Professional Documents
Culture Documents
La Tahzen
La Tahzen
هذا الكتاب
دراسة ٌ جادةٌ أخّاذ ٌة مسؤولةٌ ،تعن بعالةِ الانبِ الأسوي من حيا ِة البشري ِة
جانب الضطرابِ والقلق ِ ،وفقدِ الثقةِ ،والية ،والكآب ِة والتشاؤمِ ،والمّ والغمّ ،
والزنِ ،والكدرِ ،واليأس والقنوطِ والحباطِ .
ت العصر على نورٍ من الوحي ،وهدي من الرسالة ،وموافقةٍ وهو حلّ الشكل ِ
ب الراشدةِ ،والمثالِ اليّةِ ،والقصصِ الذّابِ ،والدبِ مع الفطر ِة السويّةِ ،والتجار ِ
*************************************
المقدمة
المدُ ل ،والصلةُ والسلمُ على رسولِ ال ِ ،وعلى آله وصحب ِه وبعدُ :
فهذا الكتاب ( ل تزن ) ،عسى أن تسعد بقراءتهِ والستفادةِ منه ،ولك قبل أن
تقرأ هذا الكتابٍ أن تاكمه إل النطقِ السليمِ والعقلِ الصحيحِ ،وفوق هذا وذاك النقْل
العصوم .
إنّ من اليْفِ الكمَ الُسبق على الشيءِ قبلَ تصوّرهِ وذوق ِه وشّهِ ،وإن من ظلمِ
ع الدعوى ورؤيةِ الجةِ ،وقراءةِ العرفةِ إصدار فتوى مسبقةٍ قبلَ الطلعِ والتأمّلِ ،وسا ِ
البهان .
*****************************************
كن سعيداً
-اليان والعمل الصال ها سر حياتك الطيبة ،فاحرص عليهما .
فكر واشكر
العن :أن تذكر نِعم الِ عليك فإذا هي ت ْغمُرُك م ْن فوقِك ومن تتِ قدميْك ﴿
حصُوهَا ﴾ ِ
صحّةٌ ف بدنٍ ،أمنٌ ف وطن ،غذاءٌ وكساءٌ ، وَإِن َت ُعدّواْ ِن ْع َمةَ ال ّلهِ لَ ُت ْ
وهواءٌ وماءٌ ،لديك الدنيا وأنت ما تشعرُ ،تلكُ الياةً وأنت ل تعلمُ ﴿ وَأَسْبَ َغ عَلَيْ ُكمْ
ِن َعمَهُ ظَا ِهرَةً وَبَاطَِنةً﴾ عندك عينان ،ولسانٌ وشفتانِ ،ويدانِ ورجلنِ ﴿ فَِبأَيّ آلَاء
ي ك المستقب َ
ل حتى يأت َ اتر ِ
﴿ أَتَى َأ ْمرُ ال ّلهِ َفلَ َتسَْت ْعجِلُوهُ ﴾ ل تستبقِ الحداث ،أتريدُ إجهاض الم ِل قبْل
تامِهِ؟! وقطف الثمرةِ قبل النضج ؟! إنّ غدا مفقودٌ ل حقيقة لهُ ،ليس له وجودٌ ،ول
طعمٌ ،ول لونٌ ،فلماذا نشغلُ أنفسنا بهِ ،ونتوجّسُ من مصائِبِهِ ،ونتمّ لوادثهِ ،نتوقعُ
كوارثهُ ،ول ندري هلْ يُحالُ بيننا وبينهُ ،أو نلقاهُ ،فإذا هو سرو ٌر وحبورٌ ؟! الهمّ أنه
ف عا ِل الغيبِ ل يصلْ إل الرضِ ب ْعدَ ،إن علينا أنْ ل نعب جسرا حت نأتيه ،ومن
يدري؟ لعلّنا نقِف قبل وصولِ السرِ ،أو لعلّ الس َر ينهارُ قبْل وصولِنا ،وربّما وصلنا
السر ومررنا عليه بسلمٍ.
ب الغيبِ ث الكتواءِ إن إعطاء الذهنِ مساحةً أوسع للتفكيِ ف الستقبلِ وفتحِ كتا ِ
بالزعجاتِ التوقعةِ مقوتٌ شرعا ؛ لنه طولُ أملٍ ،وهو مذمومٌ عقلً ؛ لنه مصارعةُ
للظلّ .إن كثيا من هذا العال يتوقُع ف مُستقبلهِ الوعَ العري والرضَ والفقرَ
*****************************************
*
الصلة ..الصلة
﴾ لةِ
صبْرِ وَالصّ َ
﴿ يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ا ْستَعِينُواْ بِال ّ
لوْفُ وطوّقك الزنُ ،وأخذ المّ بتلبيبك ،فقمْ حالً إل الصلةِ ، إذا داهك ا َ
تُثبْ لك روحُك ،وتطمئنّ نفسُك ،إن الصلة كفيلةٌ – بأذ ِن الِ باجتياحِ مستعمراتِ
الحزا ِن والغمومِ ،ومطاردةِ فلو ِل الكتئابِ .
إذا حزبَهُ أمرٌ قال (( :أرحنا بالصلةِ يا بللُ )) فكانتْ قُرّةَ عينِهِ كان
وسعادتهُ وبجتَهُ .
وقد طالعتُ ِس ُي قومٍ أفذا ٍذ كانتْ إذا ضاقتْ بم الضوائقُ ،وكشّرتْ ف
وجوههمُ الطوبُ ،فزعوا إل صلةٍ خاشعةٍ ،فتعودُ لم قُوا ُهمْ وإراداتُهم و ِهمَ ُم ُهمْ .
ف فُرِضتْ لِتُودّى ف ساعةِ الرعبِ ،يوم تتطاي ُر الماجمُ ،وتسيلُ إنّ صلة الو ِ
النفوسُ على شفراتِ السيوفِ ،فإذا أعظ ُم تثبيتٍ وأجلّ سكينةٍ صلةٌ خاشعةٌ .
