You are on page 1of 21

‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.

fr‬‬

‫سورة هود‬
‫*تناسب خاتمة يونس مع فاتحة هود*‬
‫ت مِن‬ ‫ت آيَاتُ ُه ثُ ّم فُصّلَ ْ‬ ‫ح ِكمَ ْ‬ ‫خيْرُ ا ْلحَا ِكمِينَ (‪ ))109‬وفي أول هود (كِتَابٌ أُ ْ‬ ‫حكُمَ اللّهُ وَ ُهوَ َ‬
‫ى يَ ْ‬
‫حتّ َ‬
‫صبِ ْر َ‬
‫قال في آخر يونس (وَا ّتبِعْ مَا يُوحَى إَِل ْيكَ وَا ْ‬
‫خبِي ٍر (‪ ))1‬واتبع ما يوحى إليك ‪ -‬كتاب أحكمت آياته‪ ،‬وكأن ما يوحى إليه والمأمور باتّباعه الكتاب الذي أحكمت آياته‪ ،‬ومن أحكمهم؟‬ ‫حكِيمٍ َ‬ ‫ّلدُنْ َ‬
‫حكُ َم اللّهُ وَهُوَ‬
‫ى يَ ْ‬ ‫حتّ َ‬‫صبِرْ َ‬ ‫خير الحاكمين‪ .‬وهو خير الحاكمين كتاب أحكمت آياته الذي أحكمه هو خير الحاكمين‪ .‬خير الحاكمين في يونس (وَا ْ‬
‫ت آيَاتُهُ) من الذي أحكم آياته؟ خير الحاكمين‪.‬‬ ‫ن (‪ ))109‬وفي هود ( ِكتَابٌ ُأ ْ‬
‫ح ِكمَ ْ‬ ‫خيْرُ الْحَا ِكمِي َ‬
‫َ‬
‫ل (‪))108‬‬ ‫ل عََل ْيهَا َومَا َأ َن ْا عََل ْيكُم بِ َوكِي ٍ‬
‫ل فَِإّنمَا يَضِ ّ‬‫ضّ‬ ‫ق مِن ّربّكُ ْم َفمَنِ ا ْه َتدَى َفِإّنمَا َيهْ َتدِي ِلنَفْسِهِ َومَن َ‬ ‫حّ‬ ‫س َقدْ جَاءكُمُ الْ َ‬ ‫ل يَا َأّيهَا النّا ُ‬ ‫في آخر يونس (قُ ْ‬
‫ت كُلّ‬‫سمّى َويُؤْ ِ‬ ‫ل مّ َ‬ ‫سنًا ِإلَى َأجَ ٍ‬ ‫وفي أوائل هود (َألّ َت ْعبُدُواْ ِإلّ اللّ َه ِإنّنِي َلكُم ّمنْ ُه نَذِيرٌ َوبَشِي ٌر (‪ )2‬وَأَنِ ا ْ‬
‫س َتغْفِرُواْ َرّبكُ ْم ثُ ّم تُوبُواْ إَِليْهِ ُي َمّتعْكُم ّمتَاعًا حَ َ‬
‫سنًا) هذا لمن‬ ‫ب يَوْ ٍم َكبِيرٍ (‪ ،))3‬نذير وبشير مقابل من اهتدى ومن ضلّ‪ُ ( ،‬ي َمتّ ْعكُم ّمتَاعًا حَ َ‬ ‫عذَا َ‬‫ف عََل ْيكُ ْم َ‬‫ل فَضْلَهُ وَإِن تَوَلّوْ ْا َفِإنّيَ أَخَا ُ‬ ‫ضٍ‬ ‫ذِي فَ ْ‬
‫ل عََل ْيهَا) إذن فسر وشرح ما قاله في يونس‬ ‫ل فَِإّنمَا يَضِ ّ‬ ‫ب يَوْ ٍم َكبِيرٍ (‪ ))3‬هذا مقابل ( َومَن ضَ ّ‬ ‫عذَا َ‬‫ف عََل ْيكُ ْم َ‬ ‫اهتدى‪ ،‬ثم يقول (وَإِن تَوَلّوْ ْا َفِإنّيَ أَخَا ُ‬
‫ل عََل ْيهَا) أنه من اهتدى يمتعه متاعا حسنا ومن ضل فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير وكلها‬ ‫ل َفِإّنمَا َيضِ ّ‬ ‫( َفمَنِ ا ْهتَدَى َفِإنّمَا َي ْهتَدِي ِل َنفْسِهِ َومَن ضَ ّ‬
‫إنني لكم منه نذير وبشير‪.‬‬
‫**هدف السورة‪ :‬الستمرار في الصلح دون تهوّر أو ركون**‬
‫هذه السورة وأخواتها سورتي يونس السابقة وسورة يوسف هي أول ثلث سور لسماء أنبياء وكلما كان اسم السورة على اسم نبي كانت قصة‬
‫هذا النبي هي محور السورة وفي ختام السورة تأتي أية تلخّص للقصة وكأنها قاعدة في كل السور المسماة بأسماء أنبياء‪ .‬وهذه السور الثلث‬
‫نزلت في وقت واحد وبنفس الترتيب التي ورد في المصحف ونزلت السور الثلث بعد وفاة السيدة خديجة رضي ال عنها ووفاة عم الرسول‬
‫أبو طالب وما لقاه من أذى في الطائف والرفض دعوته ونصرته من قبائل العرب وكانت تلك الفترة عصيبة جدا على الرسول وعلى‬
‫المسلمين في مكة لما لقوه من أذى المشركين فمنهم من أمره الرسول بالهجرة الى الحبشة ومنهم من بقي في مكة يتعرض للذى والتضييق‬
‫ص عليه ما حدث لخوانه الرسل من أنواع البتلء‬ ‫من قبل كفار قريش‪ ،‬فكأنما أنزل ال تعالى هذه اليات تسلية للنبي وتسرية عنه لنها تق ّ‬
‫ليتأسّى بهم في الصبر والثبات‪ .‬وجاءت السورة لتوضح لنا أن من يمر بهذه الزمات والمحن قد يتصرف وفق احد هذه التصرفات‪:‬‬
‫‪ .1‬يفقد المل والعمل‬
‫‪ .2‬يتهور ويلجأ إلى العنف والتصرفات غير المحسوبة وتدمير الغير‬
‫ي ويعيش في ظله ويترك قضيته وينتهي أمره على هذا النحو‪.‬‬ ‫‪ .3‬يركن للقو ّ‬
‫لكننا نرى أن الرسل لم يأخذوا أي واحد من هذه التصرفات وكذلك جاءت اليات تدعو الرسول لعدم التصرف بهذه التصرفات وإنما جاءت‬
‫طغَوْاْ ِإنّهُ ِبمَا َت ْعمَلُونَ بَصِيرٌ) آية ‪112‬‬ ‫ل تَ ْ‬
‫ستَ ِق ْم َكمَا ُأمِرْتَ َومَن تَابَ َم َعكَ َو َ‬ ‫آية محورية التي هي أساس السورة والتي تدور اليات حولها‪( :‬فَا ْ‬
‫ل تُنصَرُونَ) آية ‪ .113‬وهذه اليات تضمنت التوجيه للرسول‬ ‫سكُمُ النّا ُر َومَا َلكُم مّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَ ْوِليَاء ثُ ّم َ‬
‫ل تَ ْر َكنُواْ إِلَى اّلذِينَ ظََلمُو ْا َف َتمَ ّ‬
‫و( َو َ‬
‫والمسلمين كيف يتصرفون في هذه المحنة وفي أي محنة قد تصيبهم في أي زمن وفي أي مكان‪ .‬إن هذه الية تعالج حالة نفسية لناس في وضع‬
‫صعب للغاية فجاءت بالمر الول (فاستقم) أي اصبر واستمر بالدعوة‪ ،‬ثم جاء المر الثاني‪( :‬ل تطغوا) أي اياكم والتهور والطغيان وجاء المر‬
‫الثالث‪( :‬ول تركنوا) بمعنى إياك أن تعيش في ظل القوي وتستسلم له‪ .‬وهذه الوامر الثلث هي على عكس التصرفات المتوقعة ممن أصابته‬
‫المحن كما أوردنا سابقا‪ .‬وقد قال الحسن رضي ال عنه‪ :‬سبحان الذي جعل اعتدال الدين بين لئين‪ :‬ل تطغوا ول تركنوا‪.‬‬
‫وجاءت آيات السورة تتحدث عن نماذج من النبياء الذين أصابتهم المحن ولقوا من المصاعب ما لقوا خلل دعوتهم لقوامهم ومع هذا كله‬
‫صبروا واتبعوا هذه الوامر الثلث‪ .‬وهذه السورة هي في غاية الهمية للمسلمين لذا قال الرسول ‪ :‬شيّبتني هود وأخواتها‪.‬‬
‫خبِيرٍ) آية ‪ 1‬وتدعو إلى توحيد ال تعالى‬ ‫حكِيمٍ َ‬‫ت آيَاتُ ُه ثُ ّم فُصَّلتْ مِن ّلدُنْ َ‬ ‫ح ِكمَ ْ‬
‫تبدأ السورة بتمجيد القرآن العظيم الذي أحكمت آياته (الَر ِكتَابٌ ُأ ْ‬
‫ستَخْفُواْ‬
‫صدُورَ ُهمْ ِليَ ْ‬ ‫ل َتعْ ُبدُواْ ِإلّ اللّهَ ِإّننِي َلكُم ّمنْهُ َنذِيرٌ َوبَشِيرٌ) آية ‪ .2‬وعرضت الظروف الصعبة التي كان يعيشها المسلمون (أَل ِإّنهُ ْم َيثْنُونَ ُ‬ ‫(َأ ّ‬
‫صدُورِ) آية ‪ .5‬ويدعو ال تعالى رسوله للثبات والستمرار في الدعوة‬ ‫ن ِثيَا َبهُ ْم َيعْلَ ُم مَا يُسِرّونَ َومَا ُيعِْلنُونَ ِإنّهُ عَلِيمٌ ِبذَاتِ ال ّ‬
‫س َتغْشُو َ‬
‫ِمنْهُ أَل حِينَ يَ ْ‬
‫علَى‬‫ت نَذِيرٌ وَاللّهُ َ‬ ‫ل عََليْهِ كَنزٌ أَ ْو جَاء َمعَهُ مََلكٌ ِإّنمَا أَن َ‬‫صدْ ُركَ أَن يَقُولُواْ َل ْولَ أُن ِز َ‬ ‫ق بِهِ َ‬ ‫ض مَا يُوحَى ِإَل ْيكَ َوضَآئِ ٌ‬‫ك َبعْ َ‬ ‫ك تَا ِر ٌ‬‫رغم كل الظروف (فََلعَّل َ‬
‫شيْءٍ َوكِيلٌ) آية ‪ ،12‬وعرضت لعناصر الدعوة السلمية في ظل كل الظروف الصعبة عن طريق الحجج العقلية مع الموازنة بين فريقي‬ ‫كُلّ َ‬
‫ن َمثَلً َأفَلَ‬ ‫ستَ ِويَا ِ‬
‫ل يَ ْ‬
‫سمِي ِع هَ ْ‬‫الضلل والهدى وفرّقت بينهما كما تفرق الشمس بين الظلمات والنور ( َمثَلُ الْ َفرِي َقيْنِ كَالَعْمَى وَالَصَمّ وَا ْلبَصِيرِ وَال ّ‬
‫َت َذكّرُونَ) آية ‪ 24‬ويتحدث الربع الول من السورة (أول ‪ 30‬آية) عن هذا المعنى‪ :‬التكذيب شديد وتأثيره شديد على المسلمين‪.‬‬
‫ثم تنتقل اليات تتحدث عن سبع نماذج من الرسل الكرام وصبرهم على ما لقوه من قومهم‪:‬‬
‫قصة نوح أبو البشر الثاني وقد وردت قصة نوح في هذه السورة بتفصيل لم تذكره أية سورة أخرى من السور حتى سورة‬ ‫·‬
‫نوح نفسها‪ .‬وتشرح كيف صبر نوح على قومه فقد لبث فيهم عمرا طويلً أطول من أي نبي آخر ‪ 950‬عاما يدعوهم وهم على‬
‫تعنتهم ويسخرون منه ولمّا طلب ال منه أن يصنع الفلك استمرت هذه العملية سنوات عديدة حتى زرع الشجر ثم أخذ منها الخشب‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وصنع السفينة وكان يمكن ل تعالى ان يهلك قوم نوح من غير انتظار هذه المدة الطويلة لكن حكمته أرادت أن يظهر طول معاناة‬
‫نوح وصبره كل هذه السنوات على الذى حتى نتعلم منه الصبر مهما طال الذى وعدم اليأس والستمرار بالدعوة‪ .‬ولم يكن رد‬
‫نوح على قومه انفعاليا ول غاضبا إنما قال‪( :‬قَالَ ِإّنمَا يَ ْأتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء َومَا أَنتُم بِ ُمعْجِزِينَ) آية ‪ .33‬فكأنه استقام كما أمره‬
‫ال وصبر على الدعوة واستمر فيها ولم يتهور في ردة فعله وإنما كان ينصح لهم (اليات ‪ ) 28،29،30،31،32،33،34،35‬ولم‬
‫يركن حتى الى ابنه الذي كان من المغرقين ولم ترد قصة ابن نوح إل في هذه السورة لمناسبة ورودها لهدف السورة وتحقيق‬
‫حكَمُ ا ْلحَا ِكمِينَ)‬‫ع َدكَ ا ْلحَقّ وَأَنتَ َأ ْ‬ ‫معنى ل تركن ولو كان الكافر الظالم من أهله ( َونَادَى نُوحٌ ّربّ ُه فَقَالَ َربّ إِنّ ا ُبنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنّ وَ ْ‬
‫ح ْمنِي َأكُن مّنَ الْخَاسِرِينَ) وتأتي العبرة في‬ ‫ل َتغْفِرْ لِي َوتَرْ َ‬ ‫آية ‪ 45‬وآية ‪( 47‬قَالَ رَبّ ِإنّي أَعُوذُ ِبكَ أَنْ أَسَْأَلكَ مَا َليْسَ لِي بِ ِه عِلْمٌ وَِإ ّ‬
‫صبِرْ إِنّ ا ْلعَا ِقبَةَ لِ ْل ُمتّقِينَ) آية ‪.49‬‬‫نهاية قصة نوح (فَا ْ‬
‫ثم تأتي قصة هود مع قومه وقد سميت السورة باسمه تخليدا لجهوده الكريمة في الدعوة إلى ال فقد كان قومه من العتاة‬ ‫·‬
‫ل فردا بين الجمّ الغفير من عتاة عاد الغلظ‬ ‫المتجبرين الذين اغتروا بقوتهم وقالوا من أشد منا قوة؟ فواجههم هود وكان رج ً‬
‫الشداد وقد حقّرهم وانتقص آلهتهم وحثّهم على التصدي له وهي من أعظم اليات أن يواجه بهذا الكلم رجل واحد أمة عطاشا إلى‬
‫إراقة دمه وذلك لثقته بربه وقد قال لهم هود كلما جامعا في أية واحدة ما قالها نبي ول رسول لقومه أبدا اشتملت كل المعاني‬
‫ن * مِن دُونِهِ‬ ‫ش َهدُواْ َأنّي بَرِي ٌء ّممّا تُشْ ِركُو َ‬ ‫ش ِهدُ اللّهِ وَا ْ‬‫ل ِإنّي أُ ْ‬ ‫ك َبعْضُ آِل َهتِنَا بِسُ َو ٍء قَا َ‬
‫عتَرَا َ‬‫الثلثة التي ذكرناها سابقا (إِن نّقُولُ ِإلّ ا ْ‬
‫ستَقِي ٍم *‬ ‫ط مّ ْ‬‫ص َي ِتهَا إِنّ َربّي عَلَى صِرَا ٍ‬ ‫خذٌ ِبنَا ِ‬
‫ل هُ َو آ ِ‬ ‫ت عَلَى اللّهِ َربّي َو َربّكُم مّا مِن دَآبّةٍ ِإ ّ‬ ‫ل تُنظِرُونِ * ِإنّي تَ َوكّلْ ُ‬ ‫جمِيعًا ثُ ّم َ‬ ‫َفكِيدُونِي َ‬
‫ل شَيْ ٍء حَفِيظٌ) اليات ‪-54‬‬ ‫ى كُ ّ‬‫ش ْيئًا إِنّ َربّي عَلَ َ‬‫ضرّونَهُ َ‬ ‫غيْ َر ُكمْ َولَ تَ ُ‬ ‫خلِفُ َربّي قَ ْومًا َ‬ ‫ستَ ْ‬
‫ت بِهِ إَِل ْيكُمْ َويَ ْ‬ ‫َفإِن تَوَلّوْ ْا فَ َقدْ َأبَْلغْ ُتكُم مّا ُأرْسِ ْل ُ‬
‫‪ .57 - 56-55‬فكأنما جمعت هذه اليات (استقم واصبر واستمر بالدعوة ول تطغى ول تركن الى الذين ظلموا) فلم يتحدث أحد‬
‫بقوة وعدم ركون واصرار على الرسالة إل سيدنا هود ولذا سمى ال تعالى السورة باسمه‪.‬‬
‫ثم جاءت قصة نبي ال صالح ثم قصة لوط وشعيب ثم قصة موسى وهارون صلوات ال وسلمه عليهم جميعا ثم التعقيب‬ ‫·‬
‫المباشر بما في هذه القصص من العبر والعظات التي تدور حول محور السورة وتخدم أهدافها وتعرض صبر كل نبي على أذى‬
‫قومه وعدم ركونه وطغيانه‪.‬‬
‫ثم ختمت السورة الكريمة ببيان الحكمة من ذكر قصص المرسلين لتثبيت قلب النبي أمام الشدائد والهوال اتي تعرض لها‬ ‫·‬
‫ك فِي هَـذِهِ الْحَقّ َومَوْعِظَ ٌة َوذِكْرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) آية ‪ .120‬ثم يعرض‬ ‫ت بِهِ فُؤَا َدكَ وَجَاء َ‬ ‫ل مَا ُن َثبّ ُ‬ ‫عَل ْيكَ مِنْ أَنبَاء الرّسُ ِ‬ ‫ل نّ ُقصّ َ‬ ‫( َوكُـ ّ‬
‫ال تعالى لنا كيفية تنفيذ الوامر التي وصّانا بها ويدلنا أن العبادة هي التي تعين على الستقامة (وََأ ِقمِ الصّلَ َة طَ َرفَيِ ال ّنهَارِ وَزَُلفًا‬
‫جرَ‬
‫ل يُضِيعُ أَ ْ‬ ‫ت ذَِلكَ ِذكْرَى لِلذّاكِرِينَ) آية ‪ ،114‬والصبر الية ‪( 115‬وَا ْ‬
‫صبِ ْر فَإِنّ اللّ َه َ‬ ‫ت يُذْ ِهبْنَ السّـ ّيئَا ِ‬ ‫سنَا ِ‬‫مّنَ الّليْلِ إِنّ ا ْلحَ َ‬
‫سنِينَ)‪ ،‬وكأنما اليات كلها من الية ‪ 113‬إلى نهاية السورة تعين عى تنفيذ الهدف‪ .‬وتختم السورة بالتوحيد كما بدأت به‬ ‫ا ْلمُحْ ِ‬
‫عمّا َت ْعمَلُونَ ) آية‬ ‫ل َ‬‫ك ِبغَافِ ٍ‬‫ل عََليْهِ َومَا َرّب َ‬
‫عُبدْهُ َوتَ َوكّ ْ‬
‫لمْ ُر كُلّ ُه فَا ْ‬‫سمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ وَإَِليْ ِه يُرْجَ ُع ا َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫غيْ ُ‬ ‫ليتناسق البدء مع الختام (وَلِلّ ِه َ‬
‫‪.123‬‬
‫ومن لطائف سورة هود البلغية أن الوامر بأفعال الخير أفردت للنبي وإن كانت عامة في المعنى (فاستقم كما أمرت‪ ،‬وأقم الصلة‪ ،‬واصبر)‬
‫وفي المنهيّات جمعت للمة (ول تطغوا‪ ،‬ول تركنوا إلى الذين طلموا)‪.‬‬
‫وفى سورة هود كلها حكيم قبل عليم وفي سورة يوسف كلها عليم قبل حكيم‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة هود***‬
‫‪):‬آية (‪1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يمم‬
‫حك ِ ٍ‬ ‫من ل ّد ُم ْ‬
‫ن َ‬ ‫صل َ ْ‬
‫ت ِم‬ ‫ه ث ُم َّ‬
‫م فُم ِّ‬ ‫ت آيَات ُم ُ‬
‫م ْم‬
‫حك ِ َ‬
‫بأ ْ‬‫*مما المقصمود بوصمف الكتاب فمى قوله تعالى (الَر كِتَا ٌم‬
‫خبِيرٍ (‪ )1‬هود)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫َ‬
‫‪.‬أحكمت آياته أي ليس فيها خلل‪ .‬قد يكون من الحكمة أو من الحكم أو استواؤها وعدم وجود الخلل فيها وهذا من باب التوسع في المعنى‬
‫‪):‬آية (‪7‬‬
‫* ما دللة كلمة ليبلوكم في الية ( (‪ )7‬هود) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫عمَلًا (‪ )7‬هود) كلمة ليبلوكم‪ ،‬البتلء هو الختبار‬ ‫ن َ‬‫عرْشُ ُه عَلَى ا ْلمَا ِء ِل َيبْلُ َوكُمْ َأّيكُمْ َأحْسَ ُ‬
‫ن َ‬
‫ستّةِ َأيّامٍ َوكَا َ‬
‫ض فِي ِ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ َ‬
‫(وَهُ َو اّلذِي خَلَقَ ال ّ‬
‫والمتحان والفعل يبلو متعلق بـ (خلق) يعني خلق هذه الشياء من أجل امتحانكم ومن أجل ابتلئكم‪ .‬هذا الكون كله خُلِق وأنتم خُلِقتم أيضا من‬
‫أجل البتلء والمتحان من سيكون مطيعا ل سبحانه وتعالى ومن سيكون عاصيا؟‪ .‬التعلق بخَلَق‪ ،‬ليبلوكم متعلقٌ بخَلَق وليس بما وراء خلق (في‬
‫ستة أيام) وإن كانت كل هذه المعاني داخلة ضمن المتحان والختبار هي جزء منه‪ ،‬لما يسأل النسان لماذا ستة أيام؟ ما المراد بالعرش؟ ما‬
‫المراد بالماء؟ كيف كان عرشه على الماء؟ هذا كله يندرج بالغيب الذي يؤمن به المؤمنون (الذين يؤمنون بالغيب) لن كل ما غاب عنا إدراكه‬
‫الخوض فيه هو كدٌ للذهن ل يوصل إلى نتيجة‪ .‬ممكن أن تأتي بعض النظريات والقوال هذا كله ليس من شأن القرآن الكريم‪ .‬اليمان بهذا النص‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫القرآني هو جزء من اليمان بال سبحانه وتعالى وهذا الجزء أو هذه المساحة التي قلنا عنها أكثر من مرة اللفظ العام مفهوم لكن هناك مساحة في‬
‫بعض اليات هي مفهومة من حيث اللغة لكن فيها مساحة للغيب (قلنا هذا أكثر من مرة لكن العادة فيها نوع من الصالح)‪.‬‬
‫فإذن (ليبلوكم) دللتها ليختبركم أي أن هذا الوجود هو من أجل اختباركم أي أن تختبروا و الختبارل تعني أن ال سبحانه وتعالى لم يكن يعلم‬
‫لن ال عز وجل المستقبل في عينه ماضي‪ .‬لكن حتى النسان الذي يدخل الجنة يعلم لماذا دخل الجنة‪.‬‬
‫خبِِر المر واختبر المر لكن الختبار كأن فيه نوع من العمل‪ .‬لما‬‫الفرق بين البلء والبتلء‪ :‬بله بالشيء وابتله كلهما بمعنى اختبره مثل َ‬
‫تقول خبرت هذ الشيء أي صار عندك خبرة به بجهد يسير إنما إختبرته فيه جهد‪ ،‬مثل جهد في المر واجتهد في المر‪ ،‬إفتعل فيه معنى بذل‬
‫الجهد‪ .‬ليبلوكم أي ليعلم من أخباركم علم ظاهر‪ ،‬أو علما ظاهرا لن العلم الباطن عند ال سبحانه وتعالى معلوم لكن حتى المخلوق يقتنع أن هذا‬
‫حقّه بناء على فعله‪.‬‬
‫ت‬ ‫من بَعْدِ َال ْ َ‬
‫موْم ِ‬ ‫نم ِم‬‫مبْعُوثُو َ‬‫ت إِنَّك ُمم َّ‬‫*مما دللة َ إختلف تشكيمل كلممة ليقولن فمي سمورة هود (وَلَئِن قُل ْم َ‬
‫معْدُودَةٍ ل ّيَقُول ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫ب إِلَى أ َّ‬ ‫ن أ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مةٍ َّ‬ ‫م الْعَذ َا َم‬‫خْرن َما عَنْهُم ُ‬ ‫مبِي نٌم (‪ )7‬وَلَئ ِم ْ‬
‫حٌر ُّ‬
‫سم ْ‬ ‫ن ال ّذِي نَم كَفَُروا ْ إ ِم ْ‬
‫ن هَممذ َا إِل ّ ِ‬ ‫لَيَقُول َم َّ‬
‫ه (‪))8‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫س ُ‬ ‫حب ِ ُ‬‫ما ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ليقولَن بالفتح لنه ذكر الفاعل بعدها (الذين كفروا)‪ ،‬لن الفعل يُفرد مع الفاعل‪ .‬أما الثانية (ليقولُنّ) بالضم لن الفعل محذوف واو الجماعة‪،‬‬
‫الصل (يقولون) ثم دخلت نون التوكيد فهذا جمع وذاك مفرد‪ .‬مع الجمع يقول (ليقولُنّ) ومع المفرد (ليقولَنّ) الفعل يفرد مع الفاعل نقول حضر‬
‫الرجال‪ ،‬يحضر الرجال ول نقول يحضرون الرجال‪ ،‬ليحضرنّ الرجال وإذا ذهب الفاعل وكانوا مجموعين نقول ليحضرُنّ‪ ،‬ل نقول ليحضرَن‬
‫الرجال‪ .‬إذا كان الفاعل مذكورا يفرد الفعل مع الفاعل‪ .‬والثانية الفاعل واو الجماعة فقال ليقولُنّ‪.‬‬
‫وفى إجابة أخرى‪:‬في الية الولى في سورة هود الفعل يُبنى على الفتح لن نون التوكيد باشرت الفعل المضارع لنه مُسند إلى اسم ظاهر (الذين‬
‫كفروا) والفعل يُفرد مع الفاعل وهذه قاعدة إذا كان الفاعل ظاهرا فنأتي بالفعل في حالة الفراد ويُبنى على الفتح لن نون التوكيد باشرته كما في‬
‫قوله تعالى (وإذا جاءك الذين كفروا) ول نقول جاءوك الذين كفروا‪.‬‬
‫أما في الية الثانية فالفعل مُسند إلى واو الجماعة ولم تباشره نون التوكيد وأصل الفعل إذا حذفنا نون التوكيد (يقولون) والية ‪ 8‬من سورة هود‬
‫س َتهْ ِزئُونَ (‪.))8‬‬‫ق ِبهِ ْم مَا كَانُوا بِ ِه يَ ْ‬‫ع ْنهُمْ وَحَا َ‬
‫صرُوفًا َ‬
‫س مَ ْ‬
‫حبِسُ ُه أَلَا يَوْ َم يَ ْأتِيهِمْ َليْ َ‬
‫ن مَا يَ ْ‬
‫ع ْنهُمُ ا ْل َعذَابَ إِلَى ُأمّ ٍة َم ْعدُودَ ٍة َليَقُولُ ّ‬
‫(وََلئِنْ أَخّ ْرنَا َ‬
‫ولهذا فل بد أن يكون الفعل في الية الولى مبني على الفتح لنه مُسند إلى اسم ظاهر (ليقولّن) والثاني مُسند إلى واو الجماعة (ليقولُنّ) مرفوع‬
‫بالنون المحذوفة لتوالي المثال والواو المحذوفة للتقاء الساكنين‪ .‬أصل الفعل يقولون مرفوع بثبات النون وعندما جاءت نون التوكيد الثقيلة يصبح‬
‫عندنا ‪ 3‬نونات ويصبح هذا كثيرا فيحذفون نون الرفع وتبقى نون التوكيد واللم لم الفعل‪.‬‬
‫وفي الية الولى اللم في (ليقولنّ) واقعة في جواب القسم‪( .‬لئن) اللم موطّئة للقسم و(إن) الشرطية و(لئن) قسم‪ .‬واللم في الثبات ل بد أن تأتي‬
‫في الجواب (حتى يكون الفعل مثبتا)‪ .‬فإذا قلنا لئن سألتهم من خلق السموات والرض يقولون يُصبح الفعل منفيّا‪ .‬في جواب القسم إذا أجبنا القسم‬
‫بفعل مضارع إذا كان الفعل مثبتا فل بد من أن نأتي باللم سواء معه نون أو لم يكن معه نون كأن نقول "وال لذهب الن‪ ،‬أو وال لذهبنّ" فلو‬
