You are on page 1of 10

‫بسم اللـه الرحمن الرحيم‬

‫مجئ الرب جل‬


‫جلله‬
‫إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده‬
‫اللـه فل مضل له ومن يضلل فل هادى له ‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل اللـه وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪.‬‬
‫{ يَاأَّيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اّتقُوا اللـه حَقّ ُتقَاِتهِ وَل تَمُوتُ ّن إِل وَأَْنتُمْ ُمسْ ِلمُونَ } ‪ [ .‬آل عمران ‪-‬‬
‫‪. ] 102‬‬
‫{ يَاأَّيهَا النّاسُ اّتقُوا َربّكُمُ الّذِي خَ َل َقكُمْ مِنْ َنفْسٍ وَاحِدَةٍ َوخَلَقَ مِ ْنهَا زَ ْو َجهَا وَبَثّ مِ ْن ُهمَا ِرجَال‬
‫َكثِيًا وَنِسَاءً وَاّتقُوا اللـه الّذِي تَسَا َءلُونَ ِبهِ وَالَ ْرحَا َم ِإ ّن اللـه كَانَ عَ َل ْيكُمْ َرقِيبًا } ‪ [ .‬النساء ‪-‬‬
‫‪.]1‬‬
‫{ يَاأَّيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اّتقُوا اللـه وَقُولُـوا قَوْل سَدِيدًا (‪ )70‬يُصْ ِلحْ لَكُـ ْم أَ ْعمَـاَلكُمْ‬
‫وََي ْغفِــرْ َلكُـمْ ُذنُوَبكُـمْ َومَـنْ يُطِـعِ اللـه وَرَسُولَـهُ َفقَــدْ فَـا َز فَوْزًا عَظِيمًا } ‪.‬‬
‫[ الحزاب ‪. ] 71 ، 70-‬‬
‫أما بعـــد ‪...‬‬
‫فإن أصدق الديث كلم اللـه وخي الدى هدى ممد وشر المور مدثاتا وكل مدثة بدعة‬
‫وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار ث أما بعد‬
‫أحبت ف اللـه ‪:‬‬
‫هذا هو لقاءنا الثان عشر من لقاءات هذه السلسلة الكرية الباركة وكنا قد توقفنا ف اللقاء السابق‬
‫مع البشرية كلها ‪ ،‬وهى ف أرض الحشر وقد أصابا من الكرب ‪ ،‬والم ‪ ،‬والغم مال يستطيع بليغ على‬
‫وجه الرض أن يسده ‪ ،‬الشمس فوق الرؤوس تكاد تذيب الماجم بل والعظام ‪ ،‬والزحام وحده يكاد‬
‫ينق النفاس ‪ ،‬فالبشرية كلها منذ أن خلق اللـه آدم إل آخر رجل قامت علية الساعة تقف ف موقف‬
‫واحد ف أرض واحدة ‪.‬‬
‫العرق يكاد يغرق الناس كلُ بسب عمله ف عرقه ‪ ،‬والهوال تزداد شدة عندما ُي ْأتَى بهنم لا‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)102‬‬

