You are on page 1of 14

‫بسم اللـه الرحمن الرحيم‬

‫يوم الحساب‬

‫إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من‬
‫يهده اللـه فل مضل له ومن يضلل فل هادى له ‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل اللـه وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪.‬‬
‫{ يَاأَّيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اّتقُوا اللـه حَقّ ُتقَاِتهِ وَل تَمُوتُ ّن إِل وَأَْنتُمْ ُمسْ ِلمُونَ } ‪ [ .‬آل عمران ‪-‬‬
‫‪. ] 102‬‬
‫{ يَاأَّيهَا النّاسُ اّتقُوا َربّكُمُ الّذِي خَ َل َقكُمْ مِنْ َنفْسٍ وَاحِدَةٍ َوخَلَقَ مِ ْنهَا زَ ْو َجهَا وَبَثّ مِ ْن ُهمَا ِرجَال‬
‫َكثِيًا وَنِسَاءً وَاّتقُوا اللـه الّذِي تَسَا َءلُونَ ِبهِ وَالَ ْرحَا َم ِإ ّن اللـه كَانَ عَ َل ْيكُمْ َرقِيبًا } ‪ [ .‬النساء ‪-‬‬
‫‪.]1‬‬
‫{ يَاأَّيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اّتقُوا اللـه وَقُولُـوا قَوْل سَدِيدًا (‪ )70‬يُصْ ِلحْ لَكُـ ْم أَ ْعمَـاَلكُمْ‬
‫وََي ْغفِــرْ َلكُـمْ ُذنُوَبكُـمْ َومَـنْ يُطِـعِ اللـه وَرَسُولَـهُ َفقَــدْ فَـا َز فَوْزًا عَظِيمًا } ‪.‬‬
‫[ الحزاب ‪. ] 71 ، 70-‬‬
‫أما بعـــد ‪...‬‬
‫فإن أصدق الديث كلم اللـه ‪ ،‬وخي الدى هدى ممد وشر المور مدثاتا ‪ ،‬وكل‬
‫مدثــة بدعة وكل بدعــة ضللة وكل ضللة ف النار ث أما بعد ‪..‬‬
‫أحبت ف اللـه ‪..‬‬
‫هذا هو لقاءنا الثالث عشر من لقاءات هذه السلسة الكرية الباركة وكنا قد توقفنا ف اللقاء الاضى‬
‫مع هذا الشهد الهيب الكري حي يأتى اللك الق جل جلله إل أرض الحشر إتيانا يليق بكماله‬
‫وجلله مصداقا لقوله سبحانه { هَلْ يَ ْنظُرُونَ إِل أَنْ يَ ْأتَِيهُمُ ال ّلهُ فِي ُظلَلٍ مِ َن اْلغَمَامِ وَالْمَلِئ َكةُ َوقُضِيَ‬
‫[ البقرة ‪. ] 210 :‬‬ ‫ا َل ْم ُر وَإِلَى ال ّلهِ ُت ْرجَعُ الُْأمُورُ }‬
‫وهنا يبدأ الساب للعباد ‪ ،‬وهذا هو لقاءنا اليوم مع حضراتكم ف هذا اليوم الكري البارك وحت ل‬
‫ينسحب بساط الوقت من بي أيدينا سريعا فسوف ينتظم حديثنا ف العناصر التالية ‪-:‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)118‬‬

‫‪ :‬ل ظلم اليوم ‪.‬‬ ‫أول ً‬


‫ثانيا ً ‪ :‬العرض على اللـه وأخذ الكتب ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا‬
‫فأعيون القلوب والساع ‪ .‬واللـه أسال أن يسترنا فوق الرض وتت الرض ويوم العرض إنه‬
‫حليم كري رحيم ‪.‬‬
‫أول ً ‪ :‬ل ظلــم اليـــــوم‬

‫أيها الحباب الكرام ‪ :‬واللـه لو عذب اللـه أهل سواته وأهل أرضه لعذبم وهو غي ظال لم ‪،‬‬
‫فهم عبيده ف ملكه ‪ ،‬فالالك يتصرف ف ملكه كيف يشاء ‪ ،‬ولكنه برحته سبحانه وتعال وكرمه‬
‫وحنانه ولطفه بعبيده قد حرم الظلم على نفسه وجعله بي العباد مرما ‪.‬‬
‫قال تعال ‪ { :‬إِنّ ال ّلهَ ل يَ ْظلِمُ مِ ْثقَالَ ذَ ّرةٍ } [ النساء ‪. ] 40 :‬‬
‫وقال جل وعل ‪َ { :‬ومَا َربّكَ بِظَلمٍ ِل ْلعَبِيدِ } [ فصلت ‪. ] 46 :‬‬
‫وقال تعال { َومَا ال ّلهُ ُيرِيدُ ُظلْمًا لِ ْل ِعبَادِ } [ غافر ‪. ] 31 :‬‬
‫وقال أيضا ف الديث القدسى الذى رواه مسلم من حديث أب ذر عن البيب النب عن رب‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫))‬ ‫العزة قال تعال ‪ (( :‬ياعبادى إن َح ّرمْتُ الظلمَ على نفسى وجعلته بينكم مرما فل تظالوا‬
‫فاللـه جل وعل عدل ‪ ،‬لطيف ‪ ،‬حليم ‪ ،‬كري ل يظلم أحدا من خلقه ‪ ،‬ول يظلم أحدا من‬
‫عباده ‪ ،‬ولذا فإن اللـه جل وعل ياسب العباد يوم القيامة وفقا للقواعد التالية ‪- :‬‬
‫القاعدة الول ‪ :‬العدل التام الـذى ل يشوبــه أى ظلـم ‪.‬‬
‫سطَ ِليَوْمِ اْلقِيَا َم ِة فَل تُ ْظلَ ُم َنفْسٌ شَ ْيئًا وَِإنْ كَانَ مِ ْثقَالَ‬
‫قــال تعـال ‪ { :‬وَنَضَعُ الْ َموَازِينَ اْلقِ ْ‬
‫حَبّةٍ مِ ْن َخ ْر َدلٍ َأتَ ْينَا ِبهَا وَ َكفَى ِبنَا حَا ِسِبيَ } [ النبياء ‪. ] 47 :‬‬
‫اعلم أنك لن تعرض على مكمة كمحاكم الدنيا ففى ماكم الدنيا قد ييد الصومُ التزويرَ‬
‫والتحريفَ ولكن اعلم بأن الذى سيتول ماكمتك يوم القيامة هو اللـه الذى قال ‪َ { :‬ي ْعلَمُ خَاِئَنةَ‬
‫شيْءٍ إِنّ ال ّلهَ‬
‫خفِي الصّدُورُ(‪)19‬وَال ّلهُ َيقْضِي بِاْلحَقّ وَالّذِينَ يَدْعُونَ ِمنْ دُوِنهِ ل َيقْضُونَ بِ َ‬
‫الَ ْعُينِ َومَا ُت ْ‬
‫[ غافر ‪. ] 20 - 19 :‬‬ ‫هُوَ السّمِيعُ الَْبصِيُ }‬
‫ش ْرنَاهُمْ فَلَمْ ُنغَادِرْ مِ ْنهُمْ أَحَدًا(‬
‫سّيرُ اْلجِبَالَ وََترَى الَرْضَ بَارِزَةً وَ َح َ‬
‫وقال جل وعل ‪ { :‬وَيَوْمَ نُ َ‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم رقم (‪ )2577‬فى البر والصلة ‪ ،‬باب تحريم الظلم ‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )2497‬فى صفة القيامة ‪.‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " يوم الحس اب"‬ ‫(‪)119‬‬