إنّ على اليلِ الذي عصفت به المراضُ النفسيةُ أن يتع ّرفَ على السجدِ ،وأن
صبِ ،وإلّ فإنّ الدمع ب الوا ِيرّغَ جبينَهُ لِيُرْضِي ربّه أ ّولً ،ولينقذ نفسهُ من هذا العذا ِ
سوف يرقُ جفْنهُ ،والزن سوف يطمُ أعصابهُ ،وليس لديهِ طاقةٌ تدّهُ بالسكينةِ
والمنِ إل الصلةُ .
﴾ :فهو إخبارٌ عن حالهِ بصابِه بف ْقدِ وِلدِهِ وحبيِبهِ ،وأنه ابتلهُ بذلك كما ابتلهُ
بالتفريق بينَهُ وبيَنهُ .ومرد الخبارِ عن الشيءِ ل يدلّ على استحسانِ ه ول على المرِ
به ول الثّ عليه ،بل أمرنا أ ْن نستعيذَ بالِ من الزنِ ،فإنّهُ َسحَابَةٌ ثقيل ٌة وليل جاِثٌ
طويلٌ ،وعائقٌ ف طريقِ السائرِ إل معال المور .
وأجع أربابُ السلوكِ على أنّ حُزْنَ الدنيا غَيْرُ ممودٍ ،إل أبا عثمان البيّ ،
فإنهُ قالَ :الزنُ بكلّ وجهٍ فضيلةٌ ،وزيادةٌ للمؤمنِ ،ما لْ يكنْ بسببِ معصيةٍ .قال :
ب تصيصا ،فإنه يُوجبُ تحيصا . لنهُ إن ل يُوج ْ
فيُقالُ :ل رَْيبَ أنهُ منةٌ وبلءٌ من الِ ،بنلةِ الرضِ والمّ والغَمّ وأمّا أنهُ من
منازِلِ الطريقِ ،فل .
وقفــة
ب والمّ
هيّا نتفْ ننُ وإياكَ بذا الدعا ِء الارّ الصّادقِ .فإنهُ لِكشفِ الكُرَ ِ
والزنِ (( :ل إلهَ إل الُ العظيمُ الليم ،ل إله إل الُ ربّ العرشِ العظيمِ ،ل إله إل
الُ ربّ السمواتِ وربّ الرضِ وربّ العرشِ الكريِ ،يا حيّ يا قيومُ ل إله إل أنتَ
برحتك أستغيثُ )) .
(( اللهمّ رحتكَ أرجو ،فل تكِلْن إل نفسي طرْ َف َة عَيْنِ ،وأصلحْ ل شأنَ كلّه
،ل إله إل أنتَ )) .
(( استغفرُ ال الذي ل إله إل هو اليّ القيومَ وأتوبَ إليه )) .
((ل إله إل أنت سبحانك إن كنتُ من الظالي )) .
ف حكمُكَ
(( اللهمّ إن عبدُكً ،ابنُ عبدِك ،ابنُ أمتِك ،ناصيت بيدِك ،ماضٍ ّ
،عدْلٌ فّ قضاؤُك ،أسألك بك ّل اسمٍ هو لك سّيت به نفسك ،أو أنزلتهُ ف
ب عندكَ ،أنْ تعل
كتابكَ ،أو علّمتهُ أحدا من خلقك ،أو استأثرت به ف علمِ الغي ِ
القرآن ربيع قلب ،ونور صدري ،وذهاب هّي ،وجلء حزن )) .
إل آخرِ ذاكَ الصوتِ الته ّدجِ ،والعوي ِل الثاكل ،والصرخةِ الفجوعةِ الت ثارتْ
حما م ْن قلبِ هذا الشاعرِ الفجوعِ بنفسهِ الصابِ ف حياتهِ .
إن الوعظَ الحترقَ َتصِ ُل كلماتُه إل شِغافِ القلوبِ ،وتغوصُ ف أعماقِ الرّوحِ
لنه يعيشُ اللَ والعاناةَ ﴿ َفعَ ِلمَ مَا فِي قُلُوِب ِهمْ فَأَنزَلَ السّكِيَنةَ عَلَيْ ِهمْ وَأَثَاَب ُهمْ فَتْحا
َقرِيبا ﴾ .
حت يكونَ حشاكَ ف أحشائِه ل تعذلِ الشتاقَ ف أشواقِه
لقد رأيتُ دواوينَ لشعراءَ ولكنها باردةً ل حياةَ فيها ،ول روح لنمْ قالوها بل
عَناء ،ونظموها ف رخاء ،فجاءتْ قطعا من الثلجِ وكتلً من الطيِ .
صتِ ذرّةً ،
ت ف الوعظِ ل ت ّز ف السامعِ شعرةً ،ول ترّكُ ف الُْن ِورأيتُ مصنّفا ٍ
لنم يقولونَها بل حُرْقةٍ ول لوعةٍ ،ول أ ٍل ول معاناةٍَ﴿ ،يقُولُونَ بِأَفْوَا ِههِم مّا لَ ْيسَ فِي
قُلُوِب ِهمْ﴾ .
فإذا أردتَ أن تؤثّر بكلمِك أو بشعْرِك ،فاحترقْ به أنت قَبْلُ ،وتأثّرْ به وذقْه
وتفاعلْ مَعَهُ ،وسوفَ ترى أنك تؤثّر ف الناس َ ﴿،فِإذَا أَنزَلْنَا عَلَ ْيهَا اْلمَاء اهَْتزّتْ
وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن ُكلّ زَوْجٍ َبهِيجٍ ﴾ .
************************************
نعمة العرفة
ك عَظِيما ﴾ .
