Professional Documents
Culture Documents
fr
سورة هود
*تناسب خاتمة يونس مع فاتحة هود*
ت مِن ت آيَاتُ ُه ثُ ّم فُصّلَ ْ ح ِكمَ ْ خيْرُ ا ْلحَا ِكمِينَ ( ))109وفي أول هود (كِتَابٌ أُ ْ حكُمَ اللّهُ وَ ُهوَ َ
ى يَ ْ
حتّ َ
صبِ ْر َ
قال في آخر يونس (وَا ّتبِعْ مَا يُوحَى إَِل ْيكَ وَا ْ
خبِي ٍر ( ))1واتبع ما يوحى إليك -كتاب أحكمت آياته ،وكأن ما يوحى إليه والمأمور باتّباعه الكتاب الذي أحكمت آياته ،ومن أحكمهم؟ حكِيمٍ َ ّلدُنْ َ
حكُ َم اللّهُ وَهُوَ
ى يَ ْ حتّ َصبِرْ َ خير الحاكمين .وهو خير الحاكمين كتاب أحكمت آياته الذي أحكمه هو خير الحاكمين .خير الحاكمين في يونس (وَا ْ
ت آيَاتُهُ) من الذي أحكم آياته؟ خير الحاكمين. ن ( ))109وفي هود ( ِكتَابٌ ُأ ْ
ح ِكمَ ْ خيْرُ الْحَا ِكمِي َ
َ
ل ())108 ل عََل ْيهَا َومَا َأ َن ْا عََل ْيكُم بِ َوكِي ٍ
ل فَِإّنمَا يَضِ ّضّ ق مِن ّربّكُ ْم َفمَنِ ا ْه َتدَى َفِإّنمَا َيهْ َتدِي ِلنَفْسِهِ َومَن َ حّ س َقدْ جَاءكُمُ الْ َ ل يَا َأّيهَا النّا ُ في آخر يونس (قُ ْ
ت كُلّسمّى َويُؤْ ِ ل مّ َ سنًا ِإلَى َأجَ ٍ وفي أوائل هود (َألّ َت ْعبُدُواْ ِإلّ اللّ َه ِإنّنِي َلكُم ّمنْ ُه نَذِيرٌ َوبَشِي ٌر ( )2وَأَنِ ا ْ
س َتغْفِرُواْ َرّبكُ ْم ثُ ّم تُوبُواْ إَِليْهِ ُي َمّتعْكُم ّمتَاعًا حَ َ
سنًا) هذا لمن ب يَوْ ٍم َكبِيرٍ ( ،))3نذير وبشير مقابل من اهتدى ومن ضلُّ ( ،ي َمتّ ْعكُم ّمتَاعًا حَ َ عذَا َف عََل ْيكُ ْم َل فَضْلَهُ وَإِن تَوَلّوْ ْا َفِإنّيَ أَخَا ُ ضٍ ذِي فَ ْ
ل عََل ْيهَا) إذن فسر وشرح ما قاله في يونس ل فَِإّنمَا يَضِ ّ ب يَوْ ٍم َكبِيرٍ ( ))3هذا مقابل ( َومَن ضَ ّ عذَا َف عََل ْيكُ ْم َ اهتدى ،ثم يقول (وَإِن تَوَلّوْ ْا َفِإنّيَ أَخَا ُ
ل عََل ْيهَا) أنه من اهتدى يمتعه متاعا حسنا ومن ضل فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير وكلها ل َفِإّنمَا َيضِ ّ ( َفمَنِ ا ْهتَدَى َفِإنّمَا َي ْهتَدِي ِل َنفْسِهِ َومَن ضَ ّ
إنني لكم منه نذير وبشير.
**هدف السورة :الستمرار في الصلح دون تهوّر أو ركون**
هذه السورة وأخواتها سورتي يونس السابقة وسورة يوسف هي أول ثلث سور لسماء أنبياء وكلما كان اسم السورة على اسم نبي كانت قصة
هذا النبي هي محور السورة وفي ختام السورة تأتي أية تلخّص للقصة وكأنها قاعدة في كل السور المسماة بأسماء أنبياء .وهذه السور الثلث
نزلت في وقت واحد وبنفس الترتيب التي ورد في المصحف ونزلت السور الثلث بعد وفاة السيدة خديجة رضي ال عنها ووفاة عم الرسول
أبو طالب وما لقاه من أذى في الطائف والرفض دعوته ونصرته من قبائل العرب وكانت تلك الفترة عصيبة جدا على الرسول وعلى
المسلمين في مكة لما لقوه من أذى المشركين فمنهم من أمره الرسول بالهجرة الى الحبشة ومنهم من بقي في مكة يتعرض للذى والتضييق
ص عليه ما حدث لخوانه الرسل من أنواع البتلء من قبل كفار قريش ،فكأنما أنزل ال تعالى هذه اليات تسلية للنبي وتسرية عنه لنها تق ّ
ليتأسّى بهم في الصبر والثبات .وجاءت السورة لتوضح لنا أن من يمر بهذه الزمات والمحن قد يتصرف وفق احد هذه التصرفات:
.1يفقد المل والعمل
.2يتهور ويلجأ إلى العنف والتصرفات غير المحسوبة وتدمير الغير
ي ويعيش في ظله ويترك قضيته وينتهي أمره على هذا النحو. .3يركن للقو ّ
لكننا نرى أن الرسل لم يأخذوا أي واحد من هذه التصرفات وكذلك جاءت اليات تدعو الرسول لعدم التصرف بهذه التصرفات وإنما جاءت
طغَوْاْ ِإنّهُ ِبمَا َت ْعمَلُونَ بَصِيرٌ) آية 112 ل تَ ْ
ستَ ِق ْم َكمَا ُأمِرْتَ َومَن تَابَ َم َعكَ َو َ آية محورية التي هي أساس السورة والتي تدور اليات حولها( :فَا ْ
ل تُنصَرُونَ) آية .113وهذه اليات تضمنت التوجيه للرسول سكُمُ النّا ُر َومَا َلكُم مّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَ ْوِليَاء ثُ ّم َ
ل تَ ْر َكنُواْ إِلَى اّلذِينَ ظََلمُو ْا َف َتمَ ّ
و( َو َ
والمسلمين كيف يتصرفون في هذه المحنة وفي أي محنة قد تصيبهم في أي زمن وفي أي مكان .إن هذه الية تعالج حالة نفسية لناس في وضع
صعب للغاية فجاءت بالمر الول (فاستقم) أي اصبر واستمر بالدعوة ،ثم جاء المر الثاني( :ل تطغوا) أي اياكم والتهور والطغيان وجاء المر
الثالث( :ول تركنوا) بمعنى إياك أن تعيش في ظل القوي وتستسلم له .وهذه الوامر الثلث هي على عكس التصرفات المتوقعة ممن أصابته
المحن كما أوردنا سابقا .وقد قال الحسن رضي ال عنه :سبحان الذي جعل اعتدال الدين بين لئين :ل تطغوا ول تركنوا.
وجاءت آيات السورة تتحدث عن نماذج من النبياء الذين أصابتهم المحن ولقوا من المصاعب ما لقوا خلل دعوتهم لقوامهم ومع هذا كله
صبروا واتبعوا هذه الوامر الثلث .وهذه السورة هي في غاية الهمية للمسلمين لذا قال الرسول :شيّبتني هود وأخواتها.
خبِيرٍ) آية 1وتدعو إلى توحيد ال تعالى حكِيمٍ َت آيَاتُ ُه ثُ ّم فُصَّلتْ مِن ّلدُنْ َ ح ِكمَ ْ
تبدأ السورة بتمجيد القرآن العظيم الذي أحكمت آياته (الَر ِكتَابٌ ُأ ْ
ستَخْفُواْ
صدُورَ ُهمْ ِليَ ْ ل َتعْ ُبدُواْ ِإلّ اللّهَ ِإّننِي َلكُم ّمنْهُ َنذِيرٌ َوبَشِيرٌ) آية .2وعرضت الظروف الصعبة التي كان يعيشها المسلمون (أَل ِإّنهُ ْم َيثْنُونَ ُ (َأ ّ
صدُورِ) آية .5ويدعو ال تعالى رسوله للثبات والستمرار في الدعوة ن ِثيَا َبهُ ْم َيعْلَ ُم مَا يُسِرّونَ َومَا ُيعِْلنُونَ ِإنّهُ عَلِيمٌ ِبذَاتِ ال ّ
س َتغْشُو َ
ِمنْهُ أَل حِينَ يَ ْ
علَىت نَذِيرٌ وَاللّهُ َ ل عََليْهِ كَنزٌ أَ ْو جَاء َمعَهُ مََلكٌ ِإّنمَا أَن َصدْ ُركَ أَن يَقُولُواْ َل ْولَ أُن ِز َ ق بِهِ َ ض مَا يُوحَى ِإَل ْيكَ َوضَآئِ ٌك َبعْ َ ك تَا ِر ٌرغم كل الظروف (فََلعَّل َ
شيْءٍ َوكِيلٌ) آية ،12وعرضت لعناصر الدعوة السلمية في ظل كل الظروف الصعبة عن طريق الحجج العقلية مع الموازنة بين فريقي كُلّ َ
ن َمثَلً َأفَلَ ستَ ِويَا ِ
ل يَ ْ
سمِي ِع هَ ْالضلل والهدى وفرّقت بينهما كما تفرق الشمس بين الظلمات والنور ( َمثَلُ الْ َفرِي َقيْنِ كَالَعْمَى وَالَصَمّ وَا ْلبَصِيرِ وَال ّ
َت َذكّرُونَ) آية 24ويتحدث الربع الول من السورة (أول 30آية) عن هذا المعنى :التكذيب شديد وتأثيره شديد على المسلمين.
ثم تنتقل اليات تتحدث عن سبع نماذج من الرسل الكرام وصبرهم على ما لقوه من قومهم:
قصة نوح أبو البشر الثاني وقد وردت قصة نوح في هذه السورة بتفصيل لم تذكره أية سورة أخرى من السور حتى سورة ·
نوح نفسها .وتشرح كيف صبر نوح على قومه فقد لبث فيهم عمرا طويلً أطول من أي نبي آخر 950عاما يدعوهم وهم على
تعنتهم ويسخرون منه ولمّا طلب ال منه أن يصنع الفلك استمرت هذه العملية سنوات عديدة حتى زرع الشجر ثم أخذ منها الخشب
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
وصنع السفينة وكان يمكن ل تعالى ان يهلك قوم نوح من غير انتظار هذه المدة الطويلة لكن حكمته أرادت أن يظهر طول معاناة
نوح وصبره كل هذه السنوات على الذى حتى نتعلم منه الصبر مهما طال الذى وعدم اليأس والستمرار بالدعوة .ولم يكن رد
نوح على قومه انفعاليا ول غاضبا إنما قال( :قَالَ ِإّنمَا يَ ْأتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء َومَا أَنتُم بِ ُمعْجِزِينَ) آية .33فكأنه استقام كما أمره
ال وصبر على الدعوة واستمر فيها ولم يتهور في ردة فعله وإنما كان ينصح لهم (اليات ) 28،29،30،31،32،33،34،35ولم
يركن حتى الى ابنه الذي كان من المغرقين ولم ترد قصة ابن نوح إل في هذه السورة لمناسبة ورودها لهدف السورة وتحقيق
حكَمُ ا ْلحَا ِكمِينَ)ع َدكَ ا ْلحَقّ وَأَنتَ َأ ْ معنى ل تركن ولو كان الكافر الظالم من أهله ( َونَادَى نُوحٌ ّربّ ُه فَقَالَ َربّ إِنّ ا ُبنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنّ وَ ْ
ح ْمنِي َأكُن مّنَ الْخَاسِرِينَ) وتأتي العبرة في ل َتغْفِرْ لِي َوتَرْ َ آية 45وآية ( 47قَالَ رَبّ ِإنّي أَعُوذُ ِبكَ أَنْ أَسَْأَلكَ مَا َليْسَ لِي بِ ِه عِلْمٌ وَِإ ّ
صبِرْ إِنّ ا ْلعَا ِقبَةَ لِ ْل ُمتّقِينَ) آية .49نهاية قصة نوح (فَا ْ
ثم تأتي قصة هود مع قومه وقد سميت السورة باسمه تخليدا لجهوده الكريمة في الدعوة إلى ال فقد كان قومه من العتاة ·
ل فردا بين الجمّ الغفير من عتاة عاد الغلظ المتجبرين الذين اغتروا بقوتهم وقالوا من أشد منا قوة؟ فواجههم هود وكان رج ً
الشداد وقد حقّرهم وانتقص آلهتهم وحثّهم على التصدي له وهي من أعظم اليات أن يواجه بهذا الكلم رجل واحد أمة عطاشا إلى
إراقة دمه وذلك لثقته بربه وقد قال لهم هود كلما جامعا في أية واحدة ما قالها نبي ول رسول لقومه أبدا اشتملت كل المعاني
ن * مِن دُونِهِ ش َهدُواْ َأنّي بَرِي ٌء ّممّا تُشْ ِركُو َ ش ِهدُ اللّهِ وَا ْل ِإنّي أُ ْ ك َبعْضُ آِل َهتِنَا بِسُ َو ٍء قَا َ
عتَرَا َالثلثة التي ذكرناها سابقا (إِن نّقُولُ ِإلّ ا ْ
ستَقِي ٍم * ط مّ ْص َي ِتهَا إِنّ َربّي عَلَى صِرَا ٍ خذٌ ِبنَا ِ
ل هُ َو آ ِ ت عَلَى اللّهِ َربّي َو َربّكُم مّا مِن دَآبّةٍ ِإ ّ ل تُنظِرُونِ * ِإنّي تَ َوكّلْ ُ جمِيعًا ثُ ّم َ َفكِيدُونِي َ
ل شَيْ ٍء حَفِيظٌ) اليات -54 ى كُ ّش ْيئًا إِنّ َربّي عَلَ َضرّونَهُ َ غيْ َر ُكمْ َولَ تَ ُ خلِفُ َربّي قَ ْومًا َ ستَ ْ
ت بِهِ إَِل ْيكُمْ َويَ ْ َفإِن تَوَلّوْ ْا فَ َقدْ َأبَْلغْ ُتكُم مّا ُأرْسِ ْل ُ
.57 - 56-55فكأنما جمعت هذه اليات (استقم واصبر واستمر بالدعوة ول تطغى ول تركن الى الذين ظلموا) فلم يتحدث أحد
بقوة وعدم ركون واصرار على الرسالة إل سيدنا هود ولذا سمى ال تعالى السورة باسمه.
ثم جاءت قصة نبي ال صالح ثم قصة لوط وشعيب ثم قصة موسى وهارون صلوات ال وسلمه عليهم جميعا ثم التعقيب ·
المباشر بما في هذه القصص من العبر والعظات التي تدور حول محور السورة وتخدم أهدافها وتعرض صبر كل نبي على أذى
قومه وعدم ركونه وطغيانه.
