You are on page 1of 100

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪2‬‬

‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬

‫رمضانيات‬
‫هدية للصائمين والصائمات‬
‫آداب ـ أحكام ـ أذكار ـ فوائد ـ توجيهات‬

‫جمع وإعداد‬
‫عبد الله بن أحمد العلف الغامدي‬
‫غفر الله له ولوالديه ولذريته وللمسلمين أجمعين‬

‫الناشر‬
‫دار الطرفين‬
‫‪3‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬

‫حقوق الطبع والترجمة لكل مسلم ومسلمة‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪4‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلة والسلم‬

‫على النبي الكريم وآله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم‬

‫وبعد ‪,,‬‬ ‫الدين ‪....‬‬

‫فقد يسر الله جمع هذه الفوائد والمتفرقات من بعض‬

‫الكتب والمؤلفات والمواعظ والكلمات‪ ,‬مصدرة ً بما نزل في‬

‫الصيام من اليات والحاديث البينات شملتها هذه الوريقات‪,‬‬

‫والموسومة بــ ( رمضانيات ) هدية للصائمين والصائمات‬

‫أهديها إلى كل مسلم ومسلمة راجيًا من الله أن يعم نفعها‬

‫الجميع ‪ ,‬وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم إنه هو الغفور‬

‫الرحيم‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫محبكم في الله‬
‫عبدالله بن أحمد ال علف‬
‫الغامدي‬
‫الطائف ــ وادي وج ‪/ 15‬‬
‫‪ 1428 / 8‬هـ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪6‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫آيات في الصيام‬
‫ﭫ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭷﭸﭹﭺﭻﭧﭨﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬ ‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬ ‫ﮒﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ‬ ‫ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﯥﯥﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬ ‫ﯟﯥﯥﯥﯥ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫ﯼ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭤ‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ‬ ‫ﭽ ﭾﭿ ﮀ‬ ‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﮙ ﮚ ﭼ البقرة‪١٨٧ – ١٨٣ :‬‬ ‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ‬

‫أحــــاديث في الصيـــام‬
‫عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله ﷺ ‪ :‬قال الله تعالى ‪((:‬كل عمل ابن آدم له ‪ ،‬إل‬
‫الصوم فإنه لي ‪ ،‬وأنا أجزي به ‪ ،‬والصيام جنة ‪ ،‬فإذا‬
‫كان يوم صوم أحدكم فل يرفث وليصخب ‪ ،‬فإن‬
‫سابه أحد أو قاتله ‪ ،‬فليقل إني صائم ‪ ،‬إني صائم ‪،‬‬
‫والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب‬
‫عند الله من ريح المسك ؛ للصائم فرحتان يفرحهما‪:‬‬
‫إذا أفطر فرح بفطره ‪ ،‬وإذا لقي ربه فرح بصومه)) [‬
‫رواه البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم ] وفي رواية للبخاري ‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫(( يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي‪ ،‬الصيام لي وأنا‬
‫أجزي به ‪ ،‬والحسنة بعشر أمثالها )) ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم ‪ (( :‬كل عمل ابن آدم يضاعف ‪،‬‬
‫الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ‪ ،‬قال الله تعالى ‪ :‬إل‬
‫الصوم ‪ ،‬فإنه لي وأنا أجزي به ‪ ،‬يدع شهوته وطعامه من أجلي‬
‫؛ للصائم فرحتان ‪ :‬فرحة عند فطره ‪ ،‬وفرحة عند لقاء ربه ‪،‬‬
‫ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم ـ أيضا ً ‪ ((: -‬وإذا لقي الله عز وجل‬
‫ـ فجزاه فرح ))‪ ..‬الحديث‪.‬‬
‫وعن سهيل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ﷺ قال ‪:‬‬
‫(( إن في الجنة بابا ً يقال له الريان ‪ ،‬يدخل منه الصائمون يوم‬
‫القيامة ‪ ،‬ليدخل منه احد غيرهم ‪ ،‬فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل‬
‫منه أحد )) ‪.‬‬
‫وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله ﷺ‬
‫(( ما من عبد يصوم يوماًفي سبيل الله تعالى إل باعد الله‬
‫بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ً ))‬
‫[البخاري ومسلم ]‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال‬
‫‪ (( :‬الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى‬
‫رمضان مكفرات مابينهن إذا اجتنبت الكبائر ))‬
‫[رواه مسلم ]‬
‫عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ﷺ‬
‫قال ‪ (( :‬ليزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) [ رواه‬
‫البخاري ومسلم ] ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪8‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال ‪ :‬قال النبي ‪(( :‬‬
‫من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع‬
‫[ رواه البخاري]‬ ‫طعامه وشرابه ))‬
‫‪9‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫رمضانيات‬
‫رمضان‪ :‬اسم الشهر التاسع من الشهور القمرية‪،‬‬
‫وهو الشهر الوحيد الذي صرح باسمه في القرآن الكريم‬
‫‪.‬‬
‫حكمة مشروعية الصيام ‪ :‬تطهير النفس وتزكيتها‬
‫وإعدادها للتقوى لتصبح أهل ً لكرامة الخرة وسعادتها ‪.‬‬
‫آداب واجبة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ القيام بالعبادات القولية والفعلية ‪.‬‬
‫‪2‬ـ اجتناب المحرمات من القوال والفعال مشاهدة‬
‫وسماعا ً ‪ ..‬الخ ‪.‬‬
‫آداب مستحبة ‪ :‬تأخير السحور‪ ،‬تعجيل الفطار‪ ،‬قراءة‬
‫ذكر والدعاء والصدقة‪.‬‬‫القرآن‪،‬كثرة ال ِ‬
‫فضائل رمضان ‪:‬‬
‫‪1‬ـ نزول القرآن فيه ‪ .‬قال تعالى ‪{ :‬شهُر رمضان‬
‫الذي أُنزل فيه القرآن} ‪.‬‬
‫‪2‬ـ غفران الذنوب‪ ،‬قال ‪" :‬من صام رمضان إيماناً‬
‫واحتسابا ً غفر له ما تقدم من ذنبه"‬
‫رواه البخاري‪1910 :‬‬
‫‪3‬ـ استجابة الدعاء‪ ،‬قال ‪" :‬ثلثة ل ترد دعوتهم؛‬
‫الصائم حين يفطر‪ ،‬والمام العادل‪ ،‬ودعوة المظلوم" ‪.‬‬
‫حسن ‪ ،‬الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ فيه ليلة القدر ‪.‬‬
‫‪5‬ـ تصفد فيه الشياطين ‪.‬‬
‫‪ ..." :‬ورمضان‬ ‫‪6‬ـ تكفر فيه الذنوب لقول الرسول‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪10‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫رواه‬ ‫إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" ‪.‬‬
‫مسلم ‪. 233 :‬‬
‫‪7‬ـ العمرة فيه تعدل الحج‪ ،‬قال ‪":‬عمرة في رمضان‬
‫تعدل حجة"[صحيح الجامع ‪.]4097‬‬
‫الصوم ‪:‬‬
‫الصيام ‪ :‬هو المساك بنية عن الطعام والشراب‬
‫والجماع وجميع المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى‬
‫غروب الشمس‪ ،‬وهو ركن من أركان السلم ‪.‬‬
‫واجب على كل مسلم‪ ،‬بالغ‪ ،‬عاقل‪ ،‬قادر عليه‪ ،‬مقيم‬
‫‪.‬‬
‫يجب صيامه برؤية هلله أو إتمام شعبان ثلثين يوماً‬
‫‪.‬‬
‫لقوله ‪" :‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غم‬
‫عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلثين"‪.‬‬
‫ما يباح للصائم ‪:‬‬
‫‪1‬ـ السواك طوال النهار ‪.‬‬
‫‪2‬ـ السفر لحاجة مباحة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ التبرد بالماء من شدة الحر ‪.‬‬
‫‪4‬ـ التداوي بالمباح (الحلل) ‪ ،‬مثل ‪ :‬استخدام البرة‬
‫إن لم تكن للتغذية‪.‬‬
‫‪5‬ـ التطيب ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الكتحال ‪.‬‬

‫مفطرات الصوم ‪:‬‬


‫‪1‬ـ الجماع ‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫‪2‬ـ الكل و الشرب أو ما بمعناهما‪ ،‬مثل البرة‬
‫المغذية‪.‬‬
‫‪3‬ـ إخراج الدم بالحجامة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ التقيؤ عمدا ً ‪.‬‬
‫‪5‬ـ خروج دم الحيض والنفاس ‪.‬‬
‫وهذه المفطرات ما عدا الحيض والنفاس ل تفطر‬
‫الصائم إل بشروط وهي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ العلم بالحكم والوقت ‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن يكون ذاكرا ً ‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن يكون مختارا ً ‪.‬‬
‫أقسام الناس في الصيام (‪:)1‬‬
‫(الذين ل يجب عليهم الصيام أصلً)‬
‫القسم الول ‪ :‬الكافر ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬الصغير فل يجب عليه الصيام حتى‬
‫يبلغ ويحصل بلوغ الذكر بواحد من أمور ثلثة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬إنزال المني باحتلم أو غيره ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬نبات شعر العانة ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬بلوغ تمام خمسة عشرة سنة‪ .‬ويحصل بلوغ‬
‫النثى‪ :‬بما يحصل به بلوغ الذكر وزيادة أمر رابع وهو‬
‫الحيض ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬المجنون ‪.‬‬
‫رم الذي بلغ الهذيان وسقط‬ ‫ه ِ‬
‫القسم الرابع ‪ :‬ال َ‬
‫تمييزه ‪.‬‬
‫()‬ ‫‪1‬‬
‫مختصر من مجالس شهر رمضان ـ للشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ‬
‫رحمه الله تعالى ـ ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪12‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫القسم الخامس ‪ :‬العاجز عن الصيام عجزا ً مستمرا ً ل‬
‫يرجى زواله كالكبير والمريض مرضا ً ل يرجى برؤه‪ ،‬لكن‬
‫يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكينا ً ‪.‬‬
‫(الذين ل يجب عليهم أداء ولكن يجب عليهم القضاء)‬
‫‪:‬‬
‫القسم السادس ‪ :‬المسافر إذا لم يقصد بسفره‬
‫التحيل على الفطر ‪.‬‬
‫القسم السابع ‪ :‬المريض الذي يرجى برؤ مرضه وله‬
‫ثلث حالت ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن ل يشق عليه الصوم ول يضره فيجب عليه‬
‫الصوم ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن يضره الصوم فيجب عليه الفطر ول يجوز‬
‫له الصوم ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬أن يشق عليه الصوم ول يضره فيفطر ‪.‬‬
‫القسم الثامن ‪ :‬الحائض‪ ،‬فيحرم عليها الصيام‪( .‬إذا‬
‫ظهر الحيض منها وهي صائمة ولو قبل الغروب بلحظة‬
‫بطل صوم يومها ـ إذ طهرت من الحيض في أثناء نهار‬
‫رمضان لم يصح صومها بقية اليوم ـ إذا طهرت في‬
‫الليل ولو قبل الفجر بلحظة وجب عليها الصيام) ‪.‬‬
‫والنفساء كالحائض في جميع ما تقدم ‪.‬‬
‫القسم التاسع ‪ :‬المرأة إذا كانت مرضعا ً أو حاملً‬
‫وخافت على نفسها أو على الولد من الصوم فإنها‬
‫تفطر ‪.‬‬
‫القسم العاشر‪ :‬من احتاج للفطر لدفع ضرورة‬
‫وغيره؛ كإنقاذ معصوم من غرق أو حريق أو غير ذلك‪.‬‬
‫الفطار ‪:‬‬
‫الفطار‪ :‬هو إفطار الصائم عقب تحقق غروب‬
‫‪13‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫الشمس ‪.‬‬
‫تعجيله ‪:‬‬
‫رواه‬ ‫‪" :‬ل يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" ‪.‬‬ ‫قال‬
‫البخاري‪ ،1856 :‬ومسلم ‪. 1098‬‬
‫على ماذا يفطر ؟‬
‫عن أنس رضي الله عنه قال ‪" :‬كان رسول الله‬
‫يفطر قبل أن يصلي على ُرطبات فإن لم تكن رطبات‬
‫فتمرات فإن لم تكن تمرات حسى حسوات من ماء" ‪.‬‬
‫صحيح الترمذي ‪ ، 560‬اللباني ‪.‬‬
‫دعاء الفطار ‪:‬‬
‫عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال ‪ :‬كان رسول الله‬
‫يقول إذا أفطر ‪" :‬ذهب الظمأ و ابتلت العروق وثبت‬
‫الجر إن شاء الله" ‪ .‬حسن ‪ ،‬صحيح أبي داود ‪. 2066‬‬
‫الدعوة المستجابة عنده ‪:‬‬
‫‪" :‬ثلث ل ترد دعوتهم؛ الصائم حين‬ ‫لقول الرسول‬
‫يفطر‪. "...‬‬

‫َ‬
‫أجر من فط ّر صائما ً ‪:‬‬
‫َ‬
‫قال ‪" :‬من فطّر صائما ً كان له مثل أجره غير أنه ل‬
‫ينقص من أجر الصائم شيئاً"‬
‫[صحيح الترمذي‪. ]647 :‬‬
‫‪:‬‬ ‫أحاديث ل تصح عن النبي‬
‫[السلسلة الضعيفة‪. ]253 :‬‬ ‫‪1‬ـ صوموا تصحوا ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪14‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫‪2‬ـ إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ول تستاكوا بالعشي‪،‬‬
‫فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه إل ّ كانت نورا ً بين‬
‫عينيه إلى يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ ليتقه الصائم (يعني الكحل) [السلسلة الضعيفة‪. ]1014 :‬‬
‫‪4‬ـ تحفة الصائم الدهن والمجمر‪[ .‬ضعيف الجامع ‪. ]2402‬‬
‫‪5‬ـ شهر رمضان معلق بين السماء والرض ول يرفع‬
‫إلى الله إل ّ بزكاة الفطر‪.‬‬
‫[السلسلة الضعيفة‪.]43:‬‬
‫القيام (التراويح) ‪:‬‬
‫هي إحياء ليالي رمضان بالصلة والقراءة الطويلة‬
‫فيها‪ .‬سميت بذلك لنهم كانوا يستريحون بين كل‬
‫تسليمتين ‪.‬‬
‫وهي سنة‪ ،‬وعدد ركعاتها إحدى عشرة ركعة‪ ،‬وقد‬
‫قال بعض العلماء بغير ذلك والقول الموافق لهدي‬
‫النبي ‪ :‬أنها ثمان ركعات دون الوتر‪ ،‬لحديث عائشة‬
‫رضي الله عنها في صحيح البخاري قالت ‪" :‬ما كان يزيد‬
‫في رمضان ول غيره على إحدى عشرة ركعة"‪.‬‬

‫القيـام ‪:‬‬
‫عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪" :‬إن النبي كان‬
‫إذا دخل العشر الواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد‬
‫المئرز" [البخاري‪ ، 1920 :‬ومسلم ‪. ]1174‬‬
‫السحور ‪:‬‬
‫السحور‪ :‬هو الكل والشرب في آخر الليل بنية الصوم ‪.‬‬
‫‪" :‬فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة‬ ‫قال‬
‫‪15‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫السحور" [رواه مسلم‪. ]1096 :‬‬
‫الحث على السحور ‪:‬‬
‫قال ‪" :‬تسحروا فإن في السحور بركة" [مسلم‪:‬‬
‫‪. ]1095‬‬
‫وقته ‪:‬‬
‫عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال ‪" :‬تسحرنا مع‬
‫رسول الله ثم قام إلى الصلة‪ ،‬فقلت‪ :‬كم كان بين‬
‫الذان والسحور؟ قال‪ :‬قدر خمسين آية"رواه البخاري‬
‫الصوم المستحب ‪:‬‬
‫‪1‬ـ صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يكمل بها أجر‬
‫صيام الدهر ‪.‬‬
‫‪2‬ـ صوم الثنين والخميس لنهما يومان تعرض فيهما‬
‫العمال على الله ‪.‬‬
‫‪3‬ـ صيام ثلثة أيام من كل شهر يكتب بها أجر صيام‬
‫الدهر؛ لن الحسنة بعشر أمثالها‪ .‬والولى أن تكون‬
‫الثالث عشر والرابع عشر و الخامس عشر ‪.‬‬
‫‪4‬ـ صيام التسع الول من ذي الحجة وآكدها التاسع وهو‬
‫يوم عرفة لغير الحاج‪.‬‬
‫‪5‬ـ صيام شهر محرم وآكده التاسع والعاشر ‪.‬‬
‫الصوم المنهي عنه ‪:‬‬
‫‪1‬ـ صوم يوم الشك وهو يوم الثلثين من شعبان‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪16‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫‪2‬ـ صوم يومي العيدين عيد الفطر وعيد الضحى ‪.‬‬
‫‪3‬ـ صيام أيام التشريق؛ وهي الحادي عشر والثاني عشر‬
‫والثالث عشر من ذي الحجة لغير الحاج المتمتع أو‬
‫القارن إذا لم يجد الهدي ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تخصيص يوم الجمعة بالصوم ‪.‬‬
‫‪5‬ـ صوم المرأة تطوعا ً بغير إذن زوجها ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫العتكاف‬
‫ﭧﭨﭽﯩ‬
‫البقرة‬ ‫ﭼ‬
‫وعـــن عائشة رضي الله عنها قالت‪(:‬كان رسول الله‬
‫يعتكف العشر الواخر حتى توفاه الله‪ ،‬ثم اعتكف‬
‫أزواجه من بعده) رواه البخاري ومسلم‬
‫تعريفه‪ :‬هو لزوم مسجد لعبادة الله تعالى من‬
‫شخص مخصوص على صفة مخصوصة‪.‬‬
‫قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز‬
‫ــ رحمه الله ــ (‪:)2‬‬
‫العتكاف‪ :‬عبادة وسنة وأفضل ما يكون في رمضان‬
‫في أي مسجد تقام فيه صلة الجماعة‪ ،‬كما قال تعالى‪":‬‬
‫ول تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد " فل مانع‬
‫من العتكاف في المسجد الحرام والمسجد النبوي‬
‫الشريف‪ ،‬من الرجل والمرأة‪ ،‬إذا كان ل يضر بالمصلين‬

‫‪)(2‬‬
‫مجموع فتاوى الشيخ‪ /‬عبد العزيز بن باز ــ رحمه الله ــ ‪،‬الجزء الخامس عشر‬

‫‪ ،‬ص (‪)440‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪18‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ول يؤذي أحدا ً فل بأس بذلك‪ ،‬والذي على المعتكف أن‬
‫يلزم معتكفه ويشتغل بذكر الله والعبادة‪ ،‬ول يخرج إل‬
‫لحاجة النسان كالبول والغائط ونحو ذلك أو لحاجة‬
‫الطعام إذا كان لم يتيسر له من يحضر له الطعام‬
‫يخرج لحاجتــه‪ ،‬ول‬ ‫فيخـــرج لحاجتــه فقد كان النبي‬
‫يجـــوز للمرأة أن يأتيها زوجها وهي في العتكاف‪،‬‬
‫وكذلك المعتكف ليس له أن يأتي زوجته وهو معتكف؛‬
‫لن الله تعالى قال‪":‬ول تباشروهن وأنتم عاكفون في‬
‫المساجد "والفضل له أل يتحدث مع الناس كثيرا ً بل‬
‫يشتغل بالعبادة والطاعة‪ ،‬لكن لو زاره بعض إخوانه أو‬
‫زار المرأة بعض محارمها أو بعض أخواتها في الله‬
‫وتحدثت معهم أو معهن فل بأس‪،‬وكـــان النبي‬
‫يـــزوره نساؤه في معتكفــــه ويتحـدث معهـن ثم‬
‫ينصرفن فدل ذلك على أنه ل حرج في ذلك‪.‬‬
‫والعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله‬
‫تعالى سواء كانت المدة كثيرة أو قليلــة؛ لنه لم يــــرد‬
‫في ذلك فيما أعلــــم ما يــــدل على التحديد لبيوم‬
‫ولبيومين ول بما هو أكثر من ذلك‪ ،‬وهو عبادة‬
‫مشروعـــة إل إذا نذره صار واجبا ً بالنذر وهو في حق‬
‫‪19‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫المـــرأة والرجل سواء‪ ،‬وليشترط أن يكون معه صـــوم‬
‫على الصحيــــح فلو اعتكف الرجل أو المـــرأة وهما‬
‫مفطران فل بأس في غير رمضان‬
‫شروط العتكاف‪:‬‬
‫يشرع العتكاف في مسجد تقام فيه صلة الجماعة‪،‬‬
‫وإن كان المعتكف ممن تجب عليهم الجمعة ويتخلل‬
‫مـــدة اعتكافـــه جمعــــة فالعتكاف في مسجد تقام‬
‫فيه الجمعة أفضل‪ ،‬ول يلزم له الصوم‪ ،‬والسنة أل يزور‬
‫المعتكــف مريضا ً أثناء اعتكافه‪ ،‬ول يجيب دعوة‪ ،‬ول‬
‫يقضي حوائج أهلـــه‪ ،‬ول يشهـــد جنازة‪ ،‬ول يذهـــب‬
‫إلى عملـــه خارج المسجد؛ لما ثبت عن عائشة ــ رضي‬
‫الله عنها ــ أنها قالت‪":‬السنة على المعتكف أل يعود‬
‫مريضاً‪ ،‬ول يشهد جنازة‪ ،‬ول يمس امرأة‪ ،‬ول يباشرها‪،‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‬ ‫ول يخرج لحاجة إل لما ل بد منه"‪.‬‬
‫‪)411-10/410‬‬

‫ما يكره للمعتكف فعله‪:‬‬


‫يكره للمعتكف أن يشتغل بغير ذكر الله وما ل بد له‬
‫منه من حاجات‪ ،‬خاصة‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪20‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫‪ .2‬السباب‬ ‫‪ .1‬الجدل والمراء‪.‬‬
‫والفاحش من القول‪.‬‬
‫‪ .4‬الغيبة‬ ‫‪ .3‬اللغـــــو‪.‬‬
‫والنميمة‪.‬‬
‫‪ .5‬النظر إلى المحرمات‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫صفة الوضوء والغسل‬
‫فرائض الوضوء ‪:‬‬
‫‪1‬ـ النية ‪ :‬وهي عزم القلب على فعل الوضوء امتثالً‬
‫لمر الله تعالى وطلبا ً لمرضاته ‪.‬‬
‫‪2‬ـ غسل الوجه مرة واحدة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ غسل اليدين إلى المرفقين ‪.‬‬
‫‪4‬ـ مسح الرأس ‪.‬‬
‫‪5‬ـ غسل الرجلين إلى الكعبين ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الترتيب بين العضاء المغسولة ‪.‬‬
‫‪7‬ـ الموالة وهو عمل الوضوء في وقت و احد بل‬
‫فاصل زمني لن قطع العبادة بعد الشروع فيها منهي‬
‫عنه ‪.‬‬
‫سنن الوضوء ‪:‬‬
‫‪1‬ـ بأن يقول عند الشروع‪ :‬بسم الله ‪.‬‬
‫‪2‬ـ السواك ‪.‬‬
‫‪3‬ـ غسل الكفين ثلثا ً في أول الوضوء ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تخليل اللحية ‪.‬‬
‫‪5‬ـ تخليل الصابع في اليدين والرجلين ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الغسل ثلثا ً ثلثا ً ‪.‬‬
‫‪7‬ـ التيمن وهو البداية باليمين ‪.‬‬
‫‪8‬ـ أن يقول بعد الوضوء ‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله‬
‫وحده ل شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم‬
‫اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪22‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫كيفية الوضوء ‪:‬‬
‫يسمي الله تعالى فيغسل يديه ثلثا ً بنية الوضوء‬
‫ثم يتمضمض ويستنشق ثلثا ً ثم يغسل وجهه من منبت‬
‫شعر رأسه إلى منتهى لحيته طول ً ثم يغسل يده اليمنى‬
‫إلى المرفق ثلثا ً ثم اليسرى ثم يمسح رأسه واحدة ثم‬
‫يمسح أذنيه ظاهرا ً وباطنا ً ثم يغسل رجله اليمنى إلى‬
‫الكعب ثلثا ً ثم اليسرى ثم يقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله‬
‫وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله اللهم‬
‫اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ‪.‬‬
‫نواقض الوضوء ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الخارج من السبيلين (القبل والدبر) ‪.‬‬
‫‪2‬ـ النوم الثقيل المستغرق الذي ل يبقى معه إدراك‬
‫‪.‬‬
‫‪3‬ـ مس الذكر بباطن الكف والصابع ‪.‬‬
‫‪4‬ـ زوال العقل واستتاره وفقد الشعور سواء كان‬
‫بالجنون أو الغماء أو السكر أو الدواء‪.‬‬
‫‪5‬ـ مس المرأة بشهوة ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الردة عن السلم ‪.‬‬
‫‪7‬ـ أكل لحم البل ‪.‬‬
‫ما يجب له الوضوء‪:‬‬
‫يجب الوضوء لمور ثلثة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الصلة فرضا ً أو نفل ً ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الطواف بالبيت ‪.‬‬
‫‪3‬ـ مس المصحف ‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫الغسل ‪:‬‬
‫موجبات الغسل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الجنابة ‪ :‬وتشمل النزال وهو خروج المني‬
‫بشهوة في النوم أو اليقظة من ذكر أو أنثى وتشمل‬
‫أيضا ً الجماع وهو التقاء الختانين ولو بدون إنزال ‪.‬‬
‫‪2‬ـ انقطاع دم الحيض والنفاس ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الموت ‪.‬‬
‫‪4‬ـ إسلم الكافر ‪.‬‬
‫فروض الغسل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ النية ‪.‬‬
‫‪2‬ـ تعميم سائر الجسد بالماء ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تخليل الشعر ‪.‬‬