‫سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يرونا ‪ ،‬يُأتى با إل أرض الحشر فإذا ما رأت جهنم‬
‫اللئق زفرت وزمرت غضبا منها لغضب ربا جل وعل ‪ ،‬حينئذ تثوا جيع المم على الركب من‬
‫هول الوقف ‪ ،‬بل ول يتكلم يومها إل النبياء ودعوتم يومئذ اللـهم سلم سلم !! اللـهم سلم‬
‫سلم !!!‬
‫ويزداد الكرب والم على اللق فيقول بعضهم لبعض أل ترون ما نن‬
‫فيه أل ترون ما قد بلغنا أل تنظرون من يشفع لكم إل ربكم ‪ ،‬ويذهبون إل صفوة اللـه من خلقه‬
‫إل النبياء والرسلي فيقول كل نب ‪ :‬إن رب قد غضب اليوم غضبا ل يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده‬
‫مثله ث يقول كل نب نفسى ‪ ،‬نفسى ‪ ،‬نفسى !!! إل الصطفى ممد بن عبد اللـه إنه التجارة الرابة ‪..‬‬
‫إنه صفوة اللـه من خلقه ‪ ، ..‬وأكرم اللق على اللـه ‪.‬‬
‫يقول البيب ‪ :‬فيأتون فيقولون يارسول اللـه ‪ ،‬أل ترى ما نن فيه ؟ ! أل ترى ما قد بلغنا ؟ ! أل‬
‫تشفع لنا إل ربك ؟ !‬
‫فأقوم وأقول ‪ :‬أنا لا ‪ ،‬أنا لا ‪ ،‬وير ساجدا تت عرش الرحن جل جلله ويثن على اللـه سبحانه‬
‫وتعال بحامد ل يفتح اللـه به على أحد من قبله فينادى عليه ربه ويقول ‪ :‬ياممد ارفع رأسك وسل‬
‫‪ :‬يارب ‪ ..‬أمت ‪ .‬أمت ‪ .‬أمت ‪.‬‬ ‫تعطى واشفع تشفع فيقول الصطفى‬
‫وف حديث الصور الطويل الذى خرجناه ف اللقاء الاضى مع حديث الشفاعة الذى ذكرت الن‬
‫يقول اللـه جل وعل لنبيه الصطفى ما شأنك ؟ وهو أعلم ‪ ،‬فيقول البيب ‪ :‬يارب قد وعدتن‬
‫الشفاعة ‪ .‬فشفعن ف خلقك ‪ ،‬فأقضى بينهم ‪ ،‬فيقول اللـه جل جلله ‪ :‬قد شفعتك ‪ ،‬أنا أتيكم لقضى‬
‫بينكم ‪ .‬فيجع البيب الصطفى ليقف مع الناس ف أرض الحشر لينظروا جيعا مئ الرب جل جلله‬
‫لفصل القضاء بي العباد‬
‫وهذا هو لقاءنا مع حضراتكم ف هذا اليوم البارك ‪ ،‬وكما تعودنا حت ل ينسحب بساط الوقت من‬
‫بي أيدينا سريعا فسوف أركز الديث مع حضراتكم ف العناصر التالية ‪.‬‬
‫‪ :‬مجئ الرب جل جلله ‪.‬‬ ‫أول ً‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أول من يكلمهم اللـه يوم القيامة ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬العرض على اللـه جل وعل وأخذ الكتب ‪.‬‬
‫فأعيون القلوب والسـماع فإن هذه الكلمات تكاد تلع القلوب ورب الكعبة ‪.‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " م جئ ال رب جل جل له"‬ ‫(‪)103‬‬

‫أول ً ‪ :‬مجئ الرب جل جلله‬

‫أحبت ف اللـه ‪:‬‬


‫هل منكم من أحد قد حضر يوما مكمة من ماكم الدنيا ؟ !‬
‫يوم يأتى بالتهمي ليقفوا وراء هذا القفص الديدى وفجأة وقد امتلت قاعة الحكمة بأهل التهمي‬
‫وبالحامي ‪ ،‬يدخل القضاة ليجلسوا على منصة القضاء ويصرخ الاجب (( مكمة )) فَتَصْمُت النفاس ‪،‬‬
‫وتتقطع وتكاد القلوب أن تقفز من الصدور ‪ ،‬ويبدأ الحامون ف الرافعات ‪ ،‬والجادلت والعازير‬
‫وتسمع هيئة القضاء ‪ ،‬ويردون ‪ ،‬ويترافعون ‪ ،‬ويتناقشون ث يسدل الستار على هيئة القضاء ليتناقش‬
‫القضاة ف إبرام الكم وف النطق به ‪ ،‬وف الرة الثانية يدخل القضاة ليصدروا الكم ف هذه القضية ‪.‬‬
‫أسألك باللـه انظر إل وجوه الناس ف قاعة الحكمة ‪.‬‬
‫العيون تبكى ‪ ..‬والقلوب تكاد تقفز من الصدور ‪ ..‬والنفاس متقطعة الكلم هس ‪ ..‬والسؤال‬
‫تافت ‪ ..‬الكل ينظر بأى شئ سيحكم ؟!! وما الذى سينطق به القاضى ؟! وهو العبد القي الفقي إل‬
‫اللـه اللك القدير ‪.‬‬
‫تصور هذا الشهد الذى يكاد يلع القلب بل تكاد القلوب أن تقفز إل الناجر لتقف على حجم‬
‫الول واللق جيعا ف أرض الحشر ومن بينهم النبيــاء يقفــون وينظرون إل السماء وهم ينظرون مئ‬
‫اللك العدل جل جلله‬
‫يقول الق جل وعل ‪:‬‬
‫ت لِل ّرحْ َمنِ فَل َتسْمَعُ إِل هَمْسًا(‬
‫شعَتِ الَصْوَا ُ‬
‫{ يَ ْو َمئِ ٍذ َيتِّبعُو َن الدّا ِعيَ ل عِوَجَ َلهُ َوخَ َ‬
‫ضيَ َلهُ قَوْل(‪َ)109‬يعْلَمُ مَا َبيْ َن َأيْدِيهِمْ َومَا‬
‫شفَا َع ُة إِل َمنْ َأ ِذنَ َلهُ ال ّرحْمَ ُن وَرَ ِ‬
‫‪)108‬يَ ْو َمئِذٍ ل َت ْنفَعُ ال ّ‬
‫ح ّي اْلقَيّومِ وَقَدْ خَابَ َمنْ حَمَلَ ظُ ْلمًا}‬
‫خَ ْل َفهُ ْم وَل ُيحِيطُونَ ِبهِ عِلْمًا(‪)110‬وَ َعنَتِ الْ ُوجُوهُ لِلْ َ‬
‫[ طه ‪. ] 111 - 108 :‬‬
‫تنشق السماء وينل أهل السماء الول من اللئكة بضعف من ف الرض من النس والن ‪.‬‬
‫قال اللـه تعال ‪:‬‬
‫شقّقُ السّمَاءُ بِاْلغَمَامِ وَُن ّزلَ الْمَلئِ َكةُ تَ ْنزِيل} [الفرقان‪.]25:‬‬
‫{وَيَوْمَ تَ َ‬
‫يقول ابن عباس ‪ :‬ينل أهل السماء الول من اللئكة بضعف من ف الرض من الن والنس‬
‫فتحيط اللئكة باللئق ف أرض الحشر ‪ ،‬فإذا ما نظـرت الـلئق إلـى اللئكـة قالـوا أفيكـم‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)104‬‬

