Professional Documents
Culture Documents
لغة
لغة
سؤالا أعاد إل إلاح سؤال واحد ل ياوبن عليه يوما أحد ،لَ ليُعجب أحد بلغت العربية مثلً؟ لَ نبدو رائعي
حي نطوي ألسنتنا بلغة غينا ،نستحق الطراء وعلمات التعجب،
ول يلتفت أحد لطراوة ألسنتنا بالعربية ،أو طلقتها؟ رغم أنا أجل ،وأفصح ،ورسم حروفها فن ليضاهيه فن،
وهي أبلغ من أي لغ ٍة أخرى..
عاقة أنا لعربيت ،وأعترف بذا كثيا ،وربا لذا ل ولن يتدحها أحد..
لكن أقصد حي يطرق سعنا ف أي مكان ،ف شارع ف سوق ف مكان عمل ،صوت لسان عرب فصيح ولسان
إنليزي طلِق ،أيهم "واو" ويذب أكثر؟
أيهم تلتوي العناق بثا عن مصدره ،وتنمو ف عقول الصغار أمنية التحدث مثله؟
اقتبست حديثا قديا عن اللغة ،كان رسالة أشكر من وصلته على حسن إستماعه ،خاصة أن ل أكن أدرك
حينها أن سأفقد يوما القدرة على السرد..
الرسالة تكي كثيا ما أود قوله الن ..طويلة ،فأعتذر لوقتكم مقدما..
ف تركيا ..اللغة التركية ليست لغة حديثة أو مستحدثة كما كنت أعتقد بضحالة معلومات عن الشعوب ،لغة
استوطنت هذه البقعة من الرض مع التراك حي ارتلوا من تركستان إل حواف أوروبا ف زمنٍ ماضي..
الهم ،لغتهم كانت تُكتب بروفٍ عربية ،كغيها من لغات أوروبا الشرقية (داغستان مثلً ،الت أظن معظم
العرب ل يسمعوا با ،ول تكن لتتأصل معرفتنا با لول رواية رسول حزاتوف)..
ف تركيا الن اللغة تُكتب بروف لتينية لسباب سياسية وثورية ليست قدية جدا ،يكنك أن تشعر بعاناة
ب جدا،
أولئك السطحيي حي حولوها إل اللتينية بإختراع عدد من النقاط وطرق متلفة لنطق الروف ،فصع ٌ
أن تنقل لغة كانت تستخدم حروف العربية الت تمل أصواتا عدة بسب التشكيل ،إل حروف ساكنة،
سطُه..
جامدة ،تُعقِد النطق أكثر من أن تُب ِ
قبل أكثر من عشرين سنة كانت زيارة أهلي لتركيا ،حيث عانوا كثيا ف التفاهم مع شعب ليعرف عدا لغته،
وليكتب لوحات الحلت إل بلغته ،ولينطق بالنليزية إل القليل ،وبالتأكيد ولالعربية الت كانت ماولت
الطغاة أن يحوها من على وجه هذه الرض..
الن بعد أكثر من عشرين سنة ،عشرين سنة انتقلت فيها بلدي مع النترنت والفلم إل جدات ي َط ِعمُون
أحاديثهم بالنليزية كما الحفاد ،عشرين سنة وتركيا مازلت تعيش مع لغتها ولغتها فقط ،عدد الناطقي ببعض
كلمات النليزية زاد لغزو السواح لأكثر ،فربا يكون الباعة وسائقي التاكسي يتحدثون كلمات إنليزية أكثر
من تلك الت ينطقها طلب الامعات..
الشيء الوحيد الذي أُضيف خلل عشرين سنة للوحات الحلت ،أساء الاركات التجارية الجنبية والعالية،
فقط.
بل حت الصيدلية ،تلك الت يستحيل أن تُعلّق لوحتها ف الرياض دون أن تتوي الكلمة بالنليزية جنبا إل
العربية ،هنا تعلق اللوحات بسمى الصيدلية بالتركية ،اكزاخانه ،إل من لوحة أو لوحتي شهدت عين أن كُتب
عليها بالنليزية أيضا.