‫جعَلَ َلكُمْ مَوْعِدًا(‬


‫صفّا َلقَدْ جِ ْئُتمُونَا كَمَا خَ َل ْقنَاكُمْ أَوّلَ مَ ّرةٍ بَلْ زَ َعمْتُمْ أَلّنْ َن ْ‬
‫‪)47‬وَ ُعرِضُوا َعلَى َربّكَ َ‬
‫ش ِف ِقيَ مِمّا فِيهِ وََيقُولُونَ يَاوَيْ َلَتنَا مَالِ هَذَا الْ ِكتَابِ ل ُيغَادِرُ‬
‫ج ِر ِميَ مُ ْ‬
‫‪)48‬وَوُضِعَ الْ ِكتَابُ َفتَرَى الْ ُم ْ‬
‫[ الكهف ‪47 :‬‬ ‫ضرًا وَل َيظْلِمُ َربّكَ أَحَدًا }‬
‫يةً إِل أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَا ِ‬
‫يةً وَل َكبِ َ‬
‫صغِ َ‬
‫َ‬
‫‪. ] 49 -‬‬
‫قال تعال ‪ { :‬فَ َمنْ َيعْمَلْ مِ ْثقَالَ ذَ ّرةٍ خَ ْيرًا َي َرهُ(‪َ )7‬ومَنْ َيعْمَلْ مِ ْثقَالَ َذ ّرةٍ َشرّا َي َرهُ }‬
‫[ الزلزلة ‪. ] 8 - 7 :‬‬
‫فالقصود أن عمل ابن آدم كله مفوظ ومسطور ف كتاب عند اللـه جل وعل ليضل رب ول‬
‫ينسى واعلم علم اليقي أن ما نسيه النسان ل ينساه الرحن ‪.‬‬
‫واذكر ذنوبك وابكهـــا يا مذنب‬ ‫دع عنك ماقد فات فى زمن الصّبَا‬
‫بـــل أثبتـــاه وأنت لهٍ تلعبُ‬ ‫لــم ينس الملكان حين نسيتــه‬
‫ستَـــ ُردّهَا بالرغم منك و ُتسْلَـبُ‬
‫َ‬ ‫والروح منك وديعــة أودعتهـا‬
‫دارُ حقيقتها متاعُ يذهـــــبُ‬ ‫سعَـى لها‬
‫وغرورُ دنياكَ التـى َت ْ‬
‫حسَــبُ‬
‫أنفاسنَا فيهمـــا ُتعَدّ َوُت ْ‬ ‫ل فاعلم والنهـارُ كلهمـــا‬
‫اللي ُ‬
‫قال تعال ‪ { :‬إِنّ اللّ َه ل يَظْلِمُ ِم ْثقَالَ ذَ ّرةٍ } ‪.‬‬

‫القاعدة الثانية ‪ :‬أن ل َتزِرُ وزارة وِزْ َر أخرى‬


‫خرِجُ َلهُ يَوْمَ اْلقِيَا َمةِ ِكتَابًا يَ ْلقَاهُ َم ْنشُورًا(‬
‫قال تعال ‪ { :‬وَكُ ّل ِإنْسَا ٍن َأْل َز ْمنَاهُ طَاِئ َرهُ فِي عُُن ِقهِ وَنُ ْ‬
‫سهِ َومَنْ ضَلّ فَإِنّمَا‬
‫‪)13‬ا ْق َرأْ ِكتَابَكَ َكفَى ِبَنفْسِكَ الَْيوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(‪َ )14‬منِ اهْتَدَى فَِإنّمَا َيهْتَدِي لَِنفْ ِ‬
‫يَضِلّ َعلَيْهَا وَل َتزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ ُأ ْخرَى َومَا ُكنّا ُمعَ ّذبِيَ حَتّى َن ْب َعثَ َرسُول }‬
‫[ السراء ‪.] 15 - 13 :‬‬
‫صحُفِ مُوسَى(‪َ )36‬وإِْبرَاهِيمَ الّذِي َوفّى(‪)37‬أَل َتزِ ُر وَازِ َرةٌ وِزْرَ‬
‫وقال تعال ‪ { :‬أَ ْم لَمْ ُينَبّأْ بِمَا فِي ُ‬
‫جزَا َء الَ ْوفَى }‬
‫جزَا ُه الْ َ‬
‫لنْسَانِ إِل مَا َسعَى(‪َ )39‬وأَنّ َسعَْي ُه سَوْفَ ُيرَى(‪)40‬ثُمّ يُ ْ‬
‫أُ ْخرَى(‪َ )38‬وأَنْ لَيْسَ ل ِ‬
‫[ النجم‪.]41- 36 :‬‬
‫فل تتحمل نفس ذنب نفس أخرى ‪ ،‬بل سيمر الولد يوم القيامة على والده فيقول له والده ‪ :‬أى بن‬
‫أنا أبوك ! اعطن حسنةً من حسناتك فلقد كنت لك ِنعْمَ الب فيقول البن لبيه‪ :‬نفسى ! ويقول البن‬
‫لمه‪ :‬نفسى ‪.‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)120‬‬

‫وكيف ل ؟!! وقد قال كل نب من النبياء نفسى ‪ ،‬نفسى ‪ ،‬نفسى‪ .‬إل البيب الحبوب ممد ‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة ‪ :‬إعذار اللـه للقه‬

‫إن اللـه سبحانه يعلم عمل العباد من لدن آدم إل آخر رجل قامت عليه القيامة ‪ ،‬ومع ذلك من‬
‫عظيم عدله وفضله وكرمه ‪ ،‬أن يعرض على العباد أعمالم يوم القيامة حت ل يكون لحد عذر بي يديه‬
‫‪.‬‬
‫قال تعال ‪ { :‬يَوْمَ تَجِدُ ُك ّل َنفْسٍ مَا َعمِ َلتْ مِنْ خَ ْيرٍ مُحْضَرًا َومَا عَمِلَتْ ِمنْ سُوءٍ تَ َودّ لَوْ أَنّ َبيَْنهَا‬
‫[ آل عمران ‪. ] 30 :‬‬ ‫سهُ وَال ّلهُ رَءُوفٌ بِاْلعِبَادِ } ‪.‬‬
‫وََبيَْنهُ َأمَدًا َبعِيدًا وَُيحَذّرُكُمُ اللّ ُه َن ْف َ‬
‫ض َرتْ } [ التكوير ‪. ] 14 :‬‬ ‫وقال سبحانه ‪َ { :‬ع ِلمَتْ َنفْسٌ مَا أَحْ َ‬
‫وقال سبحانه { َعلِ َمتْ َنفْسٌ مَا قَ ّدمَتْ وَأَخّرَتْ } [ النفطار ‪. ] 5 :‬‬
‫القاعدة الرابعة ‪ :‬إقامة الشهود على العباد يوم القيامة‬