﴿ َوعَ ّلمَكَ مَا َلمْ تَ ُكنْ َتعْ َلمُ وَكَانَ َفضْلُ ال ّل ِه عَلَيْ َ
ويقول :
غِنانا ول أزرى بأحسابنا الفقْرُ فما زادنا فخرا على ذي قرابةٍ
وقال عروةُ بنُ حزامٍ
بوجهي شحوب القّ والقّ جاهدُ أتزأُ من أن سنِت وأن ترى
وأحسو قراح الاءِ والاءُ باردُ أوزّعُ جسمي ف جسومٍ كثيةٍ
وكان ابنُ الباركِ لهُ جارٌ يهوديٌ ،فكان يبدأ فيُطعم اليهوديّ قبل أبنائهِ ،
ويكسوه قبل أبنائِه ،فقالوا لليهوديّ :بعنا دارك .قال :داري بألفيْ دينارٍ ،ألفٌ
﴾. .7وأنّ البة لِ ربّ العالي َ ﴿ :و َعسَى أَن تَ ْكرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَ ْيرٌ لّ ُكمْ
*******************************
ل تتقمص شخصية غيِك
﴿ وَلِكُلّ وِ ْج َهةٌ هُوَ مُوَلّيهَا فَاسْتَِبقُواْ اْلخَ ْيرَاتِ ﴾ ﴿ وَهُوَ اّلذِي َجعَلَكُمْ َخلَئِفَ
شرََبهُمْ ﴾ .
الَ ْرضِ َورَفَعَ َبعْضَ ُكمْ َف ْوقَ َبعْضٍ َدرَجَاتٍ ﴾ ﴿ َقدْ عَ ِلمَ كُلّ أُنَاسٍ مّ ْ
الناسُ مواهبُ وقدراتٌ وطاقاتٌ وصنعاتٌ ،ومن عظم ِة رسولِنا أنه وظّف
أصحابه حسب قُدراتِهمْ واستعداداتِهم ،فعليّ للقضاءِ ،ومعاذٌ للعِ ْلمِ ،وُأبّ للقرآنِ ،
وزيدٌ للفرائضِ ،وخالد للجهادِ ،وحسّانُ للشعِر ،وقيسُ ب ُن ثابتٍ للخطابةِ .
ُمضِرّ كوضعِ السيفِ ف موضعِ الندى فوضْ ُع الندى ف موضعِ السيف بالعُل
جهِزٌ.الذوبانُ ف الغ ِي انتحا ٌر تقمّصُ صفاتِ الخرين قتلٌ ُم ْ
ت الِ عزّ وجلّ :اختلفُ صفاتِ الناسِ ومواهبِهمْ ،واختلفِ ألسنتِهمْ ومنْ آيا ِ
وألوانِهمْ ،فأبو بكر برحِتهِ ورفقِ ِه نف َع المةَ واللّة ،وعمرُ بشدّتِهِ وصلبتِهِ نصر
جعَل ّلهُ َمخْرَجا{ }2وََي ْرزُ ْقهُ ِمنْ حَيْثُ لَا َيحَْتسِبُ َومَن
﴿ َومَن يَّتقِ ال ّلهَ َي ْ
جعَلُ ال ّلهُ َبعْ َد ُعسْرٍ ُيسْرا ﴾ .
يَتَوَكّلْ عَلَى ال ّلهِ َفهُوَ َحسُْبهُ ﴾ ﴿ .سََي ْ
ُفرِغ من القضاءِ
س والمومِ طبيب القل ِق والضطرابِ ،فقال له الطبيبُ سألَ أحدُ الرضى بالواج ِ
السلمُ :اعلمْ أ ّن العال قدْ فرغَ منْ خلقِ ِه وتدبيِه ،ول يقعُ فيهِ حركةٌ ول َهمْسٌ إل
بإذن الِ ،فلِم المّ والغمّ؟! ((إنّ ال كتب مقادير اللئقِ قبل أنْ َيخْ ُلقَ اللْق بمسي
ألف سنةٍ)) .
قال التنب على هذا :
وتصغرُ ف عيِ العظيمِ العظاِئمُ وتعْ ُظمُ ف عيِ الصغيِ صغارُها
*********************************
طَعْمُ الريّةِ اللذيذُ
يقو ُل الراشدُ ف كتابِ ( السار ) :منْ عندَهُ ثلثائ ٍة وستون رغيفا وجرّة زيتٍ
وألفٌ وستمائة ترة ،ل يستعبدْه أحدٌ .
وقال أحدُ السلفِ :م ِن اكتفى بالبزِ اليابسِ والاءِ ،سلِم من الرّقّ غل لِ تعال
جزَى ﴾ .
﴿ َومَا ِلأَ َحدٍ عِندَهُ مِن ّنعْ َمةٍ ُت ْ
قال أحدُهم :
البلءُ ف صالِك
ل تزعْ من الصائبِ ،ول تكترثْ بالكوارثِ ،ففي الديثِ (( :إن ال إذا
أحبّ قوما ابتلهم ،فمنُ رضي فلهُ الرضا ،ومنْ سخط فَ َلهُ السخطُ )) .
**************************************
عبوديةُ الذعانِ والتسليمِ
وقفـــةٌ
« أما دعوةُ ذي النونِ ،فإ ّن فيها منْ كمالِ التوحي ِد والتنيهِ للربّ تعال ،واعترافِ
ب والمّ والغمّ ،وأبلغ الوسائلِ إل الِ العبدِ بظلمهِ وذنبه ،ما هو منْ أبلغ أدويةِ الكر ِ
سبحانه ف قضاءِ الوائ ِج فإنّ التوحيد والتنيهَ وتضمّنانِ إثبات كلّ كمالٍ لِ ،وسلب
ع والثوابِ
ص وعيبٍ وتثيلٍ عنه .والعترافُ بالظل ِم يتضمّنُ إيان العبدِ بالشر ِ كلّ نق ٍ
والعقابِ ،ويُوجبُ انكساره ورجوعهُ إل الِ ،واستقالته عثرته ،والعتراف بعبوديتهِ
وافتقارِه إل ربّه فهاهنا أربعة أمو ٍر قدْ وقع التوسّلُ با :التوحيدُ ،والتنيهُ ،والعبوديةُ ،
ف». والعترا ُ
شرِ الصّاِبرِينَ{ }155اّلذِينَ ِإذَا أَصَابَ ْتهُم ّمصِيَبةٌ قَالُواْ إِنّا لِ ّلهِ وَإِنّـا إِلَ ْيهِ
﴿ وََب ّ
رَاجِعونَ{ }156أُولَـئِكَ عَلَيْ ِهمْ صَلَوَاتٌ مّن رّّبهِمْ َورَ ْح َمةٌ وَأُولَـئِكَ ُهمُ اْلمُهَْتدُونَ
﴾.