ثم ختمت السورة الكريمة ببيان الحكمة من ذكر قصص المرسلين لتثبيت قلب النبي أمام الشدائد والهوال اتي تعرض لها ·
ك فِي هَـذِهِ الْحَقّ َومَوْعِظَ ٌة َوذِكْرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) آية .120ثم يعرض ت بِهِ فُؤَا َدكَ وَجَاء َ ل مَا ُن َثبّ ُ عَل ْيكَ مِنْ أَنبَاء الرّسُ ِ ل نّ ُقصّ َ ( َوكُـ ّ
ال تعالى لنا كيفية تنفيذ الوامر التي وصّانا بها ويدلنا أن العبادة هي التي تعين على الستقامة (وََأ ِقمِ الصّلَ َة طَ َرفَيِ ال ّنهَارِ وَزَُلفًا
جرَ
ل يُضِيعُ أَ ْ ت ذَِلكَ ِذكْرَى لِلذّاكِرِينَ) آية ،114والصبر الية ( 115وَا ْ
صبِ ْر فَإِنّ اللّ َه َ ت يُذْ ِهبْنَ السّـ ّيئَا ِ سنَا ِمّنَ الّليْلِ إِنّ ا ْلحَ َ
سنِينَ) ،وكأنما اليات كلها من الية 113إلى نهاية السورة تعين عى تنفيذ الهدف .وتختم السورة بالتوحيد كما بدأت به ا ْلمُحْ ِ
عمّا َت ْعمَلُونَ ) آية ل َك ِبغَافِ ٍل عََليْهِ َومَا َرّب َ
عُبدْهُ َوتَ َوكّ ْ
لمْ ُر كُلّ ُه فَا ْسمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ وَإَِليْ ِه يُرْجَ ُع ا َ ب ال ّ غيْ ُ ليتناسق البدء مع الختام (وَلِلّ ِه َ
.123
ومن لطائف سورة هود البلغية أن الوامر بأفعال الخير أفردت للنبي وإن كانت عامة في المعنى (فاستقم كما أمرت ،وأقم الصلة ،واصبر)
وفي المنهيّات جمعت للمة (ول تطغوا ،ول تركنوا إلى الذين طلموا).
وفى سورة هود كلها حكيم قبل عليم وفي سورة يوسف كلها عليم قبل حكيم.
***من اللمسات البيانية فى سورة هود***
):آية (1
َ ُ
يمم
حك ِ ٍ من ل ّد ُم ْ
ن َ صل َ ْ
ت ِم ه ث ُم َّ
م فُم ِّ ت آيَات ُم ُ
م ْم
حك ِ َ
بأ ْ*مما المقصمود بوصمف الكتاب فمى قوله تعالى (الَر كِتَا ٌم
خبِيرٍ ( )1هود)؟(د.فاضل السامرائى)
َ
.أحكمت آياته أي ليس فيها خلل .قد يكون من الحكمة أو من الحكم أو استواؤها وعدم وجود الخلل فيها وهذا من باب التوسع في المعنى
):آية (7
* ما دللة كلمة ليبلوكم في الية ( ( )7هود) ؟(د.حسام النعيمى)
عمَلًا ( )7هود) كلمة ليبلوكم ،البتلء هو الختبار ن َعرْشُ ُه عَلَى ا ْلمَا ِء ِل َيبْلُ َوكُمْ َأّيكُمْ َأحْسَ ُ
ن َ
ستّةِ َأيّامٍ َوكَا َ
ض فِي ِ
سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ َ
(وَهُ َو اّلذِي خَلَقَ ال ّ
والمتحان والفعل يبلو متعلق بـ (خلق) يعني خلق هذه الشياء من أجل امتحانكم ومن أجل ابتلئكم .هذا الكون كله خُلِق وأنتم خُلِقتم أيضا من
أجل البتلء والمتحان من سيكون مطيعا ل سبحانه وتعالى ومن سيكون عاصيا؟ .التعلق بخَلَق ،ليبلوكم متعلقٌ بخَلَق وليس بما وراء خلق (في
ستة أيام) وإن كانت كل هذه المعاني داخلة ضمن المتحان والختبار هي جزء منه ،لما يسأل النسان لماذا ستة أيام؟ ما المراد بالعرش؟ ما
المراد بالماء؟ كيف كان عرشه على الماء؟ هذا كله يندرج بالغيب الذي يؤمن به المؤمنون (الذين يؤمنون بالغيب) لن كل ما غاب عنا إدراكه
الخوض فيه هو كدٌ للذهن ل يوصل إلى نتيجة .ممكن أن تأتي بعض النظريات والقوال هذا كله ليس من شأن القرآن الكريم .اليمان بهذا النص
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
القرآني هو جزء من اليمان بال سبحانه وتعالى وهذا الجزء أو هذه المساحة التي قلنا عنها أكثر من مرة اللفظ العام مفهوم لكن هناك مساحة في
بعض اليات هي مفهومة من حيث اللغة لكن فيها مساحة للغيب (قلنا هذا أكثر من مرة لكن العادة فيها نوع من الصالح).
فإذن (ليبلوكم) دللتها ليختبركم أي أن هذا الوجود هو من أجل اختباركم أي أن تختبروا و الختبارل تعني أن ال سبحانه وتعالى لم يكن يعلم
لن ال عز وجل المستقبل في عينه ماضي .لكن حتى النسان الذي يدخل الجنة يعلم لماذا دخل الجنة.
خبِِر المر واختبر المر لكن الختبار كأن فيه نوع من العمل .لماالفرق بين البلء والبتلء :بله بالشيء وابتله كلهما بمعنى اختبره مثل َ
تقول خبرت هذ الشيء أي صار عندك خبرة به بجهد يسير إنما إختبرته فيه جهد ،مثل جهد في المر واجتهد في المر ،إفتعل فيه معنى بذل
الجهد .ليبلوكم أي ليعلم من أخباركم علم ظاهر ،أو علما ظاهرا لن العلم الباطن عند ال سبحانه وتعالى معلوم لكن حتى المخلوق يقتنع أن هذا
حقّه بناء على فعله.
ت من بَعْدِ َال ْ َ
موْم ِ نم ِممبْعُوثُو َت إِنَّك ُمم َّ*مما دللة َ إختلف تشكيمل كلممة ليقولن فمي سمورة هود (وَلَئِن قُل ْم َ
معْدُودَةٍ ل ّيَقُول ُ َّ ُ
ب إِلَى أ َّ ن أ َ َّ َ
ن مةٍ َّ م الْعَذ َا َمخْرن َما عَنْهُم ُ مبِي نٌم ( )7وَلَئ ِم ْ
حٌر ُّ
سم ْ ن ال ّذِي نَم كَفَُروا ْ إ ِم ْ
ن هَممذ َا إِل ّ ِ لَيَقُول َم َّ
ه ())8؟(د.فاضل السامرائى) س ُ حب ِ ُما ي َ ْ
َ
ليقولَن بالفتح لنه ذكر الفاعل بعدها (الذين كفروا) ،لن الفعل يُفرد مع الفاعل .أما الثانية (ليقولُنّ) بالضم لن الفعل محذوف واو الجماعة،
الصل (يقولون) ثم دخلت نون التوكيد فهذا جمع وذاك مفرد .مع الجمع يقول (ليقولُنّ) ومع المفرد (ليقولَنّ) الفعل يفرد مع الفاعل نقول حضر
الرجال ،يحضر الرجال ول نقول يحضرون الرجال ،ليحضرنّ الرجال وإذا ذهب الفاعل وكانوا مجموعين نقول ليحضرُنّ ،ل نقول ليحضرَن
الرجال .إذا كان الفاعل مذكورا يفرد الفعل مع الفاعل .والثانية الفاعل واو الجماعة فقال ليقولُنّ.
وفى إجابة أخرى:في الية الولى في سورة هود الفعل يُبنى على الفتح لن نون التوكيد باشرت الفعل المضارع لنه مُسند إلى اسم ظاهر (الذين
كفروا) والفعل يُفرد مع الفاعل وهذه قاعدة إذا كان الفاعل ظاهرا فنأتي بالفعل في حالة الفراد ويُبنى على الفتح لن نون التوكيد باشرته كما في
قوله تعالى (وإذا جاءك الذين كفروا) ول نقول جاءوك الذين كفروا.
أما في الية الثانية فالفعل مُسند إلى واو الجماعة ولم تباشره نون التوكيد وأصل الفعل إذا حذفنا نون التوكيد (يقولون) والية 8من سورة هود
س َتهْ ِزئُونَ (.))8ق ِبهِ ْم مَا كَانُوا بِ ِه يَ ْع ْنهُمْ وَحَا َ
صرُوفًا َ
س مَ ْ
حبِسُ ُه أَلَا يَوْ َم يَ ْأتِيهِمْ َليْ َ
ن مَا يَ ْ
ع ْنهُمُ ا ْل َعذَابَ إِلَى ُأمّ ٍة َم ْعدُودَ ٍة َليَقُولُ ّ
(وََلئِنْ أَخّ ْرنَا َ
ولهذا فل بد أن يكون الفعل في الية الولى مبني على الفتح لنه مُسند إلى اسم ظاهر (ليقولّن) والثاني مُسند إلى واو الجماعة (ليقولُنّ) مرفوع
بالنون المحذوفة لتوالي المثال والواو المحذوفة للتقاء الساكنين .أصل الفعل يقولون مرفوع بثبات النون وعندما جاءت نون التوكيد الثقيلة يصبح
عندنا 3نونات ويصبح هذا كثيرا فيحذفون نون الرفع وتبقى نون التوكيد واللم لم الفعل.
وفي الية الولى اللم في (ليقولنّ) واقعة في جواب القسم( .لئن) اللم موطّئة للقسم و(إن) الشرطية و(لئن) قسم .واللم في الثبات ل بد أن تأتي
في الجواب (حتى يكون الفعل مثبتا) .فإذا قلنا لئن سألتهم من خلق السموات والرض يقولون يُصبح الفعل منفيّا .في جواب القسم إذا أجبنا القسم
بفعل مضارع إذا كان الفعل مثبتا فل بد من أن نأتي باللم سواء معه نون أو لم يكن معه نون كأن نقول "وال لذهب الن ،أو وال لذهبنّ" فلو
حتّى َتكُونَ
سفَ َحُذفت اللم فتعني النفي قطعا فّإذا قلنا وال أذهب معناها ل أذهب كما في قوله تعالى في سورة يوسف (قَالُوا تَاللّ ِه تَ ْفتَأُ َت ْذكُرُ يُو ُ
حَرَضًا أَ ْو َتكُونَ مِنَ ا ْلهَاِلكِينَ ( ))85بمعنى ل تفتأ .فمتى أجبت القسم بالفعل المضارع ولم تأت باللم فهو نفي قطعا كما في هذه البيات:
مناقب تُفسد الرجل الكريما رأيت الخمر صالحة وفيها
ول أشفي بها أبدا سقيما فل وال أشربها حياتي
):آية (13
* مما الفرق البيانمي بيمن قوله تعالى (ممن مثله)فمى سمورة البقرة و(مثله)فمى سمورة هود؟(د.فاضمل
السامرائى)
ع ْب ِدنَا فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة
ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ
ن ُكنْتُ ْم فِي َريْ ٍ تحدّى ال تعالى الكفار والمشركين بالقرآن في أكثر من موضع فقال تعالى في سورة البقرة (وَإِ ْ
ت وَادْعُوا ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِينَ ( ))23وقال في سورة هود (َأمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ
ل َف ْأتُوا ِبعَشْرِ سُوَ ٍر ِمثْلِهِ مُ ْفتَ َريَا ٍ شهَدَا َء ُك ْم مِنْ دُونِ اللّهِ إِ ْ
ن ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ مِ ْ
ن (.))13 ن دُونِ اللّهِ إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ
ط ْعتُ ْم مِ ْ
ستَ َ
مَنِ ا ْ
أولً ينبغي أن نلحظ الفرق في المعنى بين (من مثله) و(مثله) ثم كل آية تنطبع بطابع الفرق هذا .فإذا قلنا مثلً :إن لهذا الشيء أمثالً فيقول:
ائتني بشيء من مثله فهذا يعني أننا نفترض وجود أمثال لهذا الشيء أما عندما نقول :ائتني بشيء مثله فهذا ل يفترض وجود أمثال لكنه محتمل
أن يكون لهذا الشيء مثيل وقد ل يكون فإن كان موجودا ائتني به وإن لم يكن موجودا فافعل مثله .هذا هو الفرق الرئيس بينهما.
هذا المر طبع اليات كلها .أولً قال تعالى في سورة البقرة (وإن كنتم في ريب) وفي آية سورة هود قال تعالى (افتراه) وبل شك (إن كنتم في
ريب) هي أع ّم من (افتراه) أن مظنة الفتراء أحد أمور الريب (يقولون ساحر) يقولون يعلمه بشر)( يقولون افتراه) أمور الريب أعم وأهم من
الفتراء والفتراء واحد من أمور الريب.
والمر الخر أننا نلحظ أن الهيكلية قبل الدخول في التفصيل (وإن كنتم في ريب) أع ّم من قوله (افتراه) و(من مثله) أع ّم من (مثله) لماذا؟ لو
لحظنا المفسرين نجد أنهم وضعوا احتمالين لقوله تعالى (من مثله) فمنهم من قال من مثله أي من مثل القرآن وآخرون قالوا أن من مثله أي من
مثل هذا الرسول المي الذي ينطق بالحكمة أي فاتوا بسورة من القرآن من مثل رجل أمي كالرسول .وعليه فإن (من مثله) أعمّ لنه تحتمل
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
المعنيين أم (مثله) فهي ل تحتمل إل معنى واحدا وهو مثل القرآن ول تحتمل المعنى الثاني .الحتمال الول أظهر في القرآن ولكن اللغة تحتمل
المعنيين .وعليه فإن (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله) أعم من (أم يقولون افتراه فاتوا بعشر سور مثله) لن إن كنتم
في ريب أعمّ من الفتراء و(من مثله) أع ّم من (مثله).
ثم هناك أمر آخر وهو أنه حذف مفعولين الفعلين المتعديين (تفعلوا) في قوله تعالى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) والحذف قد يكون للطلق في اللغة
كأن نقول(" :قد كان منك ما يؤذيني" هذا خاص و" قد كان منك ما يُؤذي" وهذا عام .وإن كان المعنى في الية هنا محدد واضح لكن الحذف قد
يعني الطلق عموما (سياق التحديد ظاهر جدا والحذف قد يأتي في مواطن الطلق فحذف هنا).
ن ُك ْنتُ ْم فِي َريْبٍ
ونسأل هنا هل يمكن أن نضيف كلمة مفتراة في آية سورة البقرة فيقول مثلً فاتوا بسورة من مثله مفتراة؟ في آية سورة البقرة (وَإِ ْ
ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ ( ))23كما قال في (مفتريات)في سورة هود؟ ن دُونِ اللّهِ إِ ْ ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ
عبْ ِدنَا فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ
ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ
فنقول أن هذا التعبير ل يصح من جهتين :أولً هم لم يقولوا افتراه كما قالوا في سورة هود .والمر الخر وهو المهم أنه ل يُحسن أن يأتي بعد
"من مثله" بكلمة مفتراة لنه عندما قال من مثله افترض وجود مثيل له فإذن هو ليس مفترى ول يكون مفترى إذا كان له مثيل إذن تنتفي صفة
الفتراء مع افتراض وجود مثل له .والمر الخر ل يصح كذلك أن يقول في سورة هود مع الية (أم يقولون افتراه) أن يأتي بـ "فاتوا بسورة
من مثله" بإضافة (من) وإنما الصح كما جاء في الية أن تأتي كما هي باستخدام "مثله" بدون "من" (فاتوا بسورة مثله) لن استخدام "من مثله"
تفترض أن له مثل إذن هو ليس بمفترى ول يصح بعد قوله تعالى (أم يقولون افتراه) أن يقول (فاتوا بسورة من مثله) لنفس السبب الذي ذكرناه
سابقا .إذن ل يمكن استبدال أحاهما بالخرى أي ل يمكن قول (مثله) في البقرة كما ل يمكن قول (من مثله) في سورة هود.
ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ) ولم يقل ادعوا من استطعتم كما قال في ن دُونِ اللّهِ إِ ْ
ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ
والمر الخر أيضا أنه تعالى قال في آية سورة البقرة (وَادْعُوا ُ
ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ) ونسأل لماذا جاءت الية في سورة هود بـ (وادعوا من استطعتم) ولم تأتي في آية ن دُونِ اللّهِ إِ ْ
طعْتُ ْم مِ ْ
ستَ َ
ناْ هود (وَادْعُوا مَ ِ
سورة البقرة؟ ونقول أنه في آية سورة البقرة عندما قال (من مثله) افترض أن له مثل إذن هناك من استطاع أن يأتي بهذا المثل وليس المهم أن
تأتي بمستطيع لكن المهم أن تأتي بما جاء به فلماذا تدعو المستطيع إل ليأتي بالنصّ؟ لماذا تدعو المستطيع في سورة البقرة طالما أنه افترض أن
له مثل وإنما صحّ أن يأتي بقوله (وادعوا شهداءكم) ليشهدوا إن كان هذا القول مثل هذا القول فالموقف إذن يحتاج إلى شاهد محكّم ليشهد بما
جاءوا به وليحكم بين القولين .أما في آية سورة هود فالية تقتضي أن يقول (وادعوا من استطعتم) ليفتري مثله ،هم قالوا افتراه فيقول تعالى
ادعوا من يستطيع أن يفتري مثله كما يقولون .إذن فقوله تعالى (وادعوا شهداءكم) أعمّ وأوسع لنه تعالى طلب أمرين :دعوة الشهداء ودعوة
المستطيع ضمنا أما في آية سورة هود فالدعوة للمستطيع فقط.
ل (ل ريب ،من مثله ،الحذف قد يكون للعموم ،ادعوا شهداءكم) .ثم إنه بعد هذه ومما سبق نلحظ أن الية في سورة البقرة بُنيت على العموم أص ً
عدّتْ لِ ْلكَافِرِينَ ( ))24والذي ل يؤمن ن تَ ْفعَلُوا فَاتّقُوا النّارَ اّلتِي َوقُودُهَا النّاسُ وَا ْلحِجَارَةُ أُ ِ
الية في سورة البقرة هدّد تعالى بقوله (فَإِنْ لَ ْم تَ ْفعَلُوا وَلَ ْ
قامت عليه الحجة ولم يستعمل عقله فيكون بمنزلة الحجارة.
ثم نسأل لماذا حدد في آية سورة هود السور بعشر سور؟ هذا من طبيعة التدرج في التحدي يبدأ بالكل ثم بالقل فالقل.
ْ
شهَدَاءَك ُم ْ
م مثْل ِمهِ وَادْعُوا ُن ِ م ْسوَرةٍ ِما نََّزلْن َا عَلَى عَبْدِن َا فَأتُوا ب ِ ُ
م َّب ِ م ف ِي َري ْم ٍ ن كُنْت ُ ْ * ما الفرق بين (وَإ ِ ْ
ْ ُ َ َ
نم ِ مثْل ِهِ َوادْعُوا َ
سوَرةٍ ِ ن افْتََرا هُ قُ ْ
ل فَأتُوا ب ِ ُ م يَقُولو َ ن ( )23البقرة) و (أ ْ َ صادِقِي مَ َ ن كُنْت ُ ْ ن الل ّهِ إ ِ ْ ن دُو ِ م ْ ِ
ْ
ل فَأتُوا بِعَ ْن ( )38يونس) و(قُ ْ ُ ّ َ
ت وَادْعُوا مفْتََريَا ٍمثْلِهِ ُ
سوَ ٍر ِشرِ ُ صادِقِي َ م َ ن كنْت ُ ْ ن اللهِ إ ِ ْ
َّ ن دُو ِ م ْ م ِ ستَطعْت ُ ْ ا ْ
ن ()13هود )؟(د.حسام النعيمى) صادِقِي َ م َ ُ
ن كنْت ُ ْ ن اللهِ إ ِ ْ ن دُو ِ م ْ م ِ َ
ستَطعْت ُ ْ نا ْ م ِ َ
التحدي كان بأكثر من صورة ،كان هناك تحدي في مكة وتحدي في المدينة .السور المكية جميعا جاءت من غير (من) (أَ ْم يَقُولُونَ َتقَوّلَ ُه بَلْ لَا
ن كَانُوا صَا ِدقِينَ ( )34الطور) ،والطور سورة مكية ،الحديث يمكن أن يكون آية أو عشر آيات أو سورة ث ِمثْلِهِ إِ ْ
حدِي ٍ يُ ْؤ ِمنُونَ ( )33فَ ْليَ ْأتُوا بِ َ
ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ ( )38يونس) ن دُونِ اللّهِ إِ ْط ْعتُمْ مِ ْستَ َل َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ ا ْ كاملة ،بحديث مثله :الحديث مطلقَ( .أمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ
ن ( )13هود) بعشر سور، ن ُكنْتُمْ صَا ِدقِي َن دُونِ اللّهِ إِ ْ ط ْعتُ ْم مِ ْ
ستَ َ
ت وَادْعُوا مَنِ ا ْ ل َف ْأتُوا ِبعَشْرِ سُوَ ٍر ِمثْلِهِ مُ ْفتَ َريَا ٍ بسورة مثلهَ( ،أمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ
ظهِيرًا ( )88السراء) هذه السور المكية ضهُمْ ِل َبعْضٍ َ ن َبعْ ُ ل َهذَا ا ْلقُرْآَنِ لَا َي ْأتُونَ ِب ِمثْلِهِ وََل ْو كَا َ ن يَ ْأتُوا ِبمِثْ ِ
ج َت َمعَتِ ا ْلِإنْسُ وَا ْلجِنّ عَلَى أَ ْ (قُلْ َلئِنِ ا ْ
بعضها قال بحديث ،آية من مثله لذلك نقول ما ورد في كتاب ال عز وجل هو ليس نقلً حرفيا للكلم وإنما هم قالوا كلما والقرآن الكريم يأتي به
مصوغا بما يناسب أعلى درجات الفصاحة والبلغة .ليس هو هذا الذي قاله ،حتى عندما يقول (وقالوا كذا) فهذا ليس قولهم حرفيا لن هذا كلم
ال تعالى وذلك كلمهم ولما يكون الكلم لغير العرب كلما قديما هو ليس ترجمة حرفية كما قلنا وإنما هو حكاية حالهم بأسلوب القرآن الكريم.
فإذن كان أحيانا يطالبهم بحديث ،أحيانا يقول لهم :فإتوا بقرآن مثله ،أحيانا عشر سور ،أحيانا سورة مثل الكوثر أو الخلص ،هذا كان في مكة.
ع ْبدِنَا َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمنْ
ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ سورة واحدة فكان يقول (مثله) ,في المدينة (في سورة البقرة) المكان الوحيد الذي قال ( َوإِنْ ُك ْنتُ ْم فِي َريْ ٍ
ن ( )23البقرة) .هنا القرآن إنتشر وأسلوبه صار معروفا ،الن يقول لهم (بسورة من مثله) لو ن دُونِ اللّهِ إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ
قال :بسورة مثله كما قال سابقا يعني سورة مثل سور القرآن الكريم( .من) هذه للتبعيض ،هو هل له مثل حتى يطالَبون ببعض مماثله؟ هو لم
يقل :فاتوا بمثله وإنما ببعض ما يماثله ول يوجد ما يماثله فما معناه؟ هذا معناه زيادة التوكيد .لما تأتي (مثل) ويأتي عليها حرف في شيء ليس
سمِيعُ ا ْلبَصِي ُر ( )11الشورى) الكاف للتشبيه ،ومثل للتشبيه معناه أنه لو تخيلتم لو يءٌ وَهُوَ ال ّ س َك ِمثْلِهِ شَ ْ له مثل معنى ذلك توكيد كما قال تعالى (َليْ َ
ل لهذا القرآن فحاولوا أن تأتوا بمثل ذلك المثال ،بجزء من ذلك المثال الذي تخيلتموه فهذا أبعد في التيئيس أن تصوّركم أنجدكم بأن تتخيلوا مثا ً
من قوله (مثله) مباشرة.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
بسورة مثله أي بسورة مماثلة( ،من مثله) يعني بسورة من بعض ما تتخيلونه مماثلً .هذا إمعان في التحدي وأبعد لنه صار القرآن منتشرا .فلو
تخيلت أيها السامع شيئا يماثل القرآن وهذا غير ممكن لنه سبق وقال تعالى (ل يأتون بمثله) فإتوا ليس بمثله بمثل هذا الذي تخيلتم وإنما بجزء
من مما تتخيلونه مماثلً له فكان أبعد من التحدي لن هذه الية نزلت في المدينة بعد أن كان القرآن قد إنتشر وعمّت الرسالة .كما قال ال عز
ل فال سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لو تخيّلت مثالً يعني إبعاد للصورة. وجل (ليس كمثله شيء) يعني لو أن عقلك تخيّل مثا ً
*ما اللمسمة البيانية في ا ستعمال صميغة المضارع مرة و صيغة الماضي مرة أخرى في قوله تعالى
(من كان يريد الخرة) و (من أراد الخرة)؟(د.فاضل السامرائى)
استعمال فعل المضارع مع الشرط يكون إذا كان مضمون أن يتكرر .أما استعمال فعل الماضي فالمضمون أن ل يتكرر أو ل ينبغي أن يتكرر.
كما نلحظ أيضا في قوله تعالى (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ال غني حميد) ينبغي تكرار الشكر لذا جاء بصيغة الفعل المضارع
(يشكر) أما الكفر فيكون مرة واحدة وهو ل ينبغي أن يتكرر فجاء بصيغة الماضي في قوله (كفر) .كذلك في قوله تعالى (من قتل مؤمنا خطأ)
المفروض أن القتل وقع خطا وللمفروض أن ل يتكرر أما في قوله تعالى (من يقتل مؤمنا متعمدا) هنا تكرار للفعل لنه قتل عمد.
):آية (20
* ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة السماء في آية سورة العنكبوت وعدم استخدامها في آية
سورة هود؟(د.فاضل السامرائى)
سمَاءِ َومَا َلكُ ْم مِنْ دُونِ اللّ ِه مِنْ وَِليّ وَلَا نَصِي ٍر ( ))22وقال فى سورة قال تعالى في سورة العنكبوت ( َومَا َأ ْنتُ ْم ِب ُمعْجِزِينَ فِي الَْأرْضِ وَلَا فِي ال ّ
ن كَ َذبُوا عَلَى َرّبهِمْ أَلَا َل ْعنَةُ اللّ ِه عَلَى الظّاِلمِينَ (
شهَادُ هَؤُلَا ِء اّلذِي َ
ل الْأَ ْ
ن عَلَى َرّبهِمْ َويَقُو ُهود ( َومَنْ َأظْلَ ُم ِممّنِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه كَ ِذبًا أُوَل ِئكَ ُيعْرَضُو َ
صرُونَ
سمْعَ َومَا كَانُوا يُبْ ِستَطِيعُونَ ال ّ ب مَا كَانُوا يَ ْ
ن فِي ا ْلأَرْضِ َومَا كَانَ َلهُ ْم مِنْ دُونِ اللّ ِه مِنْ أَوِْليَا َء يُضَاعَفُ َلهُمُ ا ْل َعذَا ُ )18أُوَل ِئكَ لَ ْم َيكُونُوا ُمعْجِزِي َ
( ))20الكلم في سورة هود متعلق بالخرة وبمحاسبة أهل الرض أما السياق في سورة العنكبوت ففي الدعوة إلى النظر والتدبر في العلم
ن ذَِلكَ عَلَى اللّ ِه يَسِي ٌر ( ))19وهذا هو الذي يوصل إلى السماء ،سيكون البخث والنظر والتدبر ق ثُ ّم ُيعِيدُهُ إِ ّ
ف يُ ْبدِئُ اللّ ُه الْخَلْ َ
والبحث (أَوََل ْم يَرَوْا َكيْ َ
للعلم سيجعله يصعد للسماء وحتى عند ذلك لن يكون معجزا .وهذا الذي يجعل النسان ينفذ إلى السماء .ثم إن كلمة السماء نفسها وردت في
سورة العنكبوت 3مرات وفي هود مرتين وبهذا فإن سورة العنكبوت هي التي ورد فيها ذكر السماء أكثر من سورة هود ولهذا ذُكرت السماء في
آية سورة العنكبوت ولم تُذكر في آية سورة هود .فالسمة التعبيرية للسورة أنه سوف تصعدون إلى السماء لكنكم ل تكونوا معجزين هناك.
آية (:)22
م ال َ ْ *مما دللة اختلف الفاصملة القرآنيمة فمى قوله تعالى(:ل َ جر َ
ن ()22
سُرو َ
خ َم خَرةِ هُم ُ م أنَّهُم ْ
م فِمي ال ِ َ َ َم
م ال ْ َ هود) (ل َ جر َ
ن ( )109النحل)؟(د.فاضل السامرائى) سرو َخا ِ خَرةِ هُ ُ م أنَّهُ ْ
م فِي ال ِ َ َ َ
الخسرون أشد خسارة آية هود التي ذكر فيها الخسرون هي فيمن صدوا عن سبيل ال وصدوا غيرهم أما آية النحل فهي فيمن صد هو ولم يصد
جزِينَ فِي الْأَ ْرضِ َومَا كَانَ ن ( )19أُوَل ِئكَ َل ْم َيكُونُوا ُمعْ ِ سبِيلِ اللّهِ َو َي ْبغُو َنهَا عِ َوجًا وَ ُه ْم بِالَْآخِرَ ِة ُه ْم كَافِرُو َ ن عَنْ َ صدّو َغيره .في هود قال (اّلذِينَ يَ ُ
ع ْنهُ ْم مَا
ل َ
سهُمْ َوضَ ّ ن ( )20أُوَل ِئكَ اّلذِينَ خَسِرُوا َأنْفُ َ سمْعَ َومَا كَانُوا ُيبْصِرُو َ ستَطِيعُونَ ال ّ ب مَا كَانُوا يَ ْ ف َلهُمُ ا ْل َعذَا ُ
ن دُونِ اللّ ِه مِنْ أَوِْليَا َء يُضَاعَ ُ َل ُهمْ مِ ْ
حيَا َة ال ّدنْيَا عَلَى الَْآخِرَةِ َوأَنّ اللّهَ لَا َي ْهدِي
حبّوا الْ َ ن ( ))22في النحل قال (ذَِلكَ بَِأّنهُ ُم ا ْ
ستَ َ سرُو َ ن ( )21لَا جَ َرمَ َأّنهُمْ فِي ا ْلآَخِرَ ِة ُهمُ ا ْلأَخْ َ كَانُوا َي ْفتَرُو َ
ن( خرَ ِة هُ ُم الْخَاسِرُو َ ن ( )108لَا َ
جرَمَ َأّنهُ ْم فِي الْآَ ِ س ْم ِعهِمْ وََأبْصَارِهِمْ وَأُوَل ِئكَ هُ ُم ا ْلغَافِلُو َ
طبَعَ اللّ ُه عَلَى قُلُوبِهِمْ َو َ ن ( )107أُوَل ِئكَ اّلذِينَ َ الْقَ ْومَ ا ْلكَافِرِي َ
))109لو لخصنا ما في هود وما في النحل قال في هود يصدون عن سبيل ال ،يبغونها عوجا ،وهم بالخرة هم كافرون ،ما كان لهم من دون
ال من أولياء ،يضاعف لهم العذاب ،ما كانوا يستطيعون السمع ،ما كانوا يبصرون ،يفترون على ال ،في النحل قال استحبوا الحياة الدنيا على
الخرة ،إن ال ل يهدي ،طبع ال على قلوبهم وأبصارهم .فبسورة هود ذكر معاصي أكثر من النحل فاستعمل الخسرون مع الكثير من المعاصي
والخاسرون مع المعاصي القل.
