكون حبيبك‬
‫يوما ما )) ‪ .‬وف الديث ‪ (( :‬وأسألك العدل ف الغضب والرضا )) ‪.‬‬
‫فمَن ملك عاطفته وحَكّم عقلَه ‪ ،‬ووزنَ الشياء وجعل لكلّ شيء قدرا ‪ ،‬أبصر‬
‫القّ ‪ ،‬وعَرَفَ الرشدَ ‪ ،‬ووقع على القيقةِ ‪َ ﴿ ،‬ل َقدْ َأرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّنَاتِ وَأَنزَلْنَا َم َعهُمُ‬
‫سطِ ﴾ ‪.‬‬
‫الْكِتَابَ وَاْلمِيزَانَ لَِيقُومَ النّاسُ بِاْل ِق ْ‬
‫ق والسلوكِ ‪ ،‬مثلما جاء بالِْنهَ ِج السّويّ ‪،‬‬
‫إنّ السلم جاءَ بيزان القيمَ والخل ِ‬
‫ع الرضيّ ‪ ،‬واللّةِ القدسةِ ‪ ﴿ ،‬وَ َكذَلِكَ َجعَلْنَا ُكمْ ُأ ّمةً وَسَطا﴾ ‪ ،‬فالعدلِ ‪،‬‬
‫والشر ِ‬
‫الصدقِ ف الحبارِ ‪ ،‬والعدلِ ف الحكامِ والقوال والفعالِ والخلقِ ‪ ﴿ ،‬وََتمّتْ‬
‫صدْقا َو َعدْلً﴾ ‪.‬‬
‫كَ ِلمَتُ رَبّكَ ِ‬
‫*********************************‬
‫سعادةُ الصحابةِ بحمدِ‬
‫لقدْ جاءَ رسولُنا إل الناسِ بالدعوةِ الربانيةِ ‪ ،‬ول يكنْ له دعايةٌ منَ دنيا ‪ ،‬فل ْم‬
‫يُلقَ إليه كَنْزٌ ‪ ،‬وما كانتْ له جنّة يأكلُ منها ‪ ،‬ول يسكنْ قصرا ‪ ،‬فأقبلَ الحبّون يبايعون‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫على شظفٍ من العيشِ ‪ ،‬وذروةٍ من الشقّةِ ‪ ،‬يوم كانوا قليلً مستضعفي ف الرضِ‬
‫يافونَ أنْ يتخطفهمُ الناسُ من حولِهمْ ‪ ،‬ومع ذلك أحبّهُ أتباعُه كلّ البِ ‪.‬‬
‫حُوصروا ف الشّ ْعبِ ‪ ،‬وضُيّق عليه ْم ف الرزقِ ‪ ،‬وابتُلوا ف السمعةِ ‪ ،‬وحُوربوا من‬
‫القرابةِ ‪ ،‬وأُوذُوا من الناسِ ‪ ،‬ومع هذا أحبّوه ك ّل البّ ‪.‬‬
‫حبَ بعضُهم على الرمْضاءِ ‪ ،‬وحُبسَ آخرونَ ف العراءِ ‪ ،‬ومنهمْ منْ تفنّ َن الكفارُ‬ ‫ُس ِ‬
‫ف تعذيبهِ ‪ ،‬وتأنّقوا ف النكالِ بهِ ‪ ،‬ومعَ هذا أحبّوه كلّ البّ ‪.‬‬
‫سُلبوا أوطانم ودورهم وأهليهم وأموالم ‪ ،‬طُردوا من مرات ِع صباهمْ ‪ ،‬وملعبِ‬
‫شبابمْ ومغان أهل ِهمْ ‪ ،‬ومع أحبوهُ ك ّل البّ ‪.‬‬
‫ابُتلي الؤمنون بسببِ دعوتِه ‪ ،‬وزُلْزِلوا زلزالً شديدا ‪ ،‬وبلغتْ منهمْ القلوبُ‬
‫الناجرَ وظنّوا بالِ الظنونا ‪ ،‬ومعَ أحبوه ك ّل البّ ‪.‬‬
‫ض صفوةُ شبابمْ للسيوفِ ا ُلصْلَتَةِ ‪ ،‬فكانتْ على رؤو ِسهِم كأغصا ِن الشجرةِ‬ ‫عُ ّر َ‬
‫الوارفةِ ‪.‬‬
‫خضراء تُنِْبتُ حولنا الزهارا‬ ‫وكأنّ ظلّ السيفِ ِظلّ حديقةِ‬
‫وقُدّمَ رجالُهم للمعرك ِة فكانوا يأتونَ الوتَ كأنمْ ف نزهةٍ ‪ ،‬او ف ليلة عيدٍ ؛‬
‫لنمْ أحبوه كلّ البّ ‪.‬‬
‫يُرْسَلُ أحدُهمْ برسالةٍ ويَعْلمُ أنه لنْ يعودَ بعدها إل الدنيا ‪ ،‬فيؤدّي رسالتَه ‪،‬‬
‫ويُبعَثُ الواحدُ منه ْم ف مهمّةٍ ويعلمُ أنا النهاي ُة فيذهبُ راضيا ؛ لنمْ أحبوه كلّ البّ‬
‫‪.‬‬
‫ولكنْ لاذا أحبّوه وس ِعدُوا برسالتِه ‪ ،‬واطمأنّوا النهجهِ ‪ ،‬واستبشرُوا بقدومهِ ‪،‬‬
‫ونسوا كلّ ألٍ وكلّ مشقةٍ وجُهدٍ ومعاناةٍ من أجلِ اتباعِهِ ؟!‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إنمْ رأوا فيهِ كلّ معان ال ِي والفرحِ ‪ ،‬وكلّ علماتِ البّ والقّ ‪ ،‬لقدْ كانَ آيةً‬
‫للسائلي ف معال المورِ ‪ ،‬لقدْ أَبردَ غليلَ قلوِبهِمْ بنانِهِ ‪ ،‬وأثلجَ صدورَهمْ بديثهِ ‪،‬‬
‫وأفْعَمَ أروا َح ُهمْ برسالتِه ‪.‬‬
‫ب ف قلوبمُ الرضا ‪ ،‬فما حسبوا لللم ف سبيلِ دعوتهِ حسابا ‪ ،‬وأفاضَ‬ ‫لقدْ سك َ‬
‫ح و َكدَرٍ وتنغيصٍ ‪.‬‬ ‫على نفو ِس ِهمْ منَ اليقيِ ما أنساهمْ كلّ جُ ْر ٍ‬
‫صَقَلَ ضمائرَهم بداهُ ‪ ،‬وأنارَ بصائرَهم بسناهُ ‪ ،‬ألقى عن كواهِله ْم آصارَ الاهليةِ‬
‫‪ ،‬وحطّ عن ظهورِهم أوزارَ الوثنيةِ ‪ ،‬وخلعَ من رقابِهمْ تبعاتِ الشركِ والضللِ ‪ ،‬وأطفأ‬
‫من أرواحِهمْ نارَ القدِ والعداوةِ ‪ ،‬وصبّ على الشاعرِ ما َء اليقي ‪ ،‬فهدأتْ نفوسُهمْ ‪،‬‬
‫وسكَنتْ أبداُن ُهمْ ‪ ،‬واطمأنتْ قلوبُهم ‪ ،‬وبردتْ أعصابُهم ‪.‬‬
‫وجدوا لذّةُ العيشِ معهُ ‪ ،‬والنسَ ف قربهِ ‪ ،‬والرضا ف رحاِبهِ ‪ ،‬والمنَ ف اتباعهِ ‪،‬‬
‫والنجاة ف امتثالِ أم ِرهِ ‪ ،‬والغِن ف القتداء به ‪.‬‬
‫صرَاطٍ ّمسَْتقِيمٍ‬
‫﴿ َومَا َأرْسَلْنَاكَ إِلّا رَ ْح َمةً لّ ْلعَاَل ِميَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَإِنّكَ لََت ْهدِي إِلَى ِ‬
‫﴾ ‪ ﴿ ،‬وَُيخْرِ ُجهُم ّمنِ الظّ ُلمَاتِ إِلَى النّورِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬هُوَ اّلذِي َبعَثَ فِي الُْأمّّييَ رَسُولً‬
‫مّ ْنهُمْ يَتْلُو عَلَ ْي ِهمْ آيَاِتهِ وَُيزَكّي ِهمْ وَُيعَ ّل ُمهُمُ الْكِتَابَ وَاْلحِ ْك َمةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ َلفِي‬
‫صرَ ُهمْ وَا َل ْغلَلَ الّتِي كَانَتْ عَلَ ْيهِمْ ﴾ ‪﴿ ،‬‬
‫ضَلَالٍ مّبِيٍ ﴾‪ ﴿ ،‬وََيضَعُ عَنْ ُهمْ إِ ْ‬
‫اسَْتجِيبُواْ لِ ّلهِ وَلِلرّسُولِ ِإذَا دَعَاكُم ِلمَا ُيحْيِيكُمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَكُنُت ْم عَلَىَ َشفَا ُح ْفرَةٍ ّمنَ‬
‫النّارِ فَأَن َقذَكُم مّ ْنهَا ﴾ ‪.‬‬
‫لق ْد كانوا سعداء حقّا مع إمامِهمْ وقدوتِهمْ ‪ ،‬وحُقّ لمْ أنْ يسعدُوا ويبتهجُوا ‪.‬‬
‫اللهمّ صلّ وسّلمْ على مرّ ِر العقولِ من أغل ِل النرافِ ‪ ،‬ومنق ِذ النفوسِ من‬
‫ب والمادِ ‪ ،‬جزاءَ ما بذلُوا وقدّمُوا ‪.‬‬
‫ت الغوايِةِ ‪ ،‬وارضَ عن الصحا ِ‬ ‫ويل ِ‬
‫**************************************‬
‫اطردِ ا َللَلَ ِم ْن حياتِكَ‬
‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬
‫إن َمنْ يعِشْ عمرَهُ على وتيةٍ واحدة جديرٌ أن يصيَبهُ الللُ ؛ لن النفس ملولةٌ ‪،‬‬
‫فإنّ النسانَ بطبعهِ َيمَلّ الالةَ الواحدةَ ؛ ولذلكَ غاَيرَ سبحانَهُ وتعال بي الزمنةِ‬
‫والمكنةِ ‪ ،‬والطعوماتِ والشروباتِ ‪ ،‬والخلوقاتِ ‪ ،‬لي ٌل ونارٌ ‪ ،‬وسهلٌ وجََبلٌ ‪ ،‬وأبيضُ‬
‫وأسودُ ‪ ،‬وحارّ وباردٌ ‪ ،‬وظلّ و َحرُور ‪ ،‬وحُ ْلوٌ وحامضٌ ‪ ،‬وقدْ ذكر الُ هذا التنّوعَ‬
‫خرُجُ مِن بُطُوِنهَا َشرَابٌ ّمخْتَلِفٌ أَلْوَاُنهُ﴾ ﴿صِنْوَانٌ َوغَ ْيرُ‬
‫ف ف كتابِهِ ‪َ﴿ :‬ي ْ‬
‫والختل َ‬
‫صِنْوَانٍ﴾ ﴿مَُتشَابِها َوغَيْرَ مَُتشَاِبهٍ﴾ ﴿ َو ِمنَ اْلجِبَالِ ُجدَدٌ بِيضٌ وَ ُح ْمرٌ ّمخْتَلِفٌ‬
‫أَلْوَاُنهَا﴾ ﴿ وَتِلْكَ اليّامُ ُندَاوُِلهَا بَ ْينَ النّاسِ﴾ ‪.‬‬
‫وقد ملّ بنو إسرائيل أجود الطعامِ ؛ لنمْ أداموا أكْله ‪﴿ :‬لَن ّنصِْبرَ عَلَىَ َطعَامٍ‬
‫وَا ِحدٍ﴾ ‪ .‬وكان الأمونُ يقرأُ مرةً جالسا ‪ ،‬ومر ًة قائما ‪ ،‬ومرةً وهو يشي ‪ ،‬ث قال ‪:‬‬
‫النفسُ ملولةٌ ‪﴿ ،‬اّلذِينَ َيذْ ُكرُونَ ال ّلهَ قِيَاما وَ ُقعُودا َوعَلَىَ جُنُوِب ِهمْ﴾ ‪.‬‬
‫ع والدّةَ ‪ ،‬فأعمالٌ قلبيّةٌ وقوليةٌ وعمليةٌ وماليةٌ ‪،‬‬ ‫ج ْد التنوّ َ‬
‫ومن يتأمّلِ العباداتِ ‪َ ،‬ي ِ‬
‫صلةٌ وزكاةٌ وصومٌ وحجّ وجهادٌ ‪ ،‬والصل ُة قيامٌ وركوعٌ وسجودٌ وجلوسٌ ‪ ،‬فمنْ أراد‬
‫الرتياح والنشاط ومواصلةَ العطاءِ فعلي ِه بالتنويعِ ف عملِهِ ‪ ،‬واطل ِعهِ وحياتِ ِه اليوميّةِ ‪،‬‬
‫ع الفنونَ ‪ ،‬ما بي قرآ ٍن وتفسيٍ وسيةٍ وحديثٍ وفقهٍ وتاريخٍ وأدبٍ‬ ‫فعندَ القراءةِ مثلً ينوّ ُ‬
‫وثقافةٍ عامّةٍ ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬يوزّع وقته ما بي عبادةٍ وتناولِ مباحٍ ‪ ،‬وزيادةٍ واستقبالِ‬
‫ف يدُ نفسَهُ متوثّبةً مشرقةً ؛ لنا تبّ التنويعَ‬ ‫ضيوفٍ ‪ ،‬ورياضةٍ ونزهةٍ ‪ ،‬فسو َ‬
‫وتستملحُ الديدَ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫ع ال َقلَقَ‬
‫دِ‬
‫ل تزنْ ‪ ،‬فإنّ ربك يقولُ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫صدْرَكَ ﴾ ‪ :‬وهذا عامّ لكلّ من حَلَ القّ وأبص َر النورَ ‪،‬‬
‫﴿ أََلمْ َنشْرَحْ َلكَ َ‬
‫وسلَكَ ا ُلدَى ‪.‬‬
‫صدْرَهُ ِللْإِسْلَامِ َفهُ َو عَلَى نُورٍ مّن رّّبهِ فَوَْيلٌ لّ ْلقَاسَِيةِ قُلُوُبهُم‬
‫﴿أَ َفمَن َشرَحَ ال ّلهُ َ‬
‫مّن ذِ ْكرِ ال ّلهِ ﴾ ‪ :‬إذا فهناك حقّ يشرحُ الصدور ‪ ،‬وباطلٌ يقسّيها ‪.‬‬
‫صدْرَهُ ِللِ ْسلَمِ﴾ ‪ :‬فهذا الدينُ غايةٌ ل يصلُ‬
‫شرَحْ َ‬
‫﴿ َفمَن ُي ِردِ ال ّلهُ أَن َي ْهدِيَهُ َي ْ‬
‫إليها إل السدّد ‪.‬‬
‫حزَنْ إِنّ ال ّلهَ َمعَنَا ﴾ ‪ :‬يقولُها كلّ منْ يتيقّنَ رعاية الِ ‪ ،‬ووليته ولطفه‬
‫﴿ لَ َت ْ‬
‫ونصرَه‪.‬‬
‫﴿اّلذِينَ قَالَ َل ُهمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ َقدْ َج َمعُواْ لَ ُكمْ فَا ْخشَوْ ُهمْ َفزَادَ ُهمْ ِإيَانا‬
‫وَقَالُواْ َحسْبُنَا ال ّلهُ وَِن ْعمَ الْوَكِيلُ ﴾ ‪ :‬كفايتُه تكفيك ‪ ،‬ووليتُه تميك ‪.‬‬
‫﴿يَا أَّيهَا النّبِيّ َحسْبُكَ ال ّلهُ َو َمنِ اتَّبعَكَ ِمنَ اْلمُ ْؤمِنِيَ ﴾ ‪ :‬وكلّ منْ سلك هذهِ‬
‫الادّة حصل على هذا الفوزِ ‪.‬‬
‫﴿ وَتَ َوكّ ْل عَلَى اْلحَيّ اّلذِي لَا َيمُوتُ﴾ ‪ :‬وما سوا ُه فميّتٌ غَيْرُ حيّ ‪ ،‬زائلٌ غَيْرُ‬
‫باقٍ ‪ ،‬ذليلٌ وليس بعزيزٍ ‪.‬‬
‫حزَنْ عَلَيْ ِهمْ وَلَ تَكُ فِي ضَ ْيقٍ ّممّا‬
‫﴿ وَاصِْبرْ َومَا صَ ْبرُكَ إِلّ بِال ّلهِ وَلَ َت ْ‬
‫حسِنُونَ﴾ ‪ :‬فهذهِ معيتهُ الاصةُ‬
‫َيمْكُرُونَ{‪ِ }127‬إنّ ال ّلهَ مَعَ اّلذِينَ اّتقَواْ وّاّلذِينَ هُم ّم ْ‬
‫لوليائِهِ بالفظِ والرعايةِ والتأييدِ والوليةِ ‪ ،‬بسبِ تقواهمْ وجهادِهمْ ‪.‬‬
‫حزَنُوا وَأَنُتمُ ا َلعْلَوْنَ إِن كُنتُم مّ ْؤمِِنيَ﴾‪ :‬علوّا ف العبوديةِ‬
‫﴿وَلَ َتهِنُوا وَلَ َت ْ‬
‫والكانةِ ‪.‬‬
‫﴿ لَن َيضُرّو ُكمْ إِلّ َأذًى وَإِن ُيقَاتِلُو ُكمْ يُوَلّو ُكمُ ا َلدُبَارَ ُثمّ لَ يُنصَرُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫ي َعزِيزٌ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿كَتَبَ ال ّلهُ َلَأغْلِبَنّ أَنَا وَرُسُلِي إِنّ ال ّلهَ قَ ِو ّ‬
‫﴿ إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَاّلذِينَ آمَنُوا فِي اْلحَيَاةِ الدّنْيَا وَيَوْمَ َيقُومُ الْأَ ْشهَادُ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وهذا عهدٌ لنْ يْلَفَ ‪ ،‬ووعدٌ لنْ يتأخّرَ ‪.‬‬
‫﴿ وَأُفَ ّوضُ َأ ْمرِي إِلَى ال ّلهِ إِنّ ال ّلهَ َبصِيٌ بِاْلعِبَادِ{‪}44‬فَوَقَاهُ ال ّلهُ سَيّئَاتِ مَا‬
‫مَ َكرُوا﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َوعَلَى ال ّلهِ فَلْيَتَ َوكّلِ اْلمُ ْؤمِنُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫سبُ ‪ ،‬فلماذا تز ُن ف هذا‬
‫حْ‬‫ل تز ْن وقدّرْ أنكَ ل تعيشُ إل يوما واحدا فَ َ‬
‫اليومِ ‪ ،‬وتغضبُ وتثورُ ؟!‬
‫ف الثرِ ‪ (( :‬إذا أصبحتَ فل تنتظر الساءَ ‪ ،‬وإذا أمسيتَ فل تنتظرِ الصباحَ ))‬
‫‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬أن تعيشَ ف حدودِ يومِك َف َ‬
‫حسْبُ ‪ ،‬فل تذكرِ الاضي ‪ ،‬ول تقلقْ من‬
‫الستقبلِ ‪ .‬قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫ولك الساع ُة الت أنت فيها‬ ‫ما مضى فاتَ والؤمّل غَْيبٌ‬
‫ب الت حدثتْ ومضتْ ‪،‬‬ ‫إنّ الشتغالَ بالاضي ‪ ،‬وتذكّرَ الاضي ‪ ،‬واجترار الصائ ِ‬
‫لمْقِ والنونِ ‪.‬‬ ‫ث الت انتهتْ ‪ ،‬إنا هو ضَرْبٌ من ا ُ‬ ‫والكوار َ‬
‫يقول الَثَ ُل الصينّ ‪ :‬ل تعبْ ِجسْرا حت تأتيَه ‪.‬‬
‫ومعن ذلك ‪ :‬ل تستعجلِ الوادثَ وهومَها وغمومَها حت تعيشَها وتدركَها ‪.‬‬
‫ك وقدْ ولّى ‪ ،‬وغدُكَ‬
‫يقولُ َأ َحدُ السلفِ ‪ :‬يا ابن آدمَ ‪ ،‬إنا أنتَ ثلثةُ أيامٍ ‪ :‬أمسُ َ‬
‫ولْ يأتِ ‪ ،‬ويومُك فاتقّ الَ فيه ‪.‬‬
‫كيف يعيشُ منْ يملُ هومَ الاضي واليومِ والستقبلِ ؟! كيف يرتاحُ منْ يتذكرُ ما‬
‫صار وما جرى ؟! فيعيدهُ على ذاكرتِهِ ‪ ،‬ويتألُ لهُ ‪ ،‬وألُه ل ينفعُه ! ‪.‬‬
‫ومعن ‪ (( :‬إذا أصبحتَ فل تنتظر الساءَ ‪ ،‬وإذا أمسيتَ فل تنتظرِ الصباحَ ))‪:‬‬
‫أيْ ‪ :‬أن تكو ُن قصيَ الملِ ‪ ،‬تنتظرُ الجَلَ ‪ ،‬وُتحْسِنُ ال َعمَلَ ‪ ،‬فل تطمحْ بمومك لغيِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫هذا اليومِ الذي تعيشُ فيه ‪ ،‬فتركّزَ جهودكَ عليه ‪ ،‬وتُرّتبَ أعمالَكَ ‪ ،‬وتصبّ اهتمامَك‬
‫فيهِ ‪ ،‬مسّنا خُل َقكَ مهتمّا بصحتِك ‪ ،‬مصلحا أخلقَكَ مع الخرين ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫وقفــةٌ‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ القضاءَ مفروغٌ منهُ ‪ ،‬والقدورُ واقعٌ ‪ ،‬والقلمُ جَ ّفتْ ‪ ،‬والصحفُ‬
‫طُويتْ ‪ ،‬وكلّ أمرٍ مستقرّ ‪ ،‬فحزنُك ل يقدّمُ ف الواقعِ شيئا ول يؤخّرُ ‪ ،‬ول يزيدُ ول‬
‫يُنقِصُ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنك بزنِك تريدُ إيقافَ الزمنِ ‪ ،‬وحب َ‬
‫س الشمسِ ‪ ،‬وإعادةَ عقاربِ‬
‫الساعةِ ‪ ،‬والشيَ إل اللفِ ‪ ،‬ور ّد النهرِ إل منب ِعهِ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الزَنَ كالري ِح الوْجاءِ تُفسدُ الواءَ ‪ ،‬وتُبعثرُ الاءَ ‪ ،‬وتغيّرُ السماءَ ‪،‬‬
‫وتكسرُ الورو َد اليانعة ف الديق ِة الغنّاءِ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الحزون كالنهرِ الحقِ ينحدرُ من البحرِ ويصبّ ف البحرِ ‪،‬‬
‫وكالت نقضتْ غزلا من بعدِ قوةٍ أنكاثا ‪ ،‬وكالنافِخِ ف قربةٍ مثقوبةٍ ‪ ،‬والكاتبِ بإصبعهِ‬
‫على الاءِ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنّ عمركَ القيقيّ سعادتُك وراحةُ بالِك ‪ ،‬فل تُنفقْ أيامكَ ف‬
‫الزْنِ ‪ ،‬وتب ّذرْ لياليَك ف المّ ‪ ،‬وتوزّع ساعاتِك على الغمومِ ول تسرفْ ف إضاعةِ‬
‫حياتِك ‪ ،‬فإ ّن ال ل يبّ السرفي ‪.‬‬
‫******************************‬
‫لفرح بتوبة ال عليك‬
‫أل يشرحُ صدركَ ‪ ،‬ويزيلُ هّك وغمّك ‪ ،‬ويلبُ سعادتك قو ُل ربّك جلّ ف‬
‫عله ‪ُ ﴿ :‬قلْ يَا عِبَا ِديَ اّلذِينَ أَ ْسرَفُوا عَلَى أَن ُفسِ ِهمْ لَا َتقْنَطُوا مِن رّ ْح َمةِ ال ّلهِ إِنّ ال ّلهَ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫َي ْغفِ ُر الذّنُوبَ َجمِيعا إِّنهُ ُهوَ اْل َغفُورُ الرّحِيمُ ﴾ ؟ فخاطََبهُمْ بـ «يا عبادي» تأليفا‬
‫لقلوبِ ِهمْ ‪ ،‬وتأنيسا لروا ِح ِهمْ ‪ ،‬وخصّ الذين أسرفُوا ‪ ،‬لنمُ الكثرون من الذنو ِ‬
‫ب‬
‫والطايا فكيف بغيِهم ؟! وناهْم عنِ القنوطِ واليأسِ من الغفرةِ وأخب أنه يغفرُ الذنوب‬
‫كلّها لنْ تاب ‪ ،‬كبيها وصغيَها ‪ ،‬دقيقها وجليلَها ‪ .‬ث وصفَ نفسه بالضمائرِ‬
‫ف الت تقتضي كمال الصفةِ ‪ ،‬فقال ‪ ﴿ :‬إِّنهُ هُوَ اْل َغفُورُ‬
‫الؤكدةِ ‪ ،‬و «الـ » التعري ِ‬
‫الرّحِيمُ ﴾ ‪.‬‬
‫شةً أَوْ ظَ َلمُواْ‬
‫أل تسعدُ وتفرحُ بقولِهِ جلّ ف عله ‪ ﴿ :‬وَاّلذِينَ ِإذَا َفعَلُواْ فَا ِح َ‬
‫صرّواْ عَلَى مَا‬
‫أَْن ُفسَ ُهمْ ذَ َكرُواْ ال ّلهَ فَاسَْت ْغ َفرُواْ ِلذُنُوِب ِهمْ َومَن َي ْغ ِفرُ الذّنُوبَ إِلّ ال ّلهُ وََلمْ ُي ِ‬
‫َفعَلُواْ وَ ُهمْ َيعْ َلمُونَ ﴾ ؟!‬
‫جدِ‬
‫وقولِهِ جلّ ف عله ‪َ ﴿ :‬ومَن َي ْعمَلْ سُوءا أَوْ َيظْ ِلمْ َن ْفسَهُ ُثمّ َيسَْتغْ ِفرِ ال ّلهَ َي ِ‬
‫ال ّل َه َغفُورا رّحِيما ﴾ ؟!‬
‫وقولِهِ ‪ ﴿ :‬إِن َتجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُ ْنهَوْنَ عَنْهُ نُ َك ّفرْ عَنكُمْ سَيّئَاتِ ُكمْ وَُندْخِلْكُم‬
‫ّمدْ َخلً َكرِيا ﴾ ؟!‬
‫س ُهمْ جَآؤُوكَ فَاسَْت ْغ َفرُواْ ال ّلهَ‬
‫وقولِهِ عزّ من قائلٍ ‪ ﴿ :‬وَلَوْ أَّن ُهمْ إِذ ظّ َلمُواْ أَن ُف َ‬
‫وَاسَْت ْغفَرَ َل ُهمُ الرّسُولُ َلوَ َجدُواْ ال ّلهَ َتوّابا رّحِيما ﴾ ؟!‬
‫وقولِهِ تعال ‪ ﴿ :‬وَإِنّي َل َغفّارٌ ّلمَن تَابَ وَآ َمنَ َوعَمِلَ صَالِحا ُثمّ اهَْتدَى ﴾ ؟!‬
‫ولا قَتَلَ موسى عليه السلمُ نفسا قال ‪َ ﴿ :‬ربّ إِنّي ظَ َلمْتُ َن ْفسِي فَاغْ ِفرْ لِي َف َغفَرَ‬
‫َلهُ﴾‪.‬‬
‫وقال عن داو َد بعدما تاب وأناب ‪َ ﴿ :‬ف َغفَرْنَا َلهُ ذَِلكَ وَإِنّ َل ُه عِندَنَا َلزُْلفَى‬
‫وَ ُحسْنَ مَآبٍ ﴾ ‪.‬‬
‫سبحانَهُ ما أرحَمهُ وأكرمَهُ !! حت إنه عرض رحته ومغفرته لنْ قالَ يلبتثليثِ ‪،‬‬
‫فقال عنهم ‪ّ ﴿ :‬ل َقدْ َكفَرَ اّلذِينَ قَالُواْ إِنّ ال ّلهَ ثَالِثُ َثلََثةٍ َومَا ِمنْ إِلَـهٍ إِلّ إِلَـهٌ وَا ِحدٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫سنّ اّلذِينَ َك َفرُواْ مِ ْنهُ ْم َعذَابٌ أَلِيمٌ{‪ }73‬أَ َفلَ يَتُوبُونَ‬
‫وَإِن ّلمْ يَنَتهُوْا َعمّا َيقُولُونَ لََيمَ ّ‬
‫إِلَى ال ّلهِ وََيسَْت ْغفِرُوَنهُ وَال ّل ُه َغفُورٌ رّحِيمٌ ﴾ ‪.‬‬
‫فيما صحّ عنهُ ‪ (( :‬يقولُ الُ تباركَ وتعال ‪ :‬يا ابن آدم ‪ ،‬إنك ما‬ ‫ويقولُ‬
‫دعوتن ورجوتن إل غفرْتُ لك على ما كان منك ول أبال ‪ ،‬يا ابن آدم ‪ ،‬لوْ بلغتْ‬
‫ذنوبُك عَنَانَ السماءِ ‪ّ ،‬ث استغفرتن غفرتُ لك ول أُبال ‪ ،‬يا ابن آدم ‪ ،‬لو أتيتن‬
‫بقُرابِ الرضِ خطايا ث لقيتن ل تشركُ ب شيئا ‪ ،‬لتيتُك بقرابِها مغفرةً )) ‪.‬‬
‫سطُ يدهُ بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النهارِ‬
‫أنه قال ‪ (( :‬إنّ ال يب ُ‬ ‫وف الصحيح عنهُ‬
‫سطُ يدهُ بالنهار ليتوب مسيءُ الليلِ ‪ ،‬حت تطل َع الشمسُ من مغربِها )) ‪.‬‬
‫‪ ،‬ويب ُ‬
‫وف الديث القدسيّ ‪ (( :‬يا عبادي ‪ ،‬إنكمْ تُذنبون بالليلِ والنهارِ ‪ ،‬وأنا أغفرُ‬
‫الذنوبَ جيعا ‪ ،‬فاستغفرون أغفرْ لكم )) ‪.‬‬
‫ل بكمْ‬
‫وف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬والذي نفسي بيدهِ ‪ ،‬لو لْ تذنبُوا لذهبَ ا ُ‬
‫ولاءَ بقومٍ آخرين يذنبون ‪ ،‬فيستغفرون ال ‪ ،‬فيغفرُ لم )) ‪.‬‬
‫خفْتُ عليكم ما هو‬
‫وف حديثٍ صحيحٍ ‪ (( :‬والذي نفسي بيدهِ لو لْ تذنبوا َل ِ‬
‫أشدّ من الذنبِ ‪ ،‬وهو العُجْبُ )) ‪.‬‬
‫وف الديثِ الصحيح ‪ (( :‬كلّكمْ خطّاءٌ ‪ ،‬وخيُ الطّائي التوابون )) ‪.‬‬
‫أنه قالَ ‪ (( :‬لُ أفرحُ بتوب ِة عبدِه من أحدكم كان على راحلِتهِ ‪،‬‬ ‫وصحّ عنه‬
‫عليها طعا ُمهُ وشرابه ‪ ،‬فضلّت من ُه ف الصحراء ‪ ،‬فبحث عنها حت أِيسَ ‪ ،‬فنام ث‬
‫استيقظ فإذا هي عند رأسِه ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهمّ أنت عبدي ‪ ،‬وأنا ربّكَ ‪ .‬أخطأ من شّدةِ‬
‫الفرحِ )) ‪.‬‬
‫أنه قالَ ‪ (( :‬إ ّن عبدا أذنب ذنبا فقال ‪ :‬اللهم اغفرْ ل ذنب فإنهُ‬ ‫وصحّ عنه‬
‫ل يغفرُ الذنوبَ إل أنت ‪ ،‬ث أذنب ذنبا ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهمّ اغفرْ ل ذنب فإنه ل يغفرُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الذنوبَ إل أنت ‪ ،‬ث أذنب ذنبا ‪ ،‬فقال ‪ :‬الله ّم اغفرْ ل ذنب فإنه ل يغفرُ الذنوبَ إل‬
‫ل عزّ وجلّ ع ِل َم عبدي أنّ له ربّا يأخذُ بالذنبِ‪ ،‬ويعفو عن الذنبِ ‪،‬‬
‫أنت ‪ .‬فقال ا ُ‬
‫فليفع ْل عبدي ما شاء))‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬ما دام أنهُ يتوبُ ويستغفرُ ويندمُ ‪ ،‬فإن أغفرُ له ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫كلّ شيءٍ بقضا ٍء وقدَر‬
‫؛ أنهُ‬ ‫كلّ شيءٍ بقضاءٍ وقدرٍ ‪ ،‬وهذا معتقدُ أهلِ السلمِ ‪ ،‬أتباعِ رسو ِل الدى‬
‫ل يقعُ شيءٌ ف الكونِ إل بعل ِم الِ وبإذنِه وبتقديرِه ‪.‬‬
‫﴿ مَا أَصَابَ مِن ّمصِيبَةٍ فِي الَْأ ْرضِ وَلَا فِي أَنفُسِ ُكمْ إِلّا فِي كِتَابٍ مّن قَبْلِ أَن‬
‫ك عَلَى ال ّلهِ َيسِيٌ ﴾ ‪.‬‬
‫نّ ْبرَأَهَا ِإنّ ذَلِ َ‬
‫﴿ إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَ َلقْنَاهُ ِب َقدَرٍ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَلَنَبْلُوَنّ ُكمْ ِبشَيْءٍ مّنَ اْلخَوفْ وَاْلجُوعِ وََنقْصٍ ّمنَ ا َلمَوَالِ وَالن ُفسِ‬
‫شرِ الصّاِبرِينَ ﴾ ‪.‬‬
‫وَالّث َمرَاتِ وََب ّ‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬عجبا لمرِ الؤمنِ !! إنّ أمرهَ كلّه له خي ‪ ،‬إنْ أصابْتهُ سرّاءُ‬
‫شكر فكان خيا له ‪ ،‬وإنْ أصابتْه ضرّاءُ صب فكان خيا له ‪ ،‬وليسَ ذلك إل للمؤمن‬
‫)) ‪.‬‬
‫أنه قال ‪ (( :‬إذا سألتَ فاسألِ الَ ‪ ،‬وإذا استعنت فاستعنْ بالِ ‪،‬‬ ‫وصحّ عنه‬
‫واعلمْ أ ّن المةَ لو اجتمعُوا على أنْ ينفعوك بشيءٍ ل ينفعوكَ إل بشيءٍ قد كتبهُ الُ‬
‫لك ِ ‪ ،‬وإن اجتمعوا على أن يضرّوكَ بشيءٍ ل يضرّوك إل بشي ٍء قدْ كتبهُ الُ عليكَ ‪،‬‬
‫رُفعتِ القلمُ ‪ ،‬وجفّتِ الصحفُ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وف الديثِ الصحيح أيضا ‪ (( :‬واعلمْ أن ما أصابك ل يكنع لِيخطئَك ‪ ،‬وما‬
‫أخطأكَ ْل يكن ليصيبَك )) ‪.‬‬
‫ف القلمُ يا أبا هريرة با أنت لقٍ )) ‪.‬‬
‫أنه قالَ ‪ (( :‬ج ّ‬ ‫وصحّ عنه‬
‫أنهُ قالَ ‪ (( :‬احرصْ على ما ينفعُك ‪ ،‬واستعنُ بالِ ول تعجزْ ‪،‬‬ ‫وصحّ عنه‬
‫ول تقلْ ‪ :‬لو أن فعلتُ كذا لكان كذا وكذا ‪ ،‬ولكنْ قلْ ‪ :‬قدّر الُ وما شاءَ َفعَلَ ))‬
‫‪.‬‬
‫‪ (( :‬ل يقضي الُ قضا ًء للعبدِ إل كان خيا له )) ‪.‬‬ ‫وف حديثٍ صحيحٍ عنه‬
‫سُئل شيخُ السلمِ ابنُ تيميةَ عن العصيةِ ‪ :‬هلْ هيَ خَيْرٌ للعبدِ ؟ قالَ ‪ :‬نعمْ‬
‫بشرطِها من الندمِ والتوبةِ ‪ ،‬والستغفارِ والنكسارِ ‪.‬‬
‫وقولُه سبحانه ‪َ ﴿ :‬و َعسَى أَن تَ ْكرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَ ْيرٌ لّ ُكمْ َو َعسَى أَن ُتحِبّواْ‬
‫‪.‬‬ ‫لَ َتعْ َلمُونَ ﴾‬ ‫شَيْئا َوهُوَ َشرّ لّ ُكمْ وَال ّلهُ َيعْ َلمُ وَأَنُتمْ‬
‫تري القاديرُ على غ ْرزِ الِبَ ْر‬ ‫هيَ القاديرُ فلُمن أو َفذَرْ‬
‫*****************************************‬
‫انتظرِ الف َرجَ‬
‫س الصّ ْبحُ‬
‫ف الديثِ عند الترمذيّ ‪ « :‬أفضلُ العبادةِ ‪ :‬انتظارُ ال َفرَجِ » ‪ ﴿ .‬أَلَ ْي َ‬
‫ِب َقرِيبٍ ﴾ ‪.‬‬
‫ب الفَتْحَ من الفتّاحِ ‪.‬‬
‫صُبْحُ الهمومي والغمومي لحَ ‪ ،‬فانظرْ إل الصباحِ ‪ ،‬وارتق ِ‬
‫تقولُ العربُ ‪ « :‬إذا اشتدّ البلُ انقطع » ‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬إذا تأزّمتِ المورُ ‪ ،‬فانتظرْ فرجا ومرجا ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿‬ ‫خرَجا ﴾ ‪ .‬وقالَ جلّ شأنُه‪:‬‬
‫وقالَ سبحانَهُ وتعال ‪َ ﴿ :‬ومَن يَّتقِ ال ّلهَ َيجْعَل ّلهُ َم ْ‬
‫َومَن يَّتقِ ال ّلهَ يُ َك ّفرْ عَنْهُ سَيّئَاِتهِ وَُيعْ ِظمْ َلهُ أَجْرا ﴾ ‪َ ﴿ .‬ومَن يَّتقِ ال ّلهَ َيجْعَل ّلهُ ِمنْ َأ ْمرِهِ‬
‫ُيسْرا ﴾ ‪.‬‬
‫وقالت العَرَبُ ‪:‬‬
‫ث يذهبْ َن ول ينّهْ‬ ‫ال َغمَراتُ ثّ يَنْجلِينّهْ‬
‫وقال آخرُ ‪:‬‬
‫وكمْ سرورٍ قد أتى بَعْدَ السى‬ ‫كمْ فرجٍ بَ ْعدَ إياسٍ قد أتى‬
‫حُ ْلوَ النَى الرائقَ من َشوْكِ السّفا‬ ‫من يسنِ الظنّ بذي العرشِ جن‬
‫وف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬أنا عند ظنّ عبدي ب ‪ ،‬فلْيظنّ ب ما شاءَ )) ‪.‬‬
‫﴿ حَتّى ِإذَا اسْتَيْأَسَ الرّسُلُ وَظَنّواْ أَّن ُهمْ َقدْ ُكذِبُواْ جَاء ُهمْ َنصْرُنَا فَُنجّيَ مَن ّنشَاء‬
‫﴾‪.‬‬
‫سرِ ُيسْرا ﴾ ‪.‬‬
‫سرِ ُيسْرا{‪ِ }5‬إنّ مَعَ اْلعُ ْ‬
‫َفإِنّ مَعَ اْل ُع ْ‬ ‫﴿‬ ‫وقولهُ سبحانَهُ ‪:‬‬
‫سرَيْن )) ‪.‬‬
‫سرٌ ُي ْ‬
‫ب ُع ْ‬
‫ضهُم يعلُهُ حديثا ‪ (( : -‬لنْ يغل َ‬
‫قال بعضُ الفسرين – وبع ُ‬
‫حدِثُ َب ْعدَ ذَِلكَ َأمْرا ﴾ ‪.‬‬
‫وقال سبحانهُ ‪َ ﴿ :‬لعَلّ ال ّلهَ ُي ْ‬
‫صرَ ال ّلهِ َقرِيبٌ﴾ ‪ ﴿.‬إِنّ رَ ْحمَتَ ال ّلهِ َقرِيبٌ ّمنَ‬
‫وقالَ جلّ اسُه‪﴿ :‬أَل إِنّ َن ْ‬
‫حسِِنيَ﴾‪.‬‬
‫اْلمُ ْ‬
‫وف الديثِ الصحيح ‪ (( :‬واعلمْ أ ّن النصْ َر مع الصّ ْبرِ ‪ ،‬وأن ال َفرَجَ مَعَ ال ُكرْبِ‬
‫)) ‪.‬‬
‫وقال الشاعرُ ‪:‬‬
‫ب المرِ أدناهُ إل الفَرجِ‬
‫فأقر ُ‬ ‫إذا تضايقَ أمرٌ فانتظ ْر فَرَحا‬
‫وقال آخرُ ‪:‬‬
‫ف شؤونٍ تكونُ أو ل تكونُ‬ ‫ي ونامتْ عيونُ‬ ‫سهرتْ أع ٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ـلنُك المومَ جُنو ُن‬ ‫ت فحِمْـ‬ ‫ع المّ ما استطع َ‬
‫فد ِ‬
‫ـسِ سيكفيكَ ف غدٍ ما يكونُ‬ ‫إن ربّا كفاكَ ما كانَ بالمـ‬
‫وقال آخرُ ‪:‬‬
‫ول تنامنّ إل خال البالِ‬ ‫دعِ القاديرَ تري ف أعنّتِها‬
‫يغيّ ُر الُ مِن حالٍ إل حالِ‬ ‫ما بيَ غمضةِ عْينٍ وانتباهتِها‬
‫************************************‬
‫وقفــة‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنّ أموالك الت ف خزانتِك وقصورَك السامقةَ ‪ ،‬وبساتينَك الضراءَ ‪،‬‬
‫ك وغمّكَ ‪.‬‬
‫مع الزنِ والسى واليأسِ ‪ :‬زيادةٌ ف أسَفِكَ وهّ َ‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنّ عقاقي الطباء ‪ ،‬ودواء الصيادلةِ ‪ ،‬ووصفةَ الطبيبِ ل تسعدُكَ ‪،‬‬
‫وقدْ أسكنت الزن قلبَك ‪ ،‬وفرشتَ له عينك ‪ ،‬وبسطتَ له جوانَك ‪ ،‬وألفتَه جلدَك ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬وأنت تلكُ الدعاءَ ‪ ،‬وتُجيدُ النطراح على عتباتِ الربوبيةِ ‪ ،‬وتُحسنُ‬
‫ك الثلثُ الخيُ من الليلِ ‪ ،‬ولديكَ ساعةُ تريغ‬
‫السكنة على أبواب ملِكِ اللوكِ ‪ ،‬ومع َ‬
‫ي ف السجودِ ‪.‬‬
‫الب ِ‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنّ ال خَلَقَ لكَ الرض وما فيها ‪ ،‬وأنبت لك حدائقَ ذاتَ بجةٍ ‪،‬‬
‫وبساتي فيها من كلّ زوجٍ بيجٍ ‪ ،‬ونلً باسقاتٍ له طل ٌع نضيدٌ ‪ ،‬ونوما لمعاتٍ ‪،‬‬
‫وخائل وجداول ‪ ،‬ولكنّك تزن !!‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فأنت تشربُ الاء الزلل ‪ ،‬وتستنش ُق الواء الطّلْق ‪ ،‬وتشي على‬
‫قدميْك معاف ‪ ،‬وتنام ليلكَ آمنا ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫أكِثرْ من الستغفارِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫سمَاء عَلَيْكُم مّدْرَارا{‬
‫﴿ َفقُلْتُ اسَْتغْ ِفرُوا رَبّ ُكمْ إِّنهُ كَا َن َغفّارا{‪ُ }10‬يرْسِلِ ال ّ‬
‫جعَل لّ ُكمْ أَْنهَارا﴾ ‪.‬‬
‫جعَل لّ ُكمْ جَنّاتٍ وََي ْ‬
‫‪ }11‬وَُي ْمدِدْ ُكمْ بَِأمْوَالٍ وَبَِنيَ وََي ْ‬
‫فأكثر من الستغفارِ ‪ ،‬لترى الف َرحَ وراحةَ البالِ ‪ ،‬والرزق الللِ ‪ ،‬والذرية‬
‫الصالةَ ‪ ،‬والغيثَ الغزيرَ ‪.‬‬
‫سمّى‬
‫﴿ وَأَنِ اسَْتغْ ِفرُواْ رَبّ ُكمْ ُثمّ تُوبُواْ إِلَ ْيهِ ُيمَّتعْكُم مّتَاعا َحسَنا إِلَى أَجَلٍ ّم َ‬
‫وَيُ ْؤتِ كُلّ ذِي َفضْلٍ فَضْ َلهُ ﴾ ‪.‬‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬من أكثر منَ الستغفارِ جعلَ الُ ل ُه منْ كلّ همّ َفرَجا ‪ ،‬ومن‬
‫كلّ ضيقٍ مرجا )) ‪.‬‬
‫وعليكَ بسيّدِ الستغفار ‪ ،‬الديثُ الذي ف البخاري ‪ (( :‬اللهمّ أنت رب ل إلهَ‬
‫إل أنت ‪ ،‬خلقتن وأنا عبدُك ‪ ،‬وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ ‪ ،‬أعوذُ بك من‬
‫ك بنعمتِك عليّ ‪ ،‬وأبو ُء بذنب فاغ ِفرْ ل ‪ ،‬فإنهُ ل يغفرُ الذنوب‬
‫شرّ ما صنعتُ ‪ ،‬أبوءُ ل َ‬
‫إل أنت))‪.‬‬
‫**********************************‬
‫ك بذكرِ الِ دائما‬
‫علي َ‬
‫قال َ سبحانه ‪ ﴿ :‬أَلَ ِبذِ ْكرِ ال ّلهِ َت ْطمَئِنّ اْلقُلُوبُ ﴾ ‪ .‬وقال ‪﴿ :‬فَاذْ ُكرُونِي‬
‫َأذْ ُكرْ ُكمْ﴾ ‪ .‬وقال ‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اذْ ُكرُوا ال ّلهَ ذِكْرا كَثِيا{‪ }41‬وَسَّبحُوهُ‬
‫بُ ْكرَةً وَأَصِيلً ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه ‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لَا تُ ْلهِ ُكمْ َأمْوَالُ ُكمْ وَلَا‬
‫أَوْلَادُ ُك ْم عَن ذِ ْكرِ ال ّلهِ ﴾ ‪ .‬وقال ‪ ﴿ :‬وَاذْكُر رّبّكَ ِإذَا َنسِيتَ ﴾ ‪ .‬وقال ‪ ﴿ :‬وَسَّبحْ‬
‫ِبحَ ْمدِ رَبّكَ ِحيَ َتقُومُ{‪َ }48‬و ِمنَ اللّ ْيلِ َفسَّبحْهُ وَِإدْبَارَ الّنجُومِ ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه ‪﴿ :‬‬
‫يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُواْ ِإذَا َلقِيُتمْ فَِئةً فَاثْبُتُواْ وَاذْ ُكرُواْ ال ّلهَ كَثِيا ّلعَلّ ُكمْ ُتفْ َلحُونَ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬مَثَلُ الذي يذكرُ ربّه والذي ل يذكرُ ربّه ‪ ،‬مَثَلُ اليّ‬
‫واليتِ )) ‪.‬‬
‫‪ (( :‬سَبَ َق الفرّدون )) ‪ .‬قالوا ‪ :‬ما الفّردون يا رسو َل الِ ؟ قال‬ ‫وقوله‬
‫(( الذاكرون ال كثيا والذاكرات )) ‪.‬‬
‫وف حديثٍ صحيحٍ ‪ (( :‬أل أخبُكم بأفضلِ أعمالِكِم ‪ ،‬وأزكاها عند مليكِكُمْ‬
‫ي لكمْ من أن تلقوا عدوّكم فتضربوا‬
‫وخ ْيرٍ لكمْ من إنفاقِ الذهبِ والو ِرقِ ‪ ،‬وخ ٍ‬
‫أعناقهُمْ ويضربوا أعناقُ ُكمْ )) ؟ قالوا ‪ :‬بلى يا رسول الِ ‪ .‬قال ‪ (( :‬ذِ ْكرُ الِ )) ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول الِ إنّ شرائع‬ ‫وف حديث صحيح ‪ :‬أ ّن رجلً أتى إل رسول‬
‫السلم قدْ كُثرَتْ عليّ ‪ ،‬وأنا كَبِرْتُ فأخبْن بشيءٍ أتشّبثُ بهِ ‪ .‬قال ‪ (( :‬ل يزالُ‬
‫لسانُكَ رطْبا بذكرِ الِ )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫ل تيأسْ منْ رَ ْوحِ الِ‬
‫﴿ إِّنهُ لَ يَيْأَسُ مِن رّوْحِ ال ّلهِ إِلّ اْلقَوْمُ الْكَا ِفرُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ حَتّى ِإذَا اسْتَيْأَسَ الرّسُلُ وَظَنّواْ أَّن ُهمْ َقدْ ُكذِبُواْ جَاء ُهمْ َنصْرُنَا ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وََنجّيْنَاهُ مِنَ اْل َغمّ وَ َكذَلِكَ نُنجِي اْلمُ ْؤمِِنيَ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَتَظُنّونَ بِال ّلهِ الظّنُونَا{‪ }10‬هُنَالِكَ ابْتُلِيَ اْلمُ ْؤمِنُونَ َوزُْلزِلُوا زِْلزَالً َشدِيدا﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫ف عمّن أساء إليكَ‬
‫اع ُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ص الباهظِ ‪ ،‬وهو الذي يدفعُه النتقمُ من الناسِ ‪ ،‬الاقدُ عليهمْ ‪ :‬يدفعُه‬ ‫ث ُن ال َقصَا ِ‬
‫من قلبِه ‪ ،‬ومن لمِهِ ودمِهِ ‪ ،‬من أعصابِه ومن راحتِهِ ‪ ،‬وسعادتِه وسرورِهِ ‪ ،‬إذا أراد أنْ‬
‫يتشفّى ‪ ،‬أو غضبَ علي ِهمْ أو حَ َقدَ ‪ .‬إنه الاسرُ بل شكّ ‪.‬‬
‫وقدْ أخبَنا الُ سبحانه وتعال بدواءِ ذلك وعل ِجهِ ‪ ،‬فقالَ ‪ ﴿ :‬وَالْكَا ِظ ِميَ‬
‫اْلغَ ْيظَ وَاْلعَا ِفيَ َعنِ النّاسِ ﴾ ‪.‬‬
‫ض عَنِ اْلجَاهِ ِليَ ﴾ ‪.‬‬
‫وقالَ ‪ُ ﴿ :‬خذِ اْل َعفْوَ وَْأ ُمرْ بِاْل ُعرْفِ وََأعْ ِر ْ‬
‫وقالَ ‪ ﴿ :‬ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَ ْحسَنُ َفِإذَا اّلذِي بَيْنَكَ وَبَيَْن ُه َعدَاوَةٌ َكأَّنهُ وَلِيّ َحمِيمٌ‬
‫﴾‪.‬‬
‫*************************************‬
‫عندك نعم كثية‬
‫فكّرْ ف نِعَ ِم الِ الليل ِة وف أعطياِتهِ الزيلةِ ‪ ،‬واشكُ ْرهُ على هذ ِه النعمِ ‪ ،‬واعلمْ‬
‫أنكَ مغمورٌ بأعطياِتهِ ‪.‬‬
‫حصُوهَا ﴾ ‪.‬‬
‫قال سبحانه وتعال ‪ ﴿ :‬وَإِن َت ُعدّواْ ِنعْ َمةَ ال ّلهِ لَ ُت ْ‬
‫وقال ‪ ﴿ :‬وَأَسْبَ َغ عَلَيْ ُكمْ ِن َعمَهُ ظَا ِهرَةً وَبَاطَِنةً ﴾ ‪.‬‬
‫وقال سبحانه ‪َ ﴿ :‬ومَا بِكُم مّن ّن ْع َمةٍ َفمِنَ ال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫جعَل ّل ُه عَيْنَيْنِ{‪ }8‬وَِلسَانا‬
‫وقال سبحانه وهو يقررُ العبدُ بنعمِهِ عليهِ ‪ ﴿ :‬أََلمْ َن ْ‬
‫وَ َشفَتَ ْينِ{‪ }9‬وَ َهدَيْنَاهُ الّنجْدَْينِ ﴾ ‪.‬‬
‫ِن َعمٌ تَ ْترَى ‪ :‬نعمةُ الياةِ ‪ ،‬ونعمةُ العافيةِ ‪ ،‬ونعمةُ السمعِ ‪ ،‬ونعمةُ البصرِ ‪ ،‬واليدينِ‬
‫والرجليْن ‪ ،‬والا ِء والواءِ ‪ ،‬والغذاءِ ‪ ،‬ومن أجلّها نعم ُة الدايةِ الربانية‪ ( :‬السلَمُ ) ‪.‬‬
‫يقولُ أحدُ الناسِ ‪ :‬أتريدُ بليون دولر ف عينيك ؟ أتريُد بليون دولرٍ ف أذنيك ؟ أتريدُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫بليون دولر ف رجليك ؟ أتريدُ بليون دولرٍ ف يديك ؟ أتريدُ بليون دولرٍ ف قلبك ؟‬
‫كمْ من الموالِ الطائلةِ عندك وما أديتَ شُكْرَها !! ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫الدنيا ل تستحق الزن عليها‬
‫إ ّن ما يثبتُ السعادة وينمّيها ويعمقُها ‪ :‬أنْ ل تتمّ بتواف ِه المورِ ‪ ،‬فصاحبُ المةِ‬
‫العاليةِ هّه الخرةُ ‪.‬‬
‫قال أحدُ السلفِ وهو يُوصِي أحد إخوانِه ‪ :‬اجع ْل المّ هّا واحدا ‪ ،‬همّ لقاءِ الِ‬
‫خفَى مِن ُكمْ‬
‫عز وجل ‪ ،‬همّ الخرة ‪ ،‬ه ّم الوقوفِ بي يديْهِ ‪ ﴿ ،‬يَ ْومَِئذٍ ُت ْعرَضُونَ لَا َت ْ‬
‫خَافَِيةٌ ﴾ ‪ .‬فليس هناك هومٌ إل وهي أقلّ من هذا المّ ‪ ،‬أيّ همّ هذه الياةُ ؟ مناصبِها‬
‫ووظائِفها ‪ ،‬وذهبِها وفضتِها وأولدِها ‪ ،‬وأموالِها وجاهِها وشهرتِها وقصورِها ودورِها ‪،‬‬
‫ل شيء !!‬
‫والُ جلّ وعل قد وصف أعداءَهُ النافقي فقال ‪ ﴿ :‬أَ َهمّ ْتهُمْ أَن ُفسُ ُهمْ يَظُنّونَ بِال ّلهِ‬
‫حقّ ﴾ ‪ ،‬فهمّهم ‪ :‬أنف ُ‬
‫سهْم وبطونُهم وشهواتُهم ‪ ،‬وليست لمْ ِه َممٌ عاليةٌ أبدا !‬ ‫غَيْرَ اْل َ‬
‫ولّا بايع الناس نَحتَ الشجرةِ انفلت أحدُ النافقي يبحثُ عن َجمَلٍ لهُ أحر ‪ ،‬وقالَ‬
‫‪ :‬لُصول على جلي هذا أحبّ إلّ من بيْعتِ ُكمْ ‪ .‬فورَدَ ‪ « :‬كلّكمْ مغفورٌ له إلّ‬
‫صاحبَ الملِ الح ِر » ‪.‬‬
‫إنّ أحد النافقي أهتْهُ نفسهُ ‪ ،‬وقال لصحابهِ ‪ :‬ل تنفروا ف الرّ ‪ .‬فقال سبحانه‬
‫‪﴿ :‬قُلْ نَارُ َجهَنّمَ أَ َشدّ َحرّا ﴾ ‪.‬‬
‫وقال آخرُ ‪ ﴿ :‬اْئذَن لّي وَلَ َتفْتِنّي ﴾ ‪ .‬وهّه نفسُه ‪ ،‬فقال سبحانه ‪ ﴿ :‬أَلَ فِي‬
‫اْلفِتَْنةِ َسقَطُواْ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وآخرون أهْت ُهمْ أمواُل ُهمْ وأهلوهْم ‪َ ﴿ :‬شغَلَتْنَا َأمْوَالُنَا وََأهْلُونَا فَاسَْت ْغ ِفرْ لَنَا ﴾ ‪.‬‬
‫إنِا المو ُم التافهةُ الرخيصةُ ‪ ،‬الت يملُها التافهون الرخيصون ‪ ،‬أما الصحابة الجلّءُ‬
‫فإنمْ يبتغون فضلً من الِ ورضوانا ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫ل تزنْ واطردِ المّ‬
‫راحةُ الؤمن غَفَْلةٌ ‪ ،‬والفراغُ قاتلٌ ‪ ،‬والعطالَةُ بطالَةٌ ‪ ،‬وأكثرُ الناسِ هوما وغموما‬
‫ف والواجسُ رأسُ مالِ الفاليسِ من العملِ الادّ‬ ‫وكدرا العاطلونَ الفارغونَ ‪ .‬والراجي ُ‬
‫الثمرِ ‪.‬‬
‫فتحرّك واعملْ ‪ ،‬وزاولْ وطالعْ ‪ ،‬واتْلُ وسبّحْ ‪ ،‬واكتبْ و ُزرْ ‪ ،‬واستفدْ م ْن وقتِك‬
‫‪ ،‬ول تعلْ دقيقةً للفراغِ ‪ ،‬إنك يوم تفرغُ يدخلُ عليك المّ والغمّ ‪ ،‬والاجسُ‬
‫والوساوسُ ‪ ،‬وتصب ُح ميدانا للعيبِ الشيطانِ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫اطلب ثوابك من ربك‬
‫اجعلْ عملك خالصا لوج ِه الِ ‪ ،‬ول تنتظرْ شكرا من أحدٍ ‪ ،‬ول تت ّم ول تغتمّ إذا‬
‫أحسنت لحدٍ من الناسِ ‪ ،‬ووجدته لئيما ‪ ،‬ل يقدّرْ هذ ِه اليد البيضاء ‪ ،‬ول السنة الت‬
‫أسديتها إليه ‪ ،‬فاطلبْ أجرك من الِ ‪.‬‬
‫يقول سبحانه عن أوليائِه ‪ ﴿ :‬يَبَْتغُونَ َفضْلً ّمنَ ال ّلهِ وَرِضْوَانا ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه‬
‫كمْ﴾ ‪﴿.‬‬
‫َفهُوَ لَ ُ‬ ‫عن أنبيائِه ‪َ ﴿ :‬ومَا أَسْأَلُ ُك ْم عَلَ ْيهِ مِنْ أَ ْجرٍ ﴾ ‪ ﴿ .‬قُلْ مَا سَأَلْتُكُم ّمنْ أَ ْجرٍ‬
‫جزَى﴾ ‪ ﴿ .‬إِّنمَا ُن ْط ِعمُكُمْ لِوَ ْجهِ ال ّلهِ لَا ُنرِيدُ مِن ُكمْ َجزَاء وَلَا‬
‫َومَا ِلأَ َحدٍ عِندَهُ مِن ّنعْ َمةٍ ُت ْ‬
‫شُكُورا﴾ ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل يذهبُ العُرفُ بي الِ والناسِ‬ ‫مَنْ يفعلِ اليَ ل يعد ْم جوازِيَهُ‬
‫فعاملِ الواحدَ الحد وحد ُه فهو الذي يُثيبُ ويعطي وينحُ ‪ ،‬ويعاقبُ وياسبُ ‪،‬‬
‫ويرضى ويغضبُ ‪ ،‬سبحانهُ وتعال ‪.‬‬
‫قُتلَ شهداءُ بقندهار ‪ ،‬فقال عمرُ للصحابةِ ‪ :‬من القتلى ؟ فذكروا ل ُه الساء ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬وأناسٌ ل تعرفُهم ‪ .‬فدمعتْ عينا عمرَ ‪ ،‬وقال ‪ :‬ولك ّن ال يعَلمُهم ‪.‬‬
‫وأطعمَ أحدُ الصالي رجلً أعمى فالوْذَجا ( من أفخرِ الكلتِ ) ‪ ،‬فقال أهلُه ‪:‬‬
‫هذا العمى ل يدري ماذا يأكلُ ! فقالَ ‪ :‬لكنّ ال يدري !‬
‫ما دام أ ّن الَ مُطِّلعٌ عليك ويعلمُ ما قدّمته من خيٍ ‪ ،‬وما عملته من بِرّ وما أسديتهُ‬
‫منْ فضلٍ ‪ ،‬فما عليك من الناسِ ‪.‬‬
‫********************************‬
‫لوم اللئميَ وعذْل العُذّالِ‬
‫ضرّو ُكمْ إِلّ َأذًى ﴾ ﴿ وَلَ َتكُ فِي ضَ ْيقٍ ّممّا َيمْ ُكرُونَ ﴾ ‪َ ﴿ .‬و َدعْ َأذَا ُهمْ‬
‫﴿ لَن َي ُ‬
‫وَتَوَكّ ْل عَلَى ال ّلهِ وَ َكفَى بِال ّلهِ وَكِيلً ﴾ ‪ ﴿ .‬فََبرّأَهُ ال ّلهُ ِممّا قَالُوا ﴾ ‪.‬‬
‫حجَرْ‬
‫أنْ رمى فيهِ غلمٌ ِب َ‬ ‫ل يضرّ البحرَ أمسى زاخرا‬
‫قال ‪ (( : :‬ل تبلّغون عن أصحاب سوءا ‪،‬‬ ‫وف حديثٍ حسن أنّ الرسول‬
‫ج إليكمَ وأنا سلي ُم الصّدرِ )) ‪.‬‬
‫فإن أُحِبّ أنْ أخر َ‬
‫***********************************‬
‫ل تزنْ م ْن قلّةِ ذاتِ اليدِ ‪ ،‬فإن ال ِقلّةُ معها السّلمةُ‬
‫كلّما ترفّهَ السمُ تعقدتِ الروحُ ‪ ،‬والقلّ ُة فيها السلمةُ ‪ ،‬والزهدُ ف الدنيا راحةٌ‬
‫حنُ َنرِثُ الَْأ ْرضَ َو َم ْن عَلَ ْيهَا ﴾ ‪.‬‬
‫عاجل ٌة يقدّمها الُ لن شاءَ من عبادهِ ‪ ﴿ :‬إِنّا َن ْ‬
‫قال أحدُهم ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ذاك النعيمُ الجَ ّل‬ ‫ماءٌ وخبزٌ وظِلّ‬
‫إ ْن قلتُ إن مُقلّ‬ ‫كفرتُ نعم َة ربّي‬
‫ما هيَ الدنيا إل ماءٌ باردٌ وخبزٌ دافئٌ ‪ ،‬وظلٌ وارفٌ !!‬
‫وقال الشافعي ‪:‬‬
‫ب وفيِضي آبارَ تكْرُور تبِِرا‬ ‫ـ َ‬ ‫أمطري لؤلؤا ساء سرنْديـ‬
‫وإذا متّ لستُ أعدمُ قبا‬ ‫أنا إ ْن عشتُ لستُ أعدمُ قوتا‬
‫نفسُ حرّ ترى الذلّةَ كُفْرا‬ ‫هّت ِهمّةُ اللوكِ ونفسي‬
‫إنا عزّ ُة الواثقي ببادئِهمْ ‪ ،‬الصّادقي ف دعوِتهِمْ ‪ ،‬الادّين ف رسالِت ِهمْ ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫ل تزنْ مّا ُيتَوَقّع‬
‫وُجدَ ف التوراةِ مكتوبا ‪ :‬أكثرُ ما يُخاف ل يكونُ !‬
‫ومعناهُ ‪ :‬إنّ كثيا ما يتخ ّوفُهُ الناسُ ل يقعُ ‪ ،‬فإنّ الوهامَ ف الذهانِ ‪ ،‬أكثُر من‬
‫الوادثِ ف العيانِ ‪.‬‬
‫إذا جاءك حدثٌ ‪ ،‬وسعتَ بصيبةٍ ‪ ،‬فتمهّلْ وتأ ّن ول تزنْ ‪ ،‬فإنّ كثيا من‬
‫الخبارِ والتوقّعات ل صحّة لا ‪ ،‬إذا كان هناك صارفٌ للقد ٍر فيُبحثُ عنهُ‪ ،‬وإذا ل يكنْ‬
‫فأين يكونُ؟!‬
‫﴿ َأُفَ ّوضُ َأ ْمرِي إِلَى ال ّلهِ إِنّ ال ّلهَ َبصِيٌ بِاْلعِبَادِ{‪}44‬فَوَقَاهُ ال ّلهُ سَيّئَاتِ مَا‬
‫مَ َكرُوا ﴾‪.‬‬
‫***********************************‬
‫نقْد أهلِ الباط ِل والُسّادِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فإنك مأجورٌ – من نقدهمْ وحسدهِمْ – على صبِك ‪ ،‬ثّ إنّ نقدهُ ْم يساوي‬
‫قيمتك ‪ ،‬ث إنّ الناس ل ترفسُ كلبا ميتا ‪ ،‬والتافهي ل ُحسّاد لم ‪.‬‬
‫قال أحدُهمْ ‪:‬‬
‫ول ترى لِلِئَامِ الناسِ ُحسّادا‬ ‫حسّدةً‬
‫إن العراني تلقاها ُم َ‬
‫وقال الخر ‪:‬‬
‫فالناسُ أعداءٌ ل ُه وخصومُ‬ ‫سدُوا الفت إذْ ل ينالوا سعَيهُ‬ ‫َح َ‬
‫حسدا ومقتا إن ُه لذميمُ‬ ‫كضرائرِ السنا ِء قُلْن لوج ِههَا‬
‫وقال زهيٌ ‪:‬‬
‫ل ينعُ ال منهمْ ما له ُحسِدوا‬ ‫سدُون على ما كان من نِ َعمٍ‬‫مُح ّ‬
‫وقال آخرُ ‪:‬‬
‫حت على الوتِ ل أخلو مِ َن السدِ‬ ‫همْ يسدون على موت فوا أسفا‬
‫وقالُ الشاعرُ ‪:‬‬
‫سدِ‬‫ذا سؤددٍ إل أُصيب ُب ّ‬ ‫وشكوتَ مِن ظلمِ الوشاةِ ولنْ تدْ‬
‫سدِ‬
‫والتافهُ السكيُ غ ُي م ّ‬ ‫ل زلت ياسِبط الكرا ِم مسّدا‬
‫سألَ موسى ربّ أنْ يكفّ ألسنةَ الناسِ عنهُ ‪ ،‬فقال الُ عزّ وجلّ ‪ (( :‬يا موسى ‪،‬‬
‫ما اتذتُ ذلك لنفسي ‪ ،‬إن أخلقُهم وأرز ُق ُهمْ ‪ ،‬وإنم يسبّونَنِي ويشتُموننِي )) !!‬
‫أنهُ قال ‪ (( :‬يقولُ الُ عزّ وجلّ ‪ :‬يسبّن ابنُ آدمَ ‪ ،‬ويشتمن ابنُ‬ ‫وصحّ عنهُ‬
‫آدم ‪ ،‬وما ينبغي له ذلك ‪ ،‬أمّ سبّه إياي فإنهُ يسبّ الدهر ‪ ،‬وأنا الدهرُ ‪ ،‬أقلّبُ الليلَ‬
‫والنهارَ كيف أشاءُ ‪ ،‬وأما شتمُه إياي ‪ ،‬فيقولُ ‪ :‬إنّ ل صاحبةً وولدا‪ ،‬وليسَ ل‬
‫صاحبةٌ ول ولدٌ))‪.‬‬
‫إنكَ لنْ تستطيع أن تعتقل ألسنةَ البشرِ عن فرْي ِع ْرضِك ‪ ،‬ولكنك تستطيعُ أن‬
‫تفعلَ اليَ ‪ ،‬وتتنب كلمهم ونقدهم ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال حاتٌ ‪:‬‬
‫سعتُ فقلتُ مٌرّي فانفذين‬ ‫وكلمةِ حاسدٍ منْ غيِ جرْمِ‬
‫ول يند لا أبدا جبين‬ ‫وعابوها عليّ ول تعِبْن‬
‫وقال آخرُ ‪:‬‬
‫فمضيتُ َثمّة قلتُ ل يعنين‬ ‫ولقدْ أمرّ على السفيهِ يسُبّن‬
‫وقال ثالثٌ ‪:‬‬
‫فخيٌ مِنْ إجابِتِه السكوتُ‬ ‫إذا نَ َطقَ السّفيهُ فل ُتجِْبهُ‬
‫إ ّن التافهي والخوسي يدون تدّيا سافرا من النبلءِ واللمعي والهابذةِ ‪.‬‬
‫كانتْ ذنوب فَقُلْ ل كيف أعتذرُ؟!‬ ‫إذا ماسن اللئي ُأدِلّ با‬
‫أه ُل الثرا ِء ف الغالبِ يعيشون اضطرابا ‪ ،‬إذا ارتفعتْ أسهمُهم انفضَ ضغطُ الدمِ‬
‫حسَبُ أَنّ مَاَلهُ‬
‫عندهم ‪ ﴿ ،‬وَيْلٌ لّكُلّ ُه َمزَةٍ ّلمَزَةٍ{‪ }1‬اّلذِي َجمَعَ مَالً َو َعدّدَهُ{‪َ }2‬ي ْ‬
‫أَخْ َلدَهُ{‪ }3‬كَلّا لَيُنَبذَنّ فِي اْلحُ َط َمةِ ﴾ ‪.‬‬
‫يقولُ أحدُ أدباءِ الغَرْبِ ‪ :‬افعلْ ما هو صحيحٌ ‪ ،‬ث أدرْ ظهرك لك ّل نقدٍ‬
‫سخيفٍ !‬
‫ومن الفوائدِ والتجاربِ ‪ :‬ل تردّ على كلمةٍ جارحةٍ فيك ‪ ،‬أو مقولةٍ أو قصيدةٍ ‪،‬‬
‫فإنّ الحتمالَ دفنُ العايبِ ‪ ،‬واللم عزّ ‪ ،‬والصمت يقهرُ العداء ‪ ،‬والعفو مثوبةٌ وشرفٌ‬
‫‪ ،‬ونصفُ الذين يقرؤون الشتم فيك نسوهُ ‪ ،‬والنصفُ الخرُ ما قرؤوه ‪ ،‬وغيهم ل‬
‫يدرون ما السببُ وما القضيةُ ! فل تُرسّخْ ذلك أنت وتعمّقهُ بالردّ على ما قيل ‪.‬‬
‫يقولُ أحدُ الكماءِ ‪ :‬الناسُ مشغولون عن وعنك بنقصِ خبزِهم ‪ ،‬وإنّ ظمأ‬
‫أحدِهم ينُسيهم موت وموتك ‪.‬‬
‫بيتٌ فيه سكينةٌ مع خبز الشعيِ ‪ ،‬خيٌ من بيتٍ مليء بأعدادٍ شهيةٍ من الطعمةِ ‪،‬‬
‫ولكنه روضة للمشاغبة والضجيج ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫***********************************‬
‫وقفــة‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنّ الرضَ يزولُ ‪ ،‬والصابَ يولُ ‪ ،‬والذنبَ يُغفرُ ‪ ،‬والدّيْنَ يُقضى ‪،‬‬
‫ب يقدمُ ‪ ،‬والعاصي يتوبُ ‪ ،‬والفقيَ يغتن ‪.‬‬
‫والحبوسَ يُفكّ ‪ ،‬والغائ َ‬
‫ل تزنْ ‪ :‬أما ترى السحاب السود كيف ينقشعُ ‪ ،‬والليل البهيم كيف ينجلي ‪،‬‬
‫والريح الصّ ْرصَرَ كيف تسكنُ ‪ ،‬والعاصفة كيف تدأ ؟! إذا فشدائدُك إل رخاء ‪،‬‬
‫وعيشُك إل هناء ‪ ،‬ومستقبلُك إل نَعْماءِ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬ليبُ الشمس يطفئُهُ وارفُ الظلّ ‪ ،‬وظمأُ الاجرةِ يُبدُه الاءُ النميُ ‪،‬‬
‫و َعضّةٌ الوعِ يُسكّنُها الُبْزُ الدافِئُ ‪ ،‬ومعاناةُ السهرِ يعقبُهُ نومٌ لذيذٌ ‪ ،‬وآلمُ الرضِ يُزَيُلها‬
‫لذيذُ العافيةِ ‪ ،‬فما عليك إل الصبُ قليلً والنتظارُ لظةً ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فقدْ حارِ الطباءُ ‪ ،‬و َعجَزَ الكماءُ ‪ ،‬ووقفَ العلماءُ ‪ ،‬وتساء َل الشعراء‬
‫‪ ،‬وبارت اليل أُمام نفا ِذ القدرةِ ‪ ،‬ووقوعِ القضاءِ ‪ ،‬وحتميةِ القدورِ قال عليّ بنُ جبلةَ ‪:‬‬
‫نعلّلُ نفسنا بعسى‬ ‫عسى فرجٌ يكونُ عسى‬
‫ض النّفسَا‬
‫ـت هّا يقب ُ‬ ‫فل تقنط وإن لقيْـ‬
‫ءُ ِمنْ فرجٍ إذا يئسِا‬ ‫فأقربُ ما يكونُ الرْ‬
‫***************************************‬
‫اخترْ لنفسك ما اختاره الُ لك‬
‫قمْ إن أقامك ‪ ،‬واقعدْ إنْ أقعدك ‪ ،‬واصبْ إذا أفقرَك ‪ ،‬واشكرْ إذا أغناك ‪.‬‬
‫فهذه من لوازم ‪ (( :‬رضيتُ بالِ ربا ‪ ،‬وبالسلمِ دينا ‪ ،‬وبحمد نبيا )) ‪.‬‬
‫قال أحدُ ُهمْ ‪:‬‬
‫فأولوا التدبيِ هلْكى‬ ‫ل تُدبّرْ لك أمرا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ننُ أول بِك مِنكا‬ ‫وارضَ عنّا إن حَكمْنا‬
‫***************************************‬
‫ل تراقبْ تصرّفات الناس‬
‫فإنّهم ل يلكون ضرّا ول نفعا ‪ ،‬ول موتا ول حياة ول نشورا ‪ ،‬ول ثوابا ول‬
‫عقابا ‪.‬‬
‫قال أحدُهم ‪:‬‬
‫وفاز باللذةِ السورُ‬ ‫مَ ْن راقب الناسَ ماتَ هّا‬
‫وقال بشّار ‪:‬‬
‫ت الفاتِكُ الّلهِجُ‬
‫وفاز بالطيبا ِ‬ ‫من راقب الناس ل يظفرْ باجتهِ‬
‫ش لوْ علم بهِ اللو ُك لالدونا عليهِ بالسيوفِ ‪.‬‬
‫قالَ إبراهيمُ بن أدهم ‪ :‬نن ف عيْ ٍ‬
‫وقال ابنُ تيمية ‪ :‬إنه ليمرّ بالقلبِ حالٌ ‪ ،‬أقولُ ‪ :‬إن كان أهلُ النةِ ف مثلِ حالِنا‬
‫إنم ف عيشٍ طيبٍ ‪.‬‬
‫قال أيضا ‪ :‬إنه ليمرّ بالقلبِ حالتٌ يرقصُ طربا ‪ ،‬من الفرحِ بذكرهِ سبحانه‬
‫وتعال والنس به ‪.‬‬
‫وقال ابنُ تيمية أيضا عندما أُدخِل السجنَ ‪ ،‬وقدْ أغلق السجّانُ الباب ‪ ،‬قال ﴿‬
‫َفضُرِبَ بَيَْنهُم ِبسُورٍ ّلهُ بَابٌ بَاطُِنهُ فِيهِ الرّحْ َمةُ وَظَا ِهرُهُ مِن قِبَ ِلهِ اْل َعذَابُ ﴾ ‪.‬‬
‫وقال وهو ف سجنِه ‪ :‬ماذا يفعلُ أعدائي ب ؟! أنا جنت وبستان ف صدري ‪ ،‬أنّى‬
‫سرْتُ فهي معي ‪ ،‬إنّ قتلي شهادةٌ ‪ ،‬وإخراجي من بلدي سياحةٌ وسجن خلوةٌ ‪.‬‬
‫يقولون ‪ :‬أيّ شيء َو َجدَ من فق َد ال ؟! وأيّ شي ٍء فقدَ من وجد ال ؟! ل‬
‫يستويان أبدا ‪ ،‬منْ وجد ال وجد كلّ شيء ‪ ،‬وم ْن فقد ال فقد كلّ شيءٍ ‪.‬‬
‫‪ (( :‬لن أقولُ ‪ :‬سبحان الِ ‪ ،‬والمدُ لِ ‪ ،‬ول إله إل الُ ‪ ،‬والُ‬ ‫يقول‬
‫ت عليه الشمسُ )) ‪.‬‬
‫أكبُ ‪ ،‬أحبّ إلّ ما طلع ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال أحدُ السلفِ عنِ الثرياءِ وقصورِهمْ ودورِهمْ وأموالمْ ‪ :‬نأكلُ ويأكلون ‪،‬‬
‫ونشربُ ‪ ،‬ويشربون ‪ ،‬وننظرُ وينظرون ‪ ،‬ول نُحاسبُ ويُحاسبون ‪.‬‬
‫﴿ وََل َقدْ جِئُْتمُونَا ُفرَادَى َكمَا خَ َلقْنَا ُكمْ أَوّلَ َمرّةٍ ﴾ ‪.‬‬
‫ص َدقَ ال ّلهُ رَسُوَلهُ ﴾ ‪ .‬والنافقون يقولون ‪ ﴿ :‬مّا َوعَدَنَا ال ّلهُ‬
‫الؤمنون يقولون ‪َ ﴿ :‬‬
‫وَرَسُوُلهُ إِلّا ُغرُورا ﴾ ‪.‬‬
‫حياتُك م ْن صنع أفكارِك فالفكارُ الت تستثمرُها وتفكرُ فيها وتعيشُها هي الت‬
‫تؤثرُ ف حياتِك ‪ ،‬سوا ٌء كانتْ ف سعادةٍ أو شقاوةٍ ‪.‬‬
‫يقولُ أحدُهم ‪ :‬إذا كنت حافيا ‪ ،‬فانظرْ لنْ بُتِ َرتْ ساقاه ‪ ،‬تمّ ْد ربّك على نعمةِ‬
‫الر ْجلَيْن ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫ول أضيقُ به ذرعا إذا وقعا‬ ‫ل يلُ الولُ قلب قبل وقعتِهِ‬
‫************************************‬
‫أحسن إل الناس‬
‫فإنّ الحسانَ على الناسِ طريقٌ واسعةٌ من طرقِ السعادةِ ‪ .‬وف حديثٍ صحيح ‪:‬‬
‫(( إنّ ال يقولُ لعبدهِ وهو ياسُبهُ يوم القيامةِ ‪ :‬يا ابنّ آدم ‪ ،‬جعتُ ول تطعمْن ‪ .‬قال‬
‫‪ :‬كيف أطعمُك وأنت ربّ العالي ؟! قال ‪ :‬أما علمت أنّ عبدي فلن ابن فلنٍ‬
‫جاع فما أطعمْتهُ ‪ ،‬أما إنكَ لو أطعمَْتهُ وجدتَ ذلك عندي ‪ .‬يا ابن آدم ‪ ،‬ظمئتُ فلمْ‬
‫تسقن ‪ .‬قال ‪ :‬كيف أسقيك وأنت ربّ العاليَ! قال ‪ :‬أما علمت أنّ عبدي فلن ابن‬
‫فل ٍن ظمِئَ فما أسقيته ‪ ،‬أما إنّك ل ْو أسقيته وجدْت ذلك عندي ‪ .‬يا ابن آدم ‪،‬‬
‫مرضْتُ فلم تعُدن ‪ .‬قال ‪ :‬كيف أعودُك وأنت ربّ العالي ؟! قال ‪ :‬أما علمْت أنّ‬
‫عبدي فلن ابن فل ٍن مرض فما عدَْتهُ ‪ ،‬أما إنك لوْ عدت ْه وجدتن عندهُ ؟! )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫هنا لفتةٌ وهي وجدتن عندهُ ‪ ،‬ول يق ْل كالسابقتي ‪ :‬وجدته عندي ؛ لنّ ال عند‬
‫النكسِرة قلوبُهم ‪ ،‬كالريض ‪ .‬وف الديثِ ‪ (( :‬ف كلّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ )) ‪ .‬واعلمْ أنّ‬
‫أدخل امرأةً بغِيّا منْ بن إسرائيل النة ‪ ،‬لنا سقتْ كلبا على ظمأ ‪ .‬فكيف بنْ أطعمَ‬
‫وسقى ‪ ،‬ورفع الضائقة وكشف الكُرْبَةَ ؟!‬
‫أنهُ قال ‪َ (( :‬منْ كان لهُ فضلُ زادٍ فلَيعُد بهِ على َمنْ ل زاد لهُ‬ ‫وقدْ صحّ عنهُ‬
‫‪ ،‬ومنْ كان له فضلُ ظ ْهرٍ فليعدْ بهِ على منْ ل ظهر لهُ )) ‪ .‬أي ليس لهُ مركوبٌ ‪.‬‬
‫وقدْ قال حاتٌ ف أبياتٍ لهُ جيلةٍ ‪ ،‬وهو يُوصِي خادمهُ أنْ يلتمس ضيفا يقولُ‬
‫إذا أتى ضيفٌ فأنت حُرّ‬ ‫أوقدْ فإنّ الليل ليلٌ قرّ‬
‫ويقول لمرأته ‪:‬‬
‫ل فإن لستُ آكلُهُ وحدي‬ ‫أكي ً‬ ‫إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ‬
‫وقال أيضا ‪:‬‬
‫ويبقى من الالِ الحاديثُ وال ّذكْرُ‬ ‫أماويّ إنّ الال غادٍ ورائحٌ‬
‫ت يوما وضاق با الصدرُ‬ ‫إذا حشرج ْ‬ ‫أماويّ ما يُغن الثراءُ ع ِن الفت‬

‫ويقول ‪:‬‬
‫غِنانا ول أزرى بأحسابنا الفقْرُ‬ ‫فما زادنا فخرا على ذي قرابةٍ‬
‫وقال عروةُ بنُ حزامٍ‬
‫بوجهي شحوب القّ والقّ جاهدُ‬ ‫أتزأُ من أن سنِت وأن ترى‬
‫وأحسو قراح الاءِ والاءُ باردُ‬ ‫أوزّعُ جسمي ف جسومٍ كثيةٍ‬
‫وكان ابنُ الباركِ لهُ جارٌ يهوديٌ ‪ ،‬فكان يبدأ فيُطعم اليهوديّ قبل أبنائهِ ‪،‬‬
‫ويكسوه قبل أبنائِه ‪ ،‬فقالوا لليهوديّ ‪ :‬بعنا دارك ‪ .‬قال ‪ :‬داري بألفيْ دينارٍ ‪ ،‬ألفٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ف جوارُ ابن الباركِ ! ‪ .‬فسمع ابن الباركِ بذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬الله ّم اهدِهِ إل‬ ‫قيمتُها ‪ ،‬وأل ٌ‬
‫السلمِ ‪ .‬فأسلم بإذ ِن الِ !‪.‬‬
‫ومرّ ابنُ البارك حاجّا بقافلةٍ ‪ ،‬فرأى امرأةً أخذتْ غُرابا مْيتا من مزبلةٍ ‪ ،‬فأرسلَ‬
‫ف أثرِها غلمه فسألا ‪ ،‬فقالتْ ‪ :‬ما لنا منذُ ثلثةِ أيامٍ إل ما يُلقى با ‪ .‬فدمعتْ عيناهُ ‪،‬‬
‫وأمر بتوزي ِع القافلةِ ف القريةِ ‪ ،‬وعاد وترك حجّته تلك السنةِ ‪ ،‬فرأى ف منامِهِ قائلً يقولُ‬
‫‪ :‬ح ّج مبورٌ ‪ ،‬وسعيٌ مشكورٌ ‪ ،‬وذنبٌ مغفورٌ ‪.‬‬
‫صةٌ ﴾ ‪.‬‬
‫سهِمْ وَلَوْ كَانَ ِب ِهمْ َخصَا َ‬
‫ويقولُ الُ عزّ وجلّ ‪ ﴿ :‬وَيُؤِْثرُو َن عَلَى أَن ُف ِ‬
‫وقالَ أحدُ ُهمْ ‪:‬‬
‫عن صاحب ف أرض ِه وسائِ ِه‬ ‫إن وأ ْن كنتُ امرأً متباعدا‬
‫ت ندائِه‬‫وميبُ دعوتِه وصو ُ‬ ‫لفيدهُ نصري وكاشفُ كَرْبهِ‬
‫يا ليت أنّ علىّ فض َل كسائِهِ‬ ‫وإذا ارتدى ثوبا جيلً لْ أقلْ‬
‫يا لِ ما أجلَ الُلقَ ! وما أجلّ الواهبَ ! وما أحسن السجايا !‬
‫ل يندمُ على فعْلِ الميلِ احدٌ ولو أسرف ‪ ،‬وإنا الندمُ على فعلِ الطأ وإنْ قلّ ‪.‬‬
‫وقال أحدُ ُهمْ ف هذا العن ‪:‬‬
‫والشرّ أخبثُ ما أوْعَْيتَ مِ ْن زَادِ‬ ‫اليُ أبقى وإنْ طال الزمانُ بهِ‬
‫*****************************************‬
‫إذا ص ّكتْ أذانك كلمةٌ نابيةٌ‬
‫سدْ‬
‫واهجرْ ملمةَ َمنْ تشفّى أو َح َ‬ ‫اح ِرصْ على جعِ الفضائلِ‬
‫قُبِلتْ وبعد الوتِ ينقطعُ السدْ‬ ‫واعلمْ بأ ّن العمرَ موْسمُ طاعةٍ‬
‫يقولُ أحدُ علما ِء العصرِ ‪ :‬إنّ على أهلِ الساسيةِ الرهفة من النقدِ أنْ يسكبوا ف‬
‫أعصابِهم مقادير من البودِ أمام النقدِ الظالِ الائرِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقالوا ‪ « :‬لِ دَوّ السدِ ما أ ْعدََلهُ ‪ ،‬بدأ بصاحِبهِ فقتلهُ » ‪.‬‬
‫وقال التنب ‪:‬‬
‫ما فاته وفضولُ العيْشِ أشغالُ‬ ‫ِذكْ ُر الفت عمرهُ الثان وحاجتُه‬

‫وقال عل ّي رضي الُ عنهُ ‪ :‬الجلُ جنةٌ حصينةٌ ‪.‬‬


‫وقال أحدُ الكماء ‪ :‬البانُ يوتُ مرّاتٍ ‪ ،‬والشجاعُ يوتُ مرةً واحدةً ‪.‬‬
‫وإذا أراد ال بعبادهِ خيا ف وقت الزمات ألقى عليهم النعاس أَمَنَةً منه‪ ،‬كما وقع‬
‫النعاس على طلحة رضي ال عنه ف ُأحُد ‪ ،‬حت سقط سيفُه مراتٍ م ْن يدِه ‪ ،‬أَمْنا وراحة‬
‫بالٍ ‪.‬‬
‫وهناك نعاسٌ له ِل البدعِة ‪ ،‬فقدْ نعس شبيبُ بنُ يزيدٍ وهو على بغلتِهِ ‪ ،‬وكان منْ‬
‫أشجعِ الناسِ ‪ ،‬وامرأتُهُ غزالةُ هي الشجاعةٌ الت طردتِ الجّاج ‪ ،‬فقال الشاعرُ ‪:‬‬
‫فتخاءُ تَنْفِرُ مِن صفيِ الصافرِ‬ ‫أسدٌ عل ّي وف الروبِ نعام ٌة‬
‫أم كان قلبُك ف جناحيْ طائرِ‬ ‫هلّ برزتَ إل غزال َة ف الوغى‬
‫حنُ‬
‫حسْنَيَ ْينِ وََن ْ‬
‫وقال الُ تعال عزّ وجلّ ‪ ﴿ :‬قُلْ هَلْ َترَبّصُونَ بِنَا إِلّ إِ ْحدَى اْل ُ‬
‫نََترَبّصُ بِ ُكمْ أَن ُيصِيبَكُمُ ال ّلهُ ِب َعذَابٍ ّمنْ عِندِهِ أَوْ ِبأَْيدِينَا فََترَّبصُواْ إِنّا َمعَكُم مَّترَّبصُونَ‬
‫﴾‪.‬‬
‫وقال سبحانه ‪َ ﴿ :‬ومَا كَانَ لَِن ْفسٍ َأنْ َتمُوتَ إِلّ ِبِإذْنِ ال كِتَابا مّؤَ ّجلً َومَن ُي ِردْ‬
‫جزِي الشّا ِكرِينَ ﴾ ‪.‬‬
‫ثَوَابَ الدّنْيَا نُؤِْتهِ مِ ْنهَا َومَن ُيرِدْ ثَوَابَ ال ِخرَةِ نُؤِْتهِ مِ ْنهَا وَسََن ْ‬
‫وقال الشاعرُ ‪:‬‬
‫مِن البطالِ ويْحكِ لَنْ تُراعِي‬ ‫أقولُ لا وقدْ طارتْ شعاعا‬
‫عن الجلِ الذي لكِ ل تُطاعي‬ ‫فإنكِ لو سألتِ بقاء يومٍ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فما نيلُ اللودِ بستطا ِ‬
‫ع‬ ‫ت صبْرا‬ ‫فصبا ف مالِ الو ِ‬
‫فيُخلعُ عن أخِ النعِ الياعِ‬ ‫وما ثوبُ الياة بثوبِ ِعزّ‬
‫إي وال ‪ ،‬فإذا جاء أجلُهم ل يستأخرون عنه ساع ًة ول يستقدمون ‪.‬‬
‫قال عليّ رضي الُ عنه ‪:‬‬
‫يوم ل ُقدّر أمْ يوم ُق ِدرْ‬ ‫أيّ يوميّ مِن الوتِ افرّ‬
‫ل ِذرْ‬
‫ومِن القدورِ ل ينجو ا َ‬ ‫يوم ل ُقدّر ل أرهبُهُ‬
‫ب لكمُ الياةُ ‪.‬‬
‫وقال أبو بك ٍر رضي الُ عنه ‪ :‬اطلبوا الوت تُو َه ْ‬
‫*********************************‬
‫وقفــة‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنّ ال يدافعُ عنك‪ ،‬واللئكةُ تستغفرُ لك‪ ،‬والؤمنون يشركونك ف‬
‫يشفعُ ‪ ،‬والقرآنُ يِعدُك وعدا حسنا ‪ ،‬وفوق هذا رحةُ‬ ‫دعائِهمْ كلّ صلةٍ ‪ ،‬والنبّ‬
‫أرحم الراحي ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنّ السنة بعشر أمثالِها إل سبعمائ ِة ضِعْفٍ إل أضعافٍ كثيةٍ ‪،‬‬
‫والسيئةُ بثلها إل أنْ يعفوَ ربّك ويتجاوز ‪ ،‬فكمْ لِ مِن كرمٍ ما سُمع مثله ! ومن جودٍ ل‬
‫يقاربُه جُودٌ!‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فأنت من روّا ِد التوحيدِ وحَملةِ اللّةِ وأهلِ القبلةِ ‪ ،‬وعندك أصلُ حبّ‬
‫‪ ،‬وتندمُ إذا أذنبت ‪ ،‬وتفرحُ إذا أحسنت ‪ ،‬فعندك خيٌ وأنت ل‬ ‫الِ وحبّ رسوله‬
‫تدري ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فأنت على خ ٍي ف ضرائِك وسرائِك ‪ ،‬وغناك وفقرِك ‪ ،‬وشدّتِك‬
‫ورخائِك ‪ (( ،‬عجبا لم ِر الؤمنِ ‪ ،‬إنّ أمرهَ كلّه له خيٌ ‪ ،‬وليسَ ذلك إل للمؤمنِ ‪،‬نْ‬
‫أصابْته سرّا َء فشكر كان خيا له ‪ ،‬وإنْ أصابتْه ضرّاءُ فصب فكان خيا له )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫***********************************‬
‫الصب على الكا ِرهِ وتمّ ُل الشدائدِ‬
‫طريقُ الفوزِ والنجاحِ والسعادةِ‬
‫﴿ وَاصِْبرْ َومَا صَ ْبرُكَ إِلّ بِال ّلهِ ﴾ ‪َ ﴿ .‬فصَبْرٌ َجمِيلٌ وَال ّلهُ اْل ُمسَْتعَا ُن عَلَى مَا‬
‫﴿فَاصِْبرْ صَبْرا َجمِيلً ﴾ ‪َ ﴿ .‬سلَمٌ عَلَيْكُم ِبمَا صََبرُْتمْ ﴾ ‪ ﴿ .‬وَاصِْب ْر عَلَى مَا‬ ‫َتصِفُونَ ﴾‪.‬‬
‫أَصَاَبكَ ﴾ ﴿اصِْبرُواْ وَصَاِبرُواْ وَرَاِبطُواْ ﴾ ‪.‬‬
‫قال عم ُر رضي الُ عنهُ ‪ « :‬بالصبِ أدركنا حسْن العيشِ » ‪.‬‬
‫لهلِ السنةِ عند الصائبِ ثلث ُة فنونٍ ‪ :‬الصبُ ‪ ،‬والدّعاءُ ‪ ،‬وانتظارُ الفَ َرجِ ‪.‬‬
‫وقال الشاعرُ ‪:‬‬
‫ولكنّنا كُنا على الوتِ أصب‬ ‫سقينا ُهمُو كأسا سقوْنا بثلِها‬
‫وف حديث صحيح ‪ (( :‬ل أحد أصبُ على أذى سِعه من الِ ‪ :‬إنم يزعمون‬
‫‪ (( :‬رحِم الُ موسى ‪،‬‬ ‫أنّ له ولدا وصاحبةً ‪ ،‬وإنهُ يعافيهم ويرزقُهم )) ‪ .‬وقال‬
‫ابتُلي باكثر من هذا فصبَ )) ‪.‬‬
‫‪ (( :‬من يتصّبرْ يُصبّرهْ الُ )) ‪.‬‬ ‫وقال‬
‫جهد النفوسِ وألقوا دون ُه‬ ‫دببتَ للمجدِ والساعون قد‬
‫وعانق الجد مَنْ أوف ومنْ‬ ‫وكابدوا الجد حت ملّ‬
‫لنْ تبلغ الجد حت تلْعق الصّبِرا‬ ‫ل تسبِ الجد ترا أنتَ آكلُهُ‬
‫إن العال ل تُنا ُل بالحلمِ ‪ ،‬ول بالرؤيا ف النامِ ‪ ،‬وإنّما بالزمِ والعَزْمِ ‪.‬‬
‫************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل ْلقِ مَعَكَ‬
‫ل تزنْ من فِعلِ ا َ‬
‫وانظرْ إل فعْلِهم مع الالقِ‬
‫عندَ أحد ف كتابِ الزهدِ ‪ ،‬أن ال يقولُ ‪ (( :‬عجبا لك يا ابن آدم ! خلقتُك‬
‫وتعبدُ غيي ‪ ،‬ورزقتُك وتشكرُ سواي ‪ ،‬أتبّبُ إليك بالنعمِ وأنا غنّ عنك ‪ ،‬وتتبغّضُ‬
‫إلّ بالعاصي وأنت فقيٌ إلّ ‪ ،‬خيي إليك نازلٌ ‪ ،‬وشرّك إلّ صاعدٌ )) !! ‪.‬‬
‫وقد ذكروا ف سية عيسى عليه السلمُ أنه داوى ثلثي مريضا ‪ ،‬وأبرأ عميان‬
‫كثيين ‪ ،‬ث انقلبوا ضدّه أعداءً ‪.‬‬
‫************************************‬
‫ل تزنْ منْ تعسّر الرزقِ‬
‫فإنّ الرزّاق هو الواحدُ الحدُ ‪ ،‬فعنده رِزْقُ العبادِ ‪ ،‬وقدْ تكفّلَ بذلك ‪ ﴿ ،‬وَفِي‬
‫السّمَاء ِرزْقُ ُكمْ َومَا تُو َعدُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫فإذا كان الُ هو الرزاقُ فلِم يتملّقُ البشرُ ‪ ،‬ولِم تُهانُ النفسُ ف سبيلِ الرزقِ لجل‬
‫البشرِ ؟! قال سبحانه ‪َ ﴿ :‬ومَا مِن دَآّبةٍ فِي الَ ْرضِ إِ ّل عَلَى ال ّلهِ ِرزْ ُقهَا ﴾ ‪ .‬وقال جلّ‬
‫اسُه ‪ ﴿ :‬مَا َيفَْتحِ ال ّلهُ لِلنّاسِ مِن رّ ْح َمةٍ فَلَا ُم ْمسِكَ َلهَا َومَا ُي ْمسِكْ فَلَا ُمرْسِلَ َلهُ مِن‬
‫َب ْعدِهِ ﴾ ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫أسبابٌ ت ّو ُن الصائب‬
‫‪ .1‬انتظارُ الجرِ والثوبةِ من عند الِ عزّ وجلّ ‪ ﴿ :‬إِّنمَا يُوَفّى الصّاِبرُونَ‬
‫أَ ْجرَهُم ِبغَ ْيرِ ِحسَابٍ ﴾ ‪.‬‬
‫‪ .2‬رؤيةُ الصابي ‪:‬‬
‫على إخوانِهمْ لَقَتَ ْلتُ نفسي‬ ‫ولول كثر ُة الباكِي حول‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فالت ِفتْ َيمْنَةً والتفتْ َيسْرَةً ‪ ،‬هل ترى غل مصابا أو متحنا ؟ وكما قيل ‪ :‬ف كلّ‬
‫وادٍ بنو سعدٍ ‪.‬‬
‫‪ .3‬وأنا أسهلُ منْ غيِها ‪.‬‬
‫‪ .4‬وأنا ليستْ ف ديِ ِن العبدِ ‪ ،‬وإنا ف دنياه ‪.‬‬
‫‪ .5‬وأنّ العبودية ف التسليم عند الكارهِ أعظمُ منها أحيانا ف الحابّ ‪.‬‬
‫‪ .6‬وأنه ل حيلة ‪:‬‬
‫إنا اليلةُ ف تَرْكِ اليَلْ‬ ‫فاتركِ اليلة ف تويِلها‬

‫﴾‪.‬‬ ‫‪ .7‬وأنّ البة لِ ربّ العالي ‪َ ﴿ :‬و َعسَى أَن تَ ْكرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَ ْيرٌ لّ ُكمْ‬
‫*******************************‬
‫ل تتقمص شخصية غيِك‬
‫﴿ وَلِكُلّ وِ ْج َهةٌ هُوَ مُوَلّيهَا فَاسْتَِبقُواْ اْلخَ ْيرَاتِ ﴾ ﴿ وَهُوَ اّلذِي َجعَلَكُمْ َخلَئِفَ‬
‫شرََبهُمْ ﴾ ‪.‬‬
‫الَ ْرضِ َورَفَعَ َبعْضَ ُكمْ َف ْوقَ َبعْضٍ َدرَجَاتٍ ﴾ ﴿ َقدْ عَ ِلمَ كُلّ أُنَاسٍ مّ ْ‬
‫الناسُ مواهبُ وقدراتٌ وطاقاتٌ وصنعاتٌ ‪ ،‬ومن عظم ِة رسولِنا أنه وظّف‬
‫أصحابه حسب قُدراتِهمْ واستعداداتِهم ‪ ،‬فعليّ للقضاءِ ‪ ،‬ومعاذٌ للعِ ْلمِ ‪ ،‬وُأبّ للقرآنِ ‪،‬‬
‫وزيدٌ للفرائضِ ‪ ،‬وخالد للجهادِ ‪ ،‬وحسّانُ للشعِر ‪ ،‬وقيسُ ب ُن ثابتٍ للخطابةِ ‪.‬‬
‫ُمضِرّ كوضعِ السيفِ ف موضعِ الندى‬ ‫فوضْ ُع الندى ف موضعِ السيف بالعُل‬
‫جهِزٌ‪.‬‬‫الذوبانُ ف الغ ِي انتحا ٌر تقمّصُ صفاتِ الخرين قتلٌ ُم ْ‬
‫ت الِ عزّ وجلّ ‪ :‬اختلفُ صفاتِ الناسِ ومواهبِهمْ ‪ ،‬واختلفِ ألسنتِهمْ‬ ‫ومنْ آيا ِ‬
‫وألوانِهمْ ‪ ،‬فأبو بكر برحِتهِ ورفقِ ِه نف َع المةَ واللّة ‪ ،‬وعمرُ بشدّتِهِ وصلبتِهِ نصر‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫السلمَ وأهله ‪ ،‬فالرضا با عندك من عطاءٍ موهبةٌ ‪ ،‬فاستثمرها ونّها وقدّمها وانفع‬
‫‪.‬‬ ‫س َعهَا ﴾‬
‫وُ ْ‬ ‫با ‪ ﴿ ،‬لَ يُكَلّفُ ال ّلهُ َنفْسا إِلّ‬
‫إنّ التقليد العمى والنصهار السرف ف شخصياتِ الخرين وأدٌ للموهبةِ ‪ ،‬وقَتْلٌ‬
‫للرادةِ وإلغا ٌء متعمّدٌ التميّزِ والتفرّدِ القصودِ من الليقةِ ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫عـزّ العزلةِ‬
‫وأقصدُ با العزلة عن الشرّ وفضولِ الباحِ ‪ ،‬وهي مّا يشرحُ الاطر ويُذهبُ الزن‬
‫‪.‬‬
‫قال ابن تيمية ‪ :‬ل لبدّ للعبدِ من عزلةٍ لعبادتِه وذكرِه وتلوتِه ‪ ،‬وماسبتِه لنفسِه ‪،‬‬
‫ودعائِه واستغفارِه ‪ ،‬وبُعدِه عن الشرّ ‪ ،‬ونوِ ذلك ‪.‬‬
‫ولقد عقد ابنُ الوزي ثلثة فصولٍ ف ( صيْدِ الاطرِ ) ‪ ،‬ملخّصها أنه قال ‪ :‬ما‬
‫ت ول رأيتُ كالعزلة ‪ ،‬راحةً وعزّا وشرفا ‪ ،‬وبُعدا عن السوءِ وعن الشرّ ‪ ،‬وصوْنا‬ ‫سع ُ‬
‫للجاهِ والوقتِ ‪ ،‬وحِفظا للعمرِ ‪ ،‬وبعدا عن السّادِ والثقل ِء والشامتي ‪ ،‬وتفكّرا ف‬
‫الخرةِ ‪ ،‬واستعدادا للقا ِء الِ عزّ وجلّ ‪ ،‬واغتناما ف الطاعةِ ‪ ،‬وجولن الفكر فيما ينفعُ‬
‫‪ ،‬وإخراج كنوزِ الِ َكمِ ‪ ،‬والستنباط من النصوصِ ‪.‬‬
‫ونو ذلك من كلمِهِ ذكرهُ ف العزلةِ هذا معناه بتصرّف ‪.‬‬
‫وف العزلةِ استثمارُ العقلِ ‪ ،‬وقطْفُ جَنَى الفكرِ ‪ ،‬وراح ُة القلبِ ‪ ،‬وسلمةُ العرْض‬
‫‪ ،‬وموفورُ الجرِ ‪ ،‬والنهيُ عن النكر ‪ ،‬واغتنامُ النفاسِ ف الطاعةِ ‪ ،‬وتذكّرُ الرحيمِ ‪،‬‬
‫وهجرُ اللهياتِ والشغلتِ ‪ ،‬والفرارُ من الفتِ ‪ ،‬والبعدُ عن مداراةِ العدوّ ‪ ،‬وشاتةِ‬
‫الاقدِ ‪ ،‬ونظراتِ الاسدِ ‪ ،‬وماطل ِة الثقيلِ ‪ ،‬والعتذارِ على العاِتبِ ‪ ،‬ومطالبةِ القوقِ ‪،‬‬
‫ومداجاةِ التكبّرِ ‪ ،‬والصبِ على الحقِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وف العزلةِ سَتْرٌ للعوراتِ ‪ :‬عوراتِ اللسانِ ‪ ،‬وعثراتِ الركاتِ ‪ ،‬وفلتاتِ‬
‫الذهنِ ‪ ،‬ورعونةِ النفسِ ‪.‬‬
‫فالعزلةُ حجابٌ لوجهِ الحاسنِ ‪ ،‬وصدَفٌ ل ُدرّ الفضلِ ‪ ،‬وأكمامٌ لطلْع الناقبِ ‪،‬‬
‫وما أحسن العزلةَ مع الكتابِ ‪ ،‬وفرةً للعمرِ ‪ ،‬وفسحةً للجلِ ‪ ،‬وببوحةً ف اللوةِ ‪،‬‬
‫وسفرا ف طاعةِ ‪ ،‬وسياحةً ف تأمّلٍ ‪.‬‬
‫وف العزلةِ ترصُ على العان ‪ ،‬وتوزُ على اللطائفِ ‪ ،‬وتتأم ُل ف القاصدِ ‪ ،‬وتبن‬
‫صرح الرأيِ ‪ ،‬وتشيدُ هيْكلَ العقلِ ‪.‬‬
‫والروحُ ف العزلةِ ف جَذلٍ ‪ ،‬والقلبُ ف فَ َرحٍ اكبَ ‪ ،‬والاطرُ ف اصطيادِ الفوائدِ ‪.‬‬
‫ول تٌرائي ف العزلةِ ‪ :‬لنهُ ل يراك إل الُ ‪ ،‬ول تُسمعِ بكلمِك بشرا فل يسمعك‬
‫إل السمي ُع البصيُ ‪.‬‬
‫كلّ اللمعي والنافعي ‪ ،‬والعباقرِة والهابذةِ وأساطي الزمنِ ‪ ،‬وروّادِ التاريخِ ‪،‬‬
‫وشُداةِ الفضائلِ ‪ ،‬وعيونِ الدهرِ ‪ ،‬وكواكبِ الحافلِ ‪ ،‬كلّهم سَ َقوْا غَرْسَ نُبْلهم من ماءِ‬
‫العزلةِ حت استوى على سُوقِهِ ‪ ،‬فنبتتْ شجرةُ عظمتِهم ‪ ،‬فآتتْ ُأكُلَها كلّ حيٍ بإذنِ‬
‫ربّها ‪.‬‬
‫قال عليّ عبدِالعزيز الُرْجانّ ‪:‬‬
‫رأوا رجلً عن موقفِ الذّلّ أ ْحجَما‬ ‫يقولون ل فيك انقباضُ وإنا‬
‫ولكنّ نفس الُرّ تتملُ الظّما‬ ‫ت قدْ َأرَى‬ ‫إذا قيلَ هذا مور ٌد قل ُ‬
‫بدا طم ٌع صيّرتُهُ لِيَ سُلّما‬ ‫ول أقضِ ح ّق العلمِ إن كنتُ كلّما‬
‫إذن فاتّباعُ اله ِل قدْ كان أحزما‬ ‫أأشقى به َغرْسا وأجنيهِ ذلّةً‬
‫ولو عظّموه ف النفوسِ لَعُظّما‬ ‫ولو أنّ أهل العل ِم صانوه صانمْ‬
‫ُمحَيّاهُ بالطماعِ حت تجّما‬ ‫ولكنْ أهانُوهُ فهانوا ودنّسوا‬
‫وقال أحدُ بنُ خليلٍ النبليّ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫حةَ مِن همّ طوي ِل‬ ‫مَنْ أراد العزّ والرا‬
‫سِ ويرضى بالقليلِ‬ ‫ليكُنْ فردا من النا‬
‫عاش مِنْ عيشٍ وبِيلِ‬ ‫كيف يصفو لمرئٍ ما‬
‫ومداجاةِ ثقيل ِ‬ ‫بي غمزٍ مِنْ ختولٍ‬
‫ومعاناةِ بيلِ‬ ‫ومداراةِ حسودٍ‬
‫سِ على كلّ سبيلِ‬ ‫آهِ منْ معرف ِة النا‬
‫وقال القاضي عليّ بن عبدالعزيزِ الرجانّي ‪:‬‬
‫صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا‬ ‫ما تطعّمتُ لذةَ العيشِ حتّى‬
‫ـم فما أبتغي سواهُ أنيسا‬ ‫ليس شيءٌ أعزّ من العلـ‬
‫س فد ْعهُم وعِشْ عزيزا رئيسا‬ ‫ِ‬ ‫إنّما الذّل ف مالط ِة النا‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫فدام لِي النا وَنمَا السرورُ‬ ‫ستُ بوحدت ولزِمتُ بيت‬ ‫أِن ْ‬
‫ب الميُ‬ ‫أسارَ اليشُ أم ركِ َ‬ ‫وقاطعتُ النامَ فما أبال‬
‫وقال الميدي الحدّث ‪:‬‬
‫سوى الكثارِ منْ قيلٍ وقالِ‬ ‫لقاءُ الناسِ ليس يُفيدُ شيئا‬
‫لكسبِ العلمِ أو إصلحِ حالِ‬ ‫فأقْلِلْ منْ لقاءِ الناسِ إلّ‬
‫وقال اب ُن فارس ‪:‬‬
‫تًقضّى حاجةٌ وتفوتُ حاجُ‬ ‫وقالوا كيف حالُك قلتُ خيا‬
‫عسى يوما يكونُ لهُ انفراجُ‬ ‫إذا ازدحتْ هومُ الصد ِر قُلْنا‬
‫دفاترُ ل ومعشوقي السراجُ‬ ‫نديي هِرّت وأنيسُ نفسي‬
‫ب العزلة فهي عِزّ لهُ ‪ .‬ولك أن تراجع كتاب (( العزلةِ))‬
‫قالوا ‪ :‬كلّ من أح ّ‬
‫للخطّاب ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫**********************************‬
‫فوائد الشدائد‬
‫ف الكِبْرَ ‪،‬‬
‫جبَ ‪ ،‬وتنس ُ‬ ‫فإنّ الشدائد تقوّي القلب ‪ ،‬وتحو الذنب ‪ ،‬وتقصِ ُم العُ ْ‬
‫وهي ذوبانٌ للغفلةِ ‪ ،‬وإشعالٌ للتذكّرِ ‪ ،‬وج ْلبُ عطفِ الخلوقي ‪ ،‬ودعاءٌ من‬
‫الصالي ‪ ،‬وخضوعٌ للجبوتِ ‪ ،‬واستسلمٌ للواحد القهارِ ‪ ،‬وزجْرٌ حاضرٌ ‪ ،‬ونذيرٌ‬
‫مقدمٌ ‪ ،‬وإحياءٌ للذكرِ ‪ ،‬وتضرّع بالصبِ ‪ ،‬واحتسابٌ للغصصِ ‪ ،‬وتيئ ٌة للقدومِ على‬
‫الول ‪ ،‬وإزعاجٌ عن الركونِ على الدنيا والرضا با والطمئنان إليها ‪ ،‬وما خفي من‬
‫اللطفِ أعظمُ ‪ ،‬وما سُِترَ من الذنبِ أكبُ ‪ ،‬وما عُفي من الطأ أجلّ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫وقفـةٌ‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الزن يضعفُك ف العبادةِ ‪ ،‬ويعطّلك عن الهادِ ‪ ،‬ويُورثُك‬
‫الحباط ‪ ،‬ويدعوك إل سوء الظنّ ‪ ،‬ويُوقعُك ف التشاؤمِ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فإنّ الزن والقلق أساسُ المرا ِ‬
‫ض النفسيةِ ‪ ،‬ومصدرُ الل ِم العصيبةِ ‪،‬‬
‫ومادةُ النيا ِر والوسواسِ والضطرابِ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬ومعك القرآنُ ‪ ،‬والذكرُ ‪ ،‬والدعاءُ ‪ ،‬والصلةُ ‪ ،‬والصدقةُ ‪ ،‬وفعْلُ‬
‫العروفِ ‪ ،‬والعملُ النافعُ الثمِرُ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬ول تستسلمْ للحزن عن طريقِ الفراغِ والعطالةِ ‪ ،‬صلّ ‪ ..‬سبّحْ اقرأْ ‪..‬‬
‫اكتبْ ‪ ..‬اعملْ ‪ ..‬استقبلْ ‪ ..‬زُرْ ‪ ..‬تأمّلْ ‪.‬‬
‫ضرّعا وَ ُخفَْيةً إِّنهُ لَ ُيحِبّ اْل ُمعَْتدِينَ‬
‫﴿ ا ْدعُونِي أَسَْتجِبْ لَ ُكمْ ﴾ ﴿ ادْعُواْ رَبّ ُكمْ َت َ‬
‫صيَ َلهُ الدّينَ ﴾ ﴿ قُلِ ا ْدعُواْ ال ّلهَ أَوِ ا ْدعُواْ الرّحْمَـنَ أَيّا مّا‬
‫﴾ ﴿فَا ْدعُوا ال ّلهَ ُمخْلِ ِ‬
‫حسْنَى ﴾ ‪.‬‬
‫َتدْعُواْ فَ َلهُ الَ ْسمَاء اْل ُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫*******************************‬
‫قواعد ف السعادة‬
‫‪.1‬اعلمْ أنك إذا ل تعِشْ ف حدودِ يومِك تشتّت ذهنُك ‪ ،‬واضطربتْ عليك أمورُك ‪،‬‬
‫وكثرتْ هومُك وغمومُك ‪ ،‬وهذا معن ‪ (( :‬إذا أصبحت فل تنتظرِ الساء ‪ ،‬وإذا‬
‫أمسيت فل تنتظرِ الصباح )) ‪.‬‬
‫‪.2‬انْس الاضي با فيه ‪ ،‬فالهتمامُ با مضى وانتهى ُحمْقٌ وجنونٌ ‪.‬‬
‫‪.3‬ل تشتغلْ بالستقبلِ ‪ ،‬فهو ف عالِ الغيبِ ‪ ،‬ودعِ التفكرَ فيه حت يأت ‪.‬‬
‫‪.4‬ل تتزّ من النقدِ ‪ ،‬واثبتْ ‪ ،‬واعلمْ أنّ النقد يساوي قيمَتَكَ ‪.‬‬
‫‪.5‬اليا ُن بالِ ‪ ،‬والعملُ الصالُ هو الياةُ الطيبةُ السعيدةُ ‪.‬‬
‫‪.6‬من أراد الطمئنان والدوء والراحةَ ‪ ،‬فعليه بذك ِر الِ تعال ‪.‬‬
‫‪.7‬على العبدِ أن يعلم أنّ شيءٍ بقضاء وقدرٍ ‪.‬‬
‫‪.8‬ل تنتظرْ شكرا من أحدٍ ‪.‬‬
‫‪.9‬وطَِنْ نفسك على تلقّي أسوأ الفروضِ ‪.‬‬
‫‪.10‬لع ّل فيما حصل خيا لك ‪.‬‬
‫‪.11‬كلّ قضاءٍ للمسلمِ خيٌ له ‪.‬‬
‫‪.12‬فكّرْ ف النعمِ واشكرْ ‪.‬‬
‫‪.13‬أنت با عندك فوق كثيٍ من الناسِ ‪.‬‬
‫‪.14‬من ساعةٍ إل ساع ٍة فَ َرجٌ ‪.‬‬
‫‪.15‬بالبلءِ ُيسَْتخْ َرجُ الدعاءُ ‪.‬‬
‫‪.16‬الصائبُ مراهمُ للبصائرِ وقوّةٌ للقلبِ ‪.‬‬
‫‪.17‬إ ّن مع ال ُعسْرِ ُيسْرا ‪.‬‬
‫‪.18‬ل تقضِ عليك التوافِهُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪.19‬إن رّبك واسعُ الغفرةِ ‪.‬‬
‫‪.20‬ل تغضبْ ‪ ،‬ل تغضبْ ‪ ،‬ل تغضبْ ‪.‬‬
‫‪.21‬الياةُ خبزٌ وماءٌ وظلّ ‪ ،‬فل تكترثْ بغي ذلك ‪.‬‬
‫سمَاء رِزْقُ ُكمْ َومَا تُوعَدُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫‪ ﴿.22‬وَفِي ال ّ‬
‫‪.23‬أكثر ما يٌخافْ ل يكونُ ‪.‬‬
‫‪.24‬لك ف الصابي أُسوةٌ ‪.‬‬
‫ب قوما ابتل ُهمْ ‪.‬‬‫‪.25‬إنّ ال إذا أح ّ‬
‫‪.26‬كَ ّررْ أدعيةَ الكَرْبِ ‪.‬‬
‫‪.27‬عليك بالعملِ الادّ الثمرِ ‪ ،‬واهجرِ الفراغ ‪.‬‬
‫‪.28‬اتركِ الراجيف ‪ ،‬ول تصدقْ الشائعاتِ ‪.‬‬
‫صمُ ‪.‬‬
‫صحّتِكَ أكثر ما َيضُرّ ال ّ‬‫‪.29‬حقدُكَ وحرصُك على النتقامِ يضُرّ ب ِ‬
‫‪.30‬كلّ ما يصيبك فهو كفّارةٌ للذنوبِ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫ولِم الزنُ وعندك ستّةُ أخلطٍ ؟‬
‫ذكر صاحبُ ( الفرجِ بعد الشدةِ ) ‪ :‬أنّ احدَ الكماءِ ابتُليَ بصيبةٍ ‪ ،‬فدخ َل‬
‫عليه إخوانُه يعزّونَهُ ف الصابِ ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن عملتُ دواءً من ستةِ أخلطٍ ‪ .‬قالوا ‪ :‬ما‬
‫هي ؟ قال ‪ :‬اللطُ الولُ ‪ :‬الثق ُة بالِ ‪ .‬والثان ‪ :‬علمي بأنّ ك ّل مقدور كائنٌ ‪ .‬والثالثُ‬
‫‪ :‬الصبُ خيٌ ما استعملهُ المتحنُون ‪ .‬والرابعُ ‪ :‬إنْ ل أصبْ أنا فأيّ شيء أعمل ؟! ول‬
‫أكنْ أُعي على نفسي بالزع ‪ .‬والامسُ ‪ :‬قد يكنُ أن أكون ف شرّ ما أنا فيه ‪.‬‬
‫والسادسُ ‪ :‬من ساعةٍ إل ساع ٍة فَ َرجٌ ‪.‬‬
‫**********************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ح َزنْ إذا واجهتْكَ الصعابُ وداهتْك الشاكلُ واعترضتك‬
‫ل َت ْ‬
‫العوائق ‪ ،‬واصب وتمّلُ‬
‫ما تُهيُ بهِ الكرامَ فهاتِها‬ ‫إنْ كانَ عندك يا زمانُ بقيّةٌ‬
‫إ ّن الصب أرفقُ من الزعِ ‪ ،‬وإ ّن التحمل أشرفُ من الورِ ‪ ،‬وإن الذي ل يصبُ‬
‫اختيارا سوف يصبُ اضطرارا ‪.‬‬
‫وقال التنب ‪:‬‬
‫فؤادي ف غشاءٍ من نبالِ‬ ‫رمان الده ُر بالرزاءِ حت‬
‫تكسّرتِ النصالُ على النصالِ‬ ‫فصرتُ إذا أصابتن سهامٌ‬
‫لن ما انتفعتُ بأنْ أُبال‬ ‫فعشتُ ول أُبال بالرزايا‬
‫وقال أبو الظفر البيوردي ‪:‬‬
‫أَعِ ّز وأحداثُ الزمانِ تُو ُن‬ ‫تنكّرَ ل دهري ول يدرِ أنن‬
‫وِبتّ أُري ِه الصب كيف يكونُ‬ ‫فبات يُرين الدهرُ كيف اعتداؤُهُ‬
‫إن الكوخ الشبّ ‪ ،‬وخيمةَ الشّعْرِ ‪ ،‬وخبز الشعيِ ‪ ،‬أعزّ وأشرفُ – مع حفظِ ما ِء‬
‫الوجهِ وكرامةِ العِ ْرضِ وصوْنَ النفسِ – من َقصْرٍ منيفٍ وحديقةٍ غنّاءَ مع التعك ِي والكَ َدرِ‬
‫‪.‬‬
‫الحنةُ كالرض ‪ ،‬لبدّ له من زمن حت يزول ‪ ،‬ومن استعجل ف زوالهِ أوشك أن‬
‫يتضاعف ويستفحل ‪ ،‬فكذلك الصيبةُ وا ِلحْنَ ُة لبدّ لا من وقتٍ ‪ ،‬حت تزول آثارُها ‪،‬‬
‫وواجبُ البتلي ‪ :‬الصبُ وانتظارُ الفرجِ ومداومةُ الدّعاءِ ‪.‬‬
‫*******************************‬
‫وقفـــة‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الْكَا ِفرُونَ ﴾ ‪﴿ .‬‬ ‫﴿ وَلَ تَيْأَسُواْ مِن رّوْحِ ال ّلهِ إِّنهُ لَ يَ ْيأَسُ مِن رّوْحِ ال ّلهِ إِلّ اْلقَوْمُ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫َومَن َيقَْنطُ مِن رّ ْح َمةِ رَّبهِ إِ ّل الضّآلّونَ ﴾ ‪ِ ﴿ .‬إنّ رَ ْحمَتَ ال ّلهِ َقرِيبٌ ّمنَ اْل ُمحْسِِنيَ‬
‫حدِثُ َب ْعدَ ذَلِكَ َأمْرا ﴾ ‪َ ﴿ .‬و َعسَى أَن تَ ْكرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَ ْيرٌ‬
‫﴿ لَا َتدْرِي َلعَلّ ال ّلهَ ُي ْ‬
‫لّ ُكمْ َو َعسَى أَن ُتحِبّواْ شَيْئا وَهُوَ َشرّ لّ ُكمْ وَال ّلهُ َيعْ َلمُ وَأَنُتمْ لَ َتعْ َلمُونَ ﴾ ‪ ﴿ .‬ال ّلهُ‬
‫حزَنْ إِنّ ال ّلهَ َمعَنَا ﴾ ‪ِ ﴿ .‬إذْ‬
‫َلطِيفٌ ِبعِبَادِهِ ﴾ ‪ ﴿ .‬وَرَ ْحمَتِي وَ ِسعَتْ كُلّ شَيْءٍ ﴾ ‪ ﴿ .‬لَ َت ْ‬
‫َتسَْتغِيثُونَ رَبّ ُكمْ فَاسَْتجَابَ لَ ُكمْ ﴾ ‪ ﴿ .‬وَهُوَ اّلذِي يَُنزّلُ اْلغَيْثَ مِن َب ْعدِ مَا قََنطُوا‬
‫شرُ رَ ْحمََتهُ ﴾ ‪﴿ .‬وََي ْدعُونَنَا َرغَبا َورَهَبا وَكَانُوا لَنَا خَا ِش ِعيَ ﴾ ‪.‬‬
‫وَيَن ُ‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫إذا ل ترض منها بالزاجِ‬ ‫مت تصفُو لك الدنيا بيٍ‬
‫ومرجهُ من البح ِر الُجاجِ‬ ‫أل تر جوهر الدنيا الصفّى‬
‫جرتْ بسرّةٍ لك وابتهاجِ‬ ‫ورُبّ مُخيفةٍ فجأتْ بِهوْلٍ‬
‫وربّ إقامةٍ بَ ْعدَ اعوِجاجِ‬ ‫ورُبّ سلمةٍ بَعْدَ امتناعٍ‬
‫*************************************‬

‫ي جليسٍ ف النا ِم كتابُ‬


‫وخ ُ‬
‫إنّ من أسباب السعادة ‪ :‬النقطاع إل مطالعة الكتاب ‪ ،‬والهتمام بالقراءة ‪،‬‬
‫وتنمية العق ِل بالفوائدِ ‪.‬‬
‫والاحظ يُوصِك بالكتاب والطالعة ‪ ،‬لتطرد الزن عنك فيقول ‪:‬‬
‫والكتاب هو الليسُ الذي ل يُطرِيك ‪ ،‬والصديقُ الذي ل يُغرِيك ‪ ،‬والرفيقُ الذي‬
‫ل َيمَلّك ‪ ،‬والستميحُ الذي ل يستريثك ‪ ،‬والارُ الذي ل يستبطيك ‪ ،‬والصاحب الذي‬
‫ل يريد استخراج ما عندك باللقِ ‪ ،‬ول يعاملُك بالكْر ‪ ،‬ول يدعُك بالنفاق ‪ ،‬ول‬
‫يتالُ لك بالكذِبِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ‪ ،‬وشحذ طباعك ‪ ،‬وبسط‬
‫لسانك ‪ ،‬وجوّ بنانك ‪ ،‬وفخّم ألفاظك ‪ ،‬وببح نفسك ‪ ،‬وعمّ َر صدرك ‪ ،‬ومنحك‬
‫تعظيم العوامّ ‪ ،‬وصداقة اللوك ‪ ،‬وعرفت به شهرٍ ما ل تعرفه من أفواهِ الرجال ف دهْرٍ ‪،‬‬
‫مع السلمة من الغُرْمِ ‪ ،‬ومن كدّ الطلب ‪ ،‬ومن الوقوفِ ببابِ الكتسب بالتعليم ‪ ،‬ومن‬
‫اللوس بي يدي مَن أنت أفضلُ منه ُخلُقاُ ‪ ،‬وأكرمُ منه عِرقا ‪ ،‬ومع السلمة من مالسة‬
‫البغضاء ‪ ،‬ومقارنة الغنياء ‪.‬‬
‫والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار ‪ ،‬ويطيعك ف السفر كطاعته ف‬
‫الضَرِ ‪ ،‬ول يعتلّ بنومٍ ‪ ،‬ول يعتريهِ كََللُ السهرِ ‪ ،‬وهو العّلمُ الذي إن افتقرت إليه ل‬
‫يْفِرْك ‪ ،‬وإن قطعت عنه الادة ل يقطعْ عنك الفائِدةَ ‪ ،‬وإن عزلته ل يدعْ طاعتك ‪ ،‬وإن‬
‫هبّت ريحُ أعاديك ل ينقلبْ عليك ‪ ،‬ومت كنت معه متعلّقا بسبب أو معتصما بأدن‬
‫حبْل كان لك فيه غنً من غيه ‪ ،‬ول تضرّك معه وحشةُ الوحدة إل جليسِ السوءِ ‪،‬‬
‫ولو ل يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلّ منْعُه لك من اللوس على بابِك ‪،‬‬
‫والنظرُ إل الارة بك ‪ .‬مع ما ف ذلك من التعرّض للحقوق الت تلزم ‪ ،‬ومن فضولِ النظرِ‬
‫‪ ،‬ومن عادةِ ال ْوضِ فيما ل يعنيك ‪ ،‬ومن ملبس ِة صغارِ الناسِ ‪ ،‬وحضورِ ألفاظهم‬
‫الساقطة ‪ ،‬ومعانيهم الفاسدة ‪ ،‬وأخلقِهم الرديئة ‪ ،‬وجهالتم الذمومة ‪ .‬لكان ف ذلك‬
‫السلمةُ ث الغنيمةُ ‪ ،‬وإحرازُ الصل مع استفادةِ الف ْرعِ ‪ ،‬ولو ل يكن ف ذلك إل أنه‬
‫يشغلك عن سخف الُن ‪ ،‬وعن اعتياد الراحةِ وعن اللّعبِ ‪ ،‬وكل ما أشبه اللعب ‪ ،‬لقد‬
‫كان على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم الِنّةَ ‪.‬‬
‫وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به الفُرّاغُ نارهم ‪ ،‬وأصحاب الفكاهات ساعاتِ‬
‫ليلهم ‪ :‬الكتابُ ‪ ،‬وهو الشيء الذي ل يُرى لم فيه مع النيل أثر ف ازدياد تربة ول‬
‫عقل ول مروءة ‪ ،‬ول ف صوْن عِرض ‪ ،‬ول ف إصلح دينٍ ‪ ،‬ول ف تثمي مال ‪ ،‬ول‬
‫ف رب صنيع ٍة ول ف ابتداءِ إنعامٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫* أقوالٌ ف فضل الكتاب ‪:‬‬
‫وقال أبو عبيدة ‪ :‬قال الهلّب لبنيه ف وصيته ‪ :‬يا بَنِيّ ‪ ،‬ل تقوموا ف السواق إل‬
‫على زرّاد أو ورّاق ‪.‬‬
‫وحدّثن صديق ل قال ‪ :‬قرأتُ على شيخ شامي كتابا فيه من مآثرِ غطفان ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ذهبتِ الكارم إل من الكتب ‪ .‬وسعتُ السن اللؤلؤي يقول‪ :‬غبتُ أربعي‬
‫ت ول بتُ ول اتكأتُ ‪ ،‬إل والكتاب موضوع على صدري ‪.‬‬ ‫عاما ما قِل ُ‬
‫وقال ابن الهم ‪ :‬إذا غشين النعاس ف غي وقت نوم ‪ .‬وبئس الشيء النوم‬
‫ت كتابا من كتب الِكم ‪ ،‬فأجدُ اهتزازي للفوائد ‪،‬‬ ‫الفاضل عن الاجة ‪ .‬تناول ُ‬
‫والريية الت تعترين عند الظفر ببعض الاجة ‪ ،‬والذي يغشى قلب من سرور‬
‫الستبانة ‪ ،‬وعزّ التبي أشدّ إيقاظا من ني ِق الميِ ‪ ،‬وهدّ ِة ا َلدْمِ ‪.‬‬
‫وقال ابنُ الهم ‪ :‬إذا استحسنتُ الكتاب واستجدتُه ‪ ،‬ورجوتُ منه الفائدة ‪،‬‬
‫ورأيتُ ذلك فيه ‪ ،‬فلو تران وأنا ساعة بعد ساعة أنظرُ كم بقي من ورقة مافة‬
‫ق كثي‬‫استنفاده ‪ ،‬وانقطاع الادة من قلبه ‪ ،‬وإن كان الصحفُ عظيم الجمِ كثي الور ِ‬
‫العد ِد فقد تّ عيشي وكمل سروري ‪.‬‬
‫وذكر العتب كتابا لبعض القدماء فقال ‪ :‬لول طولُه وكثر ُة ورقِهِ لنسختُه ‪ .‬فقال‬
‫ط كتابا كبيا فأخلن‬ ‫تق ّ‬ ‫ابن الهم ‪ :‬لكن ما رغّبن فيه إل الذي زهّدك فيه ‪ ،‬وما قرأ ُ‬
‫من فائدة ‪ ،‬وما أحصي كم قرأتُ من صغار الكتب فخرجتُ منها كما دخلتُ ! ‪.‬‬
‫صدْرِكَ‬
‫وأجلّ الكتب وأشرفها وأرفعها ‪ ﴿ :‬كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَ ْيكَ َفلَ يَكُن فِي َ‬
‫‪.‬‬ ‫كرَى لِ ْلمُ ْؤمِِنيَ ﴾‬
‫َوذِ ْ‬ ‫َحرَجٌ مّ ْنهُ لِتُنذِرَ ِبهِ‬
‫* فوائد القراءة والطالعة ‪:‬‬
‫س والمّ والزنِ ‪.‬‬
‫‪.1‬طر ًد الوسوا ِ‬
‫ب الوضِ ف الباطلِ ‪.‬‬
‫‪.2‬اجتنا ُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪.3‬الشتغالُ عن البطّالي وأهلِ العطالةِ ‪.‬‬
‫‪.4‬فتْقُ اللسان وتدريبٌ على الكلم‪ ،‬والبعدُ عن الّلحْنِ‪ ،‬والتحلّي‬
‫بالبلغ ِة والفصاحةِ‪.‬‬
‫‪.5‬تنميةُ العَقْلِ ‪ ،‬وتويدُ الذّهْنِ ‪ ،‬وتصفيةُ الاطِرِ ‪.‬‬
‫‪.6‬غزارةُ العلمِ ‪ ،‬وكثرةُ الحفوظِ والفهومِ ‪.‬‬
‫‪.7‬الستفادةُ من تاربِ الناسِ وحكمِ الكماءِ واستنباطِ العلماءِ ‪.‬‬
‫‪.8‬إيادُ الَلَ َك ِة الاضمةِ للعلومِ ‪ ،‬والطالعةُ على الثقافات الواعية لدورها‬
‫ف الياة ‪.‬‬
‫‪.9‬زيادةُ اليانِ خاصّةً ف قراءة كتبِ أهلِ السلمِ ‪ ،‬فإن الكتاب من‬
‫أعظم الوعّاظ ‪ ،‬ومن أج ّل الزاجرين ‪ ،‬ومن أكب الناهي ‪ ،‬ومن‬
‫أحكمِ المرين ‪.‬‬
‫‪.10‬راحةٌ للذّهن من التشتّتِ ‪ ،‬وللقلب من التشرذُمِ ‪ ،‬وللوقتِ من‬
‫الضياعِ ‪.‬‬
‫خ ف َفهْمِ الكلمةِ ‪ ،‬وصياغةِ الادةِ ‪ ،‬ومقصودِ العبارةِ ‪،‬‬ ‫‪.11‬الرسو ُ‬
‫ومدلولِ الملةِ ‪ ،‬ومعرفةِ أسرارِ الكمةِ ‪.‬‬
‫وليس بأنْ طعمت ول شربتا‬ ‫ح أرواحُ العان‬
‫فروحُ الرو ِ‬
‫***********************************‬
‫وقفــة‬
‫مرض أبو بك ٍر رضي ال عنه فعادوه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أل ندعو لك الطبيب ؟ فقال ‪ :‬قد‬
‫رآن الطبيب ‪ .‬قالوا ‪ :‬فأيّ شيء قال لك ؟ قال ‪ :‬إن فعّالٌ لا أريدُ ‪.‬‬
‫قال عمرُ بنُ الطابِ رضي ال عنه ‪ :‬وجدنا خَيْرَ عيشنِا بالصبِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقال أيضا ‪ :‬أفضلُ عيشٍ أدركناه بالصب ‪ ،‬ولو أ ّن الصب كان من الرجالِ كان‬
‫كريا ‪.‬‬
‫وقال عليّ بن أب طالب رضي ال عنه ‪ :‬أل إن الصّبْرَ من اليان بنلة الرأسِ من‬
‫س بار السمُ ‪ ،‬ث َرفَ َع صوتَه فقال ‪ :‬إنه ل إيان لن ل صَبْرَ له ‪.‬‬‫السدِ ‪ ،‬فإذا قُطع الرأ ُ‬
‫وقال ‪ :‬الصبُ مطيّةٌ ل تَكْبُو ‪.‬‬
‫وقال السن ‪ :‬الصب كَنْزٌ من كنوزِ اليِ ‪ ،‬ل يعطيه الُ إل لعبدٍ كريٍ عنده ‪.‬‬
‫وقال عمرُ بنُ عبدالعزيز ‪ :‬ما أنعم الُ على عبدٍ نعمةً ‪ ،‬فانتزعَها منه ‪ ،‬فعاضه‬
‫مكانا الصب ‪ ،‬إلّ كان ما عوّضه خيا ما انتزعهُ ‪.‬‬
‫وقال ميمون بنُ مهران ‪ :‬ما نال أحد شيئا من ختمِ ال ِي فيما دونه إل الصب ‪.‬‬
‫وقال سليمان بنُ القاسم ‪ :‬كلّ عمل يُعرف ثوابه إل الصبّ ‪ ،‬قال تعال ‪ ﴿ :‬إِّنمَا‬
‫يُوَفّى الصّاِبرُونَ أَ ْجرَهُم ِبغَ ْيرِ ِحسَابٍ ﴾ قال ‪ :‬كالال النهمر ‪.‬‬
‫*****************************‬
‫ل تزنْ لنّ هناك مشهدا آخر وحياةً أخرى ‪ ،‬ويوما ثانيا‬
‫يمع ال فيه الوّلي والخرين ‪ ،‬وهذا يعلك تطمئنّ لعدلِ الِ ‪ ،‬فَمَنْ سُِلبَ مالُه‬
‫هنا وجده هناك ‪ ،‬ومن ظُلم هنا أُنصف هناك ‪ ،‬ومن جار هنا عُوقِب هناك !!‬
‫نُقل عن « كانت » الفيلسوف اللان أنه قال ‪ (( :‬إن مسرحيّة الياة الدنيا ل‬
‫تكتملْ بَ ْعدُ ‪ ،‬ولبدّ من مشهدٍ ثانٍ ؛ لننا نرى هنا ظالا ومظلوما ول ندْ النصاف ‪،‬‬
‫وغالبا ومغلوبا ول ند النتقام ‪ ،‬فلبدّ إذن من عالٍ آخر يتمّ فيه العَدْلُ )) ‪.‬‬
‫قال الشيخ علي الطنطاوي معلّقا ‪ :‬وهذا الكلم اعتراف ضمن باليوم الخر‬
‫والقيامة ‪ ،‬من هذا الجنب ‪.‬‬
‫وقاضي الرضِ أجحف ف القضاءِ‬ ‫إذا جارَ الوزيرُ وكاتبِاهُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لقاضي الرضِ من قاضي السماءِ‬ ‫َفوَيْلٌ ث وَيْلٌ ُثمّ وْيلٌ‬
‫حسَابِ ﴾ ‪.‬‬
‫اْل ِ‬
‫﴿ لَا ظُ ْلمَ الَْيوْمَ إِنّ ال ّلهَ َسرِيعُ‬
‫*********************************‬
‫ت من تاربِ القومِ‬
‫أقوالٌ عاليةٌ ونُقول ٌ‬
‫كتب « روبرت لويس ستيفنسون » ‪ (( :‬فكل إنسان يستطيع القيام بعمله مهما‬
‫كان شاقّا ف يوم واحد ‪ ،‬وكل إنسانٍ يستطيعُ العيش بسعادة حت تغيب الشمسُ ‪.‬‬
‫وهذا ما تعنيه الياة )) ‪.‬‬
‫قال أحدهم ‪ (( :‬ليس لك من حياتِك إل يومٌ واحد ‪ ،‬أمس ذهب ‪ ،‬و َغدٌ ل يأتِ‬
‫)) ‪.‬‬
‫كتب « ستيفن ليكوك » ‪ :‬فالطفل يقول ‪ :‬حي أصبح صبيّا ‪ ،‬والصبّ يقول ‪:‬‬
‫حي أُصبح شابّا ‪ .‬وحي أُصبح شابّا أتزوج ‪ .‬ولكن ماذا بعد الزواج؟ وماذا بَ ْعدَ كل‬
‫هذه الراحل؟ تتغيُ الفكرة نو ‪ :‬حي أكون قادرا على التقاعُد ‪ .‬ينظر خلفه ‪ ،‬وتلفحه‬
‫رياح باردة ‪ ،‬لقد فقد حياته الت ولّت دون أن يعيش دقيقةً واحدة منها ‪ ،‬ونن نتعلّم‬
‫بعد فواتِ الوانِ أنّ الياة تقعُ ف كل دقيقة وكلّ ساعة من يومنا الاضرِ )) ‪.‬‬
‫وكذلك السوّفُون بالتوبة ‪.‬‬
‫قال أحد السلف ‪ (( :‬أنذرتُكم ( سوف ) ‪ ،‬فغنها كلمةٌ كم منعت من خي‬
‫وأخّرت من صلح )) ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫﴿ ذَرْ ُهمْ يَ ْأكُلُواْ وَيََتمَّتعُواْ وَيُ ْل ِه ِهمُ ا َلمَلُ َفسَوْفَ َيعْ َلمُونَ‬
‫يقول الفيلسوف الفرنسي « مونتي » ‪ (( :‬كانت حيات مليئة بالظّ السيئ الذي‬
‫ل يرحمْ أبدا )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قلتُ ‪ :‬هؤلء ل يعرفوا الكمة من خلْقهم ‪ ،‬على الرغم من ذكائهم ومعارفهم ‪،‬‬
‫جعَلِ ال ّلهُ َلهُ نُورا َفمَا‬
‫‪َ ﴿ ،‬ومَن ّلمْ َي ْ‬ ‫لكن ل يهتدوا بدي ال الذي بعث به رسوله‬
‫َلهُ مِن نّورٍ﴾ ‪ ﴿ .‬إِنّا َهدَيْنَاهُ السّبِيلَ ِإمّا شَاكِرا وَِإمّا َكفُورا ﴾ ‪.‬‬
‫يقول ‪ « :‬دانسي » ‪ (( :‬فكّرْ إن هذا اليوم لن ينبثق ثانيةً )) ‪.‬‬
‫قلتُ ‪ :‬وأجلُ منه وأكملُ حديث ‪ (( :‬صلّ صلةَ مو ّدعٍ ))‬
‫ومن جعل ف خلدِهِ أن هذا اليوم الذي يعيشُ فيه آخرُ أيامِهِ ‪ ،‬جدّدَ توبته ‪،‬‬
‫وأحسن عمله ‪ ،‬واجتهد ف طاعِة ربّهِ واتباعِ رسولِهِ ‪.‬‬
‫كتب الثل السرحي الندي الشهي « كاليداسا » ‪:‬‬
‫تيةً للفجر‬
‫انظرْ إل هذا النهار‬
‫لنه هو الياة ‪ ،‬حياة الياة‬
‫ف فترتِهِ ‪ ،‬تُوجد متلفُ حقائقِ وجودِك‬
‫نعم ُة النّ ُموّ‬
‫العملُ الجيدُ‬
‫وباءُ النتصارِ‬
‫ولن المس ليس سوى حُُلمٍ‬
‫وال َغدُ ليس إل رُؤًى‬
‫لك ّن اليوم الذي تعيشه بأكمله يعل المس حُلْما جيلً‬
‫وكل غد رؤيةً للملِ‬
‫فانظر جيّدا إل هذا النهار‬
‫هذه هي تية الفجر‬
‫*********************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫اسألْ نفسك هذه السئلة‬
‫أغلق البواب الديديّة على الاضي والستقبل ‪ ،‬وعشْ دقائقَ يومِك ‪:‬‬
‫‪.1‬هل أقصد أن أؤجّل حيات الاضرة من أجل القلقِ بشأنِ‬
‫الستقبلِ ‪ ،‬أو النيِ إل (( حديقة سحرية وراء ا ُلفُقِ )) ؟‬
‫‪.2‬هل أجعل حاضري مريرا بالتطّلعِ إل أشياء َحدَيَثْ ف الاضي ‪،‬‬
‫ت وانقضتْ مع مرورِ الزمنِ ؟‬ ‫َحدَثَ ْ‬
‫‪.3‬هل أستيقظُ ف الصباحِ ‪ ،‬وقد ص ّممْتُ على استغل ِل النهارِ ‪،‬‬
‫والفاد ِة القصوى من الساعات الربعِ والعشرين القبلة ؟‬
‫‪.4‬هل أستفيد من الياة إذا ما عشتُ دقائق يومي ؟‬
‫‪.5‬مت سأبدأُ ف القيام بذلك ؟ السبوع القبل ؟ ‪ ..‬ف الغدِ ؟ ‪..‬‬
‫أو اليومَ ؟‬
‫حدُث ؟ ث ‪:‬‬ ‫‪.6‬اسألْ نفسك ‪ :‬ما اسوأُ احتمالٍ يكنُ أنْ َي ْ‬
‫‪ -‬جهّزْ نفسك لقبول ِه وتمّلِهِ ‪.‬‬
‫‪ -‬باشْرِ بدوءٍ لتحسي ذلك الحتمالِ ‪ ﴿ .‬اّلذِينَ قَالَ َل ُهمُ النّاسُ ِإنّ النّاسَ‬
‫﴾‬ ‫َقدْ َج َمعُواْ لَ ُكمْ فَا ْخشَوْ ُهمْ َفزَادَ ُهمْ إِيَانا وَقَالُواْ َحسْبُنَا ال ّلهُ وَِن ْعمَ اْلوَكِيلُ‬
‫‪.‬‬
‫********************************‬
‫وقفــــة‬

‫جعَل ّلهُ َمخْرَجا{‪ }2‬وََي ْرزُ ْقهُ ِمنْ حَيْثُ لَا َيحَْتسِبُ َومَن‬
‫﴿ َومَن يَّتقِ ال ّلهَ َي ْ‬
‫جعَلُ ال ّلهُ َبعْ َد ُعسْرٍ ُيسْرا ﴾ ‪.‬‬
‫يَتَوَكّلْ عَلَى ال ّلهِ َفهُوَ َحسُْبهُ ﴾ ‪ ﴿ .‬سََي ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫سرِ‬
‫(( واعلم أن النصر مع الصبِ ‪ ،‬وأن الفرج مع الكرْبِ ‪ ،‬وأنّ مع العُ ْ‬
‫ُيسْرا )) ‪.‬‬
‫(( أنا عند ظنّ عبدي ب فلَْي ُظنّ ب ما شاء )) ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫اْلعَلِيمُ ﴾‬ ‫سمِيعُ‬
‫﴿ َفسَيَكْفِي َك ُهمُ ال ّلهُ وَهُوَ ال ّ‬
‫﴿ وَتَوَكّ ْل عَلَى اْلحَيّ اّلذِي لَا َيمُوتُ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َف َعسَى ال ّلهُ أَن يَأْتِيَ بِاْلفَ ْتحِ َأوْ َأ ْمرٍ ّم ْن عِندِهِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ لَ ْيسَ َلهَا مِن دُونِ ال ّلهِ كَا ِشفَةٌ ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫الزنُ يطّمُ القوّة ويهدّ السم‬
‫قال الدكتور « ألكسيس كاريل » الائز على جائزة نوبل ف الطبّ ‪ (( :‬إن‬
‫رجال العمالِ الذين ل يعرفون مابة القلقِ ‪ ،‬ويوتون باكرا )) ‪.‬‬
‫قلتُ ‪ :‬كلّ شيء بقضا ٍء وقدرٍ ‪ ،‬لكن قد يكون العن ‪ :‬أن من السباب التلفة‬
‫للجسم الحطّمة للكيان ‪ ،‬هو القلقُ ‪ .‬وهذا صحيح ‪.‬‬
‫(( والزنُ أيضا يثيُ القُرْحة! )) ‪:‬‬
‫يقول الدكتور « جوزيف ف ‪ .‬مونتاغيو » مؤلف كتاب (( مشكلة العصبية‬
‫)) ‪ ،‬يقول فيه‪ (( :‬أنت ل تُصاب بالقُرْ َح ِة بسببِ ما تتناولُ من طعامٍ ‪ ،‬بل بسببِ ما‬
‫يَ ْأكُلُك )) !!‪.‬‬
‫قال التنب ‪:‬‬
‫ويُشيبُ ناصية الغلمِ ويُهرِمُ‬ ‫والمّ يترمُ السيم نافةً‬
‫وطبقا لجلة « ليف » تأت القُرْحَ ُة ف الدرجة العاشرةِ من المراض الفتّاكة ‪.‬‬
‫لزْنِ ‪:‬‬
‫وإليك بعض آثارِ ا ُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫تُرجت ل قطعة من كتاب الدكتور إدوار بودولسكي ‪ ،‬وعنوانه ‪ (( :‬دعِ القلق‬
‫وانطلق نو الفضلِ )) إليك بعضا من عناوين فصولِ هذا الكتاب ‪:‬‬
‫•ماذا يفعلُ القلقُ بالقلبِ ‪.‬‬
‫•ضغطُ الدمِ الرتفع يغذّيه القلقُ ‪.‬‬
‫•القَلَقُ يكن أن يتسبب ف أمراضِ الروماتيزم ‪.‬‬
‫•خفّفْ من قلقِك إكراما لعدتِك ‪.‬‬
‫•كيف يكن أن يكون القلقُ سببا للبدِ ‪.‬‬
‫•القلق والغدّةُ الدرقيةُ ‪.‬‬
‫•مصابُ السكري والقلقُ ‪.‬‬
‫وف ترجة لكتاب د‪ .‬كارل مانينغر ‪ ،‬أحد الطباء التخصصي ف الطبِ‬
‫النفسي ‪ ،‬وعنوانه ‪ (( :‬النسان ضدّ نفسه )) ‪ ،‬يقول ‪ (( :‬ل يعطيك الدكتور مانينغر‬
‫قواعدَ حولَ كيفيةِ اجتنابِ القلقِ ‪ ،‬بل تقريرا مذهلً عن كيف نطمُ أجسادنا وعقولنا‬
‫بالقلقِ والكْبتِ ‪ ،‬والقدِ والزدراءِ ‪ ،‬والثورةِ والوْفِ )) ‪.‬‬
‫إن من أعظم منافع قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَاْلعَا ِفيَ َعنِ النّاسِ ﴾ ‪ :‬راحة القلب ‪ ،‬وهدوءَ‬
‫الاطِرِ ‪ ،‬وسعَةَ البالِ والسعادة ‪.‬‬
‫وف مدينة « بوردو » الفرنسية ‪ ،‬يقول حاكمها الفيلسوف الفرنسي « مونتي »‬
‫‪ (( :‬أرغبُ ف معالة مشاكلكم بيدي وليس بكبدي ورئتّ )) ‪.‬‬
‫لقْدُ ؟‬
‫ماذا يفعل الزنُ ‪ ،‬والمّ وا ِ‬
‫وضع الكتور راسل سيسيل – من جامعة « كورنيل » ‪ ،‬معهد الطب – أربعة‬
‫أسبابٍ شائعة تسبب ف التهابِ الفاصلِ ‪:‬‬
‫‪.1‬انيارُ الزواجِ ‪.‬‬
‫‪.2‬الكوارثُ الاديةُ والزنُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪.3‬الوحد ُة والقلقُ ‪.‬‬
‫‪.4‬الحتقارُ والِ ْقدُ ‪.‬‬
‫وقال الدكتور وليم مالك غوينغل ‪ ،‬ف خطاب لتاد أطباء السنان المريكيي ‪:‬‬
‫(( إن الشاعر غَيْرِ السارّةِ مِثْل القلقِ والوفِ ‪ ..‬يكن أن تؤثر ف توزيع الكالسيوم ف‬
‫السم ‪ ،‬وبالتال تؤدي إل تََلفِ السنانِ )) ‪.‬‬
‫وتناول أمورك بدوء ‪:‬‬
‫يقول دايل كارنيجي ‪ (( :‬إن الزنوج الذين يعيشون ف جنوبِ البلدِ والصينيي‬
‫نادرا ما يُصابون بأمراض القلبِ الناتةِ عن القلقِ ؛ لنم يتناولون المور بدوء )) ‪.‬‬
‫ويقول ‪ (( :‬إن عدد المريكيي الذين يُقبلون على النتحار هو أكثر بكثي من‬
‫الذين يوتون نتيجة للمراض المسة الفتّاكة )) ‪.‬‬
‫وهذه حقيقة مذهلة تكا ُد ل تصدّقُ !‬
‫حسّنْ ظنّك بربّك ‪:‬‬
‫قال وليم جايس‪(( :‬إن ال يغفرُ لنا خطايانا‪ ،‬لكن جهازنا العصب ل يفعل ذلك‬
‫أبدا))!‬
‫ذكر ابن الوزير ف كتابه «العواصم والقواصم» ‪(( :‬إن الرجاء ف رحة ال ‪ -‬عزّ‬
‫وجلّ ‪ -‬يفتح المل للعبدِ‪ ،‬ويقوّيه على الطاعةِ ‪ ،‬ويعلُه نشيطا ف النوافلِ سابقا إل‬
‫الياتِ)) ‪.‬‬
‫قلتُ ‪ :‬وهذا صحيح ‪ ،‬فإن بعض النفوس ل يصلحها إل تذكّر رحة ال وعفوه‬
‫وتوبته وحلمه ‪ ،‬فتدنو منه ‪ ،‬وتتهدُ وتثابرُ ‪.‬‬
‫إذا هامَ بِك اليالُ ‪:‬‬
‫يقول توماس أدسون ‪ (( :‬ل توجد وسيلةٌ يلجأُ إليها النسانُ هَرَبا من التفكي ))‬
‫‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وهذا صحيح بالتجربة ‪ ،‬فإن النسان قد يقرأُ أو يكتبُ وهو يفكرُ ‪ ،‬ولكن من‬
‫أحسن ما ي ّد التفكي ويضبطه العملُ الادّ الثمرُ النافعُ ‪ ،‬فإن أهل الفراغ أهلُ خيالٍ‬
‫وجنوحٍ وأراجيف ‪.‬‬
‫****************************‬
‫رحّبْ بالنّق ِد البنّاءِ‬
‫يقولُ أندريه مورو ‪ (( :‬إنّ كلّ ما يتفقُ مع رغباتِنا الشخصيةِ يبدو حقيقيّا ‪،‬‬
‫وكلّ ما هو غيُ ذلك يُثي غضبنا ‪.‬‬
‫قلتْ وكذلك النصائح والنقدُ ‪ ،‬فالغالبُ أننا نبّ الدح ونَطْ َربُ لهُ ‪ ،‬ولو كان‬
‫باطلً ‪ ،‬ونكر ُه النقد والذّمّ ولو كان حقّا وهذا عيبٌ وخطأٌ خطيٌ ‪.‬‬
‫﴿ وَِإذَا دُعُوا إِلَى ال ّلهِ وَرَسُوِلهِ لَِيحْ ُكمَ بَيَْن ُهمْ ِإذَا َفرِيقٌ مّ ْنهُم ّم ْعرِضُونَ{‪}48‬‬
‫حقّ يَأْتُوا إِلَ ْيهِ ُم ْذعِِنيَ ﴾ ‪.‬‬
‫وَإِن يَكُن ّل ُهمُ اْل َ‬
‫يقو ُل وليمُ جايس ‪ (( :‬عندما يت ّم التوصلّ إل قرارٍ يُن ّفذُ ف نفسِ اليومِ ‪ ،‬فإنك‬
‫ستتخلّص كليّا من المومِ لبت ستسيطرُ عليك فيما أنت تفكرُ بنتائجِ الشكلةِ ‪ ،‬وهو‬
‫يعن أنك إذا اتذت قرارا حكيما يركزُ على الوقائعِ ‪ ،‬فامضِ ف تنفيذِ ِه ول تتوقّف‬
‫متردّدا أو قلِقاُ أو تتراجعٌ ف خطواتِك ‪ ،‬ول تضّيعْ نفسك بالشكوكِ الت ل تلدُ غلّ‬
‫الشكوك ‪ ،‬ول تستمرّ ف النظرِ إل ما وراءِ ظهرك )) ‪.‬‬
‫واشدوا ف ذلك ‪:‬‬
‫حيان ل ظفرٌ ول إخفاقُ‬ ‫ومٌشّتتُ العزماتِ يُنفقُ عمرهُ‬
‫وقال آخرُ ‪:‬‬
‫فإنّ فساد الرأي أة تتردّدا‬ ‫إذا كنت ذا رأي فكنُ ذا عزيةٍ‬
‫إن الشجاعة ف اتاذِ القرارِ إنقاذ لك من القلقِ والضطرابِ ‪َ ﴿ .‬فِإذَا َعزَمَ الَْأ ْمرُ‬
‫خَيْرا ّلهُمْ ﴾ ‪.‬‬ ‫صدَقُوا ال ّلهَ لَكَانَ‬
‫فَلَوْ َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫**************************************‬
‫ل تتوقفْ متفكّرا أو متردّدا‬
‫بل اعملْ وابذُ ْل واهجرِ الفراغ‬
‫يقولُ الدكتو ُر ريتشاردز كابوت ‪ :‬أستاذُ الطبّ ف جامعةِ ( هارفرد ) ‪ ،‬ف كتاب ِة‬
‫ش النسانُ ) ‪ (( :‬بصفت طبيبا ‪ ،‬أنصحُ بعلجِ ( العملِ ) للمرضى الذين‬ ‫بعنوان ( ب يعي ُ‬
‫يعانون من الرتعاشِ الناتجِ عن الشكوكِ والتردّدِ والوفِ ‪ ..‬فالشجاعةُ الت ينحُها‬
‫العملُ لنا هي مث ُل العتمادِ على النّفسِ الذي جعله ( أمرسونُ ) دائم الرّوعةِ )) ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫شرُوا فِي اْلأَ ْرضِ وَابَْتغُوا مِن فَضْلِ ال ّلهِ‬
‫﴿ فَِإذَا ُقضِيَتِ الصّلَاةُ فَانَت ِ‬
‫يقولُ جورج برناردشو ‪ (( :‬يكنُ سرّ التعاسةِ ف أن يتاح لك وقتٌ لرفاهي ِة‬
‫التفكيِ ‪ ،‬فيما إذا كنت سعيدا أو ل ‪ ،‬فل تتمّ بالتفكيِ ف ذلك بل ابق منهمكا ف‬
‫العمل ‪ ،‬عندئذ يبدأُ دمُك ف الدورانِ ‪ ،‬وعقُلك بالتفكيِ ‪ ،‬وسرعان ما تُذ ِهبُ الياةُ‬
‫الديدة القلق من عقلِك ! عملْ وابق منهمكا ف العملِ ‪ ،‬فإنّ أرخص دواءٍ موجودٍ على‬
‫وج ِه الرضِ وأفضلُه )) ‪.‬‬
‫﴿ وَقُ ِل ا ْعمَلُواْ َفسََيرَى ال ّل ُه عَمَلَ ُكمْ وَرَسُوُلهُ وَاْلمُ ْؤمِنُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫يقولُ دزرائيلي ‪ « :‬الياةُ قصيةٌ جدا ‪ ،‬لتكون تافه ًة » ‪.‬‬
‫وقال بعض حكماءِ العربِ ‪ « :‬الياةُ أقصرُ من أن نقصّرها بالشحناءِ » ‪.‬‬
‫ض عَ َددَ سِِنيَ{‪ }112‬قَالُوا لَبِثْنَا يَوْما أَوْ َبعْضَ يَوْمٍ‬
‫﴿ قَالَ َكمْ لَبِثُْتمْ فِي اْلأَ ْر ِ‬
‫فَا ْسأَلْ اْلعَادّينَ{‪ }113‬قَالَ إِن لّبِثُْتمْ إِلّا قَلِيلً لّوْ أَنّ ُكمْ كُنُتمْ َتعْ َلمُونَ ﴾ ‪.‬‬