**************************************
ت بالظاهرِ والباطنِ
اع ِ
إ ّن الدنْيا بذهبِها وفضّتِها ومناصبِها ودُورِها وقصورِها ل تستأهلُ قطرة دمعٍ ،
قال (( :الدنيا ملعونةٌ ،ملعونٌ ما فيها إل ذكْر الِ ، فعند الترمذيّ أنّ الرسول
وما واله ،وعالا ومتعلّما )) .
سبُ ،كما يقولُ لبِيدُ :
إنا ودائ ُع فح ْ
ولب ّد يوما أنْ تُر ّد الودائعُ وما الالُ والهلون إل ودِيعةٌ
ولذلك قال الكماءُ :اجعلْ للشيء ثنا معقولً ،فإنّ الدنيا وما فيها ل تُساوي
الؤمنَِ ﴿ :ومَا َهذِهِ اْلحَيَا ُة الدّنْيَا إِلّا َلهْوٌ وََلعِبٌ ﴾ .
ويقولُ الس ُن البصريّ :ل تع ْل لنفسِك ثنا غي النةِ ،فإنّ نفْس الؤمنِ غاليةٌ ،
وبعضُهم يبيعها ب ُرخْصٍ .
ق سياراتِهم ،ولإ ّن الذين ينوحون على ذهابِ أموالِه ْم وتدّمِ بيوتِهم واحترا ِ
يأسفون ويزنون على نقْصِ إيانِهم وعلى أخطائِهم وذنوبِهم ،وتقصيِهم ف طاعةِ
ربّهمْ سوف يعلمون أنمْ كانوا تافهي بق ْدرِ ما ناحُوا على تلك ،ول يأسفوا على
هذهِ ؛ لنّ السألة مسأل ُة قيمٍ ومُثُلٍ ومواقف ورسالةٍ﴿ :إِنّ َهؤُلَاء ُيحِبّونَ اْلعَاجِ َلةَ
وََيذَرُونَ وَرَاء ُهمْ يَوْما َثقِيلً﴾.
سبحان الال ِق الرازقِ ،أعطى الدود َة رزقها ف الطّيِ ،والسمكة ف الاءِ ،
صمّاءِ .
والطائ َر ف الواءِ ،والنملةَ ف الظّلماءِ ،واليّة بي الصخورِ ال ّ
أل يقّ لك أنْ َتسْعَدَ ،وأنْ تدأ وأنْ تسكن إل موعو ِد الِ ،إذا علمت أنّ ف
السماء ربّا عادلً ،وحكما مُنصفا ،أدخل امرأةُ النة ف كلبٍ ،وأدخل امرأ ًة النار ف
هِرّة .
فتلك امرأةٌ بغيّ منْ بن إسرائيل ،سقتْ كلبا على ظمأٍ ،فغفر الُ لا وأدخلها
ص العملِ لِ .النة ،لِا قام ف قلبِها منْ إخل ِ
وهذهِ حبست قطّةً ف غُرفةٍ ،ل هي أطعمتْها ،ول سقتْها ،ول تركتْها تأكلُ
ش الرضِ ،فأدخلها الُ النار .
منْ خشا ِ
فهذا ينفعُك ويُثل ُج صدرك بيثُ تعلمُ أنه سبحانه وتعال يزي على القليلِ ،
ويُثيبُ على العملِ الصغيِ ،ويُكافئُ عبدهُ على القيِ .
وعند البخاريّ مرفوعا (( :أربعون خصْلةً ،أعلها منِحةُ العنِ ما من عاملٍ
يعملُ بصلةٍ منها رجاء موعودِها وتصديق ثوابِها إل أدخله الُ النة )) ﴿ َفمَن َي ْعمَلْ
حسَنَاتِ ُيذْهِبْنَ
مِ ْثقَالَ ذَرّةٍ خَيْرا َيرَهُ{َ }7ومَن َي ْعمَلْ مِ ْثقَالَ ذَرّةٍ َشرّا َيرَهُ ﴾ ﴿ ،إِنّ اْل َ
السّـيّئَاتِ ﴾ .
تعال إل يومٍ منْ أيام أحدِ الصحابةِ الخبارِ ،وعظمائِهم البرارِ ،عليّ بن أب
طالبٍ مع ابنهِ رسو ِل الِ ،مع فلذ ِة كبدِهِ ،بصحُو عليّ ف الصباحِ الباكرِ ،فيبحثُ
هو وفاطمةُ عن شيءٍ منْ طعامٍ فل يدانِ ،فيتدي فروا على جسمِهِ م ْن شدّةِ البدِ
س ويذهبُ ف أطرافِ الدينةِ ،ويتذكرُ يهوديّا عنده مزرعةٌ ،فيقتحمُ ويرجُ ،ويتلمّ ُ
عليّ عليه باب الزرع ِة الضّيّقِ الصغيِ ويدخلُ ،ويقو ُل اليهوديّ :يا أعرابّ ،تعال
ب بتمرةٍ .والغربُ هو الدلوُ الكبيُ ،وإخراجُه ،أيْ :إظهارُه من البئرِ وأخرِج كلّ غَرْ ٍ
مُعاوَنَةً مع الملِ .فيشتغلُ عل ّي – رضي الُ عنهُ – معهُ برهةً من الزمنِ ،حت ترِم يداه
ويكلّ جسمُه ،فيُعطيهِ بعد ِد الغروبِ تراتٍ ،ويذهبُ با ويرّ برسو ِل الِ ويُعطيه
منها ،ويبقى هو وفاطمةُ يأكلن مِنْ هذا التمرِ القليلِ طيلة النهارِ .
هذهِ هي حياتم ،لكنّهم يشعرون أنّ بيتهُ ْم قد امتل سعادةً وحبورا ونورا
وسرورا .