‫سنن الغسل ‪:‬‬


‫التسمية ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫غسل الكفين ابتداء ثلث مرات ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫البدء بغسل الفرج وإزالة الذى ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ‬
‫الوضوء قبل الغسل ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ‬
‫كيفية الغسل ‪:‬‬
‫أن يقول بسم الله ناويا ً رفع الحدث ثم يغسل كفيه‬
‫ثلثا ً ثم يستنجي فيغسل ما بفرجه من أذى ثم يتوضأ‬
‫وضوءا ً كامل ً ثم يغسل رأسه مع أذنيه ثلثا ً ثم يفيض‬
‫الماء على شقه اليمن ثم اليسر ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪24‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫يحرم على الجنب‪:‬‬ ‫ما‬
‫الصلة مطلقا ً فرضا ً أو نفل ً ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫مس المصحف ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫الطواف بالكعبة ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ‬
‫قراءة القرآن ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ‬
‫‪25‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫(‪)3‬‬
‫صفة الصلة‬
‫‪:‬‬ ‫كيفية صلة النبي‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على عبده‬
‫ورسوله محمد وآله وصحبه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذه كلمات موجزة في بيان صفة صلة النبي‬
‫أردت تقديمها إلى كل مسلم ومسلمة؛ ليجتهد كل من‬
‫يطلع عليها في التأسي به في ذلك؛ لقوله ‪" :‬صلوا‬
‫كما رأيتموني أُصلي" [رواه البخاري] ‪ .‬وإلى القارئ‬
‫بيان ذلك ‪:‬‬
‫‪1‬ـ يسبغ الوضوء‪ ،‬وهو أن يتوضأ كما أمره الله‪ ،‬عملً‬
‫بقوله سبحانه وتعالى ‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم‬
‫إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق‬
‫وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} [المائدة‪]6:‬‬
‫‪ .‬وقول النبي ‪" :‬ل تُقبل صلة بغير طهور‪ ،‬ول صدقة‬
‫من غلول" [رواه مسلم في صحيحه] ‪ .‬وقوله للذي‬
‫أساء صلته ‪" :‬إذا قمت إلى الصلة فاسبغ الوضوء" ‪.‬‬
‫‪2‬ـ يتوجه المصلي إلى القبلة ـ وهي الكعبة ـ أينما‬
‫كان بجميع بدنه‪ ،‬قاصدا ً بقلبه فعل الصلة التي يريدها‬
‫من فريضة أو نافلة‪ ،‬ول ينطق بلسانه بالنية؛ لن النطق‬
‫باللسان غير مشروع‪ ،‬لكون النبي لم ينطق بالنية ول‬
‫‪.‬‬ ‫أصحابه‬

‫()‬ ‫‪3‬‬
‫للشيخ‪ /‬عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪26‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماماً‬
‫أو منفرداً؛ لمر النبي بذلك‪.‬‬

‫واستقبال القبلة شرط في الصلة إل في مسائل‬


‫مستثناة معلومة موضحة في كتب أهل العلم ‪.‬‬
‫‪3‬ـ يكبر تكبيرة الحرام فيقول ‪( :‬الله أكبر) ناظراً‬
‫ببصره إلى محل سجوده‪.‬‬
‫‪4‬ـ يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه‪ ،‬أو إلى‬
‫حيال أُذنيه‪.‬‬
‫‪5‬ـ يضع يديه على صدره‪ ،‬اليمنى على كفه اليسرى‬
‫والرسغ والساعد؛ لثبوت ذلك من حديث وائل بن حجر و‬
‫قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه رضي الله عنهما ‪.‬‬
‫‪6‬ـ يسن أن يقرأ دعاء الستفتاح وهو ‪" :‬اللهم باعد‬
‫بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب‪،‬‬
‫ب البيض من‬ ‫قى الثو ُ‬ ‫قني من خطاياي كما يُن َ َّ‬ ‫اللهم ن ِّ‬
‫سلني من خطاياي بالماء والثلج‬ ‫الدنس‪ .‬اللهم اغ ِ‬
‫والبَردَ" متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‬
‫عن النبي ‪.‬‬
‫ـ وإن شاء قال بدل ً من ذلك‪" :‬سبحانك اللهم‬
‫ك‪ ،‬ول إله غيرك"‬ ‫وبحمدك‪ ،‬وتبارك اسمك وتعالى جدُّ َ‬
‫لثبوت ذلك عن النبي ‪ ،‬وإن أتى بغيرهما من‬
‫الستفتاحات الثابتة عن النبي ‪ ،‬فل بأس ‪ ،‬والفضل أن‬
‫يفعل هذا تارة وهذا تارة؛ لن ذلك أكمل في التباع‪.‬‬
‫ثم يقول‪" :‬أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‪ ،‬بسم‬
‫الله الرحمن الرحيم" ‪ .‬ويقرأ سورة الفاتحة‪ ،‬لقوله ‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫"ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" ‪.‬‬
‫ويقول بعدها ‪" :‬آمين" جهرا ً في الصلة الجهرية‬
‫وسرا ً في الصلة السرية‪ ،‬ثم يقرأ ما تيسر من القرآن‪،‬‬
‫والفضل أن تكون القراءة في الظهر والعصر والعشاء‬
‫من أوساط المفصل‪ ،‬وفي الفجر من طواله‪ ،‬وفي‬
‫المغرب من قصاره‪ ،‬وفي بعض الحيان من طواله أو‬
‫أوساطه ـ أعني في المغرب ـ كما ثبت ذلك عن النبي‬
‫‪ ،‬ويشرع أن تكون العصر أخف من الظهر ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪7‬ـ يركع مكبرا ً رافعا ً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه‪،‬‬
‫جاعل ً رأسه حيال ظهره‪ ،،‬واضعا ً يديه على ركبتيه‪،‬‬
‫مفرقا ً أصابعه‪ ،‬ويطمئن في ركوعه ويقول ‪" :‬سبحان‬
‫ربي العظيم" ‪ .‬والفضل أن يكررها ثلثا ً أو أكثر‪،‬‬
‫ويستحب أن يقول مع ذلك ‪" :‬سبحانك اللهم ربنا‬
‫وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر لي"‪.‬‬
‫ً‬
‫‪8‬ـ يرفع رأسه من الركوع ‪ ،‬رافعا يديه إلى حذو‬
‫منكبيه أو أُذنيه قائلً‪" :‬سمع الله لمن حمده" ‪ .‬إن كان‬
‫إماما ً أو منفرداً‪ ،‬ويقول حال قيامه ‪" :‬ربنا ولك الحمد‬
‫حمدا ً كثيرا ً طيبا ً مباركا ً فيه‪ ،‬ملء السموات وملء‬
‫الرض‪ ،‬وملء ما شئت من شيء بعد" ‪.‬‬
‫ق ما قال‬ ‫وإن ُزاد بعد ذلك ‪" :‬أهل الثناء والمجد‪ ،‬أح ّ‬
‫العبد‪ ،‬وكل ّنا لك عبد‪ ،‬اللهم ل مانع لما أعطيت ول‬
‫معطي لما منعت‪ ،‬ول ينفع ذ الجد منك الجد" ‪ .‬فهو‬ ‫ُ‬
‫حسن؛ لن ذلك قد ثبت عن النبي في بعض الحاديث‬
‫الصحيحة ‪.‬‬
‫ً‬
‫أما إن كان مأموما فإنه يقول عند الرفع ‪" :‬ربنا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪28‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ولك الحمد" إلى آخر ما تقدم‪ .‬ويستحب أن يضع كل‬
‫منهم يديه على صدره‪ ،‬كما فعل في قيامه قبل الركوع؛‬
‫لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي من حديث وائل بن‬
‫حجر‪ ،‬وسهل بن سعد رضي الله عنهما‪.‬‬
‫مكبِّرا ً واضعا ً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر‬ ‫‪9‬ـ يسجد ُ‬
‫ق عليه قدَّم يديه قبل ركبتيه‪ ،‬مستقبلً‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن ش َّ‬
‫بأصابع رجليه ويديه القبلة‪ ،‬ضاما ً أصابع يديه‪ .‬ويكون‬
‫على أعضائه السبعة‪ ،‬الجبهة مع النف‪ ،‬واليدين‬
‫والركبتين‪ ،‬وبطون أصابع الرجلين‪ ،‬ويقول ‪" :‬سبحان‬
‫ربي العلى" ويكرر ذلك ثلثا ً أو أكثر ‪.‬‬
‫ويستحب أن يقول مع ذلك ‪" :‬سبحانك اللهم ربنا‬
‫وبحمدك‪ ..‬اللهم اغفر لي" ‪ .‬ويكثر من الدعاء؛ لقول‬
‫ب‪ ،‬وأما السجود‬ ‫النبي ‪" :‬فأما الركوع فعظِّموا فيه الّر ّ‬
‫فاجتهدوا في الدعاء‪ ،‬فقمن أن يستجاب لكم" ‪.‬‬
‫وقوله ‪" :‬أقرب ما يكون العبد من ربه وهو‬
‫ساجد؛ فأكثروا الدعاء" ‪[ .‬رواهما مسلم في صحيحه] ‪.‬‬
‫ويسأل ربه له ولغيره من المسلمين من خيري الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬سواء كانت الصلة فرضا ً أو نفلً‪ ،‬ويجافي‬
‫عضديه عن جنبيه‪ ،‬وبطنه عن فخذيه‪ ،‬وفخذيه عن‬
‫ساقيه‪ ،‬ويرفع ذراعيه عن الرض؛ لقول النبي ‪:‬‬
‫"اعتدلوا في السجود‪ ،‬ول يبسط أحدكم ذراعيه انبساط‬
‫الكلب" [متفق عليه] ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪10‬ـ يرفع رأسه مكبرا‪ ،‬ويفرش قدمه اليسرى‬
‫ويجلس عليها‪ ،‬وينصب رجله اليمنى‪ ،‬ويضع يديه على‬
‫فخذيه وركبتيه‪ ،‬ويقول ‪" :‬رب اغفر لي‪ ،‬رب اغفر لي‪،‬‬
‫‪29‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫رب اغفر لي‪ ،‬اللهم اغفر لي‪ ،‬وارحمني‪ ،‬واهدني‪،‬‬
‫وارزقني‪ ،‬وعافني‪ ،‬واجبرني" ‪ .‬ويطمئن في هذا‬
‫الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد‬
‫الركوع؛ لن النبي كان يطيل اعتداله بعد الركوع وبين‬
‫السجدتين‪.‬‬
‫ً‬
‫‪11‬ـ يسجد السجدة الثانية مكبرا‪ ،‬ويفعل فيها كما‬
‫فعل في السجدة الولى ‪.‬‬
‫‪12‬ـ يرفع رأسه مكبراً‪ ،‬ويجلس جلسة خفيفة مثل‬
‫جلوسه بين السجدتين‪ ،‬وتسمى جلسة الستراحة‪ ،‬وهي‬
‫مستحبة في أصح قولي العلماء‪ ،‬وإن تركها فل حرج‪،‬‬
‫وليس فيها ذكر ول دعاء‪ ،‬ثم ينهض قائما ً إلى الركعة‬
‫ق عليه‬ ‫الثانية معتمدا ً على ركبتيه إن تيسر ذلك‪ ،‬وإن ش َّ‬
‫اعتمد على الرض بيديه‪ ،‬ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له‬
‫من القرآن بعد الفاتحة‪ .‬كما سبق في الركعة الولى ‪.‬‬
‫ول يجوز للمأموم مسابقة إمامه؛ لن النبي حذّر‬
‫أمته من ذلك‪ ،‬وتكره موافقته للمام‪ ،‬والسنة له أن‬
‫خ‪ ،‬وبعد انقطاع‬ ‫تكون أفعاله بعد إمامه من دون ترا ٍ‬
‫جعل المام ليؤتم به‪ ،‬فل‬ ‫صوته‪ ،‬لقول النبي ‪" :‬إنما ُ‬
‫تختلفوا عليه‪ ،‬فإذا كبّر فكبّروا‪ ،‬وإذا ركع فاركعوا‪ ،‬وإذا‬
‫قال سمع الله لمن حمده فقولوا‪ :‬ربنا ولك الحمد‪ ،‬وإذا‬
‫سجد فاسجدوا" الحديث متفق عليه ‪.‬‬
‫‪13‬ـ إذا كانت الصلة ثنائية ـ أي ركعتين ـ كصلة‬
‫الفجر والجمعة والعيد‪ ،‬جلس بعد رفعه من السجدة‬
‫الثانية ناصبا ً رجله اليمنى‪ ،‬مفترشا ً رجله اليسرى‪،‬‬
‫واضعا ً يده اليمنى على فخذه اليمنى‪ ،‬قابضا ً أصابعه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪30‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫كلّها إل السبابة فيشير بها إلى التوحيد عند ذكر الله‬
‫سبحانه وعند الدعاء‪ ،‬وإن قبض الخنصر والبنصر من‬
‫يده‪ ،‬وحلق إبهامها مع الوسطى‪ ،‬وأشار بالسبابة‬
‫فحسن؛ لثبوت الصفتين عن النبي ‪ ،‬والفضل أن‬
‫يفعل هذا تارة‪ ،‬وهذا تارة‪ ،‬ويضع يده اليسرى على‬
‫فخذه اليسرى وركبته‪ ،‬ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس‬
‫وهو ‪" :‬ألتحيات لله‪ ،‬والصلوات والطيبات‪ ،‬السلم عليك‬
‫أيها النبي ورحمة الله وبركاته‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد‬
‫الله الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬وأشهد أن محمداً‬
‫ل على محمد‪ ،‬وعلى‬ ‫عبده رسوله" ثم يقول ‪" :‬اللهم ص ّ‬
‫آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم‪ ،‬وآل إبراهيم‪ ،‬إنك‬
‫حميد مجيد‪ ،‬وبارك على محمد‪ ،‬وعلى آله محمد‪ ،‬كما‬
‫باركت على إبراهيم‪ ،‬وآل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد" ‪.‬‬
‫ويستعيذ بالله من أربع فيقول ‪" :‬اللهم إني أعوذ‬
‫بك من عذاب جهنم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة المحيا‬
‫والممات‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجال" ‪.‬‬
‫ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والخرة‪ ،‬وإذا دعا‬
‫لوالديه أو غيرهما من المسلمين فل بأس‪ ،‬سواء كانت‬
‫الصلة فريضة أو نافلة لعموم قول النبي في حديث‬
‫َ‬
‫ابن مسعود لما عل ّمه التشهد ‪" :‬ثم ليتخيَّر من الدعاء‬
‫أعجبه إليه فيدعو" وفي لفظ آخر ‪" :‬ثم ليتخيَّر من‬
‫م جميع ما ينفع العبد في‬ ‫المسألة ما شاء"‪ ،‬وهذا يع ُّ‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬ثم يسلم على يمينه وشماله قائل ً ‪:‬‬
‫"السلم عليكم ورحمة الله‪ ...‬السلم عليكم ورحمة‬
‫الله"‪.‬‬
‫‪14‬ـ إن كانت الصلة ثلثية كالمغرب ‪ ،‬أو رباعية‬
‫‪31‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫كالظهر والعصر والعشاء‪ ،‬فإنه يقرأ التشهد المذكور‬
‫آنفاً‪ ،‬مع الصلة على النبي ‪ ،‬ثم ينهض قائما ً معتمداً‬
‫على ركبتيه‪ ،‬رافعا ً يديه إلى حذو منكبيه‪ ،‬قائل ً ‪" :‬الله‬
‫أكبر" ويضعهما ـ أي يديه ـ على صدره كما تقدم‪ ،‬ويقرأ‬
‫الفاتحة فقط‪.‬‬
‫وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة على‬
‫ل على‬ ‫الفاتحة في بعض الحيان فل بأس؛ لثبوت ما يد ّ‬
‫ذلك عن النبي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه‪،‬‬
‫وإن ترك الصلة على النبي بعد التشهد الول فل‬
‫بأس؛ لنه مستحب وليس بواجب في التشهد الول‪ ،‬ثم‬
‫يتشهد بعد الثالثة من المغرب‪ ،‬وبعد الرابعة من الظهر‬
‫والعصر والعشاء‪ ،‬ويصلي على النبي ‪ ،‬ويتعوذ بالله‬
‫من عذاب جهنم ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة المحيا‬
‫والممات‪ ،‬وفتنة المسيح الدجال ‪ .‬ويكثر من الدعاء‪،‬‬
‫ومن الدعاء المشروع في هذا الموضع وغيره‪" :‬ربنا آتنا‬
‫في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار"‬
‫لما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال ‪ :‬كان أكثر دعاء‬
‫النبي ‪" :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‪،‬‬
‫وقنا عذاب النار" كما تقدم ذلك في الصلة الثنائية ‪.‬‬
‫لكن يكون في هذا الجلوس متوركا ً واضعا ً رجله‬
‫اليسرى تحت رجله اليمنى‪ ،‬ومقعدته على الرض‪ ،‬ناصباً‬
‫رجله اليمنى‪ ،‬لحديث أبي حميد في ذلك‪ .‬ثم يسلم عن‬
‫يمينه وشماله‪ ،‬قائل ً ‪" :‬السلم عليكم ورحمة الله ‪...‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله" ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪32‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ويستغفر الله ثلثا ً ويقول ‪" :‬اللهم أنت السلم‪،‬‬
‫ومنك السلم‪ ،‬تباركت يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬ل إله إل‬
‫الله وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على‬
‫كل شيء قدير‪ ،‬ل حول ول قوة إل بالله‪ ،‬اللهم ل مانع‬
‫معطي لما منعت‪ ،‬ول ينفع ذا الجدّ منك‬ ‫لما أعطيت‪ ،‬ول ُ‬
‫الجدّ‪ ،‬ل إله إل الله‪ ،‬ول نعبد إل إيّاه‪ ،‬له النعمة وله‬
‫الفضل وله الثناء الحسن‪ ،‬ل إله إل الله‪ ،‬مخلصين له‬
‫الدين ولو كره الكافرون" ‪.‬‬
‫ويسبح الله ثلثا ً وثلثين‪ ،‬ويحمده مثل ذلك‪ ،‬ويكبره‬
‫مثل ذلك‪ ،‬ويقول تمام المائة‪" :‬ل إله إل الله وحده ل‬
‫شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء‬
‫قدير" ‪ .‬ويقرأ آية الكرسي‪ ،‬و"قل هو الله أحد"‪ ،‬و"قل‬
‫أعوذ برب الفلق"‪ ،‬و"قل أعوذ برب الناس" ‪ ،‬بعد كل‬
‫صلة‪ .‬ويستحب تكرار هذه السور الثلث ثلث مرات بعد‬
‫صلة الفجر وصلة المغرب؛ لورود الحديث الصحيح بذلك‬
‫عن النبي ‪ ،‬كما يستحب أن يزيد بعد الذكر المتقدم‬
‫بعد صلة الفجر وصلة المغرب قول ‪" :‬ل إله إل الله‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬يُحيي ويميت‬
‫وهو على كل شيء قدير" عشر مرات؛ لثبوت ذلك عن‬
‫النبي ‪.‬‬
‫وإن كان إماما ً انصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه‬
‫بعد استغفاره ثلثا ً وبعد قوله‪" :‬اللهم أنت السلم ومنك‬
‫السلم‪،‬تبارك يا ذا الجلل والكرام" ‪ .‬ثم يأتي بالذكار‬
‫المذكورة‪ ،‬كما دلّت على ذلك أحاديث كثيرة عن النبي ‪،‬‬
‫منها حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم‪.‬‬
‫وكل هذه الذكار سنة وليست بفريضة ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫ويستحب لكل مسلم ومسلمة أن يصلي قبل صلة‬
‫الظهر أربع ركعات‪ ،‬وبعدها ركعتين‪ ،‬وبعد صلة المغرب‬
‫ركعتين‪ ،‬وبعد صلة العشاء ركعتين‪ ،‬وقبل صلة الفجر‬
‫ركعتين‪ ،‬الجميع اثنتا عشرة ركعة‪ ،‬وهذه الركعات تسمى‬
‫الرواتب؛ لن النبي كان يحافظ عليها في الحضر ‪.‬‬
‫أما في السفر فكان يتركها إل سنة الفجر والوتر‪،‬‬
‫فإنه كان عليه الصلة والسلم يحافظ عليهما حضراً‬
‫ُ‬
‫وسفراً‪ ،‬ولنا فيه أ ْ‬
‫سوةٌ حسن َ ٌ‬
‫ة‪ ،‬لقول الله سبحانه ‪:‬‬
‫{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الحزاب‪،‬‬
‫‪ ، ]21‬وقوله عليه الصلة والسلم‪" :‬صلوا كما رأيتموني‬
‫أصلي"‬
‫رواه البخاري ‪.‬‬
‫والفضل ‪ :‬أن تُصلى هذه الرواتب والوتر في‬
‫البيت‪ ،‬فإن صلها في المسجد فل بأس؛ لقول النبي‬
‫‪" :‬أفضل صلة المرء في بيته إل الصلة المكتوبة"‬
‫متفق على صحته‪.‬‬
‫والمحافظة على هذه الركعات من أسباب دخول‬
‫الجنة؛ لما ثبت في صحيح مسلم‪ ،‬عن أم حبيبة رضي‬
‫الله عنها أنها قالت ‪ :‬سمعت رسول الله يقول ‪" :‬ما‬
‫د مسلم ٍ يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة‬ ‫من عب ٍ‬
‫تطوعا ً غير فريضة إل بنى الله له بيتا ً في الجنّة" ‪ ،‬وقد‬
‫سرها المام الترمذي في روايته لهذا الحديث بما‬ ‫ف ّ‬
‫ذكرنا ‪.‬‬
‫وإن صلى أربع ركعات قبل صلة العصر‪ ،‬واثنتين‬
‫قبل صلة المغرب‪،‬واثنتين قبل صلة العشاء فحسن؛‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪34‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫لقوله ‪" :‬رحم الله امرءا ً صلى أربعا ً قبل العصر" رواه‬
‫أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والترمذي وحسنه‪ ،‬وابن خزيمه‬
‫وصححه‪ ،‬وإسناده صحيح‪ ،‬ولقوله عليه الصلة والسلم ‪:‬‬
‫"بين كل آذنين صلة بين كل آذانين صلة" ثم قال في‬
‫الثالثة ‪" :‬لمن شاء"‬
‫رواه البخاري ‪.‬‬
‫وإن صلى أربعا ً بعد الظهر وأربعا ً قبلها فحسن؛‬
‫لقوله ‪" :‬من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها‬
‫حَّرمه الله تعالى على النار" رواه المام أحمد وأهل‬
‫م حبيبة رضي الله عنها ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫السنن بإسناد صحيح‪ ،‬عن أ ّ‬
‫والمعنى ‪ :‬أنه يزيد على السنة الراتبة ركعتين بعد‬
‫الظهر ؛ لن السنة الراتبة أربع قبلها واثنتان بعدها‪،‬‬
‫فإذا زاد ثنتين بعدها حصل ما ذكر من حديث أم حبيبة‬
‫رضي الله عنها ‪.‬‬
‫والله ولي التوفيق ‪ ..‬وصلى الله وسلم على نبينا‬
‫محمد بن عبد الله وعلى آله و أصحابه وأتباعه بإحسان‬
‫إلى يوم الدين ‪.‬‬
‫قاله ممليه الفقير إلى‬
‫ربه‬
‫عبـد العزيـز بـن عبـد الله بـن‬
‫باز‬
‫ســامحه الله وغفــر له ولوالديــه‬
‫وللمسلمين‬
‫‪35‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫(‪)4‬‬
‫أحكام الزكاة‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي‬
‫بعده وعلى آله وصحبه ‪.‬‬
‫أما بعد فإن الباعث لكتابة هذه الكلمة هو النصح‬
‫والتذكير بفريضة الزكاة التي تساهل بها الكثير من‬
‫المسلمين فلم يخرجوها على الوجه المشروع مع عظم‬
‫شأنها وكونها أحد أركان السلم الخمسة التي ل‬
‫يستقيم بناؤه إل عليها لقول النبي ‪( :‬بني السلم‬
‫على خمس شهادة أن ل إله إل الله وأن محمدا ً رسول‬
‫الله وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج‬
‫البيت) متفق على صحته وفرض الزكاة على المسلمين‬
‫من أظهر محاسن السلم ورعايته لشئون معتنقيه‬
‫لكثرة فوائدها ومسيس حاجة الفقراء المساكين إليها‬
‫فمن فوائدها تثبيت أواصر المودة بين الغني والفقير‬
‫لن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها‪ ،‬ومنها‬
‫تطهير النفس وتزكيتها والبعد بها عن خلق الشح‬
‫والبخل كما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في‬
‫قوله تعالى ‪{ :‬خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم‬
‫بها} ومنها تعويد المسلم صفة الجود والكرم والعطف‬
‫على ذوي الحاجة‪ ،‬ومنها استجلب البركة والزيادة‪ .‬كما‬
‫قال تعالى ‪{ :‬وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو‬
‫خير الرازقين} وقول النبي في الحديث الصحيح‬