‫وإن أعظم شهيد على العباد يوم القيامة هو اللك الذى يعلم السر وأخفى وعلم ماكان وما هو كائن‬
‫وما سيكون ‪.‬‬
‫قال تعال ‪ { :‬إِنّ ال ّلهَ كَانَ َعلَى كُلّ شَيْءٍ َشهِيدًا} [ النساء ‪] 33:‬‬
‫ث تأتى الرسل وتشهد على جيع المم ث تأتى أمة البيب لتشهد على جيع المم ‪ ،‬يشهد كل‬
‫رسول على أمته وتأتى أمة الحبوب لتشهد على جيع المم ث يأتى خي الولي والخرين ليشهد‬
‫على الميع ‪.‬‬
‫اللـه أكب!! اللـه أكب !!‬
‫قال تعال ‪ { :‬وَكَ َذلِكَ َجعَ ْلنَاكُمْ ُأ ّمةً َوسَطًا ِلَتكُونُوا ُشهَدَاءَ َعلَى النّاسِ وََيكُو َن ال ّرسُولُ َعلَ ْيكُمْ‬
‫[ البقرة ‪. ] 143 :‬‬ ‫َشهِيدًا }‬
‫شهِي ٍد وَ ِجئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلءِ َشهِيدًا‬
‫وقال اللك لبيبه الصطفى ‪ { :‬فَ َكيْفَ ِإذَا جِئْنَا ِمنْ ُك ّل ُأ ّمةٍ بِ َ‬
‫[ النساء ‪. ] 41 :‬‬ ‫}‬
‫وف صحيح البخارى من حديث أب سعيد الدرى أن البيب النب قال ‪ (( :‬يُدْعَى نوحُ يوم‬
‫ت قومك ؟!!‬
‫القيامة فيقال له ‪ :‬يا نوح ‪ ،‬فيقول نوح ‪ :‬لبيك وسعديك ‪ .‬فيقول اللـه ‪ :‬هل بَ ّل ْغ َ‬
‫فيقول نوح ‪ :‬نعم يارب فيدعى قوم نوح ويقال لم ‪ :‬هل َب ّل َغكُم نوح ‪:‬فيقولون ‪ :‬ل ما أتانا من أحد‬
‫فى رحاب الدار الخرة " يوم الحس اب"‬ ‫(‪)121‬‬

‫شهَد لك يانوح ؟! فيقول نوح ‪ :‬يشهد ل ممد وأمته ‪ ،‬يقول‬


‫‪ .‬فيقول اللـه جل وعل ‪ :‬من َي ْ‬
‫الصطفى ‪ :‬فتدعون فتشهدون له ث أشهد عليكم فكذلك قول اللـه تعال { َوكَذَلِكَ َج َعلْنَاكُمْ‬
‫ُأ ّم ًة وَ َسطًا لَِتكُونُوا ُشهَدَاءَ عَلَى النّاسِ َويَكُونَ ال ّرسُولُ عَلَ ْيكُمْ َشهِيدًا } (‪. )1‬‬
‫[ق‪:‬‬ ‫ث تشهد اللئكة ‪ ،‬قال تعال ‪ { :‬وَجَاءَتْ كُ ّل َنفْسٍ َم َعهَا سَائِ ٌق وَ َشهِيدٌ }‬
‫‪. ] 21‬‬
‫ث تشهد الرض با عمل على ظهرها من طاعات وسيئات ففى الديث الصحيح الذى رواه‬
‫الترمذى من حديث أب هريرة أنه (( قرأ يوما قول اللـه { يومئذ تدث أخبارها } [ الزلزلة ‪] 4 :‬‬
‫قال الصطفى ‪ :‬أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا اللـه ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ (( :‬أخبارها أن تشهد الرض‬
‫على كل عبد أو َأ َمةٍ با عمل على َظهْرِهَا فتقول ‪ :‬يارب لقد عمل كذا وكذا ف يوم كذا وكذا فهذا‬
‫أخبارها )) (‪. )2‬‬
‫فيجادل العبد اللئيم ربه الكري ويقول يارب أنا أرفض هذه الشهادة وأرفض هؤلء الشهود ول أقبل‬
‫شاهدا إل من نفسى ‪.‬‬
‫كما ف الديث الصحيح الذى رواه مسلم من حديث أنس رضى اللـه عنه قال ‪:‬كنا عند رسول‬
‫اللـه فضحك ‪ ،‬فقال ‪ ((:‬هل تدرون مِمّ أضحك ؟ )) قلنا ‪ :‬اللـه ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ (( :‬من‬
‫ماطبة العبد ربه ‪ ،‬فيقول يارب أل ترن من الظلم ؟ يقول ‪:‬بلى ‪ ،‬فيقول ‪ :‬فإن ل أجيز اليوم على‬
‫نفسى شاهدا إل من ‪ ،‬فيقول ‪ :‬كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا ‪ ،‬والكرام الكاتبي شهودا ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فيختم على فيه ‪ ،‬ويقول لركانه ‪ :‬انطقى بأعماله ‪ ،‬ث يلى بينه وبي الكلم ‪ ،‬فيقول ‪ُ :‬بعْدا َلكُنّ‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)3‬‬
‫))‬ ‫َوسُحقا ‪ ،‬فعنكن كنت أُناضِل‬
‫شهَدُ أَ ْرجُ ُلهُمْ بِمَا كَانُوا َيكْسِبُونَ }‬
‫خِتمُ َعلَى َأفْوَا ِههِمْ وَُتكَلّمُنَا أَيْدِي ِهمْ َوتَ ْ‬
‫قال تعال ‪ { :‬الْيَوْمَ نَ ْ‬
‫[ يس ‪. ] 65 :‬‬
‫ش ُر أَعْدَا ُء ال ّلهِ إِلَى النّا ِر َفهُمْ يُوزَعُونَ(‪)19‬حَتّى ِإذَا مَا جَاءُوهَا َش ِهدَ‬
‫حَ‬‫وقال جل وعل { وَيَوْ َم ُي ْ‬
‫جلُودِهِمْ لِمَ َشهِدْتُمْ عَ َل ْينَا قَالُوا‬
‫َعلَيْهِمْ سَ ْم ُعهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ َوجُلُو ُدهُمْ بِمَا كَانُوا َي ْعمَلُونَ(‪)20‬وَقَالُوا لِ ُ‬