‫حتّى َتكُونَ‬
‫سفَ َ‬‫حُذفت اللم فتعني النفي قطعا فّإذا قلنا وال أذهب معناها ل أذهب كما في قوله تعالى في سورة يوسف (قَالُوا تَاللّ ِه تَ ْفتَأُ َت ْذكُرُ يُو ُ‬
‫حَرَضًا أَ ْو َتكُونَ مِنَ ا ْلهَاِلكِينَ (‪ ))85‬بمعنى ل تفتأ‪ .‬فمتى أجبت القسم بالفعل المضارع ولم تأت باللم فهو نفي قطعا كما في هذه البيات‪:‬‬
‫مناقب تُفسد الرجل الكريما‬ ‫رأيت الخمر صالحة وفيها‬
‫ول أشفي بها أبدا سقيما‬ ‫فل وال أشربها حياتي‬
‫‪):‬آية (‪13‬‬
‫* مما الفرق البيانمي بيمن قوله تعالى (ممن مثله)فمى سمورة البقرة و(مثله)فمى سمورة هود؟(د‪.‬فاضمل‬
‫السامرائى)‬
‫ع ْب ِدنَا فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة‬
‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬
‫ن ُكنْتُ ْم فِي َريْ ٍ‬ ‫تحدّى ال تعالى الكفار والمشركين بالقرآن في أكثر من موضع فقال تعالى في سورة البقرة (وَإِ ْ‬
‫ت وَادْعُوا‬ ‫ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِينَ (‪ ))23‬وقال في سورة هود (َأمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ل َف ْأتُوا ِبعَشْرِ سُوَ ٍر ِمثْلِهِ مُ ْفتَ َريَا ٍ‬ ‫شهَدَا َء ُك ْم مِنْ دُونِ اللّهِ إِ ْ‬
‫ن ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ‬ ‫مِ ْ‬
‫ن (‪.))13‬‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬
‫ط ْعتُ ْم مِ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫مَنِ ا ْ‬
‫أولً ينبغي أن نلحظ الفرق في المعنى بين (من مثله) و(مثله) ثم كل آية تنطبع بطابع الفرق هذا‪ .‬فإذا قلنا مثلً ‪ :‬إن لهذا الشيء أمثالً فيقول‪:‬‬
‫ائتني بشيء من مثله فهذا يعني أننا نفترض وجود أمثال لهذا الشيء أما عندما نقول ‪ :‬ائتني بشيء مثله فهذا ل يفترض وجود أمثال لكنه محتمل‬
‫أن يكون لهذا الشيء مثيل وقد ل يكون فإن كان موجودا ائتني به وإن لم يكن موجودا فافعل مثله‪ .‬هذا هو الفرق الرئيس بينهما‪.‬‬
‫هذا المر طبع اليات كلها ‪ .‬أولً قال تعالى في سورة البقرة (وإن كنتم في ريب) وفي آية سورة هود قال تعالى (افتراه) وبل شك (إن كنتم في‬
‫ريب) هي أع ّم من (افتراه) أن مظنة الفتراء أحد أمور الريب (يقولون ساحر) يقولون يعلمه بشر)( يقولون افتراه) أمور الريب أعم وأهم من‬
‫الفتراء والفتراء واحد من أمور الريب‪.‬‬
‫والمر الخر أننا نلحظ أن الهيكلية قبل الدخول في التفصيل (وإن كنتم في ريب) أع ّم من قوله (افتراه) و(من مثله) أع ّم من (مثله) لماذا؟ لو‬
‫لحظنا المفسرين نجد أنهم وضعوا احتمالين لقوله تعالى (من مثله) فمنهم من قال من مثله أي من مثل القرآن وآخرون قالوا أن من مثله أي من‬
‫مثل هذا الرسول المي الذي ينطق بالحكمة أي فاتوا بسورة من القرآن من مثل رجل أمي كالرسول ‪ .‬وعليه فإن (من مثله) أعمّ لنه تحتمل‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫المعنيين أم (مثله) فهي ل تحتمل إل معنى واحدا وهو مثل القرآن ول تحتمل المعنى الثاني‪ .‬الحتمال الول أظهر في القرآن ولكن اللغة تحتمل‬
‫المعنيين‪ .‬وعليه فإن (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله) أعم من (أم يقولون افتراه فاتوا بعشر سور مثله) لن إن كنتم‬
‫في ريب أعمّ من الفتراء و(من مثله) أع ّم من (مثله)‪.‬‬
‫ثم هناك أمر آخر وهو أنه حذف مفعولين الفعلين المتعديين (تفعلوا) في قوله تعالى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) والحذف قد يكون للطلق في اللغة‬
‫كأن نقول‪(" :‬قد كان منك ما يؤذيني" هذا خاص و" قد كان منك ما يُؤذي" وهذا عام‪ .‬وإن كان المعنى في الية هنا محدد واضح لكن الحذف قد‬
‫يعني الطلق عموما (سياق التحديد ظاهر جدا والحذف قد يأتي في مواطن الطلق فحذف هنا)‪.‬‬
‫ن ُك ْنتُ ْم فِي َريْبٍ‬
‫ونسأل هنا هل يمكن أن نضيف كلمة مفتراة في آية سورة البقرة فيقول مثلً فاتوا بسورة من مثله مفتراة؟ في آية سورة البقرة (وَإِ ْ‬
‫ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ (‪ ))23‬كما قال في (مفتريات)في سورة هود؟‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬ ‫ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ‬
‫عبْ ِدنَا فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ‬
‫ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬
‫فنقول أن هذا التعبير ل يصح من جهتين‪ :‬أولً هم لم يقولوا افتراه كما قالوا في سورة هود‪ .‬والمر الخر وهو المهم أنه ل يُحسن أن يأتي بعد‬
‫"من مثله" بكلمة مفتراة لنه عندما قال من مثله افترض وجود مثيل له فإذن هو ليس مفترى ول يكون مفترى إذا كان له مثيل إذن تنتفي صفة‬
‫الفتراء مع افتراض وجود مثل له‪ .‬والمر الخر ل يصح كذلك أن يقول في سورة هود مع الية (أم يقولون افتراه) أن يأتي بـ "فاتوا بسورة‬
‫من مثله" بإضافة (من) وإنما الصح كما جاء في الية أن تأتي كما هي باستخدام "مثله" بدون "من" (فاتوا بسورة مثله) لن استخدام "من مثله"‬
‫تفترض أن له مثل إذن هو ليس بمفترى ول يصح بعد قوله تعالى (أم يقولون افتراه) أن يقول (فاتوا بسورة من مثله) لنفس السبب الذي ذكرناه‬
‫سابقا‪ .‬إذن ل يمكن استبدال أحاهما بالخرى أي ل يمكن قول (مثله) في البقرة كما ل يمكن قول (من مثله) في سورة هود‪.‬‬
‫ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ) ولم يقل ادعوا من استطعتم كما قال في‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬
‫ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ‬
‫والمر الخر أيضا أنه تعالى قال في آية سورة البقرة (وَادْعُوا ُ‬
‫ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ) ونسأل لماذا جاءت الية في سورة هود بـ (وادعوا من استطعتم) ولم تأتي في آية‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬
‫طعْتُ ْم مِ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫ناْ‬ ‫هود (وَادْعُوا مَ ِ‬
‫سورة البقرة؟ ونقول أنه في آية سورة البقرة عندما قال (من مثله) افترض أن له مثل إذن هناك من استطاع أن يأتي بهذا المثل وليس المهم أن‬
‫تأتي بمستطيع لكن المهم أن تأتي بما جاء به فلماذا تدعو المستطيع إل ليأتي بالنصّ؟ لماذا تدعو المستطيع في سورة البقرة طالما أنه افترض أن‬
‫له مثل وإنما صحّ أن يأتي بقوله (وادعوا شهداءكم) ليشهدوا إن كان هذا القول مثل هذا القول فالموقف إذن يحتاج إلى شاهد محكّم ليشهد بما‬
‫جاءوا به وليحكم بين القولين‪ .‬أما في آية سورة هود فالية تقتضي أن يقول (وادعوا من استطعتم) ليفتري مثله‪ ،‬هم قالوا افتراه فيقول تعالى‬
‫ادعوا من يستطيع أن يفتري مثله كما يقولون‪ .‬إذن فقوله تعالى (وادعوا شهداءكم) أعمّ وأوسع لنه تعالى طلب أمرين‪ :‬دعوة الشهداء ودعوة‬
‫المستطيع ضمنا أما في آية سورة هود فالدعوة للمستطيع فقط‪.‬‬
‫ل (ل ريب‪ ،‬من مثله‪ ،‬الحذف قد يكون للعموم‪ ،‬ادعوا شهداءكم)‪ .‬ثم إنه بعد هذه‬ ‫ومما سبق نلحظ أن الية في سورة البقرة بُنيت على العموم أص ً‬
‫عدّتْ لِ ْلكَافِرِينَ (‪ ))24‬والذي ل يؤمن‬ ‫ن تَ ْفعَلُوا فَاتّقُوا النّارَ اّلتِي َوقُودُهَا النّاسُ وَا ْلحِجَارَةُ أُ ِ‬
‫الية في سورة البقرة هدّد تعالى بقوله (فَإِنْ لَ ْم تَ ْفعَلُوا وَلَ ْ‬
‫قامت عليه الحجة ولم يستعمل عقله فيكون بمنزلة الحجارة‪.‬‬
‫ثم نسأل لماذا حدد في آية سورة هود السور بعشر سور؟ هذا من طبيعة التدرج في التحدي يبدأ بالكل ثم بالقل فالقل‪.‬‬
‫ْ‬
‫شهَدَاءَك ُم ْ‬
‫م‬ ‫مثْل ِمهِ وَادْعُوا ُ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫سوَرةٍ ِ‬‫ما نََّزلْن َا عَلَى عَبْدِن َا فَأتُوا ب ِ ُ‬
‫م َّ‬‫ب ِ‬ ‫م ف ِي َري ْم ٍ‬ ‫ن كُنْت ُ ْ‬ ‫* ما الفرق بين (وَإ ِ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ِ‬ ‫مثْل ِهِ َوادْعُوا َ‬
‫سوَرةٍ ِ‬ ‫ن افْتََرا هُ قُ ْ‬
‫ل فَأتُوا ب ِ ُ‬ ‫م يَقُولو َ‬ ‫ن (‪ )23‬البقرة) و (أ ْ‬ ‫َ‬ ‫صادِقِي‬ ‫مَ َ‬ ‫ن كُنْت ُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫ن دُو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ل فَأتُوا بِعَ ْ‬‫ن (‪ )38‬يونس) و(قُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت وَادْعُوا‬ ‫مفْتََريَا ٍ‬‫مثْلِهِ ُ‬
‫سوَ ٍر ِ‬‫شرِ ُ‬ ‫صادِقِي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن كنْت ُ ْ‬ ‫ن اللهِ إ ِ ْ‬
‫َّ‬ ‫ن دُو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ستَطعْت ُ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ن (‪)13‬هود )؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫صادِقِي َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن كنْت ُ ْ‬ ‫ن اللهِ إ ِ ْ‬ ‫ن دُو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫ستَطعْت ُ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫التحدي كان بأكثر من صورة‪ ،‬كان هناك تحدي في مكة وتحدي في المدينة‪ .‬السور المكية جميعا جاءت من غير (من) (أَ ْم يَقُولُونَ َتقَوّلَ ُه بَلْ لَا‬
‫ن كَانُوا صَا ِدقِينَ (‪ )34‬الطور)‪ ،‬والطور سورة مكية‪ ،‬الحديث يمكن أن يكون آية أو عشر آيات أو سورة‬ ‫ث ِمثْلِهِ إِ ْ‬
‫حدِي ٍ‬ ‫يُ ْؤ ِمنُونَ (‪ )33‬فَ ْليَ ْأتُوا بِ َ‬
‫ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ (‪ )38‬يونس)‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬‫ط ْعتُمْ مِ ْ‬‫ستَ َ‬‫ل َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬ ‫كاملة‪ ،‬بحديث مثله‪ :‬الحديث مطلق‪َ( .‬أمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ن (‪ )13‬هود) بعشر سور‪،‬‬ ‫ن ُكنْتُمْ صَا ِدقِي َ‬‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬ ‫ط ْعتُ ْم مِ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫ت وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬ ‫ل َف ْأتُوا ِبعَشْرِ سُوَ ٍر ِمثْلِهِ مُ ْفتَ َريَا ٍ‬ ‫بسورة مثله‪َ( ،‬أمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ظهِيرًا (‪ )88‬السراء) هذه السور المكية‬ ‫ضهُمْ ِل َبعْضٍ َ‬ ‫ن َبعْ ُ‬ ‫ل َهذَا ا ْلقُرْآَنِ لَا َي ْأتُونَ ِب ِمثْلِهِ وََل ْو كَا َ‬ ‫ن يَ ْأتُوا ِبمِثْ ِ‬
‫ج َت َمعَتِ ا ْلِإنْسُ وَا ْلجِنّ عَلَى أَ ْ‬ ‫(قُلْ َلئِنِ ا ْ‬
‫بعضها قال بحديث‪ ،‬آية من مثله لذلك نقول ما ورد في كتاب ال عز وجل هو ليس نقلً حرفيا للكلم وإنما هم قالوا كلما والقرآن الكريم يأتي به‬
‫مصوغا بما يناسب أعلى درجات الفصاحة والبلغة‪ .‬ليس هو هذا الذي قاله‪ ،‬حتى عندما يقول (وقالوا كذا) فهذا ليس قولهم حرفيا لن هذا كلم‬
‫ال تعالى وذلك كلمهم ولما يكون الكلم لغير العرب كلما قديما هو ليس ترجمة حرفية كما قلنا وإنما هو حكاية حالهم بأسلوب القرآن الكريم‪.‬‬
‫فإذن كان أحيانا يطالبهم بحديث‪ ،‬أحيانا يقول لهم‪ :‬فإتوا بقرآن مثله‪ ،‬أحيانا عشر سور‪ ،‬أحيانا سورة مثل الكوثر أو الخلص‪ ،‬هذا كان في مكة‪.‬‬
‫ع ْبدِنَا َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمنْ‬
‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬ ‫سورة واحدة فكان يقول (مثله)‪ ,‬في المدينة (في سورة البقرة) المكان الوحيد الذي قال ( َوإِنْ ُك ْنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫ن (‪ )23‬البقرة)‪ .‬هنا القرآن إنتشر وأسلوبه صار معروفا‪ ،‬الن يقول لهم (بسورة من مثله) لو‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬ ‫ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ‬ ‫ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ‬
‫قال ‪ :‬بسورة مثله كما قال سابقا يعني سورة مثل سور القرآن الكريم‪( .‬من) هذه للتبعيض‪ ،‬هو هل له مثل حتى يطالَبون ببعض مماثله؟ هو لم‬
‫يقل ‪ :‬فاتوا بمثله وإنما ببعض ما يماثله ول يوجد ما يماثله فما معناه؟ هذا معناه زيادة التوكيد‪ .‬لما تأتي (مثل) ويأتي عليها حرف في شيء ليس‬
‫سمِيعُ ا ْلبَصِي ُر (‪ )11‬الشورى) الكاف للتشبيه‪ ،‬ومثل للتشبيه معناه أنه لو تخيلتم لو‬ ‫يءٌ وَهُوَ ال ّ‬ ‫س َك ِمثْلِهِ شَ ْ‬ ‫له مثل معنى ذلك توكيد كما قال تعالى (َليْ َ‬
‫ل لهذا القرآن فحاولوا أن تأتوا بمثل ذلك المثال ‪ ،‬بجزء من ذلك المثال الذي تخيلتموه فهذا أبعد في التيئيس‬ ‫أن تصوّركم أنجدكم بأن تتخيلوا مثا ً‬
‫من قوله (مثله) مباشرة‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫بسورة مثله أي بسورة مماثلة‪( ،‬من مثله) يعني بسورة من بعض ما تتخيلونه مماثلً‪ .‬هذا إمعان في التحدي وأبعد لنه صار القرآن منتشرا‪ .‬فلو‬
‫تخيلت أيها السامع شيئا يماثل القرآن وهذا غير ممكن لنه سبق وقال تعالى (ل يأتون بمثله) فإتوا ليس بمثله بمثل هذا الذي تخيلتم وإنما بجزء‬
‫من مما تتخيلونه مماثلً له فكان أبعد من التحدي لن هذه الية نزلت في المدينة بعد أن كان القرآن قد إنتشر وعمّت الرسالة‪ .‬كما قال ال عز‬
‫ل فال سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لو تخيّلت مثالً يعني إبعاد للصورة‪.‬‬ ‫وجل (ليس كمثله شيء) يعني لو أن عقلك تخيّل مثا ً‬
‫*ما اللمسمة البيانية في ا ستعمال صميغة المضارع مرة و صيغة الماضي مرة أخرى في قوله تعالى‬
‫(من كان يريد الخرة) و (من أراد الخرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫استعمال فعل المضارع مع الشرط يكون إذا كان مضمون أن يتكرر‪ .‬أما استعمال فعل الماضي فالمضمون أن ل يتكرر أو ل ينبغي أن يتكرر‪.‬‬
‫كما نلحظ أيضا في قوله تعالى (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ال غني حميد) ينبغي تكرار الشكر لذا جاء بصيغة الفعل المضارع‬
‫(يشكر) أما الكفر فيكون مرة واحدة وهو ل ينبغي أن يتكرر فجاء بصيغة الماضي في قوله (كفر)‪ .‬كذلك في قوله تعالى (من قتل مؤمنا خطأ)‬
‫المفروض أن القتل وقع خطا وللمفروض أن ل يتكرر أما في قوله تعالى (من يقتل مؤمنا متعمدا) هنا تكرار للفعل لنه قتل عمد‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪20‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة السماء في آية سورة العنكبوت وعدم استخدامها في آية‬
‫سورة هود؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سمَاءِ َومَا َلكُ ْم مِنْ دُونِ اللّ ِه مِنْ وَِليّ وَلَا نَصِي ٍر (‪ ))22‬وقال فى سورة‬ ‫قال تعالى في سورة العنكبوت ( َومَا َأ ْنتُ ْم ِب ُمعْجِزِينَ فِي الَْأرْضِ وَلَا فِي ال ّ‬
‫ن كَ َذبُوا عَلَى َرّبهِمْ أَلَا َل ْعنَةُ اللّ ِه عَلَى الظّاِلمِينَ (‬
‫شهَادُ هَؤُلَا ِء اّلذِي َ‬
‫ل الْأَ ْ‬
‫ن عَلَى َرّبهِمْ َويَقُو ُ‬‫هود ( َومَنْ َأظْلَ ُم ِممّنِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه كَ ِذبًا أُوَل ِئكَ ُيعْرَضُو َ‬
‫صرُونَ‬
‫سمْعَ َومَا كَانُوا يُبْ ِ‬‫ستَطِيعُونَ ال ّ‬ ‫ب مَا كَانُوا يَ ْ‬
‫ن فِي ا ْلأَرْضِ َومَا كَانَ َلهُ ْم مِنْ دُونِ اللّ ِه مِنْ أَوِْليَا َء يُضَاعَفُ َلهُمُ ا ْل َعذَا ُ‬ ‫‪)18‬أُوَل ِئكَ لَ ْم َيكُونُوا ُمعْجِزِي َ‬
‫(‪ ))20‬الكلم في سورة هود متعلق بالخرة وبمحاسبة أهل الرض أما السياق في سورة العنكبوت ففي الدعوة إلى النظر والتدبر في العلم‬
‫ن ذَِلكَ عَلَى اللّ ِه يَسِي ٌر (‪ ))19‬وهذا هو الذي يوصل إلى السماء‪ ،‬سيكون البخث والنظر والتدبر‬ ‫ق ثُ ّم ُيعِيدُهُ إِ ّ‬
‫ف يُ ْبدِئُ اللّ ُه الْخَلْ َ‬
‫والبحث (أَوََل ْم يَرَوْا َكيْ َ‬
‫للعلم سيجعله يصعد للسماء وحتى عند ذلك لن يكون معجزا‪ .‬وهذا الذي يجعل النسان ينفذ إلى السماء‪ .‬ثم إن كلمة السماء نفسها وردت في‬
‫سورة العنكبوت ‪ 3‬مرات وفي هود مرتين وبهذا فإن سورة العنكبوت هي التي ورد فيها ذكر السماء أكثر من سورة هود ولهذا ذُكرت السماء في‬
‫آية سورة العنكبوت ولم تُذكر في آية سورة هود‪ .‬فالسمة التعبيرية للسورة أنه سوف تصعدون إلى السماء لكنكم ل تكونوا معجزين هناك‪.‬‬
‫آية (‪:)22‬‬
‫م ال َ ْ‬ ‫*مما دللة اختلف الفاصملة القرآنيمة فمى قوله تعالى‪(:‬ل َ جر َ‬
‫ن (‪)22‬‬
‫سُرو َ‬
‫خ َم‬ ‫خَرةِ هُم ُ‬ ‫م أنَّهُم ْ‬
‫م فِمي ال ِ‬ ‫َ َ َم‬
‫م ال ْ َ‬ ‫هود) (ل َ جر َ‬
‫ن (‪ )109‬النحل)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫سرو َ‬‫خا ِ‬ ‫خَرةِ هُ ُ‬ ‫م أنَّهُ ْ‬
‫م فِي ال ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫الخسرون أشد خسارة آية هود التي ذكر فيها الخسرون هي فيمن صدوا عن سبيل ال وصدوا غيرهم أما آية النحل فهي فيمن صد هو ولم يصد‬
‫جزِينَ فِي الْأَ ْرضِ َومَا كَانَ‬ ‫ن (‪ )19‬أُوَل ِئكَ َل ْم َيكُونُوا ُمعْ ِ‬ ‫سبِيلِ اللّهِ َو َي ْبغُو َنهَا عِ َوجًا وَ ُه ْم بِالَْآخِرَ ِة ُه ْم كَافِرُو َ‬ ‫ن عَنْ َ‬ ‫صدّو َ‬‫غيره‪ .‬في هود قال (اّلذِينَ يَ ُ‬
‫ع ْنهُ ْم مَا‬
‫ل َ‬
‫سهُمْ َوضَ ّ‬ ‫ن (‪ )20‬أُوَل ِئكَ اّلذِينَ خَسِرُوا َأنْفُ َ‬ ‫سمْعَ َومَا كَانُوا ُيبْصِرُو َ‬ ‫ستَطِيعُونَ ال ّ‬ ‫ب مَا كَانُوا يَ ْ‬ ‫ف َلهُمُ ا ْل َعذَا ُ‬
‫ن دُونِ اللّ ِه مِنْ أَوِْليَا َء يُضَاعَ ُ‬ ‫َل ُهمْ مِ ْ‬
‫حيَا َة ال ّدنْيَا عَلَى الَْآخِرَةِ َوأَنّ اللّهَ لَا َي ْهدِي‬
‫حبّوا الْ َ‬ ‫ن (‪ ))22‬في النحل قال (ذَِلكَ بَِأّنهُ ُم ا ْ‬
‫ستَ َ‬ ‫سرُو َ‬ ‫ن (‪ )21‬لَا جَ َرمَ َأّنهُمْ فِي ا ْلآَخِرَ ِة ُهمُ ا ْلأَخْ َ‬ ‫كَانُوا َي ْفتَرُو َ‬
‫ن(‬ ‫خرَ ِة هُ ُم الْخَاسِرُو َ‬ ‫ن (‪ )108‬لَا َ‬
‫جرَمَ َأّنهُ ْم فِي الْآَ ِ‬ ‫س ْم ِعهِمْ وََأبْصَارِهِمْ وَأُوَل ِئكَ هُ ُم ا ْلغَافِلُو َ‬
‫طبَعَ اللّ ُه عَلَى قُلُوبِهِمْ َو َ‬ ‫ن (‪ )107‬أُوَل ِئكَ اّلذِينَ َ‬ ‫الْقَ ْومَ ا ْلكَافِرِي َ‬
‫‪ ))109‬لو لخصنا ما في هود وما في النحل قال في هود يصدون عن سبيل ال‪ ،‬يبغونها عوجا‪ ،‬وهم بالخرة هم كافرون‪ ،‬ما كان لهم من دون‬
‫ال من أولياء‪ ،‬يضاعف لهم العذاب‪ ،‬ما كانوا يستطيعون السمع‪ ،‬ما كانوا يبصرون‪ ،‬يفترون على ال ‪ ،‬في النحل قال استحبوا الحياة الدنيا على‬
‫الخرة‪ ،‬إن ال ل يهدي‪ ،‬طبع ال على قلوبهم وأبصارهم‪ .‬فبسورة هود ذكر معاصي أكثر من النحل فاستعمل الخسرون مع الكثير من المعاصي‬
‫والخاسرون مع المعاصي القل‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪28‬‬