‫()‬ ‫‪4‬‬
‫عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪36‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫يقول الله عز وجل {يا ابن آدم انفق ننفق عليك} إلى‬
‫غير ذلك من الفوائد الكثيرة ‪.‬‬
‫وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر‬
‫في إخراجها قال الله تعالى ‪{:‬والذين يكنزون الذهب‬
‫والفضة ول ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب‬
‫أليم‪ .‬يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم‬
‫وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنـزتم لنفسكم فذوقوا ما‬
‫كنتم تكنزون} ‪ ،‬فكل مال ل تؤدى زكاته فهو كنـز يعذب‬
‫به صاحبه يوم القيامة كما دل على ذلك الحديث الصحيح‬
‫عن النبي أنه قال ‪( :‬ما من صاحب ذهب ول فضة ل‬
‫يؤدي حقها إل إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح‬
‫من نار فأحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه‬
‫وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان‬
‫مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى‬
‫سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ‪ ،‬ثم ذكر النبي‬
‫صاحب البل والبقر والغنم الذي ل يؤدي زكاتها وأخبر‬
‫أنه يعذب بها يوم القيامة وصح عن رسول الله أنه‬
‫قال ‪( :‬من آتاه الله ما ل ً فلم يؤد زكاته مثل له يوم‬
‫القيامة شجاعا ً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم‬
‫يأخذ بلهزمتيه (يعني شدقيه) ثم يقول أنا مالك أنا‬
‫كنـزك ثم تل النبي هذه الية {ول يحسبن الذين‬
‫يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا ً لهم بل هو‬
‫شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة} متفق‬
‫عليه ‪.‬‬
‫والزكاة تجب في أربعة أصناف الخارج من الرض‬
‫‪37‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫من الحبوب والثمار ‪ .‬والسائمة من بهيمة النعام‪،‬‬
‫والذهب والفضة وعروض التجارة‪ .‬ولكل من هذه‬
‫الصناف الربعة نصاب محدود ل تجب الزكاة فيما دونه‬
‫فنصاب الحبوب والثمار خمسة أوسق والوسق ستون‬
‫صاعا ً بصاع النبي فيكون مقدار النصاب من التمر‬
‫والزبيب والحنطة والرز والشعير ونحوها ثلثمائة صاع‬
‫بصاع النبي وهو أربع حفنات بيدي الرجل المعتدل‬
‫الخلقة إذا كانت يداه مملوءتين ‪ .‬وأما نصاب السائمة‬
‫من البل والبقر والغنم ففيه تفصيل مبين في‬
‫الحاديث الصحيحة عن رسول الله وفي استطاعة‬
‫الراغب في معرفته سؤال أهل العلم عن ذلك ولول‬
‫قصد اليجاز لذكرناه لتمام الفائدة ‪.‬‬
‫وأما نصاب الفضة فمائة وأربعون مثقال ً ومقداره‬
‫بالدرهم العربي السعودي ستة وخمسون ريالً‪ .‬ونصاب‬
‫الذهب عشرون مثقال ً ومقداره من الجنيهات السعودية‬
‫أحد عشر جنيها ً وثلثة أسباع الجنيه والواجب فيهما ربع‬
‫العشر على من ملك نصابا ً منهما أو من أحدهما وحال‬
‫عليها الحول والربح تابع للصل فل يحتاج إلى حول‬
‫جديد كما أن نتاج السائمة تابع لصله فل يحتاج إلى‬
‫حول جديد إذا كان أصله نصاباً‪ .‬وفي حكم الذهب‬
‫والفضة الوراق النقدية التي يتعامل بها الناس اليوم‬
‫سواء سميت درهما ً أو دينارا ً أو دولرا ً أو غير ذلك من‬
‫السماء إذا بلغت قيمتها نصاب الفضة أو الذهب وحال‬
‫عليها الحول وجبت فيها الزكاة‪ ،‬ويلتحق بالنقود حلي‬
‫النساء من الذهب والفضة خاصة إذا بلغت النصاب‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪38‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫المتقدم وحال عليها الحول فإن فيها الزكاة وإن كانت‬
‫معدة للستعمال أو العارية في أصح قولي العلماء‬
‫لعموم قول النبي ‪( :‬ما من صاحب ذهب ول فضة ل‬
‫يؤدي زكاتها إل إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح‬
‫من نار) الخ الحديث المتقدم ‪ .‬ولما ثبت عنه أنه رأى‬
‫بيد امرأة سوارين من ذهب فقال أتعطين زكاة هذا‬
‫قالت ل قال ‪ :‬أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة‬
‫سوارين من نار فألقتهما وقالت هما لله ولرسوله‬
‫أخرجه أبو داود والنسائي بسند حسن وثبت عن أم‬
‫سلمة رضي الله عنها أنها كانت تلبس أوضاحا ً من ذهب‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول الله أكنـز هو فقال (ما بلغ أن‬
‫يزكى فزكي فليس بكنـز) مع أحاديث أخرى في هذا‬
‫المعنى ‪ .‬أما العروض وهي السلع المعدة للبيع فإنها‬
‫وم في آخر العام ويخرج ربع عشر قيمتها سواء كانت‬ ‫تق ّ‬
‫قيمتها مثل ثمنها أو أكثر أو أقل لحديث سمرة قال‬
‫كان رسول الله يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذي نعده‬
‫للبيع رواه أبو داود ‪.‬‬
‫ويدخل في ذلك الراضي المعدة للبيع والعمارات‬
‫والمكائن الرافعة للماء وغير ذلك من أصناف السلع‬
‫المعدة للبيع ‪ .‬أما العمارات المعدة لليجار ل للبيع‬
‫فالزكاة في أجورها إذا حال عليها الحول أما ذاتها‬
‫فليس فيها زكاة لكونها لم تعد للبيع وهكذا السيارات‬
‫الخصوصية والتكاسي ليس فيها زكاة إذا كانت لم تعد‬
‫للبيع وإنما اشتراها صاحبها للستعمال وإذا اجتمع‬
‫لصاحب سيارة الجرة أو غيره نقود تبلغ النصاب فعليه‬
‫‪39‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫زكاتها إذا حال عليها الحول سواء كان أعدها للنفقة أو‬
‫للتزوج أو لشراء عقار أو لقضاء دين أو غير ذلك من‬
‫المقاصد لعموم الدلة الشرعية الدالة على وجوب‬
‫الزكاة في مثل هذا والصحيح من أقوال العلماء أن‬
‫الدين ل يمنع الزكاة لما تقدم ‪ .‬وهكذا أموال اليتامى‬
‫والمجانين تجب فيها الزكاة عند جمهور العلماء إذا‬
‫بلغت النصاب وحال عليها الحول ويجب على أوليائهم‬
‫إخراجها بالنية عنهم عند تمام الحول لعموم الدلة مثل‬
‫قول النبي في حديث معاذ لما بعثه إلى أهل اليمن‬
‫(إن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من‬
‫أغنيائهم وترد في فقرائهم) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫والزكاة حق لله ل تجوز المحاباة بها لمن ل يستحقها‬
‫ول أن يجلب النسان بها لنفسه نفعا ً أو يدفع ضرا ً ول‬
‫أن يقي بها ماله أو يدفع بها عنه مذمة‪ .‬بل يجب على‬
‫المسلم صرف زكاته لمستحقيها لكونهم من أهلها ل‬
‫لغرض آخر مع طيب النفس بها والخلص لله في ذلك‬
‫حتى تبرأ ذمته ويستحق جزيل المثوبة والخلف ‪.‬‬
‫وقد أوضح الله سبحانه في كتابه الكريم أصناف أهل‬
‫الزكاة فقال تعالى ‪{:‬إنما الصدقات للفقراء‬
‫والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي‬
‫الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة‬
‫من الله والله عليم حكيم} وفي ختم هذه الية الكريم‬
‫بهذين السمين العظيمين تنبيه من الله سبحانه لعباده‬
‫على أنه سبحانه هو العليم بأحوال عباده ومن يستحق‬
‫منهم الصدقة ومن ل يستحق وهو الحكيم في شرعه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪40‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫وقدره فل يضع الشياء إل في مواضعها اللئقة بها وإن‬
‫خفي على بعض الناس بعض أسرار حكمه ليطمئن‬
‫العباد لشرعه ويسلموا لحكمه والله المسئول أن يوفقنا‬
‫والمسلمين للفقه في دينه والصدق في معاملته‬
‫والمسابقة إلى ما يرضيه والعافية من موجبات غضبه‬
‫إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله‬
‫محمد وآله وصحبه ‪.‬‬
‫زكاة الفطر‬
‫قال ابن عباس رضي الله عنهما‪":‬فرض رسول الله‬
‫زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة‬
‫للمساكين‪،‬فمن أداها قبل الصلة فهي زكاة‬
‫مقبولة‪،‬ومن أداها بعد الصلة فهي صدقة من‬
‫الصدقات"المقصودبالصلة(صلة العيد) [صحيح أبي‬
‫داود]‬
‫وتخرج عن النفس وعن كل من يمونه؛ صغيراً‬
‫وكبيراً‪ ،‬ذكرا ً وأنثى‪ ،‬حرا ً وعبداً‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫الترغيب في العمرة في رمضان‬
‫عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪(( :‬عمرة في رمضان تعدل حجة ))‬
‫وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال ‪ :‬قال‬
‫لمرأة من النصار يقال لها أم سنان‪:‬‬ ‫رسول الله‬
‫((مامنعك أن تحجي معنا )) ؟ قالت ‪ :‬لم يكن لنا إل‬
‫نضحان‪ ،‬فحج أبو ولدها وابنها على ناضح‪ ،‬وترك لنا‬
‫ناضحا ً ننضح عليه قال ‪(( :‬فإذا جاء رمضان فاعتمري ‪،‬‬
‫فإن عمرة في رمضان تعدل حجة )) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫صفة العمرة‬
‫من أراد أن يحرم بالعمرة فالمشروع أن يتجرد من‬
‫ثيابه ويغتسل كما يغتسل للجنابة ويتطيب بأطيب ما‬
‫يجده من دُهن أو عود أو غيره في رأسه ولحيته ول‬
‫يضره بقاء ذلك بعد الحرام ‪.‬‬
‫والغتسال عند الحرام سنة من حق الرجال والنساء‬
‫حتى الحائض والنفساء‪.‬‬
‫ثم بعد الغتسال والتطيب يلبس ثياب الحرام ثم‬
‫يصلي (غير الحائض والنفساء) الفريضة إن كان في‬
‫وقت فريضة وإل صلى ركعتين ينوي بها سنة الوضوء ‪.‬‬
‫فإن فرغ من الصلة أحرم وقال (لبيك عمرة لبيك‬
‫اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة‬
‫لك والملك ل شريك لك) يرفع الرجل صوته بذلك‬
‫والمرأة تقول بقدر ما يسمع من بجنبها ‪.‬‬
‫()‬ ‫‪5‬‬
‫لفضيلة الشيخ ‪ /‬محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪42‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصا ً عند تغير‬
‫الحوال مثل أن يعلو مرتفعا ً أو ينـزل منخفضا ً أو يقبل‬
‫الليل أو النهار وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة‬
‫ويستعيذ برحمته من النار ‪.‬‬
‫والتلبية مشروعة في العمرة من الحرام إلى أن‬
‫يبدأ بالطواف وفي الحج من الحرام إل أن يبتدئ برمي‬
‫جمرة العقبة يوم العيد ‪.‬‬
‫فإذا دخل المسجد الحرام قدم رجله اليمنى وقال‬
‫(بسم الله والصلة والسام على رسول الله اللهم اغفر‬
‫لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك‪ ،‬أعوذ بالله العظيم‬
‫وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم)‬
‫‪.‬‬
‫ثم يتقدم إلى الحجر السود ليبتدئ الطواف فيستلم‬
‫الحجر بيده اليمنى ويقبله فإن لم يتيسر استلمه بيده‬
‫فإنه يستقبل الحجر ويشير إليه بيده إشارة ول يُقبلها ‪.‬‬
‫والفضل أن ل يزاحم فيؤذي الناس ويتأذى بهم‪.‬‬
‫ويقول عند استلم الحجر (بسم الله والله أكبر‪ ،‬اللهم‬
‫إيمانا ً بك وتصديقا ً بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا ً لسنة‬
‫نبيك محمد )‪.‬‬
‫ثم يأخذ ذات اليمين ويجعل البيت عن يساره ‪ ،‬فإذا‬
‫بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل فإذا لم يتيسر‬
‫فل يزاحم عليه ويقول بينه وبين الحجر السود (ربنا‬
‫آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار‬
‫اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والخرة) ‪.‬‬
‫وكلما مر بالحجر السود كبّر‪ ،‬ويقول في بقية‬
‫‪43‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫جعل‬‫طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن‪ ،‬فإنما ُ‬
‫الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لقامة‬
‫ذكر الله‪ ،‬وفي هذا الطواف أول ما يقدم ينبغي للرجل‬
‫أن يفعل شيئين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬الضطباع من ابتداء الطواف إلى نهايته‪،‬‬
‫وصفة الضطباع أن يجعل وسط ردائه داخل إبطه‬
‫اليمن وطرفيه على كتفه اليسر‪ ،‬فإذا فرغ من‬
‫الطواف أعاد ردائه إلى حالته قبل الطواف‪ ،‬لن‬
‫الضطباع محله الطواف فقط‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الرمل في الشواط الثلثة الولى فقط‬
‫والرمل‪ :‬إسراع المشي مع مقاربة الخطوات‪ ،‬وأما‬
‫الشواط الربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما يمشي‬
‫كعادته ‪.‬‬
‫فإذا أتم الطواف سبعة أشواط تقدم إلى مقام‬
‫إبراهيم فيقرأ {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ثم‬
‫صلى خلفه ركعتين خفيفتين يقرأ في الولى {قل يا‬
‫أيها الكافرون} وفي الثانية {قل هو الله أحد} فإذا‬
‫فرغ من صلة الركعتين رجع إلى الحجر السود‬
‫فاستلمه إن تيسر له ‪.‬‬
‫ثم يخرج إلى المسعى فإذا دنا من الصفا قرأ {إن‬
‫الصفا و المروة من شعائر الله} ثم يرقى على الصفا‬
‫حتى‬
‫يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه فيحمد الله ويدعو‬
‫ما شاء أن يدعو‪ .‬وكان من دعاء النبي هنا‪( :‬ل إله إل‬
‫الله وحده ل شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪44‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫كل شيء قدير‪ .‬ل إله إل الله وحده أنجز وعده ونصر‬
‫عبده وهزم الحزاب وحده) ويكرر ذلك ثلثا ً مرات ويدعو‬
‫بين ذلك ‪.‬‬
‫ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً‪ ،‬فإذا بلغ العلم‬
‫الخضر ركض ركضا ً شديدا ً بقدر ما يستطيع ول يؤذي‬
‫فقد روي عن النبي أنه كان يسعى حتى ترى ركبتاه‬
‫من شدة السعي تدور به إزاره‪ ،‬وفي لفظ وإن مأزره‬
‫ليدور من شدة السعي‪ ،‬فإذ بلغ العلم الخضر الثاني‬
‫مشى كعادته حتى يصل إلى المروة فيرقى عليها‬
‫ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول ما قاله على‬
‫الصفا‪.‬‬
‫ثم ينــــزل من الـــــمروة إلى الصفـــــــــا ماشياً‬
‫فيمشي في موضــــــع مشيه ويسعى في موضع سعيه‬
‫‪.‬‬
‫فإذا وصل إلى الصفا فعل كما فعل أول مرة وهكذا‬
‫المروة حتى يكمل سبعة أشواط ذهابه من الصفا إلى‬
‫المروة شوط ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر‬
‫‪.‬‬
‫ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة‬
‫قرآن ‪.‬‬
‫فإذا أتم سعيه سبعة أشواط حلق رأسه إن كان رجلً‬
‫ن أُنملة ‪.‬‬
‫صر من كل قر ٍ‬
‫ق ّ‬‫وإن كانت امرأة ت ُ َ‬
‫ويجب أن يكون الحلق شامل ً لجميع الرأس‪ .‬وكذلك‬
‫التقصير يعم به جميع جهات الرأس‪.‬‬
‫والحلق أفضل من التقصير إل أن يكون وقت الحج‬
‫قريبا ً بحيث ل يتسع لنبات شعر الرأس فإن الفضل‬
‫‪45‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫التقصير ليبقى الرأس للحلق في الحج ‪.‬‬
‫وبهذه العمال تمت العمرة ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪46‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫فضل الصدقة والنفاق‬
‫حا‪ :‬النفاق إخراج المال الطيب في‬
‫تعريف النفاق اصطل ً‬
‫الطاعات والمباحات ‪.‬‬
‫والنفقة على العيال والهل ‪ :‬مقدرة بالكفاية وتختلف‬
‫باختلف من يجب له النفقة في مقدارها ‪,‬‬
‫وبهذا قال أبو حنيفة ومالك ‪ ,‬وقال القاضي أبو‬
‫يعلى من الحنابلة ‪ :‬هي مقدرة بمقدار ل يختلف في‬
‫القلة والكثرة ‪.‬‬
‫وقال ابن علن ‪ :‬النفقة هي سائر المؤن من كسوة‬
‫ونفقة وسكن على من يعول من زوجة وولد وخادم ‪.‬‬
‫النفاق والقرض الحسن‪:‬‬
‫قال ابن القيم رحمه الله تعالى‪ ...‬في معنى قول‬
‫يةً وَال ّلهُ‬
‫ضعَافا َكثِ َ‬
‫الله تعالى‪(:‬مَنْ ذَا اّلذِي ُيقْ ِرضُ ال ّل َه َقرْضا حَسَنا فَُيضَا ِعفَهُ َلهُ َأ ْ‬
‫صدّر سبحانه الية بألطف أنواع‬
‫ط وَِإلَ ْيهِ ُترْ َجعُونَ (‪ ))245‬البقرة‪َ .‬‬
‫َيقْبِضُ َويَبْسُ ُ‬
‫الخطاب‪ ,‬وهو الستفهام المتضمن معنى الطلب‪ ،‬وهو‬
‫أبلغ في الطلب من صيغة المر‪ .‬والمعنى ‪:‬هل أحد‬
‫يبذل هذا القرض الحسن ‪ ،‬فيجازى عليه أضعافا‬
‫مضاعفة ؟ ‪..................................‬وحيث جاء هذا‬
‫القرض في القرآن قيده بكونه حسناً‪ ,‬وذلك يجمع أموراً‬
‫ثلثة‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬أن يكون من طيب ماله ‪ ,‬ل من رديئة وخبيثة ‪.‬‬
‫ثانيها ‪ :‬أن يخرجه طيبة به نفسه ‪ ,‬ثابتة عند بذله ‪,‬‬
‫ابتغاء مرضاة الله ‪.‬‬
‫ثالثها ‪ :‬أن ل يمن به ول يؤذي ‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫فالول ‪ :‬يتعلق بالمال ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬يتعلق بالمنفق بينه وبين الله ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬بينه وبين الخذ ‪.‬‬
‫آيات في النفاق‪:‬‬
‫ن ( ‪)2‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت َّ ِ‬ ‫ى لِل ْ ُ‬ ‫هد ً‬ ‫ه ُ‬ ‫في ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ب ل َري ْ َ‬ ‫ك الْكِتَا ُ‬ ‫‪(.1‬الم (‪ )1‬ذَل ِ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫قنَا ُ‬ ‫ما َرَز ْ‬ ‫م َّ‬ ‫و ِ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ن بِال ْ َ‬ ‫منُو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن(‪ .))3‬البقرة‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫يُن ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫م يُن ْ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫قنَا ُ‬ ‫ما َرَز ْ‬ ‫م َّ‬ ‫و ِ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪(.2‬ال ّ ِ‬
‫‪.))3‬النفال‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م َّ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ويُن ْ ِ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫موا ال َّ‬ ‫قي ُ‬ ‫منُوا ي ُ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫عبَاِد َ‬ ‫ل لِ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ُ (.3‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫في ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ل بَي ْ ٌ‬ ‫و ٌ‬ ‫ي يَ ْ‬ ‫ن يَأت ِ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫علنِي َ ً‬ ‫و َ‬ ‫سّرا ً َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫قنَا ُ‬ ‫َرَز ْ‬
‫ل(‪ .))31‬إبراهيم‬ ‫خل ٌ‬ ‫ول ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫و َ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ولك ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫هدَا ُ‬ ‫علي ْك ُ‬ ‫س َ‬ ‫‪(.4‬لي ْ َ‬
‫َّ‬ ‫فِلَن ْ ُ‬
‫ه‬
‫ج ِ‬ ‫و ْ‬ ‫غاءَ َ‬ ‫ن إ ِل ابْت ِ َ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ما تُن ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ر َ‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫تُن ْ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫و َّ‬
‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫م ل تُظْل َ ُ‬ ‫وأنْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ف إِلَيْك ُ ْ‬ ‫ر يُ َ‬ ‫خي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ما تُن ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫‪.))272‬البقرة‬