‫ربنـا ؟! فتقـول اللئكة ‪ :‬ل وهو آت ‪.‬‬


‫قال اللـه تعال ‪:‬‬
‫ضيَ ا َل ْمرُ َوإِلَى اللّ ِه ُت ْرجَعُ‬
‫{ هَلْ َينْ ُظرُو َن إِل أَنْ يَأِْتَيهُمُ ال ّلهُ فِي ظُ َللٍ ِمنَ اْلغَمَامِ وَالْمَلِئ َكةُ وَقُ ِ‬
‫[ البقرة ‪.] 210 :‬‬ ‫الُْأمُورُ }‬
‫ج َهّن َم َي ْو َمِئ ٍذ َيَت َذ ّك ُر‬
‫صفّا(‪َ )22‬وجِيءَ َي ْو َمِئ ٍذ ِب َ‬
‫صفّا َ‬
‫ك وَالْمَ َلكُ َ‬
‫ويقول الق سبحانه { وَجَاءَ َربّ َ‬
‫ب َعذَاَب ُه َأ َحدٌ(‪)25‬وَل يُوِث ُق‬
‫حيَاتِي( ‪َ)24‬فَي ْو َمِئ ٍذ ل ُي َع ّذ ُ‬
‫ت ِل َ‬
‫ا ِلْنسَا ُن َوَأنّى َل ُه ال ّذ ْكرَى(‪َ)23‬يقُو ُل يَاَلْيَتنِي َق ّد ْم ُ‬
‫َوثَاَق ُه َأ َح ٌد }‬
‫[ الفجر ‪. ] 26 - 22 :‬‬
‫اللـهم سلم سلم ‪ ..‬اللـهم سلم سلم ياأرحم الراحي ‪.‬‬
‫يأتى الق جل وعل إتيانا يليق بكماله وجلله ‪.‬‬
‫ل تعطل صفة الجىء ول تكيف صفة الجئ ‪ ،‬ول تشبه صفة الجئ ‪ ،‬ول تشبه اللـه بأحد من‬
‫خلقه ‪ ،‬فكل ما دار ببالك ‪ ،‬فاللـه بلف ذلك ‪.‬‬
‫جل ربنا عن الشبيه والنظي وعن الثيل ‪ ،‬ل ند له ‪ ،‬ول كفء له ‪ ،‬ول شبيه له ‪ ،‬ول صاحبة له ‪ ،‬ول‬
‫ص َمدُ(‪َ)2‬ل ْم َيِل ْد َوَل ْم يُوَلدْ( ‪َ )3‬وَل ْم َي ُك ْن َل ُه ُك ُفوًا َأ َح ٌد } [ سورة‬
‫ولد له { ُق ْل ُه َو الّل ُه َأ َحدٌ(‪)1‬الّل ُه ال ّ‬
‫الخلص ] ‪.‬‬
‫[ طه ‪. ] 5 :‬‬ ‫ش اسْتَوىَ }‬
‫قال جل جلله { ال ّرحَنُ َعلَى العَر ِ‬
‫استوى كما أخب وعلى الوجه الذى أراد وبالعن الذى قال ‪ .‬استواءً منها عن اللول والنتقال‬
‫بل العرش وحملته والكرسى وعظمته‬ ‫فل العرش يحمله ول الكرسى يسـنده‬
‫مقهور بجلل قبضتـــــــه‬ ‫الكـــل محمول بلطــف قـدرته‬
‫‪ ..‬سبحانه وتعال ‪ .‬فالستواء معلوم والكيف مهول واليان به واجب والسؤال عنه بدعة ‪.‬‬
‫قال جل جلله ‪ { :‬لَيسَ كَم ْث ِلهِ َشئٌ وَهُو السّمِيعٌ البَصِيٌ }‬
‫[ الشورى ‪. ] 11 :‬‬
‫قال جل جلله ‪ { :‬وِل يُحيطُونَ ِبهِ عِلمًا } [ طه ‪. ] 110 - :‬‬
‫ض ِربُوا ِل ّلهِ ا َل ْمثَالَ } [ النحل ‪. ] 74 :‬‬
‫قال جل جلله ‪ { :‬فَل تَ ْ‬
‫ضيَ ا َل ْمرُ وَِإلَى ال ّلهِ ُت ْرجَعُ‬
‫{ هَلْ يَ ْن ُظرُونَ إِل أَنْ يَ ْأتَِيهُ ُم ال ّلهُ فِي ُظلَلٍ مِنَ اْلغَمَامِ وَالْمَلئِ َكةُ َوقُ ِ‬
‫الُْأمُورُ } ‪:‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " م جئ ال رب جل جل له"‬ ‫(‪)105‬‬