إنّ قلوبم تعيشُ البادئ القّةَ الت بُعثَ با الرسولُ ،والُثُل السامية ،فهمْ ف
خطُ :
منْ سخِط فلهُ السّ ْ
ت القلبِ ،وكسفِ البالِ ،وسُوءِ الالِ ب المّ والغمّ والزنِ ،وشتا ِ والسّخطُ با ُ
،والظّنّ بال خلفُ ما هو أهلُه .والرضا يُخّلصُه منْ ذلك كلّه ،ويفتحُ له باب جنةِ
الدنيا قبل الخرةِ ،فإنّ الرتياح النفس ّي ل يتمّ بُعاكس ِة القدارِ ومضادّة القضاءِ ،بل
بالتسليمِ والذعا ِن والقبُولِ ،ل ّن مدبّر المرِ حكيمٌ ل يُتّهمُ ف قضائِه وقدرهِ ،ول زلتُ
أذكرُ قصة ابن الراونديّ الفيلسوف الذّكّيِ اللحدِ ،وكان فقيا ،فرأى عاميّا جاهلً
مع الدّورِ والقصورِ والموالِ الطائلةِ ،فنظر إل السماءِ وقال :أنا فيلسوفُ الدنيا
وأعيشُ فقيا ،وهذا بليدٌ جاه ٌل وييا غنيّا ،وهذه قِسم ٌة ضِيزى .فما زاد ُه الُ إل مقْتا
صرُونَ ﴾ .
و ُذلّ وضنْكا ﴿ وََل َعذَابُ الْآخِرَةِ أَ ْخزَى وَ ُهمْ لَا يُن َ
قراءة العقول
مّا يشرح الاطر ويسُرّ النّفْس ،القراءةُ والتأمّلُ ف عقولِ الذكياءِ وأهلِ الفِطنةِ ،
ت البديعةِ من أولئك الفطناءِ .وسّيدُ العارفي فإنّها متعةٌ يسلو با الُطالعِ لتلك الشراقا ِ
وخيةُ العالي ،رسولُنا ،ول يُقاسُ عليهِ بقيّةُ الناسِ ،لنهُ مؤّيدٌ بالوحْي ،مصدّقٌ
بالعجزاتِ ،مبعوثٌ بالياتِ البيّناتِ ،وهذا فوق ذكاءِ الذكياء ولُوع الدباءِ .
***********************************
﴿ َوِإذَا َم ِرضْتُ َفهُوَ يَشْفِيِ ﴾
قال أبقراطُ « :القللُ من الضّارّ ،خيٌ من الكثارِ من النافعِ » .وقال « :
ب». صحّة بترْ ِك التّكاسُلِ عن التعبِ ،وبتركِ المتلءِ من الطعا ِم والشرا ِ استديوا ال ّ
وقال بعضُ الكماءِ « :من أراد الصحة :فليُجوّد الغداء ،وليأكُلْ على نفاءٍ ،
وليشربْ على ظماءٍ ،وليُقلّلْ من شُربِ الاءِ ،ويتمدّدْ بعد الغداءِ ،ويتمشّ بعد
العشاءِ ،ول ينمْ حت يعرض نفسهُ على اللءِ ،وليحْذرْ دخول المّامِ عقيِب المتلء ،
ومرّ ٌة ف الصيفِ خيٌ من عش ٍر ف الشتاءِ » .
وقال الارثُ « :من سرّه البقاءُ – ول بقاء – فليُباكِ ِر الغداءَ ،وليُعجّلِ
العشاء ،ولُخفّفِ الرّداء ،وليُقلّ غِشيان النسا ِء » .
وقفـــــة
يقولُ (( :منْ ت – رضي الُ عنه – قال :سعتُ رسول الِ
عن زيدِ ب ِن ثاب ٍ
ل عليهِ أمرهُ ،وجعل فقر ُه بي عينيْه ،ول يأِت ِه منَ الدنيا إل
هةُ ،فرّق ا ُ
كانتِ الدنيا ّ
« منْ لطائفِ أسرارِ اقترانِ الفرج بالكرْب ،والُيسْرِ ،أنّ الكرب إذا اشتدّ وعظُم
وتناهى ،وحصل للعبد اليأسُ من كشْفِه من جهةِ الخلوقي تعلّق بالِ وحده ،وهذا هو
حقيق ُة التّوكّلِ على الِ .
ما يُكدّرُ ويُشتّتُ الذّهن ،الفوضويّةُ الفكريّ ُة الت يعيشُها بعضُ الناسِ ،فهو ل
يدّد قُدراتِه ،ول يقصدْ إل ما يمعُ شل فكْرهِ ونظرِه ؛ لن العرفة شعوبٌ ودروبٌ ،
الثان :كسْب الال من الوجوهِ الُباحةِ ،وهجْرُ ك ّل كسبٍ مرّمٍ ،فإنّ ال طّيبٌ
وَلَوْ َأ ْعجَبَكَ كَ ْثرَةُ اْلخَبِيثِ﴾ . ﴿ ل يقبلُ إل طيّبا ،والُ ل يُباركُ ف الكسبِ البيثِ
الثالث :السّعْيُ ف طلبِ الالِ الللِ ،وجْعُه منْ حلّه ،وتركُ العطالةِ والبطالةِ ،
﴿ واجتنابِ إزجا ِء الوقاتِ ف التفاهاتِ ،فهذا ابنُ عوف يقول ُ :دلّون على السوقِ :
شرُوا فِي اْلأَ ْرضِ وَابَْتغُوا مِن فَضْلِ ال ّلهِ وَاذْ ُكرُوا ال ّلهَ كَثِيا
فَِإذَا ُقضِيَتِ الصّلَاةُ فَانَت ِ
ّلعَلّ ُكمْ ُتفْ ِلحُونَ ﴾ .