‫ن‬‫م ْ‬‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ما تُن ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫حبُّو َ‬ ‫ما ت ُ ِ‬ ‫م َّ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫حتَّى تُن ْ ِ‬ ‫ن تَنَالُوا الْبَِّر َ‬ ‫‪(.5‬ل َ ْ‬
‫َ‬
‫م (‪ ))92‬ال عمران‬ ‫علِي ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ َّ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫ض َ‬ ‫عْر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫جن َّ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َربِّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫فَر ٍ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عوا إِلَى َ‬ ‫ر ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫و َ‬ ‫‪َ (.6‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن يُن ْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن (‪ )133‬ال ّ ِ‬ ‫قي َ‬ ‫مت َّ ِ‬ ‫ت لِل ْ ُ‬ ‫عدَّ ْ‬ ‫ض أُ ِ‬ ‫واْلْر ُ‬
‫َ‬
‫ت َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ال َّ‬
‫ن‬ ‫وال ْ َ‬ ‫غي ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫والْكَاظِ ِ‬ ‫ضَّرا ِ‬ ‫وال َّ‬ ‫سَّرا ِ‬ ‫في ال َّ‬
‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫في َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ظ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ء َ‬ ‫ء َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ن (‪ .))134‬ال عمران‬ ‫سنِي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫الن ّا ِ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪48‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫دُر‬ ‫ق ِ‬‫وي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫عبَاِد ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شاءُ ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫رْزقَ ل ِ َ‬ ‫ط ال ّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َربِّي يَب ْ ُ‬ ‫ل إ ِ َّ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ُ (.7‬‬
‫ن‬ ‫قي َ‬ ‫ز ِ‬‫خيُْر الَّرا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬‫ه َ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫و يُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قت ُ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ما أَن ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫لَ ُ‬
‫(‪.))39‬سبأ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حب َّ ٍ‬
‫ة‬ ‫ل َ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن يُن ْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫‪َ (.8‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والل ّ ُ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫حب َّ ٍ‬
‫ة‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫سنْبُل َ ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫في ك ُ ِّ‬
‫َّ‬
‫ل ِ‬ ‫سنَاب ِ َ‬ ‫ع َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫أنْبَت َ ْ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫م (‪ )261‬ال ّ ِ‬ ‫علِي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫س ٌ‬ ‫وا ِ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫والل‬ ‫شاءُ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف لِ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ضا ِ‬ ‫يُ َ‬
‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫ما أن ْ َ‬ ‫ه ث ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف ُ‬
‫قوا‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ل يُتْب ِ ُ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ُ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫يُن ْ ِ‬
‫ف َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫و ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫ول َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عنْدَ َرب ِّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫جُر ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ى لَ ُ‬ ‫ول أذ ً‬ ‫منّا ً َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ ))262‬البقرة‬ ‫حَزنُو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ُ‬
‫الحاديث الواردة في "النفاق" ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬

‫‪ ( – 1‬عن عائشة رضي الله عنها – قالت ‪ :‬قال رسول‬


‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا أنفقت المرأة من‬
‫طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ‪,‬‬
‫ولزوجها أجره بما كسب ‪ ,‬وللخازن مثل ذلك ‪ ,‬ل‬
‫ينقص بعضهم أجر بعض شيئا ً " ‪ .‬البخاري ـ الفتح ‪)425( 3‬و‬
‫مسلم (‪)1024‬‬

‫‪ ( – 2‬عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال ‪" :‬‬
‫إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ ,‬وهو على‬
‫المنبر ‪ ,‬وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة ‪" :‬‬
‫اليد العليا خير من اليد السفلى ‪ ,‬واليد العليا‬
‫البخاري ـ الفتح ‪( 3‬‬ ‫المنفقة والسفلى السائلة‪.‬‬
‫‪)1429‬و مسلم (‪ )1033‬واللفظ له‬

‫‪ ( – 3‬عن أبي مسعود البدري – رضي الله عنه – قال ‪:‬‬


‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن‬

‫انظر نضرة النعيم ‪608 / 3‬‬ ‫()‬ ‫‪6‬‬


‫‪49‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها‬
‫كانت له صدقة " ‪.‬‬
‫البخاري ـ الفتح ‪ )4006( 7‬ومسلم (‪ )1002‬واللفظ له‬

‫‪ ( – 4‬عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال ‪ :‬قال‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله قال‬
‫لي ‪ :‬أنفق أنفق عليك " ‪ ,‬وقال رسول الله صلى‬
‫حاءٌ ‪ ,‬ول‬ ‫س َّ‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬يمين الله مليا ‪َ ,‬‬
‫يغيضها شيء الليل والنهار(‪ ,)7‬أرأيتم ما أنفق مذ‬
‫خلق السماء والرض ‪ ,‬فإنه لم يغض ما في يمينه "‬
‫قال ‪ " :‬وعرشه على الماء وبيده الخرى القبض‬
‫يرفع ويخفض " ‪ .‬البخاري ـ الفتح ‪ )7419( 13‬ومسلم (‪ )993‬واللفظ له‬

‫‪ ( – 5‬عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال ‪ :‬قال‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬دينار أنفقته‬
‫في سبيل الله ‪ ,‬ودينار أنفقته في رقبة ‪ ,‬ودينار‬
‫تصدقت به على مسكين ‪ ,‬ودينار أنفقتـه على‬
‫أهـــلك ‪ ,‬أعظمهما أجـــر الـذي أنفقتـه على أهلك"‬
‫مسلم (‪) 995‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ ( – 6‬عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬سبعة يظلهم الله‬
‫تعالى في ظله يوم ل ظل إل ظله ‪ .‬إمام عدل ‪,‬‬
‫وشاب نشأ في عبادة الله ‪ ,‬ورجل قلبه معلق في‬
‫المساجد و ورجلن تحابا في الله اجتمعا عليه‬
‫وتفرقا عليه ‪ ,‬ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال‬
‫) ) سحاء الليل والنهار‪ :‬سحّاء دائمة العطاء‬ ‫‪7‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪50‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫فقال أني أخاف الله ‪ ,‬ورجل تصدق بصدقة ‪,‬‬
‫فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه ‪ ,‬ورجـل‬
‫ذكر الله خاليا ً ففاضت عيناه " ‪.‬‬
‫البخاري ـ الفتح ‪ )1442( 3‬ومسلم (‪)1031‬‬

‫‪ ( – 7‬عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال ‪ :‬قال‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما من يوم‬
‫يصبح العباد فيه إل ملكان ينزلن فيقول أحدهما‬
‫أعط منفقا ًُ خلفا ً ‪ ,‬ويقول الخر ‪ :‬اللهم أعط‬
‫ممسكا ً تلفا ً ‪ .‬البخاري ـ الفتح ‪ )1442( 3‬ومسلم (‪ )1010‬متفق عليه‬

‫‪ ( – 8‬عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال ‪ :‬قال‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أنفق‬
‫زوجين من شيء من الشياء في سبيل الله دعي‬
‫من أبواب – يعني الجنة – يا عبد الله هذا خير فمن‬
‫كان من أهل الصلة دعي من باب الصلة ‪ ,‬ومن‬
‫كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ‪ ,‬ومن‬
‫كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ‪ ,‬ومن‬
‫كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب‬
‫الريان ‪ ,‬فقال أبو بكر ‪ :‬ما على هذا الذي يدعى من‬
‫تلك البواب من ضرورة ؟ وقال ‪ :‬هل يُدعى منها‬
‫كلها أحد يا رسول الله ‪ ,‬قال ‪ " :‬نعم وأرجو أن‬
‫البخاري ـ الفتح ‪)3666( 7‬واللفظ له‬ ‫تكون منهم يا أبا بكر " ‪.‬‬
‫ومسلم (‪)1027‬‬

‫خَريْم ِ بن فاتك – رضي الله عنه – أنه قال ‪:‬‬


‫‪ ( – 9‬عن ُ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أنفق‬
‫نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف "‬
‫النسائي ‪ 49 / 6‬وقال اللباني (‪ )671 / 2‬صحيح وذكره في صحيح الجامع برقم ‪6110‬‬
‫‪51‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫‪ – 10‬عن عائشة – رضي الله عنها – أن رجل ً قال للنبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إن أمي افتلتت(‪ )8‬نفسها‬
‫وأظنها لو تكلمت تصدقت ‪ ,‬فهل لها أجر إن‬
‫تصدقت عنها ؟ قال ‪ " :‬نعم " ‪ .‬البخاري ـ الفتح ‪( 3‬‬
‫‪)1388‬واللفظ له ومسلم (‪)1004‬‬

‫‪ ( – 11‬عن سلمان بن عامر – رضي الله عنه قال ‪ :‬قال‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الصدقة‬
‫على المسكين صدقة ‪ ,‬وعلى ذي الرحم اثنتان ‪:‬‬
‫صدقة وصلة"‪.‬‬
‫النسائي ‪ 92 / 5‬وقال اللباني في صحيح النسائي صحيح (‪ )546 / 2‬حديث ‪ 2420‬وابن ماجه( ‪)1844‬‬

‫‪ ( – 12‬عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال ‪ :‬جاء رجل‬


‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا ً ؟ قال ‪ " :‬أن‬
‫صدَّقَ وأنت صحيح شحيح‪ ,‬تخشى الفقر ‪ ,‬وتأمل‬ ‫تَ َ‬
‫قوم قلت ‪:‬‬ ‫حل ُ‬
‫ل حتى إذا بلغت ال ُ‬
‫الغني ‪ ,‬ول تُـمـه ِ‬
‫لفلن كذا وفلن كذا وقد كان لفلن " ‪ .‬البخاري ـ الفتح ‪( 3‬‬
‫‪)1419‬واللفظ له ومسلم (‪)1032‬‬

‫‪ – 13‬عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال ‪:‬‬


‫خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى‬
‫أو فطر إلى المصلى ‪ ,‬ثم أنصرف فوعظ الناس‬
‫وأمرهم بالصدقة ‪ ,‬فقال ‪ " :‬أيها الناس تصدقوا ‪,‬‬
‫فمر على النساء فقال ‪ :‬يا معشر النساء تصدقن ‪,‬‬
‫فإني رأيتكن أكثر أهل النار " فقلن ‪ :‬وبم ذلك يا‬
‫رسول الله ؟ قال ‪ " :‬تكثرن اللعن ‪ ,‬وتكفرن‬
‫‪8‬‬
‫() افتلتت ‪ :‬أي ماتت فلته أي فجأة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪52‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫العشير(‪ ,)9‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب‬
‫للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء"‪ ,‬ثم‬
‫انصرف فلما صار إلى منزلة جاءت زينب إمرأة ابن‬
‫مسعود تستأذن عليه ‪ ,‬فقيل ‪ :‬يا رسول الله هذه‬
‫زينب فقال ‪ " :‬أي الزيانب ؟ "فقيل ‪ :‬امرأة ابن‬
‫مسعود‪.‬قال ‪ :‬نعم‪.‬ائذنوا لها" فإُذن لها ‪ ,‬قالت ‪ :‬يا‬
‫ت اليوم بالصدقة ‪ ,‬وكان عندي‬ ‫نبي الله إنك أمر َ‬
‫حلي لي فأردت أن أتصدق بها ‪ ,‬فزعم ابن مسعود‬ ‫ُ‬
‫أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم‪ ,‬فقال النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم " صدق ابن مسعود ‪ ,‬زوجك‬
‫وولدك أحق من تصدقت به عليهم " ‪ .‬البخاري ـ الفتح ‪( 3‬‬
‫‪)1462‬واللفظ له ومسلم (‪)1000‬‬

‫‪– 14‬عن أبي موسى الشعري – رضي الله عنه ‪ :‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬على كل‬
‫مسلم صدقة " ‪ ,‬قيل ‪ :‬أرأيت إن لم يجد ؟ قال ‪" :‬‬
‫يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق " ‪ ,‬قال ‪ :‬قيل ‪:‬‬
‫أرأيت إن لم يستطيع ؟ ‪ ,‬قال ‪ " :‬يعين ذا الحاجة‬
‫الملهوف " ‪ .‬قال ‪ :‬قيل له ‪ :‬أرأيــــت إن لم‬
‫يستطع ؟ ‪ ,‬قـــــال ‪ " :‬يأمر بالمعروف أو الخــير"‪,‬‬
‫قال‪ :‬أرأيت إن لم يفعل ؟ ‪ ,‬قال ‪" :‬يمسك عن الشر‬
‫فإنها صدقة " ‪.‬‬
‫البخاري ـ الفتح ‪ )6022( 10‬ومسلم (‪ )1008‬واللفظ له‬

‫‪ ( – 15‬عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال ‪ :‬قال‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬كل سلمي‬
‫من الناس عليه صدقة ‪ ,‬كل يوم تطلع فيه‬
‫‪9‬‬
‫() تكفرن العشير‪ :‬إي يجحدن إحسان أزواجهن‬
‫‪53‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫الشمس" ‪ ,‬قال تعدل بين الثنين صدقة ‪ ,‬وتعين‬
‫الرجل في دابته فتحمله عليها ‪ ,‬أو ترفع له عليها‬
‫متاعه صدقة ‪ ,‬قال ‪ " :‬والكلمة الطيبة صدقة ‪ ,‬وكل‬
‫خطوة تمشيها إلى الصلة صدقة‪,‬وتميط الذى عن‬
‫الطريق صدقة " ‪ .‬البخاري ـ الفتح ‪ )2989( 6‬ومسلم (‪ )1009‬واللفظ له‬

‫‪ – 16‬عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال ‪ :‬قال‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما تصدق أحد‬
‫بصدقة من طيب – ول يقبل الله إل الطيب – إل‬
‫أخذها الرحمن بيمينه ‪ ,‬وإن كانت تمرة ‪ ,‬فتربو في‬
‫كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ‪ ,‬كما‬
‫يُربّي أحدكم فلوه أوفصيله" ‪ .‬البخاري ـ الفتح ‪ )1410( 3‬ومسلم (‬
‫‪ )1014‬واللفظ له‬

‫‪ – 17‬عن ابن عباس – رضي الله عنهما‪ -‬قال ‪ :‬كان‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ‪ ,‬وكان‬
‫أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ‪ ,‬وكان‬
‫جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه‬
‫القرآن ‪ ,‬فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين‬
‫يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " ‪ .‬البخاري ـ‬
‫الفتح ‪ )3220( 6‬واللفظ له ومسلم (‪)2308‬‬

‫من أقوال المفسرين‪:‬‬


‫قال القرطبي – رحمه الله تعالى ‪ " :‬النفقة تعم‬
‫الواجبات والمندوبات ‪ ,‬لكن الممسك عن المندوبات ل‬
‫يستحق دعاء الملك ( اللهم أعط منفقا ً خلفا ً ) إل أن‬
‫يغلب عليه البخل المذموم بحيث ل تطيب نفسه‬
‫بإخراج الحق الذي عليه لو أخرجه ) ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪54‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫قال النووي – رحمه الله تعالى – النفاق الممدوح‬
‫ما كان في الطاعات على العيال ‪ ,‬والضيفان ‪,‬‬
‫والتطوعات " دليل الفالحين (‪)121 / 2‬‬

‫(‪)10‬‬
‫‪:‬‬ ‫فوائد الزكاة والصدقة‬
‫قد فرض الله على المؤمنين ذوي الموال الزكوية زكاة تدفع‬
‫للمحتاجين منهم‪ ،‬وللمصالح العامة النفع كما قال تعالى‪{:‬إنما الصدقات‬
‫للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم‪،‬وفي الرقاب‬
‫والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل‪،‬فريضة من الله والله عليم‬
‫حكيم} ‪.‬‬
‫وفي القرآن آيات كثيرة في المر بإيتاء الزكاة والنفقة مما‬
‫رزق الله والثناء على المنفقين والمتصدقين وذكر ثوابهم‪ ،‬وتواترت‬
‫بذلك كله الحاديث عن النبي وبين ما تجب فيه الزكاة من‬
‫المواشي والحبوب والثمار والنقود والموال المعدة للتجارة ‪،‬‬
‫وذكر أنصابها ومقدار الواجب منها وذكر الوعيد الشديد على‬
‫مانعها‪ ،‬واتفق المسلمون على نقصان إيمان تاركها ودينه وإسلمه‪،‬‬
‫وإنما اختلفوا هل يكفر تاركها أم ل ‪ ،‬وذلك لما في الزكاة والصدقة‬
‫والحسان من الفوائد الضرورية والكمالية والدينية والدنيوية فمنها‬
‫أنها من أعظم شعائر الدين وأكبر براهين اليمان‪ ،‬فإنه قال ‪:‬‬
‫والصدقة برهان‪ ،‬أي على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله إذ سخى‬
‫لله بماله المحبوب للنفوس ‪.‬‬
‫ومنها أنها تزكي وتنمي المعطي والمعطَى والمال الذي‬
‫أخرجت منه‪ ،‬أما تزكيتها للمعطى فإنها تزكي أخلقه وتطهره من‬
‫الشح والبخل والخلق الرذيلة ‪ ،‬وتنمي أخلقه فيتصف بأوصاف‬
‫الكرماء المحسنين الشاكرين فإنها من أعظم الشكر لله‪ ،‬والشكر‬

‫()‬ ‫‪10‬‬
‫من كتاب الرياض الناضرة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫معه المزيد دائماً‪ ،‬وتنمي أيضا ً أجره وثوابه‪ ،‬فإن الزكاة والنفقة‬
‫تضاعف أضعافا ً كثيرة بحسب إيمان صاحبها وإخلصه ونفعها‬
‫ووقوعها موقعها ‪ ،‬وهي تشرح الصدر وتفرح النفس وتدفع عن‬
‫العبد من البليا والسقام شيئا ً كثيراً‪ ،‬فكم جلبت من نعمة دينية‬
‫ودنيوية ‪ ،‬وكم دفعت من نقم ومكاره وأسقام ‪ ،‬وكم خففت اللم‬
‫وكم أزالت من عداوات وجلبت مودة وصداقات‪ ،‬وكم تسببت‬
‫لدعية مستجابة من قلوب صادقات‪ .‬وهي أيضا ً تنمي المال‬
‫المخرج منه‪ ،‬فإنها تقيه الفات وتحل فيه البركة اللهية ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫"ما نقصت صدقة من مال‪ ،‬بل تزيد‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وما أنفقتم من‬
‫شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} وفي الصحيحين عنه أنه‬
‫قال ‪ :‬ما من صباح يوم إل وينـزل ملكان يقول أحدهما ‪ :‬اللهم‬
‫ط ممسكا ً تلفاً‪ ،‬والتجربة‬
‫أعط منفقا ً خلفاً‪ ،‬ويقول الخر ‪ :‬اللهم أع ِ‬
‫تشهد بذلك فل تكاد تجد مؤمنا ً يخرج الزكاة وينفق النفقات في‬
‫محلها إل وقد صب الله عليه الرزق صباً‪ ،‬وأنزل له البركة ويسر له‬
‫أسباب الرزق ‪.‬‬
‫وأما نفعها للمعطَى فإن الله قد أمر بدفعها للمحتاجين من‬
‫الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وللمصالح التي يحتاج‬
‫المسلمون إليها فمتى وضعت في محلها اندفعت الحاجات‬
‫والضرورات واستغنى الفقراء أو خف فقرهم وقامت المصالح‬
‫النافعة العمومية‪ ،‬فأي فائدة أعظم من ذلك وأجل‪ ،‬فلو أن الغنياء‬
‫أخرجوا زكاة أموالهم ووضعت في محلها لقامت المصالح الدينية‬
‫والدنيوية وزالت الضرورات واندفعت شرور الفقراء وكان ذلك‬
‫أعظم حاجز وسد يمنع عبث المفسدين‪ ،‬ولهذا كانت الزكاة من‬
‫أعظم محاسن السلم لما اشتملت عليه من جلب المصالح‬
‫والمنافع ودفع المضار وصلى الله وسلم على نبينا محمد ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪56‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫من فوائد النفاق(‪:)11‬‬
‫‪ – 1‬النفاق من كمال اليمان وحسن السلم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬دليل حسن الظن بالله والثقة به ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أداء شكر نعمة الله – عز وجل – بالمال إذ إن المالك‬
‫على الحقيقة هو الله – عز وجل‪.‬‬
‫‪ – 4‬سبب نيل حب الله – عز وجل – وحب الخلق ‪.‬‬
‫‪ – 5‬تقوية العلقات الجتماعية بين أفراد المة ‪.‬‬
‫‪ – 6‬مواساة الفقراء والمحتاجين وسد حاجة المعوزين ‪.‬‬
‫‪ – 7‬السهام في حل مشكلة الفقر التي أعجزت العالم‬
‫المعاصر‪.‬‬
‫‪ – 8‬إشاعة التراحم والتّوادّ في المجتمع بدل ً من‬
‫الشحناء والبغضاء ‪.‬‬
‫‪ – 9‬تزكية النفس وتطهيرها بإخراج الشح منها ‪.‬‬
‫‪ – 10‬النفاق سبب بركة المال ونمائه ووقاية للنسان‬
‫من المصائب والبليا ‪.‬‬
‫‪ – 11‬النفاق طريق موصل إلى الجنة ‪.‬‬
‫‪ – 12‬النفاق يجعل لصاحبه مكانه اجتماعية مرموقة ‪.‬‬
‫‪ – 13‬النفاق يدعم الروابـط السرية ويقوي الصلت‬
‫بين أفراد المجتمع ‪.‬‬
‫‪ – 14‬النفاق يكفر فتنة الرجل في أهله وجاره ‪.‬‬
‫‪ – 15‬المنفق يستظل بظل الله – عز وجل – يوم ل ظل‬
‫إل ظله‪.‬‬
‫()‬ ‫‪11‬‬
‫انظر نضرة النعيم ‪628 / 3‬‬
‫‪57‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫‪ – 16‬النفاق دليل الطبع السليم والريحية الكريمة‬
‫ومدعاة لنصرة الله عز وجل ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪58‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫رمضانيات نسائية‬
‫(‪)12‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في صلتها‬
‫ة‬
‫حافظي أيتها المسلمة على صلتك في أوقاتها مستوفي ً‬
‫لشروطها وأركانها وواجباتها‪ .‬يقول الله تعالى لمهات المؤمنين ‪:‬‬
‫{وأقمن الصلة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله} [الحزاب‪.]33 :‬‬

‫وهذا أمٌر للمسلمات عموما ً ‪.‬‬


‫فالصلة هي الركن الثاني من أركان السلم‪ ،‬وهي عمود السلم‬
‫وتركها كفٌر يخرج من الملة‪.‬‬
‫فل دين ول إسلم لمن ل صلة له من الّرِجال والنساء ‪.‬‬
‫ي‪ :‬إضاعة لها ‪.‬‬ ‫وتأخير الصلة عن وقتها من غير عذرٍ شرع ّ‬
‫ف أضاعوا الصلة واتبعوا‬ ‫قال الله تعالى ‪{ :‬فخلف من بعدهم خل ٌ‬
‫الشهوات فسوف يلقون غياً* إل من تاب} [مريم‪. ]60، 59 :‬‬
‫وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره عن جمٍع من أئمة‬
‫المفسرين أن معنى إضاعة الصلة إضاعة مواقيتها بأن تُصلى‬
‫سر‬‫ي الذي يلقونه بأنه الخسار‪ .‬وفُ ِّ‬ ‫سر الغ ّ‬ ‫بعدما يخرج وقتها‪ ،‬وف َّ‬
‫بأنه واد ٍ في جهنم ‪.‬‬
‫وللمرأة أحكام في الصلة تختص بها عن الرجل وإيضاحها كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫شرِع َ له في رفع‬ ‫ة؛ لن الذان ُ‬ ‫ن ول إقام ٌ‬ ‫‪1‬ـ ليس على المرأة أذا ٌ‬
‫حان منها ‪.‬‬‫الصوت والمرأة ل يجوز لها رفع صوتها ول يص َّ‬
‫م فيه خلفاً"‪.‬‬‫قال في "المغني" (‪" : )2/68‬ل نعل ُ‬