‫ت عَلَى بَيِّن َ ً‬ ‫َ َ‬
‫ة(‬‫م ً‬‫ح َ‬‫ه َر ْ‬ ‫من َّرب ِّي وَآتَان ِي ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ة ِّ‬ ‫م إِن كُن ُ‬‫ل ي َا قَو ْم ِ أَرأيْت ُ ْ‬‫*ما الفرق بين آتاني منه رحمة (قَا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ة ِّ‬‫م ً‬‫ح َ‬
‫ي وَآتَان ِي َر ْ‬ ‫ت عَلَى بَيِّنَةٍ ِّ‬
‫من َّرب ِّ َ‬ ‫م إِن كُن ُم‬
‫ل ي َا قَو ْم ِ أَرأيْت ُ ْ‬ ‫‪ )63‬هود) وأتاني رحمة من عنده (قَا َ‬
‫عندِهِ (‪ )28‬هود)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ِ‬
‫هنالك شقان للسؤال شق اختيار منه رحمة ورحمة من عنده والشق الثاني التقديم والتأخير‪ .‬نأخذها مسألة مسألة‪ .‬في القرآن يستعمل رحمة من‬
‫ش ْأ نُغْ ِر ْقهُمْ‬
‫عندنا أخص من رحمة منا‪ ،‬ل يستعمل رحمة من عندنا إل مع المؤمنين فقط أما رحمة منا فعامة يستعملها مع المؤمن والكافر‪( .‬وَإِن نّ َ‬
‫ن َهذَا لِي‬ ‫ستْهُ َليَقُولَ ّ‬‫ضرّاء مَ ّ‬ ‫ن (‪ )44‬يس) عامة‪( ،‬وََلئِنْ َأ َذقْنَا ُه رَ ْ‬
‫حمَ ًة ّمنّا مِن َب ْعدِ َ‬ ‫حمَ ًة ّمنّا َو َمتَاعًا ِإلَى حِي ٍ‬ ‫ن (‪ )43‬إِلّا رَ ْ‬
‫فَلَا صَرِيخَ َلهُمْ َولَا هُ ْم يُن َقذُو َ‬
‫حمَةً ِمنْ‬ ‫عبَادِنَا آ َت ْينَاهُ َر ْ‬
‫عبْدًا مّنْ ِ‬ ‫حمَ ًة مّنْ عِندِه (‪ )28‬هود)‪( ،‬فَوَ َ‬
‫جدَا َ‬ ‫َومَا أَظُنّ السّاعَ َة قَا ِئمَ ًة (‪ )50‬فصلت) عامة‪ ،‬قال على سيدنا نوح (وَآتَانِي رَ ْ‬
‫عنْ ِدنَا َو ِذكْرَى لِ ْلعَا ِبدِينَ (‪ )84‬النبياء) (من عندنا) يستعملها خاصة‬ ‫ن ِ‬ ‫عِندِنَا وَعَّل ْمنَا ُه مِن ّل ُدنّا عِ ْلمًا (‪ )65‬الكهف) (وََآ َت ْينَاهُ أَهْلَهُ َو ِمثَْلهُ ْم َم َعهُمْ رَ ْ‬
‫حمَ ًة مِ ْ‬
‫س الْإِنسَانَ ضُ ّر دَعَانَا ثُمّ ِإذَا‬ ‫و (منا) عامة‪ .‬حتى (نعمة منا) و (نعمة من عندنا)‪ ،‬يستعمل (منا) عامة و (نعمة من عندنا) خاصة مثل ( َفِإذَا مَ ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن يَدْعُو إَِليْ ِه‬ ‫ي مَا كَا َ‬‫خوّلَ ُه ِنعْمَ ًة ّمنْهُ نَسِ َ‬ ‫خَوّ ْلنَا ُه ِن ْعمَةً ّمنّا قَالَ ِإّنمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِ ْل ٍم (‪ )49‬الزمر) (وَِإذَا َمسّ الْإِنسَانَ ضُ ّر دَعَا َربّهُ ُمنِيبًا ِإَليْهِ ثُمّ ِإذَا َ‬
‫جبْنَا لَهُ‬ ‫شكَ َر (‪ )35‬القمر) (فَا ْ‬
‫س َت َ‬ ‫جزِي مَن َ‬ ‫ن عِندِنَا َكذَِلكَ نَ ْ‬ ‫سحَ ٍر (‪ِ )34‬ن ْعمَةً مّ ْ‬ ‫ج ْينَاهُم بِ َ‬‫ط نّ ّ‬
‫صبًا إِلّا آلَ لُو ٍ‬‫ل (‪ )8‬الزمر) (ِإنّا َأرْسَ ْلنَا عََل ْيهِ ْم حَا ِ‬ ‫مِن َقبْ ُ‬
‫ت عَلَى َبّينَةٍ مّن ّربّيَ‬ ‫ل يَا قَ ْومِ أَرََأ ْيتُمْ إِن كُن ُ‬‫ن (‪ )84‬النبياء) (قَا َ‬ ‫ع ْن ِدنَا َوذِكْرَى لِ ْلعَا ِبدِي َ‬
‫حمَ ًة مِنْ ِ‬
‫ش ْفنَا مَا بِ ِه مِنْ ضُرّ وََآ َت ْينَاهُ أَهْلَهُ َو ِمثَْلهُ ْم َم َعهُمْ رَ ْ‬ ‫َفكَ َ‬
‫ن (‪ )28‬هود)‪ .‬حتى لو ورد هذان التعبيران في نبي واحد يختلف السياق‪ ،‬مثلً‬ ‫ت عََل ْيكُمْ َأنُلْ ِز ُم ُكمُوهَا َوأَنتُمْ َلهَا كَارِهُو َ‬‫ن عِندِ ِه َف ُعمّيَ ْ‬ ‫حمَ ًة مّ ْ‬‫وَآتَانِي رَ ْ‬
‫ب (‪ )42‬وَوَ َه ْبنَا‬ ‫شرَا ٌ‬ ‫ل بَا ِردٌ وَ َ‬ ‫ك َهذَا ُم ْغتَسَ ٌ‬ ‫ب (‪ )41‬ا ْركُ ْ‬
‫ض بِ ِرجِْل َ‬ ‫عذَا ٍ‬‫ن ِبنُصْبٍ وَ َ‬ ‫شيْطَا ُ‬
‫ي ال ّ‬ ‫سنِ َ‬
‫ع ْبدَنَا َأيّوبَ ِإذْ نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ‬ ‫في سيدنا أيوب (وَا ْذكُ ْر َ‬
‫ب (‪)44‬‬ ‫ج ْدنَاهُ صَابِرًا ِنعْمَ ا ْل َعبْدُ ِإنّهُ أَوّا ٌ‬ ‫حنَثْ ِإنّا وَ َ‬ ‫ب بِهِ َولَا تَ ْ‬ ‫ض ْغثًا فَاضْ ِر ْ‬ ‫ب (‪ )43‬وَ ُ‬
‫خذْ ِب َي ِدكَ ِ‬ ‫حمَةً ِمنّا َو ِذكْرَى ِلأُولِي الَْأ ْلبَا ِ‬ ‫لَهُ أَ ْهلَهُ َو ِمثَْلهُمْ َم َعهُمْ َر ْ‬
‫ج ْبنَا لَ ُه َفكَشَ ْفنَا مَا بِ ِه مِنْ ضُرّ‬ ‫حمِينَ (‪ )83‬فَا ْ‬
‫ستَ َ‬ ‫ي الضّرّ َوَأنْتَ أَ ْرحَمُ الرّا ِ‬ ‫سنِ َ‬
‫ص) في سيدنا أيوب في سورة النبياء (وََأيّوبَ ِإذْ نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ‬
‫عنْ ِدنَا َو ِذكْرَى لِ ْلعَابِدِينَ (‪ ))84‬قصة واحدة لكن مرة قال رحمة منا ومرة رحمة من عندنا‪ .‬ننظر السياق في‬ ‫ن ِ‬ ‫حمَةً مِ ْ‬‫َوَآتَ ْينَاهُ أَهْلَ ُه َومِثَْلهُ ْم َم َعهُمْ َر ْ‬
‫حمِينَ) لم يقل (وأنت أرحم الراحمين)‬ ‫س ِنيَ الضّرّ وََأنْتَ أَ ْرحَمُ الرّا ِ‬ ‫شيْطَانُ) وقال في النبياء (ِإذْ نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ‬ ‫س ِنيَ ال ّ‬‫ص قال (ِإذْ نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ‬
‫ج ْبنَا لَهُ) ولم‬ ‫ستَ َ‬ ‫في ص‪ ،‬لم يذكر رحمته‪ ،‬أرحم الراحمين يوسع عليه يعطيه أكثر وكأنه يستجدي من ال‪ ،‬يطلب رحمته سؤال برحمته‪ ،‬قال ربنا (فَا ْ‬
‫ش ْفنَا مَا بِ ِه مِنْ ضُرّ) ما قالها في ص‪ ،‬لم يقل فاستجبنا له ولم يقل فكشفنا ما به من ضر‪ .‬قال (وََآ َت ْينَاهُ أَهْلَهُ) وفي ص قال‬ ‫يقلها في ص‪ ،‬قال ( َفكَ َ‬
‫ح ْكمًا‬ ‫(وَوَ َه ْبنَا لَهُ أَهْلَهُ) اليتاء يشمل الهبة وزيادة في اللغة‪ ،‬اليتاء يشمل الهبة وقد يكون في الموال وهو يشمل الهبة وغيرها فهو أعم‪( ،‬آتَ ْينَا ُه ُ‬
‫وَعِ ْلمًا (‪ )22‬يوسف) (وَآ َت ْينَا ثَمُودَ النّاقَ َة ُمبْصِرَ ًة (‪ )59‬السراء) ل يمكن أن نقول وهبنا (آتيناه الكتاب) آتينا أعم من وهبنا‪ .‬قال في النبياء‬
‫( َو ِذكْرَى لِ ْلعَابِدِينَ) وفي ص قال ( َو ِذكْرَى ِلأُولِي الْأَ ْلبَابِ) العابدون يشملون أولي اللباب وزيادة‪ ،‬المكلّف يجب أن يكون عنده عقل وإل كيف‬
‫يكلّف مجانين ليس عندهم عقل إذن العابدون أولي اللباب وزيادة‪َ ( .‬وذِكْرَى لِ ْلعَا ِبدِينَ) العابدين فيها خصوصية يعني ليس فقط أولي اللباب‪ ،‬أولو‬
‫اللباب وزيادة فصار عندنا أرحم الراحمين واستجبنا له وفكشفنا له والعابدين وآتيناه فأين نضع رحمة من عندنا؟ نضعها مع كل هذا في آية‬
‫النبياء‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬النبي واحد والرب واحد والموقف واحد وهو المرض ولكن السياق ليس واحدا فلماذا هذا التغير؟‬
‫هل حصل تناقض رحمة منا أو رحمة من عندنا؟ من أين الرحمة؟ الضمير عائد على ال سبحانه وتعالى إذن ليس هناك تناقض لكن الختيار‬
‫بحسب السياق‪ ،‬اختيار المفردات بحسب السياق لم تتناقض القصتان لكن اختيار الكلمات بحسب السياق الذي ترد فيه‪.‬‬
‫عندِهِ) و‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ة ِّ‬
‫م ً‬
‫ح َ‬
‫*ما اللمسة البيانية في التقديم والتأخير في قوله تعالى فى سورة هود (وَآتَانِي َر ْ‬
‫ة )؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬
‫ه َر ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫قوله تعالى (وَآتَانِي ِ‬
‫عَليْكُمْ َأنُ ْل ِز ُمكُمُوهَا وَأَنتُمْ َلهَا كَارِهُونَ {‪)}28‬‬
‫ن عِندِ ِه َف ُع ّميَتْ َ‬
‫حمَةً مّ ْ‬
‫ي وَآتَانِي َر ْ‬
‫ت عَلَى بَ ّينَةٍ مّن ّربّ َ‬
‫ل يَا قَوْمِ َأرََأ ْيتُمْ إِن كُن ُ‬
‫قال تعالى سورة هود‪( :‬قَا َ‬
‫صيْتُ ُه َفمَا تَزِيدُو َننِي‬
‫ع َ‬
‫ن َ‬
‫حمَ ًة َفمَن يَنصُ ُرنِي مِنَ اللّهِ إِ ْ‬ ‫ت عَلَى بَ ّينَةً مّن ّربّي وَآتَانِي ِمنْهُ رَ ْ‬‫ل يَا قَوْمِ َأرََأ ْيتُمْ إِن كُن ُ‬
‫وقوله تعالى في سورة هود أيضا (قَا َ‬
‫غيْ َر تَخْسِي ٍر {‪ .)}63‬في الية الولى قدّم الرحمة على الجا ّر والمجرور‪ ،‬والية تتكلم عن الرحمة (فعمّيت‪ ،‬أنلزمكموها‪ ،‬وأنتم لها كارهون) كلها‬ ‫َ‬
‫تعود على الرحمة لذا اقتضى السياق تقديم الرحمة على الجارّ والمجرور‪ .‬أما في الية الثانية فالية تتكلم عن ال تعالى (ربي‪ ،‬ال‪ ،‬منه‪ ،‬الضمير‬
‫في عصيته) كلها تعود على ال تعالى لذا اقتضى السياق تقديم (منه) على الرحمة‪.‬‬
‫*ما هو إعراب الضمائر في (أنلزمكموها) و (فسيكفيكهم الله)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أنلزمكموها‪ :‬الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن‪( ،‬كم) المفعول الول لن ألزم يأخذ مفعولين‪ ،‬والواو للشباع بين الضميرين وليست ضميرا حتى‬
‫ل يقرأها (أنلزم ُكمُها)‪( ،‬ها) مفعول ثاني‪.‬‬
‫فسيكفيكهم ال‪ :‬الكاف مفعول أول لن كفى تأخذ مفعولين‪( ،‬هم) مفعول ثاني‪( ،‬ال) لفظ الجللة فاعل‪ .‬فسيكفيك ال إياهم‪ ،‬مثل زوجناكها‪ :‬الكاف‬
‫مفعول أول‪( ،‬ها) مفعول ثاني وهي بمعنى زوجناك إياها‪( .‬سلنيه) وصِل أو افصِل هاء سلنيه‪ ،‬سلنيه‪ :‬إسأل فعل أمر‪ ،‬الياء مفعول أول والهاء‬
‫مفعول ثاني والنون للوقاية إن شئت قلت سلنيه وإن شئت قلت سلني إياه‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪29‬‬
‫* ما الفرق ب ين قوله تعالى (ل أسألكم عليه مالً) وقوله تعالى (ول أ سألكم عليه أجراً) في سمورة‬
‫هود؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ي إِلّا عَلَى اللّهِ َومَا َأنَا بِطَا ِردِ اّلذِينَ َآ َمنُوا ِإّنهُ ْم مُلَاقُو َرّبهِمْ وََل ِكنّي‬ ‫عَليْهِ مَالًا إِنْ َأجْرِ َ‬
‫قال تعالى في قصة نوح في سورة هود ( َويَا قَ ْومِ لَا َأسْأَُل ُكمْ َ‬
‫ي إِلّا عَلَى اّلذِي فَطَ َرنِي َأفَلَا‬ ‫سأَُلكُ ْم عََليْهِ َأجْرًا إِنْ َأجْرِ َ‬ ‫ن (‪ ))29‬وقال تعالى في قصة هود مع قومه في نفس السورة (يَا قَوْمِ لَا أَ ْ‬ ‫جهَلُو َ‬
‫َأرَاكُ ْم قَ ْومًا تَ ْ‬
‫عنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ) جاء ذكر خزائن ال في الية‬ ‫ن (‪ .))51‬لو لحظنا سياق القصتين لوجدنا أنه في قصة نوح قال تعالى (وَلَا َأقُولُ َلكُ ْم ِ‬ ‫َتعْقِلُو َ‬
‫والمال يُوضع في الخزائن فاقتضى ذكر كلمة (مالً) في قصة نوح أما في قصة هود فلم ترد ذكر الخزائن وإنما قال (أجرا) لن الجر عام‪.‬‬
‫وهناك أمر آخر بين اليتين وهو أنه في الولى ذكر (إن أجري إل على ال) بذكر لفظ الجللة (ال) بينما جاء في الثانية (إن أجري إل على‬
‫الذي فطرني) بذكر (فطرني) بدل ال‪ .‬والسبب أنه لو نظرنا من ناحية السمة التعبيرية في القصتين لوجدنا أن كلمة (ال) وردت في قصة نوح‬
‫عشر مرات بينما وردت ثلث مرات في قصة هود ‪ .‬هذا من ناحية وهناك أمر آخر وهو أنه تعالى ذكر في قصة نوح كلمة (ال) إسم علم‬
‫وفي هود ذكر (الذي فطرني) أي عدّى الفعل إلى ذاته أي ضمير المتكلم كما نلحظ في قصة هود ارتباط المور بشخص هود (إن نقول إل‬
‫اعتراك‪ ،‬كيدوني‪ ،‬إن توكلت‪ ،‬ربي‪ )..،‬فمن الذي سينجيه من الكيد؟ الذي فطره فهو الذي خلقه ويحفظه من كل سوء فالمر إذن شخصي وليس‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫غيْ َركُمْ وَلَا‬


‫ف َربّي قَ ْومًا َ‬
‫ستَخْلِ ُ‬
‫ت بِهِ إَِل ْيكُمْ وَيَ ْ‬
‫ن تَوَلّوْا فَ َقدْ َأبَْل ْغتُكُ ْم مَا أُرْسِ ْل ُ‬
‫عامّا فاقتضى ذكر (الذي فطرني)‪ .‬كذلك في سورة هود قال تعالى (فَإِ ْ‬
‫ظ (‪ ))57‬وهذه الية تدل على أن ال تعالى يفطر قوما آخرين غيرهم فالذي فطرني أنسب للذكر في‬ ‫شيْ ٍء حَفِي ٌ‬
‫ش ْيئًا إِنّ َربّي عَلَى كُلّ َ‬
‫ضرّونَهُ َ‬
‫تَ ُ‬
‫قصة هود من كلمة ال التي هي أنسب في قصة نوح ‪.‬‬
‫ل وهو لفظ‬ ‫وننوه إلى أن هناك فرق بين الخلق والفَطر ولكل منها تميّز دللي فالخلق غير الفَطر ‪ .‬الخلق قد يستعمله البشر بمعنى التصوير مث ً‬
‫عام كما جاء على لسان عيسى (إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) وهي تستعمل سواء للخلق البتدائي أو التصوير‪ .‬أما الفَطر فهو ابتداء‬
‫الشيء وهذا خاص بال تعالى‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪30‬‬
‫َ‬ ‫*ما دللة (من) في قوله تعالى ((وي ا قَو م من ين صرنِي م ن الل ّه إن ط َردتُه َ‬
‫ن {‪))}30‬و‬ ‫م أفَل َ تَذ َك ُّرو َ‬
‫َ ّ ُ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ ِ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ّ‬ ‫ت عَلَى بَي ِّن َ ً‬ ‫َ َ‬
‫ه‬
‫صيْت ُ ُ‬
‫ن عَ َ‬
‫ن الل هِ إ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صُرنِي ِ‬ ‫ة فَ َ‬
‫من يَن ُ‬ ‫م ً‬ ‫ه َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫من َّرب ِّي وَآتَان ِي ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ة ِّ‬ ‫م إِن كُن ُ‬ ‫ل ي َا قَو ْم ِ أَرأيْت ُ ْ‬
‫(قَا َ‬
‫سيرٍ {‪ )}63‬فى سورة هود؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ما تَزِيدُونَنِي غَيَْر ت َ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫فَ َ‬
‫يقول النحاة أن (نصرناه من) تعني نجّيناه من و(نصرناه على) تفيد الستعلء‪ .‬ونسأل لماذا لم يستخدم سبحانه كلمة (ينجنى من) بدل ينصرنى‬
‫من؟ ونقول أن الفرق بين نجيناه من ونصرناه من أن الولى تتعلق بالناجي نفسه أما الثانية فهي تتعلق بالجانبين بمعنى أنه نجّى نوحا وعاقب‬
‫الخرين فالنصرة هنا نجاة للناجي وعقاب لخصمه‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪31‬‬
‫مل َ ٌ‬
‫ك) وعدم ذكرها في آية‬ ‫* ما دللة ذكر لكم في قوله تعالى في سورة النعام (وََل أَقُو ُ‬
‫ل لَك ُ ْ‬
‫م إِنِّي َ‬
‫مل َ ٌ‬
‫ك)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫سورة هود (وََل أَقُو ُ‬
‫ل إِنِّي َ‬
‫ي قُلْ‬ ‫ع ْندِي خَزَائِنُ اللّهِ وَلَا أَعَْلمُ ا ْل َغيْبَ وَلَا َأقُولُ َلكُمْ ِإنّي مََلكٌ إِنْ َأّتبِعُ إِلّا مَا يُوحَى إَِل ّ‬ ‫قال تعالى في سورة النعام في قصة نوح (قُلْ لَا َأقُولُ َلكُ ْم ِ‬
‫عنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ وَلَا أَعَْلمُ ا ْل َغيْبَ وَلَا‬ ‫عمَى وَا ْلبَصِيرُ َأفَلَا تَتَ َفكّرُونَ (‪ ))50‬بينما قال في قصة نوح في سورة هود (وَلَا َأقُولُ َلكُ ْم ِ‬ ‫ستَوِي الْأَ ْ‬‫ل يَ ْ‬‫هَ ْ‬
‫ن (‪ ))31‬لو لحظنا الكلم في سورة‬ ‫سهِمْ ِإنّي ِإذًا َلمِنَ الظّاِلمِي َ‬ ‫خيْرًا اللّهُ أَعَْل ُم ِبمَا فِي َأنْ ُف ِ‬
‫ن يُ ْؤتِ َيهُمُ اللّ ُه َ‬
‫ع ُيُنكُمْ لَ ْ‬
‫َأقُولُ ِإنّي مََلكٌ وَلَا َأقُولُ لِّلذِينَ تَ ْزدَرِي أَ ْ‬
‫ن (‪ )40‬بَلْ ِإيّاهُ‬ ‫ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬‫غيْرَ اللّ ِه َتدْعُونَ إِ ْ‬‫عذَابُ اللّهِ أَوْ َأ َت ْتكُمُ السّاعَةُ أَ َ‬ ‫النعام نجده أشدّ وفيه تحذير شديد من قوله تعالى (قُلْ َأرََأ ْيتَكُمْ إِنْ َأتَاكُ ْم َ‬
‫ن (‪)42‬‬ ‫خ ْذنَاهُ ْم بِا ْل َبأْسَاءِ وَالضّرّاءِ َلعَّلهُ ْم َيتَضَرّعُو َ‬ ‫ن (‪ )41‬وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا ِإلَى ُأمَ ٍم مِ ْ‬
‫ن َقبِْلكَ َفأَ َ‬ ‫ف مَا َتدْعُونَ إَِليْهِ إِنْ شَاءَ َو َتنْسَوْنَ مَا تُشْ ِركُو َ‬ ‫َتدْعُونَ َف َيكْشِ ُ‬
‫ختَ َم عَلَى‬ ‫س ْمعَكُمْ وََأ ْبصَا َر ُكمْ وَ َ‬
‫خذَ اللّ ُه َ‬‫ن (‪ُ )43‬قلْ أَرََأ ْيتُمْ إِنْ أَ َ‬ ‫ن مَا كَانُوا يَ ْعمَلُو َ‬ ‫شيْطَا ُ‬‫ت قُلُو ُبهُمْ َو َزيّنَ َلهُ ُم ال ّ‬ ‫سنَا تَضَرّعُوا وََلكِنْ َقسَ ْ‬ ‫فَلَ ْولَا ِإذْ جَاءَهُ ْم َبأْ ُ‬
‫ل ُيهَْلكُ إِلّا ا ْلقَوْمُ‬
‫ج ْهرَ ًة هَ ْ‬‫ب اللّ ِه َبغْتَةً أَوْ َ‬
‫عذَا ُ‬ ‫ص ِدفُونَ (‪ )46‬قُلْ أَ َرَأيْ َتكُمْ إِنْ َأتَا ُكمْ َ‬ ‫غيْرُ اللّ ِه يَ ْأتِيكُ ْم بِهِ ا ْنظُ ْر َكيْفَ ُنصَرّفُ ا ْلَآيَاتِ ُثمّ ُه ْم يَ ْ‬ ‫قُلُو ِبكُ ْم مَنْ إِلَ ٌه َ‬
‫ن (‪ ) )47‬بينما في سورة هود سياق اليات فيه تلطّف‪.‬‬ ‫الظّاِلمُو َ‬
‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ‬
‫م‬ ‫م لَ ْ‬
‫ن يُؤْتِيَه ُ ُ‬ ‫ل لِل ّذِي َ‬
‫ن تَْزد َ ِري أعْيُنُك ُ ْ‬ ‫* ما دللة ضمير الغائب في (يؤتيهم) في آية سورة هود (وَل أقو‬
‫َ‬
‫خيًْرا)؟ ولماذا لم يستعمل يؤتيكم؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه َ‬
‫ع ُيُنكُمْ لَنْ‬
‫عنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ وَلَا أَعَْلمُ ا ْل َغيْبَ وَلَا َأقُولُ ِإنّي مََلكٌ وَلَا َأقُولُ لِّلذِينَ تَ ْزدَرِي أَ ْ‬
‫قال تعالى في سورة هود في قصة نوح (وَلَا َأقُولُ َلكُ ْم ِ‬
‫سهِمْ ِإنّي ِإذًا َلمِنَ الظّاِلمِينَ (‪.))31‬‬
‫خيْرًا اللّهُ أَعْلَ ُم ِبمَا فِي َأنْفُ ِ‬
‫يُ ْؤ ِت َيهُمُ اللّهُ َ‬
‫اللم لها معاني كما يقول النحاة ويقولون أن حروف الج ّر تخرج إلى معاني ويذكرون (من) لها معاني بعض وبين والبتداء‪ .‬واللم في (للذين)‬
‫لها معاني والنحاة يخرجونها تخريجين من حيث النحو ولكل منهما معنى خاصا به‪:‬‬
‫‪ ‬الول أن تأتي بمعنى (عن) بمعنى ل أقول عن الذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم ال خيرا‪( .‬قطعا سيقول هنا لن يؤتيهم لنه يقول‬
‫عنهم)‪ .‬وفي الية نوح يخاطب الفئة الكافرة يحدّثهم عن المؤمنين الذين تزدري أعينهم‪ .‬فلو كانت اللم بمعنى عن فاستعمال يؤتيهم‬
‫صحيح لنه يخاطب فئة عن الفئة الخرى فيجب قول (لن يؤتيهم)‪ .‬وينتفي السؤال هنا أصلً في هذه الحالة فهو ل يخاطب الذين‬
‫تزدري أعينكم وإنما يخاطب الفئة الخرى‪.‬‬
‫‪ ‬والثاني أن اللم تفيد التعليل بمعنى لجل هؤلء أو لغرض هؤلء فالصح هنا أن يقول لن يؤتيهم ال خيرا‪ .‬كما قيل‪ :‬وضرائر‬
‫الحسناء قلن لوجهها حسدا وبغضا إنه لدميم (اللم في لوجهها تحتمل عن وجهها أو لوجهها)‪.‬‬
‫ففي الحالتين استعمال يؤتيهم هو المناسب للية‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪34‬‬
‫*ما الفرق بين تذكرون وتتذكرون؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إذا كان الحدث أطول تأتي تتذكرون وإذا كان أقل يقتطع من الفعل أو إذا كانت في مقام اليجاز يوجز وفي مقام التفصيل يفصل‪ .‬مثال‪َ ( :‬مثَ ُ‬
‫ل‬
‫ن (‪ )24‬هود) لو سألنا أي واحد مهما كانت ثقافته تقول له هل العمى‬ ‫ل تَ َذكّرُو َ‬‫ن مَثَلً َأفَ َ‬ ‫ستَ ِويَا ِ‬
‫ل يَ ْ‬
‫سمِي ِع هَ ْ‬
‫لصَمّ وَا ْلبَصِي ِر وَال ّ‬
‫عمَى وَا َ‬
‫الْفَرِي َقيْنِ كَالَ ْ‬
‫يستوي مع البصير؟ والصم هل يستوي مع السميع؟ سيقول مباشرة ل‪ ،‬إذن ل يحتاج إلى طول تذكر وإنما يجيب مباشرة‪ .‬هل يستويان؟ ل‪ ،‬هذا‬
‫ن (‪)58‬‬ ‫عمِلُوا الصّاِلحَاتِ وَلَا ا ْلمُسِي ُء قَلِيلًا مّا َت َتذَكّرُو َ‬
‫عمَى وَا ْل َبصِيرُ وَاّلذِينَ آ َمنُوا وَ َ‬ ‫ستَوِي ا ْلأَ ْ‬
‫ل يحتاج إلى طول تذكر فقال (أفل تذكرون)‪َ ( .‬ومَا يَ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫غافر) هنا صار إيمان وعمل صالحات‪ ،‬إيمان وعمل صالح (قليلً ما تتذكرون) لن دخل به إيمان وعمل صالح والمعنى أنه الذي لم تؤمن ولم‬