‫أكثرُ الشائعاتِ ل صحّة لا ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ب هنديّ ف التاريخ‬ ‫يقولُ النرالُ جورج كروك – وهو ربا أعظمُ مار ٍ‬
‫المريكيّ – ف صفحة ‪ 77‬من مذكراته ‪ « :‬إنّ كلّ قلقِ وتعاسةِ النودِ تقريبا تصدرُ من‬
‫ميلتِهمْ وليس من الواقعِ » ‪.‬‬
‫حةٍ عَلَ ْيهِمْ ﴾ ﴿ لَوْ َخرَجُواْ فِيكُم مّا‬
‫حسَبُونَ كُلّ صَ ْي َ‬
‫قال سبحانهُ وتعال‪َ ﴿ :‬ي ْ‬
‫ضعُواْ ِخلَلَ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫زَادُو ُكمْ إِلّ خَبَالً ولَوْ َ‬
‫يقولُ الستاذُ هوكسْ – من جامعة « كولومبيا » ‪ -‬إنه اتذ هذهِ الترنيمة واحدا‬
‫من شعاراتِهِ ‪ « :‬لكلّ علّ ٍة تت الشمس يُوجدُ علجٌ ‪ ،‬أو ل يوجدُ أبدا ‪ ،‬فإنْ كان‬
‫يوجدُ علجٌ حاول أن تدهُ ‪ ،‬وإن ل يكنْ موجودا ل تتمّ بهِ » ‪.‬‬
‫وف حديثٍ صحيحٍ ‪ (( :‬ما أنزل الُ من داءٍ إل أنزل له دواء علِمهُ من عَ ِل َمهُ‬
‫وجهِ َلهُ مَنْ جهِ َلهُ )) ‪.‬‬
‫الرفقُ ينبُك الزالق ‪:‬‬
‫قال أستا ٌذ يابانّ لتلميذهِ ‪ « :‬النناءُ مثلُ الصّفصاصِ ‪ ،‬وعدمُ القاومةِ مثلُ البلّوط » ‪.‬‬
‫سرَةً )) ‪.‬‬
‫وف الديث ‪ (( :‬الؤمنُ كالامةِ من الزرعِ ‪ ،‬تفيئُها الريحُ َيمَْنةً وَي ْ‬
‫والكيمُ كالاءِ‪ ،‬ل يصطدمُ ف الصخرةِ‪ ،‬لكنه يأتيها َيمْنَ ًة ويسْرَةُ ومِ ْن فوقِها ومِنْ‬
‫تِتها‪.‬‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬الؤمنُ كالملِ النِفِ ‪ ،‬لو أُنيخ على صخرةٍ لناخ عليها ))‬
‫‪.‬‬
‫ما فات لن يعود ‪:‬‬
‫﴿ لِكَيْلَا َتأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫وقف الدكتورُ بول براندون ‪ ،‬وألقى بزجاجةِ حليبٍ إل الرضِ ‪ ،‬وهتف قائلً ‪:‬‬
‫« ل تبكِ على الليب الُراق » ‪.‬‬
‫وقالتِ العامّة ‪ :‬الذي ل يُكَْتبْ لك عسيٌ عليك ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقال آدمُ لوسى عليهما السلمُ ‪ :‬أتلومن على شيءٍ كتب ُه الُ عليّ قبل أن يلقن‬
‫‪ (( :‬فحجّ آدمُ موسى ‪ ،‬فحجّ آدمُ موسى ‪ ،‬فحجّ‬ ‫بأربعي عاما ؟ قال رسو ُل الِ‬
‫آدم موسى )) ‪.‬‬
‫وابث عن السعادةِ ف نفسك وداخلكِ ل من حولِك وخارجِك ‪.‬‬
‫سهِ يستطيعُ أن يعل‬
‫قال الشاع ُر النليزيّ ميلتون ‪ (( :‬إنّ العقل ف مكانهِ وبِنف ِ‬
‫النة جحيما ‪ ،‬والحيم جنةً )) !‬
‫قال التنب ‪:‬‬
‫وأخو الهالةِ ف الشقاو ِة ينعمُ‬ ‫ذو العقْلِ يشقى ف النعيمِ بعقلِهِ‬
‫فاليا ُة ل تستحقّ الزن ‪:‬‬
‫قال نابليو ُن ف « سانت هيلينا » ‪ « :‬ل أعرفْ ستة أيامٍ سعيدةِ ف حيات » !!‬
‫قال هشامُ بنُ عبدِاللكِ ‪-‬الليفةُ‪ « .:-‬عددتُ أيام سعادت فوجدتُها ثلثة َعشَرَ‬
‫يوما »‬
‫وكان أبوه عبدُاللكِ يتأوّه ويقولُ ‪ « :‬يا ليتن لْ أتولّ اللفة » ‪.‬‬
‫قال سعيدُ بنُ السيبِ ‪ :‬المدُ لِ الذي جعلهُمْ يفرّرون إلينا ول نفرّ إليهم ‪.‬‬
‫ودخل ابن السماكِ الواعظُ على هارون الرشيدِ ‪ ،‬فظمئ هارونُ وطلب شرْبة‬
‫ماءٍ ‪ ،‬فقال ابنُ السماكِ ‪ :‬لو مُنعتَ هذهِ الشربة يا أمي الؤمني ‪ ،‬أتفتديها بنصفِ ملكك‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬فلمّا شربا ‪ ،‬قال ‪ :‬لو مُنعت إخراجها ‪ ،‬أتدفعُ نصف ملكك لتخرُج ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ابنُ السماكِ ‪ :‬فل خي ف ملكٍ ل يساوي شربة ماءٍ ‪.‬‬
‫إ ّن الدنيا إذا خلتْ من اليا ِن فل قيمة لا ول وزن ول معن ‪.‬‬
‫يقولُ إقبالُ ‪:‬‬
‫ول دنيا لِمنْ ل يُحيي دينا‬ ‫إذا اليانُ ضاع فل أمانٌ‬
‫فقدْ جعل الفناء لا قرينا‬ ‫ومن رضي الياة بغيِ دينٍ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال أمرسونُ ف نايةِ مقالتهِ عن ( العتمادِ على النفسِ ) ‪ « :‬إنّ النصر‬
‫السياسيّ ‪ ،‬وارتفاع الجورِ ‪ ،‬وشفاءك من الرضِ ‪ ،‬أو عودة اليامِ السعيدةِ تنفتحُ أمامك‬
‫‪ ،‬فل تصدّقُ ذلك ؛ ل ّن المر لن يكون كذلك ‪ .‬ول شيء يلبُ لك الطمأنينة إل‬
‫نفسُك » ‪.‬‬
‫﴿ يَا أَيُّتهَا الّن ْفسُ اْلمُ ْطمَئِّنةُ{‪ }27‬ارْ ِجعِي إِلَى رَبّكِ رَاضَِيةً ّمرْضِيّةً ﴾ ‪.‬‬
‫حذّر الفيلسوفُ الروائيّ أبيكتويتوس ‪ « :‬بوجوب الهتمامِ بإزال ِة الفكارِ الاطئةِ‬
‫من تفكيِنا ‪ ،‬أكثر من الهتما ِم بإزال ِة الورمِ والرضِ منْ أجسادِنا » ‪.‬‬
‫والعجبُ أنّ التحذير من الرض الفكريّ والعقائديّ ف القرآن أعظمُ من الرضِ‬
‫السمانّ ‪ ،‬قال سبحانه ‪ ﴿ :‬فِي قُلُوِبهِم ّم َرضٌ َفزَادَ ُهمُ ال ّلهُ َمرَضا وََلهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ‬
‫ِبمَا كَانُوا يَ ْكذِبُونَ ﴾ ﴿ فَ َلمّا زَاغُوا أَزَاغَ ال ّلهُ قُلُوَبهُمْ ﴾ ‪.‬‬
‫تبنّى الفيلسوفُ الفرنسيّ مونتي هذه الكلماتِ شعارا ف حياتِهِ ‪ « :‬ل يتأثرُ‬
‫النسانُ با يدثُ مثلما يتأثرُ برأيِهِ حول ما يدثُ » ‪.‬‬
‫وف الثر ‪ (( :‬اللهم رضّن بقضائك حت أعلم أن ما أصابن ل يكنْ ليخطئن ‪،‬‬
‫وما أخطأن ل يكن ليصيبن )) ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫وقفـــةٌ‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الزن يُزعجُك من الاضي ‪ ،‬ويوّفك من الستقبلِ ‪ ،‬ويُذهبُ‬
‫عليك يومك ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الزن ينقبضُ له القلبُ ‪ ،‬ويعبسُ له الوجهُ ‪ ،‬وتنطفئُ منهُ الروحُ ‪،‬‬
‫ويتلشى معه الملُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الزن يسرّ العدوّ ‪ ،‬ويغيظُ الصديق ‪ ،‬وُيشْمِت بك الاسد ‪ ،‬ويغيّرُ‬
‫عليك القائق ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الزن ماصمةٌ للقضاءِ ‪ ،‬وتبّمٌ بالحتومِ ‪ ،‬وخروجٌ على النسِ ‪،‬‬
‫ونقمةٌ على النعمةِ ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬لنّ الزن ل يردّ مفقودا وذاهبا ‪ ،‬ول يبعثُ ميّتا ‪ ،‬ول يردّ قدرا ‪،‬‬
‫ول يلبُ نفعا ‪.‬‬
‫ل تزنْ ‪ :‬فالزنُ من الشيطانِ والزنُ يأسٌ جاثٌ ‪ ،‬وفقرٌ حاضرٌ ‪ ،‬وقنوطٌ دائمٌ ‪،‬‬
‫ق ذريعٌ ‪.‬‬
‫وإحباطٌ مقّقٌ ‪ ،‬وإخفا ٌ‬
‫ضعْنَا عَنكَ ِوزْ َركَ{‪ }2‬اّلذِي أَنقَضَ َظ ْهرَكَ{‬
‫صدْرَكَ{‪َ }1‬ووَ َ‬
‫شرَحْ َلكَ َ‬
‫﴿ أََلمْ َن ْ‬
‫سرِ ُيسْرا{‪ }6‬فَِإذَا‬
‫سرِ ُيسْرا{‪ِ }5‬إنّ مَعَ اْلعُ ْ‬
‫‪ }3‬وَرَ َفعْنَا لَكَ ذِ ْكرَكَ{‪َ }4‬فإِنّ مَعَ اْل ُع ْ‬
‫َفرَغْتَ فَانصَبْ{‪ }7‬وَإِلَى رَبّكَ فَا ْرغَبْ ﴾ ‪.‬‬
‫************************************‬
‫ل تزنْ ما د ْمتَ مؤمنا بال‬
‫إنّ هذا اليان هو س ّر الرضا والدوءِ والمنِ ‪ ،‬وإنّ الَيْ َرةَ والشقاءَ مع اللا ِد‬
‫والشكّ ‪ .‬ولقدْ رأيتُ أذكياء – بل عباقرةً – خلتْ أفئدتُهمْ من نورِ الرسالِة ‪ ،‬فطفحتْ‬
‫ألسنتُهمْ عنِ الشريعةِ ‪.‬‬
‫يقولُ أبو العلءِ الع ّريّ عنِ الشريعةِ ‪ :‬تناقضٌ ما لنا إل السكوتُ له !!‬
‫ويقولُ الرازيّ ‪ :‬ناية إقدامِ العقولِ عِقالُ ‪.‬‬
‫ويقولُ الوين ‪ ،‬وهو ل يدري أين الُ ‪ :‬حيّرن المدانّ ‪ ،‬حين المدانّ ‪.‬‬
‫ويقولُ ابنُ سينا ‪ :‬إنّ العقل الفعّال هو الؤثّرُ ف الكونِ ‪.‬‬
‫ويقولُ إيليا أبو ماضي ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت ُقدّامي طريقا‬
‫ولقد أبصر ُ‬ ‫جئتُ ل أعلمُ مِن أين ولكنّ أتيتُ‬
‫ُعداتُعن القّ ‪.‬‬
‫فمشي‬
‫ت قُربا وب‬
‫إل ير ذلك من القوالِ الت تتفاو ُ‬
‫فعلمتُ أنه بسبِ إيان العبدِ يسعدُ ‪ ،‬وبسبِ حيْرِِتهِ وشكّه يشقى ‪ ،‬وهذ ِه‬
‫ف الثيمُ فرعون‬
‫الطروحاتُ التأخرةُ بناتٌ لتلك الكلماتِ العاتي ِة من ُذ القِدم ‪ ،‬والنحر ُ‬
‫مَا عَ ِلمْتُ لَكُم ّمنْ إَِل ٍه غَ ْيرِي ﴾ ‪ .‬وقال ‪ ﴿ :‬أَنَا رَبّ ُكمُ الَْأعْلَى ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫قال ‪:‬‬
‫ويا لا من كفريّاتٍ دمّ َرتِ العال ‪.‬‬
‫يقولُ جايس ألي ‪ ،‬مؤلفُ كتاب « مثلما يفكرُ النسانُ » ‪ « :‬سيكتشفُ‬
‫النسانُ أن ُه كلما غيّر أفكاره إزاء الشيا ِء والشخاصِ الخرين ‪ ،‬ستتغيُ الشياءُ‬
‫والشخاصُ الخرون بدورِ ِهمْ ‪ ..‬دعْ شخصا ما يغيّرُ أفكارهُ ‪ ،‬وسندهشُ للسرعةِ الت‬
‫ستتغيُ با ظروفُ حياتِهِ الاديةِ ‪ ،‬فالشيءُ القدّسُ الذي يشكّل أهدافنا هو نفسنا ‪. » ..‬‬
‫وعن الفكارِ الاطئةِ وتأثيِها ‪ ،‬يقولُ سبحانه‪﴿ :‬بَلْ ظَنَنُتمْ أَن لّن يَنقَلِبَ‬
‫الرّسُولُ وَاْلمُ ْؤمِنُونَ إِلَى أَهْلِي ِهمْ أَبَدا َوزُّينَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِ ُكمْ وَظَنَنُتمْ َظنّ السّوْءِ َوكُنُتمْ‬
‫حقّ ظَنّ اْلجَا ِهلِّيةِ َيقُولُونَ هَل لّنَا ِمنَ ا َل ْمرِ مِن‬
‫قَوْما بُورا ﴾ ‪َ ﴿ .‬يظُنّونَ بِال ّل ِه غَ ْيرَ اْل َ‬
‫شَيْءٍ قُلْ إِنّ ا َلمْرَ ُك ّلهُ لِ ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫ويقولُ جايس ألي أيضا ‪ « :‬وكلّ ما يُحقّقه النسانُ هو نتيجةٌ مباشرةٌ لفكار ِه‬
‫الاصّةِ ‪ ..‬والنسانُ يستطيعُ النهوض فقطْ والنتصارَ وتقيق أهدافِهِ منْ خللِ أفكارِهِ ‪،‬‬
‫وسيبقى ضعيفا وتعِسا إذا ما رفض ذلك » ‪.‬‬
‫خرُوجَ‬
‫قال سبحانه عن العزيةِ الصادق ِة والفك ِر الصائبِ ‪ ﴿ :‬وََلوْ أَرَادُواْ اْل ُ‬
‫َلعَدّواْ َل ُه ُعدّةً وَلَـكِن َكرِهَ ال ّلهُ انِبعَاَث ُهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫وقال تعال ‪ ﴿ :‬وَلَ ْو عَ ِلمَ ال ّلهُ فِيهِمْ خَيْرا لّأ ْس َم َعهُمْ ﴾ ‪.‬‬
‫وقال ‪َ ﴿ :‬فعَ ِلمَ مَا فِي قُلُوِب ِهمْ فَأَنزَلَ السّكِيَنةَ عَلَيْ ِهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل تزنْ للتوافِهِ فإنّ الدنيا بأسْرها تافهةٌ‬
‫رُمي أحدُ الصالي الكبارُ بي براثِ ِن السدِ ‪ ،‬فأناه الُ منه ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬فيم‬
‫كنت تفكّر ؟ قال ‪ :‬أفكّر ف لعابِ السدِ ‪ ،‬هلْ هو طاهرٌ أم ل !! ‪ .‬وماذا قال العلماءُ‬
‫فيهِ ‪.‬‬
‫للباسلي مع القنا الطّارِ‬ ‫ولقد ذكرتُ ال ساعة خوفِهِ‬
‫يوم الوغى للواح ِد القهارِ‬ ‫فنسيتُ كلّ لذائذٍ جيّاشةٍ‬
‫إ ّن ال – جلّ ف عله – مايز بي الصحابةِ بسبِ مقاصد ِهمْ ‪ ،‬فقال ‪ ﴿ :‬مِنكُم‬
‫‪.‬‬ ‫خرَةَ ﴾‬
‫ال ِ‬ ‫مّن ُيرِيدُ الدّنْيَا َومِنكُم مّن ُيرِيدُ‬
‫ذكر ابنُ القيم أ ّن قيمة النسانِ هتُه ‪ ،‬وماذا يريدُ ؟! ‪.‬‬
‫وقال أحدُ الكماءِ ‪ :‬أخبْن عن اهتمامِ الرجلِ أُخبْكَ أيّ رجلٍ هو ‪.‬‬
‫وبلّغ أكناف الِمى من يريدُها‬ ‫أل بلّغ الُ المى من يريدُهُ‬
‫وقال آخرُ ‪:‬‬
‫وعدْنا باللوكِ مصفّدينا‬ ‫فعادوا باللّباسِ وبالطايا‬
‫ب ف البحرِ ‪ ،‬فوقع عابدٌ ف الاءِ ‪ ،‬فأخذ يوضّئ أعضاءه عضوا‬ ‫انقلب قار ٌ‬
‫عضوا ‪ ،‬ويتمضمضُ ويستنشقُ ‪ ،‬فأخرج ُه البح ُر ونا ‪ ،‬فسئل عنْ ذلك ؟ فقال ‪ :‬أردتُ‬
‫أن أتوضأ قبل الوتِ لكون على طهارةٍ ‪.‬‬
‫قدسيةً ويداك ف الكُلّبِ‬ ‫لِ َدرّك ما نسيت رسالةً‬
‫ف ساعةُ والوتُ ف الهدابِ‬ ‫ك ما رمشتْ عيونُك رمشةُ‬
‫أفدي َ‬
‫ت يشيُ إل تليلِ ليتِهِ بالا ِء وه ُم يوضّئونه !!‬
‫المامُ أحدُ ف سكراتِ الو ِ‬
‫ب الدّنْيَا وَ ُحسْنَ ثَوَابِ ال ِخرَةِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ فَآتَا ُهمُ ال ّلهُ ثَوَا َ‬
‫***********************************‬
‫العفو العفوَ‬
‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬
‫فإنك إنْ عفوت وصفحتَ نلت عزّ الدنيا وشرفَ الخرةِ ‪َ ﴿ :‬فمَ ْن َعفَا وَأَصْ َلحَ‬
‫‪.‬‬ ‫ال ّلهِ ﴾‬ ‫فَأَ ْجرُ ُه عَلَى‬
‫يقولُ شكسبيُ ‪ « :‬ل توقدِ الفرن كثيا لعدّوك ‪ ،‬لئلّ ترق به نفسك » ‪.‬‬
‫تراها ب ّق ف مغيبٍ ومطْلعِ‬ ‫فقلْ للعيونِ الرّمدِ للشمسِ أعيٌ‬
‫بأبصارِها ل تستفي ُق ول تعي‬ ‫وسامحْ عيونا أطفأ الُ نورها‬
‫وقال أحدُهم لسالِ بنِ عبدِال بنِ عمر العالِ التابعيّ ‪ :‬إنك رجلُ سوء! فقال ‪:‬‬
‫ما عَ َرفَن إلّ أنت ‪.‬‬
‫قال أديبٌ أمريكيٌ ‪ « :‬يكنُ أن تطّم العِصيّ والجارةُ عظامي ‪ ،‬لكنل ْن تستطيع‬
‫ت النيْل من » ‪.‬‬‫الكلما ُ‬
‫قال رجل لب بكر ‪ :‬والِ لسبنّك سبّا يدخلُ معك قبك ! فقال أبو بكر ‪ :‬بلْ‬
‫يدخلُ معك قبك أنت !! ‪.‬‬
‫وقال رج ٌل لعمروِ بن العاصِ ‪ :‬لتفرغنّ لربِك ‪ .‬قال عمر ٌو الن وقعت ف‬
‫الشغلِ الشاغِلِ ‪.‬‬
‫يقولُ النرالُ أيزناور‪« :‬دعونا ل نضّيعُ دقيقةً من التفكيِ بالشخاصِ الذين ل‬
‫نبّهم»‬
‫قالتِ البعوضةُ للنخلةِ ‪ :‬تاسكي ‪ ،‬فإن أريدُ أنْ أطي وأدَ َعكِ ‪ .‬قالتِ النخلةُ ‪:‬‬
‫والِ ما شعرتُ بكِ حي هبطتِ عليّ ‪ ،‬فكيف أشعرُ بكِ إذا طرتِ ؟!‬
‫قال حاتٌ ‪:‬‬
‫وأُعرضُ عن شتْم اللئيمِ تكرّما‬ ‫وأغفرُ عوراء الكري ادّخارهُ‬
‫قال تعال ‪ ﴿:‬وَِإذَا َمرّوا بِال ّلغْوِ َمرّوا ِكرَاما ﴾ ‪ .‬وقال تعال ‪ ﴿ :‬وَِإذَا خَاطََب ُهمُ‬
‫اْلجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاما ﴾ ‪.‬‬
‫قال كونفوشيوس ‪ « :‬إنّ الرجل الغاضب يتلئ دائما ُسمّا » ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وف الديثِ ‪ (( :‬ل تغضبْ ‪ ،‬ل تغضبْ ‪ ،‬ل تغضبْ )) ‪.‬‬
‫وفيه ‪ (( :‬الغضبٌ جرةٌ من النار )) ‪.‬‬
‫ع العبدَ عند ثلثٍ ‪ :‬الغضبِ ‪ ،‬والشّهوةِ ‪ ،‬والغَفْلَةِ ‪.‬‬
‫إنّ الشيطان يصر ُ‬
‫*****************************‬

‫العال ُخلِق هكذا‬


‫يقولُ ماركوس أويليوس – وهو من أكثر الرجالِ حكمةً من حكموا المباطورية‬
‫الرومانية – ذات يوم ‪ « :‬سأقاب ُل اليوم أشخاصا يتكلّمون كثيا ‪ ،‬أشخاصا أنانيّي‬
‫جاحدين ‪ ،‬يبّون أنفسهم‪ ،‬لكن لن أكون مندهشا أو منعجا من ذلك‪ ،‬لنن ل أتيلُ‬
‫العال من دونِ أمثالم »!‬
‫يقولُ أرسطو ‪ « :‬إنّ الرجل الثالّ يفرحُ بالعما ِل الت يؤديها للخرين ‪ ،‬وبجلُ‬
‫إن أدى الخرون العمال لهُ ‪ ،‬لن تقدي العطفِ هو من التفوقِ ‪ ،‬لكنْ تلقّي العطفِ هو‬
‫دلي ُل الفشل » ‪.‬‬
‫وف الديث ‪ (( :‬اليدُ العليا خيٌ من اليدِ السفلى )) ‪.‬‬
‫والعليا هي العطيةُ ‪ ،‬والسفلى هي الخذةُ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫ح َزنْ إذا كان معك كِسْرةُ ُخ ْبزٍ‬
‫ل َت ْ‬
‫سُترُكَ‬
‫وغرفةُ ماءٍ وث ْوبٌ يَ ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ضلّ أح ُد البحارةِ ف الحيطِ الادي وبقي واحدا وعشرين يوما ‪ ،‬ولا نا سألهُ‬
‫الناسُ عن أكبِ درسٍ تعلّمه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنّ أكب درسٍ تعلمتُه منْ تلك التجربةِ هو ‪ :‬إذا‬
‫كان لديك الال الصاف ‪ ،‬والطعامُ الكاف ‪ ،‬يبُ أ ْن ل تتذمّر أبدا !‬
‫قال أحدُهم ‪ :‬الياةُ كلّها لقمةٌ وشَرْبَةٌ ‪ ،‬وما بقي فضلٌ ‪.‬‬
‫وقال ابنُ الوردي ‪:‬‬
‫وعنِ البحرِ اجتزاءٌ بالوشلْ‬ ‫مُلْكُ كِسرى عنهُ تُغن كِسرةٌ‬
‫يقولُ جوناثان سويفت ‪ « :‬إنّ أفضل الطباءِ ف العالِ همْ ‪ :‬الدكتورُ رييم‪،‬‬
‫والدكتورُ هادئ ‪ ،‬والدكتورُ مرِح ‪ ،‬وإنّ تقليل الطعامِ مع الدو ِء والسرورِ علجٌ ناجعٌ‬
‫ل يسألُ عنه » ‪.‬‬
‫قلتُ ‪ :‬لنّ السمنة مرضٌ مزمنٌ ‪ ،‬والبطنةُ تُذهبُ الفِطنةَ والدوُء متعةٌ للقلبِ‬
‫وعيدٌ للروحِ ‪ ،‬والرحُ سرورٌ عاجلٌ وغذا ٌء نافعٌ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫ل ت َزنْ من منةٍ فقدْ تكونُ منْحة‬
‫ول تزنْ من بليّةٍ فقد تكونُ عطية‬
‫قال الدكتورُ صموئيل جونسون ‪ « :‬إن عادة النظر إل الانبِ الصالِ من كلّ‬
‫حادثةٍ ‪ ،‬لو أثنُ من الصول على ألفِ جني ٍه ف السنةِ » ‪.‬‬
‫﴿أَوَلَ َيرَوْنَ أَّن ُهمْ ُيفْتَنُونَ فِي ُك ّل عَامٍ ّمرّةً أَوْ َمرّتَ ْينِ ُثمّ لَ يَتُوبُونَ وَلَ ُهمْ‬
‫َيذّ ّكرُونَ﴾‪.‬‬
‫وعلى الضدّ يقولُ التنب ‪:‬‬
‫من بلمي الذي أعطتْ وتريب‬ ‫ليت الوادث باعتن الت أخذتْ‬
‫وقال معاوية ‪ :‬ل حليم إل ذو تربة ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال أبو تا ٍم ف الفشي ‪:‬‬
‫فكأنا ف غُربةٍ وإسارِ‬ ‫كمْ نعم ٍة ل كانتْ عندهُ‬
‫قال أح ُد السّلفِ لرجلٍ من الترفي ‪ :‬إن أرى عليك نعمةً ‪ ،‬فقيّدْها بالشكرِ ‪.‬‬
‫﴾‪﴿،‬‬ ‫شدِيدٌ‬
‫لَئِن شَ َكرُْتمْ َلزِيدَنّكُمْ وَلَئِن َك َفرُْتمْ ِإ ّن عَذَابِي َل َ‬ ‫﴿‬ ‫قال تعال ‪:‬‬
‫ضرَبَ ال ّلهُ مََثلً َقرَْيةً كَانَتْ آمَِنةً مّ ْطمَئِّنةً يَأْتِيهَا ِرزْ ُقهَا َرغَدا مّن ُكلّ مَكَانٍ فَ َك َفرَتْ‬
‫وَ َ‬
‫بِأَْن ُعمِ ال ّلهِ فََأذَا َقهَا ال ّلهُ لِبَاسَ اْلجُوعِ وَاْلخَوْفِ ِبمَا كَانُواْ َيصَْنعُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫كن نفسك‬
‫يقولُ الدكتور جايس غوردون غليلكي ‪ « :‬إنّ مشكلة الرغبةِ ف أنْ تكون‬
‫نفسك ‪ ،‬هي قديةٌ قِدَمَ التاريخ ‪ ،‬وهي عامّةٌ كالياةِ البشريةِ ‪ .‬كما أنّ مشكلة عدمِ‬
‫الرغبةِ هي ف أن تكون نَفسك هي مصدرُ الكثيِ من التوترِ والعُقدِ النفسيةِ » ‪.‬‬
‫وقال آخر ‪ « :‬أنت ف الليقةِ شيءٌ آخرُ ل يشبهك أحدٌ ‪ ،‬ول تشبهُ أحدا ‪ ،‬لنّ‬
‫الالق – جلّ ف عله – مايز بي الخلوقي » ‪ .‬قال تعال ‪ ﴿ :‬إِنّ َسعْيَ ُكمْ َلشَتّى ﴾ ‪.‬‬
‫ع «تدريبِ‬ ‫كتب إنيلو باتري ثلثة عشَرَ كتابا‪ ،‬وآلف القالتِ حول موضو ِ‬
‫الطفلِ» ‪ ،‬وهو يقولُ ‪ « :‬ليس من أحدٍ ت ِعسٍ كالذي يصبو إل أنْ يكون غيْر نفسهِ ‪،‬‬
‫وغَيْرَ جسدهِ وتفكيِه » ‪.‬‬
‫سمَاء مَاء َفسَالَتْ أَ ْودَِيةٌ ِب َقدَرِهَا ﴾ ‪.‬‬
‫قال سبحانه وتعال ‪ ﴿ :‬أَنزَلَ ِمنَ ال ّ‬
‫لكلّ صفاتٌ ومواهبُ وقدراتٌ فل يذوبُ أحدٌ ف أحدٍ ‪.‬‬
‫ما هكذا تُورَدُ يا س ْعدُ البِلْ‬ ‫َأ ْورَدَهَا سع ٌد وسعدٌ مُشَتمِلْ‬
‫ل مدّدا ‪ ،‬وكما قالوا ‪ :‬اقرأ نفسكَ ‪،‬‬
‫إنكَ خُلقت بواهب مدّدةٍ لتودي عم ً‬
‫واعرف ماذا تقدّمُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال أمرسونُ ف مقالتِهِ حول « العتمادِ على النفسِ » ‪ « :‬سيأت الوقتُ الذي‬
‫لهْلُ ‪ ،‬والتقليدَ هو النتحارُ ‪ ،‬وأن‬
‫لسَدَ هو ا َ‬‫يصلُ فيه علمُ النسانِ إل اليانِ بأنّ ا َ‬
‫يعتب نفسه كما هي مهما تكنِ الظروفُ ؛ لنّ ذاك هو نصيبُه ‪ .‬وأنهُ رغم امتل ِء الكون‬
‫بالشياءِ الصالةِ ‪ ،‬لنْ يصل على حبّةِ ذُرةٍ إل بعد زراعةِ ورعايةِ الرضِ العطاةِ لهُ ‪،‬‬
‫ف مدى قدرتِه ‪ ،‬حت‬ ‫فالقوى الكامنةُ ف داخِلهِ ‪ ،‬هي جديدةٌ ف الطبيعةِ ‪ ،‬ول أحد يعر ُ‬
‫هو ل يعرفُ ‪ ،‬حت يرّب » ‪.‬‬
‫﴿ وَقُ ِل ا ْعمَلُواْ َفسََيرَى ال ّل ُه عَمَلَ ُكمْ وَرَسُوُلهُ وَاْلمُ ْؤمِنُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫وقفــة‬
‫ضدَك ‪ ،‬وتسّنُ ظنّك بريّك ‪.‬‬
‫هذه آياتٌ تقوّي من رجائِك ‪ ،‬وتشدّ َع ُ‬
‫سهِمْ لَا َتقَْنطُوا مِن رّ ْح َمةِ ال ّلهِ ِإنّ ال ّلهَ‬
‫﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ اّلذِينَ أَ ْسرَفُوا عَلَى أَن ُف ِ‬
‫َي ْغفِ ُر الذّنُوبَ َجمِيعا إِّنهُ ُهوَ اْل َغفُورُ الرّحِيمُ ﴾ ‪.‬‬
‫س ُهمْ ذَ َكرُواْ ال ّلهَ فَاسَْت ْغفَرُواْ ِلذُنُوِب ِهمْ‬
‫﴿ وَاّلذِينَ ِإذَا َفعَلُواْ فَا ِحشَةً أَوْ ظَ َلمُواْ أَْن ُف َ‬
‫صرّواْ عَلَى مَا َفعَلُواْ وَ ُهمْ َيعْ َلمُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫َومَن َي ْغ ِفرُ الذّنُوبَ إِلّ ال ّلهُ وََلمْ ُي ِ‬
‫جدِ ال ّل َه َغفُورا رّحِيما ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َومَن َي ْعمَلْ سُوءا أَوْ َيظْ ِلمْ َن ْفسَهُ ُثمّ َيسَْتغْ ِفرِ ال ّلهَ َي ِ‬
‫ك عِبَادِي عَنّي فَإِنّي َقرِيبٌ أُجِيبُ َدعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا َدعَانِ‬
‫﴿ وَِإذَا سَأََل َ‬
‫فَلَْيسَْتجِيبُواْ لِي وَلْيُ ْؤمِنُواْ بِي َلعَ ّل ُهمْ َيرْ ُشدُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َأمّن ُيجِيبُ اْلمُضْ َطرّ ِإذَا َدعَاهُ وَيَ ْكشِفُ السّوءَ وََيجْعَلُ ُكمْ خُ َلفَاء اْلأَ ْرضِ أَإَِلهٌ‬
‫مّعَ ال ّلهِ قَلِيلً مّا َتذَ ّكرُونَ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿ اّلذِينَ قَالَ َل ُهمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ َقدْ َج َمعُواْ لَ ُكمْ فَا ْخشَوْ ُهمْ َفزَادَ ُهمْ ِإيَانا‬
‫سسْ ُهمْ‬
‫وَقَالُواْ َحسْبُنَا ال ّلهُ وَِن ْعمَ الْوَكِيلُ{‪ }173‬فَانقَلَبُواْ بِِن ْعمَةٍ ّمنَ ال ّلهِ وَ َفضْلٍ ّلمْ َي ْم َ‬
‫سُوءٌ وَاتَّبعُواْ رِضْوَانَ ال ّلهِ وَال ّلهُ ذُو َفضْ ٍل عَظِيمٍ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَأُفَ ّوضُ َأ ْمرِي إِلَى ال ّلهِ إِنّ ال ّلهَ َبصِيٌ بِاْلعِبَادِ{‪ }44‬فَوَقَاهُ ال ّلهُ سَيّئَاتِ مَا‬
‫مَ َكرُوا﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫ب ضارةِ نافعةٌ‬
‫رُ ّ‬
‫يقو ُل وليم جايس ‪ « :‬عاهاتُنا تساعدُنا إل حدّ غَيْرِ متوّقعٍ ‪ ،‬ولو لْ يع ْ‬
‫ش‬
‫دوستيوفسكي وتولستوي حياةً أليمةً لا استطاعا أ ْن يكتبا رواياتِهما الالدةَ ‪ ،‬فاليُتمُ ‪،‬‬
‫غ والنازِ ‪ ،‬والتقدمِ والعطاءِ » ‪.‬‬ ‫والعمى ‪ ،‬والغربةُ ‪ ،‬والفقرُ ‪ ،‬قد تكونُ أسبابا للنبو ِ‬
‫ويبتلي الُ بعض القومِ بالنعمِ‬ ‫قد ينُع ُم الُ بالبلوى وإنْ عظمتْ‬
‫إنّ البناء والثراءَ ‪ ،‬قد يكونون سببا ف الشقاءِ ‪َ ﴿ :‬فلَ ُت ْعجِبْكَ َأمْوَاُلهُمْ وَلَ‬
‫أَوْ َلدُ ُهمْ إِّنمَا ُيرِيدُ ال ّلهُ لُِي َعذَّبهُم ِبهَا فِي اْلحَيَا ِة الدّنْيَا ﴾ ‪.‬‬
‫ألّف اب ُن الثيِ كُتبهُ الرائعة ‪ ،‬كـ ‪« :‬جام ِع الصولِ»‪ ،‬و «النهايةِ»‪ ،‬بسببِ أنهُ‬
‫مُقْعَدٌ ‪.‬‬
‫وألّف السرخسي كتابه الشهي « البسوط » خسة عشر ملّدا ؛ لنهُ مبوسٌ ف‬
‫لبّ!‬
‫اُ‬
‫وكتب ابنُ القيم ( زاد العاد ) وهو مسافرٌ !‬
‫وشرح القرطبّ ( صحيح مسلم ) وهو على ظهرِ السفينةِ !‬
‫وجُ ّل فتاوى ابنِ تيمية كتبها وهو مبوسٌ !‬
‫ت اللفِ من الحاديثِ لنمْ فقراءُ غرباءُ ‪.‬‬ ‫وجع الحدّثون مئا ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وأخبن أحدُ الصالي أنه سُجن فحفظ ف سجنِهِ القرآن كلّه ‪ ،‬وقرأ أربعي‬
‫ملّدا !‬
‫وأملى أبو العلء العري دواوينه وكُتُبه وهو أعمى !‬
‫وعمي طه حسي فكتب مذكّراته ومصنّفاتِه !‬
‫وكم من لمعٍ عُزِل من منصبِه ‪ ،‬فقدّم للمةِ العلم والرأي أضفاف ما قدّم مع‬
‫النصبِ ‪.‬‬
‫يقولُ فرانسيسُ بايكون ‪ « :‬قليلٌ من الفلسفةِ يع ُل النسان ييلُ إل اللادِ ‪،‬‬
‫لك ّن التعمّق ف الفلسفةِ يقرّب عقل النسان من الدّينِ » ‪.‬‬
‫خشَى ال ّلهَ ِم ْن عِبَادِهِ اْلعُ َلمَاء ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َومَا َي ْعقِ ُلهَا إِلّا اْلعَاِلمُونَ ﴾ ‪ ﴿ .‬إِّنمَا َي ْ‬
‫﴿ وَقَالَ اّلذِينَ أُوتُوا اْلعِ ْلمَ وَالِْإيَانَ َل َقدْ لَبِثُْتمْ فِي كِتَابِ ال ّلهِ إِلَى يَوْمِ الَْبعْثِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ قُلْ إِّنمَا َأعِظُكُم بِوَا ِحدَةٍ أَن َتقُومُوا لِ ّلهِ مَثْنَى وَ ُفرَادَى ُثمّ تََتفَ ّكرُوا مَا‬
‫ِبصَاحِبِكُم مّن جِّنةٍ ﴾ ‪.‬‬
‫يقولُ الدكتورُ أ‪ .‬أ ‪ .‬بريل ‪ « :‬إنّ أيّ مؤمنٍ حقيقي لنْ يُصاب برضٍ نفسيّ » ‪.‬‬
‫﴿ إِنّ اّلذِينَ آمَنُوا َو َعمِلُوا الصّاِلحَاتِ سََيجْعَلُ َل ُهمُ الرّحْ َمنُ ُودّا ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ مَ ْن َعمِلَ صَالِحا مّن ذَ َكرٍ أَوْ أُنثَى َوهُوَ مُ ْؤ ِمنٌ فَلَُنحْيِيَّنهُ حَيَاةً طَيَّبةً ﴾ ‪.‬‬
‫صرَاطٍ مّسَْتقِيمٍ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَإِنّ ال ّلهَ َلهَادِ اّلذِينَ آمَنُوا إِلَى ِ‬
‫**********************************‬
‫اليانُ أعظمُ دواء‬
‫يقول أبرزُ أطباءِ النفسِ الدكتورُ كارل جائغ ف الصفحة (‪ )264‬من كتابِهِ «‬
‫النسا ُن الديثُ ف بثهِ ع ِن الروحِ » ‪ « :‬خلل السنواتِ الثلثي الاضيةِ ‪ ،‬جاء‬
‫أشخاصٌ من جيعِ أقطارِ العالِ لستشارت ‪ ،‬وقد عالتُ مئاتِ الرضى ‪ ،‬ومعظمُهم ف‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫منتصفِ مرحلةِ الياةِ ‪ ،‬أيْ فوق الامسةِ والثلثي من العمرِ ‪ ،‬ولْ يك ْن بينهمْ من ل‬
‫تعودُ مشكلتُه إل إيادِ ملجأ دين يتطلّع من خللِهِ إل الياةِ ‪ ،‬وباستطاعت أنْ أقول ‪ :‬إن‬
‫كلّ منهم مرِض لّن ُه فقد ما مَنحهُ الدينُ للمؤمني ‪ ،‬ول ُيشْف من لْ يستعِد إيانه‬
‫القيقيّ » ‪.‬‬
‫شةً ضَنكا ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َو َمنْ َأ ْع َرضَ عَن ذِ ْكرِي فَِإنّ َلهُ َمعِي َ‬
‫﴿ سَنُ ْلقِي فِي قُلُوبِ اّلذِينَ َك َفرُواْ ال ّرعْبَ ِبمَا أَ ْشرَكُواْ بِال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫جعَلِ ال ّلهُ‬
‫ضهَا فَ ْوقَ َبعْضٍ ِإذَا أَ ْخرَجَ َيدَهُ َلمْ يَ َكدْ َيرَاهَا َومَن ّلمْ َي ْ‬
‫﴿ ظُ ُلمَاتٌ َبعْ ُ‬
‫َلهُ نُورا َفمَا َلهُ مِن نّورٍ ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫ل ييبُ ا ُلضْطرّ‬
‫اُ‬
‫كاد الهاتا غاندي – الزعي ُم النديّ بعد بوذا – ينهارُ لول أنه استمدّ اللام من‬
‫القوةِ الت تنحُها الصلةُ ‪ ،‬وكيف ل أنْ أعلم ذلك ؟ لنّ غاندي نفسهُ قال ‪ :‬لو لْ أصلّ‬
‫لصبحتُ منونا منذُ زمنٍ طويلٍ ‪.‬‬
‫هذا وغاندي ليس مسلما ‪ ،‬وإنا هو على ضللةٍ ‪ ،‬لكنهُ على مذهبِ ‪َ ﴿ :‬فِإذَا‬
‫‪َ ﴿ .‬أمّن ُيجِيبُ اْل ُمضْ َطرّ ِإذَا َدعَاهُ﴾‬ ‫الدّينَ ﴾‬ ‫َركِبُوا فِي اْلفُلْكِ َدعَوُا ال ّلهَ ُمخْ ِلصِيَ َل ُه‬
‫‪.‬‬ ‫الدّينَ ﴾‬ ‫صيَ َل ُه‬
‫‪ ﴿ .‬وَظَنّواْ أَّنهُمْ أُحِيطَ ِب ِهمْ َدعَوُاْ ال ّلهَ ُمخْلِ ِ‬
‫سبتُ أقوال علماءِ السل ِم ومؤرخيهم وأدبائِهمْ ف الملةِ ‪ ،‬فلمْ أجدْ ذاك‬
‫ب والمراضِ النفسيةِ ‪ ،‬والسببُ أنم عاشوا من دينِهمْ ف‬‫الكلم عن القلقِ والضطرا ِ‬
‫أمن وهدوءٍ ‪ ،‬وكانتْ حياتُهم بعيدةً عن التعقيدِ والتكلّفِ ‪ ﴿ :‬وَاّلذِينَ آمَنُوا َوعَمِلُوا‬
‫حقّ مِن رّّبهِمْ َك ّف َر عَ ْنهُمْ سَيّئَاِت ِهمْ‬
‫الصّاِلحَاتِ وَآمَنُوا ِبمَا ُنزّ َل عَلَى ُمحَ ّمدٍ وَهُوَ اْل َ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫وَأَصْ َلحَ بَاَل ُهمْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫اسعْ قول أب حازمٍ ‪ ،‬إذْ يقولُ ‪ « :‬إنا بين وبي اللوكِ يو ٌم واحدٌ ‪ ،‬أما أمسِ فل‬
‫يدون لذّته ‪ ،‬وأنا و ُهمْ منْ غدٍ على وَ َجلٍ ‪ ،‬وإنا هو اليومُ ‪ ،‬فما عسى أن يكون‬
‫اليومُ ؟! » ‪.‬‬
‫وف الديثِ‪ (( :‬اللهمّ إن أسالُك خَ ْيرَ هذا اليومٍ ‪ :‬بركته وَنصْرَهُ ونُو َرهُ‬
‫وهدايَتهُ ))‪.‬‬
‫شعِرَنّ‬
‫﴿ يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُواْ ُخذُواْ ِحذْ َر ُكمْ ﴾ وقولٌه تعال ‪ ﴿ :‬وَلْيَتَلَطّفْ وَلَا ُي ْ‬
‫بِ ُكمْ أَحَدا ﴾ ‪.‬‬
‫وقال الشاعر ‪:‬‬
‫بِبُؤسى ونُ ْعمَى والوداثُ تفعلُ‬ ‫فإنْ تك ِن اليامُ فينا تبدّلتْ‬
‫ول ذللتنا للت ليس تملُ‬ ‫فما ليّنتْ منّا قناةً صليبة‬
‫ع فتحملُ‬ ‫تُحمّلُ مال يُستطا ُ‬ ‫ولكنْ رحلناها نفوسا كريةً‬
‫وصحّتْ لنا العراضُ والناسُ هُزّلُ‬ ‫وقيْنا بسنِ الصب منّا نفوسنا‬
‫﴿ َومَا كَانَ قَوَْلهُمْ إِلّ أَن قَالُواْ ربّنَا اغْ ِفرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِ ْسرَافَنَا فِي َأ ْمرِنَا وَثَبّتْ‬
‫سنَ ثَوَابِ‬
‫ب الدّنْيَا وَ ُح ْ‬
‫أَ ْقدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى اْلقَوْمِ الْكَا ِفرِينَ{‪ }147‬فَآتَا ُهمُ ال ّلهُ ثَوَا َ‬
‫ال ِخرَةِ ﴾ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ل تزنْ فالياةُ أقصرُ مّا تتص ّورُ‬
‫ذكر داي ْل كارنيجي قصَةَ رجل أصابَتْه قُرْحةٌ ف أمعائه ‪ ،‬بلغ منْ خطورتِها أ ّن‬
‫الطباء حدّدوا لهُ أوان وفاتِهِ ‪ ،‬وأوعزُوا إليه أنْ يهّزَ كَفَنَهُ ‪ .‬قال ‪ :‬وفجأة اتذ « هان »‬
‫‪ -‬اسم الريضِ – قرارا مدهشا إنهُ فكّرَ ف نفسِهِ ‪ :‬إذا ل يبق ل ف هذهِ الياةِ سوى‬
‫أم ٍد قصيٍ ‪ ،‬فلماذا ل أستمتعُ بذا المدِ على كلّ وجه ؟ لطالا تنيتُ أنْ أطوف حول‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫العالِ قبل أ ْن يدركن الوتُ ‪ ،‬ها هو ذا الوقتُ الذي أحقّق فيه أمنيت ‪ .‬وابتاع تذكرة‬
‫السفر ‪ ،‬فارتاع أطباؤه ‪ ،‬وقالوا له ‪ :‬إننا ِنذّرُك ‪ ،‬إنك إن أقدمت على هذهِ الرحلةِ‬
‫فستدفنُ ف قاعِ البحرِ !! لكنه أجاب ‪ :‬كل لنْ يدث شيءٌ من هذا ‪ ،‬لقدْ وعِدتُ‬
‫أقارب أل يدفن جثمان إل ف مقابرِ السرةِ ‪ .‬وركب « هان » السفينة ‪ ،‬وهو يتمثّل‬
‫بقولِ اليامِ ‪:‬‬
‫ونقطعُ العمرَ بُ ْل ِو السّمَرْ‬ ‫تعال نروي قصةً للبشرْ‬
‫قصّرَ ف العمارِ طو ُل السّهرْ‬ ‫فما أطال النومُ عمرا وما‬
‫وهذه أبيات يقولا وثنّي غي مسلم ‪.‬‬
‫ح والسرورِ ‪ ،‬وأرسل خطابا لزوجِتهِ يقولُ فيه ‪:‬‬ ‫وبدأ الرجلُ رحلةً مُشبعةً بالر ِ‬
‫لقد شربتُ وأكلتُ ما لذّ وطاب على ظه ِر السفينِة ‪ ،‬وأنشدتُ القصائد ‪ ،‬وأكلتُ ألوان‬
‫الطعامِ كلّها حت الدّسِم الحظور منها‪ ،‬وتتعتُ ف هذه الفترةِ با ل أتتعْ به ف ماضي‬
‫حيات‪ .‬ث ماذا؟!‬
‫ث يزعمُ دايل كارنيجي أنّ الرجل صحّ من علِّتهِ ‪ ،‬وأنّ السلوب الذي سار عليه‬
‫أسلوبٌ ناج ٌع ف قهْرِ المراضِ ومغالبةِ اللمِ !!‬
‫إنن ل أوافقُ على أبياتِ اليّامِ ‪ ،‬ل ّن فيها انرافا عن النهج الرّبانّ ‪ ،‬ولكنّ‬
‫القصود من القصةِ ‪ :‬أن السرور والفرح والرتياح أعظمُ بكثيٍ من العقاقيِ الطبيّة ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫اقنع واهدأ‬
‫قالَ ابنُ الروميّ ‪:‬‬
‫ل ْرصُ مركبُ الشقياءِ‬ ‫إنا ا ِ‬ ‫قرّب الِ ْرصُ مركبا لِشقيّ‬
‫وعلى الُتعباتِ ذيلُ العفاءِ‬ ‫مرحبا بالكفافِ يأت هنيئا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿ َومَا َأمْوَالُ ُكمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالّتِي ُت َقرّبُكُ ْم عِندَنَا زُْلفَى إِلّا مَنْ آ َمنَ َو َعمِلَ‬
‫ضعْفِ ِبمَا َعمِلُوا وَ ُهمْ فِي اْل ُغرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫صَالِحا فَأُوْلَِئكَ َل ُهمْ َجزَاء ال ّ‬
‫يقول دايل كارنيجي ‪ « :‬لقدْ أثبت الحصاءُ أ ّن القَلَقَ هو القائلُ ( رقم ‪ )1‬ف‬
‫أمريكا ‪ ،‬ففي خللِ سنّي الربِ العاليةِ الخيةِ ‪ ،‬قُتِلَ من أبنائِنا نو ثُُلثِ مليون‬
‫مقاتلٍ ‪ ،‬وف خللِ هذه الفترةِ نفسِها قضى داءُ القلبِ على مليونْ نسمةٍ ‪ .‬ومن هؤلءِ‬
‫الخيين مليونُ نسمةٍ كان مرضهُمْ ناشئا عنِ القل ِق وتوتّرِ العصابِ » ‪.‬‬
‫نعمْ إنّ مرض القلبِ من السباب الرئيسيةِ الت حدتْ بالدكتورِ « ألكسيس‬
‫كاريل » على أن يقول‪« :‬إن رجال العما ِل الذين ل يعرفون كيف يكافحون القلق ‪،‬‬
‫يوتون مبكّرين»‬
‫والسببُ معقولٌ ‪ ،‬والجلُ مفروغٌ منه ‪َ ﴿ :‬ومَا كَانَ لَِن ْفسٍ َأنْ َتمُوتَ إِلّ ِبِإذْنِ‬
‫ال كِتَابا مّؤَ ّجلً ﴾ ‪.‬‬
‫ض الزنوجُ ف أمريكا أو الصينيون بأمراضِ القلبِ ‪ ،‬فهؤلءِ أقوا ٌم‬
‫وقلّما ير ُ‬
‫يأخذون الياة مأخذا سهلً ليّنا ‪ ،‬وإنك لترى أن عدد الطبا ِء الذين يوتون بالسكتةِ‬
‫القلبيةِ يزيدُ عشرين ضِعْفا على عددِ الفلحي الذين يوتون بالعلّة نفسِها ‪ ،‬فإنّ الطباء‬
‫ييوْن حياةً متوترةً عنيفةً ‪ ،‬يدفعون الثمن غاليا ‪ « .‬طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ » !!‬
‫*******************************‬
‫لزْن‬
‫الرضا با حصل يُذهبُ ا ُ‬
‫وف الديث ‪ (( :‬ول نقولُ إل ما يُرضي ربّنا )) ‪.‬‬
‫إنّ عليك واجبا مقدّسا ‪ ،‬وهو النقيا ُد والتسليمُ إذا داهك القدورُ‪ ،‬لتكون‬
‫النتيجةُ ف صالِك ‪ ،‬والعاقبةُ لك ؛ لنك بذا تنجو من كارثةِ الحباطِ العاجلِ‬
‫والفلسِ الجلِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫ق رأسي قلتُ للشّيب مرحبا‬ ‫ومَفْرِ ِ‬ ‫ولا رأيتُ الشّيْب لح بعارضي‬
‫تنكّب عن رُ ْمتُ أنْ يتنكبا‬ ‫ت تيت‬ ‫ولو خِ ْفتُ أن إنْ كَفَفْ ُ‬
‫س يوما كان للكُرْهِ أذهبا‬‫به النف ُ‬ ‫ولكن إذا ما حلّ كُرٌْه فسامتْ‬
‫ل مفرّ إل أن تؤمن بالقدرِ ‪ ،‬فإنهُ سوف ين ُفذُ ‪ ،‬ولو انسلخت من جلدِك‬
‫وخرجت من ثيابِك !!‬
‫نُقِلَ عن إيرسون ف كتابه « القدرةُ على النازِ » حيث تساءل ‪ « :‬منْ أين أَتَتْنا‬
‫الفكرةُ القائلةُ ‪ :‬إن الياة الرغدة الستقرةَ الادئة الالية من الصعابِ والعقباتِ تلقُ‬
‫سعداء الرجالِ أو عظماءهم ؟ إنّ المر على العكسِ ‪ ،‬فالذين اعتادوا الرثاء لنفسهِمْ‬
‫سيواصلون الرثاءَ لنفسهم ولو ناموا على الريرِ ‪ ،‬وتقلّبُوا ف الدّمقسِ ‪ .‬والتاري ُخ يشهدُ‬
‫بأنّ العظمة والسعادة البيثُ ‪ ،‬وبيئاتٌ ل يتمي ُز فيها بي طيبٍ وخبيثٍ ‪ ،‬ف هذه البيئاتِ‬
‫نََبتَ رجالٌ حلوا السؤولياتِ على أكتافِهم ‪ ،‬ول يطرحوها وراء ظهورِهم » ‪.‬‬
‫إ ّن الذين رفعوا علم الدايةِ الربانيّ ِة ف اليامِ الول للدعو ِة الحمدية هم الوال‬
‫والفقراءُ والبؤساءُ ‪ ،‬وإنّ ُجلّ الذين صادمُوا الزحف اليانّ القدّس همْ أولئك الرموقون‬
‫والوجهاءِ والترفون ‪ ﴿ :‬وَِإذَا تُتْلَى عَلَ ْي ِهمْ آيَاتُنَا بَيّنَاتٍ قَالَ اّلذِينَ َك َفرُوا لِ ّلذِينَ آمَنُوا‬
‫حنُ َأكَْثرُ َأمْوَالً وَأَوْلَادا َومَا َنحْنُ‬
‫سنُ َندِيّا ﴾ ‪ ﴿ .‬وَقَالُوا َن ْ‬
‫أَيّ اْل َفرِيقَيْنِ خَ ْيرٌ ّمقَاما وَأَ ْح َ‬
‫﴾‪﴿.‬‬ ‫ِب ُمعَذِّبيَ ﴾ ‪﴿ .‬أَهَـؤُلء مَنّ ال ّل ُه عَلَ ْيهِم مّن بَيْنِنَا أَلَ ْيسَ ال ّلهُ ِبَأعْ َلمَ بِالشّا ِكرِينَ‬
‫وَقَالَ اّلذِينَ َك َفرُوا لِ ّلذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرا مّا سََبقُونَا إِلَ ْيهِ ﴾ ‪ ﴿ .‬قَالَ اّلذِينَ‬
‫اسْتَكَْبرُواْ إِنّا بِاّلذِيَ آمَنُتمْ ِبهِ كَا ِفرُونَ ﴾ ‪ ﴿ .‬وَقَالُوا لَوْلَا ُنزّلَ َهذَا اْل ُقرْآ ُن عَلَى رَجُلٍ‬
‫مّنَ اْل َقرْيَتَ ْينِ عَظِيمٍ{‪ }31‬أَ ُهمْ َي ْقسِمُونَ رَ ْح َمةَ رَبّكَ ﴾ ‪.‬‬
‫وإن لذكرُ بيتا لعنترة ‪ ،‬وهو يبُنا أ ّن قيمته ف سجاياه ومآثِرِهِ ونُبِْلهِ ل ف أصلِهِ‬
‫وعنصرِهِ ‪ ،‬يقولُ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أوْ أسود اللونِ إن أبيضُ الُلُ ِق‬ ‫إن كنتُ فإن سيدٌ كَرَما‬
‫*****************************************‬
‫إنْ فقدت جارحةً من جوارحك‬
‫فقدْ بقيتْ لك جوارحُ‬
‫يقولُ ابنُ عباس ‪:‬‬
‫ففي لسان وسعي منهما نورُ‬ ‫إنْ يأخ ِذ الُ من عينّ نورها‬
‫وف فمي صارمٌ كالسيفِ مأثورُ‬ ‫قلب ذكيّ وعقلي غيُ ذي عِوجٍ‬
‫ولع ّل الي فيما َحصَلَ لك من الصابِ ‪َ ﴿ ،‬و َعسَى أَن تَ ْكرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَ ْيرٌ‬
‫لّ ُكمْ﴾‪.‬‬
‫يقولُ بشّارُ بنُ بُرْدٍ ‪:‬‬
‫فليس بعارٍ أن يُقال ضريرُ‬ ‫وعيّرن العداءُ والعيبُ فيهمو‬
‫فإنّ عمى العينيِ ليس يضيُ‬ ‫إذا أبصر الرءُ الروءة والتّقى‬
‫ث فقيُ‬‫وإن إل تلك الثل ِ‬ ‫رأيتُ العمى أجرا وذُخرا و ِعصْمةً‬
‫س وبشّارِ ‪ ،‬وبي ما قاله صالُ بن عبدالقدوسِ لّا‬ ‫انظرْ إل الفرقِ بي كلمِ ابنِ عبا ٍ‬
‫عَمي ‪:‬‬
‫ضريرِ العيِ ف الدنيا نصيبُ‬ ‫على الدنيا السلمُ فما لشيخٍ‬
‫ويُخلِفُ ظنّهُ الملُ الكذوبُ‬ ‫يوتُ الرءُ وهو يُ َعدّ حيّا‬
‫ض قريبُ‬ ‫فإنّ البعض مِن بع ٍ‬ ‫يُمنّين الطبيبُ شفاء عين‬
‫إن القضاء سوف ينفذُ ل مالة ‪ ،‬على القابِل ل ُه والرافضِ لهُ ‪ ،‬لكنّ ذاك يُؤجَرُ‬
‫ويسْ َعدُ ‪ ،‬وهذا يأ ُث ويشقى ‪.‬‬
‫كتب عمرُ بن عبدالعزيزِ إل ميمون بن مهران ‪ :‬كتبت تعزّين على عبداللكِ ‪،‬‬
‫وهذا أمرٌ ل أزل أنتظرهُ ‪ ،‬فلمّا وقع ل أُنكِرْهُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫*********************************‬
‫اليامُ دُولٌ‬
‫يُروى أنّ أحد بن حنبل – رحه ال‪ -‬زار بقيّ بن ملدٍ ف مرضٍ له فقال له ‪« :‬‬
‫صحّةِ ل سُقمَ فيها ‪ ،‬وأيامُ السق ِم ل صحّة‬
‫ب الِ ‪ ،‬أيامُ ال ّ‬
‫يا أبا عبدالرحن ‪ ،‬أبشرْ بثوا ِ‬
‫فيها ‪. » ..‬‬
‫والعن ‪ :‬أن أيام الصحةِ ل يعرضُ الرضُ فيها بالبالِ ‪ ،‬فتقوى عزائمُ النسانِ ‪،‬‬
‫وتكثر آمالُه ‪ ،‬ويشتدّ طموحُه ‪ .‬وأيامُ الرضِ الشديدِ ل تعرضُ الصحةُ بالبالِ ‪ ،‬فيخيّم‬
‫على النفسِ ضعف الملِ ‪ ،‬وانقباض المّةِ وسلطان اليأس ‪ .‬وقو ُل المامِ أحد مأخوذٌ من‬
‫قولهِ تعال ‪﴿ :‬وَلَِئنْ َأذَقْنَا الِْنسَانَ مِنّا رَ ْح َمةً ُثمّ َن َزعْنَاهَا مِ ْنهُ إِّنهُ لَيَؤُوسٌ َكفُورٌ{‪}9‬‬
‫ت عَنّي إِّنهُ َل َفرِحٌ َفخُورٌ{‪}10‬‬
‫ضرّاء َمسّتْهُ لََيقُوَلنّ ذَهَبَ السّيّئَا ُ‬
‫وَلَِئنْ َأذَقْنَاهُ َن ْعمَاء َب ْعدَ َ‬
‫‪.‬‬ ‫كَبِيٌ ﴾‬ ‫إِلّ اّلذِينَ صََبرُواْ َو َعمِلُوْا الصّاِلحَاتِ أُوْلَـئِكَ َلهُم ّمغْ ِفرَةٌ وَأَ ْجرٌ‬
‫قال الافظُ اب ُن كثيٍ – رح ُه الُ ‪ « : -‬يبُ الُ تعال عن النسانِ وما فيهِ من‬
‫الصفاتِ الذميمةِ ‪ ،‬إل منْ رحم الُ من عبادِهِ الؤمني ‪ ،‬أنه إذا أصابتْه شدّةٌ بعد نعمةٍ ‪،‬‬
‫س وقنوطٌ من اليِ بالنسبةِ إل الستقبلِ ‪ ،‬وكفرٌ وجحودٌ لاضي الالِ ‪،‬‬ ‫حصل له يأ ٌ‬
‫كأنه ل ير خيا ول يرجُ فرجا » ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫عَنّي ﴾‬ ‫ت‬
‫وهكذا إن أصابتهُ نعمةٌ بعد نقمةٍ ‪ ﴿ :‬لََيقُوَل ّن ذَهَبَ السّيّئَا ُ‬
‫إِّنهُ َل َفرِحٌ َفخُورٌ ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫أي يقولُ ‪ :‬ما ينالن بعد هذا ضيمٌ ول سوءٌ ‪،‬‬
‫أي فرح با ف يدِهِ ‪ ،‬بط ٌر فخورٌ على غيه ‪ .‬قال الُ تعال ‪ ﴿ :‬إِلّ اّلذِينَ صََبرُواْ‬
‫َو َعمِلُواْ الصّاِلحَاتِ ُأوْلَـئِكَ َلهُم ّم ْغ ِفرَةٌ وَأَ ْجرٌ كَبِيٌ ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫سيوا ف الرض‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال أحدُ ُهمْ ‪ :‬السف ُر يذهبُ الموم ‪.‬‬
‫ث الفاضلُ » ‪ ،‬ف بيا ِن فوائدِ الرحلةِ ف‬ ‫ي ف كتابِهِ « الحدّ ُ‬ ‫قال الافظُ الرامهرمز ّ‬
‫طلبِ العلمِ والتعِ الاصلةِ با ‪ ،‬ردّا على من كرِه الرحلة وعابا ما يلي ‪:‬‬
‫« ولو عَرَفَ الطاعنُ على أهلِ الرّحل ِة مقدار لذّةِ الرّاحلِ ف رحلتِهِ ونشاطِهِ عند‬
‫ف القطا ِر وغياضِها ‪،‬‬ ‫فصولِهِ منْ وطنهِ ‪ ،‬واستلذاذِ جيعِ جوار ِحهِ ‪ ،‬عند تصرّ ِ‬
‫وحدائِقِها ‪ ،‬ورياضِها ‪ ،‬وتصفّح الوجوهِ ‪ ،‬ومشاهدةِ ما لْ ير م ْن عجائبِ البلدانِ ‪،‬‬
‫ف اللسن ِة واللوانِ ‪ ،‬والستراحةِ ف أفياءِ اليطانِ ‪ ،‬وظللِ الغيطانِ ‪ ،‬والكلِ ف‬ ‫واختل ِ‬
‫ث يدركهُ الليلُ ‪ ،‬واستصحابِ منْ يبّهُ ف‬ ‫الساجدِ ‪ ،‬والشربِ من الوديةِ ‪ ،‬والنومِ حي ُ‬
‫ت الِ بسقوطِ الشمةِ ‪ ،‬وتركِ التصّنعِ ‪ ،‬وكلّ ما يصلُ إل قلبهِ من السرورِ عنْ ظفرِهِ‬ ‫ذا ِ‬
‫س الذي شّرَ لهُ ‪ ،‬وقطع الشّقّةَ إليه –‬ ‫ببغيتِهِ ‪ ،‬ووصولِهِ إل مقصدِهِ ‪ ،‬وهجومِهِ على الجل ِ‬
‫لعّلمَهُ أ ّن لذّاتِ الدنيا مموعةٌ ف ماسن تلك الشاهدِ ‪ ،‬وحلوةِ تلك الناظرِ ‪ ،‬واقتناصِ‬
‫تلك الفوائدِ ‪ ،‬الت هي عند أهلِها أبى منْ زهرِ الربيعِ ‪ ،‬وأنفسُ من ذخائ ِر العِقيانِ ‪ ،‬من‬
‫حيثُ حُرِمها الطاعنُ وأشباهُهُ » ‪.‬‬
‫وجاِنبِ الذّلّ إنّ الذّلّ يُجتََنبُ‬ ‫قوّضْ خيامك ع ْن ربْهٍ أُهِنْت بهِ‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫وقفـــةٌ‬
‫((إنّ ال إذا أحبّ قوما ابتلهم‪ ،‬فمنْ رضي فله الرّضا‪ ،‬وم ْن سخطَ َف َلهُ‬
‫سخْطُ)) ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫(( أشدّ الناسِ بلء النبياءُ ‪ ،‬ثّ المثلُ فالمثلُ يُبتلى الرجلُ على قدرِ دينهِ ‪،‬‬
‫فإنْ كان ف دينهِ صلب ٌة أشتدّ بلؤه ‪ ،‬وإن كان ف دينه ر ّقةٌ ابتُلي على قدرِ دينه ‪ ،‬فما‬
‫يبحُ البلءُ بالعبدِ ‪ ،‬حت يتركهُ يشي على الرضِ وما عليه خطيئةٌ )) ‪.‬‬
‫(( عجبا لم ِر الؤمنِ إ ّن أمرّهُ كلّه خيٌ !! وليس ذاك لح ِد إل للمؤمنِ ‪ ،‬إن‬
‫أصابتْه سرّاء شكر فكان خيا له ‪ ،‬وإنْ أصابتهُ ضرّاء صب فكان خيا له )) ‪.‬‬
‫(( واعلمْ أنّ المة لو اجتمعتْ على أنْ ينفعوك بشيءٍ ل ينفعوك إل بشيءٍ قد‬
‫كتبُ الُ لك ‪ ،‬وإنِ اجتمعوا على أنْ يضرّوك بشيءٍ ل يضروك إل بشي ٍء قدْ كتبهُ الُ‬
‫عليك ))‪.‬‬
‫(( يُبتلى الصالون المثلُ فالمثلُ )) ‪.‬‬
‫(( الؤمنُ كالامةِ من الزرعِ تُفيّئُها الريحُ يَم ْنةً وَيسْرةً )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫***‬
‫حتّى ف سكراتِ الوتِ تبسّمْ‬
‫فهذا أبو الريانِ البيونّ ( ت ‪ ، ) 440‬مع الفسح ِة ف التعميِ فقدْ عاش ‪78‬‬
‫سنةً مُكِبّا على تصيلِ العلومِ ‪ ،‬مُْنصَبّا إل تصنيفِ الكتبِ ‪ ،‬يفتحُ أبوابا وييطُ‬
‫بشواكلِها وأقرابِها – يعن ‪ :‬بغوامضِها وجليّاتِها – ول يكادُ يفارقُ يده القلمُ ‪ ،‬وعينه‬
‫النظرُ ‪ ،‬وقلبه الفكرُ ‪ ،‬إل فيما تسّ إليه الاجةُ ف العاشِ منْ ُبلْغة الطعامِ وعلقةِ الرياشِ ‪،‬‬
‫ث ِهجّياهُ – أي دَْيدَنُهُ – ف سائ ِر اليامِ من السنةِ ‪ :‬علمٌ يُسفرُ عن وجههِ قناع الشكالِ‬
‫‪ ،‬ويسرُ عن ذراعيْةِ أكمالُ الغلقِ ‪.‬‬
‫حدّث الفقيهُ أبو السنِ عليّ بنُ عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلتُ على أب الريانِ وهو‬
‫ع الروحِ قارب الوتَ – قد حشرجتْ نفسُهُ ‪ ،‬وضاق با‬ ‫يودُ بِن ْفسِهِ – أيْ وهو ف نزْ ِ‬
‫ت الفاسدةِ ؟ أيْ‬‫صدرُهُ ‪ ،‬فقال ل ف تلك الالِ ‪ :‬كيف قلت ل يوما حسابُ الدّا ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الياثُ ‪ ،‬وهي الت تكونُ من قِبل المّ ‪ ،‬فقلتُ له إشفاقا عليه ‪ :‬أف هذهِ الالةِ ؟ قال ل‬
‫ع الدنيا وأنا عالٌ بذهِ السألة ‪ ،‬أل يكون خيا من أنْ أخلّيها وأنا جاهلٌ‬ ‫‪ :‬يا هذا ‪ ،‬أودّ ُ‬
‫با ؟! فأعدتُ ذلك عليهِ ‪ ،‬وح ِفظَ وعلّمن ما وعد ‪ ،‬وخرجتُ من عندِ ِه فسمعتُ‬
‫ح ركام الخاوفِ ‪.‬‬ ‫الصراخ!! إنا الممُ الت تتا ُ‬
‫والفاروقُ عمرُ ف سكراتِ الوتِ ‪ ،‬يثعبُ جرحُه دما ‪ ،‬ويسألُ الصحابة ‪ :‬هلْ‬
‫أكمل صلتهُ أمْ ل ؟! ‪.‬‬
‫وسعدُ بنُ الربيع ف (( أُحدٍ)) مضرّج بدمائِهِ ‪ ،‬وهو يسألُ ف آخ ِر رَمَقٍ عن‬
‫الرسولِ ‪ ،‬إنا ثباتةُ الأشِ وعمارُ القلبِ !‬
‫كأنك ف جفنِ الردى وهو نائمُ‬ ‫ك لواقفِ‬‫وقفتَ ما ف الوتِ ش ّ‬
‫ووجهُك وضاحٌ وثغرُك باسمُ‬ ‫ترّ بكَ البطالُ كلمى هزيةً‬
‫قال إبراهيمُ بنُ الراحِ ‪ :‬مرض أبو يوسف فأتيتُه أعودُه ‪ ،‬فوجدتُه مُغْمىً عليهِ ‪،‬‬
‫فلمّا أفاق قال ل ‪ :‬ما تقولُ ف مسألةٍ ؟ قلتُ ‪ :‬ف مثلِ هذه الالِ ؟! قال ‪ :‬ل بأس‬
‫ندرسُ بذلك لعلّه ينجو به ناجٍ ‪.‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا إبراهيمُ ‪ ،‬أيّما أفض ُل ف رمي المارِ ‪ :‬أن يرميها الرجلُ ماشيا أو‬
‫راكبا ؟ قلتُ ‪ :‬راكبا ‪ .‬قال ‪ :‬أخطأت ‪ .‬قلتُ ‪ :‬ماشيا ‪ .‬قال ‪ :‬أخطأت ‪ .‬قلتُ ‪ :‬أيّهما‬
‫أفضلُ ؟ قال ‪ :‬ما كان يُوقفُ عند ُه فالفضلُ أنْ يرميه ماشيا ‪ ،‬وأما ما كان ل يُوقفُ‬
‫عنده ‪ ،‬فالفضلُ أن يرميه راكبا ‪ ،‬ث قمتُ من عند ِه فما بلغتُ باب دارِ ِه حت سعتُ‬
‫الصراخ عليه وإذا هو قدْ مات ‪ .‬رحةُ ال عليه ‪.‬‬
‫قال احدُ الكُتّابِ العاصرين ‪ :‬هكذا كانوا !! الوتُ جاثٌ على رأسِ أحدِ ِهمْ‬
‫صصِهِ ‪ ،‬والشرجةُ تشتدّ ف نفسِهِ وصدرِهِ ‪ ،‬والغماءُ والغشيانُ ميطٌ بهِ ‪ ،‬فإذا‬ ‫بكُربِهِ و ُغ َ‬
‫صحا أو أفاق من غشيتِهِ لظاتٍ ‪ ،‬تساءل عنْ بعضِ مسائ ِل العلمِ الفرعيّةِ أو الندوبةِ ‪،‬‬
‫ليتعلّمها أو ليعلّمها ‪ ،‬وهو ف تلك الا ِل الت أخذ فيها الوتُ منه النفاس والتلبيب ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ويطيشُ فيه النابِ ُه البيْطارُ‬ ‫ف موقفٍ نسي الليمُ سدادهُ‬
‫يا لِ ما أغلى العلم على قلوبِهمْ !! وما أشغلَ خواطر ُهمْ وعقوَلهُمْ به !! حت ف‬
‫ساعةِ النعِ والوتِ ‪ ،‬ل يتذكروا فيها زوجةً أو ولدا قريبا عزيزا ‪ ،‬وإنا تذكروا العلم !!‬
‫فرح ُة الِ تعال عليهمْ ‪ .‬فبهذا صاروا أئمة ف العلمِ والدّينِ ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫أسرارُ الشدائدِ‬
‫أورد الؤرخُ الديبُ أحدُ بنُ يوسف الكاتبُ الصريّ ف كتابِهِ العجبُ الفريدُ‬
‫(الكافأةُ وحسنُ العُقب ) فقال ‪ :‬وقدْ علم النسانُ أن سُفورَ الالةِ – أي انكشاف‬
‫ال ُغمّةِ والشدّةِ – عن ضدّه ‪ ،‬حَْت ٌم لبدّ منه ‪ ،‬كما علم أنّ انلء الليلُ يسفرُ عن النهار ‪،‬‬
‫ولكنّ خور الطبيعةِ أشدّ ما يلزمُ النفس عندَ نزولِ الكوارثِ ‪ ،‬فإذا ل تُعالْ بالدواءِ ‪،‬‬
‫اشتدّتِ العلةُ ‪ ،‬وازدادتِ الحنةُ ‪ ،‬لن النفس إذا ل تُعَنْ عند الشدائدِ با يدّدُ قُواها ‪،‬‬
‫تولّى عليها اليأسُ فأهلكها ‪.‬‬
‫والتفكّرُ ف أخبارِ هذا البابِ – بابِ أخبارِ من ابتلي فصب ‪ ،‬فكان ثرةُ صبِه‬
‫حسن العقب – مّا يُشجّع النفْس ‪ ،‬ويبعثُها عن ملزمةِ الصبِ وحسنِ الدبِ مع الربّ‬
‫عزّ وجلّ ‪ ،‬بسنِ الظنّ ف موافاةِ الحسانِ عند نايةِ المتحانِ ‪.‬‬
‫جهَرُ ‪ :‬الشدائدُ قبل‬
‫وقال أيضا – ف آخر الكتابِ ‪ « : -‬خاتةٌ ‪ :‬قال بُ ُزرْ ْ‬
‫الواهبِ ‪ ،‬تشبهُ الوع قبل الطعامِ ‪ ،‬يسّ ب ِه موقُعُهُ ‪ ،‬ويلذّ معه تناولهُ » ‪.‬‬
‫وقال أفلطونُ ‪ « :‬الشدائدُ تُصِلحُ من النفسِ بقدارِ ما تفسدُ من العيشِ ‪،‬‬
‫والتّترّف – أي الترفُ والترفّه – يفسدُ من النفسِ بقدارِ ما يصلحُ من العيشِ » ‪.‬‬
‫وقال أيضا ‪ « :‬حافظ على كلّ صديقٍ أهدتْه إليك الشدائدُ ‪ ،‬والْه عنْ كلّ‬
‫صديقٍ أهدتْه إليك النعمةُ » ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقال أيضا ‪ « :‬الترفّفهُ كالليلِ ‪ ،‬ل تتأم ْل فيه ما تصدرُه أو تتناولُه ‪ ،‬والشدة‬
‫كالنهارِ ‪ ،‬ترى فيها سعيك وسعي غيِك » ‪.‬‬
‫وقالُ أزدشي ‪ « :‬الشدّةُ ُكحْلٌ ترى به ما ل تراه بالنعمة » ‪.‬‬
‫ويقول أيضا ‪ « :‬ومِلكُ مصلحةِ المرِ ف الشدّةِ شيئان ‪ :‬أصغرُها قو ُة قلبِ‬
‫صاحبِها على ما ينوبُه ‪ ،‬وأعظمُها ُحسْ ُن تفويضِهِ إل مالكِ ِه ورازقِهِ » ‪.‬‬
‫حوَ خالقِهِ ‪ ،‬علم أنهُ لْ يتحِنْه إل با يوجبُ له مثوبةً ‪،‬‬ ‫وإذا صَ َمدَ الرجلُ بفكرِهِ َن ْ‬
‫أو يحّصُ عنه كبيةً ‪ ،‬وهو مع هذا من الِ ف أرباحٍ متصلةٍ ‪ ،‬وفوائد متتابعةٍ ‪.‬‬
‫فأما إذا اشتدّ فك ُرهُ تلقاء الليقةِ ‪ ،‬كثرتْ رذائلُه ‪ ،‬وزاد تصنّعه ‪ ،‬وبرِم بقامِه فيما‬
‫قصُر عن تأمّلهِ ‪ ،‬واستطال من الِحنِ ما عسى أن ينقضي ف يومِهِ ‪ ،‬وخاف من الكروهِ‬
‫ما لعلّه أنْ يطئهُ ‪.‬‬
‫وإنا تصدقُ الناجاةِ بي الرجلِ وبي ربّهِ ‪ ،‬لعلمِهِ با ف السرائرِ وتأييدِ ِه البصائر ‪،‬‬
‫وهي بي الرجلِ وبي أشبا ِههِ كثيةُ الذيةِ ‪ ،‬خارجةٌ عن الصلحةِ ‪.‬‬
‫ولِ تعال َر ْوحٌ يأت عند اليأسِ منهُ ‪ ،‬يُصيبُ به منْ يشاءُ من خلقِهِ ‪ ،‬وإليهِ الرغبةُ‬
‫سؤْلُ ‪ ،‬وهو‬ ‫ف تقريبِ الفرجِ ‪ ،‬وتسهيلِ المرِ ‪ ،‬والرجوعِ إل أفضلِ ما تطاول إليه ال ّ‬
‫حسب ونِعْم الوكيلُ ‪.‬‬
‫طالعتُ كتاب ( الفرجُ بعد الشدةِ ) للتنوخيّ ‪ ،‬وكرّرتُ قراءته فخرجتُ منه‬
‫ث فوائدَ ‪:‬‬
‫بثل ِ‬
‫الول ‪:‬أنّ الفرج بعد الكربِ سنّةٌ ماضي ٌة وقضيةٌ مُسلّمةٌ ‪ ،‬كاليحِ بعد الليلِ ‪ ،‬ل شكّ فيه‬
‫ول ريب ‪.‬‬
‫الثانيةُ ‪:‬أنّ الكاره مع الغالبِ أجلُ عائدةً ‪ ،‬وأرفعُ فائدةً للعبدِ ف دينِهِ ودنياهُ من الحابّ‬
‫‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الثالةُ ‪:‬أنّ جالب النفعِ ودافع الضرّ حقيقةٌ إنا هو ال جلّ ف عله ‪ ،‬واعلمْ أنّ ما أصابك‬
‫ل يكنْ لِيخطِئك وما أخطأك لْ يكنْ ليصيبك ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫حقارةُ الدنيا‬
‫يقولُ ابنُ الباركِ العا ُل الشهي ‪ :‬قصيد ُة عديّ ب ِن زيدٍ أحبّ غليّ من قصرِ الميِ‬
‫طاهرِ بنِ السيِ لو كان ل ‪.‬‬
‫وهي القصيدةُ الذائعةُ الرائعةُ ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫ـرِ أأنت ال ّبؤُ الوفورُ‬ ‫أيّها الشامتُ الُعيّ ُر بالدّهْـ‬
‫ـامِ بلْ أنت جاه ٌل مغرورُ‬ ‫أمْ لديك العهدُ الوثيقُ من اليّـ‬
‫أيْ ‪ :‬يا من شِت بصائبِ الخرين‪ ،‬هل عندك عهدٌ أنْ ل تصيبك أنت مصيبةٌ‬
‫مثلُهم؟! أم هلْ منحتْك اليامُ ميثاقا لسلمتِك من الكوارثِ والحنِ ؟! فلماذا الشماتةُ‬
‫إذنْ ؟‬
‫وف الديثِ الصّحيِحِ ‪ (( :‬لوْ أنّ الدنيا تساوي عند الِ جناح بعوضةِ ‪ ،‬ما سقى‬
‫كافرا منها شربة ماءٍ )) ‪ .‬إنّ الدنيا عند الِ تعال أهونُ من جنا ِ‬
‫ح البعوضةِ ‪ ،‬وهذه‬
‫ع واللعُ عليها ومن أجلهِا ؟!‬
‫حقيق ُة قيمتِها ووزنِها ‪ ،‬فلِم الز ُ‬
‫السعادةُ ‪ :‬أنْ تشعر بالمنِ على نفسِك ومستقبلك وأهلِك ومعيشتِك ‪ ،‬وهي‬
‫مموعةٌ ف اليانِ والرضا الِ وقضائهِ وقدرهِ ‪ ،‬والقناعةُ ‪ :‬الصبُ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫قيمةُ اليانِ‬
‫﴿ بَلِ ال ّلهُ َي ُمنّ عَلَيْ ُكمْ أَنْ َهدَا ُكمْ لِ ْلإِيَانِ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫من النعيمِ الذي ل يدركُهُ إلّ الفطناءُ ‪ :‬نظرُ السلمِ إل الكافرِ ‪ ،‬وتذكّرُ نعم ِة الِ‬
‫ف الدايةِ إل دين السلمِ ‪ ،‬وأنّ ال عزّ وجلّ ل يقدّرْ لك أنْ تكون كهذا الكافرِ ف‬
‫كفرِه بربّه وترّدهِ عليهِ ‪ ،‬وإلادِه ف آياتِه ‪ ،‬وجحو ِد صفاتِه ‪ ،‬وماربتِه لولهُ وخالقِه‬
‫ورازقِه ‪ ،‬وتكذيبِه لرسلِه وكتبه ‪ ،‬وعصيانِهِ أوامرهُ ‪ ،‬ث تذكّرْ أنت أنّك مسلمٌ مو ّحدٌ ‪،‬‬
‫ل ورسول ِه واليومِ الخرِ ‪ ،‬وتؤدّي الفرائض ولو على تقصيٍ ‪ ،‬فإنّ هذا ف حدّ‬ ‫تؤم ُن با ِ‬
‫ذاته نعمةٌ ل تُقدّر بثمن ول تُباعُ بالٍ ‪ ،‬ول تدورُ ف السبانِ ‪ ،‬وليس لا شبيهٌ ف‬
‫العيانِ ‪ ﴿ :‬أَ َفمَن كَانَ مُ ْؤمِنا َكمَن كَانَ فَاسِقا لّا َيسْتَوُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫حت ذكر بعضُ الفسرين أنّ مِ ْن نعيمِ أهلِ النّةِ نظُرهم إل أهِل النارِ ‪ ،‬فيشكرون ربّهم‬
‫على هذا النعيمِ ‪ « :‬وبضدّها تتميزُ الشياءُ » ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫وقفـــةٌ‬
‫ل إله إل الُ ‪ :‬أيْ ل معبود بقّ إل الُ سبحانهُ وتعال ‪ ،‬لتفرّ ِدهِ بصفاتِ‬
‫اللوهيّةِ ‪ ،‬وهي صفاتُ الكمالِ ‪.‬‬
‫روحُ هذه الكلمةِ وسرّها ‪ :‬إفرادُ الربّ – جلّ ثناؤه وتقدّستْ أساؤُه ‪ ،‬وتبارك‬
‫اسُه ‪ ،‬وتعال جدّه ‪ ،‬ول إله غيُهُ – بالحبةِ والجل ِل والتعظيمِ ‪ ،‬والوفِ والرجاءِ ‪،‬‬
‫وتوابعِ ذلك من التوكّلِ والنابةِ والرغبةِ والرهبةِ ‪ ،‬فل يُحبّ سواهُ ‪ ،‬وكلّ ما يُحبّ غيُه‬
‫فإنا يُحبّ تبعا لحبتِه ‪ ،‬وكونِه وسيلةً إل زيادةِ مبتِه ‪ ،‬ول يُخافُ سوا ُه ول يُرجى‬
‫سواهُ ‪ ،‬ول يُتوكّل إل عليهِ ‪ ،‬ول يُرغبُ إل إليهِ ‪ ،‬ول يُرهبُ إل منهُ ‪ ،‬ول يُحلفُ إل‬
‫سبُ إل بهِ ‪،‬‬ ‫باسِهِ ‪ ،‬ول يُنذرُ إل لهُ ‪ ،‬ول يُتابُ إل إليهِ ‪ ،‬ول يُطاعُ إل أمرُه ‪ ،‬ول يتح ّ‬
‫ث ف الشدائدِ إل به ‪ ،‬ول يُلتجأ إل إليهِ ‪ ،‬ول يُسجدُ إل لهُ ‪ ،‬ول يُذبحُ إل له‬ ‫ول يُستغا ُ‬
‫ف واحدٍ ‪ ،‬وهو ‪ :‬أنْ ل يُعبد إل إيا ُه بميعِ أنواعِ العبادةِ ‪.‬‬
‫وباسِهِ ‪ ،‬ويتمعُ ذلك ف حر ٍ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫*****************************************‬
‫*‬
‫معاقون متفوقون‬
‫ف ملحقِ عُكاظٍ العددُ ‪ 10262‬ف ‪ 1415 / 4 / 7‬هـ ‪ ،‬مقابلةٌ مع‬
‫كفيف يُدعى ‪ :‬ممود بن مم ٍد الدنّ ‪ ،‬درس كتب الدبِ بعيونِ الخرين ‪ ،‬وسع كتب‬
‫التاريخِ والجلتِ والدورياتِ والصحف ‪ ،‬وربا قرأ بالسماعِ على أح ِد أصدقائِه حت‬
‫الثالثةِ صباحا حت صار مرجعا ف الدب والطّرفِ والخبار ‪.‬‬
‫ق الوسطِ كلما ‪ ،‬منه ‪ :‬اصبْ‬ ‫كتب مصطفى أمي ف زاويةِ ( فكرة ) ف الشر ِ‬
‫على كيد الكائدين ‪ ،‬وظلمِ الظالي ‪ ،‬وسطوةِ البابرةِ ‪ ،‬فإ ّن السوط سوف يسقطُ ‪،‬‬
‫والقيد سوف ينكسرُ ‪ ،‬والحبوس سوف يرجُ ‪ ،‬والظلم سوف ينقشعُ ‪ ،‬لكن عليك أن‬
‫تصب وتنتظر ‪.‬‬
‫ذرْعا وعِند ال منها الخرجُ‬ ‫َولَرُبّ نازلةٍ يضيقُ با الفت‬
‫قابلتُ ف الرياضِ مفت ألبانيا ‪ ،‬وقد سُجن عشرين سنةً مِن قبل الشيوعيي ف‬
‫ألبانيا مع العمالِ الشاقّةِ ‪ ،‬والبسِ والكيدِ ‪ ،‬والنكّالِ والظلمِ ‪ ،‬والظلمِ وجوعِ ‪ ،‬وكان‬
‫يصلّى الصلواتِ المس ف ناحيةٍ من دورةِ الياه خوفا منهمْ ‪ ،‬ومع هذا صَبَرَ واحتسب‬
‫وَ َفضْلٍ ﴾ ‪.‬‬ ‫حت جاءهُ الفرجُ ‪ ﴿ ،‬فَانقَلَبُواْ بِِن ْعمَةٍ ّمنَ ال ّلهِ‬
‫هذا ( نلسون مانديل ) رئيس جنوبِ أفريقيّة ‪ ،‬سُجن سبعا وعشرين سنةً ‪ ،‬وهو‬
‫ت والستبدادِ والظلمِ ‪ ،‬وهو ُمصِرّ‬
‫ينادي بريّةِ أمّتهِ ‪ ،‬وخلوصِ شعبهِ من القهرِ والكب ِ‬
‫صامدٌ مواص ٌل مستميتٌ ‪ ،‬حت نال مد ُه الدنيويّ ‪ ﴿ .‬نُوَفّ إِلَ ْي ِهمْ َأعْمَاَل ُهمْ فِيهَا ﴾ ﴿ إِن‬
‫تَكُونُواْ َتأَْلمُونَ فَإِّن ُهمْ يَأَْلمُونَ َكمَا َتأْلَمونَ وََترْجُونَ ِمنَ ال ّلهِ مَا لَ َيرْجُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫وما ثبتتْ إل وف نفسِها أَمْرُ‬ ‫وأشجعُ من كُلّ يومٍ سلمت‬
‫سسْكُمْ َقرْحٌ َفقَدْ َمسّ اْلقَوْمَ َقرْحٌ مّثْ ُلهُ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ إِن َي ْم َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫**********************************‬
‫ل تزن إذا عرفت السلم‬
‫ما أشقى النفوس الت ل تعرفُ السلم ‪ ،‬ول تتدِ إليه ‪ ،‬إنّ السلم يتاجُ إل‬
‫دعايةٍ منْ أصحابهِ و َحمَلِتهِ ‪ ،‬وإعلن عاليّ هائل ‪ ،‬لنهُ نبأ عظيمٌ ‪ ،‬والدعايةُ له يبُ أن‬
‫تكون راقيةً مهذبةً جذابةً ‪ ،‬لنّ سعادة البشريةِ ل تكونُ إل ف هذا الدينِ ال ّق الالدِ ‪،‬‬
‫﴿ َومَن يَبْتَ ِغ غَ ْيرَ الِ ْسلَمِ دِينا فَلَن ُيقْبَلَ مِ ْنهُ ﴾ ‪.‬‬
‫سكن داعيةٌ مسلمٌ شهيٌ مدينة ميونخ اللانية ‪ ،‬وعند مدخلِ الدينةِ تُوجدُ لوح ٌة‬
‫إعلني ٌة كبى مكتوبٌ عليها باللانيةِ ‪ « :‬أنت ل تعرفُ كفراتِ يوكوهاما » ‪ .‬فنصب‬
‫هذا الداعيةُ لوحةً كبى بانب هذه اللوحةِ كتب عليها ‪ « :‬أنت ل تعرفُ السلم ‪ ،‬إنْ‬
‫أردت معرفتهُ ‪ ،‬فاتصل بنا على هاتفِ كذا وكذا » ‪ .‬وانالتْ عليه التصالتْ من‬
‫اللانِ منْ كلّ َحدَبٍ وصوب ‪ ،‬حت أسلم على يدهِ ف سنةِ واحدة قرابة مائة ألفِ ألانّ‬
‫ما بي رجلٍ وامرأةٍ وأقام مسجدا ومركزا إسلميا ‪ ،‬ودارا للتعليمِ ‪.‬‬
‫إن البشرية حائرٌ باجةٍ ماسّةِ إل هذا الدينِ العظيمِ ‪ ،‬ليدّ إليها أمنها وسكينتها‬
‫خرِجُهُم ّمنِ الظّ ُلمَاتِ‬
‫سلَمِ وَُي ْ‬
‫وطمأنينتها ‪َ ﴿ ،‬يهْدِي ِبهِ ال ّلهُ مَنِ اتّبَعَ رِضْوَاَنهُ سُبُلَ ال ّ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫صرَاطٍ ّمسَْتقِيمٍ‬
‫إِلَى النّورِ بِِإذِْنهِ وََي ْهدِي ِهمْ إِلَى ِ‬
‫يقول أح ُد العُبّادِ الكبارِ ‪ :‬ما ظننتُ أنّ ف العالِ أحدا يعبدُ غي ال ‪.‬‬
‫لكنْ ﴿ وَقَلِيلٌ مّ ْن عِبَادِيَ الشّكُورُ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَإِن تُطِعْ َأكَْثرَ مَن فِي الَ ْرضِ ُيضِلّوكَ‬
‫خرُصُونَ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ومَا أَكَْثرُ النّاسِ وَلَوْ‬
‫عَن سَبِيلِ ال ّلهِ إِن يَتِّبعُونَ إِلّ ال ّظنّ وَإِنْ ُهمْ إِلّ َي ْ‬
‫َحرَصْتَ ِبمُ ْؤمِِنيَ ﴾ ‪.‬‬
‫وقد أخبن أحدُ العلماءِ أن سودانيّا مسلما قدم من البادية إل العاصمةِ الرطو ِم‬
‫ف أثناءِ الستعمارِ النكليزيّ ‪ ،‬فرأى رجل مرورٍ بريطانيّا ف وسطِ الدينةِ ‪ ،‬فسأل هذا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫السلمُ ‪ :‬منْ هذا ؟ قالوا ‪ :‬كافرٌ ‪ .‬قال ‪ :‬كافرٌ باذا ؟ قالوا ‪ :‬بالِ ‪ .‬قال ‪ :‬وهلْ أحدٌ‬
‫يكفرُ بال ؟! فأمسك على بطنِهِ ثّ تقيّأ مّا سع ورأى ‪ ،‬ث عاد إل الباديةِ ‪َ ﴿ .‬فمَا َل ُهمْ لَا‬
‫يُ ْؤمِنُونَ ﴾ ‪!.‬‬
‫سمَاء وَاْلأَ ْرضِ إِّنهُ َلحَقّ مّثْلَ مَا‬
‫يقو ُل الصمعيّ ‪ :‬سع أعرابّ يقرأُ ‪ ﴿ :‬فَوَ َربّ ال ّ‬
‫أَنّ ُكمْ تَن ِطقُونَ ﴾ ‪ ،‬قال العرابّ ‪ :‬سبحان الِ ‪ ،‬ومن أحوج العظيم حت يقسم ؟!‬
‫إنه حسنُ الظنّ والتطّلعُ إل كرمِ الول وإحسانِه ولطفه ورحته ‪.‬‬
‫قال ‪ (( :‬يضحك ربّنا )) ‪ .‬فقال أعرابّ ‪:‬‬ ‫وقد ص ّح ف الديثِ أنّ الرسول‬
‫لنعدامُ منْ ربّ يضحكُ خيا ‪.‬‬
‫﴿ وَهُوَ اّلذِي يَُنزّلُ اْلغَيْثَ مِن َب ْعدِ مَا قََنطُوا ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إنّ رَ ْحمَتَ ال ّلهِ َقرِيبٌ ّمنَ‬
‫صرَ ال ّلهِ َقرِيبٌ ﴾ ‪.‬‬
‫أَل ِإنّ َن ْ‬ ‫﴾﴿‬ ‫حسِِنيَ‬
‫اْلمُ ْ‬
‫منْ يقرأُ كتب سيِ الناسِ وتراجم الرجالِ يستفيدُ منها مسائل مطّرِدةً ثابتةً منها ‪:‬‬
‫‪.1‬أ ّن قيمة النسانِ ما يُحسنُ ‪ ،‬وهي كلمةٌ لعليّ بن أب طالبٍ ‪،‬‬
‫ومعناها ‪ :‬أنّ علم النسانِ أو أدبهُ أو عبادتهُ أو كرمهُ أو خلقهُ‬
‫هي ف القيق ِة قيمتُهُ ‪ ،‬وليستْ صورتُه أو هندامُ ُه ومنصبُهُ ‪﴿ :‬‬
‫عَبَسَ وَتَوَلّى{‪ }1‬أَن جَاءهُ الَْأ ْعمَى ﴾ ‪ ﴿ .‬وََلعَ ْبدٌ مّ ْؤ ِمنٌ خَ ْيرٌ‬
‫شرِكٍ وَلَوْ َأ ْعجَبَكُمْ ﴾ ‪.‬‬
‫مّن ّم ْ‬
‫‪.2‬بقدرِ هّةِ النسانِ واهتمامِ ِه وبذلِ ِه وتضحيِتَه تكونُ مكانُتُه ‪ ،‬ول‬
‫جدُ جُزافا ‪.‬‬
‫يعطى لهُ ال ْ‬
‫ل تسبِ الجد ترا أنت آك ُلهُ ‪..‬‬
‫خرُوجَ َل َعدّواْ َل ُه عُدّةً ﴾ ‪ ﴿ .‬وَجَا ِهدُوا فِي ال ّلهِ َحقّ ِجهَادِهِ‬
‫﴿ وَلَوْ َأرَادُواْ اْل ُ‬
‫﴾‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪.3‬أ ّن النسان هو الذي يصنعُ تاريه بنفسِهِ بإذنِ ال ‪ ،‬وهو الذي‬
‫وَنَكْتُبُ مَا َق ّدمُوا‬ ‫﴿‬ ‫يكتبُ سيتهُ بأفعالِهِ الميلةِ أو القبيحةِ ‪:‬‬
‫وَآثَارَ ُهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫‪.4‬وإنّ عمر العب ِد قصيٌ ينصرمُ سريعا ‪ ،‬ويذهبُ عاجلً ‪ ،‬فل‬
‫َلمْ يَلْبَثُوا إِلّا‬ ‫﴿‬ ‫يقصره بالذنوبِ والمومِ والغمومِ والحزانِ ‪:‬‬
‫ضحَاهَا ﴾ ‪ ﴿ .‬قَالُوا لَبِثْنَا يَوْما أَوْ َبعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ‬
‫عَشِّيةً أَوْ ُ‬
‫اْلعَادّينَ ﴾ ‪.‬‬
‫ول عملٌ يرضى ب ِه الُ صالُ‬ ‫كفى حزنا أنّ الياة مريرةٌ‬

‫•منْ أسبابِ السعادةِ ‪:‬‬


‫‪)1‬العملُ الصالُ ‪َ ﴿ :‬منْ عَمِلَ صَالِحا مّن ذَ َكرٍ َأوْ أُنثَى وَهُوَ مُ ْؤ ِمنٌ فَلَُنحْيِيَّنهُ حَيَاةً طَيَّبةً‬
‫﴾‪.‬‬
‫‪)2‬الزوجةُ الصالةُ ‪ ﴿ :‬رَبّنَا هَبْ لَنَا مِنْ َأزْوَاجِنَا َوذُرّيّاتِنَا ُقرّةَ َأعُْينٍ ﴾ ‪.‬‬
‫‪)3‬البيتُ الواسعُ ‪ :‬وف الديثِ ‪ (( :‬اللهمّ وسّعْ ل ف داري )) ‪.‬‬
‫‪)4‬الكسْبُ الطيبُ ‪ :‬وف الديثِ ‪ (( :‬إنّ ال طيّبٌ ل يقبلُ إل طيّبا )) ‪.‬‬
‫سنُ الُلقُ والتو ّددُ للناسِ ‪ ﴿ :‬وَ َجعَلَنِي مُبَارَكا أَْينَ مَا كُنتُ ﴾ ‪.‬‬
‫‪ُ )5‬ح ْ‬
‫سرِفُوا وََلمْ َيقُْترُوا ﴾ ‪ ﴿ .‬وَلَ‬
‫َلمْ ُي ْ‬ ‫﴿‬ ‫‪)6‬السلمةُ من الدّيْنِ ‪ ،‬ومن السرافِ ف النفقةِ ‪:‬‬
‫سطِ ﴾ ‪.‬‬
‫جعَلْ َيدَكَ َمغْلُوَلةً إِلَى عُُنقِكَ وَلَ تَ ْبسُ ْطهَا كُلّ الَْب ْ‬
‫َت ْ‬
‫•مقومات السعادةِ ‪:‬‬
‫قلبٌ شاكرٌ ‪ ،‬ولسانٌ ذاكرٌ ‪ ،‬وجسمٌ صابرٌ ‪.‬‬
‫وعليك بالشكر عن النعم والصب عند النقم والستغفار من الذنوب ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لوْ جعتُ لك علْم العلماءِ ‪ ،‬وحكمة الكماءِ ‪ ،‬وقصائد الشعراءِ عنِ السعادةِ ‪ ،‬لا‬
‫وجدتا حت تعزم عزيةً صادقة على تذ ّوقِها وجَلْبِها ‪ ،‬والبحثِ عنها وطرْدِ ما يضادّها ‪:‬‬
‫« منْ أتان يشي أتيتهُ هرولةً » ‪.‬‬
‫ومن سعادةِ العبدِ ‪ :‬كتمُ أسرارِ ِه وتدبيِه أمورهُ ‪.‬‬
‫ذكروا أنّ أعربيّا استُؤمن على سرّ مقابل عشرةِ دناني ‪ ،‬فضاق ذرعا بالسرّ ‪،‬‬
‫وذهب إل صاحبِ الدنلنيِ ‪ ،‬وردّها عليهِ مقابل أنْ يُفشي السرّ ‪ ،‬لنّ الكتمان يتاجُ إل‬
‫ت وصبٍ وعزيةٍ ‪ ﴿ :‬لَ َت ْقصُصْ رُؤْيَا َك عَلَى إِخْوَتِكَ ﴾ ‪ ،‬لنّ نِقاط الضعفِ عند‬
‫ثبا ٍ‬
‫ض قديٌ ‪ ،‬وداءٌ متأصّلٌ ف‬ ‫النسانِ كشفُ أوراقِهِ للناسِ ‪ ،‬وإفشاءُ أسرارِه لمْ ‪ ،‬وهو مر ٌ‬
‫البشريةِ ‪ ،‬والنفسُ مُولعةٌ بإفشا ِء السرارِ ‪ ،‬ونقْلِ الخبار ‪ .‬وعلقةُ هذا بوضوعِ السعادةِ‬
‫أنّ منْ أفشى أسراره فالغالبُ عليه أن يندم ويزن ويغْتمّ ‪.‬‬
‫وللجاحظِ ف الكتمانِ كلمٌ خلّبٌ ف رسائلِهِ الدبيةِ ‪ ،‬فليعُدْ إليها منْ أراد ‪ .‬وف‬
‫شعِرَنّ بِ ُكمْ أَحَدا ﴾ ‪ ،‬وهذا أصلٌ ف كتمانِ السرّ ‪ ،‬والعرابّ‬
‫القرآن ‪ ﴿ :‬وَلْيَتَلَطّفْ وَلَا ُي ْ‬
‫يقول ‪ :‬وأكتمُ السرّ فيه ضربةُ العنقِ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫لن توت قبل أجلِك‬
‫فَِإذَا جَاء أَجَ ُل ُهمْ لَ َيسَْتأْ ِخرُونَ سَا َعةً وَلَ َيسَْتقْ ِدمُونَ ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿‬
‫هذه اليةُ عزاءٌ للجبناءِ الذين يوتون مراتٍ كثيةً قبل الوتِ ‪ ،‬فلْيعلموا أنّ هناك‬
‫ل مسمى ‪ ،‬ل تقدي ول تأخي ‪ ،‬ل يعجّلُ هذا الوت أحدٌ ‪ ،‬ول يؤجّله بشرٌ ‪ ،‬ولو‬ ‫أج ً‬
‫اجتمع أهل الافقيْن ‪ ،‬وهذا ف حدّ ذات ِه يلبُ للعبدِ الطمأنينة والسكينة والثبات ‪﴿ :‬‬
‫حقّ ﴾ ‪.‬‬
‫وَجَاءتْ سَ ْكرَةُ اْلمَوْتِ بِاْل َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫صرُوَنهُ مِن دُونِ ال ّلهِ‬
‫َفمَا كَانَ َلهُ مِن فَِئةٍ يَن ُ‬ ‫﴿‬ ‫واعلمْ أ ّن التعلّق بغيِ الِ شقاءٌ ‪:‬‬
‫صرِينَ ﴾ ‪.‬‬
‫َومَا كَانَ مِنَ الُنَت ِ‬
‫( سَِيرُ أعلمِ النبلءِ ) للذهبّ ثلثةٌ وعشرون ملدا ‪ ،‬ترجم فيها للمشاهيِ من‬
‫العلماءِ واللفاءِ واللوكِ والمراءِ والوزراءِ والثريا ِء والشعراءِ ‪ ،‬وباستقراءِ هذا الكتابِ‬
‫تدُ حقيقتي مهمتي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنّ منْ تعلّق بغيِ الِ منْ مالٍ أو ولدٍ أو منصبٍ أو حرفةٍ ‪ ،‬وكل ُه الُ إل‬
‫هذا الشيءِ ‪ ،‬وكان سبب شقائِ ِه وعذابِ ِه ومْقِهِ وسحقِهِ ‪ ﴿ :‬وَإِّن ُهمْ لََيصُدّوَن ُهمْ َعنِ‬
‫حسَبُونَ أَّنهُم ّمهَْتدُونَ ﴾ ‪ .‬فرعونُ والن ِ‬
‫صبُ قارونُ والالُ ‪ ،‬وأُميّةُ بنُ خلفٍ‬ ‫السّبِيلِ وََي ْ‬
‫‪.‬‬ ‫وَحِيدا ﴾‬ ‫والتجارةُ ‪ ،‬والولي ُد والولدُ ‪ ﴿ :‬ذَرْنِي َو َمنْ خَ َلقْتُ‬
‫أبو جهل والاهُ ‪ ،‬أبو لبٍ والنسبُ ‪ ،‬أبو مسلم والسلطةُ ‪ ،‬التنبئ والشهرةُ ‪،‬‬
‫والجّاج والعل ّو ف الرضِ ‪ ،‬ابنُ الفراتِ والوزارةُ ‪.‬‬
‫الثانيةُ ‪ :‬أنّ منِ اعت ّز بالِ وعمل له وتقرّب منه ‪ ،‬أعزّه ورفعه وشرّفه بل نسبٍ‬
‫ول منصبٍ ول أهلٍ ول مالٍ ول عشيةٍ ‪ :‬بل ُل والذانُ ‪ ،‬سلمانُ والخرةُ ‪ ،‬صُهيبٌ‬
‫سفْلَى َوكَ ِل َمةُ ال ّلهِ هِيَ‬
‫وَ َجعَلَ َك ِلمَةَ اّلذِينَ َك َفرُواْ ال ّ‬ ‫﴿‬ ‫والتضحيةُ ‪ ،‬عطا ٌء والعِ ْلمُ ‪،‬‬
‫اْلعُلْيَا ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫« يا ذا الللِ والكرامِ »‬
‫صحّ عنه أنهُ قال ‪ « :‬ألظّوا بيا ذا الللِ والكرامِ » ‪ .‬أي الزموها ‪ ،‬وأكثرُوا‬
‫منها ‪ ،‬وداوموا عليها ‪ ،‬ومثلُها وأعظمْ ‪ :‬يا ح ّي يا قيومْ ‪ .‬وقيل ‪ :‬إنه السمُ العظمُ لربّ‬
‫العالي الذين إذا دُعي به أجاب ‪ ،‬وإذا سئل به أعطى ‪ .‬فما للعبدِ إل أنْ يهتف با‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وينادي ويستغيث ويدمن عليها ‪ ،‬ليى الف َرجَ والظفرَ والفلحَ ‪ِ ﴿ :‬إذْ َتسَْتغِيثُونَ رَبّ ُكمْ‬
‫فَاسَْتجَابَ لَ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫ف حياةِ السلمِ ثلثةُ أيامٍ كأنا أعيادٌ ‪:‬‬
‫يومٌ يؤدّي فيه الفرائض جاعةً ‪ ،‬ويسْلمُ من العاصي‪ ﴿ :‬اسَْتجِيبُواْ لِ ّلهِ وَلِلرّسُولِ‬
‫ِإذَا دَعَاكُم ﴾ ‪.‬‬
‫ويومٌ يتوبُ فيه من ذنِبهِ ‪ ،‬وينخلعُ من معصيتِهِ ‪ ،‬ويعودُ إل ربِهِ ‪ُ ﴿ :‬ثمّ تَابَ‬
‫عَلَ ْيهِمْ لِيَتُوبُواْ ﴾‪.‬‬
‫ويومٌ يلقى فيه ربّه على خاتةٍ حسنةٍ وعم ٍل مبورٍ ‪َ (( :‬منْ أحبّ لقاء ال أحبّ‬
‫الُ لقاءهُ )) ‪.‬‬
‫ودارٍ هي الدنيا ويومٍ هو الدهرُ‬ ‫وبشّرتُ آمال بشخصٍ هو الورى‬
‫قرأتُ سِي الصحابة – رضوانُ الِ عليهم ‪ ، -‬فوجدتُ ف حياتِهمْ خس مسائل‬
‫تيزُهم عنْ غيِهمْ ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬اليُسْرُ ف حياِت ِهمْ ‪ ،‬والسهولةُ وعدم التكلّف ‪ ،‬وأخذ المور ببساطة ‪،‬‬
‫سرَى ﴾ ‪.‬‬
‫سرُكَ لِلُْي ْ‬
‫وترك التنطع والتعمّق والتشديد ‪ ﴿ :‬وَنَُي ّ‬
‫الثانيةَ ‪ :‬أن عِلْمهم غزيرٌ مباركٌ متصلٌ بالعملِ ‪ ،‬ل فضولَ فيه ول حواشي ‪ ،‬ول‬
‫خشَى ال ّلهَ ِم ْن عِبَادِهِ اْلعُ َلمَاء ﴾ ‪.‬‬
‫كثرة كلمٍ ‪ ،‬ول رغوة أو تعقيد ‪ ﴿ :‬إِّنمَا َي ْ‬
‫الثالثةَ ‪ :‬أنّ أعمال القلو ِ‬
‫ب لديهمْ أعظمُ من أعما ِل البدانِ ‪ ،‬فعندهُمُ الخلصُ‬
‫والنابُ ُة والتوكلُ والحبةُ والرغبةُ والرهبةُ والشْي ُة ونوُها ‪ ،‬بينما أمورُهم ميسّرةٌ ف‬
‫نوافلِ الصل ِة والصيامِ ‪ ،‬حت إن بعض التابعي أكثرُ اجتهادا منهمْ ف النوافلِ الظاهرةِ ‪:‬‬
‫﴿ َفعَ ِلمَ مَا فِي قُلُوِب ِهمْ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الرابعة ‪ :‬تقلّلهمْ من الدنيا ومتاعِها ‪ ،‬وتفّفُهم منها ‪ ،‬والعراضُ عن بارجها‬
‫وزخارفِها ‪ ،‬ما أكسبهم راحةً وسعادةً وطمأنينةً وسكينةً ‪َ ﴿ :‬و َمنْ َأرَادَ ال ِخرَةَ وَ َسعَى‬
‫َلهَا َسعَْيهَا وَ ُهوَ مُ ْؤمِنٌ ﴾ ‪.‬‬
‫الامسة ‪ :‬تغليبُ الهادِ على غيِه من العمالِ الصالةِ ‪ ،‬حت صار سِمةً لمْ ‪،‬‬
‫ومعْلما وشعارا ‪ .‬وبالهادِ قضوْا على هومِهم وغمومِهم وأحزانِهمْ ‪ ،‬لنّ فيه ذكرا‬
‫وعملً وبذلً وحركةً ‪.‬‬
‫فالجاهدُ ف سبيل الِ منْ أسعدِ الناسِ حالً ‪ ،‬وأشرحِهم صدْرا وأطيبهِم نفسا ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫﴿وَاّلذِينَ جَا َهدُوا فِينَا لََن ْهدِيَّنهُمْ سُبُلَنَا وَإِنّ ال ّلهَ َلمَعَ اْل ُمحْسِِنيَ‬
‫ف القرآن حقائقُ وسُننٌ ل تزو ُل ول تولُ ‪ ،‬أذكرُ ما يتعلقُ منها بسعاد ِة العبدِ‬
‫وراحةِ بالِهِ ‪ ،‬منْ هذِهِ السّننِ الثابتةِ ‪:‬‬
‫صرُوا ال ّلهَ يَنصُرْ ُكمْ وَيُثَبّتْ أَ ْقدَامَكُمْ ﴾ ‪.‬‬
‫أنّ منِ استنصر بالِ َنصَ َرهُ ‪ ﴿ :‬إِن تَن ُ‬
‫ومنْ سألهُ أجابهُ ‪ ﴿ :‬ا ْدعُونِي أَسَْتجِبْ لَ ُكمْ ﴾ ‪ .‬ومن استغفره غَفَرَ له ‪ ﴿ :‬فَا ْغفِرْ لِي‬
‫َف َغفَرَ َلهُ ﴾ ‪ .‬ومنْ تاب إليه قبل منه ‪ ﴿ :‬وَهُوَ اّلذِي َيقْبَلُ التّوَْب َة عَ ْن عِبَادِهِ ﴾ ‪ .‬ومنْ‬
‫توكّل عليهِ كفاهُ ‪َ ﴿ :‬ومَن يَتَوَكّ ْل عَلَى ال ّلهِ َفهُوَ َحسْبُهُ ﴾ ‪.‬‬
‫إِّنمَا َبغْيُ ُكمْ عَلَى‬ ‫﴿‬ ‫وأنّ ثلثةً يعجّلُها الُ لهلِها بنكالِها وجزائها ‪ :‬البغيُ ‪:‬‬
‫سهِ ﴾ ‪ ،‬والكرُ ‪ ﴿ :‬وَلَا‬
‫َفمَن نّكَثَ فَإِّنمَا يَنكُثُ عَلَى َن ْف ِ‬ ‫﴿‬ ‫أَن ُفسِكُم ﴾ ‪ ،‬والنكثُ ‪:‬‬
‫َيحِيقُ اْلمَ ْكرُ السّيّئُ إِلّا بِأَ ْه ِلهِ ﴾ ‪ .‬وأنّ الظال لنْ يفلت من قبض ِة الِ ‪ ﴿ :‬فَتِ ْلكَ بُيُوُت ُهمْ‬
‫﴿‬ ‫خَاوَِيةً ِبمَا َظ َلمُوا ﴾ ‪ .‬وأنّ ثرة العم ِل الصالِ عاجلةٌ وآجلةٌ ‪ ،‬ل ّن ال غفورٌ شكورٌ ‪:‬‬
‫ب الدّنْيَا وَ ُحسْنَ ثَوَابِ ال ِخرَةِ ﴾ ‪ ،‬وأن من أطاعه أحبّه ‪ ﴿ :‬فَاتِّبعُونِي‬
‫فَآتَا ُهمُ ال ّلهُ ثَوَا َ‬
‫ُيحْبِبْكُمُ ال ّلهُ ﴾ ‪ .‬فإذا عَ َرفَ العبدُ ذلك سعد وسُرّ ‪ ،‬لنه يتعاملُ مع ربّ يرزقُ ويَْنصُرُ ‪:‬‬
‫﴿ إِنّ ال ّلهَ ُهوَ الرّزّاقُ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ومَا الّنصْرُ إِلّ ِمنْ عِندِ ال ّلهِ ﴾ ‪ ،‬ويغفرُ ‪ ﴿ :‬وَإِنّي َل َغفّارٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿‬ ‫إِّنهُ ُهوَ التّوّابُ الرّحِيمُ ﴾ ‪ ،‬وينتقمُ لوليائه منْ أعدائِهِ ‪:‬‬ ‫﴿‬ ‫ّلمَن تَابَ ﴾ ‪ ،‬ويتوبُ ‪:‬‬
‫إِنّا مُنَت ِقمُونَ ﴾ ‪ ،‬فسبحانه ما أكملهُ وأجلّهُ ‪ ﴿ :‬هَلْ َتعْ َلمُ َلهُ َسمِيّا ﴾ ؟! ‪.‬‬
‫للشيخِ عبدِالرحنِ ب ِن سعديّ – رح ُه الُ – رسال ٌة قيّمةٌ اسُها ( الوسائلُ الفيدةُ‬
‫ب السعادةِ أنْ ينظر العبدُ إل نع ِم الِ‬
‫ف اليا ِة السعيدةِ ) ‪ ،‬ذكر فيها ‪ « :‬إنّ منْ أسبا ِ‬
‫عليه ‪ ،‬فسوف يرى أنهُ يفوقُ با أما من الناسِ ل ُتحْصى ‪ ،‬حينها يستشعرُ العبدُ فضل‬
‫الِ عليه » ‪.‬‬
‫أقولُ ‪ :‬حت ف المورِ الدينيّةِ مع تقصيٍ العبدِ ‪ ،‬يُد انه أعلى م ْن فئامٍ من الناسِ‬
‫ف الحافظةِ على الصلةِ جاعةً ‪ ،‬وقراءةِ القرآن والذك ِر ونْو ذلك ‪ ،‬وهذه نعمةٌ جليلةٌ‬
‫ل تُق ّدرُ بثمنٍ ‪﴿ :‬وَأَسْبَ َغ عَلَيْ ُكمْ ِن َعمَهُ ظَا ِهرَةً وَبَاطَِنةً ﴾ ‪.‬‬
‫ث الكبيِ ابنِ عبدِ الباقي انه ‪ :‬استعرض الناس بعد‬ ‫وقدْ ذكر الذهبّ عن الحدّ ِ‬
‫خروجِهم من جامعِ ( دارِ السلمِ ) ببغداد ‪ ،‬فما وَ َجدَ أحدا منهمُ يتمنّى أنه مكانه وف‬
‫مسلخه ‪.‬‬
‫ولذِهِ الكلمةِ جانبٌ إيابّ وسلبّ ‪ ﴿ :‬وَ َفضّلْنَا ُه ْم عَلَى كَثِيٍ ّم ّمنْ خَ َلقْنَا َت ْفضِيلً‬
‫﴾‪.‬‬
‫لمَلْ‬
‫منهمُ فاتركْ تفاصيل ا ُ‬ ‫كلّ هذا اللْقِ ِغرّ وأنا‬
‫****************************************‬
‫وقفـــةٌ‬
‫‪:‬‬ ‫س – رضي الُ عنها – قالتْ ‪ :‬قال ل رسولُ ال‬
‫عن أساء بنتِ عُميْ ٍ‬
‫(( أل أُعلّمكِ كلماتٍ تقولِينهُن عند الك ْربِ ‪ .‬أو ف الكرْبِ ‪ .‬؟ ‪ :‬الُ الُ ربّي‬
‫ل أُشر ُك به شيئا )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وف لفظٍ ‪ (( :‬منْ أصابهُ ه ّم أو غمّ أو سقمٌ أو ِشدّةٌ ‪ ،‬فقال ‪ :‬الُ رب ‪ ،‬ل‬
‫شريك له ‪ُ .‬كشِف ذلك عنه )) ‪.‬‬
‫« هناك أمورٌ مظلم ٌة تورِدُ على القلبِ سحائب متراكماتٍ مظلمةً ‪ ،‬فإذا فرّ إل‬
‫ربّهِ ‪ ،‬وسلّم أمره إليهِ ‪ ،‬وألقى نفسهُ بي يديهِ مِنْ غيِ شرِكةِ أحدٍ من اللقِ ‪ ،‬كشَفَ عنه‬
‫ذلك ‪ ،‬فأمّا منْ قال ذلك بقلبٍ غافلٍ لهٍ ‪ ،‬فهيهات » ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫با فقدناهُ مِنْ مالٍ ومِنْ َنشَبِ‬ ‫وما نبال إذا أرواحٌنا سلِمتْ‬
‫س وقاها الُ ِمنْ عَ َطبِ‬‫إذا النفو ُ‬ ‫فالا ُل مكتسبٌ والعِزّ مُرْتعٌ‬
‫**********************************‬
‫مَن خاف حاسدا‬
‫‪.1‬العوّذاتُ مع الذكارِ والدعا ِء عموما ‪َ ﴿ :‬ومِن َشرّ حَا ِسدٍ ِإذَا‬
‫َحسَدَ ﴾ ‪.‬‬
‫‪.2‬كِتمانُ أمرِك عنِ الا ِسدِ ‪ ﴿ :‬لَ َتدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَا ِحدٍ‬
‫وَادْخُلُواْ ِمنْ أَْبوَابٍ مَّت َفرّ َقةٍ ﴾ ‪.‬‬
‫‪.3‬البتعادُ عنه ‪ ﴿ :‬وَِإنْ ّلمْ تُ ْؤمِنُوا لِي فَاعَْتزِلُونِ ﴾ ‪.‬‬
‫‪.4‬الحسانُ إليه لِكفّ أذاهُ ‪ ﴿ :‬ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَ ْحسَنُ ﴾ ‪.‬‬
‫************************************‬
‫سنْ خلُقكَ‬
‫حّ‬
‫للُقِ ُيمْنٌ وسعادةٌ ‪ ،‬وسُوءُ الُُلقِ شُؤمٌ وشقاءٌ ‪.‬‬
‫ُحسْنُ ا ُ‬
‫(( إن الرء لَيبْلغ بسنِ خ ُل ِقهِ درجةَ الصائمِ القائمِ)) ‪(( .‬أل أُنبّئُكم بأحبّكمُ‬
‫وأقربِكُ ْم منّي ملسا يوم القيامةِ ؟! أحاسنُكمْ أخلقاُ)) ‪ ﴿ .‬وَإِنّكَ َلعَلى خُ ُل ٍق عَظِيمٍ ﴾‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿ فَِبمَا رَ ْح َمةٍ ّمنَ ال ّلهِ لِنتَ َل ُهمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّا غَلِيظَ اْلقَلْبِ لَن َفضّواْ ِمنْ حَوْلِكَ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَقُولُواْ لِلنّاسِ ُحسْنا ﴾ ‪.‬‬
‫ت الصديق – رضي ال عنهما – ف وصفها العصوم‬
‫وتقولُ أمّ الؤمني عائش ُة بن ُ‬
‫عليه صلةُ رب وسلمُه ‪ (( :‬كان خُ ُل ُقهُ القُران )) ‪.‬‬
‫إن سَ َعةَ الُلُق وَبسْطَهَ الاطرِ ‪ :‬نعيمٌ عاجلٌ وسرورٌ حاضرٌ لن أراد به الُ خيْرا ‪،‬‬
‫ب مقيمٌ ‪.‬‬
‫لدّ ِة وثورة الغضبِ ‪ :‬نَ َكدٌ مستمرّ وعذا ٌ‬
‫وإنّ سرعة النفعالِ وا ِ‬
‫*************************************‬
‫دواءُ الرقِ‬

‫ماذا يفعلُ منْ أُصيب بالرقِ ؟‬


‫الرقُ تعسّ ُر النومِ ‪ ،‬والتململُ على الفراشِ ‪.‬‬
‫‪.1‬الذكارُ الشرعيّةُ ‪ ﴿ :‬أَلَ ِبذِ ْكرِ ال ّلهِ تَ ْطمَِئنّ اْلقُلُوبُ ﴾ ‪.‬‬
‫‪َ .2‬هجْ ُر النو ِم بالنهارِ إل لاجةٍ ماسّةٍ ‪ ﴿:‬وَ َجعَلْنَا الّنهَارَ َمعَاشا ﴾ ‪.‬‬
‫‪.3‬القراءةُ والكتابةُ حت النومِ ‪ ﴿ :‬وَقُل رّبّ ِزدْنِي عِلْما ﴾ ‪.‬‬
‫‪.4‬إتعابُ السمِ بالعملِ النافعِ نارا ‪ ﴿ :‬وَ َجعَلَ الّنهَارَ ُنشُورا ﴾ ‪.‬‬
‫ت كالقهو ِة والشايِ ‪.‬‬
‫‪.5‬التقليلُ منْ شربِ النبّها ِ‬
‫فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا‬ ‫شكوْنا إل أحبابِنا طول ليلِنا‬
‫يقينا ول يُغشِي لنا النومُ أعْينا‬ ‫وذاك بأنّ النوم يُغشِي عيونم‬
‫مرار ُة الذنبِ تناف حلوة الطاعةِ ‪ ،‬وبشاشة اليانِ ‪ ،‬ومذاق السعادةِ ‪.‬‬
‫يقولُ ابنُ تيمية ‪ :‬العاصي تن ُع القلبَ منَ الولنِ ف فضا ِء التوحيدِ ‪ ﴿ :‬قُلِ‬
‫سمَاوَاتِ‬ ‫وَالَ ْرضِ ﴾ ‪.‬‬
‫ان ُظرُواْ مَاذَا فِي ال ّ‬
‫************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫عواقب العاصي‬
‫‪.1‬حجابٌ بي العبدِ وربّه ‪ ﴿ :‬كَلّا إِّن ُه ْم عَن رّّبهِمْ يَ ْومَِئذٍ‬
‫حجُوبُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫ّلمَ ْ‬
‫‪.2‬يُوحشُ الخلوق من الالقِ ‪ :‬إذا ساء فعلُ الرءِ ساءتْ ظنونُه ‪.‬‬
‫قُلُوِبهِمْ ﴾‬ ‫‪.3‬كآبةٌ دائمةٌ ‪ ﴿ :‬لَ َيزَالُ بُنْيَاُن ُهمُ اّلذِي بَنَوْاْ رِيَبةً فِي‬
‫‪.‬‬
‫ف ف القلبِ واضطرابٌ ‪ ﴿ :‬سَنُ ْلقِي فِي قُلُوبِ اّلذِينَ‬
‫‪.4‬خو ٌ‬
‫َك َفرُواْ ال ّرعْبَ ِبمَا أَ ْشرَكُواْ بِال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫شةً ضَنكا ﴾ ‪.‬‬
‫‪.5‬نكدٌ ف العيشةِ ‪ ﴿ :‬فَِإنّ َلهُ َمعِي َ‬
‫‪.6‬قسوٌة ف القلبِ وظلمةٌ ‪ ﴿ :‬وَ َجعَلْنَا قُلُوَب ُهمْ قَاسَِيةً ﴾ ‪.‬‬
‫‪.7‬سوادٌ ف الوجهِ وعبوسٌ ‪َ ﴿ :‬فَأمّا اّلذِينَ اسْ َودّتْ وُجُو ُه ُهمْ‬
‫أَ ْك َفرْتُم ﴾ ‪.‬‬
‫‪.8‬بغضٌ ف قلوبِ ال ْلقِ ‪ (( :‬أنتم شهدا ُء الِ ف أرضِهِ )) ‪.‬‬
‫‪.9‬ضيقٌ ف الرزقِ ‪ ﴿ :‬وَلَوْ أَّن ُهمْ أَقَامُواْ التّ ْورَاةَ وَا ِلنِيلَ َومَا أُنزِلَ‬
‫إِلَيهِم مّن رّّب ِهمْ لكَلُواْ مِن فَوْ ِقهِمْ َومِن َتحْتِ َأرْجُ ِلهِم ﴾ ‪.‬‬
‫‪.10‬غضبُ الرحنِ ‪ ،‬ونقْصُ اليانِ ‪ ،‬وحلولُ الصائبِ والحزانِ ‪:‬‬
‫ب عَلَى غَضَبٍ ﴾ ‪ ﴿.‬بَلْ رَانَ عَلَى ُقلُوِبهِم مّا‬
‫﴿ فَبَآؤُواْ ِبغَضَ ٍ‬
‫كَانُوا يَ ْكسِبُونَ ﴾ ‪﴿ .‬وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬

‫اطلبِ الرزق ول ت ِرصْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ي يرزقُها ربّ العالي‪َ ﴿ :‬ومَا مِن دَآّبةٍ فِي الَ ْرضِ إِ ّل عَلَى ال ّلهِ‬
‫الدودةُ ف الطّ ِ‬
‫ِرزْ ُقهَا﴾‪.‬‬
‫الطيورُ ف الوكورِ يطعمُها الغفورُ الشكورُ ‪ (( :‬كما يرزقُ الطيَ ‪ ،‬تغدو خِماصا‬
‫وتروحُ بِطانا )) ‪.‬‬
‫ب الرضِ والسماء ‪ُ ﴿ :‬ي ْطعِمُ وَلَ ُي ْطعَمُ ﴾ ‪.‬‬
‫السمكُ ف الا ِء يرزقُه ر ّ‬
‫وأنت أزكى من الدودةِ والط ِي والسمكِ ‪ ،‬فل تزنْ على رزقِك ‪.‬‬
‫عرفتُ أناسا ما أصاُب ُهمُ الفقرَ والكدرُ وضيقُ الصدر إل بسببِ بعدِهم عن الِ عزّ‬
‫وجلّ ‪ ،‬فتجدُ أحدهم كان غنيّا ‪ ،‬ورزقُه واسعٌ وهو ف عافيةٍ منْ ربّ ِه وف خيٍ منْ موله‬
‫‪ ،‬فأعرض عن طاعةِ الِ ‪ ،‬وتاون بالصلةِ ‪ ،‬واقترف كبائر الذنوبِ ‪ ،‬فسلَب َه ربّه عافية‬
‫بدنِهِ وسعة رزقِهِ ‪ ،‬وابتلهُ بالفقْ ِر والمّ والغمّ ‪ ،‬فأصبح منْ نكدٍ إل نكدٍ ‪ ،‬ومنْ بلءٍ إل‬
‫شةً ضَنكا ﴾ ‪ ﴿ .‬ذَلِكَ ِبأَنّ ال ّلهَ َلمْ يَكُ‬
‫ض عَن ذِ ْكرِي َفإِنّ َلهُ َمعِي َ‬
‫بلءٍ ‪َ ﴿ :‬ومَنْ َأ ْعرَ َ‬
‫س ِهمْ ﴾ ‪َ ﴿ .‬ومَا أَصَابَكُم مّن ّمصِيبَةٍ‬
‫ُمغَيّرا ّن ْعمَةً أَْن َع َمهَا عَلَى قَوْمٍ حَتّى ُيغَّيرُواْ مَا ِبأَنفُ ِ‬
‫فَِبمَا َكسَبَتْ أَْيدِيكُمْ وََي ْعفُو عَن كَثِيٍ ﴾ ‪ ﴿ .‬وَأَلّوِ اسَْتقَامُوا عَلَى ال ّطرِي َقةِ َلأَ ْسقَيْنَاهُم مّاء‬
‫غَدَقا ﴾ ‪.‬‬
‫ص ّ‬
‫ب‬ ‫هنيئا مريئا أيّها القاتلُ ال ّ‬ ‫أتبكي على ليلى وأنت قتلتها‬
‫**************************************‬
‫﴿ اه ِدنَــــا الصّرَاطَ الُستَقِيمَ ﴾‬
‫سرّ الدايةِ‬
‫ولنْ يهتدي للسعادةِ ول ْن يدها ولنْ ينعم با ‪ ،‬إل م ِن اتبع الصراط الستقيم الذي‬
‫صرَاطا‬
‫ت النعيمِ ‪﴿ :‬وََل َهدَيْنَا ُهمْ ِ‬
‫على طرفِهِ ن وطرفُه الخرُ ف جنا ِ‬ ‫تركنا ممدٌ‬
‫ّمسْتَقِيما﴾‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فسعادةُ من لزم الصراط الستقيم أنهُ مطمئنّ لسْ ِن العاقبةِ ‪ ،‬واثقٌ منْ طيبِ الصيِ‬
‫‪ ،‬ساكنٌ إل موعو ِد ربّهِ ‪ ،‬راضٍ بقضاءِ مولهُ ‪ ،‬مبتٌ ف سلوكِهِ هذا السبيلُ ‪ ،‬يعلمُ انّ‬
‫له هاديا يهديهِ على هذا الصراطِ ‪ ،‬وهو معصومٌ ل ينطقُ عن الوى ‪ ،‬ول يتبعُ منْ‬
‫غوى ‪َ ،‬قوْلُهُ حجّةٌ على الورى ‪ ،‬مفوظٌ منْ نزغاتِ الشيطانِ ‪ ،‬وعثراتِ القرانِ ‪،‬‬
‫حفَظُوَنهُ ِمنْ َأ ْمرِ ال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫ت النسانِ ‪َ ﴿ :‬لهُ ُم َعقّبَاتٌ مّن بَ ْينِ َيدَيْهِ َو ِمنْ خَ ْل ِفهِ َي ْ‬
‫وسقطا ِ‬
‫وهذا العبدُ يدُ السعادة ف سلوكِهِ هذا الصراط ؛ لنهُ يعلمُ أنّ له إلا ‪ ،‬وأمامهُ‬
‫أسوةً ‪ ،‬وبيدِهِ كتابا ‪ ،‬وف قلبِه نورا ‪ ،‬وف خلدِه ‪ ،‬واعظا ‪ ،‬وهو ذاهبٌ إل نعيمٍ ‪،‬‬
‫وعاملٌ ف طاعةٍ ‪ ،‬وساعٍ إل خيٍ ‪ ﴿ :‬ذَلِكَ ُهدَى ال ّلهِ َي ْهدِي ِبهِ مَن َيشَاءُ ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ نور الِ ف قلب وهذا ما أراهُ‬ ‫أين ما يُدعى ظلما يا رفيق الدربِ أينْا‬
‫وها صراطان ‪ :‬معنويّ و ِحسّيّ ‪ ،‬فالعنويّ ‪ :‬صراطُ الدايةِ واليانِ ‪ ،‬والسيّ ‪:‬‬
‫الصراطُ على مْتنِ جهنم ‪ ،‬فصراطُ اليانِ على متِ الدنيا الفانيةِ له كلليبٌ من‬
‫الشهواتِ ‪ ،‬والصراطُ الخرويّ على متْنِ جهنم له كلليبُ كشوكِ السعدانِ ‪ ،‬فمنْ‬
‫سبِ إيقانهِ ‪ ،‬وإذا اهتدى العبدُ إل‬‫تاوز هذا الصراط بإياِن ِه تاوز ذاك الصراط على ح ْ‬
‫الصراطِ الستقي ِم زالتْ هومُه وغمومُه وأحزانُه ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫عشرُ زهِراتٍ يقطفُها منْ أراد الياة الطيبة‬