):آية (28
ت عَلَى بَيِّن َ ً َ َ
ة(م ًح َه َر ْ من َّرب ِّي وَآتَان ِي ِ
من ْ ُ ة ِّ م إِن كُن ُل ي َا قَو ْم ِ أَرأيْت ُ ْ*ما الفرق بين آتاني منه رحمة (قَا َ
َ َ
ن
م ْة ِّم ًح َ
ي وَآتَان ِي َر ْ ت عَلَى بَيِّنَةٍ ِّ
من َّرب ِّ َ م إِن كُن ُم
ل ي َا قَو ْم ِ أَرأيْت ُ ْ )63هود) وأتاني رحمة من عنده (قَا َ
عندِهِ ( )28هود)؟(د.فاضل السامرائى) ِ
هنالك شقان للسؤال شق اختيار منه رحمة ورحمة من عنده والشق الثاني التقديم والتأخير .نأخذها مسألة مسألة .في القرآن يستعمل رحمة من
ش ْأ نُغْ ِر ْقهُمْ
عندنا أخص من رحمة منا ،ل يستعمل رحمة من عندنا إل مع المؤمنين فقط أما رحمة منا فعامة يستعملها مع المؤمن والكافر( .وَإِن نّ َ
ن َهذَا لِي ستْهُ َليَقُولَ ّضرّاء مَ ّ ن ( )44يس) عامة( ،وََلئِنْ َأ َذقْنَا ُه رَ ْ
حمَ ًة ّمنّا مِن َب ْعدِ َ حمَ ًة ّمنّا َو َمتَاعًا ِإلَى حِي ٍ ن ( )43إِلّا رَ ْ
فَلَا صَرِيخَ َلهُمْ َولَا هُ ْم يُن َقذُو َ
حمَةً ِمنْ عبَادِنَا آ َت ْينَاهُ َر ْ
عبْدًا مّنْ ِ حمَ ًة مّنْ عِندِه ( )28هود)( ،فَوَ َ
جدَا َ َومَا أَظُنّ السّاعَ َة قَا ِئمَ ًة ( )50فصلت) عامة ،قال على سيدنا نوح (وَآتَانِي رَ ْ
عنْ ِدنَا َو ِذكْرَى لِ ْلعَا ِبدِينَ ( )84النبياء) (من عندنا) يستعملها خاصة ن ِ عِندِنَا وَعَّل ْمنَا ُه مِن ّل ُدنّا عِ ْلمًا ( )65الكهف) (وََآ َت ْينَاهُ أَهْلَهُ َو ِمثَْلهُ ْم َم َعهُمْ رَ ْ
حمَ ًة مِ ْ
س الْإِنسَانَ ضُ ّر دَعَانَا ثُمّ ِإذَا و (منا) عامة .حتى (نعمة منا) و (نعمة من عندنا) ،يستعمل (منا) عامة و (نعمة من عندنا) خاصة مثل ( َفِإذَا مَ ّ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ن يَدْعُو إَِليْ ِه ي مَا كَا َخوّلَ ُه ِنعْمَ ًة ّمنْهُ نَسِ َ خَوّ ْلنَا ُه ِن ْعمَةً ّمنّا قَالَ ِإّنمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِ ْل ٍم ( )49الزمر) (وَِإذَا َمسّ الْإِنسَانَ ضُ ّر دَعَا َربّهُ ُمنِيبًا ِإَليْهِ ثُمّ ِإذَا َ
جبْنَا لَهُ شكَ َر ( )35القمر) (فَا ْ
س َت َ جزِي مَن َ ن عِندِنَا َكذَِلكَ نَ ْ سحَ ٍر (ِ )34ن ْعمَةً مّ ْ ج ْينَاهُم بِ َط نّ ّ
صبًا إِلّا آلَ لُو ٍل ( )8الزمر) (ِإنّا َأرْسَ ْلنَا عََل ْيهِ ْم حَا ِ مِن َقبْ ُ
ت عَلَى َبّينَةٍ مّن ّربّيَ ل يَا قَ ْومِ أَرََأ ْيتُمْ إِن كُن ُن ( )84النبياء) (قَا َ ع ْن ِدنَا َوذِكْرَى لِ ْلعَا ِبدِي َ
حمَ ًة مِنْ ِ
ش ْفنَا مَا بِ ِه مِنْ ضُرّ وََآ َت ْينَاهُ أَهْلَهُ َو ِمثَْلهُ ْم َم َعهُمْ رَ ْ َفكَ َ
ن ( )28هود) .حتى لو ورد هذان التعبيران في نبي واحد يختلف السياق ،مثلً ت عََل ْيكُمْ َأنُلْ ِز ُم ُكمُوهَا َوأَنتُمْ َلهَا كَارِهُو َن عِندِ ِه َف ُعمّيَ ْ حمَ ًة مّ ْوَآتَانِي رَ ْ
ب ( )42وَوَ َه ْبنَا شرَا ٌ ل بَا ِردٌ وَ َ ك َهذَا ُم ْغتَسَ ٌ ب ( )41ا ْركُ ْ
ض بِ ِرجِْل َ عذَا ٍن ِبنُصْبٍ وَ َ شيْطَا ُ
ي ال ّ سنِ َ
ع ْبدَنَا َأيّوبَ ِإذْ نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ في سيدنا أيوب (وَا ْذكُ ْر َ
ب ()44 ج ْدنَاهُ صَابِرًا ِنعْمَ ا ْل َعبْدُ ِإنّهُ أَوّا ٌ حنَثْ ِإنّا وَ َ ب بِهِ َولَا تَ ْ ض ْغثًا فَاضْ ِر ْ ب ( )43وَ ُ
خذْ ِب َي ِدكَ ِ حمَةً ِمنّا َو ِذكْرَى ِلأُولِي الَْأ ْلبَا ِ لَهُ أَ ْهلَهُ َو ِمثَْلهُمْ َم َعهُمْ َر ْ
ج ْبنَا لَ ُه َفكَشَ ْفنَا مَا بِ ِه مِنْ ضُرّ حمِينَ ( )83فَا ْ
ستَ َ ي الضّرّ َوَأنْتَ أَ ْرحَمُ الرّا ِ سنِ َ
ص) في سيدنا أيوب في سورة النبياء (وََأيّوبَ ِإذْ نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ
عنْ ِدنَا َو ِذكْرَى لِ ْلعَابِدِينَ ( ))84قصة واحدة لكن مرة قال رحمة منا ومرة رحمة من عندنا .ننظر السياق في ن ِ حمَةً مِ َْوَآتَ ْينَاهُ أَهْلَ ُه َومِثَْلهُ ْم َم َعهُمْ َر ْ
حمِينَ) لم يقل (وأنت أرحم الراحمين) س ِنيَ الضّرّ وََأنْتَ أَ ْرحَمُ الرّا ِ شيْطَانُ) وقال في النبياء (ِإذْ نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ س ِنيَ ال ّص قال (ِإذْ نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ
ج ْبنَا لَهُ) ولم ستَ َ في ص ،لم يذكر رحمته ،أرحم الراحمين يوسع عليه يعطيه أكثر وكأنه يستجدي من ال ،يطلب رحمته سؤال برحمته ،قال ربنا (فَا ْ
ش ْفنَا مَا بِ ِه مِنْ ضُرّ) ما قالها في ص ،لم يقل فاستجبنا له ولم يقل فكشفنا ما به من ضر .قال (وََآ َت ْينَاهُ أَهْلَهُ) وفي ص قال يقلها في ص ،قال ( َفكَ َ
ح ْكمًا (وَوَ َه ْبنَا لَهُ أَهْلَهُ) اليتاء يشمل الهبة وزيادة في اللغة ،اليتاء يشمل الهبة وقد يكون في الموال وهو يشمل الهبة وغيرها فهو أعم( ،آتَ ْينَا ُه ُ
وَعِ ْلمًا ( )22يوسف) (وَآ َت ْينَا ثَمُودَ النّاقَ َة ُمبْصِرَ ًة ( )59السراء) ل يمكن أن نقول وهبنا (آتيناه الكتاب) آتينا أعم من وهبنا .قال في النبياء
( َو ِذكْرَى لِ ْلعَابِدِينَ) وفي ص قال ( َو ِذكْرَى ِلأُولِي الْأَ ْلبَابِ) العابدون يشملون أولي اللباب وزيادة ،المكلّف يجب أن يكون عنده عقل وإل كيف
يكلّف مجانين ليس عندهم عقل إذن العابدون أولي اللباب وزيادةَ ( .وذِكْرَى لِ ْلعَا ِبدِينَ) العابدين فيها خصوصية يعني ليس فقط أولي اللباب ،أولو
اللباب وزيادة فصار عندنا أرحم الراحمين واستجبنا له وفكشفنا له والعابدين وآتيناه فأين نضع رحمة من عندنا؟ نضعها مع كل هذا في آية
النبياء.
سؤال :النبي واحد والرب واحد والموقف واحد وهو المرض ولكن السياق ليس واحدا فلماذا هذا التغير؟
هل حصل تناقض رحمة منا أو رحمة من عندنا؟ من أين الرحمة؟ الضمير عائد على ال سبحانه وتعالى إذن ليس هناك تناقض لكن الختيار
بحسب السياق ،اختيار المفردات بحسب السياق لم تتناقض القصتان لكن اختيار الكلمات بحسب السياق الذي ترد فيه.
عندِهِ) و
ن ِ
م ْ
ة ِّ
م ً
ح َ
*ما اللمسة البيانية في التقديم والتأخير في قوله تعالى فى سورة هود (وَآتَانِي َر ْ
ة )؟(د.فاضل السامرائى) م ً
ح َ
ه َر ْ
من ْ ُ
قوله تعالى (وَآتَانِي ِ
عَليْكُمْ َأنُ ْل ِز ُمكُمُوهَا وَأَنتُمْ َلهَا كَارِهُونَ {)}28
ن عِندِ ِه َف ُع ّميَتْ َ
حمَةً مّ ْ
ي وَآتَانِي َر ْ
ت عَلَى بَ ّينَةٍ مّن ّربّ َ
ل يَا قَوْمِ َأرََأ ْيتُمْ إِن كُن ُ
قال تعالى سورة هود( :قَا َ
صيْتُ ُه َفمَا تَزِيدُو َننِي
ع َ
ن َ
حمَ ًة َفمَن يَنصُ ُرنِي مِنَ اللّهِ إِ ْ ت عَلَى بَ ّينَةً مّن ّربّي وَآتَانِي ِمنْهُ رَ ْل يَا قَوْمِ َأرََأ ْيتُمْ إِن كُن ُ
وقوله تعالى في سورة هود أيضا (قَا َ
غيْ َر تَخْسِي ٍر { .)}63في الية الولى قدّم الرحمة على الجا ّر والمجرور ،والية تتكلم عن الرحمة (فعمّيت ،أنلزمكموها ،وأنتم لها كارهون) كلها َ
تعود على الرحمة لذا اقتضى السياق تقديم الرحمة على الجارّ والمجرور .أما في الية الثانية فالية تتكلم عن ال تعالى (ربي ،ال ،منه ،الضمير
في عصيته) كلها تعود على ال تعالى لذا اقتضى السياق تقديم (منه) على الرحمة.
*ما هو إعراب الضمائر في (أنلزمكموها) و (فسيكفيكهم الله)؟(د.فاضل السامرائى)
أنلزمكموها :الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن( ،كم) المفعول الول لن ألزم يأخذ مفعولين ،والواو للشباع بين الضميرين وليست ضميرا حتى
ل يقرأها (أنلزم ُكمُها)( ،ها) مفعول ثاني.
فسيكفيكهم ال :الكاف مفعول أول لن كفى تأخذ مفعولين( ،هم) مفعول ثاني( ،ال) لفظ الجللة فاعل .فسيكفيك ال إياهم ،مثل زوجناكها :الكاف
مفعول أول( ،ها) مفعول ثاني وهي بمعنى زوجناك إياها( .سلنيه) وصِل أو افصِل هاء سلنيه ،سلنيه :إسأل فعل أمر ،الياء مفعول أول والهاء
مفعول ثاني والنون للوقاية إن شئت قلت سلنيه وإن شئت قلت سلني إياه.
):آية (29
* ما الفرق ب ين قوله تعالى (ل أسألكم عليه مالً) وقوله تعالى (ول أ سألكم عليه أجراً) في سمورة
هود؟(د.فاضل السامرائى)
ي إِلّا عَلَى اللّهِ َومَا َأنَا بِطَا ِردِ اّلذِينَ َآ َمنُوا ِإّنهُ ْم مُلَاقُو َرّبهِمْ وََل ِكنّي عَليْهِ مَالًا إِنْ َأجْرِ َ
قال تعالى في قصة نوح في سورة هود ( َويَا قَ ْومِ لَا َأسْأَُل ُكمْ َ
ي إِلّا عَلَى اّلذِي فَطَ َرنِي َأفَلَا سأَُلكُ ْم عََليْهِ َأجْرًا إِنْ َأجْرِ َ ن ( ))29وقال تعالى في قصة هود مع قومه في نفس السورة (يَا قَوْمِ لَا أَ ْ جهَلُو َ
َأرَاكُ ْم قَ ْومًا تَ ْ
عنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ) جاء ذكر خزائن ال في الية ن ( .))51لو لحظنا سياق القصتين لوجدنا أنه في قصة نوح قال تعالى (وَلَا َأقُولُ َلكُ ْم ِ َتعْقِلُو َ
والمال يُوضع في الخزائن فاقتضى ذكر كلمة (مالً) في قصة نوح أما في قصة هود فلم ترد ذكر الخزائن وإنما قال (أجرا) لن الجر عام.
وهناك أمر آخر بين اليتين وهو أنه في الولى ذكر (إن أجري إل على ال) بذكر لفظ الجللة (ال) بينما جاء في الثانية (إن أجري إل على
الذي فطرني) بذكر (فطرني) بدل ال .والسبب أنه لو نظرنا من ناحية السمة التعبيرية في القصتين لوجدنا أن كلمة (ال) وردت في قصة نوح
عشر مرات بينما وردت ثلث مرات في قصة هود .هذا من ناحية وهناك أمر آخر وهو أنه تعالى ذكر في قصة نوح كلمة (ال) إسم علم
وفي هود ذكر (الذي فطرني) أي عدّى الفعل إلى ذاته أي ضمير المتكلم كما نلحظ في قصة هود ارتباط المور بشخص هود (إن نقول إل
اعتراك ،كيدوني ،إن توكلت ،ربي )..،فمن الذي سينجيه من الكيد؟ الذي فطره فهو الذي خلقه ويحفظه من كل سوء فالمر إذن شخصي وليس
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
غافر) هنا صار إيمان وعمل صالحات ،إيمان وعمل صالح (قليلً ما تتذكرون) لن دخل به إيمان وعمل صالح والمعنى أنه الذي لم تؤمن ولم
تعمل صالحا هذه قضية أخرى ،هذه أطول من تلك تحتاج إلى تأمل وتفكير والرسول يدعو طويلً إلى اليمان والعمل الصالح واتهموه بالجنون،
إذن هذه تتذكرون لنها تحتاج إلى طول تذكر.
):آية (35
َ سأ َ ُ * ما الفرق بين اليتين (ق ُل َّل ت سأَلُون ع َ َ َ
م يَقُولُو َ
ن ملُو َ
ن ( )25سبأ) و (أ ْ ل ع َ َّ
ما تَعْ َ من َا وََل ن ُ ْ جَر ْ
ما أ ْ
ّ َ ُ ْ
ْ َ ه فَعَل َم َّ
نم ( )35هود)؟ ومما دللة نسمب الجرام مو َ جَر ُ م َّم
ما ت ُ ْ مي وَأنَا بَرِي ٌء ِّ
جَرا ِمي إِ ْ ن افْتََريْت ُم ُ افْتََراه ُم قُ ْ
ل إ ِم ِ
للمؤمنين والعمل لغير المؤمنين؟ (د.فاضل السامرائى)
عمّا َت ْعمَلُونَ ( ))25هي في سياق الدعوة والتبليغ والمحاجّة وهذا من باب النصاف في الكلم حتى ل َ سأَ ُ
ج َر ْمنَا وَلَا نُ ْ
عمّا أَ ْ
آية سبأ (قُل لّا تُسْأَلُونَ َ
يستميلهم يقول نحن ل نُسأل عما أجرمنا إذا كنا مجرمين كما ل تُسألون أنتم عن إجرامنا إذا كنا كذلك .أراد أن يستميل قلوبهم فقال (عما تعلمون)
هذا يسموه من باب النصاف في الدعوة ،غاية النصاف ل يريد أن يثيره خاصة في باب التبليغ يريد أن يفتح قلبه بالقبول وإذا قال تجرمون
ل مّبِينٍ ( ))24هذا في باب الدعوة وفي باب التبليغ يجعله في باب معناه أغلق باب التبليغ .وقال قبلها (وَِإنّا أَوْ ِإيّا ُكمْ َلعَلَى ُهدًى أَ ْو فِي ضَلَا ٍ
ع ْمتُم مّن دُونِ النصاف في الكلم حتى ل يغلق الباب وهذا غاية النصاف .لن السياق في سورة سبأ هو في سياق الدعوة (قُلِ ادْعُوا اّلذِينَ زَ َ
جمَعُ َب ْينَنَا َربّنَا ثُ ّم َي ْفتَحُ َب ْينَنَا بِا ْلحَقّ وَهُ َو الْ َفتّاحُ ا ْلعَلِي ُم ( ))26يريد أن ض قُلِ اللّ ُه (( ))24قُلْ َي ْ سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ اللّ ِه (( ))22قُلْ مَن يَرْ ُز ُقكُم مّنَ ال ّ
يستميل قلوبهم وأل يغلق الباب فقال لهم كذلك.