‫تعمل صالحا هذه قضية أخرى‪ ،‬هذه أطول من تلك تحتاج إلى تأمل وتفكير والرسول يدعو طويلً إلى اليمان والعمل الصالح واتهموه بالجنون‪،‬‬
‫إذن هذه تتذكرون لنها تحتاج إلى طول تذكر‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪35‬‬
‫َ‬ ‫سأ َ ُ‬ ‫* ما الفرق بين اليتين (ق ُل َّل ت سأَلُون ع َ َ َ‬
‫م يَقُولُو َ‬
‫ن‬ ‫ملُو َ‬
‫ن (‪ )25‬سبأ) و (أ ْ‬ ‫ل ع َ َّ‬
‫ما تَعْ َ‬ ‫من َا وََل ن ُ ْ‬ ‫جَر ْ‬
‫ما أ ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه فَعَل َم َّ‬
‫نم (‪ )35‬هود)؟ ومما دللة نسمب الجرام‬ ‫مو َ‬ ‫جَر ُ‬ ‫م َّم‬
‫ما ت ُ ْ‬ ‫مي وَأنَا بَرِي ٌء ِّ‬
‫جَرا ِم‬‫ي إِ ْ‬ ‫ن افْتََريْت ُم ُ‬ ‫افْتََراه ُم قُ ْ‬
‫ل إ ِم ِ‬
‫للمؤمنين والعمل لغير المؤمنين؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عمّا َت ْعمَلُونَ (‪ ))25‬هي في سياق الدعوة والتبليغ والمحاجّة وهذا من باب النصاف في الكلم حتى‬ ‫ل َ‬ ‫سأَ ُ‬
‫ج َر ْمنَا وَلَا نُ ْ‬
‫عمّا أَ ْ‬
‫آية سبأ (قُل لّا تُسْأَلُونَ َ‬
‫يستميلهم يقول نحن ل نُسأل عما أجرمنا إذا كنا مجرمين كما ل تُسألون أنتم عن إجرامنا إذا كنا كذلك‪ .‬أراد أن يستميل قلوبهم فقال (عما تعلمون)‬
‫هذا يسموه من باب النصاف في الدعوة‪ ،‬غاية النصاف ل يريد أن يثيره خاصة في باب التبليغ يريد أن يفتح قلبه بالقبول وإذا قال تجرمون‬
‫ل مّبِينٍ (‪ ))24‬هذا في باب الدعوة وفي باب التبليغ يجعله في باب‬ ‫معناه أغلق باب التبليغ‪ .‬وقال قبلها (وَِإنّا أَوْ ِإيّا ُكمْ َلعَلَى ُهدًى أَ ْو فِي ضَلَا ٍ‬
‫ع ْمتُم مّن دُونِ‬ ‫النصاف في الكلم حتى ل يغلق الباب وهذا غاية النصاف‪ .‬لن السياق في سورة سبأ هو في سياق الدعوة (قُلِ ادْعُوا اّلذِينَ زَ َ‬
‫جمَعُ َب ْينَنَا َربّنَا ثُ ّم َي ْفتَحُ َب ْينَنَا بِا ْلحَقّ وَهُ َو الْ َفتّاحُ ا ْلعَلِي ُم (‪ ))26‬يريد أن‬ ‫ض قُلِ اللّ ُه (‪( ))24‬قُلْ َي ْ‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ‬ ‫اللّ ِه (‪( ))22‬قُلْ مَن يَرْ ُز ُقكُم مّنَ ال ّ‬
‫يستميل قلوبهم وأل يغلق الباب فقال لهم كذلك‪.‬‬
‫ج َرمُونَ (‪ )35‬هود) هذه في قصة سيدنا نوح (قل‬ ‫ي ِإجْرَامِي وََأ َن ْا بَرِي ٌء ّممّا تُ ْ‬ ‫في حين في آية سورة هود (أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُلْ إِنِ ا ْفتَ َر ْيتُهُ َفعَلَ ّ‬
‫ج َرمُونَ) إذا أنتم نسبتم إليّ‬ ‫ي ِإجْرَامِي وََأ َن ْا بَرِي ٌء ّممّا تُ ْ‬ ‫إن افتريته فعلي إجرامي) لن الذي يفتري على ال تعالى مجرم (قُلْ إِنِ ا ْفتَ َريْتُ ُه َفعَلَ ّ‬
‫الفتراء ولست كذلك أنتم مجرمون بحقي إذا نسبتم الفتراء إليّ أني أفتري على ال وأنا لست كذلك فأنتم مجرمون بحقي إذن وإن افتريته فأنا‬
‫مجرم (فعلي إجرامي) وإن لم أكن كذلك فأنتم نسبتم الفتراء إليّ وأنا بريء من ذلك فأنتم إذن مجرمون بحقي‪.‬‬
‫المقصود بتجرمون نسبة الفتراء إلى نبي ال هذا هو إجرام القوم في حقه‪ ،‬هذا أمر‪ .‬والمر الخر قال (فعلي إجرامي) واحد وقال (تجرمون)‬
‫جمع كثير وفيه استمرار لنهم هم نسبوا إليه أمرا واحدا (افتريته) افترى الرسالة‪ ،‬افترى الكلم (فعلي إجرامي) لكن هم مستمرون إجرامهم كثير‬
‫ن(‬ ‫س ِبمَا كَانُو ْا يَ ْفعَلُو َ‬
‫ل َت ْبتَئِ ْ‬
‫ل مَن َق ْد آمَنَ فَ َ‬‫ن مِن قَ ْو ِمكَ ِإ ّ‬ ‫حيَ إِلَى نُوحٍ َأنّهُ لَن يُ ْؤمِ َ‬ ‫مستمر هذا قيل في باب غلق الدعوة لما قال له ربه تعالى (وَأُو ِ‬
‫‪ )36‬هود) هنا مفاصلة وليس كتلك الية السياق الذي فيها محاجّة يأمل أنهم يعودوا فيستميل قلوبهم‪ ،‬هذا انغلق هنا (وَأُوحِيَ ِإلَى نُوحٍ َأنّهُ لَن يُ ْؤمِنَ‬
‫مِن قَ ْو ِمكَ ِإلّ مَن َقدْ آمَنَ) انتهت المسألة وصارت مفاصلة لنه غلق باب الدعوة والتبليغ‪( .‬مما تجرمون) أي الجرام المستمر من السابق وإلى‬
‫الن فتبقوا مجرمين إلى أن يهلككم ربكم لذا قال (تجرمون) ولم يقل من إجرامكم لنه ليس إجراما واحدا‪ .‬ما يفعلونه من المعاصي هو إجرام‬
‫مستمر لكن كلم نوح كان منصبا على الفتراء (إن افتريته)‪.‬‬
‫الواو في قوله تعالى (وأنا بريء) هي عطف جملة على جملة‪.‬‬
‫مع الرسول قال (عما أجرمنا) هذا من باب النصاف كما أنت تتكلم مع شخص ل تريد أن تثيره فتقول‪ :‬قد علِم ال الصادق مني ومنك وإن‬
‫أحدنا لكاذب‪ ،‬هذا غاية النصاف ل تقول له أنت كاذب‪.‬الرسول يريد أن يفتح القلوب ويستميلها ل أن يغلقها هذا يسمى غاية النصاف في‬
‫الكلم‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪37‬‬
‫موا ْ إِنَّهُمم ُّ‬ ‫َ‬
‫مغَْرقُو َم‬
‫ن ( ‪)37‬‬ ‫ن ظَل َ ُ‬
‫خاطِبْن ِمي فِمي ال ّذِي َم‬
‫*مما دللة الصميغة السممية فمى قوله تعالى(وَل َ ت ُ َ‬
‫هود)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫‪.‬لم يقل سأغرقهم‪ .‬هذا في التعبير أقوى دللة من الفعل‪ .‬السم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد‬
‫‪):‬آية (‪38‬‬
‫*ما هو الفرق بين استهزأ بم وسخر من؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هنالك أمران في اللغة يذكران في الستعمال القرآني‪ :‬أولً الستهزاء عام سواء تستهزئ بالشخاص وبغير الشخاص (وَِإذَا نَا َديْتُمْ ِإلَى الصّلَةِ‬
‫ل َتتّخِذُوَ ْا آيَاتِ اللّهِ‬ ‫خذَهَا هُ ُزوًا (‪ )9‬الجاثية) ( َو َ‬ ‫ش ْيئًا اتّ َ‬ ‫خذُوهَا هُزُوًا (‪ )58‬المائدة) الصلة ليست شخصا وإنما أقاويل وأفاعيل (وَِإذَا عَلِ َم مِ ْ‬
‫ن آيَا ِتنَا َ‬ ‫اتّ َ‬
‫ن (‪ )65‬التوبة) إذن الستهزاء عام في الشخاص وفي غير الشخاص أما السخرية‬ ‫ُهزُوًا (‪ )231‬البقرة) (قُلْ َأبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِ ِه كُنتُ ْم تَ ْ‬
‫س َتهْزِؤُو َ‬
‫سخَرُ‬ ‫سخَرُو ْا ِمنّا فَِإنّا نَ ْ‬ ‫سخِرُو ْا ِمنْ ُه قَالَ إِن تَ ْ‬ ‫ل مّن قَ ْومِهِ َ‬ ‫صنَعُ الْفُ ْلكَ َوكُّلمَا مَ ّر عََليْ ِه مَ ٌ‬
‫ففي الشخاص تحديدا لم ترد في القرآن إل في الشخاص ( َويَ ْ‬
‫مِنكُ ْم َكمَا تَسْخَرُونَ (‪ )38‬هود)‪ .‬إذن الستهزاء عام ومعنى الستهزاء هو السخرية هم يقولون المزح في خفية وهو جانب من السخرية‪.‬‬
‫الستهزاء أعم من السخرية والسخرية خاصة بالشخاص ولم ترد في القرآن إل للشخاص أما الستهزاء فعامّ ورد في الشخاص وغير‬
‫خذَهَا هُزُوًا (‪ )9‬الجاثية) ليس‬ ‫ستَهْزِؤُونَ (‪ )65‬التوبة) الرسول شخص (وَِإذَا عَِل َم مِنْ آيَاتِنَا َ‬
‫ش ْيئًا اتّ َ‬ ‫الشخاص (قُلْ َأبِاللّهِ وَآيَاتِهِ َورَسُولِ ِه كُنتُ ْم تَ ْ‬
‫شخصا‪ .‬هذا أمر أن الستهزاء عام في الشخاص وغير الشخاص والسخرية خاصة في الشخاص خاصة في القرآن والمر الخر السخرية لم‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ترد إل من فعل يفعله الشخص أما الستهزاء فقد يستهزأ به من غير فعل‪ .‬السخرية أنت تسخر منه وهو يفعل الفعل هذا أما الستهزاء فليس‬
‫سخَ ُر مِنكُ ْم َكمَا‬
‫سخَرُو ْا ِمنّا فَِإنّا نَ ْ‬
‫سخِرُو ْا ِمنْ ُه قَالَ إِن تَ ْ‬ ‫ل مّن قَ ْومِهِ َ‬‫صنَعُ الْفُ ْلكَ َوكُّلمَا مَ ّر عََليْ ِه مَ ٌ‬
‫كذلك‪ .‬مثلً نوح وهو يصنع الفلك هذا عمل ( َويَ ْ‬
‫ج ْهدَهُمْ‬
‫جدُونَ ِإلّ ُ‬ ‫ل يَ ِ‬ ‫ص َدقَاتِ وَاّلذِينَ َ‬
‫ن فِي ال ّ‬ ‫ن (‪ )38‬هود) هذا فعل وهم سخروا من فعل يفعله‪( ،‬اّلذِينَ يَ ْلمِزُونَ ا ْلمُطّوّعِينَ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫سخَرُو َ‬
‫تَ ْ‬
‫ن ِم ْنهُمْ (‪ )79‬التوبة) هذا فعل‪.‬‬
‫سخَرُو َ‬
‫َفيَ ْ‬
‫‪):‬آية (‪40‬‬
‫ن (‪ )27‬المؤمنين) (قُلْن َا‬
‫ن اثْنَي ْ ِ‬
‫جي ْ ِ‬
‫زو َ‬ ‫من ك ُ ٍّ‬
‫ل َ ْ‬ ‫سل ُ ْ‬
‫ك فِيه َا ِ‬ ‫* ما الفرق بين اسلك واحمل في اليات (فَا ْ‬
‫ن (‪ )40‬هود)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ن اثْنَي ْ ِ‬
‫جي ْ ِ‬ ‫من ك ُ ٍّ‬
‫ل َزوْ َ‬ ‫م ْ‬
‫ل فِيهَا ِ‬ ‫ح ِ‬
‫ا ْ‬
‫غيْرِ سُو ٍء (‪ )32‬القصص) (مَا سََل َككُ ْم فِي سَ َق َر (‪ )42‬المدثر) أما اجمل فمن الحِمل‬ ‫ن َ‬ ‫ج بَيْضَاء مِ ْ‬ ‫ك تَخْ ُر ْ‬ ‫ج ْيبِ َ‬
‫ك َي َدكَ فِي َ‬ ‫اسلك معناها أدخِل (اسُْل ْ‬
‫ل يدخل ثم يحمل‪ .‬الن ننظر في‬ ‫معروف‪ .‬الدللة مختلفة ونرى هل طبيعة اسلك في نفس وقت احمل؟ أيها السبق أُسلُك أو احمل؟ أُسلك أسبق أو ً‬
‫ل إِنْ‬ ‫سخِرُوا ِمنْ ُه قَا َ‬
‫صنَعُ ا ْلفُ ْلكَ َوكُّلمَا مَ ّر عََليْهِ مََلٌأ مِنْ قَ ْومِهِ َ‬‫قصة نوح نفسها متى قال أُسلك؟ ومتى قال احمل؟‪ .‬آية هود قال فيها احمل ( َويَ ْ‬
‫حتّى ِإذَا جَاءَ َأمْ ُرنَا َوفَارَ‬ ‫ب مُقِي ٌم (‪َ )39‬‬ ‫عذَا ٌ‬ ‫ل عََليْ ِه َ‬ ‫ب يُخْزِيهِ َويَحِ ّ‬‫عذَا ٌ‬ ‫ن مَنْ َي ْأتِي ِه َ‬ ‫سخَرُوا ِمنّا فَِإنّا نَسْخَ ُر ِم ْنكُ ْم َكمَا تَسْخَرُونَ (‪ )38‬فَسَ ْو َ‬
‫ف تَعَْلمُو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ل (‪ ))40‬المر جاء وصنع الفلك‪ .‬في آية‬ ‫ن َمعَهُ ِإلّا قَلِي ٌ‬‫سبَقَ عََليْهِ ا ْلقَوْلُ َومَنْ َآمَنَ َومَا َآمَ َ‬‫ن ا ْثنَيْنِ وَأَهَْلكَ إِلّا مَنْ َ‬ ‫جيْ ِ‬ ‫ل زَوْ َ‬
‫ل فِيهَا مِنْ كُ ّ‬ ‫حمِ ْ‬‫التّنّو ُر قُ ْلنَا ا ْ‬
‫ق عََليْهِ الْ َقوْلُ‬‫سبَ َ‬‫جيْنِ ا ْث َنيْنِ وَأَ ْهَلكَ إِلّا مَنْ َ‬
‫ن كُلّ زَ ْو َ‬ ‫ح ِينَا َفِإذَا جَاءَ َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر فَاسُْلكْ فِيهَا مِ ْ‬
‫ع ُي ِننَا وَوَ ْ‬
‫ك بِأَ ْ‬
‫صنَعِ الْفُ ْل َ‬
‫نا ْ‬ ‫حيْنَا إَِليْهِ أَ ِ‬‫المؤمنون (فَأَ ْو َ‬
‫ن (‪ ))27‬هناك صنع الفلك وجاء المر‪ .‬أُسلك قبل الحمل‪ ،‬عندنا حالتان حالة قبلها قبل الفعل وحالة‬ ‫ط ْبنِي فِي اّلذِينَ ظََلمُوا ِإّنهُ ْم ُمغْ َرقُو َ‬ ‫ِم ْنهُمْ وَلَا ُتخَا ِ‬
‫قالها بعد الفعل‪ ،‬مع المر احمل وقبل المر أُسلك‪ .‬القدامى قالوا السياق من أهم القرائن الدالّة على المعنى‪ .‬لما نسمع أُسلُك يجب أن نفهم أن‬
‫المر لم يصدر بعد ولما نسمع إحمل يكون المر قد صدر‪.‬‬
‫*ما دللة فعل جاء فى الية ((فإذا جاء أمرنا وفار التنور))؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه لم تستعمل صيغة المضارع للفعل جاء مطلقا في القرآن كله ول صيغة فعل أمر ول إسم فاعل ول إسم مفعول‬
‫وإنما استعمل دائما بصيغة الماضي‪ .‬أما فعل أتى فقد استخدم بصيغة المضارع‪.‬‬
‫من الناحية اللغوية‪ :‬جاء تستعمل لما فيه مشقة أما أتى فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر ومنه اللمتياء وهي الطريق المسلوكة‪.‬‬
‫ش ِركُونَ {‪ )}1‬وقال تعالى (وََل َقدْ أَ ْرسَ ْلنَا ُرسُلًا مّن َقبِْلكَ ِم ْنهُم مّن‬ ‫عمّا يُ ْ‬ ‫سبْحَانَهُ َو َتعَالَى َ‬ ‫س َتعْجِلُو ُه ُ‬
‫ل تَ ْ‬
‫قال تعالى في سورة النحل (َأتَى َأمْرُ اللّ ِه فَ َ‬
‫ن(‬‫ي بِالْحَقّ َوخَسِ َر ُهنَاِلكَ ا ْل ُمبْطِلُو َ‬
‫ي بِآيَةٍ إِلّا بِِإذْنِ اللّ ِه فَِإذَا جَاء َأمْ ُر اللّ ِه قُضِ َ‬
‫ن يَ ْأتِ َ‬
‫ص عََل ْيكَ َومَا كَانَ لِ َرسُولٍ أَ ْ‬ ‫صنَا عََل ْيكَ َو ِمنْهُم مّن لّ ْم نَ ْقصُ ْ‬
‫َقصَ ْ‬
‫ق لن فيه قضاء وخسران وعقاب‪.‬‬ ‫‪ ))78‬هنا أش ّ‬
‫* ما دللة ضمير التعظيم في قوله تعالى ( قلنا ) ( أنزلنا) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قال وأنزل تأتي بلفظ الفراد وبلفظ التعظيم يأتي بـ قلنا وأنزلنا‪ .‬إذا كان في مقام التعظيم يسنده إلى مقام التعظيم يقول (قلنا) وإذا كان في مقام‬
‫عبُ ْدنِي وََأقِ ِم الصّلَاةَ ِل ِذكْرِي (‪)14‬طه) إذا كان في مقام التوحيد يُفرِد وإذا‬ ‫التوحيد يكون في مقام الفراد‪ ،‬يقول تعالى (ِإّننِي َأنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا َأنَا فَا ْ‬
‫كان في مقام التعظيم يجمع‪ .‬وقسم أيضا يقول أنه إذا كان أمر ال بواسطة المَلَك يلقيه يأتي بضمير الجمع وإذا لم يكن كذلك يُفرِد‪ .‬على سبيل‬
‫جعَ ْلنَاهَا وَا ْبنَهَا آيَةً لّ ْلعَاَلمِينَ (‪ )91‬النبياء) لن النافخ تمثل لها بشرا سويا بواسطة ملك أما‬ ‫حنَا وَ َ‬‫خنَا فِيهَا مِن رّو ِ‬ ‫جهَا َف َنفَ ْ‬‫ت فَرْ َ‬‫صنَ ْ‬ ‫ح َ‬‫المثال‪( :‬وَاّلتِي أَ ْ‬
‫ل فِيهَا مِن كُلّ‬ ‫جدِينَ (‪ )72‬ص)‪ .‬إذا كان المر بواسطة الملك يجمع (قُ ْلنَا ا ْ‬
‫حمِ ْ‬ ‫ت فِي ِه مِن رّوحِي َف َقعُوا لَهُ سَا ِ‬ ‫عن آدم فقال تعالى ( َفِإذَا سَ ّو ْيتُهُ َونَ َفخْ ُ‬
‫ن (‪ )40‬هود) الملك يبلّغ هذا‪ .‬هذا أمر عام‪ ،‬لكن هناك أمر آخر نذكره وهو أنه في كل مقام تعظيم ل بد أن يسبقه أو يأتي بعده ما يدل‬ ‫ن ا ْثنَيْ ِ‬
‫جيْ ِ‬
‫زَوْ َ‬
‫على الفراد في القرآن كله‪ .‬ل تجد مكانا للتعظيم إل وسبقه أو جاء بعده ما يدل على الفراد (ِإنّا أَن َز ْلنَا ُه فِي َليْلَةِ ا ْل َقدْ ِر (‪ ))1‬هذه تعظيم ثم يقول‬
‫ض ِمهَادًا‪،‬‬
‫ل الَْأرْ َ‬‫جعَ ِ‬ ‫ل َأمْرٍ) رب واحد إفراد ما قال بأمرنا‪ .‬لو قرأنا في سورة النبأ (أَلَ ْم نَ ْ‬ ‫ح فِيهَا بِِإذْنِ َرّبهِم مّن كُ ّ‬ ‫بعدها ( َتنَزّلُ ا ْلمَلَا ِئكَةُ وَالرّو ُ‬
‫عطَاء حِسَابًا (‪ ))36‬بعد كل جمع تعظيم إفراد‪ .‬ليس هناك في‬ ‫جزَاء مّن ّرّبكَ َ‬ ‫جعَ ْلنَا الّليْلَ ِلبَاسًا) ثم قال ( َ‬ ‫سبَاتًا‪ ،‬وَ َ‬
‫جعَ ْلنَا نَ ْو َمكُمْ ُ‬
‫َوخَلَ ْقنَاكُمْ أَزْوَاجًا‪َ ،‬و َ‬
‫حرْ (‪ )2‬الكوثر) لم يقل فصلّ لنا‪ .‬هذا لم‬ ‫ط ْينَاكَ ا ْلكَ ْوثَ َر (‪َ )1‬فصَلّ لِ َرّبكَ وَانْ َ‬
‫القرآن موطن تعظيم إل سبقه أو جاء بعده ما يدل على المفرد (ِإنّا أَعْ َ‬
‫يتخلّف في جميع القرآن مطلقا‪ .‬إذن عندنا مقام تعظيم ومقام توحيد‪ ،‬يجمع في مقام التعظيم ويفرد في مقام التوحيد ويقال أنه إذا كان بواسطة‬
‫المَلَك يجمع مع إحتراز أنه ليس هنالك مقام تعظيم إل وقبله أو بعده إفراد‪.‬‬
‫َ‬
‫م ْ‬
‫ل‬ ‫ح ِ‬‫مُرن َما وَفَاَر التَّنُّوُر قُلْن َما ا ْ‬
‫جاء أ ْ‬ ‫حت َّمى إِذ َا َ‬
‫*مما دللة كلممة (أهلك) فمي قوله تعالى فمي سمورة هود ( َ‬
‫َ‬ ‫سبَقَ عَلَي ْمهِ الْقَوْ ُ‬ ‫ل زوجي ن اثْني ن وأَهْل َم َ َ‬
‫ل{‬ ‫ّ‬
‫ه إِل قَلِي ٌ‬ ‫معَم ُ‬‫ن َ‬ ‫م َم‬‫ما آ َ‬‫ن وَم َ‬ ‫م َم‬‫نآ َ‬‫م ْم‬‫ل وَ َ‬ ‫ك إِل ّ َم‬
‫من َم‬ ‫من ك ُ ٍّ َ ْ َ ْم ِ َ ْم ِ َ‬
‫فِيهَما ِم‬
‫‪)}40‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أهلك هنا إسم أو فعل؟ الحكم القاطع هو إسم بمعنى الهل وهناك مرجحات وهناك ما يقطع مبدئيا من الترجيح فالية تشير أن الهلك لم يحصل‬
‫بعد لنهم لم يركبوا‪ .‬فالركوب لم يحصل ولم يحصل الهلك فل يصح أن تعتبر كلمة (أهلك) بمعنى الهلك‪ .‬والمر الخر أنه لو كان (أهلك)‬
‫فعل بمعنى الهلك عادة يكون الستثناء مفرّقا والستثناء المفرّق ل يكون إل مسبوقا بنفي أو ما يشبه النفي‪( .‬أهلك إل من سبق عليه القول)‬
‫مفرّق وليس مسبوقا بنفي وهذا ما يُضعّف أن يكون أهلك بمعنى فعل الهلك‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ق عََليْهِ ا ْلقَوْ ُ‬
‫ل‬ ‫سبَ َ‬
‫جيْنِ ا ْث َنيْنِ َوأَهَْلكَ إِلّا مَن َ‬
‫ك فِيهَا مِن كُلّ زَ ْو َ‬
‫حيِنَا َفِإذَا جَاء َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر فَاسُْل ْ‬
‫عيُ ِننَا وَ َو ْ‬
‫صنَعِ الْ ُف ْلكَ ِبأَ ْ‬
‫ح ْينَا إَِليْهِ أَنِ ا ْ‬
‫أما الية (فَأَ ْو َ‬
‫ن {‪ )}27‬في سورة المؤمنون فالضمير يعود على الهل إذن نستد ّل من هذه الية أن المقصود هو‬ ‫ط ْبنِي فِي اّلذِينَ ظََلمُوا ِإّنهُم ّمغْ َرقُو َ‬ ‫ِم ْنهُمْ وَلَا ُتخَا ِ‬
‫الهل وليس فعل الهلك وهذه كلها مرجّحات‪ .‬أما ما يقطع بأن المقصود هم الهل فهو أنه لو كان أهلك فعل ماضي سيكون الناجون قسمين‬
‫الول (من سبق عليه القول) والثاني (من آمن) إذن من سبق عليه القول غير من آمن إذن فالناجون اثنين المؤمنون ومن سبق عليه القول وهؤلء‬
‫ليسوا مؤمنين لكن في الواقع أن الناجين هم المؤمنون فقط لذا فل يمكن ول يصح أن تكون النجاة لغير المؤمنين‪.‬‬
‫وهناك سؤال فني آخر‪ :‬استدللنا بما في سورة المؤمنون (وأهلك إل من سبق عليه القول منهم) وفي آية‬
‫سورة هود لم ترد منهم‪ .‬وقد سبق القول عليه بالهلك والعذاب ؟ المقصود بقوله تعالى (المجيء على) تعني‬
‫العذاب كما في قوله تعالى (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا) اللم تفيد الخير‪ .‬والهل هم من المؤمنين من آمن منهم ومن آمن من غير الهل هم‬
‫الناجون‪.‬‬
‫َ‬
‫من ك ُ ٍّ‬
‫ل‬ ‫ل فِيهَما ِم‬ ‫م ْ‬
‫ح ِ‬ ‫مُرن َما وَفَاَر التَّنُّوُر قُلْن َما ا ْ‬ ‫جاء أ ْ‬ ‫حت َّمى إِذ َا َ‬ ‫*ولماذا قال تعالى فمي آيمة هود (احممل) ( َ‬
‫َ‬
‫ه إِل ّ قَلِي ٌ‬ ‫سبَقَ عَلَي ْهِ الْقَوْ ُ‬ ‫زوجي ن اثْني ن وأَهْل َ َ َ‬
‫ل {‪ )}40‬وفي سورة‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬
‫ما آ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م َ‬‫نآ َ‬ ‫م ْ‬‫ل وَ َ‬ ‫من َ‬ ‫ك إِل ّ َ‬ ‫َ ْ َ ْ ِ َْ ِ َ‬
‫ُ‬
‫سل ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْم‬ ‫ْ‬
‫صنَِع الفُل َ‬ ‫َم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫مُرن َما وَفَاَر الت ّن ّوُر فَا ْم‬‫جاء أ ْ‬ ‫حيِن َما فَإِذ َا َ‬‫ك بِأعْيُنِن َما َووَ ْ‬ ‫ن ا ْم‬ ‫المؤمنون (فاسملك) (فَأ ْو َ‬
‫حيْن َما إِلي ْمهِ أَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سبَقَ عَليْهِ القَوْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن وَأهْل َ‬ ‫من ك ُ ٍّ‬
‫موا إِن ّهُم‬ ‫ن ظل ُ‬ ‫خاطِبْنِي فِي الذِي َ‬ ‫م وَل ت ُ َ‬ ‫منْهُ ْ‬‫ل ِ‬ ‫من َ‬ ‫ك إ ِل َ‬ ‫ن اثْنَي ْ ِ‬
‫جي ْ ِ‬
‫ل َزوْ َ‬ ‫فِيهَا ِ‬
‫ن {‪ )}27‬فما المقصود بالسلوك؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ُّ‬
‫مغَْرقُو َ‬
‫سلك هو النفاذ في الطريق كما قال تعالى (فاسلكي سبل ربك) سورة النحل وقد يأتي فيها معنى الدخول (ما سلككم في سقر) أما الحمل فيكون بعد‬
‫السلوك أولً يدخل السفينة ثم يحمل بعد دخوله‪ .‬في سورة هود ذكر ما دلّ على الحمل لن الحمل جاري في السفينة (حمل السفينة للشخاص)‬
‫وقال اركبوا فيها بسم ال مجراها ومرساها وهي تجري بهم بمعنى تحملهم (يا نوح اهبط بسلم) إذن سورة هود فيها حمل‪ .‬بينما في سورة‬
‫ل مباركا وأنت خير المنزلين)‪.‬‬
‫المؤمنون لم يذكر الحمل أو صورة الحمل (وقل رب أنزلني منز ً‬