‫‪.1‬جلسةٌ ف السّحر للستغفارِ ‪ ﴿ :‬وَاْل ُمسْتَ ْغ ِفرِينَ بِالَ ْسحَارِ ﴾ ‪.‬‬


‫وَالَ ْرضِ ﴾‬ ‫سمَاوَاتِ‬
‫‪.2‬وخلوةٌ للتفكّرِ ‪ ﴿ :‬وَيََتفَ ّكرُونَ فِي خَ ْلقِ ال ّ‬
‫‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪.3‬ومالسةُ الصالي ‪ ﴿ :‬وَاصِْبرْ َن ْفسَكَ مَعَ اّلذِينَ َي ْدعُونَ رَّبهُم‬
‫﴾‪.‬‬
‫‪.4‬والذّكْر ‪ ﴿ :‬اذْ ُكرُوا ال ّلهَ ذِكْرا كَثِيا ﴾ ‪.‬‬
‫‪.5‬وركعتانِ بشوعٍ ‪ ﴿ :‬اّلذِينَ ُهمْ فِي صَلَاِتهِمْ خَا ِشعُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫‪.6‬وتلو ٌة بتدبّرٍ ‪ ﴿ :‬أَ َفلَ يََتدَّبرُونَ اْل ُقرْآنَ ﴾ ‪.‬‬
‫‪.7‬وصيامُ يو ٍم شديدِ الرّ ‪ (( :‬يدع طعامه وشرابه وشهواته منْ‬
‫أجلي )) ‪.‬‬
‫‪.8‬وصدقةٌ ف خفاءٍ ‪ (( :‬حت ل تعلم شالهُ ما تنفقُ يينُه )) ‪.‬‬
‫‪.9‬وكشْفُ كربةٍ عنْ مسلمٍ ‪ (( :‬منْ فرّج عنْ مسلمِ كرب ًة منْ‬
‫ل عنه كربةً منْ كربِ يومِ القيامةِ )) ‪.‬‬
‫كُربِ الدنيا فرّج ا ُ‬
‫‪.10‬وزهْ ٌد ف الفانيةِ ‪ ﴿ :‬وَالْآخِرَةُ خَ ْيرٌ وَأَْبقَى ﴾ ‪.‬‬
‫تلك عشرةٌ كاملةٌ ‪.‬‬
‫صمُنِي ِمنَ اْلمَاء ﴾ ‪ .‬ولو أوى‬
‫منْ شقاءِ اب ِن نوحٍ قولُه ‪ ﴿ :‬سَآوِي إِلَى جَبَلٍ َي ْع ِ‬
‫ب الرضِ والسماءِ لكان أجلّ وأعزّ وأمنع ‪.‬‬ ‫إل ر ّ‬
‫ومن شقاءِ النمرودِ قولهُ ‪ :‬أنا أُحيي وأُميتُ ‪ .‬فتقمّص ثوبا ليس له ‪ ،‬واغتصب‬
‫صفةً ل تلّ له ‪ ،‬فُِبهِت وخسأ وخاب ‪.‬‬
‫﴿ فَأَ َخذَهُ ال ّلهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَاْلأُولَى ﴾ ‪.‬‬
‫مفتاحُ السعادةِ كلمةٌ ‪ ،‬ومياثُ اللّةِ عبارةٌ ‪ ،‬ورايةُ الفلحِ جلةٌ ‪ ،‬فالكلم ُة والعبارةُ‬
‫ل ‪ .‬ممدٌ رسو ُل الِ ‪.‬‬ ‫والملةُ هي ‪ :‬ل إله إل ا ُ‬
‫سعادةُ منْ نطقها ف الرضِ ‪ :‬أن يُقال ل ُه ف السماءِ ‪ :‬صد ْقتَ ‪ ﴿ :‬وَاّلذِي جَاء‬
‫ص ّدقَ ِبهِ ﴾ ‪.‬‬
‫صدْقِ وَ َ‬
‫بِال ّ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وسعادةُ منْ عمل با ‪ :‬أنْ ينجو من الدمارِ والشّنارِ والعارِ والنارِ ‪ ﴿ :‬وَيَُنجّي ال ّلهُ‬
‫اّلذِينَ اّتقَوا ِب َمفَازَِت ِهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫وسعادةُ منْ دعا إليها ‪ :‬أنْ يٌعان ويُْنصَرَ وُيشْكَرَ ‪ ﴿ :‬وَِإنّ جُندَنَا َل ُهمُ اْلغَالِبُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫وَِل ْلمُ ْؤمِنِيَ ﴾‬ ‫وسعادةُ منْ أحبّها ‪ :‬أنْ يُرفع ويُكرَمَ ويُعزّ ‪ ﴿ :‬وَِل ّلهِ اْل ِعزّةُ وَِلرَسُوِلهِ‬
‫‪.‬‬
‫خرِ ُجهُم ّمنَ الظّ ُلمَاتِ إِلَى النّ ُورِ ﴾ ‪.‬‬
‫هتف با بللٌ الرقيقُ فأصبح حرّا ‪ُ ﴿ :‬ي ْ‬
‫وتلعثم ف نطقهاِ أبو لبٍ الاشيّ ‪ ،‬فمات عبدا ذليلً حقيا ‪َ ﴿ :‬ومَن ُيهِنِ ال ّلهُ‬
‫َفمَا َلهُ مِن مّ ْكرِمٍ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿‬ ‫إنا الكسيِرُ الذي يولّ الركام البشريّ الفان إل قممٍ ليانيةٍ ربانيةٍ طاهرةٍ ‪:‬‬
‫وَلَكِن َجعَلْنَاهُ نُورا ّن ْهدِي ِبهِ مَنْ ّنشَاء ِم ْن عِبَادِنَا ﴾ ‪.‬‬
‫ل تفرحْ بالدنيا إذا أعرضْت عنِ الخرةِ ‪ ،‬فإنّ العذاب الواصب ف طريقِك ‪،‬‬
‫ك عَنّي سُلْطَانِيهْ ﴾ ‪ِ ﴿ .‬إنّ‬
‫والغلّ والنّكالُ ينتظرُك ‪ ﴿ :‬مَا َأغْنَى عَنّي مَالِيهْ{‪َ }28‬هلَ َ‬
‫رَبّكَ لَبِاْل ِمرْصَادِ ﴾ ‪.‬‬
‫ح بالولدِ إذا أعرضت عن الواحدِ الصمدِ ‪ ،‬فإنّ العراض عنه كلّ الذلنِ‬
‫ول تفر ْ‬
‫ضرِبَتْ عَلَ ْيهِ ُم الذّّلةُ وَاْل َمسْكََنةُ ﴾ ‪.‬‬
‫‪ ،‬وغايةُ السرانِ ‪ ،‬وناي ُة الوانِ ‪ ﴿ :‬وَ ُ‬
‫ول تفرحْ بالموالِ إذا أسأت العمال ‪ ،‬فإنّ إساءة العمل مقٌ للخاتةِ وتبابٌ ف‬
‫الصيِ ‪ ،‬ولعنةٌ ف الخرةِ ‪ ﴿ :‬وََل َعذَابُ الْآ ِخرَةِ أَ ْخزَى ﴾ ﴿ َومَا َأمْوَالُ ُكمْ وَلَا أَوْلَادُكُم‬
‫بِالّتِي ُت َقرّبُ ُكمْ عِندَنَا زُْلفَى إِلّا َمنْ آ َمنَ َوعَمِلَ صَالِحا ﴾ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫وقفــةٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫(( يا حيّ يا قيومُ برحتِك أستغيثُ )) ‪ :‬ف رفع هذا الدعاءِ مناسبةٌ بديعةٌ ‪ ،‬فإنّ‬
‫صفة اليا ِة متضمّنةً لميع صفاتِ الكمالِ ‪ ،‬مستلزمةٌ لا ‪ ،‬وصف ُة القيّومي ُة متضمّن ٌة لميعِ‬
‫صفاتِ الفعالِ ‪ ،‬ولذا كان اسمُ الِ العظمُ الذي إذا دُعِيَ به أجاب ‪ ،‬وإذا سُئل به‬
‫أعطى ‪ :‬هو اسمُ ال ّي القيومُ ‪ .‬واليا ُة التامّة تضادّ جيع السقامِ واللم ؛ ولذا لا‬
‫كمُلتْ حياةُ أهلِ النةِ ‪ ،‬لْ يلح ْق ُهمْ ه ّم ول غمّ ول َحزَ ٌن ول شيءٌ من الفاتِ ‪.‬‬
‫ونقصانُ الياةِ تض ّر بالفعالِ ‪ ،‬وتناف القيومية ‪ ،‬فكما ُل القيوميةِ لكمالِ الياةِ ‪ ،‬فاليّ‬
‫الطل ُق التامّ الياةِ ل تفوتُه صفةُ الكمالِ ألبتة ‪ ،‬والقيومُ ل يتع ّذرُ عليه فعْل مكن ألبتة ‪،‬‬
‫فالتوسلُ بصفةِ الياةِ والقوميةِ له تأثيٌ ف إزالةِ ما يُضادّ الياةَ ويضرّ بالفعالِ ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫وتشى ول الحبوبُ من حيثُ‬ ‫لعمْرُك ما الكروهُ منْ حيث تتّقي‬
‫فما درْ ُك المّ الذي ليس ينفعُ‬ ‫وأكثرُ خوفِ الناسِ ليس بكائنِ‬
‫*************************************‬
‫تعامَلْ م َع المرِ الواقعِ‬
‫إذا هوّنت ما قدْ عزّ هان ‪ ،‬وإذا أيسْت من الشيءِ سلتْ عنهُ نفسُك ‪ ﴿ :‬سَيُؤْتِينَا‬
‫ال ّلهُ مِن َفضْ ِلهِ وَرَسُوُلهُ إِنّا إِلَى ال ّلهِ رَاغِبُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫قرأتُ أنّ رجلً قفز منْ نافذةٍ وكان بأصبعِه اليسرى خات ‪ ،‬فنشب الاتُ بسمارِ‬
‫ف النافذةِ ‪ ،‬ومع سقوطِ الرج ِل اقتلع السارُ أصبعه من أصلها ‪ ،‬وبقي بأربعُ أصابع ‪،‬‬
‫يقولُ عنْ نفسِهِ ‪ :‬ل أكادُ أتذكّرُ أن ل أربعُ أصابع ف ي ٍد فحسبُ ‪ ،‬أو أنن فقدتُ‬
‫أصبُعا من أصابعِي إل حينما أتذكرُ تلك الواقعةَ ‪ ،‬وإل فعلمي على ما يرامُ ‪ ،‬ونفسي‬
‫راضيةٌ با حدث ‪ (( :‬قدّر الُ وما شاء فعل )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت يدُه اليسرى من الكتِفِ لرضٍ أصابهُ ‪ ،‬فعاش طوي ً‬
‫ل‬ ‫وأعرفُ رجلً بُتِر ْ‬
‫وتزوّج ‪ ،‬ورُزق بني ‪ ،‬وهو يقودُ سيارتهُ بطلقةٍ ‪ ،‬ويؤدي عمله بارتياحٍ ‪ ،‬وكأ ّن الِ ل‬
‫يلقْ له إل يدا واحدةً ‪ (( :‬ارض با قسم الُ لك ‪ ،‬تكنْ أغن الناس )) ‪.‬‬
‫ما أسرع ما نتكيّف مع واقعِنا ‪ ،‬وما أعجب ما نتأقلمُ مع وضعِنا وحياتِنا ‪ ،‬قبل‬
‫خسي سن ًة كان قاعُ البيتِ بساطا منْ حصيٍ النخلِ ‪ ،‬وقربة ماءٍ ‪ ،‬وقدرا م ْن فخارٍ ‪،‬‬
‫وقصعةً ‪ ،‬وجفنةً‪ ،‬وإبريقا ‪ ،‬وقامتْ حياتُنا واستمرتْ معيشتُنا ‪ ،‬لننا رضينا وسلّمنا‬
‫وتاكمْنا إل واقعِنا‪.‬‬
‫وإذا تُردّ إل قليلٍ تقْنعُ‬ ‫والنفسُ راغبةٌ إذا رغّبْتها‬
‫وقعتْ قتنةٌ بي قبيلتيِ ف الكوف ِة ف السجدِ الامعِ ‪ ،‬فسلّوا سيوفهم ‪ ،‬وامتشقوا‬
‫ت الماجمُ تفارقُ الجسادَ ‪ ،‬وانسلّ أحدُ الناسِ من‬ ‫رماحهم ‪ ،‬وهاجتْ الدائرةُ ‪ ،‬وكاد ِ‬
‫السجدِ ليبحث عن ا ُلصْل ِح الكبيِ والرجلِ الليمِ ‪ ،‬الحنفِ بنِ قيسٍ ‪ ،‬فوجدهُ ف بيتِه‬
‫يِحلبُ غنمه ‪ ،‬عليه كسا ٌء ل يساوي عشرة دراهم ‪ ،‬ني ُل السمِ ‪ ،‬نيفُ البنيةِ ‪ ،‬أحنفُ‬
‫الرجلي ‪ ،‬فأخبوه البَ فما اهتزتْ ف جسمِهِ شعرةٌ ول اضطرب ؛ لنه قدِ اعتاد‬
‫الكوارث ‪ ،‬وعاش الوادث ‪ ،‬وقال لم ‪ :‬خيا إنْ شاء الُ ‪ ،‬ث قُدّم له إفطارُه وكأنْ ل‬
‫يدثْ شيءٌ ‪ ،‬فإذا إفطارهٌ ِكسْرةٌ من البزِ اليابسِ ‪ ،‬وزيتٌ وملحٌ ‪ ،‬وكأسٌ من الاءِ ‪،‬‬
‫فسمّى وأكل ‪ ،‬ثّ ح َد الَ ‪ ،‬وقال ‪ُ :‬برّ منْ بُرّ العراق ‪ ،‬وزيتٌ من الشامِ ‪ ،‬مع ماءِ‬
‫دجلة ‪ ،‬وملح مرو ‪ ،‬إنا لنعمٌ جليلةٌ ‪ .‬ث لبس ثوبَهَ ‪ ،‬وأخذ عصاهُ ‪ ،‬ث دلف على‬
‫الموعِ ‪ ،‬فلمّا رآه الناسُ اشرأّبتْ إليه أعناقُهم ‪ ،‬وطفحتْ غليه عيونُهم ‪ ،‬وأنصتوا لا‬
‫يقولُ ‪ ،‬فارتل كلمة صُلْحٍ ‪ ،‬ثّ طلب من الناسِ التفرّق ‪ ،‬فذهب كلّ واحدا منهمْ ل‬
‫يلوي على شيءٍ ‪ ،‬وهدأت الثائرةُ ‪ ،‬وماتتِ الفتنةُ ‪.‬‬
‫ب قميصِه مَرْقوعُ‬ ‫خََلقٌ وجْي ُ‬ ‫ق ْد يدركُ الشرف الفت ورداؤُهُ‬
‫•ف القصةِ دروسٌ ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أنّ العظمة ليستْ بالبةِ والظهرِ ‪ ،‬وأنّ قلّة الشيءِ ليستْ دليلً على الشقاءِ ‪،‬‬
‫وكذلك السعاد ُة ليستْ بكثرةِ الشياءِ والترفّهِ ‪ ﴿ :‬فََأمّا الْإِنسَانُ ِإذَا مَا ابْتَلَاهُ رَّبهُ‬
‫فَأَ ْك َر َمهُ وََن ّع َمهُ فََيقُولُ رَبّي أَ ْك َرمَنِ{‪ }15‬وََأمّا ِإذَا مَا ابْتَلَاهُ َفقَدَرَ عَلَ ْيهِ رِزْ َقهُ فََيقُولُ‬
‫رَبّي أَهَاَننِ ﴾ ‪.‬‬
‫وأنّ الواهب والصفاتِ الساميةِ هي قيمةُ النسان ‪ ،‬ل ثوْبُهُ ول نعلُ ُه ول َقصْرُهُ‬
‫كمْ ﴾‬
‫ال ّلهِ أَْتقَا ُ‬ ‫ول دارُهُ ‪ ،‬إنا وزنهُ ف علمهِ وكرمهِ وحلمهِ وعقلهِ ‪ ﴿ :‬إِنّ َأ ْكرَمَ ُكمْ عِندَ‬
‫‪ .‬وعلقةُ هذا بوضوعِنا أن السعادة ليستْ ف الثراءِ الفاحشِ ‪ ،‬ول ف القصْرِ النيفِ ‪،‬‬
‫ول ف الذهبِ والفضّةِ ‪ ،‬ولك ّن السعادةَ ف القلبِ بإيانهِ ‪ ،‬برضاهُ ‪ ،‬بأنسهِ ‪ ،‬بإشراقهِ ‪:‬‬
‫﴿ قُلْ ِب َفضْلِ ال ّلهِ وَِبرَ ْحمَتِهِ فَِبذَلِكَ فَلَْي ْفرَحُواْ‬ ‫لدُ ُهمْ ﴾‬
‫وَلَ أَوْ َ‬ ‫﴿ َفلَ ُت ْعجِبْكَ َأمْوَاُلهُمْ‬
‫جمَعُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫هُوَ خَ ْيرٌ ّممّا َي ْ‬
‫عوّدْ نفسك على التسليمِ بالقضا ِء والقدرِ ‪ ،‬ماذا تفعلُ إذا لْ تؤمنْ بالقضاءِ والقدرِ‬
‫‪ ،‬ه ْل تتخذُ ف الرضِ نفقا أو سُلّما ف السماءِ ‪ ،‬لنْ ينفعك ذلك ‪ ،‬ولنْ ينقذك من‬
‫القضاءِ والقدرِ ‪ .‬إذنْ فما اللّ ؟‬
‫اللّ ‪ :‬رضينا وسلّمنا‪﴿ :‬أَيَْنمَا تَكُونُواْ ُيدْرِك ّكمُ اْلمَ ْوتُ وَلَوْ كُنُتمْ فِي ُبرُوجٍ‬
‫ّمشَيّدَةٍ﴾‪.‬‬
‫ف اليام ف حيات ‪ ،‬ومن أفظعِ الوقاتِ ف عمري ‪ :‬تلك الساع ُة الت‬
‫منْ أعن ِ‬
‫أخبن فيها الطبيبُ الختصّ ببترِ يد أخي ممدٍ – رحه الُ – من الكتفِ ‪ ،‬ونزل البُ‬
‫على سعي كالقذيفةِ ‪ ،‬وغالبتُ نفسي ‪ ،‬وثابتْ روحي إل قولِ الول ‪َ ﴿ :‬ا أَصَابَ‬
‫ش ِر الصّاِبرِينَ{‬
‫مِن ّمصِيَبةٍ إِلّا بِِإذْنِ ال ّلهِ َومَن يُ ْؤمِن بِال ّلهِ َي ْهدِ قَلَْبهُ ﴾ ‪ ،‬وقولهِ ‪ ﴿ :‬وََب ّ‬
‫‪ }155‬اّلذِينَ ِإذَا أَصَابَ ْتهُم ّمصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا ِل ّلهِ وَإِنّـا إِلَ ْيهِ رَاجِعونَ ﴾ ‪.‬‬
‫كانتْ هذه الياتُ برْدا وسلما وروْحا وريْحانا ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫حسْبُ ‪ ﴿ ،‬أَمْ أَْب َرمُوا‬
‫وليس لنا من حيلةٍ فنحتالُ ‪ ،‬إنا اليلةُ ف اليانِ والتسليمِ َف َ‬
‫ب عَلَى َأ ْمرِهِ ﴾ ﴿ وَِإذَا َقضَى َأمْرا فَإِّنمَا َيقُولُ َلهُ كُن‬
‫َأمْرا فَإِنّا مُ ْب ِرمُونَ ﴾ ﴿ وَال ّل ُه غَالِ ٌ‬
‫فَيَكُونُ ﴾ ‪.‬‬
‫إن النساء النخعيةَ تُخبُ ف لظةٍ واحدةِ بقتلِ أربعةِ أبناءٍ لا ف سبي ِل الِ‬
‫بالقادسيةِ ‪ ،‬فما كان منها إل أنْ حدتِ ربّها ‪ ،‬وشكرتْ مولها على ُحسْن الصنيعِ ‪،‬‬
‫ف الختيارِ ‪ ،‬وحلولِ القضاءِ ؛ لنّ هناك معينا من اليانِ ‪ ،‬ورافدا من اليقيِ ل‬ ‫ولط ِ‬
‫ينقطعُ ‪ ،‬فمثلُها تشكرُ وتُؤج ُر وتسع ُد ف الدنيا والخرةِ ‪ ،‬وإذا لْ تفع ْل هذا فما هو‬
‫البديلُ إذنْ ؟! التسخّطُ والتضجّرُ والعتراضُ والرفضُ ‪ ،‬ث خسارةُ الدنيا والخرةِ !‬
‫(( فمنْ رضي فلهُ الرّضا ‪ ،‬وم ْن سخط فله السخطُ )) ‪.‬‬
‫إن بلسم الصائبِ وعلج الزماتِ ‪ ،‬قولُنا ‪ :‬إنّا لِ وإنّا إليه راجعون ‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬كلّنا لِ ‪ ،‬فنحنُ خَلْقُه وف مل ِكهِ ‪ ،‬وننُ نعودُ إليهِ ‪ ،‬فالبدأُ منه ‪ ،‬والعادُ‬
‫إليه ‪ ،‬والمرُ بيدهِ ‪ ،‬فليس لنا من المرِ شيءٌ ‪.‬‬
‫فكيف أبكي على شيءٍ إذا ذهبا‬ ‫نفسي الت تلكُ الشياء ذاهبةٌ‬
‫﴿كُلّ شَيْءٍ هَاِلكٌ إِلّا وَ ْج َههُ ﴾ ‪﴿ ،‬كُلّ َم ْن عَلَ ْيهَا فَانٍ﴾ ‪﴿،‬إِنّكَ مَيّتٌ وَإِّنهُم‬
‫مّيّتُونَ﴾ ‪.‬‬
‫لو فوجئت ببٍ صاعقِ باحتراقِ بيتِك ‪ ،‬أو موتِ ابنك ‪ ،‬أو ذهابِ مالك فماذا‬
‫عساك أنْ تفعل ؟ من النِ وطّنْ نفسك ‪ ،‬ل ينفعُ الربُ ‪ ،‬ل يدي الفرارُ والتملّصُ من‬
‫القضاء والقدر ‪ ،‬سّلمْ بالمرِ ‪ ،‬وارض بالقدرِ ‪ ،‬واعترفْ بالواقعِ ‪ ،‬واكتسبِ الجر ‪،‬‬
‫لنه ليس أمامك إل هذا ‪ .‬نعمْ هناك خيارٌ آخرُ ‪ ،‬ولكنه رديءٌ أحذّرك منُه ‪ ،‬إنه ‪:‬‬
‫التبّمُ با َحصَلَ والتضجّ ُر ما صار ‪ ،‬والثورةُ والغضبُ واليجان ‪ ،‬ولكنْ تصلُ على‬
‫ماذا منْ هذا كلّه ؟! إنك سوف تنالُ غضب الربّ جلّ ف عليائِه ‪ ،‬ومقْت الناسِ ‪،‬‬
‫وذهاب الجْرِ ‪ ،‬وفادح الوزرِ ‪ ،‬ثّ ل يعودُ عليك الصاب ‪ ،‬ول ترتفعُ عنك الصيبةُ ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ول ينصرفُ عنك المرُ الحتومُ ‪﴿ :‬فَلَْيمْ ُددْ ِبسَبَبٍ إِلَى السّمَاء ُثمّ لَِيقْطَعْ َفلْيَن ُظرْ هَلْ‬
‫ُيذْهِبَنّ كَ ْيدُهُ مَا َيغِيظُ ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫ما تزنُ لجلِهِ سينتهي‬
‫فإنّ الوتَ مقدمٌ على الكلّ ‪ :‬الظالِ والظلومِ ‪ ،‬والقويّ والضعيفِ ‪ ،‬والغ ّ‬
‫ن‬
‫والفقيِ ‪ ،‬فلست بِدعا من الناسِ أنْ توت ‪ ،‬فقبلك ماتتْ أم ٌم وبعدك توتُ أممٌ ‪.‬‬
‫ذكر ابنُ بطوطة أ ّن ف الشمالِ مقبةً دُفن ألفُ ملِكٍ عليها لوحةٌ مكتوبٌ فيها ‪:‬‬
‫والرؤوسُ العظا ُم صارتْ‬ ‫وسلطينُهم سلِ الطي عنهمُ‬
‫إنّ المرَ الذهل ف هذا ‪ :‬غفلةُ النسانِ عنْ هذا الفناءِ الداهمِ له صباح مساء ‪،‬‬
‫وظنّه أنهُ خالدٌ مّلدٌ من ّعمٌ ‪ ،‬وتغافلُه عن الصيِ الحترمِ وتراخيه عن النهايةِ القّةِ لكلّ‬
‫حيّ ‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا النّاسُ اّتقُوا رَبّ ُكمْ إِنّ زَْلزََلةَ السّاعَةِ شَيْ ٌء عَظِيمٌ ﴾ ‪ ﴿ ،‬اقَْترَبَ لِلنّاسِ‬
‫ِحسَاُب ُهمْ َو ُهمْ فِي َغفْ َلةٍ ّمعْرِضُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫لا أهلك الُ المم ‪ ،‬وأباد الشعوب ‪ ،‬ودمّرَ القُرى الظالةَ وأهلها ‪ ،‬قال–عزّ مِنْ‬
‫سمَعُ َلهُمْ رِكْزا ﴾ ؟! انتهى كلّ شي ٍء عنهمْ‬
‫حسّ مِ ْنهُم ّمنْ أَ َحدٍ أَوْ َت ْ‬
‫قائل‪ ﴿ :-‬هَلْ ُت ِ‬
‫إل البَ والديث ‪.‬‬
‫فقدْ مضى بديثِ القومِ ركبانُ‬ ‫هل عندكمْ خبٌ منْ أهلِ أندل ٍ‬
‫س‬
‫************************************‬
‫وقفــةٌ‬
‫دعاء الكربِ ‪ :‬مشتمِلٌ على توحيدِ الليةِ والربوبيةِ ‪ ،‬ووصفِ الربّ سبحانهُ‬
‫بالعظمةِ والِلمِ ‪ ،‬وهاتا ِن الصفتانِ مستلزمتانِ لكمالِ القدرةِ والرحةِ ‪ ،‬والحسانِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ش الذي هو سقفُ‬ ‫والتجاوزِ ‪ ،‬ووصْفهِ بكما ِل ربوبيتِه للعا ِل العلويّ والسّفل ّي والعر ِ‬
‫الخلوقاتِ وأعظمُها ‪.‬‬
‫والربوبي ُة التامّةُ تستلزمُ توحيده ‪ ،‬وأن ُه الذي ل تنبغي العباد ُة والبّ والوفُ‬
‫والرجاءُ والجللُ والطاعةُ إل لهُ ‪ .‬وعظمتُه الطلقةُ تستلزمُ إثبات كلّ كمالٍ لهُ ‪،‬‬
‫وسلب كلّ نقصٍ وتثيلٍ عنهُ ؛ وحِلمُهُ يستلزمُ كمال رحِتهِ وإحسانِهِ إل خل ِقهِ ‪.‬‬
‫فع ْلمُ القلبِ ومعرفتُهُ بذلك تُوجبُ مبتُهُ وإجللُ ُه وتوحيدُهُ ‪ ،‬فيحصلُ له من‬
‫البتهاجِ واللذةِ والسرورِ ما يدفعُ عنهُ أل الكْربِ والمّ والغمّ ‪ ،‬وأنت تدُ الريض إذا‬
‫ورد عليهِ ما يسُرّهُ ويُفرحُه ‪ ،‬ويُقوّي نفسهُ ‪ ،‬كيف تقوى الطبيعةُ على دفعِ الرضِ‬
‫السيّ ‪ ،‬فحصولُ هذا الشفاءِ للقلبِ أول وأحرى ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫ب طريقُ الشقاءِ‬
‫الكتئا ُ‬
‫ذكرتْ جريدةُ ( السلمون ) عدد ‪ 240‬ف شهرِ صفر سنة ‪1410‬هـ ‪ ،‬أنّ‬
‫هناك ‪ 200‬مليون مكتئبٍ على وج ِه الرضِ !‬
‫ن وفقيٍ ‪ .‬إنه‬
‫الكتئابُ العال!! ل يفرّقُ بي دولةٍ غربيةٍ وأخرى شرقية ! أو غ ّ‬
‫ب النتحارُ !!‬
‫مرضٌ يصيبُ الميع ‪ ..‬ونايتُه ف الغال ِ‬
‫النتحارُ ل يعترفُ بالساءِ والناصبِ والدولِ ‪ ،‬لكنّه يافُ من الؤمني ‪ ،‬بعضُ‬
‫الرقامِ تؤكدُ أنّ ضحاياهُ وصلوا إل ‪ 200‬مليون مريضٍ ف كلّ أناءِ العالِ ‪ ..‬إلّ أنّ‬
‫آخر الحصاءاتِ تؤ ّكدُ أنّ واحدا على القلّ بي كل عشرةِ أفرادٍ على وجهِ الرضِ‬
‫مصابٌ بذا الرضِ الطي !!‬
‫وقد وصلتْ خطورةُ هذا الرضِ أنه ل يصيبُ الكبار فقط ‪ ،‬بل يصِلُ إل حدّ‬
‫مداهةِ النيِ ف بطنِ أمّه !!‬
‫•الكتئابُ بواب ُة النتحار ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿ َلَ َتقْتُلُواْ أَن ُفسَ ُكمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَلَ تُ ْلقُواْ ِبأَْيدِيكُمْ إِلَى الّتهْلُ َكةِ ﴾ ‪.‬‬
‫تذكر الخبارُ الت تناقلتْها وِكالتُ النباءِ أنّ مرض الكتئابِ قد تكّن من‬
‫الرئيسِ السابق للولياتِ التحدة المريكية (رونالدْ ريان)‪ .‬وتعودُ إصابةُ الرئيس‬
‫المريكي بذا الرضِ لتجاوزِه سنّ السبعي ف الوقتِ الذي ل يزالُ يتع ّرضُ فيه لضغوطٍ‬
‫عصبيةٍ كبيةٍ ‪ ..‬بالضافةِ للعملياتِ الراحيةِ الت أُجريتْ له على فتراتٍ متلحقةٍ ‪﴿،‬وََلوْ‬
‫كُنُتمْ فِي ُبرُوجٍ ّمشَيّدَةٍ ﴾ ‪.‬‬
‫وهناك الكثيُ من الشاهيِ وخاصّةً مَنْ يعملون بالفنّ ‪ ،‬يداهُهمْ هذا الرضُ ‪ ،‬وقد‬
‫كان الكتئابُ سببا رئيسا – إنْ ل يكنْ الوحيد – ف موتِ الشاعرِ صلح جاهي ‪،‬‬
‫وكذلك يُقال ‪ :‬إنّ نابليون بونابرت مات مكتئبا ف منفاهُ ﴿ وََتزْ َهقَ أَن ُفسُ ُهمْ وَ ُهمْ‬
‫كَا ِفرُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫وما زلنا نذكرُ أيضا الب الذي طيّرتْه وكِالت النباءِ ‪ ،‬احت ّل صدر الصفحا ِ‬
‫ت‬
‫الول ف أغلبِ صحفِ العالِ ‪ ،‬عن الريةِ الروّع ِة الت ارتكبتْها أمّ ألانيةٌ بقتلِ ثلثةٍ منْ‬
‫أطفالا‪ ،‬واتضح أنّ السبب هو مرضُها بالكتئابِ ‪ ،‬ولبّها الشديدِ لطفالا خافتْ أنْ‬
‫تورثهم العذاب والضيق الذي تشعرُ بهِ ‪ ،‬فقرّرتْ « إراحتهم» !! منْ هذا العذابِ بقتِلهم‬
‫الثلثةِ ‪ ..‬ث قتلتْ نفسها !!‪.‬‬
‫وأرقامُ (منظمةِ الصحةِ العاليةِ) تشيُ إل خطورةِ المرِ‪ ..‬ففي عام ‪ 1973‬م كان‬
‫عددُ الصابي بالكتئابِ ف العالِ ‪ ، %3‬وارتفعتْ هذه النسبةُ لتصل إل ‪ %5‬ف عام‬
‫‪ 1978‬م ‪ ،‬كما أشارتْ بعضُ الدراساتِ إل وجودِ فردٍ أمريكيّ مصابٍ بالكتئاب منْ‬
‫ب النفسيّ الذي عُقد ف شيكاغو عام‬ ‫كلّ أربعةٍ !! ف حي أعلن رئيسُ مؤترِ الضطرا ِ‬
‫ص ف العالِ يعانون من الكتئابِ ‪ ،‬أغلبُهمْ منْ‬ ‫‪ 1981‬م أنّ هناك ‪ 100‬مليونِ شخ ٍ‬
‫دولِ العالِ التقدم ‪ ،‬وقالتْ أرقامٌ أخرى أنم مائتا مليون مكتئبٍ!! ﴿أَوَلَ َيرَوْنَ أَّن ُهمْ‬
‫َمرّتَ ْينِ﴾‬ ‫ُيفْتَنُونَ فِي ُك ّل عَامٍ ّمرّةً أَوْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال أحدُ الكماءِ ‪ :‬اصنعْ من الليمونِ شرابا حُلوا ‪ .‬وقال أحدُهم ‪ :‬ليس الذكيّ‬
‫طنُ الذي يستطيعُ أنْ يزيد أرباحهُ‪ ،‬لكنّ الذكيّ الذي يوّلُ خسائره إل أرباحٍ ﴿‬
‫الف ِ‬
‫ك عَلَ ْي ِهمْ صَ َلوَاتٌ مّن رّّب ِهمْ وَرَ ْح َمةٌ وَأُولَـئِكَ ُهمُ اْل ُمهْتَدُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫أُولَـئِ َ‬
‫وف الثلِ ‪ :‬ل تنطحِ الائط !!‬
‫والعن ‪ :‬ل تعاِندْ منْ ل تستفيدُ منْ عنا ِدهِ فائدةً تعودُ عليك بيْرٍ ‪.‬‬
‫وجا ِوزْه إل ما تستطي ُع‬ ‫إذا ل تستطعْ شيئا فدَعْهُ‬
‫كمْ﴾‬
‫حزَنُوْا عَلَى مَا فَاتَ ُ‬
‫وقالوا ‪ :‬ول تطحنِ الدقيق ‪ ﴿ ،‬فَأَثَابَ ُكمْ ُغمّا ِب َغمّ لّكَ ْيلَ َت ْ‬
‫‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬أ ّن المور الت فُرغ منها وانتهتْ ل ينبغي أن تُعاد وتُكرّر ؛ لنّ ف ذلك‬
‫قلقا واضطرابا وتضييعا للوقت ‪.‬‬
‫وقالوا أيضا – وهو مثلٌ إنكليزيٌ ‪ : -‬ل تنش ِر النشارة ‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬أي نشار َة الشبِ ‪ ،‬ل تأت وتنشرْها مرةً ثانيةُ ‪ ،‬فقدْ فرغ منها ‪.‬‬
‫يقولون ذلك لنْ يشتغ ُل بالتوافهِ ‪ ،‬واجترار المومِ ‪ ،‬وإعادةِ الاضي ‪ ﴿ ،‬اّلذِينَ‬
‫قَالُواْ لِخْوَاِن ِهمْ وَ َق َعدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَا ْدرَؤُوا َعنْ أَن ُفسِ ُكمُ اْلمَ ْوتَ إِن كُنُتمْ‬
‫صَادِ ِقيَ﴾‪.‬‬
‫هناك مالتٌ للفارغي من العمالِ يكنُ سدّها ‪ ،‬كالتزودِ بالصالاتِ ‪ ،‬ون ْف ِع‬
‫الناسِ ‪ ،‬وعيادةِ الرضى ‪ ،‬وزيارةِ القابرِ ‪ ،‬والعنايةِ بالساجدِ ‪ ،‬والشاركةِ ف المعياتِ‬
‫الييةِ ‪ ،‬ومالسِ الحيّاءِ ‪ ،‬وترتيبِ النلِ والكتبةِ والرياض ِة النافعةِ ‪ ،‬وإيصا ِل النفع‬
‫للفقراءِ والعجزةِ والراملِ ‪ ﴿ ،‬إِنّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبّكَ َكدْحا َفمُلَاقِيهِ ﴾ ‪.‬‬
‫فحلوٌ وأماّ وجهُ ُه فجميلُ‬ ‫ول أر كالعروفِ أمّا مذاقُهُ‬
‫اقرأِ التاريخ لتجد النكوبي والسلوبي والصابي ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وبعد فصولٍ منْ هذا البحثِ سوف أطلعك على لوحةٍ من الزنِ للمنكوبي‬
‫بعنوان ‪ :‬تعزّ بالنكوبي ‪.‬‬
‫ض ّل قومٌ ليس يدرون البْ‬ ‫اقرأ التاريخ إذْ فيه ال ِعبْ‬
‫ص عَلَيْكَ ِمنْ أَنبَاء الرّسُلِ مَا نُثَبّتُ ِبهِ ُفؤَادَكَ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ل َقدْ كَانَ فِي‬ ‫﴿ وَكُـلّ ّنقُ ّ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫‪ ﴿ ،‬فَا ْقصُصِ اْل َقصَصَ َلعَ ّلهُمْ يََتفَ ّكرُونَ‬ ‫﴾‬ ‫صهِ ْم عِ ْبرَةٌ‬
‫َقصَ ِ‬
‫قال عمرُ ‪ :‬أصبحتُ وما ل مطلبٌ إل التمّتعُ بواطنِ القضاءِ ‪.‬‬
‫ل وقدرهِ ‪ ،‬سواءٌ كان فيما يلو له أو فيما كان‬ ‫ومعن ذلك ‪ :‬أنه مرتاحٌ لقضاءِ ا ِ‬
‫مرّا ‪.‬‬
‫وقال بعضُهمْ ‪ :‬ما أبال على أيّ الراحلتْينِ ركبتُ ‪ ،‬إنْ كان الفقرُ لم الصبُ ‪،‬‬
‫وإنْ كان الغن لو الشكرُ ‪.‬‬
‫ومات لب ذؤيب الذلّ ثانيةٌ من البناءِ بالطاعونِ ف عا ٍم واحدٍ فماذا عسى أنْ‬
‫يقول؟ إنه آمن وسلّم وأذعن لقضاءِ ربهِ ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫أن لريبِ الدهرِ ل أتضعضعُ‬ ‫وتلّدي للشامتي أُريهمُ‬
‫ألفيت كلّ تيمةٍ ل تنفعُ‬ ‫وإذا النيةُ أنشبت أظفارها‬
‫﴿ مَا أَصَابَ مِن ّمصِيبَةٍ إِلّا بِِإذْنِ ال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫وفقد ابنُ عباسٍ بصره فقال – معزّيا نفسه ‪: -‬‬
‫ففي فؤادي وقلب منهما نورُ‬ ‫ن نورها‬ ‫إنْ يأخ ِذ الُ منْ عي ّ‬
‫ف مشهورُ‬ ‫وف فمي صارمٌ كالسي ِ‬ ‫قلب ذكيّ غيُ ذي عِوجٍ‬
‫وهو التسلّي با عنده م َن النّعِم الكثيةِ إذا فقد القليل منها ‪.‬‬
‫ت رِ ْجلُ عروة بن الزبيِ ‪ ،‬ومات ابنُه ف يومٍ واحدا ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهمّ لِك‬ ‫وبُتر ْ‬
‫المْد ‪ ،‬إنْ كنت أخذت فقدْ أعطيْت ‪ ،‬وإ ْن كنت ابتلْيتَ فقدْ عافيْت ‪ ،‬منحتن أربعة‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أعضاءِ ‪ ،‬وأخذت عضوا واحدا ‪ ،‬ومنحتن أربعة أبناءٍ وأخذت ابنا واحدا ‪ ﴿ .‬وَ َجزَاهُم‬
‫ِبمَا صََبرُوا جَّنةً وَ َحرِيرا﴾ ‪َ ﴿ ،‬سلَمٌ عَلَيْكُم ِبمَا صََبرُْتمْ ﴾ ‪.‬‬
‫وقُتل عبدُالِ ب ُن الصّمّةِ أخو دريدٍ ‪ ،‬فعزّى دريدٌ نفسه بعد أن ذكر أنه دافع عنْ‬
‫أخي ِه قدْر الستطاعِ ‪ ،‬ولكنْ ل حيلة ف القضاءِ ‪ ،‬مات أخوه عبدُال فقال دريدٌ ‪:‬‬
‫وحت علن حالِكُ اللونِ أسودِ‬ ‫وطاعنتُ عنه اليل حت تبدّدتْ‬
‫ويعلمُ أنّ الرء غيُ مّلدِ‬ ‫طعان امرئِ آسى أخاهُ بنفسهِ‬
‫ت يدِي‬ ‫كذبت ول أبلْ با ملك ْ‬ ‫وخفّفتُ وجدي أنن ل أقلْ لهُ‬
‫ويروى عنِ الشافعيّ – واعظا ومعزّيا للمصابي ‪: -‬‬
‫و ِطبْ نفسا إذا حكم القضاءُ‬ ‫ع اليام تفعلْ ما تشاءُ‬ ‫دِ‬
‫فل أرضٌ تقي ِة ول ساءُ‬ ‫ض قومٍ‬‫إذا نزل القضا ُء بأر ِ‬
‫وقال أبو العتاهيةِ ‪:‬‬
‫خار لك الُ وأنت كارِهْ ؟‬ ‫كمْ مرةِ ح ّفتْ بك الكارِه‬
‫كمْ مرةٍ خفنا من الوتِ فما متْنا ؟!‬
‫كمْ مرةٍ ظننا انا القاضيةُ وأنا النهايةُ ‪ ،‬فإذا هي العودةُ الديد ُة والقوةُ‬
‫والستمرارُ ؟!‬
‫كم مرةٍ ضاقتْ بنا السّبُلُ ‪ ،‬وتقطّعتْ بنا البالُ ‪ ،‬وأظلمتْ ف وجوهِنا الفاقُ ‪،‬‬
‫وإذا هو الفت ُح والنصرُ واليُ والبِشارةُ ؟! ﴿ قُلِ ال ّلهُ يَُنجّيكُم مّ ْنهَا َومِن كُلّ َكرْبٍ ﴾ ‪.‬‬
‫كمْ مرةٍ أظلمتْ أمامنا دنيانا ‪ ،‬وضاقتْ علينا أنفسُنا والرضُ با رحُبتْ ‪ ،‬فإذا‬
‫هُوَ ﴾‬ ‫هو اليُ العميمُ واليسرُ والتأييدُ ؟! ﴿ وَإِن َي ْمسَسْكَ ال ّلهُ ِبضُرّ َفلَ كَا ِشفَ َلهُ إِلّ‬
‫‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫منْ علم أ ّن ال غالبٌ على أمرِه ‪ ،‬كيف يافُ أمر غيِه ؟! منْ علم أنّ كلّ شيءٍ‬
‫دون الِ ‪ ،‬فكيف يوّفونك بالذين منْ دونِه ؟! منْ خاف ال كيف يافُ منْ غيِه ‪،‬‬
‫وهو يقولُ ‪َ ﴿ :‬فلَ َتخَافُو ُهمْ وَخَافُونِ ﴾ ‪.‬‬
‫معهُ سبحانُهُ العزةُ ‪ ،‬والعزةُ لِ ولرسولهِ وللمؤمني ‪.‬‬
‫صرُ رُسُلَنَا وَاّلذِينَ آمَنُوا فِي‬
‫معه الغَلََبةُ ﴿ وَإِنّ جُندَنَا َلهُمُ اْلغَالِبُونَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِنّا لَنَن ُ‬
‫اْلحَيَا ِة الدّنْيَا وَيَوْمَ َيقُومُ اْلأَ ْشهَادُ ﴾ ‪.‬‬
‫ذكر اب ُن كثيٍ ف تفسيِه أثرا قدسيّا ‪ (( :‬وعزت وجلل ما اعتصم ب عبدٌ ‪،‬‬
‫فكادتْ له السماواتُ والرضُ ‪ ،‬إل جعلتُ له منْ بينِها فرجا ومرجا ‪ .‬وعزّت‬
‫ت قدميْهِ )) ‪.‬‬
‫وجلل ما اعتصم عبدي بغيي إل أسخْتُ الرض من ت ِ‬
‫قال المامُ ابنُ تيمية ‪ :‬بـ (( ل حول ول قوة إل بال ِ )) تُحمل الثقالُ ‪،‬‬
‫وتُكابدُ الهوالُ ‪ ،‬ويُنالُ شريفُ الحوالِ ‪.‬‬
‫ي العبدُ ! فإنا كنٌ منْ كنوزِ النةِ ‪ .‬وهي منْ بنودِ السعادةِ ‪ ،‬ومنْ‬
‫فالزمْها أ ّ‬
‫ت الراحةِ ‪ ،‬وانشراحِ الصدرِ ‪.‬‬‫مسارا ِ‬
‫***************************************‬
‫الستغفارُ يفتحُ القفال‬
‫يقول ابنُ تيمية ‪ :‬إنّ السألة لتغلقُ عليّ ‪ ،‬فأستغف ُر ال ألف مرةٍ أو أكثر أو أقلّ ‪،‬‬
‫فيفتحُها الُ عليّ ‪.‬‬
‫﴿ َفقُلْتُ اسَْتغْ ِفرُوا رَبّ ُكمْ إِّنهُ كَا َن َغفّارا ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ منْ أسبابِ راحةِ البالِ ‪ ،‬استغفار ذي اللل ‪.‬‬
‫رُبّ ضارةٍ نافعةٌ ‪ ،‬وكلُ قضاءٍ خيٌ حت العصيةُ بشرطِها ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل للعبدِ قضاء إل كان خيا له)) ‪ .‬قيل لبن‬
‫فق ْد ورد ف السندِ ‪(( :‬ل يقضي ا ُ‬
‫تيمية‪ :‬حت العصية ؟ قال ‪ :‬نعمْ ‪ ،‬إذا كان معها التوبةُ والندمُ ‪ ،‬والستغفارُ والنكسارُ ‪.‬‬
‫س ُهمْ جَآؤُوكَ فَاسَْت ْغ َفرُواْ ال ّلهَ وَاسَْت ْغفَرَ َل ُهمُ الرّسُولُ لَوَ َجدُواْ‬
‫﴿وَلَوْ أَّن ُهمْ إِذ ظّ َلمُواْ أَن ُف َ‬
‫ال ّلهَ تَوّابا رّحِيما﴾‬
‫قال أبو تامٍ ف أيامِ السعودِ وأيامِ النحسِ ‪:‬‬
‫فكأنَها ِم ْن ِقصْرِها أيّامُ‬ ‫مرّتْ سنونُ بالسعودِ وبالنا‬
‫فكأنا منْ طولِها أعوامُ‬ ‫ثّ انْثنتْ أيامُ هجرٍ بعدها‬
‫فكأنّها وكأّن ُهمْ أحلمُ‬ ‫ثّ انقضت تلك السنونُ وأهلُها‬
‫﴿ وَتِ ْلكَ اليّامُ ُندَاوِلُهَا بَ ْينَ النّاسِ﴾ ‪َ ﴿ ،‬كأَّنهُمْ يَوْمَ َيرَوَْنهَا َلمْ يَلْبَثُوا إِلّا َعشِّيةً‬
‫ضحَاهَا ﴾ ‪.‬‬
‫أَوْ ُ‬
‫ت الغيثِ ‪،‬‬
‫عجبتُ لعظماء عَ َرَفهُمُ التاريخُ ‪ ،‬كانوا يستقبلون الصائب كأنّها قطرا ُ‬
‫أو هفيفُ النسيمُ ‪ ،‬وعلى رأسِ الميع سيدُ ال ْلقِ ممدٌ ‪ ،‬وهو ف الغارِ ‪ ،‬يقولُ‬
‫‪ .‬وف طريقِ الجرةِ ‪ ،‬وهو مطاردٌ مشرّدٌ يبشّرُ‬ ‫َمعَنَا ﴾‬ ‫حزَنْ إِنّ ال ّلهَ‬
‫لصاحبِه ‪﴿ :‬لَ َت ْ‬
‫سراقة بأنه يُس ّورُ سواريْ كسرى !‬
‫وحْيا وأفضت إل الدنيا‬ ‫ت ف فمِ‬
‫بُشرى مِن الغيبِ ألق ْ‬
‫وف بدر يثبُ ف الدرعِ وهو يقولُ ‪ ﴿ :‬سَُي ْهزَمُ اْلجَمْعُ وَيُوَلّو َن الدُّبرَ ﴾ ‪.‬‬
‫أدّبْت ف هوْلِ الردى أبطالا‬ ‫أنت الشجاعُ إذا لقِيت كتيبةً‬
‫وف أُحدٍ – بعد القتلِ والراحِ – يقولُ للصحابةِ ‪ (( :‬صُفّوا خلفي ‪ ،‬لُثن على‬
‫رب )) ‪ .‬إنا هِممٌ نبويّةٌ تنطحُ الثريّا ‪ ،‬وعزْ ٌم نبويٌ يهزّ البال ‪.‬‬
‫قيسُ بنُ عاصم النْق ِريّ منْ حلماءِ العربِ ‪ ،‬كان مُحتبيا يكلّم قومهُ بقصةٍ ‪ ،‬فأتاه‬
‫رجلٌ فقال ‪ :‬قُتِل ابنُك الن ‪ ،‬قَتَلَهُ ابنُ فلنة ‪ .‬فما حلّ حَْبوَتَهُ ‪ ،‬ول أنى قصّتهُ ‪ ،‬حت‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿‬ ‫انتهى منْ كلمِه ‪ ،‬ث قال ‪ :‬غسّلوا ابن وكفّنوه ‪ ،‬ثّ آذنِون بالصلةِ عليه !‬
‫وَالصّاِبرِينَ فِي الَْبأْسَاء والضّرّاء وَ ِحيَ الْبَ ْأسِ ﴾ ‪.‬‬
‫وعِكرِمةُ بنُ أب جهلٍ يُعطى الاء ف سكراتِ الوتِ ‪ ،‬فيقولُ ‪ :‬أعطوه فلنا ‪.‬‬
‫ت الميعُ ‪.‬‬
‫لارثِ بنِ هشامِ ‪ ،‬فيتناولونه واحدا بعد واحدا ‪ ،‬حت يو ُ‬
‫**************************************‬
‫س عليك ل لك‬
‫النا ُ‬
‫إ ّن العاقل الصيف يعلُ الناس عليهِ ل لهُ ‪ ،‬فل يبن موقفا ‪ ،‬أو يتخذ قرارا يعتمدُ‬
‫فيهِ على الناسِ ‪ ،‬إن الناس لمْ حدودٌ ف التضامنِ مع الغيِ ‪ ،‬ولمْ مدىً يصلون إليهِ ف‬
‫البذلِ والتضحي ِة ل يتجاوزونهُ ‪.‬‬
‫انظرْ إل السيِ بنِ عل ّي – رضي الُ عنهُ وأرضاهُ – وهو ابنُ بنتِ الرسولِ ‪،‬‬
‫س المّ ُة ببنتِ شفةٍ ‪ ،‬بل الذين قتلوهُ يكبّرون ويهلّلون على هذا النتصارِ‬ ‫يُقتلُ فل تنب ُ‬
‫الضخمِ بِذبِهِ !! ‪ ،‬رضي الُ عنه ‪ .‬يقولُ الشاعرُ ‪:‬‬
‫مُتزمّلً بدمائِهِ تزميل‬ ‫جاؤوا برأسِك يا ابن بنتِ ممدٍ‬
‫قتلوا بك التكبي والتهليل‬ ‫ويُكبّرون بأ ْن قُتلت وإنا‬
‫ويُساق أحدُ بنُ حنبلٍ إل البسِ ‪ ،‬ويُجلدُ جلدا رهيبا ‪ ،‬ويشرفُ على الوتِ ‪،‬‬
‫فل يتحرّكُ معهُ أحدٌ ‪.‬‬
‫ويُؤخذُ ابنُ تيمية مأسورا ‪ ،‬ويركبُ البغل إل مصر ‪ ،‬فل توجُ تلك الموعُ‬
‫وَلَا َيمْلِكُونَ‬ ‫﴿‬ ‫حسْبُ ‪،‬‬
‫الادر ُة الت حضرتْ جنازتهُ ‪ ،‬لنّ لمْ حدودا يصلون إليها َف َ‬
‫ضرّا وَلَا َنفْعا وَلَا َيمْلِكُونَ مَوْتا وَلَا حَيَاةً وَلَا ُنشُورا ﴾ ‪ ﴿ ،‬يَا أَّيهَا النّبِيّ‬
‫سهِمْ َ‬
‫لِأَن ُف ِ‬
‫اّلذِي لَا َيمُوتُ ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫َحسْبُكَ ال ّلهُ َو َمنِ اتَّبعَكَ ِمنَ اْلمُ ْؤمِِنيَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَتَوَكّ ْل عَلَى اْلحَيّ‬
‫إِّنهُمْ لَن ُيغْنُوا عَنكَ ِمنَ ال ّلهِ شَيئا ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فإنّ ُه الركنُ إنْ خانَتْك أركا ُن‬ ‫فالز ْم يديْك بب ِل الِ معتصما‬
‫*****************************************‬
‫******‬

‫رفقا بالالِ « ما عال منِ ا ْقتَصَدَ »‬


‫قال أحد ُهمْ ‪:‬‬
‫واستغنِ ما شئت عنْ عمّ وعنْ خالِ‬ ‫اجعْ نقودك إ ّن العِزّ ف الالِ‬
‫إنّ الفلسفة الت تدعو إل تبذيرِ الا ِل وتبديدهِ وإنفاقِه ف غيِ و ْجهِهِ أو عدمِ جعِه‬
‫ل ليستْ بصحيحةٍ ‪ ،‬وإنا هي منقولةٌ منْ عُبّا ِد النودِ ‪ ،‬ومنْ جهلةِ التصوفةِ ‪.‬‬‫أص ً‬
‫إنّ السلم يدعو إل الكسبِ الشريفِ ‪ ،‬وإل جعِ الالِ الشريفِ ‪ ،‬وإنفاقهِ ف‬
‫ل ف يدِ‬
‫‪(( :‬نِعم الا ُل الصا ُ‬ ‫الوجهِ الشريفِ ‪ ،‬ليكون العبدُ عزيزا باله‪ ،‬وقدْ قال‬
‫الرجلِ الصالِ)) ‪ .‬وهو حديثٌ حسنٌ ‪.‬‬
‫وإ ّن ما يلبُ الموم والغموم كثرةُ الديونِ ‪ ،‬أو الفقرُ الضن الهلك ‪ (( :‬فهلْ‬
‫فقال ‪ (( :‬اللهم إن أعوذُ‬ ‫تنتظرون إ ّل غن مطغيا أو فقرا منسيا )) ‪ .‬ولذا استعاذ‬
‫بك م َن الكفرِ والف ْقرِ )) ‪ .‬و (( كاد الف ْقرُ أنْ يكون كفرا )) ‪.‬‬
‫وهذا ل يتعارضُ مع الديثِ الذي يرويه ابنُ ماجة ‪ (( :‬ازهدْ ف الدنيا يبّك الُ‬
‫‪ ،‬وازهدْ فيما عند الناسِ يبّك الناسُ )) ‪ .‬على أنّ في ِه ضعيفا ‪.‬‬
‫لكنّ العن ‪ :‬أن يكون لك الكفافُ ‪ ،‬وما يكفيك عن استجداءِ الناسِ وطلبِ ما‬
‫ك عنهمْ ‪ (( ،‬ومن‬
‫عندهم من الالِ ‪ ،‬بلْ تكونُ شريفا نزيها ‪ ،‬عندك ما يكفّ وجه َ‬
‫يستغنِ يُغنِه الُ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ي منْ أن َتذَرَ ُهمْ عالةً‬
‫وف الصحيحِ ‪ (( :‬إنك إنْ َتذَرُ ورثََتكَ أغنياء ‪ ،‬خ ٌ‬
‫يتكفّفونُ الناس )) ‪.‬‬
‫حقوق أناسٍ ما استطاعوا لا سدّا‬ ‫أَ ُسدّ به ما قدْ أضاعوا وفرّطوا‬
‫يقولُ أحدُهم ف عِزّةِ النفسِ ‪:‬‬
‫أقب ُح القوالِ كلّ ولعلْ‬ ‫أحسنُ القوالِ قول لك خذْ‬
‫وف الصحيح ‪ (( :‬اليدُ العليا خيٌ من اليدِ السّفلى )) ‪ .‬اليدُ العليا العطيةُ ‪ ،‬واليدُ‬
‫‪.‬‬ ‫الّت َعفّفِ ﴾‬ ‫حسَُبهُمُ اْلجَا ِهلُ َأغْنِيَاء ِمنَ‬
‫السّفلى الخذةُ أو السائلةُ ‪َ ﴿ ،‬ي ْ‬
‫والعن ‪ :‬ل تتملّق البش َر فتطلب منهمْ رزقا أو مكسبا ‪ ،‬فإنّ ال عزّ وج ّل ضمِنَ‬
‫الرزق والجلَ وال ْلقَ لنّ عزّةَ اليانِ قعساءُ ‪ ،‬وأهلُه شرفاءُ ‪ ،‬والعزةُ لم ‪ ،‬ورؤوسُهم‬
‫جمِيعا ﴾‬
‫َ‬ ‫دائما مرتفعةٌ ‪ ،‬وأنوفُهم دائما شامةٌ ‪ ﴿ :‬أَيَبَْتغُو َن عِندَ ُهمُ اْل ِعزّةَ َفإِنّ ال ِعزّةَ لِ ّلهِ‬
‫‪ .‬قال ابنُ الورديّ ‪:‬‬
‫قطْعُها أحسنُ منْ تلك القُبلْ‬ ‫أنا ل أرغبُ تقبيل يدٍ‬
‫رِقّها أو ل فيكفين الجلْ‬ ‫إنْ جزتْن عنْ صني ِع كنتُ ف‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫ل تتعلقْ بغيِ الِ‬
‫إذا كان الحيي واليتُ والرزاقُ هو الُ ‪ ،‬فلماذا الوفُ من الناس والقلقُ منهمُ ؟!‬
‫ب رضاهمْ ‪ ،‬والتقربُ‬ ‫ب الموم والغموم التعلّقُ بالناسِ ‪ ،‬وطل ُ‬ ‫ورأيتُ أنّ أكثر ما يل ُ‬
‫منهمُ ‪ ،‬والرصُ على ثنائِهم ‪ ،‬والتضرّر بذمّهمْ ‪ ،‬وهذا من ضعفِ التوحيدِ ‪.‬‬
‫وليتك ترْضى والنامُ غضابُ‬ ‫فليتك تلو والياةُ مريرةٌ‬
‫وكلّ الذي فوق الترابِ ترابُ‬ ‫إذا صحّ منك الو ّد فالكُلّ هيّنٌ‬
‫***************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ب انشرحِ الصّ ْدرِ‬
‫أسبا ُ‬
‫أهّها ‪ :‬التوحيدُ ‪ :‬فإنهُ بِحس ِ‬
‫ب صفائِهِ ونقائِه يوسعُ الصدرَ ‪ ،‬حت يكون أوسع‬
‫من الدنيا وما فيها ‪.‬‬
‫ض عَن ذِ ْكرِي َفإِنّ‬
‫ول حياة لُشركٍ وملحِدٍ ‪ ،‬يقولُ سبحانه وتعال ‪َ ﴿ :‬و َمنْ َأ ْعرَ َ‬
‫شرُهُ يَوْمَ اْلقِيَا َمةِ َأ ْعمَى ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه ‪َ ﴿ :‬فمَن ُي ِردِ ال ّلهُ أَن‬
‫شةً ضَنكا وََنحْ ُ‬
‫َلهُ َمعِي َ‬
‫صدْ َرهُ لِ ْلإِسْلَامِ‬
‫صدْرَهُ ِللِ ْسلَمِ ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه ‪ ﴿ :‬أَ َفمَن َشرَحَ ال ّلهُ َ‬
‫شرَحْ َ‬
‫َيهْدَِيهُ َي ْ‬
‫َفهُوَ عَلَى نُورٍ مّن رّّبهِ ﴾ ‪.‬‬
‫وتوعّد الُ أعداءه بضيقِ الصّدرِ والرهبةِ والوفِ والقل ِق والضطرابِ ‪ ﴿ ،‬سَنُ ْلقِي‬
‫فِي قُلُوبِ اّلذِينَ َك َفرُواْ ال ّرعْبَ ِبمَا أَ ْشرَكُواْ بِال ّلهِ مَا َلمْ يَُنزّلْ ِبهِ سُ ْلطَانا ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَوَْيلٌ‬
‫صدْ َرهُ ِللِ ْسلَمِ‬
‫لّ ْلقَاسَِيةِ قُلُوُبهُم مّن ذِ ْكرِ ال ّلهِ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬فمَن ُي ِردِ ال ّلهُ أَن َي ْهدَِيهُ َيشْرَحْ َ‬
‫سمَاء ﴾ ‪.‬‬
‫صعّدُ فِي ال ّ‬
‫صدْرَهُ ضَيّقا َحرَجا َكأَّنمَا َي ّ‬
‫جعَلْ َ‬
‫َومَن ُي ِردْ أَن ُيضِ ّلهُ َي ْ‬
‫س صدورا ‪ ،‬وأكثرُهم‬
‫ح الصّ ْدرَ ‪ :‬العل ُم النافعُ ‪ ،‬فالعلماءُ أشرحُ النا ِ‬
‫وما يشر ُ‬
‫ي النبويّ ‪َ ﴿ :‬وعَلّمَكَ مَا َلمْ‬
‫حُبورا ‪ ،‬وأعظمُهمْ سرورا ‪ ،‬لا عندهمْ من الياثِ الحمد ّ‬
‫تَ ُكنْ َتعْ َلمُ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَاعْ َلمْ أَّنهُ لَا إَِلهَ إِلّا ال ّلهُ ﴾ ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬العم ُل الصالُ ‪ :‬فإنّ للحسنةِ نورا ف القلبِ ‪ ،‬وضياءً ف الوجهِ ‪ ،‬وسَ َعةَ‬
‫ف الرزقِ ‪ ،‬ومبةً ف قلوبِ اللْقِ ‪َ ﴿ ،‬لأَ ْسقَيْنَاهُم مّاء َغدَقا ﴾ ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬الشجاعةُ ‪ :‬فالشجاعُ واسعُ البطانِ ‪ ،‬ثابتُ الَنَانِ ‪ ،‬قويّ الركانِ ‪ ،‬لنه‬
‫يؤولُ على الرحنِ ‪ ،‬فل تمّه الوادثُ ‪ ،‬ول تزّهُ الراجيفُ ‪ ،‬ول تزعزِعُهُ التوجساتُ ‪.‬‬
‫لا الليلُ إل وهي ِمنْ سندسٍ ُخضْرُ‬ ‫تردّى ثبات الوتِ ُحمْرا فما أتى‬
‫سمْرُ‬‫مِن الضربِ واعتلتْ عليه القنا ال ّ‬ ‫وما مات حت مات مضرِبُ سيفِهِ‬
‫ومنها ‪ :‬اجتنابُ العاصي ‪ :‬فإنا كدرٌ حاضرٌ ‪ ،‬ووحشةٌ جاثةٌ ‪ ،‬وظلمٌ قاتٌ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقدْ يُورثُ الذّلّ إدمانُها‬ ‫رأيتُ الذنوب تُميتُ القلوب‬
‫ومنها ‪ :‬اجتنابُ كثرةِ الباحاتِ ‪ :‬من الكل ِم والطعامِ والنام واللطةِ ‪ ﴿ ،‬وَاّلذِينَ‬
‫و ُكلُواْ‬ ‫عَتِيدٌ ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫ب‬
‫ُهمْ عَنِ ال ّلغْوِ ُم ْعرِضُونَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬مَا يَ ْل ِفظُ مِن قَوْلٍ إِلّا َلدَْيهِ رَقِي ٌ‬
‫سرِفُواْ ﴾ ‪.‬‬
‫وَا ْشرَبُواْ وَلَ ُت ْ‬
‫*************************************‬

‫ُفرِغ من القضاءِ‬
‫س والمومِ طبيب القل ِق والضطرابِ ‪ ،‬فقال له الطبيبُ‬ ‫سألَ أحدُ الرضى بالواج ِ‬
‫السلمُ ‪ :‬اعلمْ أ ّن العال قدْ فرغَ منْ خلقِ ِه وتدبيِه ‪ ،‬ول يقعُ فيهِ حركةٌ ول َهمْسٌ إل‬
‫بإذن الِ ‪ ،‬فلِم المّ والغمّ؟! ((إنّ ال كتب مقادير اللئقِ قبل أنْ َيخْ ُلقَ اللْق بمسي‬
‫ألف سنةٍ)) ‪.‬‬
‫قال التنب على هذا ‪:‬‬
‫وتصغرُ ف عيِ العظيمِ العظاِئمُ‬ ‫وتعْ ُظمُ ف عيِ الصغيِ صغارُها‬
‫*********************************‬
‫طَعْمُ الريّةِ اللذيذُ‬
‫يقو ُل الراشدُ ف كتابِ ( السار ) ‪ :‬منْ عندَهُ ثلثائ ٍة وستون رغيفا وجرّة زيتٍ‬
‫وألفٌ وستمائة ترة ‪ ،‬ل يستعبدْه أحدٌ ‪.‬‬
‫وقال أحدُ السلفِ ‪ :‬م ِن اكتفى بالبزِ اليابسِ والاءِ ‪ ،‬سلِم من الرّقّ غل لِ تعال‬
‫جزَى ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َومَا ِلأَ َحدٍ عِندَهُ مِن ّنعْ َمةٍ ُت ْ‬
‫قال أحدُهم ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ولوْ أن قِنِ ْعتُ لكنتُ حرا‬ ‫أطعتُ مطامعي فاستعبدتن‬
‫وقال آخرُ ‪:‬‬
‫على أنّهمْ فيها عُراةٌ و ُجوّعُ‬ ‫أرى أشقياء الناسِ ل يسأمونا‬
‫سحابةُ صيفٍ عنْ قليلٍ تقشّعُ‬ ‫أراها وإ ْن كانتْ تسُ ّر فإنا‬
‫إ ّن الذين يسعوْن على السعادةِ بمع الالِ أو النصبِ أو الوظيفةِ ‪ ،‬سوف يعلمون‬
‫أنمْ همُ الاسرون حقّا ‪ ،‬وأنمْ ما جلبوا إل الموم والغموم ‪ ﴿ ،‬وََل َقدْ جِئُْتمُونَا ُفرَادَى‬
‫َكمَا خَ َلقْنَا ُكمْ أَوّلَ َمرّةٍ وََترَكْتُم مّا خَوّلْنَا ُكمْ َورَاء ُظهُورِ ُكمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬بَلْ تُؤِْثرُونَ اْلحَيَاةَ‬
‫الدّنْيَا{‪ }16‬وَالْآخِرَةُ خَ ْيرٌ وَأَْبقَى ﴾ ‪.‬‬
‫************************************‬
‫سفيانُ الثوريّ م ّدتُ ُه الترابُ‬
‫ي كومْةً م ْن الترابِ ف مزدلفة وهو حاجّ ‪ ،‬فقال له الناسُ ‪:‬‬ ‫توسّد سفيانُ الثور ّ‬
‫أف مثلِ هذا الوطنِ تتو ّس ُد الترابَ وأنت مُحدّثُ الدنيا ؟ قال ‪ :‬لخدّت هذهِ أعظمُ منْ‬
‫مدةِ أب جعف ٍر النصورِ الليفةِ ‪.‬‬
‫﴿ قُل لّن ُيصِيبَنَا إِلّ مَا كَتَبَ ال ّلهُ ﴾ ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫ل تركنْ إل الُرجِفِيَ‬
‫الوعودُ الكاذبةُ ‪ ،‬والرهاصاتُ الاطئةُ الغلوبةُ ‪ ،‬الت يافُ منها أكثرُ الناسِ ‪ ،‬إنا‬
‫حشَاء وَال ّلهُ َي ِعدُكُم ّمغْ ِفرَةً مّ ْنهُ‬
‫هي أوهامٌ ‪ ﴿ ،‬الشّيْطَانُ َي ِعدُكُمُ اْل َف ْقرَ وَيَ ْأ ُمرُكُم بِاْل َف ْ‬
‫وَ َفضْلً وَال ّلهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ ‪.‬‬
‫ق وقُرْحةُ العدةِ ‪ :‬ثراتُ اليأسِ والشعورِ بالحباطِ والخفاق ‪.‬‬
‫والقل ُق والر ُ‬
‫***********************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫شتْمُ‬
‫لنْ يضرّك السبّ وال ّ‬
‫كان الرئيسُ المريكيّ ( إبراهام لينكولن ) يقولُ ‪ :‬أنا ل أقرأُ رسائل الشتمِ الت‬
‫تُوجّه إلّ ‪ ،‬ول أفتحُ مظروفها فضلً عن الردّ عليها ؛ لنن لو اشتغلتُ با لَا قدّمت شيئا‬
‫ح عَ ْنهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ‬
‫ص َف ْ‬
‫جمِيلَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَا ْ‬
‫ص ْفحَ اْل َ‬
‫ص َفحِ ال ّ‬
‫ض عَ ْنهُمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَا ْ‬
‫لشعب ﴿فََأ ْعرِ ْ‬
‫﴾‪.‬‬
‫قال حسّانُ ‪:‬‬
‫أو لان بظهرِ غَْيبٍ لئيمُ‬ ‫ما أبال أنبّ بالزْنِ تَيْسٌ‬
‫العن ‪ :‬أنّ كلماتِ اللؤما ِء والسخفاءِ والقراءِ الشتّامي التسلقي على أعرا ِ‬
‫ض‬
‫الناسِ ‪ ،‬ل تض ّر ول ُت ُهمّ ‪ ،‬ول يكنُ أنْ يتلفت لا مسلمٌ ‪ ،‬أو أن يتحرك منها شجاعٌ ‪.‬‬
‫كان قائدُ البحريةِ المريكيةِ ف الربِ العاليةِ الثاني ِة رجلً لمعا ‪ ،‬يرصُ على‬
‫الشهرةِ ‪ ،‬فتعاملَ مع مرؤوسيةِ الذين كالوا له الشتائم والسباب والهاناتِ ‪ ،‬حت قال ‪:‬‬
‫جمَ عودي ‪ ،‬وكبتْ سن ‪ ،‬وعلمتُ أنّ‬ ‫أصبح اليوم عندي من النقدِ مناعةٌ ‪ ،‬لقدْ َع َ‬
‫الكلم ل يهدمُ ول ينسِفُ سُورا حصينا ‪.‬‬
‫وقدْ جاوزتُ ح ّد الربعينا‬ ‫وماذا تبتغي الشعراءُ منّي‬
‫يُذكرُ عن عيسى – عليه السلمُ – أنهُ قال ‪ :‬أحبوا أعداءكم ‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬أنْ تُصدروا ف أعدائِكمْ عفوا عامّا ‪ ،‬حت تسلموا من التشفّي والنتقامِ‬
‫حسِِنيَ ﴾‪(( .‬اذهبوا‬
‫والقدِ الذي ينهي حياتَ ُكمْ‪﴿ ،‬وَاْلعَا ِفيَ َعنِ النّاسِ وَال ّلهُ ُيحِبّ اْل ُم ْ‬
‫ب عَلَيْ ُكمُ الْيَوْمَ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬عفَا ال ّل ُه َعمّا سَلَف ﴾ ‪.‬‬
‫فأنتمُ الطلقاءُ)) ‪ ﴿ ،‬لَ تَ ْثرَي َ‬
‫*************************************‬
‫اقرأ المال ف الك ْونِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ما يشرحُ الصدر قراءةُ المالِ ف خلْقِ ذي الل ِل والكرامِ‪ ،‬والتمّتعُ بالنظرِ ف‬
‫ذَاتَ َب ْهجَةٍ ﴾‬ ‫الكونِ‪ ،‬هذا الكتابُ الفتوحُ ‪ ،‬إنّ ال يقولُ ف خل ِقهِ ‪َ ﴿ :‬فأَنبَتْنَا ِبهِ َحدَاِئقَ‬
‫﴿ َهذَا خَ ْلقُ ال ّلهِ َفأَرُونِي مَاذَا خَ َلقَ اّلذِينَ مِن دُوِنهِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬قُلِ ان ُظرُواْ مَاذَا فِي‬
‫السّمَاوَاتِ وَا َل ْرضِ﴾ ‪.‬‬
‫وسوف أنقلُ لك ‪ ،‬بعد صفحاتِ ‪ ،‬من أخبارِ الكونِ ما يدلّك على حكمةٍ‬
‫وعظمةٍ ﴿اّلذِي َأعْطَى كُلّ شَيْءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ َهدَى ﴾ ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫صورا ما قرأتُها ف كتاب‬ ‫وكتاب الفضاءُ أَقرأُ فيهِ‬
‫قراء ٌة ف الشمسِ اللمعةِ ‪ ،‬والنجومِ الساطعةِ ‪ ،‬ف النهرِ ‪ ..‬ف الدولِ ‪ ..‬ف التلّ‬
‫‪ ..‬ف الشجرةِ ‪ ..‬ف الثمرةِ ‪ ..‬ف الضياءِ ‪ ..‬ف الواءِ ‪ ..‬ف الاءِ ‪،‬‬
‫تدلّ على أنّه الواحدُ‬ ‫وف كلّ شيءٍ لهُ آيةٌ‬
‫يقول إيليا أبو ماضي ‪:‬‬
‫كيف تغدو إذا غدوت عليلَ‬ ‫أيّها الشاكي وما بك داءٌ‬
‫أن ترى فوقهُ النّدى إكليلَ‬ ‫أترى الشوك ف الورودِ وتَ ْعمَى‬
‫ل يرى ف الوجودِ شيئا جيل‬ ‫والذي نفسُه بغيِ جالٍ‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫﴿ َأفَلَا يَن ُظرُونَ ِإلَى الِْإبِلِ َكيْفَ ُخلِقَتْ ﴾‬
‫﴿‬ ‫يقولُ أيْنشتاين ‪ :‬مَنْ ينظرْ إل الكونِ يعلمْ أنّ البدع حكيمٌ ل يلعبُ بالنّردِ ‪.‬‬
‫حسِبُْتمْ أَّنمَا‬
‫اّلذِي أَ ْحسَنَ ُكلّ شَيْءٍ خَ َل َقهُ ﴾ ‪ ﴿ ،‬مَا خَ َلقْنَا ُهمَا إِلّا بِاْلحَقّ ﴾ ‪ ﴿ ،‬أَ َف َ‬
‫خَ َلقْنَا ُك ْم عَبَثا ﴾‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والعنِ ‪ :‬أنّ كلّ شيءٍ ِب ُ‬
‫حسْبا ٍن وبكمةٍ ‪ ،‬وبترتيبٍ وبنظامٍ ‪ ،‬يعلمُ منْ يرى هذا‬
‫الكون أنّ هناك إلا قديرا ل يُجري المور مازفةً ‪ ،‬جلّ ف علهُ ‪.‬‬
‫ش ْمسُ يَنَبغِي‬
‫حسْبَانٍ ﴾ ‪ ﴿ ،‬لَا ال ّ‬
‫ثّ يقولُ سبحانهُ وتعال ‪ ﴿ :‬الشّ ْمسُ وَاْل َقمَرُ ِب ُ‬
‫َلهَا أَن ُتدْرِكَ اْل َق َمرَ وَلَا اللّ ْيلُ سَاِبقُ الّنهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ َيسَْبحُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫ل ْرصُ‬
‫ل يدي ا ِ‬
‫س حت تستكمل رزْقها وأجلَها )) ‪ .‬فلِم الَ َزعُ ؟!ولِم‬
‫‪ (( :‬لنْ توتَ نف ٌ‬ ‫قال‬
‫الَلَعُ ؟! ولِم الِ ْرصُ إذنْ ‪ ،‬إذا انتهى م ْن هذا وفَرَغَ ؟! ﴿ وَكُلّ شَيْ ٍء عِندَهُ ِب ِم ْقدَارٍ ﴾ ‪،‬‬
‫﴿وَكَانَ َأ ْمرُ ال ّلهِ َقدَرا ّمقْدُورا ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫ت تك ّفرُ عنك السيئاتِ‬
‫الزما ُ‬
‫يُذكَرُ عن الشاعرِ ابن العتزّ أنهُ قال ‪ :‬آلُ ما أوطأ راحلةً التوكل على الِ ‪ ،‬وما‬
‫ب الؤمنَ منْ همّ ‪ ،‬ول‬
‫أنهُ قال ‪ (( :‬ما يصي ُ‬ ‫أسرع أوْبةَ الواث ِق بالِ !! وقد صحّ عنهُ‬
‫غمّ ‪ ،‬ول وصبٍ ‪ ،‬ول نصبٍ ‪ ،‬ول مرضٍ ‪ ،‬حت الشوكةُ يُشاكُها ‪ ،‬إل كفّر الُ با‬
‫منْ خطاياهُ )) ‪ .‬فهذا لن صب واحتسب وأناب ‪ ،‬وعَرَفَ أنهُ يتعاملُ مع الواحدِ الوهابِ‬
‫‪.‬‬
‫قال التنب ف أبياتٍ حكيمةٍ تضفي على العبدِ قوةً وانشراحا ‪:‬‬
‫ما دام يصحبُ في ِه رُوحك البدنُ‬ ‫ل تلق دهرك إل غيْرَ مكترثٍ‬
‫ول يردّ عليك الغائب الزنُ‬ ‫فما يُديُ سُرورا ما سُ ِررْت بهِ‬
‫﴿ لِكَيْلَا َتأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَ ُكمْ وَلَا َت ْفرَحُوا ِبمَا آتَا ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫سبُنَا اللّهُ َونِعْ َم الْ َوكِيلُ »‬
‫« َح ْ‬
‫« َحسْبُنَا ال ّلهُ وَِن ْعمَ اْلوَكِي ُل » ‪ :‬قالا إبراهيمُ لا أُلقي ف النارِ ‪ ،‬فصارتْ بردْا‬
‫وسلما ‪ .‬وقال ممدٌ ف ُأ ُحدٍ ‪ ،‬فنصره الُ ‪.‬‬
‫لا ُوضِع إبراهيمُ ف النجنيقِ قال له جبيلُ ‪ :‬ألك إلّ حاجةٌ ؟ فقال له إبراهيمُ ‪:‬‬
‫أمّا إليك فل ‪ ،‬وأمّا إل الِ فَنَ َعمْ !‬
‫البحرُ يُغْرقُ ‪ ،‬والنارُ َتحْرِقُ ‪ ،‬ولكن جفّ هذا ‪ ،‬وخدتْ تلك ‪ ،‬بسبب ‪« :‬‬
‫َحسْبُنَا ال ّلهُ وَِن ْعمَ الْوَكِيلُ » ‪.‬‬
‫رأى موسى البحرَ أمامه والعدّ خلفه ‪ ،‬فقال ‪ ﴿ :‬قَالَ كَلّا إِنّ َمعِيَ رَبّي سََيهْدِينِ‬
‫﴾ ‪ .‬فنجا بإذ ِن الِ ‪.‬‬
‫ُذكِر ف السيةِ أنّ الرسول لا دخل الغار ‪ ،‬س ّخ ال المام فبنتْ عشّها ‪،‬‬
‫والعنكبوت فبنت بيتها بفمِ الغارِ ‪ ،‬فقال الشركون ‪ :‬ما دخل هنا ممدٌ ‪.‬‬
‫حمِ‬
‫خيِ البيةِ ل تنسِخْ ول َت ُ‬ ‫ظنّوا المام وظنّوا العنكبوت على‬
‫من الدروعِ وعنْ عالٍ من الُطمُِ‬ ‫عناي ُة الِ أغنيتْ عنْ مضاعفةٍ‬
‫إنا العنايةُ الربانيةُ إذا تلمّحها العبدُ ‪ ،‬ونظر أنّ هناك ربّا قديرا ناصرا وليّا راحا ‪،‬‬
‫حينها يرك ُن العبدُ إليه ‪.‬‬
‫يقو ُل شوقي ‪:‬‬
‫نْ فالوادثُ كُلّهن أمانُ‬ ‫وإذا العنايةُ لحظتْكَ عيونُها‬
‫﴿ فَإِنّكَ بَِأعْيُنِنَا ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَال ّلهُ خَ ْيرٌ حَافِظا َوهُوَ أَرْ َحمُ الرّا ِحمِيَ ﴾ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫مكوّناتُ السّعادةِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪ (( :‬منْ بات آمنا ف ِسرْبهِ ‪ ،‬معافً ف بدنه ‪ ،‬عندهُ قوتُ‬ ‫وعند الترمذيّ عنهُ‬
‫يو ِمهِ ‪ ،‬فكأنا حِيزَتْ له الدنيا بذافِيِها )) ‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬إذا حصل على غذاءٍ ‪ ،‬وعلى مأوًى وكان آمنا ‪ ،‬فقدْ حصل على أحسنِ‬
‫السعاداتِ ‪ ،‬وأفضلِ الياتِ ‪ ،‬وهذا يصلُ عليه كثيٌ من الناسِ ‪ ،‬لكنهمْ ل يذكرونه ‪،‬‬
‫ول ينظرون إليه ول يلمسونه ‪.‬‬
‫يقولُ سبحانه وتعال لرسوله ‪ ﴿ :‬وَأَْت َممْتُ عَلَيْكُمْ ِن ْعمَتِي ﴾ ‪ .‬فأيّ نعمةٍ ّتتْ‬
‫على الرسولِ ؟‬
‫أهي الادةُ ؟ أهو الغذاءُ ؟ أهي القصو ُر والدو ُر والذهبُ وال ِفضّةُ ‪ ،‬ول يلكْ من‬
‫ذلك شيئا ؟‬
‫إنّ هذا الرسول العظيم كان ينامُ ف غرفةٍ منْ طيٍ ‪ ،‬سقفُها منْ جريدِ‬
‫النخلِ ‪ ،‬ويربطُ َحجَريْنِ على بطنِهِ ‪ ،‬ويتوسّدُ على مدّةٍ منْ سَعَف النخلِ تؤثّر ف جنبهِ ‪،‬‬
‫ورهن ِدرْعهُ عند يهوديّ ف ثلثي صاعا منْ شعيٍ‪ ،‬ويدورُ ثلثة أيامٍ ل يدُ رديء التمرِ‬
‫ليأكله ويشبع منه‪.‬‬
‫من الشّعيِ وأبقى رهَكَ الجلُ‬ ‫مِت ودرعُك مرهونٌ على شظفٍ‬
‫حت دُعيت أبا اليتامِ يا بَطَلُ‬ ‫لنّ فيك معان اليُْتمِ أعذبُهُ‬

‫ت ف قصيدةٍ أخرى ‪:‬‬ ‫وقل ُ‬


‫بيتٌ من الطيِ أو كهفٌ من العلمِ‬ ‫كفاك عنْ كلّ قصرٍ شاه ٍق عمدٍ‬
‫ُنصْيَ اليا ِم الت منْ أروعِ اليمِ‬ ‫تبن الفضائل أبراجا مشيّدةً‬
‫﴿ وَلَلْآ ِخرَةُ خَ ْيرٌ لّكَ ِمنَ اْلأُولَى{‪ }4‬وََلسَوْفَ ُيعْطِيكَ رَبّكَ فََترْضَى ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِنّا‬
‫َأعْطَيْنَاكَ الْكَوَْثرَ ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫َنصَب ا َل ْنصِب‬
‫منْ متاعبِ الياةِ النصبُ ‪ ،‬قال ابنُ الورديّ ‪:‬‬
‫يا عنائي منْ مدارا ِة السفَلْ‬ ‫نصبُ النصبِ أوهي جَلَدي‬
‫صحّة والراحةَ ‪،‬‬‫والعن ‪ :‬انّ ضريبةَ النصبِ غاليةٌ ‪ ،‬إنا تأخذُ ماء الوَجْهِ ‪ ،‬وال ّ‬
‫وقليلٌ مَنْ ينجو منْ تلك الضرائبِ الت يدفعُها يوميّا ‪ ،‬منْ عرقِهِ ‪ ،‬من دِمِ ‪ ،‬منْ سعتِه ‪،‬‬
‫من راحتِه ‪ ،‬منْ عزتِه ‪ ،‬منْ شرفِه ‪ ،‬منْ كرامتِه ‪(( ،‬ل تسألِ المارةَ)) ‪ِ(( .‬ن ْعمَتِ‬
‫ك عَنّي سُلْطَانِيهْ ﴾ ‪.‬‬
‫الرضعةُ وبِئست الفاطمةُ)) ﴿ َهلَ َ‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫أليس مصيُ ذلك للزوالِ ؟!‬ ‫هبِ الدنيا تصيُ غليك عفوا‬
‫ق ّدرْ أنّ الدنيا أتتْ بكل شيءٍ ‪ ،‬فإل أي شيء تذهبُ ؟ إل الفناءِ ‪ ﴿ ،‬وَيَ ْبقَى‬
‫وَ ْجهُ رَبّكَ ذُو اْلجَلَالِ وَاْلإِ ْكرَامِ ﴾ ‪.‬‬
‫ن رأسا ‪ ،‬فإنّ الرأس كثيُ الوجاعِ ‪.‬‬ ‫قال أحدُ الصالي لبنه ‪ :‬ل تكنْ يا ُب ّ‬
‫ت والشتائمِ‬
‫ب التص ّدرَ دائما والتّرؤّس ‪ ،‬فإ ّن النتقادا ِ‬‫والعن ‪ :‬ل ُتحِ ّ‬
‫والحراجاتِ والضرائبِ ل تصلُ إل إل هؤلء القدّمي ‪.‬‬
‫ول السلْطة هذا إنْ عدلْ‬ ‫إنّ نصف الناسِ أعداءٌ لِنْ‬
‫*****************************************‬
‫هيا إل الصلة‬
‫صلَةِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُواْ اسَْتعِينُواْ بِالصّ ْبرِ وَال ّ‬
‫إذا حزبه أم ٌر فَزِع إل الصلةِ ‪.‬‬ ‫كان‬
‫وكان يقولُ ‪ (( :‬أرِحنْا با يا بللُ )) ‪.‬‬
‫ويقولُ ‪ (( :‬جُعلت قرّ ُة عين ف الصلةِ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إذا ضاق الصدرُ ‪ ،‬وصعُب المرُ ‪ ،‬وكثر الكْرُ ‪ ،‬فاهرعْ إل الصلّى فصلّ ‪.‬‬
‫ت الليال ‪ ،‬وتغيّ َر الصحابُ ‪ ،‬فعليك‬ ‫إذا أظلمتْ ف وجهِك اليامُ ‪ ،‬واختلف ْ‬
‫بالصلةِ ‪.‬‬
‫كان النبّ ف الهمّاتِ العظيمةِ يشرحُ صدره بالصلةِ ‪ ،‬كيو ِم ي ْدرٍ والحزابِ‬
‫وغيِها من الواطنِ ‪ .‬وذكروا ع ِن الافظِ ابن حج ٍر صاحبِ ( الفتحِ ) أنه ذهب إل‬
‫القلعةِ بصر فأحط به اللصوصُ ‪ ،‬فقام يصلي ‪ ،‬ففرّج الُ عنهُ ‪.‬‬
‫وذكر اب ُن عساكر واب ُن القيمِ ‪ :‬أ ّن رجلً من الصالي لقيه لصّ ف إحدى طرقِ‬
‫الشامِ ‪ ،‬فأجهز عليه ليقتله ‪ ،‬فطلب منه مهلةٍ ليصلي ركعتي ‪ ،‬فقام فافتتح الصلة ‪،‬‬
‫وتذكّرَ قول الِ تعال ‪َ ﴿ :‬أمّن ُيجِيبُ اْل ُمضْ َطرّ ِإذَا َدعَاهُ ﴾ ‪ .‬فردّدها ثلثا ‪ ،‬فنل ملكٌ‬
‫من السماءِ برب ٍة فَقَتَلَ الجرم ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنا رسولُ م ْن ييبُ الضطرّ إذا دعاهُ ‪ ﴿ .‬وَْأ ُمرْ‬
‫أَهْ َلكَ بِالصّلَاةِ وَاصْطَِب ْر عَلَ ْيهَا ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِ ّن الصّلَاةَ تَ ْنهَى عَنِ اْل َفحْشَاء وَاْلمُن َكرِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِنّ‬
‫ت عَلَى اْلمُ ْؤمِِنيَ كِتَابا مّوْقُوتا ﴾ ‪.‬‬
‫الصّلَةَ كَانَ ْ‬
‫يَا أَّيهَا‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫وإن مّا يشرحُ الصدر ‪ ،‬ويزي ُل ال ّم والغمّ ‪ ،‬الصلةُ على الرسول‬
‫صلّوا عَلَ ْيهِ وَسَ ّلمُوا َتسْلِيما ﴾ ‪.‬‬
‫اّلذِينَ آمَنُوا َ‬
‫صحّ ذلك عند الترمذيّ ‪ :‬أنّ أُبَيّ بن كعب – رضي الُ عنهُ – قال ‪ :‬يا رسول‬
‫الِ ‪ ،‬كمْ أجعلُ لك من صلت ؟ قال ‪ (( :‬ما شئت )) ‪ .‬قال ‪ :‬الربع ؟ قال ‪ (( :‬ما‬
‫شئت ‪ ،‬وإنْ زدت فخيْرٌ )) ‪ .‬قال ‪ :‬الثّلُثيْن ؟ قال ‪ (( :‬ما شئت ‪ ،‬وإنْ زدت فخيٌ ))‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬أجعلُ لك صلت كلهّا ؟ قال ‪ (( :‬إذنْ يُغفرُ ذنبُك ‪ ،‬وتُكْفى هّك )) ‪.‬‬
‫وهنا الشاهدُ ‪ ،‬أ ْن المّ يزولُ بالصلةِ والسلمِ على سيدِ اللْقِ ‪ (( :‬منْ صلّى‬
‫ل عليهِ با عَشْرا )) ‪ (( .‬أكِثروا من الصلةِ عليّ ليلة‬
‫عليّ صلةً واحدةً صلّى ا ُ‬
‫المعةِ ويوم المعةِ ‪ ،‬فإنّ صلتك ْم معروضةٌ عليّ)) ‪ .‬قالوا ‪ :‬كيف تُعرضُ عليك‬
‫صلتُنا وقدْ أرمْت ؟! ‪-‬أي بليت‪ -‬قال‪(( :‬إنّ ال حرمّ على الرضِ أنْ تأكل أجساد‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ويتّبعون النور الذي أُنْ ِزلَ معهُ نصيبا من انشراحِ‬ ‫النبياءِ)) ‪ .‬إنّ للذين يقتدون به‬
‫صدرِه وعُل ّو قدرِه ورفعةِ ذكرهِ ‪.‬‬
‫يقولُ ابنُ تيمية ‪ :‬أكملُ الصلةِ على الرسولِ هي الصلةُ البراهيميةُ ‪ :‬اللهم‬
‫صلّ على ممدِ وعلى آل م ّمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ‪ ،‬وباركْ على‬
‫ممدٍ وعلى آلِ ممدٍ كما باركْت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم ف العالي ‪ .‬إنك حيدٌ‬
‫ميدٌ ‪.‬‬
‫فأنت اليومَ أغلى ما َلدَيْنَا‬ ‫نسينا ف ودادِك كُلّ غالِ‬
‫لنا شرفا نلمُ وما علينا‬ ‫نُلمُ على مبّتِكمْ ويكفي‬
‫****************************************‬
‫الصّدَقةُ سَعةٌ ف الصّ ْدرِ‬
‫ويدخ ُل ف عمومِ ما يلبُ السعادة ويزي ُل ال ّم والكدر ‪ :‬فعلُ الحسانِ ‪ ،‬من‬
‫الصدق ِة والبِرّ ولسداءِ اليِ للناسِ ‪ ،‬فإنّ هذا منْ أحسنِ ما يُو ّسعُ ب ِه الصّ ْدرُ ‪ ﴿ ،‬أَن ِفقُواْ‬
‫صدّقَاتِ ﴾ ‪.‬‬
‫صدّ ِقيَ وَاْلمَُت َ‬
‫ِممّا َرزَقْنَاكُم﴾ ‪ ﴿ ،‬وَاْلمُتَ َ‬
‫وقدْ وصف البخيلُ والكريُ برجليْن عليهما جُبّتانِ ‪ ،‬فل يزالُ الكريُ يُعطي‬
‫ويبذلُ ‪ ،‬فتتو ّسعُ عليه البّةُ وال ّدرْعُ من الديدِ حت يع ُفوَ وأثرُه ‪ ،‬ول يزالُ البخيلُ يسكُ‬
‫وينعُ ‪ ،‬فتتقلّص عليهِ ‪ ،‬فتخنقهُ حت تضيق عليهِ روحهُ ! ﴿ َومَثَلُ اّلذِينَ يُن ِفقُونَ َأمْوَاَل ُهمُ‬
‫سهِمْ َكمَثَلِ جَّنةٍ ِبرَبْوَةٍ أَصَاَبهَا وَابِلٌ فَآتَتْ ُأكُ َلهَا‬
‫ابِْتغَاء َمرْضَاتِ ال ّلهِ وَتَثْبِيتا ّمنْ أَن ُف ِ‬
‫جعَلْ َيدَكَ‬
‫‪ .‬وقال سبحانه وتعال ‪ ﴿ :‬وَلَ َت ْ‬ ‫﴾‬ ‫ض ْعفَيْنِ فَإِن ّلمْ ُيصِبْهَا وَابِلٌ فَ َطلّ‬
‫ِ‬
‫َمغْلُوَلةً إِلَى عُنُقِكَ ﴾ ‪.‬‬
‫س صدورا وأخلقا ؛‬ ‫إنّ غلّ الروحِ جزءٌ منْ غ ّل اليدِ ‪ ،‬وإنّ البخلء أضيقُ النا ِ‬
‫لنم بلُوا بفض ِل الِ عزّ وجلّ ‪ ،‬ولو عملوا أنّ ما يعطونه الناس إنا هو جلبٌ للسعادةِ ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لسارعوا إل هذا الفعلِ اليّرِ ‪ ﴿ ،‬إِن ُت ْقرِضُوا ال ّلهَ َقرْضا َحسَنا ُيضَا ِع ْفهُ لَ ُكمْ وََي ْغ ِفرْ‬
‫لَ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫اْل ُمفْ ِلحُونَ ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫َومَن يُوقَ ُشحّ َن ْفسِهِ فَُأوْلَئِكَ ُهمُ‬ ‫﴿‬ ‫وقال سبحانه وتعال ‪:‬‬
‫َرزَقْنَا ُهمْ يُن ِفقُونَ ﴾‬ ‫َو ِممّا‬
‫فالالُ عاريةٌ والعمرُ رحّالُ‬ ‫الُ أعطاك فابذلْ مِنْ عطيت ِه‬
‫يأسنْ يرِ يعذُبْ منه سلسالُ‬ ‫الالُ كالاءِ إنْ تبسْ سواقِيهُ‬
‫يقولُ حاتُ ‪:‬‬
‫ويُحيي العظام البيض وهي رميمُ‬ ‫أما والذي ل يعل ُم الغيب غيهُ‬
‫مافة يومٍ أنْ يُقال لئيمُ‬ ‫لق ْد كنتُ أطوي البطن والزادُ يُشتهى‬
‫إنّ هذا الكري يأمرُ امرأته أنْ تستضيف له ضيوفا ‪ ،‬وأن تنتظر روّاده ليأكلوا‬
‫معه ‪ ،‬ويؤانسوهُ ليشرح صدرهُ ‪ ،‬يقولُ ‪:‬‬
‫أكولً فإن لستُ آكلُه وحدي‬ ‫إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ‬
‫ثّ يقولُ لا وهو يعلنُ فلسفته الواضحة ‪ ،‬وهي معادلةٌ حسابيةٌ سافرةٌ ‪:‬‬
‫فيضى فؤادي أو بيلً ملدّا‬ ‫أرين كريا مات مِنْ قبلِ حِينهِ‬
‫جعُ الالِ يزيدُ ف عمرِ صاحبِه ؟ هلْ إنفاقُهُ يُنقصُ من أجلِه ؟ ليس بصحيحٍ ‪.‬‬ ‫هلْ ْ‬
‫***************************************‬
‫ل تغضبْ‬
‫نغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ َن ْزغٌ فَاسَْت ِعذْ بِال ّلهِ إِّنهُ َسمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَِإمّا يَ َ‬
‫أحد أصحابه فقال ‪ (( :‬ل تغضبْ ‪ ،‬ل تغضبْ ‪ ،‬ل تغضبْ )) ‪.‬‬ ‫أوصى‬
‫أنْ يستعيذ بالِ من الشيطانِ الرجيمِ ‪.‬‬ ‫وغضب رجلٌ عنده فأمرهُ‬
‫س ُهمْ‬
‫ضرُونِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِنّ اّلذِينَ اّتقَواْ ِإذَا َم ّ‬
‫وقال تعال ‪ ﴿ :‬وََأعُوذُ ِبكَ رَبّ أَن َيحْ ُ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ َتذَ ّكرُواْ فَِإذَا هُم مّ ْبصِرُونَ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪.‬‬ ‫لدّةُ والغضبُ ‪ ،‬وله أدواءٌ عند الصطفى‬
‫إنّ مّا يورِثُ الكَ َدرَ والمّ والزن ا ِ‬
‫‪ ﴿ ،‬وَِإذَا مَا‬ ‫ا ْلغَ ْيظَ ﴾‬ ‫منها ‪ :‬ماهدةُ الطبعِ على تركِ ال َغضَبِ ‪ ﴿ ،‬وَالْكَا ِظ ِميَ‬
‫‪.‬‬ ‫ُهمْ َي ْغ ِفرُونَ ﴾‬ ‫غَضِبُوا‬
‫ومنها ‪ :‬الوضوءُ ‪ ،‬فإنّ ال َغضَبَ جرةٌ من النارِ ‪ ،‬والنارُ يطفئُها الاءُ ‪ (( ،‬الطهورُ‬
‫ح الؤمنِ )) ‪.‬‬
‫ش ْطرُ اليانِ )) ‪ (( ،‬الوضوءُ سل ُ‬
‫ومنها ‪ :‬إذا كان واقفا أن يلس ‪ ،‬وإذا كان جالسا أن يضطجع ‪.‬‬
‫منها ‪ :‬أنْ يسكت فل يتكلمُ إذا غضِب ‪.‬‬
‫ومنها أيضا ‪ :‬أن يتذكر ثواب الكاظمي لغيظِهم ‪ ،‬والعافي عن الناسِ السامي ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫ِورْدٌ صباحيّ‬
‫وسوف أخبُك بورْد من الذكارِ تداومُ عليه ك ّل صباحٍ ‪ ،‬ليجلب لك السعادة ‪،‬‬
‫ويفظك منْ شرّ شياطيِ النسِ والنّ ‪ ،‬ويكون لك عاصِما طِيلة يومِك حت تُمسي ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫منْ هذهِ الدعيةِ ‪ ،‬وهي الت صحّتْ عنه‬
‫‪.1‬أصبحنا وأصبح اللكُ لِ ‪ ،‬والمدُ لِ ‪ ،‬ول إله إل الُ وَ ْحدَهُ‬
‫ل شريك لهُ ‪ ،‬لهُ اللكُ وله المدُ ‪ ،‬وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ‬
‫‪ .‬ربّ أسألُك خَ ْيرَ ما ف هذه الليلةِ ‪ ،‬وخَ ْيرَ ما بعدها ‪ ،‬وأعوذُ‬
‫ب أعوذُ بك من‬
‫بك منْ شرّ هذه الليلةِ وشرّ ما بعدها ‪ ،‬ر ّ‬
‫الكسلِ وسُوءِ الكِبرِ ‪ ،‬ربّ أعوذُ بك منْ عذابٍ ف النارِ‬
‫وعذابٍ ف القبِ )) ‪.‬‬
‫‪ .2‬وحديثُ ‪ (( :‬اللهمّ عال الغيبِ والشهادةِ ‪ ،‬فاطر السماواتِ‬
‫والرضِ ‪ ،‬ربّ كلّ شيء ومليِكه ‪ ،‬أشهدُ أنْ ل إله إل أنت ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أعوذُ بك منْ ش ّر نفسي ‪ ،‬وشرّ الشيطانِ وشركهِ ‪ ،‬وأنْ‬
‫أقترف على نفسي سوءا أو أجرّه إل مسلمٍ ))‪.‬‬
‫‪.3‬وحديثُ ‪ (( :‬بسمِ الِ الذي ل يضرّ مع اسِه شيءٌ ف الرضِ‬
‫ول ف السماءِ ‪ ،‬وهو السميعُ العليمُ )) ‪ .‬ثلث مراتٍ ‪.‬‬
‫‪ (( .4‬اللهمّ إن أصبحتُ أشهدُك وأشهدُ حلة عرشِك‬
‫وملئكتك وجيع خلقِك أنك أنت الُ ل إله إلّ أنت ‪،‬‬
‫)) ‪.‬‬ ‫وحدك ل شريك لك ‪ ،‬وأ ّن ممدا عبدُك ورسولُك‬
‫أربع مرات ‪.‬‬
‫‪((.5‬اللهمّ إن أعوذُ بك أنْ أشرك بك شيئا وأنا أعلمُ ‪،‬‬
‫وأستغفرُك لا ل أعلمُ))‪.‬‬
‫‪ ((.6‬أصبحنا على فِطْرةِ السلمِ ‪ ،‬وعلى كلمةِ الخلصِ ‪،‬‬
‫‪ ،‬وعلى م ّلةِ أبينا إبراهيم حنيفا‬ ‫وعلى دينِ نبيّنا ممدٍ‬
‫مسلما وما كان من الشركي )) ‪.‬‬
‫سهِ ‪ ،‬وزِنه‬
‫‪ ((.7‬سبحان الِ وبمدهِ ‪ :‬عَ َددَ خَ ْل ِقهِ ‪ ،‬ورضا نف ِ‬
‫عر ِشهِ ‪ ،‬ومِداد كلماِتهِ )) ‪ .‬ثلث مراتٍ ‪.‬‬
‫نبيا )) ‪.‬‬ ‫‪ ((.8‬رضيتُ بالِ رَبّا ‪ ،‬وبالسلم دينا ‪ ،‬وبحمدٍ‬
‫ثلث مراتٍ ‪.‬‬
‫ت منْ شرُ ما خَ َلقَ )) ‪ .‬ثلثا ف‬
‫‪ ((.9‬أعوذُ بكلماتِ الِ التامّا ِ‬
‫الساء ‪.‬‬
‫‪ ((.10‬اللهمّ بك أصبحْنا ‪ ،‬وبك أمسنا ‪ ،‬وبك نْيا ‪ ،‬وبك‬
‫نوتُ ‪ ،‬وإليك النشورُ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪ ((.11‬ل إله إل الُ وحده ل شريك لهُ ‪ ،‬لهُ الُ ْلكُ ولهُ ال ْمدُ ‪،‬‬
‫وهو على كلّ شي ٍء قديرٌ )) ‪ .‬مائة مرة ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫وقفـــة‬
‫لذْلن ‪ :‬أنْ يكلك الُ على‬ ‫يقولُ اب ُن القيّم ‪ (( :‬أجع العارفون بال على أنّ ا ِ‬
‫نفسِك ‪ ،‬ويُخلّي بينك وبينها ‪ .‬والتوفيقُ أنْ ل يكِلك الُ إل نفسِك ‪.‬‬
‫فالعبيدُ متقلّبون بي توفيقهِ وخذلنِهِ ‪ ،‬بلِ العبدُ ف الساعةِ الواحدةِ ينالُ نصيبه منْ‬
‫هذا وهذا ‪ ،‬فيطيعهِ ويُرضيهِ ‪ ،‬ويذكرُه ويشكرُه بتوفيقِه له ‪ ،‬ث يعصي ِه ويالفُه ‪،‬‬
‫وُيسْخِطُه ويغفلُ عنه بذلنِهِ له ‪ ،‬فهو دائرٌ بي توفيقِه و ِخذْلنِهِ ‪.‬‬
‫فمت شهِد العبدُ هذا الشهد وأعطاهُ حقّه ‪ ،‬علِم ِشدّة ضرورتِه وحاجتِه إل‬
‫التوفيق ف كلّ نَفَسٍ وكلّ لظةٍ وطرْفةِ عيْنٍ ‪ ،‬وأنّ إيانه وتوحيده بيدِهِ تعال ‪ ،‬لو تلّى‬
‫عنه طرفة عيٍ لَثُلّ عَرْشُ توحيدِه ‪ ،‬ولَرّتْ ساءُ إيانِهِ على الرضِ ‪ ،‬وأنّ المسك له ‪:‬‬
‫هو منْ يسك السماء أنْ تقع على الرضِ إل بإذِنهِ )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫ب الباركُ‬
‫القرآنُ ‪ ..‬الكتا ُ‬
‫ب الِ بتدبّرٍ وتعّنٍ وتأمّلٍ ‪ ،‬فإنّ‬
‫ح الصدرِ قراءةُ كتا ِ‬
‫ومنْ أسبابِ السعادةِ وانشرا ِ‬
‫ال َوصَفَ كتابه بأنه هدىً ونورٌ وشفاءٌ لا ف الصدورِ‪ ،‬ووصفه بأنه رحةٌ‪َ ﴿ ،‬قدْ‬
‫صدُورِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬أَفَلَا يََتدَّبرُونَ اْل ُقرْآنَ أَ ْم عَلَى‬
‫جَاءتْكُم مّ ْوعِ َظةٌ مّن رّبّ ُكمْ وَ ِشفَاء ّلمَا فِي ال ّ‬
‫قُلُوبٍ أَ ْقفَاُلهَا﴾ ‪﴿ ،‬أَ َفلَ يََتدَّبرُونَ اْل ُقرْآنَ وَلَوْ كَانَ ِمنْ عِن ِد غَيْرِ ال ّلهِ لَوَ َجدُواْ فِيهِ‬
‫اخِْتلَفا كَثِيا ﴾ ‪ ﴿ ،‬كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَا َركٌ لَّيدّّبرُوا آيَاِتهِ ﴾ ‪.‬‬
‫قال بعضُ أه ِل العِلْمِ ‪ :‬مباركٌ ف تلوتِهِ ‪ ،‬والعملِ به ‪ ،‬وتكيمِه والستنباطِ منه ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ستُ بغمّ ل يعلمهُ إل الُ ‪ ،‬وب ّم مقيمٍ ‪ ،‬فأخذتُ‬
‫وقال أحدُ الصالي ‪ :‬أحس ْ‬
‫الصحف وبقيتُ أتلو ‪ ،‬فزال عن – وال – فجأةً هذا الغمّ ‪ ،‬وأبدلن الُ سرورا‬
‫وحبورا مكان ذلك الكدرِ ‪ِ ﴿ .‬إنّ هَـذَا اْل ُقرْآنَ ِي ْهدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬يهْدِي ِبهِ‬
‫سلَمِ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َكذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحا مّنْ َأ ْمرِنَا ﴾ ‪.‬‬
‫ال ّلهُ َمنِ اتّبَعَ رِضْوَاَنهُ سُبُلَ ال ّ‬
‫****************************************‬
‫ل ترصْ على الشهرةِ‬
‫فإنّ لا ضريبةً من الكدرِ والمّ والغمّ‬
‫ت القلب ويك ّدرُ صفاءه واستقراره وهدوءه ‪ :‬الرصُ على الظهورِ‬
‫ما يشت ُ‬
‫ب رضا الناسِ ‪ ﴿ ،‬لَا ُيرِيدُو َن عُلُوّا فِي اْلأَ ْرضِ وَلَا َفسَادا ﴾ ‪.‬‬
‫والشهرةِ ‪ ،‬وطل ِ‬
‫ولذلك قال أحدُهم بالقابلِ ‪:‬‬
‫ول يبتْ طاويا منها على ضجرِ‬ ‫مَنْ أخل النفس أحياها وروّحها‬
‫فليس ترمي سوى العال م َن الشجرِ‬ ‫ت عواصفُها‬ ‫إنّ الرياح إذا اشتدّ ْ‬
‫النّاسَ ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫ُيرَآؤُونَ‬ ‫﴿‬ ‫((منْ راءى راءى الُ بهِ ‪ ،‬ومنْ سّع سّع الُ بهِ)) ‪.‬‬
‫وُّيحِبّونَ أَن ُيحْ َمدُواْ ِبمَا َلمْ َي ْفعَلُواْ ﴾ ‪﴿ ،‬وَلَ تَكُونُواْ كَاّلذِينَ َخرَجُواْ مِن دِيَا ِرهِم َبطَرا‬
‫النّاسِ﴾‪.‬‬ ‫وَرِئَاء‬
‫فإذا التْحفْت ب ِه فإنّك عاري‬ ‫ثوبُ الرياءِ يشِفّ عمّا تتهُ‬
‫***********************************‬
‫الياةُ الطيبةُ‬
‫ب الت أكتبُها هنا ف جل ِ‬
‫ب‬ ‫من القضايا الكبى السلّمةِ أنّ أعظم هذه السبا ِ‬
‫السعادةِ هو اليا ُن بالِ ربّ العالي ‪ ،‬وأنّ السباب الخرى والعلوماتِ والفوائد الت‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫جعتْ إذا أُهديتْ لشخصٍ ول يصلْ على اليانِ بالِ ‪ ،‬ول يُزْ ذلك الكنْز ‪ ،‬فلنْ تنفعه‬
‫أبدا ‪ ،‬ول تفيده ‪ ،‬ول يتعبْ نفسه ف البحثِ عنها ‪.‬‬
‫ل ربّا ‪ ،‬وبحمدٍ نبيّا ‪ ،‬وبالسلمِ دينا ‪.‬‬ ‫إ ّن الصل اليا ُن با ِ‬
‫يقولُ إقبالُ الشاعرُ ‪:‬‬
‫ق فيِه‬
‫وأرى الؤمن كونا تاهتِ الفا ُ‬ ‫إنا الكافرُ حيانُ له الفاقُ تِيهْ‬
‫وأعظمُ منْ ذلك و أصدقُ ‪ ،‬قولُ ربّنا سبحانه ‪َ ﴿ :‬منْ عَمِلَ صَالِحا مّن ذَ َكرٍ َأوْ‬
‫سنِ مَا كَانُواْ َي ْعمَلُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫جزِيَّنهُمْ أَ ْجرَهُم بِأَ ْح َ‬
‫أُنثَى وَهُوَ مُ ْؤ ِمنٌ فَلَُنحْيِيَّنهُ حَيَاةً طَيَّبةً وَلََن ْ‬
‫وهناك شرطان ‪:‬‬
‫جعَلُ‬
‫اليا ُن بالِ ‪ ،‬ثّ العملُ الصالُ ‪ِ ﴿ ،‬إنّ اّلذِينَ آمَنُوا َوعَمِلُوا الصّاِلحَاتِ سََي ْ‬
‫َلهُمُ الرّ ْحمَنُ ُودّا ﴾ ‪.‬‬
‫وهناك فائدتان ‪:‬‬
‫الياةُ الطيب ُة ف الدنيا والخرةِ ‪ ،‬والجرُ العظيمُ عند الِ سبحانهُ وتعال ﴿ َل ُهمُ‬
‫شرَى فِي اْلحَيا ِة الدّنْيَا وَفِي ال ِخرَةِ ﴾ ‪.‬‬
‫الُْب ْ‬
‫********************************‬

‫البلءُ ف صالِك‬
‫ل تزعْ من الصائبِ ‪ ،‬ول تكترثْ بالكوارثِ ‪ ،‬ففي الديثِ ‪ (( :‬إن ال إذا‬
‫أحبّ قوما ابتلهم ‪ ،‬فمنُ رضي فلهُ الرضا ‪ ،‬ومنْ سخط فَ َلهُ السخطُ )) ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫عبوديةُ الذعانِ والتسليمِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ومنْ لوازمِ اليانِ أنْ ترضى بالقدرِ خيهِ وشرّهِ ‪ ﴿ ،‬وَلَنَبْلُوَنّ ُكمْ ِبشَيْءٍ مّنَ‬
‫شرِ الصّاِبرِينَ ﴾ ‪ .‬إنّ‬
‫اْلخَوفْ وَاْلجُوعِ وََنقْصٍ مّنَ ا َلمَوَالِ وَالن ُفسِ وَالّثمَرَاتِ وََب ّ‬
‫القدار ليستْ على رغباتِنا دائما وإنا بقصورِنا ل نعرفُ الختيار ف القضاءِ والقدرِ ‪،‬‬
‫فلسْنا ف مقا ِم القتراحِ ‪ ،‬ولكننا ف مقا ِم العبوديّةِ والتسليمِ ‪.‬‬
‫يُبتلى العبدُ على قدرِ إيانه ‪ (( ،‬أُوعكُ كما يُوعَكُ رجلن منكمْ )) ‪ (( ،‬أشدّ‬
‫الناسِ بلءً النبياءُ ‪ ،‬ثّ الصالون )) ‪ ﴿ ،‬فَاصِْبرْ َكمَا صََبرَ أُوْلُوا اْلعَزْمِ ِمنَ الرّسُلِ ﴾ ‪،‬‬
‫(( مَن يردِ الُ ب ِه خيا يصبْ منهُ )) ‪ ﴿ ،‬وَلَنَبْلُوَنّ ُكمْ حَتّى َنعْ َلمَ اْلمُجَا ِهدِينَ مِنكُمْ‬
‫وَالصّاِبرِينَ وَنَ ْبلُوَ أَخْبَارَ ُكمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وََل َقدْ فَتَنّا اّلذِينَ مِن قَبْ ِل ِهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫مِن المارة إل النجارة‬
‫عليّ بنُ الأمون العباسي – أميٌ وابنُ خليفة – كان يسكنُ قصرا فخما ‪ ،‬وعندهُ‬
‫ل يكدحُ طِيلةَ‬
‫الدنيا مبذولةٌ ميسّرةٌ ‪ ،‬فأطلّ ذات يومٍ منْ شرف ِة القصرِ ‪ ،‬فرأى عام ً‬
‫النهارِ ‪ ،‬فإذا أضحى النها ُر توضّأ وصلّى ركعتي على شاطئ دِجلة ‪ ،‬فإذا اقترب الغروبُ‬
‫ذهب إل أهلِه ‪ ،‬فدعاهُ يوما من اليامِ فسألهُ فأخبه أن له زوجةً وأختي وأُمّا يكدحُ‬
‫عليهنّ ‪ ،‬وأنه ل قوت ل ُه ول دخل إل ما يتكسبُه من السوقِ ‪ ،‬وأنه يصومُ كلّ يومٍ‬
‫ويُفطرُ مع الغروبِ على ما يصلُ ‪ ،‬قال ‪ :‬فهلْ تشكو منْ شيءٍ ؟ قال ‪ :‬ل والمدُ لِ‬
‫ربّ العالي ‪ .‬فترك القصر ‪ ،‬وترك المارة ‪ ،‬وهام على وجههِ ‪ ،‬ووُجد ميتا بعد سنواتٍ‬
‫عديدةٍ وكان يعملُ ف الشب جهة خرسان ؛ لنهُ وجد السعادة ف عملِه هذا ‪ ،‬ول‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫يدْها ف القصرِ ‪ ﴿ ،‬وَاّلذِينَ اهَْتدَوْا زَادَ ُهمْ ُهدًى وَآتَا ُهمْ َتقْوا ُهمْ‬
‫يذكّرن هذه بقصةِ أصحاب الكهفِ ‪ ،‬الذين كانوا ف القصور مع اللكِ ‪،‬‬
‫فوجدُوا الضيقَ ‪ ،‬ووجدوا التشّتتَ ‪ ،‬ووجدوا الضطرابَ ؛ لنّ الكفر يسك ُن القصر ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫شرْ لَ ُكمْ رَبّكُم مّن رّحته وُيهَيّئْ لَكُم‬
‫فذهبوا ‪ ،‬وقال قائلُهم ‪َ ﴿ :‬فأْوُوا إِلَى الْ َكهْفِ يَن ُ‬
‫مّنْ َأ ْمرِكُم ّمرْفَقا ﴾ ‪.‬‬
‫أحبّ إلّ مِ ْن قصْرٍ منيفِ‬ ‫لبيتٌ تف ُق الرياحُ في ِه‬
‫َسمّ الِياطِ مع الحبابِ ميدانُ ‪...‬‬
‫والعن ‪ :‬أن الحلّ الضيّق مع البّ واليانِ ‪ ،‬ومع الودّةِ يتّسعُ ويتحمّ ُل الكثي ‪،‬‬
‫((جفانُنا لضيوفِ الدار أجفانُ )) ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ب الكدرِ والنكدِ مالسةُ الثقلءِ‬
‫منْ أسبا ِ‬
‫قال أحدُ ‪ :‬الثقلءُ أه ُل البدعِ ‪ .‬وقيلَ ‪ :‬المقى ‪ .‬وقيل الثقيلُ ‪ :‬هو ثخيُ الطبعِ ‪،‬‬
‫كَأَّن ُهمْ ُخشُبٌ ّمسَّندَةٌ ﴾ ‪ ﴿ ،‬لَ يَكَادُونَ‬ ‫﴿‬ ‫الخالفُ ف الشربِ ‪ ،‬الباردُ ف تصرفاتِه ‪،‬‬
‫َي ْفقَهُونَ َحدِيثا ﴾ ‪.‬‬
‫قال الشافعيّ عنهمْ ‪ :‬إنّ الثقيل ليجلسُ إلّ فأظنّ أ ّن الرض تيلُ ف الهةِ الت هو‬
‫فيها‪.‬‬
‫مُ ْؤمِنُونَ ﴾‬ ‫ف عَنّا اْلعَذَابَ إِنّا‬
‫وكان العمشُ إذا رأى ثقيلً ‪ ،‬قال ‪ ﴿ :‬رَبّنَا ا ْكشِ ْ‬
‫‪.‬‬
‫سمُ البِغالِ وأحل ُم العصافيِ‬
‫ِج ْ‬ ‫ل بأس بالقومِ ِمنْ طُولٍ ومِ ْن قِصرٍ‬
‫وكان ابنُ تيمية إذا جالس ثقيلً ‪ ،‬قال ‪ :‬مالسةُ الثقلءِ حّى الربْعِ‪﴿ ،‬وَِإذَا رَأَيْتَ‬
‫اّلذِينَ َيخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فََأ ْع ِرضْ عَ ْن ُهمْ ﴾ ‪َ ﴿ .‬فلَ َت ْق ُعدُواْ َم َعهُمْ﴾ ‪(( .‬مثلُ الليسِ‬
‫السيّئِ كنافخ الكيِ)) ‪ .‬إنّ مِن اثقلِ الناسِ على القلوبِ الع ِريّ من الفضائلِ الصغي ف‬
‫الُثُلِ‪ ،‬الواقف على شهواتِه ‪ ،‬الستسلم لرغباتِه‪َ ﴿ ،‬فلَ َت ْقعُدُواْ َم َعهُمْ حَتّى َيخُوضُواْ فِي‬
‫َحدِيثٍ غَ ْيرِهِ إِنّ ُكمْ إِذا مّثْ ُل ُهمْ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫أنت ف النظرِ إنسانٌ وف اليزان فِيلْ‬ ‫أنت يا هذا ثقيلٌ وثقيلٌ وثقيلْ‬
‫قال اب ُن القيمِ ‪ :‬إذا ابتُليت بثقيلٍ ‪ ،‬فسلّم له جسمك ‪ ،‬وهاجرْ بروحِك ‪ ،‬وانتقلْ‬
‫وَلَا تُطِعْ‬ ‫﴿‬ ‫عنهُ وسافرْ ‪ ،‬وملّكْه أذنا صمّاء ‪ ،‬وعيْنا عمياءَ ‪ ،‬حت يفتح الُ بينك وبينه ‪.‬‬
‫مَنْ َأ ْغفَلْنَا قَلَْب ُه عَن ذِ ْكرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ َأ ْمرُهُ ُفرُطا ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫إل أه ِل الصائبِ‬
‫ف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬م ْن قبضتُ صفّيهُ من أه ِل الدُنْيا ثّ احَْتسََبهُ عوضتهُ‬
‫منه النة )) ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫فأنت اليوم أوعظُ منك حيّا‬ ‫وكانتْ ف حياتِك ل عظاتٌ‬
‫وف الديثِ الصحيح ‪ (( :‬من ابتليتُه ببيبت ْيهِ ( أي عين ْيهِ ) عوضتُه منهما‬
‫صدُورِ ﴾ ‪.‬‬
‫النة )) ‪َ ﴿ .‬فإِّنهَا لَا َتعْمَى اْلأَْبصَارُ وَلَكِن َت ْعمَى اْلقُلُوبُ الّتِي فِي ال ّ‬
‫وف حديثٍ صحيحٍ ‪ (( :‬إ ّن ال – عزّ وجلّ – إذا قبض ابن العبدِ الؤمنِ قال‬
‫للملئكةِ ‪ :‬قبضتُم ابن عبدي الؤمنِ ؟ قالُوا ‪ :‬نعمْ ‪ .‬قال ‪ :‬قبضتُهمْ ثرة فؤادِه ؟ قالوا‬
‫‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬ماذا قال عبدي ؟ قالوا ‪َ :‬ح َمدَكَ واسترجَعَ ‪ .‬قال ‪ :‬ابْنُوا لعبدي بيتا ف‬
‫ل ْمدِ )) ‪ .‬رواه الترمذي ‪.‬‬
‫النةِ ‪ ،‬وسّوه بَيْتَ ا َ‬
‫وف الثرِ ‪ :‬يتمنّى أناسٌ يوم القيامةِ أنّهمْ قُرِضوا بالقارضِ ‪ ،‬لِا يروْن منْ ُحسْنِ‬
‫عُقب وثوابِ الصابي ‪ ﴿ .‬إِّنمَا ُيوَفّى الصّاِبرُونَ أَ ْجرَهُم ِبغَ ْيرِ ِحسَابٍ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬سلَمٌ‬
‫صَ ْبرُكَ إِلّ بِال ّلهِ ﴾ ‪،‬‬ ‫عَلَيْكُم ِبمَا صََبرُْتمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬رَبّنَا أَ ْف ِرغْ عَلَيْنَا صَبْرا ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَاصِْبرْ َومَا‬
‫﴿ فَاصِْبرْ إِنّ َوعْدَ ال ّلهِ َحقّ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ب قوما ابتلهمْ‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬إنّ عِ َظمَ الزاءِ منْ عِظمِ البلءِ ‪ ،‬وإنّ ال إذا أح ّ‬
‫‪ ،‬فم ْن رضي فلهُ الرّضا ‪ ،‬ومنْ سخِط فلُه السخطُ )) ‪ .‬رواه الترمذي ‪.‬‬
‫إ ّن ف الصائبِ مسائلَ ‪ :‬الصبَ والقدرَ والجرَ ‪ ،‬وليعلمِ العبدُ انّ الذي أخذ هو‬
‫الذي أعطى ‪ ،‬وأ ّن الذي سلب هو الذي منح‪ ﴿ ،‬إِنّ ال ّلهَ َي ْأ ُمرُ ُكمْ أَن تُؤدّواْ ا َلمَانَاتِ‬
‫إِلَى أَهْ ِلهَا ﴾ ‪.‬‬
‫ولب ّد يوما أنْ تُر ّد الودائعُ‬ ‫وما الالُ والهلون إل ودِيعةٌ‬
‫************************************‬
‫مشاهد التوحيد‬
‫إنّ منْ مشاه ِد التوحيدِ عند الذيّةِ ( استقبالِ الذى من الناسِ ) أمورا ‪:‬‬
‫أولُها مشهدُ ال َعفْوِ ‪ :‬وهو مشهدُ سلم ِة القلبِ ‪ ،‬وصفائهِ ونقائِه لنْ آذاك ‪،‬‬
‫وحبّ اليِ وهي درج ٌة زائدةٌ ‪ .‬وإيصالُ الَيْرِ والنّفعِ له ‪ ،‬وهي درجة أعلى وأعظمُ ‪،‬‬
‫فهي تبدأ بك ْظمِ الغَْيظِ ‪ ،‬وهو ‪ :‬أنْ ل تُؤذي منْ آذاك ‪ ،‬ثّ العفو ‪ ،‬وهو أنْ تسامهُ ‪ ،‬وأنْ‬
‫تغفرَ له زلّتهُ ‪ .‬والحسانِ ‪ ،‬وهو ‪ :‬أنْ تبادله مكان الساءةِ منه إحسانا منك ‪﴿ ،‬‬
‫حسِِنيَ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬فمَ ْن َعفَا وَأَصْ َلحَ‬
‫وَالْكَا ِظ ِميَ اْلغَ ْيظَ وَاْلعَا ِفيَ َعنِ النّاسِ وَال ّلهُ ُيحِبّ اْل ُم ْ‬
‫ص َفحُوا ﴾ ‪.‬‬
‫فَأَ ْجرُ ُه عَلَى ال ّلهِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَلَْي ْعفُوا وَلَْي ْ‬
‫وف الثرِ ‪ (( :‬إنّ ال أمرن أنْ أصِ َل منْ قطعن ‪ ،‬وأنْ أعفو عمّنْ ظلمنِي وأنْ‬
‫أُعطي منْ َح َرمَنِي )) ‪.‬‬
‫ومشهدُ القضاءِ ‪ :‬وهي أنْ تعلم أنه ما آذاك إل بقضاءٍ من الِ وَقدَرٍ ‪ ،‬فإنّ العبد‬
‫سببٌ من السبابِ ‪ ،‬وأنّ القدر والقاضي هو الُ ‪ ،‬فتسّلمَ وُتذْعن لولك ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ومشهدُ الكفارةِ ‪ :‬وهي أنّ هذا الذى كفارةٌ منْ ذنوبك وحطّ منْ سيئاتِك ‪،‬‬
‫فَاّلذِينَ هَا َجرُواْ وَأُ ْخرِجُواْ مِن دِيَارِ ِهمْ وَأُوذُواْ فِي‬ ‫﴿‬ ‫وموٌ لزلّتِك ‪ ،‬ورفعةٌ لدرجاتِك ‪،‬‬
‫سَبِيلِي وَقَاَتلُواْ وَقُتِلُواْ لُ َك ّفرَ ّن عَنْ ُهمْ سَيّئَاِت ِهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ‬ ‫﴿‬ ‫من الكم ِة الت يؤتاها كثيٌ من الؤمني ‪ ،‬نَزْعُ فتيلِ العداوةِ ‪،‬‬
‫أَ ْحسَنُ فَِإذَا اّلذِي بَيَْنكَ وَبَيَْن ُه َعدَاوَةٌ َكأَّنهُ وَلِيّ َحمِيمٌ ﴾ ‪ (( ،‬السل ُم منْ سلِم‬
‫السلمون منْ لسانِه ويدهِ )) ‪.‬‬
‫أيْ ‪ :‬أن تَلْقَى منْ آذاك بِبِشر وبكلمةٍ لينةٍ ‪ ،‬وبوجهٍ طليقٍ ‪ ،‬لتنع منهُ أتون‬
‫سنُ إِنّ الشّيْطَانَ‬
‫العداوةِ ‪ ،‬وتطفئ نار الصومِة ﴿ وَقُل ّلعِبَادِي َيقُولُواْ الّتِي هِيَ أَ ْح َ‬
‫نغُ بَيَْنهُمْ ﴾ ‪.‬‬
‫يَ َ‬
‫صحيفةٌ وعليها الِبشْرُ عنوانُ‬ ‫كٌن ريّق البِشْرِ إنّ الُرّ شيمتُهُ‬
‫وم ْن مشاهدِ التوحيدِ ف أذى منْ يؤذيك ‪:‬‬
‫مشهدُ معرفةِ تقص ِي النفسِ ‪ :‬وهو انّ هذا ل يُسّلطِ عليك إل بذنوبٍ منك أنت ‪،‬‬
‫﴿أَوََلمّا أَصَابَتْكُم ّمصِيَبةٌ َقدْ أَصَبْتُم مّثْلَ ْيهَا قُلُْتمْ أَنّى هَـذَا قُلْ هُوَ ِم ْن عِندِ أَْن ُفسِ ُكمْ ﴾ ‪،‬‬
‫﴾‬ ‫﴿ َومَا أَصَابَكُم مّن ّمصِيبَةٍ فَِبمَا َكسَبَتْ أَْيدِي ُكمْ‬
‫وهناك مشهدٌ عظيمٌ ‪ ،‬وهو مشهدٌ تمدُ ال عليهِ وتشكرُه ‪ ،‬وهو ‪ :‬أنْ جعلك‬
‫مظلوما ل ظالا ‪.‬‬
‫وبعضُ السلفِ كان يقولُ ‪ :‬اللهمّ اجعلْن مظلوما ل ظالا ‪ .‬وهذا كابنْيْ آدم ‪ ،‬إذ‬
‫قال خيُها ‪ ﴿ :‬لَئِن َبسَطتَ إِلَيّ َيدَكَ لَِتقْتُلَنِي مَا أََناْ بِبَا ِسطٍ َيدِيَ إِلَيْكَ َلأَقْتُلَكَ إِنّي‬
‫أَخَافُ ال ّلهَ رَبّ اْلعَاَلمِيَ ﴾ ‪.‬‬
‫وهناك مشهدٌ لطيفٌ آخرُ ‪ ،‬وهو ‪ :‬مشهدُ الرحةِ وهو ‪ :‬إن ترْ َحمَ منْ آذاك ‪ ،‬فإن ُه‬
‫يستحقّ الرحةَ ‪ ،‬فإنّ إصراره على الذى ‪ ،‬وجرأته على ماهر ِة الِ بأذيةِ مسلمٍ ‪ :‬يستحقّ‬
‫أن ترقّ لهُ ‪ ،‬وأنْ تر َحمَهُ ‪ ،‬وأنْ تنقذه من هذا ‪ (( ،‬انصرْ أخاك ظالا أو مظلوما )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ولّا آذى ِمسْ َطحٌ أبا بكرٍ ف عِ ْرضِ ِه وف ابنتِهِ عائشة ‪ ،‬حلف أبو بكرٍ ل ينفقُ على‬
‫مسطحٍ ‪ ،‬وكان فقيا ينفقُ عليه أبو بكرٍ ‪ ،‬فأنزل الُ ‪ ﴿ :‬وَلَا َيأْتَلِ أُوْلُوا اْل َفضْلِ مِن ُكمْ‬
‫س َعةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي اْل ُقرْبَى وَاْل َمسَا ِكيَ وَاْل ُمهَا ِجرِينَ فِي سَبِيلِ ال ّلهِ وَلَْي ْعفُوا‬
‫وَال ّ‬
‫صفَحُوا أَلَا ُتحِبّونَ أَن َي ْغفِرَ ال ّلهُ لَ ُكمْ ﴾ ‪ .‬قال أبو بكرٍ ‪ :‬بلى أُ ِحبّ أن يغف َر الُ ل ‪.‬‬
‫وَلَْي ْ‬
‫فأعاد له النفقة وعفا عنهُ ‪.‬‬
‫صنٍ لعمر ‪ :‬هيهِ يا عمرُ ؟ وال ما تعطينا الَزْلَ ‪ ،‬ول تك ُم فينا‬
‫وقال عيينهُ بنُ ِح ْ‬
‫بالعدْلِ ‪ .‬فهمّ به عمرُ ‪ ،‬فقال الرّ بنُ قيس ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ،‬إنّ ال يقول ‪ُ ﴿ :‬خذِ‬
‫اْل َعفْوَ وَْأ ُمرْ بِاْل ُعرْفِ وََأ ْع ِرضْ َعنِ اْلجَاهِ ِليَ ﴾ ‪ ،‬قال ‪ :‬فوالِ ما جاوزها عمرُ ‪ ،‬وكان‬
‫ب الِ ‪.‬‬
‫وقّفا عند كتا ِ‬
‫ب عَلَيْ ُكمُ الَْيوْمَ َي ْغفِرُ ال ّلهُ لَ ُكمْ وَهُوَ أَرْ َحمُ‬
‫وقال يوسُفُ إخوتِهِ ‪ ﴿ :‬قَالَ لَ تَ ْثرَي َ‬
‫‪.‬‬ ‫الرّاحِ ِميَ ﴾‬
‫ف اللِ فيمنْ آذاهُ وطرده وحاربه م ْن كفارِ قريش ‪ ،‬قال ‪ (( :‬اذهبُوا‬ ‫وأعلنها‬
‫صرَ َعةِ ‪ ،‬إنّما‬
‫ف الديثِ ‪ (( :‬ليس الشديدُ بال ّ‬
‫فأنتمُ الطلقاءُ )) قالا يوم الفتحِ ‪ ،‬و ِ‬
‫ك نفسه عندَ الغضبِ )) ‪.‬‬
‫الشديدُ الذي يل ُ‬
‫قال ابنُ الباركِ ‪:‬‬
‫فكْن لمُ كذي الرّ ِحمِ الشفيقِ‬ ‫إذا صاحبت قوما أهل وُدّ‬
‫فتبقى ف الزمانِ بل رفيقِ‬ ‫ول تأخذْ بزلّةِ ك ّل قومٍ‬
‫قال بعضُهم ‪ :‬موجودٌ ف النيل ‪ :‬اغفرْ لنْ أخطأ عليك مرةً سبع مراتٍ ﴿ مَنْ‬
‫ال ّلهِ ﴾‬ ‫َعفَا وَأَصْ َلحَ فَأَ ْجرُ ُه عَلَى‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أيْ ‪ :‬منْ أخطأ عليك مرةً فك ّررْ عليه العَ ْفوَ سبع مراتٍ ‪ ،‬ليسلم لك دينُك‬
‫وعِ ْرضُك ‪ ،‬ويرتاح قلبُك ‪ ،‬فإ ّن القَصَاصَ منْ أعصابِك ومنْ دمِك ‪ ،‬ومنْ نومِك ومنْ‬
‫راحتِك ومنْ عِرضِك ‪ ،‬وليس من الخرين ‪.‬‬
‫قال النودُ ف مثلٍ لم ‪ « :‬الذي يقهرُ نفسه ‪ :‬أشجعُ من الذي يفتحُ مدين ًة » ‪ِ ﴿ .‬إنّ‬
‫الّن ْفسَ َلمّارَةٌ بِالسّوءِ إِلّ مَا رَ ِحمَ رَبّيَ ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬

‫وقفـــةٌ‬
‫« أما دعوةُ ذي النونِ ‪ ،‬فإ ّن فيها منْ كمالِ التوحي ِد والتنيهِ للربّ تعال ‪ ،‬واعترافِ‬
‫ب والمّ والغمّ ‪ ،‬وأبلغ الوسائلِ إل الِ‬ ‫العبدِ بظلمهِ وذنبه ‪ ،‬ما هو منْ أبلغ أدويةِ الكر ِ‬
‫سبحانه ف قضاءِ الوائ ِج فإنّ التوحيد والتنيهَ وتضمّنانِ إثبات كلّ كمالٍ لِ ‪ ،‬وسلب‬
‫ع والثوابِ‬
‫ص وعيبٍ وتثيلٍ عنه ‪ .‬والعترافُ بالظل ِم يتضمّنُ إيان العبدِ بالشر ِ‬ ‫كلّ نق ٍ‬
‫والعقابِ ‪ ،‬ويُوجبُ انكساره ورجوعهُ إل الِ ‪ ،‬واستقالته عثرته ‪ ،‬والعتراف بعبوديتهِ‬
‫وافتقارِه إل ربّه فهاهنا أربعة أمو ٍر قدْ وقع التوسّلُ با ‪ :‬التوحيدُ ‪ ،‬والتنيهُ ‪ ،‬والعبوديةُ ‪،‬‬
‫ف»‪.‬‬ ‫والعترا ُ‬
‫شرِ الصّاِبرِينَ{‪ }155‬اّلذِينَ ِإذَا أَصَابَ ْتهُم ّمصِيَبةٌ قَالُواْ إِنّا لِ ّلهِ وَإِنّـا إِلَ ْيهِ‬
‫﴿ وََب ّ‬
‫رَاجِعونَ{‪ }156‬أُولَـئِكَ عَلَيْ ِهمْ صَلَوَاتٌ مّن رّّبهِمْ َورَ ْح َمةٌ وَأُولَـئِكَ ُهمُ اْلمُهَْتدُونَ‬
‫﴾‪.‬‬
‫**************************************‬
‫ت بالظاهرِ والباطنِ‬
‫اع ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫صفاءُ النفسِ بصفاءِ الثوبِ ‪ ،‬وهنا أمرٌ لطيفٌ وشيءٌ شريف ‪ ،‬وهو أنّ بعض‬
‫الكماءِ يقولُ ‪ :‬منِ اتسخ ثوبُه ‪ ،‬تكدّرتْ نفسُه ‪ .‬وهذا أمرٌ ظاهرٌ ‪.‬‬
‫وكثيٌ من الناسِ يأتيهِ ال َكدَ ُر بسببِ اتساخ ثوْبِهِ ‪ ،‬أو تغيّرِ هِندامِهِ ‪ ،‬أو عدمِ ترتيبِ‬
‫مكتبتِهِ ‪ ،‬أو اختلطِ الوراقِ عنده ‪ ،‬أو اضطرابِ مواعيدِه وبرنا ِمجِه اليوميّ ‪ ،‬والكونُ‬
‫بُن على النظامِ ‪ ،‬فمنْ َعرَفَ حقيقة هذا الدّينِ ‪ ،‬علم أنه جاء لتنظيمِ حيا ِة العبدِ ‪ ،‬قليلِها‬
‫مّا َفرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن‬ ‫﴿‬ ‫وكثيِها ‪ ،‬صغيِها وجليلِها ‪ ،‬وكلّ شيءٍ عنده ُبسْبانٍ‬
‫شَيْءٍ ﴾ ‪ .‬وف حديثٍ عند الترمذيّ ‪ (( :‬إنّ ال نظيفٌ يبّ النظافة )) ‪.‬‬
‫وعند مسل ٍم ف الصحيحِ ‪ (( :‬إنّ ال جيلٌ يبّ المال )) ‪.‬‬
‫وف حديثٍ حسنٍ ‪ (( :‬تمّلُوا حت تكونوا كأنكمْ شامةٌ ف عيونِ الناسِ )) ‪.‬‬
‫مشي المالِ إل الِمالِ البُزّلِ‬ ‫سجُها‬
‫يشون ف الُللِ الضاعفِ ن ْ‬
‫زأولُ المالِ ‪ :‬الهتمامُ بالغسلِ ‪ .‬وعند البخاري ‪ (( :‬ح ّق على السلمِ أنْ‬
‫يغتسل ف ك ّل سبعةِ أيامٍ يوما ‪ ،‬يغسلُ فيه رأسه وجسمهُ )) ‪.‬‬
‫هذا على أقلّ تقديرٍ ‪ .‬وكان بعضُ الصالي يغتسلُ كلّ يومٍ مرةً كعثمان بنِ‬
‫عفان فيما ورد عنهُ ‪َ ﴿ ،‬هذَا ُمغَْتسَلٌ بَا ِردٌ وَ َشرَابٌ ﴾ ‪.‬‬
‫ومنها خصالُ الفطرةِ ‪ :‬كإعفاءِ اللحيِة وقصّ الشاربِ ‪ ،‬وتقليمِ الظافرِ ‪ ،‬وأخذِ‬
‫الشعرِ الزائدِ من السمِ ‪ ،‬والسواكِ ‪ ،‬والطّيبِ ‪ ،‬وتليلِ السنانِ ‪ ،‬وتنظيفِ اللبسِ ‪،‬‬
‫س البياضِ ‪،‬‬
‫والعتناءِ بالظهرِ ‪ ،‬فإنّ هذا ما يو ّسعُ الصدر ويفسحُ الاطر ‪ .‬ومنها لُب ُ‬
‫(( البسوا البياض ‪ ،‬وكفّنوا فيه موتاكمْ )) ‪.‬‬
‫يُحيّون بالرّيْحانِ يوم السبا ِسبِ‬ ‫رقاقُ النعالِ طيّبا ُحجُزاتُهم‬
‫وقد عقد البخاريّ باب ‪ :‬لبسِ البياضِ ‪ (( :‬إنّ اللئكة تنلُ بثيابٍ بيضٍ عليهمْ‬
‫عمائمُ بِيضٌ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ومنها ترتيبُ الواعيدِ ف دفت ٍر صغيٍ ‪ ،‬وتنظيمُ الوقتِ ‪ ،‬فوقتٌ للقراءةِ ‪ ،‬ووقتٌ‬
‫للعبادةِ ‪ ،‬ووقتٌ للمطالعةِ ‪ ،‬ووقتٌ للراحة ‪ ﴿ ،‬لِكُلّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَإِن مّن شَيْءٍ‬
‫إِ ّل عِندَنَا َخزَائِنُهُ َومَا نَُنزُّلهُ إِلّ ِب َقدَرٍ ّمعْلُومٍ ﴾ ‪.‬‬
‫ف مكتب ِة الكونرسِ لوحةٌ مكتوبٌ عليها ‪ :‬الكونُ بُن على النظامِ ‪ .‬وهذا صحيحٌ‬
‫‪ ،‬ففي الشرائعِ السماويةِ الدعوةُ إل التنظيمِ والتنسي ِق والترتيبِ ‪ ،‬وأخب – سبحانه‬
‫ن الكون ليس لْوا ول عبثا ‪ ،‬وأنه بقضا ٍء وقدرٍ ‪ ،‬وأنه بترتيب وبُسبانٍ ‪﴿ :‬‬ ‫وتعال – أ ّ‬
‫شمْسُ يَنَبغِي َلهَا أَن ُتدْرِكَ اْل َق َمرَ وَلَا اللّ ْيلُ سَاِبقُ‬
‫حسْبَانٍ ﴾ ‪ ﴿ .‬لَا ال ّ‬
‫الشّ ْمسُ وَاْل َقمَرُ ِب ُ‬
‫الّنهَارِ وَكُلّ فِي َفلَكٍ َيسَْبحُونَ ﴾ ‪ ﴿ .‬وَاْل َقمَرَ َقدّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتّى عَادَ كَاْل ُعرْجُونِ‬
‫صرَةً‬
‫اْل َقدِيِ ﴾ ‪ ﴿ .‬وَ َجعَلْنَا اللّيْلَ وَالّنهَارَ آيَتَ ْينِ َف َمحَوْنَا آَيةَ اللّ ْيلِ وَ َجعَلْنَا آَيةَ الّنهَارِ مُبْ ِ‬
‫َفصّلْنَاهُ َت ْفصِيلً ﴾‬ ‫حسَابَ وَ ُكلّ شَيْءٍ‬
‫لِتَبَْتغُواْ َفضْلً مّن رّبّ ُكمْ وَلَِتعْ َلمُواْ عَ َددَ السّنِيَ وَاْل ِ‬
‫سمَاء وَالَْأ ْرضَ َومَا بَيَْن ُهمَا لَاعِبِيَ{‪}16‬‬
‫‪ ﴿.‬رَبّنَا مَا خَ َلقْتَ هَذا بَا ِطلً ﴾ ‪َ ﴿ .‬ومَا خَ َلقْنَا ال ّ‬
‫خذْنَاهُ مِن ّلدُنّا إِن كُنّا فَاعِ ِليَ ﴾ ‪.‬‬
‫خذَ َلهْوا لّاّت َ‬
‫لَوْ َأ َردْنَا أَن نّّت ِ‬
‫﴿ وَ ُقلِ ا ْعمَلُواْ ﴾ ‪:‬‬
‫ض النفسيةِ‬
‫كان حكما ُء اليونانِ إذا أرادُوا معالة الصابِ بالوها ِم والقلق والمرا ِ‬
‫‪ :‬يبونهُ على العملِ ف الفلحة والبساتي ‪ ،‬فما ي ّر وقتٌ قصي إل وقد عادت إليه‬
‫فَا ْمشُوا فِي مَنَاكِِبهَا ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَ ُق ِل اعْمَلُواْ ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫عافيته وطمأنينته ‪،‬‬
‫إنّ أهل العما ِل اليدويِة همْ أكثُر الناسِ راحةً وسعاد ًة وبسْطة بالٍ‪ ،‬وانظرْ إل‬
‫هؤلءِ العمّالِ كيف يلكون منْ البالِ وقوةِ الجسامِ ‪ ،‬بسببِ حركتِهمْ ونشاطِهمْ‬
‫ومزاولتِهمْ ‪(( ،‬وأعوذُ بك من العجْزِ والكسلِ )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫****‬
‫التْجِئ إل ال‬
‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬
‫الُ ‪ :‬هو السم الليلُ العظيمُ ‪ ،‬هو أعرفُ العارفِ ‪ ،‬فيه معنً لطيفٌ ‪ ،‬قيل ‪ :‬هو‬
‫مِنْ أَلهَ ‪ ،‬وهو الذي تألُهُ القلوبُ ‪ ،‬وتبّه ‪ ،‬وتسكنُ إليه ‪ ،‬وترضى بهِ وتركنُ إليهِ ‪ ،‬ول‬
‫يكنُ للقلبِ أبدا أن يسكن أو يرتاح أو يطمئنّ لغيهِ سبحانه ‪ ،‬ولذلك علّم فاطمة‬
‫﴿‬ ‫ابنتهُ دعاء الك ْربِ ‪ (( :‬الُ ‪ ،‬الُ رب ل أشركُ به شيئا )) ‪ .‬وهو حديثٌ صحيحٌ ‪،‬‬
‫‪ ﴿ ،‬ال ّلهُ‬ ‫ا ْلقَا ِهرُ فَ ْوقَ عِبَادِهِ ﴾‬ ‫‪ ﴿ ،‬وَهُوَ‬ ‫﴾‬ ‫ض ِهمْ يَ ْلعَبُونَ‬
‫قُلِ ال ّلهُ ُثمّ ذَرْ ُهمْ فِي خَوْ ِ‬
‫لَطِيفٌ ِبعِبَادِ ِه﴾ ‪َ ﴿ ،‬ومَا َقدَرُوا ال ّلهَ َحقّ َقدْرِهِ وَاْلأَ ْرضُ َجمِيعا قَ ْبضَُتهُ َيوْمَ اْلقِيَا َمةِ‬
‫سمَاء‬
‫‪ ﴿ ،‬وْمَ نَ ْطوِي ال ّ‬ ‫﴾‬ ‫شرِكُونَ‬
‫وَالسّماوَاتُ َمطْوِيّاتٌ بَِيمِيِنهِ سُ ْبحَاَنهُ وََتعَالَى َعمّا ُي ْ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأ ْرضَ أَن َتزُولَا ﴾ ‪.‬‬
‫سجِلّ لِلْكُتُبِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِنّ ال ّلهَ ُي ْمسِكُ ال ّ‬
‫كَطَيّ ال ّ‬
‫***************************************‬
‫عليهِ توكّ ْلتُ‬
‫ومنْ أعظمِ ما يُضفي السعادة على العبدِ ركونُهُ إل ربّه ‪ ،‬وتوكّلُه عليهِ ‪ ،‬واكتفاؤه‬
‫بوليتهِ ورعايتهِ وحراستهِ ‪ ﴿ ،‬هَلْ َتعْ َلمُ َلهُ َسمِيّا ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إنّ وَلِيّـيَ ال ّلهُ اّلذِي َنزّلَ‬
‫ف عَلَ ْي ِهمْ وَلَ ُهمْ‬
‫حيَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬أَل إِنّ أَوْلِيَاء ال ّلهِ لَ خَوْ ٌ‬
‫الْكِتَابَ وَهُوَ يََتوَلّى الصّاِل ِ‬
‫حزَنُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫َي ْ‬
‫**********************************‬
‫أجعُوا على ثلثةٍ‬
‫طالعتُ الكتب الت تعتن بسألةِ القلقِ والضطرابِ ‪ ،‬سواءٌ كانتْ لسلفِنا من‬
‫ت والكتبِ الشرقيةِ والغربيةِ‬
‫مدّثي وأدباء ومربّي ومؤرّخي أو لغيِهمْ مع النشرا ِ‬
‫ت الميع ممعي على ثلثةِ أسسِ لنْ أراد‬ ‫والترجةِ ‪ ،‬والدورياتِ والجلّتِ ‪ ،‬فوجد ُ‬
‫الشفاء والعافية وانشراح الصدرِ ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الولُ ‪ :‬التصا ُل بالِ عزّ وجلّ ‪ ،‬وعبوديتُه ‪ ،‬وطاعتُه واللجوءُ إليه ‪ ،‬وهي مسألةُ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫اليا ِن الكبى ‪ ﴿ ،‬فَاعْبُدْهُ وَاصْطَِبرْ ِلعِبَادَِتهِ‬
‫الثان ‪ :‬إغلقُ ملفّ الاضي ‪ ،‬بآسيهِ ودموعِه ‪ ،‬وأحزانِه ومصائِبِه ‪ ،‬وآلمِه‬
‫وهومِه ‪ ،‬والبدءِ بياةٍ جديدةٍ مع يومٍ جديدٍ ‪.‬‬
‫الثالثُ ‪ :‬ترْكُ الستقب ِل الغائبِ ‪ ،‬وعدمُ الشتغالِ ب ِه والنماكُ فيهِ ‪ ،‬وتركُ‬
‫حسْبُ ‪.‬‬
‫التوقعاتِ والنتظاراتِ والتوجّساتِ ‪ ،‬وإنّما العيشُ ف حدو ِد اليو ِم َف َ‬
‫قال عليّ ‪ :‬إيّاكمْ وطول الملِ ‪ ،‬فإنّه يُْنسِي ‪ ﴿ ،‬وَظَنّوا أَّن ُهمْ إِلَيْنَا لَا ُيرْ َجعُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫حسَبُونَ كُلّ‬
‫َي ْ‬ ‫﴿‬ ‫ف والشائعاتِ ‪ ،‬فإنّ ال قال عنْ أعدائِه ‪:‬‬
‫إيّاك وتصديق الراجي ِ‬
‫حةٍ عَلَ ْي ِهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫صَ ْي َ‬
‫وعرفتُ أناسا منْ سنواتٍ عديدةٍ ‪ ،‬وهمْ ينتظرون أمورا ومصائب وحوادث‬
‫وكوارث ْل تقعْ ‪ ،‬ول يزالون يُخوّفون أنفسهم وغيهم منها‪ ،‬فسبحان ال ما أنكدُ‬
‫عَْيشَهمْ !! ومَثَلُ هؤل ِء كالسجيِ العذّبِ عند الصينيي ‪ ،‬فإنمْ يعلونه تت أنبوبٍ‬
‫يقطُرُ على رأ ِسهِ قطرةً من الا ِء ف الدقيقةِ الواحدةِ ‪ ،‬فيبقى هذا السجيُ ينتظرُ كلّ قطرةٍ‬
‫ثّ يصيبُه النونُ ‪ ،‬ويفقدُ عقله ‪ .‬وقدْ وصف الُ أهل النارِ فقال ‪ ﴿ :‬لَا ُي ْقضَى عَلَ ْيهِمْ‬
‫كُ ّلمَا‬ ‫وَلَا َيحْي ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫ف عَ ْنهُم ّم ْن عَذَاِبهَا ﴾ ‪ ﴿ ،‬لَا َيمُوتُ فِيهَا‬
‫فََيمُوتُوا وَلَا ُيخَفّ ُ‬
‫َنضِجَتْ جُلُودُ ُهمْ َبدّلْنَا ُهمْ جُلُودا غَيْرَهَا ﴾ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫أحِلْ ظالك على ال‬
‫وعند الِ تتمعُ الصومُ‬ ‫إل الدّيانِ يوم الشْرِ نضي‬
‫ويكفي العبد إنصافا وعدْلً أنهُ ينتظ ُر يوما يمعُ الُ في ِه الولي والخرين ‪ ،‬ل‬
‫ظلم ف ذلك اليومِ ‪ ،‬والكمُ هو الُ عزّ وجلّ ‪ ،‬والشهودُ اللئكةُ ‪ ﴿ ،‬وََنضَعُ اْلمَوَازِينَ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫اْل ِقسْطَ لِيَوْمِ اْلقِيَا َمةِ فَلَا تُ ْظ َلمُ َن ْفسٌ شَيْئا وَإِن كَانَ مِ ْثقَالَ حَّبةٍ ّمنْ َخ ْردَلٍ أَتَيْنَا ِبهَا‬
‫وَ َكفَى بِنَا حَاسِِبيَ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************‬
‫كسرى وعجوزٍ‬
‫ذكر بُزر جهرُ حكيمُ فارس ‪ :‬أ ّن عجوزا فارسيةً كان عندها دجاجٌ ف كو ٍ‬
‫خ‬
‫ماورٍ لقصرِ كسرى الاكمِ ‪ ،‬فسافرتْ إل قريةٍ أخرى ‪ ،‬فقالتْ ‪ :‬يا ربّ أستودعُك‬
‫الدجاج ‪ .‬فلمّا غابتْ ‪ ،‬عدا كسرى على كوخِها ليوسع قصْره وبستانهُ ‪ ،‬فذبح جنودُه‬
‫الدجاج ‪ ،‬وهدمُوا الكوخ ‪ ،‬فعادتِ العجو ُز فالتفتتْ إل السما ِء وقالتْ ‪ :‬يا ربّ ‪ ،‬غبتُ‬
‫ي فَقَتَلهُ على‬
‫أنا فأين أنت ! فأنصفها الُ وانتقم لا ‪ ،‬فعدا ابنُ كسرى على أبيه بالسك ِ‬
‫‪ ،‬ليتنا جيعا نكونُ‬ ‫دُوِنهِ ﴾‬ ‫فراشِهِ ‪ ﴿ .‬أَلَ ْيسَ ال ّلهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَُيخَوّفُوَنكَ بِاّلذِينَ مِن‬
‫كخيْرَي ابن آدم القائلِ ‪ ﴿ :‬لَئِن َبسَطتَ إِلَيّ َيدَكَ لَِتقْتُلَنِي مَا أََناْ بِبَا ِسطٍ َيدِيَ إِلَيْكَ‬
‫لَأَقْتُ َلكَ ﴾ ‪ (( .‬ك ْن عبد الِ القتول ‪ ،‬ول تكنْ عبد ال القاتل )) ‪ ،‬إنّ عند السلمِ مبدأ‬
‫ورسال ًة وقضيةً أعظمُ من النتقامِ والتشفي والِ ْقدِ والكراهيةِ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫ُمرَ ّكبُ النقْصِ قد يكونُ ُم َر ّكبَ كمالٍ‬
‫‪ .‬بعضُ العباقرةِ شقّوا طريقهم‬ ‫كمْ ﴾‬
‫هُوَ خَ ْيرٌ لّ ُ‬ ‫لَا َتحْسَبُوهُ َشرّا لّكُم بَلْ‬ ‫﴿‬
‫بصمودٍ لحساسِهم بنقصٍ عارضٍ ‪ ،‬فكثيٌ من العلماءِ كانوا موال ‪ ،‬كعطاءٍ ‪ ،‬وسعيدِ بن‬
‫جُبيْرٍ ‪ ،‬وقَتَادَةَ ‪ ،‬والبخاريّ ‪ ،‬والترمذيّ ‪ ،‬وأب حنيفة ‪.‬‬
‫وكثيٌ منْ أذكياءِ العالِ وبورِ الشريعةِ أصابُم العمى ‪ ،‬كابن عباسٍ ‪ ،‬وقتادة ‪،‬‬
‫وابنِ أمّ مكتوم ‪ ،‬والعمشِ ‪ ،‬ويزيدِ بنِ هارون ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ومن العلماء التأخرين ‪ :‬الشيخُ ممدُ بنُ إبراهيم آل الشيخ ‪ ،‬والشيخُ عبدُالِ ب ُن‬
‫حيد ‪ ،‬والشيخُ عبدُالعزيزِ ب ُن بازٍ ‪ .‬وقرأتُ عن أذكياء ومترعي وعباقرةٍ عَ َربٍ كان بمْ‬
‫عاهاتٌ ‪ ،‬فهذا أعمى ‪ ،‬وذاك أصمّ وآخرُ أعوجُ ‪ ،‬وثانٍ مُقْعدٌ ‪ ،‬ومع ذلك أثّروا ف‬
‫جعَل لّ ُكمْ نُورا‬
‫ت والكشوفِ ‪ ﴿ .‬وََي ْ‬
‫التاريخ ‪ ،‬وأثّروا ف حياةِ البشريةِ بالعلومِ والختراعا ِ‬
‫َتمْشُونَ ِبهِ ﴾ ‪.‬‬
‫ليستِ الشهاد ُة العلميةُ الراقيةُ كلّ شيءٍ ‪ ،‬ل تتمّ ول تغت ّم ول تضِقْ ذرْعا لنك‬
‫ل تنلِ الشهادة الامعية ‪ ،‬أو الاجستي ‪ ،‬أو الدكتوراه ‪ ،‬فإنا ليستْ كلّ شيء ‪،‬‬
‫بإمكانِك أنْ تؤثّرَ وأنْ تلمع وأ ْن تقدّم للمةِ خيا كثيا ‪ ،‬ولوْ لْ تكنْ صاحب شهادةٍ‬
‫علميةٍ ‪ .‬كمْ منْ رجلٍ شهيٍ خط ٍي ناف ٍع ل يملُ شهادةً ‪ ،‬إنا شقّ طريقه بعصاميّتِهِ‬
‫وطموحِه وهّتِه وصمودِه ‪ .‬نظرتُ ف عصرِنا الاضرِ فرأيتُ كثيا من الؤثّرين ف العالِ‬
‫الشرعي والدعوةِ والوعي والتربيةِ والفكرِ والدبِ ‪ ،‬ل يك ْن عندهمْ شهاداتٌ عاليةٌ ‪،‬‬
‫مثلُ الشيخ ابن بازِ ‪ ،‬ومالكِ بنِ نبّ ‪ ،‬والعقادِ ‪ ،‬والطنطاوي ‪ ،‬وأب زهرة ‪ ،‬والودوديّ‬
‫والندويّ ‪ ،‬وج ٍع كثيٍ ‪.‬‬
‫ودونك علماء السلفِ ‪ ،‬والعباقرة الذين مرّوا ف القرونِ الفضّلةِ ‪.‬‬
‫وعلّمتْهُ الكرّ والقداما‬ ‫نفسُ عصامٍ سوّدتْ عِصاما‬
‫حسّ‬ ‫ف الدكاترةِ ف العالِ طولً وعرضا ‪ ﴿ ،‬هَلْ ُت ِ‬ ‫وعلى الضدّ منْ ذلك آل ُ‬
‫سمَعُ َلهُمْ رِكْزا ﴾ ‪ .‬القناعةُ كَنْزٌ عظيمٌ ‪ ،‬وف الديثِ الصحيحِ ‪:‬‬
‫مِ ْنهُم ّمنْ أَ َحدٍ أَوْ َت ْ‬
‫(( ارض با قسم الُ لك تَ ُكنْ أغن الناسِ )) ‪.‬‬
‫ارضْ بأهلِك ‪ ،‬بدخْلِك ‪ ،‬برْكبِك ‪ ،‬بأبنائِك ‪ ،‬بوظيفتِك ‪ ،‬تدِ السعادة‬
‫والطمأنينة ‪.‬‬
‫وف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬الغِن غِن النفسِ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وليس بكثر ِة العرضِ ول بالموالِ وبالنصبِ‪ ،‬لكنّ راحة النفسِ ‪ ،‬ورضاها با‬
‫س َم ال‪.‬‬
‫قَ َ‬
‫وف الديثِ الصحيحِ ‪(( :‬إنّ ال يبّ العبد الغنّ التقيّ الفيّ)) ‪ .‬وحديثِ ‪:‬‬
‫((اللهمّ اجعلْ غناه ف قلِبهِ )) ‪.‬‬
‫قال أحدُهم ‪ :‬ركبتُ مع صاحبِ سيارةٍ من الطارِ ‪ ،‬متوجّها إل مدينةٍ من‬
‫الدنِ ‪ ،‬فرأيتُ هذا السائق مسرورا ج ِذلً ‪ ،‬حامدا لِ وشاكرا ‪ ،‬وذاكرا لولهُ ‪ ،‬فسألُه‬
‫عن أهلِه فأخبن أنّ عنده أسرتي ‪ ،‬وأكثر منْ عشرةِ أبناءٍ ‪ ،‬ودخلُ ُه ف الشهرِ ثانائةِ‬
‫سبُ ‪ ،‬وعنده غُرفٌ قديةٌ يسكنُها هو وأهلُه ‪ ،‬وهو مرتاح البالِ ‪ ،‬لنهُ راضٍ با‬ ‫ريا ٍل َفحَ ْ‬
‫س َم الُ لهُ ‪.‬‬
‫قَ َ‬
‫قال ‪ :‬فعجبتُ حينما قارنتُ بي هذا وبي أناسٍ يلكونُ ملياراتٍ من الموالِ‬
‫والقصورِ والدورِ ‪ ،‬وه ْم يعيشون ضنْكا من العيشةِ ‪ ،‬فعرفتُ أن السعادة ليستْ ف الالِ‬
‫‪.‬‬
‫عرفتُ خَبَرَ تاج ٍر كبيٍ ‪ ،‬وثريّ شهيٍ عندهُ آلفُ الليي وعشراتُ القصورِ‬
‫والدورِ ‪ ،‬وكا َن ضيّق الُُلقِ ‪ ،‬شرس التعاملِ ثائر الطبع ‪ ،‬كاسف البالِ ‪ ،‬مات ف غربةٍ‬
‫عنْ أهلِه ‪ ،‬لنهُ ل يَ ْرضَ با أعطا ُه الُ إياه ‪ُ ﴿ ،‬ثمّ يَ ْطمَعُ أَنْ َأزِيدَ{‪ }15‬كَلّا إِّنهُ كَانَ‬
‫لِآيَاتِنَا عَنِيدا ﴾ ‪.‬‬
‫منْ معالِ راحةِ البالِ عند العربّ القديِ أنْ َيخْلُو بنفسِه ف الصحراءِ ‪ ،‬وينفرد عنِ‬
‫الحياءِ ‪ ،‬يقولُ أحدُهم ‪:‬‬
‫وصوّت إنسانٌ ف ِكدْتُ أ ِطيُ‬ ‫ب فاستأنستُ بالذئبِ إذْ‬ ‫عوى الذئ ُ‬
‫عوى وقد خرج أبوّ ذر إل الربذةِ ‪ .‬وقال سفيا ُن الثوريّ ‪ :‬ودِدْتُ أن ف شِ ْعبٍ من‬
‫الشّعابِ ل يعرفُن أحدٌ ! وف الديثِ ‪ (( :‬يُوشِكُ أنْ يكون خَ ْيرَ ما ِل السلمِ ‪ :‬غََنمٌ‬
‫يتبعُ با مواقع القطرِ وشعف البالِ ‪ ،‬ويف ّر بدينِه من ال ِفتِ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت كان السلمُ للعبدِ الفرار منها ‪ ،‬كما فعل ابنُ عُمرَ وأسامةُ بنُ‬ ‫فإذا حصلتِ الف ُ‬
‫زي ٍد وممدُ بنُ مسلمة لا قُتِل عثمانُ ‪.‬‬
‫عَر ْفتُ أناسا ما أصابمُ الفقْرُ والكدرُ وضيِ ُق الصّ ْدرِ إل بسببِ بُ ْعدِهم ع ِن الِ عزّ‬
‫وجلّ ‪ ،‬فتجدُ أحدهم كان غنيّا ورزقُهُ واسعا ‪ ،‬وهو ف عافيةٍ منْ ربّه ‪ ،‬وف خيٍ منْ‬
‫موله ‪ ،‬فأعرض عنْ طاعِة الِ ‪ ،‬وتاون بالصلةِ ‪ ،‬واقترف كبائر الذنوبِ ‪ ،‬فسلبَه ربّه‬
‫عافية بدنِه ‪ ،‬وَسَعَ َة ِرزْقِهِ ‪ ،‬وابتلهُ بالفقْرِ والمّ والغمّ ‪ ،‬فأصبح منْ نكدٍ إل نَ َكدٍ ‪ ،‬ومنْ‬
‫شةً ضَنكا ﴾ ‪ ﴿ ،‬ذَلِكَ ِبأَنّ ال ّلهَ‬
‫بلءٍ إل بلءٍ ‪َ ﴿ ،‬و َمنْ َأ ْع َرضَ عَن ذِ ْكرِي فَِإنّ َلهُ َمعِي َ‬
‫سهِمْ ﴾ ‪ ،‬وقوله تعال ‪َ ﴿ :‬ومَا‬
‫َلمْ َيكُ ُمغَيّرا ّن ْع َمةً أَْن َع َمهَا عَلَى قَوْمٍ حَتّى ُيغَّيرُواْ مَا ِبأَن ُف ِ‬
‫أَصَابَكُم مّن ّمصِيَبةٍ فَِبمَا َكسَبَتْ أَْيدِيكُمْ وََي ْعفُو عَن كَثِيٍ﴾ ‪﴿ ،‬وَأَن أَلّوِ اسَْتقَامُوا عَلَى‬
‫ال ّطرِي َقةِ َلأَ ْسقَيْنَاهُم مّاء َغدَقا﴾‪.‬‬
‫ودِدتُ أنّ عندي وصفةً سحريّة ألقيها على هومك وغمومِك وأحزانِك ‪ ،‬فإذا‬
‫هي تلْقفُ ما يأفِكون ‪ ،‬لكنْ ِمنْ أين ل ؟! ولكنْ سوف أخبُك بوصفةٍ طبيّةٍ منْ عيادةِ‬
‫علماءِ اللّ ِة وروّاد الشّريعةِ ‪ ،‬وهي ‪ :‬اعبدِ الالق ‪ ،‬وارض بالرزقِ ‪ ،‬وسّلمْ بالقضاءِ ‪،‬‬
‫وازهدْ ف الدّنيا ‪ ،‬وقصّرِ المل ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫عجبتُ العالِم نفسانّي شهيٍ أمريكيّ ‪ ،‬اسُهُ ( وليم جايس ) ‪ ،‬هو أبو علِم النفسِ‬
‫عندهم ‪ ،‬يقولُ ‪ :‬إننا ننُ البشرُ نفكّ ُر فيما ل نلكُ ‪ ،‬ول نشكرُ ال على ما نلكُ ‪،‬‬
‫وننظرُ إل الانبِ الأسويّ الظلمِ ف حياتِنا ‪ ،‬ول ننظرُ إل الانب الشْرقِ فيها ‪،‬‬
‫لَئِن شَ َكرْتُمْ لَزِيدَنّ ُكمْ ﴾ ‪،‬‬ ‫﴿‬ ‫ونتحسّرُ على ما ينقصُنا ‪ ،‬ول نسعدُ با عندنا ‪،‬‬
‫(( وأعوذُ بالِ م ْن نفسٍ ل َتشْبَعُ )) ‪.‬‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬منْ أصبح والخرةُ هّه ‪ ،‬جع الُ شله ‪ ،‬و َجعَ َل غناه ف‬
‫قلبِه ‪ ،‬وأتتْه الدنيا وهي راغمةٌ ‪ ،‬ومنْ أصبح والدنيا هّه ‪ ،‬فرّق الُ عليهِ شله ‪ ،‬وجعلَ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫َف ْقرَهُ بي عيْنَيْه ‪ ،‬ول يأتِه من الدنيا إلّ ما كٌتِب له )) ‪ ﴿ .‬وَلَئِن سَأَلَْتهُم ّمنْ خَ َلقَ‬
‫شمْسَ وَاْل َق َمرَ لََيقُوُلنّ ال ّلهُ فَأَنّى ُيؤْفَكُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫خرَ ال ّ‬
‫السّمَاوَاتِ وَاْلأَ ْرضَ وَ َس ّ‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫وأخيا اعترفُوا‬
‫( سخروف ) عالٌ روسيٌ ‪ ،‬نُفِي إل جزيرةِ سيبييا ‪ ،‬لفكارِه الخالفةٍ لللادِ ‪،‬‬
‫والكف ِر بالِ ‪ ،‬فكان يُنادي أنّ هناك قوةً فاعلةً مؤثرةً ف العالِ خلف ما يقولُه‬
‫ن النفوس مفطورةٌ على التوحيدِ ‪﴿ .‬‬ ‫الشيوعيّون ‪ :‬ل إله ‪ ،‬والياةُ مادةٌ ‪ .‬ومعن هذا ‪ :‬أ ّ‬
‫س عَلَ ْيهَا ﴾ ‪.‬‬
‫فِ ْطرَةَ ال ّلهِ الّتِي َف َطرَ النّا َ‬
‫س الفِطْرةِ ‪ ،‬خاوي الضميِ مبتورُ‬
‫إنّ اللحد ل مكان له هنا وهناك ؛ لنه منكو ُ‬
‫الرادةِ ‪ ،‬مالفٌ لنه ِج الِ ف الرضِ ‪.‬‬
‫قابلتُ أستاذا مسلما ف معهدِ الفكرِ السلميّ بواشنطن قبل سقوطِ الشيوعيةِ –‬
‫أو التادِ السوفيتّ – بسنتي ‪ ،‬فذكر ل هذه الية ‪َُ ﴿ :‬نقَلّبُ أَفِْئدَتَ ُهمْ وَأَْبصَا َر ُهمْ َكمَا‬
‫َلمْ ُي ْؤمِنُواْ ِبهِ أَوّلَ َمرّةٍ وََنذَرُ ُهمْ فِي ُطغْيَاِن ِهمْ َيعْ َمهُونَ ﴾ وقال‪ :‬سوف تتمّ هذه اليةُ‬
‫سقْفُ مِن فَوْ ِق ِهمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فََأ ْعرَضُوا‬
‫خ ّر عَلَ ْيهِمُ ال ّ‬
‫فيهمْ‪َ ﴿ :‬فأَتَى ال ّلهُ بُنْيَاَنهُم مّنَ اْلقَوَا ِعدِ َف َ‬
‫فََأرْسَلْنَا عَلَ ْي ِهمْ سَيْلَ اْل َعرِمِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَكُلّا أَ َخذْنَا ِبذَنبِهِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَيَأْتَِيهُم َبغَْتةً َو ُهمْ لَا‬
‫شعُرُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫َي ْ‬
‫****************************************‬
‫لظاتٌ مع المقى‬
‫ف الشيوعيةِ ‪،‬‬
‫ت ف ملةِ ( الرسالة) كل ٌم عجيبٌ ‪ ،‬ومقالةٌ رائعةٌ ف وص ِ‬ ‫للزيّا ِ‬
‫حينما أرسلوا سفينة الفضاءِ إل القمرِ وعادتْ ‪ ،‬فكتبَ أَ َح ُد روّادِها مقالً ف صحيفةِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫( البافدا) الروسيةِ ‪ ،‬يقولُ فيها ‪ :‬ص ِعدْنا إل السما ِء فلمْ ندْ هناك إلا ول جن ًة ول نارا‬
‫ول ملئكةً ‪.‬‬
‫لمُرُ المْقى !! أتظنون أنكمْ‬‫فكتب الزيّاتْ مقال ًة فيها ‪ « :‬عجبا لكم أيّها ا ُ‬
‫سوف تَ َروْ َن ربّكُم على عرشِهِ بارزا ‪ ،‬وسوف ترون الُور العِي ف الناتِ يشي ف‬
‫الريرِ ‪ ،‬وسوف تسمعون رقرقة الكوْثرِ ‪ ،‬وسوف تشمّون رائحة العذّبي ف النارِ ‪،‬‬
‫إنكمْ إنْ ظننتم ذلك خسرتُم خسرانكم الذي تعيشونه ‪ ،‬ولكنْ ل أفسرُ ذلك التيه‬
‫لمْق إل بالشيوعيةِ واللادِ الذي ف رؤوسِكمْ ‪ .‬إ ّن الشيوعية‬ ‫والضلل والنراف وا ُ‬
‫يومٌ بل غدٍ ‪ ،‬وأرضٌ بل ساءٍ ‪ ،‬وعملٌ بل خاتةٍ ‪ ،‬وسعيٌ بل نتيجةٍ ‪ » ..‬إل آخرِ ما‬
‫س َمعُونَ أَوْ َي ْعقِلُونَ إِنْ ُهمْ إِلّا كَاْلأَْنعَامِ َبلْ ُهمْ أَضَلّ‬
‫حسَبُ أَنّ َأكَْثرَ ُهمْ َي ْ‬
‫قال ‪ ﴿ ،‬أَمْ َت ْ‬
‫صرُونَ ِبهَا وََلهُمْ آذَانٌ لّ‬
‫َل ُهمْ قُلُوبٌ لّ َي ْف َقهُونَ ِبهَا وََلهُمْ َأعُْينٌ لّ يُ ْب ِ‬ ‫﴿‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫سَبِيلً‬
‫سرَابٍ ِبقِي َعةٍ ﴾ ‪،‬‬
‫َيسْ َمعُونَ ِبهَا ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ومَن ُيهِنِ ال ّلهُ َفمَا َلهُ مِن مّ ْكرِمٍ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬أعْمَاُل ُهمْ َك َ‬
‫﴿ َأعْمَاُل ُهمْ َك َرمَادٍ اشَْتدّتْ ِبهِ الرّيحُ فِي َيوْ ٍم عَاصِفٍ ﴾ ‪.‬‬
‫ومن كلمِ العقادِ ف كتابِ ( مذاهبُ ذوي العاهاتِ ) ‪ ،‬وهو ينهدُ غاضبا على‬
‫هذهِ الشيوعيةِ ‪ ،‬وعلى هذا اللادِ السخيفِ الذي وقع ف العالِ ‪ ،‬كلمٌ ما معناه ‪ :‬إنّ‬
‫الفطرة السويّة تقب ُل هذا الدين القّ ‪ ،‬دين السلمِ ‪ ،‬أما العاقون عقليا والختلفون وأهلُ‬
‫الفكارِ العفِنةِ القاصرةِ ‪ ،‬فإنا يكنُ أنْ ترتكب اللاد ‪ ﴿ .‬وَطُبِ َع عَلَى قُلُوِب ِهمْ َف ُهمْ لَ‬
‫َي ْفقَهُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ اللاد ضرب ٌة قاصمةٌ للفكرِ ‪ ،‬وهو أشبهُ با يُحدّثُه الطفالُ ف عالِهم ‪ ،‬وهو‬
‫خطيئةٌ ما عَ َرفَ الدهرُ أكب منها خطيئةً ‪ .‬ولذلك قال الُ سبحانه وتعال‪ ﴿ :‬أَفِي ال ّلهِ‬
‫شَكّ‪!! ﴾....‬‬
‫يعن ‪ :‬أنّ المر ل شكّ فيه ‪ ،‬وهو ظاهرٌ ‪ .‬بلْ ذكر ابنُ تيمية ‪ :‬أن الصانع ‪ -‬يعن‬
‫‪ :‬ال سبحانه وتعال – ل ينكرْه أحدٌ ف الظاهِرِ إل فرعونُ ‪ ،‬مع العلمٍ أنهُ معترفٌ به ف‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫باطنِه ‪ ،‬وف داخلهِ ‪ ،‬ولذلك يقولُ موسى ‪ ﴿ :‬قَالَ َل َق ْد عَ ِلمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلء إِلّ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ َبصَآِئرَ وَإِنّي لَأَظُنّكَ يَا ِفرْعَونُ مَثْبُورا ﴾ ‪ ،‬ولكنّ فرعون ف‬
‫َربّ ال ّ‬
‫آخر الطافِ صرخ با ف قلبِه ‪ ﴿ :‬آمَنتُ أَّنهُ ل إِلِـهَ إِلّ اّلذِي آمَنَتْ ِبهِ بَنُو إِ ْسرَائِيلَ‬
‫وَأَنَاْ مِنَ اْل ُمسْلِ ِميَ ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫اليانُ طريقُ النجاةِ‬
‫ف كتابِ ( الُ يتجلّى ف عص ِر العلمِ ) ‪ ،‬وكتاب ( الطبّ ِمحْرابُ اليانِ )‬
‫حقيقةٌ وهي ‪ :‬وجدتُ أنّ أكثر مُعي للعبدِ ف التخلّص منْ هومِه وغمومِه ‪ ،‬هو اليانُ‬
‫‪ ﴿ ،‬مَا أَصَابَ مِن‬ ‫ال ّلهِ ﴾‬ ‫وَأُفَ ّوضُ َأ ْمرِي إِلَى‬ ‫﴿‬ ‫بالِ عزّ وجلّ‪ ،‬وتفويضُ المرِ إليه ‪،‬‬
‫مّصِيَبةٍ إِلّا بِِإذْنِ ال ّلهِ َومَن يُ ْؤمِن بِال ّلهِ َي ْهدِ َقلَْبهُ ﴾ ‪.‬‬
‫منْ يعلمْ أنّ هذا بقضا ٍء وقدرٍ ‪ ،‬يهدِ قلبه للرضا والتسليمِ أو نو ذلك ‪ ﴿ ،‬وََيضَعُ‬
‫ت عَلَ ْيهِمْ ﴾ ‪.‬‬
‫صرَ ُهمْ وَا َلغْلَلَ الّتِي كَانَ ْ‬
‫عَنْ ُهمْ إِ ْ‬
‫ت فتً قبلي‬
‫مِن ال إل قدْ أصاب ْ‬ ‫وأعلمُ أن ل ُتصِبْن مصيبةٌ‬
‫إن كُتّاب الغربِ اللمعِي ‪ ،‬مثل ( كرسي مريسون ) ‪ ،‬و ( ألكس كاريل ) ‪ ،‬و‬
‫ي التدهورِ ف حياتم إنا هو اليانُ‬
‫( دايل كارنيجي ) ‪ ،‬يعترفون أنّ النقذ للغربِ الاد ّ‬
‫ت الت‬
‫بالِ عزّ وجلّ ‪ ،‬وذكروا أ ّن السبب الكبي والسرّ العظم ف حوادثِ النتحارا ِ‬
‫أصبحتْ ظاهرةً ف الغربِ ‪ ،‬إنّما هو اللادُ والعراضُ ع ِن ال – عزّ وجلّ – ربّ‬
‫شرِكْ بِال ّلهِ فَ َكأَّنمَا‬
‫َل ُه ْم عَذَابٌ َشدِيدٌ ِبمَا َنسُوا يَوْمَ اْلحِسَابِ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ومَن ُي ْ‬ ‫﴿‬ ‫العالي ‪،‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫سمَاء فََتخْ َط ُفهُ الطّ ْيرُ أَوْ َتهْوِي ِبهِ الرّيحُ فِي مَكَانٍ َسحِيقٍ‬
‫َخرّ ِمنَ ال ّ‬
‫ذكرتْ جريدةُ ( الشرق الوسط ) ف عددها بتاريخ ‪ 1415 /4 /21‬هـ ‪،‬‬
‫س المريكيّ السابقِ ( جورج بوش ) ‪ :‬أنّها حاولتِ‬
‫نقلً عنْ مذكراتِ عقيلةِ الرئي ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت السيارة إل الاويةِ تطلبُ الوت مظانّهُ ‪ ،‬وحاولتْ أنْ‬ ‫النتحار أكثر منْ مرةٍ ‪ ،‬وقاد ِ‬
‫تتنق ‪.‬‬
‫لقدْ حضر قزمانُ معركة أُحدٍ يقات ُل فيها مع السلمي فقات ُل قتالً شديدا ‪ .‬قال‬
‫‪(( :‬إن ُه منْ أهلِ النارِ))!! فاشتدتْ به جراحُه فلم‬ ‫الناسُ ‪ :‬هنيئا له النةُ ‪ .‬فقال‬
‫يصبْ ‪ ،‬فَقَتَلَ نفسه بالسيفِ فمات‪﴿ ،‬اّلذِينَ ضَلّ َسعُْي ُهمْ فِي اْلحَيَا ِة الدّنْيَا وَ ُهمْ‬
‫حسِنُونَ صُنْعا﴾‪.‬‬
‫حسَبُونَ أَّنهُمْ ُي ْ‬
‫َي ْ‬
‫شةً‬
‫ض عَن ذِ ْكرِي َفإِنّ َلهُ َمعِي َ‬
‫وهذا معن قولِهِ سبحانه وتعال‪َ ﴿ :‬ومَنْ َأ ْعرَ َ‬
‫ضَنكا ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ السلم ل يقدمُ على مثلِ هذهِ المورِ ‪ ،‬مهما بلغتْ الالُ ‪ .‬إنّ ركعتي بوضوءٍ‬
‫وخشوعٍ وخضوعٍ كفيلتان أنْ تُنهيا كلّ هذا الغمّ والكدرِ والمّ والحباطِ ‪َ ﴿ ،‬و ِمنْ‬
‫آنَاء اللّيْلِ َفسَّبحْ وَأَ ْطرَافَ الّنهَارِ َلعَلّكَ َترْضَى ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ القرآن يتساءلُ عنْ هذا العالِ ‪ ،‬وعنِ انرافِه وضللِه فيقولُ ‪َ ﴿ :‬فمَا َل ُهمْ لَا‬
‫يُ ْؤمِنُونَ﴾ ؟! ما هو الذي يردّهمْ عنِ اليانِ‪ ،‬وق ْد وضُحتِ الحجةُ ‪ ،‬وقامتِ الجةُ‪،‬‬
‫سهِمْ‬
‫وبان الدليلُ ‪ ،‬وظهر القّ ‪ ،‬وسطع البهانُ‪﴿ .‬سَُنرِي ِهمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَن ُف ِ‬
‫صادقٌ ‪ ،‬وأ ّن ال إلهٌ يستحقّ‬ ‫حَتّى يَتَبَّينَ َل ُهمْ أَّنهُ اْلحَقّ﴾ ‪ ،‬يتب ُ‬
‫ي لمْ أنّ ممدا‬
‫العبادة ‪ ،‬وأنّ السلم دينٌ كاملٌ يستحقّ أنْ يعتنقه العالُ ‪َ ﴿ ،‬ومَن ُيسْ ِلمْ وَ ْج َههُ إِلَى ال ّلهِ‬
‫حسِنٌ َف َقدِ اسَْتمْسَكَ بِاْل ُعرْوَةِ الْوُْثقَى﴾‪.‬‬
‫وَهُوَ ُم ْ‬
‫******************************‬
‫حت الكُفّارُ درجاتٌ‬
‫ف مذكراتِ الرئيسِ ( جورج بوش ) بعنوان ( سيةٌ إل المامِ ) ‪ :‬ذكر أنّه حضر‬
‫جنازة برجنيف ) ‪ ،‬رئيسِ التادِ السوفيتّ ف موسكو ‪ ،‬قال فوجدتُها جنازةً مظلمةً قاتةً‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫جدَنّ أَ ْقرََبهُمْ‬
‫‪ ،‬ليس فيها إيا ٌن ول روحٌ ‪ .‬لنّ (بوش ) نصرانّ وأولئك ملحدةٌ ﴿ وَلََت ِ‬
‫‪ .‬فانظرْ كيف أدرك هذا مع ضللِهِ‬ ‫قَالُوَاْ إِنّا َنصَارَى ﴾‬ ‫مّ َودّةً لّ ّلذِينَ آمَنُواْ اّلذِينَ‬
‫انراف أولئك ‪ ،‬ل ّن المر أصبح نسبيّا فكيف لو عَرَف بوش السلم ‪ ،‬دين الِ القّ ؟!‬
‫﴿ َومَن يَبْتَ ِغ غَ ْيرَ الِ ْسلَمِ دِينا فَلَن ُيقْبَلَ مِ ْنهُ وَهُوَ فِي ال ِخرَةِ ِمنَ اْلخَا ِسرِينَ ﴾ ‪.‬‬
‫وذكّرن هذا بقالةٍ لشيخِ السلمِ ابنِ تيمية ‪ ،‬وهو يتحدّثُ عن أحدِ البطائحيةِ‬
‫( الفرقِ الضالّةِ الصوفيةِ النحرفةِ ) ‪ .‬يقولُ هذا البطائحيّ لبنِ تيمية ‪ :‬ما لكمْ يا ابن‬
‫تيمية إذا جئْنا إليكمْ – يعن أهل السنةِ – بارتْ كرامتُنا وبطلتْ ‪ ،‬وإذا ذهبْنا إل التتِر‬
‫الغو ِل الكفارِ ظهرتْ كرامتُنا؟ قال ابنُ تيمية ‪ :‬أتدري ما مثلُنا ومثلُكُم ومثَ ُل التتارِ ؟ أما‬
‫ن ُن فخيولٌ بيضٌ ‪ ،‬وأنتم ُبلْقٌ ‪ ،‬والتترُ سُودٌ ‪ ،‬فالبلقُ إذا دخل بي السودِ أصبح أبيض ‪،‬‬
‫وإذا خالط البض أصبح أسود ‪ ،‬فأنتمْ عندكمْ بقيةٌ م ْن نورٍ ‪ ،‬إذا دخلتمْ مع أهلِ الكفرِ‬
‫َظهَرَ هذا النورُ وإذا أتيتُم إلينا وننُ أهل النورِ العظمِ والسنة ‪ ،‬ظهر ظلمُكم وسوادُكم‬
‫‪ ،‬فهذا مثلكُم ومثلُنا ومث ُل التتارِ ‪ ﴿ .‬وََأمّا اّلذِينَ ابَْيضّتْ وُجُو ُه ُهمْ َففِي رَ ْح َمةِ ال ّلهِ ُهمْ‬
‫فِيهَا خَاِلدُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫إرادةٌ فولذيةٌ‬
‫ذهب طالبٌ منْ بلدِ السل ِم يدرسُ ف الغربِ ‪ ،‬وف لندن بالذاتِ ‪ ،‬فسكن مع‬
‫أسرةٍ بريطانيةٍ كافرةٍ ‪ ،‬ليتعلّم اللغة ‪ ،‬فكان متديّنا وكان يستيقظُ مع الفج ِر الباكرِ ‪،‬‬
‫ب إل صنبورِ الاءِ ويتوضأُ ‪ ،‬وكان ماءً باردا ‪ّ ،‬ث يذهبُ إل مصلّ ُه فيسجدُ لربّه‬ ‫فيذه ُ‬
‫حمَدُ ‪ ،‬وكانتْ عجوزٌ ف البيتِ تلحظهُ دائما ‪ ،‬فسألتْه بعد أيامٍ ‪:‬‬ ‫ويركعُ ويسبحُ وَي ْ‬
‫ماذا تفعلُ ؟ قال ‪ :‬أمرن دين أنْ أفعل هذا ‪ .‬قالتْ ‪ :‬فلو أخّرْت الوقت الباكر حت‬
‫ترتاح ف نومِك ثّ تستيقظ ‪ .‬قال ‪ :‬لك ّن رب ل يقبلُ منّي إذا أخّرتُ الصلة عن وقتِها ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فهزّتْ رأسها ‪ ،‬وقالتْ ‪ :‬إرادةٌ تكسرُ الديد !! ﴿ رِجَالٌ لّا تُ ْلهِيهِمْ ِتجَارَةٌ وَلَا بَيْ ٌع عَن‬
‫ذِ ْكرِ ال ّلهِ وَإِقَا ِم الصّلَاةِ ﴾ ‪.‬‬
‫إنّها إرادةُ اليانِ ‪ ،‬وقوةُ اليقيِ ‪ ،‬وسلطا ُن التوحيدِ ‪ .‬هذ ِه الرادةُ هي الت أوحتْ‬
‫إل سحرةِ فرعون وقدْ آمنوا بالِ ربّ العالي ف لظةِ الصراعِ العاليّ بي موسى‬
‫وفرعون ‪ ،‬قالوا لفرعون ‪ ﴿ :‬قَالُوا لَن نّؤِْثرَ َك عَلَى مَا جَاءنَا ِمنَ الْبَيّنَاتِ وَاّلذِي فَ َطرَنَا‬
‫فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ﴾ ‪ .‬وهو التحدّي الذي ما سُمع بثلِهِ ‪ ،‬وأصبح عليهمْ أنْ يؤدّوا‬
‫هذه الرسالة ف هذه اللحظةِ ‪ ،‬وأنْ يبلّغوا الكلمة الصادقة القوية إل هذا اللحدِ البارِ ‪.‬‬
‫لقدْ دخل حبيبُ ب ُن زيدٍ إل مسيلمة يدعوه إل التوحيدِ ‪ ،‬فأخذ مسيلمةُ يقطعُهُ‬
‫شهَدَاء‬
‫بالسيفِ قطعةً قطعةً ‪ ،‬فما أ ّن ول صاح ول اهتزّ حت لقي ربّ شهيدا ‪ ﴿ ،‬وَال ّ‬
‫عِندَ رَّبهِمْ َل ُهمْ أَ ْجرُ ُهمْ وَنُورُ ُهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫ورُفع خُبيبُ ب ُن عديّ على مشنقةِ الوتِ ‪ ،‬فأنشد ‪:‬‬
‫على أيّ جنبٍ كان ف الِ مصرعي‬ ‫ولستُ أبال حي أُقتلُ مسلما‬
‫**************************************‬
‫فطرة الِ‬
‫إذا اشتدّ الظلمُ وزمر الرّ ْع ُد وقصفتِ الريحُ‪ ،‬استيقظتِ الفطرةُ‪﴿ .‬جَاءْتهَا رِيحٌ‬
‫صيَ َلهُ‬
‫عَاصِفٌ وَجَاء ُهمُ اْلمَوْجُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَظَنّواْ أَّن ُهمْ أُحِيطَ ِب ِهمْ دَعَوُاْ ال ّلهَ ُمخْ ِل ِ‬
‫الدّينَ﴾ ‪ .‬غَْيرَ أنّ السلم يدعو ربّه ف الشدّةِ والرخاءِ ‪ ،‬والسرا ِء والضراءِ ‪ ﴿ :‬فَلَوْلَا أَّنهُ‬
‫حيَ{‪ }143‬لَلَبِثَ فِي بَطِْنهِ إِلَى يَوْمِ يُ ْبعَثُونَ ﴾ ‪ .‬إنّ الكثي يسأ ُل ال‬
‫كَانَ ِمنْ اْل ُمسَّب ِ‬
‫وقت حاجتِه وهو متضرّعٌ إل ربّه ‪ ،‬فإذا تقّق مطلبُه أعرض ونأى بانبِه ‪ ،‬والُ عزّ‬
‫وجلّ ل يُلعبُ عليه كما يُلعبُ على الولدانِ ‪ ،‬ول يُخادعُ كما يُخادعُ الطفلُ ‪﴿ ،‬‬
‫ُيخَا ِدعُونَ ال ّلهَ وَهُوَ خَا ِدعُ ُهمْ ﴾ ‪ .‬إنّ الذين يلتجئون إل الِ ف وقتِ الصّنائعِ ما همْ إل‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت الوانِ ‪ ﴿ :‬آلنَ وَ َقدْ‬
‫تلميذٌ لذاك الضالّ النحرفِ فرعون ‪ ،‬الذي قيل لهُ بعد فوا ِ‬
‫عَصَيْتَ قَبْلُ َوكُنتَ مِنَ اْل ُم ْفسِدِينَ ﴾ ‪.‬‬
‫ق الكويت ‪ :‬أن تاتشر رئيسة‬ ‫سعتُ هيئة الذاعةِ البيطانيةِ تُخبُ حي احتلّ العرا ُ‬
‫الوزراءِ البيطانية السابقة كانت ف وليةِ كلورادو المريكيةِ ‪ ،‬فلما سعتِ الب هُرِعتْ‬
‫إل الكنيسةِ وسجدتْ !‬
‫ول أفسرُ هذه الظاهرة إل باستيقاظِ الفطرةِ عند مِثْلِ هؤلءِ إل فاطرِها عزّ‬
‫وجلّ ‪ ،‬مع كفرِهم وضللِهم ‪ ،‬لنّ النفوس مفطورةٌ على اليانِ بهِ تعال ‪ (( :‬كلّ‬
‫مولودِ يُولدُ على الفطرةِ ‪ ،‬فأبواهُ يهوّداِنهِ أو ينصّرانِه أو يجّساِنهِ )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*****‬
‫ل تزنْ على تأخّر الرّزقِ ‪ ،‬فإنّه بأجلٍ مس ّمىً‬
‫الذي يستعجلُ نصيبه من الرّزقِ ‪ ،‬ويبادرُ الزمن ‪ ،‬ويقلقُ منْ تأخّرِ رغباتِه ‪،‬‬
‫كالذي يسابقُ المام ف الصلةِ ‪ ،‬ويعلُم أنّه ل يسّلمُ إل بعْد المام! فالمورُ والرزاقُ‬
‫مقدّرةٌ ‪ ،‬فُرِغ منها قبل خلْقِ الليقةِ ‪ ،‬بمسي ألف سنةٍ ‪ ﴿ ،‬أَتَى َأ ْمرُ ال ّلهِ َفلَ‬
‫َتسَْتعْجِلُوهُ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَإِن ُي ِردْكَ ِبخَ ْيرٍ َفلَ رَآدّ ِلفَضْ ِلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫يقولُ عمرُ ‪ « :‬اللّهمّ إن أعوذُ بك من جلدِ الفاجرِ ‪ ،‬وعجزِ الثقةِ » ‪ .‬وهذ ِه‬
‫كلمةٌ عظيمةٌ صادقةٌ ‪ .‬فلقدْ طُ ْفتُ بفكري ف التاريخِ ‪ ،‬فوجدتُ كثيا منْ أعدا ِء الِ عزّ‬
‫وجلّ ‪ ،‬عندهمْ منْ الدّأبِ واللدِ والثابرةِ والطّموحِ ‪ :‬ال َعجَبَ العُجابَ ‪ .‬ووجدتُ‬
‫كثيا من السلمي عندهمْ من الكس ِل والفتورِ والتّواكُلِ والتّخاذُلِ ‪ :‬ما الُ به عليمٌ ‪،‬‬
‫فأدركتُ ُعمْق كلمةِ ُعمَ َر – رضي الُ عنه ‪. -‬‬
‫*****************************************‬
‫انغمسْ ف العم ِل النافعِ‬
‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬
‫أ ّن الوليد بن الغيةِ وأُمية بن خَلَفٍ والعاص بن وائل أنفقوا أموالم ف ماربةِ‬
‫سرَةً ُثمّ ُيغْلَبُونَ ﴾ ‪ .‬ولكنّ كثيا‬
‫َفسَيُنفِقُوَنهَا ُثمّ تَكُو ُن عَلَ ْيهِمْ َح ْ‬ ‫﴿‬ ‫الرسالةِ ومابةِ القِ‬
‫﴿‬ ‫من السلمي يبخلون بأموالِهمْ ‪ ،‬لئلّ يُشاد با منارُ الفضيلةِ ‪ ،‬ويُبن با صرحُ اليانِ‬
‫سهِ ﴾ ‪ ،‬وهذا جََلدُ الفاجِر وعجْزُ الثقةِ ‪.‬‬
‫َومَن يَ ْبخَلْ َفإِّنمَا يَ ْبخَ ُل عَن ّن ْف ِ‬
‫ف مذكّراتِ ( جولدا مائي ) اليهوديةِ ‪ ،‬بعنوان ( القد ) ‪ :‬فإذا هي ف مرحلةٍ منْ‬
‫مراحلِ حياتِها تعملُ ستّ عشرة ساعةً بل انقطاعٍ ‪ ،‬ف خدمةِ مبادئِها الضّالّةِ وأفكارِها‬
‫النحرفةِ ‪ ،‬حت أوجدتْ مع ( بن جوريون ) دولةً ‪ ،‬ومنْ شاء فلينظُرْ كتابا ‪.‬‬
‫ورأيتُ ألوفا منْ أبناءِ السلمي ل يعملون ولو ساعةً واحدةً ‪ ،‬إنا همْ ف لو‬
‫مَا لَ ُكمْ ِإذَا قِيلَ لَ ُكمُ ان ِفرُواْ فِي سَبِيلِ ال ّلهِ اثّاقَلُْتمْ إِلَى‬ ‫﴿‬ ‫ب ونومٍ وضياعٍ‬
‫وأكلٍ وشُر ٍ‬
‫الَ ْرضِ ﴾ ‪.‬‬
‫كان عمرُ دؤوبا ف عمله ليلً ونارا ‪ ،‬قليل النوم ‪ .‬فقال أهلُه ‪ :‬أل تنامُ ؟ قال ‪:‬‬
‫ت ف النهارِ ضاعتْ رعيّتِي ‪.‬‬ ‫لو نتُ ف اللّي ِل ضاعتْ ن ْفسِي ‪ ،‬ولو ن ُ‬
‫ت الالكِ ( موشى ديان ) بعنوان ( السيفُ والكمُ ) ‪ :‬كان يطيُ من‬ ‫ف مذكرا ِ‬
‫دولةٍ إل دولةٍ ‪ ،‬ومنْ مدينةٍ إل مدينةٍ ‪ ،‬نارا وليلً ‪ ،‬سرّا وجهرا ‪ ،‬ويضرُ‬
‫الجتماعاتِ ‪ ،‬ويعقدُ الؤتراتِ ‪ ،‬وينسّ ُق الصّفقاتِ ‪ ،‬والعاهدات ‪ ،‬ويكتبُ الذكّراتِ ‪.‬‬
‫فقلتُ ‪ :‬واحسرتاهُ ‪ ،‬هذا َجَلدُ إخوانِ القردةِ والنازيرِ ‪ ،‬وذاك َعجْ ُز كثيٍ من السلمي ‪،‬‬
‫ولكنْ هذا جلدُ الفاجرِ و َعجْزُ الثقةِ ‪.‬‬
‫بنو اللّقطيةِ ِمنْ ذُ ْهلِ بنِ شيْبانا‬ ‫لو كنتُ منْ مازنٍ ل تستبِحْ إبِلي‬
‫لقدْ حارب عمرُ العطالة والبطالة والفراغ ‪ ،‬وأخرج شبابا سكنوا السجد ‪،‬‬
‫فضربم وقال ‪ :‬اخرجوا واطلبوا الرّزق ‪ ،‬فإنّ السماء ل تطرُ ذهبا ول فضةً ‪ .‬إ ّن مع‬
‫ض النفسيّ والنيارً العصبّ والمّ والغمّ ‪ .‬وإنّ‬ ‫الفراغ والعطالةِ ‪ :‬الوساوس والك َدرَ والر َ‬
‫مع العم ِل والنشاطِ ‪ :‬السرور والُبُور والسعادة ‪ .‬وسوف ينتهي عندنا القل ُق والمّ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ض العقليّةُ والعصبيّةُ والنفسيّةُ إذا قام ك ّل بدورِهِ ف الياةِ ‪ ،‬ف ُعمِلتِ‬
‫والغمّ ‪ ،‬والمرا ُ‬
‫الصانعُ ‪ ،‬واشتغلتِ العاملُ ‪ ،‬وفتحتِ المعيّاتُ الييّةُ والتعاونيّةُ والدعويّةُ ‪ ،‬والخيماتُ‬
‫﴾‪﴿،‬‬ ‫ت العلميّةُ وغَْيرُها ‪ ﴿ ..‬وَقُ ِل ا ْعمَلُواْ‬
‫والراكزُ والُلتقياتُ الدبيّةُ ‪ ،‬والدّورا ُ‬
‫‪ ﴿ ،‬سَاِبقُوا﴾ ‪﴿ ،‬وَسَا ِرعُواْ﴾ ‪ (( ،‬وإن نبّ الِ داود كان يأكلُ‬ ‫الَْأ ْرضِ ﴾‬ ‫شرُوا فِي‬
‫فَانَت ِ‬
‫من عم ِل يدِه )) ‪.‬‬
‫وللرّاشدِ كتابٌ ‪ ،‬بعنوان ( صناعةُ الياةِ ) ‪ ،‬تدّث عنْ هذهِ السالةِ بإسهابٍ ‪،‬‬
‫و َذكَرَ أنّ كثيا من الناسِ ل يقومون بدورِهم ف الياةِ ‪.‬‬
‫وكثيٌ من الناسِ أحياءٌ ‪ ،‬ولكنّهم كالمواتِ ‪ ،‬ل يُدركون سرّ حياتِهم ‪ ،‬ول‬
‫يُقدمون لستقبلهم ول لُمّتِهمْ ‪ ،‬ول لنفسِهم خيا ﴿ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ اْلخَوَالِفِ‬
‫ضرَرِ وَاْل ُمجَا ِهدُونَ فِي سَبِيلِ ال ّلهِ‬
‫﴾ ‪ ﴿ ،‬لّ َيسْتَوِي اْلقَا ِعدُونَ ِمنَ اْلمُ ْؤمِِنيَ غَيْرُ أُوْلِي ال ّ‬
‫﴾‪.‬‬
‫ت بدورِها ف الياةِ ‪،‬‬
‫قام ْ‬ ‫إنّ الرأة السوداء الت كانتْ ت ُقمّ مسجد الرسول‬
‫ودخلتْ بذا الدّورِ النة ﴿ وَ َل َمةٌ مّ ْؤمَِنةٌ خَ ْيرٌ مّن ّمشْرِ َكةٍ وَلَوْ َأعْجَبَتْ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫أدّى ما عليهِ ‪ ،‬وكسب اجرا بذا‬ ‫وكذلك الغلمُ الذي صَنَعَ الِنْب للرسولِ‬
‫المرِ ‪ ،‬لنّ موهلته ف النّجارةِ ﴿ وَاّلذِينَ لَ َيجِدُونَ إِلّ ُجهْدَ ُهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫سحتِ الولياتُ التحد ُة المريكيّةُ عام ‪ 1985‬م بدخولِ الدّعاةِ السلمي‬
‫سجون أمريكا ‪ ،‬لنّ الجرمي والروّجي والقَتََلةَ ‪ ،‬إذا اهت َدوْا إل السلمِ ‪ ،‬أصبحوا‬
‫أعضاءً صالي ف متمعاتِهمْ ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتا فَأَحْيَيْنَاهُ وَ َجعَلْنَا َلهُ نُورا َي ْمشِي ِبهِ فِي‬
‫النّاسِ ﴾ ‪.‬‬
‫دعاءانِ اثنانِ عظيمانِ ‪ ،‬نافعانِ لنْ أراد السّداد ف المو ِر وضْبطِ النفسِ عند‬
‫الحداثِ والوقائعِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال لهُ ‪ (( :‬قُلْ ‪ :‬اللهمّ اهدنِي‬ ‫الولُ ‪ :‬حديثُ عليّ ‪ ،‬أنّ الرسول‬
‫وس ّددْن )) ‪ .‬رواهُ مسلمٌ ‪.‬‬
‫‪ (( :‬قلْ ‪ :‬اللّهمّ‬ ‫الثان ‪ :‬حديثُ حُصيْن بن عبيدٍ ‪ ،‬عند أب داود ‪ :‬قال له‬
‫ألمن رُشدْي ‪ ،‬وقِن شرّ َنفّسي )) ‪.‬‬
‫فأكثرُ ما ين عليه اجتهادُ ُه‬ ‫إذا لْ يكنْ عونٌ من الِ للفت‬
‫التّعلّقُ بالياة ‪ ،‬وعشْقُ البقاءِ ‪ ،‬وحبّ العيْشِ ‪ ،‬وكراهِيَةُ الوتِ ‪ ،‬يُوردُ العبدَ ‪:‬‬
‫الك َدرَ وضِي َق الصّدرِ والََلقَ والقلق والرق والرّهق ‪ ،‬وقد لم ال اليهود على تعلّقِهم‬
‫جدَنّ ُهمْ أَ ْحرَصَ النّاسِ عَلَى حَيَاةٍ َومِنَ اّلذِينَ أَ ْشرَكُواْ َي َودّ‬
‫بالياةِ الدنيا ‪ ،‬فقال ‪ ﴿ :‬وَلََت ِ‬
‫أَ َحدُهُمْ لَوْ ُي َع ّمرُ أَلْفَ سََنةٍ َومَا هُوَ ِب ُمزَحْزِ ِحهِ مِنَ اْل َعذَابِ أَن ُيعَ ّمرَ وَال ّلهُ َبصِيٌ ِبمَا‬
‫َي ْعمَلُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫وهنا قضايا ‪ ،‬منها ‪ :‬تنكيُ الياةِ ‪ ،‬والقصودُ ‪ :‬أنّها أيّ حياةٍ ‪ ،‬ولو كانتْ حياة‬
‫البهائمِ والعجْماواتِ ‪ ،‬ولو كانتْ شخصيةً رخيص ًة فإنّه ْم يرصون عليها ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬اختيا ُر لفظِ ‪ :‬ألفِ سنةٍ ل ّن اليهوديّ كان يلقى اليهوديّ فيقولُ لهُ ‪ِ :‬عمْ‬
‫صباحا ألف سنةٍ ‪ .‬أي ‪ِ :‬عشْ ألف سنةٍ ‪ .‬فذكر سبحانهُ وتعال أنمْ يريدون هذا العمر‬
‫الطويل ‪ ،‬ولكنْ لو عاشو ُه فما النهايةُ ؟! مصيُهم إل نارٍ تلظّى ﴿ وََل َعذَابُ الْآخِرَةِ‬
‫أَ ْخزَى وَ ُهمْ لَا يُنصَرُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫منْ أحسنِ كلماتِ العامةِ ‪ :‬ل همّ والُ ُيدْعى ‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬أنّ هناك إلا ف السماءِ يُدعى ‪ ،‬ويُطلبُ منهُ اليْرُ ‪ ،‬فلماذا تتمّ أنت ف‬
‫الرضِ ‪ ،‬فإذا وكّلت ربّك بمّك ‪ ،‬كشَفَه وأزاله ﴿ َأمّن ُيجِيبُ اْلمُضْ َطرّ ِإذَا َدعَاهُ‬
‫ك عِبَادِي عَنّي َفإِنّي َقرِيبٌ أُجِيبُ َدعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا‬
‫وَيَ ْكشِفُ السّوءَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَِإذَا َسأَلَ َ‬
‫دَعَانِ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ومُدْمِنِ القرْعِ للبوابِ أن يلِجا‬ ‫صبِ أنْ يظى باجِتهِ‬
‫أخلِ ْق بذي ال ّ‬
‫**************************************‬
‫ف حياتِك دقائقُ غاليةٌ‬
‫رأيتُ موقفيْنِ مُؤثّريْنِ مُعبّرْينِ للشيخِ علي الطنطاويّ ف مذكّراتهِ ‪:‬‬
‫الوقفُ الولُ ‪ :‬تدّثَ عن نفسِه وكاد يغرقُ على شاطئِ بيوت ‪ ،‬حينما كان‬
‫يسبحُ فأشرف على الوتِ ‪ ،‬و ُحمِل مَغْمِيّا عليهِ ‪ ،‬وكان ف تلك اللحظاتِ يُذعِنُ لولهُ ‪،‬‬
‫ويودّ لو عادَ ولو ساعةً إل الياةِ ‪ ،‬ليجدّد إيانه وعملهُ الصّال ‪ ،‬فيَصلِ اليانُ عنده‬
‫منتهاه ‪.‬‬
‫ف الثان ‪َ :‬ذكَرَ أنه قدِم ف قافلةٍ منْ سوريا إل بيتِ الِ العتيقِ‪ ،‬وبينما هو‬ ‫والوق ُ‬
‫ف صحراءِ تبوك ضلّوا وبَقُوا ثلثة أيام ‪ ،‬وانتهى طعا ُمهُم واشراُبهُم ‪ ،‬وأشرفوا على‬
‫الوتِ ‪ ،‬فقام وألقى ف الموعِ خطبة الوداعِ من الياةِ ‪ ،‬خطبةً توحيديّة حارّ ًة رنّانة ‪،‬‬
‫بكى وأبكى الناس ‪ ،‬وأحسّ أنّ اليان ارتفع ‪ ،‬وأنه ليس هناك مُعيٌ ول مُنقذٌ إل الُ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأ ْرضِ كُلّ َيوْمٍ هُوَ فِي َشأْنٍ ﴾ ‪.‬‬
‫جلّ ف عله ﴿ َيسْأَُلهُ مَن فِي ال ّ‬
‫يقولُ سبحانهُ وتعال ‪َ ﴿ :‬وكَأَيّن مّن نّبِيّ قَاتَلَ َم َعهُ رِبّيّونَ كَثِيٌ َفمَا وَهَنُواْ ِلمَا‬
‫ب الصّاِبرِينَ ﴾ ‪.‬‬
‫ض ُعفُواْ َومَا اسْتَكَانُواْ وَال ّلهُ ُيحِ ّ‬
‫أَصَاَب ُهمْ فِي سَبِيلِ ال ّلهِ َومَا َ‬
‫إ ّن ال يبّ الؤمني القوياء الذين يتحدّون أعداءهم بصبٍ وجلدةٍ ‪ ،‬فل يهِنون ‪،‬‬
‫ول يُصابون بالحباطِ واليأسِ ‪ ،‬ول تنهارُ قواهُم ‪ ،‬ول يستكينون للذّلّ ِة والضعْفِ‬
‫والفشلِ ‪ ،‬بل يصمُدون ويُواصلون ويُرابطون ‪ ،‬وهي ضريبةُ إيانِهم بربّهم وبرسولِهمْ‬
‫وبدينِهمْ (( الؤمنُ القويّ خيٌ وأحبّ إل الِ من الؤمنِ والضّعيفِ وف كلّ خيٌ )) ‪.‬‬
‫ت الِ فقال ‪:‬‬
‫جُرحتْ ُأصُْبعُ أب بك ٍر – رضي الُ عنهُ – ف ذا ِ‬
‫وف سبيلِ ال ما لقِيتِ‬ ‫هلْ أنتِ إل إصَْبعٌ دَمِيتِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫من العقربِ ‪،‬‬ ‫ب الغارِ ليحمي با الرسول‬
‫ووضع أبو بكرٍ إصبعهُ ف ثَقْ ِ‬
‫فلُدغ ‪ ،‬فقرأ عليها فبئتْ بإذِن الِ ‪.‬‬
‫قال رجلٌ لعنترة ‪ :‬ما السّرّ ف شجاعتِك ‪ ،‬وأنك تغِلبُ الرّجال ؟ قال ‪ :‬ضعْ‬
‫ضعَ عنترةُ إصبعه‬ ‫إصبعك ف فمي ‪ ،‬وخُذ إصبعي ف فمك ‪ .‬فوضعها ف فمِ عنترة ‪ ،‬وو َ‬
‫ف فمِ الرّجلِ ‪ ،‬وكلّ عضّ إصبع صاحبِه ‪ ،‬فصاح الرجلُ من الل ‪ ،‬ول يصبْ فأخرجَ له‬
‫عنترةُ إصبعه ‪ ،‬وقال ‪ :‬بذا غلبتُ البطال ‪ .‬أي بالصّبِ والحتمالِ ‪.‬‬
‫ف الِ ورحته وعفوه قريبٌ منه‪ ،‬فيشعرُ برعاي ِة الِ‬ ‫إ ّن ممّ يُفرحُ الؤمن أن لُط َ‬
‫ووليتِ ِه بسبِ إيانِهِ ‪ .‬والكائناتُ والحياءُ والعجماواتُ والطيورُ والزواحفُ تشعرُ بأنّ‬
‫ح ْمدَهِ وَلَـكِن لّ َت ْف َقهُونَ َتسْبِيحَ ُهمْ‬
‫لا ربّا خالِقا ورازقا ﴿ وَإِن مّن شَيْءٍ إِلّ ُيسَّبحُ ِب َ‬
‫﴾‪.‬‬
‫يا منْ لهُ كُلّ اللئِقِ تصْمدُ‬ ‫يا ربّ حدا ليس غيُك يُحمدُ‬
‫ب بأيديهمْ ف شقوقِ الرضِ ‪ ،‬ويهتفون ‪:‬‬
‫عندنا ‪ ،‬العامّةُ وَ ْقتَ الرْثِ يرمون ال ّ‬
‫حبّ يابسٌ ‪ ،‬ف بلدٍ يابسٍ ‪ ،‬بي يديك يا فاطر السماوات والرضِ ﴿ أَ َفرَأَيْتُم مّا‬
‫حرُثُونَ{‪ }63‬أَأَنُتمْ َت ْز َرعُوَنهُ أَمْ َنحْنُ الزّا ِرعُونَ ﴾ ‪ .‬إنّها نزعةُ توحيدِ البي ‪ ،‬وتوجّهُ‬
‫َت ْ‬
‫إليهِ ‪ ،‬سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫قام الطيبُ ا ِلصْقعُ عبدُالميدِ كشكُ – وهو أعمى – فلمّا عل الِْنبَ ‪ ،‬أخرج‬
‫منْ جيبهِ سعفة نلٍ ‪ ،‬مكتوبٌ عليها بنفسِها ‪ :‬الُ ‪ ،‬بالطّ الكوفّ الميلِ ‪ ،‬ث هَتَفَ ف‬
‫الموعِ ‪:‬‬
‫ت الغُصُونِ الّنضِرهْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫انظُرْ لتلك الشّجرهْ‬
‫وزانا بالضِرهْ‬ ‫منِ الذي أنبتها‬
‫قُدرتُه مُقْتدِرهْ‬ ‫ذاك هو الُ الذي‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فأجْهش الناسُ بالبكاءِ ‪.‬‬
‫إنهُ فاطرُ السماواتِ والرضِ مرسومةٌ آياتُه ف الكائناتِ ‪ ،‬تنطقُ بالوحدانيّةِ‬
‫والصّمديةِ والربوبيّ ِة واللوهيّةِ ﴿ رَبّنَا مَا خَ َلقْتَ هَذا بَا ِطلً ﴾ ‪.‬‬
‫منْ دعائ ِم السرورِ والرتياحِ ‪ ،‬أنْ تشْعُرَ أنّ هناك ربّا يرحمُ ويغفرُ ويتوبُ على‬
‫ت والرض ‪ ،‬قال سبحانه ‪﴿ :‬‬ ‫منْ تاب ‪ ،‬فأبشِرْ برح ِة ربّك الت وسعتِ السماوا ِ‬
‫وَرَ ْحمَتِي وَ ِسعَتْ كُلّ شَيْءٍ ﴾ ‪ ،‬وما أعظم لطفهُ سبحانه وتعال ‪ ،‬وف حديثٍ صحيحٍ ‪:‬‬
‫‪ ،‬فلمّا أصبح ف التّش ّهدِ قال ‪ :‬اللهمّ ارحن وممدا ‪،‬‬ ‫أنّ أعرابيّا صلّى مع رسو ِل الِ‬
‫‪ (( :‬لقدْ حجرت واسعا )) ‪ .‬أي ‪ :‬ضيّقت واسعا ‪ ،‬إنّ‬ ‫ول ترحمْ معنا أحدا ‪ .‬قال‬
‫رحة ال ِه وسعتْ كلّ شيءٍ ﴿ َوكَانَ بِاْلمُ ْؤمِِنيَ رَحِيما ﴾ ‪ (( ،‬الُ أرحمُ بعبادِ ِه منْ هذهِ‬
‫بولدِها )) ‪.‬‬
‫ب الِ عزّ وجلّ‪ ،‬فجمعه سبحانه وتعال‬
‫أحرق رجلٌ نفسه بالنارِ فرارا منْ عذا ِ‬
‫وقال له‪ (( :‬يا عبْدِي ‪ ،‬ما َحمَلَك على ما صنعت ؟ قال ‪ :‬يا ربّ ‪ِ ،‬خفْتُك ‪ ،‬وخشيتُ‬
‫ذنوب ‪ .‬فأدخلهُ الُ النّة )) ‪ .‬حديثٌ صحيحٌ ‪.‬‬
‫﴿ وََأمّا َمنْ خَافَ َمقَامَ رَّبهِ وََنهَى الّن ْفسَ َعنِ اْلهَوَى{‪ }40‬فَإِنّ اْلجَّنةَ هِيَ‬
‫اْلمَأْوَى ﴾ ‪.‬‬
‫حاسب الُ رجلً مُسرفا على نفسِه موحّدا‪ ،‬فل ْم يدْ عندهُ حسَنَةً ‪ ،‬لكنّه كان‬
‫يُتاج ُر ف الدنيا‪ ،‬ويتجاوزُ عنِ الُ ْعسِرِ‪ ،‬قال الُ‪ :‬ننُ أولْى بالكرمِ منك ‪ ،‬تاوزوا عنهُ‪.‬‬
‫فأدخله الُ النّة ‪.‬‬
‫لَا َتقْنَطُوا مِن رّ ْح َمةِ ال ّلهِ‬ ‫الدّينِ ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫﴿ وَاّلذِي أَ ْطمَعُ أَن َي ْغ ِفرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْ َم‬
‫﴾‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫صلّى بالناسِ ‪ ،‬فقام رجلٌ فقال ‪ :‬أصْبتُ حدّا ‪،‬‬ ‫عند مسلمٍ ‪ :‬أنّ الرسول‬
‫فأقِمْهُ عليّ ‪ .‬قال ‪ (( :‬أصليت معنا ؟ )) ‪ .‬قال ‪ :‬نعمْ ‪ .‬قال ‪ (( .‬اذهبْ فقد ُغفِر‬
‫لك )) ‪.‬‬
‫جدِ ال ّل َه َغفُورا رّحِيما ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َومَن َي ْعمَلْ سُوءا أَوْ َيظْ ِلمْ َن ْفسَهُ ُثمّ َيسَْتغْ ِفرِ ال ّلهَ َي ِ‬
‫هناك لُطفٌ خفيّ يكْتنف العبدَ ‪ ،‬مِنْ أمامِهِ ومنْ خلفه ‪ ،‬وعن يينهِ وع ْن شالِهِ ‪،‬‬
‫ت قدميْهِ ‪ ،‬صاحبُ اللّطفِ الفيّ هو الُ ربّ العالي ‪ ،‬انطبقتْ‬ ‫ومِ ْن فوقِه ومنْ ت ِ‬
‫صخْر ُة ف الغارِ ‪ ،‬وأنْجى إبراهيم من النارِ ‪ ،‬وأنى موسى من الغرقِ ‪ ،‬ونُوحا‬ ‫عليهمُ ال ّ‬
‫لبّ وأيوب من الرضِ ‪.‬‬ ‫من الطّوفانِ ‪ ،‬ويوسف من ا ُ‬
‫***************************************‬
‫وقفــة‬
‫يقولُ ‪ (( :‬ما منْ مسلمٍ تُصيبُه‬ ‫عن أمّ سََلمَةَ أنّها قالتْ ‪ :‬سعتُ رسول الِ‬
‫مصيبةٌ ‪ ،‬فيقولُ ما أمره الُ ‪ ﴿ :‬إِنّا ِل ّلهِ وَإِنّـا إِلَ ْيهِ رَاجِعونَ ﴾ اللّهمّ ا ُجرْن ف مصيبت‬
‫وأخلفْ ل خيا منْها ؛ إلّ أخلف الُ لهُ خيا منْها )) ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫تدُومُ على حيّ وإنْ هِي جّل ِ‬
‫ت‬ ‫خليليّ ل والِ ما مِنْ ُمِلمّةٍ‬
‫ول تُكثِر الشّكْوى إذا النّع ُل زّلتِ‬ ‫ت يوما فل تْضَعَنْ لا‬ ‫فإنْ نزل ْ‬
‫فصابرها حت مضتْ واضمحّلتِ‬ ‫فكمْ مِنْ كر ٍي قدْ بُل ْي بنوائبٍ‬
‫ت صبي على الذّلّ ذّلتِ‬ ‫فلمّا رأ ْ‬ ‫وكانتْ على اليامِ نفسي عزيزةً‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ورُبّما خِي ل ف الغمّ أحيانا‬ ‫يضي ُق صدري بغمّ عند حادِثةٍ‬
‫وعند آخرِه روْحا وريْحانا‬ ‫ورُبّ يومٍ يكو ُن الغمّ أوّلهُ‬
‫إ ّل ول فرجٌ قد حلّ أوْ حانا‬ ‫ما ضِقتُ ذرْعا عند نائِبةٍ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫********************************‬
‫الفعالُ الميلةُ طريقُ السعادةِ‬
‫رأيتُ ف أوّلِ ديوانِ حاتٍ الطّائيّ كلمةً جيلةً لهُ ‪ ،‬يقو ُل فيها ‪ :‬إذا كان تركُ الشّرّ‬
‫يكفيك ‪ ،‬فدَعْهُ ‪.‬‬
‫ومعناهُ ‪ :‬إذا كان يسع السّكوتُ ع ِن الشّرّ واجتنابُه ‪ ،‬فحسبُه بذلك ﴿فََأ ْعرِضْ‬
‫عَنْ ُهمْ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َدعْ َأذَا ُهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫مبّةُ للناسِ موهب ٌة ربّانيّةٌ ‪ ،‬وعطاءٌ مباركٌ من الفتّاحِ العليمِ ‪.‬‬
‫يقول ابنُ عباسٍ متحدّثا بنعمةِ الِ عزّ وجلّ ‪ :‬فّ ثلثُ خصالٍ ‪ :‬ما نزل غيثٌ‬
‫ت بقاضٍ‬ ‫بأرضٍ ‪ ،‬إلّ حدتُ ال وسُررتُ بذلك ‪ ،‬وليس ل فيها شاةٌ ول بعيٌ ‪ .‬ول سع ُ‬
‫ب الِ ‪ ،‬إلّ‬
‫عادلٍ ‪ ،‬إلّ دعوتُ ال له ‪ ،‬وليس عنده ل قضيّةٌ ‪ .‬ول عَرَفتُ آيةً منْ كتا ِ‬
‫ودِدتُ أ ّن الناس يعرفون منها ما أعرفُ ‪.‬‬
‫إنه ُحبّ اليِ للناسِ ‪ ،‬وإشاعةُ الفضيل ِة بينهمْ وسلم ُة الصّدرِ لمْ ‪ ،‬والّنصْحُ كلّ‬
‫النصحِ للخليقةِ ‪.‬‬
‫يقولُ الشاعرُ ‪:‬‬
‫سحاِئبُ ليس تنْتَ ِظمُ البلدا‬ ‫فل نزلتْ علىّ ول بأرضي‬
‫العن ‪ :‬إذا ل تك ِن الغمامةُ عامّةً ‪ ،‬والغيْثُ عامّا ف الناسٍ ‪ ،‬فل أريدُها أنْ تكون‬
‫خاصّةً ب‪ ،‬فلستُ أنانيّا ﴿اّلذِينَ يَ ْبخَلُونَ وََي ْأ ُمرُونَ النّاسَ بِالُْبخْلِ وَيَكُْتمُونَ مَا آتَا ُهمُ‬
‫َفضْ ِلهِ﴾‬ ‫ال ّلهُ مِن‬
‫أل يُشجيك قوْلُ حاتٍ ‪ ،‬وهو يتحدّثُ ع ْن رُوحِه الفيّاضةِ ‪ ،‬وعن خلقِهِ المّ ‪:‬‬
‫وُيحْيي العِظام البيض وهْي رميمُ‬ ‫أما والذي ل يعل ُم الغيب غيُهُ‬
‫مافة يومٍ أن يُقالَ لئيمُ‬ ‫لق ْد كنتُ أطوِي البطن والزّادُ يُشتهى‬
‫****************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ال ِعلْمُ النافعُ والعلمُ الضّارّ‬
‫لِيهْنِك العِ ْلمُ إذا دلّك على الِ ‪ ﴿ .‬وَقَالَ اّلذِينَ أُوتُوا اْلعِ ْلمَ وَالِْإيَانَ َل َقدْ لَبِثُْتمْ فِي‬
‫كِتَابِ ال ّلهِ إِلَى َيوْمِ الَْبعْثِ ﴾ ‪ .‬إنّ هناك علما إيانيّا ‪ ،‬وعلما كافرا ‪ ،‬يقولُ سبحانه‬
‫غَافِلُونَ ﴾‬ ‫وتعال عنْ أعدائِهِ ‪َ ﴿ :‬يعْ َلمُونَ ظَاهِرا ّمنَ اْلحَيَا ِة الدّنْيَا وَ ُهمْ َعنِ الْآخِرَةِ ُه ْم‬
‫‪ .‬ويقول عنهم ‪ ﴿ :‬بَلِ ادّارَ َك عِ ْل ُمهُمْ فِي الْآ ِخرَةِ بَلْ ُهمْ فِي شَكّ مّنْهَا بَلْ هُم مّ ْنهَا‬
‫﴿‬ ‫عَمِونَ ﴾ ‪ .‬ويقولُ عنهم ﴿ ذَلِكَ مَبْ َلغُهُم مّنَ اْلعِ ْلمِ ‪ . ﴾ ....‬ويقولُ جلّ وعل ‪:‬‬
‫وَاتْ ُل عَلَ ْي ِهمْ نََبأَ اّلذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَ َلخَ مِ ْنهَا َفأَتَْب َعهُ الشّيْطَانُ فَكَانَ ِمنَ اْلغَاوِينَ{‬
‫‪ }175‬وَلَوْ شِئْنَا َلرَ َفعْنَاهُ ِبهَا وَلَـكِنّهُ أَخْ َلدَ إِلَى الَ ْرضِ وَاتّبَعَ َهوَاهُ َفمَثَ ُلهُ َكمَثَلِ‬
‫حمِ ْل عَلَ ْيهِ يَ ْلهَثْ َأوْ تَ ْترُ ْكهُ يَ ْلهَث ذّلِكَ مَثَلُ اْلقَوْمِ اّلذِينَ َكذّبُواْ بِآيَاتِنَا‬
‫الْكَلْبِ إِن َت ْ‬
‫فَا ْقصُصِ اْل َقصَصَ َلعَ ّل ُهمْ يََتفَكّرُونَ ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه وتعال ع ِن اليهودِ وعنْ علمِهم ‪:‬‬
‫حمِلُ أَ ْسفَارا ﴾ ‪ :‬إنّه علمٌ لكنّه ل يهدي ‪ ،‬وبرهانٌ ل يشفي ‪ ،‬وحجّةٌ‬
‫حمَارِ َي ْ‬
‫﴿ َكمَثَلِ اْل ِ‬
‫ليستْ قاطعةً ول فالِةً ‪ ،‬ونَقْلٌ ليس بصادِقٍ ‪ ،‬وكلمٌ ليس بقّ ‪ ،‬ودللةٌ ولكن إل‬
‫النرافِ ‪ ،‬وتوجّهٌ ولكن إل غيّ ‪ ،‬فكيف يدُ أصحابُ هذا العلمِ السعادة ‪ ،‬وهمْ أوّلُ‬
‫م ْن يسحقُها بأقدامِهم ‪ ﴿ :‬فَاسَْتحَبّوا اْلعَمَى عَلَى اْل ُهدَى ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَقَوِْل ِهمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ َبلْ‬
‫طَبَعَ ال ّل ُه عَلَ ْيهَا بِ ُك ْفرِهِمْ ﴾ ‪.‬‬
‫ت اللوفِ من الكتبِ الائلةِ الذهلةِ ف مكتبةِ الكونرس بواشنطن‪ ،‬ف‬ ‫رأيتُ مئا ِ‬
‫كلّ فنّ ‪ ،‬وف ك ّل تصّصٍ ‪ ،‬عنْ كلّ جي ٍل وشعبٍ وأُمةٍ وحضارةٍ وثقافةٍ ‪ ،‬ولكنّ المة‬
‫الت تتضنُ هذه الكتبة العظمى ‪ ،‬أُمّةٌ كافرةٌ بربّها ‪ ،‬إنا ل تعلمُ إل العال النظور‬
‫الشهود ‪ ،‬وأمّا ما وراء ذلك فل سْع ول َبصَرَ ول ق ْلبَ ول وَعْيَ ﴿ وَ َجعَلْنَا َل ُهمْ َسمْعا‬
‫وَأَْبصَارا وَأَفِْئدَةً َفمَا َأغْنَى عَ ْن ُهمْ َس ْم ُعهُمْ وَلَا أَْبصَارُ ُهمْ وَلَا أَفِْئدَُتهُم مّن شَيْءٍ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إن الرّوضَ أ ْخضَرُ ‪ ،‬ولكنّ العنْزَ مريضةٌ ‪ ،‬وإ ّن التّمْرَ مقفزيّ ‪ ،‬ولك ّن البُخل‬
‫آَيةٍ بَيَّنةٍ ﴾ ‪﴿ .‬‬ ‫ب زُللٌ ‪ ،‬ولكن ف الفم مرارةً ﴿ َكمْ آتَيْنَاهُم ّمنْ‬
‫مرْوزِيّ ‪ ،‬وإن الاء ع ْذ ٌ‬
‫َومَا َتأْتِيهِم ّمنْ آَيةٍ ّمنْ آيَاتِ رَّب ِهمْ إِلّ كَانُوْا عَ ْنهَا ُم ْعرِضِيَ ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫ع والتّأمّلِ‬
‫أ ْكِثرْ من الطّل ِ‬
‫ع الثقافةِ ‪،‬‬
‫إنّ مّا يشرحُ الصدر ‪ :‬كثْرةُ العرفةِ ‪ ،‬وغزارةُ الادّ ِة العلميّةِ ‪ ،‬واتّسا ُ‬
‫وعُمقُ الفكرِ ‪ ،‬وبُع ُد النّظْرةِ ‪ ،‬وأصالةُ الف ْهمِ ‪ ،‬والغوْصُ على الدليلِ ‪ ،‬ومعرفةُ سرّ‬
‫خشَى ال ّلهَ ِمنْ‬
‫السألةِ ‪ ،‬وإدراكُ مقاص ِد المورِ ‪ ،‬واكتشافُ حقائقِ الشياءِ ﴿ إِّنمَا َي ْ‬
‫عِبَادِهِ اْلعُ َلمَاء ﴾ ‪ ﴿ ،‬بَلْ َكذّبُواْ ِبمَا َلمْ ُيحِيطُواْ ِبعِ ْل ِمهِ ﴾ ‪ .‬إنّ العالِم رحْب الصدرِ ‪،‬‬
‫واسع البالِ ‪ ،‬مطمئنّ النفْسِ ‪ ،‬منشرحُ الاطرِ ‪..‬‬
‫وينقصُ إنْ به كفّا شددْتا‬ ‫يزيدُ بكثْرةِ النفاقِ منهُ‬
‫ف كبيٌ ف درجِ مكتب ‪ ،‬مكتوبٌ عليه ‪:‬‬ ‫يقولُ أحد مفكّري الغربِ ‪ :‬ل مل ّ‬
‫ت ارتكبتُها ‪ ،‬أكتبُه لكلّ سقطاتِ وتوافه وعثراتٍ أُزاولُها ف يومي وليلت ‪،‬‬ ‫حاقا ٌ‬
‫لتلّص منها ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬سبقك علماءُ سلفِ هذه الُمّةِ بالُحاسبةِ الدقيقةِ والتّنْقيبِ الُضن لنفسِهم‬
‫﴿وَلَا أُ ْقسِمُ بِالّن ْفسِ اللّوّا َمةِ ﴾ ‪.‬‬
‫قال الس ُن البصريّ ‪ :‬السلمُ لنفسِهِ أشدّ مُحاسَبَةً من الشريكِ لشريكِهِ ‪.‬‬
‫وكان الربيعُ بنُ خُثْيمٍ يكُتبُ كلمهُ من المعةِ إل المعةِ ‪ ،‬فإنْ وَ َجدَ حسنةً حِد‬
‫ال ‪ ،‬وإنْ وَ َجدَ سيّئةً استغفر ‪.‬‬
‫وقال أحدُ السلفِ ‪ :‬ل ذنبٌ منْ أربعي سنةً ‪ ،‬وأنا أسألُ ال أنْ يغفرهُ ل ‪ ،‬ول‬
‫زلتُ أُلّ ف طلبِ الغفرةِ ﴿ وَاّلذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وّقُلُوُب ُهمْ وَجِ َلةٌ ﴾ ‪.‬‬
‫********************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ب نَفْسَكَ‬
‫حا ِس ْ‬
‫احتفظِ بذكّرةٍ لديك ‪ ،‬لتُحاسب با نفْشك ‪ ،‬وتذكر فيها السلبيّاتِ اللزمة‬
‫لك ‪ ،‬وتبدأ بذكْر التّقدّمِ ف معالتِها ‪.‬‬
‫قال عمرُ ‪ :‬حاسِبوا أنفُس ُكمْ قبل أنْ تُحاسبوا ‪ ،‬وزِنُوها قبل أن تُوزنوا ‪ ،‬وتزيّنوا‬
‫للعرضِ الكبِ ‪.‬‬
‫ثلثةُ أخطاءٍ تتك ّررُ ف حياتِنا اليومية ‪:‬‬
‫الولُ ‪ :‬ضياعُ الوقتِ ‪.‬‬
‫سنِ إسلمِ الرءِ تركهُ ما ل يعنيهِ )) ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬التّكلّ ُم فيما ل يعن ‪ (( :‬مِنْ ُح ْ‬
‫الثالثُ ‪ :‬الهتمامُ بتوافِ ِه المورِ ‪ ،‬كسما ِ‬
‫ع تويفاتِ الُرجِفي ‪ ،‬وتوقّعاتِ الثبّطي‬
‫‪ ،‬وتوهّماتِ الُوسوسِي ‪َ ،‬كدَرٌ عاجلٌ ‪ ،‬وهمّ معجّلٌ ‪ ،‬وهو منْ عوائ ِق السعادةِ وراحةِ‬
‫البالِ ‪.‬‬
‫يقولُ امرؤُ القيسِ ‪:‬‬
‫وهلْ يعِمنْ منْ كان ف ال ُعصُر الال‬ ‫أل ِعمْ صباحا أيها الطّل ُل البال‬
‫قلي ُل الموم ل يبِيتُ بأوجالِ‬ ‫وهلْ يعِمنْ إل سعيدٌ منعّمٌ‬
‫‪:‬‬ ‫عمّ العباس دعاءً يمعُ سعادة الدنيا والخرةِ ‪ ،‬وهو قولُه‬ ‫علّم الرسولُ‬
‫((اللّهم إن أسألُك ال َعفْوَ والعافية )) ‪.‬‬
‫وهذا جام ٌع مانعٌ شافٍ كافٍ فيه خيُ العاجلِ والجلِ ‪.‬‬
‫شقَى ﴾‬
‫وَلَا َي ْ‬ ‫سنَ ثَوَابِ ال ِخرَةِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَلَا َيضِلّ‬
‫﴿ فَآتَا ُهمُ ال ّلهُ ثَوَابَ الدّنْيَا وَ ُح ْ‬
‫‪.‬‬
‫***************************************‬
‫خُذوا حِ ْذ َركَمْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫منْ سعادةِ العبدِ ا ْخذُ الَيْطةِ واستعمالُ السبابِ ‪ ،‬مع التّوكّلِ على الِ عزّ وجلّ ‪،‬‬
‫فإن الرسول بارز ف بعضِ الغزواتِ وعليه دِرعٌ ‪ ،‬وهو سّيدُ التوكّلي ‪ ،‬وقال‬
‫لحدِهم لا قال له ‪ :‬أعقِلُها يا رسول الِ ‪ ،‬أوْ أتوكّلُ ؟ قال ‪ (( :‬اعقِلها وتوكّل )) ‪.‬‬
‫ل قُوا ُم التوحيدِ ‪ ،‬وترْكُ السبب مع التوكّلِ على‬ ‫فال ْخ ُذ بالسببِ والتّوكّلُ على ا ِ‬
‫الِ ق ْدحٌ ف الشرعِ ‪ ،‬وأخذُ السببِ مع ترْ ِك التوكّلِ على الِ َق ْدحٌ ف التوحيدِ ‪.‬‬
‫و َذكَرَ ابنُ الوزيّ ف هذا ‪ :‬أ ّن رجلً قصّ ظفره ‪ ،‬فاستفحل عليه فمات ‪ ،‬ول‬
‫يأ ُخذْ باليْطةِ ‪.‬‬
‫ورجُلٌ َدخَلَ على حارٍ منْ سردان ‪ ،‬فهصر بطنهُ فمات ‪.‬‬
‫وذكروا عنْ طه حسي – الكاتبِ الصريّ – أنه قال لسائقِهِ ‪ :‬ل تُسرعْ حت‬
‫نصِل مبكّرين ‪.‬‬
‫وهذا معن مثلٍ ‪ :‬رُبّ عجلةٍ تبُ ريْثا ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫وقدْ يكونُ مع التعجّلِ الزّللُ‬ ‫قد يُدرِكُ الُتأنّي بعض حاجتِه‬
‫حرّ‬
‫َتقِي ُكمُ اْل َ‬ ‫﴿ وَلْيََتلَطّفْ ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫فالتّوقّي ل يُعارضُ القدر ‪ ،‬بلْ هو منهُ ‪ ،‬ومنْ لُبّهِ‬
‫وَ َسرَابِيلَ َتقِيكُم َبأْسَ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫اكْسبِ الناس‬
‫سبِ الناس ‪ ،‬واستجلب مبّتِهم وعطفِهم ‪ ،‬قال‬
‫ومنْ سعادةِ العبدِ قُدرتُه على ك ْ‬
‫ص ْدقٍ فِي الْآ ِخرِينَ ﴾ ‪ ،‬قال الفسرون ‪:‬‬
‫إبراهيمُ عليه السلمُ ‪ ﴿ :‬وَا ْجعَل لّي ِلسَانَ ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الثّناءُ السنُ ‪ .‬وقال سبحانه وتعال عنْ موسى ‪ ﴿ :‬وَأَْلقَيْتُ عَلَيْكَ َمحَّبةً مّنّي ﴾ ‪ .‬قال‬
‫بعضُهم ‪ :‬ما رآك أحدٌ إل أحبّك ‪.‬‬
‫وف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬أنتم شهداءُ الِ ف الرض )) ‪ .‬وألسنةُ ال ْلقِ أقلمُ‬
‫القّ ‪.‬‬
‫وصحّ ‪ (( :‬أن جبيل يُنادي ف أهلِ السماءِ ‪ :‬إنّ يبّ فلنا فأحبّوه ‪ ،‬فيُحّبهُ‬
‫أهلُ السماءِ ‪ ،‬ويُوضعُ له القبُول ف الرضِ )) ‪.‬‬
‫ومنْ أسبابِ الودّ ‪ :‬بسْطةُ الوج ِه ولِيُ الكلمِ وسَعَةُ الُلقُ ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫ب أرواحِ الناسِ إليك ‪ :‬الرّفقُ ؛ ولذلك يقولُ‬ ‫إنّ منْ العواملِ القويةِ ف ج ْل ِ‬
‫(( ما كان الرّفقُ ف شيءٍ إل زانه ‪ ،‬وما نُزع منْ شيءٍ إل شانهُ )) ‪.‬‬
‫ويقول ‪ (( :‬من يُحرم الرفق ‪ ،‬يُحرم الي كلّه )) ‪.‬‬
‫قال أحد الكماء ‪ :‬الرفق يُخرج اليّة من ُجحْرها ‪.‬‬
‫قال الغربيّون ‪ :‬اجْ ِن العسل ‪ ،‬ول تَ ْكسِرِ اللِيّة ‪.‬‬
‫وف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬الؤمُن كالّنحْلةِ تأكلُ طيّبا ‪ ،‬وتضعُ طيّبا ‪ ،‬وإذا‬
‫وقعتْ على عودٍ ‪ ،‬ل تكسِرْهُ )) ‪.‬‬
‫************************************‬
‫ت القُدرة‬
‫تنقّلْ ف الدّيارِ واقرأْ آيا ِ‬
‫ومّا يلُب الفرح والسّرور ‪ :‬السْفارُ والتّنقّلُ ف الدّيارِ ورؤي ُة المصارِ ‪ ،‬وقد‬
‫سبقتْ كلمةٌ ف أوّل هذا الكتابِ عنْ هذا ‪ .‬قال سبحانه ‪ ﴿ :‬ان ُظرُواْ مَاذَا فِي‬
‫السّمَاوَاتِ وَا َل ْرضِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬قُلْ سِيُوا فِي الَْأ ْرضِ فَان ُظرُوا ﴾ ‪ ﴿ ،‬أَفَ َلمْ َيسِيُواْ فِي‬
‫الَ ْرضِ فَيَن ُظرُواْ ﴾ ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ب القلب إل إنْ كُبِلْتا‬ ‫يُذي ُ‬ ‫ول تلبثْ بِرْبعٍ فيه ضْيمٌ‬
‫وشرّقْ إنْ بِرِيِقك قدْ ش ِرقْتا‬ ‫ب فالتّغرّبُ فيه ن ْفعٌ‬
‫وغرّ ْ‬
‫جبَ العجاب‬ ‫ومنْ يقرْأ رحلة ابنِ بطّوطة ‪ ،‬على ما فيها من البالغاتِ ‪ِ ،‬يدِ العَ َ‬
‫مِن خلْ ِق الِ سبحانه وتعال ‪ ،‬وتصريفِه ف الكونِ ‪ ،‬ويرى أنا من العِب العظيمةِ‬
‫للمؤمنِ ‪ ،‬ومن الراحةِ له أنْ يسافر ‪ ،‬وأنْ ي ّغيَ أجواءه ومكانه وملّه ‪ ،‬لقرأ ف هذا‬
‫ب الكونّ الفتوحِ ‪.‬‬
‫الكتا ِ‬
‫يقولُ أبو تام – وهو يتحدّث عن التنقلِ ف الدّيارِ ‪: -‬‬
‫ي وبالفسطاطِ جِيان‬ ‫بال ّرقْمت ِ‬ ‫بالشّامِ أهلي وبغدا ُد الوى وأنا‬
‫﴿ قُلْ سِيُوا فِي اْلأَ ْرضِ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬فسِيحُواْ فِي ا َل ْرضِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬حَتّى ِإذَا بَلَغَ َمغْرِبَ‬
‫جمَعَ الَْبحْرَْينِ أَوْ َأ ْمضِيَ ُحقُبا ﴾ ‪.‬‬
‫الشّ ْمسِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬حَتّى أَبْلُغَ َم ْ‬
‫************************************‬
‫تجّ ْد مع التهجّديِن‬
‫وما يُسعدُ النّفْس ويشرحُ الصدر ‪ :‬قيامُ الليلِ ‪.‬‬
‫وقدْ ذكر ف الصحيح ‪ :‬أنّ العبد إذا قام من الليلِ ‪ ،‬وذكر ال ‪ ،‬ث توضّأ‬
‫جعُونَ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و ِمنَ‬
‫وصلّى ‪ ،‬أصبح نشيطا طيّب النفْسِ ‪ ﴿ .‬كَانُوا قَلِيلً ّمنَ اللّ ْيلِ مَا َي ْه َ‬
‫جدْ ِبهِ نَافِ َلةً لّكَ ﴾ ‪.‬‬
‫اللّيْلِ فََت َه ّ‬
‫وقيامُ الليلِ يُذهبُ الدّاء عن السدِ ‪ ،‬وهو حديثٌ صحيحٌ عند أب داود ‪ (( :‬يا‬
‫عبدال ‪ ،‬ل تُك ْن مثْل فلنٍ ‪ ،‬كان يقومُ الليل ‪ ،‬فتَركَ قيامَ الليلِ )) ‪ِ (( ،‬نعْمَ الرجلُ‬
‫عبدُالِ لو كان يقومُ من الليلِ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل تأسفْ على الشياءِ الفانيةِ ‪ ،‬كلّ شيءٍ ف هذه الياةِ فانٍ إل وجْههُ سبحانه‬
‫‪ ﴿ ،‬كُلّ َم ْن عَلَ ْيهَا فَانٍ{‪ }26‬وَيَ ْبقَى وَ ْجهُ رَبّكَ‬ ‫ج َههُ ﴾‬
‫وَ ْ‬ ‫وتعال ﴿كُلّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلّا‬
‫‪.‬‬ ‫كرَامِ ﴾‬
‫وَاْلإِ ْ‬ ‫ذُو اْلجَلَالِ‬
‫إ ّن النسان الذي يأسفُ على دنياه ‪ ،‬كالطّفلِ الذي يبكي على ف ْقدِ لعبتِهِ ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫َوقْفَـــةٌ‬
‫« كلّ اثنيِ منهما قرينانِ ‪ ،‬وها منْ آلمِ الرّوح ومعذّباتِها ‪ ،‬والفرْق بينهما أنّ‬
‫ال ّم توقّع الشّرّ ف الستقبلِ ‪ ،‬والزُن التّأّلمُ على ُحصُولِ الكروهِ ف الاضي أو فواتُ‬
‫الحبوبِ ‪ ،‬وكلها تأّلمٌ وعذابٌ يرِدُ على الرّوحِ ‪ ،‬فإنْ تعلّق بالاضي ُسمّي حزنا ‪ ،‬وإنْ‬
‫تعلّق بالستقبلِ ُسمّي هّا » ‪.‬‬
‫(( اللّهمّ إن أسألك العافية ف الدّنيا والخرةِ ‪ ،‬اللّهمّ إن أسألُك العفْو‬
‫والعافية ف ديِن ودُنياي وأهلي ومال ‪ ،‬اللهمّ اسُترْ عورات وآمِنْ روْعات ‪ ،‬اللهم‬
‫احفظن منْ بيِ يديّ و ِمنْ خلْفي ‪ ،‬وعنْ يين وعنْ شال و ِمنْ فوقي ‪ ،‬وأعوذُ‬
‫بعظمتك أنْ ُأغْتال مِنْ تت )) ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫أيادِيهِ الديثةُ والقديهْ‬ ‫أل تر أنّ ربّك ليس تٌحصى‬
‫يُقِيمُ ول هومُك بالُقيمهْ‬ ‫َتسَلّ ع ِن المومِ فليس شيءٌ‬
‫إليك بنظرةٍ مِْنهُ رحيِمهْ‬ ‫لع ّل ال ينظُرُ بعد هذا‬
‫**************************************‬

‫ثَ َمنُك النّةُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫يقولُ للشاعرُ ‪:‬‬
‫فكيف أبكي على شيءٍ إذا ذهبا‬ ‫نفسْي الت تلِكُ الشياء ذاهبةٌ‬

‫إ ّن الدنْيا بذهبِها وفضّتِها ومناصبِها ودُورِها وقصورِها ل تستأهلُ قطرة دمعٍ ‪،‬‬
‫قال ‪ (( :‬الدنيا ملعونةٌ ‪ ،‬ملعونٌ ما فيها إل ذكْر الِ ‪،‬‬ ‫فعند الترمذيّ أنّ الرسول‬
‫وما واله ‪ ،‬وعالا ومتعلّما )) ‪.‬‬
‫سبُ ‪ ،‬كما يقولُ لبِيدُ ‪:‬‬
‫إنا ودائ ُع فح ْ‬
‫ولب ّد يوما أنْ تُر ّد الودائعُ‬ ‫وما الالُ والهلون إل ودِيعةٌ‬

‫ت والعقاراتِ والسياراتِ ل تؤخّرُ لظةً واحدةً منْ أج ِل العبدِ ‪ ،‬قال‬‫إن الليارا ِ‬


‫حاتُ الطّائيّ ‪:‬‬
‫إذا حشرجتْ يوما وضاق با الصّ ْدرُ‬ ‫ل َعمْرُكَ ما يُغن الثّراءُ عن الفت‬

‫ولذلك قال الكماءُ ‪ :‬اجعلْ للشيء ثنا معقولً‪ ،‬فإنّ الدنيا وما فيها ل تُساوي‬
‫الؤمنِ‪َ ﴿ :‬ومَا َهذِهِ اْلحَيَا ُة الدّنْيَا إِلّا َلهْوٌ وََلعِبٌ ﴾ ‪.‬‬
‫ويقولُ الس ُن البصريّ ‪ :‬ل تع ْل لنفسِك ثنا غي النةِ ‪ ،‬فإنّ نفْس الؤمنِ غاليةٌ ‪،‬‬
‫وبعضُهم يبيعها ب ُرخْصٍ ‪.‬‬
‫ق سياراتِهم ‪ ،‬ول‬‫إ ّن الذين ينوحون على ذهابِ أموالِه ْم وتدّمِ بيوتِهم واحترا ِ‬
‫يأسفون ويزنون على نقْصِ إيانِهم وعلى أخطائِهم وذنوبِهم ‪ ،‬وتقصيِهم ف طاعةِ‬
‫ربّهمْ سوف يعلمون أنمْ كانوا تافهي بق ْدرِ ما ناحُوا على تلك ‪ ،‬ول يأسفوا على‬
‫هذهِ ؛ لنّ السألة مسأل ُة قيمٍ ومُثُلٍ ومواقف ورسالةٍ‪﴿ :‬إِنّ َهؤُلَاء ُيحِبّونَ اْلعَاجِ َلةَ‬
‫وََيذَرُونَ وَرَاء ُهمْ يَوْما َثقِيلً﴾‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫*****************************************‬
‫*‬
‫البّ القيقيّ‬
‫كُنْ منْ أولياءِ الِ وأحبائهِ لِتسْعدَ ‪ ،‬إنّ منْ أس ْعدِ السعداءِ ذاك الذي جعل هدفه‬
‫‪.‬‬ ‫وَُيحِبّوَنهُ ﴾‬ ‫السى وغايتُه النشودة ُحبّ الِ عزّ وجلّ ‪ ،‬وما ألْطف قولهُ ‪ُ ﴿ :‬يحِّبهُمْ‬
‫جبُ منْ قولهِ ‪ :‬يبّونه ‪ ،‬ولك ّن العجب م ْن قولِهِ يبّهم ؛‬
‫قال بعضُهم ‪ :‬ليس ال َع َ‬
‫فهو الذي خلقهم ورزقهم وتولّهُم وأعطا ُهمْ ‪ ،‬ث يبّهم ‪ ﴿ :‬قُلْ إِن كُنُتمْ ُتحِبّونَ ال ّلهَ‬
‫فَاتِّبعُونِي ُيحْبِبْ ُكمُ ال ّلهُ ﴾ ‪.‬‬
‫ب ال‬
‫وانظرْ إل مكرُمةِ عليّ بنِ أب طالبٍ ‪ ،‬وهي تاجٌ على رأسهِ ‪ :‬رجلٌ يُح ّ‬
‫ل ورسولهُ ‪.‬‬ ‫ورسوله ‪ ،‬ويبّه ا ُ‬
‫إ ّن رجلً من الصحابة أحبّ ﴿ قُلْ هُوَ ال ّلهُ أَ َحدٌ ﴾ ‪ ،‬فكان يردّدُها ف كلّ‬
‫ركعةٍ ‪ ،‬ويتَولّ ُه بذكْرِها ‪ ،‬ويعيدها على لسانه ‪ ،‬ويُشجي با فؤاده ‪ ،‬ويرّكُ با وجدانه ‪،‬‬
‫‪ (( :‬حبّك إيّاها أدْخَلَك النة )) ‪.‬‬ ‫قال له‬
‫ما أعجب بيتي كنتُ أقرؤها قديا ‪ ،‬ف ترجةٍ لحدِ العلماءِ ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫بليلى وسلمى يسُلبُ الّلبّ والعقْل‬ ‫إذا كان ُحبّ الائِمي من الورى‬
‫َسرَى قلبُه شوقا على العالِ العلى‬ ‫فماذا عسى أن يفعل الاِئمُ الذي‬

‫فَ ِلمَ ُي َعذّبُكُم ِبذُنُوبِكُم ﴾‬ ‫حنُ أَبْنَاء ال ّلهِ وَأَحِبّاؤُهُ قُلْ‬


‫﴿ وَقَالَتِ الَْيهُودُ وَالّنصَارَى َن ْ‬
‫‪.‬‬
‫ب منصبٍ ‪،‬‬
‫إنّ منون ليلى قتلهُ حبّ امرأةٍ ‪ ،‬وقارون حبّ مالٍ ‪ ،‬وفرعون ح ّ‬
‫وقُتل حزةُ وجعفرُ وحنظلةُ حبّا ل ولرسوله ‪ ،‬فيا لبُ ْعدِ ما بي الفريقي ‪.‬‬
‫****************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقفــــة‬
‫« ينتحرُ ‪ 300‬ضابطِ شرطةٍ سنويّا ف أمريكا ‪ ،‬منهمْ عشرةٌ ف نيويورك وحدها ‪..‬‬
‫ومنذُ عام ‪ 1987‬م يتزايدُ عدد ضُبّاط الشرطةِ الُنتحِرِين هناك ‪ ..‬وهي ظاهرةٌ أقلقتِ‬
‫ن لضبّاطِ الشرطةِ ببحْثِها ‪.‬‬‫السّلطاتِ ‪ ،‬وقام التادُ الوط ّ‬
‫لقدْ وجد التادُ أنّ أبرز أسبابِ انتحا ِر الضباطِ هو ‪ :‬توتّرُ العصا ِ‬
‫ب الدّائمِ الذي‬
‫ت ف الزماتِ ‪ ،‬وتمّ ِل الضّغوطِ التزايدةِ مع‬
‫يعيشون فيه ‪ ،‬فهمْ مُطالبون دائما بالثّبا ِ‬
‫ارتفاعِ نسبةِ الريةِ ‪ ،‬وتمّل الل ِم النّاتة عن التّعامُلِ مع الجرمي‪ ،‬ورؤيةِ جثثِ‬
‫الضحايا منْ أطفالٍ ونساءٍ وعجائز‪ .‬والسببُ الثان هو ‪ :‬وجودُ السلح ِة معهمْ بشكلٍ‬
‫دائمٍ ‪ ،‬فهي تُساعدُهم أو تسهّلُ عليهمُ عمليّة النتحارِ ‪.‬‬
‫ط تتمّ بسلحِهم الاصّ ‪ ،‬ف ثلثةِ‬ ‫ث انتحارِ الضبا ِ‬
‫وقد وُجد أنّ ثاني بالائةِ منْ حواد ِ‬
‫أيامٍ متتاليةٍ انتحر ثلثُة ضُبّاطٍ ‪ ،‬كلّ منهم بواسطِة مسدسِهِ اليي » ‪.‬‬
‫********************************‬
‫شريعةٌ سهْلةٌ مُيسّرةٌ‬
‫إنّ ما يُثل ُج صدر السلم ظاهرةُ الُيسْرِ والسّماحةِ ف الشريعةِ السلميةِ ﴿ طه{‪}1‬‬
‫سرَى﴾ ‪ ﴿ ،‬لَ يُكَلّفُ ال ّلهُ َنفْسا إِلّ‬
‫سرُكَ لِلُْي ْ‬
‫شقَى﴾ ‪ ﴿ ،‬وَنَُي ّ‬
‫مَا أَنزَلْنَا عَلَ ْيكَ اْل ُقرْآنَ لَِت ْ‬
‫وُ ْس َعهَا﴾ ‪ ﴿ ،‬لَا يُكَلّفُ ال ّلهُ َنفْسا إِلّا مَا آتَاهَا ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ومَا َجعَ َل عَلَيْ ُكمْ فِي الدّينِ ِمنْ‬
‫فَِإنّ مَعَ اْل ُعسْرِ‬ ‫عَلَ ْي ِهمْ ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫ت‬
‫صرَهُمْ وَا َل ْغلَلَ الّتِي كَانَ ْ‬
‫َحرَجٍ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وََيضَعُ عَ ْن ُهمْ ِإ ْ‬
‫سرِ ُيسْرا﴾ ‪ ﴿ ،‬رَبّنَا لَ ُتؤَا ِخذْنَا إِن ّنسِينَا أَوْ أَخْ َطأْنَا رَبّنَا وَلَ‬
‫ُيسْرا{‪ِ }5‬إنّ مَعَ اْلعُ ْ‬
‫حمّلْنَا مَا لَ طَا َقةَ لَنَا ِبهِ‬
‫َتحْمِ ْل عَلَيْنَا إِصْرا َكمَا َحمَلَْتهُ عَلَى اّلذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبّنَا وَلَ ُت َ‬
‫صرْنَا عَلَى اْلقَوْمِ الْكَا ِفرِينَ ﴾ ‪.‬‬
‫ف عَنّا وَا ْغ ِفرْ لَنَا وَارْ َحمْنَا أَنتَ مَوْلَنَا فَان ُ‬
‫وَاعْ ُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫سرٌ ‪،‬‬
‫(( رُفع عنْ ُأمّت الطأُ والنسيانُ وما استُ ْكرِهُوا عليهِ )) ‪ (( ،‬إ ّن الدّين ُي ْ‬
‫ولنْ يُشا ّد الدين أحدٌ إلّ غلبه )) ‪ ،‬سدّدُوا وقارِبُوا وأبشِرُوا )) ‪ ((،‬بُعثتُ بالنيفيّة‬
‫سرُه )) ‪.‬‬
‫السّمْحةِ )) ‪ (( ،‬خَ ْيرُ دينكم أْي َ‬
‫عُرِضتْ على شاعرٍ معاصرٍ ف دول ٍة وزار ٌة يتولّها ‪ ،‬على أنْ يترُك طموحاتِه‬
‫ورسالتِه وأطرُوحاتِه القّةِ ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫فؤادي حُرا طليِقا غريبا‬ ‫خُذوا كلّ دنياكُ ُم واتركُوا‬
‫وإنْ ِخلُْتمُون وحيدا سليِنا‬ ‫فإنّي أعْظمُكم ثروةً‬
‫***************************************‬
‫*****‬
‫س للرّاحةِ‬
‫أُسُ ٌ‬
‫ف ملّةِ ( أهلً وسهلً ) بتاريخ ‪1415 / 4 / 3‬هـ مقالةٌ بعنوان « عشرون‬
‫وصف ٍة لتجّنبِ القلق » بقلم د ‪ .‬حسان شسي باشا ‪.‬‬
‫من معان هذه القالةِ ‪:‬‬
‫إنّ الج َل قد فُرِغ منهُ ‪ ،‬وإنّ كلّ شيءٍ بقضاءٍ وقدرٍ ‪ ،‬فل يأْسفِ العبدُ ‪ ،‬ول‬
‫يزنْ على ما يري ‪ .‬إنّ رزق الخلوقِ عند الال ِق ف السماءِ ‪ ،‬فل يلكُه أحدٌ ‪ ،‬ول‬
‫ب بمومِه وغمومِه ‪ ،‬وانتهى فلنْ‬ ‫يتصرّفُ فيه قومٌ ‪ ،‬ول ينعُه إنسانٌ ‪ .‬وإنّ الاضي قدْ ذَ َه َ‬
‫يعود‪ ،‬ولو اجتمع العالُ بأسْرِه على إعادتِه ‪ .‬وإنّ الستقبل ف عا ِل الغيْبِ ‪ ،‬ول يضرْ إل‬
‫الن ‪ ،‬ول يستأذِن عليك ‪ ،‬فل تسْتدْعِهِ حت يأت ‪ .‬وإنّ الحسان إل الناسِ يُضفي على‬
‫القلبِ سرورا ‪ ،‬وعلى الصدرِ انشراحا ‪ ،‬وهو يعودُ على مُسديِه أعْ َظمَ بركةٍ وثوابٍ‬
‫وأجرٍ وراحةٍ منْ أُسدي إليهِ ‪.‬‬
‫سبّ والشّتْمِ‬‫ومنْ شِيم الؤمنِ عدمُ الكتراثِ بالنقْدِ الائر الظالِ ‪ ،‬فلمْ َيسَْلمْ من ال ّ‬
‫حت ربّ العالي ‪ ،‬الذي هو الكاملُ الليلُ الميلُ ‪ ،‬تقدّستْ أساؤُه ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قلتُ ف أبياتٍ ل ‪:‬‬
‫ويظلّ يُ ْقلِقُ قلْبَك الرهابُ‬ ‫فعلم َتحْرِقُ أدمُعا قد وُضّئتْ‬
‫نام اللِيّ تَفَتّحتْ أبوابُ‬ ‫وكّلْ با ربّا جليلً كلّما‬
‫*************************************‬
‫احْذرِ العِشق‬
‫إياك و ِعشْق الصّورِ ‪ ،‬فإنّها همّ حاضِر ‪ ،‬وكَ َدرٌ مستمرّ ‪ .‬منْ سعادةِ السلمِ يُعدُه‬
‫ت الشعرا ِء وو ِلهِم وعشقِهم ‪ ،‬وشكواهُم الجْر والوصْل والفراق ‪ ،‬فإنّ هذا‬ ‫عنْ تأوّها ِ‬
‫خذَ إَِل َههُ َهوَاهُ وَأَضَ ّلهُ ال ّلهُ عَلَى عِ ْلمٍ وَخََتمَ عَلَى َس ْم ِعهِ‬
‫منْ فراغ القلبِ ﴿ أَ َفرَأَيْتَ َمنِ اّت َ‬
‫صرِهِ غِشَاوَةً ﴾ ‪.‬‬
‫وَقَلِْبهِ وَ َجعَ َل عَلَى َب َ‬
‫فمنِ الُطالبُ والقتيلُ القاتِ ُل‬ ‫وأنا الذي جََلبَ النيّة طَ ْرفُهُ‬
‫والعن ‪ :‬إنن أستحقّ وأستأهلُ ما ذُقتُ من اللِ والسرةِ ؛ لنن التسّببُ العظمُ‬
‫فيما جرى ل ‪.‬‬
‫وآخرُ أندلسّ يتباهى بكثرةِ هيامِه وعشقِه وولِهِ ‪ ،‬فيقولُ ‪:‬‬
‫ورُوّع بالوى حيّ ومْيتُ‬ ‫س قبْلي‬ ‫ق النّا ُ‬
‫شكا أل الفِرا ِ‬
‫ت ول رأْيتُ‬ ‫فإنّي ما سع ُ‬ ‫وأمّا مِثْلما ض ّمتْ ضلوعي‬
‫ولو ضمّ بي ضلوع ِه التقوى والذْكر وروحانيّ ًة وربّانيّةً ‪ ،‬لَ َوصَلَ إل القّ ‪ ،‬ولَعَرَ‬
‫نغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ َن ْزغٌ فَاسَْت ِعذْ‬
‫الدليل ‪ ،‬ولبصر الرّشد ‪ ،‬وَلسَلَك الادّة ‪ ﴿ :‬وَِإمّا يَ َ‬
‫﴾‬ ‫صرُونَ‬
‫س ُهمْ طَائِفٌ ّمنَ الشّيْطَانِ َتذَ ّكرُواْ َفِإذَا هُم مّبْ ِ‬
‫بِال ّلهِ ﴾ ‪﴿ ،‬إِنّ اّلذِينَ اّتقَواْ ِإذَا َم ّ‬
‫‪.‬‬
‫إنّ ابن القّيمِ عال هذهِ السألة علجا شافيا كافيا ف كتابِهِ (الدا ُء والدواءُ)‬
‫فليُرْ َجعْ إليهِ‪.‬‬
‫إن للعشق أسبابا منها ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪.1‬فراغُ منْ حُبّه سبحانه وتعال وذكْرِهِ وشُكرِه وعبادتِهِ ‪.‬‬
‫‪.2‬إطلقُ البصرِ ‪ ،‬فإن ُه رائ ٌد يلبُ على القلبِ أحزانا وهوما ‪﴿ :‬‬
‫حفَظُوا ُفرُو َج ُهمْ ﴾‪،‬‬
‫قُل لّ ْلمُ ْؤمِِنيَ َيغُضّوا ِمنْ أَْبصَارِ ِهمْ وََي ْ‬
‫((النظر ُة سهمٌ منْ سهامِ إبليس))‪.‬‬
‫إل كلّ عيٍ أتعبتْكَ الناظِ ُر‬ ‫وأنت مت أرسلت طرْفك‬
‫عليه ول عنْ بعضِهِ أنت صابِرُ‬ ‫رأيت الذي ل كُلّه أنت قادرٌ‬
‫‪.3‬التقصيُ ف العبوديّةِ ‪ ،‬والتقصيُ ف الذّكْرِ والدّعا ِء والنوافلِ ﴿ إِنّ‬
‫حشَاء وَاْلمُن َكرِ ﴾ ‪.‬‬
‫الصّلَاةَ تَ ْنهَى َعنِ اْل َف ْ‬
‫أمّ دوا ُء العِشْقِ ‪ ،‬فمنْهُ ‪:‬‬
‫صيَ ﴾ ‪.‬‬
‫حشَاء إِّنهُ ِمنْ عِبَادِنَا اْل ُمخْلَ ِ‬
‫صرِفَ عَ ْنهُ السّوءَ وَاْل َف ْ‬
‫﴿ َكذَلِكَ لَِن ْ‬
‫‪.1‬النطراحُ على عتباتِ العبوديّةِ ‪ ،‬وسؤالُ الول الشّفاء والعافية ‪.‬‬
‫جهُمْ ﴾ ‪﴿ ،‬‬
‫ُفرُو َ‬ ‫حفَظُوا‬
‫‪.2‬وغضّ البصرِ وح ْفظُ الف ْرجِ ﴿ وََي ْ‬
‫وَاّلذِينَ ُهمْ ِل ُفرُو ِجهِمْ حَا ِفظُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫‪.3‬وهجْرُ ديارِ منْ تعلّق ب ِه القلبُ ‪ ،‬وتركُ بيتهِ وموطنِهِ وذكْرِهِ ‪.‬‬
‫إِّن ُهمْ كَانُوا ُيسَا ِرعُونَ فِي‬ ‫﴿‬ ‫‪.4‬والشتغالُ بالعمالِ الصالةِ ‪:‬‬
‫اْلخَ ْيرَاتِ وََي ْدعُونَنَا َرغَبا وَرَهَبا ﴾ ‪.‬‬
‫﴿‬ ‫‪،‬‬ ‫الّنسَاء ﴾‬ ‫فَان ِكحُواْ مَا طَابَ لَكُم ّمنَ‬ ‫﴿‬ ‫‪.5‬والزّواجُ الشّرْعيّ‬
‫َو ِمنْ آيَاِتهِ أَنْ خَ َلقَ لَكُم ّمنْ أَن ُفسِ ُكمْ َأزْوَاجا لَّتسْكُنُوا إِلَ ْيهَا‬
‫﴾ ‪ (( ،‬يا معشر الشبابِ ‪ ،‬منِ استطاع منكمُ الباءة‬
‫فليتزوّجْ )) ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫حقوقُ الخ ّوةِ‬
‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬
‫ما يُسعدُ أخاك السلم أنْ تُناديهِ بأحبّ الساءِ إليهِ ‪.‬‬
‫ول أُلقّبُهُ والسّوْ َءةُ اللّقبُ‬ ‫ُأكْنِيهِ حي أُناديِه لُكرِمهُ‬
‫سمُك ف‬
‫وأنْ تشّ وتَبَشّ ف وجهِه (( ولو أنْ تلْقى أخاك بوجه ط ْلقٍ )) ‪ (( ،‬تب ّ‬
‫وجهِ أخيك صدقةٌ )) ‪ .‬وأ ْن تشجّعهُ على الديثِ معك – أي تتركَ له فرصةً ليتكلّم‬
‫عنْ نفسِه وعن أخبارِهِ – وتأل عنْ أمورِه العامّ ِة والاصّةِ ‪ ،‬الت ل حَ َرجَ ف السؤالِ عنها‬
‫‪ ،‬وأنْ تتمّ بأموره (( منْ ل يهتمّ بأمرِ السلمي فليس منهمْ )) ‪ ﴿ ،‬وَاْلمُ ْؤمِنُونَ‬
‫ض ُهمْ أَوْلِيَاء َبعْضٍ ﴾ ‪.‬‬
‫وَاْلمُ ْؤمِنَاتُ َبعْ ُ‬
‫ومنها ‪ :‬أنْ ل تلومه ول تعْذله على شيءٍ مضى وانتهى ‪ ،‬ول ترجه بالزاحِ ‪:‬‬
‫(( ل تُمارِ أخاك ول تُمازِحْه ‪ ،‬ول تعِدهُ موعدا فُتخْلِفه )) ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫« أسرارٌ ف الذنوبِ ‪ ..‬ولكنْ ل تذنبْ ! »‬
‫ذكر بعضُ أهلِ العلمِ ‪ :‬أنّ الذنب كالْتمَ على العبد ‪ ،‬ومنْ أسرارها بعد التوبةِ ‪:‬‬
‫جبِ ‪ ،‬وكثرةُ الستغفارِ والتوبةُ والناب ُة والتّوجّهُ والنكسارُ والندامة ‪،‬‬ ‫قصْمُ ظهر ال ُع ْ‬
‫ووقوع القضا ِء والقدرِ ‪ ،‬والتّسليمُ بعبوديّةِ مُقابلةِ القضاءِ والقدرِ ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬تقّقُ أساءِ الِ السن وصفاتِه العُلى مثلِ ‪ :‬الرحيمِ والغفورِ والّتوّابِ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫ا ْط ُلبِ الرزق ول ت ِرصْ‬

‫سبحان الال ِق الرازقِ ‪ ،‬أعطى الدود َة رزقها ف الطّيِ ‪ ،‬والسمكة ف الاءِ ‪،‬‬
‫صمّاءِ ‪.‬‬
‫والطائ َر ف الواءِ ‪ ،‬والنملةَ ف الظّلماءِ ‪ ،‬واليّة بي الصخورِ ال ّ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫َذكَرَ ابنُ الوزيّ لطيفةً من اللّطائفِ ‪ :‬أنّ حيّةُ عمياء كانتْ ف رأسِ نلةٍ ‪ ،‬فكان‬
‫يأتيها عصفورٌ بلح ٍم ف فمِه ‪ ،‬فإذا اقترب منها َو ْر َورَ وصفّرَ ‪ ،‬فتفتحُ فاها ‪ ،‬فيضعُ اللحم‬
‫‪.‬‬ ‫طَاِئرٍ يَطِيُ ِبجَنَاحَ ْيهِ إِلّ ُأمَمٌ َأمْثَالُكُم ﴾‬ ‫وَلَ‬ ‫﴿‬ ‫فيهِ سبحان منْ سخرّ هذا لذِه‬
‫فاسألهُ منْ ذا بالسّمومِ حشاكا‬ ‫وإذا ترى الثعبان ين ُفثُ ُسمّهُ‬
‫ل فاكا‬
‫سمّ َيمْ ُ‬
‫تيا وهذا ال ّ‬ ‫واسألهُ كيف تعيشُ يا ثعبانُ أو‬
‫ب صباح مساء ‪ ،‬فقيل لا ‪ ﴿ :‬يَا‬ ‫كانتْ مريُ عليها السلمُ يأتيها رزقُها ف الحرا ِ‬
‫َمرْيَمُ أَنّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ ِمنْ عِندِ ال ّلهِ إنّ ال ّلهَ َي ْر ُزقُ مَن َيشَاءُ ِبغَ ْيرِ ِحسَابٍ ﴾ ‪.‬‬
‫لقٍ ّنحْنُ َنرْزُقُ ُكمْ وَإِيّا ُهمْ‬
‫ل تز ْن فرزقُك مضمونٌ ﴿ وَلَ َتقْتُلُواْ أَوْ َلدَكُم ّمنْ إ ْم َ‬
‫﴾ ‪ .‬لتعلم البشريّةُ أ ّن رازق الوالدِ ‪ ،‬هو الذي ل يلدْ و ْل يولدْ ‪.‬‬
‫﴿ وَلَ َتقْتُلُواْ أَوْلدَ ُكمْ َخشَْيةَ ِإمْلقٍ ّنحْنُ َنرْزُ ُق ُهمْ وَإِيّاكُم ﴾ إنّ صاحب الزائنِ‬
‫الكبى جلّ ف عل ُه قد تكفّل بالرزقِ ‪ ،‬فِبم القلقُ والزعي ُم بذلك الُ ؟!‬
‫﴿ فَابَْتغُوا عِندَ ال ّلهِ الرّ ْزقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْ ُكرُوا َلهُ ﴾ ‪.‬‬
‫س ِقيِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَاّلذِي هُوَ يُ ْط ِعمُنِي وََي ْ‬
‫*****************************************‬
‫وقفـــة‬
‫« أمّا الصلةُ فشأُنا ف تفريغِ القلبِ وتقويتِه ‪ ،‬وشرْحِه ‪ ،‬وابتهاجهِ ولذّتِه ‪ ،‬أكبَرْ‬
‫ح بالِ ‪ ،‬وقُربِه والتّنعّمِ بذكرِهِ ‪ ،‬والبتهاجِ بُناجاتِه ‪،‬‬
‫شأنٍ ‪ ،‬وفيها اتّصا ُل القلبٍ والرّو ِ‬
‫والوقوفِ بي يديْهِ ‪ ،‬واستعمالِ جي ِع البد ِن وقُواهُ وآلتِهِ ف عبوديِّتهِ ‪ ،‬وإعطاءِ كلّ عضو‬
‫حظّه منها ‪ ،‬واشتغالِه عن التّعلّقِ باللقِ ومُلبستِهم ومُحاوَرَتِهم ‪ ،‬وانذاب قوى قلبِهِ‬
‫وجوار ِحهِ إل ربّه وفاطرِهِ ‪ ،‬وراحتهِ م ْن عدوّه حالة الصلةِ ما صارتْ بهِ منْ أكبِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الدويةِ والفرحاتِ والغذيِ ِة الت ل تُلئمُ إل القلوب الصحيحة ‪ .‬وأمّا القلوبُ العليلةُ‬
‫فهي كالبدانِ ‪ ،‬ل تُناسبها إ ّل الغذيةُ الفاضل ُة » ‪.‬‬
‫« فالصلةُ منْ أكبِ العوْنِ على تصيلِ مصالِ الدنيا والخرةِ ‪ ،‬ودفْع مفاسِد‬
‫الدنيا والخرةِ ‪ ،‬وهي منْهاةٌ عن الْثمِ ‪ ،‬ودافعةٌ لدواءِ القلوبِ ‪ ،‬ومطْردةٌ للداءِ عن‬
‫السدِ ‪ ،‬ومَُنوّرةٌ للقلبِ ‪ ،‬ومُبيّضةٌ للوجهِ ‪ ،‬ومنشّطةٌ للجوارحِ والنفْسِ ‪ ،‬وجالِبةٌ للرزقِ ‪،‬‬
‫ودافعةٌ للظّ ْلمِ ‪ ،‬وناصِرةٌ للمظلوم ‪ ،‬وقامعةٌ لخلطِ الشّهواتِ ‪ ،‬وحافظةٌ للنعمةِ ‪ ،‬ودافعةٌ‬
‫للنقمةِ ‪ ،‬ومُنلةٌ للرحةِ ‪ ،‬وكاشفةٌ للغّم ِة » ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫شريعةٌ سَمْحةٌ‬
‫خمِ ‪ ،‬يتجلّى‬‫مّا يُف ّرحُ العبد السلم ‪ ،‬ما ف الشريعةِ من الثّوابِ الزي ِل والعطاءِ الض ْ‬
‫ت العشْرِ ‪ ،‬كالتوحيدِ وما يكفّرُه من الذنوبِ ‪ .‬والسناتِ الاحيةِ ‪،‬‬ ‫ذلك ف الكفّرا ِ‬
‫كالصلةِ ‪ ،‬والمعةِ إل المعةِ ‪ ،‬والعمرةِ إل العمرةِ ‪ ،‬والجّ ‪ ،‬والصومِ ‪ ،‬ونو ذلك من‬
‫العمالِ الصالةِ ‪ .‬وما هناك منْ مُضاعَفَةِ العمالِ الصالةِ ‪ ،‬كالسنةِ بعشرِ أمثالِها إل‬
‫سبعمائ ِة ضِعفٍ إل أضعافٍ كثيةٍ ‪ .‬ومنها التوبةُ تُبّ ما قبلها من الذنوبِ والطايا ‪.‬‬
‫ومنها الصائبُ الكفّر ُة فل يصيبُ الؤمن منْ أذىً إل كفّ َر الُ بهِ منْ خطاياهُ ‪ .‬ومنها‬
‫ب وقت الوتِ ‪ .‬ومنها‬ ‫دعواتُ السلمي لهُ بظهْرِ الغيبِ ‪ .‬ومنها ما يُصيبُه من الكرْ ِ‬
‫شفاعةُ السلمي له وقت الصلةِ عليهِ ‪ .‬ومنها شفاعةُ سيّد اللقِ ‪ ،‬ورحةُ أرحم‬
‫حصُوهَا ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَأَسْبَ َغ عَلَيْ ُكمْ ِن َع َمهُ‬
‫الراحي تبارك وتعال ﴿ وَإِن َت ُعدّواْ ِن ْع َمةَ ال ّلهِ لَ ُت ْ‬
‫ظَا ِهرَةً وَبَاطَِنةً ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫ك أَنتَ الْأَ ْعلَى ﴾‬
‫﴿ لَا َتخَفْ ِإنّ َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أوجس موسى ف نفسِهِ خِيفةً ثلث مرّاتٍ ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عندما دخل ديوان الطاغيةِ فرعون ‪ ،‬فقال ‪ ﴿ :‬إِنّنَا َنخَافُ أَن َي ْفرُطَ‬
‫‪ ،‬قال الُ ‪ ﴿ :‬قَالَ لَا َتخَافَا إِنّنِي َمعَكُمَا أَ ْسمَعُ وََأرَى ﴾ ‪.‬‬ ‫طغَى ﴾‬
‫عَلَيْنَا أَوْ أَن يَ ْ‬
‫وحقِيقٌ بالؤمنِ أن تكون ف ذاكرتهِ وف خلدِه ‪ :‬ل تفْ ‪ ،‬إنن أسعُ وأرى ‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬عندما ألقى السحرةُ ِعصِيّهم ‪ ،‬فأوْجس ف نفسِه خيِفةً موسى ‪.‬‬
‫فقال ال تعال ‪ ﴿ :‬لَا َتخَفْ إِنّكَ أَنتَ اْلَأعْلَى ﴾ ‪.‬‬
‫ضرِب ّب َعصَاكَ ﴾ وقال موسى‪:‬‬
‫الثالثةُ ‪ :‬لا أتْبعهُ فرعونٌ بنودِه ‪ ،‬فقال له الُ ‪﴿ :‬ا ْ‬
‫﴿كَلّا إِنّ َمعِيَ رَبّي سََيهْدِينِ ﴾ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫إياك وأربعا‬
‫ث ضنْكَ العيشةِ و َك َدرَ الاطرِ وضيِ َق الصّ ْدرِ ‪:‬‬
‫أربعٌ تُور ُ‬
‫ل وقدرِه ‪ ،‬و َعدَمُ الرّضا بهِ ‪.‬‬ ‫الول ‪ :‬التّس ّ‬
‫خطُ من قضاءِ ا ِ‬
‫الثانيةُ ‪ :‬الوقوعُ ف العاصي بل توبةٍ ﴿ قُلْ ُهوَ مِ ْن عِندِ أَْن ُفسِ ُكمْ ﴾ ‪ ﴿،‬فَِبمَا‬
‫َكسَبَتْ أَْيدِيكُمْ ﴾ ‪.‬‬
‫الثالثةُ ‪ :‬القدُ على الناسِ ‪ ،‬و ُحبّ النتقامِ منهمْ ‪ ،‬و َح َ‬
‫سدُهم على ما آتا ُه ُم الُ‬
‫س عَلَى مَا آتَا ُهمُ ال ّلهُ مِن َفضْ ِلهِ ﴾ ‪ (( ،‬ل راحة‬
‫حسُدُونَ النّا َ‬
‫منْ فضلِه ﴿ أَمْ َي ْ‬
‫لسودِ )) ‪.‬‬
‫شةً ضَنكا‬
‫الرابعةُ ‪ :‬العراضُ عنْ ذك ِر الِ ﴿ َو َمنْ َأ ْع َرضَ عَن ذِ ْكرِي فَِإنّ َلهُ َمعِي َ‬
‫﴾‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫اس ُك ْن إل ربّك‬
‫راحةُ العبدِ ف سكونِه إل ربّه سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫وقد َذكَ َر الُ السكينةَ ف مواطن منْ كتابِه عزّ من قائلٍ ‪ ،‬فقال ‪َ ﴿ :‬أَنزَلَ ال ّلهُ‬
‫سَكِينََتهُ عَلَى رَسُوِلهِ َوعَلَى اْلمُ ْؤمِنِيَ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬فأَنزَلَ السّكِيَن َة عَلَ ْيهِمْ ﴾ ‪ُ ﴿ ،‬ثمّ أَنَزلَ ال ّلهُ‬
‫سَكِينََتهُ عَلَى رَسُوِلهِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَأَنزَلَ ال ّلهُ سَكِينََت ُه عَلَ ْيهِ ﴾ ‪.‬‬
‫والسّكينةُ هي ثباتُ القلبِ إل الرّبّ ‪ ،‬أو رسوخُ النان ثقةً بالرحنِ ‪ ،‬أو سُكُونُ‬
‫الاط ِر توكّلً على القادرِ ‪ .‬والسكينةُ هدو ُء لواعِ ِج النفْسِ وسكونُها ‪ ،‬واستئناسُها‬
‫ورُكُودُها وعدمُ تفلّتِها ‪ ،‬وهي حالةٌ من المنِ ‪َ ،‬يحْظَىَ با أهلُ اليانِ ‪ ،‬تُنقذُ ُهمْ منْ‬
‫خطِ ‪ ،‬وهي بسب ولي ِة العبدِ لربّه ‪،‬‬ ‫ك والتّس ّ‬ ‫مزالقِ اليْر ِة والضطرابِ ‪ ،‬ومهاوي الشّ ّ‬
‫ع رسولِهِ ‪ ،‬وتسّكِه بدْيِه ‪ ،‬وحبّه‬ ‫وذكْرِه وشُكرِه لولهُ ‪ ،‬واستقامتِه على أمرهِ ‪ ،‬واتّبا ِ‬
‫لالقِهِ ‪ ،‬وثقتِه ف مالكِ أمرهِ ‪ ،‬والعراضِ عمّ سواهُ ‪ ،‬وهجْر ما عداهُ‪ ،‬ل يدعو إل ال‪،‬‬
‫ول يعبدُ إل أياهُ ﴿ يُثَبّتُ ال ّلهُ اّلذِينَ آمَنُواْ بِاْلقَوْلِ الثّابِتِ فِي اْلحَيَا ِة الدّنْيَا وَفِي ال ِخرَةِ‬
‫﴾‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫كلمتان عظيمتان‬
‫قال المامُ أحد ‪ :‬كلمتان نفعن الُ بما ف الحنةِ‬
‫ب المْرِ ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أحدُ ‪ ،‬اثبتْ ‪ ،‬فإنك تُجلدُ ف‬
‫الول ‪ :‬لر ُجلٍ حُبس ف شر ِ‬
‫السّنّةِ ‪ ،‬وأنا ُجِلدُتُ ف المرِ مرارا ‪ ،‬وق ْد صبْتُ ‪ ﴿ .‬إِن تَكُونُواْ َتأَْلمُونَ فَإِّن ُهمْ يَأَْلمُونَ‬
‫‪ ﴿ ،‬فَاصِْبرْ إِنّ َو ْعدَ ال ّلهِ َحقّ وَلَا‬ ‫لَ َيرْجُونَ ﴾‬ ‫َكمَا َتأْلَمونَ وََترْجُونَ ِمنَ ال ّلهِ مَا‬
‫‪.‬‬ ‫اّلذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾‬ ‫َيسَْتخِفّنّكَ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الثانيةُ ‪ :‬لعرابّ قال للمامِ أحد – والمامُ أح ُد قدْ أُ ِخذَ إل الْبسِ ‪ ،‬وهو مقّيدٌ‬
‫شرُهُمْ‬
‫بالسلسلِ ‪ :‬يا أحدُ ‪ ،‬اصبْ ‪ ،‬فإنّما تُقتل منْ هنا ‪ ،‬وتد ُخلُ النة منْ هنا ‪ ﴿ .‬يَُب ّ‬
‫رَّبهُم ِبرَحْ َمةٍ مّ ْنهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنّاتٍ ّل ُهمْ فِيهَا َنعِيمٌ ّمقِيمٌ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫منْ فوائدِ الصائبِ‬
‫استخرجُ مكنونِ عبوديةِ الدعاءِ ‪ ،‬قال أحدُهم ‪ :‬سبحان منِ استخرج الدعاء‬
‫بالبلءِ ‪ .‬وذكَرُوا ف الثرِ ‪ :‬أنّ ال ابتلى عبدا صالا منْ عبادِهِ ‪ ،‬وقال للئكتِه ‪ :‬لسع‬
‫صوتهُ ‪ .‬يعن ‪ :‬بالدعا ِء واللْاحِ ‪.‬‬
‫ومنها ‪َ :‬كسْرُ جاحِ النفسِ وغيّها ؛ ل ّن ال يقول ‪ ﴿ :‬كَلّا ِإنّ الْإِنسَانَ لَيَ ْطغَى{‬
‫‪ }6‬أَن رّآهُ اسَْتغْنَى ﴾ ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬عطفُ الناسِ وحبّهم ودعاؤُهم للمصابِ ‪ ،‬فإنّ الناس يتضامنون‬
‫ويتعاطفون مع منْ أُصيب ومنِ ابتُلي ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬ص ْرفُ ما هو أعظمُ منْ تلك الصيبةِ ‪ ،‬فغنها صغيةٌ بالنسب ِة لكب منها ‪،‬‬
‫ثّ هي كفّارةٌ للذنوبِ والطايا ‪ ،‬وأجرٌ عند الِ ومثوبةٌ ‪ .‬فإذا عَِل َم العبدُ أنّ هذه ثارُ‬
‫الصيبةِ أنس با وارتاح ‪ ،‬ول ينعجْ ويَقْنطْ ﴿ إِّنمَا يُوَفّى الصّاِبرُونَ أَ ْجرَهُم ِبغَ ْيرِ‬
‫ِحسَابٍ ﴾ ‪.‬‬
‫************************************‬
‫العلم هُدى وشِفا ٌء ‪:‬‬
‫َذكَرَ ابنُ حزمٍ ف ( مُداواة النفوس ) أنّ م ْن فوائدِ العلمِ ‪ :‬نَفْيَ الوسواسِ عن‬
‫النّفْسِ ‪ ،‬وطرْ َد المومِ والغمومِ والحزانِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وهذا كلمٌ صحيحٌ خاصّةً لنْ أحبّ العِلْم وشغف به وزاولهُ ‪ ،‬وعمل به وظهر‬
‫عليه نفْعُه وأثرُه ‪.‬‬
‫فعلى طالبِ العلمِ أن يوزّع وقته ‪ ،‬فوقتٌ للحفْظِ والتكرارِ والعادةِ ‪ ،‬ووقتٌ‬
‫ج ْمعِ والتّرتيبِ ‪ ،‬ووقتٌ للتأمّلِ والتدبّرِ ‪.‬‬ ‫ط ‪ ،‬ووقتٌ لل َ‬
‫للمطالعةِ العامّ ِة ‪ ،‬ووقتٌ للستنبا ِ‬
‫وهامةُ ِهمّتِ ِه ف الثّريّا‬ ‫ل رِ ْجلُه ف الثّرى‬
‫فكُنْ رجُ ً‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫عسى أن يكون خيا‬
‫ج ف الفرج ) ‪َ :‬ذكَرَ منْ كلمِ أهلِ العلمِ ما‬ ‫للسيوطي كتابٌ بعنوان ( الر ُ‬
‫مموعُه يُفيدُنا أنّ الحَابّ كثيةٌ ف الكارهِ ‪ ،‬وأنّ الصائب تُسفرُ عن عجائب وعن‬
‫رغائب ل يُدركُها العبدُ ‪ ،‬إل بعد تكشّفِها وانلئِها ‪.‬‬
‫نوائب هذا الدّهرِ أمْ كيف يْذرُ‬ ‫ل َعمْرُك ما يدري الفت كيف يتّقي‬
‫وما ل يرى ما يقِي الُ َأكْبَرُ‬ ‫يرى الشيء مّا يُتّقى فيخافُه‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫السعادةُ موهبةٌ ربّانيّة‬
‫ليس عجبا أنْ يكون هناك نفرٌ من الناسِ يلسون على الرصفةِ ‪ ،‬وهم ُعمّالٌ ل‬
‫يدُ احدُهم إل ما يكفي يومه وليلته ‪ ،‬ومع ذلك يبتسمون للحياةِ ‪ ،‬صدورُهم منشرِحةٌ‬
‫وأجسامُهم قويةٌ ‪ ،‬وقلوبُهم مطمئنّةٌ ‪ ،‬وما ذلك إل لنّهم عَرَفوا أنّ الياة إنا هي اليومُ ‪،‬‬
‫ول يشتغلوا بتذكّرِ الاضي ول بالستقبلِ وإنا أفنوْا أعمارهم ف أعمالِهم ‪.‬‬
‫على النّجاةِ ب ْن قدْ عاش أو هلكا‬ ‫وما أُبال إذا نفسي تطاوعُن‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقارِنْ بي هؤلء وبي أناسٍ يسكنون القصور والدّور الفاخرة ‪ ،‬ولكنّهمْ بَقُوا ف‬
‫فراغٍ وهواجس ووساوس ‪ ،‬فشتتهُ ُم المّ ‪ ،‬وذهب بم كلّ مذهبِ ‪.‬‬
‫فكُ ّل بعي ٍد ال ّم فيها مُعذّبُ‬ ‫لا الُ ذي الدّنيا مُناخا لراكِبٍ‬
‫*****************************************‬
‫****‬
‫ال ّذ ْكرُ الميلُ عمرٌ طويلٌ‬
‫منْ سعادِة العبدِ السلمِ أنْ يكون لهُ عمرٌ ثانٍ ‪ ،‬وهو ال ّذكْرُ السنُ ‪ ،‬وعجبا لنْ‬
‫وجد الذكْر السنَ رخيصا ‪ ،‬ولْ يشترِهِ بالِه وجاهِه وسعيِه وعملِه ‪.‬‬
‫وقدْ سبق معنا أنّ إبراهيم عليهِ السلمُ طلب م ْن ربّه لسان صدْقٍ ف الخرِين ‪،‬‬
‫وهو ‪ :‬الثّناءُ السنُ ‪ ،‬والدعاءُ له ‪.‬‬
‫وعجبْتُ لُناسٍ خلّدوا ثناءً حسنا ف العالِ ُبسْ ِن صنيعهِم وبكرمهِم وبذْلِهم ‪،‬‬
‫حت إنّ ُعمَرَ سأل أبناء هرِم بنِ سنانٍ ‪ :‬ماذا أعطاكمْ زهيٌ ‪ ،‬وماذا أعطيتُموهُ ؟ قالوا ‪:‬‬
‫َمدَحَنا ‪ ،‬وأعطيناهُ مالً ‪ .‬قال عمرُ ‪ :‬ذهب والِ ما أعطيتموهُ ‪ ،‬وبقي ما أعطاكمْ ‪.‬‬
‫يعن ‪ :‬الثناءُ والديحُ بقي لمْ أبد الدّهرِ ‪.‬‬
‫عند السّرورِ الذي واساك ف الزنِ‬ ‫أول البِيّةِ طُرّا أنْ تُواسِيهُ‬
‫منْ كان يألفُهم ف النلِ الشنِ‬ ‫إن الكرام إذا ما أُر ِسلُوا ذكرُوا‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫أُمّهاتُ الراثي‬
‫ت فيهم ‪:‬‬‫ث قصائد خلّدتْ م ْن قِيل ْ‬ ‫هناك ثل ُ‬
‫ابنُ بقيّة الوزيرُ الشهيُ ‪ ،‬قتلهُ َعضُدُ الدولةِ ‪ ،‬فرثاهُ أبو الس ِن النباريّ بقصيدتِه‬
‫الرائعةِ العامرةِ ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لقّ تِلْك إحدى الُعجزاتِ‬ ‫عُُلوّ ف الياةِ وف الماتِ‬
‫وفو ُد نداك أيام الصّلتِ‬ ‫كأنّ الناس حوْلك حي قاموا‬
‫وهمْ وقفُوا قِياما للصّلةِ‬ ‫كأنّك واقِفٌ فيهم خطيبا‬
‫كمدّها إليهمْ بالِباتِ‬ ‫مددت يديْك نوهُو اختفاءً‬
‫يُواروا فيه تلك الكْرُماتِ‬ ‫ولا ضاق بط ُن الرضِ عنْ أنْ‬
‫عليك اليوم صوت النّائِحاتِ‬ ‫أصاروا الوّ قبك واستعاضوا‬
‫لنّك ُنصْب هطْلِ الاطِلتِ‬ ‫وما لك تُربةٌ فأقولُ تُسقى‬
‫بتبيكِ الفؤادِ الرّائِحاتِ‬ ‫عليك تيّة الرحنِ تتْرى‬
‫بُراسٍ وحُفّاظٍ ثقاتِ‬ ‫لِع ْظمِك ف النّفُوسِ تباتُ تُرعى‬
‫كذلك كُنت أيام الياةِ‬ ‫وتُوقدُ حولك النيانُ ليلً‬
‫ما أجل العباراتِ ‪ ،‬وما أجل البياتِ ‪ ،‬وما أنْبَلَ هذهِ الُثُل ‪ ،‬وما أضخم هذهِ‬
‫العان ‪ .‬ال ما أجْملها من أوسةٍ ‪ ،‬وما أحسنها من تِيجان !!‬
‫ت والِ‬ ‫لّا سع هذه البيات عضدُ الدولة الذي قتلهُ ‪ ،‬دمعتْ عيناه وقال ‪ :‬ودد ُ‬
‫ت وصُلِبْتَ ‪ ،‬وقيِلتْ فّ ‪.‬‬
‫أنن قُتل ُ‬
‫ويُقتلُ ممدُ بنُ حيدٍ الطوسيّ ف سبي ِل الِ ‪ ،‬فيقولُ أبو تام يرثيه ‪:‬‬
‫فليْس لِعَيْنٍ ل يفِضْ ماؤها ُع ْذرُ‬ ‫كذا فليجلّ الطبُ وليَفْدحِ المرُ‬
‫وأصبح ف شُغلٍ عن السّف ِر السّفرُ‬ ‫تُوفّيتِ المالُ بعد م ّمدٍ‬
‫لا الليلُ إل وهي منْ سُْندُسٍ ُخضْرُ‬ ‫تردّ ثياب الوت ُحمْرا فما دَجَى‬
‫إل آخرِ ما قال ف تلك القصيدةِ الاتِعةِ ‪ ،‬فسمِعها العتصمُ ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما مات من‬
‫قِيلتْ فيه هذهِ البياتُ ‪.‬‬
‫ورأيتُ كريا آخر ف سللةِ قُتيبة بنِ مسلمٍ القائدِ الشهيِ ‪ ،‬هذا الكريُ بذل ماله‬
‫وجاههُ ‪ ،‬وواسى النكوبي ‪ ،‬ووقف مع الصابي وأعطى الساكي ‪ ،‬وأطعم الائعي ‪،‬‬
‫وكان ملذا للخائفي ‪ ،‬فلمّا مات ‪ ،‬قال أحدُ الشعراء ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ول مغرِبٌ غلّ لهُ فيهِ مادحُ‬ ‫مضى ابنُ سعيدٍ حي ل يبق مشرِقٌ‬
‫على الناسِ حت غيّبْتهُ الصّفائحُ‬ ‫وما كنتُ أدري ما فواضِلُ كفّهِ‬
‫وكانتْ به حيّا تضِيقُ الصّحاصحُ‬ ‫ض ضيّقٍ‬ ‫وأصبح ف لدٍ مِن الر ِ‬
‫فحسْبُك من ما تِنّ الوابِحُ‬ ‫سأبكيك ما فاضتْ دموعي فإنْ تفِضْ‬
‫ول بسرورٍ بعد موتِك فا ِرحُ‬ ‫فما أنا مِ ْن ُرزْءٍ وإنْ جلّ جازِعٌ‬
‫على أحدٍ إل عليك النّوائِحُ‬ ‫كأنْ ل يُمتْ حيّ سواك ول ت ُقمْ‬
‫لقد عظمتْ مِنْ قبلُ فيك الدائحُ‬ ‫لئنْ عظُمتْ فيك الراثي وذكْرُها‬
‫وهذا أبو نواس يكتبُ تاريخ الصيبِ أميِ ِمصْرِ‪ ،‬ويسجّل ف دفترِ الزمانِ اسه‬
‫فيقولُ ‪:‬‬
‫فأيّ بلدٍ بعدهنّ تزورُ‬ ‫إذا ل ت ُز ْر أرض الصيبِ ركابُنا‬
‫ولكنْ يسيُ الودُ حيثُ يسيُ‬ ‫فما جازهُ جودٌ ول حلّ دونه‬
‫ويعلمُ أنّ الدّائراتِ تدورُ‬ ‫فتً يشتري ُحسْن الثّناءِ بالِه‬
‫ث ل يذكُرُ الناسُ منْ حيا ِة الصيبِ ‪ ،‬ول منْ أيامِه إل هذهِ البيات ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫****‬
‫وقفــــــةٌ‬
‫((اللهمّ اقِسمْ لنا ِمنْ خشيتِك ما تُولُ به بيننا وبي معاصيك ‪ ،‬ومنْ طاعتِك ما‬
‫تُب ُلغُنا به جنّتك ‪ ،‬ومن اليقيِ ما تُهوّنُ به علينا مصائب الدنيا ‪ ،‬ومّتعْنا بأساعِنا‬
‫وأبصارِنا وقوّتِنا ما أحْييْتنا ‪ ،‬واجْعلْه الوارِث منا ‪ ،‬واجعلْ ثأرنا على منْ ظَ َلمَنا ‪،‬‬
‫صرْنا على منْ عادانا ‪ ،‬ول تعلْ مصيبتنا ف ديننِا ‪ ،‬ول تع ِل الدّنيا أكب هنا ‪ ،‬ول‬
‫وان ُ‬
‫مبلغ عِ ْلمِنا ‪ ،‬ول تُس ّلطْ علينا بذنوبنا منْ ل يرحُنا )) ‪.‬‬
‫قال عليّ بنُ مقلة ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وضاق لا بهِ الصّدرُ الرّحيبُ‬ ‫إذا اشتملتْ على اليأسِ القلوبُ‬
‫وأرستْ ف أماكنِها الطوبُ‬ ‫وأوْطنتِ الكار ُه واطمأّنتْ‬
‫ول أغن بِيلتِ ِه الريبُ‬ ‫ول تر لنكشافِ الضّرّوجها‬
‫يُنّ به القريبُ الُستجيِبُ‬ ‫أتاك على قُنُوطِك منهُ َغوْثٌ‬
‫فموصولٌ با فرجٌ قريبُ‬ ‫وكُلّ الادثاتِ وإن تناهتْ‬
‫****************************************‬
‫ربّ ل يظْلِمُ ول َي ْهضِمُ‬

‫أل يقّ لك أنْ َتسْعَدَ ‪ ،‬وأنْ تدأ وأنْ تسكن إل موعو ِد الِ ‪ ،‬إذا علمت أنّ ف‬
‫السماء ربّا عادلً ‪ ،‬وحكما مُنصفا ‪ ،‬أدخل امرأةُ النة ف كلبٍ ‪ ،‬وأدخل امرأ ًة النار ف‬
‫هِرّة ‪.‬‬
‫فتلك امرأةٌ بغيّ منْ بن إسرائيل ‪ ،‬سقتْ كلبا على ظمأٍ ‪ ،‬فغفر الُ لا وأدخلها‬
‫ص العملِ لِ ‪.‬‬‫النة ‪ ،‬لِا قام ف قلبِها منْ إخل ِ‬
‫وهذهِ حبست قطّةً ف غُرفةٍ ‪ ،‬ل هي أطعمتْها ‪ ،‬ول سقتْها ‪ ،‬ول تركتْها تأكلُ‬
‫ش الرضِ ‪ ،‬فأدخلها الُ النار ‪.‬‬
‫منْ خشا ِ‬
‫فهذا ينفعُك ويُثل ُج صدرك بيثُ تعلمُ أنه سبحانه وتعال يزي على القليلِ ‪،‬‬
‫ويُثيبُ على العملِ الصغيِ ‪ ،‬ويُكافئُ عبدهُ على القيِ ‪.‬‬
‫وعند البخاريّ مرفوعا ‪ (( :‬أربعون خصْلةً ‪ ،‬أعلها منِحةُ العنِ ما من عاملٍ‬
‫يعملُ بصلةٍ منها رجاء موعودِها وتصديق ثوابِها إل أدخله الُ النة )) ﴿ َفمَن َي ْعمَلْ‬
‫حسَنَاتِ ُيذْهِبْنَ‬
‫مِ ْثقَالَ ذَرّةٍ خَيْرا َيرَهُ{‪َ }7‬ومَن َي ْعمَلْ مِ ْثقَالَ ذَرّةٍ َشرّا َيرَهُ ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِنّ اْل َ‬
‫السّـيّئَاتِ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ف ّرجْ عنْ مكروبٍ ‪ ،‬وأعطِ مروما ‪ ،‬وانصرْ مظلوما ‪ ،‬وأطعمْ جائعا ‪ ،‬وا ْسقِ‬
‫ظامئا ‪ ،‬و ُعدْ مريضا ‪ ،‬وشيّع جنازةً ‪ ،‬وواسِ مصابا ‪ ،‬وُقدْ أُعْمى ‪ ،‬وأرشِدْ تائِها ‪،‬‬
‫وأكرم ضيفا ‪ ،‬وبِرّ جارا ‪ ،‬واحترمْ كبيا ‪ ،‬وارح ْم صغيا ‪ ،‬وابذُلْ طعامك ‪ ،‬وتصدّقْ‬
‫بدِرْهِك ‪ ،‬وأحسِنْ لفظك ‪ ،‬وكُفّ أذاك ‪ ،‬فإنه صدقةٌ لك ‪.‬‬
‫ت السامية ‪ ،‬منْ أعظمِ ما يلبُ السعادة ‪،‬‬ ‫إنّ هذه العان الميلة ‪ ،‬والصفا ِ‬
‫وانشراح الصدرِ ‪ ،‬وطر َد المّ والغمّ والقلق والزن ‪.‬‬
‫ل ِدرّ الُلُقِ الميلِ ‪ ،‬لو كان رجلً لكان َحسَ َن الشّارةِ ‪ ،‬طيّب الرائحةِ َحسَنَ‬
‫الذكْرِ ‪ ،‬باسِم الوجهِ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫***‬
‫اكتبْ تأريك بَنفْسِك‬
‫كنتُ جالسا ف الرَمِ ف شدّةِ الرّ ‪ ،‬قبل صلةِ الظهرِ بساعةٍ ‪ ،‬فقام رجلٌ شيخٌ‬
‫كبيٌ ‪ ،‬وأخذ يُباشِرُ على الناسِ بالاءِ الباردِ ‪ ،‬فيأخذُ بيدهِ اليُمن كوبا ‪ ،‬وف اليُسرى‬
‫كوبا ‪ ،‬ويسقيهمُ منْ ماءِ زمزم ‪ ،‬فكلّما شرب شاربٌ ‪ ،‬عاد فأسقى جارهُ ‪ ،‬حت أسقى‬
‫فِئاما من الناسِ ‪ ،‬وعَ َرقُه يتصّببُ ‪ ،‬والناسُ جلوسٌ كلّ ينتظرُ دوره ليشرب منْ يدِ هذه‬
‫الشيخِ الكبيِ ‪ ،‬فعجبتُ منْ جل ِدهِ وم ْن صبِهِ ومنْ حبّه للخيِ ‪ ،‬ومن إعطائِه هذا الاءَ‬
‫سمُ ‪ ،‬وعلمتُ أ ّن الي يسيٌ على منْ يسرّه الُ عليه ‪ ،‬وأ ّن فِعْلَ الميِل‬ ‫للناسِ وهو يتب ّ‬
‫َسهْلٌ على منْ سهّل ُه الُ عليه ‪ ،‬وأنّ لِ ادّخاراتٍ من الحسانِ ‪ ،‬ينحُها منْ يشاءُ منْ‬
‫عبادهِ ‪ ،‬وأنّ الُ يُجري الفضائل ولو كانتْ قليلةً على يدِ أناسٍ خيّين ‪ ،‬يبّون اليْر‬
‫لعبادِ الِ ‪ ،‬ويكرهون الشّرّ لم ‪.‬‬
‫أبو بكر يع ّرضُ نفسه للخطرِ ف الجرةِ ‪ ،‬حايةً للرسولِ ‪.‬‬
‫وحاتُ ينامُ جائعا ‪ ،‬ليشبع ضيوفه ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وأبو عبيدة يسهرُ على راحةِ جيشِ السلمي ‪.‬‬
‫وعمرُ يطوفُ الدينة والناسُ نيامٌ ‪.‬‬
‫ويتلوى من الوعِ عام الرّمادة ‪ ،‬ليُطعم الناس ‪.‬‬
‫وأبو طلحة يتلقى السهام ف أُ ُحدٍ ‪ ،‬ليقي رسول الِ ‪.‬‬
‫وابنُ الباركِ يُباشِرُ على الناسِ بالطعا ِم وهو صائمٌ ‪.‬‬
‫ومضوا يعدّون الثناء خلودا‬ ‫ذهبوا يرون الذكر عمرا ثانيا‬
‫﴿ وَيُ ْط ِعمُونَ ال ّطعَا َم عَلَى حُّبهِ ِمسْكِينا وَيَتِيما وَأَسِيا ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫***‬
‫صتْ لكلمِ الِ‬
‫أْن ِ‬
‫هدّئ أعصابك بالنصاتِ إل كتابِ ربّك ‪ ،‬تلوةً مُمتعةً حسنةً مؤثّرةً منْ كتابِ‬
‫الِ ‪ ،‬تسمعُها م ْن قارئٍ موّدٍ َحسَنِ الصوتِ ‪ ،‬تصلُك على رضوانِ الِ عزّ وجلّ ‪،‬‬
‫وتُضفي على نفسِك السكينة ‪ ،‬وعلى قلبِك يقينا وبردا وسلما ‪.‬‬
‫كان يبّ أنْ يسمع القرآن منْ غيِهِ ‪ ،‬وكان يتأثّرُ إذا سع القرآن منْ‬
‫سواهُ ‪ ،‬وكان يطُلبُ منْ أصحابِه أنْ يقرؤوا عليهِ ‪ ،‬وقد أُنزل عليهِ القرآنُ هو ‪ ،‬فيستأنسُ‬
‫ويشعُ ويرتاحُ ‪.‬‬
‫إنّ لك فيهِ أسوةً أنْ يكون لك دقائقُ ‪ ،‬أو وقتٌ من اليومِ أو الليلِ ‪ ،‬تفتحُ فيهِ‬
‫الذياع أو مسجّلً ‪ ،‬لتستمع إل القارئِ الذي يعجبُك ‪ ،‬وهو يتلو كلم الِ عزّ وجلّ ‪.‬‬
‫إ ّن ضجّة الياةِ وبلبلة الناسِ ‪ ،‬وتشويش الخرين ‪ ،‬كفيلٌ بإزعاجِك ‪ ،‬وهدّ‬
‫ب ربّك وف ذكرِ‬ ‫قُواك ‪ ،‬وبتشتيتِ خاطرِك ‪ .‬وليس لك سكينةٌ ول طمأنينةٌ ‪ ،‬إلّ ف كتا ِ‬
‫مولك ‪﴿ :‬اّلذِينَ آمَنُواْ وَتَ ْطمَئِنّ قُلُوُبهُم ِبذِ ْكرِ ال ّلهِ أَلَ ِبذِ ْكرِ ال ّلهِ تَ ْطمَئِنّ اْلقُلُوبُ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫حت تنهمر دموعُه‬ ‫ابن مسعودٍ ‪ ،‬فيقرأ عليه منْ سورةِ النساءِ ‪ ،‬فيبكي‬ ‫يأمرُ‬
‫على خدّه ‪ ،‬ويقولُ ‪ (( :‬حسْبُك الن )) ‪.‬‬
‫ويرّ بأب موسى الشعريّ ‪ ،‬وهو يقرُأ ف السجدِ ‪ ،‬فيُنصتُ لهُ ‪ ،‬فيقولُ له ف‬
‫الصباحِ ‪ (( :‬لو رأيتن البارحة وأنا أستمعُ لقراءتِك )) ‪ ،‬قال أبو موسى ‪ :‬لو أعلمُ يا‬
‫رسول ال أنك تستمعُ ل ‪ ،‬لبّرُْتهُ لك تبيا ‪.‬‬
‫بعجوزٍ ‪ ،‬فيُنصت إليها منْ وراءِ بابا ‪ ،‬وهي تقرأُ ﴿ َهلْ‬ ‫عند ابن أب حات يرّ‬
‫‪ ،‬تعيدُها وتك ّررُها ‪ ،‬فيقولُ ‪ (( :‬نعم أتان ‪ ،‬نعم أتان )) ‪.‬‬ ‫اْلغَاشَِيةِ ﴾‬ ‫أَتَاكَ َحدِيثُ‬
‫إنّ للستماعِ حلوةً ‪ ،‬وللنصاتِ طلوةً ‪.‬‬
‫أحدُ الكُتاّبِ اللمعي السلمي سافر إل أوربا ‪ ،‬فأبر ف سفينةٍ ‪ ،‬وركبتُ معه‬
‫امرأةٌ منْ يوغسلفيا ‪ ،‬شيوعيّةٌ فرّتْ منْ ظُلمٍ ومنْ قهرِ تيتو ‪ ،‬فأدركتْه صلةُ المعةِ مع‬
‫زملئِه ‪ ،‬فقام فخطبهم ‪ ،‬ث صلّى بمْ وقرأ سورة العلى والغاشية ‪ ،‬وكانتِ الرأةُ ل‬
‫تيدُ العربية ‪ ،‬كانتْ تُنصتُ إل الكلم وإل ال ْرسِ وإل النّغمةِ ‪ ،‬وبعد الصلةِ سألتْ‬
‫هذا الكاتب عن هذهِ الياتِ ؟ فأخبها أنا من كلمِ الِ عزّ وجّل ‪ ،‬فبقيتْ مدهوشةً‬
‫مذهولةً ‪ ،‬قال ‪ :‬ول تكنّي لغت لدعُوها إل السلمِ ‪ ﴿ :‬قُل لِّئنِ اجَْت َمعَتِ الِنسُ‬
‫جنّ عَلَى أَن يَأْتُواْ ِبمِثْلِ هَـذَا اْل ُقرْآنِ لَ َيأْتُونَ ِبمِثْ ِلهِ وَلَوْ كَانَ َب ْعضُ ُهمْ لَِبعْضٍ‬
‫وَاْل ِ‬
‫َظهِيا ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ للقرآنِ سلطانا على القلوبِ ‪ ،‬وهيبةٌ على الرواحِ ‪ ،‬وقوةً مؤثّرةً فاعلةً على‬
‫النفوسِ‪.‬‬
‫عجبتُ لناسٍ من السلفِ الخبارِ ‪ ،‬ومن التقدّمي البرار‪ ،‬اندّوا أمام تأثيِ‬
‫القرآن ‪،‬وأمام إيقاعاتِه الائلةِ الصادق ِة النافذةِ ‪ ﴿ :‬لَوْ أَنزَلْنَا َهذَا اْل ُقرْآنَ عَلَى جََبلٍ ّلرَأَيَْتهُ‬
‫صدّعا مّنْ َخشَْيةِ ال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫خَاشِعا مَّت َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فذاك عليّ بنُ الفُضيل بن عياضٍ يوتُ لّا سع أباه يقرأُ ‪ ﴿ :‬وَ ِقفُو ُهمْ إِّنهُم‬
‫‪.‬‬ ‫صرُونَ ﴾‬
‫مَا لَ ُكمْ لَا تَنَا َ‬ ‫ّمسْئُولُونَ{‪}24‬‬
‫وعمرُ رضي الُ عنه وأرضاهُ منْ ساعِه ليةٍ ‪ ،‬ويبقى مريضا شهرا كاملً يُعادُ ‪،‬‬
‫كما يُعادُ الريضُ ‪ ،‬كما ذكر ذلك اب ُن كثيٍ ‪ ﴿ .‬وَلَوْ َأنّ ُقرْآنا سُّيرَتْ ِبهِ اْلجِبَالُ أَوْ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫قُ ّطعَتْ ِبهِ الَ ْرضُ أَوْ ُك ّلمَ ِبهِ اْلمَوْتَى‬
‫وعبدُالِ ب ُن وهبٍ ‪ ،‬مرّ يوم المع ِة فسمع غلما يقرأُ ‪ ﴿ :‬وَِإذْ يََتحَاجّونَ فِي‬
‫النّارِ‪ ﴾ ...‬فأُغمي عليه ‪ ،‬ونُقل إل بيتهِ ‪ ،‬وبقي ثلثة أيامٍ مريضا ‪ ،‬ومات ف اليوم الرابعِ‬
‫‪َ .‬ذكَرَه الذهبّ ‪.‬‬
‫وأخبن عالٌ أنه صلّى ف الدينةِ ‪ ،‬فقرأ القارئُ بسور ِة الواقعةِ ‪ ،‬قال ‪ :‬فأصابن‬
‫من الذهولِ ومن الوجلِ ما جعلن اهتزّ مكان ‪ ،‬وأترّكُ بغيِ إرادةٍ من ‪ ،‬مع بكاءٍ ‪،‬‬
‫ودمعِ غزيرٍ ‪ ﴿ .‬فَِبأَيّ َحدِيثٍ َب ْعدَهُ يُ ْؤمِنُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫ولكنْ ما علق ُة هذا الديثِ بوضوعِنا عنِ السعادةِ ؟!‬
‫إ ّن التشويش الذي يعيشُه النسا ُن ف الربعِ والعشرين ساعةً كفيلٌ أنْ يُفقِده وعيهُ‬
‫‪ ،‬وأن يُقلقه ‪ ،‬وأن يُصيبه بالحباطِ ‪ ،‬فإذا رَ َجعَ وأنصت و َس َمعَ وتدبّر كلم الول ‪،‬‬
‫بصوتٍ حسنٍ م ْن قارئٍ خاشعٍ ‪ ،‬ثاب إليه رُشدُه ‪ ،‬وعادتْ إليه نفسهُ ‪ ،‬وقرّتْ بلبلهُ ‪،‬‬
‫وسكنتْ لوا ِعجُه ‪ .‬إنن أُحذّرك بذا الكلمِ ع ْن قومٍ جعلُوا الوسيقى أسباب أُنسِهمْ‬
‫وسعادتِه ْم وارتياحِهم ‪ ،‬وكتبُوا ف ذلك كُتُبا ‪ ،‬وتبجّح كث ٌي منهمْ بأنّ أجل الوقات‬
‫وأفضل الساعات يوم يُنصت إل الوسيقى ‪ ،‬بلْ إنّ الكُتّاب الغربيي الذين كتبُوا عن‬
‫صلَُت ُهمْ عِندَ‬
‫السعادةِ وطردِ القلقِ يعلون منْ عوام ِل السعادةِ الوسيقى ‪َ ﴿ .‬ومَا كَانَ َ‬
‫‪.‬‬ ‫جرُونَ ﴾‬
‫﴿ سَامِرا َت ْه ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫صدَِيةً ﴾‬
‫وََت ْ‬ ‫الْبَيْتِ إِلّ مُكَاء‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪،‬‬ ‫إنّ هذا بديلٌ آثِم ‪ ،‬واستماعٌ مرّم ‪ ،‬وعندنا اليْرُ الذي نزل على ممدٍ‬
‫والصّدقُ والتوجيهُ الرّاشدُ الكيمُ ‪ ،‬الذي تضمّنه كتاب الِ عزّ وجلّ ‪ ﴿ :‬لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ‬
‫مِن بَ ْينِ َيدَْيهِ وَلَا ِمنْ خَ ْل ِفهِ تَنِيلٌ ّمنْ حَكِيمٍ َحمِيدٍ ﴾ ‪.‬‬
‫فسماعٌنا للقرآنِ ساعٌ إيانّ شرعيّ ممديّ سنّ ﴿ َترَى َأعْيَُن ُهمْ َتفِيضُ ِم َن ال ّدمْعِ‬
‫ِممّا عَرَفُواْ ِمنَ اْلحَقّ ﴾ ‪ ،‬وساعُهم للموسيقى ساعٌ لهٍ عابثٌ ‪ ،‬ل يقومُ به إل ا َ‬
‫لهَلةُ‬
‫والمقى والسّفهاءُ من الناسِ ﴿ َو ِمنَ النّاسِ مَن َيشْتَرِي َلهْوَ اْلحَدِيثِ لُِيضِ ّل عَن سَبِيلِ‬
‫ال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫كلّ يبحثُ عنِ السعادةِ ولكنْ‬
‫ف التدبيِ ) وهو كتابٌ ج ّم الفائدةِ ‪ ،‬أخّا ٌذ‬ ‫للعا ِل السكافّ كتابٌ بعنوان ( لُ ْط ُ‬
‫جذّابٌ جلّبٌ ‪ ،‬مؤدّى الكلمِ فيه البحثُ عن السياد ِة والسعادةِ والرّيادةِ ‪ ،‬فإذا الحتيالُ‬
‫والكرُ والدهاءُ ‪ ،‬وضَ ْربٌ من السياسةِ ‪ ،‬وأفانيُ من اللتواءِ ‪ ،‬فَعًَلها كثيٌ من اللوكِ‬
‫والرؤساءِ ‪ ،‬والدباءِ والشعراءِ ‪ ،‬وبعضِ العلماءِ ‪ ،‬كلّهم يريدُ أنْ يهدأ وأنْ يرتاح ‪ ،‬وأنْ‬
‫يصل على مطلوبهِ ‪ ،‬حت إنّهُ منْ عناوينِ هذا الكتابِ ‪:‬‬
‫ف التدبيِ ‪ ،‬تسكيُ ش ْغبٍ ‪ ،‬وإصلحُ نِفارٍ أو ذاتِ بيْن ‪ ،‬ماذا يفعلُ النهزمُ‬ ‫ف لط ِ‬
‫ف مكائدِ العداءِ ‪ ،‬مُكاَيدَ ُة صغيٍ لكبيٍ ‪ ،‬ف دفعِ مكروهٍ بقولٍ ‪ ،‬ف دفعِ مكروهٍ‬
‫ف التدبيِ ف دفعِ مكروهٍ ‪ ،‬ف مُداراةِ سلطانٍ ‪،‬‬ ‫بكروهٍ ‪ ،‬ف دفعِ مكروهٍ بلُطفٍ ‪ ،‬ف لُط ِ‬
‫ف النتقامِ منْ سالِب مُلكٍ ‪ ،‬ف اللصِ منْ نِقْم ٍة ف الفتْكِ والحترازِ منُه ف إظهارِ أمرٍ‬
‫لخفاءِ غيِه ‪ .‬إل آخرِ تلك البوابِ ‪.‬‬
‫ووجدتُ أ ّن الميع كلّهمْ يبحثون عنِ السعادِة والطمئنانِ ‪ ،‬ولكنْ قليلٌ منهمْ‬
‫ث فوائد ‪:‬‬‫م ِن اهتدى إل ذلك و ُوفّق لنيْلِها ‪ .‬وخرجتُ من الكتابِ بثل ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الول ‪ :‬أنّ منْ ل يع ِل ال نصب عينيه ‪ ،‬عاد ْ‬
‫ت فوائدُه خسائِر وأفراحُه أتراحا ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫وخياتُه نكباتٍ ﴿ سََنسَْتدْرِ ُجهُم ّمنْ حَيْثُ لَ َيعْ َلمُونَ‬
‫الثانيةِ ‪ :‬أنّ الطرق اللتوية الصّعْبة الت يسعى إليها كثيٌ من الناسِ ف غيِ‬
‫الشريعةِ ‪ ،‬لنيلِ السعادةِ ‪ ،‬يدونا – بطُرُقٍ أسهَلَ وأق َربَ – ف طريق الشرعِ الحمديّ ‪،‬‬
‫﴿ وَلَوْ أَّن ُهمْ َفعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ ِبهِ لَكَانَ خَيْرا ّل ُهمْ وَأَ َشدّ تَثْبِيتا ﴾ فينالون خَيْرَ الدنيا‬
‫وخَيْرَ الخرةِ ‪.‬‬
‫الثالثةِ ‪ :‬أنّ أُناسا ذهبتْ عليهمْ دنياهم وأخراهم ‪ ،‬وهمْ يظُنّون أنم يُحسنون‬
‫صُنعا ‪ ،‬وينالون سعادةً ‪ ،‬فما ظفرُوا بذه ول بتلك ‪ ،‬والسببُ إعراضُهم عن الطري ِق‬
‫الصحيحِ الذي بعث الُ به رُسَُلهُ ‪ ،‬وأنزل به كتبه ‪ ،‬وهي طلبُ القّ ‪ ،‬وقولُ الصدْقِ ‪،‬‬
‫صدْقا َو َعدْلً لّ مَُبدّلِ لِكَ ِلمَاِتهِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ ََتمّتْ كَ ِلمَتُ رَبّكَ ِ‬
‫كان أحدُ الوزراءِ ف لوهِ وطربِه ‪ ،‬فأصابه غمّ كاِتمٌ ‪ ،‬وهمّ جاِثمٌ فصرخ ‪:‬‬
‫فهذا العيشُ ما ل خي فيهِ‬ ‫أل موتٌ يُباعُ فأشترِيهِ‬
‫وددتُ لو أنن مّا يلِيهِ‬ ‫إذا أبصرتُ قبا من بعيدٍ‬
‫تصدّق بالوفاةِ على أخيهِ‬ ‫أل رحِم الهيمنُ نفْس ُحرّ‬
‫**************************************‬
‫وقفــــةٌ‬
‫« فليُكِْثرِ الدّعاء ف الرّخاءِ ‪ :‬أيْ ف حالِ الرّفاهيةِ والم ِن والعافيةِ ؛ لنّ ِمنْ سةِ‬
‫الؤمنِ الشاكرِ الازمِ ‪ ،‬أنْ يرِيش الشهم قبل الرمْي ‪ ،‬ويلتجئ إل الِ قبْل الضطرارِ ‪،‬‬
‫ضرّ َدعَا رَّبهُ مُنِيبا إِلَ ْيهِ ُثمّ ِإذَا‬
‫بلفِ الكافرِ الشّقيّ والؤم ِن الغبّ ﴿ وَِإذَا َمسّ الْإِنسَانَ ُ‬
‫خَوَّلهُ ِن ْعمَةً مّ ْنهُ َنسِيَ مَا كَانَ َي ْدعُو إِلَ ْيهِ مِن قَبْلُ وَ َجعَلَ لِ ّلهِ أَندَادا ﴾ ‪.‬‬
‫فتعيّن على منْ يريدُ النجاةَ مِنْ ورطاتِ الشّدائدِ والغُمومِ ‪ ،‬أنْ ل يفعل بقلبهِ‬
‫ولسانِه ع ِن التّوجّهِ إل حضرةِ القّ – تقدّسَ – بال ْمدِ والبتهالِ إليه والثّناء عليه ‪ ،‬إذ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الراد بالدعاء ف الرخاء – كما قاله المام الليمي – دعاء الثنا ِء والشّكرِ والعترا ِ‬
‫ف‬
‫ض التّقصيِ ‪ ،‬فإنّ العبد –‬
‫بالِنن ‪ ،‬وسؤا ِل التوفيقِ والعونةِ والتّأييدِ ‪ .‬والستغفارِ لعوار ِ‬
‫ق ال بتمامِها ‪ ،‬ومنْ غفل عنْ ذلك ‪ ،‬ول‬ ‫وإنْ جهِد – ل يُوفّ ما عليهِ منْ حقو ِ‬
‫صحّتِهِ وفراغِه وأمِْنهِ ‪ ،‬فقدْ صدقَ عليه قولُه تعال ‪ ﴿ :‬فَِإذَا َركِبُوا فِي‬
‫يُلحظْه ف زَمَ ِن ِ‬
‫شرِكُونَ ﴾ » ‪.‬‬
‫اْلفُلْكِ َدعَوُا ال ّلهَ ُمخْ ِلصِيَ َل ُه الدّينَ فَ َلمّا َنجّا ُهمْ إِلَى الَْبرّ ِإذَا ُهمْ ُي ْ‬
‫**************************************‬
‫نعيمٌ وجحيمٌ‬
‫ت الصحفُ العاليةُ خبا عن انتحارِ رئيسِ وزراءِ فرنسا ف حُكمِ الرئي ِ‬
‫س‬ ‫نشر ْ‬
‫ميتران ‪ ،‬والسببُ ف ذلك أنّ بعض الصحفِ الفرنسية شّنتْ عليهِ غارةً من الن ْقدِ والشْتمِ‬
‫والتّجريحِ ‪ ،‬فلمْ يدْ هذا السكيُ إيانا ول سكين ًة ول استقرارا يعودُ إليه ‪ ،‬ول يدْ منْ‬
‫يركنُ إليه ‪ ،‬فبادر فأزْهَ َق رُوحَه ‪.‬‬
‫إنّ هذا الرجل السكي الذي أقدم على النتحارِ ل يهتدِ بالدايةِ الرّبّانيّةِ التمثّلةِ ف‬
‫ضرّو ُكمْ‬
‫وقولِه سبحانه ‪ ﴿ :‬لَن َي ُ‬ ‫﴾‬ ‫قولِهِ سبحانه ‪ ﴿ :‬وَلَ َتكُ فِي ضَ ْيقٍ ّممّا َيمْ ُكرُونَ‬
‫‪ ،‬لنّ‬ ‫جمِيلً ﴾‬
‫َ‬ ‫جرْ ُهمْ َهجْرا‬
‫‪ ،‬وقوله ‪ ﴿ :‬وَاصِْب ْر عَلَى مَا َيقُولُونَ وَا ْه ُ‬ ‫إِلّ َأذًى ﴾‬
‫الرجل فَ َقدَ مفتاح الدايةِ ‪ ،‬وطريق السّدادِ وسبيل الرّشادِ ‪ ﴿ :‬مَن ُيضْلِلِ ال ّلهُ َفلَ هَادِيَ‬
‫‪.‬‬ ‫َلهُ ﴾‬
‫إنّ م ْن وصايا الخرين لكلّ مُثْق ٍل بالمّ والزنِ ‪ ،‬أنْ يأمروه باللوسِ على ضفافِ‬
‫النهرِ ‪ ،‬ويستمتع بالوسيقى ‪ ،‬ويلعب النّرْد ‪ ،‬ويتزلّج على الثْلجِ ‪.‬‬
‫لك ْن وصايا أهل السلمِ ‪ ،‬وأهلَ العبوديّةِ القّةِ ‪ :‬جلسةٌ بي الذانِ والقامِة ف‬
‫ف بذِكرِ الواحد الحدِ ‪ ،‬وتسليمٌ بالقضاءِ والقد ِر ‪ ،‬ورضا‬ ‫روضةٍ منْ رياضِ النّةِ ‪ ،‬وهتا ٌ‬
‫با قسم الُ ‪ ،‬وتؤكّلٌ على الِ جلّ وعل ‪.‬‬
‫************************************‬
‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬
‫ش َرحْ لَكَ صَ ْدرَ َك ﴾‬
‫﴿ َألَ ْم نَ ْ‬
‫نَزَلَ هذا الكلمُ على رسو ِل الِ فتحقّقتْ فيه هذهِ الكلمةُ ‪ ،‬فكان سهل‬
‫ش الفؤادِ ‪ ،‬حيّ العاطفةِ ‪ ،‬ميسّرا ف أمورِهِ ‪،‬‬ ‫الاطرِ ‪ ،‬منشرح الصدرِ ‪ ،‬متفائلً ‪ ،‬جيّا َ‬
‫قريبا من القلوبِ ‪ ،‬بسيطا ف عظمةٍ ‪ ،‬دانيا من الناسِ ف هيبةٍ ‪ ،‬متبسما ف وقارٍ ‪ ،‬متحبباُ‬
‫ف سوّ ‪ ،‬مألوفا للحاضر والبادي ‪ ،‬جمّ الُُلقِ ‪ ،‬طلْقَ الُحيّا ‪ ،‬مشرق الطلْعةِ ‪ ،‬غزير‬
‫الياءِ ‪ ،‬يهشّ للدّعابةِ ‪ ،‬ويَبَشّ للقادِم ‪ ،‬مسرورا بعطا ِء الِ ‪ ،‬ج ِذلُ بالِباتِ الرّبانيّةِ ‪ ،‬ل‬
‫خذِيلِ ‪ ،‬ول يعترفُ بالقنوطِ ‪،‬‬ ‫يعتريه اليأسُ ‪ ،‬ول يعرفُ الحباط ‪ ،‬ول يلدُ إل الّت ْ‬
‫ويُعجبُه الفألُ السنُ ‪ ،‬ويكرهُ التّعمّق والتّشدّق ‪ ،‬والتّفيْهُق والتّكلّف والتّنطّع ؛ لنهُ‬
‫صاحبُ رسالةٍ ‪ ،‬وحاملُ مبدأ ‪ ،‬وقدوةُ أُمّةٍ ‪ ،‬وأُسوةُ أجيالٍ ‪ ،‬ومعّلمُ شعوبٍ ‪ ،‬وربّ‬
‫ق نورٍ ‪.‬‬ ‫جمَعُ فضائل ‪ ،‬وبرُ عطايا ‪ ،‬ومشرِ ُ‬ ‫أسرةٍ ‪ ،‬ور ُجلُ متمعٍ ‪ ،‬وكنْز مُثُلٍ ‪ ،‬و َم ْ‬
‫صرَ ُهمْ وَا َل ْغلَلَ‬
‫إنه باختصارٍ ‪ :‬ميسرٌ لليُسرى ‪ ، ،‬وإنه بإيازٍ ﴿ وََيضَعُ عَنْ ُهمْ إِ ْ‬
‫وكفى !! ﴿ شَاهِدا‬ ‫﴾‬ ‫الّتِي كَانَتْ عَلَ ْيهِمْ ﴾ أو بعبارةٍ أخرى ‪ ﴿ :‬رَ ْح َمةً لّ ْلعَاَل ِميَ‬
‫َومَُبشّرا وََنذِيرا{‪َ }45‬ودَاعِيا إِلَى ال ّلهِ بِِإذِْنهِ وَ ِسرَاجا مّنِيا ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ ما يُعارضُ الرسالة اليسّرة السهلة ‪ :‬تن ّطعُ الوارجِ ‪ ،‬وتزندُقُ أهلِ النطقِ عبيدِ‬
‫حقّ‬
‫الدنيا ‪ ،‬وانرافُ مرتزقةِ الفكار ﴿ َف َهدَى ال ّلهُ اّلذِينَ آمَنُواْ ِلمَا اخْتَ َلفُواْ فِيهِ ِمنَ اْل َ‬
‫صرَاطٍ ّمسَْتقِيمٍ ﴾ ‪.‬‬
‫بِِإذِْنهِ وَال ّلهُ َي ْهدِي مَن َيشَاءُ إِلَى ِ‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫مفهومُ الياةِ ال ّطيّبةِ‬
‫يقولُ أحدُ أذكياءِ النكليزِ ‪ :‬بإمكانك وأنت ف السجنِ منْ وراءِ القضبا ِن‬
‫الديديةِ أنْ تن ُظرَ إل الُفُقِ ‪ ،‬وأنْ ُتخْرِج زهرةً منْ جيبِك فتشُمّها وتبتسم ‪ ،‬وأنت‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫مكانك ‪ ،‬وبإمكانِك وأنت ف القصْرِ على الديباج والريرِ ‪ ،‬أنْ تتدّ وأنْ تغضب وأنْ‬
‫تثور ساخطا منْ بيتِك وأسرتِك وأموالِك ‪.‬‬
‫إذنْ السعادةُ ليستْ ف الزمانِ ول ف الكانِ ‪ ،‬ولكنّها ف اليانِ ‪ ،‬وف طاعةِ‬
‫الدَيّانِ ‪ ،‬وف القلبِ ‪ .‬والقلبُ ملّ نظرِ الرّبّ ‪ ،‬فإذا استقرّ اليقيُ فيه ‪ ،‬انبعثتِ السعادةُ ‪،‬‬
‫فأضفتْ على الروح وعلى النفسِ انشراحا وارتياحا ‪ّ ،‬ث فاضتْ على الخرين ‪،‬‬
‫فصارتْ على الظّرابِ وبطو ِن الودية ومنابتِ الشجرِ ‪.‬‬
‫أحدُ بنُ حنبل عاش سعيدا ‪ ،‬وكان ثوبُه أبيض مرقّعا ‪ ،‬ييطُه بيدِهِ ‪ ،‬وعندهُ‬
‫ثلثُ غُرفٍ منْ طيٍ يسكُنها ‪ ،‬ول يدُ إل كِسرَ الُبْزِ مع الزيتِ ‪ ،‬وبقي حذاؤه – كما‬
‫قال الترجون عنهُ – سبع عشرة سنةً يرقّعها وييطُها ‪ ،‬ويأكلُ اللحم ف شهرٍ مرّةً‬
‫ب الديثِ ‪ ،‬ومع ذلك وجد‬ ‫ويصومُ غالب اليامِ ‪ ،‬يذرعُ الدنيا ذهابا وإيابا ف طَل ِ‬
‫الراحة والدوء والسكينة والطمئنان ؛ لن ُه ثابتُ القدم ‪ ،‬مرفوعُ الامةِ ‪ ،‬عارفٌ‬
‫بصيِه ‪ ،‬طالبٌ لثوابٍ ‪ ،‬ساعٍ لجرٍ ‪ ،‬عاملٌ لخرةٍ ‪ ،‬راغبٌ ف جنّةٍ ‪.‬‬
‫وكان اللفا ُء ف عهدِه – الذين حكموا الدنيا – الأمونُ ‪ ،‬والواثقُ ‪ ،‬والعتصمُ ‪،‬‬
‫والتوكلُ عندهم القصورُ والدّورُ والذهبُ والفضةُ والبنودُ والنودُ ‪ ،‬والعلمُ والوسةُ‬
‫ضوْا حياتَهم‬ ‫والشاراتُ والعقاراتُ ‪ ،‬ومعه ْم ما يشتهون ‪ ،‬ومع ذلك عاشُوا ف َكدَرٍ ‪ ،‬وقَ َ‬
‫ب وضجيجٍ ‪ ،‬وبعضُهم كان يتأوّهُ ف‬ ‫ب وثوراتٍ وشَغَ ٍ‬‫ف ه ّم وغمّ ‪ ،‬وف قلقل وحرو ٍ‬
‫سكراتِ الوتِ نادما على ما فرّط ‪ ،‬وعلى ما فعل ف جنبِ الِ ‪.‬‬
‫ابنُ تيمية شيخُ السلمِ ‪ ،‬ل أهل ول دار ول أسرة ول مال ول منصب ‪ ،‬عندهُ‬
‫غرف ٌة بانبِ جامعِ بن أمية يسكنُها ‪ ،‬ولهُ رغيفٌ ف اليومِ ‪ ،‬وله ثوبانِ يغيّر هذا بذا ‪،‬‬
‫وينامُ أحيانا ف السجدِ ‪ ،‬ولكنْ كما َوصَف نفسه ‪ :‬جنّتُه ف صدرِه ‪ ،‬وقتْلُه شهادةٌ ‪،‬‬
‫وسجْنه ِخلْوةٌ ‪ ،‬وإخراجهُ منْ بلدِهِ سياحةٌ ؛ لن شجرة اليانِ ف قلِبهِ استقامتْ على‬
‫سُوقِها ‪ ،‬تُؤت ُأكُلَها كلّ حيٍ بإذ ِن ربّها ُيدّها زيتُ العنايةِ الربانيةِ ‪ُ ﴿ ،‬يضِيءُ وَلَوْ َلمْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪َ ﴿ ،‬ك ّفرَ عَنْ ُهمْ سَيّئَاِت ِهمْ‬ ‫مَن َيشَاءُ ﴾‬ ‫سهُ نَارٌ نّورٌ عَلَى نُورٍ َي ْهدِي ال ّلهُ لِنُورِهِ‬
‫سْ‬‫َتمْ َ‬
‫‪َ ﴿،‬ت ْعرِفُ فِي‬ ‫﴾‬ ‫‪ ﴿،‬وَاّلذِينَ اهَْتدَوْا زَادَ ُهمْ ُهدًى وَآتَا ُهمْ َتقْوا ُهمْ‬ ‫وَأَصْ َلحَ بَاَل ُهمْ ﴾‬
‫‪.‬‬ ‫الّنعِيمِ ﴾‬ ‫وُجُو ِه ِهمْ َنضْرَةَ‬
‫خرج أبو ذرّ رضي الُ عنه وأرضاهُ إل الرّبذةِ ‪ ،‬فنصب خيمتهُ هناكَ ‪ ،‬وأتى‬
‫بامرأتِه وبناتِهِ ‪ ،‬فكان يصومُ كثيا من اليامِ ‪ ،‬يذكُرُ مولهُ ‪ ،‬ويسبّحُ خالقهُ ‪ ،‬ويتعّبدُ‬
‫ويقرأُ ويتلو ويتأمّلُ ‪ ،‬ل يلكُ من الدنيا إل شْلةً أو خيمةً ‪ ،‬وقطعةً من الغنمِ مع صحْفةٍ‬
‫وقصْعةٍ وعصا ‪ ،‬زارَهُ أصحابُه ذات يوم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أين الدنيا؟ قال ‪ :‬ف بيت ما أحتاجُه‬
‫من الدنيا ‪ ،‬وقدْ أخبنا أنّ أمامنا عقبةً كؤودا ل ييزُها إل ا ُلخِفّ ‪.‬‬
‫كان منشرحَ الصدرِ ‪ ،‬ومنثلج الاطرِ ‪ ،‬فعندهُ ما يتاجُه من الدنيا ‪ ،‬أمّا ما زاد‬
‫على حاجتِه ‪ ،‬فأشغالٌ وتبِعاتٌ وهو ٌم وغمومٌ ‪.‬‬
‫قلتُ ف قصيدةٍ بعنوان ‪ :‬أبو ذ ّر ف القرن الامسِ َعشَرَ ‪ ،‬متحدّثا عنْ غُربةِ أب ذرّ‬
‫وعن سعادتِه ‪ ،‬وعن وحدتِه وعزلتِه ‪ ،‬وعن هجرتِه بروحِه ومبادئِه ‪ ،‬وكأنه يتحدثُ عن‬
‫نفسِه ‪:‬‬
‫بالنايا لطفتُ حت أحسّا‬ ‫لطفُون هدّدْتُهم هدّدُون‬
‫أنزلُون ركِبتُ ف القّ نفْسا‬ ‫ت أركبُ عزْمي‬ ‫أركبُون نزل ُ‬
‫والنايا أجتاحُها وهْي ن ْعسَى‬ ‫أطرُدُ الوت مُ ْقدِما فيُولّي‬
‫يا أبا ذرّ ل تفْ وتأسّا‬ ‫قد بكتْ غربت الرما ُل وقالتْ‬
‫مِنْ يقين ما ِمتّ حت أُدسّا‬ ‫قلتُ ل خوف ل أزلْ ف شبابٍ‬
‫وتلقّْنتُ منْ أمالِيهِ درْسا‬ ‫أنا عاهدتُ صاحِبِي وخليلي‬
‫*****************************************‬
‫**********‬
‫إذنْ فما هي السعادةُ ؟!‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫(( كنْ ف الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيل )) ‪ (( ،‬فطوب للغرباءِ )) ‪.‬‬
‫ليسِ السعادةُ قصر عبدِاللك بنِ مروان ‪ ،‬ول جيوش هارونِ الرشيدِ ول دُور ابنِ‬
‫الصّاصِ ‪ ،‬ول كنوز قارون ‪ ،‬ول ف كتابِ الشفاءِ لبنِ سينا ‪ ،‬ول ف ديوانِ التنب ‪،‬‬
‫ول ف حدائقِ قرطبة ‪ ،‬أو بساتيِ الزهراءِ ‪.‬‬
‫السعادةُ عند الصحابِة مع قلّةِ ذاتِ اليدِ ‪ ،‬وشظفِ العيشةِ ‪ ،‬وزهادهِ الواردِ ‪،‬‬
‫وشُ ّح النّفقةِ ‪.‬‬
‫السعادةُ عند ابنِ السيبِ ف تأّلهِه ‪ ،‬وعند البخاري ف صحيحِهِ ‪ ،‬وعند السنِ‬
‫ي ف صِ ْدقِهِ ‪ ،‬ومع الشافعيّ ف استنباطاتِه ‪ ،‬ومالكٍ ف مُراقبتِه ‪ ،‬وأحد ف ورعِهِ ‪،‬‬ ‫البصر ّ‬
‫وثابتٍ البنانّ ف عبادتهِ ﴿ ذَلِكَ بِأَّن ُهمْ لَ ُيصِيبُ ُهمْ َظمَأٌ وَلَ َنصَبٌ وَلَ َمخْ َمصَةٌ فِي‬
‫سَبِيلِ ال ّلهِ وَلَ َيطَؤُونَ مَوْطِئا َيغِيظُ الْ ُكفّارَ وَلَ يَنَالُونَ ِمنْ َعدُوّ نّ ْيلً إِلّ كُتِبَ َلهُم ِبهِ‬
‫‪.‬‬ ‫صَاِلحٌ ﴾‬ ‫عَمَلٌ‬
‫شمّ ‪ ،‬ول ُبرّا يُكالُ‬ ‫ليستِ السعادةُ شيكا يُصرفُ ‪ ،‬ول دابةً تُشترَى ‪ ،‬ول وردةً ُت َ‬
‫‪ ،‬ول بزّا يُنشرُ ‪.‬‬
‫السعادةُ سلوةُ خاطرٍ ب ّق يمِلُه ‪ ،‬وانشراحُ صدرٍ لبدأ يعيشُه‪ ،‬وراح ُة قلبٍ ليٍ‬
‫يكْتنِفُه‪.‬‬
‫جعِ السهّلتِ‬ ‫كنّا نظُنّ أننا إذا أكثْرنا من التوسّ ِع ف ال ّدوِر ‪ ،‬وكثْرةِ الشياءِ ‪ ،‬و ْ‬
‫والرغّباتِ والشتهياتِ ‪ ،‬أننا نسعدُ ونفرحُ ونرحُ ونُسرّ ‪ ،‬فإذا هي سببُ المّ والكَ َدرِ‬
‫والتنغيصِ ؛ لنّ كلّ شيءٍ بمّه وغمّه وضريب ِة كدّهِ وكدْ ِحهِ ﴿ وَلَا َتمُدّ ّن عَيْنَيْكَ إِلَى مَا‬
‫مَّتعْنَا ِبهِ أَزْوَاجا مّ ْن ُهمْ زَ ْهرَةَ اْلحَيَا ِة الدّنيَا لَِنفْتَِنهُمْ فِيهِ ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ أكب مُصلِحٍ ف العالِ رسو ُل الدى ممدٌ ‪ ،‬عاش فقيا ‪ ،‬يتلوّى من‬
‫الوعِ ‪ ،‬ل يدُ دقْ َل التم ِر يسدّ جوعه ‪ ،‬ومع ذلك عاش ف نعيمٍ ل يعلمُه إل الُ ‪ ،‬وف‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ضعْنَا عَنكَ وِ ْزرَكَ{‪}2‬‬
‫انشراحٍ وارتياحٍ ‪ ،‬وانبساطٍ واغتباطٍ ‪ ،‬وف هدوءٍ وسكينةٍ ﴿ وَوَ َ‬
‫جعَلُ‬
‫اّلذِي أَنقَضَ َظ ْهرَكَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَكَانَ َفضْلُ ال ّل ِه عَلَيْكَ عَظِيما ﴾ ‪ ﴿ ،‬ال ّلهُ َأعْ َلمُ حَيْثُ َي ْ‬
‫رِسَالََتهُ ﴾ ‪.‬‬
‫سنُ الُ ُلقِ ‪ ،‬والث ما حاك ف صدرِك وكرهْت‬
‫ف الديثِ الصحيحِ ‪ (( :‬الِبرّ ُح ْ‬
‫أن يطلع عليه الناسُ )) ‪.‬‬
‫إ ّن البّ راح ٌة للضميِ ‪ ،‬وسكونٌ للنفسِ ‪ ،‬حت قال بعضُهم ‪:‬‬
‫والثُ أقبحُ ما أوعيت منْ زادِ‬ ‫البّ أبقى وإنْ طال الزّمانُ به‬
‫وف الديث ‪ (( :‬البّ طُمأنينةٌ ‪ ،‬والث ريبةٌ )) ‪ .‬إنّ الحسن صراحةً يبقى ف‬
‫هدوءٍ وسكينةٍ ‪ ،‬وإنّ الريب يتوجّسُ من الحداثِ والطراتِ ومن الركاتِ والسّكناتِ‬
‫حسَبُونَ كُلّ صَ ْيحَ ٍة عَلَ ْي ِهمْ ﴾ ‪ .‬والسببُ أنه أساء فح ْ‬
‫سبُ ‪ ،‬فإنّ السيء لبدّ أنْ يقلق‬ ‫﴿َي ْ‬
‫وأنْ يرتبِك وأنْ يضطرب ‪ ،‬وأنْ يتوجّس خِيفةً ‪.‬‬
‫وصدّق ما يعتا ُدهُ مِنْ َتوَ ّهمِ‬ ‫إذا سا ِء فِعْلُ الرءِ ساءتْ ظنونُهُ‬
‫واللّ لنْ أراد السعادة ‪ ،‬أنْ ُيحْسن دائما ‪ ،‬وأنْ يتجنّب الساءة ‪ ،‬ليكون ف أمنٍ‬
‫﴿اّلذِينَ آمَنُواْ وََلمْ يَلِْبسُواْ ِإيَاَنهُم بِظُ ْلمٍ أُوْلَـئِكَ َل ُهمُ ا َل ْمنُ َوهُم ّمهَْتدُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫أقبل راكبٌ يثّ السي ‪ ،‬يثورُ الغبارُ منْ على رأسِهِ ‪ ،‬يريدُ سعد بن أب وقّاصٍ ‪،‬‬
‫وقدْ ضرب سعدٌ خيمت ُه ف كِبدِ الصحراءِ ‪ ،‬بعيدا عنِ الضجيجِ ‪ ،‬بعيدا عنِ اهتماماتِ‬
‫الدّهْماءِ ‪ ،‬منفردا بنفسِهِ وأهلِهِ ف خيمتِهِ ‪ ،‬معهُ قطيعٌ من الغنمِ ‪ ،‬فاقترب الراكبُ فإذا هو‬
‫س يتنازعون اللك وأنت ترعى غنمك ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫ابنُه ُعمَرُ ‪ ،‬فقال ابنُه له ‪ :‬يا أبتاهُ ‪ ،‬النا ُ‬
‫أعو ُذ بالِ منْ شرّك ‪ ،‬إن أول باللفةِ منّي بذا الردا ِء الذي عليّ ‪ ،‬ولكن سعتُ‬
‫يقولُ ‪ (( :‬إنّ ال يبّ العبد الغنّ التّقيّ الفيّ )) ‪.‬‬ ‫الرسول‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إن سلمة السل ِم بدينِه أعْظمُ منْ مُلكِ كسرى وقيصر ؛ لنّ الدين هو الذي يبقى‬
‫حنُ‬
‫ب فإنّهُ زائلٌ ل مالة ﴿ إِنّا َن ْ‬
‫ك والنص ُ‬
‫ت النعيمِ ‪ ،‬وأما الل ُ‬
‫معك حت تستقرّ ف جنا ِ‬
‫َنرِثُ اْلأَ ْرضَ َو َمنْ عَلَ ْيهَا وَإِلَيْنَا ُيرْ َجعُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫إليهِ يصعدُ الكلِمُ ال ّطّيبُ‬
‫كان للصحاب ِة كنوزٌ من الكلماتِ الباركاتِ الطّيّباتِ ‪ ،‬الت عّمهم إياها صفوةُ‬
‫اللْقِ ‪.‬‬
‫وكلّ كلمةٍ عند أحدِهم خيٌ من الدنيا وما فيها ‪ ،‬ومِنْ عظمتِهمْ معرفتُهم بقيمةِ‬
‫الشياءِ ومقاديرِ المورِ ‪.‬‬
‫أنْ يُعلّمه دعاءً ‪ ،‬فقال له ‪ (( :‬قلْ ‪ :‬ربّ إن ظلمتُ‬ ‫أبو بكرٍ يسألُ الرسول‬
‫نفسي ظُلما كثيا ‪ ،‬ول يغفرُ الذنوب غل أنت ‪ ،‬فاغفرْ ل مغفرةً م ْن عندِك‬
‫وارحن ‪ ،‬إنك أنت الغفو ُر الرحيمُ )) ‪.‬‬
‫للعباسِ ‪ (( :‬اسألِ ال العفو والعافية )) ‪.‬‬ ‫ويقولُ‬
‫ويقولُ لعليّ ‪ (( :‬قلْ ‪ :‬اللّهمّ اهدنِي وس ّددْن )) ‪.‬‬
‫ويقولُ لعبيدِ بنِ حصيٍ ‪ (( :‬قلْ ‪ :‬الله ّم ألمْنِي رُشدي ‪ ،‬وقِنِي شرّ نفسْي )) ‪.‬‬
‫ويقولُ لشدّادِ بن أوسٍ ‪ (( :‬قلْ ‪ :‬اللهمّ إن أسالُك الثبات ف المر ‪ ،‬والعزية‬
‫على الرشدِ ‪ ،‬وشُك َر نعمتِك ‪ ،‬و ُحسْنَ عبادتِك ‪ ،‬وأسألُك قلبا سليما ‪ ،‬ولسانا‬
‫صادقا ‪ ،‬وأسألُك ِمنْ خَ ْيرِ ما تعْلمُ ‪ ،‬وأعوذُ بك منْ شرّ ما تعلمُ ‪ ،‬وأستغفرُك لا‬
‫تعلمُ ‪ ،‬إنك أنت علّمُ الغيوبِ )) ‪.‬‬
‫ويقولُ لعاذٍ ‪ (( :‬قلْ ‪ :‬الله ّم أعن على ذكرِك وشُ ْكرِك و ُحسْنِ عبادتِك )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ويقولُ لعائشة ‪ (( :‬قول ‪ :‬اللهم إنك عفُوّ تبّ ال َعفْوَ ‪ ،‬فاعْفُ عنّي )) ‪.‬‬
‫إ ّن الامعَ لذهِ الدعيةِ ‪ :‬سؤا ُل رضوا ِن الِ عزّ وجلّ ورحتِهِ ف الخرةِ ‪ ،‬والنّجاةِ‬
‫منْ غضبِه ‪ ،‬وأليمِ عقابِه ‪ ،‬والعونِ على عبادتِه سبحانه وتعال وشكرِه ‪.‬‬
‫وإنَ الرّابط بينها ‪َ :‬طَلبُ ما عند الِ ‪ ،‬والعراضُ عمّ ف الدنيا ‪ .‬إنهُ ليس فيها‬
‫طلبُ أموالِ الدنيا الفانيةِ ‪ ،‬وأعراضِها الزائلِة ‪ ،‬أو زخرِفها الرخيصِ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫﴿ َوكَ َذلِكَ أَخْ ُذ َربّكَ ِإذَا أَخَ َذ الْ ُقرَى‬
‫وَهِيَ ظَالِمَةٌ ِإ ّن أَخْ َذهُ َألِيمٌ شَدِي ٌد ﴾‬
‫ضمُ ُه‬
‫إنّ منْ تعِاس ِة العبدِ ‪ ،‬وعثْر ِة قدمِهِ وسقوطِ مكانتِهِ ‪ :‬ظُلمُهُ لعبا ِد الِ ‪ ،‬وه ْ‬
‫حقوقهم ‪ ،‬وسحْقُه ضعيفهم ‪ ،‬حت قال أحدُ الكماءِ ‪ :‬خفْ مّن ل يدْ له عليك ناصرا‬
‫إل ال ‪.‬‬
‫ولقدْ حفظ لنا تاريخُ الممِ أمثلةً ف الذهانِ عنْ عواقبِ الظّلمةِ ‪.‬‬
‫فهذا عامرُ بنُ الطفيل يكيد للرسول ‪ ،‬وياولُ اغتيالهُ ‪ ،‬فيدعو عليه ‪،‬‬
‫ل بغدّ ٍة ف نْرِه ‪ ،‬فيموتُ لساعتِه ‪ ،‬وهو يصرخُ من اللِ ‪.‬‬ ‫فيبتليه ا ُ‬
‫وأربدُ بنُ قيسٍ يؤذي رسول الِ ‪ ،‬ويسعى ف تدبيِر قتْلِهِ ‪ ،‬فيدعو عليه ‪ ،‬فيُنلُ‬
‫الُ عليه صاعقةً ترقُه هو وبعيُه ‪.‬‬
‫ت قصيٍ ‪ ،‬دعا عليه سعيدٌ وقال ‪ :‬اللّهمّ‬ ‫وقبل أنْ يقتُل الجاجُ سعيد بن جبيٍ بوق ٍ‬
‫ل تسلّطْهُ على أحدٍ بعدي ‪ .‬فأصاب الجاجَ خُرّاجٌ ف يدهِ ‪ ،‬ثّ انتشر ف جسمِهِ ‪ ،‬فأخذ‬
‫يوُر كما يورُ الثورُ ‪ ،‬ث مات ف حالةٍ مؤسفةٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫واختفى سفيانُ الثوريّ َخوْفا منْ أب جعفرِ النصورِ ‪ ،‬وخرج أبو جعفر يريدُ‬
‫الرمَ الكّيّ وسفيانُ داخل الرمِ ‪ ،‬فقام سفيانُ وأخذ بأستارِ الكعبةِ ‪ ،‬ودعا ال عزّ وجلّ‬
‫أن ل ُيدِخِلَ أبت جعفر بيته ‪ ،‬فمات أبو جعفر عند بئ ِر ميمونٍ قبل دخولِه مكّةَ ‪.‬‬
‫وأحدُ بن أب دؤادٍ القاضي العتزلّ يُشاركُ ف إيذاءِ المامِ أحدِ بن حنبل فيدعو‬
‫عليهم فيُصيبُه الُ برض الفالِ فكان يقول ‪ :‬أمّا نصفُ جسمي ‪ ،‬فل ْو وقع عليه الذبابُ‬
‫لظننتُ أ ّن القيامة قامتْ ‪ ،‬وأمّا النصفُ الخرُ ‪ ،‬فلو قُرِض بالقاريض ما أحسستُ ‪.‬‬
‫ط الُ عليه منْ أخ َذهُ ‪،‬‬ ‫ويدعو أحدُ بنُ حنبل أيضا على ابن الزّيّاتِ الوزيرِ ‪ ،‬فيسّل ُ‬
‫وجعَلَهُ ف فرنٍ من نارٍ ‪ ،‬وضرب السامي ف رأسِه ‪.‬‬
‫ن كان يعذّبُ السلمي ف سجنِ جالِ عبدِالناصر ‪ ،‬ويقولُ ف‬ ‫وحز ُة البسيو ّ‬
‫كلمةٍ له مؤذية ‪ « :‬أين إلُهكمْ لضعَهُ ف الديدِ » ؟ تعال الُ عمّا يقولُ الظالون علوّا‬
‫كبيا ‪ .‬فاصطدمتْ سيارتُه – وهو خارجٌ من القاهرةِ إل السكندريةِ – بشاحنةٍ تملُ‬
‫حديدا ‪ ،‬فدخل الديدُ ف جسمه منْ أعلى رأسِهِ إل أحشائِه ‪ ،‬و َعجَزَ النقذون أنْ‬
‫يُخرجوُه إل قطعا ﴿وَاسْتَكَْبرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي اْلأَ ْرضِ ِبغَ ْيرِ اْلحَقّ وَظَنّوا أَّنهُمْ إِلَيْنَا لَا‬
‫ُيرْ َجعُونَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَقَالُوا مَنْ أَ َشدّ مِنّا قُوّةً أَوََلمْ َيرَوْا أَنّ ال ّلهَ اّلذِي خَ َل َق ُهمْ هُوَ أَ َشدّ مِ ْنهُمْ‬
‫قُوّةً ﴾ ‪.‬‬
‫وكذلك صلحُ نصرٍ منْ قادةِ عبدِالناصرِ ‪ ،‬ومّنْ أكث َر ف الرضِ الظلّم والفساد ‪،‬‬
‫أصيب بأكثر منْ عشرةِ أمراضٍ مؤلةٍ مُزمِنةٍ ‪ ،‬عاش عدّة سنواتٍ منْ عمرِهِ ف تعاسةٍ ‪،‬‬
‫ت زعمائِه الذين كان‬‫ول يدْ لهُ الطبّ علجا ‪ ،‬حت مات سجينا مزجوجا بهِ ف زنزانا ِ‬
‫يدمُهمْ ‪.‬‬
‫ب عَلَ ْي ِهمْ رَبّكَ‬
‫﴿ اّلذِينَ َطغَوْا فِي الْبِلَادِ{‪َ }11‬فأَكَْثرُوا فِيهَا اْل َفسَادَ{‪َ }12‬فصَ ّ‬
‫‪ (( ،‬إنّ ال لُيمْلي للظالِ ‪ ،‬حت إذا أخذهُ ل ُيفْلِتْه )) ‪ (( ،‬واّتقِ دعوة‬ ‫َعذَابٍ ﴾‬ ‫ط‬
‫سَوْ َ‬
‫الظلومِ ‪ ،‬فإنه ليس بينها وبي الِ حجابٌ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال إبراهي ُم التيميّ ‪ :‬إنّ الرجل ليظلمُن فأر َحمُهُ ‪.‬‬
‫وسُرقتْ دنانيُ لرجلٍ صال منْ خراسان ‪ ،‬فجعل يبكي ‪ ،‬فقال له الفضيلُ ‪ :‬لِم‬
‫تبكي ؟ قال ‪ :‬ذكرتُ أنّ ال سوف يمعُن بذا السارقِ يوم القيامةِ ‪ ،‬فبكيتُ رحةً له ‪.‬‬
‫واغتاب رجُلٌ أحد علماءِ السلفِ ‪ ،‬فأهدى للرجُلِ ترا وقال ‪ :‬لن ُه صنع ل‬
‫معروفا ‪.‬‬
‫*****************************************‬