‫‪12‬‬
‫() تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات ‪ .‬للشيخ ‪ /‬صالح الفوزان ـ نفع الله‬
‫بعلمه ـ ‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫ل المرأة عورة ٌ في الصلة إل وجهها وفي كفَّيها وقدميها‬ ‫‪2‬ـ ك ُّ‬
‫ف‪.‬‬ ‫خل ٌ‬
‫ل غير محرم ٍ لها‪ ،‬فإن كان يراها‬ ‫ج ٌ‬‫وذلك كلّه حيث ل يراها َر ُ‬
‫ل غير محرم ٍ لها وجب عليها سترها كما يجب عليها سترها‬ ‫رج ٌ‬
‫خارج الصلة عن الرجال‪ .‬فلبد في صلتها من تغطية رأسها‬
‫ورقبتها ومن تغطية بقيَّة بدنها حتَّى ظهور قدميها‪.‬‬
‫ض ـ يعني ‪ :‬من بلغت الحيض ـ إل‬ ‫قال ‪" :‬ل يقبل الله صلة حائ ٍ‬
‫بخمارٍ" رواه الخمسة ‪.‬‬
‫والخمار ‪ :‬ما يغط ِّي الرأس والعنق ‪.‬‬
‫وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها سألت النبي أتُصلي المرأة‬
‫في درع وخمارٍ بغير إزار؟قال ‪" :‬إذا كان الدرع سابغا ً يغطي ظُهور‬
‫قدميها" أخرجه أبو داود وصحح الئمة وقفه ‪.‬‬
‫دل الحديثان على أنه لبد في صلتها من تغطية رأسها‬
‫ورقبتها كما أفاده حديث عائشة‪ ،‬ومن تغطية بقيّة بدنها حتَّى ظهور‬
‫م ِ سلمة ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قدميها كما أفاده حديث أ ّ‬
‫ي لجماع أهل العلم على‬ ‫ح كشف وجهها حيث ل يراها أجنب ٌّ‬ ‫ويُبا ُ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (‬
‫َ‬
‫ن المرأة لو صل ّت وحدها كانت مأمورةٌ‬ ‫‪22/113‬ـ ‪ : )114‬فإ َّ‬
‫صلة يجوز لها كشف رأسها في بيتها‪ .‬فأخذ‬ ‫بالختمار وفي غير ال َّ‬
‫ً‬
‫الّزِينة في الصلة حقٌّ لله فليس لحد ٍ أن يطوف بالبيت عريانا ولو‬
‫كان وحده بالليل ول يصل ِّي عريانا ً ولو كان وحده"‪.‬‬
‫ة بعورة النظر ل‬ ‫إلى أن قال ‪" :‬فليست العورة في الصلة مرتبط ً‬
‫طردا ً ول عكساً"انتهى‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪60‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫قال في "المغني" (‪" : )2/328‬وأما سائر بدن المرأة الحرة‬
‫ح صلتها‬ ‫فيجب ستره في الصلة‪ ،‬وإن انكشف منه شيءٌ لم تص َّ‬
‫ي والشافع ُّ‬
‫ي" ‪.‬‬ ‫ك والوزاع ُّ‬ ‫إل أن يكون يسيرا ً ‪ .‬وبهذا قال مال ٌ‬
‫ن المرأة تجمع نفسها في‬ ‫‪3‬ـ ذكر في "المغني" (‪ : )2/258‬أ َّ‬
‫ة أو تسدل‬ ‫سجود بدل ً من التجافي‪ ،‬وتجلس متربِّع ً‬ ‫الُّركوع وال ُّ‬
‫رجليها وتجعلهما في جانب يمينها بدل ً من التورك والفتراش؛ لنه‬
‫أستر لها‪.‬‬
‫وقال النووي في "المجموع" (‪" : )3/455‬قال الشافع ُّ‬
‫ي‬
‫رحمه الله في المختصر‪ :‬ول فرق بين الرجال والنساء في عمل‬
‫ب‬ ‫م بعضها إلى بعض‪ ،‬وأح ّ‬ ‫ض َّ‬
‫ب لها أن ت َ ُ‬ ‫ن المرأة يُستح ُّ‬
‫الصلة إل ّ أ َّ‬
‫ذلك لها في الركوع وفي جميع الصلة" ‪.‬انتهى‪.‬‬
‫ف بين العلماء بين‬ ‫ة بإمامة إحداهن فيها خل ٌ‬ ‫‪4‬ـ صلة النساء جماع ٌ‬
‫مَ‬
‫مانع ومجيز‪ ،‬والكثر على أنه ل مانع من ذلك؛ لن النبي أمر أ ّ‬
‫ححه ابن خزيمة‪.‬‬ ‫ورقة أن تؤم أهل دارها‪ .‬رواه أبو داود وص َّ‬

‫ـ وبعضهم يرى استحباب ذلك لهذا الحديث‪.‬‬


‫ب‪ ،‬وبعضهم يرى أنه مكروهٌ‪،‬‬ ‫مستح ٍّ‬ ‫ـ وبعضهم يرى أنه غير ُ‬
‫ل الَّراج ُ‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وبعضهم يرى جوازه في الن ّفل دون الفرض‪ .‬ولع ّ‬
‫استحبابه‪.‬‬
‫جعُ"المغني" (‪)2/202‬‬ ‫ولمزيد من الفائدة في هذه المسألة يُرا َ‬
‫والمجموع للنووي(‪4/84‬ـ ‪.)85‬‬
‫ل غير محارم‪.‬‬ ‫وتجهر المرأة بالقراءة إذا لم يسمعها رجا ٌ‬
‫ح للنساء الخروج من البيوت للصلة مع الرجال في المساجد‬ ‫‪5‬ـ يُبَا ُ‬
‫م في "صحيحه" عن‬ ‫ن فقد روى مسل ٌ‬ ‫ن في بيوتهن خيٌر له َّ‬ ‫وصلته َّ‬
‫النبي أنه قال ‪" :‬ل تمنعوا إماء الله مساجد الله" ‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫ن خير‬ ‫وقال ‪" :‬ل تمنعوا النساء أن يخُرجن إلى المساجد وبيوته َّ‬
‫لهن"رواه أحمد وأبوداود‬
‫ن من أجل التستُّر‪.‬‬ ‫ن فيها أفضل له َّ‬ ‫فبقاؤهن في البيوت وصلتُه َّ‬
‫‪6‬ـ وإذا خرجت إلى المسجد للصلة فل بُد ّ من مراعاة الداب‬
‫التالية‪:‬‬
‫ـ تكون متسترة ً بالثياب والحجاب الكامل ‪:‬‬
‫قالت عائشة رضي الله عنها ‪" :‬كان النِّساءُ يصل ِّين مع رسول الله‬
‫ن ما يُعرفن من الغلس" متفق‬ ‫ت بمروطه َّ‬ ‫م ينصرفن متلفعا ٍ‬ ‫ث َّ‬
‫عليه ‪.‬‬
‫أن تخرج غير متطيبة ‪:‬‬
‫ت" رواه‬ ‫لقوله ‪" :‬ل تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفل ٍ‬
‫أحمد وأبو داود‪ .‬ومعنى "تفلت" أي غير متطيبات ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫ن معنا العشاء الخير" رواه‬ ‫خورا ً فل تشهد َّ‬ ‫"أيما امرأة أصابت ب ُ ُ‬
‫م وأبوداود والنسائي ‪.‬‬ ‫مسل ٌ‬
‫م من حديث زينب امرأة ابن مسعود ٍ ‪":‬إذا‬ ‫وروى مسل ٌ‬
‫شهدت إحداكن المسجد فل تمس طيباً"‪.‬‬
‫قال المام الشوكاني في "نيل الوطار" (‪ 3/140‬ـ ‪: )141‬‬
‫ن خروج النساء إلى المساجد إنما يجوز إذا لم‬ ‫ل على أ َّ‬ ‫"فيه دلي ٌ‬
‫يصحب ذلك ما فيه فتنة وما هو في تحريك الفتنة نحو البخور‪.‬‬
‫ن الذن للنساء من الرجال إلى‬ ‫وقال‪ :‬وقد حصل من الحاديث أ َّ‬
‫ب أو‬‫ن ما يدعو إلى الفتنة من طي ٍ‬ ‫المساجد إذا لم يكن في خروجه َّ‬
‫ي زينةٍ" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫ي أو أ ِ ّ‬ ‫حل ٍ ّ‬
‫أل َّ تخرج متزينة بالثياب والحلي ‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪62‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ن رسول‬ ‫قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ‪" :‬لو أ َّ‬
‫ن من المسجد كما منعت بنو‬ ‫الله رأى من النساء ما رأينا لمنعه َّ‬
‫إسرائيل نساءها" متفق عليه ‪.‬‬
‫قال المام الشوكاني في "نيل الوطار" ـ نفس المرجع‬
‫السابق ـ على قول عائشة ‪" :‬لو رأى ما رأينا" يعني ‪ :‬من حسن‬
‫زينة والتبرج ‪.‬‬ ‫الملبس والط ِّيب وال ّ ِ‬
‫مرِط والكسيةِ والشملت الغلظ ‪.‬‬ ‫وإنما كان النساء يخرجن من ال ُ‬
‫وقال المام ابن الجوزي رحمه الله في كتاب "أحكام‬
‫النساء" صفحة ‪" :39‬ينبغي للمرأة أن تحذر من الخروج مهما‬
‫س منها‪ .‬فإذا‬ ‫أمكنها أن سلمت في نفسها ما لم يسلم النَّا ُ‬
‫اضطرت على الخروج بإذن زوجها في هيئة رثة وجعلت طريقها‬
‫في المواضع الخالية دون الشوارع والسواق واحترزت من سماع‬
‫صوتها ومشت في جانب الطريق ل في وسطه" انتهى‬

‫قال الُّزهري‪" :‬فنرى ذلك والله أعلم أن ذلك لكي ينفذ من‬
‫ينصرف من النساء" ‪ .‬رواه البخاري‬

‫انظر ‪" :‬الشرح الكبير على المقنع"(‪.)1/422‬‬


‫قال المام الشوكاني في "نيل الوطار" (‪: )2/326‬‬
‫"الحديث فيه أنه يُستحب للمام مراعاة أحوال المأمومين‪،‬‬
‫والحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحظور واجتناب مواقع‬
‫التُّهم وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضل ً عن‬
‫البيوت" انتهى ‪.‬‬
‫قال المام النووي رحمه الله في "المجموع" (‪: )3/455‬‬
‫"ويخالف النسا ُء الرجال في صلة الجماعة في أشياء ‪:‬‬
‫أحدها‪:‬لتتأكد في حقهن كتأكدها في الرجال‪.‬‬
‫ن وسطهن ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬تقف إمامته ُّ‬
‫‪63‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫ن خلف الرجل ل بجنبه بخلف الرجل ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬تقف واحدته َّ‬
‫الرابع ‪ :‬إذا صلين صفوفا ً مع الرجال فآخر صفوفهن أفضل من‬
‫أولها" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫م تحريم الختلط بين الرجال والنساء ‪.‬‬ ‫ومما سبق‪ :‬ي ُ َعل ُ‬
‫‪7‬ـ خروج النساء إلى صلة العيد ‪:‬‬
‫م ِ عطيَة رضي الله عنها قالت ‪" :‬أمرنا رسول الله أن‬ ‫عن أ ّ‬
‫نخرجهن في الفطر والضحى‪ ،‬العواتق والحيض وذوات الخدور‪.‬‬
‫فأما الحيض فيعتزلن الصلة" ‪ ،‬وفي لفظ ‪" :‬المصلى ويشهدن‬
‫الخير ودعوة المسلمين" رواه الجماعة ‪.‬‬
‫قال الشوكاني ‪" :‬والحديث وما في معناه من الحاديث‬
‫قاضية بمشروعية خروج النساء في العيدين إلى المصلى من غير‬
‫ق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض وغيرها ما لم‬ ‫فر ٍ‬
‫ة أو كان لها عذٌر" ‪ .‬انتهى ‪ .‬انظر (‬ ‫تكن معتدة أو كان خروجها فتن ً‬
‫‪. )3/306‬‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (‬
‫ن صلتهن في البيوت أفضل‬ ‫‪6/458‬ـ ‪" :)459‬فقد أخبر المؤمنات أ َّ‬
‫ن بالخروج‬ ‫لهن من شهود الجمعة والجماعة إل العيد فإنه أمره َّ‬
‫فيه‪.‬‬
‫َ‬
‫ب‪:‬‬‫ولعل ّه والله أعلم لسبا ٍ‬
‫أحدها ‪ :‬أنه في السنة مرتين فقُبِل بخلف الجمعة والجماعة ‪.‬‬
‫ن صلتها في‬ ‫ل خلف الجمعة والجماعة فإ َّ‬ ‫الثاني ‪ :‬أنه ليس له بد ٌ‬
‫بيتها الظهر هو جمعتها‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪64‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ه بالحج من‬ ‫ج إلى الصحراء لذكر الله فهو شبي ُ‬ ‫الثالث ‪ :‬أنه خرو ٌ‬
‫بعض الوجوه‪ ،‬ولهذا كان العيد الكبر في موسم الحج موافقة‬
‫للحجيج"‪.‬انتهى‪.‬‬
‫وقيد الشافعية خروج النساء لصلة العيد بغير ذوات الهيئات ‪.‬‬
‫قال المام النووي في "المجموع" (‪" :)5/13‬قال الشافعي‬
‫والصحاب رحمهم الله‪ :‬يستحب للنســـاء غير ذوات الهيئـــات‬
‫حضــور صــلة العيد‪.‬وأما ذوات الهيئـــات فيكره حضورهن" ‪.‬‬
‫ة‬
‫ب بذل ٍ‬ ‫إلى أن قال ‪" :‬وإذا خرجن استُحب خروجهن في ثيا ٍ‬
‫ن‬‫ب أن يتنظفن بالماء‪ .‬ويُكره له ّ‬ ‫ن ويُستح ُّ‬
‫ن ما يشهره َّ‬ ‫ل يلبس َ‬
‫الطيب‪ .‬هذا كله حكم العجائز اللواتي ل يُشتهين ونحوهن‪ ،‬وأما‬
‫الشابة وذات الجمال ومن تشتهى فيُكره لهن الحضور لما في ذلك‬
‫ف حديث أم‬ ‫من خوف الفتنة عليهن وبهن‪ .‬فإن قيل‪ :‬هذا مخال ٌ‬
‫عطية المذكور‪ .‬قلنا ‪ :‬ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله‬
‫عنها قالت ‪" :‬لو أدرك رسول الله ما أحدث النساء لمنعهن كما‬
‫منعت نساء بني إسرائيل" ؛ ولن الفتن وأسباب الشر في هذه‬
‫العصار كثيرةٌ بخلف العصر الول والله أعلم" انتهى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وفي عصرنا أشد ‪.‬‬
‫وقال المام ابن الجوزي في كتاب "أحكام النساء" ص ‪:38‬‬
‫"قلت قد بينا أن خروج النساء مباح‪ .‬لكن إذا خيفت الفتنة بهن‬
‫ن‬‫أومنهن فالمتناع من الخروج أفضل؛ لن نساء الصدر الول ك ُ َّ‬
‫على غير ما نشأ نساء هذا الزمان عليه وكذلك الرجال" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫يعني ‪ :‬كانوا على ورٍع عظيم ‪.‬‬
‫وفي هذه النُقولت تعلمين أيتها الخت المسلمة أن خروجك لصلة‬
‫ح به شرعا ً بشرط اللتزام والحتشام وقصد التقُّرب‬ ‫العيد مسمو ٌ‬
‫إلى الله ومشاركة المسلمين في دعواتهم وإظهار شعائر السلم‬
‫‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫وليس المراد منه عرض الزينة والتعُرض للفتنة فتنبهي لذلك‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫من أحكام النساء في رمضان‬
‫أختي المسلمة ‪..‬‬
‫نظرا ً لكثرة التساؤلت التي ترد على العلماء بشأن أحكام‬
‫الحيض في العبادات رأينا أن نجمع السئلة التي تتكرر دائما ً وكثيراً‬
‫ما تقع دون التوسع وذلك رغبة في الختصار ‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬قد يبدو لمن يتصفح الكتاب لول مرة أن بعض السئلة‬
‫متكررة ولكن بعد التأمل سوف يجد أن هناك زيادة علم في إجابة‬
‫دون الخرى‪ .‬رأينا عدم إغفالها‪ .‬هذا وصلى الله وسلم على نبينا‬
‫محمد وآله وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫س ‪ /1‬إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا‬
‫اليوم؟ ويكون يومها لها أم عليها قضاء ذلك اليوم؟‬
‫ج‪ /‬إذا طهرت المرأة بعد طلوع الفجر فللعلماء في إمساكها ذلك‬
‫اليوم قولن ‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬إنه يلزمها المساك بقية ذلك اليوم ولكنه ل يحسب‬
‫لها بل يجب عليها القضاء وهذا هو المشهور من مذهب المام‬
‫أحمد ـ رحمه الله ـ ‪.‬‬
‫والقول الثاني ‪ :‬إنه ل يلزمها أن تمسك بقية ذلك اليوم لنه يوم ل‬
‫يصح صومها فيه لكونها في أوله حائضة ليست من أهل الصيام‪،‬‬
‫وإذا لم يصح لم يبق للمساك فائدة ‪ ،‬وهذا الزمن زمن غير محترم‬
‫بالنسبة لها لنها مأمورة بفطره في أول النهار‪ ،‬بل محرم عليها‬
‫صومه في أول النهار‪ ،‬والصوم الشرعي كما نعلم جميعا ً هو‬