ج َرمُونَ ( )35هود) هذه في قصة سيدنا نوح (قل ي ِإجْرَامِي وََأ َن ْا بَرِي ٌء ّممّا تُ ْ في حين في آية سورة هود (أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُلْ إِنِ ا ْفتَ َر ْيتُهُ َفعَلَ ّ
ج َرمُونَ) إذا أنتم نسبتم إليّ ي ِإجْرَامِي وََأ َن ْا بَرِي ٌء ّممّا تُ ْ إن افتريته فعلي إجرامي) لن الذي يفتري على ال تعالى مجرم (قُلْ إِنِ ا ْفتَ َريْتُ ُه َفعَلَ ّ
الفتراء ولست كذلك أنتم مجرمون بحقي إذا نسبتم الفتراء إليّ أني أفتري على ال وأنا لست كذلك فأنتم مجرمون بحقي إذن وإن افتريته فأنا
مجرم (فعلي إجرامي) وإن لم أكن كذلك فأنتم نسبتم الفتراء إليّ وأنا بريء من ذلك فأنتم إذن مجرمون بحقي.
المقصود بتجرمون نسبة الفتراء إلى نبي ال هذا هو إجرام القوم في حقه ،هذا أمر .والمر الخر قال (فعلي إجرامي) واحد وقال (تجرمون)
جمع كثير وفيه استمرار لنهم هم نسبوا إليه أمرا واحدا (افتريته) افترى الرسالة ،افترى الكلم (فعلي إجرامي) لكن هم مستمرون إجرامهم كثير
ن( س ِبمَا كَانُو ْا يَ ْفعَلُو َ
ل َت ْبتَئِ ْ
ل مَن َق ْد آمَنَ فَ َن مِن قَ ْو ِمكَ ِإ ّ حيَ إِلَى نُوحٍ َأنّهُ لَن يُ ْؤمِ َ مستمر هذا قيل في باب غلق الدعوة لما قال له ربه تعالى (وَأُو ِ
)36هود) هنا مفاصلة وليس كتلك الية السياق الذي فيها محاجّة يأمل أنهم يعودوا فيستميل قلوبهم ،هذا انغلق هنا (وَأُوحِيَ ِإلَى نُوحٍ َأنّهُ لَن يُ ْؤمِنَ
مِن قَ ْو ِمكَ ِإلّ مَن َقدْ آمَنَ) انتهت المسألة وصارت مفاصلة لنه غلق باب الدعوة والتبليغ( .مما تجرمون) أي الجرام المستمر من السابق وإلى
الن فتبقوا مجرمين إلى أن يهلككم ربكم لذا قال (تجرمون) ولم يقل من إجرامكم لنه ليس إجراما واحدا .ما يفعلونه من المعاصي هو إجرام
مستمر لكن كلم نوح كان منصبا على الفتراء (إن افتريته).
الواو في قوله تعالى (وأنا بريء) هي عطف جملة على جملة.
مع الرسول قال (عما أجرمنا) هذا من باب النصاف كما أنت تتكلم مع شخص ل تريد أن تثيره فتقول :قد علِم ال الصادق مني ومنك وإن
أحدنا لكاذب ،هذا غاية النصاف ل تقول له أنت كاذب.الرسول يريد أن يفتح القلوب ويستميلها ل أن يغلقها هذا يسمى غاية النصاف في
الكلم.
):آية (37
موا ْ إِنَّهُمم ُّ َ
مغَْرقُو َم
ن ( )37 ن ظَل َ ُ
خاطِبْن ِمي فِمي ال ّذِي َم
*مما دللة الصميغة السممية فمى قوله تعالى(وَل َ ت ُ َ
هود)؟(د.فاضل السامرائى)
.لم يقل سأغرقهم .هذا في التعبير أقوى دللة من الفعل .السم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد
):آية (38
*ما هو الفرق بين استهزأ بم وسخر من؟ (د.فاضل السامرائى)
هنالك أمران في اللغة يذكران في الستعمال القرآني :أولً الستهزاء عام سواء تستهزئ بالشخاص وبغير الشخاص (وَِإذَا نَا َديْتُمْ ِإلَى الصّلَةِ
ل َتتّخِذُوَ ْا آيَاتِ اللّهِ خذَهَا هُ ُزوًا ( )9الجاثية) ( َو َ ش ْيئًا اتّ َ خذُوهَا هُزُوًا ( )58المائدة) الصلة ليست شخصا وإنما أقاويل وأفاعيل (وَِإذَا عَلِ َم مِ ْ
ن آيَا ِتنَا َ اتّ َ
ن ( )65التوبة) إذن الستهزاء عام في الشخاص وفي غير الشخاص أما السخرية ُهزُوًا ( )231البقرة) (قُلْ َأبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِ ِه كُنتُ ْم تَ ْ
س َتهْزِؤُو َ
سخَرُ سخَرُو ْا ِمنّا فَِإنّا نَ ْ سخِرُو ْا ِمنْ ُه قَالَ إِن تَ ْ ل مّن قَ ْومِهِ َ صنَعُ الْفُ ْلكَ َوكُّلمَا مَ ّر عََليْ ِه مَ ٌ
ففي الشخاص تحديدا لم ترد في القرآن إل في الشخاص ( َويَ ْ
مِنكُ ْم َكمَا تَسْخَرُونَ ( )38هود) .إذن الستهزاء عام ومعنى الستهزاء هو السخرية هم يقولون المزح في خفية وهو جانب من السخرية.
الستهزاء أعم من السخرية والسخرية خاصة بالشخاص ولم ترد في القرآن إل للشخاص أما الستهزاء فعامّ ورد في الشخاص وغير
خذَهَا هُزُوًا ( )9الجاثية) ليس ستَهْزِؤُونَ ( )65التوبة) الرسول شخص (وَِإذَا عَِل َم مِنْ آيَاتِنَا َ
ش ْيئًا اتّ َ الشخاص (قُلْ َأبِاللّهِ وَآيَاتِهِ َورَسُولِ ِه كُنتُ ْم تَ ْ
شخصا .هذا أمر أن الستهزاء عام في الشخاص وغير الشخاص والسخرية خاصة في الشخاص خاصة في القرآن والمر الخر السخرية لم
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ترد إل من فعل يفعله الشخص أما الستهزاء فقد يستهزأ به من غير فعل .السخرية أنت تسخر منه وهو يفعل الفعل هذا أما الستهزاء فليس
سخَ ُر مِنكُ ْم َكمَا
سخَرُو ْا ِمنّا فَِإنّا نَ ْ
سخِرُو ْا ِمنْ ُه قَالَ إِن تَ ْ ل مّن قَ ْومِهِ َصنَعُ الْفُ ْلكَ َوكُّلمَا مَ ّر عََليْ ِه مَ ٌ
كذلك .مثلً نوح وهو يصنع الفلك هذا عمل ( َويَ ْ
ج ْهدَهُمْ
جدُونَ ِإلّ ُ ل يَ ِ ص َدقَاتِ وَاّلذِينَ َ
ن فِي ال ّ ن ( )38هود) هذا فعل وهم سخروا من فعل يفعله( ،اّلذِينَ يَ ْلمِزُونَ ا ْلمُطّوّعِينَ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ سخَرُو َ
تَ ْ
ن ِم ْنهُمْ ( )79التوبة) هذا فعل.
سخَرُو َ
َفيَ ْ
):آية (40
ن ( )27المؤمنين) (قُلْن َا
ن اثْنَي ْ ِ
جي ْ ِ
زو َ من ك ُ ٍّ
ل َ ْ سل ُ ْ
ك فِيه َا ِ * ما الفرق بين اسلك واحمل في اليات (فَا ْ
ن ( )40هود)؟ (د.فاضل السامرائى) ن اثْنَي ْ ِ
جي ْ ِ من ك ُ ٍّ
ل َزوْ َ م ْ
ل فِيهَا ِ ح ِ
ا ْ
غيْرِ سُو ٍء ( )32القصص) (مَا سََل َككُ ْم فِي سَ َق َر ( )42المدثر) أما اجمل فمن الحِمل ن َ ج بَيْضَاء مِ ْ ك تَخْ ُر ْ ج ْيبِ َ
ك َي َدكَ فِي َ اسلك معناها أدخِل (اسُْل ْ
ل يدخل ثم يحمل .الن ننظر في معروف .الدللة مختلفة ونرى هل طبيعة اسلك في نفس وقت احمل؟ أيها السبق أُسلُك أو احمل؟ أُسلك أسبق أو ً
ل إِنْ سخِرُوا ِمنْ ُه قَا َ
صنَعُ ا ْلفُ ْلكَ َوكُّلمَا مَ ّر عََليْهِ مََلٌأ مِنْ قَ ْومِهِ َقصة نوح نفسها متى قال أُسلك؟ ومتى قال احمل؟ .آية هود قال فيها احمل ( َويَ ْ
حتّى ِإذَا جَاءَ َأمْ ُرنَا َوفَارَ ب مُقِي ٌم (َ )39 عذَا ٌ ل عََليْ ِه َ ب يُخْزِيهِ َويَحِ ّعذَا ٌ ن مَنْ َي ْأتِي ِه َ سخَرُوا ِمنّا فَِإنّا نَسْخَ ُر ِم ْنكُ ْم َكمَا تَسْخَرُونَ ( )38فَسَ ْو َ
ف تَعَْلمُو َ تَ ْ
ل ( ))40المر جاء وصنع الفلك .في آية ن َمعَهُ ِإلّا قَلِي ٌسبَقَ عََليْهِ ا ْلقَوْلُ َومَنْ َآمَنَ َومَا َآمَ َن ا ْثنَيْنِ وَأَهَْلكَ إِلّا مَنْ َ جيْ ِ ل زَوْ َ
ل فِيهَا مِنْ كُ ّ حمِ ْالتّنّو ُر قُ ْلنَا ا ْ
ق عََليْهِ الْ َقوْلُسبَ َجيْنِ ا ْث َنيْنِ وَأَ ْهَلكَ إِلّا مَنْ َ
ن كُلّ زَ ْو َ ح ِينَا َفِإذَا جَاءَ َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر فَاسُْلكْ فِيهَا مِ ْ
ع ُي ِننَا وَوَ ْ
ك بِأَ ْ
صنَعِ الْفُ ْل َ
نا ْ حيْنَا إَِليْهِ أَ ِالمؤمنون (فَأَ ْو َ
ن ( ))27هناك صنع الفلك وجاء المر .أُسلك قبل الحمل ،عندنا حالتان حالة قبلها قبل الفعل وحالة ط ْبنِي فِي اّلذِينَ ظََلمُوا ِإّنهُ ْم ُمغْ َرقُو َ ِم ْنهُمْ وَلَا ُتخَا ِ
قالها بعد الفعل ،مع المر احمل وقبل المر أُسلك .القدامى قالوا السياق من أهم القرائن الدالّة على المعنى .لما نسمع أُسلُك يجب أن نفهم أن
المر لم يصدر بعد ولما نسمع إحمل يكون المر قد صدر.
*ما دللة فعل جاء فى الية ((فإذا جاء أمرنا وفار التنور))؟ (د.فاضل السامرائى)
إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه لم تستعمل صيغة المضارع للفعل جاء مطلقا في القرآن كله ول صيغة فعل أمر ول إسم فاعل ول إسم مفعول
وإنما استعمل دائما بصيغة الماضي .أما فعل أتى فقد استخدم بصيغة المضارع.
من الناحية اللغوية :جاء تستعمل لما فيه مشقة أما أتى فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر ومنه اللمتياء وهي الطريق المسلوكة.
ش ِركُونَ { )}1وقال تعالى (وََل َقدْ أَ ْرسَ ْلنَا ُرسُلًا مّن َقبِْلكَ ِم ْنهُم مّن عمّا يُ ْ سبْحَانَهُ َو َتعَالَى َ س َتعْجِلُو ُه ُ
ل تَ ْ
قال تعالى في سورة النحل (َأتَى َأمْرُ اللّ ِه فَ َ
ن(ي بِالْحَقّ َوخَسِ َر ُهنَاِلكَ ا ْل ُمبْطِلُو َ
ي بِآيَةٍ إِلّا بِِإذْنِ اللّ ِه فَِإذَا جَاء َأمْ ُر اللّ ِه قُضِ َ
ن يَ ْأتِ َ
ص عََل ْيكَ َومَا كَانَ لِ َرسُولٍ أَ ْ صنَا عََل ْيكَ َو ِمنْهُم مّن لّ ْم نَ ْقصُ ْ
َقصَ ْ
ق لن فيه قضاء وخسران وعقاب. ))78هنا أش ّ
* ما دللة ضمير التعظيم في قوله تعالى ( قلنا ) ( أنزلنا) ؟ (د.فاضل السامرائى)
قال وأنزل تأتي بلفظ الفراد وبلفظ التعظيم يأتي بـ قلنا وأنزلنا .إذا كان في مقام التعظيم يسنده إلى مقام التعظيم يقول (قلنا) وإذا كان في مقام
عبُ ْدنِي وََأقِ ِم الصّلَاةَ ِل ِذكْرِي ()14طه) إذا كان في مقام التوحيد يُفرِد وإذا التوحيد يكون في مقام الفراد ،يقول تعالى (ِإّننِي َأنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا َأنَا فَا ْ
كان في مقام التعظيم يجمع .وقسم أيضا يقول أنه إذا كان أمر ال بواسطة المَلَك يلقيه يأتي بضمير الجمع وإذا لم يكن كذلك يُفرِد .على سبيل
جعَ ْلنَاهَا وَا ْبنَهَا آيَةً لّ ْلعَاَلمِينَ ( )91النبياء) لن النافخ تمثل لها بشرا سويا بواسطة ملك أما حنَا وَ َخنَا فِيهَا مِن رّو ِ جهَا َف َنفَ ْت فَرْ َصنَ ْ ح َالمثال( :وَاّلتِي أَ ْ
ل فِيهَا مِن كُلّ جدِينَ ( )72ص) .إذا كان المر بواسطة الملك يجمع (قُ ْلنَا ا ْ
حمِ ْ ت فِي ِه مِن رّوحِي َف َقعُوا لَهُ سَا ِ عن آدم فقال تعالى ( َفِإذَا سَ ّو ْيتُهُ َونَ َفخْ ُ
ن ( )40هود) الملك يبلّغ هذا .هذا أمر عام ،لكن هناك أمر آخر نذكره وهو أنه في كل مقام تعظيم ل بد أن يسبقه أو يأتي بعده ما يدل ن ا ْثنَيْ ِ
جيْ ِ
زَوْ َ
على الفراد في القرآن كله .ل تجد مكانا للتعظيم إل وسبقه أو جاء بعده ما يدل على الفراد (ِإنّا أَن َز ْلنَا ُه فِي َليْلَةِ ا ْل َقدْ ِر ( ))1هذه تعظيم ثم يقول
ض ِمهَادًا،
ل الَْأرْ َجعَ ِ ل َأمْرٍ) رب واحد إفراد ما قال بأمرنا .لو قرأنا في سورة النبأ (أَلَ ْم نَ ْ ح فِيهَا بِِإذْنِ َرّبهِم مّن كُ ّ بعدها ( َتنَزّلُ ا ْلمَلَا ِئكَةُ وَالرّو ُ
عطَاء حِسَابًا ( ))36بعد كل جمع تعظيم إفراد .ليس هناك في جزَاء مّن ّرّبكَ َ جعَ ْلنَا الّليْلَ ِلبَاسًا) ثم قال ( َ سبَاتًا ،وَ َ
جعَ ْلنَا نَ ْو َمكُمْ ُ
َوخَلَ ْقنَاكُمْ أَزْوَاجًاَ ،و َ
حرْ ( )2الكوثر) لم يقل فصلّ لنا .هذا لم ط ْينَاكَ ا ْلكَ ْوثَ َر (َ )1فصَلّ لِ َرّبكَ وَانْ َ
القرآن موطن تعظيم إل سبقه أو جاء بعده ما يدل على المفرد (ِإنّا أَعْ َ
يتخلّف في جميع القرآن مطلقا .إذن عندنا مقام تعظيم ومقام توحيد ،يجمع في مقام التعظيم ويفرد في مقام التوحيد ويقال أنه إذا كان بواسطة
المَلَك يجمع مع إحتراز أنه ليس هنالك مقام تعظيم إل وقبله أو بعده إفراد.