*****************************************
*
ثنُك إيانُك و ُخلُقُك
ب رثّة ،جائع البطْن ،حافمرّ هذا الرجلُ الفقيُ العدومُ ،وعليهِ أسالٌ باليةٌ وثيا ٌ
القدمِ ،مغمور النّسبِ ،ل جاهٌ ول مالٌ ول عشيةٌ ،ليس له بيتٌ يأوي إليهِ ،ول
أثاث ول متاع ،يشربُ من الياضِ العامّةِ بكفّيْه مع الواردين ،وينامُ ف السجدِ ،
مدّتُه ذراعُه ،وفراشُه البطحاءُ ،لكنّه صاحبُ ذِكرٍ لربّه وتلوةٍ لكتابِ مول ُه ل يغيبُ
ف الولِ ف الصلةِ والقتالِ ،مرّ ذات يومٍ برسو ِل الِ فناداهُ باسِهِ وصاح به ع ِن الصّ ّ
وقفـــــةٌ
« ليس ف الوجود شيءٌ أصعبُ من الصبِ ،إما عن الحبوبِ ،أو على
الكروهاتِ .وخصوصا إذا امتدّ الزمان ،أو وقع اليأسُ من الفرجِ .وتلك الدةُ تتا ُ
ج
إل زادٍ يُقطعُ به سفرُها ،والزاد يتنوعُ من أجناسٍ :
فمنه :تلمّحُ مقدارِ البلءِ ،وقد يكنُ أن يكون أكثر .
ومنه :أنه ف حا ِل فوقها أعظمُ منها ،مثل أن يُبتلى بف ْقدِ ولدٍ وعنده أعزّ منه .
ومن ذلك :رجاء العِو ِ
ض ف الدنيا .
ومنه :تلمّح الجرِ ف الخرةِ .ومنه :التلذّذُ بتصويرِ الدحِ والثناءِ من اللْ ِق فيما
يدحون عليه ،والجرُ من القّ عزّ وجلّ .
ومن ذلك :أن الزع ل يفيدُ ،بل يفضحُ صاحِبهُ .
إل غيْرِ ذلك من الشياء الت يقدحُها العقلُ والفكرُ ،فليس ف طري ِق الصبِ نفقةٌ
سواها ،فينبغي للصابرِ أن يشغل با نفسه ،ويقطع با ساعاتِ ابتلِئ ِه » .
*********************************************
َمنْ هُمُ الولياءُ
وللولياء كرامات
هذا صلةُ بن أشيم العابدُ الزاهدُ من التابعي :يذهب إل الشمالِ ليجاهد ف سبيل
الِ ،ويضمّه الليلُ فيذهبُ إل غايةٍ ليصلي فيها ،ويدخل بي الشج ِر ويتوضّأ ،ويقوم
مصليا ،وينهدّ عليه أسدٌ كاسرٌ ،ويقتربُ من « صِلة » وهو ف صلته ،ويدورُ به ،
وصلةُ ف تبتّله مستمرّ ،ول يقطعْ صلته وذِكره ،ويسّلمُ صلةُ بن أشيم من ركعتي ،ث
يقولُ للسدِ :إن كنت أُمرت بقتلي فكلْن ،وإن ُتؤْمر فاتركْن أناجي رب .فأرخى
السدُ ذيله وذهب من الكان ،وترك صلة يصلي .
ب التاريخِ ،وهذا مذكورٌ ولك أن تنظر ف « البداية والنهاية » وغيها من كت ِ
عن «سفينة» مول رسو ِل الِ ف كتبِ تراجمِ الصحابةِ ،أنه أتى هو ورفْقةٌ معهُ من
ساح ِل البحرِ ،فلما نزلُوا ال ّب فإذا بأسدٍ كاسر مُقبلٍ يريدُهم ،فقال سفينةُ :يا أيها
السدُ أنا من أصحابِ رسو ِل ال ِ وأنا خادمُه ،وهؤلء رفقت ول سبيل لك علينا .
فولّى السدُ هاربا ،وزأر زأْرةً كاد يل با ربوع الكانِ .
وهذه الوقائعُ والحداثُ ل ينكرُها إل مكابرٌ ،وإل ففي سُننِ الِ ف خلقِهِ ما
يشهدُ بثل هذا ،ولول طولُ القامِ لوردْتُ عشراتِ القصصِ الصحيحةِ الثابتةِ ف هذا
نام الهلُ جيعا كبارُهم وصغارُهم ،معهم أموالُهم ف أرضٍ مستوية ،ووالدهم
ل جارفا ل يلوي على شيءٍ ،يملُ غائبٌ يبحثُ عن ضالّتِه ،وأرسل الُ عليهم سْي ً
الصخور كما يم ُل التراب ،ومرّ عليهم ف آخر الليلِ ،فاجتاحهم جيعا ،واقتلع
بيوتم من أصلها ،وأخذ الموال معه جيعا ،وأخذ الهل جيعا ،وزهقتْ أرواحُهم
من تدفّقِ الاء ،وصارُوا أثرا بعد عْينٍ ،فكأنم ل يكونوا ،صارُوا حديثا يُتلى على
اللسانِ .
وعاد البُ ثلثةِ أيامٍ إل الوادي ،فلم ُيحِسّ أحدا ،ول يسمعْ رافدا ،ل حيّ
ع صَ ْفصَفٌ ،يا الُ !! يا للدّاهيةِ الدهياءِ !! ل زوجة ل
ول ناطق ول أنيس ،الكانُ قا ٌ
ابن ل ابنة ،ل ناقةَ ل شاةَ ل بقرة ،ل درهم ل دينار ،ل ثوب ل شيء ،إنا
مصيبةٌ !!
وزيادةً ف البلء :إذا جلٌ منْ جالِ ْه قْد شرد ،فحاول أ ْن يدركه وأخذ بذيِله علّة
ي ووقتٍ من هذا اليوم سعه أعرابّ أن يد رجلً يقودُه إل مكان يأوي إليه ،وبعد ح ٍ
آخرُ ،فأتى إليه وقاده ،وذهب به إل الوليدِ بنِ عبدِاللك الليفةِ ف دمشق ،وأخبه
الَبَرَ ،فقالَ :كيف أنتَ ؟ قال :رضيتُ عن الِ .