‫()‬ ‫‪13‬‬
‫من إجابات الشيخ ‪ /‬محمد بن صالح بن عثيمين يرحمه الله تعالى ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪66‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫المساك عن المفطرات تعبدا ً لله ـ عز وجل ـ من طلوع الفجر‬
‫إلى غروب الشمس وهذا القول كما تراه أرجح من القول بلزوم‬
‫المساك وعلى كل القولين يلزمها قضاء هذا اليوم ‪.‬‬
‫س ‪ /2‬هذا السائل يقول ‪ :‬إذا طهرت الحائض واغتسلت بعد صلة‬
‫الفجر وصلت وكملت صوم يومها‪ ،‬فهل يجب عليها قضاؤه ؟‬
‫ج‪ /‬إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ولو بدقيقة واحدة ولكن‬
‫تيقنت الطهر فإنه إذا كان في رمضان فإنه يلزمها الصوم ويكون‬
‫صومها ذلك اليوم صحيحا ً ول يلزمها قضاؤه؛ لنها صامت وهي‬
‫طاهر وإن لم تغتسل إل ّ بعد طلوع الفجر فل حرج كما أن الرجل‬
‫لو كان جنبا ً من جماع أو احتلم وتسحر ولم يغتسل إل ّ بعد طلوع‬
‫الفجر كان صومه صحيحا ً ‪.‬‬
‫وبهذه المناسبة أود أنبه إلى أمر آخر عند النساء إذا أتاها الحيض‬
‫وهي قد صامت ذلك اليوم فإن بعض النساء تظن أن الحيض إذا‬
‫أتاها بعد فطرها قبل أن تصلي العشاء فسد صوم ذلك اليوم‪ ،‬وهذا‬
‫ل أصل له بل إن الحيض إذا أتاها بعد الغروب ولو بلحظة فإن‬
‫صومها تام وصحيح ‪.‬‬
‫س ‪ /3‬هل يجب على النفساء أن تصوم وتصلي إذا طهرت قبل‬
‫الربعين ؟‬
‫ج‪ /‬نعم ‪ ..‬متى طهرت النفساء قبل الربعين فإنه يجب عليها أن‬
‫تصوم إذا كان ذلك في رمضان‪ ،‬ويجب عليها أن تصلي‪ ،‬ويجوز‬
‫لزوجها أن يجامعها‪ ،‬لنها طاهر ليس فيها ما يمنع الصوم‪ ،‬ول ما‬
‫يمنع وجوب الصلة وإباحة الجماع‪.‬‬
‫س ‪ /4‬إذا كانت المرأة عادتها الشهرية ثمانية أيام أو سبعة أيام ثم‬
‫استمرت معها مرة أو مرتين أكثر من ذلك فما الحكم ؟‬
‫ج‪ /‬إذا كانت عادة هذه المرأة ستة أيام أو سبعة ثم طالت هذه‬
‫المدة وصارت ثمانية أو تسعة أو عشرة أو أحد عشر يوماً‪ ،‬فإنها‬
‫‪67‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫تبقى ل تصلي حتى تطهر و ذلك لن النبي لم يحد حدا ً معينا ً في‬
‫الحيض وقد قال الله تعالى ‪{ :‬ويسألونك عن المحيض قل هو‬
‫أذى} فمتى كان هذا الدم باقيا ً فإن المرأة على حالها حتى تطهر‬
‫وتغتسل ثم تصلي فإذا جاءها في الشهر الثاني ناقصا ً عن ذلك‬
‫فإنها تغتسل إذا طهرت وإذا لم يكن على المدة السابقة والمهم‬
‫أن المرأة متى كان الحيض معها موجودا ً فإنها ل تصلي سواء كان‬
‫الحيض موافقا ً للعادة السابقة أو زائدا ً عنها أو ناقصا ً ‪ .‬وإذا طهرت‬
‫تصلي ‪.‬‬
‫س ‪ /5‬المرأة النفساء هل تجلس أربعين يوما ً ل تصلي ول تصوم‬
‫صلّت؟‬ ‫أم أن العبرة بانقطاع الدم عنها‪ ،‬فمتى انقطع تطهرت و َ‬
‫وما هي أقل مدة للطهر ؟‬
‫ج‪ /‬النفساء ليس لها وقت محدود بل متى كان الدم موجود‬
‫ل ولم تصم ولم يجامعها زوجها‪ ،‬وإذا رأت الطهر‬ ‫جلست لم تُص ِّ‬
‫ولو قبل الربعين ولو لم تجلس إل عشرة أيام أو خمسة أيام فإنها‬
‫تصلي وتصوم ويجامعها زوجها ول حرج في ذلك ‪.‬‬
‫والمهم أن النفاس أمر محسوس تتعلق الحكام بوجوده أو عدمه‪،‬‬
‫فمتى كان موجودا ً ثبتت أحكامه ومتى تطهرت منه تخلت من‬
‫أحكامه‪ ،‬لكن لو زاد على الستين يوما ً فإنها تكون مستحاضة‬
‫تجلس ما وافق عادة حيضها فقط ثم تغتسل وتصلي ‪.‬‬
‫س ‪ /6‬إذا نزل من المرأة في نهار رمضان نقط دم بسيط‪،‬‬
‫واستمر معها هذا الدم طوال شهر رمضان وهي تصوم ‪ ..‬فهل‬
‫صومها صحيح ؟‬
‫ج‪ /‬نعم ‪ ..‬صومها صحيح‪ ،‬وأما هذه النقط فليست بشيء لنها من‬
‫العروق‪ ،‬وقد أُثِر عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال‬
‫‪ :‬إن هذه النقط التي تكون كرعاف النف ليست بحيض‪..‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪68‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫هكذا يذكر عنه ـ رضي الله عنه ـ ‪.‬‬
‫س ‪ /7‬إذا طهرت الحائض أو النفساء قبل الفجر ولم تغتسل إلّ‬
‫بعد الفجر هل يصح صومها أم ل ؟‬
‫ج‪ /‬نعم ‪ ..‬يصح صوم المرأة الحائض إذا طهرت قبل الفجر ولم‬
‫تغتسل إل ّ بعد طلوع الفجر‪ ..‬وكذلك النفساء لنها حينئذٍ من أهل‬
‫جنب‬ ‫الصوم‪ ،‬وهي شبيهة بمن عليه جنابة إذا طلع الفجر عليه وهو ُ‬
‫فإن صومه يصح لقوله تعالى ‪{ :‬فالن باشروهن وابتغوا ما كتب‬
‫الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط‬
‫السود من الفجر}‪ .‬فإذا أذن الله تعالى بالجماع إلى أن يتبين‬
‫الفجر لزم من ذلك أن ل يكون الغتسال إل ّ بعد طلوع الفجر‬
‫ولحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ ‪" :‬أن النبي كان يصبح جنباً‬
‫من جماع أهله وهو صائم" ‪ ..‬أي أنه ل يغتسل عن الجنابة إلّ‬
‫بعد طلوع الصبح ‪.‬‬
‫س ‪ /8‬إذا أحست المرأة بالدم ولم يخرج قبل الغروب‪ ،‬أو أحست‬
‫بألم العادة هل يصح صيامها ذلك اليوم أم يجب عليها قضاؤه ؟‬
‫ج‪ /‬إذا أحست المرأة الطاهرة بانتقال الحيض وهي صائمة ولكنه‬
‫لم يخرج إل ّ بعد غروب الشمس‪ ،‬أو أحست بألم الحيض ولكنه لم‬
‫يخرج إل ّ بعد غروب الشمس‪ ،‬فإن صومها ذلك اليوم صحيح وليس‬
‫عليها إعادته إذا كان فرضا ً ول يبطل الثواب به إذا كان نفل ً ‪.‬‬
‫س ‪ /9‬إذا رأت المرأة دما ً ولم تجزم أنه دم حيض فما حكم‬
‫صيامها ذلك اليوم؟‬
‫ج‪ /‬صيامها ذلك اليوم صحيح لن الصل عدم الحيض حتى يتبين لها‬
‫أنه حيض ‪.‬‬
‫س ‪/10‬أحيانا ً ترى المرأة أثرا ً يسيرا ً للدم أو نقطا ً قليلة جداً‬
‫متفرقة على ساعات اليوم‪.‬مرة تراه وقت العادة وهي لم تنـزل‪،‬‬
‫‪69‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫ومرة تراه في غير وقت العادة‪.‬فما حكم صيامها في كلتا‬
‫الحالتين ؟‬
‫ج‪ /‬سبق الجواب على مثل هذا السؤال قريباً‪ ،‬لكن بقي أنه إذا‬
‫كانت هذه النقط في أيام العادة وهي تعتبر من الحيض الذي‬
‫تعرفه فإنه يكون حيضا ً ‪.‬‬
‫س ‪ /11‬الحائض والنفساء هل تأكلن وتشربان في نهار رمضان ؟‬
‫ج‪ /‬نعم تأكلن وتشربان في نهار رمضان لكن الولى أن يكون ذلك‬
‫سرا ً إذا كان عندها أحد من الصبيان في البيت لن ذلك يوجب‬
‫إشكال ً عندهم ‪.‬‬
‫س ‪ /12‬إذا طهرت الحائض أو النفساء وقت العصر هل تلزمها‬
‫صلة الظهر مع العصر أم ل يلزمها سوى العصر فقط؟‬
‫ج‪ /‬القول الراجح في هذه المسألة أنه ل يلزمها إل ّ العصر فقط‪،‬‬
‫لنه ل دليل على وجوب صلة الظهر والصل براءة الذمة‪ ،‬ثم إن‬
‫النبي قال ‪" :‬من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس‬
‫فقد أدرك العصر" ولم يذكر أنه أدرك الظهر‪ ،‬ولو كان الظهر واجباً‬
‫لبينه النبي ‪ ،‬ولن المرأة لو حاضت بعد دخول وقت الظهر لم‬
‫يلزمها إل َّ قضاء صلة الظهر دون صلة العصر مع أن الظهر تجمع‬
‫إلى العصر ول فرق بينها وبين الصورة التي وقع السؤال عنها‪،‬‬
‫وعلى هذا يكون القول الراجح أنه ل يلزمها إل ّ صلة العصر فقط‬
‫لدللة النص والقياس عليها‪ .‬وكذلك الشأن فيما لو طهرت قبل‬
‫خروج وقت العشاء فإنه ل يلزمها إل َّ صلة العشاء ول تلزمها صلة‬
‫المغرب ‪.‬‬
‫س ‪ /13‬بعض النساء اللتي يجهضن ل يخلون من حالتين‪ :‬إما أن‬
‫ُ‬
‫تجهض المرأة قبل تخل ّق الجنين‪ ،‬وإما أن تجهض بعد تخلقه وظهور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪70‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫التخطيط فيه ‪ ..‬فما حكم صيامها ذلك اليوم الذي أجهضت فيه‬
‫وصيام اليام التي ترى فيها الدم ؟‬
‫َ‬
‫خل ّق فإن دمها هذا ليس دم نفاس وعلى‬ ‫ج‪ /‬إذا كان الجنين لم ي ُ َ‬
‫خلّق‬ ‫هذا فإنها تصوم وتصلي وصيامها صحيح‪ ،‬وإذا كان الجنين قد ُ‬
‫فإن الدم دم نفاس ل يحل لها أن تصلي فيه ول أن تصوم‬
‫والقاعدة في هذه المسألة أو الضابط فيها أنه إذا كان الجنين قد‬
‫َ‬
‫خل ّق فليس الدم دم نفاس‪ ،‬وإذا‬ ‫خل ِّق فالدم دم نفاس وإذا لم ي ُ َ‬ ‫ُ‬
‫كان الدم دم نفاس فإنه يحرم عليها ما يحرم على النفساء‪ ،‬وإذا‬
‫كان غير دم النفاس فإنه ل يحرم عليها ذلك ‪.‬‬
‫س ‪ /14‬نزول الدم من الحامل في نهار رمضان هل يؤثر على‬
‫صومها ؟‬
‫ج‪/‬إذا خرج دم الحيض والنثى صائمة فإن صومها يفسد لقول‬
‫النبي ‪" :‬أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"ولهذا نعده من‬
‫المفطرات والنفاس مثله وخروج دم الحيض والنفاس مفسد‬
‫للصوم‪.‬ونزول الدم من الحامل في نهار رمضان إن كان حيضاً‬
‫فإنه كحيض غير الحامل أي ل يؤثر على صومها‪ ،‬وإن لم يكن حيضاً‬
‫فإنه ل يؤثر‪ ،‬والحيض الذي يمكن أن يقع من الحامل هو أن يكون‬
‫حيضا ً مطردا ً لم ينقطع عنها منذ حملت بل كان يأتيها في أوقاتها‬
‫المعتادة فهذا حيض على القول الراجح يثبت له أحكام الحيض‪ ،‬أما‬
‫إذا انقطع الدم عنها صارت بعد ذلك ترى دما ً ليس هو الدم المعتاد‬
‫فإن هذا ل يؤثر على صيامها لنه ليس بحيض‪.‬‬
‫س ‪ /15‬إذا رأت المرأة في زمن عادتها يوما ً دما ً والذي يليه ل‬
‫ترى الدم طيلة النهار‪ .‬فماذا عليها أن تفعل ؟‬
‫ج‪ /‬الظاهر أن هذا الطهر أو اليبوسة التي حصلت لها في أيام‬
‫حيضتها تابع للحيض فل يعتبر طهراً‪ ،‬وعلى هذا فتبقى ممتنعة مما‬
‫تمتنع منه الحائض‪ ،‬وقال بعض أهل العلم من كانت ترى يوما ً دماً‬
‫‪71‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫ويوما ً نقاءً فالدم حيض والنقاء طهر حتى يصل إلى خمسة عشر‬
‫يوما ً فإذا وصلت إلى خمسة عشر يوما ً صار ما بعده دم استحاضة‬
‫وهذا هو المشهور من مذهب المام أحمد بن حنبل رحمه الله‬

‫س ‪ /16‬في اليام الخيرة من الحيض وقبل الطهر ل ترى المرأة‬


‫أثر للدم‪ ،‬هل تصوم ذلك اليوم وهي لم تَر القصة البيضاء أم ماذا‬
‫تصنع ؟‬
‫ج‪ /‬إذا كان من عادتها أل َّ ترى القصة البيضاء كما يوجد في بعض‬
‫النساء فإنها تصوم وإن كان من عادتها أن ترى القصة البيضاء‬
‫فإنها ل تصوم حتى ترى القصة البيضاء ‪.‬‬
‫س ‪ /17‬ما حكم قراءة الحائض والنفساء للقرآن نظرا ً وحفظا ً في‬
‫حالة الضرورة كأن تكون طالبة أو معلمة ؟‬
‫ج‪ /‬ل حرج على المرأة الحائض أو النفساء في قراءة القرآن إذا‬
‫كان لحاجة كالمرأة المعلمة أو الدارسة التي تقرأ وردها في ليل‬
‫أو نهار‪ ،‬وأما القراءة أعني قراءة القرآن لطلب الجر وثواب‬
‫التلوة فالفضل أل ّ تفعل لن كثيرا ً من أهل العلم أو أكثرهم يرون‬
‫أن الحائض ل يحل لها قراءة القرآن ‪.‬‬
‫س ‪ /18‬هل يلزم الحائض تغيير ملبسها بعد طهرها مع العلم أنه‬
‫لم يصبها دم ول نجاسة؟‬
‫ج‪ /‬ل يلزمها ذلك لن الحيض ل ينجس البدن وإنما دم الحيض‬
‫ينجس ما لقاه فقط‪ ،‬ولهذا أمر النبي النساء إذا أصاب ثيابهن‬
‫دم حيض أن يغسلنه ويصلين في ثيابهن ‪.‬‬
‫س ‪ /19‬سائل يسأل امرأة أفطرت في رمضان سبعة أيام وهي‬
‫نفساء‪ ،‬ولم تقض حتى أتاها رمضان الثاني وطافها من رمضان‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪72‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫الثاني سبعة أيام وهي مرضع ولم تقض بحجة مرض عندها‪ .‬فماذا‬
‫عليها وقد أوشك دخول رمضان الثالث أفيدونا أثابكم الله ؟‬
‫ج‪ /‬إذا كانت هذه المرأة كما ذكرت عن نفسها أنها في مرض ول‬
‫تستطيع القضاء فإنها متى استطاعت صامته لنها معذورة حتى‬
‫ولو جاء رمضان الثاني‪ ،‬أما إذا كان ل عذر لها وإنما تتعلل وتتهاون‬
‫فإنه ل يجوز لها أن تؤخر قضاء رمضان إلى رمضان الثاني‪ ،‬قالت‬
‫ي الصوم فما أستطيع‬ ‫عائشة ـ رضي الله عنها ـ ‪" :‬كان يكون عل َّ‬
‫أن أقضيه إل ّ في شعبان" وعلى هذا فعلى المرأة هذه أن تنظر‬
‫في نفسها إذا كان ل عذر لها فهي آثمة وعليها أن تتوب إلى الله‬
‫وأن تبادر بقضاء ما في ذمتها من الصيام‪ ،‬وإن كانت معذورة فل‬
‫حرج عليها ولو تأخرت سنة أو سنتين ‪.‬‬
‫س ‪ /20‬بعض النساء يدخل عليهن رمضان الثاني وهن لم يصمن‬
‫أياما ً من رمضان السابق فما الواجب عليهن ؟‬
‫ج‪ /‬الواجب عليهن التوبة إلى الله من هذا العمل لنه ل يجوز لمن‬
‫عليه قضاء رمضان أن يؤخره إلى رمضان الثاني بل عذر لقول‬
‫ي الصوم من رمضان‬ ‫عائشة ـ رضي الله عنها ـ ‪" :‬كان يكون عل َّ‬
‫فما أستطيع أقضيه إل في شعبان" وهذا يدل على أنه ل يمكن‬
‫تأخيره إلى ما بعد رمضان الثاني‪ ..‬فعليها أن تتوب إلى الله ـ عز‬
‫وجل ـ مما صنعت وأن تقضي اليام التي تركتها بعد رمضان الثاني‬
‫‪.‬‬
‫س ‪ /31‬إذا حاضت المرأة الساعة الواحدة ظهرا ً مثل ً وهي لم‬
‫تصل بعد صلة الظهر هل يلزمها قضاء تلك الصلة بعد الطهر ؟‬
‫ج‪ /‬في هذا خلف بين العلماء فمنهم من قال أنه ل يلزمها أن‬
‫تقضي هذه الصلة لنها لم تفّرط ولم تأثم حيث إنه يجوز لها أن‬
‫تؤخر الصلة إلى آخر وقتها‪ ،‬ومنهم من قال إنه يلزمها القضاء أي‬
‫قضاء تلك الصلة لعموم قوله ‪" :‬من أدرك ركعة من الصلة‬
‫‪73‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫فقد أدرك الصلة" والحتياط لها أن تقضيها لنها صلة واحدة ل‬
‫مشقة في قضائها ‪.‬‬
‫س ‪ /22‬إذا رأت المرأة الحامل دما ً قبل الولدة بيوم أو يومين‬
‫فهل تترك الصوم والصلة من أجله أم ماذا ؟‬
‫ج‪ /‬إذا رأت الحامل الدم قبل الولدة بيوم أو يومين ومعها طلق‬
‫فإنه نفاس تترك من أجله الصلة والصيام وإذا لم يكن معه طلق‬
‫فإنه دم فساد ل عبرة فيه ول يمنعها من صيام ول صلة ‪.‬‬
‫س ‪ /23‬ما رأيك في تناول حبوب منع الدورة الشهرية من أجل‬
‫الصيام مع الناس ؟‬
‫ج‪ /‬أنا أحذِّر من هذا‪ ..‬وذلك لن هذه الحبوب فيها مضرة عظيمة‪،‬‬
‫ثبت عندي ذلك عن طريق الطباء ويقال للمرأة هذا شيء كتبه‬
‫الله على بنات آدم فاقنعي بما كتب الله ـ عز وجل ـ وصومي‬
‫حيث ل مانع وإذا وجد المانع فافطري رضاءً بما قدَّر الله ـ عزوجل‬
‫ـ‬
‫س ‪ /24‬يقول السائل‪ :‬امرأة بعد شهرين من النكاح وبعد أن‬
‫طهرت بدأت تجد بعض النقاط الصغيرة من الدم ‪ .‬فهل تفطر ول‬
‫تصلي ؟ أم ماذا تفعل ؟‬
‫ج‪ /‬مشاكل النساء في الحيض والنكاح بحر ل ساحل له‪ ،‬ومن‬
‫أسبابه استعمال هذه الحبوب المانعة للحمل والمانعة للحيض‪ ،‬وما‬
‫كان الناس يعرفون مثل هذه الشكالت الكثيرة‪ ،‬صحيح أن‬
‫الشكال ما زال موجودا ً منذ بعث الرسول بل منذ وجد النساء‪،‬‬
‫ولكن كثرته على هذا الوجه الذي يقف النسان حيران في حل‬
‫مشاكله أمر يؤسف له‪ ،‬ولكن القاعدة العامة أن المرأة إذا طهرت‬
‫ورأت الطهر المتيقن في الحيض وفي النكاح‪ ،‬وأعني الطهر في‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪74‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫الحيض خروج القصة البيضاء وهو ماء أبيض تعرفه النساء فيما بعد‬
‫الطهر من كدرة أو صفرة أو نقطة أو رطوبة‪ ،‬فهذا كله ليس‬
‫بحيض‪ ،‬فل يمنع من الصلة‪ ،‬ول يمنع من الصيام‪ ،‬ول يمنع من‬
‫جماع الرجل لزوجته‪ ،‬لنه ليس بحيض‪ .‬قالت أم عطية‪" :‬كنا ل نعد‬
‫الصفرة والكدرة شيئاً" [أخرجه البخاري وزاد أبو داود بعد الطهر وسندها صحيح]‬
‫وعلى هذا القول ‪ :‬كل ما حدث بعد الطهر المتيقن من هذه‬
‫الشياء فإنها ل تضر المرأة ول تمنعها من صلتها وصيامها‬
‫ومباشرة زوجها إياها‪ .‬ولكن يجب أن ل تتعجل حتى ترى الطهر‪،‬‬
‫ولهذا كان نساء الصحابة يبعثن إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله‬
‫عنها بالكرسف يعني القطن فيه الدم فتقول لهن ‪ :‬ل تعجلن حتى‬
‫ترين القصة البيضاء ‪.‬‬
‫س ‪ /35‬بعض النساء يستمر معهن الدم وأحيانا ً ينقطع يوما ً أو‬
‫يومين ثم يعود‪ ..‬فما الحكم في هذه الحالة بالنسبة للصوم‬
‫والصلة وسائر العبادات ؟‬
‫ج‪ /‬المعروف عند كثير من أهل العلم أن المرأة إذا كان لها عادة‬
‫وانقضت عادتها فإنها تغتسل وتصلي وتصوم وما تراه بعد يومين أو‬
‫ثلثة ليس بحيض لن أقل الطهر عند هؤلء العلماء ثلثة عشر‬
‫يوماً‪ ،‬وقال بعض أهل العلم إنها متى رأت الدم فهو حيض ومتى‬
‫طهرت منه فهي طاهرة‪ ،‬وإن لم يكن بين الحيضتين ثلثة عشر‬
‫يوما ً ‪.‬‬
‫س ‪ /26‬أيهما أفضل للمرأة أن تصلي في ليالي رمضان في بيتها‬
‫أم في المسجد وخصوصا ً إذا كان فيه مواعظ وتذكير‪ ،‬وما توجيهك‬
‫للنساء اللتي يصلين في المساجد ؟‬
‫ج‪ /‬الفضل أن تصلي في بيتها لعموم قول النبي ‪" :‬وبيوتهن خير‬
‫لهن" ولن خروج النساء ل يسلم من فتنة في كثير من الحيان‬
‫فكون المرأة تبقى في بيتها خير لها من أن تخرج للصلة في‬
‫‪75‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫المسجد والمواعظ والحديث يمكن أن تحصل عليها بواسطة‬
‫الشريط‪ ..‬وتوجيهي للتي يصلين في المسجد أن يخرجن من‬
‫بيوتهن غير متبرجات بزينة ول متطيبات‪.‬‬
‫س ‪ /27‬ما حكم ذوق الطعام في نهار رمضان والمرأة صائمة ؟‬
‫ج‪ /‬حكمه ل بأس به لدعاء الحاجة إليه ولكنها تلفظ ما ذاقته ‪.‬‬
‫س ‪ /28‬امرأة أصيبت في حادثة وكانت في بداية الحمل‬
‫فأسقطت الجنين إثر نزيف حاد فهل يجوز لها أن تفطر أم تواصل‬
‫الصيام وإذا أفطرت فهل عليها إثم ؟‬
‫ج‪ /‬نقول إن الحامل ل تحيض كما قال المام أحمد ‪ ،‬إنما تعرف‬
‫النساء الحمل بانقطاع الحيض والحيض كما قال أهل العلم خلقه‬
‫الله تبارك وتعالى بحكمة غذاء الجنين في بطن أمه‪ ،‬فإذا نشأ‬
‫الحمل انقطع الحيض‪ ،‬لكن بعض النساء قد يستمر بها الحيض‬
‫على عادته كما كان قبل الحمل فهذه يحكم بأن حيضها حيض‬
‫صحيح لنه استمر بها الحيض ولم يتأثر بالحمل فيكون هذا الحيض‬
‫مانعا ً لكل ما يمنعه حيض غير الحامل وموجبا ً لما يوجبه ومسقطاً‬
‫لما يسقطه‪ ،‬والحاصل أن الدم الذي يخرج من الحامل على نوعين‬
‫نوع يحكم بأنه حيض وهو الذي استمر بها كما كان قبل الحمل‬
‫فمعنى ذلك أن الحمل لم يؤثر عليه فيكون حيضا ً والنوع الثاني دم‬
‫طرأ على الحامل طروءا ً إما بسبب حادث أو حمل شيء أو‬
‫سقوط شيء ونحوه فهذه دمها ليس بحيض وإنما هو دم عرق‬
‫وعلى هذا فل يمنعها من الصلة ول من الصوم بل هي في حكم‬
‫الطاهرات ولكن إذا لزم من الحادث أن ينـزل الولد أو الحمل‬
‫الذي في بطنها فإنها على ما قال أهل العلم إن خرج وقد تبين فيه‬
‫خلق إنسان فإن دمها بعد خروجه يعد نفاسا ً تترك فيه الصلة‬
‫والصوم ويتجنبها زوجها حتى تطهر ‪ ..‬وإن خرج الجنين وهو غير‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪76‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫َ‬
‫مخل ّق فإنه ل يعتبر دم نفاس بل هو دم فساد ل يمنعها من الصلة‬
‫ول من الصيام ول من غيرهما ‪.‬‬
‫قال أهل العلم وأقل زمن يتبين فيه التخليق واحد وثمانون يوماً؛‬
‫لن الجنين في بطن أمه كما قال عبد الله بن مسعود ـ ري الله‬
‫عنه ـ ‪ :‬حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق فقال‪" :‬إن‬
‫أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم‬
‫يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك ويؤمر بأربع كلمات‬
‫فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد"‬
‫و ليمكن أن يخلق قبل ذلك والغالب أن التخليق ل يتبين‬
‫قبل تسعين يوما ً كما قال بعض أهل العلم ‪.‬‬
‫س ‪ /29‬أنا امرأة أسقطت في الشهر الثالث منذ عام‪ ،‬ولم أص ّ‬
‫ل‬
‫حتى طهرت وقد قيل لي كان عليك أن تصلي فماذا أفعل وأنا ل‬
‫أعرف عدد اليام بالتحديد ؟‬
‫ج‪ /‬المعروف عند أهل العلم أن المرأة إذا أسقطت لثلثة أشهر‬
‫فإنها ل تصلي لن المرأة إذا أسقطت جنينا ً قد تبين فيه خلق‬
‫إنسان فإن الدم الذي يخرج منها يكون دم نفاس ل تصلي فيه‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬ويمكن أن يتبين خلق الجنين إذا تم له واحد وثمانون‬
‫يوما ً وهذه أقل من ثلثة أشهر فإذا تيقنت أنه سقط الجنين لثلثة‬
‫أشهر فإن الذي أصابها يكون دم فساد ل تترك الصلة من أجله‪،‬‬
‫وهذه السائلة عليها أن تتذكر في نفسها فإذا كان الجنين سقط‬
‫قبل الثمانين يوما ً فإنه تقضي الصلة وإذا كانت ل تدري كم تركت‬
‫صل ِّه‬‫فإنها تقدر وتتحرى‪ ،‬وتقضي على ما يغلب عليه ظنها أنها لم ت ُ َ‬
‫‪.‬‬
‫س ‪ /30‬سائلة تقول ‪ :‬إنها منذ وجب عليها الصيام وهي تصوم‬
‫رمضان ولكنها ل تقضي صيام اليام التي تفطرها بسبب الدورة‬
‫‪77‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫الشهرية ولجهلها بعدد اليام التي أفطرتها فهي تطلب إرشادها‬
‫إلى ما يجب عليها فعله الن ؟‬
‫ج‪ /‬يؤسفنا أن يقع مثل هذا بين نساء المؤمنين فإن هذا الترك‬
‫أعني ترك قضاء ما يجب عليها من الصيام إما أن يكون جهلً‪ ،‬وإما‬
‫أن يكون تهاونا ً ‪ ،‬وكلهما مصيبة؛ لن الجهل دواؤه العلم والسؤال‪،‬‬
‫وأما التهاون فإن دواءه تقوى الله ـ عز وجل ـ ومراقبته والخوف‬
‫من عقابه والمبادرة إلى ما فيه رضاه‪ .‬فعلى هذه المرأة أن تتوب‬
‫إلى الله مما صنعت وأن تستغفر وأن تتحرى اليام التي تركتها‬
‫بقدر استطاعتها فتقضيها وبهذا تبرأ ذمتها ونرجو أن يقبل الله‬
‫توبتها ‪.‬‬
‫س ‪ /31‬تقول السائلة ما الحكم إذا حاضت المرأة بعد دخول وقت‬
‫الصلة؟ وهل يجب عليها أن تقضيها إذا طهرت؟ وكذلك إذا طهرت‬
‫قبل خروج وقت الصلة ؟‬
‫ج‪ /‬أول ً ‪ :‬المرأة إذا حاضت بعد دخول الوقت أي بعد دخول وقت‬
‫الصلة فإنه يجب عليها إذا طهرت أن تقضي تلك الصلة التي‬
‫حاضت في وقتها إذا لم تصلها قبل أن يأتيها الحيض وذلك لقول‬
‫الرسول ‪" :‬من أدرك ركعة من الصلة فقد أدرك الصلة" فإذا‬
‫أدركت المرأة من وقت الصلة مقدار ركعة ثم حاضت قبل أن‬
‫تصلي فإنها إذا طهرت يلزمها القضاء ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬إذا طهرت من الحيض قبل خروج وقت الصلة فإنه يجب‬
‫عليها قضاء تلك الصلة‪،‬فلو طهرت قبل غروب الشمس بمقدار‬
‫ركعة وجبت عليها صلة العصر‪،‬ولو طهرت قبل منتصف الليل لم‬
‫يجب عليها صلة العشاء‪،‬وعليها أن تصلي الفجر إذا جاء وقتها‪،‬قال‬
‫الله ـ سبحانه وتعالى‪{:‬فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلة إن الصلة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪78‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫كانت على المؤمنين كتابا ً موقوتا}أي فرضا ً مؤقتا ً بوقت محدود‬
‫ليجوز للنسان أن يخرج الصلة عن وقتها ولأن يبدأ بهاقبل وقتها‪.‬‬
‫س ‪/32‬دخلت عل َّ‬
‫ي العادة الشهرية أثناء الصلة ماذا أفعل؟وهل أقضي‬
‫الصلة عن مدة الحيض ؟‬
‫ج‪ /‬إذا حدث الحيض بعد دخول وقت الصلة كأن حاضت بعد‬
‫الزوال بنصف ساعة مثلً‪ ،‬فإنها بعد أن تطهر من الحيض تقضي‬
‫هذه الصلة التي دخل وقتها وهي طاهرة لقوله تعالى ‪{ :‬إن‬
‫الصلة كانت على المؤمنين كتابا ً موقوتاً} ‪.‬‬
‫ول تقضي الصلة عن وقت الحيض لقوله في الحديث‬
‫الطويل ‪" :‬أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصل ولم تصم" ‪.‬‬
‫وأجمع أهل العلم أنها ل تقضي الصلة التي فاتتها أثناء مدة الحيض‬
‫أما إذا طهرت ‪ ،‬وكان باقيا ً من الوقت مقدار ركعة فأكثر فإنها‬
‫تصلي ذلك الوقت الذي طهرت فيه لقوله ‪" :‬من أدرك ركعة‬
‫من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر" ‪ .‬فإذا‬
‫طهرت وقت العصر أو قبل طلوع الشمس وكان باقيا ً على غروب‬
‫الشمس أو طلوعها مقدار ركعة‪ ،‬فإنها تصلي العصر ركعة في‬
‫المسألة الولى والفجر في المسألة الثانية ‪.‬‬
‫س ‪ /33‬شخص يقول‪ :‬أفيدكم أن لي والدة تبلغ من العمر خمسة‬
‫وستين عاماً‪ ،‬ولها مدة تسع عشرة سنة وهي لم تأت بأطفال‬
‫والن معها نزيف دم لها مدة ثلث سنوات وهو مرض يبدو أتاها‬
‫في تلكم الفترة‪ ،‬ولنها ستستقبل الصيام كيف تنصحونها لو‬
‫تكرمتم؟ وكيف تتصرف مثلها لو سمحتم ؟‬
‫ج‪ /‬مثل هذه المرأة التي أصابها نزيف الدم حكمها أن تترك الصلة‬
‫والصوم مدة عادتها السابقة قبل هذا الحدث الذي أصابها فإذا كان‬
‫من عادتها أن الحيض يأتيها من أول كل شهر لمدة ستة أيام مثلً‬
‫فإنها تجلس من أول كل شهر مدة ستة أيام ل تصلي ول تصوم‬
‫‪79‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫فإن انقضت اغتسلت وصلت وصامت‪ ،‬وكيفية الصلة لهذه وأمثالها‬
‫أنها تغسل فرجها غسل ً تاما ً وتعصبه وتتوضأ وتفعل ذلك بعد دخول‬
‫وقت صلة الفريضة وكذلك تفعله إذا أرادت أن تتنفل في غير‬
‫أوقات فرائض وفي هذه الحالة ومن أجل المشقة عليها يجوز لها‬
‫أن تجمع الصلة ‪.‬‬
‫س ‪ /34‬ما حكم وجود المرأة في المسجد وهي حائض لستماع‬
‫الحاديث والخطب ؟‬
‫ج‪/‬ليجوز للمرأة الحائض أن تمكث في المسجد الحرام ول غيره من‬
‫المساجد‪،‬ولكن يجوز لها أن تمر بالمسجد وتأخذ الحاجة منه وما أشبه‬
‫مَرة فقالت‪:‬أنها‬
‫خ ْ‬
‫ذلك كما قال النبي لعائشة حين أمرها أن تأتي بال ُ‬
‫في المسجد وهي حائض‪.‬فقال‪":‬إن حضيتك ليست في يدك"فإذا مرت‬
‫الحائض في المسجد وهي آمنة من أن ينـزل دم على المسجد فل حرج‬
‫عليها أما إن كانت تريد أن تدخل وتجلس فهذا ل يجوز والدليل على‬
‫ذلك أن النبي أمر النساء في صلة العيد أن يخرجن إلى مصلى العيد‬
‫العواتق وذوات الخدور والحيَّض إل َّ أنه أمر أن يعتزل الحيَّض المصلى‬
‫فدل ذلك على أن الحائض ليجوز لها أن تمكث في المسجد لستماع‬
‫الخطبة أو استماع الدرس والحاديث‬
‫أحكام تختص بالمرأة في باب الصيام‬
‫ب على كل مسلم ٍ ومسلمةٍ وهو أحد أركان‬ ‫صوم شهر رمضان واج ٌ‬
‫السلم ومبانيه العظام‪ .‬قال الله تعالى ‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا كُتب‬
‫عليكم الصيام} [البقرة‪. ]183 :‬‬
‫ومعنى {كُتب} ‪ :‬فُرِ َ‬
‫ض‪.‬‬
‫ن التَّكليف بظهور إحدى أمارات البلوغ عليها‬ ‫فإذا بلغت الفتاة س َّ‬
‫صوم في حقها ‪.‬‬ ‫ومنها الحيض فإنَّه يبدأ و جوب ال َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪80‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ن التاسعة‪ ،‬وقد تجهل بعض الفتيات أنَّه‬ ‫وقد تحيض وهي في س ِ ّ‬
‫صيام حينذاك فل تصوم ظنا ً منها أنَّها صغيرة ٌ ‪.‬‬ ‫يجب عليها ال ِّ‬
‫ن من أركان‬ ‫صيام وهذا تفري ٌ‬
‫م بترك رك ٍ‬ ‫ط عظي ٌ‬ ‫ول يأمرها أهلها بال ِّ‬
‫السلم ‪.‬‬
‫ومن حصل منها ذلك وجب عليها قضاء الصوم الذي تركته في‬
‫ق‬
‫ة؛ لنه با ٍ‬ ‫حين بداية الحيض بها ولو مضى على ذلك فترةٌ طويل ٌ‬
‫في ذمتها‪.‬‬