‫‪ )(1‬رواه البخارى رقم (‪ )4487‬فى التفسير ‪ ،‬باب قوله تعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطا}‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )2965‬فى‬
‫التفسير ‪ ،‬باب ومن سورة البقرة ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه الترمذى رقم (‪ )3350‬فى التفسير ‪ ،‬باب ومن سورة إذا زلزلت ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم رقم (‪ )2969‬فى الزهد ‪.‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)122‬‬

‫ش َه َد‬
‫سَتِترُو َن َأ ْن َي ْ‬
‫َأْن َط َقنَا الّل ُه اّلذِي َأْن َط َق ُك ّل َش ْي ٍء َو ُه َو َخَل َق ُك ْم َأ ّو َل َم ّر ٍة َوِإَلْي ِه ُت ْر َجعُونَ( ‪َ )21‬ومَا ُكْنُت ْم َت ْ‬
‫َعَلْي ُك ْم َس ْم ُع ُك ْم وَل َأْبصَا ُر ُك ْم وَل ُجلُو ُد ُك ْم َوَل ِك ْن َظَنْنُت ْم َأ ّن الّل َه ل َي ْعَل ُم َكِثيًا ِممّا َت ْع َملُونَ(‪َ )22‬و َذِل ُك ْم‬
‫سَت ْعِتبُوا‬
‫صِبرُوا فَالنّا ُر َمْثوًى َل ُه ْم َوِإ ْن َي ْ‬
‫حُت ْم ِم َن اْلخَا ِسرِينَ(‪َ)23‬فِإ ْن َي ْ‬
‫صَب ْ‬
‫َظّن ُك ُم اّلذِي َظَنْنُت ْم ِب َرّب ُك ْم َأ ْردَا ُك ْم َفَأ ْ‬
‫ي } [ فصلت ‪. ] 24-19 :‬‬
‫َفمَا ُه ْم ِم َن اْل ُم ْعَتِب َ‬

‫القاعدة الامسة ‪ :‬مضاعفة السنات لهل اليان‬

‫مضاعفة السنات لهل التوحيد واليان { َذلِكَ فَضْلُ ال ّلهِ يُ ْؤتِيهِ َمنْ يَشَاءُ وَال ّلهُ ذُو اْلفَضْلِ‬
‫[ الديد ‪. ] 21 :‬‬ ‫اْل َعظِيمِ }‬
‫فاللـه سبحانه وتعال يضاعف السنة إل عشر أمثالا ‪.‬‬
‫جزَى إِل ِم ْث َلهَا وَهُمْ ل‬
‫شرُ َأمْثَاِلهَا َومَنْ جَا َء بِالسّيَّئةِ فَل يُ ْ‬
‫حسََنةِ َف َلهُ َع ْ‬
‫قال تعال ‪َ { :‬منْ جَا َء بِاْل َ‬
‫يُظْلَمُونَ } [ النعام ‪. ] 160 :‬‬
‫ويقول الصطفى كما ف الديث الذى رواه أحد ف مسنده والاكم ف مستدركه وحسن‬
‫الديث شيخنا اللبان من حديث أب ذر الغفارى أن النب قال ‪ :‬قال اللـه تعال ف الديث القدسى‬
‫(( السنة بعشر أمثالا أو أزيد والسيئة واحدة أو أغفرها ))(‪. )1‬‬
‫وف الديث الذى رواه الترمذى وصححه الشيخ اللبان من حديث ابن مسعود أن النب قال ‪((:‬‬
‫من قرأ حرفا من كتاب اللـه فله به حسنة والسنة بعشر أمثالا ‪ ،‬ل أقول { أل } حرف ‪ ،‬ولكن {‬
‫ألف } حرف { ولم } حرف {وميم } حرف )) (‪. )2‬‬
‫تدبر معى أيها البيب الكري بل قد يضاعف اللـه السنة إل أكثر من سبعمائة ضعف فذلك قول‬
‫ت َسبْعَ سَنَابِلَ فِي كُ ّل ُسنْبُ َلةٍ‬
‫اللـه تعال ‪ { :‬مَثَ ُل الّذِينَ يُ ْن ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي سَبِيلِ ال ّلهِ كَ َمثَلِ حَبّ ٍة َأنَْبَت ْ‬
‫[ البقرة ‪. ] 261 :‬‬ ‫ف لِ َمنْ يَشَا ُء وَال ّلهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }‬
‫مِاَئةُ حَّبةٍ وَال ّلهُ يُضَا ِع ُ‬
‫وهناك من العمال ما ل يعلم ثوابا إل اللـه ‪.‬‬
‫قال تعال فـى الديث القدسى الخرج فـى الصحيحيـن ‪ :‬قال ‪ :‬قال اللـه تعال ‪ (( :‬كل‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم رقم (‪ )2687‬كتاب الذكر والدعاء ‪ ،‬باب فضل الذكر والدعاء وابن ماجة رقم (‪ )3821‬فى الدب وهو فى المسند‬
‫رقم (‪ )21212‬واللفظ له ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه الترمذى رقم (‪ )2912‬فى ثواب القرآن ‪ ،‬باب ماجاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ماله من الجر وصححه شيخنا اللبانى‬
‫فى المشكاة (‪ )2137‬وهو فى صحيح الجامع برقم (‪. )6469‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " يوم الحس اب"‬ ‫(‪)123‬‬

‫عمل ابن آدم لـه إل الصوم فإنـه ل وأنا أجزى به )) (‪. )1‬‬
‫ولك أن تتصور الزاء من الواسع الكري جل جلله على الصب ‪.‬‬
‫ب} [ الزمر ‪]10 :‬‬
‫قال اللـه فيه {ِإّنمَا ُي َوفّى الصّاِبرُو َن َأ ْج َر ُه ْم ِب َغْي ِر ِحسَا ٍ‬
‫القاعدة السادسة والخية ‪ :‬تبديل السيئات حسنات‬