‫والقول (من سبق عليه القول) أع ّم من القول (من سبق عليه القول منهم) فسورة هود مبنية على العموم وليس على الخصوص (إل من سبق عليه‬
‫القول ومن آمن) فلم يذكر تعالى من آمن أي هي أعمّ‪ ،‬وكذلك اليات (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين) (ل عاصم اليوم من أمر ال إل من‬
‫رحم) (يا أرض ابلعي ماءك) (بُعدا للقوم الظالمين) (قيل يا نوح اهبط بسلم منا وأمم ممن معك وأمم سنمتّعهم) أما في سورة المؤمنون فالسياق‬
‫في التخصيص فذكر تعالى السلم والبركات في سورة هود وهذا دليل العموم‪ ،‬وفي سورة المؤمنون لم يذكر السلم والبركات وإنما خصص كما‬
‫في الية (أنزلني منزلً مباركا)‪ ،‬ولهذا ذكر (منهم) و(اسلك) في سورة المؤمنون ولم يذكرهما في سورة هود‪.‬‬
‫ن (‪)40‬هود) وأحيانا ً ل ترد‬
‫ن اثْنَي ْم ِ‬ ‫من ك ُ ٍّ‬
‫ل َزوْ َ‬
‫جي ْم ِ‬ ‫م ْ‬
‫ل فِيهَما ِم‬ ‫ح ِ‬‫* كلممة اثنيمن ترد أحيانا ً ممع زوجيمن (قُلْن َما ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )49‬الذاريات) فما اللمسة البيانية في ورودها وعدم‬ ‫م تَذ َك ُّرو َ‬‫ن لَعَل ّك ُ ْ‬ ‫خلَقْن َا َ ْ‬
‫زو َ‬
‫جي ْ ِ‬ ‫ي ٍء َ‬
‫ش ْ‬ ‫من ك ُ ِّ‬
‫ل َ‬ ‫(و َ ِ‬
‫ورودها؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل فِيهَا‬ ‫جيْنِ ا ْث َنيْنِ (‪ )40‬هود) ذكر وأنثى‪َ ( ،‬ومِن كُلّ ال ّثمَرَاتِ َ‬
‫جعَ َ‬ ‫ل فِيهَا مِن كُلّ زَ ْو َ‬ ‫حمِ ْ‬
‫حتّى ِإذَا جَاء َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر قُ ْلنَا ا ْ‬
‫اثنين معناه ذكر وأنثى ( َ‬
‫جيْنِ الذّكَرَ وَالْأُنثَى (‪)39‬‬‫ل ِمنْهُ الزّ ْو َ‬ ‫جيْنِ الذّكَرَ وَالْأُنثَى (‪ )45‬النجم) ذكر وأنثى‪( ،‬فَ َ‬
‫جعَ َ‬ ‫ن (‪ )3‬الرعد) تأنيث وتذكير‪( ،‬وََأنّهُ خََلقَ الزّ ْو َ‬ ‫ن ا ْثنَيْ ِ‬
‫جيْ ِ‬
‫زَوْ َ‬
‫جيْنِ) قال وهذا ليس مقصودا فيه الذكر والنثى وإنما عموم المتضادات والمتقابلت مثل‬ ‫يءٍ خََل ْقنَا زَ ْو َ‬
‫القيامة) في آية الذاريات قال ( َومِن كُلّ شَ ْ‬
‫حنَا لَهُ زَ ْوجَ ُه (‪)90‬‬
‫جنّ َة (‪ )35‬البقرة) (وَأَصَْل ْ‬ ‫جكَ الْ َ‬
‫سكُنْ أَنتَ وَزَ ْو ُ‬
‫البروتون واللكترون‪ ،‬هذان زوجان‪ .‬الزوج هو الواحد في الصل ( َوقُ ْلنَا يَا آدَ ُم ا ْ‬
‫النبياء) الزوج هو واحد وتطلق على الذكر والنثى‪ ،‬الرجل زوج والمرأة زوج وهذه أفصح اللغات أما (زوجة) فهذه لغة ضعيفة‪ ،‬لكن اللغة‬
‫الفصحى هي زوج للذكر والنثى والثنان زوجان‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪41‬‬
‫َ‬
‫سم ِ الل ّمهِ‬
‫ل اْركَبُوا فِيهَما ب ِم ْ‬
‫* مما دللة الشكمل المعي ّمن أسمفل كلممة (مجراهما) فمي قوله تعالى (وَقَا َ‬
‫حي ٌمم (‪ ))41‬فمي سمورة هود وأعلى كلممة (تأمنما) فمي قوله تعالى‬ ‫ن َرب ّ ِمي لَغَفُوٌر َر ِ‬ ‫ساهَا إ ِم َّ‬
‫مْر َم‬‫جَراهَما وَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ ))11‬فمي سمورة يوسمف؟(د‪.‬حسمام‬ ‫حو‬‫ص‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫َم‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َل‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫من‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َم‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫ا‬ ‫ان‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫(‬
‫ُ َ ِم ُ َ‬ ‫ُ ُم َ َ ِ ّم‬ ‫َ َ ّم‬ ‫َم َ َم َم‬
‫النعيمى)‬

‫هذه العلمة ◊ مذكورة في مكانين في المصحف وهو رسم اتفاقي‪ .‬العلمة موضوعة مرتين مرة في السفل وهي النقطة المعينة على شكل ثمانية‬
‫وسبعة ملتقيتان بهذه الصورة◊ وهناك اتفاق أنه إذا وجدت وهي موجودة في سورة هود في الية ‪ 41‬في قوله تعالى على لسان نوح (بسم ال‬
‫مجراها ومرساها) (مجراها) (بالمالة) هذه إشارة الى المالة والمالة يقولون أن تنحو باللف نحو الياء وبالفتحة نحو الكسرة‪ .‬جميع القرّاء‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫قرأوها بالمالة معناها ليست قبيلة واحدة كانت تميل وإنما هذه الكلمة ممالة عند جميع من قرأ من القرّاء وقد يكون من غير السبعة من قرأها‬
‫بدون إمالة‪ .‬مُجراها أو مَجراها فقارئء القرآن ل يجوز أن يقرأها مجراها يجب أن يقرأها (مجراها) بالمالة يتعلمها‪.‬‬
‫هذه في سورة هود وفي سورة يوسف وضعت النقطة ط فوق النون في قوله تعالى على لسان إخوة يوسف (مالك ل تأمنا على يوسف) إشارة إلى‬
‫أنه إذا قرأت هذه الكلمة في نطقك بين الميم والنون تضم الشفتين كأنك تريد أن تقول هناك ضمة محذوفة لنه الصل تأمننا‪.‬فأيضا هنا حقيقة‬
‫ينبغي أن يحاول القارئء أن يضم شفتيه‪.‬‬
‫توضيح‪ :‬في قوله تعالى (تأمنا) بهذه الصورة بالشمام بعضهم سمّى هذا الشمام رَوْما يعني كأنك تروم إظهار الحركة‪ .‬الرَوْم ل يكون إل في‬
‫حال الوقف وإذا كانت الكلمة مضمومة أو مكسورة هنا يكون رَوْم وفُسّر الرَوْم عندهم عند علماء اللغة أنه محاولة لظهار شيء من الحركة عند‬
‫الوقف كأنما لبيان أن هذه الكلمة مرفوعة أو أن هذه الكلمة مجرورة وليست مبنية‪ .‬أما في (بسم ال مجراها) فهي بفتح الميم والمالة عند حفص‬
‫(ونحن نقرأ برواية حفص) حفص عن عاصم وهذا الكلم ينفع المختصين لكن ل بد أن يستمع الخوة له لنه اختلطت معلومتان‪( :‬ل تأمنا)‬
‫السبعة‪( .‬بسم ال مَجراها) الذي أمال مع الفتح هو حفص عن عاصم بينما شعبة حقيقة سنأتي له رواية أخرى عن عاصم‪ .‬حفص عن عاصم‬
‫والكسائي وحمزة من قُرّاء الكوفة هؤلء قرأوا (مَجراها)‪ .‬بضم الميم والمالة أيضا يعني (مُجراها) أبو عمرو بن العلء وورش عن نافع بتقليل‬
‫المالة‪ .‬والباقون الن شعبة عن عاصم وابن كثير وابن عامر قارئ الشام وقالون عن نافع هؤلء قرأوا بالفتح بم ّد اللف (بدون إمالة) وضم الميم‬
‫(مُجراها)‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪42‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫عيُونًا فَا ْلتَقَى ا ْلمَاء عَلَى َأمْ ٍر َقدْ ُقدِ َر (‪ )12‬القمر) يعني كل ذرة من الرض انفجرت عيونا‪ ،‬الرض كلها صارت عيونا‪( ،‬وَ ِهيَ‬
‫ض ُ‬ ‫( َوفَجّ ْرنَا ا ْلأَرْ َ‬
‫ل (‪ )42‬هود) معناه هناك ريح تعصف بحيث تضرب الماء فيرتفع الماء فيكون أمواجا هذا شيء مخيف‪ .‬لو قال في‬ ‫جبَا ِ‬ ‫ج كَالْ ِ‬‫جرِي ِبهِ ْم فِي مَوْ ٍ‬ ‫تَ ْ‬
‫فلك‪ ،‬الفلك مكان آمن خاصة إذا إستعمل (في)‪ ،‬النسان آمن في داخل السفينة‪ .‬لكن أراد أن يقوي صورة الخوف والرعب فقال (على ذات ألواح‬
‫ودسر) هي عبارة عن ألواح مشدودة وقال (وحملناه على ) ما قال (في) فلما يتخيل النسان هذا المشهد‪ ،‬هو فوق ألواح ودسر وهذا الماء بهذا‬
‫الشكل يزداد رعبا ويتذكر أن ذلك قدرة ال سبحانه وتعالى كيف حمل نوحا ومن معه على هذه اللواح والدُسُر‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪43‬‬
‫*مما اللمسمة البيانيمة فمي اسمتخدام اسمم الفاعمل بمعنمى اسمم المفعول فمى قوله تعالى (ل عاصمم‬
‫اليوم من أمر الله ال من رحم)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قسم من المفسرين يرون أحيانا في الستعمالت القرآنية أن اسم الفاعل يكون بمعنى اسم المفعول كما في قوله تعالى (ل عاصم اليوم من أمر‬
‫ال) بمعنى ل معصوم‪ ،‬ومن الممكن تخريجها على صورتها الظاهرة ويبقى المعنى‪ .‬وقد ذكر المفسرون آراء أخرى تؤكد القرار على المعاني‬
‫والصيغ اسم الفاعل واسم المفعول ويستقيم المعنى‪.‬‬
‫والمصدر قد يأتي بمعنى اسم الفاعل أو اسم المفعول في القرآن مثل كلمة (خلق) فهي تأتي بمعنى مخلوق أحيانأً‪.‬‬
‫وفي قوله تعالى في سورة هود (ل عاصم اليوم من أمر ال إل من رحم) تحتمل معنيين‪ :‬ل عاصم إل الراحم وهو ال‪ ،‬ول معصوم إل الناجي‬
‫فقد يختلف التأويل لكن المعنى يحتمل هذه التأويلت لن ل عاصم إل من رحمه ال تعالى أي ليس هناك من ينجيه إل ال الراحم وتأتي الية‬
‫بعده (وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) ل تمنع كل التفسيرين وهذا ما يُسمى من باب التوسع في المعنى‪.‬‬
‫هل يوجد اختلفات دللية بين المشتقات وبعضها؟‬
‫أحيانا الصيغة الواحدة يمكن تخريجها على أكثر من دللة كما في كلمة (حكيم) فقد تكون اسم مفعول مثل قتيل أو حكيم بمعنى ذو حكمة (حكيم‬
‫عليم)‪ .‬وفي سورة يس (يس* والقرآن الحكيم) هل المقصود أنه مُحكم أو هو ينطق بالحكمة فيكون حكيم؟ يحتمل المعنى كل هذه التفسيرات‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪45‬‬
‫ن أَهْلِي وَإ ِ َّ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ب إ ِ َّ‬
‫ن ابُنِي ِ‬ ‫ل َر ِّ‬ ‫ح َّرب َّ ُ‬
‫ه فَقَا َ‬ ‫*كيف يأتي القول بعد النداء في قوله تعالى (وَنَادَى نُو ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن {‪ }45‬هود) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حاك ِ ِ‬ ‫حك َ ُ‬
‫تأ ْ‬‫قُ وَأن َ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫وَعْد َ َ‬
‫حكَ ُم الْحَا ِكمِينَ {‪}45‬الفاء تأتي للترتيب الذِكري ول‬
‫ع َدكَ الْحَقّ َوأَنتَ أَ ْ‬
‫ن ا ُبنِي مِنْ أَ ْهلِي وَإِنّ وَ ْ‬
‫ح ّربّهُ َفقَالَ َربّ إِ ّ‬
‫قال تعالى في سورة هود ( َونَادَى نُو ٌ‬
‫تنحصر بالترتيب والتعقيب‪.‬وهي تعني التفصيل بعد الجمال‪.‬أولً يأتي بالنداء بشكل إجمالي ثم يفصّل القول‪ .‬ومثال آخرماجاء في قوله تعالى (فقد‬
‫سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا ال جهرة) سألوا موسى مجملة وأرناال جهرة مفصّلة‪ .‬وكذلك ما جاء في قوله تعالى) تفصيل بعد الجمال‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪46‬‬
‫عظ ُ َ َ‬
‫*ما اللمسة البيانية فى قوله تعالى (إِنِّي أ َ ِ‬
‫ن (‪ )46‬هود)؟(د‪.‬فاضل‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جاهِلِي َ‬ ‫م َ‬ ‫ك أن تَكُو َ‬
‫ن ِ‬
‫السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سيَ أَن َتمِيدَ ِبكُمْ) أن تميد بكم أي(‬ ‫ن مِنَ الْجَاهِلِينَ (‪ )46‬هود) يعني لئل تكون من الجاهلين‪ ،‬وقال (وَأَلْقَى فِي ا ْلأَرْ ِ‬
‫ض رَوَا ِ‬ ‫ظكَ أَن َتكُو َ‬ ‫ِإنّي أَعِ ُ‬
‫كراهة أن تميد بكم أو لئل تميد بكم كما يقول النحاة‪ ،‬المعنى لماذا ألقى الرواسي؟ لئل تميد بكم يقولون كراهة أن تميد بكم أو لئل تميد بكم (فَإِن‬
‫لخْرَى (‪ )282‬البقرة) كراهة أن تضل إحداهما أو‬ ‫حدَا ُهمَا ا ُ‬
‫حدَا ُهمَا َفتُ َذكّرَ إِ ْ‬
‫ش َهدَاء أَن تَضِلّ ْإ ْ‬
‫ن مِنَ ال ّ‬
‫ن ِممّن تَرْضَوْ َ‬
‫جلٌ وَامْرََأتَا ِ‬
‫ن فَرَ ُ‬
‫لّ ْم َيكُونَا رَجَُليْ ِ‬
‫‪.‬لئل تضل‬
‫‪):‬آية (‪48‬‬
‫* هل كل ما جاء عطف بيان يُعرب بدلً؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عطف البيان عو قريب من البدل نقول مثلً‪ :‬أقبل أخوك محمد‪ ،‬محمد يمكن أن تُعرب بدل أو عطف بيان‪ .‬لكن هنالك مواطن ينفرد فيها عطف‬
‫البيان عن البدل‪ .‬وقسم من النحاة يذكرون الفروق بين عطف البيان والبدل ثم يقول أشهر النحاة بعد ذكر هذه الفروق‪ ":‬لم يتبين لي فرق بين‬
‫عطف البيان والبدل"‪.‬‬
‫عطف البيان على أي حال قريب من البدل ويصح أن يُعرب بدل إل في مواطن‪:‬‬
‫•عطف البيان ل يمكن أن يكون فعل بينما البدل قد يكون فعلً‪.‬‬
‫•عطف البيان ل يمكن أن يكون مضمرا أو تابعا لمضمر (ضميرا أو تابع لضمير) بينما البدل يصح أن يكون ‪.‬‬
‫•عطف البيان ل يمكن أن يكون جملة ول تابع لجملة بينما البدل يمكن أن يكون كذلك‪.‬‬
‫وهناك مسألتين أساسيتين يركزون عليهما‪:‬‬
‫‪.1‬البدل على نيّة إحلله محل الول‪.‬‬
‫‪.2‬البدل على نية تكرار العامل أو على نية من جملة ثانية‪.‬‬
‫على سبيل المثال وحتى ل ندخل في النحو كثيرا نقول‪ :‬يا غلم محمدا هذه جملة صحيحة الغلم اسمه محمد هذا ل يمكن أن يكون بدلً لنه ل‬
‫يصح أن يحل محل الول لننا قلنا سابقا أن البدل على نية إحلله محل الول ومحمد علم مفرد يكون مبني على الض ّم مثل (يا نوحُ) (يوسفُ‬
‫أعرض عن هذا) ول نقول يا محمدا‪.‬‬
‫وكذلك إذا قلنا‪ :‬يا أيها الرجل غلم زيد‪ .‬ل يمكن أن يكون بدل فلو حذفنا الرجل تصير الجملة يا أيها غلم زيد ل تصحّ‪.‬‬
‫مثال آخر‪ :‬زيد أفض الناس الرجال والنساء ‪ .‬إذا حذفنا الناس ل تصح الجملة ول يمكن أن تكون الناس بدل لنه ل يصح قول‪ :‬زيد أفضل‬
‫الرجال والنساء‪ .‬وإنما تُعرب عطف بيان‪.‬‬
‫وهناك مواطن أخرى عند غير الفرّاء مثال‪ :‬أنا الضارب الرجل زيد‪ .‬ل يمكن أن يكون الرجل بدل فل يصح أن يقال أنا الضارب زيدٍ لنه إذا‬
‫عرّف الول فيجب أن يعرّف الثاني‪ .‬فليس دائما يمكن أن يُعرب عطف البيان والبدل أحدهما مكان الخر وإنما هناك مواطن يذكرها النحاة لكننا‬
‫نقول أن عطف البيان موجود في اللغة‪.‬ومع ذكر كل الفروق بين عطف البيان والبدل كما ذكرنا سابقا يأتي أشهر النحاة فيقول أنه لم يتبين له‬
‫الفرق بينهما وأنا في الحقيقة من هذا الرأي أيضا‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪49‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة يوسف (ذلك من أنباء الغيب) وفي سورة هود (تلك من أنباء‬
‫الغيب)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلمة القَصص مذكر مثل كلمة عدد وكلمة قَصص مذكر وهي ليست جمع قصة وإنما القَصص هنا بمعنى السرد أي بمعنى اسم المفعول أي‬
‫ت مِن‬ ‫ح ْينَا إَِل ْيكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُن َ‬
‫ن ا ْلقَصَصِ ِبمَا أَ ْو َ‬ ‫حسَ َ‬ ‫ص عََل ْيكَ أَ ْ‬‫ن نَقُ ّ‬‫المقصوص‪ .‬وقد جاء في سورة يوسف قوله تعالى في أول السورة (نَحْ ُ‬
‫ن {‪ )}3‬وهي قصة واحدة هي قصة يوسف فجاءت الية باستخدام (ذلك) (ذَِلكَ مِنْ أَنبَاء ا ْل َغيْ ِ‬
‫ب نُوحِيهِ إَِل ْيكَ َومَا كُنتَ َل َديْهِمْ ِإذْ‬ ‫َقبْلِهِ َلمِنَ ا ْلغَافِلِي َ‬
‫ن {‪ ،)}102‬أما في سورة هود فقد جاء فيها مجموعة من قَصص النبياء فاقتضى أن تأتي الية باستخدام (تلك) (تِ ْلكَ‬ ‫ج َمعُواْ َأمْرَهُمْ وَ ُه ْم َيمْكُرُو َ‬ ‫َأ ْ‬
‫ن ا ْلعَا ِقبَةَ ِل ْل ُمتّقِينَ {‪.)}49‬‬
‫صبِرْ إِ ّ‬
‫ل قَ ْو ُمكَ مِن َقبْلِ هَـذَا فَا ْ‬
‫ت َتعَْل ُمهَا أَنتَ َو َ‬
‫ب نُوحِيهَا إَِل ْيكَ مَا كُن َ‬
‫مِنْ أَنبَاء ا ْلغَيْ ِ‬
‫‪):‬آية (‪51‬‬
‫*انظر آية (‪.)29‬‬
‫‪):‬آية (‪56‬‬
‫ستَودَعَها ك ُ ٌّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ( ‪)6‬‬ ‫ب ُّ‬
‫مبِي ٍ‬ ‫ل ف ِي كِتَا ٍ‬ ‫َ‬ ‫م ْ ْ‬‫ستَقََّرهَا وَ ُ‬
‫م ْ‬
‫م ُ‬‫ض إِل ّ عَلَى الل ّهِ رِْزقُه َا وَيَعْل َ ُ‬ ‫َ‬
‫من دَآب ّةٍ ف ِي َالْر ِ‬‫ما ِ‬ ‫* (و َ َ‬
‫ستَقِيم ٍ (‪ )56‬هود) ما دللة الستشهاد‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ط ّ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫َ‬
‫ن َرب ِّي عَلى ِ‬ ‫َ‬ ‫خذ ٌ بِنَا ِ‬
‫صيَتِهَا إ ِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫من دَآب ّةٍ إِل هُوَ آ ِ‬ ‫َ‬
‫ما ِ‬ ‫هود) ( ّ‬
‫ً‬
‫بالدابة وليس بالنسان مثل؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الدابة كل ما يدبّ على الرض من إنسان أو غيره يسمى دابة‪ ،‬النسان دابة والدواب الخرى دابّة كل ما يدب على الرض يسمى دابة هذه‬
‫عامة‪ .‬كل ما يدبّ على الرض من إنسان أو غيره يسمى دابة‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫صيَتِهَا إ ِم َّ‬
‫ن َرب ّ ِمي‬ ‫هُوَ آ َ ِ‬
‫خذ ٌ بِنَا ِم‬ ‫م نْم دَابَّةٍ إ ِ ّل‬
‫ما ِ‬ ‫ت عَلَى الل ّمهِ َرب ّ ِمي وََربِّك ُم ْ‬
‫م َم‬ ‫* مما معنمى قوله تعالى (إِن ّ ِمي تَوَك ّل ْم ُ‬
‫ستَقِيم ٍ (‪ )56‬هود)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫م ْ‬
‫ط ُ‬ ‫عَلَى ِ‬
‫صَرا ٍ‬
‫نحن نقول دائما أن كل ما تعلق بالكلم عن ال سبحانه وتعالى وعن صفاته وعن أسمائه هذا كله المسلمون فيه على قولين‪ :‬قول وهو المشهور‬
‫وهو مذهب المام أحمد ومن تابعه يقولون هذه اليات ُنمِرّها كما هي (إن ربي على صراط مستقيم) يعني إن ربي على صراط مستقيم‪ .‬وفريق‬
‫آخر من المسلمين من أهل العلم والصلح والتقوى والورع ل نتهمهم قالوا‪ :‬ل‪ .‬القرآن خاطب العرب ننظر كيف فهم العربي هذا فنحاول أن نأؤل‬
‫بما يوافق لغة العربي وما فهمه العرب نتأول بما تحتمله لغة العرب وليس على الهوى‪ .‬هذا الكلم ينفعنا الن في نشر الدعوة لنه الن أنت تريد‬
‫أن تترجم تفسير القرآن للناس فل تقول لهم أمِرّوا هذا ولكن إنظر كيف فسّر العلماء المسلمين من التقياء الصالحين هذا وأستفيد منه وأترجمه‪.‬‬
‫للمسلم نقول له ُنمِرّه أما لغير المسلم فل أقول هذا ولكن أستفيد مما قاله علماؤنا الذين كانوا على جانب عظيم من الصلح والورع والتقوى ل‬
‫نتهمهم فالذي قال هذا الكلم على جانب عظيم من الصلح والورع والتقوى والذي قال هذا الكلم على جانب عظيم من الصلح والتقوى ولكنهم‬
‫إختلفوا في الجتهاد وفي الفهم‪ .‬الفهم الثاني الن نحتاج إليه‪ .‬لما يقول (إن ربي على صراط مستقيم) الية تتحدث عن أحد رسل ال تعالى قال‪:‬‬
‫ت عَلَى اللّهِ َربّي َو َرّبكُ ْم مَا مِنْ‬‫ن (‪ِ )55‬إنّي تَ َوكّلْ ُ‬‫جمِيعًا ثُمّ لَا ُتنْظِرُو ِ‬ ‫ن (‪ )54‬مِ ْ‬
‫ن دُونِهِ َفكِيدُونِي َ‬ ‫ش َهدُوا َأنّي بَرِي ٌء ِممّا تُشْ ِركُو َ‬
‫ش ِهدُ اللّهَ وَا ْ‬
‫(قَالَ ِإنّي أُ ْ‬
‫ستَقِي ٍم (‪ ))56‬مجاهد يقول على الحق‪ .‬غيره يقول فيه إضمار‪ :‬إن ربي على صراط مستقيم تعني‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫صرَا ٍ‬
‫صيَ ِتهَا إِنّ َربّي عَلَى ِ‬ ‫خذٌ ِبنَا ِ‬‫دَابّةٍ إِلّا هُوَ َآ ِ‬
‫ن (‪ )54‬مِنْ دُونِهِ‬ ‫ش َهدُوا َأنّي بَرِي ٌء ِممّا تُشْ ِركُو َ‬
‫ش ِهدُ اللّهَ وَا ْ‬
‫ي هذا التأويل وهذا كلم أحد النبياء (قَالَ ِإنّي أُ ْ‬ ‫إن ربي على الحق فلن يسلّطكم عل ّ‬
‫جمِيعًا ثُمّ لَا ُتنْظِرُونِ) هو ل يخشى منهم‪( ،‬إني توكلت على ال ربي وربكم ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها) يريها طريقها‪( ،‬إن ربي‬ ‫َفكِيدُونِي َ‬
‫على صراط مستقيم)‪ .‬يعني إن ربي على الحق فلن يسلطكم عليّ‪ .‬هم هددوه بعضهم قال فيها إضمار يعني يدل على الصراط المستقيم وهذا ل‬
‫يتناسب مع سياق الية والذين يتناسب مع سياق الية ‪ :‬إن ربي على الحق فلن يسلّطكم عليّ‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪57‬‬