َل تُهمن لوحات الصيدليات؟ لن هذا يعن أن البلد لتُعن بتاتا بالقادمي إليها ،رغم حرصهم على تنشيط
السياحة ،إل أنم ليكترثون بتاتا لب سيخرج ف منتصف الليل يبحث عن دواء لطفله ،ليكتشف أنه ليعلم
كيف يصل إل الصيدلية!
بل حت ف الفنادق ،موطن السياحة ،ليتحدث كل الوظفي بالنليزية ،بل قد يكون الفندق كله لينطق
النليزية بي موظفيه إل واحد أو اثني ،يكونون "فزعة" السواح كلما ضاق عليهم الشرح بالشارة
والكلمات التقاطعة.
لست من مارب تعلم اللغات ،ول من مارب النليزية بتاتا ،بل أعترف أن قضيت عمرا حت تعلمتها ،لكن
ماأراه من مستقبل العربية ف أوطاننا ليُرضي أبدا ..أبدا.
حدث مرة هنا ،أن تدثت لوظف بملة واحدة بالنليزية أسأله عن أمر ،على سعٍ من عجوز أوروب بالوار،
ل يتمكن الوروب من كبت تفاجئه وامتدح إنليزيت ،وأنا أعلم أن انبهاره لنه تفاجأ أن تت هذه الكمية من
القمشة الت ليفهم لَ ألتف با بسمى حجاب ،يرج صوت ينطق لغة غي لغته بطلقة ،رددت عليه بأنا لغت
الثانية ،وأن لأتدث سواها وعربيت.حينها ،تنيت لو أستطيع أن أُعيد الزمن وأنطق النليزية بلسانٍ معوج،
لنه ليستقيم إل بعربيت الميلة.
لغتنا جيلة وال ،غنية لبعد ما يتصور العال ،لكن َل ل ينبهر با أحد؟ سؤال تعبت وأنا أتداوله يوميا وإجابات
تتبئ عن ،لنا كلها تصب اللوم علينا ،أبناء اللغة العاقي القصرين..
لأدعو لقومية كـ قومية بعض البلد ،تعتز بالعربية وتسخر با بنصوص أدبية تسب العتقد ،ولأدعو لن
نكون كـ تركيا ،نعزل أنفسنا ف قارة نلق لنا ،ولنتحدث بلغة غينا وكأن اللسان لو ترك بغيها سينبذها..
ليس هذا الولء للغة ،وليصح أن يكون هكذا..
سعت مرة عن سويسرية ،أنا ف طفولتها تعلمت لغتهم الصلية ،لغة غبية كما ستها ،لنا منطوقة فقط،
لتُكتب! وبعد أن يعلمونم هذه اللغة الغبية ،يعلمونم لغة ألانية ، High Germanث يعلمونم لغة
أخرى نسيتها ،ث يتعلمون النليزية!
تيل أن ترص على تعليم أبنائك لغة منطوقة فقط؟! مافائدتا سوى أنا لسان مألوف ينتمي لرضك؟
ذكرن المر باللهجات الختلفة عند العرب ،وكيف يرصون عليها كأنا تُمثّل إنتمائهم ،لكن ليس لدرجة أن
تُدرّس هذه اللهجات!
لكنهم ف سويسرا حي آمنوا بأهية لغة منطوقة فقط ،آمنوا بأن ليرموا أبنائهم ثقافةً ولعلما ،وعلموهم
ثلث لغات أخرى ،كي ليفوتم من العال شيء!
ل أكن يوما منادية بأهية الرص على العربية ،ببساطة كنت أحسها دعوة قومية أتفف منها ..خاصة ف ظل
ضياع الوية ف متمعاتنا عن هويتنا الصلية ،السلم ،كنت أشعر أن النعة العربية قد تبدأ من اللغة ،ول أكن
أعلم أنا ستضمحل حت تبدأ تتفي اللغة ،والوية مازالت ضائعة..