‫إن اللـه تبارك وتعال بنه وكرمه على عباده الؤمني يبدل سيئاتم حسنات قال تعال ‪ { :‬وَالّذِينَ‬
‫ح ّق وَل َي ْزنُونَ َومَنْ َي ْفعَلْ َذلِكَ‬
‫ل يَدْعُونَ مَعَ ال ّلهِ إَِلهًا ءَا َخ َر وَل َي ْقُتلُو َن الّنفْسَ الّتِي َحرّمَ ال ّلهُ إِل بِالْ َ‬
‫يَلْقَ أَثَامًا(‪)68‬يُضَاعَفْ َلهُ اْلعَذَابُ يَوْمَ اْلقِيَا َم ِة وََيخْ ُلدْ فِيهِ ُمهَانًا(‪)69‬إِل َمنْ تَابَ وَءَامَ َن وَعَمِلَ عَمَل‬
‫[ الفرقان ‪68 :‬‬ ‫صَالِحًا فَأُولَِئكَ يُبَ ّد ُل ال ّلهُ سَيّئَاِتهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَا َن ال ّلهُ َغفُورًا َرحِيمًا }‬
‫‪. ] 70 -‬‬
‫وف الديث الصحيح الذى رواه مسلم من حديث أب ذر رضى اللـه عنه أنه قال حدثنا الصادق‬
‫الصدوق فقال ‪ (( :‬إن لعلم آخر أهل النة دخولً النة وآخر أهل النار خروجا منها ‪ ،‬رجل‬
‫يأتى به يوم القيامة فيقال ‪ :‬اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغارها ‪،‬‬
‫فيقال له‪ :‬عملت يوم كذا وكذا ‪ ،‬وعملت يوم كذا وكذا ‪ ،‬كذا وكذا فيقول ‪ :‬نعم ل يستطيع أن‬
‫ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه )) ‪.‬‬
‫وف هذه الالة الرهيبة من الرعب والفزع يقال له ‪ (( :‬إن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول العبد‬
‫))‬ ‫‪ :‬رب قد عملت أشياء ل أراها ها هنا ‪ ،‬قال أبو ذر فلقد رأيت النب ضحك حت بدت نواجزه‬
‫( ‪. )2‬‬
‫هذا فضل اللـه جل وعل على عباده الؤمني ‪.‬‬
‫أحبت ف اللـه‪ :‬هذه هى القواعد الت ياسب اللـه با العبد يوم القيامة‬
‫ثانيا ً ‪ :‬العرض على اللـه وأ َ ْ‬
‫خذِ الكُتُب‬

‫‪ )(1‬رواه البخارى رقم (‪ )1894‬فى الصوم ‪ ،‬باب فضل الصوم ‪ ،‬ومسلم رقم (‪ )1151‬فى الصيام ‪ ،‬باب حفظ اللسان ‪ ،‬وباب‬
‫فضل الصيام ‪ ،‬والموطأ (‪ )1/310‬فى الصيام ‪ ،‬وأبو داود رقم (‪ )2363‬فى الصوم ‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )764‬فى الصوم ‪ ،‬والنسائى‬
‫(‪ )4/162،165‬فى الصوم ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم رقم (‪ )190‬فى اليمان ‪ ،‬باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )2599‬فى صفة الجنة ‪ ،‬باب رقم (‬
‫‪. )10‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)124‬‬

‫ت فِي َغ ْف َلةٍ‬
‫فقد سجل اللـه ف قرآنه العظيم { وَجَاءَتْ كُ ّل َنفْسٍ َم َعهَا سَائِ ٌق وَ َشهِيدٌ(‪َ)21‬لقَدْ ُك ْن َ‬
‫ص ُر َك الْيَوْمَ حَدِيدٌ(‪)22‬وَقَالَ َقرِيُنهُ هَذَا مَا لَدَيّ عَتِيدٌ(‪)23‬أَْل ِقيَا فِي‬
‫ش ْفنَا عَنْكَ غِطَا َءكَ فَبَ َ‬
‫مِنْ هَذَا َفكَ َ‬
‫خ ْيرِ ُمعْتَدٍ ُمرِيبٍ(‪)25‬الّذِي َجعَلَ مَعَ اللّ ِه ِإَلهًا ءَا َخرَ فَأَْل ِقيَاهُ فِي‬
‫َجهَنّمَ كُلّ َكفّارٍ َعنِيدٍ(‪)24‬مَنّاعٍ لِ ْل َ‬
‫ي‬
‫صمُوا َل َد ّ‬
‫خَت ِ‬
‫ب الشّدِيدِ(‪)26‬قَالَ َقرِيُنهُ َربّنَا مَا أَ ْط َغ ْيُتهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَللٍ َبعِيدٍ(‪)27‬قَالَ ل َت ْ‬
‫اْلعَذَا ِ‬
‫ي َومَا أَنَا ِبظَل ٍم ِل ْل َعبِيدِ} [ ق ‪. ] 29 - 21 :‬‬
‫ت ِإَلْي ُك ْم بِاْل َوعِيدِ(‪ )28‬مَا ُيبَ ّد ُل اْلقَ ْولُ َل َد ّ‬
‫َوَق ْد قَ ّد ْم ُ‬
‫ب )) قالت‬
‫وف الصحيحي من حديث عائشة أنه قال ‪ (( :‬من نوقش الســاب يوم القيامة ُع ّذ ْ‬
‫سيًا}‬
‫ب ِحسَابًا َي ِ‬
‫ف ُيحَا َس ُ‬
‫س ْو َ‬
‫عائشة يا رسول اللـه أو ليس اللـه يقول‪َ {:‬فَأمّا َم ْن أُوِت َي ِكتَاَب ُه ِبَيمِيِنهِ(‪َ)7‬ف َ‬
‫[النشقاق‪]8-7:‬‬
‫فقال الصطفى ‪ (( :‬إنا ذلك العرض وليس أحد ياسب يوم القيامة إل هلك )) (‪. )1‬‬
‫فمن نوقش الساب عذب ‪.‬‬
‫سينادى عليك كما ف الصحيحي من حديث عدى بن حات أنه صلى اللـه عليه وسلم قال ‪ (( :‬ما‬
‫منكم من أحد إل سيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينة وبينة تُرجُمَان فينظر أين منه فل يرى إل ما‬
‫قَدّمَ ‪ ،‬وينظر أشأم منه فل يرى إل ما قدم وينظر بي يديه فل يرى إل النار تلقاء وجه ‪ ،‬فاتقو النار‬
‫ولو بشق ترة )) (‪. )2‬‬
‫تنادى اللئكة أين فلن بن فلن ؟!!‬
‫من؟!! هذا هو اسى ‪.‬‬
‫فإذا َتَيقّنْتَ أنك أنت الطلوب‪،‬قرع النداء قلبك فاصفر لونك وتغي وجهك وطار قلبك ‪ ،‬وقد‬
‫وُكّلَت اللئكة بأخذك أمام اللق أجعي ‪ ،‬على رؤوس الشهاد ‪ ،‬ويرفع اللئق جيعا أبصارهم إليك‬
‫وأنت ف طريقك للوقوف بي يدى اللك تتخطى الصفوف يا عبد اللـه ‪.‬‬
‫وأسألك باللـه أن تتصور هذا الشهد الذى يكاد يلع القلوب ‪.‬‬
‫تتخطى صفوف اللئكة ‪ ،‬صفوف الن وصفوف النس ‪ ،‬ف أرض الحشر لترى نفسك واقفا بي‬
‫يدى الق جل جلله ليكلمك اللـه لتعطى صحيفتك !!‬
‫‪ )(1‬رواه البخارى رقم ( ‪ )103‬فى العلم ‪،‬باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه ‪ ،‬ومسلم رقم (‪ )2876‬فى الجنة باب اثبات‬
‫الحساب‪ ،‬وأبو داود رقم (‪ )3093‬فى الجنائز‪ ،‬باب عبادة النساء ‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )2428‬فى صفة القيامة ‪ ،‬باب من نوقش‬
‫‪0‬‬ ‫الحساب عذب‬
‫‪ )(2‬رواه البخارى رقم (‪ )7512‬فى التوحيد ‪ ،‬باب كلم الرب عز وجل ومســلم رقم (‪ )1016‬فى الزكاة ‪ ،‬باب الحث على‬
‫الصدقة ولو بشق تمرة ‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )2427‬فى صفـة القيــــامة ‪.‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " يوم الحس اب"‬ ‫(‪)125‬‬