َ
م ْ
ل ح ِمُرن َما وَفَاَر التَّنُّوُر قُلْن َما ا ْ
جاء أ ْ حت َّمى إِذ َا َ
*مما دللة كلممة (أهلك) فمي قوله تعالى فمي سمورة هود ( َ
َ سبَقَ عَلَي ْمهِ الْقَوْ ُ ل زوجي ن اثْني ن وأَهْل َم َ َ
ل{ ّ
ه إِل قَلِي ٌ معَم ُن َ م َمما آ َن وَم َ م َمنآ َم ْمل وَ َ ك إِل ّ َم
من َم من ك ُ ٍّ َ ْ َ ْم ِ َ ْم ِ َ
فِيهَما ِم
)}40؟(د.فاضل السامرائى)
أهلك هنا إسم أو فعل؟ الحكم القاطع هو إسم بمعنى الهل وهناك مرجحات وهناك ما يقطع مبدئيا من الترجيح فالية تشير أن الهلك لم يحصل
بعد لنهم لم يركبوا .فالركوب لم يحصل ولم يحصل الهلك فل يصح أن تعتبر كلمة (أهلك) بمعنى الهلك .والمر الخر أنه لو كان (أهلك)
فعل بمعنى الهلك عادة يكون الستثناء مفرّقا والستثناء المفرّق ل يكون إل مسبوقا بنفي أو ما يشبه النفي( .أهلك إل من سبق عليه القول)
مفرّق وليس مسبوقا بنفي وهذا ما يُضعّف أن يكون أهلك بمعنى فعل الهلك.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ق عََليْهِ ا ْلقَوْ ُ
ل سبَ َ
جيْنِ ا ْث َنيْنِ َوأَهَْلكَ إِلّا مَن َ
ك فِيهَا مِن كُلّ زَ ْو َ
حيِنَا َفِإذَا جَاء َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر فَاسُْل ْ
عيُ ِننَا وَ َو ْ
صنَعِ الْ ُف ْلكَ ِبأَ ْ
ح ْينَا إَِليْهِ أَنِ ا ْ
أما الية (فَأَ ْو َ
ن { )}27في سورة المؤمنون فالضمير يعود على الهل إذن نستد ّل من هذه الية أن المقصود هو ط ْبنِي فِي اّلذِينَ ظََلمُوا ِإّنهُم ّمغْ َرقُو َ ِم ْنهُمْ وَلَا ُتخَا ِ
الهل وليس فعل الهلك وهذه كلها مرجّحات .أما ما يقطع بأن المقصود هم الهل فهو أنه لو كان أهلك فعل ماضي سيكون الناجون قسمين
الول (من سبق عليه القول) والثاني (من آمن) إذن من سبق عليه القول غير من آمن إذن فالناجون اثنين المؤمنون ومن سبق عليه القول وهؤلء
ليسوا مؤمنين لكن في الواقع أن الناجين هم المؤمنون فقط لذا فل يمكن ول يصح أن تكون النجاة لغير المؤمنين.
وهناك سؤال فني آخر :استدللنا بما في سورة المؤمنون (وأهلك إل من سبق عليه القول منهم) وفي آية
سورة هود لم ترد منهم .وقد سبق القول عليه بالهلك والعذاب ؟ المقصود بقوله تعالى (المجيء على) تعني
العذاب كما في قوله تعالى (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا) اللم تفيد الخير .والهل هم من المؤمنين من آمن منهم ومن آمن من غير الهل هم
الناجون.
َ
من ك ُ ٍّ
ل ل فِيهَما ِم م ْ
ح ِ مُرن َما وَفَاَر التَّنُّوُر قُلْن َما ا ْ جاء أ ْ حت َّمى إِذ َا َ *ولماذا قال تعالى فمي آيمة هود (احممل) ( َ
َ
ه إِل ّ قَلِي ٌ سبَقَ عَلَي ْهِ الْقَوْ ُ زوجي ن اثْني ن وأَهْل َ َ َ
ل { )}40وفي سورة مع َ ُ ن َ م َ
ما آ َ ن وَ َ م َنآ َ م ْل وَ َ من َ ك إِل ّ َ َ ْ َ ْ ِ َْ ِ َ
ُ
سل ْ ُ َ َ َ ْم ْ
صنَِع الفُل َ َم َ َ
ك مُرن َما وَفَاَر الت ّن ّوُر فَا ْمجاء أ ْ حيِن َما فَإِذ َا َك بِأعْيُنِن َما َووَ ْ ن ا ْم المؤمنون (فاسملك) (فَأ ْو َ
حيْن َما إِلي ْمهِ أَ ِ
َ َ َ َّ َ ْ َ
سبَقَ عَليْهِ القَوْ ُ ّ َ َ
ن وَأهْل َ من ك ُ ٍّ
موا إِن ّهُم ن ظل ُ خاطِبْنِي فِي الذِي َ م وَل ت ُ َ منْهُ ْل ِ من َ ك إ ِل َ ن اثْنَي ْ ِ
جي ْ ِ
ل َزوْ َ فِيهَا ِ
ن { )}27فما المقصود بالسلوك؟ (د.فاضل السامرائى) ُّ
مغَْرقُو َ
سلك هو النفاذ في الطريق كما قال تعالى (فاسلكي سبل ربك) سورة النحل وقد يأتي فيها معنى الدخول (ما سلككم في سقر) أما الحمل فيكون بعد
السلوك أولً يدخل السفينة ثم يحمل بعد دخوله .في سورة هود ذكر ما دلّ على الحمل لن الحمل جاري في السفينة (حمل السفينة للشخاص)
وقال اركبوا فيها بسم ال مجراها ومرساها وهي تجري بهم بمعنى تحملهم (يا نوح اهبط بسلم) إذن سورة هود فيها حمل .بينما في سورة
ل مباركا وأنت خير المنزلين).
المؤمنون لم يذكر الحمل أو صورة الحمل (وقل رب أنزلني منز ً
والقول (من سبق عليه القول) أع ّم من القول (من سبق عليه القول منهم) فسورة هود مبنية على العموم وليس على الخصوص (إل من سبق عليه
القول ومن آمن) فلم يذكر تعالى من آمن أي هي أعمّ ،وكذلك اليات (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين) (ل عاصم اليوم من أمر ال إل من
رحم) (يا أرض ابلعي ماءك) (بُعدا للقوم الظالمين) (قيل يا نوح اهبط بسلم منا وأمم ممن معك وأمم سنمتّعهم) أما في سورة المؤمنون فالسياق
في التخصيص فذكر تعالى السلم والبركات في سورة هود وهذا دليل العموم ،وفي سورة المؤمنون لم يذكر السلم والبركات وإنما خصص كما
في الية (أنزلني منزلً مباركا) ،ولهذا ذكر (منهم) و(اسلك) في سورة المؤمنون ولم يذكرهما في سورة هود.
ن ()40هود) وأحيانا ً ل ترد
ن اثْنَي ْم ِ من ك ُ ٍّ
ل َزوْ َ
جي ْم ِ م ْ
ل فِيهَما ِم ح ِ* كلممة اثنيمن ترد أحيانا ً ممع زوجيمن (قُلْن َما ا ْ
َ َ
ن ( )49الذاريات) فما اللمسة البيانية في ورودها وعدم م تَذ َك ُّرو َن لَعَل ّك ُ ْ خلَقْن َا َ ْ
زو َ
جي ْ ِ ي ٍء َ
ش ْ من ك ُ ِّ
ل َ (و َ ِ
ورودها؟ (د.فاضل السامرائى)
ل فِيهَا جيْنِ ا ْث َنيْنِ ( )40هود) ذكر وأنثىَ ( ،ومِن كُلّ ال ّثمَرَاتِ َ
جعَ َ ل فِيهَا مِن كُلّ زَ ْو َ حمِ ْ
حتّى ِإذَا جَاء َأمْ ُرنَا َوفَارَ ال ّتنّو ُر قُ ْلنَا ا ْ
اثنين معناه ذكر وأنثى ( َ
جيْنِ الذّكَرَ وَالْأُنثَى ()39ل ِمنْهُ الزّ ْو َ جيْنِ الذّكَرَ وَالْأُنثَى ( )45النجم) ذكر وأنثى( ،فَ َ
جعَ َ ن ( )3الرعد) تأنيث وتذكير( ،وََأنّهُ خََلقَ الزّ ْو َ ن ا ْثنَيْ ِ
جيْ ِ
زَوْ َ
جيْنِ) قال وهذا ليس مقصودا فيه الذكر والنثى وإنما عموم المتضادات والمتقابلت مثل يءٍ خََل ْقنَا زَ ْو َ
القيامة) في آية الذاريات قال ( َومِن كُلّ شَ ْ
حنَا لَهُ زَ ْوجَ ُه ()90
جنّ َة ( )35البقرة) (وَأَصَْل ْ جكَ الْ َ
سكُنْ أَنتَ وَزَ ْو ُ
البروتون واللكترون ،هذان زوجان .الزوج هو الواحد في الصل ( َوقُ ْلنَا يَا آدَ ُم ا ْ
النبياء) الزوج هو واحد وتطلق على الذكر والنثى ،الرجل زوج والمرأة زوج وهذه أفصح اللغات أما (زوجة) فهذه لغة ضعيفة ،لكن اللغة
الفصحى هي زوج للذكر والنثى والثنان زوجان.
):آية (41
َ
سم ِ الل ّمهِ
ل اْركَبُوا فِيهَما ب ِم ْ
* مما دللة الشكمل المعي ّمن أسمفل كلممة (مجراهما) فمي قوله تعالى (وَقَا َ
حي ٌمم ( ))41فمي سمورة هود وأعلى كلممة (تأمنما) فمي قوله تعالى ن َرب ّ ِمي لَغَفُوٌر َر ِ ساهَا إ ِم َّ
مْر َمجَراهَما وَ ُ م ْ َ
ن ( ))11فمي سمورة يوسمف؟(د.حسمام حوص ا نَ ل هَم ل اَ ن إ و ف س و ي ى َ َل ع اَ من ْ أ ت َ
ل ك َ َم ل ما ا ان بَ أ ا ي واُ الَ ق (
ُ َ ِم ُ َ ُ ُم َ َ ِ ّم َ َ ّم َم َ َم َم
النعيمى)
هذه العلمة ◊ مذكورة في مكانين في المصحف وهو رسم اتفاقي .العلمة موضوعة مرتين مرة في السفل وهي النقطة المعينة على شكل ثمانية
وسبعة ملتقيتان بهذه الصورة◊ وهناك اتفاق أنه إذا وجدت وهي موجودة في سورة هود في الية 41في قوله تعالى على لسان نوح (بسم ال
مجراها ومرساها) (مجراها) (بالمالة) هذه إشارة الى المالة والمالة يقولون أن تنحو باللف نحو الياء وبالفتحة نحو الكسرة .جميع القرّاء
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
قرأوها بالمالة معناها ليست قبيلة واحدة كانت تميل وإنما هذه الكلمة ممالة عند جميع من قرأ من القرّاء وقد يكون من غير السبعة من قرأها
بدون إمالة .مُجراها أو مَجراها فقارئء القرآن ل يجوز أن يقرأها مجراها يجب أن يقرأها (مجراها) بالمالة يتعلمها.
هذه في سورة هود وفي سورة يوسف وضعت النقطة ط فوق النون في قوله تعالى على لسان إخوة يوسف (مالك ل تأمنا على يوسف) إشارة إلى
أنه إذا قرأت هذه الكلمة في نطقك بين الميم والنون تضم الشفتين كأنك تريد أن تقول هناك ضمة محذوفة لنه الصل تأمننا.فأيضا هنا حقيقة
ينبغي أن يحاول القارئء أن يضم شفتيه.
توضيح :في قوله تعالى (تأمنا) بهذه الصورة بالشمام بعضهم سمّى هذا الشمام رَوْما يعني كأنك تروم إظهار الحركة .الرَوْم ل يكون إل في
حال الوقف وإذا كانت الكلمة مضمومة أو مكسورة هنا يكون رَوْم وفُسّر الرَوْم عندهم عند علماء اللغة أنه محاولة لظهار شيء من الحركة عند
الوقف كأنما لبيان أن هذه الكلمة مرفوعة أو أن هذه الكلمة مجرورة وليست مبنية .أما في (بسم ال مجراها) فهي بفتح الميم والمالة عند حفص
(ونحن نقرأ برواية حفص) حفص عن عاصم وهذا الكلم ينفع المختصين لكن ل بد أن يستمع الخوة له لنه اختلطت معلومتان( :ل تأمنا)
السبعة( .بسم ال مَجراها) الذي أمال مع الفتح هو حفص عن عاصم بينما شعبة حقيقة سنأتي له رواية أخرى عن عاصم .حفص عن عاصم
والكسائي وحمزة من قُرّاء الكوفة هؤلء قرأوا (مَجراها) .بضم الميم والمالة أيضا يعني (مُجراها) أبو عمرو بن العلء وورش عن نافع بتقليل
المالة .والباقون الن شعبة عن عاصم وابن كثير وابن عامر قارئ الشام وقالون عن نافع هؤلء قرأوا بالفتح بم ّد اللف (بدون إمالة) وضم الميم
(مُجراها).
):آية (42
*د.حسام النعيمى:
عيُونًا فَا ْلتَقَى ا ْلمَاء عَلَى َأمْ ٍر َقدْ ُقدِ َر ( )12القمر) يعني كل ذرة من الرض انفجرت عيونا ،الرض كلها صارت عيونا( ،وَ ِهيَ
ض ُ ( َوفَجّ ْرنَا ا ْلأَرْ َ
ل ( )42هود) معناه هناك ريح تعصف بحيث تضرب الماء فيرتفع الماء فيكون أمواجا هذا شيء مخيف .لو قال في جبَا ِ ج كَالْ ِجرِي ِبهِ ْم فِي مَوْ ٍ تَ ْ
فلك ،الفلك مكان آمن خاصة إذا إستعمل (في) ،النسان آمن في داخل السفينة .لكن أراد أن يقوي صورة الخوف والرعب فقال (على ذات ألواح
ودسر) هي عبارة عن ألواح مشدودة وقال (وحملناه على ) ما قال (في) فلما يتخيل النسان هذا المشهد ،هو فوق ألواح ودسر وهذا الماء بهذا
الشكل يزداد رعبا ويتذكر أن ذلك قدرة ال سبحانه وتعالى كيف حمل نوحا ومن معه على هذه اللواح والدُسُر.