الناسِ من يشعرون أنم لن يكونوا سعداء راضي عن أنفسِهم إل إذا أنزُوا كل
أعمالم .والشخصُ السؤولُ يستطيع أن يؤدي القدرَ المكن من عمله بل تاون,
ويستمتع بالبهجة ف الوقت نفسِه ,مادام ل يقصرْ .
ل تبالغْ ف النافسة والتحدي :تعلّم أل تقسو على نفسك ,خاصة حينما •
بالسعادةِ .ل تكتم مشاعرك .عبْ عنها بأسلوبٍ مناسبٍ ينفثُ عن ضغوطِها ف
نفسِك.
•ل تتحملْ وزر غيك :كثيا ما يشعرُ الناسُ بالبتئاسِ ,والسؤوليةِ ,والذنبِ ,
بسبب اكتئابِ شخصٍ آخرَ ,رغم أنم برءاء ما هو فيه ,تذكرْ أن كلّ إنسان
مسؤولٌ عن نفسه ,وأن للتعاطف والتعاون حدودا وأولوياتٍ .وأن النسان على
نفسِه بصية ﴿ وَل َتزِرُ وَازِ َرةٌ وِ ْزرَ أُ ْخرَى ﴾ .
اتذ قراراتِك فورا :إن الشخص الذي يؤجل قراراتِه وقتا طويلً ,فإنه •
يسلبُ من وقتِ سعادته ساعاتٍ ,وأياما ,بل وشهورا .تذكر إن إصدار القرا ِر الن
ل يعن بالضرور ِة عدم التراجعِ عنه أو تعديله فيما بَ ْعدُ.
ف قدر نفسِك :حينما تفك ُر ف القدامِ على عملٍ تذكرِ الكمة القائلة اعر ْ •
ف قدرَ نفسِه)) إذا بلغت المسي من عمرك ,وأردت أن (( :رحم ال امرءا عَرَ َ
الغريق يؤمنون بأن الرجال ل يكن أن يتفظ بإنسانيته إذا حُرِمَ من الوقت الفراغ
والسترخاء
•كن مستعدا لوض مغامرات :الطريقة الوحيدة لياة متعة هي اقتحامُ أخطارِها
الحسوبة ،لن تتعلم ما ل تكن عازما على مواجهة الخاطرِ ،قمْ مثلً بتعلم السباحِة
بواجهةِ خطرِ الغَرَقِ .
•ل قفل إل سوف يُفْتَحُ ،ول قيد إل سوف يُفَكّ ،ول بعيد إل سوف يقربُ ،ول
غائب إل سوف يصلُ ..ولكن بأجل مسمّى .
•﴿ اسَْتعِينُوا بِالصّ ْبرِ وَالصّلةِ ﴾ فهما وَقودُ الياةِ ،وزادُ السيِ ،وباب الملِ ،
ومفتاحُ الفَ َرجِ ،ومن لزم الصبَ ،وحافظ على الصلةِ ؛ فبشّرْه بفجرٍ صادقٍ ،وفتحٍ
مبيٍ ،ونص ٍر قريبٍ .
•جُلد بل ٌل وضُرب ُعذّبَ و ُسحِب وطُرِدَ فأخذ يرددُ :أ َحدٌ أَ َحدٌ ،لنّه حفظ ﴿ ُقلْ
ُهوَ ال ّلهُ أَ َحدٌ ﴾ ،فلما دخل النة احتقر ما بذل ،واستق ّل ما قدم لن السّلعة أغلى
من الثمن أضعافا مضاعفة .
ما هي الدنيا ؟ هل هي الثوبُ إن غاليت فيه خدمته وما خدمك ،أو زوجةٌ •
استثمرْ ما عندك من موهبةٍ ،وظّفْ طاقتك فيما ينفعُ واح ِد ال على ما أولك .
ل يكن يومُك كلّه قراءةً أو تفكرا أو تأليفا أو حِفْظا بل خذْ من كل عملٍ •
آدم ترك الحسنَ والصوبَ ووقع عليه الكروه ،ولكن عاقبة أمره خيٌ عظيمٌ وفضلٌ
جسيم ،فإن ال تابَ عليه وهداه واجتباه وجعله نبيا وأخرج من صلبِه رُسُلً وأنبياءَ
وعلماءَ وشهداءَ وأولياء وماهدين وعابدين ومنفقي ،فسبحان ال كم بي قوله ﴿
اسْ ُكنْ أَنْتَ وَ َزوْجُكَ اْلجَّنةَ ﴾ ،وبي قوله ﴿ ُثمّ اجْتَبَاهُ رَّبهُ فَتَابَ عَلَ ْيهِ َو َهدَى﴾
من أج ّل النعم ,فإنه عرف ربه معرفة العبدِ الطائعِ الذليل الاشعِ النكسرِ ,وهذا
مقصودُ العبودية فإن من أركا ِن العبودية تامُ الذلّ لِ عزّ وجلّ .وقد سئِل شيخ
(( :عجبا للمؤم ِن ل يقضي الُ له شيئا إل كان خيا السلمِ ابنُ تيمية عن قوله
له)) هل يشمل هذا قضاء العصيةِ على العبدِ ؟ ,قال نعم ؛ بشرطِها من الندمِ والتوبةِ
والستغفارِ والنكسارِ.
فظاهرُ المرِ ف تقديرِ العصيةِ مكروهٌ على العبدِ ،وباطنُه مبوبٌ إذا اقترن بشرطِه .