‫قلتُ ‪ :‬بالبابِ أنا‬


‫على هيئ ِة الممِ التحدةِ بنيويورك لوحةٌ ‪ ،‬مكتوبٌ عليها قطعةٌ جيلةٌ للشاع ِر‬
‫العال ّي السعدي الشيازي ‪ ،‬وقدْ ترجتْ إل النليزيةِ وهي تدعو إل الخاءِ والُلفةِ‬
‫والتادِ ‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫م ْن بباب قلتُ بالبابِ أنا‬ ‫قال ل الحبوبُ لّا زرتُهُ‬
‫حينما فرّقت فيه بيْنَنَا‬ ‫قال ل أخطأت تعريف الوى‬
‫ق الباب عليه مُوهِنا‬ ‫أط ُر ُ‬ ‫ومضى عا ٌم فلمّا جئُتهُ‬
‫ث ّ إلّ أنتَ بالبابِ هُنا‬ ‫قال ل منْ أنتَ قلتُ أْنظُ ْر فما‬
‫لبّ فادخُلْ يا أنا‬ ‫وعَ َرفْتَ ا ُ‬ ‫قال ل أحسنت تعريف الوى‬
‫خ مفيدٍ يأنسُ إليه ‪ ،‬ويرتاحُ إليه ‪ ،‬ويُشاركُه أفراحهُ وأتراحهُ ‪،‬‬
‫لبُدّ للعبد منْ أ ٍ‬
‫ويبادلُه ودّا بودّ ‪ ﴿ .‬وَا ْجعَل لّي َوزِيرا ّمنْ أَهْلِي{‪ }29‬هَارُونَ أَخِي{‪ }30‬ا ْش ُددْ ِبهِ‬
‫أَ ْزرِي{‪ }31‬وَأَ ْشرِ ْكهُ فِي َأ ْمرِي{‪ }32‬كَيْ ُنسَّبحَكَ كَثِيا{‪ }33‬وََنذْ ُكرَكَ كَثِيا ﴾ ‪.‬‬
‫يُواسيك أو يُسلِيك أو يَتَو ّجعُ‬ ‫ولبدّ منْ شكوى إل ذي قرابةٍ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪ ﴿ ،‬وَأَلّفَ بَ ْينَ قُلُوِب ِهمْ‬ ‫ّمرْصُوصٌ ﴾‬ ‫َب ْعضُ ُهمْ أَوْلِيَاء َبعْضٍ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬كأَّنهُم بُنيَانٌ‬ ‫﴿‬
‫‪ ﴿ ،‬إِّنمَا اْلمُ ْؤمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ ‪.‬‬ ‫﴾‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫لب ّد منْ صاحبٍ‬
‫إنّ منْ أسبابِ السعادةِ أنْ تد منْ تنفعُك صُحبتُه ‪ ،‬وتُسعدُك رفقتُه ‪ (( .‬أين‬
‫التحابّون ف جلل ‪ ،‬اليوم أُظِلّهمْ ف ظِلّي يوم ل ظِلّ إل ظلّي )) ‪.‬‬
‫(( ورجلنِ تابّا ف الِ ‪ ،‬اجتمعا عليهِ وتفرّقا عليِه )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫ال ْمنُ مطلبٌ شرعيّ وعقليّ‬
‫﴿ أُوْلَـئِكَ َل ُهمُ ا َل ْمنُ وَهُم ّمهْتَدُونَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬اّلذِي أَ ْط َع َمهُم مّن جُوعٍ وَآمََنهُم‬
‫مّنْ خَوْفٍ﴾ ‪﴿ ،‬أَوََلمْ ُنمَكّن ّل ُهمْ َحرَما آمِنا﴾ ‪َ ﴿ ،‬ومَن دَخَ َلهُ كَانَ آمِنا ﴾ ‪ُ ﴿ ،‬ثمّ أَبْ ِل ْغهُ‬
‫مَ ْأمََنهُ ﴾ ‪.‬‬
‫(( منْ بات آمِنا ف ِسرِْبهِ ‪ ،‬مُعافً ف بدِنهِ ‪ ،‬عنده قُوتُ يو ِمهِ ‪ ،‬فكأنّما حِيزتْ‬
‫له الدنيا بذافيِها )) ‪.‬‬
‫فأمنُ القلبِ ‪ :‬إيانُه ورسوخُه ف معرفةِ القّ ‪ ،‬وامتلؤُه باليقيِ ‪.‬‬
‫وأ ْمنُ البيتِ ‪ :‬سلمتُه من النرافِ ‪ ،‬وبُ ْعدُه عنِ الرذيلةِ ‪ ،‬وامتلؤُهُ بالسكينةِ ‪،‬‬
‫واهتداؤه بالبهانِ الرّبّانّ ‪.‬‬
‫وأ ْمنُ المةِ ‪ :‬جْعُها بالبّ ‪ ،‬وإقامةُ أمرِها بالعَدْلِ ‪ ،‬ورعايتُها بالشريعةِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪َ ﴿ ،‬فلَ َتخَافُو ُهمْ وَخَافُونِ‬ ‫خَائِفا يََترَقّبُ ﴾‬ ‫خرَجَ مِ ْنهَا‬
‫والوف عدوّ المنِ ﴿ َف َ‬
‫إِن كُنتُم مّ ْؤمِِنيَ ﴾ ‪.‬‬
‫حدٍ ‪ ،‬ول عيش لريضٍ ‪.‬‬
‫ول راحة لائفٍ ول أمْن لل ِ‬
‫فإذا وليا عن العُمرِ ولّى‬ ‫إنّما العُم ُر صحّةٌ وكفافٌ‬
‫ب فسدتْ منْ جانبٍ آخر ‪ ،‬إنْ أقبل الالُ‬ ‫حتْ منْ جان ٍ‬ ‫س الدّنيا ‪ ،‬إنْ ص ّ‬‫لِ ما أتْع َ‬
‫ت الصائبُ ‪ ،‬وإنْ صلُح الالُ واستقام المرُ حلّ‬ ‫مَ ِرضَ السمُ ‪ ،‬وإنْ ص ّح السمُ حّل ِ‬
‫الوتُ ‪.‬‬
‫خرج الشاعرُ العشى منْ ( ندٍ ) إل الرسولِ يتدحُه بقصيد ٍة ويسلمُ ‪،‬‬
‫فعرض له أبو سفيان فأعطاهُ مائة ناقةٍ ‪ ،‬على أنْ يترك سفَ َرهُ ويعود إل ديارِهِ ‪ ،‬فأخذ‬
‫البل وعاد ‪ ،‬وركب أحدها فهو جلتْ به ‪ ،‬فسقط على رأ ِسهِ ‪ ،‬فاندقّتْ عنقُهُ ‪ ،‬وفارق‬
‫الياة ‪ ،‬بل دينٍ ول دنيا‪ .‬أ ّم قصيدتُه الت هيّأها ليقولا بي يديْ رسول الِ ‪ ،‬فهي‬
‫لسْنِ يقولُ فيها‪:‬‬ ‫بديعةُ ا ُ‬
‫فللّهِ هذا الدّهرُ كيف تردّدا‬ ‫ب وشيبٌ وافتقارٌ وثروةٌ‬
‫شبا ٌ‬
‫ولقيت بعد الوتِ منْ قدْ تزوّدا‬ ‫إذا أنت لْ ترْحلْ بزادٍ من التّقى‬
‫صدْ لا كان أرْصدَا‬
‫وأنّك لْ تُ ْر ِ‬ ‫ندمْت على أنْ ل تكون كمثْلِهِ‬
‫***************************************‬
‫أمادٌ زائلةٌ‬
‫إنّ منْ لوازمِ السعادةِ القّةِ أنْ تكون دائمةً تامّةً ‪ ،‬فدوامُها أنْ تكون ف الدنيا‬
‫والخرةِ ‪ ،‬ف الغيبِ والشهادةِ ‪ ،‬اليوم وغدا ‪.‬‬
‫وتامُها أنْ ل يُنغّصها ن َكدٌ ‪ ،‬وأ ْن ل يْدشَ وجهُ ماسِنها بسخطٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لمْرَ فأراد‬
‫جلس النعمانُ ب ُن النذرِ – ملكُ العراقِ – تت شجرةٍ متنّها يشربُ ا َ‬
‫عديّ ب ُن زيد – وكان حكيما – أنْ يعظه بلفظٍ فقال له ‪ :‬أيّها اللكُ ‪ ،‬أتدري ماذا‬
‫تقولُ هذ ِه الشّجرةُ ؟ قال اللكُ ‪ :‬ماذا تقول ‪ :‬قال عديّ ‪ :‬تقولُ ‪:‬‬
‫يْزُجُون المر بالاءِ الزّللْ‬ ‫ب ركبِ قدْ أناخُوا حولنا‬ ‫رُ ّ‬
‫وكذاك الدّهرُ حالً بعد حالْ‬ ‫ّث صاروا لَعِب الدّهْرُ بمْ‬
‫فتنغصُ النعمانُ ‪ ،‬وترك المر ‪ ،‬وبقي متكدّرا حت مات ‪.‬‬
‫وهذا شاهُ إيران الذي احتفل برورِ ألفيِ وخسمائةِ سنةٍ على قيام الدول ِة الفارسيّةِ‬
‫سطِ ملكهِ على بقعةٍ أكب منْ بلدِهِ ‪ ،‬ث يُسلب‬ ‫‪ ،‬وكان يُخ ّططُ لتوسيعِ نفوذِه ‪ ،‬وب ْ‬
‫نعُ اْلمُلْكَ ِممّن َتشَاء ﴾ ‪.‬‬
‫سلطانُه بي عشيّ ٍة وضحاها ﴿ تُؤْتِي اْلمُ ْلكَ مَن َتشَاء وَتَ ِ‬
‫ويطرُدُ م ْن قصورِهِ ودُورِهِ ودنياه طردا ‪ ،‬ويوتُ مشرّدا بعيدا مرُوما مفلسا ‪ ،‬ل‬
‫يبكي عليه أحدٌ ‪َ ﴿ :‬كمْ َترَكُوا مِن جَنّاتٍ َوعُيُونٍ{‪َ }25‬وزُرُوعٍ َو َمقَامٍ َكرِيٍ{‪}26‬‬
‫وََن ْعمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَا ِك ِهيَ ﴾ ‪.‬‬
‫وكذلك شاوشيسكو رئيسُ رومانيا ‪ ،‬الذي حكم اثنتي وعشرين سنة ‪ ،‬وكان‬
‫َفمَا‬ ‫﴿‬ ‫حَرَسُه الاصّ سبعي ألفا ‪ ،‬ثّ ييطُ شعبُه بقصرِهِ ‪ ،‬فيمزّقونهُ وجنودهُ إربا إربا‬
‫صرُوَنهُ مِن دُونِ ال ّلهِ َومَا كَانَ ِمنَ الُنَتصِرِينَ ﴾ ‪ .‬لقدْ ذهب ‪ ،‬فل‬
‫كَانَ َلهُ مِن فَِئةٍ يَن ُ‬
‫دنيا ول آخرة ‪.‬‬
‫ي ماركوس ‪ :‬جع الرئاسة والال ‪ ،‬ولكنّه أذاق أمّته أصناف‬ ‫وذاك رئيسُ الفلب ِ‬
‫الذّلّ ‪ ،‬وأسقاها كأس الوانِ ‪ ،‬فأذاقه الُ غُصص التعاسةِ والشقاءِ ‪ ،‬فإذا هو مشرّدٌ منْ‬
‫بل ِدهِ ومنْ أهلِه وسلطانِه ‪ ،‬ل يلكُ مأوى يأوي إليه ‪ ،‬ويوتُ شقيّا ‪ ،‬يرفضُ شعبُهُ أن‬
‫جعَلْ كَ ْيدَ ُهمْ فِي َتضْلِيلٍ﴾ ‪َ ﴿ ،‬فأَ َخذَهُ ال ّلهُ نَكَالَ الْآ ِخرَةِ‬
‫يُدفَنَ ف بلدِهِ ‪ ﴿ :‬أََلمْ َي ْ‬
‫خذْنَا ِبذَنبِهِ﴾ ‪.‬‬
‫وَالْأُولَى﴾ ‪ ﴿ ،‬فَكُلّا أَ َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫*****************************************‬
‫****‬
‫ب الفضائل أكاليلٌ على ها ِم الياةِ السعيدةِ‬
‫اكتسا ُ‬
‫مطلوبٌ من العبدِ لكيْ يكسب السعادة والمن والراحة ‪ ،‬أن يُبادر إل الفضائل ‪،‬‬
‫وأنْ يُسارع إل الصفاتِ الميد ِة والفعالِ الميلةِ (( احرصْ على ما ينفعُك واست ِعنْ‬
‫بالِ )) ‪.‬‬
‫مرافقَتَهُ ف النةِ فيقول ‪ (( :‬أعِنّي على نفسِك‬ ‫أح ُد الصحابةِ يسألُ الرسول‬
‫بكثْر ِة السجودِ ‪ ،‬فإنّك ل تسجُدُ لِ سجدةً ‪ ،‬إلّ رَ َفعَك با درجة )) ‪ .‬والخرُ يسألُ‬
‫عنْ بابٍ جامعٍ من اليِ ‪ ،‬فيقولُ له ‪ (( :‬ل يزالُ لسانُك رطباُ من ذكر الِ )) ‪ .‬وثالثٌ‬
‫يسألُ فيقولُ له ‪ (( :‬ل تسُبّ ّن أحدا ‪ ،‬ول تضرِب ّن بيدِك أحدا ‪ ،‬وإنْ أحدٌ سبّك با يعلمُ‬
‫فيك فل تسُبّنّه با تعلمُ فيه ‪ ،‬ول تقِر ّن من العروفِ شيئا ‪ ،‬ولو أنْ ُت ْفرِغ منْ دَلْوِك‬
‫ف إناءِ الستقي )) ‪.‬‬
‫إ ّن المر يقتضي البا َدرَةَ والُسارعة ‪ (( :‬بادرِوا بالعما ِل فتنا )) ‪ (( ،‬اغتنِمْ‬
‫خسا قبل خسٍ )) ‪﴿ ،‬وَسَا ِرعُواْ إِلَى َم ْغفِرَةٍ مّن رّبّ ُكمْ وَجَّنةٍ ﴾‪ ﴿ ،‬إِّن ُهمْ كَانُوا‬
‫ُيسَا ِرعُونَ فِي اْلخَيْرَاتِ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَالسّاِبقُونَ السّاِبقُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫ل تُهمِ ْل ف فِعْلِ الَيْرِ ‪ ،‬ول تنتظرْ ف عملِ البِرّ ‪ ،‬ول تُسوّفْ ف َطَلبِ الفضائلِ ‪:‬‬
‫إنّ الياة دقائ ٌق وثوانِ‬ ‫ت قلبِ الر ِء قائلةٌ له‬ ‫دقّا ُ‬
‫﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَا َفسِ اْلمُتَنَا ِفسُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫عمرُ بنُ الطابِ بعد أنْ طُعِن وثَجّ دمُه ‪ ،‬يرى شابّا يرّ إزاره ‪ ،‬فقال له عمرُ ‪:‬‬
‫(( يا ابن أخي ‪ ،‬ارْفَعْ إزارك ‪ ،‬فإنهُ أتقى لربّك ‪ ،‬وأنْقى لثوبك )) ‪ .‬وهذا أمرٌ‬
‫بالعروفِ ف سكراتِ الوتِ ﴿ ِلمَن شَاء مِن ُكمْ أَن يََت َقدّمَ أَوْ يَتَأَ ّخرَ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إ ّن السعادة ل تص ُل بالنومِ الطويلِ ‪ ،‬واللودِ إل الدّعةِ ‪ ،‬و َهجْرِ العال ‪ ،‬واطّراحِ‬
‫‪.‬‬ ‫ا ْلقَا ِعدِينَ ﴾‬ ‫الفضائلِ ‪ ﴿ .‬وَلَـكِن َكرِهَ ال ّلهُ انِبعَاَث ُهمْ فَثَبّ َط ُهمْ وَقِيلَ ا ْق ُعدُواْ مَعَ‬
‫﴾‪،‬‬ ‫حرّ‬
‫ب الممِ الدّنيّ ِة والنفوسِ الابطةِ يقولُ ‪ ﴿ :‬لَ تَن ِفرُواْ فِي اْل َ‬
‫إنّ منطق أصحا ِ‬
‫‪.‬‬ ‫قُتِلُواْ ﴾‬ ‫﴿ لّوْ كَانُوْا عِندَنَا مَا مَاتُواْ َومَا‬
‫وقد ني العبدُ بالوحي عن التّأخرِ ع ْن فِعلِ اليِ ‪ ﴿ :‬مَا لَ ُكمْ ِإذَا قِيلَ لَ ُكمُ ان ِفرُواْ‬
‫فِي سَبِيلِ ال ّلهِ اثّاقَلُْتمْ إِلَى الَ ْرضِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَِإنّ مِن ُكمْ َلمَن لّيُبَطَّئنّ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَلَـكِّنهُ أَخْ َلدَ‬
‫جزْتُ أَنْ َأكُونَ مِثْلَ هَـذَا اْل ُغرَابِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬ذَلِكَ بِأَّن ُهمُ اسَْتحَبّواْ‬
‫إِلَى الَ ْرضِ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬أ َع َ‬
‫اْلحَيَاةَ اْلدّنْيَا عَلَى ال ِخرَةِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَلَ تَنَا َزعُواْ فََت ْفشَلُواْ ﴾ ‪﴿ ،‬وَِإذَا قَامُواْ إِلَى الصّلَةِ‬
‫س منْ دان نفْسه‬
‫قَامُواْ ُكسَالَى ﴾ ‪ (( ،‬اللّهمّ إن أعوذُ بك من الكسلِ )) ‪ (( ،‬والكُي ُ‬
‫وعمِل لا بعد الوتِ ‪ ،‬والعاج ُز منْ أتْبَعَ َن ْفسَه هواها ‪ ،‬وتنّى على الِ المان )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫****‬
‫الُلدُ والنعيمُ هناك ل هُنا‬
‫هلْ تريدُ أن تبقى شابّا مُعافً غنيّا ملّدا ؟ إنْ كنت تريدُ ذلك فإنهُ ليس ف‬
‫ب الُ عليها الشقاء والفناء ‪،‬‬ ‫الدنيا ‪ ،‬بلْ هناك ف الخرةِ ‪ ،‬إنّ هذهِ الياة الدنيا كََن َ‬
‫وسّاها لوا ولعِبا ومتاع الغرورِ ‪.‬‬
‫عاش أحدُ الشعراءِ معدما مُفِلسا ‪ ،‬وهو ف عنفوان شباِبهِ ‪ ،‬يريدُ درها فل يدُهُ ‪،‬‬
‫يريدُ زوج ًة فل يصُلُ عليها ‪ ،‬فلمّا كبتْ سِنّ وشاب رأسُه ‪ ،‬ورقّ عَ ْظمُهُ ‪ ،‬جاءهُ الالُ‬
‫منْ كلّ مكانٍ ‪ ،‬وسهُلَ أم ُر زواجهِ وسكنِه ‪ ،‬فتأوّه منْ هذه التَادّاتِ وأنشد ‪:‬‬
‫مُلّكُْتهُ بعد ما جاوزتُ سبعينا‬ ‫ما كنتُ أرجوهُ إذ كنتُ ابن عشرينا‬
‫مِثلُ الظّباءِ على كُثبانِ يبينا‬ ‫ت التّركِ أ ْغزِلةٌ‬
‫تطُوفُ ب منْ بنا ِ‬
‫فما الذي تشتكي قلتُ الثمانينا‬ ‫سهِرُنا‬
‫قالوا أنينُك طول الليلِ ُي ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿ أَوََلمْ ُنعَ ّمرْكُم مّا يََتذَ ّكرُ فِيهِ مَن َتذَ ّكرَ وَجَاء ُكمُ الّنذِيرُ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وَظَنّوا أَّن ُهمْ إِلَيْنَا‬
‫لَا ُيرْ َجعُونَ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ومَا َهذِهِ اْلحَيَا ُة الدّنْيَا إِلّا َلهْوٌ وََلعِبٌ ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ مََثلَ هذهِ الياةِ الدنيا كمسافرٍ استظلّ تت ظلّ شجرةٍ ث ذهب وتركها ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫أعدا ُء النهجِ الرّبانّ‬
‫قرأتُ كتبا للملحدِة الصّادّين عنْ منهج الِ شعرا ونثرا ‪ ،‬فرأيتُ كلم هؤل ِء‬
‫ت سخافاتِهم ‪ ،‬ووجدتُ العتداء الارف‬ ‫النحرفي عنْ منهجِ ال ف الرضِ ‪ ،‬وطالع ُ‬
‫على البادئِ القةِ ‪ ،‬وعلى التعاليمِ الرّبّانيّة ‪ ،‬ووجدتُ هذا الرّكام الرخص الذي تفوّهَ به‬
‫هؤلء ورأيتُ منْ سُوءِ أدبِهم ‪ ،‬ومنْ قلّةِ حيائِهم‪ ،‬ما يستحي النسانُ أنْ ينقُل للناسِ ما‬
‫قالوه وما كتبوه وما أنشدوهُ‪.‬‬
‫وعلمتُ أ ّن النسان إذا لْ يملْ مبدأً ول يستشعِرْ رسالةً ‪ ،‬فإنّ ُه يتحوّلُ إل دابّةٍ‬
‫س َمعُونَ أَوْ‬
‫حسَبُ أَنّ َأكَْثرَ ُهمْ َي ْ‬
‫ف ِمسْلخ إنسانٍ ‪ ،‬وإل بيمةٍ ف هيكلٍ ر ُجلٍ ‪ ﴿ :‬أَمْ َت ْ‬
‫ضلّ سَبِيلً ﴾ ‪.‬‬
‫َي ْعقِلُونَ إِنْ ُهمْ إِلّا كَالْأَْنعَامِ بَلْ ُهمْ أَ َ‬
‫وسألتُ نفسي ‪ ،‬وأنا أقرأُ الكتاب ‪ :‬كيف َيسْ َعدُ هؤل ِء وقدْ أعرضُوا ع ِن الِ‬
‫الذي يلكُ السعادة ويعطيها سبحانه وتعال لنْ يشاءُ ؟!‬
‫كيف يسعدُ هؤل ِء وقدْ قطعوا البال بينهم وبينه ‪ ،‬وأغلقوا البواب بي أنفسِهم‬
‫الزيلةِ الريضِ وبي رح ِة الِ الواسعةِ ؟!‬
‫كيف يسعدُ هؤل ِء وقد أغضبُوا ال ؟!‬
‫وكيف يدون ارتياحا وقدْ حاربُوه ؟!‬
‫ولكنّي وجدتُ أنّ أول النّكالِ أخذ يُصيبُهم ف هذه الدارِ بقدّماتِ نكالٍ أخرويّ‬
‫– إنْ ل يتوبوا – ف نار جهنمّ ‪ ،‬نكا ُل الشقاءِ ‪ ،‬وعدمُ البالةِ ‪ ،‬والضّيقُ ‪ ،‬والنيارُ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫شةً ضَنكا‬
‫والحباطُ ‪َ ﴿ :‬و َمنْ َأ ْع َرضَ عَن ذِ ْكرِي فَِإنّ َلهُ َمعِي َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫حت إنّ كثيا منهمْ يريدُ أنْ يزول العالُ ‪ ،‬وأنْ تنتهي الياةُ ‪ ،‬وأنْ تُنسف الدنيا ‪،‬‬
‫وأن يُفارق هذه العيشة ‪.‬‬
‫إنّ القاسم الشترك الذي يمعُ اللحدة الوّلي والخِرين هو ‪ :‬سوءُ الدبِ مع‬
‫الِ ‪ ،‬والجازفةُ بالقيمِ والبادئِ ‪ ،‬والرّعُونةُ ف ال ْخذِ والعطاءِ والعراضُ عن العواقبِ ‪،‬‬
‫وعدمُ البالةِ با يقولون ويكتبون ويعملون ‪ ﴿ :‬أَ َف َمنْ أَ ّسسَ بُنْيَاَنهُ عَلَى َتقْوَى ِمنَ ال ّلهِ‬
‫ضوَانٍ خَ ْيرٌ أَم ّمنْ أَ ّسسَ بُنْيَاَن ُه عَلَىَ َشفَا ُجرُفٍ هَارٍ فَاْنهَارَ ِبهِ فِي نَارِ َجهَّنمَ وَال ّلهُ لَ‬
‫وَرِ ْ‬
‫َيهْدِي اْلقَوْمَ الظّاِلمِيَ ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ اللّ الوحيد لؤلءِ اللحدةِ ‪ ،‬للتّخلّصِ منْ هومِهم وأحزانِهم – إنّ ل يتوبوا‬
‫ويهتدوا – أنْ ينتحرُوا ويُنهُوا هذا العيش الُرّ ‪ ،‬والرَ التافِه الرخيص‪ ﴿ :‬قُلْ مُوتُواْ‬
‫ِبغَيْظِ ُكمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَاقْتُلُواْ أَنفُسَ ُكمْ ذَلِكُمْ خَ ْيرٌ لّ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫حقيقةُ الدّنيا‬
‫إنّ ميزان السعادةِ ف كتابِ الِ العظيمِ ‪ ،‬وإنّ تقدير الشياءِ ف ِذكْرِهِ الكيم ‪،‬‬
‫فهو يق ّررُ الشيء وقيمتهُ ومردودَهُ على العبدِ ف الدّنيا والخرةِ ﴿ وََلوْلَا أَن يَكُونَ النّاسُ‬
‫ج عَلَ ْيهَا‬
‫ضةٍ َو َمعَارِ َ‬
‫ُأ ّمةً وَا ِحدَةً َلجَعَلْنَا ِلمَن يَ ْك ُفرُ بِالرّ ْحمَنِ لِبُيُوِت ِهمْ ُسقُفا مّن َف ّ‬
‫يَ ْظ َهرُونَ{‪ }33‬وَلِبُيُوِت ِهمْ أَْبوَابا وَ ُسرُرا عَلَ ْيهَا يَتّكِؤُونَ{‪ }34‬وَزُ ْخرُفا وَإِن كُلّ ذَلِكَ‬
‫َلمّا مَتَاعُ اْلحَيَا ِة الدّنْيَا وَالْآ ِخرَ ُة عِندَ رَبّكَ لِ ْلمُّت ِقيَ ﴾ ‪.‬‬
‫هذهِ هي حقيقةُ الياةِ ‪ ،‬وقصورُها ودُورُها ‪ ،‬وذهبُها وفضّتُها ومناصبُها ‪.‬‬
‫إنّ منْ تفاهتِها أنْ تعطي الكافر جلةً واحدةً ‪ ،‬وأن ُيحْرَ َمهَا الؤمنُ ليبيّن للناسِ‬
‫قيمة الياةٍ الدنيا‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إنّ عتبة بن غزوان الصحابّ الشهي يستغربُ وهو يطبُ الناس المعة ‪ :‬كيف‬
‫ق الشجرِ ماهدا ف‬ ‫يكونُ ف حالةٍ مع رسو ِل الِ ‪ ،‬مع سّيدِ الَ ْلقِ يأكلُ معهُ وَرَ َ‬
‫سبي ِل الِ ‪ ،‬ف أرْضى ساعاتِ عمرِهِ ‪ ،‬وأحلى أيامِهِ ‪ ،‬ثّ يتخلّفُ عنْ رسو ِل الِ ‪،‬‬
‫فيكونُ أميا على إقليمٍ ‪ ،‬وحاكما على مقاطعةٍ ‪ ،‬إنّ الياة الت تُقبلُ بعد وفاةِ الرسولِ‬
‫حياةٌ رخيصةٌ حقّا ‪.‬‬
‫على أنّهمْ فيها عراةٌ و ُجوّعُ‬ ‫أرى أشقياء الناسِ ل يسأمُونا‬
‫سحابةُ صيفٍ عنْ قليلٍ تقشّعُ‬ ‫أراها وإ ْن كانت ُتسِ ّر فإنا‬
‫سعدُ بنُ أب وقّاصٍ يصيبُهُ الذهو ُل وهو يتولّى إمرة الكوفةِ بعدَ وفاةِ الرسولِ‬
‫‪ ،‬وقدْ أكل معه الشجر ‪ ،‬ويأكلُ جلدا ميّتا ‪ ،‬يشويهِ ّث يسحقُه ‪ ،‬ث يتسيهِ على الاءِ‬
‫‪ ،‬فما لذهِ الياةِ وما لقصورِها ودُورِها ‪ ،‬تُقبلُ بعد إدبارِ الرسولِ ‪ ،‬وتأت بعد ذهابهِ‬
‫﴿ وَلَلْآ ِخرَةُ خَ ْيرٌ لّكَ ِمنَ اْلأُولَى ﴾ ‪.‬‬
‫حسَبُونَ أَّنمَا‬
‫سبُ ﴿ أََي ْ‬
‫إذنْ ف المر شيءٌ ‪ ،‬وف السألةِ سرّ ‪ ،‬إنا تفاهةُ الدنيا َفحَ ْ‬
‫شعُرُونَ ﴾ ‪ (( ،‬والِ‬
‫ُنمِدّهُم ِبهِ مِن مّالٍ وَبَِنيَ{‪ُ }55‬نسَا ِرعُ َل ُهمْ فِي اْلخَيْرَاتِ بَل لّا َي ْ‬
‫ما الفقر أخشى عليكمْ )) ‪.‬‬
‫لّ دخل عُمر على رسو ِل الِ وهو ف الشْرَبِة ‪ ،‬ورآه على حصيٍ أثّر ف‬
‫جنبهِ ‪ ،‬وما ف بيتهِ إل شعيٌ معّلقٌ ‪ ،‬دمعتْ عينا ُعمَرَ ‪.‬‬
‫إنّ الوقف مؤثّرٌ ‪ ،‬أنْ يكون رسو ُل ال قدوةُ الناسِ وإمامُ الميع ‪ ،‬ف هذهِ‬
‫الالةِ ﴿وَقَالُوا مَالِ َهذَا الرّسُولِ يَ ْأكُلُ ال ّطعَامَ وََي ْمشِي فِي اْلأَسْوَاقِ ﴾ ‪.‬‬
‫ثّ يقولُ له ُعمَ ُر – رضي الُ عنه ‪ : -‬كسرى وقيصر فيما تعلمُ يا رسول الِ !‬
‫‪ (( :‬أف شكّ أنت يا بن الطاب ‪ ،‬أما ترضى أن تكون لنا الخرةُ‬ ‫قال رسو ُل ال‬
‫ولم الدنيا )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إنا معادل ٌة واضحةٌ ‪ ،‬وقسمةٌ عادلةٌ ‪ ،‬فلْيَ ْرضَ مَنْ يرضى ‪ ،‬ولْيَسخطْ م ْن يسخطُ ‪،‬‬
‫وليطُلبِ السعادة منْ أرادها ف الدّرهمِ والدينارِ والقصرِ والسيارةِ ويعملْ لا وحدها ‪،‬‬
‫فل ْن يدها والذي ل إله إل هو ‪.‬‬
‫﴿ مَن كَانَ ُيرِيدُ اْلحَيَاةَ الدّنْيَا وَزِينََتهَا نُوَفّ إِلَ ْي ِهمْ َأ ْعمَاَل ُهمْ فِيهَا وَ ُهمْ فِيهَا لَ‬
‫خسُونَ{‪ }15‬أُوْلَـئِكَ اّلذِينَ لَ ْيسَ َل ُهمْ فِي ال ِخرَةِ إِلّ النّارُ وَحَِبطَ مَا صََنعُواْ فِيهَا‬
‫يُ ْب َ‬
‫‪.‬‬ ‫كَانُواْ َي ْعمَلُونَ ﴾‬ ‫وَبَا ِطلٌ مّا‬
‫فليس با للصّالي مُعَ ّر ُ‬
‫ج‬ ‫عفاءٌ على دنيا رَ َح ْلتُ لغيِها‬
‫****************************************‬
‫مفتاحُ السعادةِ‬
‫إذا عرفت ال وسّبحْته وعبدْتَهُ وتألّهْتهُ وأنت ف كوخٍ ‪ ،‬وجدت الَْيرَ والسعادةَ‬
‫والراحة والدوء ‪.‬‬
‫ولكنْ عند النرافِ ‪ ،‬فلوْ سكنت أرقى القصورِ ‪ ،‬وأوسع الدورِ ‪ ،‬وعندك كلّ‬
‫ما تشتهي‪ ،‬فاعلمْ أنّها نايتُك الُرّةُ ‪ ،‬وتعاستُك الحققةُ ؛ لنك ما ملكت إل النِ مفتاح‬
‫السعادةِ‪.‬‬
‫حهُ لَتَنُوءُ بِاْل ُعصْبَةِ أُولِي اْلقُوّةِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَآتَيْنَاهُ ِمنَ الْكُنُوزِ مَا إِنّ َمفَاِت َ‬
‫*****************************************‬
‫وقفـــةٌ‬
‫﴿ إِنّ ال ّلهَ ُيدَافِ ُع عَنِ اّلذِينَ آمَنُوا ﴾ ‪ .‬إي ‪ :‬يدف ُع عنهمُ شرور الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫« هذا إخبارٌ ووع ٌد وبشارةٌ من الِ للذين آمنوا ‪ ،‬أنه يدفعُ عنهمْ كلّ مكروهٍ ‪،‬‬
‫ويدفعُ عنهم – بسببِ إيانِهم – كلّ شرّ منْ شرورِ الكفارِ ‪ ،‬وشرورِ وسوسةِ الشيطانِ ‪،‬‬
‫وشرورِ أنفسِهم ‪ ،‬وسيئاتِ أعمالِهم ‪ ،‬ويم ُل عنهمْ عند نزولِ الكارهِ ما ل يتحملونه ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فيُخفّف عنهمْ غاية التخفيفِ ‪ ،‬كلّ مؤمنٍ له منْ هذه الدافعةِ والفضيل ِة بسب إيانِه ‪،‬‬
‫فمُستقلّ ومُستكثِرٌ » ‪.‬‬
‫« منْ ثراتِ اليانِ أنه يُسلّى العبدُ به عند الصائبِ ‪ ،‬وتُهوّن عليه الشدائدُ‬
‫والنّوائبُ ﴿ َومَن يُ ْؤمِن بِال ّلهِ َي ْهدِ قَلَْبهُ ﴾ وهو العبدُ الذي تصيبُه الصيبةُ ‪ ،‬فيعلمُ أنا منْ‬
‫عندِ الِ ‪ ،‬وأنّ ما أصابه ل ي ُكنْ ليُخطئه ‪ ،‬وما أخطأهُ ل ي ُكنْ ليُصيبه ‪ ،‬فيضى وُيسَّلمُ‬
‫للقدارِ الؤلِة ‪ ،‬وتونُ عليه الصائبُ الزعجةُ ‪ ،‬لصدورِها منْ عن ِد الِ ‪ ،‬وليصالِها إل‬
‫ثوابِهِ » ‪.‬‬
‫************************************‬
‫كيف كانُوا يعيشُ‬

‫تعال إل يومٍ منْ أيام أحدِ الصحابةِ الخبارِ ‪ ،‬وعظمائِهم البرارِ ‪ ،‬عليّ بن أب‬
‫طالبٍ مع ابنهِ رسو ِل الِ ‪ ،‬مع فلذ ِة كبدِهِ ‪ ،‬بصحُو عليّ ف الصباحِ الباكرِ ‪ ،‬فيبحثُ‬
‫هو وفاطمةُ عن شيءٍ منْ طعامٍ فل يدانِ ‪ ،‬فيتدي فروا على جسمِهِ م ْن شدّةِ البدِ‬
‫س ويذهبُ ف أطرافِ الدينةِ ‪ ،‬ويتذكرُ يهوديّا عنده مزرعةٌ ‪ ،‬فيقتحمُ‬ ‫ويرجُ ‪ ،‬ويتلمّ ُ‬
‫عليّ عليه باب الزرع ِة الضّيّقِ الصغيِ ويدخلُ ‪ ،‬ويقو ُل اليهوديّ ‪ :‬يا أعرابّ ‪ ،‬تعال‬
‫ب بتمرةٍ ‪ .‬والغربُ هو الدلوُ الكبيُ ‪ ،‬وإخراجُه ‪ ،‬أيْ ‪ :‬إظهارُه من البئرِ‬ ‫وأخرِج كلّ غَرْ ٍ‬
‫مُعاوَنَةً مع الملِ ‪ .‬فيشتغلُ عل ّي – رضي الُ عنهُ – معهُ برهةً من الزمنِ ‪ ،‬حت ترِم يداه‬
‫ويكلّ جسمُه ‪ ،‬فيُعطيهِ بعد ِد الغروبِ تراتٍ ‪ ،‬ويذهبُ با ويرّ برسو ِل الِ ويُعطيه‬
‫منها ‪ ،‬ويبقى هو وفاطمةُ يأكلن مِنْ هذا التمرِ القليلِ طيلة النهارِ ‪.‬‬
‫هذهِ هي حياتم ‪ ،‬لكنّهم يشعرون أنّ بيتهُ ْم قد امتل سعادةً وحبورا ونورا‬
‫وسرورا ‪.‬‬
‫إنّ قلوبم تعيشُ البادئ القّةَ الت بُعثَ با الرسولُ ‪ ،‬والُثُل السامية ‪ ،‬فهمْ ف‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أعمالٍ قلبيّةٍ ‪ ،‬وف روحانيّة قُدسيّةٍ يُبصرون با القّ ‪ ،‬ويُنصرون با الباطل ‪،‬‬
‫فيعملون لذاك ويتنبون هذا ‪ ،‬ويُدركون قيمة الشيءِ وحقيقة المرِ ‪ ،‬وسرّ السألةِ ‪.‬‬
‫أين سعاد ُة قارون ‪ ،‬وسرو ُر وفرحُ وسكينةُ هامان ؟! فالولُ مدفونٌ ‪ ،‬والثان‬
‫ص َفرّا ُثمّ يَكُونُ ُحطَاما ﴾ ‪.‬‬
‫ملعون ﴿ َكمَثَ ِل غَيْثٍ َأعْجَبَ الْ ُكفّارَ نَبَاُتهُ ُثمّ َيهِيجُ فََترَاهُ ُم ْ‬
‫السعادةُ عند بللِ وسلمان وعمّارٍ ‪ ،‬لنّ بللً أذّن للحقّ ‪ ،‬وسلمان آخى على‬
‫سنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ‬
‫الصّدقِ ‪ ،‬وعمّارا وفّى اليثاق ﴿ أُوْلَئِكَ اّلذِينَ نََتقَبّ ُل عَ ْنهُمْ أَ ْح َ‬
‫صحَابِ اْلجَّنةِ َو ْع َد الصّ ْدقِ اّلذِي كَانُوا يُو َعدُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫عَن سَيّئَاِت ِهمْ فِي أَ ْ‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫ص ْبرِ‬
‫أقوالُ الكماءِ ف ال ّ‬
‫يُحكى عنْ أنوشروان أنهُ قال ‪ :‬جيعُ الكارِهِ ف الدنيا تنقسمُ على ضربي ‪:‬‬
‫فضربٌ فيه حِيلةٌ ‪ ،‬فالضطرابُ دواؤه ‪ ،‬وضربٌ ل حيلة فيه ‪ ،‬فالصطبارُ شفا ُؤهُ ‪.‬‬
‫كان بعضُ الكماءِ يقولُ ‪ :‬الِيل ُة فيما ل حيلة فيه ‪ ،‬الصبُ ‪.‬‬
‫وكان يقالُ ‪ :‬منِ اتّبع الصب ‪ ،‬اتّبعَهُ النصرُ ‪.‬‬
‫ومن المثالِ السائرة ‪ ،‬الصبُ مفتاحُ الفَ َرجِ م ْن صَبَ َر َق َدرَ ‪ ،‬ثرةُ الصبِ الظّفرُ ‪ ،‬عند‬
‫اشتدادِ البلءِ يأت الرّخاءُ ‪.‬‬
‫وكان يقالُ ‪ :‬خفِ الضارّ منْ خللِ السارّ ‪ ،‬وارجُ النفْع منْ موضعِ الْنعِ ‪،‬‬
‫واحرصْ على الياةِ بطلبِ الوتِ ‪ ،‬فكمْ منْ بقاءٍ سببُه استدعاءُ الفناءِ ‪ ،‬ومنْ فناءٍ سببُه‬
‫البقاءِ ‪ ،‬وأكثرُ ما يأت المنُ م ْن قِبل الفزعِ ‪.‬‬
‫والعربُ تقولُ ‪ :‬إنّ ف الشرّ خِيارا ‪.‬‬
‫قال الصمعيّ ‪ :‬معناهُ ‪ :‬أنّ بعض الشّرّ أهونُ منْ بعْضٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقال أبو عبيدة ‪ :‬معناهُ ‪ :‬إذا أصابتْك مصيبةٌ ‪ ،‬فاعلمْ أن ُه قدْ يكونُ أجلّ منها ‪،‬‬
‫فلتهُنْ عليك مصيبتُك ‪.‬‬
‫قال بعضُ الكماءِ ‪ :‬عواقبُ المورِ تتشاب ُه ف الغيوب ‪ ،‬فرُبّ مبوبٍ ف‬
‫مكروهٍ ‪ ،‬ومكرو ٍه ف مبوبٍ ‪ ،‬وكمْ مغبوطٍ بنعمةٍ هي داؤُه ‪ ،‬ومرحومٍ من داءٍ هو‬
‫شفاؤُه ‪.‬‬
‫وكان يُقالُ ‪ :‬رُبّ خيٍ منْ شرّ ‪ ،‬ونفعٍ منْ ضرّ ‪.‬‬
‫وقال وداعةُ السهميّ ‪ ،‬ف كلمٍ له ‪ :‬اصبْ على الشّرّ إ ْن قَدَحَك ‪ ،‬فربّما أجْلى‬
‫عما يُفرحُك ‪ ،‬وتت الرّغوةِ اللبُ الصّريحُ ‪.‬‬
‫يأت الُ بالفرحِ عند انقطاعِ الملِ ‪ ﴿ :‬حَتّى ِإذَا اسْتَيَْأسَ الرّسُلُ وَظَنّواْ أَّن ُهمْ َقدْ‬
‫صرُنَا﴾ ‪﴿ ،‬إِنّ ال ّلهَ مَ َع الصّاِبرِينَ ﴾‪ ﴿ ،‬إِّنمَا يُوَفّى الصّاِبرُونَ أَ ْجرَهُم‬
‫ُكذِبُواْ جَاء ُهمْ َن ْ‬
‫ِبغَ ْيرِ ِحسَابٍ﴾ ‪.‬‬
‫يقولُ بعضُ الكُتّابِ ‪ :‬وكما أ ّن ال – جلّ وعل – يأت بالحبوبِ من الوج ِه‬
‫الذي ق ّدرّ ورودّ الكروهِ منه‪ ،‬ويفتحُ بفرج عند انقطاعِ الملِ‪ ،‬واستبهامِ وجوهِ الِيل‪،‬‬
‫ليحُضّ سائر خلْقه با يريدهم من تام قدرته ‪ ،‬على صرف الرجاء إليهِ ‪ ،‬وإخلصِ‬
‫آمالِهم ف التّوكّلِ عليه ‪ ،‬وأنْ ل يَ ْزوُوا وجوههُم ف وقتٍ من الوقاتِ ع ْن توقّعِ ال ّروْحِ‬
‫منه ‪ ،‬فل يعدلُوا بآمالِهم على أيّ حالٍ من الالتِ ‪ ،‬عنِ انتظارِ فرجٍ يصدُر عنه ‪،‬‬
‫وكذلك أيضا يسرّهم فيما ساءهم ‪ ،‬بأنْ كفاهم بحنةٍ يسيةٍ‪ ،‬ما هو أعظمُ منها‪،‬‬
‫وافتدا ُهمْ بُِلمّةٍ سهلةٍ ‪ ،‬ممّ كان أنكى فيهمْ لو لِقهُمْ‪.‬‬
‫حتِ الجسامُ بالعِللِ‬
‫فربّما ص ّ‬ ‫لعلّ عتْبك ممودٌ عواقبُهُ‬
‫قال إسحاقُ العابدُ ‪ :‬ربا امتح َن الُ العبْدَ بحنةٍ يّلصُه با من اللكةِ ‪ ،‬فتكون‬
‫تلك الحنةُ أجلّ نعمةٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫يقالُ ‪ :‬إنّ منِ احتمل الحنة ‪ ،‬ورضي بتدب ِي الِ تعال ف النكْبةِ ‪ ،‬وصب على‬
‫شدّةِ ‪ ،‬كشف له عنْ منفعتِها ‪ ،‬حت يقف على الستورِ عنه منْ مصلحتِها ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫ض النصارى أنّ بعض النبياءِ عليهمُ السلمُ قال ‪ :‬الِحنُ تأديبٌ من‬ ‫حُكي عن بع ِ‬
‫ب ل يدومُ ‪ ،‬فطوب لنْ تصبّر على التأديبِ ‪ ،‬وتثبّت عند الحنةِ ‪ ،‬فيجبُ له‬ ‫الِ ‪ ،‬والد ُ‬
‫لُبسُ إكلِيلِ الغَلَبَةِ ‪ ،‬وتاجِ الفلحِ ‪ ،‬الذي و َع َد الُ به ُمحِبّيه ‪ ،‬وأهلِ طاعتِهِ ‪.‬‬
‫ض الفِتِ ‪ ،‬فإنّ‬‫ضجَرَ ‪ ،‬إذا أصابتْك أسِنّةُ الحنِ ‪ ،‬وأعرا ُ‬ ‫قال إسحاقُ ‪ :‬احذرِ ال ّ‬
‫الطريق الؤدّي إل النجاةِ صعْبُ السْلكِ ‪.‬‬
‫قال بزرجهرُ ‪ :‬انتظارُ الفَ َرجِ بالصبِ ‪ ،‬يُعقبُ الغتباط ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫ل ل ييبُ‬
‫سنُ ال ّظنّ با ِ‬
‫ُح ْ‬
‫(( أنا عند ظنّ عبدي ب ‪ ،‬فليظنّ ب ما شاء )) ‪.‬‬
‫لبعضِ الكُتّابِ ‪ :‬إنّ الرجاء مادّ ُة الصبِ ‪ ،‬والُعيُ عليه ‪ .‬فكذلك عِلّةُ الرجاءِ‬
‫ومادّتهُ ‪ُ ،‬حسْنُ الظّ ّن بالِ ‪ ،‬الذي ل يوزُ أن ييب ‪ ،‬فإنّا قد نستقري الكرماء ‪،‬‬
‫فنجدُهم يرفعون منْ أحسن ظنّهُ بمْ ‪ ،‬ويتحوّبُون منْ تيّب أملُه فيهمْ ‪ ،‬ويتحرّ جون مِنْ‬
‫قصدَهم ‪ ،‬فكيف بأكرمِ الكرمي ‪ ،‬الذي ل يعوزُه أنْ ينح مؤمّليه ‪ ،‬ما يزيدُ على‬
‫أمانيّهم فيه ‪.‬‬
‫وأعد ُل الشواهدِ بحبّ ِة ال جلّ ِذكْرُه ‪ ،‬لتمسّكِ عبدِه برحابهِ ‪ ،‬وانتظارُ الرّوحِ منْ‬
‫ظلّهِ ومآبِه ‪ ،‬أنّ النسان ل يأتيه الفَ َرجَ ‪ ،‬ول تُدركُه النجاةُ ‪ ،‬إل بعد إخفاقِ أملهِ ف كلّ‬
‫ما كان يتوجّه نوه بأملِه ورغبتِه ‪ ،‬وعند انغلقِ مطالبِهِ ‪ ،‬و َعجْزِ حيلتِه ‪ ،‬وتناهي ضَرّهِ‬
‫ومنتِه ‪ ،‬ليكون ذلك باعثا له على صَرْفِ رجاِئهِ أبدا إل الِ عزّ وجلّ ‪ ،‬وزاجرا له على‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫تاوز ُحسْنِ ظنّه به ﴿إِنّ اّلذِينَ َت ْدعُونَ مِن دُونِ ال ّل ِه عِبَادٌ َأمْثَالُ ُكمْ فَا ْدعُو ُهمْ‬
‫فَلَْيسَْتجِيبُواْ لَ ُكمْ إِن كُنُتمْ صَادِ ِقيَ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬

‫صبُورُ أحْ َمدَ المورِ‬


‫يُدر ُك ال ّ‬
‫ُروِي عنْ عبدِال بنِ مسعودٍ ‪ :‬الفَ َرجُ والروحُ ف اليقيِن والرضا ‪ ،‬والمّ والزنُ ف‬
‫ك والسخطِ ‪.‬‬ ‫الشّ ّ‬
‫وكان يقولُ ‪ :‬الصّبُورُ ‪ ،‬يُدركُ أحْمد المورِ ‪.‬‬
‫قال أبانُ بنُ تغلب ‪ :‬سعتُ أعربيّا يقولُ ‪ :‬منْ أفْضلِ آداب الرجالِ أنهُ إذا نزلتْ‬
‫بأحدِهمْ جائحةٌ استعمل الصب عليها ‪ ،‬وألم نفْسه الرجاء لزوالِها ‪ ،‬حت كأنه لصبِه‬
‫يعاينُ اللص منها والعناء ‪ ،‬توكّلً على الِ عزّ وجلّ ‪ ،‬و ُحسْنِ ظنّ به ‪ ،‬فمت لزِم هذه‬
‫الصفة ‪ ،‬ل يلبثْ أن يقضي الُ حاجته ‪ ،‬ويُزيل كُربيه ‪ ،‬ويُنجح طِلْبتهُ ‪ ،‬ومعهُ دينُه‬
‫وعِرضُه ومروءتُه ‪.‬‬
‫روى الصمعيّ عنْ أعرابّ أنه قال ‪ :‬خفِ الشّرّ منْ موضعِ الْيرِ ‪ ،‬وارجُ اليْرَ منْ‬
‫موضعِ الشّرّ ‪ ،‬ف ُربّ حياةٍ سببُها طلبُ الوتِ ‪ ،‬وموتٍ سببُه طلبُ الياةِ ‪ ،‬وأكْثَرُ ما يأت‬
‫المنُ من ناحيِة الوْفِ ‪.‬‬
‫َنمْ فالوادِثُ كّلهُنّ أمانُ‬ ‫وإذا العنايةُ لحظتْك عيونُها‬
‫وقال قطريّ بنُ الفجاءةِ ‪:‬‬
‫خوّفا لمِامِ‬ ‫يوم الوغى مَُت َ‬ ‫ل َي ْركَنَنْ أحدٌ إل الحجامِ‬
‫من عن يين مرّةً وأمامي‬ ‫فلقدْ أران للرّماحِ دريئة‬
‫أحناء سرْجي أو عنان لامي‬ ‫حت خضبتُ با تدّر مِن دمي‬
‫جذع البصي ِة قارِح القدامِ‬ ‫ث انصرفتُ وقدْ أصبتُ ول أُصبْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقال بعضُ الكماءِ ‪ :‬العاقلُ يتعزّى فيما نزل به منْ مكروهٍ بأمرينِ ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬السرورُ با بقي له ‪.‬‬
‫والخر ‪ :‬رجا ُء الفَ َرجِ ما َن َزلَهُ به ‪.‬‬
‫والاهل يزعُ ف منتِهِ بأمرينِ ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬استكثارُ ما أوى إليه ‪.‬‬
‫والخر ‪ :‬توّفُه ما هو أشدّ منهُ ‪.‬‬
‫ب الِ عزّ وجلّ للقِهِ ‪ ،‬وتأديبُ الِ يفتحً القلوب‬‫وكان يقالُ ‪ :‬الِحنُ آدا ُ‬
‫والساع والبصار ‪.‬‬
‫لسَنُ بنُ َس ْهلٍ الِحن فقال ‪ :‬فيها تحيصٌ من الذنبِ ‪ ،‬وتنبيهٌ من الغفلةِ‬‫ووصف ا ّ‬
‫‪ ،‬وتع ّرضٌ للثوابِ بالصبِ ‪ ،‬وتذكيٌ بالنعمةِ ‪ ،‬واستدعاءٌ للمثوبةِ ‪ ،‬وف نظرِ الِ عزّ وجلّ‬
‫وقضائِهِ اليارُ ‪.‬‬
‫فهذا من أحبّ الوت ‪ ،‬طلبا لياةِ الذّكْرِ ‪ ﴿ .‬اّلذِينَ قَالُواْ لِخْوَاِنهِمْ وَ َق َعدُواْ لَوْ‬
‫أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ُقلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَن ُفسِكُمُ اْلمَوْتَ إِن كُنُتمْ صَادِقِيَ ﴾ ‪.‬‬
‫أقوالٌ ف توينِ الصائبِ ‪:‬‬
‫قال بعضُ عقل ِء التّجّارِ ‪ :‬ما أصْغرَ الصيبة بالرباحِ ‪ ،‬إذا عادتْ بسلم ِة الرواحِ‬
‫‪.‬‬
‫سخْلةُ َهدَرٌ ‪.‬‬
‫للّ ُة فال ّ‬
‫وكان منْ قولِ العربِ ‪ :‬إنّ تسْلمِ ا ِ‬
‫ومنْ كلمِهم ‪ :‬ل تيأسْ أرضٌ من عمرانٍ ‪ ،‬وإن جفاها الزمانُ ‪.‬‬
‫والعامّة تقول ‪ :‬نرٌ جرى فيه الا ُء لبدّ أن يعود إليه ‪.‬‬
‫وقال ثامسطيوس ‪ :‬ل يتفاضلْ أه ُل العقو ِل والدّينِ إل ف استعما ِل الفضْلِ ف حالِ‬
‫القُدر ِة والنعمةِ ‪ ،‬وابتذالِ الصبِ ف حالِ الشّدّةِ والحنةِ ‪.‬‬
‫***************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقفــــةٌ‬
‫﴿ إِن تَكُونُواْ تَأَْلمُونَ َفإِّن ُهمْ َيأَْلمُونَ َكمَا تَأْلَمونَ وََترْجُونَ مِنَ ال ّلهِ مَا لَ َيرْجُونَ‬
‫﴾‪.‬‬
‫ولذا يوجدُ عند الؤمني الصادقي حي تصيبُهم النّواز ُل والقلقِلُ والبتلءُ مِن‬
‫الصبِ والثباتِ والطّمأنينِة والسكّونِ والقيامِ ب ّق الِ مال يوجدُ ُعشْرُ مِعْشارِهِ عند من‬
‫ليس كذلك ‪ ،‬وذلك لقوّةِ اليا ِن واليقيِ ‪.‬‬
‫‪ (( :‬يقولُ ربّكم‬ ‫عن معقلِ بن يسارٍ رضي الُ عنه قال ‪ :‬قال رسو ُل الِ‬
‫تبارك وتعال ‪ :‬يا بن آدم ‪ ،‬تفرّغْ لعبادت ‪ ،‬أمل قلبك غن ‪ ،‬وأمل يديْك رزِقا ‪ .‬يا بن‬
‫آدم ‪ ،‬ل تباعدْ من ‪ ،‬فأملْ قلبك فقرا ‪ ،‬وأملْ يديك شُغلً )) ‪.‬‬
‫« القبالُ على الِ تعال ‪ ،‬والنابةُ إليه ‪ ،‬والرّضا بهِ وعنهُ ‪ ،‬وامتلءُ القلبِ من‬
‫مبّتِه ‪ ،‬واللّه ُج بذكْرِهِ ‪ ،‬والفرحُ والسرورُ بعرفتِه ثوابٌ عاجِل ‪ ،‬وجنّةٌ ‪ ،‬وعيشٌ ‪ ،‬ل‬
‫نسبة لعيشِ اللوكِ إليه ألبتّ َة » ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ل تزنْ إنْ قلّ مالُك أو رثّ حالُك‬
‫فقيِمتُك شيءٌ آخرُ‬
‫سنُ ‪.‬‬
‫قال عليّ رضي الُ عنهُ ‪ :‬قيمةُ كلّ امرئٍ ما يُح ِ‬
‫فقيمةُ العالِ عِ ْلمُهُ قلّ منهُ أو كُثرَ ‪ ،‬وقيمةُ الشاعرِ شعرُه أحسن فيهِ أو أساء ‪.‬‬
‫وك ّل صاحبِ موهبةٍ أو حرفةٍ إنا قيمتُه عند البشرِ تلك الوهبةُ أو تلك الرفةُ ليس إل ‪،‬‬
‫فليحرصِ العبدُ على أ ْن يرفع قيمتهُ ‪ ،‬ويُغلي ثنه بعملِهِ الصالِ ‪ ،‬وبع ْلمِه وحكمتِه ‪،‬‬
‫وجُودِهِ وحفْظِهِ ‪ ،‬ونبوغِه واطّلعِه ‪ ،‬ومُثابرتِه وبْثِهِ ‪ ،‬وسؤالِه وحِ ْرصِهِ على الفائدةِ ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وتثقيفِ عقِْلهِ وصقْلِ ذهنهِ ‪ ،‬وإشعالِ الطموحِ ف رُو ِحهِ ‪ ،‬والنّبلِ ف نفسِهِ ‪ ،‬لتكون قيمتُه‬
‫غاليةً عاليةً ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫ل تزنْ ‪ ،‬واعلمْ أنك بوساطةِ ال ُكُتبِ‬
‫يكنُ أن تُنمّي مواهبك وقدراتِك‬
‫مطالعةُ الكتبِ تُفتّقُ الذّهن ‪ ،‬وتدي العِب والعظاتِ ‪ ،‬وتدّ الطّلعِ بددٍ من‬
‫الِكم ‪ ،‬وتُطلقُ اللسان ‪ ،‬وتُنمّي مَلَك َة التفكيِ ‪ ،‬وترسّخُ القائق ‪ ،‬وتطردُ الشّبَهَ ‪ ،‬وهي‬
‫سلوةٌ للمتفرّدِ ‪ ،‬ومناجاةٌ للخاطر ‪ ،‬ومادثةٌ للسامرِ ‪ ،‬ومتعةٌ للمتأمّلِ ‪ ،‬وسراجٌ للسّاري ‪،‬‬
‫وكلّما كٌرّرتِ العلومُ ٌة وضُبطتْ ‪ ،‬و ُمحّصتْ ‪ ،‬أثرتْ وأينعتْ وحان قِطافُها ‪ ،‬واستوتْ‬
‫على سوقِها ‪ ،‬وآتت ُأكُلها كلّ حيٍ بإذ ِن ربّها ‪ ،‬وبلغ الكتابُ با أجَلَهُ ‪ ،‬والنبأُ مستقرّهُ‬
‫‪.‬‬
‫وهجْرُ الطالعةِ ‪ ،‬وترْكُ النظرِ ف الكتبِ والنفرادُ با ‪ ،‬حُبْسهٌ ف اللسانِ ‪ ،‬و َحصْرٌ‬
‫للطّبعِ ‪ ،‬وركودٌ للخاطرِ ‪ ،‬وفتورٌ للعقلِ ‪ ،‬وموتٌ للطبيعةِ ‪ ،‬وذبو ٌل ف رصيدِ العرفةِ ‪،‬‬
‫وجفافٌ للفكرِ ‪ ،‬وما منْ كتابٍ إل وفيهِ فائدةٌ أو مََثلٌ ‪ ،‬أو طُرفةٌ أو حكايةٌ ‪ ،‬أو خاطرةٌ‬
‫أو نادرةٌ ‪.‬‬
‫ت الِممِ و ِخسّةِ العزيةِ ‪،‬‬
‫لصْرِ ‪ ،‬ونعوذُ بالِ منْ مو ِ‬‫هذا وفوائدُ القراءةِ فوق ا َ‬
‫وبرودِ الرّمحِ ‪ ،‬فإنا منْ أعظ ِم الصائبِ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ل تزنْ ‪ ،‬واقرأْ عجائب خلقِ الِ ف الكونِ‬
‫ب العُجابَ ‪ ،‬وتقضي على هومِك‬
‫وطالِعْ غرائب صُنعِهِ ف العمورةِ ‪ ،‬تدِ ال َعجَ َ‬
‫وغمومِك ‪ ،‬فإنّ النّفْس مُولعةٌ بالطّريفِ الغريبِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫َروَى البخاريّ ومسلمٌ ‪ ،‬عنْ جابرِ بن عبدِالِ رضي الُ عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬بَعَثَنا رسولُ‬
‫الِ ‪ ،‬وأمّر علينا أبا عبيدة ‪ ،‬نتلقّى عِيا لقريشٍ ‪ ،‬وزوّدنا جِرابا منْ ترٍ لْ ِيدْ لنا‬
‫غَيْرَه ‪ ،‬فكان أبو عبيدة يُطينا ترةً ترةً ‪.‬‬
‫قال – الراوي عنْ جابرٍ ‪ : -‬فقلتُ ‪ :‬كيف كنتُ ْم تصنعون با ؟ قال ‪ :‬نصّها‬
‫صبّ ‪ ،‬ثّ نشربُ عليها من الاءِ ‪ ،‬فتكفينا يومنا إل الليلِ ‪ ،‬وكنّا نضربُ‬ ‫ص ال ّ‬ ‫كما يُ ّ‬
‫بِعصيّنا الََبطَ – أي ورق الشجرِ – ث نبُلّه فنأكُلَهُ ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وانطلْقْنا على ساحلِ البحرِ فإذا شيءٌ كهيئةِ الكثيبِ الضخمِ – أي‬
‫ح َدوْدبِ من الرملِ – فأتيناهُ ‪ ،‬فإذا هي دابّةٌ تُدعى العَنْبَرَ‬ ‫كصور ِة التّلّ الكبيِ الستطيلِ ا ُل ْ‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬قالَ أبو عبيدة ‪ :‬ميْتةٌ ‪ .‬ث قال ‪ :‬ل بلْ ن ُن رُسُلُ رسول ال ‪ ،‬وف سبيلِ‬
‫الِ ‪ ،‬وقدْ اضطُررْتُم فكُلُوا ‪ .‬قال ‪ :‬فأقمْنا عليه شهرا وننُ ثلثائة حت سِنّا ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ولقدْ رأيتُنا نغترفُ منْ َوقْبِ عينِه – أي منْ داخلِ عينِه – ونفرقُها بالقللِ – أي‬
‫ي القِطع – كالثورِ أو ق ْدرِ الثورِ ‪.‬‬
‫بالرارِ الكبيةِ – الدّهْنَ ‪ ،‬ونقتطعُ منه الفِدر – أ ْ‬
‫فلقدْ أخذ منا أبو عبيدة ثلثة عشرَ رجلً ‪ ،‬فأقعدهم ف وقبِ عينِهِ ‪ ،‬وأخذ ضلعا منْ‬
‫أضل ِع ِه فأقامها ‪ ،‬ثّ رحّل أعظم بعيٍ ‪ ،‬ونظر إل أطولِ رجُلٍ فحملهُ عليهِ ‪ ،‬فمرّ منْ‬
‫تتِها ‪.‬‬
‫لمِه وشائِق ‪ ،‬فلمّا قدمْنا الدينة ‪ ،‬أتينا رسول الِ ‪ ،‬فذكرنا له‬ ‫وتزوّدْنا منْ ْ‬
‫ذلك ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬هو رزقٌ أخرجه الُ لكمْ ‪ ،‬فهل معكمْ منْ لمِهِ شيءٌ فتُطعمونا ؟‬
‫)) ‪ ،‬قال ‪ :‬فأرسلْنا إل رسو ِل الِ ‪ ،‬فأكل منه ‪.‬‬
‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬
‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬
‫البذرةُ إذا ُوضِعتْ ف الرضِ ل تنبتُ حت تتزّ الرضُ هِزّةً خفيفةً ‪ ،‬تُسجّلُ‬
‫‪.‬‬ ‫َورَبَتْ ﴾‬ ‫بهاز رِخْتَرَ ‪ ،‬فتفقسُ البذر ُة وتنبتُ ‪ ﴿ :‬فَِإذَا أَنزَلْنَا عَلَ ْيهَا اْلمَاء اهَْتزّتْ‬
‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬
‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫قال أبو داود ف كتابهِ ( السنن) ف بابِ زكاةِ الزرعِ ‪ :‬شَبَ ْرتُ قثاءةً بصر ثلثة‬
‫عشر شِبْرا ‪ ،‬ورأيتُ أُتْ ُرجّةً على بعيٍ بقطعتيْن ‪ ،‬قُطعتْ وصيّرَتْ على مثْلِ عِدلْيِ ‪.‬‬
‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬
‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬
‫ذكر الدكتورُ زغلو ُل النجّارُ الدارسُ للياتِ الكونيةِ – ف إحدى ماضراتِه – أنّ‬
‫هناك نوما انطلقتْ منْ آلفِ السنواتِ ‪ ،‬وهي ف سرع ِة الضوءِ ‪ ،‬ول تصلْ حت الن‬
‫سمُ ِبمَوَاقِعِ الّنجُومِ ﴾ ‪.‬‬
‫إل الرضِ ‪ ،‬وما بقي إل مواقعُها ﴿ فَلَا أُ ْق ِ‬
‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬
‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬
‫جاء ف (جريدة الخبارِ الديدة) ف العددِ ‪ 396‬بتاريخِ ‪ 1953 /9 /27‬م ص‬
‫‪ 2‬أنه ‪ « :‬دخ ُل صباح اليومِ ( أونا) باريس دخول الفاتي ‪ ،‬يرسُه عشراتُ منْ رجالِ‬
‫البوليس ‪ ،‬الراكبِ والراجلِ ‪ .‬أمّا ( أونا ) هذا فهو حوتٌ نروي ّي ضخمٌ مّنطٌ ‪ ،‬وزنه‬
‫‪ 80000‬كيلو ‪ ،‬وكان ممولً على َعشْرِ جراراتٍ مربوطةٍ بسيارةِ نق ٍل ضخمةٍ ‪،‬‬
‫وسيُعرضُ الوتُ لدةِ شهْر ويُسمحُ للناسِ بدخولِ كرشِهِ الضاءِ بالكهرباءِ ‪ ،‬ويستطيعُ‬
‫عشرةُ أشخاص أنْ يدخلوا بطنَه مرّةً واحدةً ‪.‬‬
‫لكنّ الشرفي على معرضِ ( أونا ) وبوليس الدينةِ ‪ ،‬ل يتفقا على الكانِ الذي‬
‫يوضعُ فيه الوتُ ‪ ،‬وهمْ يشون وضْعَهُ فوق مطةِ القطا ِر الرضيّ خشيةَ أنْ ينهار‬
‫الشارعُ ‪.‬‬
‫وبرغمِ أنّ ِسنّ هذا الوتِ ل يزيدُ على ‪ 18‬شهرا ‪ ،‬فإنّ طوله ‪ 20‬مترا ‪ ،‬وقد‬
‫صيد ف شهرِ سبتمب من العامِ الاضي ف مياهِ النرويج ‪ ،‬وقدْ صُنِعتْ لهُ عربةُ قطارٍ خاصّةٌ‬
‫‪ ،‬لنقْلِه ف جولةٍ عَبْرَ أوربا ‪ ،‬ولكنّها انارتْ تته ‪ ،‬فصنُعتْ له سيارةُ جرّ ‪ ،‬طولا ‪30‬‬
‫مترا » ‪.‬‬
‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬
‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫النمل ُة تدّخِرُ قُوتا من الصيفِ للشتاءِ ؛ لنّها ل ترجُ ف الشتاءِ ‪ ،‬فإذا خشيتْ أنْ‬
‫تنبت البّةُ ‪ ،‬كسرتْها نصفي ‪ ،‬واليّةُ ف الصحراءِ إذا ل تدْ طعاما ‪ ،‬نصبت نفسها‬
‫كالعودِ ‪ ،‬فيقعُ عليها الطائرُ فتأكلهُ ‪.‬‬
‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬
‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬
‫قال عبدُالرزاقِ الصنعانّ ‪ :‬سعتُ معمر بن راشدٍ البصريّ يقولُ ‪ :‬رأيتُ باليمنِ‬
‫عنقود عنبٍ ‪ ،‬وقْرَ بَغْلٍ تامّ ‪ ﴿ .‬وَالّنخْلَ بَا ِسقَاتٍ ّلهَا طَلْعٌ ّنضِيدٌ ﴾ ‪ .‬ك ّل الشجارِ‬
‫والنباتاتِ تُسقى باءٍ واحدٍ ﴿ وَُن َفضّلُ َب ْعضَهَا عَلَى َبعْضٍ فِي ا ُلكُلِ ﴾ ‪ .‬وللنباتاتِ مناعةٌ‬
‫خاصّةٌ ‪ ،‬فمنها القويّ ُة بنفسهِا ‪ ،‬ومنها الشوكيّ ُة الت تدافعُ بشوكِها ‪ ،‬ومنها الامضةُ‬
‫اللّذِعةُ ‪.‬‬
‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬
‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬
‫ي ف كتابِه (الطالع السعيد الامع نباء أنباء‬ ‫قال كمالُ الدين الُدفويّ ا ِلصْر ّ‬
‫ت زنُته ثانيةُ أرطالٍ باللّيثيّ ‪ ،‬و ُوزِنتْ حبّةُ عنبٍ ‪،‬‬
‫الصعيد) ‪ « :‬رأيت قطف عنبٍ ‪ ،‬جاء ْ‬
‫ت زنتُها عشرةُ دراهم ‪ ،‬وذلك بأُدفو بلدِنا » ‪.‬‬ ‫جاء ْ‬
‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬
‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬
‫﴿‬ ‫وقد ذكر علماءُ الفلكِ أ ّن الكون ل يزالُ يتّسعُ شيئا فشيئا كما تتّسع البالونةُ ‪:‬‬
‫سمَاء بَنَيْنَاهَا ِبأَْيدٍ وَإِنّا َلمُو ِسعُونَ ﴾ ‪ .‬وذكروا أنّ الرض اليابسة تنقصُ ‪ ،‬وأنّ‬
‫وَال ّ‬
‫صهَا ِمنْ أَ ْطرَافِهَا ﴾ ‪.‬‬
‫الحيطات تتّسعُ ‪ ﴿ ،‬أَوََلمْ َيرَوْاْ أَنّا نَأْتِي ا َل ْرضَ نَنقُ ُ‬

‫يءٍ خَ ْل َقهُ ُثمّ هَدَى ﴾ ‪:‬‬


‫﴿ الّذِي َأ ْعطَى ُكلّ َش ْ‬
‫جاء ف ملةِ ( الفيصل) عدد ‪ 62‬سنة ‪ 1402‬هـ ص ‪ 112‬صورةٌ لثمر ِة‬
‫كرنبٍ (ملفوف) وزنت ‪ 22‬كيلو غراما ‪ ،‬وبلغ قطرُها مترا واحدا ‪ ،‬وصورةٌ لبصلةٍ‬
‫يابسةٍ واحدة ‪ ،‬وزنت ‪ 2,3‬كيلو غراما ‪ ،‬وبلغ قطرها ‪ 30‬سم ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وذكرتِ الجلةُ عقِب ذلك ‪ ،‬أنّ ثرة بندورةٍ (طماطم) واحدةٍ بلغ ميطُها أكثر‬
‫منْ ‪ 60‬سم ‪ ،‬وأنّ هذه الشياء غَيْرَ العاديةِ ‪ ،‬نبتتْ ف أرضِ الُزارِعِ الكسيكي ( جوزيه‬
‫كارمن) ذي البةِ الطويل ِة ف الزراع ِة والعناي ِة بالرضِ ‪ ،‬ما جعَلهُ الزارع الوّل ف‬
‫الكسيكِ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫يا ال يا ال‬

‫﴿ قُلِ ال ّلهُ يَُنجّيكُم مّ ْنهَا َومِن ُكلّ َكرْبٍ ﴾ ‪.‬‬


‫ف عَ ْبدَهُ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ أَلَ ْيسَ ال ّلهُ بِكَا ٍ‬
‫حرِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ قُلْ مَن يَُنجّيكُم مّن ظُ ُلمَاتِ الَْبرّ وَالَْب ْ‬
‫ض ِعفُوا فِي اْلأَ ْرضِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ وَُنرِيدُ أَن ّنمُ ّن عَلَى اّلذِينَ اسُْت ْ‬
‫ب عَلَ ْيهِ وَ َهدَى ﴾ ‪.‬‬
‫وقال عنْ آدم ‪ُ ﴿ :‬ثمّ اجْتَبَاهُ رَّبهُ فَتَا َ‬
‫ونوحٍ ‪ ﴿ :‬وََنجّيْنَاهُ وَأَهْ َلهُ ِمنَ الْ َكرْبِ اْلعَظِيمِ ﴾ ‪.‬‬
‫وإبراهيم ‪ ﴿ :‬قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي َبرْدا وَسَلَاما عَلَى إِْبرَاهِيمَ ﴾ ‪.‬‬
‫ويعقوب ‪َ ﴿ :‬عسَى ال ّلهُ أَن َيأْتِيَنِي ِبهِمْ َجمِيعا ﴾ ‪.‬‬
‫سجْنِ وَجَاء بِكُم ّمنَ الَْبدْوِ ﴾ ‪.‬‬
‫ويوسف ‪ ﴿ :‬وَ َقدْ أَ ْحسَنَ بَي ِإذْ أَ ْخرَجَنِي ِمنَ ال ّ‬
‫وداود ‪َ ﴿ :‬ف َغفَرْنَا َلهُ ذَِلكَ وَإِنّ َل ُه عِندَنَا َلزُْلفَى وَ ُحسْنَ مَآبٍ ﴾ ‪.‬‬
‫ضرّ ﴾ ‪.‬‬
‫وأيوب ‪ ﴿ :‬فَ َكشَفْنَا مَا ِبهِ مِن ُ‬
‫ويونس ‪ ﴿ :‬وََنجّيْنَاهُ ِمنَ اْل َغمّ ﴾ ‪.‬‬
‫وموسى ‪ ﴿ :‬فََنجّيْنَاكَ ِمنَ اْل َغمّ ﴾ ‪.‬‬
‫جدْكَ يَتِيما فَآوَى{‪}6‬‬
‫أََلمْ َي ِ‬ ‫﴾‪﴿،‬‬ ‫صرَهُ ال ّلهُ‬
‫وممد ‪ ﴿ :‬إِلّ تَنصُرُوهُ َفقَدْ َن َ‬
‫وَوَ َجدَكَ ضَالّا َف َهدَى{‪ }7‬وَوَ َجدَ َك عَاِئلً فََأغْنَى ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿ ُكلّ َي ْومٍ ُهوَ فِي َشأْنٍ ﴾ ‪:‬‬
‫قال بعضُهم ‪ :‬يغفرُ ذنبا ‪ ،‬ويكشفُ كرْبا ‪ ،‬ويرفع أقواما ‪ ،‬ويضعُ آخرين ‪.‬‬
‫قد آذن صُبْحُكِ بالبَلَجِ‬ ‫اشْتدّي أزمةُ تنْفرِجي‬
‫ش َفةٌ ﴾‬
‫سحابة ثّ تنقشع ‪ ﴿ :‬لَ ْيسَ َلهَا مِن دُونِ ال ّلهِ كَا ِ‬
‫*****************************************‬
‫****‬
‫ل تزنْ ‪ ،‬فإنّ اليام دُوَلٌ‬
‫َسجَنَ ابنُ الزبي ممد بن النفيّةِ ف سجنِ (عارمٍ) بكة ‪ ،‬فقال كُثّر عزة ‪:‬‬
‫وما شدّةُ الدّنيا بضرْب ِة لزِمِ‬ ‫وما رون ُق الدّنيا بباقٍ لهلها‬
‫ويُصبِحُ ما لقيتُهُ حلم حالكِ‬ ‫لذا وهذا ُمدّةٌ سوف تنقضي‬
‫وتأمّلتُ بعد هذا الدث بقرونٍ‪ ،‬فإذا ابنُ الزبيِ وابنُ النفية و ِسجْنُ عارمِ كحلمِ‬
‫‪.‬‬ ‫رِكْزا ﴾‬ ‫سمَعُ َل ُهمْ‬
‫حسّ مِ ْنهُم ّمنْ أَ َحدٍ أَوْ َت ْ‬
‫حالٍ‪َ ﴿ :‬هلْ ُت ِ‬
‫مات الظالُ والظلومُ والابسُ والحبوسُ ‪.‬‬
‫كلّ بطّاحٍ مِن الناسِ له يومٌ بطوحٌ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫﴿ هَذَانِ َخصْمَا ِن ا ْخَتصَمُوا فِي َربّهِ ْم ﴾‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬لتُؤدّنّ القوق إل أهلهِا حت يُقاد للشاةِ اللْحاءِ من‬
‫القرْناءِ ))‬
‫يوم القيامةِ والسّماءُ تورُ‬ ‫مثّلْ أن ْفسِك أيّها الغرورُ‬
‫كيف الذي مرّتْ عليهِ دُ ُه ُورُ‬ ‫هذا بل ذنبٍ يافُ لِه ْولِهِ‬
‫***********************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل تزنْ ‪ ،‬فيُسرّ عدوّك‬
‫﴿‬ ‫إنّ حزنك يُفْرحُ خصمك ‪ ،‬ولذلك كان منْ أصولِ اللّةِ إرغامُ أعدائِها ‪:‬‬
‫ُترْهِبُونَ ِب ِه َعدْوّ ال ّلهِ َو َعدُوّ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫لب دُجانة ‪ ،‬وهو يطرُ ف الصفوفِ متبخترا ف ُأحًد ‪(( :‬إنا لشيةٌ‬ ‫وقولُه‬
‫يبغضُها الُ إل ف هذا الوطنِ )) ‪ .‬وأمر أصحابهُ بالرّمل َحوْلَ البيتِ ‪ ،‬ليُظهروا قوتم‬
‫للمشركي ‪.‬‬
‫إنّ أعداء القّ وخصوم الفضيلةِ سوف يتقطّعون حسرةً إذا علمُوا بسعاتِنا وفرحِنا‬
‫وسرورِنا ‪ ﴿ ،‬قُلْ مُوتُواْ ِبغَ ْيظِ ُكمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬إِن ُتصِبْكَ َحسََنةٌ َتسُؤْ ُهمْ ﴾ ‪َ ﴿،‬ودّواْ مَا عَنِّتمْ‬
‫﴾‪.‬‬
‫قد تنّى ل شرا ل يُطعْ‬ ‫ت يوما قلْبهُ‬ ‫رُبّ منْ أنضج ُ‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫أنّي لرْيبِ الدّهرِ ل أتضعْضعُ‬ ‫وتلّدي للشّامتي أُريِهمُ‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬اللهمّ ل تُشمِتْ ب عدُوا ول حاسِدا )) ‪.‬‬
‫وفيه ‪ (( :‬ونعوذُ بك منْ شاِت ِة العداءِ )) ‪.‬‬
‫وتونُ غي شاتةِ العدا ِء‬ ‫كُ ّل الصائبِ قد تُرّ على الفت‬
‫وكانوا يتبسّمون ف الوادِثِ ‪ ،‬ويصبون للمصائبِ ‪ ،‬ويتجّلدُون للخطوبِ ‪،‬‬
‫لرغامِ أُنُوفِ الشّامِتِي ‪ ،‬وإدخالِ الغيْظ ف قلوبِ الاسدين ‪َ ﴿ :‬فمَا وَهَنُواْ ِلمَا أَصَاَب ُهمْ‬
‫ض ُعفُواْ َومَا اسْتَكَانُواْ ﴾ ‪.‬‬
‫فِي سَبِيلِ ال ّلهِ َومَا َ‬
‫**********************************‬
‫تفاؤلٌ وتشاؤمٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فََأمّا اّلذِينَ آمَنُواْ َفزَادَْتهُمْ ِإيَانا وَ ُهمْ َيسْتَ ْبشِرُونَ{‪ }124‬وََأمّا اّلذِينَ فِي‬ ‫﴿‬
‫قُلُوِبهِم ّم َرضٌ َفزَادَْت ُهمْ رِجْسا إِلَى رِ ْجسِ ِهمْ َومَاتُواْ َو ُهمْ كَا ِفرُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫ق العسي ‪ ،‬ورأوْا ف ذلك خيْرا على النهجٍ‬
‫كثيٌ من الخيارِ تفاءلوا بالمرِ الشّا ّ‬
‫القّ ‪َ ﴿ :‬و َعسَى أَن تَ ْكرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَ ْيرٌ لّ ُكمْ َوعَسَى أَن ُتحِبّواْ شَيْئا وَ ُهوَ َشرّ لّ ُكمْ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬
‫ب الفَقْرَ وال َرضَ‬ ‫فهذا أبو الدرداءِ يقولُ ‪ :‬أُحبّ ثلثا يكرهُها الناسُ ‪ :‬أح ّ‬
‫والوْتَ ‪ ،‬ل ّن الفقرَ مسكنةٌ ‪ ،‬والرضَ كفّرةٌ ‪ ،‬والوت لقاءٌ بالِ عزّ وجلّ ‪.‬‬
‫ولكنّ الخرَ يكر ُه الفقر ويذُمّه ‪ ،‬ويُخبُ أنّ الكلب حت هي تكر ُه الفقي ‪:‬‬
‫هرّتْ عليهِ وكشرّتْ أنيابا‬ ‫إذا رأتْ يوما فقيا مُعدما‬
‫لمّى رحّب با بعضُهم فقال ‪:‬‬ ‫وا ُ‬
‫فسألتُها بالِ أن ل تُقْلِعِي‬ ‫زارتْ مكفّر ُة الذنوبِ سريعةً‬
‫لكنّ التنب يقولُ عنها ‪:‬‬
‫فعافتْها وباتتْ ف عِظامي‬ ‫بذلتُ لا الطارف والشايا‬
‫سجْنُ أَحَبّ إِلَيّ ِممّا َيدْعُونَنِي إِلَ ْيهِ‬
‫وقال يوسُفُ عليهِ السلمُ ع ِن السجنِ ‪ ﴿ :‬ال ّ‬
‫﴾‪.‬‬
‫وعليّ بنُ الهم يقولُ عنِ الْبسِ أيضا ‪:‬‬
‫حبسْي وأيّ مهّندٍ ل يُغْمدُ‬ ‫قالوا حُِبسْت فقلتُ ليس بضائري‬
‫ولكنّ عليّ بن ممدٍ الكاتب يقولُ ‪:‬‬
‫أنْحى عليّ به الزمانُ الُرْصدُ‬ ‫قالوا حُبست فقلتُ خ ْطبٌ ن ِكدٌ‬
‫والوتُ أحبّه كثيٌ ورحّبوا بهِ ‪ ،‬فمعاذٌ يقولُ ‪ :‬مرحبا بالوتِ ‪ ،‬حبيبٌ جاء على‬
‫فاقةٍ ‪ ،‬أفلح منْ ندم ‪.‬‬
‫ويقولُ ف ذلك الُصيُن ب ُن المامِ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لنفسي حياةً مثْل أن أتقدّمَا‬ ‫تأخّرتُ أستبقي الياة فلمْ أ ِجدْ‬
‫ويقولُ الخرُ ‪ :‬ل بأس بالوتِ إذا الوتُ نزلْ ‪.‬‬
‫ولكنّ الخرين تذمّرُوا من الوتِ وسبّوه وفرّوا منهُ ‪.‬‬
‫فاليهودُ أحرصُ الناسِ على حياةٍ ‪ ،‬قال سبحانه وتعال عنهمْ ‪ ﴿ :‬قُلْ إِنّ اْلمَوْتَ‬
‫اّلذِي َت ِفرّونَ مِ ْنهُ فَإِّنهُ مُلَاقِي ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫وقال بعضُهم ‪:‬‬
‫س رأسُ‬‫ومال بعد هذا الرأ ِ‬ ‫ومال بعد هذا العيشِ عيشٌ‬
‫والقتلُ ف سبيل الِ أمنيةٌ عذْبةٌ عند البرارِ الشرفاءِ ‪َ ﴿ :‬فمِنْهُم مّن َقضَى َنحْبَهُ‬
‫َومِ ْنهُم مّن يَنَت ِظرُ ﴾ ‪.‬‬
‫وابنُ رواحة ينشدُ ‪:‬‬
‫ع تقذِفُ الزّبدا‬ ‫وطعنةً ذات فز ٍ‬ ‫لكنّن أسألُ الرحنَ مغفرةً‬
‫ويقولُ ابنُ الطّرِمّاح ‪:‬‬
‫على ش ْر َجعَ يعلو ُبسْنِ الطارِفِ‬ ‫أيا ربّ ل تع ْل وفاتِي إنْ أتتْ‬
‫يُصابون ف فجّ مِن الرض خائفِ‬ ‫ولكنْ شهيدا ثاويا ف عصابةٍ‬
‫غي أ ّن بعضهمْ كرِه القتْلَ وفرّ منه ‪ ،‬يقولُ جيلُ بثينة ‪:‬‬
‫وأيّ جهادٍ غي ُهنّ أُريدُ‬ ‫يقولون جاهِد يا جيلُ بغزوةٍ‬
‫وقال العرابّ ‪ :‬والِ إن أكرهُ الوت على فراشي ‪ ،‬فكيف أطلبُه ف الثغورِ ﴿‬
‫قُل لّوْ كُنُتمْ فِي بُيُوتِ ُكمْ‬ ‫صَادِ ِقيَ ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫قُلْ فَا ْدرَؤُوا َعنْ أَن ُفسِ ُكمُ اْلمَ ْوتَ إِن كُنُتمْ‬
‫لََبرَزَ اّلذِينَ كُتِبَ عَلَ ْيهِمُ اْلقَتْلُ إِلَى َمضَا ِج ِعهِمْ ﴾ ‪ .‬إ ّن الوقائع واحدةٌ لكنّ النفوس هي‬
‫الت تتلفُ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫أيّها النسان‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أيّها النسانُ ‪ :‬يا منْ ملّ من الياةِ ‪ ،‬وسئِم العيش ‪ ،‬وضاق ذرعا باليامِ وذاق‬
‫الغُصص ‪ ،‬أنّ هناك فتحا مبينا ‪ ،‬ونصرا قريبا ‪ ،‬وفرجا بعد شدّة ‪ ،‬ويُسرا بعد ُعسْرٍ ‪.‬‬
‫ي يديْك ومنْ خلقِك ‪ ،‬وإنّ هناك أملً مشرقا ‪،‬‬
‫إنّ هناك لُطفا خفيّا منْ ب ِ‬
‫ومستقبلً حافلً ‪ ،‬ووعدا صادقا ‪َ ﴿ ،‬و ْعدَ ال ّلهِ لَا ُيخْ ِلفُ ال ّلهُ َو ْعدَهُ ﴾ ‪ .‬إن لضِيقِك‬
‫﴿‬ ‫فُرْج ًة وكشْفا ‪ ،‬ولصيبتِك زوالٌ ‪ ،‬وإن هناك أنسا وروحا وندىً وطلً وظلً ‪.‬‬
‫حزَنَ ﴾ ‪.‬‬
‫ب عَنّا اْل َ‬
‫اْلحَ ْمدُ لِ ّلهِ اّلذِي َأذْهَ َ‬
‫أيّها النسانُ ‪ :‬آنَ أنْ تُداوي شكّك باليقيِ ‪ ،‬والتواء ضميِك بالقّ ‪ ،‬وعِوج‬
‫الفكارِ بالُدى ‪ ،‬واضطراب السيةِ بالرّشدِ ‪.‬‬
‫آن أنْ تقشع عنك غياهب الظلمِ بوجْهِ الفجرِ الصادقِ ‪ ،‬ومرارةِ السى بلوةِ‬
‫س الفِت بنورٍ يلقفُ ما يأفكُون ‪.‬‬
‫الرّضا ‪ ،‬وحناد ِ‬
‫أيّها النسانُ‪ :‬إ ّن وراء بيدائِكمْ القاحلِةِ أرضا مطمئنّةً‪ ،‬يأتيها رزقُها رَغَدا منْ كلّ‬
‫مكانٍ‬
‫وإنّ على رأسِ جبلٍ الشقّة والضّن والجهاد ‪ ،‬جنّةً أصابا وابلٌ ‪ ،‬فهي مُمرعةً ‪،‬‬
‫فإنْ ل يصبْها وابلٌ فطلّ من البُشرى والفألِ السنِ ‪ ،‬والملِ النشودِ ‪.‬‬
‫يا منْ أصابه الرقُ ‪ ،‬وصرخ ف وجهِ الليلِ ‪ :‬أل أيّها الليل الطويلُ أل انْجلِ ‪،‬‬
‫س الصّ ْبحُ ِب َقرِيبٍ ﴾ ‪ .‬صبحٌ يلؤُك نورا وحبورا وسرورا ‪.‬‬
‫أبشِرْ بالصبحِ ﴿ أَلَ ْي َ‬
‫يا منْ أذهب لُبّه المّ ‪ :‬رُويْدك ‪ ،‬فإنّ منْ ُأفُقِ الغيبِ فَرَجا ‪ ،‬ولك منْ السّننِ‬
‫الثابتِة الصادقِة فُسْحةً ‪.‬‬
‫يا منْ ملت عينك بالدمعِ ‪ :‬كفْكِفْ دموعك ‪ ،‬وأرِحْ مُقلتيْك ‪ ،‬اهدأْ فإنّ لك‬
‫منْ خالقِ الوجودِ وليةً ‪ ،‬وعليك منْ لطفهِ رعايةً ‪ ،‬اطمئنّ أيّها العبدُ ‪ ،‬فقدْ فُرغ من‬
‫ق الهدِ ‪،‬‬
‫القضاءِ ‪ ،‬ووقع الختيارُ ‪ ،‬و َحصَلَ اللّطفُ ‪ ،‬وذهب ظمأُ الشقّةِ ‪ ،‬وابتّلتْ عرو ُ‬
‫وثبت الجرُ عند م ْن ل ييبُ لدي ِه السعْيُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫اطمئنّ ‪ :‬فإنك تتعاملُ مع غالبٍ على أمرِهِ ‪ ،‬لطيفٍ بعبادِه ‪ ،‬رحيمٍ بْلقِهِ ‪ ،‬حسنِ‬
‫الصّنعِ ف تدبيِهِ ‪.‬‬
‫اطمئنّ ‪ :‬فإ ّن العواقب حسنةٌ ‪ ،‬والنتائج مريةٌ ‪ ،‬والاتة كريةٌ ‪.‬‬
‫بعد الفقرِ غِنّى ‪ ،‬وبعد الظّمأ ِريّ ‪ ،‬وبعد الفراقِ اجتماعٌ ‪ ،‬وبعد الجْر َوصْلٌ ‪،‬‬
‫حدِثُ َب ْعدَ‬
‫وبعد النقطاعِ اتّصالٌ ‪ ،‬وبعد السّهادِ نومٌ هادئٌ ‪ ﴿ ،‬لَا َتدْرِي َلعَلّ ال ّلهَ ُي ْ‬
‫ذَلِكَ َأمْرا ﴾ ‪.‬‬
‫ـلُ وملّ الادي وحار ال ّدلِيلُ‬ ‫ت نارُهُم وقْد عسْعَسَ الليـ‬‫لع ْ‬
‫ـنِ عليلٌ وطرْفُ عين كلِيلُ‬ ‫فتأمّلتُها وفِكْري من البيْـ‬
‫وغرامي ذاك الغرامُ الدّخِيلُ‬ ‫وفؤادي ذاك الفؤادُ العنّى‬
‫للمُِلمّاتِ هل إليهِ سبيلُ ؟‬ ‫وسألْنا عن الوكيلِ الرجّى‬
‫أكرم الُج ِزلِي فردٌ جليلُ‬ ‫فوجدْناه صاحب ا ُللْكِ طُرّا‬
‫ك والضّن وال ِل والفقْرِ والرضِ ‪،‬‬ ‫ع والضّنْ ِ‬
‫أيّها العذّبُون ف الرضِ ‪ ،‬بالو ِ‬
‫أبشرُوا ‪ ،‬فإنكم سوف تشبعون وتسعدون ‪ ،‬وتفرحون وتصِحّون ‪ ﴿ ،‬وَاللّيْلِ ِإذْ َأدَْبرَ{‬
‫‪.‬‬ ‫س َفرَ ﴾‬
‫وَالصّ ْبحِ ِإذَا أَ ْ‬ ‫‪}33‬‬
‫ولبدّ للقْيدِ أنْ ينكسِ ْر‬ ‫فلُبدّ لِلّيلِ أنْ ينجلِيْ‬
‫يعِشْ أبد الدّهْرِ بي الُفرْ‬ ‫ومنْ يتهّيبْ صُعُود البالِ‬
‫وحقّ على العبدِ أن يظُنّ بربّه خيا ‪ ،‬وان ينتظر منهُ فضلً ‪ ،‬وأنْ يرجُو من مولهُ‬
‫لُطفا ‪ ،‬فإنّ منْ أمرُه ف كلمةِ ( كُن) ‪ ،‬جديرٌ أنْ يُوثق بوعو ِدهِ ‪ ،‬وأنْ يُتعلّقَ بعهودِهِ ‪،‬‬
‫فل يلبُ النفع إل هو ‪ ،‬ول يدفع الضّرّ إل هو ‪ ،‬ولهُ ف كلّ نفسٍ لُطفٌ ‪ ،‬وف كلّ‬
‫حطِ غَيْثا ‪،‬‬
‫حركةٍ حكمةٌ ‪ ،‬وف كلّ ساع ٍة فَ َرجٌ ‪ ،‬جعل بعدَ اللي ِل صُبحا ‪ ،‬وبعد الق ْ‬
‫يُعطي لُيشْكر ‪ ،‬ويبتلي ليعلم من يصْبِرُ ‪ ،‬ين ُح النّعْماء ليسمع الثّناء ‪ ،‬ويُسّلطُ البلء ليُرفع‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿‬ ‫إليه الدّعاءُ ‪ ،‬فحريّ بالعبدِ أن يقوّي معه التّصال ‪ ،‬ويُمدّ إليه البال ‪ ،‬ويُكِثرُ السؤال‬
‫ضرّعا وَ ُخفَْيةً ﴾ ‪.‬‬
‫وَاسْأَلُواْ ال ّلهَ مِن َفضْ ِلهِ ﴾ ‪﴿ ،‬ادْعُواْ رَبّ ُكمْ َت َ‬
‫مِن جُودِ كفّك ما عّلمْتن الطّلبا‬ ‫لو لْ تُ ِردْ نيْل ما أرجو وأطْلُُبهُ‬
‫انقطع العلءُ بنُ الضرميّ ببعضِ الصحاب ِة ف الصحراءِ ‪ ،‬ونفِد ماؤُهم ‪ ،‬وأشرفُوا‬
‫على الوتِ ‪ ،‬فنادى العل ُء ربّه القريب ‪ ،‬وسأل إلا سيعا ميبا ‪ ،‬وهتف بقولِهِ ‪ :‬يا عليّ‬
‫يا عظيمُ ‪ ،‬يا حكيمُ يا حكيمُ ‪ .‬فنل الغيثُ ف تلك اللحظةِ ‪ ،‬فشربُوا وتوضؤوا ‪،‬‬
‫شرُ رَ ْحمََتهُ‬
‫واغتسلوا وسَقوْا دوابّهم ‪ ﴿ .‬وَهُوَ اّلذِي يَُنزّلُ اْلغَيْثَ مِن َب ْعدِ مَا قََنطُوا وَيَن ُ‬
‫وَهُوَ اْلوَلِيّ اْلحَمِيدُ ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫وقفــــةٌ‬
‫« مبّةُ الِ تعال ‪ ،‬ومعرفُته ‪ ،‬ودوامُ ِذكْرِه ‪ ،‬والسّكُونُ إليه ‪ ،‬والطمأنينةُ إليه ‪،‬‬
‫لبّ والوفِ والرجا ِء والتّوكّلُ ‪ ،‬والعاملةُ ‪ ،‬بيثُ يكون هو وَ ْحدَهُ الستول‬ ‫وإفرادُه با ُ‬
‫على هومِ العبدِ وعزماتِه وإرادتِه ‪ .‬هو جنّ ُة الدنيا ‪ ،‬والنعيمُ الذي ل يُشبِه ُه نعيمٌ ‪ ،‬وهو‬
‫قُرّة عيِ ا ُلحِبي ‪ ،‬وحيا ُة العارفي » ‪.‬‬
‫« تعلّ ُق القلبِ بالِ وحدهُ واللّه ُج بذِكرِهِ والقناعةُ ‪ :‬أسبابٌ لزوا ِل المومِ والغمومِ‬
‫ضدّ ‪ ،‬فل أضْي ُق صدرا ‪ ،‬وأكْثَرُ هّا ‪ ،‬مّنْ‬ ‫ضدّ بال ّ‬‫‪ ،‬وانشراحُ الصدرِ والياةُ الطّيّبة ‪ .‬وال ّ‬
‫تعلّق قلبُه بغيِ الِ ‪ ،‬ونسي ِذكْر الِ ‪ ،‬ول يقَْنعْ با آتا ُه الُ ‪ ،‬والتّجرِبةُ أكبُ شاهدٍ » ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫تعزّ بالنكوبي‬
‫﴿ وََل َقدْ َأهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم ّمنَ اْل ُقرَى ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ومّنْ نُكِب نكبةً داميةً ساحقةً ماحقةً ‪ :‬البامكةُ ‪ ،‬أُسرةُ الُسر ُة الُبّه ِة والتّرَ ِ‬
‫ف‬
‫والبذْلِ والسّخاءِ ‪ ،‬وأصبحتْ نكْبتُهم عِبةً وعظةً ومثلً ‪ ،‬فإ ّن هارون الرشيد سطا عليهمْ‬
‫بيْن عشيّةٍ وضُحاها ‪ ،‬وكانوا ف النعيمِ غافلي ‪ ،‬وف لافِ الرّغدِ دافِئي ‪ ،‬وف بستانِ‬
‫ل ضُحىً وهم يلعبون ‪ ،‬على يدِ أقربِ الناسِ إليهم ‪،‬‬ ‫الترفِ مُنعّي ‪ ،‬فجاءهم أمرُ ا ِ‬
‫فخرّب دُورهم ‪ ،‬وهدمَ قصورهُم ‪ ،‬وهتك سُتُورهُم ‪ ،‬واستلب عبيد ُهمْ ‪ ،‬وأسال دماءهم‬
‫‪ ،‬وأوردهم موارد الالِكي ‪َ ،‬فجَ َرحَ بصابِهم قلوب أحبابِهم ‪ ،‬وقرّح بنكالِهم عيون‬
‫أطفالِهم ‪ ،‬فل إله إل الُ ‪ ،‬كم منْ نعمةٍ عليهم سُلبتْ ‪ ،‬وكمْ منْ عبةٍ منْ أجلهِم‬
‫‪ .‬قبل نكبتهم بساعةٍ ‪ ،‬كانوا ف الرير ي ْرفُلون‬ ‫اْلأَْبصَارِ ﴾‬ ‫سُفكتْ ‪ ﴿ ،‬فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي‬
‫‪ ،‬وعلى الدّيباجِ يزحفون ‪ ،‬وبكأسِ المان يترعُون ‪ ،‬فيها لوْلِ ما دهاهُم ‪ ،‬ويا لفجيعةِ‬
‫ما علهم‬
‫وهكذا تُمح ُق اليّامُ والدّولُ‬ ‫هذا الصابُ وإلّ غيُه جللُ‬
‫اطمأنوا ف سِنةٍ من الدهرِ ‪ ،‬وأمْنٍ من الدثان ‪ ،‬وغفْلةٍ من اليامِ ﴿ وَسَكَنُتمْ فِي‬
‫‪.‬‬ ‫لمْثَالَ ﴾‬
‫اَ‬ ‫ضرَبْنَا لَ ُكمُ‬
‫س ُهمْ وَتَبَّينَ لَ ُكمْ كَيْفَ َفعَلْنَا ِب ِهمْ وَ َ‬
‫َمسَـا ِكنِ اّلذِينَ ظَ َلمُواْ أَن ُف َ‬
‫خفقتْ على رؤو ِسهِ ُم البنودُ ‪ ،‬واصط ّفتْ على جوانِبِهم النودُ ‪.‬‬
‫أنيسٌ ول يسْمُرْ بكّة سامِرُ‬ ‫لجُونِ إل الصفّا‬
‫كأنْ ل يكُن بي ا َ‬
‫رتعُوا ف لذّةِ العيشِ لهي ‪ ،‬وتتّعُوا ف صفْو الزمان آمنِي ‪ ،‬ظنّوا السراب ماءً ‪،‬‬
‫والورم شحْما ‪ ،‬والدنيا خُلُودا ‪ ،‬والفناء بقاءً ‪ ،‬وحسبوا الوديعة ل تُستردّ ‪ ،‬والعارية ل‬
‫تُضمنُ ‪ ،‬والمانة ل تُؤدّى ‪ ﴿ ،‬وَظَنّوا أَّنهُمْ إِلَيْنَا لَا ُيرْ َجعُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫وللزّمانِ َمسَرّاتٌ وأحزا ُن‬ ‫فجائعُ الدهرِ ألوانٌ مُنوّعةٌ‬
‫ول يدومُ على حالٍ لا شأنُ‬ ‫وهذه الدارُ ل تبقي على أحدٍ‬
‫ضبِ هارونِ‬ ‫أصبحوا ف سرورٍ وأمسوْا ف القبورِ ‪ ،‬وف لظةٍ منْ لظاتِ َغ َ‬
‫الرشيدِ ‪ ،‬سلّ سيف النّقمةِ عليهمْ ‪ ،‬فقتل جعفر بن يي البمكيّ ‪ ،‬وصلبهُ ثّ أحرق‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫جثمانه ‪ ،‬وسجن أباه ييي بن خالدٍ ‪ ،‬وأخاه الفضْل بن يي ‪ ،‬وصادر أموالمْ وأملكهم‬
‫‪.‬‬
‫لسَنِ ‪ ،‬بعث برأسِهِ إل أبيهِ‬
‫ولا قَتَلَ أبو جعفر النصورُ ممد بن عبدِالِ بن ا َ‬
‫عبدِالِ بن السنِ ف السجنِ مع حاجِبهِ الربيعِ ‪ ،‬فوضعَ الرأسَ بي يديهِ ‪ ،‬فقال ‪ :‬رحك‬
‫الُ يا أبا القاسم ‪ ،‬فقدْ كنت من الذين يُفون بعه ِد الِ ‪ ،‬ول ينقُضون اليثاق ‪ ،‬والذين‬
‫يصِلون ما أمر الُ بهِ أنْ يُوصل ويشوْن ربّهم ويافون سوء السابِ ‪ ،‬ث تثّل بقولِ‬
‫الشاعرِ ‪:‬‬
‫ت المورِ اجتنابُها‬
‫ويكفيه سوءا ِ‬ ‫فت كان يميه مِنْ الذّلّ سيفُه‬
‫ب النصورِ ‪ ،‬وقال له ‪ :‬قُلْ لصاحبِك ‪ :‬قدْ مضى منْ‬ ‫والتفت إل الربيع حاج ِ‬
‫بُؤسِنا ُمدّةٌ ‪ ،‬ومنْ نعيمِك مِثُلها ‪ ،‬والوعدُ الُ تعال !‬
‫وقدْ أخذ هذا العن العباسُ بنُ الحنفِ – وقيل ‪ :‬عمارةُ بنُ عقيلٍ – فقال ‪:‬‬
‫بنظرةِ عيٍ عنْ َهوَى النّفْسِ ُتحْجبُ‬ ‫فإنْ تلحظي حال وحالكِ مرّةً‬
‫يُرّ بيومٍ منْ نعيمكِ ُيحْسبُ‬ ‫نِد كُلّ مرّ منْ بُؤسِ عيشت‬
‫كما ف ( قولٍ على قول ) ‪.‬‬
‫والن ‪ :‬أين هارون الرشيدُ وأين جعف ُر البمكيّ ؟ أين القاتلُ والقتولُ ؟ أين المرُ‬
‫والأمورُ ؟ أين الذين أصدر أمره وهو على سريرهِ ف قصرهِ ؟ وأين الذي قتِل وصُلِب ؟‬
‫س الدّابر ‪ ،‬وسوف يمعُهم الك ُم العدْ ُل ليومِ ل ريب فيه ‪ ،‬فل‬ ‫ل شيء ‪ ،‬أصبحوا كأم ِ‬
‫ظُلْم ول هضْم ‪ ﴿ ،‬قَا َل عِ ْل ُمهَا عِندَ رَبّي فِي كِتَابٍ لّا َيضِلّ رَبّي وَلَا يَنسَى ﴾ ‪ ﴿ ،‬يَوْمَ‬
‫خفَى مِنكُمْ خَافَِيةٌ ﴾ ‪.‬‬
‫َيقُومُ النّاسُ ِلرَبّ اْلعَاَل ِميَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬يَ ْومَِئذٍ ُت ْعرَضُونَ لَا َت ْ‬
‫قيل ليحي بن خالدٍ البمكيّ ‪ :‬أرأيت هذه النكْبة ‪ ،‬هل تدري ما سببُها ؟ قال ‪:‬‬
‫لعلّها دعوةُ مظلومٍ ‪ ،‬سرتْ ف ظلمِ الليلِ وننُ عنها غافلون ‪.‬‬
‫ونُكب عبدُال بنُ معاوية بنِ عبدِالِ بنِ جعفر ‪ ،‬فقال ف حبْسهِ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت فيها ول الحياء‬ ‫فلسْنا مِن الموا ِ‬ ‫خَ َرجْنَا من الدنيا وننُ مِن أهلِها‬
‫عجِبْنا وقلنا ‪ :‬جاء هذا من الدّنيا‬ ‫إذا دخل السّجا ُن يوما لاجةٍ‬
‫إذا ننُ أصبحنا الديث عن ال ّرؤْيا‬ ‫ونفرحُ بال ّرؤْيا فجُلّ حديثِنا‬
‫وإ ْن قبُحتْ ل تنتظر وأتتْ سعيا‬ ‫فإنْ حسُنتْ كانتْ بطيئا ميئُها‬
‫سجنَ أحدُ ملو ِك فارس حكيما منْ حكمائِهمْ ‪ ،‬فكتب ل ُه رقعةً يقولُ ‪ :‬إنا لنْ‬
‫تُرّ عل ّي فيها ساعةٌ ‪ ،‬إل قرّبتْن من الفرجِ وقرّبتْك من النّقمةِ ‪ ،‬فأنا أنتظ ُر السّعة ‪ ،‬وأنت‬
‫موعودٌ بالضيّقِ ‪.‬‬
‫ويُنكبُ ابنُ عبّادٍ سلطا ُن الندلسِ ‪ ،‬عندما غلب عليه الترفُ ‪ ،‬وغلب عليهِ‬
‫النرافُ عنِ الادّةِ ‪ ،‬فكثرُتِ الواري ف بيتهِ ‪ ،‬والدّفوفُ والطّنابيُ ‪ ،‬والعزْفُ وساعُ‬
‫الغناءِ ‪ ،‬فاستغاث يوما بابن تاشفي – وهو سلطانُ الغربِ – على أعدائِهِ الروم ف‬
‫الندلسِ ‪ ،‬فعب ابنُ تاشفي البحر ‪ ،‬ونصرَ ابن عبّادِ ‪ ،‬فأنزلهُ ابنُ عبّادٍ ف الدائقِ‬
‫والقصورِ والدّورِ ‪ ،‬ورحّب به وأكرمه ‪ .‬وكان ابنُ تاشفي كالسدِ ‪ ،‬ينظرُ ف مداخلِ‬
‫الدينة وف مارجِها ‪ ،‬لنّ ف نفسه شيئا ‪.‬‬
‫وبعد ثلثةِ أيام هجم ابنُ تاشفي بنودِه على الملكةِ الضعيفةِ ‪ ،‬وأسر ابن عبّادٍ‬
‫وقيّده وسََلبَ مُلكه ‪ ،‬وأخذ دُوره ودمّر قصوره ‪ ،‬وعاث ف حدائقِهِ ‪ ،‬ونَقَلَهُ إل بلدِه‬
‫‪ .‬فتقلّد ابنُ تاشفي زِمام‬ ‫النّاسِ ﴾‬ ‫( أغماتٍ) أسيا ‪ ﴿ ،‬وَتِ ْلكَ اليّامُ ُندَاوُِلهَا بَ ْينَ‬
‫الُكمِ ‪ ،‬وادعى أنّ أهل الندلسِ همُ الذين استدعوْه وأرادوه ‪.‬‬
‫ت اليامُ ‪ ،‬وإذا ببناتِ ابنِ عبّادٍ يصِلْنه ف السجنِ ‪ ،‬حافياتٍ باكياتٍ‬
‫ومرّ ِ‬
‫كسيِفاتٍ جائعاتٍ ‪ ،‬فلمّا رآهنّ بكى عند البابِ ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫فساءك العيدُ ف أغمات مأسورا‬ ‫فيما مضى كُنت بالعيادِ مسرورا‬
‫يغ ِزلْن للناسِ ما يْلِكْن قطميا‬ ‫ترى بناتِك ف الطمارِ جائعةً‬
‫أبصارُ ُهنّ حسياتٍ مَكاسِيا‬ ‫بَ َرزْنَ نْوك للتّسليمِ خاشعةً‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫كأنّها ل تطأ مِسكا وكافُورا‬ ‫يطأْن ف الطيِ والقدامُ حافيةٌ‬
‫ثّ دخل الشاعرُ ابنُ اللّبانةِ على ابنِ عبّادٍ ‪ ،‬فقال له ‪:‬‬
‫صبّ با ِمسْكا عليك وحَنْتَما‬ ‫أُ‬ ‫تََنشّقْ رياحي السّلمِ فإنّما‬
‫بأنك ذو نُعمى فقد كُنت مُنعما‬ ‫وقُلْ مازا إن عدمت حقيقةً‬
‫عليها وتاه الرّعدُ باسِك مُعْلِما‬ ‫بكاك اليا والريحُ ش ّقتْ جُيُوبا‬
‫ب ومدحها ‪.‬‬ ‫وهي قصيدةٌ بديعة ‪ ،‬أ ْورَدَها الذه ّ‬
‫روى الترمذيّ ‪ ،‬عن عطاءٍ ‪ ،‬عنْ عائشة – رضي الُ عنها وأرضاها – أنّها مرّتْ‬
‫بقبِ أخيها عبدِال الذي دُفن فيه بكة ‪ ،‬فسلّمت عليهِ ‪ ،‬وقالتْ ‪ :‬يا عبدالِ ‪ ،‬ما مثلي‬
‫ومثُلك إل كما قال مُتمّمٌ ‪:‬‬
‫من الدهرِ حت قِيل ل ْن يتصدّعا‬ ‫وكُنّا كندْمان جُذْيمَةَ بُرهةً‬
‫أصاب النايا رهط كسرى وتُبّعا‬ ‫و ِعشْنا بيٍ ف الياةِ وقبلنا‬
‫لطُولِ اجتماعٍ ل نِبتْ ليلةً معا‬ ‫فلمّا تف ّرقْنا كأنّي ومالِكا‬
‫ثّ بكتْ وودّعتْه ‪.‬‬
‫وكان عم ُر رضي الُ عنهُ يقولُ لت ّممِ بن نويرة ‪ :‬يا متمّم ‪ ،‬والذي نفسي بيده ‪،‬‬
‫َلوَدِدْتُ أن شاع ٌر فأرثي أخي زيدا ‪ ،‬والِ ما هّبتِ الصّبا منْ ند إلّ جاءتن بري ِح زيدٍ ‪.‬‬
‫يا متممُ ‪ ،‬إنّ زيدا أسلم قبلي وهاجرَ وقتل قبلي ‪ ،‬ثّ يبكي عمر ‪ .‬يقول متمّم ‪:‬‬
‫حبيب لِتذْرافِ الدّموعِ السّوافِكِ‬ ‫لعمْري لقد لم البيبُ على البُكا‬
‫لقبٍ ثوى بي اللّوى فالدّكادِكِ‬ ‫فقال أتبكي ك ّل قبٍ رأيتهُ‬
‫فدعْن فهذا كلّ ُه قبُ مالِكِ‬ ‫فقلتُ له إن الشّجى يبعثُ الشّجى‬
‫نُكب بنو الح ِر ف الندلسِ ‪ ،‬فجاء الشاعرُ اب ُن عبدون يُعزّيهم ف هذه الصيبةِ‬
‫فقال ‪:‬‬
‫فما البكاءُ على الشباحِ والصّورِ‬ ‫الدّهْ ُر يفجعُ بعد العَيْنِ بالثرِ‬
‫عنْ نوْمَةٍ بي نابِ اللّْيثِ والظّفُرِ‬ ‫أناك أناك ل آلُوك موعظة‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فدتْ عليّا بنْ شاءتْ من البش ِر‬ ‫َولَيْتها إذ فدتْ عمرا بارجةٍ‬
‫﴿ فَ َلمّا جَاء َأ ْمرُنَا َجعَلْنَا عَالَِيهَا سَافِ َلهَا ﴾ ‪ ﴿،‬إِّنمَا مَثَلُ اْلحَيَا ِة الدّنْيَا َكمَاء أَنزَلْنَاهُ‬
‫سمَاءِ فَاخْتَ َلطَ ِبهِ نَبَاتُ الَ ْرضِ ِممّا يَ ْأكُلُ النّاسُ وَالَْنعَامُ حَتّىَ ِإذَا أَ َخذَتِ ا َل ْرضُ‬
‫مِنَ ال ّ‬
‫جعَلْنَاهَا‬
‫زُ ْخرُ َفهَا وَازّيّنَتْ وَ َظنّ َأهْ ُلهَا أَّن ُهمْ قَادِرُو َن عَلَ ْيهَا أَتَاهَا َأ ْمرُنَا لَ ْيلً أَوْ َنهَارا َف َ‬
‫َحصِيدا كَأَن ّلمْ َتغْنَ بِا َلمْسِ ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫ت الرّضا اليانعة‬
‫ثرا ُ‬
‫﴿ رّضِيَ ال ّلهُ عَ ْن ُهمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾ ‪.‬‬
‫وللرضا ثراتٌ إيانيةٌ كثيةٌ وافرةٌ تنتجُ عنه ‪ ،‬يرتفعُ با الراضي إل أعلى النازلِ ‪،‬‬
‫فيُصبحُ راسخا ف يقيِنه ‪ ،‬ثابتا ف اعتقادِه ‪ ،‬وصادقا ف أقوالِه وأعمالِه وأحوالِه ‪.‬‬
‫فتمامُ عبوديّتِه ف جَرَيانِ ما يكرهُهُ من الحكام عليه ‪ .‬ولو ل يْرِ عليه منها إلّ ما‬
‫صبِ والتّوكلِ والرّضا‬ ‫يبّ ‪ ،‬لكان أبْعَد شيءٍ عنْ عبوديّة ربّه ‪ ،‬فل تتمّ له عبوديّة ‪ .‬من ال ّ‬
‫ع والفتقارِ والذّلّ والضوعِ وغَيْرِها – إلّ بريانِ القدرِ له با يكرهُ ‪ ،‬وليس‬ ‫والتضرّ ِ‬
‫الشأ ُن ف الرضا بالقضاءِ اللئم للطبيعةِ ‪ ،‬إنا الشأ ُن ف القضاءِ ا ُل ْؤِلمِ النافِرِ للطّْبعِ ‪ .‬فليس‬
‫للعبدِ أنْ يتحكّم ف قضا ِء الِ وقدرِه ‪ ،‬فيضى با شاء ويرفضُ ما شاء ‪ ،‬فإ ّن البشر ما‬
‫كان لمِ الِيَ َرةُ ‪ ،‬بلْ الي ُة الِ ‪ ،‬فهو أعْلمُ وأحْكمُ وأجلّ وأعلى ‪ ،‬لنه عالُ الغيبِ‬
‫الطِّلعُ على السرائرِ ‪ ،‬العالُ بالعواقبِ الحيطُ با ‪.‬‬

‫رضا برضا ‪:‬‬


‫ولْيَعْلم أنّ رضاه عن ربّه سبحان ُه وتعال ف جيعِ الالتِ ‪ ،‬يُثمِرُ رضا ربُه عنه ‪،‬‬
‫فإذا رضي عنه بالقليلِ من الرّزقِ ‪ ،‬رضي ربّه عنه بالقليلِ من العملِ ‪ ،‬وإذا رضي عنه ف‬
‫جيع الالتِ ‪ ،‬واستوتْ عندهُ ‪ ،‬وجدهُ أسْ َرعَ شيءٍ إل رضاهُ إذا ترضّاه وتلّقه ؛‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ولذلك انظرْ للمُخلصيِن مع قِلّةِ عملهِم ‪ ،‬كيف رضي الُ سعيهم لنمْ رضُوا عن ُه‬
‫خطُوا ما‬‫ورضي عنهمْ ‪ ،‬بلفِ النافقي ‪ ،‬فإ ّن ال ردّ عملهم قليلهُ وكثيهُ ؛ لنمِ س ِ‬
‫أنز َل ال وكرهُوا رضوانهُ ‪ ،‬فأحبط أعمالم ‪.‬‬

‫خطُ ‪:‬‬
‫منْ سخِط فلهُ السّ ْ‬
‫ت القلبِ ‪ ،‬وكسفِ البالِ ‪ ،‬وسُوءِ الالِ‬ ‫ب المّ والغمّ والزنِ ‪ ،‬وشتا ِ‬ ‫والسّخطُ با ُ‬
‫‪ ،‬والظّنّ بال خلفُ ما هو أهلُه ‪ .‬والرضا يُخّلصُه منْ ذلك كلّه ‪ ،‬ويفتحُ له باب جنةِ‬
‫الدنيا قبل الخرةِ ‪ ،‬فإنّ الرتياح النفس ّي ل يتمّ بُعاكس ِة القدارِ ومضادّة القضاءِ ‪ ،‬بل‬
‫بالتسليمِ والذعا ِن والقبُولِ ‪ ،‬ل ّن مدبّر المرِ حكيمٌ ل يُتّهمُ ف قضائِه وقدرهِ ‪ ،‬ول زلتُ‬
‫أذكرُ قصة ابن الراونديّ الفيلسوف الذّكّيِ اللحدِ ‪ ،‬وكان فقيا ‪ ،‬فرأى عاميّا جاهلً‬
‫مع الدّورِ والقصورِ والموالِ الطائلةِ ‪ ،‬فنظر إل السماءِ وقال ‪ :‬أنا فيلسوفُ الدنيا‬
‫وأعيشُ فقيا ‪ ،‬وهذا بليدٌ جاه ٌل وييا غنيّا ‪ ،‬وهذه قِسم ٌة ضِيزى ‪ .‬فما زاد ُه الُ إل مقْتا‬
‫صرُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫و ُذلّ وضنْكا ﴿ وََل َعذَابُ الْآخِرَةِ أَ ْخزَى وَ ُهمْ لَا يُن َ‬

‫فوائدُ الرّضا ‪:‬‬


‫فالرّضا يُو ِجبُ له الطّمأنينة ‪ ،‬وبرد القلبِ ‪ ،‬وسكونهُ وقراره وثباتهُ عند اضطرا ِ‬
‫ب‬
‫الشّبهِ والتباسِ والقضايا وكثْر ِة الواردِ ‪ ،‬فيث ُق هذا القلبُ بوعو ِد الِ وموعودِ رسوله ‪،‬‬
‫صدَقَ ال ّلهُ َورَسُوُلهُ َومَا زَادَ ُهمْ إِلّا‬
‫ويقولُ لسانُ الالِ ‪َ ﴿ :‬هذَا مَا َوعَدَنَا ال ّلهُ وَرَسُوُلهُ َو َ‬
‫‪ .‬والسخطُ يوجبُ اضطراب قلبِه ‪ ،‬وريبتهُ وانزعاجهُ ‪ ،‬و َعدَمَ قرارِهِ ‪،‬‬ ‫وََتسْلِيما ﴾‬ ‫إِيَانا‬
‫ومرضهُ وتزّقهُ ‪ ،‬فيبقى قلِقا ناقِما ساخِطا متمرّدا ‪ ،‬فلسانُ حالِه يقولُ ‪ ﴿ :‬مّا َو َعدَنَا ال ّلهُ‬
‫‪ .‬فأصحابُ هذه القلوبِ إن يكُن لمُ القّ ‪ ،‬يأتوا إليه مُذعِنِي ‪،‬‬ ‫ُغرُورا ﴾‬ ‫وَرَسُوُلهُ إِلّا‬
‫وإن طُولِبوا بالقّ إذا همْ يصْدفِون ‪ ،‬وإنْ أصابم خيٌ اطمأنّوا به ‪ ،‬وإنْ أصابتهم فتنةٌ‬
‫‪ .‬كما‬ ‫اْلمُِبيُ ﴾‬ ‫سرَانُ‬
‫انقلبُوا على وجوههِم ‪ ،‬خسرُوا الدنيا والخرةِ ﴿ ذَلِكَ هُوَ اْلخُ ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أ ّن الرضا يُنلُ عليه السكينة الت ل أَنْ َفعَ له منها ‪ ،‬ومت نزلتْ عليه السكينةُ ‪ ،‬استقام‬
‫وصلحتْ أحوالُه ‪ ،‬وصلح بالُه ‪ ،‬والسّخط يُب ِعدُه منها بسبِ قلّتِه وكثرتِه ‪ ،‬وإذا ترحّلتْ‬
‫عنهُ السكينةُ ‪ ،‬ترحّل عنه السرورُ والمْ ُن والراحةُ وطِيبُ العيشِ ‪ .‬فمنْ أعْ َظ ِم نعمِ الِ‬
‫على عبدِه ‪ :‬تنّلُ السكينةِ عليهِ ‪ .‬ومنْ أعظمِ أسبابِها ‪ :‬الرضا عنه ف جيعِ الالتِ ‪.‬‬

‫ل تُخاصِم ربّك ‪:‬‬


‫والرضا يلّصُ العبد منْ مُخاصمةِ الربّ تعال ف أحكامِه وأقضيتِه ‪ .‬فإنّ السّخط‬
‫عليهِ مُخاصمةٌ له فيما ل يرض به العبدُ ‪ ،‬وأص ُل ماصمةِ إبليس لربّه ‪ :‬منْ َعدَمِ رضاه‬
‫حدَ منْ جحد لنهُ نازعَ‬ ‫بأ ْقضِيَتِه ‪ ،‬وأحكامِه الدّينيِة والكونيِة ‪ .‬وإنّما ألد منْ ألدَ ‪ ،‬و َج ِ‬
‫ربّه رداء العظمةِ وإزار الكبياءِ ‪ ،‬ول يُذعِنْ لقامِ البوتِ ‪ ،‬فهو يُعطّلُ الوامر ‪،‬‬
‫خطُ القادير ‪ ،‬ول يُذعِنْ للقضاءِ ‪.‬‬
‫وينتهِكُ الناهي ‪ ،‬ويتس ّ‬

‫حُ ْكمٌ ماضٍ وقضاءٌ عَدْلٌ ‪:‬‬


‫وحُكمُ الرّبّ ماضٍ ف عبدِه ‪ ،‬وقضاؤُه ع ْدلٌ فيه ‪ ،‬كما ف الديثِ ‪ (( :‬ماضٍ فّ‬
‫حكمُك ‪َ ،‬عدْلٌ ف قضاؤك )) ‪ .‬ومنْ ل يرض بالعدلِ ‪ ،‬فهو منْ أهلِ الظّلمِ وال ْورِ ‪.‬‬
‫والُ أحكمُ الاكمي ‪ ،‬وقدْ حرّ الظّلمَ على نفسِه ‪ ،‬وليس بظلّمٍ للعبيدِ ‪ ،‬وتقدّس‬
‫سبحانه وتنّه عنْ ظُ ْلمِ الناسِ ‪ ،‬ولكنّ أنْفُسهم يظلمون ‪.‬‬
‫وقولُه ‪َ (( :‬عدْلٌ ف قضاؤك )) يَ ُعمّ قضاء الذنبِ ‪ ،‬وقضاء أثرِهِ وعقوبتِه ‪ ،‬فإنّ‬
‫المرينِ م ْن قضائِه عزّ وجلّ ‪ ،‬وهو أعد ُل العادلي ف قضائِه بالذنبِ ‪ ،‬وف قضائِه بعقوبتِه‬
‫‪ .‬وقد يقضي سبحانه بالذنبِ على العبدِ لسرارٍ وخفايا هو أعَْلمُ با ‪ ،‬قد يكونُ لا من‬
‫الصالِ العظيمِة ما ل يعلمُها إل هُو ‪.‬‬

‫ل فائدة ف السّخطِ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وعدمُ الرّضا ‪ :‬إمّا أنْ يكون لفواتِ ما أخطأ ُه ممّ يبّه ويريدهُ ‪ ،‬وإمّا لصابةٍ با‬
‫يكرهُه ويُسخطُه ‪ .‬فإذا تيقّن أنّ ما أخطأه ل يكُنْ ليُصيبَه ‪ ،‬وما أصابه ل يكنْ ليُخطئه ‪،‬‬
‫فل فائدة ف سخطِه بعد ذلك إل فواتُ ما ينفعُه ‪ ،‬وحصولُ ما يضرّه ‪ .‬وف الديث ‪:‬‬
‫ف القلمُ با أنت لقٍ يا أبا هريرة ‪ ،‬فقدْ ُفرِغَ من القضاءِ ‪ ،‬وانُتهِي من القدرِ ‪،‬‬
‫(( ج ّ‬
‫ت الصّحُفُ )) ‪.‬‬
‫وكُتِبتِ القاديرُ ‪ ،‬ورُفِعتِ القلمُ ‪ ،‬وجفّ ِ‬

‫السلمةُ مع الرّضا ‪:‬‬


‫ش والدّغلِ والغ ّل‬
‫والرضا يفتحُ له باب السلمةِ ‪ ،‬فيجعلُ قلبهُ سليما ‪ ،‬نقيّا من الغ ّ‬
‫ب الِ إل منْ أتى ال بقلبٍ سليمٍ ‪ ،‬وهو السّاِلمُ من الشّبهِ ‪ ،‬والشّكّ‬
‫‪ ،‬ول ينجو منْ عذا ِ‬
‫والشّركِ ‪ ،‬وتلبّسِ إبليس وجُندِه ‪ ،‬وتذيلِ ِه وتسويفِهِ‪ ،‬وو ْعدِه ووعيدِه ‪ ،‬فهذا القلبُ ليس‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫ض ِهمْ يَ ْلعَبُونَ‬
‫فيهِ إل الُ‪﴿ :‬قُلِ ال ّلهُ ُثمّ ذَرْ ُهمْ فِي خَوْ ِ‬
‫وكذلك تستحيلُ سلمةُ القلبِ من السّخطِ وعد ِم الرضا ‪ ،‬وكلّما كان العبدُ أشدّ‬
‫رضا ‪ ،‬كان قلبُه أ ْسَلمَ ‪ .‬فالبثُ والدّغَلُ والغشّ ‪ :‬قرينُ السّخطِ ‪ .‬وسلمةُ القلبِ وبرّه‬
‫ونُصحُه ‪ :‬قري ُن الرضا ‪ .‬وكذلك السدُ هو منْ ثراتِ السخطِ ‪ .‬وسلم ُة القلبِ منهُ ‪:‬‬
‫منْ ثراتِ الرضا ‪ .‬فالرضا شجرةٌ طيّبة ‪ ،‬تُسقى باءِ الخلصِ ف بستا ِن التوحيدِ ‪ ،‬أصلُها‬
‫اليانُ ‪ ،‬وأغصانُها العمالُ الصالةُ ‪ ،‬ولا ثرةٌ يانِعةٌ حلوتُها ‪ .‬ف الديثِ ‪ (( :‬ذاق‬
‫طعْم اليانِ منْ رضي بالِ ربّا ‪ ،‬وبالسلم ديِنا ‪ ،‬وبم ٍد نبيا )) ‪ .‬وف الديث أيضا ‪:‬‬
‫ث منْ ك ّن فيه وجد بنّ حلوة اليانِ ‪. )) ....‬‬
‫(( ثل ٌ‬

‫خطُ بابُ الشّكّ ‪:‬‬


‫السّ ْ‬
‫ك ف الِ ‪ ،‬وقضائه ‪ ،‬وقدرِه ‪ ،‬وحكمتِهِ وعلمِهِ ‪،‬‬ ‫والسّخطُ يفتحُ عليهِ باب الشّ ّ‬
‫فقلّ أنْ َيسَْلمَ السا ِخطُ منْ شكّ يُداخلُ قلبه ‪ ،‬ويتغلغلُ فيه ‪ ،‬وإنْ كان ل يشعرُ به ‪ ،‬فلوْ‬
‫فتّش نفسه غاية التفتيشِ ‪ ،‬لوَ َجدَ يقينهُ معلولً مدخولً ‪ ،‬فإ ّن الرضا واليقي أخوانِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ك والسّخط قرينانِ ‪ ،‬وهذا معن الديثِ الذي ف الترمذيّ ‪ (( :‬إنِ‬
‫مُصطحبانِ ‪ ،‬والشّ ّ‬
‫استطعت أن تعمل بالرّضا مع اليقيِ ‪ ،‬فافعل ‪ .‬فإن ل تستطع ‪ ،‬فإن ف الصب على ما‬
‫تكره الّن ْفسُ خيْرا كثيا )) ‪ .‬فالساخطُون ناقِمون منْ الداخلِ ‪ ،‬غاضبِون ولوْ لْ‬
‫يتكلمّوا ‪ ،‬عندهم إشكالتٌ وأسئلةٌ ‪ ،‬مفادُها ‪ :‬لِم هذا ؟ وكيف يكونُ هذا ؟ ولاذا وقع‬
‫هذا ؟‬

‫الرّضا ِغنً وأمْنٌ ‪:‬‬


‫ومنْ مل قلبه من الرضا بالقدر ‪ ،‬مل الُ صدرهُ ِغنً وأمْنا وقناعةً ‪ ،‬وفرّغ قلبه‬
‫لحبّتِه والنابِة إليه ‪ ،‬والتّوكّلِ عليه ‪ .‬ومنْ فاته حظّه من الرّضا ‪ ،‬امتل قلبُه بضدّ ذلك ‪،‬‬
‫واشتغل عمّا فيه سعادتُه وفلحُه ‪.‬‬
‫فالرّضا يُفرّغُ القلب لِ ‪ ،‬والسخطُ يفرّغُ القلب من الِ ‪ ،‬ول عيش لسا ِخطٍ ‪،‬‬
‫ول قرار لناِقمٍ ‪ ،‬فهو ف أمر مريجٍ ‪ ،‬يرى أ ّن رزقهُ ناقصٌ ‪ ،‬وحظّهُ باخِسٌ ‪ ،‬وعطيّتهُ‬
‫زهيدةٌ ‪ ،‬ومصائبهُ جّةٌ ‪ ،‬فيى أنه يستحقّ أكْثر منْ هذا ‪ ،‬وأرفع وأجلّ ‪ ،‬لك ّن ربّه – ف‬
‫نظ ِرهِ – بسهُ وحَرَمَه ومنعَهُ وابتله ‪ ،‬وأضناهُ وأرهَقَه ‪ ،‬فكيف يأنسُ وكيف يرتاح ‪،‬‬
‫﴾‬ ‫خطَ ال ّلهَ وَ َكرِهُوا رِضْوَاَنهُ َفأَحَْبطَ َأ ْعمَاَل ُهمْ‬
‫وكيف ييا ؟ ﴿ ذَلِكَ ِبأَّنهُمُ اتَّبعُوا مَا أَ ْس َ‬
‫‪.‬‬

‫ثرةُ الرّضا الشّ ْكرُ ‪:‬‬


‫والرضا يُثمرُ الشكر الذي هو منْ أعلى مقاماتِ اليانِ ‪ ،‬بل هو حقيقةُ اليانِ ‪.‬‬
‫فإنّ غاية النازلِ شكرِ الول ‪ ،‬ول يشكُرُ الُ منْ يرضى بواهبه وأحكامِه ‪ ،‬وصُنعِه‬
‫س بالً ‪ ،‬وأحسنُهم حالً ‪.‬‬
‫وتدبيِه ‪ ،‬وأخذِه وعطائِه ‪ ،‬فالشاكرُ أنْعمُ النا ِ‬

‫ثرةُ السّخطِ الكفرُ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والسخطُ يُثمِر ضدّه ‪ ،‬وهو كُفْرُ النّعمِ ‪ ،‬وربا أثر له كُفْر النعِم ‪ .‬فإذا رضي‬
‫العبدُ عن ربّه ف جيعِ الالتِ ‪ ،‬أوجب له لذلك شُكره ‪ ،‬فيكونُ من الراضي الشاكرين‬
‫‪ .‬وإذا فاتهُ الرضا ‪ ،‬كان من الساخطي ‪ ،‬وسلك سُبُل الكافرين ‪ .‬وإنا وقع الْيفُ ف‬
‫العتقاداتِ والللُ ف الدياناتِ مِنْ كوْ ٍن كثيٍ من العبيدِ يريدون أن يكونوا أربابا ‪ ،‬بلْ‬
‫يقترحون على ربّهم ‪ ،‬وُيحِلّون على مولهم ما يريدون‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لَا‬
‫ُت َقدّمُوا بَ ْينَ َيدَيِ ال ّلهِ َورَسُوِلهِ ﴾ ‪.‬‬