‫ث يتنل أهل السماء الثانية من اللئكة بضعف من ف الرض من ملئكة السماء الول والن‬
‫والنس فيحيط أهل السماء الثانية بأهل الرض من اللئكة والنس والن ‪.‬‬
‫وهكذا أهل السماء الثالثة والرابعة والامسة والسادسة والسابعة على قدر ذلك من التضعيف ‪.‬‬
‫ث يتنل حلة عرش اللك جل وعل وهم يملون العرش يسبحون اللـه سبحانه ويقولون ‪ :‬سبحان‬
‫ذى اللك واللكوت ‪ ..‬سبحان ذى العزة والبوت ‪ ..‬سبحان من كتب الوت على اللئق ول يوت‬
‫‪ .‬سبوح قدوس ‪ ..‬قدوس ‪ ..‬قدوس ‪ ..‬رب اللئكة والروح ‪.‬‬
‫اسع لربك جل وعل وهو يقول ‪:‬‬
‫خةٌ وَاحِ َدةٌ(‪)13‬وَحُ ِملَتِ الَرْضُ وَاْلجِبَالُ فَدُكّتَا دَ ّكةً وَاحِدَةً(‬
‫{ فَِإذَا ُن ِفخَ فِي الصّو ِر َن ْف َ‬
‫شقّتِ السّمَاءُ َف ِهيَ يَ ْومَِئذٍ وَا ِهَيةٌ(‪)16‬وَالْ َملَكُ َعلَى أَ ْرجَاِئهَا وََيحْمِلُ‬
‫‪)14‬فَيَ ْو َمئِذٍ َو َقعَتِ الْوَا ِق َعةُ(‪)15‬وَانْ َ‬
‫خفَى مِ ْنكُمْ خَا ِفَيةٌ } [ الاقة ‪] 13،18 :‬‬
‫َعرْشَ َربّكَ فَ ْو َقهُمْ يَ ْو َمئِ ٍذ ثَمَانَِيةٌ(‪)17‬يَ ْو َمئِذٍ ُت ْعرَضُو َن ل تَ ْ‬
‫ويضع الق جل جلله كرسيه حيث شاء من أرضه ويقول ‪ :‬يا معشر الن والنس إن قد أنصت‬
‫إليكم منذ خلقتكم ‪ ،‬أسع قولكم ‪ ،‬وأرى أعمالكم ‪ ،‬فأنصتوا اليوم إلّ ‪ ،‬فإنا هى أعمالكم وصحفكم‬
‫تُقرأ عليكم فمن وجد خيا فليحمد اللـه ‪ ،‬ومن وجد غي ذلك فل يلومن إل نفسه ‪.‬‬
‫ث يقول الق جل جلله ‪َ{ :‬ألَ ْم أَ ْعهَدْ ِإلَ ْيكُمْ يَابَنِي ءَادَ َم َأ ْن ل َتعُْبدُوا الشّ ْيطَانَ إِّنهُ لَكُمْ عَدُ ّو ُمِبيٌ(‬
‫صرَاطٌ ُمسَْتقِيمٌ(‪)61‬وََلقَدْ أَضَلّ مِ ْنكُمْ جِبِل كَثِيًا َأفَلَ ْم َتكُونُوا َت ْع ِقلُونَ(‬
‫‪)60‬وَأَنِ ا ْعبُدُونِي هَذَا ِ‬
‫ختِمُ عَلَى‬
‫‪)62‬هَ ِذهِ َج َهنّمُ الّتِي ُكنْتُمْ تُوعَدُونَ(‪)63‬اصْلَوْهَا اْليَوْمَ بِمَا كُنْتُ ْم َت ْك ُفرُونَ(‪)64‬اْليَوْمَ نَ ْ‬
‫سبُونَ}‬
‫شهَدُ أَ ْرجُ ُلهُ ْم بِمَا كَانُوا َيكْ ِ‬
‫أَفْوَا ِههِمْ َوتُ َكلّمُنَا َأيْدِيهِمْ وَتَ ْ‬
‫[ يس ‪. ] 65 - 60 :‬‬
‫أتدرون من هم أول من يكلمهم اللـه ف هذا الوقف العصيب ؟ !!‬
‫هذا هو عنصرنا الثان من عناصر اللقاء ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬أول من يكلمهم اللـه جل وعل‬