ظاهرةٌ باهرةٌ ,فإن كلّ مكروهٍ وقعَ له صارَ مبوبا •وخية الِ وللرسو ِل ممدٍ
مرغوبا ,فإن تكذيب قومِه له ؛ وماربتِهم إياه كان سببا ف إقامةِ سوق الهادِ ،
ل فيها رسوله , ت الت نصر ا ُومناصر ِة الِ والتضحيةِ ف سبيلِه ,فكانت تلك الغزوا ُ
فتحا عليه ,واتذ فيها من الؤمني شهداء جعلهم من ورثةِ جنة النعيم ,ولول تلك
الجابة من الكفار ل يص ْل هذا اليُ الكبي والفوزُ العظيمُ ,ولا طُرِد من مكة
كان ظاهرُ المرِ مكروها ولكن ف باطنِه اليُ والفلحُ والنّةُ ,فإنه بذه الجرةِ أقام
دولة السلمِ ،ووجد أنصارا ،وتيز أهلُ اليان من أهلِ الكفرِ ,وعُ ِرفَ
الصادق ف إيانِه وهجرته وجهادِه من الكاذبِ .ولا غُلب عليه الصلة والسلم
وأصحابُه ف أح ٍد كان المرُ مكروها ف ظاهرِه ،شديدا على النفوسِ ،لكن ظهر له
ق الوصف ,فقد ذهب من بعضِ النفوسِ العجبُ من اليِ وحسنِ الختيارِ ما يفو ُ
بانتصارِ يوم بدرٍ ،والثقةُ بالنفسِ ،والعتمادُ عليها ,واتذ الُ من السلمي شهداء
أكرمهم بالقتلِ كحمزة سيدِ الشهداء ,ومصعبِ سفيِ السلم ,وعبدِال ابن عمروٍ
ف الِ وكرمِه ، ب ,وتوقعَ اللطفَ من الِ ،واستبشر با حصل ،ثقةً بلط ِ الصاع ُ
وحسنِ اختيارِه ،حينها يذهبُ حزنُه وضجرُه وضي ُق صدرِه ,ويسلم المر لربه جلّ
ف عله ،فل يتسخطُ ول يعترضُ ،ول يتذمّرُ ،بل يشكرُ ويصبُ ،حت تلوح له
ب الصائبِ .العواقبُ ،وتنقشعُ عنه سح ُ
نوحٌ عليه السلمُ يُؤذى ألفَ عام إل خسي عاما ف سبيلِ دعوتِهِ ,فيصبُ •
ب ويستمرّ ف نشرِ دعوتِه إل التوحيدِ ليلً ونارا ,سرا وجهرا ,حت ينجيه ويتس ُ
ربّه ويهلك عدوه بالطوفانِ .
إبراهيمُ عليه السلمُ يُلقى ف النارِ فيجعلُها ال عليه برْدا وسلما ,ويميه من •
النمرودِ ،وينجيهِ من كيدِ قومه وينصرُه عليهم ،ويعلُ دينه خالدا ف الرضِ .
موسى عليه السلم يتربصُ به فرعونُ الدوائر ،وييكُ له الكائد ،ويتفننُ ف •
إيذائه ويطاردُه ,فينصرُه الُ عليه ويعطيه العصا تلقفُ ما يأفكون ,ويشقُ له البحرَ
ل عدوّه ويزيه .ويرجُ منه بعجزةٍ ،ويهلكُ ا ُ
عيسى عليه السل ُم ياربُه بنو إسرائيل ،ويؤذونه ف سعته وأمّه ورسالتِه , •
ويريدون قتله فيفعُه الُ إليه وينصرُه نصرا مؤزرا ،ويبوءُ أعداؤه بالسرانِ .
رسولُنا ممد يؤذيه الشركون واليهودُ والنصارى أشدّ اليذاءِ ,ويذوقُ •
ب وشتمٍ واتامِ
صنوفَ البلءِ ،من تكذيبٍ ومابةٍ وردٍ واستهزاءٍ وسخري ٍة وس ّ
بالنونِ والكهانةِ والشعرِ والسح ِر والفتراءِ ,ويُطردُ ويُحارَبُ ويُقتل أصحابُه ويُنكّلُ
بأتباعِه ,ويُتهمُ ف زوجتِه ،ويذوقُ أصناف النكباتِ ،ويهدد بالغاراتِ ،وير
•وسعيدُ بنُ حبيٍ العا ُل الزاهدُ يقتله الجاجُ فيبوءُ بإ ِثهِ .
وابنُ الزبيِ يكرمُه الُ الشهادةِ ف الرِم على يدِ الجاجِ بنِ يوسف الظالِ . •
والماعةِ .
•ويقتل الواث ُق المامَ أحدَ بن نصرٍ الزاعي الداعيةَ إل السن ِة بقولِه كلمة القّ .
•وشيخُ السلمِ ابنُ تيميةَ يسجن ويُمنعُ من أهلِه وأصحابِه وكتبِه ,فيف ُع الُ ذكرهُ ف
العالي .
•وقد جُِلدَ المامُ أبو حنيفة من قِبَل أبو جعفر النصور .
•وجُلد سعيدُ بن السيب العال الربان ,جلده أميُ الدينةِ .
•وضرب المام بن عبدُال بن عونٍ العالُ الحدثُ ,ضربه بل ل بن أب برده.
•ولو ذهبت أعدد من ابتلُىَ بعزل أو سجنٍ أو جلدٍ أو قتلٍ أو أذى لطالَ القامَ ولكثرَ
الكلمَ ,وفيما ذكرت كفايةٌ .
وف التام ،تقبل تيات ،وهاك سلمي مقرونا بدعائي لك بالسعادة ...
سبحانك اللهم وبمدك ،أشهد أن ل إله أنت أستغفرك زأتوب إليك .
***************************************
/http://www.saaid.net
. النّارِ ﴾ ﴿ رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا َحسََنةً وَفِي ال ِخرَةِ َحسََنةً وَقِنَا َعذَابَ
(( اللهم إنا نسألُك العفو والعافية والعافاة الدائمة ف الدنيا والخرة )).
،ونعوذُ بك من شرّ ما (( اللهم إنا نسألك من خي ما سألك منه نبيّك ممدٌ
)) . استعاذك منه نبيّك ممدٌ
(( اللهم إنا نعوذُ بك من المّ والزِ ،ونعوذُ بك من ال َعجْزِ وال َكسَلِ ،ونعوذُ بك من
البخلِ والُ ْبنِ ،ونعوذُ بك من غلََب ِة الدينِ وق ْهرِ الرجالِ )) .
سبحان ربك ربّ العز ِة عما يصفون ،وسلمٌ على الرسلي ،والمدُ لِ ربّ العالي .