أعرف أمهات يرصون على تعليم النليزية لولدهم منذ الكلمات الول ،تيل أن قلوبم تفّز حي يهمهم
طفلهم بـ I love uعِ َوضَا عن "أحبك"! ويسعدهم جدا أن يُتم أبنهم مادثة ميدة بالنليزية مع سائق
اليان فيبهرهم ،وليبهرهم أبدا بل ويجلهم أن يتحدث أبنهم بالفصحى ف مكا ٍن عام!
ليتعلم أبنائنا لغات العال كلها ليست فقط النليزية لكن بإتزان ،وهدف وإتقان!
أما أن يلوكوا الكلمات فل تفهم أعربيةٌ هي أم أجنبية ،فقط كي يبدون أكثر تدنا وتضرا ،أمرٌ مؤ ٌل جدا،
جدا..
أعرف أمهات يوبون أبنائهم بالنليزية ،وأبنائهم ل يتعدوا حدود أوطانم العربية أبداَ ..ل أربط اللغة بالم؟
لن اللغة تربية ،أن ترب يعن أن تاور وتشرح وتتكلم وتسمع وترسخ مبادئ وقيم لا أساء وشروحات ف
رأس طفلك ،لَ يكون الشرح أعجمي والدم عرب؟
لو أن التحدث بلغة ما ،سيصبغ اللود ويغي العراق ،لا عارضته أبدا ،ولـ كان متعا جدا أن يغي الرء جلده
ف جدا ،والياة ماكانت لنتخبط ،بل لنعيش لقيمة وغاية برسالة خالدة فعلً
ت وآخر ،لكن المر متل ٌ
بي وق ٍ
لنا إسلمية وليست فقط عربية..
كنت أخاف لو نا العتزاز بالعربية أن يعل ف نفوسنا أننا خيٌ من مسلمٍ صين أو أوزبكستان ليعرف من
العربية إل الفاتة ،ويكون أساس تفاضل ..لكن كنت جاهلة جدا ،أن أحدا ل يلتفت الن للتفاضل بالعربية،
وإنا الناس مشغولون بقبلياتم وأنسابم وأصلهم التراب! أنا لأفهم كيف يظن أحد أن النتماء إنتماءٌ قبلي أو
عرقي ،وماهذا إل إنتماء السد إل التراب ،ف حي أننا لنريد أن نعيش كأجساد ،السد أداة لروحٍ سامية
شريعتها السلم ،ومن فضل ال علينا أن هذه الروح الت نلك ،تنطق بالعربية!
ربا كانت سطوة العال الغرب علينا ،حت بدا اللسان النليزي قريبا ومألوفا ،وباتت النليزية مربوطة ف
أذهاننا بالعلم القوي ،والفلم الدهشة ،والكتب الت تتحدث ف كل شيء بل استثناء ،والراجع اللنائية ف
أي مبحث نريد ..سطوة أخذتن زمنا ولزلت أعيش ف ظلها حيث أن لمفر ف مال من أن تكتب وتتكلم
وتناقش وتنشر أباثك بالنليزية ..ولأنكر أبدا أن من الصعب ف دوامة كهذه أن أحافظ على نقاء عربيت،
لكن هذا ليعن أن يُؤثر ذلك على تذرها فّ ،كإنتماءٍ روحيّ وعقلن..
ربا يكون هنا جل ماأريد أن أقوله بكل هذه الثرثرة ،أن أمتنا باجة لن يذكرها بأن لغتنا جيلة جدا ،غنية جدا،
كافية جدا جدا.