‫أول من يكلمه اللـه جل وعل يوم القيامة ف هذا الوقف العصيب هو آدم عليه السلم ينادى عليه‬
‫الق سبحانه كما ثبت ف الصحيحي من حديث أب سعيد الدرى رضى اللـه عنه أن الصطفى‬
‫قال ‪ (( :‬يقول اللـه تعال ‪ :‬ياآدم فيقول ‪ :‬لبيك ! وسعديك ! والي كله ف يديك ! فيقول اللـه‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)106‬‬

‫جل وعل ! أخرج بعث النار فيقول آدم ‪ :‬وما بعث النار ؟ فيقول اللـه جل وعل ‪ :‬من كل ألف‬
‫تسعمائة وتسعة وتسعي قال ‪ :‬فذاك حي يشيب الصغي وتضع كل ذات حل حلها ‪ ،‬وترى الناس‬
‫سكارى وما هم بِسُكارى ولكن عذاب اللـه شديد )) فاشتد ذلك على أصحاب البيب ممد‬
‫فقالوا ‪ :‬يارسول اللـه ! أينا ذلك الرجل فقال الصطفى ‪ (( :‬أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج‬
‫تسعمائة وتسعة وتسعي ومنكم رجلُ)) ث قال ‪ (( :‬والذى نفسى بيده إن لطمع أن تكونوا ربع أهل‬
‫النة )) فحمدنا اللـه وكبنا ث قال ‪ (( :‬والذى نفسى بيده إن لطمع أن تكونوا ثلث أهل النة ))‬
‫فحمـدنـا اللـه وكبنـا ثـم قـال ‪ (( :‬والذى نفسـى بيـده إنـى لطمـع أن تكونـوا‬
‫شطر أهل النة ‪ ،‬إن مثلكم ف المم كمثل الشعرة البيضاء ف جلد الثور السود أو كالرقمة ف‬
‫ذراع المار )) (‪. )1‬‬
‫قال اللـه سبحانه وتعال ماطبا أمة الصطفى ‪ { :‬كُنتُم خَيَ ُأ ّمةٍ أُخ ِرجَت لِلنّاسِ } ‪.‬‬
‫اللـهم لك المد يامن خلقتنا موحدين وجعلتنا من أمة سيد النبيي ‪.‬‬
‫ث بعد ذلك ينادى رب العزة تبارك وتعال ‪ :‬يا نوح ‪ ..‬يقول لبيك وسعديك ‪ ،‬فيقول اللـه سبحانه‬
‫هل بلغت قومك ؟ ! فيقول نوح ‪ :‬نعم يارب واللـه أعلم فيقول الق جل جلله ‪ :‬ياقوم نوح هل‬
‫بلغكم نوح ؟! فيقولون ل ما أتانا من نذير وما آتانا من أحد ‪ ،‬فيقول من يشهد لك يانوح؟!! فيقول‬
‫نوح ‪ :‬ممد وأمته !‬
‫(( فتدعون فتشهدون أنه قد بلغ أمته ث أدعى فأشهد عليكم ))(‪ )2‬وف لفظ ابن ماجة بسند‬
‫صححه شيخنا اللبان يقول الصطفى ‪ :‬فيقول اللـه لمت ما الذى أخبكم أن نوح قد بلغ قومه ؟!‬
‫فتقول المة اليمونة لربا جل وعل ‪ :‬جاءنا نبينا ممد فأخبنا أن الرسل جيعا قد بلّغوا قومهم‬
‫فصدقناه ‪.‬‬
‫يقول الصطفى فذلك قــول اللـه تعال ‪ { :‬وَكَ َذلِكَ َجعَلْنَاكُ ْم ُأ ّمةً َوسَطًا ِلَتكُونُوا ُشهَدَاءَ‬
‫َعلَى النّاسِ وَيَكُو َن ال ّرسُولُ عَلَ ْيكُمْ َشهِيدًا }‬
‫[ البقرة ‪. ] 143 -‬‬
‫ث يدعى عيسى عليه السلم ويقال له ياعيسى ‪َ { :‬ءأَنْتَ قُلْتَ لِلنّاسِ اتّخِذُونِي َوُأمّيَ إَِل َه ْينِ ِمنْ‬