‫هذه الصحيفة الت ل تغادر بلية كتمتها ول مبأة أسررتا ‪ ،‬فكم من معصية قد كنت نسيتها ؟!‬
‫ذكرك اللـه إياها ‪ ،‬وكم من معصية قد كنت أخفيتها ؟! أظهرها اللـه لك وأبداها!!!‬
‫فيا حسرة قلبك وقتها على ما فرطت ف دنياك من طاعة مولك‪،‬‬
‫فإن كان العبد من أهل السعادة من رضى اللـه عنهم ف الدنيا والخرة ـ اللـهم اجعلنا منهم‬
‫بنك وكرمك يا أرحم الراحي ـ أعطاه اللـه كتابه بيمينه وأظهر له ف ظاهر الكتاب السنات ‪ ،‬وف‬
‫باطنه السيئات فيأمر العبد أن يبدأ فيقرأ السيئات فيصفر لونه ويتغي وجه وترتعد فرائصه ‪.‬‬
‫فإذا ما أنى قراءة السيئات وجد ف آخر الكتاب ‪ ،‬هذه سيئاتك قد غفرتا لك ‪ ،‬فيتهلل وجهه‬
‫ويسعد سعادة ل يشقى بل لن يشقى بعدها أبدا ويواصل القراءة حت إذا ما وصل ال آخر الكتاب قرأ‬
‫السنات فازداد وجهه إشراقا وازداد فرحا وسرورا وقال له اللك جل جلله ‪ :‬انطلق إل أصحابك‬
‫وإخوانك ـ أى من أهل التوحيد واليان ‪ -‬فبشرهم أن لم مثل ما رأيت فينطلق وكتابه بيمينه والنور‬
‫يشرق من وجهه ومن أعضاءه يقول لصحابه وخلّنه أل تعرفونن ؟! فيقولون من أنت لقد غمرتك‬
‫كرامة اللـه؟!!فيقول أنا فلن بن فلن انظروا هذا كتاب بيمين (( اقرأوا كتابيه )) اقرأوا هذا الكتاب‬
‫معى ‪ ،‬شاركون الفرحة والسعادة ‪ ،‬انظروا هذا توحيدى وهذه صلتى ‪ ،‬وهذه زكاتى ‪ ،‬وهذه صدقت ‪،‬‬
‫وهذا حجى ‪ ،‬وهذا قيامى الليل ‪ ،‬وهذا إحسان ‪ ،‬وهذا برى بوالدى ‪ ،‬وهذا إحسان للهل واليان ‪،‬‬
‫وهذا أمرى بالعروف ‪ ،‬وهذا نى عن النكر ‪ ،‬وهذا بعدى عن الغيبة والنميمة ‪ ،‬وهذا بعدى عن ظلم‬
‫ت َأنّي مُلقٍ حِسَابَِيهْ(‬
‫العباد { فََأمّا َمنْ أُوِتيَ ِكتَاَبهُ بَِيمِيِنهِ فََيقُولُ هَاؤُ ُم ا ْقرَءُوا ِكتَابَِيهْ(‪)19‬إِنّي َظَن ْن ُ‬
‫شةٍ رَاضَِيةٍ(‪)21‬فِي جَّنةٍ عَاِلَيةٍ(‪)22‬قُطُو ُفهَا دَانَِيةٌ(‪)23‬كُلُوا وَا ْش َربُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْ َلفْتُمْ‬
‫‪َ )20‬فهُ َو فِي عِي َ‬
‫[ الاقة ‪19 :‬ـ ‪. ]24‬‬ ‫فِي ا َليّامِ اْلخَاِلَيةِ }‬
‫أما إذا كان من أهل الشقاوة ‪ -‬أعاذنا اللـه وإياكم من ذلك ‪ -‬من غضب اللـه عليهم ف الدنيا‬
‫والخرة ‪ ،‬ينادى عليه أين فلن بن فلن؟!! وسبحان اللـه ! من ل تتلف عليه الصوات ول تشتبه‬
‫عليه اللغات ول تشتبه عليه الساء والصفات ‪.‬‬
‫أين فلن بن فلن ؟! َمنْ ‪..‬هذا هو اسى ماذا تريدون يا ملئكة اللـه؟!‬
‫هلم إل العرض على اللـه جل وعل فيتخطى الصفوف ليى نفسه بي يدى اللـه فيعطى كتابه‬
‫بشماله أو من وراء ظهره ‪.‬‬
‫فيقرأ فيسود وجهه ث يكسى من سرابيل القطران ويقال له انطلق إل من هم على شاكلتك فبشرهم‬
‫أن لم مثل ما رأيت ‪ ،‬فينطلق ف أرض الحشر وقد اسود وجهه وعله الزى ‪ ،‬والذل والعار ‪ ،‬وكتابه‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)126‬‬