):آية (43
*مما اللمسمة البيانيمة فمي اسمتخدام اسمم الفاعمل بمعنمى اسمم المفعول فمى قوله تعالى (ل عاصمم
اليوم من أمر الله ال من رحم)؟ (د.فاضل السامرائى)
قسم من المفسرين يرون أحيانا في الستعمالت القرآنية أن اسم الفاعل يكون بمعنى اسم المفعول كما في قوله تعالى (ل عاصم اليوم من أمر
ال) بمعنى ل معصوم ،ومن الممكن تخريجها على صورتها الظاهرة ويبقى المعنى .وقد ذكر المفسرون آراء أخرى تؤكد القرار على المعاني
والصيغ اسم الفاعل واسم المفعول ويستقيم المعنى.
والمصدر قد يأتي بمعنى اسم الفاعل أو اسم المفعول في القرآن مثل كلمة (خلق) فهي تأتي بمعنى مخلوق أحيانأً.
وفي قوله تعالى في سورة هود (ل عاصم اليوم من أمر ال إل من رحم) تحتمل معنيين :ل عاصم إل الراحم وهو ال ،ول معصوم إل الناجي
فقد يختلف التأويل لكن المعنى يحتمل هذه التأويلت لن ل عاصم إل من رحمه ال تعالى أي ليس هناك من ينجيه إل ال الراحم وتأتي الية
بعده (وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) ل تمنع كل التفسيرين وهذا ما يُسمى من باب التوسع في المعنى.
هل يوجد اختلفات دللية بين المشتقات وبعضها؟
أحيانا الصيغة الواحدة يمكن تخريجها على أكثر من دللة كما في كلمة (حكيم) فقد تكون اسم مفعول مثل قتيل أو حكيم بمعنى ذو حكمة (حكيم
عليم) .وفي سورة يس (يس* والقرآن الحكيم) هل المقصود أنه مُحكم أو هو ينطق بالحكمة فيكون حكيم؟ يحتمل المعنى كل هذه التفسيرات.
):آية (45
ن أَهْلِي وَإ ِ َّ
ن م ْ ب إ ِ َّ
ن ابُنِي ِ ل َر ِّ ح َّرب َّ ُ
ه فَقَا َ *كيف يأتي القول بعد النداء في قوله تعالى (وَنَادَى نُو ٌ
َ َ
ن { }45هود) ؟ (د.فاضل السامرائى) مي َ م ال ْ َ
حاك ِ ِ حك َ ُ
تأ ْقُ وَأن َ ك ال ْ َ
ح ّ وَعْد َ َ
حكَ ُم الْحَا ِكمِينَ {}45الفاء تأتي للترتيب الذِكري ول
ع َدكَ الْحَقّ َوأَنتَ أَ ْ
ن ا ُبنِي مِنْ أَ ْهلِي وَإِنّ وَ ْ
ح ّربّهُ َفقَالَ َربّ إِ ّ
قال تعالى في سورة هود ( َونَادَى نُو ٌ
تنحصر بالترتيب والتعقيب.وهي تعني التفصيل بعد الجمال.أولً يأتي بالنداء بشكل إجمالي ثم يفصّل القول .ومثال آخرماجاء في قوله تعالى (فقد
سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا ال جهرة) سألوا موسى مجملة وأرناال جهرة مفصّلة .وكذلك ما جاء في قوله تعالى) تفصيل بعد الجمال.
):آية (46
عظ ُ َ َ
*ما اللمسة البيانية فى قوله تعالى (إِنِّي أ َ ِ
ن ( )46هود)؟(د.فاضل ن ال ْ َ
جاهِلِي َ م َ ك أن تَكُو َ
ن ِ
السامرائى)
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
سيَ أَن َتمِيدَ ِبكُمْ) أن تميد بكم أي( ن مِنَ الْجَاهِلِينَ ( )46هود) يعني لئل تكون من الجاهلين ،وقال (وَأَلْقَى فِي ا ْلأَرْ ِ
ض رَوَا ِ ظكَ أَن َتكُو َ ِإنّي أَعِ ُ
كراهة أن تميد بكم أو لئل تميد بكم كما يقول النحاة ،المعنى لماذا ألقى الرواسي؟ لئل تميد بكم يقولون كراهة أن تميد بكم أو لئل تميد بكم (فَإِن
لخْرَى ( )282البقرة) كراهة أن تضل إحداهما أو حدَا ُهمَا ا ُ
حدَا ُهمَا َفتُ َذكّرَ إِ ْ
ش َهدَاء أَن تَضِلّ ْإ ْ
ن مِنَ ال ّ
ن ِممّن تَرْضَوْ َ
جلٌ وَامْرََأتَا ِ
ن فَرَ ُ
لّ ْم َيكُونَا رَجَُليْ ِ
.لئل تضل
):آية (48
* هل كل ما جاء عطف بيان يُعرب بدلً؟ (د.فاضل السامرائى)
عطف البيان عو قريب من البدل نقول مثلً :أقبل أخوك محمد ،محمد يمكن أن تُعرب بدل أو عطف بيان .لكن هنالك مواطن ينفرد فيها عطف
البيان عن البدل .وقسم من النحاة يذكرون الفروق بين عطف البيان والبدل ثم يقول أشهر النحاة بعد ذكر هذه الفروق ":لم يتبين لي فرق بين
عطف البيان والبدل".
عطف البيان على أي حال قريب من البدل ويصح أن يُعرب بدل إل في مواطن:
•عطف البيان ل يمكن أن يكون فعل بينما البدل قد يكون فعلً.
•عطف البيان ل يمكن أن يكون مضمرا أو تابعا لمضمر (ضميرا أو تابع لضمير) بينما البدل يصح أن يكون .
•عطف البيان ل يمكن أن يكون جملة ول تابع لجملة بينما البدل يمكن أن يكون كذلك.
وهناك مسألتين أساسيتين يركزون عليهما:
.1البدل على نيّة إحلله محل الول.
.2البدل على نية تكرار العامل أو على نية من جملة ثانية.
على سبيل المثال وحتى ل ندخل في النحو كثيرا نقول :يا غلم محمدا هذه جملة صحيحة الغلم اسمه محمد هذا ل يمكن أن يكون بدلً لنه ل
يصح أن يحل محل الول لننا قلنا سابقا أن البدل على نية إحلله محل الول ومحمد علم مفرد يكون مبني على الض ّم مثل (يا نوحُ) (يوسفُ
أعرض عن هذا) ول نقول يا محمدا.
وكذلك إذا قلنا :يا أيها الرجل غلم زيد .ل يمكن أن يكون بدل فلو حذفنا الرجل تصير الجملة يا أيها غلم زيد ل تصحّ.
مثال آخر :زيد أفض الناس الرجال والنساء .إذا حذفنا الناس ل تصح الجملة ول يمكن أن تكون الناس بدل لنه ل يصح قول :زيد أفضل
الرجال والنساء .وإنما تُعرب عطف بيان.
وهناك مواطن أخرى عند غير الفرّاء مثال :أنا الضارب الرجل زيد .ل يمكن أن يكون الرجل بدل فل يصح أن يقال أنا الضارب زيدٍ لنه إذا
عرّف الول فيجب أن يعرّف الثاني .فليس دائما يمكن أن يُعرب عطف البيان والبدل أحدهما مكان الخر وإنما هناك مواطن يذكرها النحاة لكننا
نقول أن عطف البيان موجود في اللغة.ومع ذكر كل الفروق بين عطف البيان والبدل كما ذكرنا سابقا يأتي أشهر النحاة فيقول أنه لم يتبين له
الفرق بينهما وأنا في الحقيقة من هذا الرأي أيضا.
):آية (49
*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة يوسف (ذلك من أنباء الغيب) وفي سورة هود (تلك من أنباء
الغيب)؟ (د.فاضل السامرائى)
كلمة القَصص مذكر مثل كلمة عدد وكلمة قَصص مذكر وهي ليست جمع قصة وإنما القَصص هنا بمعنى السرد أي بمعنى اسم المفعول أي
ت مِن ح ْينَا إَِل ْيكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُن َ
ن ا ْلقَصَصِ ِبمَا أَ ْو َ حسَ َ ص عََل ْيكَ أَ ْن نَقُ ّالمقصوص .وقد جاء في سورة يوسف قوله تعالى في أول السورة (نَحْ ُ
ن { )}3وهي قصة واحدة هي قصة يوسف فجاءت الية باستخدام (ذلك) (ذَِلكَ مِنْ أَنبَاء ا ْل َغيْ ِ
ب نُوحِيهِ إَِل ْيكَ َومَا كُنتَ َل َديْهِمْ ِإذْ َقبْلِهِ َلمِنَ ا ْلغَافِلِي َ
ن { ،)}102أما في سورة هود فقد جاء فيها مجموعة من قَصص النبياء فاقتضى أن تأتي الية باستخدام (تلك) (تِ ْلكَ ج َمعُواْ َأمْرَهُمْ وَ ُه ْم َيمْكُرُو َ َأ ْ
ن ا ْلعَا ِقبَةَ ِل ْل ُمتّقِينَ {.)}49
صبِرْ إِ ّ
ل قَ ْو ُمكَ مِن َقبْلِ هَـذَا فَا ْ
ت َتعَْل ُمهَا أَنتَ َو َ
ب نُوحِيهَا إَِل ْيكَ مَا كُن َ
مِنْ أَنبَاء ا ْلغَيْ ِ
):آية (51
*انظر آية (.)29
):آية (56
ستَودَعَها ك ُ ٌّ َ َ
ن ( )6 ب ُّ
مبِي ٍ ل ف ِي كِتَا ٍ َ م ْ ْستَقََّرهَا وَ ُ
م ْ
م ُض إِل ّ عَلَى الل ّهِ رِْزقُه َا وَيَعْل َ ُ َ
من دَآب ّةٍ ف ِي َالْر ِما ِ * (و َ َ
ستَقِيم ٍ ( )56هود) ما دللة الستشهاد م ْ ُ ط ّ
صَرا ٍ َ
ن َرب ِّي عَلى ِ َ خذ ٌ بِنَا ِ
صيَتِهَا إ ِ ّ ّ َ
من دَآب ّةٍ إِل هُوَ آ ِ َ
ما ِ هود) ( ّ
ً
بالدابة وليس بالنسان مثل؟ (د.فاضل السامرائى)
الدابة كل ما يدبّ على الرض من إنسان أو غيره يسمى دابة ،النسان دابة والدواب الخرى دابّة كل ما يدب على الرض يسمى دابة هذه
عامة .كل ما يدبّ على الرض من إنسان أو غيره يسمى دابة.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
قالوا حالة الرفع أثبت من حالة النصب( .قالوا سلما :مفعول به) (قال سلم :أي عليكم سلم ،لكم سلم ،جعلها مبتدأ وخبر فتكون أثبت .أما(سلم
على نوح في العالمين) سل ٌم مبتدأ وصح البتداء به لنه دعاء (ل يجوز البتداء بالنكرة ما لم تُفِد) الفادة هنا في كونها دعاء فإذا كانت دعاء
يجوز البتداء بها (سلم على نوح في العالمين) هذا الكلم يكون على الحكاية سيقال "سلم على فلن" جملة محكية .الحكاية في الغالب تكون
س ّر من رأى ،هذه سُ ّر من رأى ،الحكاية غالبا علىجملة فعلية لما تسمي رجلً بـ (تأبط شرا) أو تسمي امرأة بـ (شاب قرناها) أو تقول :زرت ُ
الفعل لكن أحيانا تأتي إسمية يقال :سمى ولده زي ٌد مجتهدُ فيقول إسمه زيد مجتهد ،سلّمت على زيد مجتهد ،رأيت زي ُد مجتهدٌ وإعرابه يكون فاعل
مرفوع وعلمة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية (أي أن تروى الكلمة كما هي) وهذا باب في النحو اسمه باب الحكاية أن
ترد الكلمة كما هي .نقول زرت أبو ظبي ل تقل زرت أبا ظبي لن المدينة اسمها أبو ظبي .يقال أيضا :حفّظت ولدي الحمدُ ل (أي الفاتحة)،
قرأت سورةٌ أنزلناها (أي سورة النور تأخذها على الحكاية).
في غير القرآن يمكن أن يقال سلما لكن سلم أقوى لن فيها معنى الثبات والدوام لن حالة الرفع فيها معنى الثبات والدوام كما قال إبراهيم
(قالوا سلما قال سلم) العلماء يقولون قول إبراهيم أبلغ وأثبت لنه هو المضيف والمرحّب يرحب بعبارة أقوى منهم زبصيغة أقوى من صيغتهم.
آية (:)72
َم
ب ())2
جي ٌم
يءٌ عَ ِ
ش ْ نم هَذ َا َل الْكَافُِرو َ م فَقَا َمنْهُم ْ
منْذٌِر ِ
م ُجا َءهُم ْ ن َ جبُوا أ ْ ل عَ ِ*قال تعالى فمي سمورة ق (ب َ ْ
َ َ َ َ
ب ( ))72وفي جي ٌيءٌ عَ ِش ْ َ
ن هَذ َا ل َ خا إ ِ ّ جوٌز وَهَذ َا بَعْلِي َ
شي ْ ً ت ي َا وَيْلَت َى أألِد ُ وَأن َا عَ ُ وفي سورة هود (قَال َ ْ
ب ())5ما الفرق؟ (د.فاضل السامرائى) ن هَذ َا ل َ َ حدًا إ ِ َّ ل اْلَلِهَ َ
ة إِلَهًا وَا ِ جعَ َ َ
جا ٌيءٌ عُ َش ْ سورة ص (أ َ
أولً صيغ العربية ودللتها ثم التوكيد وعدمه .عجيب تدخل في صيغ المبالغة أو صفة المشبّه(فعيل ،فعالُ ،فعّال) صيغة ُفعّال من حيث المبالغة
أكثر من فعيل نقول هذا طويل فإذا أردنا المبالغة نقول طوال .فعيل صفة مشبهة أو مبالغة ،فعال أبلغ من فعيل باعتبار مناسبة لمدّة اللف
ومناسبة لمدّة الصوت أحيانا صوت الكلمة يناسب المعنى فمدّة اللف أكثر من الياء فجعلوها للصفة البلغ .عُجاب أبلغ من عجيب.
مسألة التوكيد وعدم التوكيد أخبر عن العجيب لكنه غير مؤكد في الولى ثم الثانية آكد.
ب ( ))2عجبوا أن جاءهم منذر منهم فجاء بلفظ ي ٌء عَجِي ٌ
ن َهذَا شَ ْ
ل ا ْلكَافِرُو َ
جبُوا أَنْ جَاءَ ُهمْ ُم ْنذِ ٌر ِمنْهُ ْم َفقَا َ
عِلو عدنا إلى اليات في الولى (بلْ َ
ل ل تلِد ولو كان رجُلُها فتى فهي عقيم وعجوز وفي الية من دواعي (عجيب) والثانية أن امرأة عقيما وعجوز وبعلها شيخ فكيف تلِد والعقيم أص ً
جعَلَ ا ْلآَِلهَةَ
العجب ما هو أكثر من الية الولى لذا دخل التوكيد بـ (إنّ واللم) تأكيدا العجب ناتج عن أن مُثير العجب أكثر .أما في سورة ص (َ َ
ب ( ))5هم عجبوا أن جاءهم منذر منهم أولً ثم عجبوا أن جعل اللهة إلها واحدا فصارت دواعي العجب أكثر من شيْ ٌء عُجَا ٌ
ن َهذَا لَ َ
حدًا إِ ّ
ِإَلهًا وَا ِ
سورة ق التي تعجبوا فيها من أن جاءهم منذر منهم فقط .إضافة إلى ذلك في سورة ص هناك أمر آخر هو جعل اللهة إلها واحدا وهو مشركون
عريقون في الشرك فقاتلوه بسبب كلمة التوحيد فالعجب أكثر بعد وصفه بأنه ساحر وكذّاب فجاء بلم التوكيد وجاء بالصفة المشبهة المبالغة
عُجاب.