‫‪ ،‬ومسـلم رقـم (‪ )222‬فى‬ ‫إن زلزلة الساعة شىء عظيم‬ ‫‪ )(1‬رواه البخارى رقم (‪ )6530‬فى الرقاق باب قوله عز وجل‬
‫اليمـان ‪ ،‬باب قوله ( يقول ال لدم ‪ :‬أخـرج ‪ ) ....‬واللفظ له ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخارى رقم (‪ )4487‬فى التفسير ‪ ،‬باب قوله تعالى ‪ { :‬وكذلك جعلناكم أمة وسطا}‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )2965‬فى التفسير‬
‫‪ ،‬باب ومن سورة البقرة ‪.‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " م جئ ال رب جل جل له"‬ ‫(‪)107‬‬

‫[ الائدة ‪. ] 116 :‬‬ ‫دُونِ اللّهِ }‬


‫لاذا خص اللـه عيسى من بي سائر الرسل بذا السؤال ؟!!‬
‫لنه ما من رسول بعث ف قومه إل وقد آمن به من آمن من قومه ‪ ،‬وكفر من كفر ‪ ،‬إل قوم عيسى‬
‫فمنهم من قال ‪ :‬إن عيسى هو اللـه !! ومنهم من قال أن عيسى هو ابن اللـه !! ومنهم من جعل‬
‫عيسى وأمه إلي من دون اللـه !!‬
‫فهل هناك إله يأكل ؟! إله يشرب ؟! إله يتزوج ؟! إله يقضى حاجته؟!!‬
‫ول در ابن القيم يقول ‪:‬‬
‫نريد جوابه ممـــن وَعَــاه‬ ‫يا عباد المسيح لنــا سـؤال‬
‫أماتوه فهـل هــــذا إله ؟!‬ ‫إذا مـات الله بصنـع قـوم‬
‫وأعجـب منه بطن قد حَوَاهُ‬ ‫ويا عجـبا لقبر ضــم ربـا‬
‫غزَاهُ‬
‫لدى الظلمات من حيض َ‬ ‫أقام هنـاك تسعا مـن شهور‬
‫ضعيفـــا فاتحا للثدى فـاهُ‬ ‫وشَـقّ الفَرْجَ مولودا صغيرا‬
‫بــلزم ذاك فهل هـذا إله ؟!‬ ‫ويـأكل ثـم يشرب ثـم يأتى‬
‫سيســـألوا كلهـم عما افتراه‬ ‫تعالى ال عن إفك النصارى‬
‫قال تعال ‪ { :‬وَِإذْ قَالَ ال ّلهُ يَاعِيسَى ابْنَ َم ْريَمَ َءأَنْتَ قُ ْلتَ لِلنّاسِ اتّخِذُونِي َوُأمّيَ إَِل َه ْينِ ِمنْ دُونِ‬
‫ح ّق إِنْ كُنْتُ ُقلُْتهُ َفقَدْ عَ ِلمَْتهُ َتعْلَمُ مَا فِي َن ْفسِي‬
‫اللّ ِه قَالَ ُسبْحَانَكَ مَا يَكُو ُن لِي أَنْ َأقُولَ مَا َليْسَ لِي بِ َ‬
‫ت َل ُه ْم إِل مَا َأ َم ْرَتنِي ِب ِه َأ ِن ا ْعُبدُوا الّلَه َربّي‬
‫ت عَل ُم اْل ُغيُوبِ( ‪)116‬مَا ُقْل ُ‬
‫ك َأْن َ‬
‫ك ِإّن َ‬
‫س َ‬
‫وَل أَعْلَمُ مَا فِي َن ْف ِ‬
‫ت َعلَى ُك ّل َش ْي ٍء‬
‫ب َعَلْي ِه ْم َوَأْن َ‬
‫ت ال ّرقِي َ‬
‫ت َأْن َ‬
‫ت فِي ِه ْم َفَلمّا َت َوّفْيَتنِي ُكْن َ‬
‫ت َعَلْي ِه ْم َشهِيدًا مَا ُد ْم ُ‬
‫َو َرّب ُك ْم َو ُكْن ُ‬
‫َشهِي ٌد } [ الائدة ‪. ] 117-116 :‬‬
‫ت اْل َعزِيزُ‬
‫ك َأنْ َ‬
‫ث يقول عيسى عليه السلم لربه الرحن { ِإنْ ُتعَ ّذْبهُمْ فَإِنّهُمْ ِعبَادُكَ وَِإ ْن َت ْغ ِفرْ َلهُمْ فَإِنّ َ‬
‫[ الائدة ‪. ] 118 :‬‬ ‫حكِيمُ }‬
‫اْل َ‬
‫فيد اللـه جل وعل على عبده الصطفى ونبيه عيسى عليه السلم يقول ‪:‬‬
‫حِتهَا الَْنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا‬
‫جرِي مِنْ تَ ْ‬
‫{قَالَ ال ّلهُ هَذَا يَوْمُ َي ْنفَعُ الصّا ِد ِقيَ صِدْ ُقهُمْ َلهُ ْم َجنّاتٌ َت ْ‬
‫[ الائدة ‪. ] 119 :‬‬ ‫رَضِيَ اللّهُ عَ ْنهُمْ وَرَضُوا عَ ْنهُ َذلِكَ اْلفَوْزُ اْل َعظِيمُ }‬
‫ث يدعى جيع الرسل قال تعال ‪ { :‬يَوْمَ يَجْ َم ُع ال ّلهُ ال ّرسُ َل َفَيقُولُ مَاذَا ُأجِ ْبتُمْ قَالُوا ل ِعلْ َم َلنَا‬
‫إِنّكَ أَنْتَ عَلمُ اْل ُغيُوبِ } [ الائدة ‪.] 109 :‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)108‬‬