‫بشماله أو من وراء ظهره فينطلق فيقول للنه ومن هم على شاكلته‪ ،‬أل تعرفونن ؟! فيقولون ل إل‬
‫أننا نرى ما بك من الزى والذل فمن أنت ؟!!‬
‫فيقول ‪ :‬أنا فلن بن فلن وهذا كتاب بشمال ولكل واحد منكم مثل هذا ‪ ،‬فلقد شقى شقاوة ل‬
‫يسعد بعدها أبدا ‪.‬‬
‫يصرخ بأعلى صوته ويقول { وََأمّا َمنْ أُوِتيَ كِتَاَبهُ بِشِمَاِلهِ فََيقُولُ يَالَ ْيَتنِي لَمْ أُوتَ ِكتَابَِيهْ(‪َ )25‬ولَمْ‬
‫ضَيةَ(‪)27‬مَا أَ ْغنَى َعنّي مَاِلَيهْ(‪)28‬هَ َلكَ َعنّي سُ ْلطَانَِيهْ(‬
‫َأدْرِ مَا حِسَاِبَيهْ(‪)26‬يَا ‪َý‬ليَْتهَا كَانَتِ اْلقَا ِ‬
‫‪)29‬خُذُوهُ َفغُلّوهُ(‪)30‬ثُ ّم ْلجَحِيمَ صَلّوهُ(‪)31‬ثُمّ فِي سِ ْلسِ َلةٍ ذَرْ ُعهَا َس ْبعُونَ ذِرَاعًا فَاسْ ُلكُوهُ(‪ِ)32‬إّنهُ‬
‫س َلهُ اْليَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ(‬
‫كَانَ ل يُ ْؤمِ ُن بِال ّلهِ اْلعَظِيمِ(‪)33‬وَل َيحُضّ عَلَى َطعَامِ الْ ِمسْ ِكيِ(‪َ )34‬فلَيْ َ‬
‫[ الاقة ‪. ] 37 - 25 :‬‬ ‫‪)35‬وَل َطعَامٌ إِل مِنْ ِغسْ ِليٍ(‪)36‬ل يَ ْأكُ ُل ُه إِل اْلخَا ِطئُونَ }‬
‫ول در القائل‬
‫مستوحشا قلق الحشاء حيرانَـــا‬ ‫َمثّــلْ وقوفك يوم العرض عُريانا‬
‫على العصاةِ ورب العرش غَضبانَا‬ ‫والنار تلهب من غيظٍ ومـن حنـقٍ‬
‫فهل ترى فيه حَرفا غيرَ مَا كــاناَ‬ ‫اقرأ كتابك ياعبدُ على َمهَــــل‬
‫عفَ الشيـــاءَ عرفانَا‬
‫إقرارَ من َ‬ ‫ت ولم تنكر قراءتــــهُ‬
‫فلما قرأ َ‬
‫عصَى للنـار عطشانَا‬
‫وامضوا بعبد َ‬ ‫نادى الجليل خذُوهُ يا ملئكتـــى‬
‫سكّانَا‬
‫والمؤمنـون بـدارِ الخلــدِ ُ‬ ‫المشركون غدا فى النار يَلتَهبُــوا‬
‫وأخيا ‪ :‬حاسبوا أنفسكم قبل أن تاسبوا ‪.‬‬
‫وأرجئ الديث إل ما بعد جلسة الستراحة ‪.‬‬
‫وأقول قول هذا وأستغفر اللـه العظيم ل ولكم‬
‫الطبة الثانية ‪:‬‬
‫المد ل رب العالي وأشهد أن ل إله إل اللـه وحده لشريك له ‪ .‬وأشهد أن ممدا عبده‬
‫ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ‪ .‬اللـهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه‬
‫وأحبابه وكل من أقتفى أثره إل يوم الدين ‪ ...‬أما بعد ‪:‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا‬


‫فى رحاب الدار الخرة " يوم الحس اب"‬ ‫(‪)127‬‬

‫أيها الحبة الكرام ‪ :‬هذه صورة مصغرة على قدر جهلى أقدمها لضراتكم عن الساب ‪ ،‬ولك أن‬
‫تعيش بقلبك وكيانك كله هذا الشهد الذى يكاد يلع القلوب ‪ ،‬فإنه ل يتأثر بوعظة ول يستجيب لية‬
‫أو حديث إل من كان له قلب ‪.‬‬
‫ك لَذِ ْكرَى لِ َمنْ كَانَ َل ُه َقلْبٌ أَوْ أَْلقَى السّمْعَ وَهُوَ َشهِيدٌ }‬
‫قال تعال ‪ِ { :‬إنّ فِي َذلِ َ‬
‫[ ق ‪. ] 37 :‬‬
‫أيها الخ الكري حاسب نفسك قبل أن تاسب بي يدى مولك يوم ل ينفع الندم ول التحسر ‪.‬‬
‫روى المام أحد والترمذى بسند صحيح أن عمر بن الطاب رضى اللـه عنه قال ‪ " :‬أيها الناس‬
‫حاسبوا أنفسكم قبل أن تاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الكب يوم ل تفى منكم خافية‬
‫فإنا يف الساب يوم القيامة عمن حاسب نفسه ف الدنيا " فحاسب نفسك واعلم بأن النفس أمارة‬
‫بالسوء ولقد فصلت ذلك ف خطبة كاملة لقد وصف اللـه النفس ف القرآن بثلث صفات أل وهى‬
‫الطمئنة واللّوامة والمّارة بالسوء ‪.‬‬
‫الطمئنة ‪ :‬هى الت اطمأنت إل الرضا باللـه ربا وبالسلم دينا وبحمد صلى اللـه عليه وسلم‬
‫رسولً‪.‬‬
‫هى الت اطمأنت إل وعد اللـه ووعيده ‪.‬‬
‫هى الت اطمأنت إل ذكر اللـه وعبوديته ‪.‬‬
‫هى الت تشتاق دوما للقاء اللـه سبحانه ‪.‬‬
‫اللوامة ‪ :‬هى الت تلوم صاحبها على الي والشر ‪.‬‬
‫تلوم صاحبها على الي فتقول ‪ :‬لاذا ل تكثر منه ؟!!‬
‫وتلوم صاحبها على الشر فتقول ‪ :‬لاذا وقعت فيه ؟!! لاذا تسوف التوبة؟!! لاذا تتأخر عن الصلة‬
‫ف بيوت اللـه ؟!! إل مت وأنت على هذا الضلل والبدع ؟!!‬
‫تلوم صاحبها على الي والشر معا ‪.‬‬
‫أما النفس المارة بالسوء ‪ :‬فهى الت تريد أن ترجك من طريق الداية إل الغواية ‪ ،‬من طريق‬
‫النعيم إل طريق الحيم ‪ ،‬من طريق السّنة إل طريق البدعة ‪ .‬من طريق اللل إل طريق الرام ‪.‬‬
‫س لمّا َرةٌ بِالسّوءِ إِل مَا َرحِمَ َربّي إِنّ َربّي َغفُورٌ‬
‫حيث قال تعال ‪َ { :‬ومَا أَُبرّئُ َنفْسِي إِنّ الّنفْ َ‬
‫[ يوسف ‪. ] 53 :‬‬ ‫َرحِيمٌ }‬
‫فهذه النفس إن ل تشغلها بطاعة اللـه شغلتك بالعصية ‪ ،‬وإن ل تلجمها بلجام التقوى شغلتك‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)128‬‬