‫من يجب عليه رمضان ‪:‬‬


‫إذا دخل شهر رمضان وجب على كل مسلم ٍ ومسلمةٍ بالغين‬
‫صحيحين مقيمين صيامه‪ ،‬ومن كان منهما مريضا ً أو مسافرا ً في‬
‫أثناء الشهر فإنه يفطر ويقضي عدد ما أفطره من أيام أُخر‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪{ :‬فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا ً أو على‬
‫ُ‬
‫سفرٍ فعدة ٌ من أيام ٍ أخر}البقرة‪185:‬‬

‫م ل يستطيع الصيام أو‬ ‫ن من أدركه الشهر وهو كبيٌر هر ٌ‬ ‫كما أ َّ‬


‫ت من الوقات‬ ‫ض مرضا ً مزمنا ً ل يُرجى ارتفاعه عنه في وق ٍ‬ ‫مري ٌ‬
‫ل أو امرأة فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم ٍ مسكينا ً نصف‬ ‫من رج ٍ‬
‫صاع من قوت البلد‪.‬‬
‫ة طعام مسكين}‬ ‫قال الله تعالى ‪{ :‬وعلى الذين يُطيقونه فدي ٌ‬
‫[البقرة‪. ]184 :‬‬
‫قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ‪" :‬هي للكبير الذي ل‬
‫يُرجى برؤه" ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫والمريض الذي ل يُرجى برؤ مرضه في حكم الكبير ول قضاء عليه‬
‫لعدم إمكانه‪ .‬ومعنى {يطيقونه} يتجشمونه ‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫ح لها الفطار في رمضان على أن‬ ‫ص المرأة بأعذار تُبي ُ‬‫وتخت ُّ‬
‫تقضي ما أفطرته بسبب تلك العذار من أيام ٍ أخر ‪.‬وهذه العذار‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الحيض والنفاس ‪:‬‬
‫أيام‬
‫ٍ‬ ‫يحرم على المرأة الصوم أثناءهما ويجب عليها القضاء من‬
‫أخر‪.‬لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪" :‬كناُ‬
‫ة‬
‫مُر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة" وذلك لما سألتها امرأ ٌ‬ ‫نُؤ َ‬
‫فقالت‪ :‬ما بال الحائض تقضي الصوم ول تقضي الصلة‪ .‬بيَّنت‬
‫ص‪.‬‬‫رضي الله عنها أن هذا من المور التوقيفية التي يُتبع فيها الن ُّ‬
‫حكمة ذلك ‪:‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (‪: )25/251‬‬
‫"والدم الذي يخرج بالحيض فيه خروج الدم‪ .‬والحائض يمكنها أن‬
‫تصوم في غير أوقات الدم الذي يخرج بالحيض فيه دمها‪ .‬فكان‬
‫صومها في تلك الحال صوما ً معتدل ً ل يخرج فيه الدم الذي يقوي‬
‫البدن الذي هو مادته‪ .‬وصومها في الحيض يوجب أن يخرج فيه‬
‫دمها الذي هو مادتها ويوجب نقصان بدنها وضعفها وخروج صومها‬
‫ت الحيض" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مَرت أن تصوم في غير أوقا ِ‬ ‫عن العتدال فأ ِ‬
‫‪2‬ـ الحمل والرضاع اللذان يحصل بالصيام فيهما ضرٌر على المرأة‬
‫أو على طفلها أو عليهما معاً‪:‬‬
‫فإنها تُفطر في حال حملها وإرضاعها‪.‬‬
‫ثم إن كان الضرر الذي أفطرت من أجله يحصل على الطفل فقط‬
‫ل يوم ٍ مسكينا ً ‪.‬‬
‫دونها فإنها تقضي ما أفطرته وتطعم ك ُ ّ‬
‫وإن كان الضرر عليها فإنه يكفي منها القضاء‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪82‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫وذلك لدخول الحامل والمرضع في عموم قوله تعالى ‪{ :‬وعلى‬
‫ة طعام مسكين} [البقرة ‪. ]184 :‬‬ ‫الذين يطيقونه فدي ٌ‬
‫قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (‪" : )1/379‬ومما‬
‫يلتحق بهذا المعنى الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو‬
‫على ولديهما" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله ‪" :‬إن كانت الحامل تخاف‬
‫على جنينها فإنها تفطر وتقضي عن كل يوم يوما ً وتطعم عن كل‬
‫يوم مسكينا ً رطل ً من خبزٍ" ‪ .‬انتهى (‪.)25/318‬‬
‫تنبيهات ‪:‬‬
‫م ل يصل أن يكون حيضا ً ـ كما‬ ‫‪1‬ـ المستحاضة‪ :‬وهي التي يأتيها د ٌ‬
‫سبق ـ يجب عليها الصيام ول يجوز لها الفطار من أجل‬
‫الستحاضة‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله لما ذكر إفطار الحائض قال‬
‫م أوقات الزمان وليس لها‬ ‫‪" :‬بخلف الستحاضة فإن الستحاضة تع ُّ‬
‫مُر فيه بالصوم وكان ذلك ل يمكن الحتراز منه كذرع‬ ‫ت تُؤ َ‬
‫وق ٌ‬
‫القيء وخروج الدم بالجراح والدمامل والحتلم ونحو ذلك مما‬
‫ت محدد ٌ يمكن الحتراز منه فلم يجعل هذا منافياً‬ ‫ليس له وق ٌ‬
‫للصوم كدم الحيض"انتهى (‪)25/251‬‬
‫‪2‬ـ يجب على الحائض وعلى الحامل والمرضع إذا أفطرتا قضاء ما‬
‫أفطرنه فيما بين رمضان الذي أفطرن منه ورمضان القادم‪،‬‬
‫والمبادرة أفضل وإذا لم يبق على رمضان القادم إل قدر اليام‬
‫التي أفطرنها فيجب عليهن صيام القضاء حتى ل يدخل عليهم‬
‫م من رمضان الذي قبله ‪.‬‬ ‫ن صيا ٌ‬ ‫رمضان الجديد وعليه َّ‬
‫م من رمضان‬ ‫ن صيا ٌ‬ ‫ن رمضان وعليه َّ‬ ‫فإن لم يفعلن ودخل عليه َّ‬
‫ن مع القضاء‪:‬‬ ‫ن عذٌر في تأخيره وجب عليه َّ‬ ‫الذي قبله وليس له َّ‬
‫ل يومٍ‪ .‬وإن كان لعذرٍ فليس عليه َّ‬
‫ن إل‬ ‫ن عن ك ُ ِّ‬ ‫م مسكي ٍ‬ ‫إطعا ُ‬
‫‪83‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫ض أو‬
‫القضاء‪ ،‬وكذلك من كان عليها قضاءٌ بسبب الفطار لمر ٍ‬
‫ض على التفصيل السابق ‪.‬‬ ‫سفرٍ حكمها كحكم من أطفرت لحي ٍ‬
‫‪3‬ـ ل يجوز للمرأة أن تصوم تطوُّعا ً إذا كان زوجها حاضرا ً إل بإذنه‪.‬‬
‫لما روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه‬
‫أن النبي قال ‪" :‬ل يحل لمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إل‬
‫بإذنه"‪.‬‬
‫وفي بعض الروايات عن أحمد وأبي داود ‪" :‬إل رمضان" ‪.‬‬
‫أما إذا سمح لها زوجها بالصيام تطوعا ً أو لم يكن حاضرا ً عندها أو‬
‫ب لها أن تصوم تطوعاً‪ ،‬خصوصا ً اليام‬ ‫ج فإنها يُستح ُ‬
‫لم يكن لها زو ٌ‬
‫التي يستحب صيامها كيوم الثنين ويوم الخميس وثلثة أيام ٍ من‬
‫كل شهرٍ وستة أيام من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عرفة ويوم‬
‫عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده‪ .‬إل أنه ل ينبغي لها أن تصوم‬
‫تطوعا ً وعليها قضاءٌ من رمضان حتى تصوم القضاء ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬
‫‪4‬ـ إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من رمضان؛ فإنها تمسك‬
‫بقية يومها وتقضيه مع اليام التي أفطرتها بالحيض ‪.‬‬
‫وإمساكها بقية اليوم الذي طهرت فيه يجب عليها احتراما ً للوقت‪.‬‬
‫ا‪.‬هـ من كتاب أحكام تختص بالمؤمنات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪84‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫(‪)14‬‬
‫جدول صائم‬
‫المقصود من الجدول‪ :‬الكيفية المثالية لغتنام المسلم‬
‫يوما ً من رمضان حقا ً كما ينبغي مستغل ً كل ساعة فيه‬
‫بأداء طاعة وعبادة أو نفع متعدي للخرين يتقرب به‬
‫إلى الله تعالى راجيا ً بذلك الجر والثواب ‪.‬‬
‫قال ابن مسعود رضي الله عنه (ما ندمت على شيء‬
‫ندمي على يوم غربت شمسه‪ ،‬نقص فيه أجلي ولم يزدد‬
‫فيه عملي) الوقت في حياة المسلم ‪.‬‬
‫قال المام النخعي رحمه الله يصف يوما ً من رمضان‬
‫‪( :‬صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم‪ ،‬وتسبيحة‬
‫فيه أفضل من ألف تسبيحة‪ ،‬وركعة فيه أفضل من ألف‬
‫ركعة) لطائف المعارف ‪.‬‬
‫فاليوم الواحد من رمضان يعد فرصة سانحة ومجالً‬
‫واسعا ً للتقرب إلى الله بأنواع من الطاعات وتنوع‬
‫العبادات فيكون الجر العظم والثواب أكبر ‪.‬‬
‫فيا أخي المسلم ‪" :‬إن استطعت أل يسبقك أحد إلى‬
‫الله في هذا الشهر فافعل" فاللهم إني أسألك خير ما‬
‫في هذا اليوم من رمضان فتحه ونصره ونوره وبركته‬
‫وهداه‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما ً كثيراً‬
‫‪.‬‬
‫البرنامج المقترح قبل الفجر ‪:‬‬
‫من‬ ‫ـ صلة التهجد ولو ركعتين‪ ،‬قال الله تعالى ‪{:‬أ ّ‬
‫هو قانت آناء الليل ساجدا ً وقائما ً يحذر الخرة ويرجو‬
‫رحمة ربه} ‪.‬‬
‫صلة الوتر إن لم تصلي مع المام في التراويح ‪.‬‬
‫()‬ ‫‪14‬‬
‫كتبه الشيخ ‪ /‬خالد بن عبدالرحمن الدرويش ‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫وقال ‪( :‬من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا‬
‫ركعتين جميعا ً كتبا من الذاكرين الله كثيرا ً والذاكرات)‬
‫رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ‪.‬‬
‫وكان صلة ابن أشيم يصلي الليل كله ‪ ،‬فإذا في الحر‬
‫كان يقول ‪" :‬إلهي ليس مثلي يطلب الجنة‪ ،‬ولكن‬
‫أجرني برحمتك من النار" المتجر الرابح ‪.‬‬
‫السحور مع استشعار نية التعبد لله تعالى وتأدية‬
‫السنة‪ ،‬قال النبي ‪( :‬تسحروا فإن في السحور بركة)‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫الدعاء والستغفار حتى أذان الفجر‪ ،‬قال الله تعالى ‪:‬‬
‫(وبالسحار هم يستغفرون) ‪.‬‬
‫وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال ‪ :‬سمعت‬
‫النبي يقول ‪( :‬طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً‬
‫كثيراً) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫البرنامج المقترح بعد طلوع الفجر ‪:‬‬
‫ـ أداء سنة الفجر بعد إجابة المؤذن‪ ،‬قال (ركعتا‬
‫الفجر خير من الدنيا وما فيها) رواه مسلم ‪.‬‬
‫ـ التكبير لصلة الصبح‪ ،‬قال ‪( :‬ولو يعلمون ما في‬
‫العتمة والصبح لتوهما ولو حبواً) متفق عليه ‪.‬‬
‫ـ النشغال بالدعاء أو الذكر أو قراءة القرآن حتى‬
‫إقامة الصلة‪ ،‬قال (الدعاء ل يرد بين الذان والقامة)‬
‫رواه أحمد والترمذي وأبو داود ‪.‬‬
‫ـ الجلوس في المسجد للذكر ومنه أذكار بداية اليوم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪86‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫إلى طلوع الشمس فقد كان (إذا صلى الفجر تربع‬
‫في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء) رواه مسلم ‪.‬‬
‫ونص الفقهاء على استحباب إحياء هذا الوقت‬
‫بالذكر‪ .‬قال المام النووي رحمه الله (اعلم أن أشرف‬
‫أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلة الصبح) ‪.‬‬
‫الذكار للنووي وهي عادة السلف رضي الله عنهم‬
‫أجمعين ‪.‬‬
‫ـ صلة ركعتين مستشعرا ً ثواب وأجر عمرة وحجة‬
‫تامة‪ ،‬قال ‪( :‬من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر‬
‫الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر‬
‫حجة وعمرة تامة‪ ،‬تامة‪ ،‬تامة) رواه الترمذي‪.‬‬
‫ـ ثم الدعاء بأن يبارك الله في يومك‪ ،‬قال ‪( :‬اللهم‬
‫إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره‬
‫وبركته وهـــداه‪ ،‬وأعــــوذ بك من شـــــر ما فيه‬
‫وشـــــر ما بعده) رواه أبو داود‬
‫ـ استصحاب نية الخير طوال اليوم الرمضاني ‪.‬‬
‫البرنامج المقترح بعد ذلك ‪:‬‬
‫‪1‬ـ النوم مع الحتساب فيه‪ ،‬قال معاذ رضي الله‬
‫عنه(إني احتسب في نومتي كما احتسب في قومتي)‪.‬‬
‫‪2‬ـ الذهاب إلى العمل أو الدراسة‪ ،‬قال النبي ‪(:‬ما‬
‫أكل أحد طعاما ً قط خيرا ً من أن يأكل من عمل يده وأن‬
‫نبي الله داود كان يأكل من عمل يده)رواه البخاري‬
‫وقال ‪( :‬من سلك طريقا ً يلتمس فيه علما ً سهل‬
‫الله له به طريقا ً إلى الجنة)‬
‫رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان‬
‫‪87‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫‪3‬ـ النشغال بذكر الله تعالى طوال اليوم‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫(ليس يتحسر أهل في الجنة إل على ساعة مرت بهم‬
‫ولم يذكروا الله تعالى فيها) رواه الطبراني ‪.‬‬
‫‪4‬ـ صدقة اليوم‪ ،‬مستثمرا ً دعاء الملك (اللهم أعط‬
‫منفقا ً خلفاً) ‪.‬‬
‫البرنامج المقترح بعد الظهر ‪:‬‬
‫ـ إجابة المؤذن وصلة الظهر في وقتها جماعة مع‬
‫التبكير والستعداد لها ‪ :‬قال ابن مسعود رضي الله‬
‫عنه(إن رسول الله علمنا سنن الهدى وأن من سنن‬
‫الهدى الصلة في المسجد الذي يؤذن فيه) رواه مسلم‬
‫‪.‬‬
‫ـ أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة ‪ ،‬قال النبي ‪:‬‬
‫(وإن لبدنك عليك حقاً) ‪.‬‬
‫البرنامج المقترح بعد العصر ‪:‬‬
‫ـ صلة العصر مع الحرص على صلة أربع ركعات‬
‫قبلها‪ ،‬قال النبي (رحم الله امرأ ً صلى قبل العصر‬
‫أربعاً) رواه أبو داود والترمذي ‪.‬‬
‫ـ سماع موعظة المسجد‪ ،‬قال النبي ‪( :‬من غدا إلى‬
‫المسجد ل يريد إل أن يتعلم خيرا ً أو يعلمه كان له كأجر‬
‫حاج تاما ً حجته) رواه الطبراني ‪.‬‬
‫برنامج منوع ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الجلوس في المسجد لذكر الله أو قراءة الجزء‬
‫اليومي للختمة ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الستعداد لتنفيذ مشروع إفطار صائم للجاليات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪88‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫في الحي ‪.‬‬
‫‪3‬ـ المطالعة اليمانية والتربوية في كتب الرقائق‬
‫وفضائل العمال الصالحة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ الهتمام بشؤون المنـزل والعائلة‪.‬‬
‫‪5‬ـ حضور حلقة علم ‪.‬‬
‫‪6‬ـ خدمة عامة ‪.‬‬
‫برنامج قبيل المغرب ‪:‬‬
‫ـ النشغال بالدعاء قبيل الغروب ـ فردي ـ أو مع‬
‫العائلة ‪ ،‬قال النبي ‪( :‬ثلثة ل ترد دعوتهم وذكر منهم‬
‫الصائم حتى يفطر) أخرجه الترمذي ‪.‬‬
‫برنامج بعد غروب الشمس ‪:‬‬
‫ـ أداء صلة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير‬
‫والدعاء بين الذان والقامة حتى تقام الصلة ‪.‬‬
‫ـ الجلوس في المسجد وقول أذكار المساء مع تأدية‬
‫السنة بعد المغرب ـ والفضل عند العودة للمنـزل ‪.‬‬
‫ـ الجتماع مع الهل على مائدة الفطار وإدخال‬
‫السرور على الولد (مع شكر الله تعالى على إتمام‬
‫صيام ذلك اليوم على خير وتقوى) ‪.‬‬
‫ـ الستعداد لصلة العشاء والتراويح بالوضوء‬
‫والتطيب واستشعار خطوات المشي إلى المسجد ‪.‬‬
‫البرنامج المقترح بعد العشاء ‪:‬‬
‫ـ صلة العشاء جماعة في المسجد ‪.‬‬
‫ـ صلة التراويح كاملة مع المام‪ ،‬قال النبي ‪( :‬من‬
‫صلى مع المام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) ‪.‬‬
‫ـ الجلسة العائلية‪ :‬جلسة شاي ـ درس تربوي ـ نزهة‬
‫‪.‬ـ زيارة رحم ‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫البرنامج المنوع في ليالي رمضان ‪:‬‬
‫زيارة (أقارب ـ صديق ـ جار) ممارسة النشاط‬
‫الدعوي الرمضاني ‪.‬‬
‫مطالعة شخصية ـ مذاكرة ثنائية (أحكام ـ آداب ـ‬
‫رقائق) ‪.‬‬
‫درس عائلي ـ حضور مجلس الحي ـ تربية ذاتية ـ‬
‫رياضة بدنية ـ زيارة الجمعيات الخيرية و الدعوية ـ نزهة‬
‫عائلية ـ السمر الرمضاني الهادف ـ الشتراك في‬
‫الدورات التدريبية والمهارات الدارية كالحاسب اللي ـ‬
‫نشاط دعوي للقرباء والرحام وغيرها من النشطة‬
‫الذاتية والجماعية الهادفة ‪.‬‬
‫مع الحرص على الجواء اليمانية واقتناص فرص‬
‫الخير في هذا الشهر الكريم ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪90‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫أذكار تهم الصائمين‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على نبينا محمد‬
‫وآله وصحبه ‪ ..‬وبعد ‪:‬‬
‫فالمسلم يذكر ربه على كل حال وفي كل وقت‬
‫وزمان‪ ،‬والدعية والذكار عبادة لله وحده نحتسب‬
‫أجرها‪ ،‬ونسير على هدي المصطفى في ذكرها‪ ،‬وهناك‬
‫أدعية وأذكار مطلقة‪ ،‬وغيرها مقيد بزمان أو مكان أو‬
‫عدد ‪.‬‬
‫والعمال والذكار في رمضان خاصة تحتاج منا إلى‬
‫مزيد عناية وكثير اهتمام مع النية الصادقة والتباع‬
‫الصحيح والحتساب في كل ما نعمله أو نقوله ‪.‬‬
‫وهذه الكلمات تذكير بما ينبغي لنا الكثار منه في‬
‫هذا الشهر الفضيل والمبارك‪ ،‬فنقول وبالله التوفيق ‪:‬‬
‫عليك أخي الصائم ‪ ،‬أختي الصائمة‪ ،‬بالمحافظة على‬
‫‪:‬‬
‫ـ الذكار عند الستيقاظ من النوم ـ أذكار الصباح ـ‬
‫أذكار دخول الخلء ثم الخروج منه ـ الذكر عند سماع‬
‫المؤذن وبعد الذان ـ الذكر قبل الوضوء وبعده ـ أذكار‬
‫الخروج من المنـزل والدخول إليه ـ أذكار دخول المسجد‬
‫‪ ،‬الخروج منه ـ الدعاء بين الذان والقامة‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫(الدعاء ل يُرد بين الذان والقامة) صحيح الترمذي‬
‫‪. 3/581‬‬
‫أذكار الصلة ‪:‬‬
‫(دعاء الستفتاح في الركعة الولى فقط) وهو سنة‬
‫وله عدة صيغ منها ‪" :‬سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك‬
‫اسمك وتعالى جدك ول إله غيرك" أو يقول "اللهم باعد‬
‫‪91‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب‪.‬‬
‫اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب البيض من‬
‫الدنس‪ ،‬اللهم اغسلني بالماء والثلج والبرد" ‪.‬‬
‫(الستعاذة قبل قراءة الفاتحة) ومن صيغها ‪" :‬أعوذ‬
‫بالله من الشيطان الرجيم" أو "أعوذ بالله السميع‬
‫العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه"‬
‫(في الركعة الولى) ثم يقول ‪" :‬بسم الله الرحمن‬
‫الرحيم" ‪.‬‬
‫(ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة) وهي ركن ل تصح‬
‫الصلة بدونها ـ وإذا كان ل يجيد قراءتها فيقرأ ما تيسر‬
‫من القرآن فإن لم يستطع فإنه يقول "سبحان الله‬
‫والحمد لله ول إله إل الله والله أكبر ول حول ول قوة‬
‫علّم الفاتحة ‪.‬‬‫إل بالله" ويجب عليه ت َ َ‬
‫(يقول في الركوع) "سبحان ربي العظيم" ويسن‬
‫تكرارها ثلثا ً أو يقول ‪" :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪،‬‬
‫سبُوح قدوس رب الملئكة‬ ‫اللهم اغفر لي" أو يقول " ُ‬
‫والروح" ‪.‬‬
‫ً‬
‫(يرفع من الركوع قائل) "سمع الله لمن حمده"‬
‫ويقول بعد أن يستوي قائما ً "ربنا لك الحمد" أو "ربنا‬
‫ولك الحمد" أو "اللهم ربنا لك الحمد" أو "اللهم ربنا‬
‫ولك الحمد" ويسن أن يقول بعدها "ملء السموات‬
‫وملء الرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء‬
‫بعد‪ ،‬أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد‪ ،‬وكلنا لك عبد‪،‬‬
‫اللهم ل مانع لما أعطيت‪ ،‬ول معطي لما منعت‪ ،‬ول‬
‫ينفع ذا الجد منك الجد" ‪( .‬يقول في السجود) "سبحان‬
‫ربي العلى" يكررها ثلثا ً ويسن أن يقول ‪" :‬سبوح‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪92‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫قدوس رب الملئكة والروح" أو يقول "سبحانك اللهم‬
‫ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي" ثم يدعو بما شاء" ‪ .‬مثل‬
‫"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" ‪.‬‬
‫(ويقول بين السجدتين) "رب اغفر لي" ويسن أن‬
‫يقول "رب اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني‬
‫واهدني واجبرني" ‪.‬‬
‫(يقول في التشهد الول) "التحيات لله والصلوات‬
‫الطيبات‪ ،‬السلم عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته‪،‬‬
‫السلم علينا وعلى عباد الله الصالحين‪ ،‬أشهد أل ّ إله إلّ‬
‫الله وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله" ‪.‬‬
‫(ويقول في التشهد الخير) "اللهم صل على محمد‬
‫وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل‬
‫إبراهيم إنك حميد مجيد‪ ،‬وبارك على محمد وعلى آل‬
‫محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد‬
‫مجيد" ‪.‬‬
‫ولنحافظ على الذكار بعد الصلة ‪.‬‬
‫ـ وقراءة القرآن الكريم‪ ،‬كلم الله سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫قال ‪( :‬من قرأ حرفا ً من كتاب الله فله حسنة‪،‬‬
‫ف‬‫والحسنة بعشر أمثالها‪ ،‬ل أقول "آلم" حرف ‪ ،‬بل أل ٌ‬
‫م حرف) رواه الترمذي ‪ 2192‬وقال‬ ‫م حرف ومي ٌ‬‫حرف ول ٌ‬
‫حديث حسن صحيح ‪.‬‬
‫ـ دعاء سجود التلوة (سجد وجهي للذي خلقه‪ ،‬وشق‬
‫سمعه وبصره بحوله وقوته‪ ،‬فتبارك الله أحسن‬
‫الخالقين) صحيح الترمذي ‪. 1/180‬‬
‫(اللهم اكتب لي بها عندك أجراً‪ ،‬وضع عني بها وزراً‪،‬‬
‫واجعلها لي عندك ذخراً‪ ،‬وتقبلها مني كما تقبلتها من‬
‫‪93‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫عبدك داود) حسن صحيح الترمذي ‪. 1/180‬‬
‫ـ الدعاء أثناء الصيام حيث أنه مستجاب قال ‪:‬‬
‫(ثلث ل ترد دعوتهم‪ ،‬الصائم حين يفطر‪ ،‬المام العادل‪،‬‬
‫ودعوة المظلوم) ـ حسن الصحيح المسند من أذكار‬
‫اليوم والليلة ‪.‬‬
‫قول النبي ‪( :‬إني صائم‪ ،‬إني صائم) إذا سابك أحد‬
‫أو خاصمك‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫ـ ول ننسى أذكار المساء ‪.‬‬
‫ـ أما دعاء الصــــائم عنـــد فطــره ‪( :‬ذهب الظمـــأ‬
‫وابتلت العـــروق وثبــت الجر إن شاء الله) ‪ .‬حسن‬
‫صحيح سنن أبي داود ‪. 2/449‬‬
‫ـ دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم ‪( :‬أفطر عندكم‬
‫الصائمون وأكل طعامكم البرار‪ ،‬وتنزلت عليكم‬
‫الملئكة) ‪ .‬رواه أحمد وصححه اللباني صحيح الجامع‬
‫‪. 4/449‬‬
‫ـ دعاء استفتاح صلة الليل ‪( :‬كان يقول إذا قام‬
‫إلى الصلة في جوف الليل‪( :‬اللهم لك الحمدُ أنت نور‬
‫السماوات والرض‪ ،‬ولك الحمد أنت قيَّام السماوات‬
‫والرض ولك الحمد أنت رب السموات والرض ومن‬
‫فيهن أنت الحق‪ ،‬ووعدك الحق‪ ،‬وقولك الحق‪ ،‬ولقاءك‬
‫حق‪ ،‬والجنة حق‪ ،‬والنار حق‪ ،‬والساعة حق‪ ،‬اللهم لك‬
‫ت وبك آمنت‪ ،‬وعليك توكلت‪ ،‬وإليك أنبت‪ ،‬وبك‬ ‫أسلم ُ‬
‫خاصمت‪ ،‬وإليك حاكمـــت‪ ،‬فاغفــــر لي مـا‬
‫ت وأخـــــرت وأســــررت وأعلنـــت‪،‬‬ ‫قـــدمـــــــــ ُ‬
‫أنــــت إلهـي‪ ،‬ل إله إل أنت) متفق عليه ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪94‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫(كان رسول الله يفتتح صلته إذا قام من الليل ‪:‬‬
‫(اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل‪ ،‬فاطر‬
‫السموات والرض‪ ،‬عالم الغيب والشهادة‪ ،‬أنت تحكم‬
‫بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون‪ ،‬اهدني لما اختُلف‬
‫فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط‬
‫مستقيم)‬
‫رواه مسلم ‪. 1/534‬‬