‫* انظر آية (‪.)29‬‬
‫‪):‬آية (‪60‬‬
‫*سورة هود في ثلث قصص قصة عاد وثمود مدين والقصص الثلثة بدأت نفس البداية (وَإِلَى عَا ٍد‬
‫شعَيْب ًما (‪ ))84‬ثمم انتهمت اليمة‬ ‫م ُ‬ ‫ن أَ َ‬
‫خاهُم ْ‬ ‫حا (‪( ))61‬وَإِلَى َ‬
‫مدْي َم َ‬ ‫صال ِ ً‬
‫م َم‬ ‫مود َ أ َ َ‬
‫خاهُم ْ‬ ‫م هُودًا (‪( ))50‬وَإِلَى ث َ ُ‬ ‫أَ َ‬
‫خاهُم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن ك َم َ‬
‫ما بَعِد َم ْ‬ ‫مود َ (‪ ))68‬وفمي اليمة (أل َ بُعْدًا ل ِّ َ‬
‫مدْي َم َ‬ ‫(أل َ بُعْدًا ل ِّعَادٍ قَوْمم ِ هُودٍ (‪ ))60‬وفمي اليمة (أل َ بُعْدًا ل ِّث َ ُ‬
‫مود ُ (‪ ))95‬لماذا قال عاد قوم هود؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ثَ ُ‬
‫ك عَادًا ا ْلأُولَى (‪ )50‬النجم) لن هنالك عاد الخرة‪،‬‬
‫عاد أكثر من عاد‪ ،‬قالوا عاد أكثر من قوم فقوم هود هو قسم من عاد وليس كل عاد (وََأنّهُ أَهَْل َ‬
‫هذا مما قيل في هذا‪ .‬هؤلء بالذات لن هنالك عاد أخرى ليسوا من جماعتهم‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪62‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب(‪)62‬هودوقوله‬
‫تعالى (وإن لفي شك مما تدعوننا إليه(‪)9‬ابراهيم )؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في آية سورة هود الكلم في قصة صالح فجاء بلفظ (تدعونا) أما في سورة ابراهيم فالكلم عم مجموعة من الرسل لذا جاء قوله (تدعوننا)‪.‬‬
‫الذي يبدو أنه عندما يأتي (إننّا) هو آكد ‪ ،‬إنا تأتي للتوكيد سواء كانت النون مشددة أو مخففة‬
‫نون التوكيد قد تأتي في أول السماء (إننا) وفي آخر القعال للتوكيد (ولتكونا) (ليذهبنّ) ‪.‬‬
‫وعندما نقول (إننا) تحتمل معنيين‪ :‬في مقام التفصيل (إننا) وفي مقام التوكيد (إننا) فلو قرأنا القصتين في السورتين لوجدنا أن قصة صالح فصّل‬
‫تعالى فيها كثيرا فاقتضى النفصيل استخدام (إننا) وكذلك التكذيب في قوم صالح كان أشدّ فجاء التوكيد بلفظ (إننا) إذن القصة في قصة صالح‬
‫أطول والتكذيب أشدّ في سورة هود بينما الكلم في سورة ابراهيم موجز فاقتضى التوكيد في سورة هود بـ (إننا) ولم يقتضي التوكيد في سورة‬
‫ابراهيم (إنا)‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪63‬‬
‫*انظر آية (‪.)28‬‬
‫* انظر آية (‪.)30‬‬
‫‪):‬آية (‪66‬‬
‫مئذ)‬
‫مئِذٍ (‪ )66‬هود) كلمة (يو ِ‬
‫ي يَوْ ِ‬
‫خْز ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫(و ِ‬
‫مئِذٍ بِبَنِي هِ (‪ )11‬المعارج) َ‬
‫ب يَوْ ِ‬
‫ن عَذ َا ِ‬ ‫*وردت (لَوْ يَفْتَدِي ِ‬
‫م ْ‬
‫مئذ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫الميم مكسورة غير يو َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ب يَ ْو ِم ِئذٍ ِب َبنِي ِه (‪ )11‬المعارج)‬


‫عذَا ِ‬
‫(يومِئذ) يوم هي مضاف إليه‪ ،‬اليوم يكون مجرور بالكسرة‪( .‬من عذاب يومئذ) مضاف إليه (لَ ْو يَ ْف َتدِي مِنْ َ‬
‫مضاف إليه مجرور ولما ل يكون في حالة جر يكون منصوبا‪ ،‬فكلمة يومِئذ مضاف ومضاف إليه (من خزي يومِئذ)‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪67‬‬
‫َم‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )67‬هود) وفمي موقمع آخمر (وَأ َ َ‬
‫خذ َم ِ‬
‫ت‬ ‫مي َم‬
‫جاث ِ ِ‬ ‫حوا ْ فِمي دِيَارِهِم ْ‬
‫م َ‬ ‫ة فَأ ْ‬
‫صب َ ُ‬ ‫ح ُ‬‫صي ْ َ‬‫موا ْ ال َم َّم‬‫ن ظَل َ ُ‬ ‫* (وَأ َ َ‬
‫خذ َ ال ّذِي َم‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )94‬هود) مما الفرق بيمن أخمذ وأخذت ودارهمم‬ ‫مي َم‬‫جاث ِ ِ‬ ‫حوا ْ فِمي دِيَارِهِم ْ‬
‫م َ‬ ‫صب َ ُ‬‫ة فَأ ْ‬ ‫ح ُ‬
‫صي ْ َ‬‫موا ْ ال َّم‬
‫ن ظَل َ ُ‬ ‫ال ّذِي َم‬
‫وديارهم؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫خزْ ِ‬
‫ي‬ ‫حمَةٍ ِمنّا َومِنْ ِ‬ ‫ج ْينَا صَالِحًا وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َمعَهُ بِ َر ْ‬ ‫هنالك التذكير أخذ وأخذت‪ .‬في سورة هود في قصة قوم صالح قال تعالى (فََلمّا جَاءَ َأمْ ُرنَا نَ ّ‬
‫ن َثمُو َد كَفَرُوا َرّبهُمْ أَلَا‬‫صبَحُوا فِي ِديَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ (‪َ )67‬كأَنْ لَ ْم َي ْغنَوْا فِيهَا أَلَا إِ ّ‬ ‫صيْحَ ُة فَأَ ْ‬
‫خذَ اّلذِينَ ظََلمُوا ال ّ‬ ‫ك هُوَ ا ْلقَوِيّ ا ْلعَزِي ُز (‪ )66‬وََأ َ‬‫يَ ْو ِمئِذٍ إِنّ َرّب َ‬
‫صبَحُوا فِي‬‫صيْحَ ُة فََأ ْ‬‫خذَتِ اّلذِينَ ظََلمُوا ال ّ‬ ‫حمَ ٍة ِمنّا وََأ َ‬
‫ش َعيْبًا وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َمعَهُ بِرَ ْ‬ ‫ُب ْعدًا ِل َثمُودَ (‪ ،))68‬في قصة شعيب قال (وََلمّا جَاءَ َأ ْم ُرنَا نَ ّ‬
‫ج ْينَا ُ‬
‫ي يَ ْو ِمئِذٍ) لم يقل في قوم شعيب‬ ‫ِديَارِ ِهمْ جَا ِثمِينَ (‪ )94‬كَأَنْ َلمْ َي ْغنَوْا فِيهَا أَلَا ُب ْعدًا ِل َم ْديَنَ َكمَا َب ِعدَتْ َثمُودُ (‪ ))95‬لو لحظنا قال في صالح ( َومِنْ خِ ْز ِ‬
‫ي يَ ْو ِمئِذٍ) والخزي مذكّر فإذن هذا أنسب للتذكير (أخذ) ستكون الصيحة هنا بمعنى الخزي مع سيدنا صالح‪ .‬هذا أمر وعندنا من‬ ‫( َومِنْ خِ ْز ِ‬
‫الملحظ أن التذكير في العقوبات أقوى من التأنيث‪ ،‬يعني المفروض أنه أخذ الذين ظلموا الصيحة أشد من وأخذت الذين ظلموا الصيحة كيف؟ قال‬
‫ي يَ ْو ِمئِذٍ) ولم يقلها في قوم شعيب‪ ،‬وقال (إِنّ َرّبكَ هُ َو الْقَ ِويّ ا ْلعَزِيزُ) القوة والعزة مع قوم صالح ولم يقلها في شعيب والمر الخر‬ ‫أولً ( َومِنْ خِ ْز ِ‬
‫ن َثمُودَ كَ َفرُوا َرّبهُمْ أَلَا ُبعْدًا ِل َثمُودَ) ولم يذكرها في قوم شعيب‪ .‬إذن نلحظ أنه ذكر الخزي والخزي مذكر وذكر ربنا تعالى وصف القوة‬ ‫قال (أَلَا إِ ّ‬
‫ن َثمُودَ كَ َفرُوا َرّبهُمْ أَلَا ُبعْدًا ِل َثمُودَ) أما في شعيب ما قال كفروا ربهم‬ ‫ك هُوَ ا ْلقَوِيّ ا ْل َعزِيزُ) ثم ذكر أمر آخر سيء في قوم صالح وهو (أَلَا إِ ّ‬ ‫(إِنّ َرّب َ‬
‫ي يَ ْو ِم ِئذٍ)‪ .‬من حيث‬ ‫قال (أل بعدا لمدين) إذن هنالك صفات في قوم صالح أشد فإذن تذكير الفعل مع قوم صالح أشد وهو أنسب مع قوله ( َومِنْ خِزْ ِ‬
‫اللغة يجوز تذكير وتأنيث الفعل أولً لن الصحة مؤنث مجازي والمؤنث المجازي يجوز تذكيره وتأنيثه هذا من حيث اللغة ليس فبها إشكال لكن‬
‫السؤال لماذا اختار التذكير في موضع والتأنيث في موضع؟ هذا السؤال أما من حيث اللغة ليس فيه إشكال وحتى الفواصل واحدة (الذين ظلموا)‬
‫هذه التي تفصل بين الفعل والفاعل حتى لو كان مؤنثا حقيقيا يجوز تذكيره‪.‬‬
‫*مما الفرق بيمن كلمتمي (دارهمم) و(ديارهمم) ممن الناحيمة البيانيمة فمي القرآن الكريمم ؟ (د‪.‬فاضمل‬
‫السامرائى)‬
‫الصيحة هي أشمل وأه ّم من الرجفة ويبلغ مداها أكثر من الرجفة فأنت تسمع صوتا لم تكن فيه كانفجار أو زلزال يحصل في مكان لكن الصوت‬
‫يُسمع في مكان آخر لذا فإنها تُصيب عددا أكبر وتبلغ أكثر من الرجفة والمعلوم أن الصوت يمتد أكثر من الرجفة ولهذا فهي تؤثر في ديار عديدة‬
‫ص َبحُو ْا فِي ِديَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ)‬
‫صيْحَ ُة فَأَ ْ‬
‫خذَ اّلذِينَ ظََلمُواْ ال ّ‬ ‫لذا جاء استخدام كلمة (ديارهم) مع الصيحة كما في الية ‪ 67‬والية ‪ 94‬في سورة هود (وََأ َ‬
‫صبَحُو ْا فِي ِديَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ) ‪ ،‬أما الرجفة فيكون تأثيرها‬ ‫صيْحَ ُة فَأَ ْ‬‫خذَتِ اّلذِينَ ظََلمُواْ ال ّ‬
‫حمَ ٍة ّمنّا وَأَ َ‬
‫ش َعيْبا وَاّلذِينَ آ َمنُو ْا َمعَ ُه بِرَ ْ‬
‫ج ْينَا ُ‬
‫(وََلمّا جَاء َأمْ ُرنَا نَ ّ‬
‫صبَحُو ْا فِي دَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ) آية ‪78‬‬ ‫جفَ ُة فَأَ ْ‬
‫خذَ ْتهُمُ الرّ ْ‬
‫في مكانها فقط لذا جاء استخدام كلمة (دارهم) مع الرجفة كما في قوله في سورة العراف (فََأ َ‬
‫صبَحُوا فِي دَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ) سورة العنكبوت‬ ‫خذَ ْتهُمُ الرّجْفَ ُة َفأَ ْ‬
‫صبَحُو ْا فِي دَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ) وكذلك في قوله تعالى ( َفكَ ّذبُو ُه فََأ َ‬ ‫جفَةُ َفأَ ْ‬‫خذَ ْتهُمُ الرّ ْ‬ ‫و ‪( 91‬فََأ َ‬
‫آية ‪. 37‬ولم ترد في القرآن كلمة ديارهم إل مع العذاب بالصيحة ولم ترد كلمة (دارهم) إل مع العذاب الرجفة‪ .‬وهذا عائد إلى طبيعة العقاب‬
‫الموجود‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪69‬‬
‫سل َ ٌ‬
‫م (‪ )69‬هود) لماذا‬ ‫ل َم‬ ‫شَرى قَالُوا ْ َ م‬
‫سل َ ً‬
‫ما قَا َ‬ ‫م بِالْب ُ مم ْ‬
‫سلُنَا إِبَْراهِي َ م‬
‫ت ُر ُ م‬ ‫* ممما هممو إعراب (وَلَقَد ْ َ‬
‫جاء ْ م‬
‫نصبت الولى ورفعت الثانية؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سلما مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسلّم سلما وسل ٌم مبتدأ خبره محذوف تقديره سلم عليكم‪ .‬وفيها أعاريب أخرى لكن هذا أشهرها‪.‬‬
‫هذا في قصة سيدنا إبراهيم‪( ،‬سلما) جملة فعلية هي مفعول مطلق لفعل محذوف يسلم سلما‪( ،‬سلمٌ) مبتدأ جملة إسمية‪ .‬سلما جملة فعلية وكل‬
‫منصوب هو جملة فعلية إذا وجدت منصوبا وليس هناك له ناصب فإعلم أنها جملة فعلية‪ ،‬إذا قرأت ويلَك هذه جملة فعلية تبا له جملة فعلية هذه‬
‫قاعدة‪ ،‬أما في الرفع فهو جملة إسمية ويلٌ له جملة إسمية ويلً له جملة فعلية هذه قاعدة‪ .‬فإذن سلما جملة فعلية وسلمٌ جملة إسمية وعندنا قاعدة‬
‫ن ِم ْنهَا أَوْ ُردّوهَا (‪)86‬‬
‫حيّو ْا ِبأَحْسَ َ‬
‫حيّةٍ فَ َ‬
‫حّي ْيتُم ِبتَ ِ‬
‫أن السم أثبت وأقوى من الفعل‪ .‬هم حيوه بالجملة الفعلية (سلما) وهو حياهم بما هو آكد (وَِإذَا ُ‬
‫النساء) هو حياهم بأحسن من تحيتهم فرد التحية بالجملة السمية (سلمٌ)‪ .‬سؤال من المقدم‪ :‬في النحو الرفع أقوى من النصب؟ الرفع والنصب أمر‬
‫ن التي تفيد التوكيد وهو في الصل مرفوع‪.‬‬ ‫آخر ليس على الطلق النصب قد يكون داخلة عليه إ ّ‬
‫لماذا يرفع المبتدأ؟ لنه ليس هناك عامل ينصبه‪ .‬المبتدأ هو السم العاري عن العوامل اللفظية غير الزائدة مخبَرا عنه أو وصفا رافعا لمستغنى‬
‫به‪.‬‬
‫ل سل َم ف َما لَب َ َ‬
‫جاء‬
‫ث أن َ‬ ‫ما قَا َ َ ٌ َ ِ‬ ‫شَرى قَالُوا ْ َ‬
‫سل َ ً‬ ‫م بِالْب ُم ْ‬
‫سلُنَا إِبَْراهِي َ‬
‫ت ُر ُ‬ ‫(ولَقَد ْ َ‬
‫جاء ْ‬ ‫*ما دللة قوله تعالى َ‬
‫حنِيذٍ (‪ )69‬هود) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ل َ‬
‫ج ٍ‬
‫بِعِ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫قالوا حالة الرفع أثبت من حالة النصب‪( .‬قالوا سلما‪ :‬مفعول به) (قال سلم‪ :‬أي عليكم سلم‪ ،‬لكم سلم‪ ،‬جعلها مبتدأ وخبر فتكون أثبت‪ .‬أما(سلم‬
‫على نوح في العالمين) سل ٌم مبتدأ وصح البتداء به لنه دعاء (ل يجوز البتداء بالنكرة ما لم تُفِد) الفادة هنا في كونها دعاء فإذا كانت دعاء‬
‫يجوز البتداء بها (سلم على نوح في العالمين) هذا الكلم يكون على الحكاية سيقال "سلم على فلن" جملة محكية‪ .‬الحكاية في الغالب تكون‬
‫س ّر من رأى‪ ،‬هذه سُ ّر من رأى‪ ،‬الحكاية غالبا على‬‫جملة فعلية لما تسمي رجلً بـ (تأبط شرا) أو تسمي امرأة بـ (شاب قرناها) أو تقول‪ :‬زرت ُ‬
‫الفعل لكن أحيانا تأتي إسمية يقال‪ :‬سمى ولده زي ٌد مجتهدُ فيقول إسمه زيد مجتهد‪ ،‬سلّمت على زيد مجتهد‪ ،‬رأيت زي ُد مجتهدٌ وإعرابه يكون فاعل‬
‫مرفوع وعلمة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية (أي أن تروى الكلمة كما هي) وهذا باب في النحو اسمه باب الحكاية أن‬
‫ترد الكلمة كما هي‪ .‬نقول زرت أبو ظبي ل تقل زرت أبا ظبي لن المدينة اسمها أبو ظبي‪ .‬يقال أيضا‪ :‬حفّظت ولدي الحمدُ ل (أي الفاتحة)‪،‬‬
‫قرأت سورةٌ أنزلناها (أي سورة النور تأخذها على الحكاية)‪.‬‬
‫في غير القرآن يمكن أن يقال سلما لكن سلم أقوى لن فيها معنى الثبات والدوام لن حالة الرفع فيها معنى الثبات والدوام كما قال إبراهيم‬
‫(قالوا سلما قال سلم) العلماء يقولون قول إبراهيم أبلغ وأثبت لنه هو المضيف والمرحّب يرحب بعبارة أقوى منهم زبصيغة أقوى من صيغتهم‪.‬‬
‫آية (‪:)72‬‬
‫َم‬
‫ب (‪))2‬‬
‫جي ٌم‬
‫يءٌ عَ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫نم هَذ َا َ‬‫ل الْكَافُِرو َ‬ ‫م فَقَا َ‬‫منْهُم ْ‬
‫منْذٌِر ِ‬
‫م ُ‬‫جا َءهُم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جبُوا أ ْ‬ ‫ل عَ ِ‬‫*قال تعالى فمي سمورة ق (ب َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب (‪ ))72‬وفي‬ ‫جي ٌ‬‫يءٌ عَ ِ‬‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ن هَذ َا ل َ‬ ‫خا إ ِ ّ‬ ‫جوٌز وَهَذ َا بَعْلِي َ‬
‫شي ْ ً‬ ‫ت ي َا وَيْلَت َى أألِد ُ وَأن َا عَ ُ‬ ‫وفي سورة هود (قَال َ ْ‬
‫ب (‪))5‬ما الفرق؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ن هَذ َا ل َ َ‬ ‫حدًا إ ِ َّ‬ ‫ل اْلَلِهَ َ‬
‫ة إِلَهًا وَا ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫َ‬
‫جا ٌ‬‫يءٌ عُ َ‬‫ش ْ‬ ‫سورة ص (أ َ‬
‫أولً صيغ العربية ودللتها ثم التوكيد وعدمه‪ .‬عجيب تدخل في صيغ المبالغة أو صفة المشبّه(فعيل‪ ،‬فعال‪ُ ،‬فعّال) صيغة ُفعّال من حيث المبالغة‬
‫أكثر من فعيل نقول هذا طويل فإذا أردنا المبالغة نقول طوال‪ .‬فعيل صفة مشبهة أو مبالغة‪ ،‬فعال أبلغ من فعيل باعتبار مناسبة لمدّة اللف‬
‫ومناسبة لمدّة الصوت أحيانا صوت الكلمة يناسب المعنى فمدّة اللف أكثر من الياء فجعلوها للصفة البلغ‪ .‬عُجاب أبلغ من عجيب‪.‬‬
‫مسألة التوكيد وعدم التوكيد أخبر عن العجيب لكنه غير مؤكد في الولى ثم الثانية آكد‪.‬‬
‫ب (‪ ))2‬عجبوا أن جاءهم منذر منهم فجاء بلفظ‬ ‫ي ٌء عَجِي ٌ‬
‫ن َهذَا شَ ْ‬
‫ل ا ْلكَافِرُو َ‬
‫جبُوا أَنْ جَاءَ ُهمْ ُم ْنذِ ٌر ِمنْهُ ْم َفقَا َ‬
‫عِ‬‫لو عدنا إلى اليات في الولى (بلْ َ‬
‫ل ل تلِد ولو كان رجُلُها فتى فهي عقيم وعجوز وفي الية من دواعي‬ ‫(عجيب) والثانية أن امرأة عقيما وعجوز وبعلها شيخ فكيف تلِد والعقيم أص ً‬
‫جعَلَ ا ْلآَِلهَةَ‬
‫العجب ما هو أكثر من الية الولى لذا دخل التوكيد بـ (إنّ واللم) تأكيدا العجب ناتج عن أن مُثير العجب أكثر‪ .‬أما في سورة ص (َ َ‬
‫ب (‪ ))5‬هم عجبوا أن جاءهم منذر منهم أولً ثم عجبوا أن جعل اللهة إلها واحدا فصارت دواعي العجب أكثر من‬ ‫شيْ ٌء عُجَا ٌ‬
‫ن َهذَا لَ َ‬
‫حدًا إِ ّ‬
‫ِإَلهًا وَا ِ‬
‫سورة ق التي تعجبوا فيها من أن جاءهم منذر منهم فقط‪ .‬إضافة إلى ذلك في سورة ص هناك أمر آخر هو جعل اللهة إلها واحدا وهو مشركون‬
‫عريقون في الشرك فقاتلوه بسبب كلمة التوحيد فالعجب أكثر بعد وصفه بأنه ساحر وكذّاب فجاء بلم التوكيد وجاء بالصفة المشبهة المبالغة‬
‫عُجاب‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪ 77‬وقصة لوط‬
‫ما أن جاءت رسلنا سيء بهم وضاق بهم ذرعا) في سورتي‬
‫*ما دللة كلمة ذرع في قوله تعالى (ول ّ‬
‫هود والعنكبوت؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ب {‪ )}77‬وقال في سورة العنكبوت (وََلمّا أَن‬ ‫ل هَـذَا يَ ْو ٌم عَصِي ٌ‬ ‫ق ِبهِ ْم ذَرْعا َوقَا َ‬
‫سُلنَا لُوطا سِي َء ِبهِمْ وَضَا َ‬ ‫قال تعالى في سورة هود (وََلمّا جَاءتْ رُ ُ‬
‫ت مِنَ ا ْلغَابِرِينَ {‪ .)}33‬الذرع في اللغة‬
‫حزَنْ ِإنّا ُمنَجّوكَ وَأَهَْلكَ إِلّا امْرََأ َتكَ كَانَ ْ‬‫خفْ وَلَا تَ ْ‬
‫ق ِبهِ ْم ذَرْعا َوقَالُوا لَا تَ َ‬
‫جَاءتْ ُرسُُلنَا لُوطا سِي َء ِبهِمْ وَضَا َ‬
‫هو الوسع والطاقة والخلق أي المكانية من حيث المعنى العام‪ .‬وضاق بهم ذرعا بمعنى ل طاقة له بهم‪ .‬وأصل التعبير ضاق ذرعا أي مدّ ذراعه‬
‫ليصل إلى شيء فلم يستطع إذن ضاق ذرعا بمعنى لم يتمكن‪.‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في ذكر (أن) في آية سورة العنكبوت وما دللتها مع أنها لم ترد في آية سورة‬
‫هود في قصة لوط ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(أن) هذه عند النُحاة زائدة إذا وقعت (أن) بعد لما فهي زائدة أي ل تؤثر على المعنى العام إذا حُذفت‪.‬‬
‫قصة لوط بين سورتي العنكبوت وهود‪:‬‬
‫سُلنَا لُوطًا سِي َء ِبهِمْ وَضَاقَ‬ ‫وهذا المر يتضح في القرآن في أكثر من موطن ففي قصة لوط مثلً جاء في سورة هود قوله تعالى (وََلمّا جَا َءتْ رُ ُ‬
‫ق ِبهِ ْم ذَرْعًا‬
‫ن جَاءَتْ ُرسُُلنَا لُوطًا سِي َء ِبهِمْ وَضَا َ‬ ‫ب (‪ ))77‬بدون (أن) بينما وردت في سورة العنكبوت (وََلمّا أَ ْ‬ ‫ل َهذَا يَ ْو ٌم عَصِي ٌ‬ ‫ِبهِ ْم ذَرْعًا َوقَا َ‬
‫ل لن القصة في العنكبوت‬ ‫ن (‪ ))33‬مع ذكر (أن) وهذا لكثر من سبب أو ً‬ ‫ت مِنَ ا ْلغَابِرِي َ‬ ‫َوقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ِإنّا ُمنَجّوكَ وَأَ ْهَلكَ إِلّا امْ َرَأ َتكَ كَانَ ْ‬
‫ح ٍد مِنَ ا ْلعَاَلمِينَ (‪َ )28‬أئِ ّنكُمْ‬
‫سبَ َقكُ ْم ِبهَا مِنْ أَ َ‬
‫حشَةَ مَا َ‬‫جاءت مفصلة وذكر تعالى من صفات قوم لوط السيئة (وَلُوطًا ِإذْ قَالَ ِلقَ ْومِهِ ِإّنكُمْ َلتَ ْأتُونَ الْفَا ِ‬
‫سيّئَاتِ) ثم ذكر تعالى أن ضيق‬ ‫ن َقبْلُ كَانُوا َيعْمَلُونَ ال ّ‬ ‫سبِيلَ َوتَ ْأتُونَ فِي نَادِيكُمُ ا ْل ُم ْنكَرَ) ما لم يذكره في سورة هود ( َومِ ْ‬ ‫طعُونَ ال ّ‬ ‫َل َت ْأتُونَ الرّجَالَ َوتَ ْق َ‬
‫ق ِبهِ ْم ذَرْعًا)‪ .‬ثم ان قوم لوط تعجلوا العذاب في سورة‬ ‫لوط بقومه في العنكبوت أكثر وكان ترقّبه للخلص أكثر وكان برِما بقومه (سِي َء ِبهِمْ َوضَا َ‬
‫ل رَبّ‬ ‫ت مِنَ الصّادِقِينَ (‪ ))29‬ثم دعا لوط ربه أن ينصره عليهم (قَا َ‬ ‫ن ُكنْ َ‬ ‫ن قَالُوا ا ْئتِنَا ِب َعذَابِ اللّهِ إِ ْ‬
‫ب قَ ْومِهِ إِلّا أَ ْ‬
‫ن جَوَا َ‬‫العنكبوت فقالوا ( َفمَا كَا َ‬
‫سدِينَ (‪ ))30‬إذن برِم لوط وضيقه بقومه كان أكثر فكأنه استبطأ مجيء العذاب على هؤلء وهو نفسيا كأنما وجد أن‬ ‫ص ْرنِي عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلمُفْ ِ‬ ‫انْ ُ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل وتمنى لو أن العذاب جاء عليهم قبل هذا‪ .‬فهي من حيث التفصيل أنسب ومن حيث عمل السيئات إذا كانت للتوكيد أنسب وإن‬
‫مجيئهم كان طوي ً‬
‫كانت من ناحية برم لوط فهي أنسب‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪80‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫شدِيدٍ (‪ )80‬هود) وفي الحاديث الصحيحة أن الرسول قال‪" :‬رحم‬‫لوط بدرت منه كلمة هي قوله‪( :‬قَالَ لَوْ أَنّ لِي ِبكُ ْم قُوّةً أَوْ آوِي إِلَى ُركْنٍ َ‬