‫السّخطُ مصيدةٌ للشيطانِ ‪:‬‬


‫والشيطانُ إنا يظف ُر بالنسانِ غالبا عند السخطِ والشهوةِ ‪ ،‬فهناك يصطادُه ‪،‬‬
‫ولسيّما إذا استحكم سخطُه ‪ ،‬فإنهُ يقولُ ما ل يُرضي الرّبّ ‪ ،‬ويفعلُ ما ل يُرضيه ‪،‬‬
‫عند موت ابنهِ إبراهيم ‪ (( :‬يزنُ القلبُ‬ ‫وينوي ما ل يُرضيهِ ‪ ،‬ولذا قال النبّ‬
‫وتدمعُ العيُ ‪ ،‬ول نقولُ إل ما يُرضي ربّنا )) ‪ .‬فإنّ موت البني من العوارضِ الت‬
‫تُو ِجبُ للعبدِ السخط على القَ َدرِ ‪ ،‬فأخ َب النبّ أنهُ ل يقولُ ف مثْلِ هذا القامِ – الذي‬
‫يسخطُه أكثرُ الناسِ ‪ ،‬فيتكلّمون با ل يُرضي ال ‪ ،‬ويفعلون ما ل يرضيه – إل ما يُرضي‬
‫ربّه تبارك وتعال ‪ .‬ولو لح العبدُ ف القضاءِ با يراهُ مكروها إل ثلثةِ أُمورٍ ‪ ،‬لان عليه‬
‫الصابُ ‪.‬‬
‫أوّلا ‪ :‬علمُه بكمةِ الق ّدرِ جلّ ف عله ‪ ،‬وأنهُ أخْبَرُ بصلح ِة العبدِ وما ينفعُه ‪.‬‬
‫ثانيها ‪ :‬أنْ ينظر للجرِ العظي ِم والثوابِ الزيلٍ ‪ ،‬كما وعد الُ منْ ُأصِيب فصب‬
‫مِنْ عبا ِدهِ ‪.‬‬
‫ثالثُها ‪ :‬أن الُكم والمر للرّبّ ‪ ،‬والتسليم والذعان للعبدِ ‪ ﴿ :‬أَ ُهمْ َي ْقسِمُونَ‬
‫‪.‬‬ ‫رَبّكَ ﴾‬ ‫رَ ْح َمةَ‬

‫الرّضا يُخرجُ الوى ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والرضا يُخرجُ الوى من القلبِ ‪ ،‬فالراضي هوا ُه تبعٌ لرا ِد ربّه منه ‪ ،‬أعن الراد‬
‫ع الوى ف القلبِ أبدا ‪ ،‬وإنْ كان معهُ‬ ‫الذي يبّه ربّه ويرضاهُ ‪ ،‬فل يتمعُ الرضا واتّبا ُ‬
‫شُعبةٌ منْ هذا ‪ ،‬وشعبةٌ منْ هذا ‪ ،‬فهو للغالِب عليه منهما ‪.‬‬
‫فسل ُم الِ على وَسَنِي‬ ‫إ ْن كان رضاكُم ف سهري‬
‫﴿ َو َعجِلْتُ إِلَ ْيكَ َربّ لَِترْضَى ﴾ ‪.‬‬
‫فما ل ْرجٍ إذا أرضاكمو ألُ‬ ‫إنْ كان س ّر ُكمُ ما قال حا ِسدُنا‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫وقفـــة‬
‫(( تعرّفْ إل الِ ف الرخاءِ ‪ ،‬يعرفْك ف الشّدّة )) ‪.‬‬
‫« (تعرّفْ) بتشديدِ الرّاءِ (إل الِ) أيْ ‪ :‬تّببْ وتقرّبْ إليهِ بطاعتِه ‪ ،‬والشّكرِ لهُ‬
‫ق اللتجاءِ الاصِ قبل نزولِ بليّتِه ‪.‬‬
‫على سابغِ نعمتِه ‪ ،‬والصب تت مُرّ أ ْقضِيتِهِ ‪ ،‬وصدْ ِ‬
‫(ف الرخاءِ) أيْ ‪ :‬ف الدّعةِ والمْنِ والنعمةِ وسَعَةِ العمرِ وصحّ ِة البدنِ ‪ ،‬فالزمِ الطاعاتِ‬
‫شدّة)‬
‫والنفاق ف القُرُباتِ ‪ ،‬حت تكون مّتصِفا عنده بذلك ‪ ،‬معروفا به ‪( .‬يعرفْك ف ال ّ‬
‫بتفريِها عنك ‪ ،‬وجعْلِه لك منْ ك ّل ضِيقٍ مرجا ‪ ،‬ومنْ كلّ همّ فرجا ‪ ،‬با سلف منْ‬
‫ذلك التّعرّفِ » ‪.‬‬
‫« ينبغي أنْ يكون بي العبدِ وبي رّبهِ معرفةٌ خاصّةٌ بقلبِهِ ‪ ،‬بيثُ يدُه قريبا‬
‫للستغناءِ لهُ منهُ ‪ ،‬فيأنسُ بهِ ف خلوتِه ‪ ،‬ويدُ حلوة ذكْرِه ودعائِه ومناجاتِه وطاعتِه ‪،‬‬
‫ب ف الدنيا والبْزخِ والوقفِ ‪ ،‬فإذا كان بينهُ وبي‬ ‫ول يزالُ العبدُ يقع ف شدائد وكُر ٍ‬
‫ربّه معرفةٌ خاصّة ‪ ،‬كفاهُ ذلك كلّه » ‪.‬‬
‫*************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت الخوانِ‬
‫الغضا ُء عنِ هفوا ِ‬
‫﴿ ُخذِ اْل َعفْوَ وَْأمُرْ بِاْل ُعرْفِ وََأ ْع ِرضْ َعنِ اْلجَاهِ ِليَ ﴾ ‪.‬‬
‫ل ينبغي أنْ يزهد فيهِ – أي الخ‪ -‬لُُلقٍ أو ُخلُقَيْن ينكرُها منهُ‪ ،‬إذا رضي سائر‬
‫أخلقِه ‪ ،‬وحِد أكثرَ شِيمِه ‪ ،‬لنّ اليسي مغفورٌ ‪ ،‬والكمال مُعوزٌ ‪ ،‬وقدْ قال الكِنْديّ ‪:‬‬
‫كيف تريدُ م ْن صديقِك ُخلُقا واحدا ‪ ،‬وهو ذو طبائع أربعٍ ‪ .‬مع أنّ نفْس النسانِ الت‬
‫ص النفوسِ به ‪ ،‬ومدبّرةٌ باختيارِه وإرادتِه ‪ ،‬ل تُعطيه قيِادها ف كلّ ما يريدُ ‪ ،‬ول‬
‫هي أخ ّ‬
‫تُجيبُه إل طاعتِه ف ك ّل ما يبُ ‪ ،‬فكيف بنفسِ غيِه ؟! ﴿ َكذَلِكَ كُنتُم مّن قَبْلُ َفمَنّ‬
‫ال ّل ُه عَلَيْ ُكمْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَلَا ُتزَكّوا أَن ُفسَكُمْ هُوَ َأعْ َلمُ ِبمَنِ اّتقَى ﴾ ‪.‬‬
‫وحسْبُك أنْ يكون لك منْ أخيك أكثرُه ‪ ،‬وقدْ قال أبو الدردا ِء – رضي ال عنه‬
‫‪ : -‬مُعاتبَ ُة الخِ خَيْرٌ م ْن ف ْقدِه ‪ ،‬منْ لك بأخيك كلّه ؟! فأخذ الشعراءُ هذا العن ‪ ،‬فقال‬
‫أبو العتاهية ‪:‬‬
‫نيا بكلّ أخيك منْ لكْ‬ ‫َأأُخيّ منْ لك مِن بن الد‬
‫ـك كلّ منْ ل تُ ْعطِ كُلّكْ‬ ‫فاسْتبْقِ بعضك ل َيمَلّـ‬
‫وقال أبو تامٍ الطائيّ ‪:‬‬
‫منْ لك يوما بأخيك كُلّهِ‬ ‫ما غب الغبون مِثْلُ ع ْقلِهِ‬
‫وقال بعضُ الكماء ‪َ :‬طَلبُ النصافِ ‪ ،‬مِنْ قلّةِ النصافِ ‪.‬‬
‫وقال بعضُهم ‪ :‬ن ُن ما رضِينا عنْ أن ُفسِنا ‪ ،‬فكيف نرضى عنْ غيِنا !!‬
‫وقال بعضُ البلغاءِ ‪ :‬ل يُزهدنّك ف رجلٍ حدت سيته ‪ ،‬وارتضيت وتيته ‪،‬‬
‫وعرفت َفضْله ‪ ،‬وبطنت عقله – عَْيبٌ خفيّ ‪ ،‬تيطُ به كثرةُ فضائلِه ‪ ،‬أو ذنبٌ صغيٌ‬
‫تستغفرُ له قوةُ وسائلِه ‪ ،‬فإنك لنْ تِد – ما بقيت – مُهذّبا ل يكونُ فيه عيبٌ ‪ ،‬ول يقعُ‬
‫ي الرضا ‪ ،‬ول تري فيها على حُكمِ الوى ‪،‬‬ ‫منه ذنبٌ ‪ ،‬فاعتبْ بنفسك بعدُ ألّ تراها بع ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فإنّ ف اعتبارِك با ‪ ،‬واختبارِك لا ‪ ،‬ما يُواسيك ما تطلبُ ‪ ،‬ويعطِفك على منْ يُذنبُ ‪،‬‬
‫وقد قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫كفى الرء نُبلً أنْ تُعدّ معايبُهْ‬ ‫ومنْ ذا الذي تُرضى سجاياهُ كلّها‬
‫وقال النابغةُ الذّبيانّ ‪:‬‬
‫على شعثٍ أيّ الرّجالِ الهذّبِ‬ ‫ولست ُبسْتبْقٍ أخا ل تُلمّهُ‬
‫وليس ينقضُ هذا القول ما وصفناهُ منْ اختبارِه ‪ ،‬واختبارِ الصا ِل الربع فيه ‪،‬‬
‫لنّ ما اعوز فيه معفوّ عنهُ ‪ ،‬هذا ل ينبغي أنْ تُوحشك فترٌة تدُها منهُ ‪ ،‬ول أنْ تُسيء‬
‫الظّنّ ف كبوةٍ تكونُ منه ‪ ،‬ما ل تتحقّق تغيّره ‪ ،‬وتتيقّن تنكّره ‪ ،‬وليصرفْ ذلك إل‬
‫فتراتِ النفوسِ ‪ ،‬واستراحاتِ الواطرِ ‪ ،‬فإنّ النسان قد يتغيّرُ عنْ مُراعاةِ نفسِه الت هي‬
‫أخصّ النفوسِ به ‪ ،‬ول يكونُ ذلك منْ عداوةٍ لا ‪ ،‬ول مللٍ منها ‪ .‬وقدْ قيل ف منثورِ‬
‫الِكمِ ‪ :‬ل يُفسِدنّك الظّنّ على صدي ٍق قد أصلحك اليقيُ له ‪ .‬وقال جعفرُ بنُ ممدٍ‬
‫لبنِه ‪ :‬يا ُبنّ ‪ ،‬منْ غضب من إخوانِك ثلث مرّاتٍ ‪ ،‬فلمْ يقُل فيك سوى القّ ‪ ،‬فا ِتذْه‬
‫لنفسِك خِلّ ‪ .‬وقال السنُ ب ُن وهبٍ ‪ :‬منْ حقوقٍ الودّةِ أ ْخذُ عَ ْفوِ الخوانِ ‪ ،‬والغضاءُ‬
‫ص َفحِ‬
‫عن تقصي إن كان ‪ .‬وقد روي عنْ عليّ – رضي الُ عنهُ – ف قولِه تعال ‪ ﴿ :‬فَا ْ‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬الرّضا بغيِ عتابٍ ‪.‬‬ ‫جمِيلَ ﴾‬
‫اْل َ‬ ‫الصّ ْفحَ‬
‫وقال ابنُ الروميّ ‪:‬‬
‫ُيِلمّ بعيٍ أو يُك ّدرُ مشْربا‬ ‫همُ الناسُ والدنيا ولُبدّ م ْن قذىً‬
‫ـمُهذّب ف الدنيا ولست الهذَبا‬ ‫ومنْ قّلةِ النصافِ أنّك تبتغي الـ‬
‫وقال بعضُ الشعراءِ ‪:‬‬
‫ولكنْ هجرُنا مطرُ الرّبيعِ‬ ‫َتوَاصُلُنا على اليامِ باقٍ‬
‫على علّتِهِ دان النّزُوعِ‬ ‫صوْبُهُ لكنْ تراهُ‬
‫يرُوعُك َ‬
‫سوى دلُ الطاعِ على الُطيعِ‬ ‫معاذ الِ أنْ تلقى غِضابا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫حدٍ أَبَدا ﴾‬
‫ّمنْ أَ َ‬ ‫﴿ وَلَوْلَا َفضْلُ ال ّلهِ عَلَيْكُمْ َورَ ْحمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم‬
‫وهلْ عُودٌ يفُوحُ بل دُخانِ‬ ‫تريدُ مُهذّبا ل عيب فيه‬
‫﴿ فَلَا ُتزَكّوا أَن ُفسَكُمْ هُوَ َأعْ َلمُ ِبمَنِ اّتقَى ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*******‬
‫الصّحّ ُة والفراغُ‬
‫صحّة جسمِك ‪ ،‬وفراغ وقتِك ‪ ،‬بالتقصيِ ف طاع ِة ربّك ‪ ،‬والثّقةِ‬ ‫ينبغي أل تضيّع ِ‬
‫بسالفِ عمِلك ‪ ،‬فاجعلْ الجتهاد غنيمة صحّتِك ‪ ،‬والعمل فرصة فراغِك ‪ ،‬فليس كلّ‬
‫الزمانِ مستعدا ول ما فات مستدركا ‪ ،‬وللفراغِ زيْغٌ أو ندمٌ ‪ ،‬وللخْلوةِ مَيْلٌ أو أسفٌ ‪.‬‬
‫وقال عمرُ بنُ الطابِ ‪ :‬الراحةُ للرجالِ غفْلةٌ ‪ ،‬وللنساءِ ُغلْمةٌ ‪.‬‬
‫جهَدةً ‪ ،‬فالفراغُ مفْسدَةٌ ‪.‬‬ ‫وقال بزرجهرُ ‪ :‬إنْ يكنِ الشغلُ َم ْ‬
‫وقال بعضُ الكماءِ ‪ :‬إيّاكمْ واللواتِ ‪ ،‬فإنا تُفسدُ العقول ‪ ،‬وتعقِدُ الحلول ‪.‬‬
‫وقال بعضُ البلغاءِ ‪ :‬ل تضِ يومك ف غي منفعةٍ ‪ ،‬ول تضعْ مالك ف غيْر‬
‫صنيعةٍ ‪ ،‬فالعمرُ أقصرُ منْ ين َفدَ ف غ ِي النافعِ ‪ ،‬والالُ أقلّ منْ أنْ يُصرف ف غ ِي الصانع ‪،‬‬
‫والعاقلُ أجلّ منْ أنْ يُفن أيامه فيما ل يعودُ عليه نفعُه وخيهُ ‪ ،‬ويُنفق أموال ُه فيما ل‬
‫يصُل له ثوابُه وأجْرُه ‪.‬‬
‫وأبلغُ منْ ذلك قولُ عيس ابن مري ‪ ،‬على نبينا وعليه السلمُ ‪ :‬البّ ثلثةٌ ‪:‬‬
‫النطقُ ‪ ،‬والنّظرُ ‪ ،‬والصّمتُ ‪ ،‬فم ْن كان منطقُه ف غيِ ذك ٍر فقد لغا‪ ،‬ومنْ كان نظرُه ف‬
‫غيْ ِر اعتبا ٍر فقدْ سها ‪ ،‬وم ْن كان صمْته ف غ ِي فِكْ ٍر فقد لا ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫***‬
‫ل ولّ الذين آمنُوا‬
‫اُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫العبدُ باجةٍ إل إلهٍ ‪ ،‬وف ضرورةٍ إل مولً ‪ ،‬ولبدّ ف اللهِ من القُدرةِ والنّصرةِ ‪،‬‬
‫ف بذلك هو الواحدُ الحدُ اللكُ‬ ‫والُكمِ ‪ ،‬والغنمِ ‪ ،‬والغنا ِء والقوةِ ‪ ،‬والبقاءِ ‪ .‬والُّتصِ ِ‬
‫الهيمنُ ‪ ،‬جلّ ف عله ‪.‬‬
‫فليس ف الكائناتِ ما يسكُن العبدُ إليهِ ويطمئنّ به ‪ ،‬ويتن ّعمُ بالتّوجّه إليه إل الُ‬
‫سبحانه ‪ ،‬فهو ملذُ الائفي ‪ ،‬ومعاذُ الُلجئِي ‪ ،‬وغوْثُ الستغيثي ‪ ،‬وجارُ الستجيين ‪:‬‬
‫﴿ ِإذْ َتسْتَغِيثُونَ رَبّ ُكمْ فَاسَْتجَابَ لَ ُكمْ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وهُوَ ُيجِيُ وَلَا ُيجَا ُر عَلَ ْيهِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬لَ ْيسَ‬
‫َلهُم مّن دُوِنهِ وَلِيّ وَلَ َشفِيعٌ ﴾ ‪ ،‬ومنْ عبد غيْر الِ ‪ ،‬وإنْ أحبّه وحصل له به مودّةٌ ف‬
‫اليا ِة الدنيا ‪ ،‬ونوعٌ من الّلذّ ِة – فهو مَ ْفسَدةٌ لصاحبه أعظمُ منْ مفسد ِة التذاذِ أكلِ‬
‫ش َعمّا‬
‫سدَتَا َفسُ ْبحَانَ ال ّلهِ رَبّ اْلعَرْ ِ‬
‫الطعامِ السمومِ ﴿ لَوْ كَانَ فِي ِهمَا آِل َهةٌ إِلّا ال ّلهُ َل َف َ‬
‫فإنّ قوامهُما بأنْ تألا الله القّ ‪ ،‬فلو كان فيهما آلةٌ غ ُي الِ ‪ ،‬ل يكنْ إلا‬ ‫َيصِفُونَ ﴾‬
‫حقّا ‪ ،‬إذ الُ ل سِيّ له ول مِثْل له ‪ ،‬فكانتْ تفسُد ‪ ،‬لنتفاء ما به صلحُها ‪ ،‬هذا من‬
‫جهة اللية ‪ .‬فعُلِم بالضرورة اضطرار العبدِ إل إلِهِ ومول ُه وكافِيهِ وناصرِه ‪ ،‬وهو اتّصالُ‬
‫الفان بالباقي ‪ ،‬والضعيفِ بالقويّ ‪ ،‬والفقيِ بالغنّ ‪ ،‬وكلّ منْ ل يّتخِذ ال ربّا وإلا ‪،‬‬
‫اتّخذ غيه من الشيا ِء والصورِ والحبوباتِ والرغوباتِ ‪ ،‬فصار عبدا لا وخادما ‪ ،‬ل‬
‫خذُوا مِن دُونِ ال ّلهِ آِل َهةً ﴾ ‪.‬‬
‫خذَ إَِلهَهُ هَوَاهُ ﴾ ‪﴿ ،‬وَاّت َ‬
‫مالة ف ذلك ‪َ ﴿ :‬أرَأَيْتَ مَنِ اّت َ‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬يا حُصيْنُ ‪ ،‬كم تعبدُ ؟ )) قال ‪ :‬أعبدُ سبعةً ‪ ،‬ستةً ف الرضِ ‪،‬‬
‫وواحدا ف السماءِ ‪ .‬قال ‪ (( :‬فمنْ لِرغبِك ولِرهبِك ؟ )) ‪ .‬قال ‪ :‬الذي ف السماءِ ‪.‬‬
‫قال ‪ (( :‬فاترُكِ الت ف الرضِ ‪ ،‬واعُبدِ الذي ف السماءِ )) ‪.‬‬
‫واعلمْ أ ّن فقر العبدِ إل الِ ‪ ،‬أ ْن يعبد ال ل يُشركُ به شيئا ‪ ،‬ليس له نظ ٌي فيُقاسُ‬
‫به ‪ ،‬لكنْ يُشبِهُ – منْ بعضِ الوجوهِ – حاجة السدِ إل الطعا ِم والشرابِ ‪ ،‬وبينهما‬
‫فروقٌ كثيةٌ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فإنّ حقيقة العبدِ قلبُه ورُوحُه ‪ ،‬وهي ل صلح لا إل بإلها الِ الذي ل إله إل‬
‫هو ‪ ،‬فل تطمئ ّن ف الدنيا إل بذكْرِه ‪ ،‬وهي كادحةٌ إليه كدْحا فمُلقيتُه ‪ ،‬ولبُدّ لا منْ‬
‫لقائِه ‪ ،‬ول صلح لا إل بلقائِهِ ‪.‬‬
‫كان له الُ أشدّ حُبّا‬ ‫ومنْ لقاء الِ قد أحبّا‬
‫ل ول تت ِكلْ‬ ‫رحْمتهُ فض ً‬ ‫وعكسُه الكارِهُ فال اسألْ‬
‫ولو حصل للعبد لذّاتٌ أو سرورٌ بغيِ الِ ‪ ،‬فل يدومُ ذلك ‪ ،‬بلْ ينتقلُ منْ نوع‬
‫إل نوع ‪ ،‬ومنْ شخصٍ إل شخصٍ ‪ ،‬ويتن ّعمُ بذا ف وقتٍ وف بعض الحوالِ ‪ ،‬وتارةً‬
‫أُخرى يكون ذلك الذي يتن ّعمُ به ويلتذّ ‪ ،‬غي من ّعمٍ لهُ ول ملتذّ له ‪ ،‬ب ْل قد يُؤذيهِ اتّصالُه‬
‫به ووجودُه عنده ‪ ،‬ويضرّه ذلك ‪.‬‬
‫وأمّا إلهُ فلُبدّ لهُ منه ف كلّ حالٍ وكلّ وقتِ ‪ ،‬وأينما كان فهو معه ‪.‬‬
‫إذا رضيت فهذا مُنتهى أملي‬ ‫عساك ترضى وكلّ الناسِ غاضبةٌ‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬منْ أرضى ال بسخطِ الناسِ ‪ ،‬رضي ال عليه ‪ ،‬وأرضى عنه‬
‫الناس ‪ .‬ومنْ أسخط ال برضا الناس ‪ ،‬سخِط الُ عليه وأسخط عليهِ الناس )) ‪ .‬ول‬
‫زلتُ أذك ُر قصّة (العكوّك ) الشاع ِر وقدْ مدح أبا دلفٍ المي فقال ‪:‬‬
‫إ ّل قضيت بأرزاقٍ وآجالِ‬ ‫ول مددْت يدا باليِ واهِبةً‬
‫فسلّط الُ عليهِ الأمون فَقَتَلَه على بساطِ ِه بسببِ هذا البيت ﴿ وَ َكذَلِكَ ُنوَلّي‬
‫َبعْضَ الظّاِلمِيَ َبعْضا ِبمَا كَانُواْ يَ ْكسِبُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ت ف طريقِ البا ِحثِي‬
‫إشارا ٌ‬
‫للسعادةِ والفلحِ علماتٌ تلوحُ ‪ ،‬وإشاراتٌ تظهرُ ‪ ،‬وهي شهودٌ على رقيّ‬
‫صاحبها ‪ ،‬وناحِ حامِلها ‪ ،‬وفلحِ منِ اتّصف با ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فمنْ علماتِ السعادةِ والفلحِ ‪ :‬أ ّن العبد كلّما زاد وزُنه ونفاستُه ‪ ،‬غاص ف قاعِ‬
‫البحارِ ‪ ،‬فهو يعلمُ أنّ العلم موهبةٌ راسخةٌ يتحِ ُن الُ با منْ شاء ‪ ،‬فإنْ أ ْحسَنَ شُكَرَها ‪،‬‬
‫َيرْفَعِ ال ّلهُ اّلذِينَ آمَنُوا مِن ُكمْ وَاّلذِينَ أُوتُوا اْلعِ ْلمَ‬ ‫﴿‬ ‫وأحسن ف قبُولِهِ ‪ ،‬رَفعهُ به درجاتٍ‬
‫دَرَجَاتٍ ﴾ ‪ .‬وكلّما زِيد ف عملهِ ‪ ،‬زيد ف خوفِهِ و َح َذرِه ‪ ،‬فهو ل يأمنُ عثرة القدمِ ‪،‬‬
‫وزلّة اللسانِ ‪ ،‬وتقلّب القلبِ ‪ ،‬فهو ف مُحاسبةٍ ومُراقبةٍ كالطائرِ الذِر ‪ ،‬كلّما وقع على‬
‫شجرةٍ تركها لخرى ‪ ،‬يافُ مهارة القنّاص ‪ ،‬وطائشة الرصاصِ ‪ .‬وكلّما زيد ف‬
‫عمرِه ‪ ،‬نقص من حِ ْرصِهِ ويعلمُ علم اليقيِ أنّ ُه قدِ اقترب من النتهى ‪ ،‬وقطع الرحلة ‪،‬‬
‫وأشرف على وادي اليقي ‪ .‬وهو كلّما زِيد ف مالِه ‪ ،‬زيد ف سخائِه وبذْلهِ ؛ لنّ الال‬
‫عاريةٌ ‪ ،‬والواهب متحنٌ ‪ ،‬ومناسباتِ المكا ِن فُرصٌ ‪ ،‬والوت بالرصادِ ‪ .‬وهو كلّما زيد‬
‫ضعِ لم ؛ ل ّن العباد‬ ‫س وقضاءِ حوائجِهم والتّوا ُ‬
‫ف ق ْدرِه وجاهِه ‪ ،‬زيد ف قُربِه من النا ِ‬
‫عيالُ ال ‪ ،‬وأحبّهم إل الِ أنفعُهم لعيالِه ‪.‬‬
‫ت الشقاوةِ ‪ :‬أنّ كلّما زيد ف علمِهِ ‪ ،‬زيد ف كِبْره وتيههِ ‪ ،‬فع ْلمُه غ ُي نافعٍ‬‫وعلما ُ‬
‫‪ ،‬وقلبُه خاوٍ ‪ ،‬وطبيعتُه ثخينةٌ ‪ ،‬وطينتُه سِباخٌ وعْرةٌ ‪ .‬وهو كّلما زيد ف عملِه ‪ ،‬زِيد ف‬
‫فخْره واحتقارِه للناس ‪ ،‬و ُحسْنِ ظنّه بنفسهِ ‪ .‬فهو الناجي وحده ‪ ،‬والباقون هلْكى ‪،‬‬
‫وهو الضامنُ جواز الفازةِ ‪ ،‬والخرون على شفا التالِفِ ‪ .‬وهو كلّما زِيد ف عمرِه ‪،‬‬
‫زيد ف حِرصِهِ ‪ ،‬فهو جُوعٌ منُوعٌ ‪ ،‬ل تُحرّكهُ الوادِثُ ‪ ،‬ول تُزعزعُه الصائبُ ‪ ،‬ول‬
‫تُوقِظ ُه القوارِعُ ‪ .‬وهو كلّما زِيد ف مالِه ‪ ،‬زيد ف بُخلِه وإمساكِه ‪ ،‬فقلْبُه مقفرٌ من‬
‫القِيم ‪ ،‬وكفّه شحيح ٌة بالبذْلِ ‪ ،‬ووجهُه صفيقٌ عريّ من الكارمِ ‪ .‬وهو كلّما زيد ف‬
‫ش الرادةِ منتفخُ الرّئةِ ‪،‬‬ ‫ق ْدرِه وجاهِه ‪ ،‬زيِد ف كِبِه وتْيهِه ‪ ،‬فهو مغرورٌ مدحورٌ ‪ ،‬طائ ُ‬
‫مريشُ الناحِ ‪ ،‬لكنّه ف النهايةِ ل شيء ‪ (( :‬يُحشر التكبّرون يوم القيامةِ ف صورةِ‬
‫الذّرّ ‪ ،‬يطؤ ُهمْ الناسُ بأقدامِهمْ )) ‪ .‬وهذهِ الموُر ابتلءٌ من الِ وامتحانٌ ‪ ،‬يَبْتَلي با‬
‫عباده فيسْعدُ با أقوامٌ ‪ ،‬ويشقى با آخرون ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫****************************************‬
‫الكرامةُ ابتلءٌ‬
‫ك والسّلطانِ والالِ ‪ ،‬قال تعال عنْ نبيّه‬
‫ت امتحانٌ وابتلءٌ ‪ ،‬كا ُللْ ِ‬
‫وكذلك الكراما ُ‬
‫سليمان لّا رأى عِرش بلقيس عنده ‪َ ﴿ :‬هذَا مِن َفضْلِ رَبّي لِيَ ْبلُوَنِي أَأَشْ ُكرُ أَمْ أَ ْك ُفرُ ﴾ ‪،‬‬
‫سدِي النعمة ليى م ْن قبِلها بقبُولٍ حسن ‪ ،‬وشكرها وحفظها ‪ ،‬وثّرها‬ ‫فهو سبحانه ُي ْ‬
‫وانتفع ونفع با ‪ ،‬ومنْ أهلها وعطّلها ‪ ،‬وكفرها وصرفها ف مُحاربةِ العطي ‪ ،‬واستعان‬
‫با ف مُحادّ ِة الواهبِ جلّ ف عُلهُ ‪.‬‬
‫ل وامتحانٌ ‪ ،‬يظهرُ با شُكْرُ الشكُورِ وكُفرُ الكفورِ ‪ .‬كما أنّ‬
‫فالنّعمُ ابتلءٌ من ا ِ‬
‫فََأمّا الْإِنسَانُ‬ ‫﴿‬ ‫الحنَ منهُ سبحانه ‪ ،‬فهو يبتلي بالنعمِ كما يبتلي بالصائبِ قال تعال ‪:‬‬
‫ِإذَا مَا ابْتَلَاهُ رَّبهُ فَأَ ْك َر َمهُ وََن ّعمَهُ فََيقُولُ رَبّي أَ ْك َرمَنِ{‪ }15‬وََأمّا ِإذَا مَا ابْتَلَاهُ َفقَدَرَ عَلَ ْيهِ‬
‫‪ ،‬أي ليس كلّ منْ وسّ ْعتُ عليهِ وأكرمتُه‬ ‫‪﴾ ....‬‬ ‫ِرزْ َقهُ فََيقُولُ رَبّي أَهَاَننِ{‪ }16‬كَلّا‬
‫ونعّمتُه ‪ ،‬يكونُ ذلك إكراما من له ‪ ،‬ول كلّ م ْن ضيّقتُ عليهِ رزقه وابتليتُه ‪ ،‬يكونُ‬
‫إهانةً من له ‪.‬‬
‫************************************‬
‫الكنوزُ الباقيةُ‬
‫إنّ الواهب الزيلة والعطايا الليلة ‪ ،‬هي الكنوزُ الباقيةُ لصحابا ‪ ،‬الراحلةُ معهمْ‬
‫إل دارِ القامِ ‪ ،‬من السلمِ واليانِ والحسانِ والب والتقّى والجرةِ والهادِ والتوبة‬
‫والنابةِ ‪﴿ :‬لّ ْيسَ الِْبرّ أَن تُوَلّواْ وُجُوهَ ُكمْ قَِبلَ اْل َمشْ ِرقِ وَاْل َمغْرِبِ وَلَـ ِكنّ الِْبرّ َمنْ آ َمنَ‬
‫بِال ّلهِ وَالَْيوْمِ ال ِخرِ ‪ ﴾ ...‬إل قولهِ تعال ‪ُ ﴿ :‬همُ اْلمُتّقُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫هّةٌ تنطحُ الثّريّا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إذا أُعطي العبدُ هّ ًة كبى ‪ ،‬ارتلتْ بهِ ف دروبِ الفضائلِ ‪ ،‬وصعِدتْ بهِ ف‬
‫درجاتِ العال ‪.‬‬
‫ومنْ سجايا السلمِ التّحلّي بكِب المّةِ ‪ ،‬وجللةِ القصودِ ‪ ،‬وسوّ الدفِ ‪،‬‬
‫وعظمةِ الغايةِ ‪ .‬فالمّة هي مركزُ السالبِ والوجبِ ف شخصِك ‪ ،‬الرقيبُ على‬
‫جوارحِك ‪ ،‬وهي الوقودُ السّيّ والطاقةُ اللتهبةُ ‪ ،‬الت تدّ صاحبها بالوثوبِ إل العال‬
‫والسابقةِ إل الحامِدِ ‪ .‬وكِبَرُ المّ ِة يلبُ لك ‪ .‬بإذن الِ خيْرا غي مذوذٍ ‪ ،‬لترقى إل‬
‫درجاتِ الكمالِ ‪ ،‬فُيجْرِي ف عروقِك دم الشهامةِ ‪ ،‬والركْضِ ف ميدانِ العلمِ والعملِ ‪.‬‬
‫س واقفا إل على أبواب الفضائلِ ‪ ،‬ول باسطا يديْك إل لهمّاتِ المورِ ‪،‬‬ ‫فل يراك النا ُ‬
‫تُنافسُ الرّوّاد ف الفضائلِ ‪ ،‬وتُزاحمُ السّادة ف الزايا ‪ ،‬ل ترضى بالدّون ‪ ،‬ول تقفُ ف‬
‫الخيِ ‪ ،‬ول تقبلُ بالقلّ ‪ .‬وبالتحلّي با ِلمّةِ ‪ ،‬يُسلبُ منك سفساف المال والعمالِ ‪،‬‬
‫ويُجتثّ منك شجرةُ الذّ ّل والوانِ ‪ ،‬والتملّق ‪ ،‬والداهنةِ ‪ ،‬فكب ُي الِمّ ُة ثابتُ الأشِ ‪ ،‬ل‬
‫تُرهبُه الواقفُ ‪ ،‬وفاقدُها جبا ٌن رِعديدٌ ‪ ،‬تُغلقُ فمه الفهاهةُ ‪.‬‬
‫ط فتخْلِط بي ِكبِ المة والكِبْر ‪ ،‬فإن بينهما من الرْق كما بي السماء‬ ‫ول تغل ْ‬
‫ت الصّدْعِ ‪ ،‬فكِ ُب المّةِ تاجٌ على مفْرِق القلبِ الُرّ الثال ‪،‬‬ ‫ذاتِ الرّجعِ والرضِ ذا ِ‬
‫يسعى به دائما وأبدا إل الطّه ِر والقداسةِ والزّيادة والفضلِ ‪ ،‬فكب ُي المّةِ يتلمّظُ على ما‬
‫فاته من ماسن ‪ ،‬ويتحسّرُ على ما فقده من مآثِر ‪ ،‬فهو ف حنيٍ مستمرّ ‪ ،‬ونمٍ دؤوبٍ‬
‫للوصولِ إل الغاي ِة والنهايةِ ‪.‬‬
‫كِبَرُ المّةِ ِحلْيةُ ورثةِ النبياءِ ‪ ،‬والكِبْرُ داءُ الرضى بعلّة البابرةِ البؤساءِ ‪.‬‬
‫فكِ ُب المّةِ تص َعدُ بصاحبِها أبدا إل الرّقيّ ‪ ،‬والكِبْرُ يهبطُ به دائما إل الضيضِ ‪.‬‬
‫فيا طالب العلم ‪ ،‬ارسمْ لنفسك كِب المّةِ ‪ ،‬ول تنفلتْ منها وقد أومأ الشرعُ إليها ف‬
‫فقهيّاتٍ تُلبس حياتك ‪ ،‬لتكون دائما على يقظةٍ من اغتنامِها ‪ ،‬ومنها ‪ :‬إباح ُة التّي ّممِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ف عند ف ْقدِ الاءِ ‪ ،‬وعدمُ إلزامهِ بقبُولِ هِبةٍ ثن الاءِ للوضوءِ ‪ ،‬لا ف ذلك من النّةِ‬
‫للمكلّ ٍ‬
‫الت تنالُ من المّة منالً ‪ ،‬وعلى هذا فقيِسْ ‪.‬‬
‫فال ال ف الهتمامِ بالمّةِ ‪ ،‬وسلّ سيفِها ف غمراتِ الياةِ ‪:‬‬
‫وحتّى يكون اليومُ لليومِ سيّدا‬ ‫لدّث حت تفضُل العيُ أختها‬ ‫هو ا ِ‬
‫***************************************‬

‫قراءة العقول‬
‫مّا يشرح الاطر ويسُرّ النّفْس ‪ ،‬القراءةُ والتأمّلُ ف عقولِ الذكياءِ وأهلِ الفِطنةِ ‪،‬‬
‫ت البديعةِ من أولئك الفطناءِ ‪ .‬وسّيدُ العارفي‬ ‫فإنّها متعةٌ يسلو با الُطالعِ لتلك الشراقا ِ‬
‫وخيةُ العالي ‪ ،‬رسولُنا ‪ ،‬ول يُقاسُ عليهِ بقيّةُ الناسِ ‪ ،‬لنهُ مؤّيدٌ بالوحْي ‪ ،‬مصدّقٌ‬
‫بالعجزاتِ ‪ ،‬مبعوثٌ بالياتِ البيّناتِ ‪ ،‬وهذا فوق ذكاءِ الذكياء ولُوع الدباءِ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫﴿ َوِإذَا َم ِرضْتُ َفهُوَ يَشْفِيِ ﴾‬
‫قال أبقراطُ ‪ « :‬القللُ من الضّارّ ‪ ،‬خيٌ من الكثارِ من النافعِ » ‪ .‬وقال ‪« :‬‬
‫ب»‪.‬‬ ‫صحّة بترْ ِك التّكاسُلِ عن التعبِ ‪ ،‬وبتركِ المتلءِ من الطعا ِم والشرا ِ‬ ‫استديوا ال ّ‬
‫وقال بعضُ الكماءِ ‪ « :‬من أراد الصحة ‪ :‬فليُجوّد الغداء ‪ ،‬وليأكُلْ على نفاءٍ ‪،‬‬
‫وليشربْ على ظماءٍ ‪ ،‬وليُقلّلْ من شُربِ الاءِ ‪ ،‬ويتمدّدْ بعد الغداءِ ‪ ،‬ويتمشّ بعد‬
‫العشاءِ ‪ ،‬ول ينمْ حت يعرض نفسهُ على اللءِ ‪ ،‬وليحْذرْ دخول المّامِ عقيِب المتلء ‪،‬‬
‫ومرّ ٌة ف الصيفِ خيٌ من عش ٍر ف الشتاءِ » ‪.‬‬
‫وقال الارثُ ‪ « :‬من سرّه البقاءُ – ول بقاء – فليُباكِ ِر الغداءَ ‪ ،‬وليُعجّلِ‬
‫العشاء ‪ ،‬ولُخفّفِ الرّداء ‪ ،‬وليُقلّ غِشيان النسا ِء » ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقال أفلطون ‪ « :‬خسٌ يُذبْن البَدنَ ‪ ،‬وربا قَتَلْنَ ‪ِ :‬قصَرُ ذاتِ اليدِ ‪ ،‬وفراقُ‬
‫الحبّةِ ‪ ،‬وترّعُ الغايظِ ‪ ،‬وردّ النّصح ‪ ،‬وضحِكُ ذوي الهلِ بالعقل ِء » ‪.‬‬
‫ومن جوامعِ كلماتِ أبقراط قولهُ ‪ « :‬كلّ كثيٍ ‪ ،‬فهو مُعادٍ للطبيع ِة » ‪.‬‬
‫وقيل لالينوس ‪ :‬ما لك ل ترضُ ؟ فقال ‪ « :‬لن ل أجعْ بي طعاميْنِ رديئيِ ‪،‬‬
‫ول أُدخِل طعاما على طعامٍ ‪ ،‬ول أحِبسْ ف العدةِ طعاما تأذّيتُ منه » ‪.‬‬
‫وأربعةُ أشياء تُمرضُ السْم ‪ :‬الكلمُ الكثيُ ‪ ،‬والنومُ الكثيُ ‪ ،‬والكلُ الكثيُ ‪،‬‬
‫والماعُ الكثيُ ‪ .‬فالكلمُ الكثيُ ‪ :‬يقلّل مُ ّخ الدّماغِ ويُضعفُه ‪ ،‬ويعجّلُ الشّيْب ‪ .‬والنومُ‬
‫الكثيُ ‪ :‬يصفّرُ الوجه ‪ ،‬ويُعمي القلب ‪ ،‬ويُهيّجُ العي ‪ ،‬ويُكسلُ عن العملِ ‪ ،‬ويولّدُ‬
‫ع الكثيُ ‪َ :‬ي ُهدّ الَبَدنَ ‪ ،‬ويُضعفُ القُوى ‪ ،‬ويُجفّفُ‬ ‫الغليظة ‪ ،‬والدواء العسِرة ‪ .‬والما ُ‬
‫ث السّدَدَ ‪ ،‬ويعُ ّم ضررُهُ جيع البدنِ ‪ ،‬ونفضّ‬ ‫رُطُوبات البدنِ ‪ ،‬ويُرخي العصبَ ‪ ،‬ويُور ُ‬
‫الدّماغ لكثْرةِ ما يتحلّلُ منهُ من الرّوحِ النّفسان ‪ .‬ولضعافُهُ أكثر من إضعافِ جيعِ‬
‫الستفرغاتِ ‪ ،‬ويستفرِغ من جوهرِ الرّوحِ شيئا كثيا ‪.‬‬
‫أربعةٌ تدم البدن ‪ :‬المّ ‪ ،‬والزنُ ‪ ،‬والوعُ ‪ ،‬والسّهرُ ‪.‬‬
‫وأربعة تُفرحُ ‪ :‬النّظرُ إل الُضرةِ ‪ ،‬وإل الاءِ الاري ‪ ،‬والحبوبِ ‪ ،‬والثمارِ ‪.‬‬
‫وأربعة تُظلِم البصر ‪ :‬الشْيُ حافيا ‪ ،‬والتّصبّحُ والمساءُ بوجهِ البغيضِ والثقيلِ‬
‫والعدوُ ‪ ،‬وكثْرةُ البُكاءِ ‪ ،‬وكثر ًةُ النّظرِ ف الطّ الدّقيقِ ‪.‬‬
‫س الناعمِ ‪ ،‬ودخو ِل المّامِ العتدلِ ‪ ،‬وأكلُ الطعامِ اللوِ‬ ‫وأربعةٌ تقوّي السم ‪ :‬لُبْ ُ‬
‫والدّسمِ ‪ ،‬وشمّ الروائحِ الطيّبةِ ‪.‬‬
‫وأربعةٌ تُيبّس الوجه‪ ،‬وتُذهبُ ماءه وبجتهُ وطلقَتَهُ ‪ :‬الكذِبُ ‪ ،‬والوقاحةُ ‪ ،‬وكثْرةُ‬
‫السؤالِ عن غيِ علمٍ ‪ ،‬وكثْر ُة الفجورِ ‪.‬‬
‫وأربعةٌ تزيدُ ف ماءِ الوجه وبجتِه ‪ :‬الروءةُ ‪ ،‬والوفُاء ‪ ،‬والكرمُ ‪ ،‬والتقوى ‪.‬‬
‫وأربع ٌة تلبُ البغضاء والقْتَ ‪ :‬الكِبْرُ ‪ ،‬والسدُ ‪ ،‬وال َكذِبُ ‪ ،‬والنّميمةُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وأربع ٌة تلبُ الرزق ‪ :‬قيامُ الليلِ ‪ ،‬وكثْر ُة الستغفارِ بالسحارِ ‪ ،‬وتعا ُهدُ الصدقةِ ‪،‬‬
‫والذّكْر أول النهارِ وآخِره ‪.‬‬
‫وأربعةٌ تنعُ الرزق ‪ :‬نومُ الصّبحة ‪ ،‬وقلّةُ الصلةِ ‪ ،‬والكسلُ ‪ ،‬واليانةُ ‪.‬‬
‫وأربعةٌ تُضرّ بالفهمِ والذهنِ ‪ :‬إدمانُ أ ْكلِ الامضِ والفواكهِ ‪ ،‬والنومُ على القفا ‪،‬‬
‫والمّ ‪ ،‬والغمّ ‪.‬‬
‫وأربعةٌ تزيدُ ف الفهم ‪ :‬فراغُ القلبِ ‪ ،‬وقلّ ُة التّملّي من الطعام والشرابِ ‪ ،‬و ُحسْنِ‬
‫تدب ِي الغذاءِ بالشياءِ الُلوةِ والدّسِمةِ ‪ ،‬وإخراجُ الفضلتِ الثقّلةِ للبَدنِ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫خُذُوا حِذْركمْ‬
‫فالازم يتوقّفُ حت يرى ويبصر ‪ ،‬ويترقّب ‪ ،‬ويتأمّل ‪ ،‬ويُعيدَ النظر ‪ ،‬ويقرأ‬
‫العواقب ‪ ،‬ويقدّر الطواتِ ‪ ،‬ويُبم الرأي ‪ ،‬ويتاط وَيحْذر ‪ ،‬لئلّ يندم ‪ ،‬فإن وقع المرُ‬
‫على ما أراد ‪َ ،‬ح ِمدَ ال ‪ ،‬وشكر رأيه ‪ ،‬وإن كانتِ الُخرى ‪ ،‬قال ‪ :‬قدرّ الُ ‪ ،‬وما شاء‬
‫فَعَلَ ‪ .‬ورضي ول يزنْ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫فـتـبـيّـنُوا‬
‫فالعاق ُل ثابتُ القدمِ ‪ ،‬سديدُ الرّأْي ‪ ،‬إذا هجمتْ علي ِه الخبارُ ‪ ،‬وأشكلتِ السائلُ‬
‫‪ ،‬فل يأ ُخذُ بالبوادِر ‪ ،‬ول يتعجّل الُكم ‪ ،‬وإنا يُمحّصُ ما يسمعُ ‪ ،‬ويقّلبُ النظر ‪،‬‬
‫ويُحادثُ الفكر ‪ ،‬ويُشاوِرُ العقلء ‪ ،‬فإنّ الرّأْي المي ‪ ،‬خيٌ من الرأي الفطيِ ‪ .‬وقالوا ‪:‬‬
‫فَُتصِْبحُوا عَلَى مَا َفعَلُْتمْ نَا ِد ِميَ‬ ‫﴿‬ ‫لن تُخطئ ف العفوِ ‪ ،‬خيٌ منْ أنْ تطئ ف العقوبةِ‬
‫﴾‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬
‫اعز ْم وأقْدِمْ‬
‫إنّ كلّ ما أكتبُه هنا منْ آياتٍ وأبياتٍ ‪ ،‬وأثرٍ وعِب ‪ ،‬وقصصٍ وحِكم ‪ ،‬تدعوك‬
‫بأنْ تبدأ حياةً جديدةً ‪ ،‬مِ ْلؤُها الرجاءُ ف ُحسْ ِن العاقبةِ ‪ ،‬وجيلِ التامِ ‪ ،‬وأفضلِ النتائجِ ‪.‬‬
‫ول تستطيعُ أن تستفيد إل بمّةٍ صادقةٍ ‪ ،‬وعزمٍ حثيثٍ ‪ ،‬ورغبةٍ أكيدةٍ ف أن تتخلّص منْ‬
‫هومِك وغمومك وأحزانِك وكآبتِك ‪ .‬قيل لح ِد العلماءِ ‪ :‬كيف يتوبُ العبدُ ؟ قال ‪:‬‬
‫لبُدّ له منْ سوْطِ عَزْمٍ ‪ .‬ولذلك ميّز الُ أُول العزمِ بالِممِ ﴿فَاصِْبرْ َكمَا صََبرَ أُوْلُوا‬
‫جدْ َل ُه َعزْما﴾‪،‬‬
‫اْل َعزْمِ ِمنَ الرّسُلِ﴾ ‪ .‬وآدمُ ليس من أُول العَزْمِ ‪ ،‬لنه ﴿فََنسِيَ وََلمْ َن ِ‬
‫وكذلك أبناؤه ‪ ،‬فهي شِْنشِنَةٌ نعرفُها ِمنْ أخْزمِ‪ ،‬ومنْ يُشابِه أباه فما ظَلمَ ‪ ،‬لكن ل تقْتدِ‬
‫به ف الذنبِ ‪ ،‬وتُخالِفْه ف التوبةِ‪ .‬والُ الستعانُ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫ليستْ حياتُنا الدنيا فحسْب‬
‫سعادةُ الخرةِ مرهونةٌ بسعاد ِة الدنيا ‪ ،‬وحقّ على العاقِل أن يعلم أنّ هذه الياة‬
‫متّصلة بتلك ‪ ،‬وأنا حياة واحدةُ ‪ ،‬الغيب والشهادةُ ‪ ،‬والدنيا والخرة ‪ ،‬واليو ُم وغدٌ ‪.‬‬
‫وظنّ بعضُهم أنّ حياته هنا فحسْب ‪ ،‬فجمع فأوعى ‪ ،‬وتشبّث بالبقاءِ ‪ ،‬وتعلّق بياةِ‬
‫الفناء ‪ ،‬ث مات ومآرُبه وطموحاتُه ومشاغلُه ف صدرِه ‪.‬‬
‫وحاجةُ منْ عاش ل تنقضي‬ ‫نروحُ ونغدو لاجاتِنا‬
‫وتبْقى له حاجةٌ ما بقِي‬ ‫توت مع الرِ حاجاتهُ‬
‫ـرّ الغداةِ وم ّر العشِي‬ ‫أشاب الصغي وأفن الكبيـ‬
‫أتى بعد ذلك يو ٌم فتِي‬ ‫إذا ليلةٌ أهرمت يومها‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وعجبتُ لنفسي والناسِ من حول ‪ :‬آمالٌ بعيدةٌ ‪ ،‬وأحل ٌم مديدةٌ وطموحا ٌ‬
‫ت‬
‫عارمةٌ ‪ ،‬ونوايا ف البقاءِ ‪ ،‬وتطلّعاتٌ مُذهلةٌ ‪ ،‬ث يذهبُ الواحدُ منّا ول يُشاورُ أو يُخبُ‬
‫ب غَدا َومَا َتدْرِي َن ْفسٌ بَِأيّ أَ ْرضٍ َتمُوتُ ﴾ ‪.‬‬
‫أو يُخبّرُ ﴿ َومَا َتدْرِي َن ْفسٌ مّاذَا تَ ْكسِ ُ‬
‫وأنا أعرضُ عليك ثلث حقائق ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬مت تظنّ أنك سوف تدأُ وترتاحُ وتطمئنّ ‪ ،‬إذا ل ترض عن ربّك وعنْ‬
‫أحكامِه وأفعالِه وقضائِه وقدرِه ‪ ،‬ول ترض ع ْن رزقِك ‪ ،‬ومواهبِك وما عندك!‬
‫الثانية ‪ :‬هلْ شكرت على ما عندك من النّعم واليادي والبات حت تطلب‬
‫غيها ‪ ،‬وتسأل سواها ؟! إنّ منْ َعجَزَ عن القليلِ ‪ ،‬أوْل أن يعجز عن الكثي ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬لاذا ل نستفيدُ من مواهبِ الِ الت وهبنا وأعطانا‪ ،‬فنثمّرُها‪ ،‬وننمّيها‪،‬‬
‫ونوظّفُها توظيفا حسنا ‪ ،‬وننقيها من الثالبِ والشّوائبِ ‪ ،‬وننطلقُ با ف هذه اليا ِة نفعا‬
‫وعطاءً وتأثيا ‪.‬‬
‫إن الصّفاتِ الميدة والواهب الليلة ‪ ،‬كامنةٌ ف عقولِنا وأجسامِنا ‪ ،‬ولكنّها عند‬
‫الكثي منّا كالعادنِ الثمين ِة ف التّرابِ ‪ ،‬مدفون ٌة مغمورةٌ مطمورةٌ ‪ ،‬ل تِد حاذقا يُخرِجُها‬
‫من الطيِ ‪ ،‬فيغسلُها وينقّيها ‪ ،‬لتلمع وتشعّ وتُعرف مكانتُها ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫بقُ الفرجُ‬
‫التّوارِي من البطْش حلّ مؤ ّقتٌ ريثما ي ُ‬
‫قرأتُ كتاب ( التوارين ) لعبدِ الغن الزديّ ‪ ،‬وهو لطيفٌ جذّاب ‪ ،‬يتحدّث فيه‬
‫عمّن توارى خوفا من الجاجِ بن يوسف ‪ ،‬فعلمتُ أنّ ف اليا ِة فسحةً ‪ ،‬وف الشّرّ‬
‫خيارا ‪ ،‬وعنِ الكروهِ مندوحةً أحيانا ‪.‬‬
‫وذكرتُ بيتيِ للبيورديّ عن تواريهِ ‪ ،‬يقولُ ‪:‬‬
‫فعين ترى دهري وليس يران‬ ‫تستّرْتُ مِن دهري ب ِظلّ جناحِهِ‬
‫وأين مكان ما عرفت مكان‬ ‫فلو تسأ ِل اليام عنُي ما َدرَتْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫هذا القارئُ الديبُ اللمعُ الفصي ُح الصّادِقُ ‪ ،‬أبو عمرو بنُ العلءِ ‪ ،‬يقولُ عن‬
‫ت ف بيتٍ بصنعاء‬ ‫ج فهربتُ إل اليمن ‪ ،‬فول ُ‬ ‫مُعاناتِه ف حالة الختبار ‪ « :‬أخافن الجّا ُ‬
‫‪ ،‬فكنتُ من الغدواتِ على سطحِ ذلك البيتِ ‪ ،‬إ ْذ سعتُ رجلً يُنشدُ‪:‬‬
‫ـرِ ل ُه فُرْجَةٌ كح ّل العِقالِ‬ ‫ع النّفوسُ من المـ‬ ‫رُبّما تز ُ‬
‫قال ‪ :‬فقلتُ ‪ :‬فُرْجةٌ ‪ .‬قال ‪ :‬فسُررتُ با ‪ .‬قال ‪ :‬وقالَ آخرَ ‪ :‬مات الجّاجُ ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فوالِ ما أدري بأيّهما كنتُ أُسَرّ ‪ ،‬بقولهِ ‪ :‬فرْجةٌ ‪ .‬أو بقولِه ‪ :‬مات الجّاجُ » ‪.‬‬
‫ت والرضِ ﴿ كُلّ يَوْمٍ‬
‫إنّ القرار الوحيد النافذ ‪ ،‬عند من بيده ملكوتُ السماوا ِ‬
‫هُوَ فِي َشأْنٍ ﴾ ‪.‬‬
‫توارى السنُ البصريّ عنِ عي الجّاج ‪ ،‬فجاءه البُ بوِتهِ ‪ ،‬فسجد شكرا الِ ‪.‬‬
‫سبحان الِ الذي مايز بي خلْقِه ‪ ،‬بعضُهم يوتُ ‪ ،‬فيُسجدُ غيْ ُرهُ للشّكر فرحا‬
‫سمَاء وَاْلأَ ْرضُ َومَا كَانُوا مُن َظرِينَ ﴾ ‪ .‬وآخرون يوتون ‪،‬‬
‫ت عَلَ ْيهِمُ ال ّ‬
‫وسرورا ﴿ َفمَا بَكَ ْ‬
‫ب ف سويدائِها ‪.‬‬
‫فتتحوّلُ البيوتُ إل مآتِم ‪ ،‬وتقرحُ الجفانُ ‪ ،‬وتُطعنُ بوتم القلو ُ‬
‫وتوارى إبراهيمُ النّخعِيّ من الجّاج ‪ ،‬فجاءه البُ بوتِهِ ‪ ،‬فبكى إبراهيمُ فرحا ‪.‬‬
‫منْ عظمِ ما قد سرّن أبكان‬ ‫طفح السرورُ عليّ حت إنن‬
‫إنّ هناك ملذاتٍ آمنة للخائفي ف كَنَف أرح ِم الراحي ‪ ،‬فهو يرى ويسمعُ‬
‫ويُبصرُ الظالي والظلومي ‪ ،‬والغالبي والغلوبي ﴿ وَ َجعَلْنَا َب ْعضَ ُكمْ لَِبعْضٍ فِتَْنةً أََتصِْبرُونَ‬
‫وَكَانَ رَبّكَ َبصِيا ﴾ ‪.‬‬
‫لمّرة ‪ ،‬جاءت تُرفرفُ على رسولِ ال ‪ ،‬وهو‬ ‫ذكرتُ بذا طائرا يسمّى ا ُ‬
‫جالسٌ مع أصحابِه تت شجرةٍ ‪ ،‬كأنا بلسانِ الالِ تشكو رجلًَ أخذ أفراخها منْ‬
‫‪ (( :‬منْ فجع هذه بأفراخِها ؟ ُردّوا عليها أفراخها )) ‪.‬‬ ‫عشّها ‪ ،‬فقال‬
‫وف مثل هذا يقولُ أحدُهم ‪:‬‬
‫تشكو إليك بقلبِ صبّ واجفِ‬ ‫جاءتْ إليك حامةٌ مُشتاقةٌ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫حَرَمٌ وأنّك ملجأٌ للخائِفِ‬ ‫منْ أخب الورْقاء أنّ مكانكم‬
‫وقال سعيدُ بنُ جبيٍ ‪ :‬والِ لقد فررتُ من الجّاج ‪ ،‬حت استحييتُ من الِ ع ّز‬
‫وجلّ ‪ .‬ث جيءَ به إل الجّاج ‪ ،‬فلمّا ُسلّ السيفُ على رأسِه ‪ ،‬تبسّم ‪ .‬قال الجاجُ ‪:‬‬
‫لِم تبتسمُ ؟ قال ‪ :‬أعجبُ منْ جُرأتك على الِ ‪ ،‬ومن حِ ْلمِ ال عليك ‪ .‬يا لا من نفْسٍ‬
‫كبيةٍ ‪ ،‬ومن ثقةٍ ف وع ِد الِ ‪ ،‬وسكونٍ إل ُحسْنِ الصيِ ‪ ،‬وطِيبِ الُنقلَب ‪ .‬وهكذا‬
‫فليكُنِ اليانُ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫أنت تتعاملُ مع أرحمِ الراحي‬
‫إن لفت َنظَرَك هذا الديثُ ‪ ،‬فقد لفت نظري أيضا ‪ ،‬وهو ما رواه أحد وأبو‬
‫يعلى والبزارُ والطبانّ ‪ ،‬أنّ شيخا كبيا أتى النب وهو ُمدّعِمٌ على عصا ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫‪ (( :‬تشهدُ أنْ ل إله‬ ‫نبّ الِ ‪ ،‬إ ّن ل غدراتٍ وفجراتِ ‪ ،‬فهل يُغفرُ ل ؟ فقال النب‬
‫إل الُ وأ ّن ممدا رسول ال ؟)) قال ‪ :‬نعمْ يا رسول الِ ‪ .‬قال ‪ (( :‬فإن ال قد غفر‬
‫لك غدراتِك وفجراتِك)) ‪ .‬فانطلق وهو يقول ‪ :‬الُ أكبُ ‪ ،‬الُ أكبُ ‪.‬‬
‫أفهمُ من الديث مسائل ‪ :‬منها سعةُ رحةِ أرحمِ الراحي ‪ ،‬وأنّ السلم يهدمُ ما‬
‫قبله ‪ ،‬وأن التوبة تبّ ما قبلها ‪ ،‬وأن جبال الذنوب ف غفرانِ علّم الغيوب لشيءٌ ‪،‬‬
‫وأنه يبُ عليك ُحسْنُ الظّنّ بولك ‪ ،‬والرجاءُ ف كرمِه العميمِ ‪ ،‬ورحتِه الواسعةِ ‪.‬‬
‫*******************************‬
‫براهيُ تدعوك للتفاؤلِ‬
‫ل » لبن أب الدنيا ‪ ،‬واحدٌ وخسون ومائة نصّ ‪ ،‬ما‬ ‫ف كتابِ « ُحسْنِ الظّ ّن با ِ‬
‫بي آيةٍ وحديث ‪ ،‬كلّها تدعوك إل التفاؤلِ ‪ ،‬وترْكِ اليأسِ والقنوطِ ‪ ،‬والُثابرَة على‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ُحسْنِ الظّنّ و ُحسْنِ ال َعمَلِ ‪ ،‬حت إنك لتج ُد نصوصَ الوعدِ أعْ َظمَ م ْن نصوصِ الوعيدِ ‪،‬‬
‫وأدلّ َة التهديدِ ‪ ،‬وقد جعل الُ لكلّ شي ٍء قدرا ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫حياةٌ كلّها تعبٌ‬
‫ل تزنْ منْ كدرِ الياةِ ‪ ،‬فإنا هكذا خُلقتْ ‪.‬‬
‫إ ّن الصل ف هذه الياة التاعبُ والضّن ‪ ،‬والسرو ُر فيها أم ٌر طارئٌ ‪ ،‬والفرحُ‬
‫فيها شيءٌ نادرٌ ‪ .‬تلو لذه الدارِ والُ ل يرْضها لوليائِه مستقرّا ؟!‬
‫ولول أنّ الدنيا دارُ ابتلءٍ ‪ ،‬ل ت ُك ْن فيها المراضُ والكدارُ ‪ ،‬ول يضِقِ العيشُ‬
‫فيها على النبياء والخبار ‪ ،‬فآدمُ يُعان الِحن إل أن خرج من الدنيا ‪ ،‬ونوحٌ كذّب ُه قومُه‬
‫واستهزؤُوا به ‪ ،‬ولبراهيمُ يُكاِبدُ النار وذَْبحَ الولد ‪ ،‬ويعقوبُ بكى حت ذهب بصرُه ‪،‬‬
‫وموسى يُقاسي ظُلم فرعون ‪ ،‬ويلقى من قومه الِحنَ ‪ ،‬وعيسى بنُ مري عاش معدما‬
‫فقيا ‪ ،‬وممدٌ يُصابِرُ الفقْر ‪ ،‬وقتلِ عمّهِ حزة ‪ ،‬وهو منْ أحبّ أقاربِه إليه ‪ ،‬ونفورِ‬
‫قومِهِ منهُ ‪ .‬وغي هؤلء من النبيا ِء والولياءِ ما يطُول ِذكْرُهُ ‪ .‬ولو خُلقتِ الدنيا لِّلذّةِ ‪،‬‬
‫‪ (( :‬الدنيا سج ُن الؤمنِ ‪ ،‬وجّنةُ الكافرِ ))‬ ‫ل يكنْ للمؤمنِ حظّ منها ‪ .‬وقال النب‬
‫‪ .‬وف الدنيا ُسجِن الصّالون‪ ،‬وابتُلي العلماءُ العاملون ‪ ،‬ونغّص على كبارِ الولياءِ ‪.‬‬
‫ب الصا ِدقِي‪.‬‬
‫وكدّرتْ مشارِ ُ‬
‫*******************************‬

‫وقفـــــة‬
‫يقولُ ‪(( :‬منْ‬ ‫ت – رضي الُ عنه – قال ‪ :‬سعتُ رسول الِ‬
‫عن زيدِ ب ِن ثاب ٍ‬
‫ل عليهِ أمرهُ ‪ ،‬وجعل فقر ُه بي عينيْه ‪ ،‬ول يأِت ِه منَ الدنيا إل‬
‫هةُ ‪ ،‬فرّق ا ُ‬
‫كانتِ الدنيا ّ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ما كُتب له‪ .‬ومنْ كانتِ الخرةُ نِيّتهُ‪ ،‬جع الُ له أمرهُ ‪ ،‬وجعل غناهُ ف قلِبهِ ‪ ،‬وأتتْه‬
‫الدنيا وهي راغمةٌ))‪.‬‬
‫يقولُ ‪:‬‬ ‫وعنْ عبدِال بن مسعودٍ – رضي الُ عنه – قال ‪ :‬سعتُ نبيّكم‬
‫(( منْ جعل الموم ها واحدا ‪ ،‬وهمّ آخرته ‪َ ،‬كفَاهُ الُ همّ دنياه ‪ ،‬ومنْ تشعبّتْ به‬
‫الُمُومُ ف أحوا ِل الدّنيا ‪ ،‬ل يُبالِ الُ ف أيّ أَ ْودِيتِها هَلَكَ )) ‪.‬‬
‫قال الكاتبُ العروفُ بـ « الببْغاء » ‪:‬‬
‫و ُعذْ بالصبِ تبَْت ِهجِ‬ ‫ب المجِ‬ ‫تن ّكبْ مذْه َ‬
‫م مجوجٌ بل حُججِ‬ ‫فإنّ مُظلمَ اليّا‬
‫وتْنَعُنا بل حرجِ‬ ‫تُسامُنا بل شُكرٍ‬
‫ن ِه فتْحٌ مِن اللّججِ‬ ‫ف ال ف إتيا‬ ‫ولُط ُ‬
‫ومِنْ غمّ إل فرجِ‬ ‫فمِ ْن ضِيقٍ إل سعةٍ‬
‫*****************************************‬
‫الوَ َس ِطيّةُ ناةٌ من اللك‬
‫تامُ السعادة مبنّ على ثلثةِ أشياء ‪:‬‬
‫‪.1‬اعتدا ِل الغضبِ ‪.‬‬
‫‪.2‬اعتدا ِل الشهوةِ ‪.‬‬
‫‪.3‬اعتدا ِل العِ ْلمِ ‪.‬‬
‫فيحتاجُ أن يكون أمرُها متوسّطا ‪ ،‬لئلّ تزيد قوةُ الشهوةِ ‪ ،‬فتُخرِجه إل الرّخ ِ‬
‫ص‬
‫فيهلِك ‪ ،‬أو تزيدُ قوةُ الغضبِ ‪ ،‬فيخرُج إل الموحِ فيهلك ‪ (( .‬وخيُ المورِ‬
‫أوسطُها )) ‪.‬‬
‫فإذا توسّطتِ ال ُقوّتانِ بإشارة قوّ ِة العِ ْلمِ ‪ ،‬دلّ على طري ِق الدايةِ ‪ .‬وكذلك‬
‫ت الغي ُة والميّةُ ف‬
‫الغضبُ ‪ :‬إذا زاد ‪ ،‬سهُل عليهِ الضرْبُ والقتلُ ‪ ،‬وإذا نقص ‪ ،‬ذهب ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الدينِ والدنيا ‪ ،‬وإذا توسّط ‪ ،‬كان الص ُب والشجاعةُ والِكْمةُ ‪ .‬وكذلك الشهوةُ ‪ :‬إذا‬
‫زادتْ ‪ ،‬كان ال ِفسْ ُق والفجورُ ‪ ،‬وإ ْن نقصتْ ‪ ،‬كان ال َعجْزُ والفتورُ ‪ ،‬وإن توسّطتْ ‪،‬‬
‫ت العفةُ والقناعةُ وأمثالُ ذلك ‪ .‬وف الديثِ (( عليكم هدْيا قاصِدا )) ﴿ وَ َكذَلِكَ‬
‫كان ِ‬
‫َجعَلْنَا ُكمْ ُأ ّمةً وَسَطا﴾‬
‫*************************************‬
‫الرءُ بصِفاتِهِ الغالِبة‬
‫ت الذّمّ ‪ ،‬فيُساقُ إليك الثناءُ حت‬ ‫منْ سعادتِك أنْ ت ْغلِب صفاتُ اليِ فيك صفا ِ‬
‫على شيءٍ ليس فيك ‪ ،‬ول يقَْبلِ الناسُ فيك ذمّا ولو كان صحيحا ‪ ،‬لنّ الاء إذا بلغ‬
‫قُلّتي ل يملِ البث ‪ .‬إنّ البل ل يزيدُ فيه حجرٌ ول ينقصهُ َحجَرٌ ‪.‬‬
‫ت هجوما مقذعا ف قيسِ بن عاصم حليمِ العربِ ‪ ،‬وف البامكةِ الكرماء ‪،‬‬ ‫طالع ُ‬
‫وف قُتيْبة بن مسلمٍ القائدِ الشهيِ ‪ ،‬ووجدت أنّ هذا الشتْم والجْو ‪ ،‬ل يُحفظْ ول يُنقلْ‬
‫ضدّ منْ ذلك‬ ‫ول يُصدّقْه أحدٌ ‪ ،‬لنه سقط ف برِ الحاسنِ فغرق ‪ ،‬ووجدتُ على ال ّ‬
‫مدْحا وثناءً ف الجّاج ‪ ،‬وف أب مسلمٍ الراسان ‪ ،‬وف الاكم بأمر ال العُبْيدِي ‪،‬‬
‫ولكنّه ل يُحفظْ ول يُنقلْ ول يُصدّقه أحدٌ ‪ ،‬لنه ضاع ف ركا ِم زيفِهم وظلمِهم‬
‫وتوّرِهم ‪ ،‬فسبحان العادلِ بي خلْقِهِ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫هكذا ُخلِقت‬
‫ف الديث ‪ (( :‬كلّ مَُيسّرٌ لا خُلِق له )) ‪ .‬فلماذا تُعْسفُ الواهبُ ويُلْوى عن ُق‬
‫الصّفاتِ والقدراتِ لَيّا ؟! إن ال إذا أراد شيئا هيّأ أسبابه ‪ ،‬وما هناك أتْعَسُ نفْسا وأنْكدُ‬
‫خاطرا من الذي يريدُ أنْ يكون غَيْرَ نَ ْفسِه ‪ ،‬والذكيّ الريبُ هو الذي يدرسُ نفسهُ ‪،‬‬
‫ويسدّ الفراغ الذي وُضع له ‪ ،‬إن كان ف السّاق ِة كان ف السّاقةِ ‪ ،‬وإنْ كان ف الراسةِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫كان ف الراسةِ ‪ ،‬هذا سيبويه شي ُخ الّنحْوِ ‪ ،‬تعلّم الديث فأعياهُ ‪ ،‬وتبلّد حسّهُ فيع ‪،‬‬
‫فتعلّم النحو ‪ ،‬فَ َمهَرَ فيه وأتى بال َعجَب العُجاب ‪ .‬يقولُ أحدُ الكماءِ ‪ :‬الذي يريدُ عملً‬
‫ج ف الجازِ ‪.‬‬ ‫ليس منْ شأنِهِ ‪ ،‬كالذي يزرعُ الّنخْل ف غوطةِ دمشق ‪ ،‬ويزرعُ التْ ُر ّ‬
‫حسانُ بنُ ثابتٍ ل يُجيدُ الذان ‪ ،‬لنهُ ليس بللً ‪ ،‬وخالدُ ب ُن الوليد ل يقسمُ‬
‫الواريث ‪ ،‬لنه ليس زيد بن ثابتٍ ‪ ،‬وعلماءُ التربيةِ يقولون ‪ :‬حدّدْ موقِعَكَ ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫لبُدّ للذّكاء مِن زكاء‬
‫سعتُ إذاعة لندن تُخبُ عنْ ماولةِ اغتيالِ الكاتب نيبِ مفوظٍ ‪ ،‬الائزِ على‬
‫جائزةِ نوبل ف الدبِ ‪ ،‬وعدتُ بذاكرات إل كتبٍ له كنتُ قرأتُها مْن قبْلُ ‪ ،‬وعجبتُ‬
‫لذا الذّكيّ ‪ ،‬كيف فاتهُ أنّ القيقة أعظمُ من اليالِ ‪ ،‬وأنّ اللود أجلّ من الفناءِ ‪ ،‬وأن‬
‫حقّ أَ َحقّ أَن يُتّبَعَ‬
‫أَ َفمَن َي ْهدِي إِلَى اْل َ‬ ‫﴿‬ ‫البدأ الرّبّانّ السّماويّ أسْمى من البدِأ البشريّ‬
‫َأمّن لّ َي ِهدّيَ إِلّ أَن ُيهْدَى ﴾ ‪ .‬بعن أنهُ كتب مسرحياتٍ منْ نسْج خيالِهِ ‪ ،‬مُستخدمِا‬
‫قدراتِه القويّة ف التصويرِ والعرضِ والثارةِ ‪ ،‬والنهايةُ أنا أخبارٌ ل صحّة لا ‪.‬‬
‫لقد استفدتُ من قراءةِ حياتِه مسأل ًة كبى ‪ ،‬وهي أنّ السعادة ليستْ سعاد‬
‫الخرين على حسابِ سعادتِك وراحتِك ‪ ،‬فليس بصحيحٍ أن يُسرّ بك الناسُ وأنت ف‬
‫ه ّم وغمّ وحزنٍ ‪ ،‬إنّ بعض الكُتاّابِ يدحُ بعض الُبدعِي ‪ ،‬ويصفُه بأنه يترقُ ليُضيء‬
‫ي الثابتُ هو الذي يعلُ البدع يُضيءُ ف ن ْفسِه ويضيءُ للناسِ ‪،‬‬ ‫للناس ‪ ،‬والنهجُ السّو ّ‬
‫ويعمرُ نفسه باليِ والدى والرّشدِ ‪ ،‬ليعمر قلوب الناسِ بذلك ‪.‬‬
‫ك كسرى وقلبُه بالباطلِ‬‫وبعد هذا ‪ ،‬فماذا ينفعُ النسان لو حاز على مُل ِ‬
‫مكسورٌ ‪ ،‬وحصل على سلطانِ قيصر وأملُه عن اليْرِ مقصورُ ؟! إنّ الوهبةَ إذا ل تكنْ‬
‫سببا ف النجاةِ ‪ ،‬فما نفعُها وما ثرتُها ؟!‬
‫*****************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ل َترَ الوجود جيلً‬
‫ُكنْ جي ً‬
‫إنّ منْ تامِ سعادتِنا أ ْن نتمتّع بباهج الياةِ ف حدودِ منطقِ الشرعِ القدّسِ ‪ ،‬فالُ‬
‫أنبت حدائق ذات بجةٍ ‪ ،‬لنهُ جي ُل يبُ المالَ ‪ ،‬ولتقرأُآياِ الوحدانية ف هذا الصّنع‬
‫البهيج ﴿ ُهوَ اّلذِي خَ َلقَ لَكُم مّا فِي الَ ْرضِ َجمِيعا ﴾ ‪.‬‬
‫صدْرَ انشراحا والرّوح‬
‫فالرائحةُ الزّكيةُ والطعمُ الشهيّ والنظ ُر البهيّ ‪ ،‬تزيدُ ال ّ‬
‫فرحا ﴿كُلُواْ مِمّا فِي الَ ْرضِ َحلَلً طَيّبا ﴾ ‪ .‬وف الديث ‪ (( :‬حُبّب إلّ من دنياكمْ ‪:‬‬
‫الطّيبُ ‪ ،‬والنساءُ ‪ ،‬و ُجعِلتْ ُقرّ ُة عين ف الصلةِ )) ‪.‬‬
‫إنّ الزهدَ القاتِم والورع الُظلِم ‪ ،‬الذي دلف علينا منْ مناهج أرضيّةٍ ‪ ،‬قدْ شوّه‬
‫مباهج الياةِ عند كثيٍ مِنّا ‪ ،‬فعاشُوا حياتم هّا وغمّا وجوعا وسهرا وتبتّلً ‪ ،‬بقولُ‬
‫رسولُنا ‪ (( :‬لكنّي أصومُ وأُفطرُ ‪ ،‬وأقومُ وأفترُ ‪ ،‬وأتز ّوجُ النساء ‪ ،‬وآكُلُ اللحم ‪،‬‬
‫فمن رغب عن سُنّت فليس من )) ‪.‬‬
‫وإ ْن تعجبْ ‪ ،‬فعجبٌ ما فعلهُ بعضُ الطوائفِ بأنفسهمْ ! فهذا ل يأكلُ الرّطب ‪،‬‬
‫وذاك ل يضحكُ ‪ ،‬وآخرُ ل يشربُ الاء البارد ‪ ،‬وكأنم ما علمُوا أنّ هذا تعذيبٌ للنفسِ‬
‫‪.‬‬ ‫الرّ ْزقِ ﴾‬ ‫وطمْسٌ لشراقها ﴿ قُلْ َمنْ َحرّمَ زِيَنةَ ال ّلهِ الّتِيَ أَ ْخرَجَ ِلعِبَادِهِ وَاْلطّيّبَاتِ ِمنَ‬
‫أكل العسل وهو أزْهدُ الناسِ ف الدنيا ‪ ،‬والُ خلق العسل ليُؤكل ‪:‬‬ ‫إ ّن رسولنا‬
‫خرُجُ مِن بُطُوِنهَا َشرَابٌ ّمخْتَلِفٌ أَلْوَاُنهُ فِيهِ ِشفَاء لِلنّاسِ ﴾ ‪ .‬وتزوّج الثّيّباتِ‬
‫﴿َي ْ‬
‫والبكار ‪﴿ :‬فَان ِكحُواْ مَا طَابَ لَكُم ّمنَ الّنسَاء مَثْنَى وَُثلَثَ وَرُبَاعَ ﴾ ‪ .‬ولبِس أجل‬
‫سجِدٍ ﴾ ‪ .‬فهو‬
‫الثيابِ ف مناسباتِ العيادِ وغيِها ‪ُ ﴿ :‬خذُواْ زِينَتَ ُكمْ عِندَ كُلّ َم ْ‬
‫يمعُ بي حقّ الرّوحِ وح ّق السدِ ‪ ،‬وسعاد ِة الدنيا والخرةِ ‪ ،‬لنه بُعث بدينِ الفطرةِ الت‬
‫فط َر الُ الناس عليها ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫**************************************‬

‫شرْ بال َفرَج القريبِ‬


‫أب ِ‬
‫ت وامتدّتْ ‪ .‬ل تدومُ‬ ‫ض مؤلّفي عصرنا ‪ :‬إ ّن الشدائد – مهما تعاظم ْ‬ ‫يقولُ بع ُ‬
‫على أصحابِها ‪ ،‬ول تّلدُ على مصابِها ‪ ،‬بل إنا أقوى ما تكونُ اشتدادا وامتدادا‬
‫واسودادا ‪ ،‬أقربُ ما تكونُ انقشاعا وانفراجا وانبلجا ‪ ،‬عن ُيسْرٍ وملءةٍ‪ ،‬وفرجٍ وهناءةٍ‬
‫شدّةِ‬
‫‪ ،‬وحياةٍ رخيّةٍ مشرق ٍة وضّاءةٍ ‪ ،‬فيأت العونُ من الِ والحسانُ عند ذروةِ ال ّ‬
‫والمتحانِ ‪ ،‬وهكذا نايةُ كلّ ليلٍ غاسِق ‪ ،‬فجرٌ صا ِدقٌ ‪.‬‬
‫وَيحْ َمدُ ِغبّ السّيْرِ منْ هو سائرُ‬ ‫فما هي إل ساعةٌ ُثمّ تنْقضي‬
‫***********************************‬
‫أنتَ أ ْرفَعُ ِمنَ الحقاد‬
‫سدُ الناس‬‫أسع ُد الناس حالً وأشرحُهم صدْرا ‪ ،‬هو الذي يريدُ الخرة ‪ ،‬فل ي ُ‬
‫على ما آتاهم الُ م ْن فضِْلهِ ‪ ،‬وإنا عنده رسالةٌ من اليِ ومُثُلٌ ساميةٌ من البِرّ‬
‫والحسانِ ‪ ،‬يريدُ إيصال نفْعِه إل الناسِ ‪ ،‬فإنْ ل يستطعْ ‪ ،‬كفّ عنهم أذاه ‪ .‬وانظرْ إل‬
‫ابنِ عباسٍ بْ ِر العلمِ وت ْرجُمانِ القرآنِ ‪ ،‬كيف استطاع بُلُقه المّ وسخاوةِ نفسِه مساراتِه‬
‫الشرعّةِ ‪ ،‬أنْ يوّل أعداءهُ منْ بن أُميّةَ وبن مروان ومنْ شايعهم إل أصدقاء ‪ ،‬فانتفع‬
‫الناسُ بع ْلمِه وفهْمه ‪ ،‬فمل الجامع فِقها وذكرا وتفسيا وخيْرا ‪ .‬لقد نسي ابنُ عباسٍ‬
‫أيام المَ ِل وصِفّي ‪ ،‬وما قبلها وما بعدها ‪ ،‬وانطلق يبن ويُصلحُ ‪ ،‬ويرتُ ُق الفتْقَ ‪،‬‬
‫ويسمحُ الراح ‪ ،‬فأحبّ ُه الميعُ ‪ ،‬وأصبح – بقّ حْبرَ المةِ الحمديةِ ‪ .‬وهذا ابنُ الزبيِ‬
‫– رضي الُ عنه ‪ ، -‬وهو منْ هو ف كرمِ أصِلهِ وشهامِته وعبادتِه وس ّو قدرِه ‪ ،‬فضّل‬
‫الُوجَه َة متهدا ف ذلك ‪ ،‬فكان من النتائجِ أن شُغِلَ عن الرّوايةِ ‪ ،‬وخسِر جْعا كثيا من‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫السلمي ‪ ،‬ثّ حصلتِ الواقع ُة فضُرِبتِ الكعبةُ لجل مُجا َورَتِه ف الرمِ ‪ ،‬وذُبِح كثيُ من‬
‫وَكَانَ َأ ْمرُ ال ّلهِ َقدَرا ّم ْقدُورا ﴾ ‪ .‬وليس هذا تنقّصا‬ ‫﴿‬ ‫الناسِ ‪ ،‬وقُتِل هو ّث صُلِب‬
‫للقومِ ‪ ،‬ول تطا ُولً على مكانتِهم ‪ ،‬وإنا هي دراسةٌ تارييّة تمعُ العِبَرَ والعِظاتِ ‪ .‬إ ّن‬
‫ت ل يمعُها إلّ القِلّةُ القليلةُ من البشرِ ‪ ،‬لنا تُكلّفُ‬ ‫الرّفق واللّي والصّفح والعفْو ‪ ،‬صفا ٌ‬
‫النسان هضْم ن ْفسِه ‪ ،‬وكبْح طموحِه ‪ ،‬وإلام اندفاعِه وتطلّعِه ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫وقفــــة‬
‫‪ (( :‬تعرّفْ إل الِ ف الرخاءِ ‪ ،‬يعرفك ف الشّدّة )) يعن أنّ العبد إذا‬ ‫« قولهُ‬
‫اتّقى ال وحفظ حدودهُ ‪ ،‬وراعى حقوقهُ ف حالِ رخائِه ‪ ،‬فقد تعرّف بذلك إل الِ ‪،‬‬
‫شدّةِ ورعى له تعرّفهُ إليه ف الرخاءِ ‪،‬‬ ‫وصار بينه وبي ربّه معرفةٌ خاصّةٌ ‪ ،‬فمعرف ُه ربّه ف ال ّ‬
‫فنجّاهُ من الشدائدِ بذِه العرفة ‪ ،‬وهذه معرِفة خاصّةٌ ‪ ،‬تقتضي قُرب العبدِ من ربّ ْه ومبّته‬
‫له وإجابت ُه لدعائِه » ‪.‬‬
‫« الصبُ إذا قام به العبد كما ينبغي ‪ ،‬انقلبتْ الِحنةُ ف حقّه مِنْحةً ‪ ،‬واستحالتِ‬
‫البليّة عطيّة ‪ ،‬وصار الكرو ُه مبوبا ‪ ،‬فإنّ ال سبحانه وتعال ل يبْتلِهِ عطيّة ‪ ،‬وصار‬
‫الكرو ُه مبوبا ‪ ،‬فإ ّن ال تعال على العبدِ عبوديّ ًة ف الضّراءِ ‪ ،‬كما له عبوديّةٌ ف السّرّاءِ ‪،‬‬
‫ت مراتبِ‬ ‫وله عبوديّةٌ عليه فيما يبّونه ‪ ،‬والشأنُ ف إعطاءِ العبوديّةِ ف الكارِهِ ‪ ،‬ففيه تفاو ُ‬
‫العبادِ ‪ ،‬وبسبِه كانتْ منازلُهم عند الِ تعال » ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫سرِ‬
‫العِلْ ُم مِفتاحُ اليُ ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫العِ ْلمُ والُيسْرُ قرينان وأخوانِ شقيقانِ‪ ،‬ولك أنْ تنظر ف بورِ الشريعةِ من العلماءِ‬
‫الراسخي ‪ ،‬ما أيْسرَ حياتُم ‪ ،‬وما أسْهل التّعامُل معهم! إنم فهموا القصد ‪ ،‬ووقعُوا‬
‫على الطلوب ‪ ،‬وغاصُوا ف العماقِ ‪ ،‬بينما تدُ مِنْ أعْسرِ الناسِ ‪ ،‬وأصعبِهم مراسا ‪،‬‬
‫وأشقّهم طريقةً الزّهّادُ الذين قلّ نصيبُهم من العِ ْلمِ ‪ ،‬لنم سعُوا جُملً ما فهموها ‪،‬‬
‫ومسائل ما عَ َرفُوها ‪ ،‬وما كانتْ مصيبةُ الوارج إلّ منْ قلّةِ ع ْلمِ ِهمْ وضحال ِة فهْمِهم ؛‬
‫لنمْ ل يقعُوا على القائقِ‪ ،‬ول يهتدُوا إل القاصدِ ‪ ،‬فحافظُوا على النّتفِ‪ ،‬وضيّعُوا‬
‫الطالب العالية‪ ،‬ووقعُوا ف أمرٍ مريجٍ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫ما هكذا تُوردُ ا ِلبِل‬
‫طالعتُ كتابيِ شهيينِ ‪ ،‬ل أرى إلّ أ ّن فيهما سطوةً عارمةً على السعادةِ والُيسْرِ‬
‫اللذيْنِ أتى بما الشارعُ الكيمُ ‪.‬‬
‫فكتابُ « إحياء عِلوم الدينِ » للغزالّ ‪ ،‬دعوةٌ صارخةٌ للتجوي ِع والعُرْيش‬
‫( والبهذلة) ‪ ،‬والصالِ والغللِ التِ أتى رسولُنا لوضْعِها عنِ العالي ‪ .‬فهو يمعُ‬
‫من الحاديثِ ‪ ،‬التردّية والنطِيحة وما أكل السُّبعُ ‪ ،‬وغالبُها ضعيفةٌ أو موضوعةٌ ‪ ،‬ث يبن‬
‫عليها ُأصُولً يظنّها منْ أعظمِ ما يُوصّ ُل العبدُ إل ربّه ‪.‬‬
‫وقارنتُ بي إحياءِ علومِ الدين وبيِ الصحيحي للبخاري ومسلم ‪ ،‬فبان البونُ‬
‫وظهر الفرْقُ ‪ ،‬فذاك عََنتٌ ومشقّةٌ وتكلّفٌ ‪ ،‬وهذه ُيسْرُ وساح ٌة وسهولةٌ ‪ ،‬فأدركتُ‬
‫سرَى ﴾ ‪.‬‬
‫سرُكَ لِلُْي ْ‬
‫‪﴿ :‬وَنَُي ّ‬ ‫قول البي‬
‫ب » لب طالب الكّيّ ‪ ،‬وهو طلبٌ ُملِحّ منه لترْكِ‬ ‫ب الثان ‪ « :‬قُوتُ القلو ِ‬
‫والكتا ُ‬
‫سبِ ‪ ،‬وهجْرِ الطّيّباتِ ‪ ،‬والتّسابُقِ ف‬
‫الياة الدنيا والنزواء عنها ‪ ،‬وتعطيل السّعْيِ والك ْ‬
‫ق الضَنْكِ والضّن والشّدّة ‪.‬‬
‫طر ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والؤلّفان ‪ :‬أبو حامدٍ الغزالّ ‪ ،‬وأبو طالبٍ الكيّ ‪ ،‬أرادا الَبْرَ ‪ ،‬لكنْ كانت‬
‫للَلُ ‪ ،‬ولبُدّ للدليل أن يكون‬‫بضاعتُهما ف السّنّ ِة والديثِ مُزْجاةً ‪ ،‬فمنْ هنا وقع ا َ‬
‫ماهرا ف الطريق خِرّيتا ف معرفة السالكِ ﴿ وَلَـكِن كُونُواْ رَبّانِّييَ ِبمَا كُنُتمْ ُتعَ ّلمُونَ‬
‫الْكِتَابَ وَِبمَا‬ ‫كُنُتمْ َتدْرُسُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫أ ْش َرحُ الناسِ صدرا‬
‫الصّف ُة البارزةُ ف مُعَّلمِ اليِ ‪ :‬انشراحُ الصدرِ والرّضا والتّفاؤلُ ‪ ،‬فهو مبشّرٌ ‪،‬‬
‫ينهى عن الشقّ ِة والتنفي‪ ،‬ول يعرفُ اليأس والحباط ‪ ،‬فالبسمةُ على مُحيّاه ‪ ،‬والرّضا ف‬
‫خلدِه ‪ ،‬واليُسْرُ ف شريعتِه ‪ ،‬والوسطيّةُ ف سُنّتِه ‪ ،‬والسعادةُ ف ِملّته ‪ .‬إنّ جُ ّل مهمّتِهِ أن‬
‫يضع عنهم إصْرهم والغلل الت كانتْ عليهم ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫رويدا ‪ ..‬رويدا‬
‫إنّ من إضفاء السعادة على الُخاطبي بكلمة الوعي ‪ ،‬التّد ّرجُ ف السائلِ ‪،‬‬
‫لعا ٍذ – رضي الُ عنه – لّا أ ْرسَلَه إل اليمنِ ‪ (( :‬فلي ُكنْ‬ ‫ق هذا وصيتُه‬
‫الهمّ ‪ ،‬يصدّ ُ‬
‫أوّل ما تدعوهمْ إليه ‪ ،‬أنْ ل إله إل ال وأن رسولُ الِ ‪ )) .....‬الديث ‪ .‬إذن ف‬
‫السألة أولٌ وثا ٍن وثالثٌ ‪ ،‬فلماذا نُقحمُ السائل على السائل إقحاما ‪ ،‬ولاذا نطرحُها‬
‫جلةً واحدةً ؟! ﴿ وَقَالَ اّلذِينَ َك َفرُوا لَوْلَا ُنزّ َل عَلَ ْيهِ اْل ُقرْآنُ ُجمْ َلةً وَا ِحدَةً َكذَلِكَ‬
‫لِنُثَبّتَ ِبهِ فُؤَادَكَ َورَتّلْنَاهُ َترْتِيلً ﴾ ‪.‬‬
‫إنّ من سعادةِ السلمي بإسلمِهم أنْ يشعُروا بالرتياح منْ تعاليمِه وباليُسر ف‬
‫تلقّي أوامره ونواهيه ؛ لنه أتى أصلً لنقاذهم من الضطرابِ النفسيّ والتّشرّردِ الذّهنّ‬
‫والتّفّلتِ الجتماعي ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪،‬‬ ‫س َعهَا ﴾‬
‫وُ ْ‬ ‫ت ف الشرعِ إل منفيّا ﴿ لَ يُكَلّفُ ال ّلهُ َنفْسا إِلّ‬
‫« التكليفُ ل يأ ِ‬
‫لنّ التكليف مشقّةٌ ‪ ،‬والدينُ ل يأتِ بالشقّةِ ‪ ،‬وإنا أت لزالتِها » ‪.‬‬
‫ب كان يطلبُ من الرسولِ وصيتهُ ‪ ،‬فيُخبُه بديثٍ مَتصَرٍ الاضرُ‬ ‫إ ّن الصحا ّ‬
‫والبادي ‪ ،‬فإذا الواقعيةُ ومراعاةُ الالِ والُيسْرُ هي السم ُة البارزةُ ف تلك النصائ ِح الغاليةِ ‪.‬‬
‫إننا نطئُ يوم نسْرُدُ على الستمعي كلّ ما ف جعْبتِنا منْ وصايا ونصائح ‪،‬‬
‫وتعاليم وسُننٍ وآداب‪ ،‬ف مقامٍ واحدٍ ﴿وَ ُقرْآنا َفرَقْنَاهُ لَِت ْقرَأَ ُه عَلَى النّاسِ عَلَى مُكْثٍ‬
‫وََنزّلْنَاهُ تَنِيلً﴾ ‪.‬‬

‫ما هكذا تُوردُ يا س ْعدُ البِ ْل‬ ‫أ ْورَدَها س ْع ٌد وسعدٌ ُمشْتمِلْ‬


‫*****************************************‬
‫*****‬

‫كيف تش ُكرُ على الكثيِ‬


‫وقد قصّرت ف شُ ْكرِ القليلِ‬
‫إنّ منْ ل يمدُ ال على الا ِء البار ِد العذْبِ الزّللِ ‪ ،‬ل يمدُه على القصورِ الفخمةِ‬
‫ب الفارِهةِ ‪ ،‬والبساتيِ الغنّاءِ ‪.‬‬
‫‪ ،‬والراك ِ‬
‫وإنّ منْ ل يشكُرُ ال على البزِ الدافئِ ‪ ،‬ل يشكرهُ على الوائدِ الشّهيّةِ والوجباتِ‬
‫اللّذيذةِ ‪ ،‬لنّ الكنُود الحُود يرى القليل والكثي سواءً ‪ ،‬وكثيٌ منْ هؤلء أعطى ربّه‬
‫الواثيق الصارمة ‪ ،‬على أنه مت أنعم عليه وحباهُ وأغدق عليه فسوف يشكُرُ ويُنفقُ‬
‫حيَ{‬
‫صدّقَنّ وَلَنَكُوَننّ مِ َن الصّاِل ِ‬
‫ويتصدّقُ ﴿ َومِ ْنهُم مّ ْن عَا َهدَ ال ّلهَ لَِئنْ آتَانَا مِن َفضْلِهِ لََن ّ‬
‫‪ }75‬فَ َلمّا آتَاهُم مّن َفضْ ِلهِ َبخِلُواْ ِبهِ وَتَوَلّواْ وّهُم ّمعْرِضُونَ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وننُ نلحظُ كلّ يومٍ منْ هذا الصّفِ بشرا كثيا ‪ ،‬كاسف البالِ مكدّر الاطرِ ‪،‬‬
‫ق واسعٍ بينما هو‬ ‫خاوي الضميِ ‪ ،‬ناقما على ربّه أنه ما أجْزل له العطيّة ‪ ،‬ول أتفهُ برز ٍ‬
‫غ وفسحةٍ ‪ ،‬فكيف لو شُغِل مثل‬ ‫يرفُ ُل ف صحّةٍ وعافيةٍ وكفافٍ ‪ ،‬ول يشكُرْ وهو ف فرا ٍ‬
‫هذا الاحدُ بالكنوزِ والدّورِ والقصورِ ؟! إذنْ كان أكْثرَ شُرُدا من ربّه ‪ ،‬وعقوقا لولهُ‬
‫وسيّدهِ ‪.‬‬
‫الاف منّا يقول ‪ :‬سوف أشك ُر ربّي إذا مَنحَن حذاءً ‪ .‬وصاحبُ الذاءِ يؤجّل‬
‫الشّكْر حت يصُل على سيّارةٍ فارهةٍ نأخُذ النعيمِ نقْدا ‪ ،‬ونُعطي الشّكْر نسيئةًُ ‪ ،‬رغباتُنا‬
‫على الِ ملحّةٌ ‪ ،‬وأوامرُ الِ عندنا بطيئ ُة المتثالِ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫ثلثُ لوحاتٍ‬
‫بعضُ الذكياء علّق على مكتبِهِ ثلث لوحاتٍ ثينةٍ ‪:‬‬
‫مكتوبٌ على الول ‪ :‬ي ْومُك يومُك ‪ .‬أي عِشْ ف حدو ِد اليوم ‪.‬‬
‫وعلى الثانيةِ ‪ :‬ف ّكرْ واشكرْ ‪ .‬أي فكّرْ ف نِعَ ِم الِ عليك ‪ ،‬واشكُرْه عليها ‪.‬‬
‫وعلى الثالثةِ ‪ :‬ل تغضبْ ‪.‬‬
‫ث وصايا تدلّك على السعادةِ منْ أقْربِ الطرقِ ‪ ،‬ومن أيْس ِر السّبُلِ ‪ ،‬ولك‬ ‫إنا ثل ُ‬
‫أن تكتبها ف مُفكّرتِك لتطالِعها كلّ يومٍ ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫وقفــــة‬

‫« منْ لطائفِ أسرارِ اقترانِ الفرج بالكرْب ‪ ،‬والُيسْرِ ‪ ،‬أنّ الكرب إذا اشتدّ وعظُم‬
‫وتناهى ‪ ،‬وحصل للعبد اليأسُ من كشْفِه من جهةِ الخلوقي تعلّق بالِ وحده ‪ ،‬وهذا هو‬
‫حقيق ُة التّوكّلِ على الِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وأيضا فإنّ الؤمن إذا استبطأ الفرج ‪ ،‬وأيِس منه كثْرةِ دعائِه وتضرّعِه ‪ ،‬ول يظهر‬
‫عليه أثرُ الجابةِ ‪ ،‬فرجع إل نفسِه باللّئمةِ ‪ ،‬وقال لا ‪ :‬إنا أُتيتُ م ْن قِبلِكِ ‪ ،‬ولو كان‬
‫فيك خيٌ لُجْبتُ ‪ .‬وهذا اللومُ أحبّ إل ال منْ كثيٍ من الطاعاتِ ‪ ،‬فإنه يُوجبُ‬
‫انكسار العبدِ لولهُ ‪ ،‬واعترافُه له بأنه أهلٌ لا نزل من البلءِ ‪ ،‬وأنه ليس أهلً لجابةِ‬
‫الدعاءِ ‪ ،‬فلذلك تُسرعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاءِ وتفريجُ الك ْربِ » ‪.‬‬
‫ويقولُ إبراهيمُ بنُ أدهم الزاهدُ ‪ « .‬نن ف عيشٍ لو علم به اللوكُ ‪ ،‬لالدُونا عليه‬
‫ف»‪.‬‬ ‫بالسيو ِ‬
‫ويقولُ ابنُ تيمية شيخُ السلمِ ‪ « :‬إنا لََتمُرّ بقلب ساعاتٌ أقولُ ‪ :‬إن كان أهلُ‬
‫النةِ ف مِثْلِ ما أنا فيه ‪ ،‬فهم ف عيشٍ طّيبٍ » ‪.‬‬
‫************************************‬
‫اطمِئنّوا أيّها الناسُ‬
‫ف كتاب « الفَ َرجِ بعد الشّدّةِ » أكْثر منْ ثلثي كتابا ‪ ،‬كلّها تُخبُنا أنّ ف ذروة‬
‫الُدلِمات انفراجا ‪ ،‬وف قمّةِ الزماتِ انبِلجا ‪ ،‬وأنّ أكثر ما تكون مكبوتا حزينا غارقا‬
‫ف النكْبةِ ‪ ،‬أقْرَبُ ما تكونُ إل الفتْ ِح والسّهُولةِ والروجِ منْ هذا الضّنْكِ ‪ ،‬وساق لنا‬
‫التّنوخ ّي ف كتابِه الطويل الشائقِ ‪ ،‬أكثَرَ م ْن مائت قصّةٍ لن نُكبُوا ‪ ،‬أو حُبسُوا أو عُزلُوا ‪،‬‬
‫أو شُرّدُوا وطُردُوا ‪ ،‬أو ُعذّبُوا وجُلدُوا ‪ ،‬أو افتقرُوا وأملقوا ‪ ،‬فما هي إل أيام ‪ ،‬فإذا‬
‫طلئع المداد وكتائب السعاد وافتْهم على حي يأس ‪ ،‬وباشرتْهم على حي غفلةٍ ‪،‬‬
‫ساقها لم السميع الجيب ‪ .‬إنّ التنوخيّ يقولُ للمصابي والنكوبي ‪ :‬اطمئنّوا ‪ ،‬فلقد‬
‫ق ف هذا الطّري ِق وتقدّمكم أُناسٌ ‪:‬‬ ‫سبقكُم فو ٌ‬
‫وعناهُم مِنْ شأِنهِ ما عنانا‬ ‫س قبْلنا ذا الزّمانا‬
‫صحِب النا ُ‬
‫ـالِيه ولكنْ تُك ّدرُ الحْسانا‬ ‫حسِنُ الصّنِيع ليـ‬ ‫رُبّما ُت ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إذنْ فهذه سُنّةٌ ماضية ﴿ وَلَنَبْلُوَنّ ُكمْ ِبشَيْءٍ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وََل َقدْ فَتَنّا اّلذِينَ مِن قَبْ ِل ِهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫شدّ ِة كما تعبّد ُهمْ بالرخاءِ ‪ ،‬وأنْ‬
‫إنا قضيّةٌ عادلةٌ أنْ يُمحّص الُ عباده ‪ ،‬وأنُ يتعّبدهم بال ّ‬
‫يُغايِر عليهم الطوار كما غاير عليهم الليل والنهار ‪ ،‬فلِم إذن التّسخّطُ والعتراضُ‬
‫والتّذمّرُ ﴿ وََلوْ أَنّا كَتَبْنَا عَلَ ْي ِهمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَن ُفسَ ُكمْ أَوِ ا ْخرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مّا َفعَلُوهُ إِلّ‬
‫قَلِيلٌ مّ ْن ُهمْ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫صنائعُ العروفِ تقي مصارع السّوءِ‬
‫منْ أجلِ الكلماتِ ‪ ،‬قولُ أب بك ٍر الصّديق – رضي ال عنه ‪ : -‬صنائع العروف‬
‫تقي مصارع السوءِ ‪ .‬وهذا كلمٌ يُصدّقه النّقلُ والعقلُ ‪ ﴿ :‬فَلَوْلَا أَّنهُ كَانَ ِمنْ‬
‫‪:‬‬ ‫حيَ{‪ }143‬لَلَبِثَ فِي َبطِْنهِ إِلَى يَوْمِ يُ ْبعَثُونَ ﴾ ‪ .‬تقولُ خديةُ للرسول‬
‫اْلمُسَّب ِ‬
‫ب العدوم ‪،‬‬
‫(( كل والِ ل يُخزيك الُ أبدا لتصِلُ الرّحِم ‪ ،‬وتمِلُ الكلّ ‪ ،‬وتكسِ ُ‬
‫ب الدّ ْهرِ )) ‪ .‬فان ُظرْ كيف استدّلتْ بحاس ِن الفعالِ على ُحسْنِ‬
‫وتُعيُ على نوائِ ِ‬
‫العواقبِ ‪ ،‬وكَرَمِ البدايةِ على جللِة النهايةِ ‪.‬‬
‫وف كتاب « الوزراء » للصاب ‪ ،‬و« النتظم » لب ِن الوزي ‪ ،‬و «الفَ َرجِ بعد‬
‫شدّةِ » للتنوخي قصّةٌ ‪ ،‬مفادُها ‪ :‬أن ابن الفراتِ الوزير ‪ ،‬كان يتتّبعُ أبا جعفرٍ بن‬ ‫ال ّ‬
‫بسطامٍ بالذِيّة ‪ ،‬ويقصدُه بالكاره ‪ ،‬فلقي منه ف ذلك شدائد كثيةً ‪ ،‬وكانت أُمّ أب‬
‫جعفر قد عوّدته – من ُذ كان طفلً – أنْ تعل له ف كلّ ليلةٍ ‪ ،‬تت مدّته الت ينامُ عليها‬
‫رغيفا من البزِ ‪ ،‬فإذا كان ف غدٍ ‪ ،‬تصدّقتْ به عنه ‪ .‬فلمّا كان بعد ُمدّة من أذيّةِ ابنِ‬
‫الفراتِ له ‪ ،‬دخل إل ابن الفراتِ ف شيءٍ احتاج إل ذلك فيه ‪ ،‬فقال له اب ُن الفراتِ ‪:‬‬
‫لك مع أُمّك خُبْزٌ ف رغيف ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬فقال ‪ :‬لُبدّ أن تصدُقن ‪ .‬فذكر أبو جعفر‬
‫الديث ‪ ،‬فحدّثه به على سبيل التّطاُيبِ بذلك منْ أفعا ِل النساءِ ‪ .‬فقال اب ُن الفراتِ ‪ :‬ل‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت البارحة ‪ ،‬وأنا أُدبّرُ عليك تدبيا لو تّ لستأصلْتُك ‪ ،‬فنمتُ ‪ ،‬فرأيتُ ف‬‫تفعلْ ‪ ،‬فإنّي ب ّ‬
‫منامي كأنّ بيدي سيفا مسلولً ‪ ،‬وقد قصدتُك لقتلك به ‪ ،‬فاعترضتْن أُمّك بيدِها‬
‫رغيفٌ تُترّسُك به منّي ‪ ،‬فما وصلتُ إليك ‪ ،‬وانتبهتُ ‪ .‬فعاتبه أبو جعفر على ما كان‬
‫بينهما ‪ ،‬وجعل ذلك طريقا إل استصلحِه ‪ ،‬وبذل لهُ منْ ن ْفسِه ما يريدُه منْ ُحسْنِ‬
‫الطاعةِ ‪ ،‬ول يبحْ حت أرضاهُ ‪ ،‬وصارا صديقيْن ‪ .‬وقال له ابنُ الفراتِ ‪ :‬والِ ‪ ،‬ل‬
‫رأيت منّي بعدها سُوءا أبدا ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫س ْيرِ‬
‫استجما ٌم يُعي علىُ مُواصلةِ ال ّ‬

‫ي العبد على الستمرار ف عبادتِه‬


‫من العلومِ أنّ ف الشريعةِ سَعَ ًة وفُسحةً ‪ ،‬تُع ُ‬
‫ضحَكَ وَأَبْكَى ﴾ ‪،‬‬
‫كان يضحكُ ﴿ وَأَّنهُ ُهوَ أَ ْ‬ ‫وعطائِه وعملِه الصالِ ‪ ،‬فرسولُنا‬
‫وكان يزحُ ول يقولُ إل حقّا ‪ ،‬وسابق عائشة رضي الُ عنها ‪ ،‬وكان يتخوّلُ الصحابة‬
‫ف والتشديدِ ‪ ،‬ويُخبُ‬ ‫بالوعظةِ ‪ ،‬كراهِية السّآمِة عليهم ‪ ،‬وكان ينهى عن التّعمّق والتّكلّ ِ‬
‫أنه لن يُشادّ الدّين أحدٌ ‪ ،‬إل غَلَبَهُ ‪ ،‬وف الديثِ أنّ الدين متيٌ ‪ ،‬فأوغِلُوا فيه برفْقٍ ‪.‬‬
‫شدّةُ والضّراوةُ والندِفاعُ ‪ .‬ول يلبثُ‬ ‫وف الديثِ أيضا أنّ لكل عابد شِرّةً ‪ ،‬وهي ال ّ‬
‫التكلّفُ إل أنْ ينقطع ‪ ،‬لنه نظر إل الالةِ الراهن ِة ونسي الطوارئ وطُول ا ُلدّة ومللة‬
‫النّفْس ‪ ،‬وإ ّل فالعاقلُ له حدّ أدن ف العملِ يُداومُ عليه ‪ ،‬فإنْ نشط زاد ‪ ،‬وإنْ ضعف بقي‬
‫على أصلِه ‪ ،‬وهذا معن الثر منْ كلمِ بعضِ الصحابة ‪ :‬إنّ للنفوسِ إقبالً وإدبارا ‪،‬‬
‫فاغتنموها عند إقبالا ‪ ،‬وذرُوها عند إدبارِها ‪.‬‬
‫وما رأيتُ نفرا زادُوا ف الكْيلِ ‪ ،‬وأكثَرُوا من النوافل ‪ ،‬وحاولوا أنْ يُغالوا ‪،‬‬
‫فانقطعُوا وعادُوا أضْعفَ مّا كانوا قبْ َل البدايةِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫شقَى ﴾ ‪ .‬وقد لم الُ‬
‫والدّينُ أصلً جاء للسعاد ﴿ مَا أَنزَلْنَا عَلَ ْيكَ اْل ُقرْآنَ لَِت ْ‬
‫قوما كلّفُوا أنفُسهم فوق الطّاقةِ ‪ ،‬ث انسحبوا منْ أرضِ الواقع ناكثِي ما ألزمُوا أنفسهم‬
‫به ﴿ َورَهْبَانِّيةً ابَْت َدعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَ ْيهِمْ إِلّا ابِْتغَاء رِضْوَانِ ال ّلهِ َفمَا َرعَوْهَا َحقّ ِرعَايَِتهَا‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬
‫وميزةُ السلمِ على سائر الديانُ أنه دينُ فطرةٍ ‪ ،‬وأنه وَ َسطٌ ‪ ،‬وأنه للرّوحِ‬
‫والسمِ ‪ ،‬والدنيا والخرةِ ‪ ،‬وأنه ميسرٌ ﴿ ذَلِكَ الدّينُ اْلقَّيمُ ﴾ ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول الِ ‪ ،‬أيّ‬ ‫لدْريّ قال ‪ :‬جاء أعرابّ إل النبّ‬
‫عن أب سعيد ا ُ‬
‫الناس خيْرٌ ؟ قال‪(( :‬مؤ ِمنٌ ما ِهدٌ بنفسِه ومالِه ف سبيلِ الِ‪ ،‬ث رجُ ٌل معتزلٌ ف ِشعْبٍ‬
‫من الشّعابِ يعبُد ربّه )) ‪ .‬وف روايةٍ ‪ (( :‬يتّقي ال ويدع الناس من شرّه )) ‪ ،‬وعنْ‬
‫يقولُ ‪ (( :‬يُوشكُ أنْ يكون خي ما ِل السلم غنمٌ يتبعُ‬ ‫ت النب‬
‫أب سعيدٍ قال ‪ :‬سع ُ‬
‫با شعْفَ البالِ ومواقع الق ْطرِ ‪ ،‬يف ّر بدينِه من ال ِفتِ )) ‪ .‬رواه البخاريّ ‪.‬‬
‫قال عمرُ ‪ُ « :‬خذُوا حظّكم من العُزلةِ » ‪ .‬وما أحْسنَ قول النيدِ ‪ « :‬مُكابدَ ُة‬
‫العزلةِ أيسرُ مْن مداراةِ اللطةِ » ‪ .‬وقال الطّابّ ‪ :‬لو ل يكُنْ ف العزلةِ إل السلمةُ من‬
‫الغيبةِ ‪ ،‬ومنْ رؤيةِ النكرِ الذي ل يقدرُ على إزالتهِ ‪ ،‬لكان ذلك خيا كثيا ‪.‬‬
‫وف هذا معن ما أخرج ُه الاكمُ ‪ ،‬منْ حديث أب ذرّ مرفوعا ‪ ،‬بلفظ ‪:‬‬
‫(( الوحدُة خيٌ من جلِيسِ السّوء )) ‪ .‬وسنده َحسَنٌ ‪.‬‬
‫و َذكَر الطّابّ ف « كتاب العزلة » أنّ العزلة والختلط يتلفُ باختل ِ‬
‫ف‬
‫متعلقاتما ‪ ،‬فتُحمل الدلّةُ الوارِدةُ ف الضّ على الجتماعِ ‪ ،‬على ما يتعلّقُ بطاع ِة الئمةِ‬
‫ق بالبدانِ ‪ ،‬فمنْ عَرَفَ‬‫ع والفترا ُ‬
‫وأمورِ الدينِ ‪ ،‬وعكسُها ف عكسِهِ ‪ ،‬وأما الجتما ُ‬
‫الكتفاء بنفسِه ف حقّ معاشِهِ ومافظةِ دينهِ ‪ ،‬فالوْل لهُ النكفافُ منْ مالطةِ الناسِ ‪،‬‬
‫بشرْطِ أنْ يُحافظَ على الماعِة ‪ ،‬والسّلمِ والرّدّ ‪ ،‬وحقوقِ السلمي من العيادةِ وشهودِ‬
‫النازةِ ‪ ،‬و ْنوِ ذلك ‪ .‬والطلوبُ إنا هو ترْكُ فضو ِل الصّحبةِ ‪ ،‬لا ف ذلك منْ ش ِغلِ البالِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وتضييعِ الوقتِ عن الُهمّاتِ ‪ ،‬ويعلُ الجتماع بنلةِ الحتياجِ إل الغدا ِء والعشاءِ ‪،‬‬
‫فيقتصرُ منه على ما لبدّ له منه ‪ ،‬فهو أ ْر َوحُ للَبدَنِ والقلبِ ‪ .‬والُ أعلمُ ‪.‬‬
‫وقال القُشييّ ف « الرسالة» ‪ :‬طريقُ من آثرَ العُزلةَ ‪ ،‬أن يعتقد سلمة الناسِ منْ‬
‫شرّه ‪ ،‬ل العكسُ ‪ ،‬فإنّ الول ‪ :‬يُنتجهُ استصغارُه نفْسه ‪ ،‬وهي صفةُ التواضعِ ‪ ،‬والثان‬
‫‪ :‬شهودُه مزيةً له على غيِه ‪ ،‬وهذه صفةُ التكبّرِ ‪.‬‬
‫والناسُ ف مسألةِ العُزلةِ واللطةِ طرفا ِن ووسطٌ ‪.‬‬
‫فالطرف الوّلُ ‪ :‬من اعتزل الناس حت عن الُمعِ والماعاتِ والعيا ِد ومامع‬
‫اليْرِ ‪ ،‬وهؤلءِ أخطؤُوا ‪.‬‬
‫والطرف الثان ‪ :‬منْ خالط الناس حت ف مالسِ اللّهوِ واللّغوِ والقيلِ والقالِ‬
‫وتضييعِ الزّمانِ ‪ ،‬وهؤلء أخطؤُوا ‪.‬‬
‫والوسط ‪ :‬منْ خالط الناس ف العبادا ِ‬
‫ت الت ل تقوُم إل باجتماعٍ ‪ ،‬وشاركهم ف‬
‫صدّ والعراضِ عن‬
‫ما فيه تعاونٌ على البِرّ والتقوى وأجرٌ ومثوبةُ ‪ ،‬واعتزال مناسباتِ ال ّ‬
‫الِ وفضولِ الباحاتِ ﴿ وَ َكذَلِكَ َجعَلْنَا ُكمْ ُأ ّمةً وَسَطا﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*******‬
‫وقفـــــة‬
‫‪ (( :‬عليكمْ بالهاد ف سبيلِ‬ ‫عن عُباد بنِ الصامتِ قال ‪ :‬قال رسو ُل الِ‬
‫ل به الغمّ والمّ )) ‪.‬‬
‫الِ ‪ ،‬فإنه بابٌ من أبوابِ النةِ ‪ ،‬يُذهِبُ ا ُ‬
‫« وأمّا تأثيُ الهاد ف دفْع المّ والغمّ ‪ ،‬فأمرٌ معلومٌ بالوجدان ‪ ،‬فإنّ النّفْس مت‬
‫تركتْ صائل الباط ِل وصولتهُ واستيلءهُ ‪ ،‬اشتدّ هّها وغمّها ‪ ،‬وكربُها وخوفُها ‪ ،‬فإذا‬
‫جاهدتْه لِ ‪ ،‬أبدل الُ ذلك المّ والُزْن فرحا ونشاطا وقوةً ‪ ،‬كما قال تعال ‪﴿ :‬‬
‫مّ ْؤمِِنيَ{‬ ‫صدُورَ قَوْمٍ‬
‫خزِ ِهمْ وَيَنصُرْ ُك ْم عَلَ ْيهِمْ وََيشْفِ ُ‬
‫قَاتِلُو ُهمْ ُي َعذّْبهُمُ ال ّلهُ ِبأَْيدِيكُمْ وَُي ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪ }14‬وَُيذْهِبْ غَ ْيظَ قُلُوِب ِهمْ﴾ ‪ .‬فل شيء أذْهبُ َ‬
‫لوَى القلبِ وغمّه وحزنِه من الهادِ ‪،‬‬
‫والُ الستعانُ » ‪.‬‬
‫قال الشاعرُ ‪:‬‬
‫وألْبَسُ ثوب الصبِ أبيض أبْلجا‬ ‫وإن لُغضي مقلتّ على القذى‬
‫عليّ فما ينفكّ أن يَتَفَرّجَا‬ ‫وإن لدعو ال والم ُر ضيّقٌ‬
‫أصاب لا ف دعو ِة الِ َمخْرَجا‬ ‫وكم من فت ُسدّتْ عليه وجوهُهُ‬
‫*************************************‬
‫مَسا ِرحُ النّظر ف اللكوت‬
‫ق الرتياحِ وبسْطِة الاطرِ ‪ ،‬التّطّلعُ إل آثارِ القُدرةِ ف بديعِ السماوا ِ‬
‫ت‬ ‫منْ طُ ُر ِ‬
‫والرضِ ‪ ،‬فتستلذّ بالبهجة العامرةِ ف خل ِق الباري – جلّ ف عُلهُ – ف الزهرة ‪ ،‬ف‬
‫الشجرةِ ‪ ،‬ف الدولِ ‪ ،‬ف الميلةِ ‪ ،‬ف التلّ والبل ‪ ،‬ف الرضِ والسماءِ ‪ ،‬ف الليلِ‬
‫والنهارِ ‪ ،‬ف الشمسِ والقمرِ ‪ ،‬فتجدُ التعة والُنس ‪ ،‬وتزدادُ إيانا وتسليما وانقيادا لذا‬
‫اْلأَْبصَارِ ﴾ ‪.‬‬ ‫الالقِ العظيمِ ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي‬
‫يقول أحدُ الفلسفةِ منْ أسلموا ‪ :‬كنتُ إذا شك ْكتُ ف القُدرةِ ‪ ،‬نظرتُ إل‬
‫ف العجازِ والبداعِ ‪ ،‬فأزدادُ إيانا ‪.‬‬
‫ب الكونِ ‪ ،‬لُطالع فيه أ ْحرُ َ‬
‫كتا ِ‬
‫*********************************‬
‫خُطوات مدروسة‬
‫يقولُ الشوكانّ ‪ :‬أوصان بعضُ العلماءِ فقال ‪ :‬ل تنقطعِ عن التأليف ولو أنْ‬
‫ت بوصيّتِه ‪ ،‬فوجدتُ ثرتا ‪.‬‬‫تكتُب ف اليومِ سطرين ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذ ُ‬
‫وهذا معن الديث ‪ (( :‬خيُ العملِ ما داوم عليه صاحبُه وإنْ قلّ )) وقال ‪:‬‬
‫القطرةُ مع القطرةِ تتمعُ سيلً عظيما ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫صخْر قدْ أثّرا‬
‫على صليبِ ال ّ‬ ‫أما تَرَى البلَ بطُولِ الدى‬
‫وإنا يأتينا الضطرابُ منْ أننا نريدُ أن نفعل كلّ شيءٍ مرّةً واحدةً ‪ ،‬فَنمَلّ ونتعبُ‬
‫ونترُكُ العمل ‪ ،‬ولو أننا أخذْنا َعمَلنا شيئا فشيئا ‪ ،‬ووزّعْناه على مراحل ‪ ،‬لقطعْنا الراحل‬
‫ف هدوءٍ ‪ ،‬واعتبِرْ بالصلةِ ‪ ،‬فإنّ الشّرْع جَعَلَها ف خسةِ أوقاتٍ متفرّقةٍ ‪ ،‬ليكون العبدُ‬
‫ف استجمامٍ وراحةٍ ‪ ،‬ويأت لا بالشواق ‪ ،‬ولو جُمعتْ ف وقتٍ ‪ ،‬للّ العبد‪ ،‬وف‬
‫الديثِ ‪(( :‬إن الُنْبتّ ل ظهْرا أبْقى ول أرضا قطع )) ‪ .‬ووُجِد بالتّربةِ ‪ ،‬أنّ منْ يأخذُ‬
‫ال َعمَلَ على فتراتٍ ‪ ،‬يُنجزُ ما ل يُنجزْهُ منْ أخذهُ دفعةً واحدةً ‪ ،‬مع بقاءِ جذوةِ الرّوحِ‬
‫وتوّقدِ العاطفةِ ‪.‬‬
‫وما استفدتُه عنْ بعض العلماءِ ‪ ،‬أنّ الصلوات ترّتبُ الوقاتِ ‪ ،‬أخذا منْ قولِ‬
‫ت عَلَى اْلمُ ْؤمِنِيَ كِتَابا مّوْقُوتا ﴾ ‪ .‬فلو أ ّن العبد وزّع أعمالهُ‬
‫صلَةَ كَانَ ْ‬
‫الباري ‪ ﴿ :‬إِ ّن ال ّ‬
‫الدينية والدّنيوية بعد كلّ صلةٍ ‪ ،‬لوجد سعةً ف الوقت ‪ ،‬وفسحةً ف الزمنِ ‪.‬‬
‫وأنا أضربُ لك مَثَلَ‪ :‬فلو أن طالب العِلْم‪ ،‬جعل ما بعد الفجرِ للحفْظِ ف أيّ فنّ‬
‫شاء‪ ،‬وجعل بعد الظّهر للقراء ِة السهْلةِ ف الجامع العامّة ‪ ،‬وجعل بعد العصر للبحثِ‬
‫العلميّ الدقيقِ ‪ ،‬وما بعد الغربِ للزّيار ِة والُنسِ ‪ ،‬وما بعد العشاءِ لقراءة الكُُتبِ العصريّةِ‬
‫والبحوثِ والدوريّاتِ واللوس مع الهل ‪ ،‬لكان هذا حسنا ‪ ،‬والعاقِل له ِم ْن بصيتِه‬
‫جعَل لّ ُكمْ ُفرْقَانا ﴾ ‪.‬‬
‫َمدَدٌ ونورٌ ‪ ﴿ .‬إَن تَّتقُواْ ال ّلهَ َي ْ‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫بل فوضويّة‬

‫ما يُكدّرُ ويُشتّتُ الذّهن ‪ ،‬الفوضويّةُ الفكريّ ُة الت يعيشُها بعضُ الناسِ ‪ ،‬فهو ل‬
‫يدّد قُدراتِه ‪ ،‬ول يقصدْ إل ما يمعُ شل فكْرهِ ونظرِه ؛ لن العرفة شعوبٌ ودروبٌ ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ولبُدّ م ْن تديدِ آيتِها ومعرف ِة مسالكها ‪ ،‬ويُجمعُ رأْيه على مشربٍ معروفٍ ‪ ،‬لنّ التّفرد‬
‫مطلوبٌ ‪.‬‬
‫وكذلك مّا يشتّتُ الذهن ‪ ،‬ويُورِث الغمّ ‪ ،‬الدّيْنُ والتبِعاتُ الاليةُ والتكاليفُ‬
‫العيشيّةُ ‪ .‬وهناك أصولٌ ف هذه السألةِ أريدُ ذِكرها ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬ما غال م ِن اقتصدُ ‪ :‬ومنْ أ ْحسَنَ النفاق ‪ ،‬وحفِظ مالهُ إلّ للحاجة ‪،‬‬
‫واجتنب التبذير والسراف ‪ ،‬وَ َج َد العون من الِ ﴿ ِإنّ اْلمُبَذّرِينَ كَانُواْ إِخْوَا َن الشّيَا ِطيِ‬
‫سرِفُوا وََلمْ َيقْتُرُوا َوكَانَ بَ ْينَ ذَِلكَ قَوَاما ﴾ ‪.‬‬
‫﴾ ‪ ﴿ ،‬وَاّلذِينَ ِإذَا أَن َفقُوا َلمْ ُي ْ‬

‫الثان ‪ :‬كسْب الال من الوجوهِ الُباحةِ ‪ ،‬وهجْرُ ك ّل كسبٍ مرّمٍ ‪ ،‬فإنّ ال طّيبٌ‬
‫وَلَوْ َأ ْعجَبَكَ كَ ْثرَةُ اْلخَبِيثِ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫ل يقبلُ إل طيّبا ‪ ،‬والُ ل يُباركُ ف الكسبِ البيثِ‬
‫الثالث ‪ :‬السّعْيُ ف طلبِ الالِ الللِ ‪ ،‬وجْعُه منْ حلّه ‪ ،‬وتركُ العطالةِ والبطالةِ ‪،‬‬
‫﴿‬ ‫واجتنابِ إزجا ِء الوقاتِ ف التفاهاتِ ‪ ،‬فهذا ابنُ عوف يقول ‪ُ :‬دلّون على السوقِ ‪:‬‬
‫شرُوا فِي اْلأَ ْرضِ وَابَْتغُوا مِن فَضْلِ ال ّلهِ وَاذْ ُكرُوا ال ّلهَ كَثِيا‬
‫فَِإذَا ُقضِيَتِ الصّلَاةُ فَانَت ِ‬
‫ّلعَلّ ُكمْ ُتفْ ِلحُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫ثنُك إيانُك و ُخلُقُك‬
‫ب رثّة ‪ ،‬جائع البطْن ‪ ،‬حاف‬‫مرّ هذا الرجلُ الفقيُ العدومُ ‪ ،‬وعليهِ أسالٌ باليةٌ وثيا ٌ‬
‫القدمِ ‪ ،‬مغمور النّسبِ ‪ ،‬ل جاهٌ ول مالٌ ول عشيةٌ ‪ ،‬ليس له بيتٌ يأوي إليهِ ‪ ،‬ول‬
‫أثاث ول متاع ‪ ،‬يشربُ من الياضِ العامّةِ بكفّيْه مع الواردين ‪ ،‬وينامُ ف السجدِ ‪،‬‬
‫مدّتُه ذراعُه ‪ ،‬وفراشُه البطحاءُ ‪ ،‬لكنّه صاحبُ ذِكرٍ لربّه وتلوةٍ لكتابِ مول ُه ل يغيبُ‬
‫ف الولِ ف الصلةِ والقتالِ ‪ ،‬مرّ ذات يومٍ برسو ِل الِ فناداهُ باسِهِ وصاح به‬ ‫ع ِن الصّ ّ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪ (( :‬يا جُليْبيبُ أل تتزوّجُ ؟ )) ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الِ ‪ ،‬ومنْ يُزوّجُن ؟ ول ما ٌل ول‬
‫جاهٌ ؟ ثّ مرّ به أخرى ‪ ،‬فقال له مثْل قولهِ الولِ ‪ ،‬وأجاب بنفسِ الواب‪ ،‬ومرّ ثالثةً ‪،‬‬
‫‪ (( :‬يا جليبيبُ ‪ ،‬انط ِلقْ إل بيتِ فلنٍ‬ ‫فأعاد عليه السؤال وأعاد هو الواب ‪ ،‬فقال‬
‫يقرئُك السلم ‪ ،‬ويطلبُ منك أن تُزوّجن‬ ‫النصاريّ وقُلْ له ‪ :‬رسولُ الِ‬
‫بِنْتك )) ‪.‬‬
‫وهذا النصاريّ م ْن بيتٍ شريفٍ وأسرةٍ موقرةٍ ‪ ،‬فانطلق جليبيبٌ إل هذا‬
‫النصاريّ وطرق عليه الباب وأخبه با أمره به رسو ُل الِ فقال النصاريّ ‪ :‬على‬
‫ب ول ما ٌل ول جاهٌ ؟ وتسمعُ‬ ‫رسول ال السلمُ ‪ ،‬وكيف أُزوّجك بنت يا جليبي ُ‬
‫زوجتُه الَبَ َر فتعجبُ وتتساءلُ ‪ :‬جليبيبٌ ! ل مالٌ ول جا ٌه ؟ فتسمُع البنتُ الؤمنةُ كلم‬
‫جليبيبٍ ورسالة الرسولِ فتقول لبويها ‪ :‬أترُدّانِ طلب رسولِ الِ ‪ ،‬ل والذي‬
‫نفسي بيدِهِ ‪.‬‬
‫وحصل الزواج البارك والذّرّيّةُ الباركةُ والبيتُ العامرُ ‪ ،‬الؤسّسُ على تقوى من‬
‫الِ ورضوانٍ ‪ ،‬ونادى منادي الهادِ ‪ ،‬وحضر جليبيبُ العركة ‪ ،‬وقتل بيده سبعةً من‬
‫الكفارِ ‪ ،‬ث قُتل ف سبي ِل الِ ‪ ،‬وتوسد الثرى راضيا ع ْن ربّه وعنْ رسولِه وع ْن مبدئِه‬
‫الذي مات منْ أجِلهِ ‪ ،‬ويتف ّقدُ الرسولُ القتلى ‪ ،‬فيُخبُه الناسُ بأسائِهم ‪ ،‬وينسون‬
‫جليبيبا ف غمر ِة الديث ‪ ،‬لنهُ ليس لمعا ول مشهورا ‪ ،‬ولكنّ الرسول يذكُرُ‬
‫ظ اسه ف الزحامِ ول يُغفله ‪ ،‬ويقولُ ‪ (( :‬لكنّن أف ِقدُ‬
‫جليبيبا ول ينساهُ ‪ ،‬ويف ُ‬
‫جليبيبا )) ‪.‬‬
‫ويده وقد تدثّر بالتراب ‪ ،‬فينفضُ التراب عن وجهه ويقولُ له ‪ (( :‬قَتَلْتَ سبعة‬
‫ث قُتِلْت ؟ أنت من وأنا منك ‪ ،‬أنت من وأنا منك ‪ ،‬أنت من وأنا منك )) ‪ .‬ويكفي‬
‫هذا الوسام النبويّ جليبيبا عطاءً ومكافأةً وجائزةً ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إنّ ثنَ جليبيبٍ ‪ ،‬إيانُه وحبّ رسو ِل الِ له ‪ ،‬ورسالتُه الت مات من أجلِها ‪.‬‬
‫إنّ فقره وعدمَه وضآلةُ أسرتِه ل تُؤخّرْه عنْ هذا الشرفِ العظيمِ والكسب الضخمِ ‪ ،‬لقدْ‬
‫حاز الشهادة والرّضا والقبُول والسعادة ف الدنيا والخرة ‪َ ﴿ :‬فرِحِيَ ِبمَا آتَا ُهمُ ال ّلهُ مِن‬
‫ف عَلَ ْيهِمْ وَلَ ُهمْ‬
‫حقُواْ ِبهِم ّمنْ خَ ْل ِف ِهمْ أَلّ خَوْ ٌ‬
‫شرُونَ بِاّلذِينَ َلمْ يَ ْل َ‬
‫َفضْ ِلهِ وََيسْتَ ْب ِ‬
‫‪.‬‬ ‫حزَنُونَ ﴾‬
‫َي ْ‬
‫إنّ قيمتك ف معانيك الليل ِة وصفاتِك النبيلةِ ‪.‬‬
‫إنّ سعادتك ف معرفتِك للشياءِ واهتماماتِك وسوّك ‪.‬‬
‫إنّ الفقرَ والعوز والمول‪ ،‬ما كان ‪ -‬يوما من اليامِ‪ -‬عائقا ف طريق التّفوّقِ‬
‫والوصولِ والستعلءِ ‪ .‬هنيئا لنْ عَ َرفَ ثنه فعلً بنفسِه ‪ ،‬وهنيئا لنْ أسعد نفسهُ بتوجيههِ‬
‫وجهادِه ونُبِله ‪ ،‬وهنيئا لنْ أحْسنَ مرّتيْن ‪ ،‬وسعد ف الياتيِ ‪ ،‬وأفلح ف الكرتيْنِ ‪ ،‬الدّنيا‬
‫والخرةِ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*****‬
‫يا سعادة هؤلء‬
‫أبو بكرٍ – رضي الُ عنهُ ‪ : -‬بآيةٍ ‪ ﴿ :‬وَسَُيجَنُّبهَا اْلأَْتقَى{‪ }17‬اّلذِي ُيؤْتِي مَاَلهُ‬
‫يََتزَكّى ﴾ ‪.‬‬
‫ت قصرا أبيض ف النةِ ‪ ،‬قلتُ ‪ :‬لن‬
‫عمرُ ‪ -‬رضي ال عنه ‪ : -‬بديثِ ‪ (( :‬رأي ُ‬
‫هذا القصرُ ؟ قيل ل ‪ :‬لعمر بنش الطابِ )) ‪.‬‬
‫وعثمانُ ‪ -‬رضي ال عنهُ ‪ : -‬بدعاءِ ‪ (( :‬الله ّم اغفْر لعثمان ما تقدّم منْ ذنبِه‬
‫وما تأخّر )) ‪.‬‬
‫وعل ّي ‪ -‬رضي ال عنهُ ‪ (( : -‬رجُلٌ يبّ ال ورسوله ‪ ،‬ويبّه ال ُ ورسولُه )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وسعدُ بنُ معاذٍ ‪ -‬رضي ال عنهُ ‪ (( : -‬اهتزّ له عرشُ الرحنِ )) ‪.‬‬
‫وعبدُالِ بن عمْرٍو النصاريّ ‪ -‬رضي ال عنهُ ‪(( :-‬كلّمه الُ كِفاحا بل‬
‫ترْجُمان )) ‪.‬‬
‫وحنْ َظلَ ُة ‪ -‬رضي ال عنهُ ‪ (( : -‬غسّل ْت ُه ملئكةُ الرحنِ )) ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫ويا شقاوة هؤلء‬

‫فرعونُ ‪ ﴿ :‬النّارُ ُي ْعرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّا َو َعشِيّا ﴾ ‪.‬‬


‫سفْنَا ِبهِ وَِبدَارِهِ الَْأ ْرضَ ﴾ ‪.‬‬
‫خَ‬‫وقارونُ ‪َ ﴿ :‬ف َ‬
‫صعُودا ﴾ ‪.‬‬
‫والوليدُ بنُ الغية ‪ ﴿ :‬سَُأرْ ِه ُقهُ َ‬
‫وأُميّةُ بنُ خلف ‪ ﴿ :‬وَيْلٌ لّكُلّ ُه َمزَةٍ ّلمَزَةٍ ﴾ ‪.‬‬
‫وأبو لبٍ ‪ ﴿ :‬تَبّتْ َيدَا أَبِي َلهَبٍ وَتَبّ ﴾ ‪.‬‬
‫والعاص بنُ وائلٍ ‪ ﴿ :‬كَلّا سَنَكْتُبُ مَا َيقُولُ وََنمُدّ َلهُ ِمنَ اْل َعذَابِ َمدّا ﴾ ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫وقفــــــة‬
‫« قلّ ُة التوفيقِ وفسادُ الرأي ‪ ،‬وخفاءُ القّ وفسادُ القلب ‪ ،‬وخولُ ال ّذكْرِ ‪،‬‬
‫وإضاع ُة الوقتِ ‪ ،‬ونَفْرَةُ اللْق ‪ ،‬والوحْشةُ بي العبدِ وبي ربّه ‪ ،‬ومْنعُ إجابةِ الدعاءِ ‪،‬‬
‫وقسو ُة القلبِ ‪ ،‬ومْقُ البكةِ ف الرّزقِ والعُمرِ ‪ ،‬وحرما ُن العلمِ ‪ ،‬ولباسُ الذّلّ ‪ ،‬وإهانةُ‬
‫العدوّ وضي ُق الصدرِ ‪ ،‬والبتلءُ بقرناءِ السوءِ الذين يُفسدون القلب ويُضيّعون الوقت ‪،‬‬
‫وطو ُل المّ ‪ ،‬وضنْكُ العيشةِ ‪ ،‬وكَسْفُ البالِ ‪ ...‬تتولّد من العصي ِة والغفلِة عن ذكرِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الِ ‪ ،‬كما يتولّد الزرعُ عن الاءِ ‪ ،‬والحراقُ عن النارِ ‪ .‬وأضدادُ هذه تتوّلدُ عن الطاع ِة »‬
‫‪.‬‬
‫« أمّا تأثيُ الستغفارِ ف دفْع ال ّم والغمّ والضيقِ ‪ ،‬ف ِممّا اشترك ف الع ْلمِ به أهلُ‬
‫الللِ وعقلءُ كلّ أمّة ‪ ،‬إنّ العاصي والفساد تُوجِب المّ والغمّ ‪ ،‬والوف والزن‪،‬‬
‫وضِيق الصدر ‪ ،‬وأمراض القلب ‪ ،‬حت إنّ أهلها ذا قضوا منها أوطارها ‪ ،‬وسئمتْها‬
‫نفوسُهم ‪ ،‬ارتكبوها دفعا لا يدون ُه ف صدورهِم من الضّيقِ والمّ والغمّ ‪ ،‬كما قال شيخُ‬
‫الفسوقِ ‪:‬‬
‫وأُخرى تداويْتُ مِنْها با‬ ‫وكأسٍ شرِْبتُ على لذّةٍ‬
‫ب والثا ِم ف القلوبِ ‪ ،‬فل دواء لا إل التوبةُ‬
‫وإذا كان هذا تأثيُ الذنو ِ‬
‫والستغفارُ» ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫ِرقْقا بالقوارير‬
‫﴿ َوعَا ِشرُو ُهنّ بِاْل َم ْعرُوفِ ﴾ ‪ ﴿ .‬وَ َجعَلَ بَيْنَكُم مّ َودّةً وَرَ ْح َمةً ﴾ ‪.‬‬
‫وف الديثِ ‪ (( :‬استوصُوا بالنساءِ خيا ‪ ،‬فإننّ عوانٍ عندكم)) ‪.‬‬
‫وف حديثِ آخر ‪ (( :‬خيُكم خيكم لهِلهِ ‪ ،‬وأنا خيُكم لهلي )) ‪.‬‬
‫‪﴿:‬‬ ‫البيتُ السعيدُ هو العام ُر بالُلفةِ ‪ ،‬القائمُ على البّ الملوءُ تقوى ورضوانا‬
‫أَ َفمَنْ أَ ّسسَ بُنْيَاَن ُه عَلَى َتقْوَى ِمنَ ال ّلهِ َورِضْوَانٍ خَ ْيرٌ أَم ّمنْ أَ ّسسَ بُنْيَاَن ُه عَلَىَ َشفَا‬
‫ُجرُفٍ هَارٍ فَاْنهَارَ ِبهِ فِي نَارِ َجهَّنمَ وَال ّلهُ لَ َيهْدِي اْلقَوْمَ الظّاِل ِميَ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫بَسْمةٌ ف البدايةِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫من حُسنِ الطالع وجيلِ القابلةِ تبسّم الزوجةِ لزوجِها والزوجُ لزوجتِه ‪ ،‬إن هذه‬
‫البسمة إعلنٌ مبدئيّ للوفاقِ والصالةِ ‪ (( :‬وتبسّمك ف وجه أخيك صدقةٌ )) ‪ .‬وكان‬
‫ضحّاكا بسّاما ‪.‬‬
‫طَيَّبةً ﴾‬ ‫وف البدايةِ بالسلمِ ‪َ ﴿ :‬فسَ ّلمُوا عَلَى أَن ُفسِكُمْ َتحِّيةً ّم ْن عِندِ ال ّلهِ مُبَارَ َكةً‬
‫ُردّوهَا ﴾‬ ‫سنَ مِ ْنهَا أَوْ‬
‫‪ ،‬ور ّد التحيةِ من أحدِها للخرِ ‪ ﴿ :‬وَِإذَا حُيّيْتُم بَِتحِّيةٍ َفحَيّواْ بِأَ ْح َ‬
‫‪.‬‬
‫قال كُثيّر ‪:‬‬
‫فحيّها مثل ما حيّتْك يا جلُ‬ ‫حيّتْك عزّةُ بالتسلي ِم وانصرفتْ‬
‫مكان يا جلً حُيّيت يا رجلُ‬ ‫ليت التحية كانتْ ل فأشكرها‬
‫ومنها الدعاءُ عند دخول النلِ ‪ (( :‬اللهمّ إن أسألُك خَ ْيرَ الوْلِ وخي الخرجِ ‪،‬‬
‫باسم الِ ولْنا ‪ ،‬وباسمِ الِ خرجْنا ‪ ،‬وعلى الِ ربّنا توكّلنا )) ‪.‬‬
‫ومن أسبابِ سعادةِ البيتِ ‪ :‬لِيُ الطابِ من الطرفي ‪ ﴿ :‬وَقُل ّلعِبَادِي َيقُولُواْ‬
‫سنُ ﴾ ‪.‬‬
‫الّتِي هِيَ أَ ْح َ‬
‫ل ينِ قتل السلمِ التح ّرزِ‬ ‫وكلمُها السحرُ الللُ لو أنه‬
‫و ّد الحدّثُ أنا ل تُوجزِ‬ ‫إنْ طال لْ ُيمَْللْ وإنْ هي أوجزتْ‬
‫يا ليت الرجل ويا ليت الرأة ‪ ،‬كلّ منهما يسحبُ كلم الساءةِ وجرْح الشاعرِ‬
‫والستفزازِ ‪ ،‬يا ليت أنما يذكرانِ الانب الميل الشرق ف ك ّل منهما ‪ ،‬ويغضّانِ‬
‫ف البشريّ ف كليهما ‪.‬‬ ‫الطرْف عن الانبِ الضعي ِ‬
‫إن الرجل إذا عدّد ماسن امرأتِه ‪ ،‬وتاف عن النقصِ ‪ ،‬سعِد وارتاح ‪ ،‬وف‬
‫الديثِ ‪ (( :‬ل يفرُكُ مؤم ٌن مؤمنةً ‪ ،‬إن كره منها خلُقا رضي منها آخر )) ‪.‬‬
‫ومعن ل يفرك ‪ :‬ل يبغضِ ول يكره ‪.‬‬
‫ومنْ له السن فق ْ‬
‫ط‬ ‫من ذا الذي ما ساء قطْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫من الذي ما ما نبا سيفُ فضائلِه ول كبا جوادُ ماسنِه ‪ ﴿ :‬وََلوْلَا َفضْلُ ال ّلهِ‬
‫عَلَيْكُمْ َورَ ْحمَُتهُ مَا زَكَا مِنكُم مّنْ أَ َحدٍ أَبَدا ﴾ ‪.‬‬
‫أكثرُ مشاكلِ البيوتِ من معانا ِة التوافهِ ومعايش ِة صغارِ السائلِ ‪ ،‬وقد عشتُ‬
‫عشراتِ القضايا الت تنتهي بالفراقِ ‪ ،‬سببُ إيقادِ جذوتا أمورٌ هينةٌ سهلة ‪ ،‬أحدُ‬
‫السبابِ أن البيت ل يكن مرتّبا ‪ ،‬والطعام لِ يقدّم ف وقتِه ‪ ،‬وسببُه عند آخرين أن الرأة‬
‫تريدُ من زوجها أن ل يُكثر من استقبالِ الضيوفِ ‪ ،‬وخذْ من هذه القائمة الت تُورثُ‬
‫اليتُم والآسي ف البيوتِ ‪.‬‬
‫إن علينا جيعا أن نعترف بواقِعنا وحالِنا وضعفِنا ‪ ،‬ول نعيشُ اليال والثالياتِ ‪،‬‬
‫الت ل تصلُ إل لول العزمِ من أفرادِ العالِ ‪.‬‬
‫نن بش ٌر نغضبُ ونتدّ ‪ ،‬ونضعفُ ونطئُ ‪ ،‬وما معنا إل البحثُ عن المرِ النسبّ‬
‫ف الوافقة الزوجيةِ حت بعد هذه السنواتِ القصيةِ بسلمِ ‪.‬‬
‫إن أريية أحد بنِ حنبل و ُحسْن صحبته تقدّم ف هذه الكلمة ‪ ،‬إذ يقول بعد وفاة‬
‫زوجتهِ أمّ عبدِال ‪ :‬لقد صاحبتُها أربعي سنةً ما اختلفتُ معها ف كلمةٍ ‪.‬‬
‫إن على الرجل أن يسكت إذا غضبتْ زوجتُه ‪ ،‬وعليها أن تسكتُ هي إذا غضب‬
‫‪ ،‬حت تدأ الثائرةُ ‪ ،‬وتبد الشاعرُ ‪ ،‬وتسكن اضطراباتُ النفسِ ‪.‬‬
‫ضبَ وأخذ‬ ‫قال اب ُن الوزيّ ف « صيدِ الاطرِ » ‪ « :‬مت رأيت صاحبك قد َغ ِ‬
‫يتكّلمُ با ل يصلحُ ‪ ،‬فل ينبغي أن تعقد على ما يقولُه خِْنصِرا ( أي ل تعتدّ به ول تلتفتْ‬
‫إليه ) ‪ ،‬ول أن تؤاخذه به ‪ ،‬فإن حاله حالُ السكرانِ ل يدري ما يري ‪ ،‬بل اص ْب ولو‬
‫فترةً ‪ ،‬ول تعوّلْ عليها ‪ ،‬فإن الشيطان قد غلبه ‪ ،‬والطبعُ قد هاج ‪ ،‬والعقلُ قد استتر ‪،‬‬
‫ومت أخذت ف نفسِك عليه ‪ ،‬أو أجبته بقتضى فعْله ‪ ،‬كنت كعاقل واجه منونا ‪ ،‬أو‬
‫مفيقٍ عاتب مغمىً عليه ‪ ،‬فالذنبُ لك‪ ،‬بل انظرْ إليه بعيِ الرحةِ ‪ ،‬وتلمّحْ تصريف القدر‬
‫ج ف لعبِ الطبعِ به ‪.‬‬
‫له ‪ ،‬وتف ّر ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫واعلم أنه إذا انتبه ندِم على ما جرى ‪ ،‬وعَ َرفَ لك فضْل الصّبْرِ ‪ ،‬وأق ّل القسامِ‬
‫أن ُتسْلِمه فيما يفعلُ ف غضبِه إل ما يستريحُ به ‪.‬‬
‫وهذه الالةُ ينبغي أن يتلمّحها الولدُ عند غضب الوالدِ ‪ ،‬والزوج ُة عند غضبِ‬
‫الزوج ‪ ،‬فتتركه يشفى با يقولُ ‪ ،‬ول تعوّلْ على ذلك ‪ ،‬فسيعودُ نادما معتذرا ‪ ،‬ومت‬
‫ت العداوةُ متمكّنةً ‪ ،‬وجازى ف الفاقةِ على ما فُعِل ف‬‫قُوبل على حالته ومقالتِه صار ِ‬
‫حقّه وقت السّكْرِ ‪.‬‬
‫وأكثرُ الناسِ على غيْرِ هذا الطريقِ ‪ ،‬مت رأوا غضبان قابلُوه با يقولُ ويعملُ ‪،‬‬
‫وهذا على غيْرُ مقتضى الكمةِ ‪ ،‬بل الِكمةُ ما ذكرتُ ‪ ،‬وما يعقلُها إل العالون » ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫س الائجةِ‬
‫حبّ النتقا ِم سُمّ زُعاف ف النفو ِ‬
‫ف كتاب « الصلوبون ف التاريخ » قصصٌ وحكاياتٌ لبعضِ أهل البطشِ الذين‬
‫أنزلوا بصومهم أش ّد العقوباتِ وأقسى الُثلت ‪ ،‬ث لا قتلوهم ما شفى لم القتلُ غليلً ‪،‬‬
‫لشُب ‪ ،‬وال َعجَبُ أن الصلوب بعد قتلِهِ ل‬ ‫ول أبرد لم عليلً ‪ ،‬حت صلبوهُم على ا ُ‬
‫يتألّم ول ُيحِسّ ول يتعذبُ ‪ ،‬لن روحه فارقتْ جسمه ‪ ،‬ولكن اليّ القاتل يأنسُ‬
‫ويرتاحُ ‪ ،‬ويُسرّ بزيادةِ التنكيلِ ‪ .‬إن هذه النفوس التلمّظة على خصومِها الضطرمةَ على‬
‫أعدائِها لن تدأ أبدا ولن تسعد ‪ ،‬لن نار النتقامِ وبركان التشفّي يدمّرُهم قبل‬
‫خصو ِمهِمْ ‪.‬‬
‫وأعجبُ من هذا أن بعض خلفا ِء بن العباس فاته أن يقتل خصومه من بن أمية ‪،‬‬
‫لنم ماتُوا قبل أن يتولّى ‪ ،‬فأخرجهم من قبورهم وبعضُهم رمي ٌم فجلدهم ‪ ،‬ث صلبهم ‪،‬‬
‫ث أحرقهم ‪ .‬إنا ثورةُ القدِ العارمِ الذي يُنهي على السرّاتِ وعلى مباهجِ النفسِ‬
‫واستقرارِها ‪.‬‬
‫إن الضرر على النتقمِ أعظمُ ‪ ،‬لنه فَقَدَ أعصابَه وراحته وهدوءهُ وطمأنينته ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ما يبلغُ الاهلُ مِنْ نَ ْفسِ ِه‬ ‫ل يبلغُ العداءُ من جاهلٍ‬
‫﴿ وَِإذَا خَلَوْْا َعضّواْ عَلَيْكُمُ الَنَامِلَ مِنَ اْلغَ ْيظِ قُلْ مُوتُواْ ِبغَيْظِ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫وقفــــةٌ‬
‫« ليس للعبدِ إذا بُغِي عليه وأُوذي وتسلّط عليه خصومُه ‪ ،‬شيء أنفعُ له من التوبةِ‬
‫النصوحِ ‪ ،‬وعلمةُ سعادتِه أن يعكس فكره ونظره على نفسِه وذنوبِه وعيوبِه ‪ ،‬فيشتغل‬
‫غ لتدبّر ما َنزَل به ‪ ،‬بل يتولّى هو التوبة‬
‫با وبإصلحها ‪ ،‬وبالتوبةِ منها ‪ ،‬فل يبقى فيه فرا ٌ‬
‫وإصلح عيوبه ‪ ،‬والُ يتول نُصرته وحفظه والدفع عنه ولبدّ ‪ ،‬فما أسعدهُ من عبدٍ ‪،‬‬
‫وما أبركها من نازلةٍ نزلتْ به ‪ ،‬وما أحسن أثرها عليه ‪ ،‬ولكن التوفيق والرشد بيدِ الِ ‪،‬‬
‫ل مانعٍ لا أعطى ول مُعطي لا منع ‪ ،‬فما كلّ أحدٍ يُوفّق لذا ‪ ،‬ل معرفةً به ‪ ،‬ول إرادةً‬
‫له ‪ ،‬ول قدرةً عليه ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالِ » ‪.‬‬
‫ول يزلْ مهما هفا العبدُ عفا‬ ‫سبحان منْ يعفو ونفو دائما‬
‫جللُه عن العطا لذي الطا‬ ‫يُعطي الذي يطي ول ينعُه‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫ل تذُبْ ف شخصيةِ غيك‬
‫ت ّر بالنسان ثلثةُ أطوار ‪ :‬طوْرُ التقليد ‪ ،‬وطو ُر الختيارِ ‪ ،‬وطورُ البتكارِ ‪.‬‬
‫فالتقليدُ ‪ :‬هو الحاكاةُ للخرين وتقمّصُ شخصياتِهم وانتحا ُل صفاتِهم والذوبا ُن فيهم ‪،‬‬
‫وسببُ هذا التقليدِ هو العجابُ والتعلّقُ والْيلُ الشديدُ ‪ ،‬وهذا التقليدُ الغال ليحمل‬
‫ت واللتفاتِ ‪ ،‬ونو ذلك ‪،‬‬ ‫بعضهُم على التقليد ف الركاتِ واللحظاتِ ‪ ،‬ونبْرةِ الصو ِ‬
‫وهو وأْ ٌد للشخصية وانتحارٌ معنويّ للذاتِ ‪ .‬ويا لُعاناةِ هؤلءِ من أنفسِهم ‪ ،‬وهم‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫يعكسون اتاههُمْ ‪ ،‬ويسيون إل اللفِ !! فالواحدُ منهم ترك صوته لصوتِ الخرِ ‪،‬‬
‫و َهجَرَ مشيته لشيةِ فلنٍ ‪ ،‬ليت هذا التقليد كان للصفاتِ المدوحةِ الت تُثري العمر‬
‫وتُضفي عليه هالة من السموّ والرّفعةِ ‪ ،‬كالعِ ْلمِ والكرمِ والل ِم ونوها ‪ ،‬لكنك تُفاجأُ أن‬
‫هؤلء يقلّدون ف مارجِ الروفِ وطريقةِ الكلمِ وإشار ِة اليدِ !! ‪.‬‬
‫أريدُ التأكيد عليك با سبق ‪ :‬إنك َخلْقٌ آخرُ وشيءٌ آخرُ ‪ ،‬إنه نجُك أنت من‬
‫خل ِل صفاتِك وقدراتِك ‪ ،‬فإنه منذُ خَلَ َق الُ آدم إل أن ينهي الُ العال ‪ ،‬ل يتفقْ اثنانِ‬
‫ف الصورةِ الارجيةِ للجسمِ ‪ ،‬بيثُ ينطبق شكلُ هذا على شكلِ ذاك ‪ ﴿ :‬وَاخْتِلَافُ‬
‫أَْلسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِ ُكمْ ‪ ﴾......‬الية ‪ .‬فلماذا ننُ نريدُ أن نتفقَ مع الخرين ف صفاتِنا‬
‫ومواهبِنا وقدراتِنا ؟!‬
‫إن جال صوتِك أن يكون متفرّدا ‪ ،‬وإن ُحسْن إلقائِك أن يكون متميّزا ‪َ ﴿ :‬و ِمنَ‬
‫اْلجِبَالِ ُج َددٌ بِيضٌ وَ ُحمْرٌ ّمخْتَلِفٌ أَلْوَاُنهَا َوغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ ‪.‬‬
‫************************************‬
‫الكظومون ف انتظار لطْف ال‬
‫ظ ف ميدانِ البيانِ ‪ ،‬بل‬
‫هذا الطيبُ ا ِلصْقعُ ل يلتوي لسانُه إذا تراكضتِ اللفا ُ‬
‫يضي ساطعا صارما متدفّقا ‪.‬‬
‫سبُ ‪ ،‬وخطيب السلم وكفى ‪ ،‬كان يرفع صوته‬ ‫وح ْ‬ ‫هو خطيبُ الرسول‬
‫بالطبِ بي يدي رسول الِ لنصر ِة الدّين ‪ ،‬إنه ثابتُ بنُ قيسِ بن شّاس ‪ ،‬وأنزل الُ‬
‫جهَرُوا َلهُ بِاْلقَوْلِ‬
‫‪﴿ :‬يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لَا َترْفَعُوا أَصْوَاتَ ُكمْ فَ ْوقَ صَ ْوتِ النّبِيّ وَلَا َت ْ‬
‫ش ُعرُونَ ﴾ ‪ .‬وظنّ قيسٌ أنه هو‬
‫ج ْهرِ َب ْعضِكُمْ لَِبعْضٍ أَن َتحْبَطَ َأ ْعمَالُ ُكمْ وَأَنُتمْ لَا َت ْ‬
‫َك َ‬
‫فسأل عنه ‪ ،‬فأخبه‬ ‫القصودُ ‪ ،‬فاعتزل الناس واختبأ ف بيتِه يبكي ‪ ،‬وفقده رسو ُل الِ‬
‫الصحابةُ الَبَرَ ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬كلّ ‪ ،‬بل هو من أهلِ النةِ )) ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت النذارةُ بشارةٌ ‪.‬‬
‫فصار ِ‬
‫فما جزِع الحزونُ حت تبسّما‬ ‫هناءٌ ما ذاك العزاء القدّما‬
‫وتبقى عائشةُ أمّ الؤمني – رضي الُ عنها – تبكي شهرا كاملً ليلً ونارا ‪،‬‬
‫حت كاد البكاء يزّقُ كبِدها ويفري جسمها ‪ ،‬لنا طُعنتْ ف ِعرْضها الشريفِ ‪،‬‬
‫العفيفِ ‪ ،‬فجاء الفرج ‪ِ ﴿ :‬إنّ اّلذِينَ َي ْرمُونَ اْل ُمحْصَنَاتِ اْلغَافِلَاتِ اْلمُ ْؤمِنَاتِ ُلعِنُوا فِي‬
‫الدّنْيَا وَالْآ ِخرَةِ ﴾ ‪ .‬وحد ِ‬
‫ت ال وصارتْ أطهر الطّهرِ ‪ ،‬كما كانتْ ‪ ،‬وفرح الؤمنون‬
‫بذا الفتحِ البيِ ‪.‬‬
‫والثّلثةُ الذين تلّفوا عن غزوةِ تبوك ‪ ،‬وضا ْقتْ عليهمْ الرضُ با رحُبتْ ‪،‬‬
‫وضاقتْ عليهم أنفسُهم ‪ ،‬وظنّوا أن ل ملجأ من الِ إل إليه ‪ ،‬أتاهم الفرجُ منْ يلكُه –‬
‫سبحانه‪ -‬ونزل عليهم الغوْثُ من السميعِ القريبِ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫احرصْ على العم ِل الذي ترتاحُ لهُ‬
‫يقولُ ابن تيمية ‪ « :‬ابتدأن مرضٌ ‪ ،‬فقال ل الطبيبُ ‪ :‬إنّ مطالعتك وكلمك ف العل ِم‬
‫يزيدُ الرض ‪ .‬فقلت له ‪ :‬ل أصبُ على ذلك ‪ ،‬ل أصبُ على ذلك ‪ ،‬وأنا أحاكمُك إل‬
‫ت قويتِ الطّبيعةُ ‪َ ،‬فدَفعتِ الرض ؟ فقال ‪ :‬بلى‬‫علمِك ‪ ،‬أليستِ النّفسُ إذا فرجتْ وسُرّ ْ‬
‫‪ .‬فقلتُ له ‪ :‬فإن نفسي تُسرّ بالعلمِ ‪ ،‬فتقوى به الطبيعةُ ‪ ،‬فأجدُ راحةً ‪ .‬فقال‪ :‬هذا‬
‫حسَبُوهُ َشرّا لّكُم بَلْ هُوَ خَ ْيرٌ لّ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫خارجٌ عن علجِنا» ﴿لَا َت ْ‬
‫فربّما صحتِ الجسامُ بالعِل ِل‬ ‫لعلّ عَتْبَك ممودٌ عواقبُهُ‬
‫********************************************‬
‫ل نُمِدّ هؤلءِ وهؤلء‬
‫كُ ً‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ما أحوجنا إل الثابر ِة واستثمارِ الوقت ‪ ،‬ومسابقةِ النفاسِ بالعملِ الصالِ النافعِ‬
‫الفيدِ ‪ ،‬إننا سوف نسعدُ يوم نقدّم للخرين نفعا ووعيا وخدمة وثقافةً وحضارةً ‪،‬‬
‫وسوف نسعدُ إذا علمْنا أننا ل نأتِ إل الياةِ ُسدّى ‪ ،‬ول ُنخْلقْ عَبَثا ‪ ،‬ول نُوج ْد لعِبا ‪.‬‬
‫يوم تصفّحتُ « العلم » للزركليّ فوجدتُ تراجم شرقيي وغربيي ‪ ،‬ساسةً‬
‫وعلماء ‪ ،‬وحكماء وأدباء وأطباء ‪ ،‬يمعهم أنم نابغون مؤثّرون لمعون ‪ ،‬ووجدتُ ف‬
‫سِيهم جيعا سنة الِ ف خلقِه ‪ ،‬ووعد الِ ف عبادِه ‪ ،‬وهي أن من أحسن من أجل‬
‫الدنيا وُفّي نصيبه من الدنيا ‪ ،‬من الذيوعِ والشهرةِ والنتشارِ ‪ ،‬وما يلحقُ ذلك من مالِ‬
‫ومنصبٍ وإتافٍ ‪ ،‬ومن أحسن للخرةِ وجدها هنا وهناك ‪ ،‬من النفعِ والقبو ِل والرضا‬
‫والجرِ والثوبةِ ‪ُ ﴿ :‬كلّ ّن ِمدّ هَـؤُلء َوهَـؤُلء ِم ْن عَطَاء رَبّكَ َومَا كَانَ عَطَاء رَبّكَ‬
‫‪.‬‬ ‫َمحْظُورا ﴾‬
‫ووجدتُ ف الكتابِ أيضا أن هؤل ِء العباقرةِ الذين قدّموا للبشرية نفعا ونتاجا ول‬
‫يعملُوا للخرة – وأخصّ منهم غيْر الؤمني بالِ ولقائِه – وجدتُهم أسعدوا الناس أكثر‬
‫من أنفسِهم ‪ ،‬وأفرحوا أرواح الخرين أكثر من أرواحهِم ‪ ،‬فإذا بعضُهم ينتحرُ ‪،‬‬
‫وبعضهم يثورُ من واقعِه ويغضبُ من حياتِهِ ‪ ،‬وآخرون منهم يعيشون بؤسا وضنْكا ‪.‬‬
‫وسألتُ نفسي ‪ :‬ما هي الفائدةُ إذا سعد ب قومٌ وشقيت أنا ‪ ،‬وانتفع ب ملٌ‬
‫وحُرمِت أنا ؟!‬
‫ووجدتُ أنّ ال أعطى كلّ أحدٍ من هؤل ِء البارزين ما أراد ‪ ،‬تقيقا لوعدِه ‪،‬‬
‫فج ْمعٌ منهم حصل على جائزةِ نوبل ‪ ،‬لنه أرادها وسعى لا ‪ ،‬ومنهم من تبوّأ الصدارة‬
‫ف الشهرةِ ‪ ،‬لنه بث عنها وشغف با ‪ ،‬ومنهم من وَ َجدَ الال ‪ ،‬لنه هام به وأجبّه ‪،‬‬
‫ومنهم عبا ُد الِ الصالون ‪ ،‬حصلُوا على ثوابِ الدنيا وحسنِ ثوابِ الخرةِ – إنْ شاء‬
‫ل و ِرضْوانا ‪.‬‬
‫الُ ‪ ، -‬يبتغون فضلً من ا ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إنّ من العادلت الصحيحة القبولة ‪ :‬أن الغمور السعيد الواثق من منهجِه وطريقِه‬
‫‪ ،‬أنعمُ حظّا من اللمعِ الشهيِ الشقيّ ببادئِه وفكرِهِ ‪.‬‬
‫إنّ راعي البلِ السلمِ ف جزيرةِ العربِ أسعدُ حالً بإسلمِه من « تولوستوي »‬
‫الكاتب الروائي الشهيِ ‪ ،‬لن الول قضى حياته مطمئنا راضيا ساكنا يعرفُ مصيَهُ‬
‫ومنقلبه ‪ ،‬والثان عاش مزّق الرادةِ ‪ ،‬مبعثر الهدِ ‪ ،‬ل يبدْ غليلُه من مرادِه ‪ ،‬ول يعرفْ‬
‫مستقبلهُ ‪.‬‬
‫عند السلمي أعظمُ دواءٍ عرفتْه البشريةُ ‪ ،‬وأجلّ علجٍ اكتشفتْه النسانيةُ ‪ .‬إنه‬
‫اليانُ بالقضاءِ والقدرِ ‪ ،‬حت قال بعضُ الكماءِ ‪ :‬لن يسعد ف الياةِ كافرٌ بالقضاءِ‬
‫والقدرِ ‪ .‬وقد أعدتُ عليك هذا العن كثيا ‪ ،‬وعرضتُه لك ف أساليب شتّى ‪ ،‬وأنا على‬
‫عمْد ‪ ،‬لنن أعرفُ من نفسي ومن كثي مثلي أننا نؤمنُ بالقضاءِ والقد ِر فيما نبّه ‪ ،‬وقد‬
‫نتسخّطُ عليه فيما نكرهُهُ ‪ ،‬ولذلك كان شرطُ اللّةِ وميثاقُ الوحيِ ‪ (( :‬أن تؤمن بالقدرِ‬
‫خيِه وشره ‪ ،‬حلوِه ومرّه )) ‪.‬‬
‫************************************‬
‫ومن يؤمنْ بال يه ِد قلبَه‬
‫أسوقُ هنا قصةً لتظهر سعادة من رضي بالقضاءِ ‪ ،‬وحية وتكدّر وشكّ منْ‬
‫سخِط مِن القضاءِ ‪:‬‬
‫ب « رياح على الصحراءِ‬ ‫فهذا كاتبٌ أمريك ٌي لمعٌ ‪ ،‬اسُه « بودل » مؤلّفُ كتا ِ‬
‫» ‪ ،‬و « الرسول » وأربعة عشرَ كتابا أخرى ‪ ،‬وقد استوطن عام ‪ 1918‬م إفريقية‬
‫الشمالية الغربية ‪ ،‬حيث عاش مع قومٍ من الرّحّل البدوِ السلمي ‪ ،‬يصلّون ويصومون‬
‫ويذكرون ال ‪ .‬يقولُ عن بعضِ مشاهدِه وهو معهم ‪ :‬هّبتْ ذات يومٍ عاصفةٌ عاتية ‪،‬‬
‫حلت رمال الصحراءِ وعبتْ با البحر البيض التوسط ‪ ،‬ورمتْ با وادي الرون ف‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فرنسا ‪ ،‬وكانت العاصفة حارةً شديدةً الرارةِ ‪ ،‬حت أحسستُ كأنّ شعْر رأسي‬
‫يتزعزعُ من منابتِهِ لفرطِ وطأةِ الرّ ‪ ،‬فأحسستُ من فرطِ الغيظِ كأنن مدفوعٌ إل النون‬
‫‪ ،‬ولكنّ العرب ل يشكوا إطلقا ‪ ،‬فقد هزّوا أكتافهم وقالوا ‪ :‬قضاءٌ مكتوبٌ ‪ .‬واندفعوا‬
‫إل العمل بنشاطٍ ‪ ،‬وقال رئيسُ القبيلةِ الشيخُ ‪ :‬ل نفقدِ الشيء الكثي ‪ ،‬فقد كنا خليقي‬
‫بأن نفقد كلّ شيءٍ ‪ ،‬ولكن المدُ لِ وشكرا ‪ ،‬فإن لدنيا نو أربعي ف الائة مِن ماشيِتنا‬
‫‪ ،‬وف استطاعِتنا أن نبدأ با عملنا من جديد ‪.‬‬
‫وثّة حادثةٌ أخرى ‪ ..‬فقدْ كنا نقطعُ الصحراء بالسيار ِة يوما فانفجر أحدُ‬
‫الطارات ‪ ،‬وكان الشائ ُق قد نسي استحضار إطار احتياطيّ ‪ ،‬وتولن الغضبُ ‪ ،‬وانتابن‬
‫القلقُ والمّ ‪ ،‬وسألتُ صحب من العرابِ ‪ :‬ماذا عسى أن نفعل ؟ فذكّرون بأن‬
‫الندفاع إل الغضبِ لن يُجدي فتيلً ‪ ،‬بل هو خليقٌ أن يدفع النسان إل الطيشِ‬
‫لمْقِ ‪ ،‬ومنْ ث درجتْ بنا السيارة وهي تري على ثلثة إطارات ليس إل ‪ ،‬لكنها ما‬ ‫وا ُ‬
‫لبثت أن كفّتْ عن السي ‪ ،‬وعلمت أن البنين قد نفَدَ ‪ ،‬وهناك أيضا ل تثرْ ثائرة أحدٍ‬
‫م ْن رفاقي العرابِ ‪ ،‬ول فارقهُم هدوؤهم ‪ ،‬بل مضوْا يذرعون الطريق سيا على‬
‫القدامِ ‪ ،‬وهم يترنّمون بالغناءِ !‬
‫قد أقنعتن العوامُ السبعةُ الت قضيتُها ف الصحراءِ بي العرابِ الرحّلِ ‪ ،‬أنّ‬
‫اللتاثي ‪ ،‬ومرضى النفوسِ ‪ ،‬والسكيين ‪ ،‬الذين تفلُ بم أمريكا وأوربة ‪ ،‬ما هم إل‬
‫ضحايا الدين ِة الت تتخذُ السرعة أساسا لا ‪.‬‬
‫ش ف الصحراءِ ‪ ،‬بل هنالك ف جنةِ‬ ‫إنن ل أعانِ شيئا من القلق قطّ ‪ ،‬وأنا أعي ُ‬
‫الِ ‪ ،‬وجدتُ السكينة والقناعة والرضا ‪ ،‬وكثيون من الناسِ يهزؤون بالبي ِة الت يؤمن‬
‫با العرابُ ‪ ،‬ويسخرون من امتثاِلهِم للقضاءِ والقدرِ ‪.‬‬
‫ولكن م ْن يدري ؟ فلعلّ العراب أصابُوا كبِد القيقة ‪ ،‬فإن إذ أعو ُد بذاكرت إل‬
‫الوراءِ ‪ ..‬وأستعرضُ حيات ‪ ،‬أرى جليا أنا كانت تتشكّلُ ف فتراتٍ متباعدةٍ تبعا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لوادث تطرأ عليها ‪ ،‬ول تك ْن قطّ ف الُسبانِ أو ما أستطيعُ له دفعا ‪ ،‬والعربُ يطلقون‬
‫على هذا اللون من الوادث اسم ‪ « :‬قدَر » أو « ِقسْمة» أو « قضا ُء الِ » ‪ ،‬وسّه‬
‫أنت ما شئت ‪.‬‬
‫وخلصةُ القولِ ‪ :‬إنن بعد انقضاءِ سبعةَ عشر عاما على مغادرت الصحراء ‪ ،‬ما‬
‫زلتُ أتذ موقف العربِ حيال قضا ِء الِ ‪ ،‬فأقابلُ الوادث الت ل حيلة ل فيها بالدوء‬
‫والمتثال والسكينة ‪ ،‬ولقد أفلحت هذه الطباعُ الت اكتسبتُها من العرب ف تدئِة‬
‫أعصاب أكثر ما تفلحُ آلف السكّناتِ والعقاقيِ ! ‪...‬اهـ ‪.‬‬
‫أقولُ ‪ :‬إن أعراب الصحراءِ تلقّنُوا هذا القّ من مشكا ِة ممدٍ وإن خلصة‬
‫رسالةِ العصومِ هي إنقاذ الناسِ من التّيهِ ‪ ،‬وإخراجِهم من الظلماتِ إل النورِ ‪ ،‬ونفْضِ‬
‫الترابِ عن رؤوسِهم ‪ ،‬ووض ِع الصارِ والغللِ عنهم ‪ .‬إنّ الوثيقة الت بُعِث با رسولُ‬
‫الُدى فيها أسرارُ الدوءِ والمنِ ‪ ،‬وبا معا ُل النجاةِ من الخفاق ‪ ،‬فهي اعترافٌ‬
‫بالقضاء وعمل بالدليل ‪ ،‬ووصول إل غاية ‪ ،‬وسعي إل ناة ‪ ،‬وكدح بنتيجة ‪ .‬إن‬
‫الرسالة الربانية جاءت لتحدد لك موقعك ف الكون الأنوس ‪ ،‬ليسكن خاطرك ‪،‬‬
‫ويطمئن قلبك ‪ ،‬ويزول هك ‪ ،‬ويزكو عملك ‪ ،‬ويمُل خلقك ‪ ،‬لتكون العبد الثال‬
‫الذي عرف سرّ وجوده ‪ ،‬وأدرك القصد من نشأته ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫النهج وَسَط‬
‫﴿ وَ َكذَلِكَ َجعَلْنَا ُكمْ ُأ ّمةً وَسَطا﴾ ‪.‬‬
‫السعادة ف الوَ َسطِ ‪ ،‬فل غُُلوّ ول جَفَاءَ ‪ ،‬ول إفراط ول تفريط ‪ ،‬وإن الوسطيّة‬
‫مِنْه ٌج ربّانّ حيدٌ ينعُ العبد من الَْيفِ إل أحدِ الطرفيْن ‪ .‬إن من خصائصِ السلمِ أنه‬
‫دينُ وسطٍ ‪ ،‬فهو وسطٌ بي اليهوديةِ والنصرانيةِ ‪ :‬اليهودي ِة الت حلتِ العِل ِم وألغتِ العَمَلِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫‪ ،‬والنصراني ِة الت غالتْ ف العبادةِ واطّرحتِ الدليل ‪ ،‬فجاء السلمُ بالعِ ْلمِ وال َعمَلِ ‪،‬‬
‫سدِ ‪ ،‬والعقلِ والنقلِ ‪.‬‬‫لَ‬
‫والروحِ وا َ‬
‫وإن مّا يسعدُك ف حياتِك الوسطية ‪ ،‬الوسطيةُ ف عبادتِك ‪ :‬فل ت ْغ ُل فتنهك‬
‫جسمك وتقضي على نشاطك ومداومتِك‪ ،‬ول تف فتطرح النوافل وتدش الفرائض‬
‫وتركن إل التسويقِ ‪ .‬وف إنفاقكِ ‪ :‬فل تتلفْ أموالك وتلكْ دخلك فتبقى حسيا‬
‫ُممْلِقا ‪ ،‬ول تسكْ عطاءك وتبخلْ بنوالك ‪ ،‬فتبقى ملوما مروما ‪ .‬ووسطٌ ف خلقِك ‪:‬‬
‫ك التهافتِ ‪ ،‬بي العزلةِ‬ ‫ل والضح ِ‬‫بي الدّ الفرطِ واللّيِ التداعي ‪ ،‬بي العبوسِ الكا ِ‬
‫الوحشةِ واللط ِة الزائدةِ على الدّ ‪.‬‬
‫إنّه مِنه ُج العتدالِ ف أخ ِذ المورِ ‪ ،‬والكمِ على الشياءِ ‪ ،‬ومعاملةِ الخرين ‪،‬‬
‫فل زيادة يطفو با كيْلُ القِيمِ ‪ ،‬ول نقْص يضمحلّ به أصلُ اليْر ‪ ،‬لن الزيادة ترفٌ‬
‫حقّ‬
‫وسَرفٌ ‪ ،‬والنقص جفاءٌ و‘حفاءٌ ‪َ ﴿ :‬فهَدَى ال ّلهُ اّلذِينَ آمَنُواْ ِلمَا اخَْت َلفُواْ فِيهِ ِمنَ اْل َ‬
‫صرَاطٍ ّمسَْتقِيمٍ ﴾ ‪.‬‬
‫بِِإذِْنهِ وَال ّلهُ َي ْهدِي مَن َيشَاءُ إِلَى ِ‬
‫إنّ السنة بي السيّئتي ‪ :‬سيئة الفراط وسيئة التفريط ‪ ،‬وإن اليْر بي الشرّين ‪:‬‬
‫ش ّر الغُُلوّ وشرّ الجافاةِ ‪ ،‬وإن القّ بي الباطليِ ‪ :‬باطلِ الزيادةِ وباطلِ النقصِ ‪ ،‬وإن‬
‫السعادة بي الشقاءين ‪ :‬شقا ِء التهورِ وشقاءِ النكوصِ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫ل هذا ول هذا‬
‫يقولُ مطرّف بنُ عبدال ‪ :‬أش ّر السّيْرِ القحقة ‪ .‬وهو الذي يتهد ف السيِ حت‬
‫يضرّ بنفسهِ ودابتِه ‪ .‬وف الديثِ ‪ (( :‬شرّ الرّعاء الُ َط َمةُ )) ‪ .‬وهو الذي يتعسّفُ ف‬
‫وليتِه لهلِه أو من وله الُ شأنه ‪ .‬إن الكرم بي السرافِ والبخلِ ‪ ،‬وإن الشجاعة بي‬
‫ب والتهورِ ‪ ،‬وإن اللم بي الدّةِ والتبلّد ‪ ،‬وإن البسمة بي العبوس والضحك ‪ ،‬وإن‬
‫ال ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الصب بي القسوة والزعِ ‪ ،‬وللغلوّ دواءٌ هو التخفيفُ من هذا الغلوّ ‪ ،‬وإطفاءُ شيءٍ من‬
‫هذا اللهيب الحرق وللجفاءِ دواء هو سوْطُ عزمٍ ‪ ،‬وومضةُ ِهمّة ‪ ،‬وبارقةُ من رجاءٍ ‪﴿ ،‬‬
‫صرَاطَ اّلذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِ ْم غَيِ الَغضُوبِ‬
‫صرَاطَ الُسَتقِيمَ{‪ِ }6‬‬
‫اهدِنَــــا ال ّ‬
‫عَلَيهِمْ وَ َل الضّاّليَ ﴾ ‪.‬‬
‫*******************************‬