‫واسع ل جل وعل وهو يقول ‪:‬‬


‫{ َفلَنَسْأَلَنّ الّذِينَ أُ ْرسِلَ إِلَ ْيهِ ْم وََلنَسْأَلَنّ الْ ُم ْر َس ِليَ}[ العراف‪. ]6 :‬‬
‫يمع اللـه سبحانه وتعال الرسل بلل العبودية بل وجلل العبودية ف جواب الرسل على اللـه‬
‫ك َأنْتَ عَلمُ اْل ُغيُوبِ } ‪.‬‬
‫جل جلله وهم يقولون ‪ { :‬ل ِعلْمَ َلنَا إِنّ َ‬
‫أيها الخيار ‪ :‬يسأل الرسل واللئكة بل والنبياء بل والشهداء ؟ فهل نُترك بعد هؤلء ؟!!‬
‫ص ِعقَ َمنْ فِي السّمَوَاتِ َومَ ْن فِي الَ ْرضِ إِل مَ ْن شَاءَ اللّهُ‬
‫خ فِي الصّورِ فَ َ‬
‫قال اللـه تعال ‪ { :‬وَُنفِ َ‬
‫ثُمّ ُن ِفخَ فِيهِ أُ ْخرَى فَِإذَا هُ ْم ِقيَامٌ يَ ْن ُظرُونَ(‪)68‬وََأ ْش َرقَتِ الَ ْرضُ بِنُورِ َرّبهَا وَوُضِ َع الْ ِكتَابُ َوجِيءَ‬
‫ضيَ َبيَْنهُمْ بِاْلحَقّ وَهُمْ ل يُ ْظ َلمُونَ(‪)69‬وَ ُوفَّيتْ كُلّ َنفْسٍ مَا عَ ِملَتْ وَهُ َو أَ ْعلَمُ‬
‫شهَدَاءِ َوقُ ِ‬
‫ي وَال ّ‬
‫بِالنِّبيّ َ‬
‫[ الزمر ‪. ] 70 - 68 :‬‬ ‫بِمَا َي ْفعَلُونَ }‬
‫ويبدأ العرض على اللـه جل وعل وكيف يبدأ الساب ؟‬
‫هذا ما سوف نتعرف عليه بإياز بعد جلسة الستراحة‬
‫وأقول قول هذا واستغفر اللـه ل ولكم‬
‫الطبة الثانية ‪:‬‬
‫المد ل رب العالي وأشهد أن ل إله إل اللـه وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‬
‫‪ ،‬اللـهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى أصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بديه واست‬
‫بسنته واقتفى أثره إل يوم الدين ‪ ،‬أما بعد ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬العرض على اللـه جل وعل وأخذ الكتب‬

‫أيها الحبة الكرام ‪:‬‬


‫بعد ذلك يبدأ الساب وسنقف مع الساب وقفات ‪ ،‬فالساب يبدأ بالعرض على اللـه جل جلله‬
‫بالوقوف بي يدى الق اللك العدل سبحانه فأنت ف أرض الحشر ستستمع إل نداء اللئكة ‪ :‬أين‬
‫فلن بن فلن ؟‬
‫هــذا هو اسى ‪ ..‬ماذا تريدون يا ملئكة اللـه ؟!‬
‫أقبل للعرض على اللـه جل وعــل !!‬
‫وقد وكلت اللئكة بأخذك ‪ ،‬وسوقك ف أرض الحشرعلى رؤوس الشهاد ‪ ،‬واللئق كلها تنظر‬
‫فى رحاب الدار الخرة " م جئ ال رب جل جل له"‬ ‫(‪)109‬‬

‫إليك ‪ ،‬فيقرع النداء قلبك ويصفر وجهك وترتعد فرائصك وتضطرب جوارحك وترى نفسك بي يدى‬
‫الق جل جلله ليكلمك ليس بينك وبينه ترجان كما ف الصحيحي من حديث عدى بن حات أنه‬
‫قال ‪:‬‬
‫(( ما منكم من أحد إل سيكلمه ربه ‪ ،‬ليس بينه وبينه تُرجان ‪ ،‬فينظر أين منه (أى عن يينه ) فل‬
‫يرى إل ما قدم ( أى ف هذه الياة الدنيا ) وينظر أشأم منه ( أى عن شاله ) فل يرى إل مــا‬
‫تـــرة))‬ ‫قــدم ‪ ،‬وينظر بي يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشـــق‬
‫( ‪)1‬‬