‫ال لوطا (وفي رواية غفر ال للوط) لقد كان يأوي إلى ركن شديد"‪ ،‬كان يأوي إلى ال عز وجل فكيف يقول أو آوي إلى ركن شديد؟ وفي مسند‬
‫أحمد في تفسير الحديث أنه كان يقصد عشيرته أنه ما عنده عشيرة قوية يأوي إليها‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪81‬‬
‫*ما الفرق بين كلمتى معاد وميعاد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫المعاد غير الميعاد‪ .‬المعاد هو بلد الرجل من العَوْد‪ ،‬نعاد إسم مكان بلد الرجل معاده لنه يسافر ثم يعود‪ .‬هناك فرق بين المعاد والميعاد‪ :‬المعاد‬
‫من عاد والميعاد من وعد (مفعال ‪ -‬موعاد) أصلها موعاد سكن حرف العلة وقبلها كسرة فيصير ميعاد‪ .‬إذن المعاد من عاد من العوْد إسم مكان‪،‬‬
‫المعاد هو البلد بلد النسان هو معاده‪ ،‬البلد الذي يعيش فيه لنه مهما ذهب يعود إليه فهو معاده (لرادك إلى معاد) يعني لرادك إلى مكة‪( ،‬إِنّ‬
‫صبْحُ (‪ )81‬هود) هذا موعد من ميعاد‪ ،‬قسم قال المعاد هو الحشر والجنة باعتبار الناس يعودون أو الجنة لنه تعود إليهم حياتهم‪ .‬نقول‬ ‫عدَهُمُ ال ّ‬
‫مَوْ ِ‬
‫نعود إلى المعاد في الميعاد‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪82‬‬
‫جعَلْن َما‬ ‫َ‬ ‫*ورد وصممف عذاب قوم لوط مرة أنممه وقممع على القريممة ومرة على القوم (فَل َم َّ‬
‫مُرن َما َ‬
‫جاء أ ْ‬‫ما َ‬
‫مطَْرن َا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سافِلَهَا وَأ ْ‬
‫جعَلْن َا عَالِيَه َا َ‬
‫ضودٍ (‪ )82‬هود) (فَ َ‬ ‫ل َّ‬
‫من ُ‬ ‫جي ٍ‬
‫س ِّ‬
‫من ِ‬
‫جاَرةً ِّ‬ ‫مطَْرن َا عَلَيْه َا ِ‬
‫ح َ‬ ‫سافِلَهَا وَأ ْ‬‫عَالِيَه َا َ‬
‫ل (‪ )74‬الحجر) فما الفرق بينهما؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫جي ٍ‬‫س ِّ‬‫من ِ‬ ‫جاَرةً ِّ‬‫ح َ‬ ‫عَلَيْهِ ْ‬
‫م ِ‬
‫في الحجر (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِمْ) وفي هود (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهَا) عليها يقصد بها القرية وعليهم يقصد بها الناس والقوم‪.‬عليهم يعني القوم وعليها يعني‬
‫القرية يبقى سبب الختيار‪ .‬لو لحظنا الكلم على القوم في الموطنين كيف كان يتحدث حتى نفهم سبب الختيار سنلحظ أن الكلم على القوم في‬
‫الحجر أشد مما في هود ووصفهم بصفات أسوأ مما في هود وذكر أمورا تتعلق بهم أكثر مما في هود‪ :‬قال في الحجر على لسان الملئكة (قَالُواْ‬
‫ن دَابِ َر هَؤُلء مَقْطُوعٌ‬ ‫لمْرَ أَ ّ‬ ‫ط (‪ ،))70‬وفي الحجر قال ( َوقَ َ‬
‫ض ْينَا إَِليْ ِه ذَِلكَ ا َ‬ ‫ِإنّا أُرْسِ ْلنَا إِلَى قَ ْو ٍم مّجْ ِرمِينَ (‪ ))58‬وفي هود (ِإنّا أُ ْرسِ ْلنَا إِلَى َقوْمِ لُو ٍ‬
‫غيْرُ مَ ْردُو ٍد (‪ ))76‬العذاب هنا ل يقتضي الستئصال أما في الحجر فهناك استئصال فما في الحجر‬ ‫ب َ‬ ‫عذَا ٌ‬‫ن (‪ ))66‬وفي هود (وَِإّنهُ ْم آتِيهِ ْم َ‬
‫صبِحِي َ‬‫مّ ْ‬
‫سكْ َر ِتهِمْ َي ْع َمهُونَ (‪ ))72‬ولم يقسم في هود‪ .‬إذن ما‬ ‫إذن أشد مما في هود‪ .‬أقسم على حياة الرسول في الحجر على هؤلء فقال (َل َعمْ ُركَ ِإّنهُمْ َلفِي َ‬
‫ط ْرنَا عََل ْيهِمْ‬
‫ورد في الحجر في قوم لوط أشد مما ورد في هود وصفهم بالجرام وأنه سيتأصلهم وأنهم في سكرتهم يعمهون فذكرهم هم (وََأمْ َ‬
‫حِجَارَةً) ذكرهم هم ولم يذكرهم في هود فلما ذكرهم هم قال وأمطرنا عليهم ولما لم يذكرهم قال وأمطرنا عليها هذه أخف‪ .‬أمطرنا عليهم أشد من‬
‫أمطرنا عليها ذكر فأمطرنا عليهم في مقام الشدة والصفات السيئة‪.‬‬
‫* أمطرنا عليها هل يمكن أن نفهمها على أنها مجاز مرسل أطلق المحل وأراد الحال؟‬
‫ل شك أنه أراد الحال وأطلق المحال لكن أمطرنا عليهم أشد وأقسى‪ .‬مع أن الفعل واحد في كل اليتين (أمطرنا) لكن الضمير اختلف (عليهم‬
‫شهَا (‪ )45‬الحج)‪ .‬كأن هذه الية تكمل ملمحا‬ ‫ي خَا ِويَ ٌة عَلَى عُرُو ِ‬ ‫وعليها) وقد تذكر القرية وليس فيها أحد (فَكََأيّن مّن قَ ْريَةٍ أَهَْل ْكنَاهَا وَ ِهيَ ظَاِلمَ ٌة َفهِ َ‬
‫آخر في تلك الية كأنهم مجتمعون في القرية ويمطر عليهم وعلى القرية العذاب‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪84‬‬
‫*لماذا ذكمر ( شعيمب) فمي سمورة الشعراء بينمما ذكمر (أخوهمم شعيمب) فمي سمورة هود؟ (د‪.‬فاضمل‬
‫السامرائى)‬
‫عُبدُواْ اللّ َه مَا َلكُم مّ نْ ِإلَـ ٍه‬
‫ل يَا قَوْ مِ ا ْ‬
‫ش َعيْبا قَا َ‬
‫شعيب أُرسل إلى قومين هما قوم مدين وهو منهم فعندما ذهب إليهم قال تعالى (وَإِلَى َم ْديَ نَ َأخَا ُه مْ ُ‬
‫ط {‪ )}84‬وأصحاب اليكة ولم يكن منهم وليسوا من أهله‬ ‫ب يَوْ مٍ مّحِي ٍ‬ ‫عذَا َ‬ ‫ف عََل ْيكُ مْ َ‬ ‫خيْ ٍر وَِإنّ يَ َأخَا ُ‬
‫ل تَن ُق صُواْ ا ْل ِم ْكيَالَ وَا ْلمِيزَا نَ ِإنّ يَ َأرَاكُم بِ َ‬
‫غيْرُ هُ َو َ‬
‫َ‬
‫ن {‪ .)}177‬وكذلك في القرآن‬ ‫ن {‪ِ }176‬إذْ قَالَ َلهُ مْ ُ‬
‫ش َعيْ بٌ أَلَا َتتّقُو َ‬ ‫فلم يذ كر مع هم أخو هم شع يب ل نه ل يس أخو هم (كَذّ بَ أَ صْحَابُ ا ْلَأ ْيكَةِ ا ْلمُ ْر سَلِي َ‬
‫الكريم لم يذكر في قصة عيسى أنه خاطب قومه بـ (يا قوم) وإنما كان يخاطبهم بـ (بني إسرائيل) لنه ليس له نسب فيهم أما في قصة موسى‬
‫فالخطاب على لسان موسى جاء بـ (يا قوم) لنه منهم‪.‬‬
‫م ُ‬
‫شعَيْب ًما (‪ ))84‬فمي سمورة هود ولم ترد‬ ‫ن أَ َ‬
‫خاهُم ْ‬ ‫* لماذا ورد ذكمر أخاهمم فمي قوله تعالى‪( :‬وَإِلَى َ‬
‫مدْي َم َ‬
‫َ‬
‫ن (‪ ))177‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ب أَل تَتَّقُو َ‬ ‫ل لَهُ ْ‬
‫م ُ‬
‫شعَي ْ ٌ‬ ‫في سورة الشعراء (إِذ ْ قَا َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫مراجعة اليات توصلنا إلى شيء أنه حيثما ُذكِرت الرسالة وأن شعيبا مرسل إلى قومه يقول أخوهم‪ .‬يذكر الخوّة عندما يتحدث عن الرسالة كأنما‬
‫فيها إشارة إلى أن واجبه معهم ورعايته لهم هو أخوهم يريد لهم الخير‪ .‬وإذا لم يذكر الرسالة ل يقل أخوهم‪ .‬لحظ اليات هذه القاعدة العامة‬
‫حيثما ذكر الرسال قال (أخاهم) وفي غير ذلك ذكر السم مجرّدا‪.‬‬
‫الرسال ُذكِر في ثلثة مواضع كما ذكره محمد فؤاد عبد الباقي (المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم)‪:‬‬
‫غيْرُ ُه َقدْ جَا َء ْتكُ ْم بَ ّينَةٌ مِنْ َرّبكُ ْم َفأَ ْوفُوا ا ْل َكيْلَ وَا ْلمِيزَانَ وَلَا‬ ‫عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ إِلَ ٍه َ‬ ‫ل يَا َقوْمِ ا ْ‬ ‫‪(.1‬وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ‬
‫ش َع ْيبًا قَا َ‬
‫ن (‪ )85‬العراف)‬ ‫خيْرٌ َل ُكمْ إِنْ ُك ْنتُ ْم مُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫حهَا ذَِلكُمْ َ‬ ‫سدُوا فِي ا ْلأَ ْرضِ َب ْعدَ ِإصْلَا ِ‬ ‫شيَاءَهُمْ وَلَا تُفْ ِ‬ ‫س أَ ْ‬‫َتبْخَسُوا النّا َ‬
‫خيْرٍ وَِإنّي‬ ‫غيْرُهُ وَلَا َتنْقُصُوا ا ْل ِمكْيَالَ وَا ْلمِيزَانَ ِإنّي أَرَاكُ ْم بِ َ‬ ‫عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ إِلَ ٍه َ‬ ‫ل يَا َقوْمِ ا ْ‬ ‫‪(.2‬وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ‬
‫ش َع ْيبًا قَا َ‬
‫ب يَ ْومٍ ُمحِيطٍ (‪ )84‬هود)‬ ‫عذَا َ‬ ‫ف عََل ْيكُمْ َ‬ ‫َأخَا ُ‬
‫ن (‪ )36‬العنكبوت)‬ ‫سدِي َ‬
‫ض ُمفْ ِ‬ ‫خرَ وَلَا َت ْعثَوْا فِي ا ْلأَرْ ِ‬ ‫عُبدُوا اللّهَ وَارْجُوا ا ْليَوْمَ ا ْلآَ ِ‬ ‫ل يَا قَوْمِ ا ْ‬ ‫‪(.3‬وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ‬
‫ش َع ْيبًا فَقَا َ‬
‫وفي ثمانية مواضع لم يُذكر الرسال فذكر السم مجرّدا‪:‬‬
‫ن فِي مِّل ِتنَا قَالَ َأوَلَ ْو ُكنّا‬‫ن قَ ْر َي ِتنَا أَوْ َل َتعُودُ ّ‬‫ش َعيْبُ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َم َعكَ مِ ْ‬ ‫جّنكَ يَا ُ‬ ‫خرِ َ‬ ‫س َت ْكبَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ َلنُ ْ‬ ‫‪(.1‬قَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِينَ ا ْ‬
‫كَارِهِينَ (‪ )88‬العراف)‬
‫ن (‪ )90‬العراف)‬ ‫ش َع ْيبًا ِإّنكُمْ ِإذًا َلخَاسِرُو َ‬ ‫ن ا ّتبَ ْعتُ ْم ُ‬‫ن كَفَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ َلئِ ِ‬ ‫‪َ (.2‬وقَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِي َ‬
‫سرِينَ (‪ )92‬العراف)‬ ‫شعَ ْيبًا كَانُوا ُهمُ الْخَا ِ‬ ‫شعَ ْيبًا كَأَنْ َل ْم َيغْنَوْا فِيهَا اّلذِينَ َك ّذبُوا ُ‬ ‫‪(.3‬اّلذِينَ َك ّذبُوا ُ‬
‫ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ (‪ )87‬هود)‬ ‫ل فِي َأمْوَاِلنَا مَا نَشَاءُ ِإّنكَ لََأنْ َ‬ ‫ن نَ ْفعَ َ‬‫ك مَا َيعْ ُبدُ َآبَا ُؤنَا أَوْ أَ ْ‬ ‫ن َنتْ ُر َ‬ ‫ش َعيْبُ أَصَلَا ُتكَ تَ ْأ ُم ُركَ أَ ْ‬ ‫‪(.4‬قَالُوا يَا ُ‬
‫ت عََل ْينَا بِعَزِي ٍز (‪ )91‬هود)‬ ‫جمْنَاكَ َومَا َأنْ َ‬ ‫طكَ لَ َر َ‬‫ضعِيفًا َولَوْلَا رَهْ ُ‬ ‫ك فِينَا َ‬ ‫ش َعيْبُ مَا نَفْقَ ُه َكثِيرًا ِممّا تَقُولُ َوِإنّا َلنَرَا َ‬ ‫‪(.5‬قَالُوا يَا ُ‬
‫صبَحُوا فِي دِيَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ (‪)94‬‬ ‫صيْحَ ُة َفأَ ْ‬ ‫ظَلمُوا ال ّ‬ ‫خذَتِ اّلذِينَ َ‬ ‫حمَةٍ ِمنّا َوأَ َ‬ ‫ش َع ْيبًا وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َمعَهُ بِ َر ْ‬ ‫ج ْينَا ُ‬‫‪(.6‬وََلمّا جَاءَ َأمْ ُرنَا نَ ّ‬
‫هود)‬
‫ن (‪ )177‬الشعراء)‬ ‫شعَيْبٌ أَلَا َتتّقُو َ‬ ‫‪ِ(.7‬إ ْذ قَالَ َلهُ ْم ُ‬
‫ليس في هذه المواضع كلم عن الرسالة فهنا هذه اليات الثماني ليس فيها ذكر للرسالة فليس فيها ذكر للخوّة وهذا مضطرد في القرآن‪ .‬لما نجد‬
‫شيئا مضطردا وهو يتنزل منجما فهذا من دلئل النبوة نبوة محمد ‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪86‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ظم (‬
‫حفِي ٍ‬ ‫ما أن َما عَلَيْك ُم ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منِي نَم وَم َ‬ ‫ن كُنْت ُم ْ‬
‫م ُ‬ ‫خيٌْر لَك ُم ْ‬
‫م إ ِم ْ‬ ‫ت الل ّمهِ َ‬
‫* كلممة (بقيمت) فمي آيمة سمورة هود (بَقِي َّم ُُ‬
‫‪ ))86‬هل جاءت في موضع آخر مكتوبة بالهاء (بقية)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هذا يتعلق بالرسم في المصحف‪ .‬الرسم في المصحف يمثل صورة من تطورالخط العربي في زمانه‪ .‬في كلمة (بقيت) إذا رُسمت بقيت بالتاء‬
‫المفتوحة فستجدها في جميع نُسخ المصاحف مرسومة بالتاء المفتوحة مثل كلمة رحمة ورحمت ‪.‬‬
‫سكِينَةٌ مّن ّرّبكُمْ َوبَ ِقيّةٌ‬‫ت فِيهِ َ‬ ‫ن آيَ َة مُ ْلكِهِ أَن َي ْأتِ َيكُ ُم التّابُو ُ‬
‫كلمة (بقية) وردت في ثلثة مواضع من القرآن الكريم‪ :‬في سورة البقرة ( َوقَالَ َلهُ ْم ِنبِ ّيهُمْ إِ ّ‬
‫ن (‪ )248‬هذه رسمت بالهاء أو التاء المربوطة كما يقال‪ ،‬في‬ ‫حمِلُهُ ا ْلمَل ِئكَةُ إِنّ فِي ذَِلكَ ليَةً ّلكُمْ إِن كُنتُم مّ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫ل هَارُو َ‬ ‫ل مُوسَى وَآ ُ‬
‫ّممّا تَ َركَ آ ُ‬
‫ج ْينَا ِم ْنهُمْ وَا ّتبَعَ اّلذِينَ ظََلمُواْ‬
‫ل ّممّنْ أَن َ‬‫ل قَلِي ً‬‫ن عَنِ الْ َفسَا ِد فِي الَرْضِ ِإ ّ‬ ‫ن مِن َقبِْلكُمْ أُ ْولُو ْا بَ ِقيّةٍ يَ ْنهَوْ َ‬
‫ن مِنَ الْ ُقرُو ِ‬
‫ل كَا َ‬
‫سورة هود أيضا في الية (فَلَ ْو َ‬
‫خيْرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُم مّ ْؤمِنِينَ َومَا َأنَ ْا عََل ْيكُم بِحَفِيظٍ (‪))86‬‬ ‫مَا ُأتْ ِرفُو ْا فِيهِ َوكَانُو ْا مُجْ ِرمِينَ (‪ ))116‬رسمت بالهاء وفي السورة نفسها في الية (بَ ِقيّتُ اللّهِ َ‬
‫وردت بالتاء‪ .‬هذا خط المصحف توقيفى‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪87‬‬
‫ت ال ْ َ‬ ‫* ما دللة قوله تعالى (إن َّ َ َ‬
‫م الَّر ِ‬
‫شيدُ) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫حلِي ُ‬ ‫ك َلن ْ َ‬ ‫ِ‬
‫التعريض بالضدّ في اللغة للسخرية وأحيانا نعرّض الشيء بعكسه على سنن العربية والسياق هو القرينة التي تُعين على الفهم لن أهل البلغة‬
‫ك تَ ْأمُ ُركَ َأنْ‬
‫ش َعيْبُ َأصَلَا ُت َ‬
‫واللغة والذين يتكلمون في علوم القرآن يجعلون السياق من أهم وأعظم القرائن للتعبير كما جاء في قوله تعالى (قَالُوا يَا ُ‬
‫ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ) هو في الصل مدح‬ ‫ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ (‪ )87‬هود) فالتعبير (ِإّنكَ لََأنْ َ‬
‫ل فِي َأمْوَاِلنَا مَا نَشَاءُ ِإّنكَ لََأنْ َ‬
‫ن نَ ْفعَ َ‬
‫ك مَا َيعْ ُبدُ َآبَا ُؤنَا أَوْ أَ ْ‬
‫َنتْ ُر َ‬
‫لكن إن وضعناه في سياق اليات فهي استهزاء‪ .‬وكذلك قوله تعالى (ذُقْ ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلعَزِيزُ ا ْلكَرِي ُم (‪ )49‬الدخان) فالتعريض بهذه الشياء يمثّل خطّا‬
‫في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪93‬‬
‫*مما وجمه الختلف ممن الناحيمة البيانيمة بيمن قوله (فسموف تعلمون) فمي سمورة النعام و(سموف‬
‫تعلمون) في سورة هود؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪ )}135‬وقال‬
‫ل يُفْلِحُ الظّاِلمُو َ‬ ‫ف َتعَْلمُونَ مَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَةُ الدّا ِر ِإنّهُ َ‬
‫سوْ َ‬ ‫عمَلُو ْا عَلَى َمكَانَ ِتكُمْ ِإنّي عَامِلٌ فَ َ‬
‫قال تعالى في سورة النعام (قُلْ يَا َقوْمِ ا ْ‬
‫ب {‪)}93‬‬
‫ب يُخْزِيهِ َومَنْ هُ َو كَاذِبٌ وَا ْرتَ ِقبُواْ ِإنّي َم َعكُمْ َرقِي ٌ‬‫عذَا ٌ‬
‫ل سَ ْوفَ تَعَْلمُونَ مَن يَ ْأتِي ِه َ‬ ‫عمَلُو ْا عَلَى َمكَا َنتِكُمْ ِإنّي عَامِ ٌ‬
‫في سورة هود ( َويَا قَوْمِ ا ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وعلينا أن نلحظ القائل في كل اليتين ففي آية سورة النعام ال تعالى هو الذي أمر رسوله بالتبليغ أمره أن يبلغ الناس كلم ربه وهذا تهديد لهم‬
‫فأصل التأديب من ال تعالى أما في آية سورة هود فهي جاءت في شعيب وليس فيها أمر تبليغ من ال تعالى فالتهديد إذن أقل في آية سورة هود‬
‫ولهذا فقد جاء بالفاء في (فسوف تعلمون) في الية التي فيها التهديد من ال للتوكيد ولما كان التهديد من شعيب حذف الفاء (سوف تعلمون) لن‬
‫التهديد أقل‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪94‬‬
‫*انظر آية (‪.)67‬‬
‫* لماذا اختلفت مصطلحات العذاب‪ :‬الصيحة‪ ،‬الرجفة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ل يمنع أن يكون في وقت واحد اجتمعت عليهم حالة مجزّأة يعني أن يأتي هذا العارض الذي يظنونه مطرا ثم ينزل عليهم صوتا أو نارا أو ما‬
‫أشبه ذلك ثم تكون هناك هزة أو رجفة في الرض وفي كل موضع يختار لفظة معينة‪ .‬نحن عندنا بيان حتى يكون هناك تعجب أواستفهام للسؤال‬
‫لما يقول في مكان أنه أغرقهم وفي مكان أنه أخذتهم الرجفة لن الغراق غير الرجفة لكن هذه ممكن أن تكون صورة كاملة متكاملة أنه جاءت‬
‫غمامة ظاهرها أنها ممطرة ثم كان فيها نار واهتزت الرض ثم سمع صوت كأنه صوت انفجار بركان وصوت شديد بحيث الن الدراسات‬
‫الصوتية تقول يمكن للصوت أن يمزّق جسم النسان وصارت الصوات تستعمل للتعذيب‪ .‬أُنظر مثلً أصحاب اليكة هم قوم شعيب لما يقولون‬
‫ب يَوْمِ الظّلّةِ) لن كسف السماء يناسب ذكر‬ ‫عذَا ُ‬ ‫ن (‪ )187‬الشعراء) الية تقول ( َفأَ َ‬
‫خذَهُ ْم َ‬ ‫ت مِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫سمَا ِء إِنْ ُكنْ َ‬ ‫ط عََل ْينَا ِكسَفًا مِنَ ال ّ‬
‫لشعيب ( َفأَسْ ِق ْ‬
‫ط ِم ْنكُمْ‬
‫ب قَ ْو َم نُوحٍ أَ ْو قَ ْو َم هُودٍ َأوْ َقوْمَ صَالِحٍ َومَا قَ ْومُ لُو ٍ‬ ‫ل مَا َأصَا َ‬ ‫ن يُصِيبَكُ ْم ِمثْ ُ‬ ‫شقَاقِي أَ ْ‬ ‫ج ِر َمنّكُمْ ِ‬‫الظُلّة‪ .‬لمّا في مكان آخر يحذّرهم ( َويَا قَ ْومِ لَا يَ ْ‬
‫صبَحُوا فِي ِديَارِهِمْ‬ ‫صيْحَ ُة فَأَ ْ‬
‫خذَتِ اّلذِينَ ظََلمُوا ال ّ‬ ‫ِب َبعِيدٍ (‪ )89‬هود) ومن جملة من ذكرهم قوم صالح الذين عوقبوا بالصيحة قال عن قوم شعيب (وَأَ َ‬
‫صيْحَةُ َو ِم ْنهُمْ َمنْ‬
‫خ َذتْهُ ال ّ‬‫صبًا َو ِم ْنهُ ْم مَنْ َأ َ‬ ‫جَا ِثمِينَ (‪ )94‬هود) للمناسبة‪ .‬الية الكريمة في الكلم العام ( َفكُلّا َأ َ‬
‫خ ْذنَا ِب َذنْبِ ِه َف ِمنْهُ ْم مَنْ أَ ْرسَ ْلنَا عََليْهِ حَا ِ‬
‫ن (‪ )40‬العنكبوت) يمكن أن يجمع أكثر من صورة فتستعمل‬ ‫سهُ ْم يَظِْلمُو َ‬ ‫ن كَانُوا َأنْ ُف َ‬ ‫خَسَ ْفنَا بِهِ ا ْلأَ ْرضَ َو ِمنْهُ ْم مَنْ أَغْ َر ْقنَا َومَا كَانَ اللّهُ ِليَظِْل َمهُمْ وََلكِ ْ‬
‫الكلمة الملئمة للسياق‪ .‬الصيحة صوت قوي بحيث آذاهم أذى شديدا وكان جزءا من العقاب‪ .‬الرجفة هي اهتزاز الرض والصاعقة هي فعلً‬
‫شدِيدُ ا ْلمِحَالِ (‪ )13‬الرعد) لكن ل يمنع أن تجتمع‬ ‫ن يَشَاءُ وَهُ ْم يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُ َو َ‬ ‫ب ِبهَا مَ ْ‬ ‫ق َفيُصِي ُ‬ ‫ل الصّوَاعِ َ‬ ‫الصاعقة التي تنزل عليهم ( َويُرْسِ ُ‬
‫الحالت هذه في وضع واحد في أمر واحد‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪98‬‬
‫م و بِئ ْ َ‬
‫س؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫* ما هو إعراب كلمة نِعْ َ‬
‫ِنعْمَ فعل ماضي جامد وهذا أشهر إعراب وإن كان هناك خلف بين الكوفيين والبصريين هل هي إسم أو فعل لكن على أشهر القوال أنه فعل‬
‫ب (‪ )30‬ص)‪ ،‬نعم الرجل زيد‪ ،‬ويضرب في باب النحو نِعم وبئس ( ِنعْمَ ا ْلمَوْلَى َو ِنعْمَ‬‫ن ِنعْمَ ا ْل َعبْدُ ِإنّهُ أَوّا ٌ‬
‫ماضي جامد‪( .‬وَوَ َه ْبنَا ِلدَاوُودَ سَُل ْيمَا َ‬
‫النّصِي ُر (‪ )40‬النفال)‪َ ( ،‬و ِبئْسَ الْ ِو ْردُ ا ْلمَ ْورُودُ (‪ )98‬هود) بعدها فاعل لنه يأتي بعدها المقصود بالمدح والذم‪ .‬لما تقول‪ِ :‬نعْ َم الرجل محمود‪،‬‬
‫نعربها على أشهر الوجه‪ِ :‬نعْ َم فعل ماضي على أشهر الوجه‪ ،‬الرجل فاعل‪ ،‬محمود فيها أوجه متعددة منها أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي‬
‫الممدوح محمود أو مبتدأ والخبر محذوف مع محمود الممدوح ورأي آخر يترجح في ظني أن محمود مبتدأ مؤخر وجملة (نعم الرجل) خبر مقدم‬
‫يعني محمود نِعم الرجل وهو الذي يترجح في ظني‪( .‬نِعْ َم ا ْلعَ ْبدُ ِإنّهُ أَوّابٌ) المخصوص محذوف نتكلم عن داوود ‪ .‬تقول محمود ِنعْم الرجل هذا‬