‫وقفـــــةٌ‬
‫« ليس ف الوجود شيءٌ أصعبُ من الصبِ ‪ ،‬إما عن الحبوبِ‪ ،‬أو على‬
‫الكروهاتِ‪ .‬وخصوصا إذا امتدّ الزمان ‪ ،‬أو وقع اليأسُ من الفرجِ ‪ .‬وتلك الدةُ تتا ُ‬
‫ج‬
‫إل زادٍ يُقطعُ به سفرُها ‪ ،‬والزاد يتنوعُ من أجناسٍ ‪:‬‬
‫فمنه ‪ :‬تلمّحُ مقدارِ البلءِ ‪ ،‬وقد يكنُ أن يكون أكثر ‪.‬‬
‫ومنه ‪ :‬أنه ف حا ِل فوقها أعظمُ منها ‪ ،‬مثل أن يُبتلى بف ْقدِ ولدٍ وعنده أعزّ منه ‪.‬‬
‫ومن ذلك ‪ :‬رجاء العِو ِ‬
‫ض ف الدنيا ‪.‬‬
‫ومنه ‪ :‬تلمّح الجرِ ف الخرةِ ‪ .‬ومنه ‪ :‬التلذّذُ بتصويرِ الدحِ والثناءِ من اللْ ِق فيما‬
‫يدحون عليه ‪ ،‬والجرُ من القّ عزّ وجلّ ‪.‬‬
‫ومن ذلك ‪ :‬أن الزع ل يفيدُ ‪ ،‬بل يفضحُ صاحِبهُ ‪.‬‬
‫إل غيْرِ ذلك من الشياء الت يقدحُها العقلُ والفكرُ ‪ ،‬فليس ف طري ِق الصبِ نفقةٌ‬
‫سواها ‪ ،‬فينبغي للصابرِ أن يشغل با نفسه ‪ ،‬ويقطع با ساعاتِ ابتلِئ ِه » ‪.‬‬
‫*********************************************‬
‫َمنْ هُمُ الولياءُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫من صفات الولياء ‪ :‬انتظارُ الذانِ بالشواقِ ‪ ،‬والتّهاُفتُ على تكبيةِ الحرامِ ‪،‬‬
‫ف الوّلِ ‪ ،‬ومداومةِ اللوسِ ف الروضةِ ‪ ،‬وسلم ُة الصدرِ ‪ ،‬وظهورُ مراسيمِ‬ ‫والوَلَهُ بالص ّ‬
‫السّنّةِ ‪ ،‬وكثرةُ الذّكرِ ‪ ،‬وأكل الللِ ‪ ،‬وتركُ ما ل يعن ‪ ،‬والرضا بالكفافِ ‪ ،‬وتعّلمُ‬
‫الحيِ كتابا وسنةً ‪ ،‬وطلقةُ ا ُلحَيّا ‪ ،‬والتو ّجعُ لصائب السلمي ‪ ،‬وتركُ اللفِ ‪،‬‬
‫والصبُ للشدائدِ ‪ ،‬وبذْلُ العروفِ ‪.‬‬
‫التوسطُ ف العيشةِ أفضلُ ما يكونُ ‪ ،‬فل غن مطغيا ول فقرا منسيا ‪ ،‬وإنا ما‬
‫كفى وشفى ‪ ،‬وقضى الغرض ‪ ،‬وأتى بالقصودِ ف العيشةِ ‪ ،‬فهو أجلّ العيشِ عائدةً ‪،‬‬
‫وأحسنُ القوتِ فائدةً ‪.‬‬
‫والكفايةُ ‪ :‬بيتٌ تسكُنهُ ‪ ،‬وزوجةٌ تأوي إليها ‪ ،‬ومركبٌ َحسَنٌ ‪ ،‬وما يكفي من‬
‫الا ِل لسدّ الاج ِة وقضاءِ اللزمِ‬
‫********************************‬
‫الُ لطيفٌ بعبادِهِ‬
‫أخبن أحدُ أعيانِ مدين ِة الرياضِ أنه ف عام ‪ 1376‬هـ ‪ ،‬ذهب مموعةٌ من‬
‫البحارةِ من أهلِ البيلِ إل البحرِ ‪ ،‬يريدون اصطياد السمكِ ‪ ،‬ومكثوا ثلثة أيام بلياليهنّ‬
‫ل يصلُوا على سكةٍ واحدةٍ ‪ ،‬وكانوا يصلون الصلواتِ المس ‪ ،‬وبانبهم مموعةٌ‬
‫أخرى ل تسجدُ لِ سجدةً ‪ ،‬ول تصلّي صلةً ‪ ،‬وإذا هم يصيدون ‪ ،‬ويصلون على‬
‫طلبِهم من هذا البحرِ ‪ ،‬فقال بعضُ هؤلءِ الجموعةِ ‪ :‬سبحان الِ ! نن نصلي لِ عزّ‬
‫وجلّ صلةٍ ‪ ،‬وما حصلْنا على شيءٍ من الصيدِ ‪ ،‬وهؤلء ل يسجدون لِ سجدةً وها‬
‫هو صيدُهم !! فوسوس لم الشيطانُ بتركِ الصلةِ ‪ ،‬فتركُوا صلة الفجرِ ‪ ،‬ث صلة‬
‫الظهرِ ‪ ،‬ث صلة العصرِ ‪ ،‬وبعد صلةِ العصرِ أتوْا إل البحرِ فصادُوا سكةً ‪ ،‬فأخرجُوها‬
‫وبقرُوا بطنها ‪ ،‬فوجدُا فيها لؤلؤةً ثينةً ‪ ،‬فأخذها أحدُهم بيدِه ‪ ،‬وقلّبها ونظر إليها ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقال ‪ :‬سبحان الِ ! لا أطْعنا ال ما حصلنا عليها ‪ ،‬ولا عيناه حصلْنا عليها !! إن هذا‬
‫الرزق فيه نظرٌ ‪ .‬ث أخذ اللؤلؤة ورمى با ف البحرِ ‪ ،‬وقال ‪ :‬يعوضُنا الُ ‪ ،‬والِ ل‬
‫آخذُها وقد حصلتْ لنا بعد أن تركْنا الصلة ‪ ،‬هيا ارتلُوا بنا من هذا الكان الذي‬
‫عصينا ال فيه ‪ ،‬فارتلُوا ما يقاربُ ثلثة أميالٍ ‪ ،‬ونزلُوا هناك ف خيمتِهم ‪ ،‬ث اقتربُوا من‬
‫البحرِ ثانية ‪ ،‬فصادُوا سكة الكنعد ‪ ،‬فبقروا بطنها فوجدوا اللؤلؤة ف بطنِ تلك‬
‫السمكةِ ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬المدُ لِ الذي رزقنا رزقا طيبا ‪ .‬بعد أ ْن بدؤوا يصلّون ويذكرون‬
‫ال ويستغفرونه ‪ ،‬فأخذوا اللؤلؤة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫فانظرْ كيف كان منْ ذي قبل ‪ ،‬ف وقت معصيةٍ ‪ ،‬وكان رزقا خبيثا ‪ ،‬وانظر‬
‫كيف أصبح الن ف وقتِ طاعةٍ ‪ ،‬وأصبح رزقا طيبا ‪ ﴿ .‬وَلَوْ أَّن ُهمْ رَضُوْاْ مَا آتَا ُهمُ ال ّلهُ‬
‫‪.‬‬ ‫رَاغِبُونَ ﴾‬ ‫وَرَسُوُلهُ وَقَالُواْ َحسْبُنَا ال ّلهُ سَيُؤْتِينَا ال ّلهُ مِن َفضْ ِلهِ وَرَسُوُلهُ إِنّا إِلَى ال ّلهِ‬
‫ف الِ ‪ ،‬ومن ترك شيئا لِ عوّضه الُ خيا منه ‪.‬‬ ‫إنه لط ٌ‬
‫يذكّرن هذا بقصةٍ لعليّ – رضي ال عنه ‪ ، -‬وقد دخل مسجد الكوفةِ ليصلي‬
‫ركعت الضحى ‪ ،‬فوجد غلما عند البابِ ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا غلمُ ‪ ،‬احبسْ بغلت حت أصلي ‪.‬‬
‫ودخل عليّ السجد ‪ ،‬يريدُ أن يعطي هذا الغلم درها ‪ ،‬جزاء حبْسه للبغلةِ ‪ ،‬فلما دخل‬
‫عليّ السجد ‪ ،‬أتى الغلم إل خطامِ البغلةِ ‪ ،‬فاقتلعه منْ رأسِها وذهب به إل السوقِ‬
‫ليبيعه ‪ ،‬وخرج عل ّي فما وجد الغلم ‪ ،‬ووجد البغلة بل خطامٍ ‪ ،‬فأرسل رجلً ف أث ِرهِ ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬اذهبْ إل السوقِ ‪ ،‬لعلّه يبيعُ الطام هناك ‪ .‬وذهب الرجلً ‪ ،‬فوجد هذا الغلم‬
‫ي ّرجُ على الطامِ ‪ ،‬فشراه بدرهمٍ ‪ ،‬وعاد يبُ عليا ‪ ،‬قال سبحان ال ! والِ لقدْ نويتُ‬
‫أن أعطيهَ درها حللً ‪ ،‬فأب إل أنْ يكون حراما ‪.‬‬
‫إنه لطفُ ال عزّ وجلّ ‪ ،‬يلحقُ عباده أينما سارُوا وأينما حلّوا وأينما ارتلُوا ‪﴿ :‬‬
‫َومَا تَكُونُ فِي شَ ْأنٍ َومَا تَ ْتلُو مِ ْنهُ مِن ُقرْآنٍ وَلَ َتعْمَلُونَ ِمنْ َعمَلٍ إِلّ كُنّا عَلَيْ ُكمْ ُشهُودا‬
‫‪.‬‬ ‫سمَاء ﴾‬
‫ال ّ‬ ‫ب عَن رّبّكَ مِن مّ ْثقَالِ ذَرّةٍ فِي الَ ْرضِ وَلَ فِي‬
‫ِإذْ ُتفِيضُونَ فِيهِ َومَا َي ْعزُ ُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫*****************************************‬
‫***‬
‫سبُ ﴾‬
‫حتَ ِ‬
‫﴿ َوَي ْرزُقْهُ ِمنْ َح ْيثُ لَا يَ ْ‬
‫وقد َذكَ َر التنوخيّ ف كتابهِ «الفَ َرجِ بعد الشّدّ ِة » ما يناسبُ هذا القام ‪ :‬أن رجلً‬
‫ضاقتْ عليه الِيلُ ‪ ،‬وأُغلقتْ عليه أبوابُ العيشةِ ‪ ،‬وأصبح ذات يومٍ هو وأهلُه ل شيء‬
‫ف بيتهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فبقيت أنا وأهلي اليوم الول جوْعى وف الثان ‪ ،‬فلما دنتِ الشمسُ‬
‫للمغيبِ ‪ ،‬قالت ل زوجت ‪ :‬اذهبْ وانطلقْ والتمسْ لنا رزقا أو طعاما أو أكلً ‪ ،‬فقد‬
‫أشرفْنا على الوتِ ‪ .‬قال ‪ :‬فتذكّرتُ امرأةً قريبة ل ‪ ،‬فذهبتُ إليها وأخبتُها الََبرَ ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬ما ف بيتِنا إل هذهِ السمكةُ وقد أنتنتْ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬عليّ با ‪ ،‬فإنا قد أشرفْنا على‬
‫اللكِ ‪ .‬وذهبتُ با وبقرتُ بطنها ‪ ،‬فأخرجتُ منها لؤلؤةً بعتُها بآلفِ الدنانيِ ‪،‬‬
‫ت فيما بعدُ ‪ ،‬وأثّثتُ‬‫وأخبتُ قريبت ‪ ،‬قالتْ ‪ :‬ل آخذُ معكم إل قسمي ‪ .‬قال ‪ :‬فاغتني ُ‬
‫ف الِ سبحانه وتعال‬ ‫من ذلك بيت ‪ ،‬وأصلحتُ حال ‪ ،‬وتوسّعتُ ف رزقي ‪ .‬فهو لط ُ‬
‫ليس غيَهُ ‪.‬‬
‫﴿ َومَا بِكُم مّن ّن ْع َمةٍ َفمِنَ ال ّلهِ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ ِإذْ َتسْتَغِيثُونَ رَبّ ُكمْ فَاسَْتجَابَ لَ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫﴿ وَهُ َو الّذِي ُيَنزّلُ الْ َغيْثَ ﴾‬
‫حدّثنا أحدُ الفضلءِ من العُبّادِ ‪ :‬أنه كان بأهلِه ف الصحراءِ ‪ ،‬ف جهةِ الباديةِ ‪،‬‬
‫وكان عابدا قانتا منيبا ذاكرا لِ ‪ .‬قال ‪ :‬فانقطعتْ الياهُ الجاورةُ لنا ‪ ،‬وذهبتُ ألتمسُ‬
‫ماءً لهلي ‪ ،‬فوجدتُ أن الغدير قد جفّ ‪ ،‬فعُدتُ إليهم ‪ ،‬ث التمسْنا الاء يْن ًة ويسْرَةً ‪،‬‬
‫قلم ندْ ولو قطرةً ‪ ،‬وأدركنا الظمأُ ‪ ،‬واحتاج أطفال للماء ‪ ،‬فتذكرتُ ربّ العزةِ –‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫سبحانه‪ -‬القريب الجيب ‪ ،‬فقمتُ فتيمّمتُ ‪ ،‬واستقبلتُ القبلة وصلّيتُ ركعتي ‪ ،‬ث‬
‫ي وبكيتُ ‪ ،‬وسالتْ دموعي ‪ ،‬وسألتُ ال بإلاحٍ ‪ ،‬وتذكرتُ قوله ‪َ ﴿ :‬أمّن‬
‫رفعتُ يد ّ‬
‫ُيجِيبُ اْل ُمضْ َطرّ ِإذَا َدعَاهُ‪ ﴾.....‬الية ‪ ،‬ووالِ ما هو إل أن قمتُ من مقامي ‪ ،‬وليس ف‬
‫السماء من سحاب ول غيْم ‪ ،‬وإذا بسحابة قد توسّطتْ مكان ومنل ف الصحراءِ ‪،‬‬
‫واحتكمتْ على الكان ‪ ،‬ث أنزلتْ ماءها ‪ ،‬فامتلتِ الغدرانُ من حولِنا وعن ييننا وعن‬
‫يسارِنا ‪ ،‬فشرْبنا واغتسْلنا وتوضأنا ‪ ،‬وحدْنا ال سبحانه وتعال ‪ ،‬ث ارتلتُ قليلً خلْف‬
‫ب والقحطُ ‪ ،‬فعلمتُ أن ال ساقها ل بدعائي ‪ ،‬فحمدتُ ال عزّ‬ ‫هذا الكان ‪ ،‬وإذا الدْ ُ‬
‫حمِيدُ‬
‫وجلّ ‪َ ﴿ :‬وهُوَ اّلذِي يَُنزّلُ اْلغَيْثَ مِن َب ْعدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَ ْحمَتَهُ وَ ُهوَ الْوَلِيّ اْل َ‬
‫﴾‪.‬‬
‫ق ول‬‫إنه لبدّ أن نلحّ على الِ سبحانه وتعال ‪ ،‬فإنه ل ُيصِْل ُح النفس ‪ ،‬ول يرز ُ‬
‫ي ول يغيثُ ‪ ،‬إلّ هو سبحانه وتعال ‪ .‬والُ ذكَرَ‬ ‫يهدي ‪ ،‬ول يوفّ ُق ول يثّبتُ ‪ ،‬ول يع ُ‬
‫أحدَ أنبيائه فقال ‪ ﴿ :‬وَأَصْ َلحْنَا َلهُ زَوْ َجهُ إِّن ُهمْ كَانُوا ُيسَا ِرعُونَ فِي اْلخَ ْيرَاتِ وََيدْعُونَنَا‬
‫َرغَبا وَرَهَبا وَكَانُوا لَنَا خَا ِش ِعيَ ﴾ ‪.‬‬
‫************************************‬
‫عوّضهُ الُ خيا منهُ‬
‫ذكر اب ُن رجب وغيُه أ ّن رجلً من العُبّا ِد كان ف مكة ‪ ،‬وانقطعتْ نفقتُه ‪،‬‬
‫وجاع جوعا شديدا ‪ ،‬وأشرف على اللكِ ‪ ،‬وبينما هو يدورُ ف أحدِ أزقّةِ مكة إذ عثر‬
‫على عِقْدِ ثيٍ غالٍ نفيسٍ ‪ ،‬فأخذه ف كمّه وذهب إل الَرَمِ وإذا برج ٍل ينشدُ عن هذا‬
‫العقد ‪ ،‬قال ‪ :‬فوصفه ل ‪ ،‬فما أخطأ من صفتِه شيئا ‪ ،‬فدفعتُ له العِقْد على أن يعطين‬
‫شيئا ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذ العقد وذهب ‪ ،‬ل يلوي على شيء ‪ ،‬وما سلّمن درها ول نقيا ول‬
‫قطميا ‪ .‬قلتُ ‪ :‬اللهمّ إن تركتُ هذا لك ‪ ،‬فعوّضن خيا منه ‪ ،‬ث ركب جهة البحرِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فذهب بقاربٍ ‪ ،‬فهّبتْ ريحٌ هوجاءُ ‪ ،‬وتصدّع هذا القاربُ ‪ ،‬وركب هذا الرجل على‬
‫خشبةٍ ‪ ،‬وأصبح على سطحِ الاءِ تلعبُ به الريح يَْنةً وَيسْرَةً ‪ ،‬حت ألقتْه إل جزيرةِ ‪،‬‬
‫ونَزلَ با ‪ ،‬ووجد با مسجدا وقوما يصلّون فصلّى ‪ ،‬ث وجد أوراقا من الصحفِ فأخذ‬
‫يقرأ ‪ ،‬قال أهل تلك الزيرةِ ‪ :‬أئنك تقرأ القرآن ؟ قلتُ ‪ :‬نعمْ ‪ .‬قالوا ‪ :‬عّلمْ أبناءنا‬
‫القرآن ‪ .‬فأخذتُ أعلّمهم بأجرةٍ ‪ ،‬ث كتبتُ خطا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أتعلّم أبناءنا الطّ ؟ قلتُ ‪:‬‬
‫نغم ‪ .‬فعلّمتُهم بأجرةٍ ‪.‬‬
‫ث قالوا ‪ :‬إن هنا بنتا يتيم ًة كانت لرجلٍ منا فيه خيْرٌ وتُوفّي عنها‪ ،‬هل لك أن‬
‫تتزوجها؟ قلتُ‪ :‬ل بأس‪ .‬قال‪ :‬فتزوجتُها ‪ ،‬ودخلتُ با فوجدتُ العقْد ذلك بعينهِ بعنقِها‬
‫‪ .‬قلتُ‪ :‬ما قصةُ هذا العقدِ ؟ فأخبتِ الَبَرَ ‪ ،‬وذكرتْ أن أباها أضاعه ف مكة ذات‬
‫يوم‪ ،‬فوجده رجلٌ فسلّمه إليه ‪ ،‬فكانَ أبوها يدعو ف سجودِه ‪ ،‬أن يرزق ابنته زوجا‬
‫كذلك الرجل ‪ .‬قال ‪ :‬فأنا الرجلُ ‪.‬‬
‫فدخل عليه العِ ْقدُ بالللِ ‪ ،‬لنه ترك شيئا لِ ‪ ،‬فعوّضه ال خيا منه (( إنّ ال‬
‫طيبٌ ل يقبلُ إلّ طيّبا )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫إذا سألت فاسألِ ال‬
‫إنّ لطف الِ قريبٌ ‪ ،‬وإنه سيعٌ ميبٌ ‪ ،‬وإن التقصي منا ‪ ،‬إننا باجةٍ ماسّةٍ إل أن‬
‫نلحّ وندعوه ‪ ،‬ول َنمَلّ نسأمُ ‪ ،‬ول يقولُ أحدنا ‪ :‬دعوتُ دعوتُ فلم يُستجبْ ل ‪ .‬بل‬
‫نرّغُ وجوهنا ف الترابِ ‪ ،‬ونتفُ ‪ ،‬ونلظّ بـ (( يا ذا الللِ والكرامِ )) ‪ ،‬ونعيدُ‬
‫ب الُ سبحانه وتعال طلبنا ‪ ، ،‬أو‬
‫ونبدئُ تلك الساءِ السن والصفاتِ العُلى ‪ ،‬حت يي َ‬
‫ضرّعا وَ ُخفْيَةً ﴾ ‪.‬‬
‫يتار لنا خبةً من عنده سبحانه وتعال ﴿ ا ْدعُواْ رَبّ ُكمْ َت َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ذكر أحدُ الدعاةِ ف بعضِ رسائِله أن رجلً مسلما ذهب إل إحدى الدول والتجأ‬
‫بأهِله إليها ‪ ،‬وطلب بأن تنحه جنسية ‪ ،‬فأغلقتْ ف وجههِ البوابُ ‪ ،‬وحاول هذا الرجل‬
‫ض المرَ على كلّ معارفِه ‪ ،‬فبارتِ الِيَلُ ‪،‬‬
‫كلّ الحاولةِ ‪ ،‬واستفرغ جهده ‪ ،‬وعر َ‬
‫و ُسدّتِ السبل ‪ ،‬ث لقي عالا ورِعا فشكا إليه الال ‪ ،‬قال ‪ :‬عليك بالثلث الخيِ من‬
‫الليلِ ‪ ،‬ادع مولك ‪ ،‬فإنه اليسرُ سبحانه وتعال – وهذا معناه ف الديث ‪ (( :‬إذا‬
‫سألتَ فاسألِ ال ‪ ،‬وإذا استعنت فاستعنْ بال ‪ ،‬واعلمْ أن المة لو اجتمعوا على أن‬
‫ينفعوك بشيءٍ ‪ ،‬ل ينفعوك إل بشيءٍ قد كتبه الُ لك )) – قال هذا الرجل ‪ :‬فوالِ لقد‬
‫تركتُ الذهاب إل الناس ‪ ،‬وطلب الشفاعات ‪ ،‬وأخذتُ أداومُ على الثلث الخي كما‬
‫أخبن هذا العالِم ‪ ،‬وكنتُ أهتفُ لِ ف السّحرِ وأدعوه ‪ ،‬فما هو إل بعد أيام ‪،‬‬
‫وتقدّمتُ بعروضٍ عادي ول أجعل بين وبينهم واسطة ‪ ،‬فذهب هذا الطابُ ‪ ،‬وما هو‬
‫إل أيام وفوجْئتُ ف بيت ‪ ،‬وإذ أنا أُدعى وأسّلمُ النسية ‪ ،‬وكانت ف ظروفٍ صعبةٍ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫***‬
‫﴿ اللّهُ َلطِيفٌ بِ ِعبَا ِدهِ ﴾‬
‫الدقائقُ الغاليةُ ‪:‬‬
‫ذكر التنوخيّ ‪ :‬أن أحدُ الوزرا ِء ف بغداد – وقد سّاه – اعتدى على أموالِ امرأةٍ‬
‫عجوزٍ هناك ‪ ،‬فسلبها حقوقها وصادر أملكها ‪ ،‬ذهبتْ إليه تبكي وتشتكي من ظلمِه‬
‫وج ْوزِه ‪ ،‬فما ارتدع وما تاب وما أناب ‪ ،‬قالت ‪ :‬لدعونّ ال عليك ‪ ،‬فأخذ يضحكُ‬
‫منها باستهزاءٍ ‪ ،‬وقال ‪ :‬عليك بالثلثِ الخيِ من الليل ‪ .‬وهذا لبوتِه وفسْقِه يقول‬
‫ت قصيٌ إذ عُزِل هذا‬ ‫باستهزاءٍ ‪ ،‬فذهبتْ وداومتْ على الثلثِ الخي ‪ ،‬فما هو إل وق ٌ‬
‫الوزيرُ وسُلبتْ أموالُه ‪ ،‬وأُخذ عقارُه ‪ ،‬ث أُقيم ف السوقِ يُجلدُ تعزيرا له على أفعالِه‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫بالناسِ ‪ ،‬فمرّتْ به العجوزُ ‪ ،‬فقالتْ له ‪ :‬أحسنتَ! لقد وصفت ل الثلث الخي من‬
‫الليلِ ‪ ،‬فوجدتُه أحسنَ ما يكونُ ‪.‬‬
‫إنّ ذاك الثلث غالٍ منْ حياتِنا ‪ ،‬نفيسٌ ف أوقاتنا ‪ ،‬يوم يقولُ ربّ العزةِ ‪ (( :‬هلْ‬
‫منْ سائلٍ فأعطيه ‪ ،‬ه ْل م ْن مستغفرٍ فأغفرَ له ‪ ،‬ه ْل منْ داعٍ فأجيبه )) ‪.‬‬
‫لقد عشتُ ف حيات على أن شابّ ‪ .‬وسعتُ ساعاتٍ وأثر ف حيات حادثاتٌ ل‬
‫أنساها أبد الدهرِ ‪ ،‬وما وجدتُ أقرب من القريبِ ‪ ،‬عنده الفرجُ ‪ ،‬وعنده الغوْثُ ‪،‬‬
‫وعنده اللطفُ سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫ارتلتُ مع نَفَرٍ من الناسِ ف طائرٍة من أبا إل الرياضِ ف أثناءِ أزمةِ الليجِ ‪ ،‬فلما‬
‫أصبحْنا ف السماءِ أُخِبرْنا أننا سوف نعودُ مرةً ثانيةً إل مطارٍ أبا لللٍ ف الطائرِة ‪،‬‬
‫وعدْنا وأصلحُوا ما استطاعُوا إصلحه ‪ ،‬ث ارتلْنا مرةً أخرى ‪ ،‬فلما اقتربنا من الرياضِ‬
‫أبتْ العجلتُ أنْ تنل ‪ ،‬فأخذ يدورُ بنا على ساء الرياضِ ساعةً كاملةً ‪ ،‬وياولُ أكثر‬
‫منْ عشْ ِر ماولتٍ يأت الطار وياو ُل البوط فل يستطيعُ ‪ ،‬فيتلُ مرةً أخرى ‪ ،‬وأصابنا‬
‫اللعُ ‪ ،‬وأصاب الكثي النيارُ ‪ ،‬وكثرُ بكا ُء النساءِ ‪ ،‬ورأيتُ الدموع تسيلُ على الدودِ ‪،‬‬
‫وأصبحْنا بي السماءِ والرضِ ننتظرُ الوت أقرب منْ ل ِح الَبصَرِ ‪ ،‬وتذكرتُ كلّ شيءٍ‬
‫ت كالعملِ الصالِ ‪ ،‬وارتل القلبُ إل الِ عزّ وجلّ وإل الخرةِ ‪ ،‬فإذا تفا َهةُ‬ ‫فما وجد ُ‬
‫الدنيا ‪ ،‬ورخصُ الدنيا ‪ ،‬وزهادةُ الدنيا ‪ ،‬وأخذْنا نكرّر ‪ (( :‬ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له ‪ ،‬له اللكُ وله المدُ وهو كلّ شي ٍء قديرٌ )) ‪ ،‬ف هتافٍ صادقٍ ‪ ،‬وقام شيخٌ‬
‫كبيٌ مسنّ يهتفُ بالناسِ أن يلجؤُوا إل الِ وأنْ يدعوهُ ‪ ،‬وأنْ يستغفروهُ وأنْ ينيبُوا له ‪.‬‬
‫صيَ َلهُ‬
‫وقد ذكر اللُهِ عن الناسِ أنم‪َ ﴿ :‬فِإذَا رَكِبُوا فِي اْلفُلْكِ َدعَوُا ال ّلهَ ُمخْلِ ِ‬
‫الدّينَ﴾‪.‬‬
‫ودعوْنا الذي ييبُ الضطر إذا دعاه ‪ ،‬وألحْنا ف الدعاءِ ‪ ،‬وما هو إل وقتٌ ‪،‬‬
‫ونعودُ للمرةِ الادية عشرة والثانية عشرة ‪ ،‬فنهبطُ بسلم ‪ ،‬فلما نزلْنا كأنا خرجْنا من‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت الَبسَماتُ ‪ ،‬فما‬ ‫القبورِ ‪ ،‬وعادتِ النفوسُ إل ما كانتْ ‪ ،‬وجفتِ الدموعُ ‪ ،‬وظهر ِ‬
‫أعظم لطف الِ سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫فإنْ توّلتْ بليانا َنسِيَناهُ‬ ‫كمْ نطلبُ ال ف ضُرّ يِلّ بِنا‬
‫فإنْ رجعنا إل الشاطي عصيناهُ‬ ‫ندعوه ف البحرِ أنْ يُنْجي سفينتَنا‬
‫وما سقطْنا لنّ الافظ الُ‬ ‫ونركبُ الوّ ف أمنٍ وف َدعَةٍ‬
‫إنهُ لطفُ الباري سبحانه وتعال ‪ ،‬وعنايتُه ‪ ،‬ليس إل ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫« َمنْ َلنَا وقت الضائقةِ ؟ »‬
‫ذكرتْ جريدةُ « القصيم » ‪-‬وهي جريدةٌ قدي ٌة كانتْ تصدُر ف البلد‪ -‬ذكرتْ‬
‫أن شابّا ف دمشق حج َز ليسافرَ ‪ ،‬وأخب والدته أ ّن موعدَ إقلعِ الطائرةِ ف الساعةِ كذا‬
‫وكذا ‪ ،‬وعليها أنْ توقظه إذا دنا الوقتُ ‪ ،‬ونام هذا الشابّ ‪ ،‬وسعتْ أمّه الحوال الوية‬
‫ف أجهزةِ العلمِ ‪ ،‬وأنّ الرياح هوجاءُ وأنّ الوّ غائمٌ ‪ ،‬وأنّ هناك عواصف رمليّةً ‪،‬‬
‫فأشفقتْ على وحيدها وبلتْ بابنها ‪ ،‬فما أيقظتْه أملً منها أن تفوته الرحلةُ ‪ ،‬لنّ الوّ‬
‫ل يساعدُ على السفرِ ‪ ،‬وخافْت م ْن الوضعِ الطارئِ ‪ ،‬فلما تأكّدتْ من ْ أنّ الرحلة قد‬
‫فاتتْ ‪ ،‬وقد أقعلتِ الطائرةُ بركّابِها ‪ ،‬أتتْ إل ابنِها توقظُه فوجدتْه ميّتا ف فراشِه ‪.‬‬
‫﴿ قُلْ إِنّ اْلمَوْتَ اّلذِي َت ِفرّونَ مِ ْنهُ فَإِّنهُ مُلَاقِي ُكمْ ُثمّ ُت َردّونَ إِلَى عَاِلمِ اْلغَيْبِ‬
‫‪.‬‬ ‫كُنُتمْ َت ْعمَلُونَ ﴾‬ ‫شهَادَةِ فَيُنَبّئُكُم ِبمَا‬
‫وَال ّ‬
‫فرّ من الوتِ وف الوتِ َوقَع ‪.‬‬
‫وق ْد قالتِ العامةُ ‪ « :‬للناجي ف البحر طريقٌ » ‪.‬‬
‫وإذا حضر الجلُ فأيّ شيء يقت ُل النسان ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫منَ قصصِ الوتِ‬
‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬
‫ذكر الشيخُ علي الطنطاوي ف ساعاتِه ومشاهداتِه ‪ :‬أنه كان بأرضِ الشام رج ٌل‬
‫له سيار ُة لوري ‪ ،‬فركب معه رجلٌ ف ظه ِر السيارة ‪ ،‬وكان ف ظهرِ السيارة نَعشٌ مهيّأ‬
‫للمواتِ ‪ ،‬وعلى هذا النعش شراعٌ لوقتِ الاجةِ ‪ ،‬فأمطرتِ السماءُ وسال الا ُء فقام‬
‫هذا الراكبُ فدخل ف النعش وتغطّى بالشراعِ ‪ ،‬وركب آخ ُر فصعِد ف ظهرِ الشاحنةِ‬
‫بانبِ النعشِ ‪ ،‬ول يعلمُ أنّ ف النعشِ أحدا ‪ ،‬واستمرّ نزو ُل الغيثِ ‪ ،‬وهذا الرجلُ‬
‫ب الثان يظنّ أنه وحده ف ظهر السيارةِ ‪ ،‬وفجأةً يْخرج هذا الرجلُ يده من النعشِ‬ ‫الراك ُ‬
‫‪ ،‬ليى ‪ :‬هلْ كفّ الغيثُ أم ل ؟ ولا أخرج يده أخذ يلوحُ با ‪ ،‬فأخذ هذا الراكبُ‬
‫ن اللعُ والزعُ والوفُ ‪ ،‬وظنّ أن هذا اليت قد عاد حيّا ‪ ،‬فنسي نفسه وسقط من‬ ‫الثا ِ‬
‫السيارةِ ‪ ،‬فوقع على أمّ رأسهِ فمات ‪.‬‬
‫وهكذا كتب الُ أن يكون أجلُ هذا بذهِ الطريقةِ ‪ .‬وأنْ يكون الوتُ بذه‬
‫الوسيلةِ ‪.‬‬
‫والنايا ِعبٌ أيّ ِعبْ‬ ‫كلّ شيءٍ بقضاءٍ وقدرْ‬
‫وعلى العبدِ أنْ يتذكّر دائما أنه يمِلُ الوت ‪ ،‬وأنه يسعى إل الوتِ ‪ ،‬وأنه ينتظرُ‬
‫الوت صباح مساء ‪ ،‬وما أحسن الكلمة الرائقة الرائعة الت قالا عليّ بنُ أب طالب –‬
‫ت مقبلةً ‪ ،‬وإن الدنيا قد ارتلتْ‬
‫رضي الُ عنه – وهو يقولُ ‪ (( :‬إن الخرة قد ارتل ْ‬
‫ُمدْبِرة ‪ ،‬فكونوا من أبناء الخرة ‪ ،‬ول تكونوا من أبناء الدنيا ‪ ،‬فإن اليوم عملٌ ول‬
‫حسابُ ‪ ،‬وغدا حسابٌ ول عملٌ )) ‪.‬‬
‫وهذا يفيدُنا أنّ على النسان أن يتهيّأ وأن يتجهزّ وأن يُصلح من حالِه ‪ ،‬وأن‬
‫يُجدّد توبته ‪ ،‬وأن يعلم أنه يتعاملُ مع ربّ كريٍ قويٍ عظيمٍ لطيفٍ ‪.‬‬
‫إن الوت ل يستأذنُ على أحدٍ ‪ ،‬ول ياب أحدا ‪ ،‬ول ياملُ ‪ ،‬وليس للموت‬
‫ب غَدا َومَا َتدْرِي َن ْفسٌ بَِأيّ‬
‫إنذارٌ مبكر يبُ به الناس‪َ ﴿ ،‬ومَا َتدْرِي َن ْفسٌ مّاذَا تَ ْكسِ ُ‬
‫أَ ْرضٍ َتمُوتُ﴾‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫*****************************************‬
‫ستَقْدِمُونَ ﴾‬
‫ستَأْ ِخرُونَ َعنْهُ سَاعَةً َولَا تَ ْ‬
‫﴿ لّا تَ ْ‬
‫ذكر الطنطاويّ أيضا ف ساعاتِه ومشاهداتِه ‪ :‬أن باصا كان مليئا بالركاب ‪،‬‬
‫وكان سائقُه يلتفتُ َيمْنَ ًة ويسْرَةً ‪ ،‬وفجأة وقف ‪ ،‬فقال له الركابُ ‪ :‬لِم تقفُ ؟ قال ‪:‬‬
‫ف لذا الشيخ الكبيِ الذي يُشيُ بيده ليكب معنا ‪ .‬قالوا ‪ :‬ل نرى أحدا ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫أق ُ‬
‫انظروا إليه ‪ .‬قالُوا ‪ :‬ل نرى أحدا ! قال ‪ :‬هو أقبل الن ليكب معنا ‪ .‬قالوا كلّهم ‪:‬‬
‫والِ ل نرى أحدا من الناسِ ! وفجأة مات هذا السائقُ على مقعدِ سيارتِهِ ‪.‬‬
‫َفِإذَا جَاء أَجَ ُل ُهمْ لَ‬ ‫﴿‬ ‫ت وفاتُه ‪ ،‬وكان هذا سببا ‪،‬‬
‫لقدْ حضرتْ منيّتُه ‪ ،‬وحّل ْ‬
‫َيسْتَأْ ِخرُونَ سَاعَةً وَلَ َيسَْت ْق ِدمُونَ ﴾ ‪ ،‬إ ّن النسان يبُن من الخاوفِ ‪ ،‬وينخلعُ قلبه منِ‬
‫مظانّ النايا ‪ ،‬وإذا بالآمنِ تقتلُه ‪ ﴿ ،‬اّلذِينَ قَالُواْ لِخْوَاِنهِمْ وَ َق َعدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُِتلُوا‬
‫‪ .‬والعجيبُ فينا أننا ل نفكرُ ف‬ ‫﴾‬ ‫قُلْ فَا ْدرَؤُوا َعنْ أَن ُفسِ ُكمُ اْلمَ ْوتَ إِن كُنُتمْ صَادِ ِقيَ‬
‫لقا ِء الِ عزّ وجلّ ‪ ،‬ول ف حقارةِ الدنيا ‪ ،‬ول ف قصةِ الرتالِ منها إل ذا وقعْنا ف‬
‫الخاوفِ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫حتِ الجسامُ بالعللِ‬
‫فربا ص ّ‬
‫ذكر أهلُ السيّرِ ‪ :‬أن رجلً أصابه الشللُ ‪ ،‬فأُقعد ف بيته ‪ ،‬ومرتْ عليه سنوا ٌ‬
‫ت‬
‫طوالٌ من الللِ واليأسِ والحباطِ ‪ ،‬و َعجَزَ الطباءُ ف علجِه ‪ ،‬وبلّغوا أهله وأبناءه ‪ ،‬وف‬
‫ف منلِه ‪ ،‬ول يستطعْ أن يتحرك من مكانِه ‪ ،‬فأتتْ‬ ‫ذات يومٍ نزلتْ عليه عقربٌ من سق ِ‬
‫إل رأسِه وضربتْه برأسِها ضرباتٍ ولدغتْه لدغاتٍ ‪ ،‬فاهتزّ جسمُه من أخصِ قدميه إل‬
‫مشاشِ رأسِه ‪ ،‬وإذا بالياةُ تدبّ ف أعضائِه ‪ ،‬وإذا بالبُرءِ والشفاء يسي ف أناءِ جسمِه ‪،‬‬
‫وينتفضُ الرجلُ ويعودُ نشيطا ‪ ،‬ث يقفُ على قدميه ‪ ،‬ث يشي ف غرفتِه ‪ ،‬ث يفتحُ بابه ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ويأت أهله وأطفاله ‪ ،‬فإذا الرجلُ واقفا ‪ ،‬فما كانوا يصدّقون وكادوا من الذهول‬
‫يُصعقون ‪ ،‬فأخبهم الََبرَ ‪.‬‬
‫فسبحان الذي جعل علج هذا الرجلِ ف هذا !!‬
‫وقد ذكرتُ هذا لبعضِ الطبا ِء فصدّق القولة ‪ ،‬وذكَرَ أن هناك مصْلً سامّا‬
‫ف كيماويّ ‪ ،‬ويعالُ به هؤلءِ الشلولون ‪.‬‬ ‫يُستخدم بتخفي ٍ‬
‫فجلّ اللطيفُ ف عله ‪ ،‬ما أنزل داءً إل وأنزل له دواءً ‪.‬‬
‫****************************************‬

‫وللولياء كرامات‬
‫هذا صلةُ بن أشيم العابدُ الزاهدُ من التابعي ‪ :‬يذهب إل الشمالِ ليجاهد ف سبيل‬
‫الِ ‪ ،‬ويضمّه الليلُ فيذهبُ إل غايةٍ ليصلي فيها ‪ ،‬ويدخل بي الشج ِر ويتوضّأ ‪ ،‬ويقوم‬
‫مصليا ‪ ،‬وينهدّ عليه أسدٌ كاسرٌ ‪ ،‬ويقتربُ من « صِلة » وهو ف صلته ‪ ،‬ويدورُ به ‪،‬‬
‫وصلةُ ف تبتّله مستمرّ ‪ ،‬ول يقطعْ صلته وذِكره ‪ ،‬ويسّلمُ صلةُ بن أشيم من ركعتي ‪ ،‬ث‬
‫يقولُ للسدِ ‪ :‬إن كنت أُمرت بقتلي فكلْن ‪ ،‬وإن ُتؤْمر فاتركْن أناجي رب ‪ .‬فأرخى‬
‫السدُ ذيله وذهب من الكان ‪ ،‬وترك صلة يصلي ‪.‬‬
‫ب التاريخِ ‪ ،‬وهذا مذكورٌ‬ ‫ولك أن تنظر ف « البداية والنهاية » وغيها من كت ِ‬
‫عن «سفينة» مول رسو ِل الِ ف كتبِ تراجمِ الصحابةِ ‪ ،‬أنه أتى هو ورفْقةٌ معهُ من‬
‫ساح ِل البحرِ ‪ ،‬فلما نزلُوا ال ّب فإذا بأسدٍ كاسر مُقبلٍ يريدُهم ‪ ،‬فقال سفينةُ ‪ :‬يا أيها‬
‫السدُ أنا من أصحابِ رسو ِل ال ِ وأنا خادمُه ‪ ،‬وهؤلء رفقت ول سبيل لك علينا ‪.‬‬
‫فولّى السدُ هاربا ‪ ،‬وزأر زأْرةً كاد يل با ربوع الكانِ ‪.‬‬
‫وهذه الوقائعُ والحداثُ ل ينكرُها إل مكابرٌ ‪ ،‬وإل ففي سُننِ الِ ف خلقِهِ ما‬
‫يشهدُ بثل هذا ‪ ،‬ولول طولُ القامِ لوردْتُ عشراتِ القصصِ الصحيحةِ الثابتةِ ف هذا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الباب ‪ ،‬لكنْ يكفيك دللةً من هذا الديث ‪ ،‬لتعلم أن هناك ربّا لطيفا حكيما ل تغيبُ‬
‫عنه غائبةٌ ‪ .‬إن علم ال يلحقُ الناس ‪ ،‬ولطفه سبحانه وتعال وشهوده واطلعه ‪ ﴿ :‬مَا‬
‫سةٍ إِلّا هُوَ سَادِ ُسهُمْ وَلَا َأدْنَى مِن ذَلِكَ‬
‫يَكُونُ مِن ّنجْوَى ثَلَاَثةٍ إِلّا هُوَ رَاِب ُع ُهمْ وَلَا َخ ْم َ‬
‫وَلَا أَكَْثرَ إِلّا هُوَ َم َعهُمْ أَْينَ مَا كَانُوا ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫ل وشهيدا‬
‫كفى بالِ وكي ً‬

‫ي ف صحيحهِ ‪ :‬أن رجلً من بن إسرائيل طلب من رجلٍ أن يُقرضه‬ ‫ذكر البخار ّ‬


‫ألف دينارٍ ‪ ،‬قال ‪ :‬هل لك شاهدٌ ؟ قال ‪ :‬ما معي شاهدٌ إل الُ ‪ .‬قال ‪ :‬كفى بال‬
‫شهيدا ‪ .‬قال ‪ :‬هل معك وكيلٌ ؟ قال ‪ :‬ما معي وكيل إل الُ ‪ .‬قال ‪ :‬كفى بال وكيلًً‪.‬‬
‫ث أعطاه ألف دينار ‪ ،‬وذهب الرجل وكان بينهما موعدٌ وأج ٌل مسمّى ‪ ،‬وبينهما نرٌ ف‬
‫تلك الديارِ ‪ ،‬فلما حان الوعدُ أتى صاحبُ الدنانيِ ليعيدها لصاحبِها الولِ ‪ ،‬فوقف على‬
‫شاطئ النهرِ ‪ ،‬يري ُد قاربا يركبُه إليه ‪ ،‬فما وجد شيئا ‪ ،‬وأتى الليلُ وبقي وقتا طويلً ‪،‬‬
‫فلم يدْ من يملُه ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهمّ إنه سألن شهيدا فما وجدتُ إل أنت ‪ ،‬وسألن كفيلً‬
‫فما وجدتُ إل أنت ‪ ،‬اللهمّ بلّغْه هذه الرسالة ‪ .‬ث أخذ خشبةً فنقرها وأدخل الدناني‬
‫فيها ‪ ،‬وكتب فيها رسالةً ‪ ،‬ث أخذ الشبة ورماها ف النهرِ ‪ ،‬فذهبتْ بإذنِ ال ‪ ،‬وبلطفِ‬
‫الِ ‪ ،‬وبعناي ِة الِ سبحانه وتعال ‪ ،‬وخرج ذاك الرج ُل صاحبُ الدناني الولُ ينتظرُ موعد‬
‫صاحبهِ ‪ ،‬فوقف على شاطئ النهرِ وانتظر فما وجد أحدا ‪ ،‬فقال ‪ :‬لِم ل آخذ حطبا‬
‫لهل بيت ؟! فعرضتْ له الشب ُة بالدناني ‪ ،‬فأخذها وذهب با إل بيتِه ‪ ،‬فكسرها فوجد‬
‫الدناني والرسالة ‪.‬‬
‫لنّ الشهيد سبحانه وتعال أعان ‪ ،‬ولن الوكيل أدّى الوكالة ‪ ،‬فتعال الُ ف عُلهُ‬
‫‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿ َوعَلَى ال ّلهِ فَلْيَتَوَكّلِ اْلمُ ْؤمِنُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َوعَلَى ال ّلهِ فَتَوَكّلُواْ إِن كُنتُم مّ ْؤمِِنيَ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*****‬
‫وقفــــةٌ‬
‫قال لبيدُ ‪:‬‬
‫صدْق النفسِ يُ ْزرِي بالملْ‬
‫إ ّن ِ‬ ‫ب النفس إذا حدّثْتها‬
‫فاكذ ِ‬
‫وقال البستّ ‪:‬‬
‫تمّ وعلّ ْلهُ بشيءٍ من ال ْزحِ‬ ‫أِفدْ طبعك الكدود بالمّ راحةً‬
‫بقدارِ ما يُعطى الطعامُ مِن اللحِ‬ ‫ولكنْ إذا أعطيته ذاك فليكنْ‬
‫وقال أبو علي بن الشبل ‪:‬‬
‫بقاء النارِ تُحفظُ بالوعاءِ‬ ‫ظ السمِ تبقى النفسُ فيهٍ‬ ‫بف ِ‬
‫ول تددْ لا طول الرجاءِ‬ ‫فباليأسِ ا ُلمِضّ فل ُتمِتْها‬
‫وذكّرْها الشدائد ف الرخاءِ‬ ‫و ِعدْها ف شدائدها رخاءً‬
‫وبالتركيبِ مَنْفَعَةُ الدواءِ‬ ‫يُعدّ صلحُها هذا وهذا‬
‫*****************************************‬
‫أ ِطبْ مطعمك تكنْ مستجاب الدعوةِ‬
‫كان سعدُ بنُ أب وقّاص يدركُ هذه القيقة ‪ ،‬وهو أح ُد العشرةِ البشرين بالنةِ ‪،‬‬
‫وقد دعا له بسدادِ الرمي وإجابةِ الدعوةِ ‪ ،‬فكان إذا دعا أُجيبْت دعوتُه كَفَلقِ الصبحِ‬
‫‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أرسل عمرُ – رضي الُ عنه – أناسا من الصحابة يسألون عن عدْلِ سعدٍ ف‬
‫الكوفةِ ‪ ،‬فأثن الناسُ عليه خيْرا ‪ ،‬ولا أتْوا ف مسجدِ حيّ لبن عبْسٍ ‪ ،‬قام رجلٌ فقال ‪:‬‬
‫أما سألتمون عنْ سعدٍ ؟ فإنه ل يعد ُل ف القضيةِ ‪ ،‬ول يكمُ بالسّويّةِ ‪ ،‬ول يشي مع‬
‫الرعية ‪ .‬فقال سعدٌ ‪ :‬اللهمّ إ ْن كان قام هذا رياءً وسعةً فأ ْعمِ بصره ‪ ،‬وأطلْ عمره ‪،‬‬
‫وع ّرضْه للفتِ ‪ .‬فطال ُعمْرُ هذا الرجلِ ‪ ،‬وسقط حاجباهُ على عينيه ‪ ،‬وأخذ يتع ّرضُ‬
‫للجواري ويغمزهُنّ ف شوارعِ الكوفةِ ‪ ،‬ويقول ‪ :‬شيخٌ مفتون ‪ ، ،‬أصابتْن دعوة س ْعدٍ ‪.‬‬
‫إنه التصا ُل بالِ عزّ وجلّ ‪ ،‬وصدق النية معه ‪ ،‬والوثوق بوعودِه ‪ ،‬تبارك الُ ربّ‬
‫العالي ‪.‬‬
‫ب عليا ‪-‬رضي الُ‬ ‫ل قام َيسُ ّ‬
‫وف « سيِ أعلمِ النبلءِ» ‪ :‬عن سُعد أيضاًَ ‪ :‬أن رج ً‬
‫ب والشتمِ ‪ ،‬فقال سعدٌ ‪ :‬اللهم‬‫عنه– ‪ ،‬فدافع سعدٌ عن علي ‪ ،‬واستمرّ الرجل ف الس ّ‬
‫اكفنيه با شئت ‪ .‬فانطلق بعيٌ من الكوفةِ فأقبل مسرعا ‪ ،‬ل يلوي على شيء ‪ ،‬وأخذ‬
‫يدخل من بيِ الناس حت َوصَلَ إل الرجلِ ‪ ،‬ث داسه بفّيْه حت قتله أمام مشهدٍ ومرأى‬
‫من الناسِ ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫شهَادُ ﴾‬
‫اْلأَ ْ‬ ‫صرُ رُسُلَنَا وَاّلذِينَ آمَنُوا فِي اْلحَيَا ِة الدّنْيَا وَيَوْمَ َيقُومُ‬
‫﴿ إِنّا لَنَن ُ‬
‫وإنن أعرضُ لك هذه القصص لتزداد إيانا ووثوقا بوعو ِد ربّك فتدعوه وتناجيه ‪،‬‬
‫وتعلم أن اللطف لطفُه سبحانه ‪ ،‬وأنه قد أمرك ف مكم التنيل فقال ‪ ﴿ :‬ادْعُونِي‬
‫ك عِبَادِي عَنّي َفإِنّي َقرِيبٌ أُجِيبُ َدعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا‬
‫‪ ﴿ .‬وَِإذَا َسأَلَ َ‬ ‫كمْ ﴾‬
‫أَسَْتجِبْ لَ ُ‬
‫‪..‬‬ ‫دَعَانِ ﴾‬
‫لقد استدعى الجّاجُ السن البصريّ ليبطش به ‪ ،‬وذهب السنُ وما ف ذهنه إل‬
‫عناي ُة الِ ولطفُ ال ‪ ،‬والوثوقُ بوعِد الِ ‪ ،‬فأخذ يدعو ربّه ‪ ،‬ويهتفُ بأسائِه السن ‪،‬‬
‫وصفاتِه العلى ‪ ،‬فيحوّل الُ قلب الجاجِ ‪ ،‬ويقذفُ ف قلبه الرعب ‪ ،‬فما وصل السَنُ‬
‫سنَ ‪ ،‬وأجلسَه معه على‬
‫لَ‬‫إل وقد تيأ الجاجُ لستقبالِه ‪ ،‬وقام إل البابِ ‪ ،‬واستقبل ا َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫السريرِ ‪ ،‬وأخذ يُطيّب ليته ‪ ،‬ويترفّقُ به ‪ ،‬ويُليُ له ف الطابِ !! فما هو إل تسخيُ‬
‫ربّ العزةِ والللِ ‪.‬‬
‫إنّ لطف الِ يسري ف العالِ ‪ ،‬ف عال النسانِ ‪ ،‬ف عالِ اليوانِ ‪ ،‬ف البّ والبحْرِ‬
‫ح ْمدَهِ وَلَـكِن‬
‫‪ ،‬ف اللي ِل والنهارِ ‪ ،‬ف التحر ِك والساكنِ ‪ ﴿ ،‬وَإِن مّن شَيْءٍ إِلّ ُيسَّبحُ ِب َ‬
‫ح ُهمْ إِّنهُ كَانَ حَلِيما َغفُورا ﴾ ‪.‬‬
‫لّ َت ْفقَهُونَ َتسْبِي َ‬
‫ج يستسقي بالناسِ ‪،‬‬ ‫صحّ ‪ :‬أنّ سليمان عليه السلم قد أُوت منطق الطيِ ‪ ،‬خَ َر َ‬
‫وف طريقِه من بيتِه إل الصلّ رأى نل ًة قد رفعتْ رجليها تدعو ربّ العزِة ‪ ،‬تدعو الله‬
‫الذي يعطي وينحُ ويلطفُ ويُغيثُ ‪ ،‬فقال سليمان ‪ :‬أيّها الناسُ ‪ ،‬عودُوا فقد كُفيتُم‬
‫بدعاءِ غيِكم ‪.‬‬
‫فأخذ الغيثُ ينهمرُ بدعاءِ تلك النملةِ ‪ ،‬النمل ِة الت فهِم كلمها سليمانُ عليه‬
‫السلمُ ‪ ،‬وهو يزجفُ بيشه الرّار ‪ ،‬فتعظُ أخواتا ف عال النملِ ‪ ﴿ :‬قَالَتْ َنمْ َلةٌ يَا أَّيهَا‬
‫سمَ‬
‫ش ُعرُونَ{‪ }18‬فَتََب ّ‬
‫الّنمْلُ ادْخُلُوا َمسَاكِنَ ُكمْ لَا َيحْ ِطمَنّ ُكمْ سُلَ ْيمَانُ وَجُنُودُهُ وَ ُهمْ لَا َي ْ‬
‫ضَاحِكا مّن قَوِْلهَا﴾ ‪ .‬ف كثي من الحيان يأت لطفُ البي سبحانه وتعال بسبب هذه‬
‫العجماواتِ ‪.‬‬
‫خ رُ ّكعٌ‬
‫وقد ذكر أبو يعلى ف قدسي أن ال يقولُ ‪ (( :‬وعِزّت وجلل ‪ ،‬لول شيو ٌ‬
‫‪ ،‬وأطفال ُرضّعٌ ‪ ،‬وبائ ُم رُّتعٌ ‪ ،‬لنعتُ عنكم قطْ َر السماءِ )) ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫***‬
‫ح بمدِ ربّه‬
‫وإنْ منْ شيء إل يسبّ ُ‬
‫إ ّن الدد ف عا ِل الطيورِ عرف ربّهُ ‪ ،‬وأذعنّ لولهُ ‪ ،‬وأخبت لالقِه ‪.‬‬
‫ذهب الدهدُ ‪ ،‬وكانت تلك القصةُ الطويلةُ ‪ ،‬وانتهتْ إل تلك النتائ ِج التارييةِ ‪،‬‬
‫ف ربّه ‪ ،‬حت قال بعضُ العلماءِ ‪ :‬عجيبٌ ! الدد‬ ‫وكان سببها هذا الطائرُ الذي َعرَ َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫أذكى من فرعون ‪ ،‬فرعونُ كَفَرَ ف الرخاءِ فما نفعه إيانُه ف الشّدّة ‪ ،‬والدهدُ آمن بربّه‬
‫ف الرخاءِ ‪ ،‬فنفعه إيانُه ف الشّدةِ ‪.‬‬
‫خرِجُ اْلخَبْءَ‪ . ﴾......‬وفرعونُ يقول ‪:‬‬
‫سجُدُوا لِ ّلهِ اّلذِي ُي ْ‬
‫الدهدُ قال ‪ ﴿ :‬أَلّا َي ْ‬
‫﴿ مَا عَ ِلمْتُ لَكُم ّمنْ إَِلهٍ غَ ْيرِي‪ . ﴾ ......‬إن الشقيّ من كان الدهد أذكى منه ‪،‬‬
‫والنملة أفهمُ لصيِها منه ‪ .‬وإن البليد من أظلمتْ سبُله ‪ ،‬وتقطّعتْ حبالُه ‪ ،‬وتعطّلتْ‬
‫صرُونَ ِبهَا وََل ُهمْ‬
‫َل ُهمْ قُلُوبٌ لّ َي ْفقَهُونَ ِبهَا وََل ُهمْ َأعْيُنٌ لّ يُ ْب ِ‬ ‫﴿‬ ‫جوارحُه عن النفعِ ‪،‬‬
‫س َمعُونَ ِبهَا ﴾ ‪.‬‬
‫آذَانٌ لّ َي ْ‬
‫ف الِ يسري ‪ ،‬وخيُه يرِي ‪ ،‬وعنايتُه تلحقُ تلكم الشرة‬ ‫ف عال النحل لط ٌ‬
‫س رزقها ‪ ،‬ل تقعُ إل‬ ‫الضئيلة السكينة ‪ ،‬تنطلقُ من خليّتها بتسخيٍ من الباري ‪ ،‬تلتم ُ‬
‫على الطيبِ النقيّ الطاهرِ ‪ ،‬تصّ الرحيقَ ‪ ،‬تيمُ بالورودِ ‪ ،‬تعشقُ الزّهْر ‪ ،‬تعودُ ممّلةً‬
‫بشرابٍ متلفٍ ألوانُه فيه شفاءٌ للناسِ ‪ ،‬تعودُ إل خليتِها ل إل خليةٍ أخرى ‪ ،‬ل تضلّ‬
‫خذِي مِنَ اْلجِبَالِ بُيُوتا‬
‫طريقها ‪ ،‬ول تارُ ف سبلِها ‪ ﴿ ،‬وَأَوْحَى رَبّكَ إِلَى الّنحْلِ َأنِ اّت ِ‬
‫جرِ َومِمّا َي ْعرِشُونَ{‪ُ }68‬ثمّ كُلِي مِن ُكلّ الّثمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلً‬
‫شَ‬‫َو ِمنَ ال ّ‬
‫خرُجُ مِن بُطُوِنهَا َشرَابٌ ّمخْتَلِفٌ أَلْوَاُنهُ فِيهِ ِشفَاء لِلنّاسِ ِإنّ فِي ذَلِكَ لَيةً ّلقَوْمٍ‬
‫َي ْ‬
‫يََتفَ ّكرُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫إن سعادتك م ْن هذا القصص ‪ ،‬ومن هذا الديثِ ‪ ،‬ومن هذه العِب ‪ :‬أن تعلم أن‬
‫هناك لطفا خفيا لِ الواحدِ الدِ ‪ ،‬فتدعوه وحده ‪ ،‬وترجوه وحده ‪ ،‬وتسألهُ وحده ‪،‬‬
‫ق الربانّ ‪ ،‬وف النّهْ ِج السماويّ أن تسجد له ‪ ،‬وأن‬
‫وأنّ عليك واجبا شرعيا نزلَ ف اليثا ِ‬
‫تشكره ‪ ،‬وأن تتولّه ‪ ،‬وأن تتجه بقلبِك إليه ‪ .‬إن عليك أنْ تعلم أن هذا البشَرَ الكثي‬
‫وهذا العال الضخم ‪ ،‬ل يُغنون عنك من الِ شيئا ‪ ،‬إنم مساكيُ ‪ ،‬إنم كلهم متاجون‬
‫إل الِ ‪ ،‬إنم يطلبون رزقهم صباح مساء ‪ ،‬ويطلبون سعادتم وصحّتهم وعافيتهم‬
‫وأشياءهم وأموالم ومناصبهم من الِ الذي يلكُ كلّ شيءٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫﴿ يَا أَّيهَا النّاسُ أَنُتمُ اْل ُف َقرَاء إِلَى ال ّلهِ وَال ّلهُ ُهوَ اْلغَنِيّ اْلحَمِيدُ ﴾ ‪ ،‬إن عليك أن‬
‫تعلم علم اليقيِ أنه ل يهديك ول ينصرُنك ‪ ،‬ول يميك ول يتولك ‪ ،‬ول يفظُك ‪،‬‬
‫ول ينحُك إل الُ ‪ ،‬إن عليك أن توحّد اتاه القلبِ ‪ ،‬وتفرد الربّ بالوحدانيةِ واللوهيةِ‬
‫والسؤالِ والستعانةِ والرجاءِ ‪ ،‬وأن تعلم قْدر البشرِ ‪ ،‬وأن الخلوق يتاجُ إل الالقِ ‪،‬‬
‫وأن الفان يتاجُ إل الباقي ‪ ،‬وأن الفقيَ يتاجُ إل الغن ‪ ،‬وأن الضعيف يتاجُ إل القويّ‬
‫‪ .‬والقو ُة والغن والبقاءُ والعزّةُ الطلقةُ يلكُها الُ وَ ْحدَهُ ‪.‬‬
‫إذا علمت ذلك ‪ ،‬فاسعدْ بقربهِ وبعبادتِه والتبتلِ إليه ‪ ،‬إليه ‪ ،‬إنِ استغفرته غَفَرَ لك‬
‫‪ ،‬وإن تبت إليه تاب عليك ‪ ،‬وإن سألته أعطاك ‪ ،‬وإن طلبت منه الرزق رزقك ‪ ،‬وإن‬
‫استنصرته نصرك ‪ ،‬وإن شكرته زادك ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫ارض عن ال ع ّز وجلّ‬
‫نبيا))‪ .‬أن ترضى‬ ‫من لوازمِ ((رضيتُ بالِ ربا ‪ ،‬وبالسلم دينا‪ ،‬وبحمدٍ‬
‫عن ربّك سبحانه وتعال ‪ ،‬فترضى بأحكامِه ‪ ،‬وترضى بقضائِه وقدرِهِ ‪ ،‬خيِه وشرِه ‪،‬‬
‫حُلوِه ومُرّه ‪.‬‬
‫حسْبُ‬ ‫إن النتقائية باليانِ بالقضا ِء والقدرِ ليستْ صحيحةً ‪ ،‬وهي أن ترضى َف َ‬
‫عند موافقةِ القضاءِ لرغباتِك ‪ ،‬وتتسخّط إذا خالف مرادك وميْلك ‪ ،‬فهذا ليس من شأنِ‬
‫العبدِ ‪.‬‬
‫إن قوما رضُوا بربّهم ف الرخاءِ وسخطُوا ف البلءِ ‪ ،‬وانقادُوا ف النعم ِة وعاندُوا‬
‫سرَ‬
‫ب عَلَى وَ ْج ِههِ َخ ِ‬
‫َفإِنْ أَصَاَبهُ خَ ْيرٌ ا ْطمَأَنّ ِبهِ وَإِنْ أَصَابَ ْتهُ فِتَْنةٌ انقَلَ َ‬ ‫﴿‬ ‫وقت النقمةِ ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫خرَةَ ﴾‬
‫وَالْآ ِ‬ ‫الدّنْيَا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫لق ْد كان العرابُ ُيسْلمون ‪ ،‬فإذا وجدُوا ف السلمِ رغدا بنولِ غيثٍ ‪ ،‬ودرّ‬
‫ت عشبٍ ‪ ،‬قالوا ‪ :‬هذا دينُ خيْرٍ ‪ .‬فانقادُوا وحافظوا على دينِهم ‪.‬‬ ‫لبٍ ‪ ،‬ونْب ِ‬
‫فإذا وجدُوا الخرى ‪ ،‬جفافا وقحْطا وجدْبا واضحمللً ف الموالِ وفناءً‬
‫للمرعى ‪ ،‬نكصُوا على أعقابم وتركُوا رسالتهم ودينهم ‪.‬‬
‫هذا إذن إسل ُم الوى ‪ ،‬وإسلمُ الرغبةِ للنفس ‪ .‬إن هناك أناسا يرضون عن الِ‬
‫عزّ وجلّ ‪ ،‬لنم يريدون ما عند الِ ‪ ،‬يريدون وجهه ‪ ،‬يبتغون فضلً من الِ ورضوانا ‪،‬‬
‫يسعون للخرةِ ‪.‬‬
‫وبالصطفى الختارِ نورا وهاديا‬ ‫رضينا بك الله ّم ربا وخالقا‬
‫وإل فموتٌ ل يسُرّ العاديا‬ ‫فإمّا حياةٌ نظّم الوحيُ سيها‬
‫إن من يرشحُه الُ للعبوديّةِ ويصطفيه للخدمةِ ويتبيه لسدانةِ اللّةِ ‪ ،‬ث ل يرضى‬
‫ح والصطفاءِ والجتباءِ ‪ ،‬لو حقيقٌ بالسقوطِ البدي واللك السّرمديّ ‪﴿ :‬‬ ‫بذا الترشي ِ‬
‫آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَ َلخَ مِ ْنهَا فَأَتَْب َعهُ الشّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ اْلغَاوِينَ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وََل ْو عَ ِلمَ ال ّلهُ فِي ِهمْ‬
‫خَيْرا لّأ ْسمَ َع ُهمْ وَلَوْ أَ ْس َمعَ ُهمْ لَتَوَلّواْ وّهُم ّم ْعرِضُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫إن الرّضا بوابةُ الديان ِة الكبى ‪ ،‬منها يَلجُ القرّبون إل ربّهم ‪ ،‬الفرحون بداه ‪،‬‬
‫النقادون لمرِه ‪ ،‬الستسلمون لكمه ‪.‬‬
‫سمَ غنائم حُنَيْنٍ ‪ ،‬فأعطى كثيا من رؤساءِ العربِ ومتأخري العرب ‪ ،‬وترك‬ ‫قَ ّ‬
‫النصار ‪ ،‬ثقةً با ف قلوبِهم من الرضى واليانِ واليقي وال ِي العميمِ ‪ ،‬فكأنم عتبُوا لن‬
‫القصود ل يظهر لم ‪ ،‬فجمعهم وفسّرَ لم السرّ ف السألةِ ‪ ،‬وأخبهم أنه معهم ‪،‬‬
‫وأنه يبّهم ‪ ،‬وأنه ما أعطى أولئك إل تأليفا لقلوبم ‪ ،‬لنقْصِ ما عندهم من اليقي ‪ ،‬وأما‬
‫النصارُ فقال لم ‪ (( :‬أما ترضون أن ينطلق الناس بالشاء والبعي ‪ ،‬وتنطلقون برسولِ‬
‫ل النصار ‪ ،‬وأبناء‬
‫إل رحالِكم ؟! النصار شعارٌ ‪ ،‬والناسُ دِثار ‪ ،‬رحم ا ُ‬ ‫الِ‬
‫النصارِ ‪ ،‬وأبناء أبنا ِء النصارِ ‪ ،‬لو سلك الناسُ ِشعْبا وواديا ‪ ،‬وسلك النصارُ شعبا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وواديا لسلكتُ وادي النصارِ و ِشعْبَ النصارِ )) ‪ .‬فغمرتْهم الفرحةُ ‪ .‬وملتْهم‬
‫السرّةُ ‪ ،‬ونزلتْ عليهم السكينةُ ‪ ،‬وفازوا برضا الِ ورضا رسولِهِ ‪.‬‬
‫إن الذين يتطلعون إل ِرضْوا ِن الِ ويتشوّقون إل جنّةٍ عرضُها السماواتُ والرضُ‬
‫‪ ،‬ل يقبلون الدنيا بذافيِها بدلً من هذا الرضوانِ ‪ ،‬ول عوضا عن هذا النوالِ العظيمِ ‪.‬‬
‫أسلم أعرابّ بي يدي رسول الِ فأعطاه بعض الالِ ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫‪(( :‬على ماذا بايعتن ؟)) قال ‪ :‬بايعتُك‬ ‫الِ ‪ ،‬ما على هذا بايعتُك ‪ .‬فقال رسو ُل الِ‬
‫على أن يأتين سهمٌ طائش فيقع هنا (وأشار إل حلْقِه) ويرج من هنا (وأشار إل‬
‫ل يصدقُكَ))‪ .‬وحضر العركة‪ ،‬وجاءه سهمٌ طائش ونفذ‬
‫ص ُدقِ ا ُ‬
‫قفاه)‪.‬قال له‪(( :‬إن ت ْ‬
‫من نرِه‪ ،‬ولقي ربّه راضيا مرضيّا ‪.‬‬
‫تلك الكنوزُ من الواهرِ والذّ َهبْ‬ ‫ما الالُ واليّامُ ما الدّنيا وما‬
‫ما هذه الكداسُ مِن أغلى النشبْ‬ ‫ما الجدُ والقصرُ النيفُ وما الن‬
‫تفن ويبقى الُ أكرم من وَ َهبْ‬ ‫ل شيء كُلّ نفيسةٍ مرغوبةٍ‬
‫ووزّع ذات يوم أموالً ‪ ،‬فأعطى أناسا ‪ .‬قليلي الدين ‪ ،‬ضحلى المانة ‪،‬‬
‫ت سيوفُهم ف سبي ِل الِ ‪ ،‬وأُنفقتْ أمواُلم‪،‬‬
‫مقفرين ف عال الُثُل ‪ ،‬وترك أناسا ُثلّم ْ‬
‫وجُرحتْ أجسامُهم ف الهادِ والذبّ عن اللّةِ ‪ ،‬ث قام خطيبا ف السجدِ وأخبهم‬
‫بالمرِ ‪ ،‬وقال لم ‪ (( :‬إن أعطي أناسا لِا جعل الُ ف قلوبِهم من الزعِ والطمعِ ‪،‬‬
‫وأ َدعُ أناسا لا جعل الُ ف قلوبِهم من اليانِ – أو ال ْيرِ – منهم ‪ :‬عمرو بنُ‬
‫تغلب )) ‪ .‬فقالَ عمروُ بنُ تغلب ‪ :‬كلمةً ما أريدُ أ ّن ل با الدنيا وما فيها ‪.‬‬
‫إنه الرضا عن الِ عزّ وج ّل الرضا عن ح ْكمِ رسولِهِ ‪ ،‬طلبَ ما عندَ الِ ‪ ،‬إنّ‬
‫الدنيا ل تساوي عند الصحاب الواحد كلمة راضية باسة منه ‪.‬‬
‫لقد كانت وُعودُ الرسول لصحابِه ثوابا من عن ِد الِ ‪ ،‬وجنةً عنده ورضوانا‬
‫منه ‪ ،‬ل يَ ِعدْ أحدا منهم بقصرِ أو وليةِ إقليمٍ أو حديقةٍ ‪ .‬كان يقول لم ‪ :‬من يفعلُ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫كذا وله النةُ ؟ ولخر ‪ :‬وهو رفيقي ف النةِ ؟ لن البذلُ الذي بذلوه والا ُل الذي‬
‫أنفقوه والهدُ الذي قدموه ‪ ،‬ل جزاء له إل ف الدارِ الخرةِ ‪ ،‬لن الدنيا با فيها ل‬
‫تكافئُ الجهود الضخم ؛ لنا ثنٌ بيسٌ ‪ ،‬وعطاءٌ رخيصٌ وبذْ ٌل زهيدٌ ‪.‬‬
‫وعند الترمذيّ ‪ :‬يستأذنُ عمرُ ‪-‬رضي الُ عنه ‪ -‬رسول الِ ف العمرةِ ‪ ،‬قال‬
‫‪(( :‬ل تنسنا من دعائِك يا أخي )) ‪.‬‬
‫وقائل هذه الكلمة هو رسو ُل الدى ‪ ،‬المامُ العصومُ ‪ ،‬الذي ل ينطقُ عن‬
‫الوى ‪ ،‬ولكنها كلمةٌ عظيمةٌ وثينةٌ ونفيسةٌ ‪ ،‬قال عم ُر فيما بعدُ ‪ :‬كلمة ما أريد أنّ ل‬
‫با الدنيا وما فيها ‪.‬‬
‫ولك أنْ تشعر أن رسول الِ ‪ ،‬قال لك أنت بعينكِ ‪ :‬ل تْنسنا من دعائك يا‬
‫أخي ‪.‬‬
‫كان رضا رسول ال عن ربّه فوق ما يصفُه الواصفون ‪ ،‬فهو راضٍ ف الغن‬
‫ض ف الس ْلمِ والربِ ‪ ،‬راضٍ وقت القو ٍة والضعفِ ‪ ،‬راضٍ وقت الصحةِ‬ ‫والفقرِ ‪ ،‬را ٍ‬
‫والسقمِ ‪ ،‬راضٍ ف الشدةِ والرخاءِ ‪.‬‬
‫عاش مرارة اليُْتمِ ‪ ،‬وأسى اليتمِ ‪ ،‬ولوعة اليتمِ فكان راضيا ‪ ،‬وافتقر حت‬
‫ما يد َدقَ َل التمرِ – أي رديئه ‪ ، -‬وكان يربطُ الجر على بطنِه من شدّةِ الوعِ ‪،‬‬
‫ويقترضُ شعيا من يهودي ويرهنُ درعه عنده ‪ ،‬وينامُ على الصي فيؤثرُ ف جنبِه ‪ ،‬وترّ‬
‫ثلثةُ أيام ل يدُ شيئا يأكلُه ‪ ،‬ومع ذلك كان راضيا عن الِ ربّ العالي ﴿ تَبَارَكَ اّلذِي‬
‫جعَل لّكَ ُقصُورا‬
‫جرِي مِن َتحِْتهَا اْلأَْنهَارُ وََي ْ‬
‫إِن شَاء َجعَلَ لَكَ خَيْرا مّن ذَلِكَ جَنّاتٍ َت ْ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬
‫ب الِ ‪ ،‬ووقفتِ‬
‫ورضي عن ربّه وقت الجاب ِة الول ‪ ،‬يوم وقَفَ هو ف حز ِ‬
‫الدنيا – كلّ الدنيا – تاربُه بيلِها ورجِلها ‪ ،‬بغناها بزخرفِها ‪ ،‬بزهوِها بيلئها ‪ ،‬فكان‬
‫راضيا عن الِ ‪ .‬رضي ع ِن الِ ف الفترةِ الرجةِ ‪ ،‬يوم مات عمّه وماتت زوجتٌه خديةُ ‪،‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫صدْقِهِ ‪،‬‬‫وأُوذي أش ّد الذى ‪ ،‬وكُذب أشدّ التكذيبِ ‪ ،‬وخُدشتُ كرامتُه ‪ ،‬ورُمي ف ِ‬
‫فقيل له ‪ :‬كذّابٌ ‪ ،‬وساحرٌ ‪ ،‬وكاهنٌ ‪ ،‬ومنونٌ ‪ ،‬وشاعرٌ ‪.‬‬
‫ورضي يوم طُرِد من بلدِه ‪ ،‬ومسقطِ رأسهِ ‪ ،‬فيها مراتعُ صباه ‪ ،‬وملعبُ‬
‫طفولتِه ‪ ،‬وأفانيُ شبابِه ‪ ،‬فيلتفتُ إل مكة وتسيلُ دموعُه ‪ ،‬ويقول ‪ (( :‬إنكِ أحبّ بلدِ‬
‫الِ إلّ ‪ ،‬ولول أنّ أهلك أخرجون منك ما خرجتُ )) ‪.‬‬
‫ورضي عن الِ وهو يذهبُ إل الطائفِ ليعرِض دعوته ‪ ،‬فيُواجه بأقبحِ ردّ ‪،‬‬
‫وبأسوأِ استقبالٍ ‪ ،‬ويُرمى بالجارةِ حت تسيل قدماه ‪ ،‬فيضى عن موله ‪.‬‬
‫ويرضى عن الِ وهو يرج من مكة مرغما ‪ ،‬فيسي إل الدينة ويُطاردُ باليلِ ‪،‬‬
‫وتُوضعُ العراقيلُ ف طريقِه أينما ذهب ‪.‬‬
‫يرضى عن ربه ف كلّ موطنٍ ‪ ،‬وف كل مكانٍ ‪ ،‬وف كل زمنٍ ‪.‬‬
‫يضر أُحُدا فيُشجّ رأسُه ‪ ،‬وتُكسرُ ثنيتُه ‪ ،‬ويُقتلُ عمّه ‪ ،‬ويُذبحُ أصحابهُ ‪،‬‬
‫ويُغلبُ جيشُه ‪ ،‬فيقول ‪ (( :‬صُفّوا ورائي لُثن على رب )) ‪.‬‬
‫ف كافرٌ ضدّه من النافقي واليهود والشركي ‪،‬‬ ‫يرضى عن ربّه وقد ظهر حِ ْل ٌ‬
‫فيقف صامدا متوكّلً على الِ ‪ ،‬مفوّضا المر إليه ‪.‬‬
‫وجزاءُ هذا الرضا منه ‪ ﴿ :‬وََلسَوْفَ ُيعْطِيكَ رَبّكَ فََترْضَى ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*‬
‫هِتافٌ ف وادي نلة‬
‫أُخرج ممدٌ العصومُ من مكة حيث أهلُه وأبناؤه ودارُه ووطنُه ‪ ،‬طُردُ طردا‬
‫ف فقُوبل بالتكذيبِ وجُوبِه بالحودِ ‪ ،‬وتاوتْ عليه‬‫وشًرّد تشريدا ‪ ،‬والتجأ إل الطائ ِ‬
‫الجارةُ والذى والسّ والشتمُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فعيناه بدموع السى تكِفانِ وقدماه بدماءِ الطه ِر تنفانِ ‪ ،‬وقلبُه برارةِ الصيبة‬
‫يَلْعَجُ ‪ ،‬فإل من يلتجئ ؟ ومن يسألُ ؟ وإل من يشكو ؟ وإل من يقصدُ ؟ إل الِ إل‬
‫القويّ إل القهارِ ‪ ،‬إل العزيزِ ‪ ،‬إل الناصرِ ‪.‬‬
‫استقبل ممدٌ القبلة ‪ ،‬وقصد ربّ ‪ ،‬وشكر موله ‪ ،‬وتدفّق لسانهُ بعباراتِ‬
‫ق النجوى وأحرّ الطلبِ ‪ ،‬ودعا وألّ وبكى ‪ ،‬وشكا وتظلّم وتألّم ‪.‬‬ ‫الشكوى وصاد ِ‬
‫والآسي على الدودِ ظِماءُ‬ ‫الآقي من الطوبِ بكاءُ‬
‫َنحَتَتْهُ الرعودُ والنواءُ‬ ‫وشفا ُه اليامِ تلثمُ وجها‬
‫اسع سؤال النب مولهُ وإله ليلة نلة ‪ ،‬إذْ يقول ‪ (( :‬اللهم إن أشكو إليك‬
‫ضعْف قوت وقِلّة حيلتِي وهوان على الناسِ ‪ ،‬أنت أرحمُ الراحي‪ ،‬وربّ‬
‫الستضعفي ‪ ،‬وأنت رب ‪ ،‬إل من تكِلُن ؟ إل قريبٍ يتج ّهمُن ‪ ،‬أو إل عدوّ ملّكْتَه‬
‫أمري ‪ ،‬إن ل يكن عليّ َغضَبٌ فل أبال ‪ ،‬غي أن عافيتك هي أوسع لُي ‪ ،‬أعوذُ بنور‬
‫وجهِك الذي أشرقتْ له الظلماتُ ‪ ،‬وصَ ُلحَ عليه أمرُ الدنيا والخرةِ ‪ ،‬أن ينلُ ب‬
‫غَضَبُك ‪ ،‬أو يلّ ب سخطُك ‪ ،‬لك العُتْب حت ترضى ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بكَ ))‬
‫‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫*****‬
‫جوائز للرعيل الول‬
‫جرَةِ َفعَ ِلمَ مَا فِي قُلُوِب ِهمْ‬
‫شَ‬‫﴿ َل َقدْ رَضِيَ ال ّل ُه َعنِ اْلمُ ْؤمِِنيَ ِإذْ يُبَاِيعُونَكَ َتحْتَ ال ّ‬
‫فَأَنزَلَ السّكِيَنةَ عَلَ ْي ِهمْ وَأَثَاَب ُهمْ فَتْحا َقرِيبا ﴾ ‪.‬‬
‫هذه غايةُ ما يتمناه الؤمني وما يطلبُه الصادقون وما يرصُ عليه الفلحون ‪..‬‬
‫رضوانِ الِ ‪ .‬إن الرضا أجلّ الطالبِ وأنب ُل القاصدِ وأسى الواهبِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫هنا ف هذه الية جاء رضا الِ ‪ ،‬بينما ُذكِر ف موضعٍ آخر الغفرانُ ‪ ﴿ :‬لَِي ْغ ِفرَ لَكَ‬
‫ب ال عَلَى النّبِيّ‬
‫ال ّلهُ مَا َت َقدّمَ مِن ذَنبِكَ َومَا َتأَ ّخرَ ﴾‪.‬وف موطنٍ ثانٍ التوبةُ ‪َ ﴿:‬لقَد تّا َ‬
‫‪.‬‬ ‫عَنكَ ِلمَ َأذِنتَ َل ُهمْ ﴾‬ ‫‪ .‬وف ثالثٍ العفوُ ‪َ ﴿ :‬عفَا ال ّل ُه‬ ‫﴾‬ ‫وَاْل ُمهَا ِجرِينَ وَالَنصَارِ‬
‫أما هنا ‪ :‬فالرضوان الحقّقُ ‪ ،‬لنم يبايعونك تت الشجرةِ وعلم الُ ما ف قلوبِهم‬
‫‪ ،‬فبيْعتُهم بيعةٌ لرواحهم الثمينةِ عندهم لتزهق لرضاةِ اللكِ القّ ‪ ،‬وبيع ٌة لنفسهم‬
‫النفيس ِة لتذهب لرضاةِ الواحدِ القهارِ ‪ ،‬وبيعةٌ لوجودهم وحياتم ‪ ،‬لنّ ف موتم حياة‬
‫للرسالة ‪ ،‬وف قتلهم خلودا للملة ‪ ،‬وف ذهابِهم بقاءً للميثاقِ ‪.‬‬
‫ص الصاف والصدقِ‬ ‫وعِلم ما ف قلوبم من اليانِ الكيِ واليقيِ التي ‪ ،‬والخل ِ‬
‫الواف ‪ ،‬لقد تعبُوا وسهرُوا ‪ ،‬وجاعُوا وظمئُوا ‪ ،‬وأصابم الضررُ والضيقُ ‪ ،‬والشقةُ‬
‫والضن ‪ ،‬لكنه رضي عنهم ‪.‬‬
‫لقد فارقُوا الهل والموال والولد والديار ‪ ،‬وذاقُوا مرارة الفراقِ ولوعة الغربةِ ‪،‬‬
‫ووعثاء السف ِر وكآبة الرتالِ ‪ ،‬لكنه رضي عنهم ‪.‬‬
‫لقد شُرّدوا وطُرِدُوا وفُ ّرقُوا وتعِبُوا وأُجهدُوا ‪ ،‬لكنّه رضي عنهم ‪.‬‬
‫هل جزاءُ هؤلء الجاهدين والنافحي عن اللةِ ‪ :‬غنائمُ من إبل وبق ٍر وغنمٍ ؟ هل‬
‫مكافأةُ هؤلء الناضلي عن الرسالة الذابّي عن الدينِ ‪ :‬عُروضٌ ماليةٌ ؟ هل تظنّ أنه ُيبِدُ‬
‫غليل هؤلءِ الصفوةِ الجتبا ِة والنخبةِ الصطفاةِ ‪ ،‬دراهمُ معدودةٌ أو بساتيُ غنّاء أو دورٌ‬
‫منمّقةٌ ؟ ل ‪.‬‬
‫يُرضيهم رضوانُ الِ ‪ ،‬ويُفرحُهم عف ُو الِ ‪ ،‬ويُثل ُج صدورهم كلمةٍ ‪ ﴿ :‬وَ َجزَاهُم‬
‫ِبمَا صََبرُوا جَّنةً وَ َحرِيرا{‪ }12‬مُتّكِِئيَ فِيهَا عَلَى الَْأرَائِكِ لَا َيرَوْنَ فِيهَا َشمْسا وَلَا‬
‫ف عَلَ ْيهِم بِآنَِيةٍ‬
‫َز ْم َهرِيرا{‪َ }13‬ودَانَِيةً عَلَ ْي ِهمْ ظِلَاُلهَا َوذُلّلَتْ قُطُو ُفهَا َتذْلِيلً{‪ }14‬وَُيطَا ُ‬
‫ضةٍ َقدّرُوهَا َت ْقدِيرا ﴾ ‪.‬‬
‫ضةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا{‪ }15‬قَوَارِيرَ مِن فِ ّ‬
‫مّن ِف ّ‬
‫****************************************‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الرضا ولو على جْر الغضَا‬
‫س يبحثُ عن إبلِه الت ضّلتْ ‪ ،‬فذهب والتمسها ‪ ،‬ومكث‬ ‫خرج رجلٌ من بن عْب ٍ‬
‫ثلثة أيامٍ ف غيابِه ‪ ،‬وكان هذا الرجل غنيا ‪ ،‬أعطاه الُ ما شاء من الالِ والبلِ والبقرِ‬
‫والغنمِ والبني والبناتِ ‪ ،‬وكان هذا الالُ والهلُ ف منلٍ ر ْحبٍ على مرّ سْيلٍ ف ديارِ‬
‫بن عبس ‪ ،‬ف رغدٍ وأمنٍ وأمانٍ ‪ ،‬ل يفك ْر والدُهم ول يفكرْ أبناؤه أن الوادث قد‬
‫تزورهم ‪ ،‬وأن الصائب قد تتاحُهم ‪.‬‬
‫إنّ الوادث قد يطْ ُرقْنَ أسْحارا‬ ‫يا راقد الليلِ مسرورا بأ ّولِه‬

‫نام الهلُ جيعا كبارُهم وصغارُهم ‪ ،‬معهم أموالُهم ف أرضٍ مستوية ‪ ،‬ووالدهم‬
‫ل جارفا ل يلوي على شيءٍ ‪ ،‬يملُ‬ ‫غائبٌ يبحثُ عن ضالّتِه ‪ ،‬وأرسل الُ عليهم سْي ً‬
‫الصخور كما يم ُل التراب ‪ ،‬ومرّ عليهم ف آخر الليلِ ‪ ،‬فاجتاحهم جيعا ‪ ،‬واقتلع‬
‫بيوتم من أصلها ‪ ،‬وأخذ الموال معه جيعا ‪ ،‬وأخذ الهل جيعا ‪ ،‬وزهقتْ أرواحُهم‬
‫من تدفّقِ الاء ‪ ،‬وصارُوا أثرا بعد عْينٍ ‪ ،‬فكأنم ل يكونوا ‪ ،‬صارُوا حديثا يُتلى على‬
‫اللسانِ ‪.‬‬
‫وعاد البُ ثلثةِ أيامٍ إل الوادي ‪ ،‬فلم ُيحِسّ أحدا ‪ ،‬ول يسمعْ رافدا ‪ ،‬ل حيّ‬
‫ع صَ ْفصَفٌ ‪ ،‬يا الُ !! يا للدّاهيةِ الدهياءِ !! ل زوجة ل‬
‫ول ناطق ول أنيس ‪ ،‬الكانُ قا ٌ‬
‫ابن ل ابنة ‪ ،‬ل ناقةَ ل شاةَ ل بقرة ‪ ،‬ل درهم ل دينار ‪ ،‬ل ثوب ل شيء ‪ ،‬إنا‬
‫مصيبةٌ !!‬
‫وزيادةً ف البلء ‪ :‬إذا جلٌ منْ جالِ ْه قْد شرد ‪ ،‬فحاول أ ْن يدركه وأخذ بذيِله علّة‬
‫ي ووقتٍ من هذا اليوم سعه أعرابّ‬ ‫أن يد رجلً يقودُه إل مكان يأوي إليه ‪ ،‬وبعد ح ٍ‬
‫آخرُ ‪ ،‬فأتى إليه وقاده ‪ ،‬وذهب به إل الوليدِ بنِ عبدِاللك الليفةِ ف دمشق ‪ ،‬وأخبه‬
‫الَبَرَ ‪ ،‬فقالَ ‪ :‬كيف أنتَ ؟ قال ‪ :‬رضيتُ عن الِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وهي كلمةٌ كبيةٌ عظيمةٌ ‪ ،‬يقولُها هذا السلُم الذي َحمَلَ التوحيد ف قلبِه ‪،‬‬
‫وأصبح آيةً للسائلي ‪ ،‬وعظِةً للمتّعظي ‪ ،‬وعبةً للمعتبين ‪.‬‬
‫والشاهد ‪ :‬الرضا عن الِ ‪.‬‬
‫والذي ل يرضى ول يسّلمُ للمقدّر ‪ ،‬فإن استطاع أن يبتغي نفقا ف الرض أو‬
‫سُلّما ف السماء‪ ،‬وإن شاء‪﴿ :‬فَلَْيمْ ُددْ ِبسَبَبٍ إِلَى السّمَاء ُثمّ لَِيقْطَعْ َفلْيَن ُظرْ هَلْ ُيذْهَِبنّ‬
‫مَا َيغِيظُ﴾‬ ‫كَ ْيدُهُ‬
‫*****************************************‬
‫***‬
‫وقفــــــة‬
‫قال أبو عليّ بنِ الشبل ‪:‬‬
‫وَعْدا فخياتُ النانِ عِداتُ‬ ‫وإذا همت فناجِ نفسك بالُن‬
‫حت تزول بمّك الوقاتُ‬ ‫واجعلْ رجاءك دُون يأسِك جُنّةً‬
‫لسّادُ والشّمّاتُ‬
‫جلساؤُك ا ُ‬ ‫واسترْ عن الُلَساءِ بثّك إنا‬
‫للحيّ منْ قبلِ الماتِ ماتُ‬ ‫ودعِ التوقّع للحوادثِ إنه‬
‫ف أهلِهِ ما للسرورِ ثباتُ‬ ‫فالمّ ليس لهُ ثباتٌ مثلِ ما‬
‫ل تصْفُ للمتيقظي حياةُ‬ ‫لول مغالطةُ النفوسِ عقولا‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫اتاذُ القرار‬
‫ِإنّ ال ّلهَ ُيحِبّ اْلمُتَوَكّ ِليَ ﴾ ‪.‬‬ ‫﴾‪﴿.‬‬ ‫﴿ فَِإذَا َعزَمْتَ فَتَوَكّ ْل عَلَى ال ّلهِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إن كثيا منا يضطربُ عندما يريد أن يتخذ قرارا ‪ ،‬فيصيبُه القلقُ والي ُة والرباكُ‬
‫والشكّ ‪ ،‬فيبقى ف ألٍ مستمرٍ وف صداعٍ دائمٍ ‪ .‬إن على العبدِ أن يشاور وأن يستخي‬
‫الَ ‪ ،‬وأن يتأمّل قليلً ‪ ،‬فإذا غلب على ظنه الرأيُ الصوبُ والسلكُ الحسنُ أقدم بل‬
‫إحجام ‪ ،‬وانتهى وقتُ الشاورةِ والستخارةِ ‪ ،‬وَعَزَم وتوكّل ‪ ،‬وصمّم َوجَزَم ‪ ،‬لينهي‬
‫حياة التردّد والضطرابِ ‪.‬‬
‫لقد شاور الناس وهو على النب يوم ُأحُد ‪ ،‬فأشاروا بالروجِ‪ ،‬فلبس لمته‬
‫وأخذ سيفه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لعلّنا أكرهناك يا رسول ال ؟ لو بقيت ف الدينةِ ‪ .‬قال ‪ (( :‬ما‬
‫على‬ ‫كان لنب إذا لبس لمته أن ينعها حت يقضي الُ بينه وبي عدوّهِ )) ‪ .‬وَ َعزَم‬
‫الروجِ ‪.‬‬
‫إن السألة ل تتاجُ إل ترددٍ ‪ ،‬بل إل مضا ٍء وتصميمٍ وعزمٍ أكيدٍ ‪ ،‬فإن الشجاعة‬
‫والبسالة والقيادة ف اتاذِ القرارِ ‪.‬‬
‫مع أصحابِه الرأي ف بدرٍ ‪ ﴿ :‬وَشَاوِ ْر ُهمْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ ‪ ﴿ ،‬وََأ ْمرُ ُهمْ‬ ‫تداول‬
‫وأقدم ‪ ،‬ول يلوِ على شيءٍ ‪.‬‬ ‫شُورَى ﴾ ‪ ،‬فأشارُوا عليه فَعَزَم‬
‫ت للجهدِ ‪،‬‬
‫إن التردّد فسادٌ ف الرأيِ ‪ ،‬وبرو ٌد ف المّةِ ‪ ،‬وَخَورٌ ف التصميمِ وشَتا ٌ‬
‫وإخفاقٌ ف السّيْرِ ‪ .‬وهذا التردّدُ مرضٌ ل دواء له إل العزمُ والزمُ والثباتُ ‪ .‬أعرفُ‬
‫أناسا من سنواتٍ وهم يُقدِمون ويُحجمون ف قراراتِ صغيةٍ ‪ ،‬وف مسائل حقيةٍ ‪ ،‬وما‬
‫أعرفُ عنهم إل روح الشكّ والضطرابِ ‪ ،‬ف أنفسِهم وف من حولم ‪.‬‬
‫إنم سحوا للخفاقِ أن يصل إل أرواحِهم َف َوصَلَ ‪ ،‬وسحُوا للتشّتتِ ليزور‬
‫أذهانم فزار ‪.‬‬
‫إنه يب عليك بعد أن تدرس الواقعة ‪ ،‬وتتأمّل السألة ‪ ،‬وتستشي أهل الرأي‪،‬‬
‫ت والرضِ ‪ ،‬أن تُقدِم ول تُحجِم ‪ ،‬وأن تُنْفِذ ما ظهر لك عاجلً‬ ‫وتستخي ربّ السماوا ِ‬
‫غي آجلٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫وقف أبو بكر الصدّيق يستشيُ الناس ف حروبِ الردةِ ‪ ،‬فأشار الناسُ كلهم عليه‬
‫بعدمِ القتالِ ‪ ،‬لكنّ هذا الليفة الصدّيق انشرح صدرُه للقتالِ ‪ ،‬لن هذا إعزازٌ للسلمِ ‪،‬‬
‫وق ْطعٌ لدابر الفتنةِ ‪ ،‬وسحقٌ للفئاتِ الارجةِ على قداسةِ الدينِ ‪ ،‬ورأى بنورِ الِ أن‬
‫القتال خيٌ ‪ ،‬فصمّم على رأيه ‪ ،‬وأقسم ‪ :‬والذي نفسي بيدهِ ‪ ،‬لُقاتلنّ من فرّق بي‬
‫الصلةِ والزكاةِ ‪ ،‬وال لو منعون عقالً كانوا يؤدّونه لرسو ِل ال لقاتلتُهم عليه ‪ .‬قال‬
‫عمر ‪ :‬فلما علمتُ أن ال شرح صدر أب بكر ‪ ،‬علمتُ أنه القّ ‪ .‬ومضى وانتصر وكان‬
‫رأيهُ الطيب البارك ‪ ،‬الصحيح الذي ل لُبْس فيه ول ِع َوجَ ‪.‬‬
‫إل مت نضطربُ ؟ وإل مت نراوحُ ف أماكنِنا ؟ وإل مت نتردّد ف اتاذِ القرارِ ؟‬
‫فإنّ فساد الرأي أنْ تتردّدا‬ ‫إذا كنت ذا رأي فكنْ ذا عزيةٍ‬
‫إنّ منْ طبيعةِ النافقي إفشال الطّةِ بكثرةِ تكرارِ القولِ ‪ ،‬وإعادةِ النظرِ ف الرأي ‪:‬‬
‫﴿‬ ‫‪.‬‬ ‫ا ْلفِتَْنةَ ﴾‬ ‫ضعُواْ ِخلَلَ ُكمْ يَ ْبغُونَكُمُ‬
‫﴿لَوْ َخرَجُواْ فِيكُم مّا زَادُو ُكمْ إِلّ خَبَالً ولَوْ َ‬
‫اّلذِينَ قَالُواْ لِخْوَاِنهِمْ وَ َق َعدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُِتلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا َعنْ أَنفُسِ ُكمُ اْلمَوْتَ إِن‬
‫كُنُتمْ صَادِ ِقيَ﴾‪.‬‬
‫إنم يصطحبون « لو » دائما ‪ ،‬ويبون « ليت » ويعشقون « لع ّل » فحياتُهم‬
‫مبنيةٌ على التسويقِ ‪ ،‬وعلى القدامِ والحجامِ ‪ ،‬وعلى التذبذبِ ‪ّ ﴿ ،‬مذَْبذَبِيَ بَ ْينَ ذَلِكَ‬
‫‪.‬‬ ‫هَـؤُلء ﴾‬ ‫لَ إِلَى هَـؤُلء وَلَ إِلَى‬
‫مرةً معنا ومرةً معهم ‪ ،‬مرةً هنا ومرةً هناك ‪.‬‬
‫كما ف الديثِ ‪ (( :‬كالشاة العائرةِ بي القطيعي من الغنمِ )) وهو يقولون ف‬
‫‪ .‬وهم كاذبون على الِ ‪ ،‬كاذبون‬ ‫كمْ ﴾‬
‫لّتَّبعْنَا ُ‬ ‫لَوْ َنعْ َلمُ قِتَالً‬ ‫﴿‬ ‫ت الزماتِ ‪:‬‬
‫أوقا ِ‬
‫على أنفسهم ‪ ،‬فهم يسرون وقت الزمةِ ‪ ،‬ويأتون وقت الرخاءِ وأحدُهم يقول ‪ ﴿ :‬اْئذَن‬
‫﴿‬ ‫لّي وَلَ َتفْتِنّي ﴾ ‪ .‬إنه ل يتخذ إل قرار الخفاقِ والحباطِ ‪ .‬ويقولون ف الحزابِ ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫إِنّ بُيُوتَنَا عَوْ َرةٌ َومَا هِيَ ِبعَوْرَةٍ ﴾ ‪ .‬ولكنّه التخلصُ من الواجبِ ‪ ،‬والتملّصُ من القّ‬
‫البيِ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫اثبتْ أُحُـدُ‬
‫إنّ منْ طبيعِة الؤمنِ ‪ :‬الثبات والتصميم والزم والعزم ‪ ﴿ ،‬إِّنمَا اْلمُ ْؤمِنُونَ اّلذِينَ‬
‫آمَنُوا بِال ّلهِ وَرَسُوِلهِ ُثمّ َلمْ َيرْتَابُوا ﴾ ‪ ،‬أما أولئك ‪َ ﴿ :‬ف ُهمْ فِي رَيِْب ِهمْ يََت َر ّددُونَ ﴾ ‪ ،‬وف‬
‫قرارِهم يضطربون ‪ ،‬وعلى أدبارِهم ينكصون ‪ ،‬ولعهودِهم ينقضون ‪ .‬إن عليك أيّها العبدُ‬
‫ق الصوابِ ‪ ،‬وظهر لك غالبُ الظنّ ‪ ،‬وترجّح لديك النفعُ ‪ ،‬أن تُقدِم بل‬ ‫إذا لع بار ُ‬
‫التوا ٍء ول تأخّرٍ ‪.‬‬
‫وامضِ كالسيف على كفّ البطلْ‬ ‫ح ليتا وسوفا ولعلْ‬‫اطّر ْ‬
‫لقد تردّدَ رجلٌ ف طلق زوجته الت أذاقْته المرّيْن ‪ ،‬وذهب إل حكيمٍ يشتكيه ‪،‬‬
‫قال‪ :‬كم لك من سنة مع هذه الزوجةِ ؟ قال ‪ :‬أربع سنواتٍ ‪ .‬قال ‪ :‬أربع سنواتٍ وأنت‬
‫سمّ ؟!‬
‫تتسي ال ّ‬
‫صحيحٌ أن هناك صبا وتمّلً وانتظارا ‪ ،‬لكن إل مت ؟ إن الفطِن يعلمُ أن هذا‬
‫المرين يتمّ أو ل يتمّ ‪ ،‬يصلحُ أو ل يصلحُ ‪ ،‬يستمرّ أو ل يستر ‪ ،‬فْليتخذْ قرارا ‪.‬‬
‫والشاعرُ يقولُ ‪:‬‬
‫ـ ِه النفسُ تعجلُ الفراقِ‬ ‫وعلجُ ما ل تشْتهِيـ‬
‫سيِ واستقراءِ أحوالِ الناسِ ‪ ،‬أن الرباك والية يأتيهم ف‬‫والذي يظهرُ من ال ّ‬
‫مواقف كثيةٍ ‪ ،‬لكن غالب ما يأتيهم ف أربعِ مسائل ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ف الدراس ِة واختيا ِر التخصّصِ ‪ ،‬فهو ل يدري أيّ قسم يسلكُه ‪ ،‬فيبقى‬
‫ف ذلك فترةً ‪ .‬وعرفتُ ُطلّبا ضيّعُوا سنواتٍ بسبب تردّدِهم ف القسامِ ‪ ،‬وف‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الكلياتِ ‪ ،‬فيبقى بعضهم مترددا قبل التسجيل ‪ ،‬حت يفوته التسجيلُ ‪ ،‬وبعضُهم يدخ ُل‬
‫ف قسمٍ سنةً أو سنتي ‪ ،‬فيتضي الشريعة ث يرى القتصاد ‪ ،‬ث يعودُ إل الطبّ ‪ ،‬فيذهبُ‬
‫عمرُ َش َذرَ َم َذرَ ‪.‬‬
‫ولو أنه درس أمره وشاور واستخار ال ف أولِ أم ِرهِ ‪ ،‬ث ذهب ل يلوي على‬
‫شيء ‪ ،‬لحرز عمره وصان وقته ‪ ،‬ونال ما أراد من هذا التخصّصِ ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬العملُ الناسبُ ‪ ،‬فبعضهم ل يعرفُ ما هو العمل الذي يناسبُه ‪ ،‬فمرةً‬
‫يعتنقُ وظيفةً ‪ ،‬ث يتركُها ليذهب إل شركةٍ ‪ ،‬ث يهجرُ الشركة إل عمل تاري بتٍ ‪،‬‬
‫س والفقرِ ث يلزمُ بيته مع صفوفِ العاطلي ‪.‬‬ ‫ث يصلُ على العدمِ والفل ِ‬
‫ب رزقٍ فلْيلزمْهُ ‪ ،‬فإنّ رزقه منْ هذا الكانِ ‪ ،‬ومنْ‬
‫وأقولُ لؤلءِ ‪ :‬من فُتح له با ُ‬
‫لزم بابا أُوت سهولته وفَتْحه وحكمته ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬الزواجُ ‪ ،‬وأكثرُ ما يأت الشباب الي ُة والضطرابُ ف مسألةِ اختيارِ‬
‫الزوجةِ ‪ ،‬وقد يدخلُ رأي الخرين ف الختيارِ ‪ ،‬فالوالدُ يرى لولدهِ امرأ ًة غي الت يراها‬
‫البنُ أو الت تراها المّ ‪ ،‬فربا وافق البنُ رغبة والدِه ‪ ،‬فيحصلُ ما ل يريدُه ‪ ،‬وما يبّه ‪،‬‬
‫وما ل يقدمُه ‪.‬‬
‫ونصيحت لؤلءِ أن ل يُقدمُوا ف مسألة الزواجِ بالصوصِ إل على ما يرتاحون‬
‫لسْنِ والوافقةِ ‪ ،‬لن السألة مسأل ُة مصيِ امرأةٍ ل مكان للمجازفةِ‬ ‫إليه ف جانبِ الدين وا ُ‬
‫با ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬تأت اليةُ والضطرابُ ف مسألةِ الطلقِ ‪ ،‬فيوما يرى الفراق ويوما‬
‫يرى العايشة ويوما يرى أن يُنهي العايشة ‪ ،‬وآخر يرى أن يقطع البْل ‪ ،‬فيصيبه من‬
‫العياء ‪ ،‬و ُحمّى الروحِ ‪ ،‬وفسادِ الرأي ‪ ،‬وتشّتتِ المرِ ‪ ،‬ما الُ به عليمٌ ‪.‬‬
‫إن على العبدِ أن يُنهي هذه الضوائق النفسية بقرارِه الصارمِ ‪ ،‬إن العمر واحدٌ ‪،‬‬
‫وإن اليوم لن يتكرّر ‪ ،‬وإن الساعة لن تعود ‪ ،‬فعليه أن يعيشها سعاد ًة يشارك فيها‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫بنفسِه ‪ ،‬يشاركُ بنفسِه ف استجلبِ هذه السعادةِ ‪ ،‬وتأت هذه السعادةُ باتا ِذ القرارِ ‪.‬‬
‫إن العبد السلم إذا همّ وعزم وتوكل على الِ بعد أن يستخي ويُشاوِر ‪ ،‬صار كما قال‬
‫الول ‪:‬‬
‫وأعرض عن ذكْ ِر العواقبِ جانبا‬ ‫إذا همّ ألقى بي هّيْه عينهُ‬
‫إقدا ٌم كإقدام السيل ‪ ،‬ومضا ٌء كمضاءِ السيفِ ‪ ،‬وتصميمٌ كتصميمِ الدهرِ ‪،‬‬
‫ق كانطلقِ الفجرِ ‪َ ﴿ ،‬فأَ ْجمِعُواْ َأ ْمرَ ُكمْ وَ ُشرَكَاء ُكمْ ُثمّ لَ يَ ُكنْ َأ ْمرُ ُكمْ عَلَيْ ُكمْ‬
‫وانطل ٌ‬
‫غُ ّمةً ُثمّ اقْضُواْ إِلَيّ وَلَ تُن ِظرُونِ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫******‬
‫كما تدين تُدان‬
‫عجبا لنا ! نريدُ من الناسِ أن يكونوا حلماء ون ُن نغضبُ ‪ ،‬ونريدُ منهم أن‬
‫يكونوا كرماء ونن نبخلُ ‪ ،‬ونريد منهم الوفاء بسن الخاءِ ‪ ،‬ونن ل نؤدي ذلك ‪.‬‬
‫وهل عُو ٌد يفوحُ بل دُخانِ‬ ‫تُريدُ مهذّبا ل عيب فيهِ‬
‫وقالوا ‪ :‬من لخيك كلّه ‪.‬‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫على شعثٍ أيّ الرجالِ الهذّبُ‬ ‫ولست ِب ُمسْتبْقٍ أخا ل تُلمّهُ‬
‫وقال ابنُ الروميّ ‪:‬‬
‫ـمهذّب ف الدنيا ولست مُهذّبا‬ ‫ومِ ْن عجبِ اليامِ أنّك تبتغي الـ‬
‫*****************************************‬
‫********‬
‫وقفــــةٌ‬
‫قال إيليا أبو ماضي ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫كيف تغدو إذا غدوت عليل‬ ‫أيّها الشاكي وما بك داءٌ‬
‫تتوقّى ‪،‬قبل الرحيلِ الرّحيل‬ ‫إنّ شرّ الُناةِ ف الرض نفسٌ‬
‫أن ترى فوقها الندى إكليل‬ ‫شوْك ف الورودِ‪ ،‬وتعمْى‬ ‫وترى ال ّ‬
‫مَنْ يظُنّ الياة عبئا ثقيل‬ ‫هو عبءٌ على الياةِ ثقيلٌ‬
‫ل يرى ف الوجودِ شيئا جيل‬ ‫والذي نفسُهُ بغي جالٍ‬
‫ل تفْ أنْ يزول حت يزُول‬ ‫فتمتّ ْع بالصّبحِ ما دُمت فيهِ‬
‫قصّر البحث فيه كيْل يطُول‬ ‫وإذا ما أظلّ رأْسك همّ‬
‫فمِن العارِ أن تظلّ جهُول‬ ‫أدركتْ كُْنهَهَ طيورُ الرّواب‬
‫تِذتْ فيه َمسْرَحا ومقيل‬ ‫ما تراها والقلُ ِملْكُ سواها‬
‫*****************************************‬
‫*****‬
‫ضريبةُ الكلمِ اللّبِ‬
‫إنّ سعادتنا تكم ُل ف قيامِنا بواجبنا مع خالقِنا ‪ ،‬ث مع خلْقِه ‪ ،‬مع الِ ث مع‬
‫النسانِ ‪ .‬إن الكلم سهلٌ نطقُه وتبيُه وزخرفتُه ‪ ،‬لكن الصعب من ذلك صياغتُه ف‬
‫مُثُلٍ عليا من الصفاتِ الميد ِة والعمالِ الليلةِ ﴿ أَتَ ْأ ُمرُونَ النّاسَ بِالِْبرّ وَتَنسَوْنَ‬
‫‪.‬‬ ‫الْكِتَابَ أَ َفلَ َت ْعقِلُونَ ﴾‬ ‫أَن ُفسَكُمْ وَأَنُتمْ تَتْلُونَ‬
‫ف التارك له ‪ ،‬والناهي عن النكرِ الفاعل له ‪ ،‬يُوض ُع – كما ف‬ ‫إ ّن المر بالعرو ِ‬
‫الديث الصحيح – يوم القيامةِ ف النارِ ‪ ،‬فيدورُ بأمعائِه كما يدورُ المارُ برحاهُ ‪،‬‬
‫فيسأله أهلُ النارِ عن سرّ هلِكه ‪ ،‬فقال ‪ :‬كنتُ آمرُكم بالعروفِ ول آتيهِ ‪ ،‬وأناكُم عن‬
‫النكرِ وآتيةِ ‪.‬‬
‫ل لنفسِك كان ذا التعليمُ‬‫هّ‬ ‫يا أيّها الرجلُ العّلمُ غَيهُ‬
‫وقف الوعظُ الشهيُ أبو معاذ الرازي فبكى وأبكى الناس ‪ ،‬ث قال ‪:‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫طبيبٌ يداوي الناس وهُو علي ٌل‬ ‫وغيُ نقيّ يأمرُ الناس بالتقى‬
‫كان بعضُ السلفِ إذا أراد أن يأمر الناس بالصدقةِ ‪ ،‬تصدّق هو أولً ‪ ،‬ث أمرهم ‪،‬‬
‫فاستجابُوا طواعيةً ‪.‬‬
‫وقرأتُ أن واعظا ف عهدِ القرونِ الفضّلةِ ‪ ،‬أراد أن يأمر الناس بالعِتْقِ ‪ ،‬وقد‬
‫طلب منه كثيٌ من الرقيق أن يسأل الناس ذلك ‪ ،‬فجمع نقودا ف وقتٍ طويل ث أعتق‬
‫رقبةً ‪ ،‬ث أمّ فأمرَ بالعِتْق ‪ ،‬فاقتدى الناسُ وأعتقُوا رقابا كثية ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫الراحةُ ف النّةِ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫﴿ َل َقدْ خَ َلقْنَا الْإِنسَانَ فِي كََبدٍ‬
‫يقولُ أحدُ بنُ حنبلَ ‪ ،‬وقد قيل له ‪ :‬مت الراحةُ ؟ قال ‪ :‬إذا وضعت قدمك ف‬
‫النةِ ارتت ‪.‬‬
‫ث ومصائبُ‬ ‫ت وزعازعُ وفتٌ وحواد ُ‬ ‫ل راحة قبل النةِ ‪ ،‬هنا ف الدنيا إزعاجا ُ‬
‫ونكباتُ ‪ ،‬مَ َرضٌ وه ّم وغمّ وحزنٌ ويأسٌ ‪.‬‬
‫صفوا من القذا ِء والكدارِ‬ ‫طُبِ َعتْ على كدرٍ وأنت تريدُها‬
‫أخبن زميلُ دراسةٍ من نيجييا ‪ ،‬وكان رجلً صاحب أمانةٍ ‪ ،‬أخبن أن أمّه‬
‫كانت تُوقظُه ف الثلثِ الخي ‪ ،‬قال ‪ :‬يا أمّاهُ ‪ ،‬أريد الراحة قليلً ‪ .‬قالت ‪ :‬ما أوقظك‬
‫إل لراحتِك ‪ ،‬يا بن إذا دخلت النة فارتحْ ‪.‬‬
‫كان مسروقٌ – أحدُ علماءِ السلفِ – ينامُ ساجدا ‪ ،‬فقال له أصحابهُ ‪ :‬لو‬
‫أرحت نفسك ‪ .‬قال ‪ :‬راحتها أريدُ ‪.‬‬
‫إن الذين يتعجّلون الراحة بتركِ الواجبِ ‪ ،‬إنا يتعجّلون العذاب حقيقةً ‪.‬‬
‫إنّ الراحةً ف أداءِ العمل الصالِ ‪ ،‬والنفعِ التعدّي‪ ،‬واستثمارِ الوقتِ فيما يقرّبُ من‬
‫الِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫رَبّنَا عَجّل لّنَا قِطّنَا‬ ‫﴿‬ ‫إ ّن الكافر يريدُ حظّه هنا ‪ ،‬وراحتَهُ هنا ‪ ،‬ولذلك يقولون ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫حسَابِ ﴾‬
‫اْل ِ‬ ‫قَبْلَ يَوْمِ‬
‫قال بعضُ الفسّرين ‪ :‬أي ‪ :‬نصيبنا من الَيْرِ وحظّنا من الرزقِ قبل يومِ القيامةِ ‪.‬‬
‫﴿ إِنّ َهؤُلَاء ُيحِبّونَ اْلعَاجِ َلةَ ﴾ ‪ ،‬ول يفكّرون ف الغدِ ول ف الستقبلِ ‪ ،‬ولذلك‬
‫خسرُوا اليوم والغد ‪ ،‬والعمل والنتيجة ‪ ،‬والبداية والنهاية ‪.‬‬
‫ب مكدّرٌ ‪ ،‬وهي مزاجٌ ملوّن ل‬ ‫وهكذا خُلقتِ الياةِ ‪ ،‬خاتتُها الفناءُ فهي شر ٌ‬
‫تستقرّ على شيء ‪ ،‬نعمةٌ ونقمةٌ ‪ ،‬شدّةٌ ورخاءٌ ‪ ،‬غنً وفقرٌ ‪.‬‬
‫هذه هي النهاية ‪:‬‬
‫حقّ أَلَ َلهُ اْلحُ ْكمُ وَهُوَ أَ ْس َرعُ اْلحَاسِِبيَ ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ ُثمّ ُردّواْ إِلَى ال ّلهِ مَوْلَ ُهمُ اْل َ‬
‫*****************************************‬
‫*****‬
‫وقفـــــةٌ‬
‫قال إيليا أبو ماضي ‪:‬‬
‫والرضُ ملكُك والسما وال ُنمْ؟‬ ‫كمْ تشتكي وتقولُ إنك م ُعدِمُ‬
‫ونسيمُها والبُلْبلُ الترّنمُ‬ ‫ولك القولُ وزهرُها وأريُها‬
‫س فوقك عسْجدٌ يتضرّمُ‬ ‫والشم ُ‬ ‫والاءُ حولك فضّةٌ رقْراقةٌ‬
‫دورا مزخرفةً وحينا ي ْهدِمُ‬ ‫والنورُ يبن ف السّفوح وف الذّرا‬
‫سمُ ؟‬ ‫وتبسّمتْ فعلم ل تتب ّ‬ ‫شتْ لك الدنيا فما لك واجا ؟‬ ‫هّ‬
‫هيهات يُرجعُه إليك تََندّمُ‬ ‫إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى‬
‫هيهات ينعُ أنْ يِ ّل تهّمُ‬ ‫أو كنت تُشفقُ من حلولِ مصيبةٍ‬
‫شاخ الزمانُ فإنه ل َيهْرَمُ‬ ‫أو كنت جاوزت الشباب فل تقلْ‬
‫لسْنِها تتكّلمُ‬ ‫صورٌ تكادُ ِ‬ ‫انظرْ فما زالتْ ُتطِلّ من الثّرى‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫*****************************************‬
‫*********‬
‫ي على حصو ِل القصودِ‬
‫ال ّرفْقُ يُع ُ‬
‫مرّتْ آثارٌ ونصوصٌ ف الرفقِ ‪ ،‬والرفقُ شفيعٌ ل يُرَدّ ف طلبِ الاجاتِ ‪ ،‬ولك أن‬
‫حسْبُ ‪ ،‬ل‬ ‫تعلم أن الطريق الضيق بي جدارين ‪ ،‬الذي ل يتسع إل لرور سيارةٍ واحد ٍة َف َ‬
‫تدخلُها هذه السيارة إل برفقٍ من قائدِها وحذرٍ وتوقّ ‪ ،‬بينما لو أقبل با مسرعا وأراد‬
‫الرور من هذا الكان الضيقِ لصطدم يْنةً وَيسْرَةً وتعطلتْ سيارتُه ‪ ،‬والطريقُ ل يزِد ول‬
‫ينقصْ ‪ ،‬والسيارةُ هي هي ‪ ،‬لكنّ الطريقة هي الت اختلفت‪ ،‬تلك برفقٍ وهذه بشدّةٍ ‪.‬‬
‫والشجرةُ الصغيةُ الت نغرسُها ف حوضِ فناءِ أحدِنا ‪ ،‬إذا سكبت عليها الاء شيئا فشيئا‬
‫تشربُ منه وينفعُها ‪ ،‬فإذا أخذت كميةً من هذا الاء بعينهِ وحجْمه وألقيته دفعةً واحدة‬
‫لقتلعت هذه النبتة من مكانِها ‪ ،‬إن كمية الاءِ واحدةٌ ولكن السلوب تغيّر ‪.‬‬
‫إن م ْن يلعُ ثوبه برفقٍ يضمنُ سلمة ثوبِه ‪ ،‬خلف من يذِبُه بقوةٍ ويسحبُه‬
‫بسرعةٍ ‪ ،‬فإنه يشكو من تق ّطعِ أزرارِه وت ّزقِهِ ‪.‬‬
‫ومن اللطائف ف انكشافِ َعدَ َم صدقِ إخوةِ يوسف ف ميئِهم بثوبِهِ ‪ ،‬وز ْعمِهم‬
‫ب كما‬ ‫أن الذئب أكله ‪ :‬أنم خلعُوا الثوب برفق فلم يصل فيه شقوقٌ ‪ ،‬ولو أكله الذئ ُ‬
‫زعموا لزّق الثوب كلّ مزّقٍ ‪ ،‬ول يلْعْه خلْعا ‪.‬‬
‫إن حياتنا تتاجُ إل رفقٍ نرفقُ بأنفسِنا ‪ (( :‬وإن لنفسِك عليك حقا )) ‪ .‬نرفقُ‬
‫بإخواننا ‪ (( :‬إن ال رفيق يب الرفق )) ‪ .‬نرفقُ بالرأةِ ‪ (( :‬رفقا بالقواريرِ )) ‪.‬‬
‫على السورِ الشبيِة الت بناها التراكُ على مراتِ النارِ ‪ ،‬مكتوبٌ ف أول‬
‫السرِ ‪ :‬رفقا رفقا ‪ .‬لن الارّ بدو ٍء ل يسقطُ ‪،‬أما السرعُ فجديرُ أن يهوي إل مستقرّ‬
‫النهر ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ي كان يسكنُ ف مدينة « السلمية » ‪ ،‬وله درّاج ٌة‬ ‫وف مذكّراتٍ لديب سور ّ‬
‫ناريةٌ ‪ ،‬أراد أن يعب با على جسر بناه التراكُ من الشبِ على النهرِ ‪ ،‬وهم بنوْه لن‬
‫أراد أن يشي بدراجته متئدا متأنيا ‪ ،‬قال هذا الرجل ‪ :‬فذهبتُ مسرعا على جسري ‪،‬‬
‫فلما أصبحتُ من أعلى السرِ متوسّطا النهر ‪ ،‬نظرتُ َيمْنَةً ويَسْ َرةً ‪ ،‬وأنا ل أرفقْ بنفسي‬
‫ول بدراجت فاضطربتْ ب واختلّ نظري ‪ ،‬فوقعتُ بدراجت ف النهرِ ‪ ...‬وكانت قصةً‬
‫طويلة ‪.‬‬
‫إنّ على مداخلِ حدائقٍ الزهو ِر والورود ف بعضِ مدنِ أوروبة ‪ :‬لوحةٌ مكتوب‬
‫فيها ‪« :‬تَ َرفّقْ» ‪ ،‬لن الداخل مسرعا ل يرى ذاك النبت الميل ول يضمنُ سلمة ذاك‬
‫الوردِ الباهي ‪ ،‬فيحصل الدعس والدفس والبادة ‪ ،‬لنه ما رفق ول تأنّى ‪.‬‬
‫هناك معادلة تربوية تقول ‪ :‬إن العصفور تربوية تقول ‪ :‬إن العصفور ل يترفّقُ‬
‫كالنحلة ‪ .‬وف الديث ‪ (( :‬الؤمنُ كالنحلة ‪ ،‬تأك ُل طيبا وتض ُع طيبا ‪ ،‬وإذا وقعتْ‬
‫سرِه )) ‪ .‬فالنحلة ل ُتحِسّ با الزهرةُ أبدا ‪ ،‬وهي تعلقُ الرحيق بدوء ‪،‬‬
‫على عُودٍ ل تك ْ‬
‫وتنالُ مطلوبا برفقٍ ‪ .‬والعصفورُ على ضآلةِ جسمِه يبُ الناس بنولِه على سنابل ‪ ،‬فإذا‬
‫أراد النول سقط سقوطا ‪ ،‬ووثب وثْبا ‪.‬‬
‫ول أزالُ أذكرُ قصة الرسّام النديّ ‪ ،‬وقد رسم لوحةً بديعة السنِ ملخّصها ‪:‬‬
‫سنبلةُ قمح عليها عصفو ٌر قد وقع ‪ ،‬وهذه السنبلة مليئةٌ بالبّ ‪ ،‬مترعرع ُة النموّ ‪ ،‬باسقةُ‬
‫الطولِ ‪ ،‬وعلّقها اللِكُ على جدارِ ديوانِه ‪ ،‬ودخل الناسُ يهنّئون اللك بذه اللوحةِ‬
‫ويشكرون الرسّام على حسنِها ‪ ،‬ودخل رج ٌل فقيٌ مغمورٌ ف وسطِ الزحامِ فاعترض‬
‫على اللوحةِ ‪ ،‬وأخبَ أنا خطٌأ ‪ ،‬وضجّ الناسُ به وصجّوا ‪ ،‬لنه خالف الجاع‪،‬‬
‫فاستدعاه اللكُ برفقٍ وقال ‪ :‬ما عندك؟ قال ‪ :‬هذه اللوحةُ خطٌأ رسُها ‪ ،‬وَغَلطٌ عرْضها ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وِلمَ ؟ قال ‪ :‬لنّ الرسام رسمَ العصفور على السنبلةِ وترك السنبلة مستقيمةً متدةً ‪،‬‬
‫وهذا خطٌأ ‪ ،‬فإنّ العصفور إذا نزل على سنبلة القمحِ أمالا‪ ،‬وأخضعها ‪ ،‬لنه ثقيلٌ ل‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫يلكُ الرفق ‪ .‬قال اللكُ ‪ :‬صدقت ‪ .‬وقال الناسُ‪ :‬صدقت ‪ .‬وأنزل الّلوْحة ‪ ،‬وسُحبت‬
‫الائزةُ من الرسامِ ‪.‬‬
‫إنّ الطباء يُوصون بالرفقِ ف تناولِ العلجِ ‪ ،‬وف مزاولةِ العم ِل والخذِ‬
‫والعطاءِ ‪.‬‬
‫فذاك يقلعُ ظفْره بيده ‪ ،‬وذاك يباشرُ سِنّه بنفسِه ‪ ،‬وآخر يَغُصّ باللقمة ‪ ،‬لنه‬
‫َأ َكبَها وما أحسن مضْغها ‪.‬‬
‫إن الاء يترفّقُ ‪ ،‬وإن الريح تُزم ُر فتدمّرُ ‪ .‬قرأتُ لبعضِ السلفِ أنه قال ‪ :‬إن مِن‬
‫فِقْهِ الرجل ِرفْقَهُ ف دخولِه وخروجِه منه ‪ ،‬وارتداءِ ثوبِه و َخ ْلعِ نعلِه وركوبِ دابتهِ ‪.‬‬
‫إن ال َعجَلةَ والوجَ والطيْشَ ف أخذ المورِ وتناولِ الشياء ‪ ،‬كَفِيلةٌ بصولِ الضررِ‬
‫وتفويتِ النفعِة ‪ ،‬لن الَيْرَ بُن على الرفقِ ‪ (( :‬ما كان الرفقُ ف شيء إلّ زانه ‪ ،‬وما‬
‫نُزع الرفقُ من شيء إلّ شانهُ )) ‪.‬‬
‫إنّ الرفق ف التعاملِ تُذعنُ له الرواحُ ‪ ،‬وتنقادُ له القلوبُ ‪ ،‬وتشعُ له النفوسُ ‪.‬‬
‫إن الرفيق من البشرِ مِفتاحٌ لكلّ خَيْرٍ ‪ ،‬تستسلمُ له النفوسُ الستعصية ‪ ،‬وتثوبُ‬
‫إليه القلوبُ الاقدةُ ‪ ﴿ ،‬فَِبمَا رَ ْح َمةٍ ّمنَ ال ّلهِ لِنتَ َل ُهمْ وََلوْ كُنتَ فَظّا غَلِيظَ اْلقَلْبِ‬
‫لَنفَضّواْ ِمنْ حَوْلِكَ ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************************‬
‫**‬
‫وقفــــةٌ‬
‫طه حسي يتحدّثُ بصيغةِ الغائب ‪:‬‬
‫« كان يرى نفسه إنسانا من الناسِ وُلد كما يُولدون ‪ ،‬وعاش كما يعيشون ‪،‬‬
‫يقسّم الوقت والنشاط فيما يقسّمون فيه وقتهم ونشاطهم ‪ ،‬ولكنه ل يكنْ يأنسُ إل أحدٍ‬
‫‪ ،‬ول يكنْ يطمئنّ إل شيء ‪ ،‬قد ضُرِب بينه وبي الناسِ والشياء حجابٌ ظاهرُه الرضا‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والمنُ ‪ ،‬وباطنُه من قِبَلِه السخطُ والوفُ والقلقُ واضطرابُ النفسِ ‪ ،‬ف صحراء‬
‫موحشة ل تدّها الدودُ ‪ ،‬ول تقومُ فيها العلم ‪ ،‬ول يتبيّن فيها طريقه الت يكنُ أن‬
‫يسلكها ‪ ،‬وغايته الت يكن أن ينتهي إليها » ‪.‬‬
‫يقولُ شيخُ السلمِ ابنُ تيميةَ ‪ « :‬إنا ترّ بالقلبِ لظاتٌ من السرور أقول ‪ :‬إن‬
‫كان أهلُ النة ف مِثْ ِل هذا العيش ‪ ،‬إنّهم لفي عيشٍ طّيبٍ » ‪.‬‬
‫وقال إبراهيم بن أدهم ‪ « :‬نن ف عيش لو علم به اللوكُ لالدونا عليه بالسّيوفِ‬
‫»‪.‬‬
‫************************************‬
‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫حت تكون أسعد الناس‬