‫بالباطل ‪ ،‬فالنفس كالطفل إن فطمت الطفل عن ثدى أمه انفطم ‪ ،‬كذلك النفس إن فطمتها عن معصية‬
‫اللـه وألمتها بلجام الطاعة والتقوى انقادت ‪.‬‬
‫فإن زلت نفسك لبشريتك ولضعفك فلست ملكا مقربا ول نبيا مرسلً فسرعان ما يدفعك إيانك‬
‫وعلمك بنفسك المارة إل التوبة والوبة والعودة إل اللـه جل جلله ‪ ،‬وأنت على كل حال من‬
‫الحوال على طريق طاعة الكبي التعال ‪ ،‬وسيد الرجال ممد ‪.‬‬
‫فحاسب نفسك الن أيها البيب قبل أى عمل وبعد أى عمل صغر أم كب‬
‫قبل العمل ‪ :‬اسأل النفس ‪ :‬لاذا أذهب ؟‍ لاذا سأتكلم ؟‍ لاذا أصمت ؟ لاذا أحب ؟ لاذا أبغض ؟‬
‫لاذا أدخل ؟ لاذا أخرج ؟‬
‫وبعد العمل ‪ :‬هل كان العمل خالصا لوجه اللـه ؟! هل كان العمل موافقا لدى الصطفى ؟‬
‫العمل لبد أن يتحقق فيه شرطان ‪ .‬الشرط الول ‪ :‬الخلص والشرط الثان أن يكون العمل على هدى‬
‫النب ممد‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية طيّب اللـه ثراه ‪ :‬إن دين اللـه الذى هو السلم مبن على أصلي ‪.‬‬
‫الول أن تعبد اللـه وحده لشريك له ‪ ،‬والصل الثان أن يعبد با شرعه على لسان رسوله وهذان‬
‫الصلن الكبيان ها حقيقة قولنا نشهد أن ل إله إل اللـه ونشهد أن ممدا رسول اللـه ‪.‬‬
‫أيها السلم إن كنت تريد حسابا يسيا فحاسب نفسك ماسبة الشريك الشحيح فقد قال ميمون‬
‫بن مهران " ل يبلغ العبد درجة التقوى إل إذا حاسب نفسه ماسبة الشريك الشحيح " ‪.‬‬
‫إياك إياك أن تغتر بطاعة ‪ ،‬إياك إياك أن تغتر بعلم ‪ ،‬كن دائما على وَجَل فإن العبة بالواتيم ‪.‬‬
‫فاسع إل من أضاءوا الدنيا بعلمهم وزهدهم وورعهم ‪ .‬هذه الصديقة بنت الصديق‪ .‬عائشة الطاهرة‬
‫البأة من السماء ‪ ،‬يسألا أحد السلمي عن قول اللـه تعال { ثُ ّم أَوْرَْثنَا الْ ِكتَابَ الّذِينَ اصْ َطفَيْنَا ِمنْ‬
‫سهِ َو ِم ْنهُمْ ُم ْقتَصِدٌ َو ِم ْنهُمْ سَابِقٌ بِاْلخَ ْيرَاتِ بِِإذْ ِن ال ّلهِ }[ فاطر ‪]32 :‬‬
‫ِعبَادِنَا فَ ِم ْنهُمْ ظَالِمٌ لَِنفْ ِ‬
‫ما معناها ياأماه ؟‍ قالت الصديقة ‪ :‬يابن أما السابق باليات فقوم سبقوا مع رسول اللـه‬
‫وشهد لم بالنة ‪ ،‬وأما القتصد فقوم صاروا على دربه وماتوا على ذلك ‪ ،‬وأما الظال لنفسه فمثلى‬
‫ومثلك ‪.‬‬
‫ياسبحان اللـه ‪ .‬عائشة تقول ذلك !! ونن نقول ومن منا ل يدخل النة وإن ل ندخلها نن فمن‬
‫يدخلها !!‬
‫فى رحاب الدار الخرة " يوم الحس اب"‬ ‫(‪)129‬‬

‫عائشة ل تغتر بنسبها ول بزواجها من النب وهى الت بشرها النب بالنة ‪ ،‬فهى تعرف حق‬
‫العرفة للنفس قدرها وخطرها ‪.‬‬
‫وها هو فاروق المة الذى حاكى أخلق النبوة ف إمارته ‪ .‬عمر الفاروق ينام على فراش الوت‬
‫بعدما طعن فيدخل عليه ابن عباس فيثن عليه الي كله ‪ .‬فيقول عمر ‪ :‬واللـه إن الغرور من غررتوه‬
‫وددت أن أخرج اليوم من الدنيا كفافا ل لّ ول علىّ ‪ ،‬واللـه لو أن ل مل الرض ذهبا لفتديت به‬
‫من عذاب اللـه قبل أن أراه ‪.‬‬
‫وهذا هو معاذ بن جبل حبيب الصطفى الذى قال له رسول اللـه واللـه إن أحبك يامعاذ !!‬
‫لقد نام على فراش الوت بعد ماأصيب بطاعون الشام فقال لصحابه ‪ :‬انظروا هل أصبح الصباح ؟ هل‬
‫أصبح الصباح ؟ ث بكى معاذ وقال ‪ :‬أعوذ باللـه من ليلة صباحها إل النار ‪.‬‬
‫وهذا هو سفيان الثورى إمام الورع والديث ينام على فراش الوت فيدخل عليه حاد بن سلمة‬
‫فيقول له أبشر يا أبا عبد اللـه ‪ ،‬إنك ُم ْقبِلُ على من كنت ترجوه ‪ ،‬وهو أرحم الراحي ‪.‬‬
‫فبكى سفيان وقال ‪ :‬أسألك باللـه ياحاد أتظن أن مثلى ينجو من النار؟!‬
‫فيا أيها السلم ل تغتر بعلم ول تغتر بعمل وكن دائما على وجلٍ ‪ .‬كما كان رسول اللـه وهو‬
‫النب الذى غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ‪ ،‬فحاسب نفسك قبل أى عمل وبعد أى عمل ‪ ،‬وحاسب‬
‫نفسك على كل معصية ‪ ،‬وحاسب نفسك على كل تقصي ‪ ،‬وحاسب نفسك على كل تفريط ‪.‬‬
‫قال سليمان بن عبد اللك لب حازم ‪ :‬ياأبا حازم مالنا نب الدنيا ونكره الخرة ؟ فقال أبو حازم ‪:‬‬
‫لنكم عَمّرتُم دنياكم َوخَرّبتُم أُخراكم وأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إل الراب ‪.‬‬
‫فقال سليمان ‪ :‬فما لنا عند اللـه يا أبا حازم ؟‬
‫قال أبو حازم ‪ :‬اعرض نفسك على كتاب اللـه لتعلم مالك عند اللـه‪.‬‬
‫فقال سليمان ‪ :‬وأين أجد ذلك ف كتاب اللـه ؟‬
‫قال أبو حازم ‪ :‬عند قوله تعال ‪ { :‬إِنّ ا َلْبرَارَ َلفِي َنعِيمٍ(‪َ )13‬وإِنّ اْلفُجّارَ َلفِي َجحِيمٍ }‬
‫[ النفطار ‪. ] 14 - 13 :‬‬
‫قال سليمان أين رحة اللـه؟‬
‫سِنيَ }‬
‫فقال أبو حازم ‪ { :‬إِنّ َرحْ َمةَ اللّ ِه َقرِيبٌ مِ َن الْمُحْ ِ‬
‫[ العراف ‪. ] 56 :‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)130‬‬

‫قال فكيف القدوم على اللـه غدا ؟ قال أبو حازم ‪ :‬أما العبد الحسن فكالغائب يرجع إل أهله‬
‫وأما السيئ فكالعبد البق يرجع إل موله ‪.‬‬
‫أسأل اللـه العظيم رب العرش الكري أن يسن خاتتنا ‪ .‬إنه ول ذلك والقادر عليه ‪.‬‬

‫‪ ..........‬الدعـــــــاء‬

You might also like