‫جائز لكن هو على العراب الذي رجحناه يجوز التقديم والتأخير وعلى العراب الخر يكون خبرا مقدما والمبتدأ محذوف لكن لماذا يرجح هذا‬
‫أو هذا هذا أمر يتعلق بالنحو‪ .‬أنا يترجح عندي أن فيها خمسة أوجه‪ ،‬قسم يقول بدل وقسم يقول عطف بيان وفيها أوجه كثيرة وأنا يترجح عندي‬
‫أنه مبتدأ لنه يمكن أن ندخل عليه (كان) ِنعَم الرجل كان محمود و(كان) تدخل على المبتدأ والجملة قبلها خبر لنه لو كان خبرا لنُصِب لكنه ورد‬
‫مرفوعا نِشْم الرجل محمودٌ‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪107‬‬
‫*لماذا السمتثناء فمي قوله تعالى فمي سمورة هود(خالديمن فيهما مما داممت السمموات والرض إل مما‬
‫شاء ربك)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ت وَالَرْ ضُ ِإلّ مَا شَاء َربّ كَ ِإنّ‬ ‫سمَاوَا ُ‬ ‫ق {‪ }106‬خَاِلدِي نَ فِيهَا مَا دَامَ ِ‬
‫ت ال ّ‬ ‫شهِي ٌ‬
‫شقُو ْا فَفِي النّارِ َلهُ ْم فِيهَا َزفِيرٌ َو َ‬‫قال تعالى في سورة هود (فََأمّا اّلذِي نَ َ‬
‫جذُو ٍذ { ‪ )}108‬أولً‬ ‫غيْ َر مَ ْ‬
‫ك عَطَاء َ‬
‫ل مَا شَاء َربّ َ‬ ‫سمَاوَاتُ وَالَرْضُ ِإ ّ‬ ‫جنّةِ خَاِلدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ال ّ‬ ‫َربّكَ َفعّالٌ ّلمَا يُرِي ُد {‪ }107‬وََأمّا اّلذِينَ ُ‬
‫سعِدُو ْا َففِي الْ َ‬
‫السـموات والرض فـي هذه اليـة هـي غيـر السـموات والرض فـي الدنيـا بدليـل قوله تعالى (يوم تبدل الرض غيـر الرض والسـموات)‪ .‬أمـا‬
‫الستثناء فلن الخلود ليس له أمد‪ ،‬والحساب لم ينته بعد ولم يكن أهل الجنة في الجنة ول أهل النار في النّار فاستثنى منهم من في الحساب‪ .‬وقول‬
‫آخر أن أهل النار قد يُخرج بهم إلى عذاب آخر أما أهل الجنة فهناك ما هو أكبر من الجنة ونعيمها وهو رضوان ال تعالى والنظر إلى وجهه‬
‫الكريم وال أعلم‪ .‬قسم يقولون أن الستثناء هو في مدة المكث في الحشر (مدته خمسين ألف سنة) وقسم من قال هذا حتى يقضي ال تعالى بين‬
‫الخلئق‪ ،‬وقسم قال هم من يخرجون من النار من عصاة المسلمين‪ ،‬وقسم قال الستثناء من بقائهم في القبر وخروجهم من الدنيا ‪ ،‬وقسم قال هو‬
‫إستثناء من البقاء في الدنيا وهذه المعاني كلها قد تكون مرادة وتفيد أنهم خالدين فيها إل المدة التي قضاها ال تعالى قبل أن يدخلوا الجنة أو قد‬
‫تكون عامة لكن قضى ال تعالى أن يكونوا خالدين‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ َم َ َ‬
‫ت‬‫موَا ُ‬‫س َ‬‫ت ال َّم‬ ‫م ِم‬‫ما دَا َ‬‫ن فِيهَما َم‬
‫خالِدِي َم‬
‫شهِيق ٌم (‪َ )106‬‬ ‫م فِيهَما َزفِيٌر وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُم‬ ‫شقُوا فَفِمي النَّارِ لَه‬ ‫ن َ‬‫َم‬ ‫ما ال ّذِي‬ ‫* (فأ ّ‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫ن فِيه َا َ‬ ‫خالِدِي َ‬ ‫َ‬
‫جن ّةِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سعِدُوا فف ِي ال َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ما الذِي َ‬‫ما يُرِيد ُ (‪ )107‬وَأ ّ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َرب ّك فعّا ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شا َء َرب ّك إ ِ ّ‬‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ض إ ِل‬
‫ُ‬ ‫وَاْلَْر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جذ ُوذٍ (‪ )108‬هود) ممما دللة السممتثناء فممي‬ ‫م ْ‬‫ك عَطَاءً غَيَْر َ‬ ‫شا َء َرب ّ مُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِ ّل َ م‬
‫ت َواْلْر ُ م‬ ‫موَا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ مَ‬ ‫م ِم‬ ‫دَا َ‬
‫اليات؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الرض والسموات ستبدل لكن (إل ما شاء ربك) قالوا وهو من أيام الدنيا وما قبل الدخول في الحساب في عرصات يوم القيامة قبل أن يقضى‬
‫بين الخلئق هذه مستثناة هؤلء الذين آمنوا دخلوا الجنة إل ما شاء ربك وهي ما قبل الدخول وكانوا موجودين في عرصات يوم القيامة في‬
‫الحساب هذه مستثناة إذن ما كان قبلها من عدم الدخول سواء من أهل النار أو أهل الجنة‪ ،‬أهل النار قبلها قبل أن يقضى بينهم وهم في عرصات‬
‫القيامة هذه لم يكونوا في النار وهذه كانت من المشيئة وقبل الدخول في الجنة وهم في عرصات القيامة هم لم يدخلوا الجنة هذه مستثناة من‬
‫الخلود‪ .‬إذن المستثنى من الخلود قالوا ما كان في الدنيا أولً وما كان قبل الدخول في عرصات يوم القيامة‪.‬‬
‫*مما معنمى (مما داممت السمموات والرض) ممع أنمه يوم القياممة تتبدل السمموات والرض؟ (د‪.‬فاضمل‬
‫السامرائى)‬
‫ربنا تعالى قال هذه السماء ستزول وهذه الرض ستزول (يوم تبدل الرض غير الرض والسموات) في الخرة سيكون سماء أخرى وأرض‬
‫أخرى غير هذه‪.‬‬
‫ما يُرِيد ُ (‪ )107‬هود)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ك فَعَّا ٌ‬
‫ل لِ َ‬ ‫ن َرب َّ َ‬
‫* لماذا جاءت اللم فى قوله تعالى (إ ِ َّ‬
‫هذا أمر نحوي لن الفعل هو عاند وهو فعل يتعدّى بنفسه والمتعدي بنفسه هذا عندنا أمرين يمكن أن يوصل المفعول باللم وتسمى لم المقوية‬
‫في حالتين‪ :‬يُدخل اللم على المفعول به يعني فيما هو لو حذفناها يرجع مفعول به نأتي باللم إن شئنا (لم المقوية) ‪ :‬الحالة الولى أن يتقدم‬
‫ن (‪)154‬‬ ‫حمَةٌ لِّلذِينَ ُه ْم لِ َرّبهِمْ يَرْ َهبُو َ‬‫خ ِتهَا ُهدًى وَرَ ْ‬
‫سَ‬‫خذَ الْأَلْوَاحَ َوفِي نُ ْ‬ ‫ن مُوسَى ا ْلغَضَبُ َأ َ‬ ‫ت عَ ْ‬
‫سكَ َ‬ ‫المفعول به على فعله كما في قوله تعالى (وََلمّا َ‬
‫العراف) والمقصود يرهبون ربهم (لربّهم) مفعول به مقدّم‪ ،‬والثاني إذا كان العامل فرعا على الفعل كأن يكون إسم فاعل أو صيغة مبالغة كما‬
‫خبِي ٌر بَصِي ٌر (‪ )31‬فاطر) فعل صدّق يتعدى بنفسه‬ ‫ص ّدقًا ِلمَا َبيْنَ َيدَيْهِ إِنّ اللّ َه ِب ِعبَادِهِ لَ َ‬
‫ق مُ َ‬‫حّ‬
‫ب هُوَ الْ َ‬
‫ح ْينَا إَِل ْيكَ مِنَ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫في قوله تعالى (وَاّلذِي أَ ْو َ‬
‫سمَوَاتُ وَالَْأرْضُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن فِيهَا مَا دَامَ ِ‬ ‫والصل هو مصدقا ما معه ويصح قوله لكن جاء باللم المقوية لن العامل فرع على الفعل كقوله تعالى (خَاِلدِي َ‬
‫ك َفعّالٌ ِلمَا يُرِيدُ (‪ )107‬هود) جاء باللم المقوية لن العامل هو صيغة مبالغة‪.‬‬ ‫ِإلّا مَا شَا َء َرّبكَ إِنّ َرّب َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض إ ِ ّل َ‬
‫ما‬ ‫ت وَاْلْر ُ‬ ‫موَا ُ‬
‫س َ‬‫ت ال َّ‬
‫م ِ‬ ‫ما دَا َ‬
‫ن فِيه َا َ‬
‫خالِدِي َ‬
‫* ما دللة الستثناء في قوله تعالى في سورة هود ( َ‬
‫َم َ َ‬
‫ت‬‫م ِم‬
‫ما دَا َ‬‫ن فِيهَما َم‬ ‫جنَّةِ َ‬
‫خالِدِي َم‬ ‫سعِدُوا فَفِمي ال ْ َ‬‫ن ُم‬ ‫ما ال ّذِي َم‬‫ما يُرِيد ُ (‪ )107‬وَأ ّ‬ ‫ل ل ِم َ‬‫ك فَ َّعا ٌ‬‫ن َرب ّمَ َ‬ ‫شا َء َرب ّمُ َ‬
‫ك إ ِم َّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جذ ُوذٍ (‪))108‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ك عَطَاءً غَيَْر َ‬
‫م ْ‬ ‫شا َء َرب ُّ َ‬ ‫ما َ‬‫ض إ ِ ّل َ‬ ‫ت وَاْلْر ُ‬ ‫موَا ُ‬ ‫س َ‬‫ال َّ‬
‫ن فِيهَا مَا دَامَتِ‬
‫الستثناء للشارة إلى أنه ليس هناك شيء يُلزِم ال سبحانه وتعالى فهو عز وجل قادر على كل شيء‪ .‬فحينما يقول (خَاِلدِي َ‬
‫ب العزة بشيء لذلك يقول (إل ما شاء ربك) يعني هذا القضاء الذي‬ ‫سمَوَاتُ وَالَْأرْضُ إِلّا مَا شَاءَ َرّبكَ إِنّ َرّبكَ َفعّالٌ ِلمَا يُرِيدُ) حتى ل يُلزَم ر ّ‬
‫ال ّ‬
‫سمَوَاتُ‬
‫ن فِيهَا مَا دَامَتِ ال ّ‬
‫جنّةِ خَاِلدِي َ‬
‫س ِعدُوا فَفِي الْ َ‬
‫يقضيه هو ليس ملزما للمشيئة والمشئية فوق هذا القضاء‪ .‬حتى مع المؤمنين لما قال (وََأمّا اّلذِينَ ُ‬
‫جذُوذٍ) وقوله (ما دامت السموات والرض) تشير إلى طول المدة لكن طمأنهم بقوله تعالى (عطاء غير‬ ‫غيْ َر مَ ْ‬
‫ك عَطَا ًء َ‬
‫وَالَْأرْضُ إِلّا مَا شَاءَ َرّب َ‬
‫مجذوذ) هو أيضا ربطها بالمشيئة لكن فيها تطمين لهل الجنة أن هذه المشيئة ل تتحقق في حرمانهم وإنما طمأنهم أن عطاءهم غير مجذوذ ل‬
‫يقتطع منهم لكن يبقى مشيئة ال عز وجل فوق كل شيء يعني ل يلزم رب العزة سبحانه وتعالى بشيء‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪112(-)111‬‬
‫ما لَيوفّينَه م رب ُ َ َ‬ ‫ً َ‬
‫ملُو َ‬
‫نم‬ ‫ما يَعْ َ‬ ‫م إِن َّم ُ‬
‫ه ب ِم َ‬ ‫مالَهُم ْ‬‫ك أع ْ َ‬ ‫ن كُممل ّ ل ّم َّ ُ َ ِ َ ّ ُم ْ َ ّم‬ ‫* مما الفرق بيمن ختام اليتيمن فمي سمورة هود (وَإ ِم َّ‬
‫خبير (‪ ))111‬واليمة (فَا ستقم ك َم ُ‬
‫صيٌر (‪))112‬؟‬ ‫ن ب َم ِ‬ ‫ملُو َم‬ ‫ما تَعْ َ‬‫ه ب ِم َ‬‫ك وَل َ تَطْغَوْا ْ إِن َّم ُ‬‫معَم َ‬
‫ب َ‬
‫من تَا َم‬ ‫ت وَم َ‬
‫مْر َم‬
‫ما أ ِ‬
‫َ‬ ‫ْم َ ِ ْ‬ ‫َ ِ ٌ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫س َبقَ ْ‬
‫ت‬ ‫ف فِيهِ وَلَوْلَا كَِلمَةٌ َ‬ ‫ختُلِ َ‬ ‫ب فَا ْ‬
‫هذا الختيار نضعه في سياقه من الية فيتضح الختيار‪ .‬آية هود موضع السؤال إحداهما (وََل َقدْ َآ َت ْينَا مُوسَى ا ْل ِكتَا َ‬
‫ك ِمنْهُ‬
‫شّ‬ ‫خبِي ٌر (‪ ))111‬ذكر (وَِإّنهُمْ لَفِي َ‬ ‫عمَاَلهُمْ ِإنّ ُه ِبمَا َي ْعمَلُونَ َ‬
‫ن كُلّا َلمّا َليُ َو ّف َيّنهُمْ َرّبكَ أَ ْ‬‫ب (‪ )110‬وَإِ ّ‬ ‫ك ِمنْ ُه مُرِي ٍ‬
‫شّ‬‫ي َبيْ َنهُمْ وَِإّنهُمْ َلفِي َ‬
‫مِنْ َرّبكَ لَ ُقضِ َ‬
‫مُرِيبٍ) والشك بحاجة إلى الخبرة لنك تقطع الشك باليقين‪ ،‬يجب أن يعلم بواطن المور حتى يقطع الشك والخبير هو الذي يعلم بواطن المور‬
‫فأتى بالخبير الذي يعرف بواطن المور ليزيل الشك‪ .‬ثم قال (فاختلف فيه) والحكم في الختلف يحتاج إلى خبرة فإذن الشك والختلف يناسبهم‬
‫ن بَصِي ٌر (‪ ))112‬استقم ول تطغوا‪ ،‬الطغيان هو مُشاهَد في‬ ‫طغَوْاْ ِإنّ ُه ِبمَا تَ ْعمَلُو َ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫ب َم َعكَ َو َ‬
‫ستَقِ ْم َكمَا ُأمِ ْرتَ َومَن تَا َ‬
‫الخبرة‪ .‬في الية الثانية (فَا ْ‬
‫ن (‪)110‬‬ ‫ط ْغيَا ِنهِ ْم َي ْعمَهُو َ‬
‫الصل (وهو مجاوزة الحد) والستقامة فيها جانبان وحتى الطغيان قد يكون فيه جانبان في أمر العتقاد ( َو َنذَرُهُ ْم فِي ُ‬
‫النعام) ومُشاهد والستقامة فيها جانبان كما قال علماء اللغة مشاهَد وجانب في العتقاد‪ ،‬في عملك وفي سلوكك يظهر أنك مستقيم أو ل‬
‫والستقامة في العتقاد مستقيم في العتقاد إذن الستقامة تشكل العقائد والعمال إذن أمر مشاهد وأمر غير منظور والطغيان كذلك الصل أن‬
‫يكون مشاهد وقد يكون غير منظور‪ .‬البصر فيه جانبين جانب بصر وجانب بصيرة‪ ،‬جانب مشاهد وهو البصر وجانب غير مشاهد وهو البصيرة‬
‫عمَى وَا ْلبَصِي ُر (‪)50‬‬ ‫ستَوِي الَ ْ‬‫ل يَ ْ‬ ‫ن عَلَى َنفْسِ ِه بَصِيرَ ٌة (‪ )14‬القيامة)‪ .‬لما نقول فلن بصير فيها أمران‪ :‬بصير ضد العمى (قُلْ َه ْ‬ ‫(بَلِ ا ْلإِنسَا ُ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫النعام) والبصير من البصيرة وهو أمر معنوي وهي تناسب الطغيان التي فيها جانبان والستقامة التي فيها جانبان ما يُبصر وما يُضمر‪ ،‬وأتى‬
‫بالطغيان الذي فيه جانبان والستقامة التي فيها جانبان مشاهد وغير مشاهد والبصير فيها جانبان فإذن ناسب اختيار بصير‪ .‬هذا مفهوم البلغة‬
‫هذه المناسبات داخل الية القرآنية‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪119‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )56‬الذاريات) حكممة الخلق للعبادة خلق الجمن والنمس‬ ‫س إ ِ ّل لِيَعْبُدُو ِم‬
‫ن وَاْلِن َم‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫ج َّم‬ ‫خلَقْم ُ‬‫ما َ‬‫* (وَم َ‬
‫حدَةً وَلَ‬
‫ة َوا ِ‬ ‫ُ‬
‫س أ َّ‬
‫م ً‬ ‫َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شاء َرب ّ َ‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫ل الن ّا َ‬ ‫كل َ‬ ‫للعبادة وفي آية أخرى نجد أن حكمة الخلق لسبب آخر (وَل ْ‬
‫َ‬
‫م (‪ )119‬هود) لم لذلك أي لجمل الختلف‬ ‫خلَقَهُم ْ‬
‫ك َ‬ ‫م َرب ُّم َ‬
‫ك وَلِذَل ِم َ‬ ‫من َّر ِ‬
‫ح َم‬ ‫ن (‪ )118‬إِل ّ َم‬ ‫ختَلِفِي َم‬
‫م ْ‬
‫ن ُ‬‫يََزالُو َم‬
‫خلقهمم‪ ،‬اختلفمت حكممة الخلق فكيمف يمكمن أن نفسمر اليتيمن ونعطمي لكلتما اليتيمن معناهما الخاص‬
‫ونفهمها؟ كيف نفهم عملية الخلق والغرض منها؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ختَلِفِينَ) ذكر أنه خلقهم مختلفين في العبادة منهم‬ ‫ن مُ ْ‬‫الغرض هو العبادة ربنا حصر الغرض من الخلق بالعبادة ثم إرسال الرسل ثم ( َولَ يَزَالُو َ‬
‫حدَةً) أمة هدى أو أمة ضلل كما يشاء لو شاء أن يجعلهم أمة واحدة أمة ضلل أو أمة‬ ‫ل النّاسَ ُأمّةً وَا ِ‬ ‫جعَ َ‬
‫ضا ّل ومنهم مهتدي (وَلَوْ شَاء َرّبكَ لَ َ‬
‫جمِيعًا (‪ )31‬الرعد) لكن ربنا ما شاء ذلك فإذن سيكونون مختلفين منهم ضال ومنهم مهتدي ولذلك خلقهم ليسوا‬ ‫هدى (أَن لّ ْو يَشَاء اللّ ُه َلهَدَى النّاسَ َ‬
‫أمة واحدة‪ ،‬هكذا خلقهم على هذه الشاكلة منهم ضال ومنهم مهتدي‪ ،‬التكليف من اهتدى وعبد ال وأطاعه فله جزاء الجنة ومن عصاه فله النار‪.‬‬
‫جمِيعًا) لكن هو لم يشأ ذلك فإذن‬ ‫ربنا سبحانه لو شاء أن يجعل الناس أمة واحدة أمة هدى أو أمة ضلل لفعل (أَن لّ ْو يَشَاء اللّهُ َلهَدَى النّاسَ َ‬
‫سيبقون مختلفين منهم ضال ومنهم مهتدي ولذلك خلقهم مختلفين لم يخلقهم ليجعلهم أمة واحدة ‪ ،‬خلقهم ليعبدوه‪َ ( ،‬ونَفْسٍ َومَا سَوّاهَا (‪ )7‬فَأَ ْل َه َمهَا‬
‫ن (‪ )26‬البقرة) ال‬ ‫ل بِهِ ِإلّ ا ْلفَاسِقِي َ‬
‫ضّ‬ ‫ُفجُورَهَا َوتَقْوَاهَا (‪ )8‬الشمس) هذا تكليف (مَاذَا َأرَادَ اللّ ُه بِهَـذَا َمثَلً يُ ِ‬
‫ضلّ بِ ِه َكثِيرا َو َيهْدِي بِ ِه كَثِيرا َومَا يُ ِ‬
‫تعالى ل يجبر الخلق على شيء معين وإنما ربنا يحاسب الخلق إن أطاعوه دخلوا الجنة وإن عصوه دخلوا النار‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪120‬‬
‫* ما الفرق بين النبأ والخبر؟ولماذ ا جاءت (أنباء الرسل)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سبٍَإ ِب َنبَإٍ َيقِينٍ (‪ )22‬النمل) وفي القرآن النبأ أهم من الخبر (قُ ْ‬
‫ل هُوَ‬ ‫ج ْئ ُتكَ مِنْ َ‬‫النبأ كما يقول أهل اللغة أهم من الخبر وأعظم منه وفيه فائدة مهمة (وَ ِ‬
‫َنبٌَأ عَظِي ٌم (‪ )67‬ص) (عَنِ ال ّنبَإِ ا ْلعَظِي ِم (‪ )2‬النبأ)‪ .‬والنبأ في اللغة هو الظهور وقد استعمل القرآن الكريم كلمة خبر مفردة في موطنين في قصة‬
‫ن (‪ )29‬القصص) (ِإذْ قَا َ‬
‫ل مُوسَى لِأَهْلِهِ ِإنّي‬ ‫طلُو َ‬‫جذْوَ ٍة مِنَ النّارِ َلعَّلكُ ْم تَصْ َ‬
‫خبَرٍ أَ ْو َ‬‫ت نَارًا َلعَلّي َآتِيكُ ْم مِ ْنهَا بِ َ‬
‫موسى (قَالَ ِلأَهْلِ ِه ا ْم ُكثُوا ِإنّي َآنَسْ ُ‬
‫ن (‪ )7‬النمل) وهناك فرق بين الخبر والنبأ العظيم‪ .‬وفي أخبار الماضين والرسل‬ ‫ب َقبَسٍ َلعَّلكُ ْم تَصْطَلُو َ‬ ‫شهَا ٍ‬ ‫خبَرٍ أَ ْو َآتِيكُ ْم بِ ِ‬
‫ت نَارًا سََآتِيكُ ْم مِ ْنهَا بِ َ‬
‫س ُ‬
‫َآنَ ْ‬
‫حقّ َومَوْعِظَةٌ َو ِذكْرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )120‬هود)‪.‬‬‫ك فِي َهذِهِ الْ َ‬ ‫ل مَا ُن َثبّتُ بِ ِه فُؤَا َدكَ وَجَا َء َ‬ ‫ك مِنْ َأنْبَاءِ الرّسُ ِ‬ ‫ص عََل ْي َ‬ ‫استعمل القرآن نبأ ( َوكُلّا نَقُ ّ‬

‫****تناسب مفتتح هود مع خاتمتها****‬


‫خبِي ٍر (‪ )1‬أَلّا َت ْعبُدُوا إِلّا اللّهَ ِإّننِي َلكُ ْم ِمنْ ُه نَذِيرٌ َوبَشِي ٌر (‪ ))2‬وفي الخر قال‬ ‫حكِي ٍم َ‬ ‫ت مِنْ َلدُنْ َ‬ ‫ح ِكمَتْ َآيَاتُهُ ثُ ّم فُصّلَ ْ‬
‫سورة هود تبدأ بقوله (الر كِتَابٌ أُ ْ‬
‫ت بِ ِه فُؤَا َدكَ َوجَا َءكَ فِي َهذِهِ الْحَقّ َومَوْعِظَةٌ َو ِذكْرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ‬ ‫سلِ مَا نُ َثبّ ُ‬
‫ص عََل ْيكَ مِنْ َأ ْنبَا ِء الرّ ُ‬
‫(فاعبده وتوكل عليه) أولها وآخرها عبادة‪َ ( ،‬وكُلّا َنقُ ّ‬
‫عبُدْهُ‬
‫ض وَإَِليْهِ يُ ْرجَعُ ا ْلَأمْ ُر كُلّهُ فَا ْ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫(‪ ))120‬هذا من الكتاب الذي احكمت آياته‪ ،‬أل تعبدوا إل ال (عام) ثم التفت فقال (وَلِلّ ِه َ‬
‫غيْ ُ‬
‫سلِ) فاعبده وتوكل عليه إذن هناك‬ ‫ص عََل ْيكَ مِنْ َأ ْنبَا ِء الرّ ُ‬‫عمّا َت ْعمَلُونَ (‪ .))123‬ذكر له الكتاب وأنباء الرسل ( َوكُلّا َنقُ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِبغَافِ ٍ‬
‫ل عََليْهِ َومَا َرّب َ‬
‫َوتَ َوكّ ْ‬
‫ارتباط بالول وارتباط بالية قبلها‪.‬‬
‫*****تناسب خواتيم هود مع فواتح يوسف*****‬
‫ن(‬ ‫ك فِي هَـذِهِ الْحَقّ َومَوْعِظَ ٌة َوذِكْرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫ت بِهِ فُؤَا َدكَ وَجَاء َ‬ ‫ل مَا ُن َثبّ ُ‬ ‫عَل ْيكَ مِنْ أَنبَاء الرّسُ ِ‬
‫ل نّ ُقصّ َ‬‫في خواتيم سورة هود قال تعالى( َوكُـ ّ‬
‫ت مِن َقبْلِهِ َلمِنَ ا ْلغَافِلِينَ (‪َ ( ،))3‬وكُـلّ‬ ‫حيْنَا إَِل ْيكَ هَـذَا ا ْلقُرْآنَ َوإِن كُن َ‬ ‫ص ِبمَا أَ ْو َ‬
‫حسَنَ الْ َقصَ ِ‬ ‫ص عََل ْيكَ أَ ْ‬
‫ن نَقُ ّ‬‫‪ ))120‬وقال في أوائل يوسف (نَحْ ُ‬
‫ص عََل ْيكَ َأحْسَنَ ا ْلقَصَصِ) أثبت أن ال تعالى يقصّ على الرسول في سورة هود لكنه‬ ‫ت بِهِ فُؤَادَكَ) (نَحْنُ َنقُ ّ‬ ‫ل مَا ُن َثبّ ُ‬
‫ص عََل ْيكَ مِنْ أَنبَاء الرّسُ ِ‬
‫نّ ُق ّ‬
‫ص عََل ْيكَ‬‫ن نَقُ ّ‬ ‫ك فِي هَـذِهِ ا ْلحَقّ َومَوْعِظَةٌ َو ِذكْرَى ِل ْلمُ ْؤمِنِينَ (‪ ))120‬وقال في يوسف (نَحْ ُ‬ ‫أثبت صفة أنه أحسن القصص في يوسف‪ .‬قال (وَجَاء َ‬
‫ن (‪ ))123‬ربنا ليس غافلً عما فعله إخوة يوسف‬ ‫عمّا َتعْمَلُو َ‬‫ل َ‬
‫ك بِغَا ِف ٍ‬‫ح ْينَا إَِل ْيكَ هَـذَا الْ ُقرْآنَ)‪ .‬قال في خاتمة هود ( َومَا َرّب َ‬ ‫ص ِبمَا َأوْ َ‬
‫َأحْسَنَ ا ْلقَصَ ِ‬
‫بيوسف‪.‬‬

‫‪‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة هود كما تفضل بها الدكتور فاضل السامرائي والدكتور حسام النعيمى والدكتور أحمد‬
‫الكبيسى وغيرهم وقامت بنشرها أختنا سمر الرناؤوط على موقعها إسلميات جزاهم ال عنى وعن المسلمين خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فضلٍ‬
‫فمن ال وما كان من خطأٍ أوسهوٍ فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى‬
‫يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like