‫•اليانُ ُيذْ ِهبُ الموم ‪,‬ويزيلُ الغموم ‪ ,‬وهو قرةُ عيِ الوحدين ‪ ,‬وسلوةُ العابدين ‪.‬‬
‫•ما مضى فاتَ ‪ ,‬وما ذهبَ ماتَ ‪,‬فل تفك ْر فيما مضى ‪ ,‬فقد ذهب وانقضى ‪.‬‬
‫ضجَرَ ‪.‬‬ ‫•ارض بالقضاءِ الحتومِ ‪ ,‬والرزقِ القسومِ ‪ ,‬كلّ شيءٍ بقدرٍ ‪ ،‬فد ِ‬
‫ع ال ّ‬
‫•أل بذكر الِ تطمئنّ القلوبُ ‪ ,‬وتطّ الذنوبُ ‪ ,‬وبه يرضى علّمُ الغيوبِ ‪ ,‬وبه تفرجُ‬
‫الكروبِ ‪.‬‬
‫•ل تنتظرْ شكرا من أحدٍ ‪ ,‬ويكفي ثواب الصمدِ ‪ ,‬وما عليك مّنْ جحدَ ‪ ,‬وحقدَ‪,‬‬
‫وحسدَ‪.‬‬
‫•إذا أصبحت فل تنتظرِ الساء ‪ ,‬وعشْ ف حدو ِد اليومِ ‪ ,‬وأجعْ هّك لصلحِ يومِك ‪.‬‬
‫•اتركِ الستقبلَ حت يأت ‪ ,‬ول تتمّ بالغدِ ؛ لنك إذا أصلحت يومك صلح َغدُكَ ‪.‬‬
‫•طهّرْ قلبك من السدِ‪ ,‬ونقّهِ من القدِ ‪ ,‬وأخرجْ منه البغضاء ‪ ,‬وأزلْ منه الشحناءَ‪.‬‬
‫•اعتزلِ الناس إل من خيٍ ‪ ,‬وكن جليس بيتِك ‪ ,‬وأقبلْ على شأنِك ‪ ,‬وقلّلْ من الخالطةِ‬
‫‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•الكتابُ أحس ُن الصحابِ ‪ ,‬فسامرِ الكتب ‪ ,‬وصاح ِ‬
‫ب العِ ْلمَ ‪ ,‬ورافقِ العرفة ‪.‬‬
‫•الكونُ بُن على النظامِ ‪ ,‬فعليك بالترتيبِ ف ملبسِك وبيتِك ومكتبِك وواجبِك ‪.‬‬
‫•اخرجْ إل الفضاءِ ‪ ,‬وطالعِ الدائق الغناء وتف ّرجْ ف خَ ْل ِق الباري وإبداعِ الالقِ ‪.‬‬
‫•عليك بالشي والرياضةِ ‪ ,‬واجتنبِ ال َكسَلَ والمولَ‪ ,‬واهجرِ الفراغَ والبطالةَ ‪.‬‬
‫•اقرأ التاريخَ ‪ ،‬وتفكرْ ف عجائبهِ ‪ ،‬وتدبْر غرائبَه واستمت ْع بقصصِه وأخبارِه ‪.‬‬
‫•جدّدْ حياتَك ‪ ,‬ونوّعْ أساليبَ معيشتِك ‪ ,‬وغيّرْ من الروتيِ الذي تعيشُه ‪.‬‬
‫ت والكثار منها كالشاي والقهوةِ‪ ,‬واحذرِ التدخي والشيشةَ وغَيْرَها‪.‬‬ ‫•اهجر النبها ِ‬
‫•اعتِ بنظافة ثوبِك وحسنِ رائحتِك وترتيبِ مظهرِك مع السواكِ والطيبِ ‪.‬‬
‫•ل تقرأْ بعض الكتبِ الت تربّي التشاؤمَ والحباطَ واليأسَ والقنوطَ ‪.‬‬
‫•تذكرْ أن ربّك واسعُ الغفرةِ يقبلُ التوبة ويعفو عن عباده ‪ ,‬ويبدلُ السيئاتِ حسناتٍ ‪.‬‬
‫ق والذريةِ‬
‫•اشك ُر ربّك على نعمةِ الدي ِن والعقلِ والعافي ِة والسّتْ ِر والسمعِ والبص ِر والرز ِ‬
‫وغيِها ‪.‬‬
‫صحّتَه أو هو مبوسٌ أو مشلولٌ أو مبتلًى ؟! ‪.‬‬ ‫•أل تعلمُ أن ف الناس من فَقَدَ عقله أو ِ‬
‫•عشْ مع القرانِ حفظا وتلوةٌ وساعا وتدبرا فإنه من أعظمِ العلجِ لطردِ الزنِ والمّ‬
‫‪.‬‬
‫•توكلْ على الِ وفوّضْ المرَ إليه ‪ ,‬وارضَ بكمِه ‪ ,‬والأ إليه ‪ ,‬واعتمْد عليه فهو‬
‫َحسْبُك وكافيكَ ‪.‬‬
‫•اعفُ عمّنْ ظَلمَك ‪ ,‬وصلْ من قطعَك ‪ ,‬وأعطِ من حرمَك ‪ ,‬واحلمْ على من أساءَ‬
‫إليكَ تدِ السرورَ والمنَ ‪.‬‬
‫ل » فإنا تشرحُ البا َل وتصلح الالَ ‪ ,‬وتُحمل با‬
‫•كَ ّررْ «ل حولَ ول قوَة إل با ِ‬
‫الثقالُ ‪ ,‬وترضي ذا اللل ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•أكثر من الستغفارِ ‪ ,‬فمعَه الرز ُ‬
‫ق والفرجُ والذريةُ والعِ ْلمُ الناف ُع والتيسيُ وحطّ الطايا‬
‫‪.‬‬
‫•اقن ْع بصورتِك وموهبتِك ودخلِك وأهلِك وبيِتك ت ِد الراحةَ والسعادةَ ‪.‬‬
‫•اعلم أن مع العسرِ يسرا ‪ ،‬وأن الفرجَ مع الكَرْبِ وأنه ل يدومُ الالُ ‪ ،‬وأن اليامَ‬
‫دولٌ ‪.‬‬
‫•تفاء ْل ول تقنطْ ول تيأسْ ‪ ,‬وأحسن الظنّ بربّك وانتظرْ منه كلّ خيٍ وجيلِ ‪.‬‬
‫•افرحْ باختيارِ الِ لك ‪ ,‬فإنك ل تدري بالصلحِة فقد تكونُ الشدةُ لك خيْرا من‬
‫الرخاء ‪.‬‬
‫•البلءُ يقرّبُ بينك وبي الِ ويعلّمك الدعاء ويذهبُ عنك الكِبْ َر والعُ ْ‬
‫جبَ وال َفخْرَ ‪.‬‬
‫•أنت تملُ ف نفسِك قناطي النعم وكنوز اليات الت وهبك ال إياها ‪.‬‬
‫•أحسن إل الناس وقدمِ الي للبشرِ ؛ لتلقى السعادة من عيادةِ مريضٍ وإعطاءِ فقيٍ‬
‫والرح ِة بيتيمٍ ‪.‬‬
‫•اجتنبْ سوء الظنّ ‪ ،‬واطرحِ الوهامَ ‪ ،‬واليال ِ‬
‫ت الفاسدةَ ‪ ،‬والفكارَ الريضةَ ‪.‬‬
‫•اعلم أنك لستَ الوحيدَ ف البلءِ ‪ ,‬فما َسِلمَ من المّ أحدٌ ‪ ,‬وما نا من الشدةِ َبشَرٌ ‪.‬‬
‫•تيقّن أن الدنيا دارُ منٍ وبلءٍ ومنغّصا ٍ‬
‫ت وكد ٍر فاقبلْها على حالِها واستعنْ بالِ ‪.‬‬
‫•تفكرْ فيمن سبقوك ف مسيةِ الياةِ مّن عُزِلَ وحُبِسَ وقت َل وامُْتحِنَ وابتل َي ونكبَ‬
‫وصودرَ ‪.‬‬
‫•كل ما أصابك فأجرُه على الِ من المّ والغمّ والزنِ والو ِ‬
‫ع والفقرِ والرضِ والدَيْنِ‬
‫والصائبِ ‪.‬‬
‫•اعلمْ أن الشدائد تفتحُ الساع والبصار وتيي القلبَ ‪ ،‬وتردعُ النفسَ ‪ ،‬وتذكر العبدَ‬
‫وتزيد الثوابَ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•ل تتوقعِ الوادثَ ‪ ,‬ول تنتظر السوءَ‪ ,‬ول تصدقِ الشائعاتِ ‪ ,‬ول تستسلمْ للراجيفِ‬
‫‪.‬‬
‫•أكثرُ ما يُخافُ ل يكونُ ‪ ,‬وغالبُ ما يُسمع من مكرو ٍه ل يقعُ ‪ ,‬وف الِ كفايةٌ‬
‫وعنده رعايةٌ ومنه ال َعوْنُ ‪.‬‬
‫•ل تالسِ البُغضاءَ والثُقلءَ وا َ‬
‫لسَدَة فإنم ُحمّى الروحِ ‪ ,‬وهمْ رُسُلُ ال َكدَرِ وحلةُ‬
‫الحزانِ ‪.‬‬
‫•حافظْ على تكبية الحرامِ جاعةً ‪ ,‬وأكثرِ الُ ْكثَ ف السجدِ ‪ ,‬وعوّد نفسَك البادرةَ‬
‫للصلةِ لتجدَ السرورَ ‪.‬‬
‫•إياك والذنوبَ ‪ ,‬فإنا مصد ُر المومِ والحزانِ ‪ ،‬وهي سبب النكباتِ ‪ ،‬وبابُ الصائبِ‬
‫والزماتِ ‪.‬‬
‫•داومْ على ﴿ل إَِلهَ إِلّ أَنْتَ سُ ْبحَاَنكَ إِنّي كُنتُ مِنْ الظّاِل ِميَ﴾ ‪ .‬فلها س ّر عجيبٌ ف‬
‫كشف الكْربِ ‪ ,‬ونبأٌ عظي ٌم ف رفعِ الحنِ ‪.‬‬
‫•ل تتأثْر من القولِ القبيحِ والكل ِم السيئِ الذي يقال فيك ‪ ،‬فإنه يؤذي قائلَه ول‬
‫يؤذيك ‪.‬‬
‫• َسبّ أعدائك لك وشتمُ حسّادِك يساوي قيمتَك ؛ لنك أصبحتَ شيئا مذكورا ‪،‬‬
‫ورجلً مهما ‪.‬‬
‫•اعلمْ أن من اغتابك فقد أهدَى لك حسناتِه ‪ ،‬وحطّ من سيئاتِك ‪ ،‬وجعلَك مشهورا‪،‬‬
‫وهذه نعمةٌ ‪.‬‬
‫•ل تشدّدْ على نفسِك ف العبادةِ ‪ ,‬والزمِ السنةَ واقتصدْ ف الطاعةِ ‪ ,‬واسلكِ الوسطَ‬
‫وإياكَ والغُُلوّ ‪.‬‬
‫•أخلصْ توحيدك لربك لينشر َ‬
‫ح صدرُك ‪ ,‬فبقدرِ صفاءِ توحيدِك ونقاءِ إخلصِك تكونُ‬
‫سعادتُك ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•كن شجاعا قويّ القلبِ ‪ ،‬ثاب َ‬
‫ت النفسِ ‪ ،‬لديك هةٌ وعزيةٌ ‪ ,‬ول تغرنّك الزوابعُ‬
‫والراجيفُ ‪.‬‬
‫•عليك بالود فإن صدرَ الوادِ منشر ٌ‬
‫ح وباله واسعٌ ‪ ،‬والبخيلُ ضيقُ الصدرِ ‪ ،‬مظلمُ‬
‫القلبِ ‪ ،‬مكدرُ الاطرِ ‪.‬‬
‫•أبسط وجهَك للنا ِ‬
‫س تكسبْ ودّهم ‪ ,‬وألنْ لم الكلمَ يبوك ‪ ,‬وتواضْع لم يلّوك ‪.‬‬
‫•ادفع بالت هي أحسنُ ‪ ,‬وترفقْ بالناسِ ‪ ,‬وأطفئِ العداواتِ ‪ ,‬وسالْ أعداءُك ‪ ,‬وكثّر‬
‫أصدقاءَكَ ‪.‬‬
‫•من أعظم أبوابِ السعادةِ دعاءُ الوالدين ‪ ,‬فاغتنمْه ببّها ليكون لك دعاؤها حصنا‬
‫حصينا من كلّ مكروهٍ ‪.‬‬
‫•اقبل الناس على ما هم عليه وسامحْ ما يبدرُ منهم ‪ ,‬واعلمْ أن هذه هي سنة الِ ف‬
‫الناسِ والياةِ ‪.‬‬
‫•ل تعشْ ف الثاليّاتِ بل عشْ واقعَك ‪ ,‬فأنت تريدُ من الناسِ ما ل تستطيعه فكنْ‬
‫عادلً‪.‬‬
‫•عشْ حياة البساطةِ وإياكَ والرفاهيةَ والسراف والبَ ْذ َ‬
‫خ فكلما ترفّ َه السمُ تعقّدتِ‬
‫الروحُ ‪.‬‬
‫•حافظْ على أذكارِ الناسباتِ فإنا حفظُ لك وصيانةٌ ‪ ,‬وفيها من السدادِ والرشادِ ما‬
‫يصلحُ به يومُكَ ‪.‬‬
‫•وزّعِ العمالَ ول تمعْها ف وق ٍ‬
‫ت واحدٍ ‪ ،‬بل اجعلْها ف فتراتٍ وبينها أوقاتُ للراحةِ‬
‫ليكنْ عطاؤُك جيدا ‪.‬‬
‫•انظرْ إل من هو دونك ف السمِ والصورةِ والا ِل والبيتِ والوظيفةِ والذريةِ ‪ ،‬لتعلمَ‬
‫أنك فوقَ ألوفِ الناسِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•تيقّنْ أن كل من تعاملُهم من أخٍ وابنٍ وزوج ٍة قريبٌ وصديقٌ ل يلو من عيبٍ‪ ،‬فوطّنْ‬
‫نفسَك على تقب ِل الميعِ ‪.‬‬
‫•الزمِ الوهبة الت أعطيتها‪ ،‬والعلمَ الذي ترتاحُ له‪ ،‬والرزقَ الذي فُتِح لك ‪ ،‬والعمل‬
‫الذي يناسبُك‪.‬‬
‫•إياك وتريح الشخاصِ واليئاتِ‪ ،‬وكن سليمَ اللسانِ ‪،‬طيبَ الكلمِ ‪َ ،‬عذْبَ‬
‫اللفاظِ ‪ ،‬مأمونَ الانبِ ‪.‬‬
‫•اعلمْ أن الحتمالَ دفنٌ للمعائب ‪،‬واللمَ سترٌ للخطايا ‪ ,‬والودَ ثوبٌ واسعٌ يغطي‬
‫النقائصَ والثالبَ ‪.‬‬
‫•انفردْ بنفسِك ساع ًة تدبّ ُر فيها أمورك ‪ ،‬وتراجعُ فيها نفسك ‪ ،‬وتتفكرْ ف آخرتِك ‪،‬‬
‫وتصلحُ با دنياك ‪.‬‬
‫•مكتبتُك النليةُ هي بستانُك الوارفُ ‪ ,‬وحديقتُك الغنّاءُ ‪,‬فتنّ ْه فيها مع العلماءِ‬
‫والكماءِ والدباءِ والشعراءِ ‪.‬‬
‫•اكسبِ الرزقَ الللَ وإياكَ والرامَ ‪ ,‬واجتنبْ سؤالَ الناسِ ‪ ,‬والتجارةُ خَيْرٌ من‬
‫الوظيفةِ ‪ ,‬وضاربْ بالِكِ واقتصدْ ف العيشةِ ‪.‬‬
‫•البسْ وسطا ‪ ,‬ل لباسَ الترفي ول لباسَ البائسي ‪ ,‬ول تُشهرْ نفسَك بلباسٍ ‪ ,‬وكْن‬
‫كعامةِ الناسِ ‪.‬‬
‫•ل تغضبْ فإن الغَ َ‬
‫ضبَ يفسدُ الزاجَ ‪ ،‬ويغيّر اللقَ ويسيءُ العشرةَ ‪ ،‬ويفسدُ الودةَ ‪،‬‬
‫ويقطعُ الصلة ‪.‬‬
‫•سافر أحيانا لتجدد حياتك ‪ ،‬وتطالعَ عوالَ أخرى ‪ ،‬وتشاهدَ معالَ جديدةً ‪ ،‬وبلدانا‬
‫أخرى ‪ ،‬فالسفرُ متعةٌ ‪.‬‬
‫•احتفظُ بذكرة ف جيبِك ترّتبُ لك أعمالَك ‪ ،‬وتنظمُ أوقاتِك ‪ ،‬وتذكرُك بواعيدِك ‪،‬‬
‫وتكتبُ با ملحظاتك‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•ابدأِ الناسَ بالسلمِ ‪ ،‬وحيّهم بالبسمةِ ‪ ،‬وأعِرْهمُ الهتمام ؛ لتكون حبيبا إل قلوبم‬
‫قريبا منهم ‪.‬‬
‫•ثق بنفسِك ول تعتمدْ على الناس ‪ ،‬واعتبْ أنم عليك ل لك وليس معك إل ا ُ‬
‫ل ول‬
‫تغترّ بإخوانِ الرخاءِ ‪.‬‬
‫•احذرْ كلمة (سوف) وتأخ َي العمالِ والتسويفَ بأداء الواجبِ ‪ ،‬فإن هذ عنوانُ‬
‫الفشلِ والخفاقِ ‪.‬‬
‫•اترك الترددَ ف اتاذِ القرارِ ‪ ،‬وإياك والتذبذبَ ف الواقفِ ‪ ،‬بل اجزمْ واعزمْ وتقدمْ ‪.‬‬
‫•ل تضيّع عمرك ف التنقلِ بي التخصصاتِ والوظائفِ والهنِ ‪ ،‬فإن معن هذا أنك ل‬
‫تنجحْ ف شيء‪.‬‬
‫ب كالصالاتِ ‪ ،‬والصائبِ والتوبةِ ودعاءِ السلمي ‪ ،‬ورحةِ‬‫•افرحْ بكفراتِ الذنو ِ‬
‫‪.‬‬ ‫الرحنِ‪ ،‬وشفاعةِ الرسولِ‬
‫•عليك بالصدق ِة ولو بالقليلِ ‪ ،‬فإنا تطفئُ الطيئةَ ‪ ،‬وتس ّر القلبَ ‪ ،‬وُتذْهِ ُ‬
‫ب المّ ‪،‬‬
‫وتزيدُ ف الرزقِ ‪.‬‬
‫فإنه القائدُ إل السعادةِ ‪ ,‬والدالّ على النجاحِ ‪،‬‬ ‫•اجعلْ قدوتك إمامك ممدا‬
‫والرشدُ إل النجاةِ والفلحِ ‪.‬‬
‫• ُزرِ الستشفى لتعرف نعمةَ العافية ‪ ,‬والسجْنَ لتعر َ‬
‫ف نعمة الريةِ ‪ ,‬والارستان لتعرف‬
‫نعم َة العقلِ ؛ لنك ف نِعَم ل تدري با ‪.‬‬
‫•ل تطمْك التوافِهُ ‪ ,‬ول تعطِ السألةَ أكبَ من حجمِها ‪ ,‬واحذرْ من توي ِل المورِ‬
‫والبالغةِ ف الحداثِ ‪.‬‬
‫•كن واسع الفُقِ ‪ ،‬والتمسِ العذارَ لن أساءَ إليك لتعش ف سكينةٍ وهدوءٍ ‪ ,‬وإياك‬
‫وماول َة النتقامِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•ل تُف ِرحْ أعداءك بغضبِك وحزنِك فإن هذا ما يريدون ‪ ,‬فل تققْ أمنيتَهم الغالية ف‬
‫تعكيِ حياتِك ‪.‬‬
‫•ل توقد فرنا ف صدرك من العداواتِ والحقادِ ‪ ،‬وبغضِ الناسِ ‪ ،‬وكرهِ الخرين ‪,‬‬
‫فإن هذا عذابٌ دائمٌ ‪.‬‬
‫•كن مهذبا ف ملسِك ‪ ,‬صموتا إل من خيٍ ‪ ,‬طلق الوَجْهِ مترما ل ّ‬
‫لسِك ‪ ،‬منصتا‬
‫لديثِهم ‪ ,‬ول تقاطِ ْعهُم أثناء الكلمِ ‪.‬‬
‫ب ل يقعُ إل على الُ ْرحِ ‪ ,‬فإياك والوقوعَ ف أعراضِ الناسِ وذكرِ‬‫•ل تكنْ كالذبا ِ‬
‫ب زلتِهم ‪.‬‬ ‫مثالبِهم والفرحِ بعثراتِهم وطل ِ‬
‫•الؤمنُ ل يزنُ لفوا ِ‬
‫ت الدنيا ول يهتمّ با ‪ ،‬ول يرهبُ من كوارثِها ‪ ،‬لنا زائلةٌ ذاهبةُ‬
‫حقيةٌ فانيةٌ ‪.‬‬
‫•اهج ِر العِشْ َق والغرامَ ‪ ،‬والبّ الحرمَ ؛ فإنه عذاب للروحِ ‪ ،‬ومرضٌ للقلبِ ‪ ,‬وافزعْ‬
‫إل الِ وإل ذكرِه وطاعتِه ‪.‬‬
‫•إطلقُ النظرِ إل الرامِ يورثُ هوما وغموما وجراحا ف القلبِ ‪ ,‬والسعيدُ من غضّ‬
‫ف ربّهُ ‪.‬‬
‫بصرَه وخا َ‬
‫•احرص على ترتيبِ وجباتِ الطعامِ ‪ ,‬وعليك بالفيدِ ‪ ،‬واجتنبِ التخمة ‪ ،‬ول تنمْ‬
‫وأنت شبعانُ ‪.‬‬
‫•قدرّ أسوأ الحتمالتِ عند الوفِ من الوادثِ ‪ ,‬ث وطّنْ نفسك لتقبلَ ذلك فسوف‬
‫تدُ الراح َة واليسرَ ‪.‬‬
‫سعَ ‪ ,‬ولن يغلبَ‬ ‫•إذا اشتدّ البلُ انق َطعَ ‪ ,‬وإذا أظلمَ اللي ُل انق َ‬
‫شعَ ‪ ,‬وإذا ضاقَ المرُ اّت َ‬
‫ُعسْرٌ ُيسْرَْينِ ‪.‬‬
‫•تفكّرْ ف رحةِ الرحنِ ‪ ،‬غَفَرَ لبغيّ سقتْ كلبا‪ ،‬وعفا عمن قَتَلَ مائةَ نفسٍ ‪ ،‬وبسط‬
‫يده للتائبي ‪ ،‬ودعا النصارى للتوبةِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•بعدَ الوع شَبعٌ ‪ ،‬وعقب الظمِأ رِيّ‪ ،‬وإثر الرض عافيةٌ ‪ ،‬والفقرُ يعقبُه الغن ‪ ،‬والمّ‬
‫يتلوه السرورُ ‪ ،‬سَنّةٌ ثابتةٌ ‪.‬‬
‫صدْرَكَ ﴾ وتذكرْها عند الشدائدِ ‪ ،‬واعلمْ أنا من‬
‫شرَحْ لَكَ َ‬
‫•تدبّرْ سورة ﴿ أََلمْ َن ْ‬
‫أعظمِ الدويةِ عند الزماتِ ‪.‬‬
‫•أين أنت من دعاءِ الكَرْبِ (( ل إله إل الُ العظيمُ الليمُ ‪ ،‬ل إله إل الُ ربّ العرشِ‬
‫العظيم ‪،‬ل إله إل ال ربّ السمواتِ وربّ الرضِ ربّ العرشِ الكري )) ‪.‬‬
‫•ل تغضبْ إذا غضبتَ فاسكتْ و تعوذْ من الشيطانِ وغّيرْ مكانك ‪ ،‬وإن كنت قائما‬
‫س وتوضأ وأكثرْ من الذكرِ ‪.‬‬
‫فاجل ْ‬
‫•ل تزَعْ من الشدةِ فإنا تقوي قلبَك ‪ ،‬وتذيقُك طعمَ العافيةِ ‪ ،‬وتشدّ من أزرِك وترفعُ‬
‫شأنِك ‪ ،‬وتظه ُر صبَك‪.‬‬
‫•التفكر ف الاضي ُحمْقٌ وجنون ‪ ،‬وهو مثل َطحْنِ الطحيِ وَنشْرِ النشارةِ وإخراجُ‬
‫المواتِ من قبورِهم ‪.‬‬
‫•انظرْ إل الانبِ الشرقِ من الصيبةِ ‪ ،‬وتلمّحْ أجرها ‪ ،‬واعلمْ أنا أسهلُ من غيِها ‪،‬‬
‫وتأسّ بالنكوبي ‪.‬‬
‫•ما أصابك ل يكن ليخطئَك ‪ ،‬وما أخطأك ل يك ْن ليصيبَك ‪ ,‬و ُجفّ القلمَ با أنت‬
‫لقٍ ‪ ,‬ول حيلة لك ف القضاءِ ‪.‬‬
‫•حوّل خسائرك إل أرباحٍ ‪ ,‬واصنعْ من الليمونِ شرابا حلوا ‪ ,‬وأضفْ إل ماءِ الصائبِ‬
‫حفنة سكرٍ ‪ ,‬وتكيّفْ مع ظرفِك ‪.‬‬
‫•ل تيأسْ من روحِ ال ول تقنط من رحة ال ‪ ،‬ول تنس عون ال ‪ ,‬فإن العونة تنل‬
‫على قدر الؤونةِ ‪.‬‬
‫•اليةُ فيما تكرهُ أكثرُ منها فيما ُتحّب ‪ ,‬وأنت ل تدري بالعواقبِ ‪ ,‬وكم من نعمةٍ ف‬
‫طيّ نقمةٍ ‪ ،‬ومن خيٍ ف جلبابِ شرّ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•قّيدْ خيالَك لئل يمحَ بك ف أودي ِة المومِ ‪ ,‬وحاولْ أن تفكرَ ف النعمِ والواهبِ‬
‫والفتوحاتِ الت عندَك ‪.‬‬
‫•اجتنب الصخبَ والضجةَ ف بيتِك ومكتبِك ‪ ,‬ومن علمات السعاد ِة الدو ُء والسكينةُ‬
‫والنظامُ ‪.‬‬
‫•الصلةُ خَيْرُ معي على الصاعبِ ‪ ,‬وهي تسمو بالنفسِ ف آفاقٍ علويةٍ ‪ ،‬وتاجرُ‬
‫بالروحِ إل فضا ِء النورِ والفلحِ ‪.‬‬
‫•إن العملَ الادَ الثمرَ يررُ النفسَ من النواتِ الشريرةِ والواطرِ الثةِ ‪ ،‬والنعاتِ‬
‫الحرّمةِ ‪.‬‬
‫•السعادةُ شجرةٌ ماؤُها وغذاؤُها وهواؤُها وضياؤها اليانُ بالِ ‪ ،‬والدارُ الخرةُ ‪.‬‬
‫•منْ عندَه َأدَبٌ جمّ ‪ ،‬وذوقٌ سليمٌ وخُلُقٌ شريفٌ ‪ ،‬أسعدَ نفسَه وأسعدَ الناسَ ‪ ،‬ونال‬
‫صلحَ البالِ والالِ ‪.‬‬
‫•روّح على قلبِك فإن القلبَ ي ّكلّ ويلّ ‪ ,‬ونوّعْ عليه الساليبَ ‪ ,‬والتمسْ له فنون‬
‫الكمةِ وأنواع العرفةِ ‪.‬‬
‫•العلم يشرحُ الصدرَ ‪ ،‬ويوسعُ مدارِك النظرِ ويفت ُح الفاقَ أمامَ النف ِ‬
‫س فتخرجُ من هّها‬
‫وغمّها وحزنِها ‪.‬‬
‫•من السعاد ِة النتصارُ على العقباتِ ومغالبةُ الصعابِ ‪ ,‬فلذةُ الظفرِ ل تعدلا لذةٌ ‪،‬‬
‫وفرحة النجاحِ ل تساويها فرحةٌ ‪.‬‬
‫خسْهم أشياءَهم‬ ‫•إذا أردتَ أن تسعدَ مع النا ِ‬
‫س فعامِلْهم با تبّ أن يعاملوك به ‪ .‬ول تب َ‬
‫‪ ،‬ول تضعْ من أقدارِهم ‪.‬‬
‫•إذا عرف النسانُ نفسَه ‪ ،‬والعلم الذي يناسبُه ‪ ،‬وقام به على أكملِ وجهٍ ؛ وجد لذة‬
‫النجاح ومتعة النتصارِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•العرف ُة والتجربةُ والبةُ أعظمُ من رصيدِ الالِ ؛ لن الفرح بالالِ بيميّ ‪ ،‬والفرح‬
‫بالعرفةِ إنسانّ ‪.‬‬
‫•إذا غضبَ أحدُ الزوجي فليصمتِ الخَرُ ‪ ،‬وليقْبَلْ ك ّل منهما الخرَ على ما فيه فإنه‬
‫لن يلوَ أحدٌ من عيبٍ ‪.‬‬
‫•اللي ُ‬
‫س الصالُ التفائ ُل يهوّن عليك الصعابَ ويفتح لك بابَ الرجاءِ ‪ ،‬والتشائ ُم يسوّدُ‬
‫الدنيا ف عينك ‪.‬‬
‫•من عنده زوج ٌة وبيتٌ وصحةٌ وكفايةٌ ما ٍل فقد حاز صَفْوَ العيشِ ‪ ،‬فليحمدِ ال وليقنعْ‬
‫‪ ،‬فما فوق ذلك إل المّ ‪.‬‬
‫ف ف جسدِهِ ‪،‬عندهُ قوتُ يو ِمهِ ‪ ،‬فكأنا‬
‫•((من أصبح منكم آمنا ف ِسرِْبهِ ‪ ,‬معا ً‬
‫حِيزت له الدنيا )) ‪.‬‬
‫رسولً ‪ ،‬كان حقا على ال أن‬ ‫•(( من رضي بالِ رّبا وبالسل ِم دينا ‪ ،‬وبحمدٍ‬
‫يرضيه )) ‪ ،‬وهذه أركانُ الرضا‪.‬‬
‫•أصولُ النجاحِ أن يرضى الُ عنك ‪ ،‬وأن يرضى عنك منْ َحوْلَكَ وأن تكونَ نفسُك‬
‫راضية وأن تقدم عملً ًمثمرا‪.‬‬
‫•الطعامُ سعادةُ يومٍ ‪ ،‬والسفرُ سعادةُ أسبوعٍ ‪ ،‬والزواجُ سعادة شهرٍ ‪ ،‬والالُ سعادةُ‬
‫سنةٍ‪ ،‬واليانُ سعاد ُة العمرِ كلّه ‪.‬‬
‫•لن تسعدَ بالنو ِم ول بالكلِ ول بالشر ِ‬
‫ب ول بالنكاحِ ‪ ،‬وإنا تسعدُ بالعملِ وهو‬
‫الذي أوجدَ للعظماءِ مكانا تت الشمسِ ‪.‬‬
‫•من تيسرتْ له القراءةُ فإنه سعيدٌ لنه يقطف من حدائقِ العالِ ‪ ،‬ويطوفُ على‬
‫عجائبِ الدنيا ويطوي الزمانَ والكانَ ‪.‬‬
‫•مادث ُة الخوان ُتذْهِبُ الحزان ‪،‬والزاحُ البيءُ راحةٌ ‪ ،‬وساعُ الشعرِ يريحُ الاطرَ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•أنت الذي تلوّن حياتَك بنظرِك إليها ‪،‬فحياتُك من صنعِ أفكارِك ‪ ،‬فل تضعْ نظارةً‬
‫سوداءَ على عينْيكَ ‪.‬‬
‫•فك ْر ف الذين تبهم ول تعطِ من تكرههم لظةً واحدةً من حياتِك ‪ ،‬فإنم ل يعلمون‬
‫عنك وعن هّك‪.‬‬
‫•إذا استغرقْت ف العملِ الثمر بردتْ أعصابُك ‪ ،‬وسكنتْ نفسُك ‪ ،‬وغمرَكَ فيضٌ من‬
‫الطمئنانِ ‪.‬‬
‫ب ول الّنسَبِ ول الذهبِ‪ ،‬وإنا ف الدي ِن والعلمِ والدبِ‬ ‫•السعادةُ ليستْ ف ا َ‬
‫لسَ ِ‬
‫وبلوغِ الربِ ‪.‬‬
‫•أسعدُ عبا ِد الِ عند الِ أبذُلم للمعروفِ يدا‪ ،‬وأكثرُهم على الخوانِ فضلً ‪،‬‬
‫وأحسنُهم على ذلك شكرا‪.‬‬
‫•إذا ل تسعدْ بساعتِك الراهنةِ فل تنتظرْ سعادةً سوف تطلّ عليك من الفقِ ‪ ،‬أو تنلُ‬
‫عليك من السماءِ ‪.‬‬
‫•فكّرُ ف ناحاتِك وثارِ عملِك وما قدْمَته من خَيْ ٍر وافرحْ به ‪ ،‬واح ِد ال عليه ‪ ،‬فإنه‬
‫هذا ما يشرحُ الصدرَ ‪.‬‬
‫•الذي كفاك همّ أمسِ يكفيك همّ اليومِ وهمّ غدٍ‪ ،‬فتوكلْ عليه‪ ،‬فإذا كان معك فمنْ‬
‫تافُ ؟ وإذا عليك فمن ترجو؟‬
‫•بينك وبي الثرياءِ يومٌ واحدٌ ‪ ،‬أما أمس فل يدون لذتَه ‪ ،‬وغدٌ فليس ل ول لم ‪،‬‬
‫وإنا لم يو ٌم واحدٌ ‪ ،‬فما أقله من زمنٍ !‬
‫•السرور ينشطُ النفسَ ‪ ،‬ويفر ُ‬
‫ح القلبَ ‪ ،‬ويوازنُ بي العضاءِ ‪ ،‬ويلُب القوة ‪ ،‬ويعطي‬
‫اليا َة قيم ًة والعمرَ فائدةً ‪.‬‬
‫•الغن والم ُن والصح ُة والدي ُن وركائزُ السعادةِ ‪ ،‬فل هناءَ لعدمٍ ‪ ،‬ول خائفَ ول‬
‫ض ول كافرَ ‪ ,‬بل هم ف شقاء ‪.‬‬ ‫مري َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•من عرف العتدالَ عرفَ السعادةَ ‪ ,‬ومن سلكَ التوسطَ أدر َك الفوزَ ‪ ,‬ومن اتبعَ اليسرَ‬
‫نال الفلحَ ‪.‬‬
‫•ليس ف ساعةِ الزمنِ إل كلمةٌ واحدةٌ ‪ :‬النَ ‪ ,‬وليس ف قاموسِ السعادة إل كلمة‬
‫واحدةٌ ‪ :‬الرضا ‪.‬‬
‫•إذا أصابتْك مصيب ٌة فتصوّرها أكبَ َتهُنْ عليك‪ ,‬وتفكّرْ ف سرعةِ زوالِها ‪ ,‬فلول كربُ‬
‫الشدةِ ما رُجيتْ فرحةُ الراحةِ ‪.‬‬
‫•إذا وقعت ف أزمة فتذكر كم أزمةٍ مرتْ بك وناك الُ منها ‪ ،‬حينها تعلمُ أن من‬
‫عافاك ف الول سيعافيك ف الخرى ‪.‬‬
‫•العاقّ ليومِه من أذهبه ف غي حقّ قضاه ‪،‬أو فرض أدّاه ‪ ،‬أو مدٍ شيّدهُ ‪ ،‬أو حدٍ‬
‫حصّله ‪ ،‬أو علمٍ تعلمَه‪ ،‬أو قرابةٍ وصلها‪ ،‬أو خيٍ أسداه‪.‬‬
‫•ينبغي أن يكون حولك أو ف يدك كتابُ دائم ؛ لن هناك أوقاتا تذهب هدرا‪،‬‬
‫والكتاب خي ما يفظُ به الوقتُ ويعمرُ به الزمنُ ‪.‬‬
‫•حافظُ القرآنِ ‪ ،‬التال له آناءَ الليلِ وأطرا َ‬
‫ف النهارِ ل يشكو ملل ًول فراغا ًول سأما‪،‬‬
‫لن القرآن مل حياته سعادةً ‪.‬‬
‫•ل تتخذ قرارا حت تدرسه من جوانبِه كافّةً ‪ ,‬ث استخرِ ال وشاورْ أه َل الثقة ‪ ,‬فإن‬
‫نحت فهذا الراد و إل فل تندمْ ‪.‬‬
‫•العاقل يُكِثرُ أصدقاءه ويُقللُ أعداءه ‪ ،‬فإن الصديق يصلُ ف سنةٍ والعدو يصل ف يوم‬
‫‪ ،‬فطوب لن حببه ال إل خَلْقِهِ ‪.‬‬
‫•اجعل لطالبِك الدنيوية حدا ترجع إليه ‪،‬وإل تشتّت قلبُك وضا َ‬
‫ق صدرُك ‪ ،‬وتنغّص‬
‫عيشُك ‪ ،‬وساء حالُك ‪.‬‬
‫•ينبغي لن تظاهرتْ عليه نعمُ الِ أن يقّيدَها بالشكرِ ‪ ،‬ويفظها بالطاعةِ ‪ ،‬ويرعاها‬
‫بالتواضعِ لتدومَ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•من صفتْ نفسُه بالتقوى ‪،‬و َطهُرَ فكرُه باليانِ ‪ ،‬وصُقَِلتْ أخلقُه بالَيْرِ نال ُح ّ‬
‫ب الِ‬
‫و ُحبّ الناسِ ‪.‬‬
‫•الكسولُ الاملُ هو التعبُ الزينُ حقيقةً ‪ ،‬أما العاملُ ال ِ‬
‫ج ّد فهو الذي عرف كيف‬
‫ف يسعدُ ‪.‬‬‫يعيشُ وَعَرَفَ كي َ‬
‫•إن لذةَ الياة ومتعتَها أضعافُ أضعافِ مصائبِها وهومِها‪ ،‬ولكنّ السرّ كيف نصل إل‬
‫هذه التعةِ بذكاءٍ ‪.‬‬
‫•لو ملكت الرأةُ الدنيا ‪ ،‬وسيقتْ لا شهاداتُ العالِ ‪ ،‬وحصلتْ على كلّ وسامٍ وليس‬
‫عندها زوجٌ فهي مسكينة ‪.‬‬
‫•الياةُ الكاملةُ أن تنفق شبابك ف الطموحِ ‪،‬ورجولتك ف الكفاحِ ‪،‬وشيخوخََتكَ ف‬
‫التأملِ ‪.‬‬
‫•ُلمْ نفسك على التقصي ‪ ،‬ول تَ ْلمْ أحدا ‪ ،‬فإن عندك من العيوبِ ما يلُ الوقتَ‬
‫إصلحُه فاتركْ غيَك ‪.‬‬
‫•أجلُ من القصوِر والدورِ كتابٌ يل ُو الفهام ‪ ،‬وُيسِرّ القلوب ‪ ،‬ويؤنسُ النفسَ ‪،‬‬
‫ويشرحُ الصدرَ‪ ،‬وينمي الفِكْرَ ‪.‬‬
‫•اسأل ال العَفْوَ والعافيةَ ‪ ،‬فإذا أعطيتهُما فقد حزت كلّ خَْيرٍ ‪ ،‬ونوت من كل شرّ ‪،‬‬
‫فُزْتَ بكلّ سعادةٍ ‪.‬‬
‫•رغيفٌ واحدٌ ‪ ،‬وسبعُ تراتٍ ‪ ،‬وكوبُ ماء ‪ ،‬وحصيٌ ف غرفة مع مصحفٍ ‪ ،‬وقلْ‬
‫على الدنيا السلمُ ‪.‬‬
‫•السعادة ف التضحية وإنكارِ الذاتِ ‪ ،‬وبذ ِل الندى وكفّ الذى ‪ ،‬والبعدِ عن النانيةِ‬
‫والستئثارِ ‪.‬‬
‫•الضحكُ العتدلُ يشرحُ النفسَ ‪ ،‬ويقوي القلب ويُذْ ِهبُ الََللَ وينشطُ على العملِ ‪،‬‬
‫ويلو الاطرَ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•العبادةُ هي السعادةُ ‪ ،‬والصلح هو النجاحُ ‪ ،‬ومن لزِمَ الذكارَ ‪ ،‬وأدمنَ الستغفارَ‬
‫وأكث َر الفتقارَ فهو أحدُ البرار ‪.‬‬
‫•خ ُي الصحابِ من تثِقُ به وترتاحُ ‪ ،‬وتفضي إليه بتاعِبك ‪ ،‬ويشاركُكَ هومَك ول‬
‫يفشي سرّك ‪.‬‬
‫•ل تتوقعْ سعادةً أكب ما أنت فيه فتخسرَ ما بي يديك ‪ ،‬ول تنتظرْ مصائب قادمةً‬
‫فتستعجل المّ والَزَنَ ‪.‬‬
‫•ل تظن أنك تعطي كل شيء ‪ ،‬بل تعطي خيا كثيا ‪ ،‬أما أن توي كل موهبة وكل‬
‫عطية فهذا بعيدٌ ‪.‬‬
‫•امرأةٌ حسناءُ تقيةٌ ‪ ،‬ودارٌ واسعةُ ‪ ،‬وكفافٌ من رزقٍ ‪ ،‬وجارٌ صالٌ ‪ ..‬نِعمٌ جهلُها‬
‫الكثيُ ‪.‬‬
‫•ف ّن النسيانِ للمكروهِ نعمةٌ ‪ ،‬وتذكّ ُر النعمِ َحسَنَةٌ ‪ ،‬والغفلةُ عن عيوبِ الناسِ فضيلةٌ ‪.‬‬
‫•العفْوُ ألذّ من النتقامِ ‪ ،‬والعملُ أمتعُ من الفراغِ ‪ ،‬والقناعةُ أعظمُ من الالِ ‪ ،‬والصحة‬
‫خَيْرٌ من الثروةِ ‪.‬‬
‫•الوحدةُ خَيْرٌ من جلي ِ‬
‫س السوءِ ‪ ،‬والليسُ الصالُ خَيْرٌ من الوحدةِ ‪ ،‬والعزلةُ عبادةٌ ‪،‬‬
‫والتفكرُ طاعةٌ ‪.‬‬
‫•العزلةُ ملك ُة الفكار ‪ ،‬وكثرةُ اللطة ُحمْقٌ ‪ ،‬والوثوقُ بالناسِ سَفَهٌ ‪ ،‬واستعداؤُهم‬
‫ُشؤْمٌ‪.‬‬
‫•سوءُ الُلُقِ عذابٌ ‪،‬والقدُ ُسمّ ‪ ،‬والغيبةُ رذالةٌ ‪،‬وتتبعُ العثراتِ ِخذْلنٌ ‪.‬‬
‫•شكرُ النعمِ يدفعُ النقمَ ‪ ،‬وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ ‪ ،‬والنتصارُ على النفسِ لذةُ‬
‫العظماءِ ‪.‬‬
‫•خبزٌ جاف مع أمنٍ ألذّ من ال َعسَلِ مع الوفِ ‪ ،‬وخيمةُ مع سترٍ أحبّ من قَصْرٍ فيه‬
‫فتنةٌ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•فرحةُ العلمِ دائمةٌ ‪ ،‬ومدُه خالدٌ ‪ ،‬وذكرُه باقٍ ‪ ،‬وفرحةُ الالِ منصرمةٌ ‪ ،‬ومدُه إل‬
‫الزوالٍ ‪ ،‬وذكرُه إل نايةٍ ‪.‬‬
‫•الفرحُ بالدنيا فرحُ الصبيانِ ‪ ،‬والفرحُ باليا ِن فَ َرحُ البرارِ ‪،‬وخدمةُ الالِ ذلّ ‪ ،‬والعملُ‬
‫لِ شَ َرفٌ‪.‬‬
‫سنُ أحسنُ‬‫لَ‬
‫ق العملِ ِمسْكٌ ‪،‬والثناءُ ا َ‬
‫ب المةِ َعذْبٌ ‪،‬وتعبُ النازِ راحةٌ‪ ،‬وعَرَ ُ‬ ‫•عذا ُ‬
‫طِيبٍ‪.‬‬
‫•السعادةُ أن يكون مصحفُك أ نيسَك ‪ ،‬وعملُك هوايتك ‪ ،‬وبيتُك صومعتَك ‪ ،‬وكنُك‬
‫قناعتَك ‪.‬‬
‫•الفرحَ بالطعامِ والالِ فرحٌ الطفالِ ‪ ،‬والفَرَحُ بسنِ الثنا ِء فَ َرحُ العظماءِ ‪ ،‬وعملُ البّ‬
‫مدٌ ل يفَن ‪.‬‬
‫•صلة الليل باءُ النهارِ ‪ ،‬وحبّ اليِ للناسِ من طهار ِة الضميِ ‪ ،‬وانتظارُ الفرجِ عبادةٌ‪.‬‬
‫•ف البلءِ أربعةُ فنون ‪ :‬احتسابُ الجرِ ‪ ،‬ومعايشةُ الصّبْرِ ‪ ،‬و ُحسْ ُن الذّكْرِ ‪ ،‬وتوّقعُ‬
‫اللطفِ‪.‬‬
‫•الصلةُ جاعة‪ ،‬وأداءُ الواجبِ ‪ ،‬وحبّ السلميُ ‪ ،‬وترك الذنوبِ ‪ ،‬وأكلُ الللِ‬
‫صلحٌ الدنيا والخرةِ ‪.‬‬
‫•ل تكنْ رأسا فإن الرأس كث ُي الوجاعِ ‪ ،‬ول ترصْ على الشهرةِ فإن لل ضريبةً ‪،‬‬
‫والكفافُ مع المولِ سعادةٌ ‪.‬‬
‫ع الوقتِ ‪،‬وتأخيُ التوبةِ ‪ ،‬واستعداءُ الناسِ ‪ ،‬وعقوقُ الوالدين ‪،‬‬ ‫•علمةُ ا ُ‬
‫لمْقِ ضيا ُ‬
‫وإفشاءُ السرارِ ‪.‬‬
‫•يُعْ َرفُ موتُ القلبِ بترْكِ الطاعةِ ‪ ،‬وإدمانِ الذنوب ‪ ،‬وعدمِ البالةِ بسوءِ الذكرِ ‪،‬‬
‫والمنِ من مك ِر الِ ‪ ،‬واحتقارِ الصالي ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•من ل يسعدْ ف بيتِه لن يسعدَ ف مكانٍ آخرَ ‪،‬ومن ل يبّه أهلُه لن يبّه أحدٌ ‪ ،‬ومن‬
‫ضّيعَ يومَه ضيّعَ غدَه‪.‬‬
‫•أربعة يلبون السعادة ‪ :‬كتابٌ نافعٌ ‪ ،‬واب ٌن بارّ ‪ ،‬وزوجةٌ مبوبةٌ ‪ ،‬وجليسٌ الصالٌ ‪،‬‬
‫وف الِ عِوضٌ عن الميعِ ‪.‬‬
‫•إيا ُن وصحةُ وغنً وحريةُ وأمنٌ وشبابٌ وعلم هي ملخصُ ما يسعى له العقلءُ ‪،‬‬
‫لكنها قلّ أن تتمعَ كلّها ‪.‬‬
‫•اسعد النَ فليس عندك عهدٌ ببقائِك ‪ ،‬وليس لديك أمانٌ من روعةِ الزمانِ ‪ ،‬فل تعلِ‬
‫المّ نَقْدا والسرورَ دَيْنا‪.‬‬
‫•أفضل ما ف العالِ إيانٌ صادقٌ ‪،‬وخُُلقٌ مستقيمٌ ‪ ،‬و عَقْلٌ صحيحٌ و ِج ْ‬
‫سمٌ سليمٌ ‪،‬‬
‫و ِرزْقٌ هانِئٌ وما سوى ذاك شغلٌ ‪.‬‬
‫•نعمتان خفيّتان‪ :‬الصحةُ ف البدانِ ‪ ،‬والم ُن ف الوطانِ ‪ .‬نعمتان ظاهرتان‪ :‬الثناءُ‬
‫لسَنُ‪ ،‬والذريةُ الصالةُ ‪.‬‬
‫اَ‬
‫•القلبُ البتهجُ يقتلُ ميكروباتِ البغضاءِ ‪ ،‬والنفسُ الراضيةُ تطاردُ حشراتِ الكراهيةِ ‪.‬‬
‫•المنُ أمهدُ وطاءٍ ‪ ،‬والعافيةُ أسبغُ غطاءٍ ‪ ،‬والعلمُ ألذّ غذاءٍ ‪ ،‬والبّ أنفعُ دواءٍ ‪،‬‬
‫والسترُ أحسنُ كساءٍ ‪.‬‬
‫•السعيد ل يكون فاسقا ول مريضا ول مدينا ول غريبا ول حزينا ول سجينا ول‬
‫مكروها‪.‬‬
‫•السعيد‪ :‬انل ُء الغمراتِ ‪ ،‬وإزال ُة العداواتِ ‪ ،‬و َعمَلُ الصالاتِ ‪ ،‬والنتصارُ على‬
‫الشهواتِ‪.‬‬
‫•أقلُ الطرقِ خطرا طريقُك إل بيتِك ‪ ،‬وأكثر اليامِ بركةً يوم تعملُ صالا‪ ،‬وأشأمُ‬
‫الزمانِ زمنٌ تسيء فيه لحدٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•إن سبّك َبشَرٌ فقد سبّوا ربم تعال ‪ ،‬أوجدهم من ال َعدَمِ فشكّوا ف وجودِه ‪،‬‬
‫ف فحارَبُوه ‪.‬‬
‫وأط َع َمهُم من جوعٍ فشكروا غيْرَهُ ‪ ،‬وآمََن ُهمْ من خو ٍ‬
‫•ل تملِ الكرةَ الرضيةَ على رأسِك ‪،‬ول تظنّ أ ّن الناس يهمهّم أمرُنا إن زكاما‬
‫يصيبُ أحدكم ينسيهم موت وموتِك ‪.‬‬
‫•السرورُ كفايةٌ ووطنٌ ‪ ،‬وسلمةٌ وسَكَنٌ ‪ ،‬وأمْنٌ من الفتِ ‪ ،‬وناةٌ من الِحن ‪ ،‬وشكرٌ‬
‫على الننِ ‪ ،‬وعبادةٌ طيلة الزمنِ ‪.‬‬
‫•(( كن ف الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيلٍ ))‪ (( ،‬وصلّ صلة الو ّدعٍ )) ‪ (( ،‬ول‬
‫تك ّلمْ بكلمٍ تعتذر مُنه )) ‪ (( ،‬وأجعُ اليأس عما ف أيدي الناسِ )) ‪.‬‬
‫•ازهد ف الدنيا يبّك ال ‪ ،‬وازهدْ فيما عند الناسِ يبّك الناسُ ‪ ،‬واقنعْ بالقليلِ واعملْ‬
‫بالتنيلِ واستعدّ للرحيلِ ‪ ،‬وخفِ الليلَ ‪.‬‬
‫•ل عيش لمقوتٍ ‪ ،‬ول راحة لعادٍ ‪ ،‬ول أمن لذنبٍ ‪ ،‬ول مبّ لفاجرٍ ‪ ،‬ول ثناءَ على‬
‫كاذبٍ ‪ ،‬ول ثقة بغادرٍ ‪.‬‬
‫•(( عجبا لمر الؤمن إن أمره كلّه خَ ْيرٌ وليس ذاك لحد إل للمؤمن إن أصابته‬
‫سراءُ شكر فكان خيا له ‪،‬وأن أصابته ضراءُ صََبرَ فكان خيا له )) ‪.‬‬
‫•البتسامةُ مِفْتاحُ السعادةِ ‪ ،‬والبّ بابُها ‪ ،‬والسروُر حديقتُها ‪ ،‬واليا ُن نورُها ‪،‬‬
‫والمنُ جدارُها ‪.‬‬
‫ب مفيدٌ مع قلب يق ّدرُ النعمة‬
‫•البهجةُ ‪ :‬وجهٌ جيلٌ ‪ ،‬وروضٌ أخضرُ‪ ،‬وماءٌ باردٌ ‪ ،‬وكتا ٌ‬
‫ويتركُ الث ويبّ اليَ ‪.‬‬
‫•ينام العاف على صخر كأنه على ريش حريرٍ ‪ ،‬ويأكلُ خبزَ الشعيِ كالثريدِ ‪ ،‬ويسكنُ‬
‫الكوخَ كأنه ف إيوانِ كسرى‪.‬‬
‫•البخيل يعيش فقيا أو يوتُ غنيا خادما لذريتِه ‪ ،‬حارسا لالِه ‪ ،‬بغيضا عند الناسِ ‪،‬‬
‫بعيدا من الِ ‪ ،‬سيئ السمعةِ ف العالِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•الولد أفضلُ من الثروةِ ‪ ،‬والصحةُ خيٌ من الغِنَى ‪،‬والمنُ أَ ْحسَنُ من السكنِ ‪،‬‬
‫والتجربةُ أغلى من الالِ ‪.‬‬
‫•اجعل الفرح شكرا‪ ،‬والزن صبا‪ ،‬والصمت تفكرا‪ ،‬والنظر اعتبارا‪ ،‬والنطقِ ِذكْرا ‪،‬‬
‫والياء طاعةً ‪ ،‬والوت أمنيةً ‪.‬‬
‫•كُنْ مثل الطائرِ يأتيه رزقُه صباحَ مساءَ ‪،‬ول يهت ّم بغدٍ ول يثقُ بأح ٍد ول يؤذي أحدا‪،‬‬
‫خفيف الظلّ رفيقَ الركةِ ‪.‬‬
‫•من أكثرَ مالطةَ الناسِ أهانُوه ‪ ،‬ومن بلَ عليهم مقتوه ‪ ،‬ومن حل َم عليهم وقّروه ‪،‬‬
‫ومن أجادَ عليهم أحبوه ‪،‬ومن احتاجَ إليهم ابغضوه ‪.‬‬
‫•الفلك يدورُ ‪ ،‬والليال حبال ‪ ،‬واليامُ ُدوَلٌ ‪،‬ومن الحالِ دوامُ الالِ ‪ ،‬والرحنُ كلّ‬
‫يومٍ هو ف شأنٍ ‪ ..‬فلماذا تزنً ؟‪.‬‬
‫ي ونواصيهم ف قبضةِ ربّ العالي؟! تسألُ الال من‬ ‫•كيف تقفُ على أبوابِ السلط ِ‬
‫فقيٍ ‪ ،‬وتطلب بيلً ‪ ،‬وتشكو إل جريحٍ !! ‪.‬‬
‫•ابعثْ رسائل وقت السّحرِ ‪ :‬مدادُها الدمعُ وقراطيسُها الدودُ ‪ ،‬وبريدُها القبولُ‬
‫ووجهتُها العرشُ ‪ :‬وانتظرِ الوابَ ‪.‬‬
‫•إذا سجدت فأخبْه بأمورك سرا فإنه يعلمُ السرّ وأخفى ‪ ،‬ول تُسمعْ من بوارِك ؛‬
‫لن للمحبةِ أسرارا والناسُ حاسدٌ وشافعٌ ‪.‬‬
‫•سبحان من جَعَلَ الذلّ له عِزّةً ‪ ،‬والفتقار إليه غنً ‪ ،‬ومسألته شرفا ‪،‬والضوع له‬
‫ِرفْعَةً ‪ ،‬والتوكل عليه كفايةً ‪.‬‬
‫•إذا دارهمّ ببالِك وأصبح حالُك من الزنِ حالكِا ‪،‬وفجعت ف أهلك ومالك ‪ ،‬فل‬
‫تيأسْ لع ّل ال يدثُ بعد ذلك أمرا ‪.‬‬
‫•ل تنس ﴿ َحسْبُنَا ال ّلهُ وَِن ْعمَ الْوَكِيلُ ﴾ فإنا تطفئُ الريقَ ‪ ،‬وينجو با الغريقُ ‪،‬‬
‫ويعرف با الطريق ‪ ،‬وفيها العهد الوثيق ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•طوب لك يا طائر ‪ :‬ترِدُ النهر ‪ ،‬وتسكن الشجر ‪ ،‬وتأكل الثمر‪ ،‬ول تتوقع الطر ‪،‬‬
‫ول ترّ على سَقَر ‪ ،‬فأنت أسعد حالً من البشرِ ‪.‬‬
‫•السرورُ لظةٌ مستعارةٌ ‪ ،‬والزنُ كفارةٌ ‪ ،‬والغضبُ شرارةٌ ‪ ،‬والفراغُ خسارةٌ ‪،‬‬
‫والعبادةُ تارةٌ ‪.‬‬
‫•أمسِ ماتَ ‪ ،‬واليومُ ف السياقِ ‪ ،‬وغدا ل يولدْ ‪ ،‬وأنت ابنُ الساعةِ فاجعلْها طاعةً ‪،‬‬
‫تَ ُعدْ لك بأربحِ بضاعةٍ ‪.‬‬
‫•نديك القلمُ ‪ ،‬وغديرُك البُ‪ ،‬وصاحبك الكتابُ‪ ،‬وملكتك بيتُك‪ ،‬وكنُكَ قوتُك ‪،‬‬
‫فل تأسفْ على ما فاتَ ‪.‬‬
‫ق ورعدٌ وآخره غيثٌ‬ ‫•ربا ساءتْك أوائلُ المورِ وسرّتك أواخرُها‪ ،‬كالسحابِ أوله َبرْ ٌ‬
‫هنءٌ‬
‫•الستغفارُ يفتح القفال‪ ،‬ويشرحُ البالّ ‪ ،‬وُيذْهِبُ الدغال‪ ،‬وهو عُرْبونُ الرزقِ‬
‫ودرواز ُة التوفيقِ ‪.‬‬
‫•ستّ شافية كافية ‪ :‬دينٌ وعلمٌ وغنً ومروءةٌ وعفوٌ وعافيةٌ ‪.‬‬
‫•من الذي ييبُ الضطر إذا دعاهُ ‪ ،‬وينقذُ الغريق إذا ناداه‪ ،‬ويكشف الكرب عنا َمنْ؟‬
‫قال ‪ :‬يا الُ ؟ إنه الُ ‪.‬‬
‫•ابتعد عن الد ِل العقيمِ ‪ ،‬والجلسِ اللغي ‪ ،‬والصاحبِ السفيِه‪ ،‬فإن الصاحبَ ساحبٌ‬
‫‪ ،‬والطبعَ لصٌ والعيَ سارقةٌ ‪.‬‬
‫•التحلّي بس ِن الستماعِ ‪ ،‬وعدمِ مقاطعة التحدثِ ‪ ،‬وليِ الطابِ ‪ ،‬ودماثةِ اللقِ ‪،‬‬
‫أوسةٌ على صدورِ الحرارِ ‪.‬‬
‫•عندك عينانِ وأذنانِ ويدانِ ورجل ِن ولسانٌ وإيانٌ وقرآنٌ وأمانٌ ‪ ..‬فأين الشكرُ يا‬
‫إنسانُ ﴿فَِبأَيّ آلءِ رَبّ ُكمَا تُ َكذّبَانِ ﴾ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ت أقدامٌ ‪ ،‬وتعتمدُ على ساقُيْك وقد قُطعتْ سيقان ‪ ،‬وتنام‬ ‫•تشي على قدميك وقد بُتِرَ ْ‬
‫وغيك شرّدَ اللُ نومهً ‪ ،‬وتشبع وسواك جائعٌ ‪.‬‬
‫•سلمت من الصّممِ والبُ ْكمِ والعمى ‪ ،‬ونوت من البص والنون والذام ‪ ،‬وعوفيت‬
‫من السل والسرطان ‪ ،‬فهل شكرت الرحن ؟!‬
‫•مصيبتنا أننا نعجزُ عن حاضرنا و نشتغلُ باضينا ‪ ،‬ونم ُل يومنا ونتمّ بغدِنا فأين العقلُ‬
‫وأين الكمةُ ؟!‬
‫•نقدُ الناسِ لك معناه أنك فعلت ما يستح ّق الذكر‪ ،‬وأنك فقتهُم علما أو َفهْما أو مالً‬
‫أو مَْنصِبا أو جاها‪.‬‬
‫•تقمّصُ شخصية الغيِ ‪ ،‬والذوبانُ ف الخرين ‪ ،‬وماكاةُ الناسِ انتحارٌ وإزهاقٌ لعال‬
‫الشخصيةِ ‪.‬‬
‫شرََبهُمْ ﴾‪ ﴿ ،‬وَلِكُلّ وِ ْج َهةٌ هُوَ مُوَلّيهَا ﴾ ((ل تكونوا‬
‫•﴿ َق ْد عَ ِلمَ كُلّ أُنَاسٍ َم ْ‬
‫سقَى ِبمَاءٍ وَا ِحدٍ ﴾‪.‬‬
‫إمّعةً )) ‪ ﴿ ،‬صِ ْنوَانٌ َوغَ ْيرُ صِنْوَانٍ ُي ْ‬
‫•مع الدمعةِ بسمةٌ ‪ ،‬ومع التّرحةِ فَرْحةٌ ‪ ،‬ومع البليةِ عطيةٌ ‪ ،‬ومع الحنةِ مِنْحةٌ ‪ ،‬سنة‬
‫ثابت ٌة وقاعدةٌ مطردةٌ ‪.‬‬
‫•انظرْ هل ترى إل مبتلًى ‪،‬وهل تشاهدُ إل منكوبا ‪ ،‬ف كل دارِ نائحةٌ ‪ ،‬وعلى كل‬
‫خدّ دمعٌ ‪ ،‬وف كل وادٍ بنو سَ ْعدٍ ‪.‬‬
‫•صوتٌ من شكرِ معروفِك أجلُ من تغريدِ الطيارِ ‪ ،‬و نسيمِ السحارِ ‪،‬وحفيفِ‬
‫الشجارِ‪ ،‬وغنا ِء الوتارِ ‪.‬‬
‫•إذا شربت الاء الساخن قلت المدُ لِ بكلفةٍ ‪ ،‬وإذا شربْت الاء البارد قال كل عضو‬
‫فيك‪ :‬المدُ لِ ‪.‬‬
‫•أرخصُ سعادةٍ تُباعُ ف سوقِ العقلءِ َترْكُ مال يعن ‪ ،‬وأغلى سلعةٍ عند العالِ أن تألفَ‬
‫الناسَ ويألفوك ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•إياك والمّ فإنه ُسمّ ‪ ،‬والعجز فإنه موتٌ ‪ ،‬وال َكسَلَ فإنه خيبةٌ ‪ ،‬واضطرابَ الرأيِ فإنه‬
‫سو ٌء تدبيٍ‪.‬‬
‫•جارُ السوءِ شرّ من غرب ِة النسانِ ‪ ،‬واصطناعُ العروفِ أرفع من القصورِ الشاهقةِ ‪،‬‬
‫لسَنُ هو الجدُ ‪.‬‬ ‫والثناءُ ا َ‬
‫•أحقّ الناس بزيادة النعمِ أشكرُهم ‪ ،‬وأولهم بالبّ من بذل نداه ومنعِ أذاه وأطلقِ‬
‫مياه ‪.‬‬
‫السرور متاجٌ إل المنِ ‪ ،‬والالُ متاجٌ إل صدقةِ ‪ ،‬والاهُ متاجٌ إل‬ ‫•‬

‫الشفاعةِ ‪ ،‬والسيادة متاجةٌ إل التواضعِ ‪.‬‬


‫ل تُنال الراحةُ إل بالتعبِ ‪ ،‬ول تدركُ الدّعةُ إل بالنّصبِ ‪،‬ول يُحصلُ على‬ ‫•‬

‫البّ إل بالدبِ ‪.‬‬


‫صبِ ‪ ،‬والمةُ أعلى من الِبْرَةِ ‪،‬‬‫للُقُ أجلّ من الَْن ِ‬
‫البناءُ أهمّ من الثروةِ ‪ ،‬وا ُ‬ ‫•‬

‫والتقوى أسى من الجدِ ‪.‬‬


‫•ل تطمعْ ف كل ما تسمعُ ‪ ،‬ول تركنْ لكل صديقٍ ‪ ،‬ول تُفْشِ سرّك إل امرأةٍ ‪ ،‬ول‬
‫تذهبْ وراء كلّ أمنيةٍ ‪.‬‬
‫ت الراحة إل مع اللوةِ ‪ ،‬ول المن إل مع الطاعةِ ‪ ،‬ول الحبةَ مع الوفاءِ ‪ ،‬ول‬ ‫•ما رأي ُ‬
‫الثقة إل مع الصّدْقِ ‪.‬‬
‫ب عداواتٍ ‪ ,‬وسيئةٍ تنعُ الياتٍ ‪ ,‬ونظرةٍ تُعْقِبَ‬ ‫•رُبّ أكلةٍ تنع أكلتٍ ‪ ,‬وكلمة تل ُ‬
‫حسراتٍ ‪.‬‬
‫•ل يكنْ حبّك كَلفا‪ ،‬ول بغضُك َسرَفا ‪ ،‬ول حياتك تَرَفا ‪ ،‬ول تذكّرُك أَسَفا ‪ ،‬ول‬
‫قصدك شرفا‪.‬‬
‫•كل امرئ ف بيته أميٌ ل يهيُنه أحدٌ ‪ ،‬ول يجبُه َبشَرٌ ‪ ،‬ول يذلّهُ جبّا ٌر ول يرده بيلٌ‬
‫‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•أفضلُ اليام ما زادك حِلْما ‪ ،‬ومنحَك عِلْما‪ ،‬ومنَعَك إثْما ‪ ،‬وأعطاك فهْما‪ ،‬ووهبَك‬
‫عزْما ‪.‬‬
‫س الصحاءِ ل يراها‬ ‫•الياة فرصةٌ ل نعرفُها إل بعد أن نفقدها ‪ ،‬والعافيةُ تاجٌ على رؤو ِ‬
‫إل الرضى ‪.‬‬
‫•مت يسعدُ منْ له ابنٌ عاقّ ‪ ،‬وزوجةُ مشاكسةٌ ‪ ،‬وجارٌ مؤذٍ ‪ ،‬وصاحبٌ ثقيلٌ ‪ ،‬ونفسٌ‬
‫أمارةٌ ‪ ،‬وهوًى متَّبعٌ ‪.‬‬
‫•إن لرّبك عليك حقا ‪ ،‬ولنفسِك عليك حقا ‪ ،‬ولعينِك عليك حقا ‪ ،‬ولزوجِك عليك‬
‫حقا ‪ ،‬ولضيفِك عليك حقا ‪ ،‬فأعط كلّ ذي حقّ حقههُ ‪.‬‬
‫•استمتعْ بالنظرِ إل الصباحِ عند طلوعهِ فإن له جالً جللً إشراقا يفتح لك المل‬
‫والتفاؤل‪.‬‬
‫•عليك بالبكورِ فإنه بركةٌ ‪ ،‬فأنزْ فيه َعمََلكَ من ِذكْرٍ أو تلوةٍ أو حفظٍ أو مطالعةٍ أو‬
‫تأليفٍ أو سَفْرٍ ‪.‬‬
‫•كنْ وسطا ‪ ،‬وامشِ جانبا ‪ ،‬وارضِ خالقا ‪ ،‬وارحمْ ملوقا ‪ ،‬وأكملْ فريضةً ‪ ،‬وتزود‬
‫بنافلةِ تكنْ راشدا ‪.‬‬
‫•التوفيق ‪ :‬حسنُ الاتةِ‪ ،‬وسدا ُد القولِ ‪ ،‬وصلحُ العملِ ‪ ،‬والبعدُ عن الظلمِ‪ ،‬وقطيعةُ‬
‫الرّ ِحمِ‪.‬‬
‫ب زلّةٍ أ وجبتْ ِذلّةً ‪ ،‬وكم من خلوةٍ حلوةٍ ‪ ،‬وصاحبُ‬ ‫•ربّ كلمةٍ سلبْت نعمةً ‪ ،‬ور ّ‬
‫العزلة فيها عِزّ له ‪.‬‬
‫• (( السلم من سلم السلمون من لسانِه ويدِه‪ ،‬والؤمنُ من أمِنه الناسُ على دمائِهم‬
‫وأموالِم )) ‪ (( ،‬والهاجرُ من َهجَرَ ما نى الُ عنه)) ‪.‬‬
‫•خيُ مالِك ما نَفَعَكَ ‪ ،‬وأجلّ علمِك ما َرفَعَكَ ‪ ،‬وخيُ البيوتِ ما وسِعَكَ‪ ،‬وخيُ‬
‫صحَكَ ‪.‬‬‫الصحاب من َن َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•إذا ل يكن لك حاسدٌ فل خَيْرَ فيك ‪ ،‬وإذا ل يكن لك صاحبٌ فل خُلُقَ لك ‪ ،‬وإذا‬
‫ل يكن لك دٌين فل مبدأ لك ‪.‬‬
‫• ُسرّ نفسك بتذكرِ حسناتِك ‪ ،‬وأرحْ قلبك بالتوبةِ من سيئاتِك ‪ ،‬وطوقِ العناق‬
‫بأياديك البيضاءِ ‪.‬‬
‫•السمنة غفلةٌ ‪ ،‬والبطن ٌة تذهب الفِطَْنةَ ‪ ،‬وكثر ُة النومِ إخفاقٌ ‪ ،‬وكثرة الضحكِ تُميتُ‬
‫القلب ‪ ،‬والوسوسةُ عذابٌ ‪.‬‬
‫•المارةُ حُ ْلوَةُ الرضاعِ مرة الفطامِ ‪ ،‬وفَرْ َحةُ الوليةِ يذهبُها حزنُ العزلِ ‪ ،‬والكرسيّ‬
‫دوّارٌ ‪.‬‬
‫•من لذائد الدنيا ‪ :‬السفرُ مع من ُتحِبّ ‪ ،‬والبعدُ عمن تبغضُ ‪ ،‬والسلمةُ من يؤذي ‪،‬‬
‫وتذكرُ النجاح ‪.‬‬
‫لمْرَ‬‫لصْمَ ‪ ،‬والصب يطفئ ا َ‬ ‫•ال ُبّ يستبعدُ الرّ ‪ ،‬والحسانُ يقيد النسانَ ‪ ،‬اللمُ يقهرُ ا َ‬
‫•الدنيا أهنأُ ما تكونُ حي تُهانُ ‪ ،‬والاجةُ أرخصُ ما تكون حينما يُستْغنْىَ عنها ‪.‬‬
‫•إذا أهّمك رزقُ غد فمن يكف ُل لك قدوم غٍد ‪ ،‬وإذا أحزنك ما حدث بالمسِ فمن‬
‫يعيدُ لك المسَ ‪.‬‬
‫•توفيقٌ قليلٌ خيٌ من مالٍ كثيٍ ‪ ،‬وعزلٌ ف ع ّزةٍ خَْيرٌ من وليةِ ف ِذلّةٍ ‪ ،‬وخولٌ ف‬
‫طاعةٍ خَيْرٌ من شدةٍ ف معصيةٍ ‪.‬‬
‫•القانعُ ملكٌ ‪ ،‬والسرفُ أهوجُ ‪ ،‬والغضبانُ منونٌ ‪ ،‬والعجولُ طائشٌ ‪ ،‬والاسدُ ظالٌ ‪.‬‬
‫• ِذكْ ُر الِ يرضي الرحنَ ‪ ،‬ويسعدُ النسانَ ‪ ،‬ويسئ الشيطان ‪ ،‬وُيذْ ِهبُ الحزان ‪،‬‬
‫ويل اليزانَ ‪.‬‬
‫•سعيدٌ من طال عمرُه وحسن عملُه ‪ ،‬وموفقٌ من كثُر مالُه فكثر برّه ‪ ،‬ومباركٌ من زاد‬
‫علمُه فزادتْ تقواه‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•جزاءُ من اهتمّ بالناسِ أن ينسى هومه ‪ ،‬وثوابُ من َخدَمَ موله أن يدمه الناسُ ‪،‬‬
‫وجائزةُ من ترك الدنيا أن يأتيَه رزقُه رَغَدا ‪.‬‬
‫•ل تستقلّ شيئا من النعم مع العافيةِ ‪ ،‬ول تتقرْ شيئا من الذنِب مع عدمِ التوبةِ ‪ ،‬ول‬
‫تكثرْ طاع ًة مع عدم الخلصِ ‪.‬‬
‫•الفرح بالدنيا فرحُ الطفالِ ‪ ،‬والفرح بالثناءِ السنِ فرح الرجالِ ‪ ،‬والفرحُ با عند ال‬
‫ح الوليا ِء البرارِ ‪.‬‬
‫فر ٌ‬
‫•الصدقُ طمأنينةٌ‪ ،‬والكذبٌ ريبةٌ‪ ،‬والياءُ صيانةٌ ‪ ،‬والعلمٌ ُحجّةٌ‪ ،‬والبيانُ جالٌ ‪،‬‬
‫والصمتُ حكمةٌ ‪.‬‬
‫•حلوةُ الظفرِ تحو مرارة الصب ‪ ،‬ولذ ُة النتصارِ ُتذْ ِهبُ وعثاءِ العاناةِ ‪ ،‬وإتقا ٌن العملِ‬
‫يزيلُ مشقته‪.‬‬
‫•أطيبُ ما ف الدنيا مب ُة الِ ‪ ،‬وأحسنُ ما ف النةِ رؤي ُة الِ ‪ ،‬وأنفعُ الكتبِ كتابُ ال ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫وأبرّ اللقِ رسو ُل الِ‬
‫•السعيُد منِ اعتب بأمسِه ‪ ،‬ونظر لنفسه ‪ ،‬وأعدّ لرمسِه وراقبَ ال ف جهرِه وهسِه ‪.‬‬
‫•الرصُ ذلّ والطمعُ مهانةٌ‪ ،‬والشّحّ ِخسّةُ ‪ ،‬واليبةُ خيبةٌ ‪ ،‬والغفلةُ حجابٌ ‪.‬‬
‫• (( احفظِ ال يفظْك ‪ ،‬احفظِ ال تدْه أمامك ‪ ،‬تعرّفْ إل الِ ف الرخا ِء يعرفْك‬
‫ف الشدةِ ‪ ،‬إذا سألت فاسألِ ال ‪ ،‬وإذا استعنت فاستعنْ بالِ )) ‪.‬‬
‫•اجعلْ زمان رخائِك عدةً لزمانِ بلئِك ‪ ،‬واجعلْ مالكَ صيانةً لالِك ‪ ،‬واجعلْ عمرك‬
‫طاعةً لرّبكَ ‪.‬‬
‫•ربّ لذةٍ أو جبتْ حسرةً ‪ ،‬وزلةً أعقب ِذلّة ‪ ،‬ومعصيةٍ سلبتْ نعمةً ‪ ،‬وضحكةٍ جرّتْ‬
‫بكاءً‪.‬‬
‫•النعمُ إذا شكرتْ قرّتْ ‪ ،‬وإذا كفرتْ فرّتْ ‪ ،‬والدنيا إذا سرّتْ مرّتْ ‪ ،‬وإذا برّتْ‬
‫غرّتْ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•السلمة إحدى الغنيمتي ‪ ،‬وصح ُة السمِ قلةُ الطعامِ ‪ ,‬وصحةُ الروحِ قل ُة الثامِ ‪,‬‬
‫ت البعدُ عن القْتِ ‪.‬‬ ‫وصحة الوق ِ‬
‫•دقيقةُ اللِ يوم ‪ ,‬ويو ُم اللذةِ دقيقةٌ ‪ ,‬وليلةُ السرو ِر قصيةٌ ‪ ,‬ويومُ المّ طويلٌ ثقيلٌ ‪.‬‬
‫•البؤسُ ذكّرك النعيم ‪ ,‬والوع حبّب إليك الطعام ‪ ,‬والسجنُ ثّن لديك الرية ‪,‬‬
‫والرضُ شوّقك للعافيةِ ‪.‬‬
‫لمْيةِ وإياك وثلثة أعداءٍ ‪ :‬التشاؤمِ والوهمِ‬‫•عليك بثلثة أطباء‪ :‬الفرحِ والراحةِ وا ِ‬
‫والقنوطِ ‪.‬‬
‫•السعادةُ هي أن تصل النفس إل درجة كمالِها‪ ,‬والفوز أن تد ثرةَ أعمالا ‪ ,‬والظّ‬
‫أن تدمُه الدنيا بإقبالِها‪.‬‬
‫س ف السحرِ ‪ ،‬وم ّد يديَكَ ‪ ،‬وأرسلْ عينيك وقلْ ‪ :‬وجئْنا ببضاعةٍ مزجاةٍ فأوفِ‬ ‫•اجل ْ‬
‫لنا الكيل يا جليلُ ‪.‬‬
‫•من النعم السلمةُ من ال ِل والسقمِ والرمِ ‪ ,‬ول تشربْ حت تظمأً ‪ ,‬ول تأكلْ حت‬
‫توعَ ‪ ,‬ول تنمْ حت تتعب‪.‬‬
‫•من تأنّى حصل على ما تنّى ‪ ,‬ومن للخيِ تعنّى فبالفوِز تنّا ‪ ,‬والعجلةُ عقمٌ ‪ ,‬والمانّ‬
‫إفلسٌ ‪.‬‬
‫•ارض عن الِ فيما فعله بك‪ ,‬ول تتم ّن زوال حالةٍ أقامك فيها‪ ,‬فهو أدرى بك منك‬
‫وأرحمُ بك من أمّك‪.‬‬
‫•قضا ُء الِ كلّه خَيْرٌ‪ ,‬حت العصيةُ بشرطِها من ندمٍ وتوبةٍ ‪ ,‬وانكسارٍ واستغفارٍ ‪,‬‬
‫جبِ ‪.‬‬ ‫ب الكبٍ وال ُع ْ‬
‫وإذها ِ‬
‫•داومْ على الستغفا ِر فإن لِ نفحاتٍ ف الليلِ والنهارِ‪ ,‬فعسى أن تصيبك منها نفحةٌ‬
‫تسعدُ با إل يومِ الدينِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫• ُطوْب لن إذا أُنْعِم عليه شَ َكرَ ‪ ,‬وإذا ابتُلِي صَبَرَ‪ ,‬وإذا أذنب استغفر‪ ,‬وإذا غضِب حلمَ‬
‫‪ ,‬وإذا حَ َكمَ َعدَلَ‪.‬‬
‫•من فوائد القراءةِ فتقُ اللسانِ ‪ ,‬وتنميةُ العقلِ ‪ ,‬وصفاءُ الاطرِ ‪ ,‬وإزال ُة المّ ‪,‬‬
‫ب الفضائِل ‪.‬‬
‫والستفادةُ من التجاربِ ‪ ،‬واكتسا ُ‬
‫•غذاءُ القلب ف الخلصِ والتوبةِ والنابةِ ‪ ,‬والتوكلِ على الِ ‪ ,‬والرغبةِ فيما عنده‬
‫والرهبةِ من عذابهِ ‪ ,‬وحبِه تعال‪.‬‬
‫•الزم (( يا ذا اللل والكرام )) وداومْ على (( يا حيّ يا قيومُ برحتِك استغيثُ ))‬
‫لترى الفَرَج والفَ َرحَ والسكينةَ ‪.‬‬
‫•إذا آذاك أحد فتذكرِ القضاءَ ‪ ،‬وَفضّلِ العَ ْفوَ ‪ ،‬وأجرِ اللم ‪ ،‬وثواب الصبِ ‪ ،‬وأنه ظالٌ‬
‫وأنت مظلومٌ ‪ ,‬فأنت أسعدُ حظا ‪.‬‬
‫ق مقدّر ‪ ,‬فلماذا الزنُ ؟ والرضُ والفقرُ والصيبةُ‬ ‫•القضاء نافذُ والجلُ متو ٌم والرز ُ‬
‫بأجرِها فلم المّ ؟‪.‬‬
‫•ف الدنيا جنّةٌ من ل يدخلْها ل يدخلْ جنة الخرةِ‪ ,‬وهي ذكرُه سبحانه وطاعتُه وحبّه‬
‫والنسُ به والشوقُ إليه‪.‬‬
‫•رضي ال عنهم لنم أطاعوا أمره واجتُنبوا نيه ورضوا عنه ؛ لنه أعطاهم ما أ ِملُوا ‪،‬‬
‫وآمنهم ما خافُوا ‪.‬‬
‫ب يقدرُ ويغفرُ ويسترُ ويرزقُ ويرىُ ويسمعُ ‪ ،‬وبيدِهِ مقاليدُ‬ ‫•كيف يزنُ من عندَه ر ّ‬
‫المورِ‪.‬‬
‫•الرحةُ واسعةٌ والبابُ مفتوحٌ ‪ ،‬والعف ُو منوحٌ ‪ ،‬وعطاؤُه يغدو ويروحُ ‪ ،‬والتوبةُ‬
‫مقبولةٌ ‪ ،‬وحلمه كبيٌ ‪.‬‬
‫•ل تزْن لن القضاء مفروغٌ منه ‪ ،‬والقدور واقعٌ ‪ ،‬والقلم جفتْ ‪ ،‬والصحف ُطوِيَتْ‬
‫والجرُ حاصلٌ ‪ ،‬والذنب مغفورٌ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•أحسِن العمل وقصّ ِر المَلَ ‪ ،‬وانتظرِ الجل ‪ ،‬وعش يومك ‪ ،‬وأقبلْ على شأنِك‬
‫ظ لسانَك ‪.‬‬ ‫ف زمانَك واحف ْ‬ ‫واعر ْ‬
‫•ل َأفَْيدَ من كتابٍ ‪ ،‬ول َأوْ َعظَ من قبٍ ‪ ،‬ول أَسْأَمَ من معصيةٍ ‪ ،‬ول أَشْ َرفَ من زهدٍ ‪،‬‬
‫ول أغْن من قناعةٍ ‪.‬‬
‫•بقدر هتك وجدّك ومثابرتِك يُكتبُ تاريُك‪ ،‬والجدُ ل يُعطى جزافا وإنا يؤخذ‬
‫بدارةٍ ويُنالُ بتضحيةٍ ‪.‬‬
‫•هوّن المر َيهُنْ ‪ ،‬واجع ِل المّ همّ الخر ِة فحسبُ ‪ ،‬وتيأ للقا ِء الِ تعال ‪ ،‬واتركِ‬
‫الفضولَ من كل شيءٍ ‪.‬‬
‫•فضولُ الباحاتِ من الزعجاتِ كفضولِ الكلمِ والطعامِ والنامِ واللطةِ والضحكِ ‪,‬‬
‫ب الغمّ ‪.‬‬
‫وهي سب ُ‬
‫•﴿ لِكَيْل َتأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَ ُكمْ ﴾ فل تذوبوا حسرةً ونَدما‪ ,‬ول تلكوا بكاءً وأسفا‪,‬‬
‫ول تنقطعوا عويلً وتسخّطا‪.‬‬
‫•﴿ َحسْبُكَ ال ّلهُ َو َمنْ اتَّب َعكَ مِنْ اْلمُ ْؤمِِنيَ ﴾ يكفيكم الُ فيسددكم ويرعاكم ويدفع‬
‫عنكم ويميكم فل تافون‪.‬‬
‫•﴿ ِإنّ ال ّلهَ مَعَ اّلذِينَ اّتقَوْا ﴾ يدفع عنهم العداء ‪ ,‬يعافيهم من البلءِ ‪ ,‬ويشافيهم من‬
‫الداءِ ‪ ,‬يفظُهم ف البأسا ِء والضراءِ ‪.‬‬
‫حزَنْ إِنّ ال ّلهَ َمعَنَا ﴾ يرانا‪ ,‬يسمع كلمَنا‪ ,‬ينصرُنا على عدوِنا‪ ,‬ييسرُ لنا ما‬
‫•﴿ل َت ْ‬
‫أهّنا‪ ,‬يكشفُ عنا ما أغمّنا‪.‬‬
‫ص ْدرَكَ ﴾ أما جعلناه فسيحا وسيعا مبتهجا مسرورا ساكنا‬
‫شرَحْ لَكَ َ‬
‫•﴿ أََلمْ َن ْ‬
‫مطمئنا فرِحا معمورا ؟!‬
‫•﴿ وَل تَكُ فِي ضَ ْيقٍ ِممّا َيمْ ُكرُونَ ﴾ فنحن نكفيك مكرهم‪ ,‬ونصدّ عنْك كيدهم‪,‬‬
‫ضقْ ذرْعا‪.‬‬
‫ونردّ عنك أذاهم فل ت ِ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫حزَنُوا﴾ وأنتم العلون عقيدةٌ وشريعةٌ ‪ ,‬والعلون منهجا وسيةً ‪,‬‬
‫•﴿وَل َتهِنُوا وَل َت ْ‬
‫والعلون سندا ومبدأً‪ ,‬وأخلقا وسلوكا‪.‬‬
‫•﴿ ِإنّ رَبّكَ وَاسِعُ اْل َم ْغفِرَةِ ﴾ يعفو عن الذنبِ ‪ ,‬يقب ُل التوبة‪ ,‬يقيلُ العثرة‪ ,‬يحو‬
‫الزلة‪ ,‬يستر الطيئة‪ ,‬يتوبُ على التائب‪.‬‬
‫•﴿ وَل تَيْأَسُوا ِمنْ رَ ْوحِ ال ّلهِ ﴾ فإن فرجهٌ قريب‪ ,‬ولطفهُ عاجلٌ ‪ ,‬وتيسيهُ حاصلٌ ‪,‬‬
‫وكرمُه واسع‪ ,‬وفضله عامٌ ‪.‬‬
‫•﴿ وَهُوَ َأرْ َحمُ الرّا ِح ِميَ﴾ يُشاف ويُعاف وَيُجتِب ويتار‪ ,‬ويفظُ ويتول‪ ,‬ويسترُ‬
‫ويغفرُ‪ ,‬ويلمُ ويتكرمُ ‪.‬‬
‫•﴿ فَال ّلهُ خَ ْيرٌ حَافِظا ﴾ يفظ الغائب‪ ,‬يرد الغريبَ ‪ ,‬يهدي الضالَ ‪ ,‬يعاف البتلى ‪,‬‬
‫يشفي الريضَ ‪ ,‬يكشفُ الكربِ ‪.‬‬
‫•﴿ َوعَلَى ال ّلهِ فَتَ َوكّلُوا﴾ فوّضوا المر إليه‪ ,‬وأعيدوا الشأن إليه‪ ,‬واشكوا الال عليه‪,‬‬
‫ارضوا بكفايته‪ ,‬اطمئنوا لرعايته ‪.‬‬
‫•﴿ َف َعسَى ال ّلهُ أَنْ َيأْتِيَ بِاْلفَ ْتحِ﴾ فيفتح القفال‪ ,‬ويكشف الكُرَبَ الثقال‪ ,‬ويزيل‬
‫الليال الطوال‪ ,‬ويشرح البالَ ‪ ,‬ويصلح الالَ ‪.‬‬
‫حدِثُ َب ْعدَ ذَلِكَ َأمْرا﴾ فيذهب غمّا ويطرُد َهمّا ويزيلُ حزنا‬
‫•﴿ ل َت ْدرِي َلعَلّ ال ّلهَ ُي ْ‬
‫ويسهل أمرا ويُقرّبُ بعيدا‪.‬‬
‫•﴿ كُلّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَ ْأنٍ﴾ يكشفُ كرْبا ويغفرُ ذنبا ويعطي رِزْقا ويشفي مريضا‬
‫ويعاف مبتلًى ‪ ،‬ويفكّ مأسورا ‪ ،‬ويبُ كسيا ‪.‬‬
‫سرِ ُيسْرا﴾ مع الفقرِ غن‪ ,‬وبعد الرضِ عافيةٌ ‪ ,‬وبعد الزنِ سرورٌ ‪,‬‬
‫•﴿ َفإِنّ مَعَ اْل ُع ْ‬
‫وبعد الضيق سَعَةٌ ‪ ,‬وبعد البسِ انطلقٌ ‪ ,‬وبعد الوعِ شبعٌ ‪.‬‬
‫سرٍ ُيسْرا﴾ سُيح ّل القيدُ ‪ ,‬وينقطعُ البلُ ‪ ,‬ويُفتحُ البابُ ‪,‬‬
‫جعَلُ ال ّلهُ َب ْع َد عُ ْ‬
‫•﴿ سََي ْ‬
‫وينل الغيث ‪ ,‬ويصلُ الغائبُ ‪ ,‬وتصلح الحوالُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•﴿ َفصَ ْبرٌ َجمِيلٌ﴾ فسوف يبدل الالْ ‪ ,‬وتدأُ النفسُ ‪ ,‬وينشرحُ الصدرُ‪ ,‬ويسهل‬
‫المرُ‪ ,‬وتل العقدُ‪ ,‬وتنفرجُ الزمةُ ‪.‬‬
‫•﴿ وَتَوَكّ ْل عَلَى اْلحَيّ اّلذِي ل َيمُوتُ ﴾ ليصلح حالُك‪ ,‬ويشرح بالُك‪ ,‬ويفظ‬
‫مالُك ‪ ,‬ويرعى عيالُك ‪ ,‬ويكرم مآلُك‪ ,‬ويُحقّقَ آمالُك‪.‬‬
‫•﴿ َحسْبُنَا ال ّلهُ وَِن ْعمَ الْ َوكِيلُ﴾ يكشف عنا الكروب‪ ,‬ويزيلُ عنا الطوب‪ ,‬يغفرُ لنا‬
‫الذنوب‪ ,‬يصلح لنا القلوب ‪ ,‬يذهبْ عنا العيوبَ ‪.‬‬
‫•﴿ إِنّا فََتحْنَا َلكَ فَتْحا مُبِينا﴾ هديناك واجتبيناك‪ ,‬وحفظناك ومكناك‪ ,‬ونصرناك‬
‫وأكرمناك‪ ,‬ومن كل بلء حسنٍ أبليناك‪.‬‬
‫صمُكَ ِمنَ النّاسِ﴾ فل ينالُك عدوّ ‪ ,‬ول يصل إليك طاغيةٌ ‪ ,‬ول يغلبك‬
‫•﴿ وَال ّلهُ َيعْ ِ‬
‫حاسدٌ ‪ ,‬ول يعلو عليك حاقدٌ ‪ ,‬ول يتاحك جبارٌ ‪.‬‬
‫ك عَظِيما﴾ خلقك ورزقك ‪ ,‬علّمك وفهّمك ‪ ,‬هداك‬
‫•﴿ َوكَانَ َفضْلُ ال ّلهِ عَلَيْ َ‬
‫وسددك‪ ,‬أرشدك وأدبك‪ ,‬نصرك وحفظك‪ ,‬تولك ورعاك‪.‬‬
‫•﴿ َومَا بِ ُكمْ مِنْ ِن ْع َمةٍ َف ِمنَ ال ّلهِ﴾ أعطى الَلْقَ والرزق ‪ ,‬والسمع والبصر ‪ ,‬والداية‬
‫والعافية ‪ ,‬والاء والواء ‪ ,‬والغذاء والدواء ‪ ,‬والسكن والكساء ‪.‬‬
‫•إذا سألت فاسأ ِل ال تدِ العون والكفاية والرشد والسداد ‪ ,‬واللطف والفرج ‪,‬‬
‫والنصر والتأييدَ ‪.‬‬
‫•على ال توكلْنا وبدينِه آمنا ولرسولِه اتبعنا ولقولِه استمعنا وبدعوتِه اجتمعنا‪ ,‬فل تزْن‬
‫إ ّن ال معنا‪.‬‬
‫•ولينصرنّ الُ من ينصرُه ‪ ,‬فيفُع قدره ‪ ،‬ويعلي شأنه ‪ ،‬ويتول أمره ‪ ،‬ويذلُ عدوه‬
‫ويكبتُ خصمه ويزي من كاده‪.‬‬
‫• (( ل حول ول قوة إل بال)) ل إرادة ول قدرة ول تأيي َد ول نص َر ول فرجَ ول‬
‫عونَ ول كفاي َة ول طاقةَ إل بالِ العظيمِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫جعَلْ َل ُه عَيْنَيْنِ﴾ يطالع كتابَ الكونِ ‪ ،‬ويقرأ دفتر المالِ ‪ ,‬ويتمتعُ بشاهدِ‬
‫•﴿ أََلمْ َن ْ‬
‫لسْنِ ويسرحُ طرفه ف مهرجانِ الياةِ ‪.‬‬
‫اُ‬
‫•﴿ وَِلسَانا وَ َشفَتَيْنِ ﴾ يتكلمُ بالبيانِ الشرقِ ‪ ,‬ينط ُق بالديثِ الذابُ ‪ ,‬يتحدثُ‬
‫بالكلماتِ السراتِ ‪ ,‬يترجم عما ف قلبِهِ‪.‬‬
‫•﴿ لَِئنْ شَ َكرُْتمْ َلأَزِيدَنّ ُكمْ ﴾ فيعظم علمُكم ويزيد فهمُكم ويبارك ف رزقِ ُكمْ ‪،‬‬
‫ويتحققُ نصرُكم ويكثرُ خيُكم‪.‬‬
‫•﴿ وَأَسْبَ َغ عَلَيْ ُكمْ ِن َعمَهُ ظَا ِهرَةً وَبَاطَِنةً ﴾ عامةً وخاصةً ‪ ,‬ف الدينِ والدنيا‪ ,‬ف الهلِ‬
‫والالِ ‪ ,‬ف الواهبِ والوارحِ ‪ ,‬ف الروحِ ‪.‬‬
‫•﴿ وَأُفَ ّوضُ َأ ْمرِي إِلَى ال ّلهِ﴾ أرفع شكايت إليه ‪ ,‬أعرضُ حال عليه‪ ,‬أُ َحسّنُ ظن به ‪,‬‬
‫أتوكلُ عليه‪ ,‬أرضى بكمِه‪ ,‬أطمئنّ إل كفايتِه‪.‬‬
‫•﴿ال ّلهُ َلطِيفٌ ِبعِبَادِهِ﴾ يرزقهم إذا افتقروا ‪ ,‬يغيثهم إذا قحطُوا ‪ ,‬يغفرُ لم إذا‬
‫استغفروا‪ ,‬يشفيهم إذا مرضُوا‪ ,‬يعافيهم إذا ابتُلوا ‪.‬‬
‫•﴿ل َتقْنَطُوا مِنْ رَ ْحمَةِ ال ّلهِ﴾ ل يغلقْ بابه ‪ ,‬ل يسدلْ حجابه‪ ,‬ل تنْفَدْ خزائنُه ‪ ,‬ل ينتهِ‬
‫فضلُه‪ ,‬ل ينقطعْ حبلُه ‪.‬‬
‫•﴿ أَلَ ْيسَ ال ّلهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ يكفيه ما أهّه وأغمّه ‪ ,‬يميه من قصده ‪ ,‬ينعه من كاد‬
‫له ‪ ,‬يفظُه مّن مكر به‪.‬‬
‫•﴿ فَابَْتغُوا عِنْدَ ال ّلهِ الرّ ْزقَ ﴾ فعنده الزائُن ‪ ،‬ولديه الكنوزُ ‪ ،‬وبيده اليُ ‪ ,‬وهو‬
‫الوادُ النا ُن الفتاحُ العليمُ ‪.‬‬
‫•﴿ َو َمنْ يُ ْؤ ِمنْ بِال ّلهِ َي ْهدِ قَلَْبهُ﴾ يكشف كربه ويغفر ذنبه‪ ,‬ويذهب غيظه وينيُ طريقه‬
‫ويسددُ خطاه‪.‬‬
‫•﴿ اذْ ُكرُوا ِن ْع َمةَ ال ّل ِه عَلَيْكُمْ ﴾ كنتم أمواتا فأحياكم ‪ ,‬وضُ ّ‬
‫للً فهداكُم ‪ ,‬وفقراءً‬
‫فأغناكم ‪ ,‬وجهلةً فعلّمكم‪ ,‬ومستضعفي فنصركم‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•كم مرةٍ سألت فأعطاك ‪ ,‬كم مر ٍة طلبت فحباك ‪ ,‬كم مرةٍ عثرت فأقالك ‪ ,‬كم مرةٍ‬
‫أعسرت فيسر عليك‪ ,‬كم مرةٍ دعوته فأجابَك‪.‬‬
‫•الصل ُة والسلمُ على العصو ِم تذهبُ الغمومُ ‪ ،‬وتزي ُل المومُ ‪ ,‬وتشاف القلب‬
‫الكلوم ‪ ،‬وتفتحُ العلوم ويصل با الفضلُ القسومُ ‪.‬‬
‫•﴿ا ْدعُونِي أَسَْتجِبْ لَ ُكمْ ﴾ ارفعوا إل ال أكفّكم ‪ ,‬قدموا إليه حوائجكم ‪ ,‬اسألوه‬
‫مرادكم ‪ ,‬اطلبوه رزقكم‪ ,‬اشكوا عليه حالكم ‪.‬‬
‫•﴿ َأ ّمنْ ُيجِيبُ اْل ُمضْ َطرّ ِإذَا دَعَاهُ ﴾ فيزيل كربه وبلواه ويُذْ ِهبُ ما أضناه ‪ ,‬ويعطيه‬
‫ما تناه ‪ ,‬ويققُ مبتغاه‪.‬‬
‫•تصدق بعَ ْرضِك على فقراءِ الخلقِ ‪ ,‬واجعلْهم ف حلّ إن شتموك أو سبوك أو‬
‫آذوك فعند الِ العِ َوضُ ‪.‬‬
‫•إذا خاف رُبّان السفينة نادى ‪ :‬يا الُ ‪ ,‬إذا ضلّ الادي هتف ‪ :‬يا الُ ‪ ,‬إذا اغتم‬
‫السجي دعا ‪ :‬يا الُ ‪ ,‬إذا ضاق الريضُ صاح ‪ :‬يا الُ ‪.‬‬
‫ص َمدُ ﴾ تصمدُ إليه الكائناتُ ‪ ,‬تقصدُه الخلوقاتُ ‪ ,‬تدعوه البيا ُ‬
‫ت بشت‬ ‫•﴿ ال ّلهُ ال ّ‬
‫اللغاتِ ومتلف اللهجاتِ ف سائر الاجاتِ ‪.‬‬
‫•﴿ ذَِلكَ بَِأنّ ال ّلهَ مَوْلَى اّلذِينَ آمَنُوا﴾ ينيُ لم الطريقِ ‪ ,‬يبي لم ا َل َ‬
‫حجّة ‪ ,‬يوضحُ لم‬
‫الداية ‪ ,‬يميهم من الضللةِ ‪ ,‬يعلمُهم من الهالةِ‪.‬‬
‫•رفقاَ بالقواريرِ ولطفا بالقلوبِ ‪ ،‬ورحةً بالناسِ ‪ ،‬ورويدا بالشاعرِ ‪ ،‬وإحسانا للغيِ ‪،‬‬
‫وتفضلً على العالِ ‪ ..‬أيها الناسُ ‪.‬‬
‫•اكت ِم الغيظ ‪ ,‬وتغافلْ عن الزلةِ ‪ ,‬وتغاض عن الساءةِ ‪ ,‬واعفُ عن الغلطةِ ‪ ,‬وادفنِ‬
‫العائب تكنْ أحبّ الناسِ إل الناسِ ‪.‬‬
‫•بابٌ ومِفْتاحٌ ‪ ,‬وغرفةٌ تدخلُها الرياحُ ‪ ,‬وقلب مرتاحٌ ‪ ,‬مع تقوى وصلحٍ ‪ ,‬وقد نلت‬
‫النجاح ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•فضول العيشِ أشغالٌ ‪ ,‬والزائدُ عن الاجة أثقالُ ‪ ,‬وعفافٌ ف كفافٍ خَيْرٌ من َب ْذخٍ‬
‫وإسرافٍ ‪.‬‬
‫•ل تمل عقدة الؤامرةِ ‪ ,‬ول تفكْر ف تربصِ الخرينّ ‪ ,‬ول تظن أن الناسَ مشغولون‬
‫بك‪ ,‬فك ّل ف فََلكٍ يسبحون ‪.‬‬
‫•﴿ َفسَيَ ْكفِي َكهُمُ ال ّلهُ ﴾ فيد كيدهم ويبطل مكرهمِ ‪ ،‬ويذلُ جندهم ‪ ،‬ويفلّ حدّهم‪,‬‬
‫ويحقُ قوتم ‪ ,‬وُيذْ ِهبُ بأسهم ويشتتُ شلهم ‪.‬‬
‫•﴿ َفأَْنزَلَ السّكِينَ َة عَلَ ْي ِهمْ ﴾ فشفى غليلهم ‪ ,‬وأبرد عليلهم ‪ ,‬وأطفأ لب صدورِهم ‪,‬‬
‫وأراحَ ضمائرَهم ‪ ,‬وطهرَ سرائرَهم‪.‬‬
‫• (( الكلمة الطيبة صدقةٌ )) لنا تفتحُ النفسَ ‪ ،‬وتسعدُ القلب ‪ ،‬وتدملُ الراح ‪،‬‬
‫وتذهبُ الغيظ وتعلنُ السلم ‪.‬‬
‫•(( تبسمك ف وجهِ أخيك صدقةٌ )) لن الوجه عنوانُ الكتاب ‪ ,‬وهو مرآ ُة القلبِ ‪،‬‬
‫ورائدُ الضميِ وأولُ الفألَ ‪.‬‬
‫•﴿ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَ ْحسَنُ ﴾ بتركِ النتقامِ ‪ ،‬ولطفِ الطابِ ‪ ،‬وليِ الانبِ ‪ ,‬والرفقِ‬
‫ف التعاملِ ونسيانِ الساءةِ ‪.‬‬
‫شقَى﴾ ولكن لتسعد وتفر َ‬
‫ح روحُك ‪ ،‬وتسكنَ‬ ‫•﴿ مَا أَْنزَلْنَا عَلَيْكَ اْلقُرْآنَ لَِت ْ‬
‫نفسُك ‪ ،‬وتدخل به جنةَ الفلحِ ‪ ،‬وفردوس السعادةِ ‪.‬‬
‫•﴿ َومَا َجعَ َل عَلَيْ ُكمْ فِي الدّينِ مِنْ َحرَجٍ﴾ بل يس ٌر وسهولةٌ ‪ ،‬ومراعاةٌ للمشقةِ ‪ ،‬وبعدٌ‬
‫عن الكلفةِ ‪ ،‬وسلمةٌ من التعبِ والرهاقِ ‪.‬‬
‫ت عَلَ ْيهِمْ ﴾ فيسعدون بعد شقاءٍ‬
‫صرَ ُهمْ وَالَْأغْللَ الّتِي كَانَ ْ‬
‫•﴿ وََيضَ ُع عَ ْنهُمْ إِ ْ‬
‫ويرتاحون بعد عناءٍ ويأمنون بعد خوفٍ ‪ ،‬ويسرون بعد حُزْنٍ ‪.‬‬
‫صدْرِي * وََيسّرْ لِي َأ ْمرِي ﴾ فأرى النور أمامي ‪ ،‬وأحسّ‬
‫•﴿ قَالَ َربّ ا ْشرَحْ لِي َ‬
‫الدى بقلب ‪ ،‬وأمسك البل بيدي ‪ ،‬وأنال النجاح ف حيات ‪ ،‬والفوز بعد مات ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫سرَى ﴾ فتعبد ربك ببٍ وتطيعه بو ّد وتاهد فيه بصدقٍ ؛ فيصبح‬
‫سرُكَ لِلُْي ْ‬
‫•﴿ وَنَُي ّ‬
‫ب فيه عذابا ‪ ،‬والعلقمُ ف سبيلهِ شهْدا‪.‬‬
‫العذا ُ‬
‫•﴿ ل يُ َكلّفُ ال ّلهُ َنفْسا إِلّا وُ ْس َعهَا ﴾ فل تكليف فوق الطاقةِ ‪ ،‬وإنا على َحسَبِ‬
‫الهدِ وعلى قدرِ الوهبةِ وعلى مقدارِ القوةِ ‪.‬‬
‫•﴿ رَبّنَا ل تُؤَا ِخذْنَا إِنْ َنسِينَا﴾ فأنا ِنمُ أحيانا ‪ ،‬ونغفلُ أوقاتا ‪ ،‬ويصُيبنا الشرودُ‬
‫ويعترينا الذهو ُل فعفوك يا ربّ ‪.‬‬
‫•﴿ َأوْ أَخْطَأْنَا﴾ فلسنا معصومي ول من الذنب بسالي ‪ ،‬ولكنّا ف فضلِك طامعون‬
‫وف رحتك راغبون ‪.‬‬
‫حمِلْ عَلَيْنَا إِصْرا ﴾ فنحن عبادٌ ضعفاءٌ وبشر مساكيُ ‪ ،‬أنت الذي‬
‫•﴿ رَبّنَا وَل َت ْ‬
‫علمتنا كيف ندعوكَ فأجبْنا كما دعوتنا ‪.‬‬
‫حمّلْنَا مَا ل طَا َقةَ لَنَا ِبهِ﴾ فنعجَزَ وتكلّ قلوبُنا وتلّ نفوسنا ‪ ،‬بل يسرْ‬
‫•﴿ رَبّنَا وَل ُت َ‬
‫علينا وقد فعلتَ ‪ ،‬وسهلْ علينا وقد أوجبتَ ‪.‬‬
‫•﴿ وَاعْفُ عَنّا ﴾ فنحن أهل الطأ والي ِ‬
‫ف ومنا تبدرُ الساءةُ ‪ ،‬وفينا نَقْصٌ وتقصيٌ ‪،‬‬
‫وأنت جوادٌ كريٌ رحا ٌن رحيمٌ ‪.‬‬
‫•﴿ وَاغْ ِفرْ لَنَا ﴾ فل يغفرُ الذنوب إل أنت ‪ ،‬ول يست ُر العيوبَ إل أنت ‪ ،‬ول يلمُ عن‬
‫القصر إل أنت ‪ ،‬ول يتفضلُ على السيءِ إل أنتَ ‪.‬‬
‫•﴿ وَارْ َحمْنَا ﴾ فبحتك نسعدُ‪ ,‬وبرحتِك تعيشُ آمالنا ‪ ,‬وبرحتك تُقَْبلُ أعمالُنا ‪,‬‬
‫وبرحتك تصلح أحوالُنا‪.‬‬
‫•(( بعثت بالنيفة السمحة )) فلعََن َ‬
‫ت فيها ول تن ّط َع ول تكلّفَ ول مشق َة ول غلوّ ‪,‬‬
‫بل فطرةٌ وسنةٌ ويسرٌ واقتصادٌ ‪.‬‬
‫•(( إياكم والغلو )) بل الزموا السنة‪ ,‬اتباعٌ ل ابتداعٌ ‪ ,‬وسهولةٌ ل مشادةٌ ‪ ,‬وتوسطٌ‬
‫ل تطرفٌ ‪ ,‬واقتفاءٌ بل زيادةٍ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•(( أمت أمة مرحومة )) تولها ربا‪ ,‬فرسولُها سيدُ الرسل ودينُها أحسنُ الديانِ ‪،‬‬
‫وهي أفضل الممِ وشريعتُها أج ُل الشرائعِ ‪.‬‬
‫•(( ذاق طعم اليانِ من رضى بالِ ربا ‪ ،‬وبالسل ِم دينا وبحمدٍ رسولً )) وهذه‬
‫الثلثة أركان الرضا وأصول الفلحِ ‪.‬‬
‫•إياك والتسخط فإنه باب الز ِن والمّ والغمّ وشتاتُ القلبِ وكسفُ البالِ وسوءُ الالِ‬
‫ع العمرِ ‪.‬‬ ‫وضيا ُ‬
‫•الرضا يكسب ف القلب السكينة والدّعَةَ ‪ ،‬والراحة والمنَ ‪ ،‬والطمأنينة وطيبَ العيشِ‬
‫والسرورَ والفَ َرحَ ‪.‬‬
‫ش والدغلِ ‪ ،‬والغلِ والتسخطِ ‪ ،‬والعتراضِ‬ ‫•الرضا يعل القلبُ سليما من الغ ِ‬
‫والتذمرِ ‪ ،‬والل ِل والضجرِ والتبمِ ‪.‬‬
‫•من رضي عن ال مل قلبه نورا وإيانا ‪ ،‬ويقينا وحبا وقناع ًة ورضىً وغنً وأمنا ‪،‬‬
‫وإنابةً وإخباتا ‪.‬‬
‫ل ْمعِ ‪،‬‬‫•أيها الفقي‪ :‬صبٌ جيل ‪ ,‬فقد سلمتَ من تبعاتِ الالِ ‪ ,‬وخدمةِ الثروةِ ‪ ,‬وعناءِ ا َ‬
‫ب عند الِ ‪.‬‬‫ومشقةِ وحراسةِ الالِ وخدمتِه ‪ ،‬وطولِ السا ِ‬
‫•يا من فقدَ بصرهَ ‪ :‬أبشرْ بالنة ثنا لبصرِك ‪ ،‬واعلمْ أنك ُع ّرضْتَ نورا ف قلبِك ‪،‬‬
‫وسلمت من رؤيةِ النكراتِ ‪ ,‬ومشاهدةِ الزعجاتِ واللهياتِ ‪.‬‬
‫•يا أيها الريض‪ :‬طهورٌ إن شاء الُ فقد ُهذّْبتَ من الطايا ‪ ,‬ونُقّيت من الذنوبِ ‪,‬‬
‫وصُقِل قلبكُ وانكسرتْ نفسُك ‪ ,‬وذهب كِبْرُك و َعجْبَك ‪.‬‬
‫•لاذا تفكر ف الفقودِ ول تشكرُ على الوجودِ ‪ ,‬وتنسى النعمة الاضرة ‪ ,‬وتتحسرُ‬
‫على النعمةِ الغائبةِ ‪ ,‬وتسدُ الناس وتغفلُ عما لديك ‪.‬‬
‫•(( كن ف الدنيا كأنك غريب)) قطعةُ خبزٍ ‪ ,‬وجرعةُ ماء ‪ ,‬وكساءٍ ‪ ,‬وأيامٌ قليلةٌ ‪,‬‬
‫وليالٍ معدودةٌ ‪ ,‬ث ينتهي العال ‪ ,‬فإذا قبُ أغن الغنياءِ وأفقرِ الفقراءِ سواء ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ك بانبِ الادمِ ‪ ,‬والرئيسُ بوارِ الارسِ ‪ ,‬والشاعرُ الشهورُ مع الفقيِ‬ ‫•يدفن الل ُ‬
‫الاملِ ‪ ,‬والغنُ مع السكيِ والفقيُ والكسيُ ‪ ,‬ولكنْ داخل القبِ أعمالٌ متلفةٌ‬
‫ودرجاتٌ متباينةٌ ‪.‬‬
‫•إذا زارك يو ٌم جديدٌ فقلْ له مرحبا بضيفٍ كري ‪ ,‬ث أحسِنْ ضيافتَه بفريضةٍ تؤدّى ‪,‬‬
‫وواجبٍ يُ ْعمَلُ وتوب ٍة تدّدُ‪ ,‬ول تكدْرهُ بالثامِ والمومِ فإنه لن يعود‪.‬‬
‫•إذا تذكرت الاضي فاذكر تاريك الشرق لتفرح ‪ ,‬وإذا ذكرت يومك فاذكرْ إنازك‬
‫تسعدْ ‪ ,‬وإذا ذكرت الغد فاذكرْ أحلمك الميلةَ لتتفاءلَ ‪.‬‬
‫•طولُ العمرِ ثروةٌ من التجاربِ ‪ ,‬وجامعةٌ من العارفِ ‪ ,‬ومستودعٌ من العلوماتِ ‪,‬‬
‫وكلما مرّ بك يومٌ تلقيت درسا ف فنّ الياة ‪ ,‬إن طول العمرِ برك ٌة لقومٍ يعقلون‪.‬‬
‫ف يذكرك المنَ ‪ ,‬ويثك على الدعاءِ ‪ ,‬ويردعُك عن الخالفِة‬ ‫•لبد من شيء من الو ِ‬
‫‪ ,‬ويذّرك من خطرِ أعظم ‪.‬‬
‫•ولبد من شيء من الرضِ يذكرك العافيةَ ‪ ,‬ويتثّ شجرة الكِبْرَ ودرجة ال ُعجْبِ‬
‫ليستيقظ قلبُك من رقدِة الغافلي ‪.‬‬
‫•اليا ُة قصيةٌ فل تقصّرْها أكثر بالنكدِ ‪ ,‬والصديقُ قليلٌ فل تسرْه باللومِ ‪ ,‬والعداءُ‬
‫كثي فل تزدْ عددهم بسوءِ الُُلقِ ‪.‬‬
‫•كن كالنملةِ ف الثابرةِ ‪ ,‬فإنا تصعدُ الشجرةَ مائةٍ مرةٍ وتسقطُ ‪ ،‬ث تعودُ صاعدةً حت‬
‫تصل ‪ ,‬ول تكلّ ول تلّ ‪.‬‬
‫•وكن كالنحلةِ فإنا تأكلُ طيبا ‪ ،‬وتضعُ طيبا ‪ ،‬وإذا وقعتْ على عودٍ ل تكسِرْه ‪،‬‬
‫وعلى زهر ٍة ل تدشُها‪.‬‬
‫ب الشهواتِ‬ ‫•ل تدخل اللئكة بيتا فيه كلبٌ ‪ ,‬فكيف تدخل السكينُة قلبا فيه كل ُ‬
‫والشبهاتِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•احذر مالس الصومات ففيها يباعُ الدينُ بثمنٍ َبخْسٍ ‪ ,‬وي ّرجُ على الروءةِ ‪ ,‬ويداسُ‬
‫فيها العِ ْرضُ بأقدامِ النذالِ ‪.‬‬
‫•﴿ وَسَابقوا ﴾‪ ,‬ليس إل السابقة فالزمنُ يضي ‪ ,‬والشمسُ تري ‪ ,‬والقمرُ يسي ‪,‬‬
‫والريحُ تبّ ‪ ,‬فل تقفْ ‪ ،‬فلن تنتظرك قافلةُ الياةِ ‪.‬‬
‫•﴿وَسَا ِرعُوا﴾ ِثبْ وَثْبا إل العلياءِ فإن الجد مناهََيهٌ ‪ ,‬ولن يقدم النصرُ على أقدام مًن‬
‫ذهبٍ ولكنْ مع دموعٍ ودماء وسه ٍر ونصبٍ وجوعٍ ومشقةٍ ‪.‬‬
‫ق العامل أزكى من مْسكِ القاعدِ ‪ ,‬وزفراتُ الكادحِ أجلُ من أناشيدِ الكسولِ ‪,‬‬ ‫• َعرَ ُ‬
‫ورغيفُ الائع ِألذّ من خروفِ الترفِ ‪.‬‬
‫•الشتمُ الذي يوجه للناجحي من حسادِهم هي طلقاتُ ِمدْف ِع النتصارِ ‪ ,‬وإعلناتُ‬
‫الفوزِ ‪ ,‬ودعايةٌ مانيةٌ للتفوقِ ‪.‬‬
‫ب ومستوى الدخلِ والتعليمِ ‪ ,‬بل من‬ ‫ب واللقا ِ‬ ‫•التفوقُ والثابرةُ ل تعترفُ بالنسا ِ‬
‫عنده هةٌ وثّابةٌ ‪ ,‬ونفسٌ متطلعة‪ ,‬وصبٌ جيلٌ ‪ ,‬أدركَ العلياءَ ‪.‬‬
‫•ل تتهيبِ الصاعب فإن السد يواجه القطيع من المالِ غَيْرَ هيابٍ ‪ ,‬ول َتشْكُ‬
‫التاعب فإن المارَ يم ُل الثقالَ ول يئنّ ‪ ,‬ول تضجرْ من مطلبِك فإن الكلب يطاردُ‬
‫فريسته ولو ف النار ‪.‬‬
‫•ل تستقلّ برأيك ف المورِ بل شاو ْر فإن رأي الثني أقوى من رأي الواحدِ ‪ ,‬كالبلِ‬
‫كلما قُرن به حبل آخر قوي وأشتدّ ‪.‬‬
‫•ل تملْ ك ّل نقدٍ يوجّه إليك على أنه عداوةٌ ‪ ,‬بل استفدْ منه بغضِ النظرِ عن مقصدِ‬
‫صاحبِه فإنك إل التقوي أحوجُ منك إل الدحِ ‪.‬‬
‫•من عَرَفَ الناس استراحَ ‪ ,‬فل يطربْ لدحهم ‪ ،‬ول يزعْ من ذمّهم ‪ ,‬لنم سريعو‬
‫الرضا ‪ ,‬سريعو الغضبِ ‪ ,‬والوى يُح ِركُهم‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•ل تظنّ العاهاتِ تنعك من بلوغِ الغاياتِ ‪ ,‬فكم من فاضلٍ حاز الجدَ وهو أعمى أو‬
‫أصمّ أو أشلّ أو أعرجَ ‪ ,‬فالسألةُ مسألةُ همٍ ل أجسامٍ ‪.‬‬
‫•عسى أن يكون منعَه لك سبحانهُ عطاءً وحجزك عن رغبتِك لطفا ‪ ,‬وتأخرك عن‬
‫مرادك عنايةً ‪ ,‬فإنه أبصرُ بك منك ‪.‬‬
‫•إذا زارتك شدةٌ فاعلمْ أنا سحابةُ صيفٍ عن قليلٍ تُقْشعُ ‪ ,‬ول ُيخِفُك رعدُها ‪ ،‬ول‬
‫يرهبْك برقُها فربا كانت مملة بالغيثِ ‪.‬‬
‫•اخرجْ بأهلك ف نزهةٍ عائلية كّل أسبوعٍ فإنا تع ّرفْك بأطفالِك أكث َر وتدد حياتك‬
‫وتذهبُ عنك اللل ‪.‬‬
‫•من ل يسعد ف بيته فلن يسعد ف أي مكان ‪ ,‬واعلم أن أنسب مكان لراحة النفس‬
‫وهدوء البالِ ‪ ،‬والبعد عن التكلف هو بيتُك‪.‬‬
‫•العلم والثقاف ُة مدُها باقٍ خاصةً لن علّم الناسَ وألّفَ ‪ ,‬أما مدُ الشهرةٍ والنصبٍ فظلّ‬
‫زائل ‪ ،‬وطيفٌ زائفٌ ‪.‬‬
‫•الفكر إذا تُرك ذهب إل خانةِ الآسي ‪َ ,‬فجَ ّر اللَم والحزانَ ‪ ,‬فل تتركْه يطِيشْ‬
‫ولكن قيدْه فيما ينفع ‪.‬‬
‫•ما يشوش البالَ ويقسي القلبَ مالطةُ الناسِ وساعُ كلمهم اللهي ‪ ،‬وطول‬
‫مالستهم ‪ ,‬وما أحسنَ العزلةِ مع العبادةِ والعلمِ ‪.‬‬
‫•أشرف السبل سبيلكَ إل السجدِ ‪ ,‬وآمنُ الطرقِ طريقُك إل بيتِك ‪ ,‬وأصعبُ الواقفِ‬
‫وقوفك أمام السلطانِ ‪ ,‬وأعظمُ اليئاتِ سجودُك للديانِ ‪.‬‬
‫•ساعَ القرآنِ بصوتٍ َحسَنٍ‪ ,‬والذكرُ بقلبٍ حاضرٍ ‪ ,‬والنفاقُ من مالٍ حللٍ ‪,‬‬
‫والوعظُ بلسانٍ فصي ٍح موائدُ للنفسِ وبساتيُ للقلبِ ‪.‬‬
‫•الخلق الميلة والسجايا النبيلة‪ ,‬أجلُ من وسامةِ الوجوهِ ‪ ،‬وسوادِ العيونِ ‪ ،‬ورقةِ‬
‫الدودِ ؛ لن جال العن أجلّ من جالِ الشكلِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•صنائعُ العروفِ تقي مصارع السوءِ ‪ ,‬وجدارُ العقلِ ينعُ من مزال ِق الوى ‪ ,‬ومطارقُ‬
‫ف واعظٍ ‪.‬‬
‫التجاربِ أنفعُ من أل ِ‬
‫•إذا رأيت اللوف من البشرِ وقد أذهبُوا أعمارهم ف الف ّن واللهو واللعبِ والضياعَ‬
‫فاح َد ال على ما عندك من خيٍ ‪ ,‬فرؤيةُ البتلَى سرورٌ للمعاف ‪.‬‬
‫•إذا رأيت الكافر فاح ِد الَ على السلمِ ‪ ,‬وإذا رأيت الفاج َر فاحدِ ال على التقوى ‪,‬‬
‫وإذا رأيت الاه َل فاحدِ ال على العلم ‪ ,‬وإذا رأيت البتلى فاحدِ ال على العافيةِ ‪.‬‬
‫•خلقت الشمسُ لك فاغتس ْل بضيائها ‪ ,‬وخلقتِ الرياحُ لك فاستمتعْ بوائِها ‪,‬‬
‫ت الثمارُ لك فاهنأْ بغذائها‪ ,‬واحد من أعطى‬ ‫وخلقتِ النارُ لك فتلذذْ بائها ‪ ,‬وخلق ِ‬
‫جل ف عله‪.‬‬
‫ع الصواتِ ‪ ,‬والقعدُ يتمن الشي‬ ‫•العمى يتمن أن يشاهدَ العالَ ‪ ,‬والصمّ يتمن سا َ‬
‫خطواتٍ ‪ ,‬والبكمُ يتمن أن يقول كلماتٍ ‪ ,‬وأنت تشاهدُ وتسمع وتتكلمُ ‪.‬‬
‫•ل تظنّ أن الياة كملتْ لحدٍ ‪ ,‬من عنده بيتٌ ليس عنده سيارةٌ ‪ ,‬ومن عنده زوجةٌ‬
‫ليس عنده وظيفةٌ ‪ ,‬ومن عنده شهي ٌة قد ل يد الطعامَ ‪ ,‬ومن عنده الأكولتُ مُِنعَ من‬
‫الكلِ ‪.‬‬
‫س ف القب ‪ ,‬والَلَقُ‬ ‫•السجدُ سوقٌ الخرة ‪ ,‬والكتابُ صدي ُق العمرِ ‪ ,‬والعملُ أني ُ‬
‫الس ُن تاجُ الشرفِ ‪ ,‬والكرمُ أجلُ ثوبٍ ‪.‬‬
‫•إياك وكتاب اللحِد ِة فإن فيها رجسا ينجسُ القلبَ ‪ ,‬وسا يقتلُ النفسَ ‪ ,‬ولوثةً‬
‫ف بالضميِ ‪ ،‬وليس أصلح لك من الوحيِ ‪ ،‬يطهرُ روحَك ويشفى داءَكَ‪.‬‬ ‫تعص ُ‬
‫ب فتندم ؛ لن الغضبان بفقدُ الصواب ‪ ،‬وتفوته الرويّة ‪،‬‬ ‫•ل تتخذْ قرارا وأنت مغضَ ٌ‬
‫وينقصُه التأملُ ‪.‬‬
‫•الزنُ ل يرد الغائبَ ‪ ,‬والوفُ ل يصلحُ للمستقبلُ ‪ ,‬والقلقُ ل يق ُق النجاحَ ‪ ,‬بل‬
‫النفسُ السويةُ ‪ ،‬والقلبُ الراضي ها جناحا السعادةِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•ل تطالبِ الناس باحترامِك حت تترمهم ‪ ,‬ول َتُلمّهم على إخفاقٍ حصل لك ‪ ,‬بل لُمّ‬
‫نفسك ‪ ,‬وإن أردت أن يكرمَك الناسُ فأكرمْ نفسك ‪.‬‬
‫•على صاحبِ الكوخِ أن يرضى بكوخِه إذا علم أن القصورَ سوف تربُ ‪ ,‬وعلى‬
‫لبس الثيابِ المزقةِ أن يقنع بثيابِه إذا تيقن أن الرير سوف يبلى ‪.‬‬
‫•من أعطى نفسَه كلما تطلبُ تشّتتَ قلبُه ‪ ,‬وضاع أمُره ‪ ,‬وكثرُ هّه ؛ لنّه ل حدّ‬
‫س فهي أمّارةٌ غرّارةٌ ‪.‬‬
‫لطالبِ النف ِ‬
‫•يا من فقد ابنه ‪ :‬لك قصرُ المد ف النةِ ‪ ,‬ويا من فاته نصيُبه من الدنيا ‪ :‬نصيبك ف‬
‫جناتِ عدنٍ تنتظرك ‪.‬‬
‫•الطائرُ ل يأتيه رزقُه ف العشِ ‪ ,‬والسدُ ل تقدم له وجبتُه ف العرين ‪ ,‬والنملةُ ل تعطي‬
‫طعامها ف مسكنِها‪ ,‬ولكن كلهم يطلبون ويبحثون فاطلبْ كما طلبوا تدْ ما وجدوا‬
‫‪.‬‬
‫ح ٍة عَلَ ْيهِمْ ﴾ يوتون قبلَ الوتِ ‪ ,‬وينتظرون كلّ مصيبةٍ ‪,‬‬
‫حسَبُونَ كُلّ صَ ْي َ‬
‫• ﴿ َي ْ‬
‫ويتوقعون كل كارثةٍ ‪ ,‬ويافون من كلّ صوتٍ وخيالٍ وحركةٍِ ؛ لن قلوبَهم هواءٌ‬
‫ونفوسهم مزقةٌ ‪.‬‬
‫•إذا أقامَك الُ ف حالةٍ فل تطلبْ غيها لنه عليمٌ بك ‪ ,‬فإن أفقرَك فل تقل ليته أغنان‬
‫‪ ،‬وإن أمرضَك فل تقلْ ليته شفان ‪.‬‬
‫•عسى تأخيُك عن سفرٍ خيا ‪ ,‬وعسى حرمانُك زوجةٍ بركةً ‪ ,‬وعسى ردك عن‬
‫وظيفة مصلحةً ‪ ,‬لنه يعلمُ وأنت ل تعلمُ ‪.‬‬
‫•الصخرُ أقوى من الشجر ‪ ,‬والديدُ أقوى من الصخرِ ‪ ,‬والنارُ أقوى من الديدِ ‪,‬‬
‫والريح أقوى من النارِ ‪ ,‬واليانُ أقوى من الريحِ الرسلةِ ‪.‬‬
‫•كلّ مأساةٍ تصيبُك فهي درسٌ ل يُْنسَى ‪ ,‬وكلّ مصيبةٍ تصيبُك فهي مفورةُ ف‬
‫ذاكرتك‪ ,‬ولذا هي النصوص الباقية ف الذهنِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•النجاحُ قطراتٌ من العانا ِة والغصصِ والراحاتِ والهاتِ والزعجاتِ ‪ ,‬الخفاقُ‬
‫لوَرِ ‪.‬‬
‫قطراتٌ من المولِ والكسلِ والعجزِ والهانةِ وا َ‬
‫•الذي يرص على الشهرةِ الؤقتةِ ‪ ،‬ول يسعى للخلودِ بثناءِ َحسَنٍ ‪ ،‬وعلمٍ نافعٍ صالٍ ‪،‬‬
‫إنا هو رجلٌ بسيطٌ ل هةَ له ‪.‬‬
‫•(( يا بلل‪ ,‬أقمِ الصلةَ ‪ ,‬أرحْنا با )) لن الصلة فيضٌ من السكينةِ ‪ ,‬ونرٌ من المنِ‬
‫‪ ,‬وريحٌ طيبةٌ باردةٌ تبّ على النفسِ فتطف َئ نارَ الوفِ والزنِ ‪.‬‬
‫•إذا ل تَعْص ربا ؛ ول تظلمْ أحدا ‪ ،‬فنم قرير العيِ ‪ ,‬وهنيئا لك فَقَدَ عل حظك‬
‫وطاب سعيُك فليس لك عدوٌ ‪.‬‬
‫س يدعون عليه ‪ ,‬وُبشْرَى لن‬‫•هنيئا لن بات والناسُ يدعون له‪ ,‬وويلٌ لن نامَ والنا ُ‬
‫أحبته القلوبُ ‪ ,‬وخسارةً لن لعنتْه اللسنُ ‪.‬‬
‫•إذا ل تدْ عد ًل ف مكمة الدنيا فارفعْ ملفّك لحكمةِ الخرة فإن الشهود ملئكةٌ ‪,‬‬
‫والدعوى مفوظةُ ‪ ,‬والقاضي أحكمُ الاكمي‪.‬‬
‫• ﴿ فَاذْ ُكرُونِي َأذْ ُكرْ ُكمْ ﴾ لول يكن للذكر من فائدةٍ إل هذه لكفى ‪ ,‬ولو لْ يكنْ له‬
‫جدٍ وسؤد ٍد و ُزلْفى وشرفٍ ‪.‬‬ ‫نفعٌ إل أن يذكرك ربّك لكفى بهِ نفْعا ‪ ,‬فيا له من َم ْ‬
‫•بشرى لك‪ . .‬فالطهورُ شطرُ اليان فهو يذهبُ الطايا ويغسلُ السيئاتِ غسلً ‪،‬‬
‫ويطهرك لقابلةِ ملكِ اللوكِ تعال ‪.‬‬
‫• ُطوْبَى لك فالصلةُ كفارٌة تذهبُ ما قبلها ‪ ,‬وتحو ما أمامها ‪ ,‬وتصلح ما بعدَها ‪,‬‬
‫وتفك السر عن صاحبِها ‪ ,‬فهي قر ُة العيون ‪.‬‬
‫•الرجل الذي يسعى دائما للظفر باحترام الناس ول يتعرضُ لنقدهم ‪ ,‬كثيا ما يعيشُ‬
‫شقيا بائسا ‪ ,‬والسعيُ وراء الظهورِ والشهرةِ َع ُدوٌ للسعادةِ ‪.‬‬
‫•النظرياتُ والدروسُ ف فنّ السعادةِ ل تكفى ‪ ,‬بل لبدّ من حركةٍ وعملٍ وتصرفٍ‬
‫كالشي كل يوم ساعة أو السفرِ أو الذهابِ إل النتزهاتِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ض البعوضةُ للسدِ كثيا وتاولُ إيذاءه فل يعيُها اهتماما ول يلتفتُ إليها ‪ ،‬لنه‬ ‫•تتعر ُ‬
‫مشغو ٌل بقاصدِه عنها ‪.‬‬
‫•احذر التشائم ‪ ,‬فإنك تريهِ الزهرة فييك شوكَها ‪ ,‬وتعرضُ عليه الاءَ فيخرجُ لك منه‬
‫القذى ‪ ,‬وتدحُ له الشمس فيشكو حرارتَها ‪.‬‬
‫•أتريدُ السعادة حقا ؟! ل تبحثُ عنها بعيدا ‪ ,‬إنا فيك ؛ ف تفكيِك البدعِ ‪ ,‬ف‬
‫خيالك الميلِ ‪ ,‬ف إرادتِك التفائلةِ ‪ ,‬ف قلبك الشرقِ باليِ ‪.‬‬
‫•السعادةُ عِطْرٌ ل يستطيعُ أن ترشّهُ على من حولَك دونَ أن تعلق به قطراتٌ منه‪.‬‬
‫•مصيبُتنا أننا نافُ من غ ِي الِ ف اليومِ أكثر من مائةِ مرةٍ ‪ :‬ناف أن نتأخر ‪ ,‬نافُ‬
‫أن نطئ ‪ ,‬نافُ أن نستعجلَ ‪ ,‬نافُ أن يغضبَ فلنٌ ‪ ,‬نافُ أن يشكّ فلنٌ ‪.‬‬
‫•كثيون من الناس يعتقدون أن كلّ سرورٍ زائلٌ ولكنّهم يعتقدون أنّ كلّ حزنٍ دائمٌ ‪,‬‬
‫فهم يؤمنون بوتِ السرورِ ‪ ،‬ويكفرون بوتِ الُزْنِ ‪.‬‬
‫•بعضُنا مِثْ ِل السمك ِة العمياءِ تظنّ وهي ف البحرِ أنا ف كأسٍ صغيٍ ‪ ,‬فنحن خلقنا ف‬
‫عال اليانِ فأحطنا أنفسنا ببالِ الكرهِ والوفِ والعداوةِ والزنِ ‪.‬‬
‫•إن الياة كريةٌ ‪ ،‬ولكن الدية تتاجُ لن يستحقّها‪ ,‬وإن الذين تضحكُ لم الياة وهم‬
‫يبكون ‪ ،‬وتبتسمُ لم وهم يكشرون ل يستحقون البقاءَ ‪.‬‬
‫•وضع صيادٌ حامة ف قفصٍ فأخذت تغن فقال الصيادُ ‪ :‬أهذا وقتُ الغناء ؟! فقالت ‪:‬‬
‫من ساعةٍ إل ساعةٍ فَ َرجٌ‪.‬‬
‫•قيل لكيمٍ ‪ :‬لاذا ل تذهبُ إل السلطانِ فإنه يعطي أكياسَ الذهبِ ؟ قال ‪ :‬أخشى‬
‫س ويقدمه هديةً‬ ‫منه إذا غضب أن يقطع رأسي ويضعه ف أحد تلك الكيا ِ‬
‫لزوجت !!‪.‬‬
‫•لاذا تسمع نُباح الكلبِ ول تنصتُ لغناءِ المامِ ؟! لاذا ترى من الليل سواده ‪ ،‬ول‬
‫سعَ النح ِل وتنسى حلوة ال َعسَلِ ؟!‪.‬‬ ‫تشاهدْ حس َن ال َقمَرِ والنجومِ ؟! لاذا تشكو َل ْ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•تاب أبوك آدمُ من الذنبِ فاجتباه ربك واصطفاه وهداه ‪ ,‬وأخرجَ من صلبِه أنبياءَ‬
‫وشهداءَ وعلماءَ وأولياءَ ‪ ,‬فصار أعلى بعد الذنبِ منه قبل أن يذنبَ ‪.‬‬
‫•ناح نوح والطوفان كالبكان فهتف ‪ :‬يا رحانُ يا منانُ ‪ ,‬فجاءه الغوثُ ف لحِ البصرِ‬
‫فانتصر وظفرَ ‪ ,‬أما من كف َر فقد خسرَ واندحرَ ‪.‬‬
‫•أصبح يونس ف قاع البحرِ ف ظلماتٍ ثلث فأرسلَ رسالة عاجلةُ فبها اعترافُ‬
‫بالقترافِ ‪ ,‬واعتذرٌ عن التقصي ‪ ,‬فجاء الغوث كالبقِ لن البقية صادقةٌ ‪.‬‬
‫•غسل داود بدموعه ذنوبه فصار ثوبُ توبِته أبيض ؛ لن القماشَ ُنسِجَ ف الحرابِ‬
‫سحَرِ ‪.‬‬
‫ب ف ال ّ‬‫والياطُ أميٌ ‪ ,‬و ُغسِلَ الثو ُ‬
‫•إذا اشتد عليك المرُ وضاقَ بك الكَرْبُ وجاءك اليأسُ ؛ فانتظ ِر الفَ َرجَ ‪.‬‬
‫•إذا أردت ال يفرجَ عنك ما أهك فاقطعْ طمعَك ف أي ملوقٍ صغرَ أم كب ‪ ,‬ول‬
‫تعّلقْ على أحدٍ أملً غَيْرَ الِ ‪ ،‬وأجع اليأسَ ف الناسِ كافةً ‪.‬‬
‫•نفسك كالسائل الذي يلوّن الناء بلونه ‪ ،‬فإن كانت نفسُك راضيةً سعيدة رأيت‬
‫السعادة واليَ والمالَ ‪ ،‬وإن كانت ضيقةَ متشائمة رأيتَ الشقاءَ والشرّ والقُبْحَ ‪.‬‬
‫•إذا أطعمت العبودَ ‪ ،‬ورضيتَ بالوجودِ ‪ ،‬وسلوتَ عن الفقودِ ‪ ،‬فقد نلتَ القصودَ‬
‫وأدركتَ كلّ مطلبٍ ممودٍ ‪.‬‬
‫•من عنده بستان ف صدره من اليانِ والذكرِ ‪ ،‬ولديه حديقةٌ ف ذهنِه من العلمِ‬
‫والتجاربِ فل يأسفْ على ما فاته من الدنيا ‪.‬‬
‫•إنّ من مؤخر السعادة حت يعود ابنه الغائبُ ‪ ,‬ويبن بيته ويدُ وظيفة تناسبه‪ ،‬إنا هو‬
‫مدوع بالسرابِ ‪ ،‬مغرورٌ بأحلمِ اليقظةِ ‪.‬‬
‫•السعادةُ ‪ :‬هي عد ُم الهتمامِ ‪ ،‬وهج ُر التوقعاتِ واطّراحُ التخويفاتِ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•البسمة ‪ :‬هي السحرُ الللُ ‪ ،‬وهي عُربونُ الودةِ وإعلنُ الخاءِ ‪ ،‬وهي رسالةٌ‬
‫عاجلة تملُ السلمَ والبّ ‪ ،‬وهي صَ َدقَةٌ متقلبةٌ تدلّ على أن صاحبَها راضٍ مطمئنّ‬
‫ثابتٌ ‪.‬‬
‫ب والرتباكِ والفوضويةِ ‪ ,‬وسببها تركُ النظامِ وإهالُ الترتيبِ ‪,‬‬ ‫•أناك عن الضطرا ِ‬
‫والّل أن يكون للنسانِ جدولٌ متزنٌ فيه واقعيّةٌ ومرانٌ ‪.‬‬
‫•إذا وقعت عليك مصيبةٌ أو شدٌة فافرحْ بكل يومٍ يرّ ؛ لنه يففُ منها وينقصُ من‬
‫عمرِها‪ ,‬لن للشدة عمرا كعم ِر النسانِ ل تتعداه ‪.‬‬
‫•ينبغي أن يكون لك حدّ من الطالبِ الدنيوية تنتهي إليه ‪ ,‬فمثلً تطلبُ بيتا تسكنه‬
‫وعملً يناسبك ‪ ،‬وسيارةً تملُك ‪ ,‬أما فتحُ شهي ِة الطمعِ على مصراعيها فهذا شقاءٌ ‪.‬‬
‫•﴿َل َقدْ خَ َلقْنَا اْلأِْنسَانَ فِي كََبدٍ﴾ سُنّةٌ ل تتغيُ لذا النسان فهو ف ماهدةٍ ومشقةٍ‬
‫ومعاناةٍ ‪ ,‬فلبد أن يعترف بواقعِه ويتعاملَ مع حياتِه ‪.‬‬
‫•يظنّ من يقطعُ يومَه كله ف اللعبِ أو الصيدِ أو اللهو أنه سوف يسعدُ نفسه ‪ ,‬وما‬
‫ل و َكدَرا دائما ؛ لنه أهل الوازنة بي‬ ‫علم أنه سوف يدفع هذا الثمنَ ها متص ً‬
‫الواجباتِ والسلياتِ ‪.‬‬
‫•تلصْ من الفضولِ ف حياتِك‪ ,‬حت الوراقُ الزائدةُ ف جيبِك أو على مكتبك‪ ,‬لن‬
‫ما زاد عن الاجةِ ‪ -‬ف كل شيء ‪ -‬ما كان ضارا ‪.‬‬
‫•كان الصحابة أسعدَ الناسِ لنم ل يكونوا يتعمقون ف خطراتِ القلوبِ ‪ ،‬ودقائقِ‬
‫السلوكِ ‪ ،‬ووساوسِ النفسِ ‪ ,‬بل اهتموا بالصولِ ‪ ،‬واشتغلوا بالقاصدِ ‪.‬‬
‫•ينبغي أن تتمّ بالتركيزِ ‪ ،‬وحضورِ القلب عند أداء العبادات ‪ ,‬فل خَيْرَ ف علم بل فِقْهٍ‬
‫‪ ,‬ول صلةٍ بل خشوعٍ ‪ ,‬ول قراءةٍ بل َتدَبّرِ ‪.‬‬
‫•﴿ وَالطّيّبَاتُ لِلطّيِّبيَ ﴾ فالطّيباتُ من القوالِ والعمالِ والدابِ والخلقِ‬
‫والزوجاتِ للخيارِ البرارِ ‪ ,‬لتتمَ السعادةُ بذا اللقاءِ ‪ ،‬ويص َل الُنْسُ والفلحُ ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•﴿ وَالْكَا ِظ ِميَ اْلغَ ْيظَ﴾ يكظمونه ف صدورِهم فل تظهرُ آثارُه من السبّ والشتمِ‬
‫والذى والعداوةِ ‪ ,‬بل قهروا أنفسهم وتركوا النتقامَ ‪.‬‬
‫•﴿ وَاْلعَا ِفيَ عَنِ النّاسِ ﴾ وهم الذين أظهروا العَ ْفوَ والغفرةَ وأعلنوا السماحَ وأعتقوا‬
‫سبُ بل َظهَرَ اللمُ والصفحُ عليهم ‪.‬‬
‫ب الثأرِ ‪ ,‬فلم يكظمُوا َفحَ ْ‬
‫من آذاهم من طل ِ‬
‫حسِنِيَ﴾ وهم الذين عفوا عمن ظلمهم بل أحسنوا إليه وأعانوه‬
‫•﴿ وَال ّلهُ ُيحِبّ اْل ُم ْ‬
‫بالم وجاهِهم وكرمِهم‪ ,‬فهو يسي َء وهم يسنون إليه‪ ,‬ولذا أعلى الراتبِ وأجلّ‬
‫القاماتِ ‪.‬‬
‫•حدد بالضبطِ المر الذي يسعدُك ‪ .‬سج ْل قائمة بأسعدِ حالتك ‪ :‬هل تدث بعد‬
‫مقابلةِ شخص معي ؟ أو ذهابك إل مكان مددٍ ؟ أو بعد أدائك عملً بذاته ؟ إذا‬
‫كنت تتبعُ روتينا جيدا‪ ,‬ضعه ف قائمتك‪ .‬تدْ بعد أسبوع أنك ملكت قائمةً واضحة‬
‫بالفكا ِر الت تعلُك سعيدا ‪.‬‬
‫•تعوّدْ على عملِ الشياءِ السارةِ ‪ :‬بعد تدي ِد المورِ الت تسعدُك أبعدْ كل المورِ‬
‫الخرى عن ذهنِك‪ .‬أكدِ المور السعيدةَ ‪ ,‬وانس المورَ الت ل تسعدُك ‪ .‬وليكن‬
‫قرارك بحاولةِ بلوغِ السعادةِ تربةً سارةً ف حدّ ذاتِها ‪.‬‬
‫•ارض عن نفسِك وتقبّلْها ‪ :‬من الهم جدا أن تنتهي إل قرارٍ بالرضا عن نفسِك‪,‬‬
‫والثقةِ ف تصرفاتِك‪ ,‬وعدمِ الهتمامِ با يوجّه إليك من نقدٍ ‪ ,‬طالا أنت ملتزم‬
‫بالصراطِ الستقيمِ ‪ ,‬فالسعادةُ تربُ من حيثُ يدخلُ الشكّ أو الشعو ُر بالذنبِ ‪.‬‬
‫•اصنعِ العروف واخدِم الخرين ‪ :‬ل تبْق وحيدا معزولً‪ ,‬فالعزلةُ مصدرُ تعاسةٍ ‪ ,‬كلّ‬
‫الكآبةِ والتعاسةِ والتوترِ تتفي حينما تلتحمُ بأسرتِك والناسِ ‪ ,‬وتقدمُ شيئا من‬
‫الدمات‪ .‬وقد وصف العمل أسبوعي ف خدمة الخرين علجا لالت الكتئاب‪.‬‬
‫•أشغل نفسك دائما ‪ :‬يب أن تاول – بوعي وإرادة – استخدم الزيدِ من إمكاناتِك‬
‫‪ .‬سوف تسعدُ أكثر إن شغلت نفسك بعملِ أشياء بديعةٍ ‪ ,‬فالكس ُل ينمي الكتئاب ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫•حاربِ النكد والكآبة ‪ :‬إذا أزعجك أمرٌ ‪ ,‬قمْ بعمل جسمان تبّه تدْ أن حالتك‬
‫النفسية والذهنية قد تسنت‪ .‬ويكنك أن تارسَ مسلكا كانت تسعدك مارسته ف‬
‫الاضي‪ ,‬كأن تزاول رياضة معينة أو رحلةً مع أصدقاء ‪.‬‬
‫ل تبتئسْ على عمل ل تكملْه ‪ :‬يب أن تعرف أن عمل الكبارِ ل ينتهي‪ .‬من‬ ‫•‬

‫الناسِ من يشعرون أنم لن يكونوا سعداء راضي عن أنفسِهم إل إذا أنزُوا كل‬
‫أعمالم‪ .‬والشخصُ السؤولُ يستطيع أن يؤدي القدرَ المكن من عمله بل تاون‪,‬‬
‫ويستمتع بالبهجة ف الوقت نفسِه ‪ ,‬مادام ل يقصرْ ‪.‬‬
‫ل تبالغْ ف النافسة والتحدي ‪ :‬تعلّم أل تقسو على نفسك‪ ,‬خاصة حينما‬ ‫•‬

‫تباري أحدا ف عمل ما بدون أن تشترط لشعورك بالسعادة أن تفوزَ ‪.‬‬


‫ل تبسْ مشاعرك ‪ :‬كبتُ الشاعرِ يسببُ التوتر‪ ,‬ويولُ دون الشعورِ‬ ‫•‬

‫بالسعادةِ ‪ .‬ل تكتم مشاعرك‪ .‬عبْ عنها بأسلوبٍ مناسبٍ ينفثُ عن ضغوطِها ف‬
‫نفسِك‪.‬‬
‫•ل تتحملْ وزر غيك ‪ :‬كثيا ما يشعرُ الناسُ بالبتئاسِ ‪ ,‬والسؤوليةِ ‪ ,‬والذنبِ ‪,‬‬
‫بسبب اكتئابِ شخصٍ آخرَ ‪ ,‬رغم أنم برءاء ما هو فيه‪ ,‬تذكرْ أن كلّ إنسان‬
‫مسؤولٌ عن نفسه‪ ,‬وأن للتعاطف والتعاون حدودا وأولوياتٍ ‪ .‬وأن النسان على‬
‫نفسِه بصية ﴿ وَل َتزِرُ وَازِ َرةٌ وِ ْزرَ أُ ْخرَى ﴾ ‪.‬‬
‫اتذ قراراتِك فورا ‪ :‬إن الشخص الذي يؤجل قراراتِه وقتا طويلً ‪ ,‬فإنه‬ ‫•‬

‫يسلبُ من وقتِ سعادته ساعاتٍ ‪ ,‬وأياما ‪ ,‬بل وشهورا‪ .‬تذكر إن إصدار القرا ِر الن‬
‫ل يعن بالضرور ِة عدم التراجعِ عنه أو تعديله فيما بَ ْعدُ‪.‬‬
‫ف قدر نفسِك ‪ :‬حينما تفك ُر ف القدامِ على عملٍ تذكرِ الكمة القائلة‬ ‫اعر ْ‬ ‫•‬

‫ف قدرَ نفسِه)) إذا بلغت المسي من عمرك‪ ,‬وأردت أن‬ ‫‪ (( :‬رحم ال امرءا عَرَ َ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫تارس رياضة‪ ,‬فكر ف الشي أو السباحة أو التنس – مثلً – ول تفكر ف كرةِ القدم‪.‬‬
‫وحاول تنمية مهاراتك باستمرار‪.‬‬
‫ضمّ الياةِ دون إتاحة الفرصة‬ ‫تعلم كيف تعرف نفسك ‪ :‬أما الندفاعُ ف خ ِ‬ ‫•‬

‫لنفسك كي تقيّم أوضاعك ومسؤولياتك ف الياة‪ ,‬فحماقة كبى‪ .‬فهؤلء الذين ل‬


‫يفهمون أنفسهم لن يعرفوا إمكاناتم‪.‬‬
‫اعتدل ف حياتِك العملية ‪ :‬اعمل إن استطعت جزءا من الوقت ‪ ،‬فقد كان‬ ‫•‬

‫الغريق يؤمنون بأن الرجال ل يكن أن يتفظ بإنسانيته إذا حُرِمَ من الوقت الفراغ‬
‫والسترخاء‬
‫•كن مستعدا لوض مغامرات ‪ :‬الطريقة الوحيدة لياة متعة هي اقتحامُ أخطارِها‬
‫الحسوبة ‪ ،‬لن تتعلم ما ل تكن عازما على مواجهة الخاطرِ ‪ ،‬قمْ مثلً بتعلم السباحِة‬
‫بواجهةِ خطرِ الغَرَقِ ‪.‬‬
‫•ل قفل إل سوف يُفْتَحُ ‪ ،‬ول قيد إل سوف يُفَكّ‪ ،‬ول بعيد إل سوف يقربُ ‪ ،‬ول‬
‫غائب إل سوف يصلُ‪ ..‬ولكن بأجل مسمّى ‪.‬‬
‫•﴿ اسَْتعِينُوا بِالصّ ْبرِ وَالصّلةِ ﴾ فهما وَقودُ الياةِ ‪ ،‬وزادُ السيِ ‪ ،‬وباب الملِ ‪،‬‬
‫ومفتاحُ الفَ َرجِ ‪ ،‬ومن لزم الصبَ ‪ ،‬وحافظ على الصلةِ ؛ فبشّرْه بفجرٍ صادقٍ ‪ ،‬وفتحٍ‬
‫مبيٍ ‪ ،‬ونص ٍر قريبٍ ‪.‬‬
‫•جُلد بل ٌل وضُرب ُعذّبَ و ُسحِب وطُرِدَ فأخذ يرددُ ‪ :‬أ َحدٌ أَ َحدٌ ‪ ،‬لنّه حفظ ﴿ ُقلْ‬
‫ُهوَ ال ّلهُ أَ َحدٌ ﴾‪ ،‬فلما دخل النة احتقر ما بذل ‪ ،‬واستق ّل ما قدم لن السّلعة أغلى‬
‫من الثمن أضعافا مضاعفة ‪.‬‬
‫ما هي الدنيا ؟ هل هي الثوبُ إن غاليت فيه خدمته وما خدمك ‪ ،‬أو زوجةٌ‬ ‫•‬

‫ب قلبها ببها ‪ ،‬أو مال كث َر أصبحتَ له خازنا ‪ ..‬هذا سرورها‬


‫إن كانت جيلة تعذ ُ‬
‫فكيف خزنُها ؟‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫كل العقلء يسعون للبِ السعادةِ بالعلمِ أو بالال أو بالاهِ ‪ ،‬وأسعدُهم با‬ ‫•‬

‫صاحبُ اليانِ لن سعادته دائمةٌ على كل حالٍ حت يلقى ربّهُ‪.‬‬


‫ك والسخطِ والعتراضِ والريبةِ‬ ‫•من السعادة سلمةُ القلبِ من المراضِ العقدية كالش ّ‬
‫والشبهةِ والشهوةِ ‪.‬‬
‫•أعقلُ الناسِ أعذرُهم للناسِ ‪ ،‬فهو يمل تصرفاتِهم وأقوالَم على أحسنِ الحاملِ ‪ ،‬فهو‬
‫الذي أراح واستراحَ ‪.‬‬
‫خذْ مَا آتَيُْتكَ وَكُن ّمنَ الشّا ِكرِينَ ﴾ اقنعْ با عنك ‪ ،‬ارض بقسمِك ‪،‬‬
‫﴿ َف ُ‬ ‫•‬

‫استثمرْ ما عندك من موهبةٍ ‪ ،‬وظّفْ طاقتك فيما ينفعُ واح ِد ال على ما أولك ‪.‬‬
‫ل يكن يومُك كلّه قراءةً أو تفكرا أو تأليفا أو حِفْظا بل خذْ من كل عملٍ‬ ‫•‬

‫ف ونوّعْ فيه العما َل فهذا أنشطُ للنفسِ ‪.‬‬


‫بطر ٍ‬
‫•الصلواتُ ترتبُ الوقاتِ فجعلْ كل صلة عملً من العما ِل النافعةِ ‪.‬‬
‫•إن الي للعب ِد فيما اختار له ربّه ‪ ،‬فإنه أعلمُ به وأرحمْ به من أمه الت ولدته ‪ ،‬فما‬
‫للعبد إل أن يرضى بكم ربه ‪ ،‬ويفوض المر إليه ويكتفي بكفاية ربه وخالقِه‬
‫وموله‪.‬‬
‫•ولعبدُ لضعفه ولعجزِه ل يدري ما وراء حجبِ الغيبِ ‪ ،‬فهو ل يرى إل ظواهر المورِ‬
‫أما الواف فعلمُها عند رب‪ ،‬فكم من منةٍ ‪ .‬صارت منح ًة وكم من بليةٍ أصبحت‬
‫عطيةً ‪ ،‬فاليُ كامنٌ ف الكروهِ ‪.‬‬
‫أبونا آدم أكلَ من الشجرةِ و َعصَى ربّه فأهبطَه إل الرضِ ‪ ،‬فظاهرِ السألة أن‬ ‫•‬

‫آدم ترك الحسنَ والصوبَ ووقع عليه الكروه ‪ ،‬ولكن عاقبة أمره خيٌ عظيمٌ وفضلٌ‬
‫جسيم ‪ ،‬فإن ال تابَ عليه وهداه واجتباه وجعله نبيا وأخرج من صلبِه رُسُلً وأنبياءَ‬
‫وعلماءَ وشهداءَ وأولياء وماهدين وعابدين ومنفقي ‪ ،‬فسبحان ال كم بي قوله ﴿‬
‫اسْ ُكنْ أَنْتَ وَ َزوْجُكَ اْلجَّنةَ ﴾ ‪ ،‬وبي قوله ﴿ ُثمّ اجْتَبَاهُ رَّبهُ فَتَابَ عَلَ ْيهِ َو َهدَى﴾‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫فإن حالة الول سكنٌ وأكلٌ وشربٌ وهذا حال عامة الناس الذين ل همّ لم ول‬
‫طموحات ‪ ،‬وأما حاله بعد الجتباءِ والصطفاء والنبو ِة والدايةِ فحالٌ عظيمة ومنلةٌ‬
‫كرية وشرفٌ باذخٌ ‪.‬‬
‫وهذا داودُ عليه السلم ارتكب الطيئ َة فندم وبكى‪ ,‬فكانت ف حقّه نعمةٌ‬ ‫•‬

‫من أج ّل النعم‪ ,‬فإنه عرف ربه معرفة العبدِ الطائعِ الذليل الاشعِ النكسرِ ‪ ,‬وهذا‬
‫مقصودُ العبودية فإن من أركا ِن العبودية تامُ الذلّ لِ عزّ وجلّ‪ .‬وقد سئِل شيخ‬
‫‪(( :‬عجبا للمؤم ِن ل يقضي الُ له شيئا إل كان خيا‬ ‫السلمِ ابنُ تيمية عن قوله‬
‫له)) هل يشمل هذا قضاء العصيةِ على العبدِ ؟ ‪ ,‬قال نعم ؛ بشرطِها من الندمِ والتوبةِ‬
‫والستغفارِ والنكسارِ‪.‬‬
‫فظاهرُ المرِ ف تقديرِ العصيةِ مكروهٌ على العبدِ ‪ ،‬وباطنُه مبوبٌ إذا اقترن بشرطِه ‪.‬‬
‫ظاهرةٌ باهرةٌ ‪ ,‬فإن كلّ مكروهٍ وقعَ له صارَ مبوبا‬ ‫•وخية الِ وللرسو ِل ممدٍ‬
‫مرغوبا ‪ ,‬فإن تكذيب قومِه له ؛ وماربتِهم إياه كان سببا ف إقامةِ سوق الهادِ ‪،‬‬
‫ل فيها رسوله ‪,‬‬ ‫ت الت نصر ا ُ‬‫ومناصر ِة الِ والتضحيةِ ف سبيلِه ‪ ,‬فكانت تلك الغزوا ُ‬
‫فتحا عليه‪ ,‬واتذ فيها من الؤمني شهداء جعلهم من ورثةِ جنة النعيم‪ ,‬ولول تلك‬
‫الجابة من الكفار ل يص ْل هذا اليُ الكبي والفوزُ العظيمُ ‪ ,‬ولا طُرِد من مكة‬
‫كان ظاهرُ المرِ مكروها ولكن ف باطنِه اليُ والفلحُ والنّةُ ‪ ,‬فإنه بذه الجرةِ أقام‬
‫دولة السلمِ ‪ ،‬ووجد أنصارا ‪ ،‬وتيز أهلُ اليان من أهلِ الكفرِ ‪ ,‬وعُ ِرفَ‬
‫الصادق ف إيانِه وهجرته وجهادِه من الكاذبِ‪ .‬ولا غُلب عليه الصلة والسلم‬
‫وأصحابُه ف أح ٍد كان المرُ مكروها ف ظاهرِه ‪ ،‬شديدا على النفوسِ ‪ ،‬لكن ظهر له‬
‫ق الوصف‪ ,‬فقد ذهب من بعضِ النفوسِ العجبُ‬ ‫من اليِ وحسنِ الختيارِ ما يفو ُ‬
‫بانتصارِ يوم بدرٍ ‪ ،‬والثقةُ بالنفسِ ‪ ،‬والعتمادُ عليها ‪ ,‬واتذ الُ من السلمي شهداء‬
‫أكرمهم بالقتلِ كحمزة سيدِ الشهداء ‪ ,‬ومصعبِ سفيِ السلم ‪ ,‬وعبدِال ابن عمروٍ‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫والدِ جابر الذي كلمه الُ وغيهم ‪ ,‬وامتاز النافقون بغزوةِ أحد ‪ ،‬وفضح أمرهم ‪،‬‬
‫ف الُ أسرارهم وهتك أستارَ ُهمْ‪ . .‬وقسْ على ذلك أحواله ‪ ،‬ومقاماته الت‬ ‫وكش ُ‬
‫ظاهرُها الكروهُ ‪ ،‬وباطنُها اليُ لهُ وللمسلمي ‪.‬‬
‫ومن عَ َرفَ ُحسْنَ اختيا ِر الِ لعبدِه هانتْ عليه الصائبُ ‪ ،‬وسهلتْ عليه‬ ‫•‬

‫ف الِ وكرمِه ‪،‬‬ ‫ب ‪ ,‬وتوقعَ اللطفَ من الِ ‪ ،‬واستبشر با حصل ‪ ،‬ثقةً بلط ِ‬ ‫الصاع ُ‬
‫وحسنِ اختيارِه ‪ ،‬حينها يذهبُ حزنُه وضجرُه وضي ُق صدرِه ‪ ,‬ويسلم المر لربه جلّ‬
‫ف عله ‪ ،‬فل يتسخطُ ول يعترضُ ‪ ،‬ول يتذمّرُ ‪ ،‬بل يشكرُ ويصبُ ‪ ،‬حت تلوح له‬
‫ب الصائبِ ‪.‬‬‫العواقبُ ‪ ،‬وتنقشعُ عنه سح ُ‬
‫نوحٌ عليه السلمُ يُؤذى ألفَ عام إل خسي عاما ف سبيلِ دعوتِهِ ‪ ,‬فيصبُ‬ ‫•‬

‫ب ويستمرّ ف نشرِ دعوتِه إل التوحيدِ ليلً ونارا ‪ ,‬سرا وجهرا ‪ ,‬حت ينجيه‬ ‫ويتس ُ‬
‫ربّه ويهلك عدوه بالطوفانِ ‪.‬‬
‫إبراهيمُ عليه السلمُ يُلقى ف النارِ فيجعلُها ال عليه برْدا وسلما ‪ ,‬ويميه من‬ ‫•‬

‫النمرودِ ‪ ،‬وينجيهِ من كيدِ قومه وينصرُه عليهم ‪ ،‬ويعلُ دينه خالدا ف الرضِ ‪.‬‬
‫موسى عليه السلم يتربصُ به فرعونُ الدوائر ‪ ،‬وييكُ له الكائد ‪ ،‬ويتفننُ ف‬ ‫•‬

‫إيذائه ويطاردُه ‪ ,‬فينصرُه الُ عليه ويعطيه العصا تلقفُ ما يأفكون ‪ ,‬ويشقُ له البحرَ‬
‫ل عدوّه ويزيه ‪.‬‬‫ويرجُ منه بعجزةٍ ‪ ،‬ويهلكُ ا ُ‬
‫عيسى عليه السل ُم ياربُه بنو إسرائيل ‪ ،‬ويؤذونه ف سعته وأمّه ورسالتِه ‪,‬‬ ‫•‬

‫ويريدون قتله فيفعُه الُ إليه وينصرُه نصرا مؤزرا ‪ ،‬ويبوءُ أعداؤه بالسرانِ ‪.‬‬
‫رسولُنا ممد يؤذيه الشركون واليهودُ والنصارى أشدّ اليذاءِ ‪ ,‬ويذوقُ‬ ‫•‬

‫ب وشتمٍ واتامِ‬
‫صنوفَ البلءِ ‪ ،‬من تكذيبٍ ومابةٍ وردٍ واستهزاءٍ وسخري ٍة وس ّ‬
‫بالنونِ والكهانةِ والشعرِ والسح ِر والفتراءِ ‪ ,‬ويُطردُ ويُحارَبُ ويُقتل أصحابُه ويُنكّلُ‬
‫بأتباعِه‪ ,‬ويُتهمُ ف زوجتِه ‪ ،‬ويذوقُ أصناف النكباتِ ‪ ،‬ويهدد بالغاراتِ ‪ ،‬وير‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫بأزماتٍ ‪ ,‬ويوع ويفتقرُ ‪ ،‬ويرحُ ‪ ،‬وتكسر ثنيتُهُ ‪ ،‬ويشج رأسُه ويفقدُ عمه أبا طالب‬
‫حصَرُ ف الشعب حت يأكل هو‬ ‫الذي ناصره ‪ ,‬وتذهب زوجتُه خدية الت واسته ‪ ,‬وُي ْ‬
‫وأصحابه أوراق الشجرِ ‪ ,‬وتوتُ بناتُه ف حياتِه وتسي ُل روحُ ابنِه إبراهيم بي يديهِ ‪,‬‬
‫لجَرَ‬ ‫ويُغلبُ ف أحد ‪ ,‬ويُمزّقُ عمه حزةُ ‪ ,‬ويتعرض لعدة ماولت اغتيال ‪ ,‬ويربطُ ا َ‬
‫ق الغصص‬ ‫على بطنِه من الوعِ ول يدُ أحيانا خبزَ الشعيِ ول ردي َء التمر ‪ ,‬ويذو ُ‬
‫ويتجرع كأس العاناة ‪ ,‬ويُزلزلُ مع أصحابِه زلزالً شديدا وتبلغُ قلوبُم الناجر ‪,‬‬
‫وتعكس مقاصدُه أحيانا ‪ ،‬ويبتلى بتيه البابر ِة وصَلَفِ التكبين وسوءِ أدبِ العرابِ‬
‫وعجبِ الغنياء ‪ ،‬وحق ِد اليهودِ ‪ ،‬ومكرِ النافقي ‪ ،‬وُبطْءِ استجابةِ الناسِ ‪ ,‬ث تكون‬
‫العاقبةُ له ‪ ،‬والنصرُ حليفه ‪ ،‬والفو ُز رفيقه ‪ ،‬فيظه ُر الُ دينه ‪ ،‬وينصرُ عبده ‪ ،‬ويهزم‬
‫الحزاب وحده ‪ ،‬ويذل أعداءه ويكبتهم ويزيهم ‪ ,‬والُ غالبٌ على أمرِه ولكن‬
‫أكثر الناسِ ل يعلمون ‪.‬‬
‫•وهذا أبو بكر يتحملُ الشدائد ‪ ،‬ويستسهلُ الصعابَ ف سبيل دينِه وينفقُ ماله ويبذلُ‬
‫جاهه ‪ ،‬ويقدم الغال والرخيصَ ف سبي ِل الِ ‪ ،‬حت يفوز بلقبِ الصديقِ ‪.‬‬
‫•وعمرُ بنُ الطابِ يضرجُ بدمائِه ف الحرابِ ‪ ،‬بعد حياةٍ ملؤها الهادُ والبذلُ‬
‫والتضحيةُ والزه ُد والتقشفُ وإقام ُة العدلِ بي الناسِ ‪.‬‬
‫•وعثمانُ بن عفانَ ذُبِحَ وهو يتلو القرآن ‪ ,‬وذهبتْ روحُه ثنا لبادئِه ورسالتِه‪.‬‬
‫•وعلي بن أب طالبٍ يُغتا ُل ف السجدِ ‪ ،‬بَ ْعدَ مواقف جليلةٍ ومقاماتٍ عظيمة من‬
‫التضحي ِة والنصرِ والفداءِ والصدقِ ‪.‬‬
‫والسيُ بن علي يرزقُه الٌ الشهادة ويُقْتَلُ بسيفِ الظلمِ والعدوانِ ‪.‬‬ ‫•‬

‫•وسعيدُ بنُ حبيٍ العا ُل الزاهدُ يقتله الجاجُ فيبوءُ بإ ِثهِ ‪.‬‬
‫وابنُ الزبيِ يكرمُه الُ الشهادةِ ف الرِم على يدِ الجاجِ بنِ يوسف الظالِ ‪.‬‬ ‫•‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫ويُحبس المامُ أحدُ بنُ حنبلَ ف الق ‪ ،‬ويُجلد فيصيُ إمامَ أهلِ السنةِ‬ ‫•‬

‫والماعةِ ‪.‬‬
‫•ويقتل الواث ُق المامَ أحدَ بن نصرٍ الزاعي الداعيةَ إل السن ِة بقولِه كلمة القّ ‪.‬‬
‫•وشيخُ السلمِ ابنُ تيميةَ يسجن ويُمنعُ من أهلِه وأصحابِه وكتبِه ‪ ,‬فيف ُع الُ ذكرهُ ف‬
‫العالي ‪.‬‬
‫•وقد جُِلدَ المامُ أبو حنيفة من قِبَل أبو جعفر النصور ‪.‬‬
‫•وجُلد سعيدُ بن السيب العال الربان ‪ ,‬جلده أميُ الدينةِ ‪.‬‬
‫•وضرب المام بن عبدُال بن عونٍ العالُ الحدثُ ‪ ,‬ضربه بل ل بن أب برده‪.‬‬
‫•ولو ذهبت أعدد من ابتلُىَ بعزل أو سجنٍ أو جلدٍ أو قتلٍ أو أذى لطالَ القامَ ولكثرَ‬
‫الكلمَ ‪ ,‬وفيما ذكرت كفايةٌ ‪.‬‬

‫وف التام ‪ ،‬تقبل تيات ‪ ،‬وهاك سلمي مقرونا بدعائي لك بالسعادة ‪...‬‬
‫سبحانك اللهم وبمدك ‪ ،‬أشهد أن ل إله أنت أستغفرك زأتوب إليك ‪.‬‬
‫***************************************‬

‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬


‫الاتـمـة‬
‫أنا وأنت ‪ ،‬هيّا نقصد الغنّ الواحد الاجد ‪ ،‬الحد الصمدَ اليّ القيومَ ‪ ،‬ذا الل ِل‬
‫والكرامِ ‪ ،‬لننّطِرح على عتب ِة ربوبيتِه ‪ ،‬ونلتجئ إل بابِ وحدانيتِه ‪ ،‬نسأله ونُلحّ ف‬
‫السؤالِ ‪ ،‬ونطلبُه وننتظرُ النّوالَ ‪ ،‬فهو العاف الشاف الكاف وهو الالق الرزاقُ الحيي‬
‫الميتُ ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫النّارِ ﴾‬ ‫﴿ رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا َحسََنةً وَفِي ال ِخرَةِ َحسََنةً وَقِنَا َعذَابَ‬
‫(( اللهم إنا نسألُك العفو والعافية والعافاة الدائمة ف الدنيا والخرة ))‪.‬‬
‫‪ ،‬ونعوذُ بك من شرّ ما‬ ‫(( اللهم إنا نسألك من خي ما سألك منه نبيّك ممدٌ‬
‫)) ‪.‬‬ ‫استعاذك منه نبيّك ممدٌ‬
‫(( اللهم إنا نعوذُ بك من المّ والزِ ‪ ،‬ونعوذُ بك من ال َعجْزِ وال َكسَلِ ‪ ،‬ونعوذُ بك من‬
‫البخلِ والُ ْبنِ ‪ ،‬ونعوذُ بك من غلََب ِة الدينِ وق ْهرِ الرجالِ )) ‪.‬‬

‫سبحان ربك ربّ العز ِة عما يصفون ‪ ،‬وسلمٌ على الرسلي ‪ ،‬والمدُ لِ ربّ العالي ‪.‬‬

‫أطفال الخليج ذوي الحتياجات الخاصة ‪www.gulfkids.com‬‬

You might also like