ف بادرة مذهلة من مدرسة بالنطقة الشرقية ،أن التدريس ف الفصول البتدائية يكون بالفصحى ،الشرح
النقاش السئلة التفاعل كل شيء بالفصحى فقط ،لكل الواد ،بل حت الستئذان لشرب كوب من الاء يب
ب ل طالب ف الصف الول إبتدائي ،وأؤكد لك رغم أنه من عشاق سبايدر مان
أن يكون بالفصحى ..قري ٌ
وسبيس تون النليزية وكل جديد لوالت ديزن ،إل أنه يب جدا أسلوب مدرسته ،هو وزملئه ،وتقلّد سريعا
لقب بطل الفصحى الذي يتنافسون عليه ..التأثي على الطفال سهل جدا ،لكن يب أن يُمارس بذكاء ،وف
مدرسته أتقنوا ذلك بتفوق ..ومع هذا ،يدرسون النليزية ،ويُمنع تاما أن يتحدث أحد بالعربية ف حصة اللغة
النليزية ،بستوى ومناهج متازة جدا ،لكن حي تكون حصة واحدة ف خضم يوم كامل بالفصحى -ليس
بالعامية -لن يكون للنليزية تأثي قوي ،تأثي يؤثر على النتماء والعتزاز..
هنا ف تركيا دهشت عندما فتحت التلفاز ،لجد CNNناطقة بالتركية ،وعدد من القنوات مدبلجة بكامل
برامها إل التركية منها ،National geographic, Discovery :قنوات غنية جدا ،وأكثر
ماأستطاع العرب فعله تاهها ،ترجة فقية على حافة الشاشة ،إما أن يتمكن التفرج من متابعتها مع تشتيت
ذهنه بينها وبي الصوت السموع إن كان ليفهمه ،فإما أن يُجاهد متفرجا أو يُغي القناة لحدى القنوات
العربية الغنية بكل شيء عدا الفائدة..
ل كي
صعب أن ندعو الناس إل العربية ونن لنلك موارد ثقافية تنطق با ،ولنلك جهات حريصة فع ً
يعودوا..
الن ف جامعاتنا صار قسم اللغة العربية قسم الورقة الضعف ،أي أن أصحاب العدلت العالية جدا لتكون
العربية على رأس إهتماماتم ،رغم إنا حسب تقييمي الذي أحسبه للمرة الول صائبا ،هي اللغة الغن ف
العال ،والحق بأن تُدرس وتُدرّس ،وأن يتكلم با العال أجع..
لست من أولئك الذين يتوقعون أنم سيغيون العال بإختراق حُلم وإن كنت أخبئه ف وسادت ،لكن أحسب
التغيي يبدأ بطوة ،وبقناعة ويقي.
أن يعود الناس إل العربية يعن أن ينساب القرآن هدوئا إل أرواحهم وهم يعون مايقول ..أن يتخللهم حديث
الرسول صلى ال عليه وسلم قريبا لذهانم قبل أساعهم..
ابنةٌ عاقة أنا للعربية وأعترف – تشهد علي أخطائي الملئية واللغوية ف هذه الرسالة ،-وقد نسيت جلّ
ماتعلمته من جالا ..لكن موقنة أن عودتا إل طرقاتنا ،أحاديثنا ،علومنا ،يعن الكثي من الضارة ،والكثي من
الرتقاء.
جي ٌل جديدٌ ينشئ الن بيننا ف البلد الليجية تديدا ،جيل يلبس كـ الخرين ،يتحدث كـ الخرين،
وأخاف جدا أن يؤمن وييا كـ الخرين..
لكن ليق ل أن ألومهم حي تكون الرواية الحبوكة مترجة من فكرٍ مريض ،والفيلم الدهش الؤثر مسافرٌ إلينا
بقائب من شت المراض الفكرية والخلقية ،والفصحى حكرٌ لسلسلت تاريية مريضة هي الخرى
ومشغولة كل الشغل بتشويه التاريخ..
أعلم أن أستطرد كثيا ،لكن هي اللغة ،هي كل شيء ،هي حضارة الشعب وإنتمائه ومستقبله ،وهي إعلمه
ورسالته للخرين ..وحي تكون هذه اللغة هي العربية ،ينطق با عربٌ مسلمون ،يكون النتماء أكثر من مرد
قضية لسان متوارث وعِرق.
مرج:
كتبته :أوان.