‫أى ولو بنصف تره تتصدقون با إل اللـه جل وعـــل ‪.‬‬


‫يقرع النداء القلب ويأمر اللـه تبارك وتعال بالصحف وبالكتب فيأخذ كل إنسان صحيفته ‪.‬‬
‫تلك الصحيفة الت ل تغادر بلية كتمتها ول مبأة أسررتا ‪ .‬فكم من معصية قد كنت نسيتها ‪..‬‬
‫ذكرك اللـه إياها ‪ .‬وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها ‪ ..‬أظهرها اللـه لك وأبداها ‪ ..‬فيا حسرة‬
‫القلب ساعتها على ما فرطنا ف دنيانا من طاعة موالنا ‪.‬‬
‫اسع لربك جل وعل ‪ ،‬وهو يقول ‪:‬‬
‫ش ْرنَاهُ ْم َفلَ ْم ُنغَادِرْ ِم ْنهُمْ َأحَدًا(‪)47‬وَ ُعرِضُوا َعلَى‬
‫جبَالَ وََترَى الَ ْرضَ بَارِ َزةً وَحَ َ‬ ‫{ وَيَوْ َم ُنسَيّ ُر الْ ِ‬
‫جعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا(‪)48‬وَوُضِعَ اْلكِتَابُ‬ ‫صفّا َلقَدْ جِئْتُمُونَا َكمَا َخ َلقْنَاكُمْ أَ ّولَ َم ّر ٍة بَلْ َزعَمْتُ ْم َألّنْ نَ ْ‬ ‫َربّكَ َ‬
‫فََترَى الْ ُمجْ ِر ِميَ ُمشْــ ِف ِقيَ مِمّا فِيهِ وََيقُـــولُونَ يَاوَْيلَتَنَا مَـــالِ هَذَا الْ ِكتَابِ ل ُيغَادِرُ‬
‫ضرًا وَل يَ ْظلِمُ‬ ‫يةً إِل أَحْصَــــاهَا وَوَجَـــدُوا مَا َعمِلُوا حَا ِ‬ ‫صغِيـــ َرةً وَل َكبِــــ َ‬ ‫َ‬
‫َربّكَ أَحَدًا }‬
‫[ الكهف ‪. ] 49 - 47 :‬‬
‫أيها السلم ‪:‬‬
‫مُستوحشا قلـق الحشــاء حيرانا‬ ‫عرْيانا‬
‫تذكر وقوفـك يوم العرض ُ‬
‫على العصاة ورب العرش غضبانا‬ ‫والنار تلهب مـ‪ ،‬غيظ ومن حنقٍ‬
‫فهل تـرى فيه حرفا غيـر ما كانا‬ ‫إقـرأ كتابـك ياعبــدُ على مهلٍ‬
‫إقرار مــن عرف الشياء عرفانا‬ ‫فلما قرأت ولــــم تنكر قراءته‬
‫وأمضـوا بعبد عصى للنار عطشانا‬ ‫نادى الجليــل خـذوه يا ملئكتى‬
‫والمـؤمنون بـدار الخلــد سكانا‬ ‫المشركـون غـدا فى النار يلتهبوا‬

‫‪ )(1‬رواه البخارى رقم (‪ )7512‬فى التوحيد‪ ،‬باب كلم الرب عز وجل ‪ ،‬ومسلم رقم (‪ )1016‬فى الزكاة ‪ ،‬باب الحث على الصدقة‬
‫ولو بشق تمرة ‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )2427‬فى صفه القيامة ‪.‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)110‬‬

‫أقف عند هذا القدر مع ( العرض على اللـه جل وعل ) لنواصل الديث إن قدر اللـه لنا البقاء‬
‫واللقاء لنتعرف على ‪:‬‬
‫كيفية العرض ؟ ‪ ،‬كيفية الساب ؟! كيف ياسب اللـه الؤمن يوم القيامة ؟! وكيف يقرأ الؤمن‬
‫كتابه ؟! وهل تظهر السنات أولً أم تظهر السيئات ؟! وما الذى يقوله اللـه للمؤمن ؟!‬
‫وكيف ياسب اللـه الكافر يوم القيامة ؟! وكيف يقرأ الكافر صحيفته وكتابه ؟!‬
‫أسأل اللـه العظيم رب العرش الكري أن يسن خاتتنا ‪ .‬إنه ول ذلك والقادر عليه ‪.‬‬
‫‪ ..........‬الدعــــــــــاء‬

You might also like