‫دعاء القنوت ‪( :‬اللهم اهدني فيمن هديت‪ ،‬وعافني‬


‫فيمن عافيت‪ ،‬وتولني فيمن توليت‪ ،‬وبارك لي فيما‬
‫أعطيت‪ ،‬وقني شر ما قضيت‪ ،‬فإنك تقضي ول يُقضى‬
‫عليك‪ ،‬إنه ل يذل من واليت‪ ،‬ول يعُّز من عاديت‪ ،‬تباركت‬
‫ربنا وتعاليت ‪ ،‬ل منجا منك إل ّ إليك) صحيح الترمذي ‪. 1/144‬‬

‫(اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك‪ ،‬وأعوذ‬


‫بمعافاتك من عقوبتك‪ ،‬وأعوذ بك منك ل أحصي ثناءً‬
‫عليك أنت كما أثنيت على نفسك) صحيح ابن ماجه‬
‫‪. 1/194‬‬
‫(اللهم إياك نعبد‪ ،‬ولك نصلي ونسجد‪ ،‬وإليك نسعى‬
‫ونحفد‪ ،‬نرجو رحمتك‪ ،‬ونخشى عذابك‪ ،‬إن عذابك‬
‫ملحق‪ ،‬اللهم إنا نستعينك‪ ،‬ونستغفرك‪ ،‬ونثني‬ ‫بالكافرين ُ‬
‫عليك الخير‪ ،‬ول نكفرك‪ ،‬ونؤمن بك ونخضع لك‪ ،‬ونخلع‬
‫من يكفرك) وهذا موقوف على عمر رضي الله عنه‬
‫الرواء ‪2/171‬ـ ‪. 824‬‬
‫و تحب العفو‪،‬‬‫ـ دعاء ليلة القدر ‪( :‬اللهم إنك عف ّ‬
‫فاعف عني) صحيح ابن ماجه ‪.2/328‬‬

‫ـ الذكر بعد السلم من الوتر (سبحان الملك‬


‫القدوس) ـ ثلث مرات متتالية يجهر بها ويمد بها صوته‬
‫ـ ويقول في الثالثة ‪( :‬رب الملئكة والروح) ‪ .‬قيام‬
‫‪95‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫الليل لللباني ‪.‬‬
‫هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه‬
‫وسلم تسليما ً كثيرا ً ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪96‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫(‪)15‬‬
‫توجيهات للصائمين والصائمات‬
‫أخي المسلم ‪:‬‬
‫‪1‬ـ صم رمضان إيمانا ً واحتسابا ً لله تعالى ليغفر لك‬
‫ما مضى من ذنوبك‪.‬‬
‫‪2‬ـ احذر أن تفطر يوما ً من رمضان لغير عذر؛ فإنه‬
‫من كبائر الذنوب‪.‬‬
‫‪3‬ـ قم ليالي رمضان لصلة التراويح والتهجد ـ‬
‫ولسيما ليلة القدر منه ـ إيمانا ً واحتسابا ً ليغفر لك ما‬
‫تقدم من ذنبك ‪.‬‬
‫‪4‬ـ ليكن طعامك وشرابك ولباسك حللً؛ لتقبل‬
‫أعمالك‪ ،‬ويستجاب دعاؤك‪ .‬واحذر أن تصوم عن الحلل‬
‫ثم تفطر على الحرام ‪.‬‬
‫‪5‬ـ فطِّر عندك بعض الصائمين لتنال مثل أجرهم ‪.‬‬
‫‪6‬ـ حافظ على الصلوات الخمــس في أوقاتــها مع‬
‫الجماعة لتنــل ثوابـها ويحفظك الله بها‪.‬‬
‫‪7‬ـ أكثر من الصدقة فإن أفضل الصدقة صدقة في‬
‫رمضان ‪.‬‬
‫‪8‬ـ احذر أن تضيع أوقاتك بدون عمل صالح فإنك‬
‫مسؤول عنها ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت‬
‫فيها ‪.‬‬
‫‪9‬ـ اعتمر في رمضان فإن العمرة في رمضان تعدل‬
‫حجة ‪.‬‬
‫‪10‬ـ استعـــن علـى صيـام النهـــار بالسحــور في‬
‫آخـر جـزء من الليــل مــا لم تخــش طلوع الفجــر ‪.‬‬
‫()‬ ‫‪15‬‬
‫من رسالة الصيام ــ للشيخ عبد الله بن جار الله الجار الله ــ رحمه الله‬
‫ــ‬
‫‪97‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫‪11‬ـ عجل الفطر بعد تحقق غروب الشمس لتنال‬
‫محبة الله لك ‪.‬‬
‫‪12‬ـ اغتسل من الجنابة قبل الفجر لتؤدي العبادة‬
‫بطهارة ونظافة ‪.‬‬
‫‪13‬ـ انتهز فرصة وجودك في رمضان واشغله بخير ما‬
‫أنزل فيه؛ وهو تلوة القرآن الكريم بتدبر وتفكر ليكون‬
‫حجة لك عند ربك وشفيعا ً لك يوم القيامة ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪14‬ـ احفظ لسانــــك عن الكذب واللعـــــن‬
‫والغيبــــــــة والنميمـــــــة فإنها تنقــــص أجر الصيام‬
‫‪.‬‬
‫‪15‬ـ ل يخرجك الصيام عن حدك فتغضب لتفه‬
‫السباب بحجة أنك صائم بل ينبغي أن يكون الصيام‬
‫سببا ً في سكينة نفسك وطمأنينتها ‪.‬‬
‫‪16‬ـ أخرج من صيامك بتقوى الله تعالى ومراقبته‬
‫في السر والعلنية وشكر نعمه‪ ،‬والستقامة على‬
‫طاعته بفعل جميع الوامر وترك جميع النواهي ‪.‬‬
‫‪17‬ـ أكثر من الذكر والستغفار وسؤال الجنة والنجاة‬
‫من النار في رمضان وغيره‪ ،‬ولسيما إذا كنت صائماً‬
‫وعند الفطر وعند السحور‪ ،‬فإنها من أهم أسباب‬
‫المغفرة‪.‬‬
‫‪18‬ـ أكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك وأولدك‬
‫وللمسلمين فقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالجابة ‪.‬‬
‫ة نصوحا ً في جميع‬ ‫‪19‬ـ تب إلى الله تعالى توب ً‬
‫الوقات بترك المعاصي والندم على ما سلف منها‬
‫والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل فإن الله‬
‫يتوب على من تاب‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪98‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫‪20‬ـ صم ستّا ً من شوال‪ ،‬فمن صام رمضان وأتبعه‬
‫ستا ً من شوال فكأنما صام الدهر كله‪.‬‬
‫‪21‬ـ صم يـــــــوم عرفة التاســـع من ذي الحجــة‬
‫لتفوز بتكفير ذنوب السنة الماضية والسنة التية‪.‬‬
‫‪22‬ـ صم يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم مع‬
‫التاسع لتفوز بتكفير ذنوب سنة‪.‬‬
‫‪23‬ـ استمر على اليمان والتقوى والعمل الصالح بعد‬
‫رمضان حتى تموت {واعبُد ربك حتّى يأتيك اليقين} ‪.‬‬
‫‪24‬ـ لتظهر عليك آثار العبادات من صلة وصوم‬
‫وزكاة وحج؛ بالتوبة النصوح وترك العادات المخالفة‬
‫للشرع ‪.‬‬
‫‪25‬ـ أكثر من الصلة والسلم على رسول الله‬
‫صلوات الله وسلمه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه‬
‫إلى يوم الدين ‪.‬‬
‫اللهم اجعلنا وجميع المسلمين ممن صام رمضان‬
‫وقامه إيمانا ً واحتسابا ً فغفر له ما تقدم من ذنبه وما‬
‫تأخر ‪.‬‬
‫اللهم اجعلنا ممن صام الشهر واستكمل الجر‬
‫وأدرك ليلة القدر وفاز بجائزة الرب تبارك وتعالى ‪.‬‬
‫اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ‪.‬‬
‫ربنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميع العليم‪ ،‬يا حي يا قيوم‬
‫يا ذا الجلل والكرام‪.‬‬
‫وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬

‫من آداب العيد‬


‫‪ ..‬ودعنا رمضان ‪ ..‬فمن أودعه خيرا ً وعمل صالحاً‬
‫فليحمد الله ‪ ,‬وليبشر بحسن الثواب ‪ ,‬فإن الله ل يضيع أجر‬
‫‪99‬‬ ‫رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــ‬
‫من أحسن عمل ً ‪ ,‬ومن أودعه عمل ً سيئا ً فليتب إلى ربه توبة‬
‫نصوحا ً فإن الله يتوب علي من تاب ‪.‬‬
‫ومن الداب النبوية والحكام الشرعية في العيد ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪-‬إخراج زكاة الفطر بعد صلة الفجر وقبل صلة العيد‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬التكبير ‪ :‬الله أكبر ‪ ..‬الله أكبر ‪ ..‬ل إله إل الله ‪ ..‬الله‬
‫أكبر ‪ ..‬الله أكبر ‪ ..‬ولله الحمد ‪.‬‬
‫‪-‬الكل قبل الخروج إلى صلة العيد تمرات وترا ً ثلثاً‬
‫أو خمسا ً ‪.‬‬
‫‪-‬أداء الصلة بخشوع وحضور قلب ‪ ,‬وكثرة ذكر ‪.‬‬
‫‪-‬تذكير يومك القيامة والحشر ‪.‬‬
‫‪-‬الستماع للخطبة ‪.‬‬
‫‪-‬العودة من طريق آخر ‪.‬‬
‫‪-‬زيارة الهل والقارب وتهنئتهم بقول ‪ " :‬تقبل الله‬
‫منا ومنكم " ‪.‬‬
‫‪-‬اللهم تقبل منا صيامنا وصلتنا وزكاتنا وسائر‬
‫أعمالنا ‪...‬‬
‫اللهـم أجعلنـا ممـن صـام شهـر رمضان إيمانا ً واحتسـاباً‬
‫وممن قام ليلة القدر إيمانا ً واحتسابا ً ‪ ...‬اللهم تقبل منا إنك‬
‫أنـت السـميع العليـم ‪ ,‬وتـب علينـا إنـك أنـت التواب الرحيـم‬
‫وصـل الله على نبينـا محمـد وعلى آله وصـحبه وسـلم تسـليماً‬
‫كثيرا ً ‪ ,‬ســبحان ربــك رب العزة عمــا يصــفون وســلم على‬
‫المرســــــــــــلين والحمــــــــــــد لله رب العالميــــــــــــن ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪10‬‬
‫ــــــــــــــــــ رمضانيات هدية للصائمين والصائمات‬
‫فهرس‬
‫الصفح‬ ‫العــــــنوان‬ ‫م‬
‫ة‬
‫‪4‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫آيات في الصيام‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫أحاديث في الصيام‬ ‫‪3‬‬
‫‪8‬‬ ‫رمضانيات‬ ‫‪4‬‬
‫‪16‬‬ ‫العتكاف‬ ‫‪5‬‬
‫‪18‬‬ ‫صفة الوضوء والغسل‬ ‫‪6‬‬
‫‪22‬‬ ‫صفة الصلة‬ ‫‪7‬‬
‫‪31‬‬ ‫أحكام الزكاة‬ ‫‪8‬‬
‫‪36‬‬ ‫صفة العمرة‬ ‫‪9‬‬
‫‪40‬‬ ‫فضل الصدقة والنفاق‬ ‫‪10‬‬
‫‪51‬‬ ‫رمضانيات نسائية‬ ‫‪11‬‬
‫‪80‬‬ ‫جدول صائم‬ ‫‪12‬‬
‫‪86‬‬ ‫أذكار تهم الصائمين‬ ‫‪13‬‬
‫‪91‬‬ ‫توجيهات للصائمين والصائمات‬ ‫‪14‬‬
‫‪94‬‬ ‫من آداب العيد‬ ‫‪15‬‬

You might also like