):آية ( 77وقصة لوط
ما أن جاءت رسلنا سيء بهم وضاق بهم ذرعا) في سورتي
*ما دللة كلمة ذرع في قوله تعالى (ول ّ
هود والعنكبوت؟ (د.فاضل السامرائى)
ب { )}77وقال في سورة العنكبوت (وََلمّا أَن ل هَـذَا يَ ْو ٌم عَصِي ٌ ق ِبهِ ْم ذَرْعا َوقَا َ
سُلنَا لُوطا سِي َء ِبهِمْ وَضَا َ قال تعالى في سورة هود (وََلمّا جَاءتْ رُ ُ
ت مِنَ ا ْلغَابِرِينَ { .)}33الذرع في اللغة
حزَنْ ِإنّا ُمنَجّوكَ وَأَهَْلكَ إِلّا امْرََأ َتكَ كَانَ ْخفْ وَلَا تَ ْ
ق ِبهِ ْم ذَرْعا َوقَالُوا لَا تَ َ
جَاءتْ ُرسُُلنَا لُوطا سِي َء ِبهِمْ وَضَا َ
هو الوسع والطاقة والخلق أي المكانية من حيث المعنى العام .وضاق بهم ذرعا بمعنى ل طاقة له بهم .وأصل التعبير ضاق ذرعا أي مدّ ذراعه
ليصل إلى شيء فلم يستطع إذن ضاق ذرعا بمعنى لم يتمكن.
* ما اللمسة البيانية في ذكر (أن) في آية سورة العنكبوت وما دللتها مع أنها لم ترد في آية سورة
هود في قصة لوط ؟ (د.فاضل السامرائى)
(أن) هذه عند النُحاة زائدة إذا وقعت (أن) بعد لما فهي زائدة أي ل تؤثر على المعنى العام إذا حُذفت.
قصة لوط بين سورتي العنكبوت وهود:
سُلنَا لُوطًا سِي َء ِبهِمْ وَضَاقَ وهذا المر يتضح في القرآن في أكثر من موطن ففي قصة لوط مثلً جاء في سورة هود قوله تعالى (وََلمّا جَا َءتْ رُ ُ
ق ِبهِ ْم ذَرْعًا
ن جَاءَتْ ُرسُُلنَا لُوطًا سِي َء ِبهِمْ وَضَا َ ب ( ))77بدون (أن) بينما وردت في سورة العنكبوت (وََلمّا أَ ْ ل َهذَا يَ ْو ٌم عَصِي ٌ ِبهِ ْم ذَرْعًا َوقَا َ
ل لن القصة في العنكبوت ن ( ))33مع ذكر (أن) وهذا لكثر من سبب أو ً ت مِنَ ا ْلغَابِرِي َ َوقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ِإنّا ُمنَجّوكَ وَأَ ْهَلكَ إِلّا امْ َرَأ َتكَ كَانَ ْ
ح ٍد مِنَ ا ْلعَاَلمِينَ (َ )28أئِ ّنكُمْ
سبَ َقكُ ْم ِبهَا مِنْ أَ َ
حشَةَ مَا َجاءت مفصلة وذكر تعالى من صفات قوم لوط السيئة (وَلُوطًا ِإذْ قَالَ ِلقَ ْومِهِ ِإّنكُمْ َلتَ ْأتُونَ الْفَا ِ
سيّئَاتِ) ثم ذكر تعالى أن ضيق ن َقبْلُ كَانُوا َيعْمَلُونَ ال ّ سبِيلَ َوتَ ْأتُونَ فِي نَادِيكُمُ ا ْل ُم ْنكَرَ) ما لم يذكره في سورة هود ( َومِ ْ طعُونَ ال ّ َل َت ْأتُونَ الرّجَالَ َوتَ ْق َ
ق ِبهِ ْم ذَرْعًا) .ثم ان قوم لوط تعجلوا العذاب في سورة لوط بقومه في العنكبوت أكثر وكان ترقّبه للخلص أكثر وكان برِما بقومه (سِي َء ِبهِمْ َوضَا َ
ل رَبّ ت مِنَ الصّادِقِينَ ( ))29ثم دعا لوط ربه أن ينصره عليهم (قَا َ ن ُكنْ َ ن قَالُوا ا ْئتِنَا ِب َعذَابِ اللّهِ إِ ْ
ب قَ ْومِهِ إِلّا أَ ْ
ن جَوَا َالعنكبوت فقالوا ( َفمَا كَا َ
سدِينَ ( ))30إذن برِم لوط وضيقه بقومه كان أكثر فكأنه استبطأ مجيء العذاب على هؤلء وهو نفسيا كأنما وجد أن ص ْرنِي عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلمُفْ ِ انْ ُ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ل وتمنى لو أن العذاب جاء عليهم قبل هذا .فهي من حيث التفصيل أنسب ومن حيث عمل السيئات إذا كانت للتوكيد أنسب وإن
مجيئهم كان طوي ً
كانت من ناحية برم لوط فهي أنسب.
):آية (80
*د.حسام النعيمى:
شدِيدٍ ( )80هود) وفي الحاديث الصحيحة أن الرسول قال" :رحملوط بدرت منه كلمة هي قوله( :قَالَ لَوْ أَنّ لِي ِبكُ ْم قُوّةً أَوْ آوِي إِلَى ُركْنٍ َ
ال لوطا (وفي رواية غفر ال للوط) لقد كان يأوي إلى ركن شديد" ،كان يأوي إلى ال عز وجل فكيف يقول أو آوي إلى ركن شديد؟ وفي مسند
أحمد في تفسير الحديث أنه كان يقصد عشيرته أنه ما عنده عشيرة قوية يأوي إليها.
):آية (81
*ما الفرق بين كلمتى معاد وميعاد؟(د.فاضل السامرائى)
المعاد غير الميعاد .المعاد هو بلد الرجل من العَوْد ،نعاد إسم مكان بلد الرجل معاده لنه يسافر ثم يعود .هناك فرق بين المعاد والميعاد :المعاد
من عاد والميعاد من وعد (مفعال -موعاد) أصلها موعاد سكن حرف العلة وقبلها كسرة فيصير ميعاد .إذن المعاد من عاد من العوْد إسم مكان،
المعاد هو البلد بلد النسان هو معاده ،البلد الذي يعيش فيه لنه مهما ذهب يعود إليه فهو معاده (لرادك إلى معاد) يعني لرادك إلى مكة( ،إِنّ
صبْحُ ( )81هود) هذا موعد من ميعاد ،قسم قال المعاد هو الحشر والجنة باعتبار الناس يعودون أو الجنة لنه تعود إليهم حياتهم .نقول عدَهُمُ ال ّ
مَوْ ِ
نعود إلى المعاد في الميعاد.
):آية (82
جعَلْن َما َ *ورد وصممف عذاب قوم لوط مرة أنممه وقممع على القريممة ومرة على القوم (فَل َم َّ
مُرن َما َ
جاء أ ْما َ
مطَْرن َا َ َ
سافِلَهَا وَأ ْ
جعَلْن َا عَالِيَه َا َ
ضودٍ ( )82هود) (فَ َ ل َّ
من ُ جي ٍ
س ِّ
من ِ
جاَرةً ِّ مطَْرن َا عَلَيْه َا ِ
ح َ سافِلَهَا وَأ ْعَالِيَه َا َ
ل ( )74الحجر) فما الفرق بينهما؟ (د.فاضل السامرائى) جي ٍس ِّمن ِ جاَرةً ِّح َ عَلَيْهِ ْ
م ِ
في الحجر (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهِمْ) وفي هود (وََأمْطَ ْرنَا عََل ْيهَا) عليها يقصد بها القرية وعليهم يقصد بها الناس والقوم.عليهم يعني القوم وعليها يعني
القرية يبقى سبب الختيار .لو لحظنا الكلم على القوم في الموطنين كيف كان يتحدث حتى نفهم سبب الختيار سنلحظ أن الكلم على القوم في
الحجر أشد مما في هود ووصفهم بصفات أسوأ مما في هود وذكر أمورا تتعلق بهم أكثر مما في هود :قال في الحجر على لسان الملئكة (قَالُواْ
ن دَابِ َر هَؤُلء مَقْطُوعٌ لمْرَ أَ ّ ط ( ،))70وفي الحجر قال ( َوقَ َ
ض ْينَا إَِليْ ِه ذَِلكَ ا َ ِإنّا أُرْسِ ْلنَا إِلَى قَ ْو ٍم مّجْ ِرمِينَ ( ))58وفي هود (ِإنّا أُ ْرسِ ْلنَا إِلَى َقوْمِ لُو ٍ
غيْرُ مَ ْردُو ٍد ( ))76العذاب هنا ل يقتضي الستئصال أما في الحجر فهناك استئصال فما في الحجر ب َ عذَا ٌن ( ))66وفي هود (وَِإّنهُ ْم آتِيهِ ْم َ
صبِحِي َمّ ْ
سكْ َر ِتهِمْ َي ْع َمهُونَ ( ))72ولم يقسم في هود .إذن ما إذن أشد مما في هود .أقسم على حياة الرسول في الحجر على هؤلء فقال (َل َعمْ ُركَ ِإّنهُمْ َلفِي َ
ط ْرنَا عََل ْيهِمْ
ورد في الحجر في قوم لوط أشد مما ورد في هود وصفهم بالجرام وأنه سيتأصلهم وأنهم في سكرتهم يعمهون فذكرهم هم (وََأمْ َ
حِجَارَةً) ذكرهم هم ولم يذكرهم في هود فلما ذكرهم هم قال وأمطرنا عليهم ولما لم يذكرهم قال وأمطرنا عليها هذه أخف .أمطرنا عليهم أشد من
أمطرنا عليها ذكر فأمطرنا عليهم في مقام الشدة والصفات السيئة.
* أمطرنا عليها هل يمكن أن نفهمها على أنها مجاز مرسل أطلق المحل وأراد الحال؟
ل شك أنه أراد الحال وأطلق المحال لكن أمطرنا عليهم أشد وأقسى .مع أن الفعل واحد في كل اليتين (أمطرنا) لكن الضمير اختلف (عليهم
شهَا ( )45الحج) .كأن هذه الية تكمل ملمحا ي خَا ِويَ ٌة عَلَى عُرُو ِ وعليها) وقد تذكر القرية وليس فيها أحد (فَكََأيّن مّن قَ ْريَةٍ أَهَْل ْكنَاهَا وَ ِهيَ ظَاِلمَ ٌة َفهِ َ
آخر في تلك الية كأنهم مجتمعون في القرية ويمطر عليهم وعلى القرية العذاب.
):آية (84
*لماذا ذكمر ( شعيمب) فمي سمورة الشعراء بينمما ذكمر (أخوهمم شعيمب) فمي سمورة هود؟ (د.فاضمل
السامرائى)
عُبدُواْ اللّ َه مَا َلكُم مّ نْ ِإلَـ ٍه
ل يَا قَوْ مِ ا ْ
ش َعيْبا قَا َ
شعيب أُرسل إلى قومين هما قوم مدين وهو منهم فعندما ذهب إليهم قال تعالى (وَإِلَى َم ْديَ نَ َأخَا ُه مْ ُ
ط { )}84وأصحاب اليكة ولم يكن منهم وليسوا من أهله ب يَوْ مٍ مّحِي ٍ عذَا َ ف عََل ْيكُ مْ َ خيْ ٍر وَِإنّ يَ َأخَا ُ
ل تَن ُق صُواْ ا ْل ِم ْكيَالَ وَا ْلمِيزَا نَ ِإنّ يَ َأرَاكُم بِ َ
غيْرُ هُ َو َ
َ
ن { .)}177وكذلك في القرآن ن {ِ }176إذْ قَالَ َلهُ مْ ُ
ش َعيْ بٌ أَلَا َتتّقُو َ فلم يذ كر مع هم أخو هم شع يب ل نه ل يس أخو هم (كَذّ بَ أَ صْحَابُ ا ْلَأ ْيكَةِ ا ْلمُ ْر سَلِي َ
الكريم لم يذكر في قصة عيسى أنه خاطب قومه بـ (يا قوم) وإنما كان يخاطبهم بـ (بني إسرائيل) لنه ليس له نسب فيهم أما في قصة موسى
فالخطاب على لسان موسى جاء بـ (يا قوم) لنه منهم.
م ُ
شعَيْب ًما ( ))84فمي سمورة هود ولم ترد ن أَ َ
خاهُم ْ * لماذا ورد ذكمر أخاهمم فمي قوله تعالى( :وَإِلَى َ
مدْي َم َ
َ
ن ( ))177؟(د.حسام النعيمى) ب أَل تَتَّقُو َ ل لَهُ ْ
م ُ
شعَي ْ ٌ في سورة الشعراء (إِذ ْ قَا َ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
مراجعة اليات توصلنا إلى شيء أنه حيثما ُذكِرت الرسالة وأن شعيبا مرسل إلى قومه يقول أخوهم .يذكر الخوّة عندما يتحدث عن الرسالة كأنما
فيها إشارة إلى أن واجبه معهم ورعايته لهم هو أخوهم يريد لهم الخير .وإذا لم يذكر الرسالة ل يقل أخوهم .لحظ اليات هذه القاعدة العامة
حيثما ذكر الرسال قال (أخاهم) وفي غير ذلك ذكر السم مجرّدا.
الرسال ُذكِر في ثلثة مواضع كما ذكره محمد فؤاد عبد الباقي (المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم):
غيْرُ ُه َقدْ جَا َء ْتكُ ْم بَ ّينَةٌ مِنْ َرّبكُ ْم َفأَ ْوفُوا ا ْل َكيْلَ وَا ْلمِيزَانَ وَلَا عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ إِلَ ٍه َ ل يَا َقوْمِ ا ْ (.1وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ
ش َع ْيبًا قَا َ
ن ( )85العراف) خيْرٌ َل ُكمْ إِنْ ُك ْنتُ ْم مُ ْؤ ِمنِي َ
حهَا ذَِلكُمْ َ سدُوا فِي ا ْلأَ ْرضِ َب ْعدَ ِإصْلَا ِ شيَاءَهُمْ وَلَا تُفْ ِ س أَ َْتبْخَسُوا النّا َ
خيْرٍ وَِإنّي غيْرُهُ وَلَا َتنْقُصُوا ا ْل ِمكْيَالَ وَا ْلمِيزَانَ ِإنّي أَرَاكُ ْم بِ َ عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ إِلَ ٍه َ ل يَا َقوْمِ ا ْ (.2وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ
ش َع ْيبًا قَا َ
ب يَ ْومٍ ُمحِيطٍ ( )84هود) عذَا َ ف عََل ْيكُمْ َ َأخَا ُ
ن ( )36العنكبوت) سدِي َ
ض ُمفْ ِ خرَ وَلَا َت ْعثَوْا فِي ا ْلأَرْ ِ عُبدُوا اللّهَ وَارْجُوا ا ْليَوْمَ ا ْلآَ ِ ل يَا قَوْمِ ا ْ (.3وَإِلَى َمدْيَنَ أَخَاهُمْ ُ
ش َع ْيبًا فَقَا َ
وفي ثمانية مواضع لم يُذكر الرسال فذكر السم مجرّدا:
ن فِي مِّل ِتنَا قَالَ َأوَلَ ْو ُكنّان قَ ْر َي ِتنَا أَوْ َل َتعُودُ ّش َعيْبُ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َم َعكَ مِ ْ جّنكَ يَا ُ خرِ َ س َت ْكبَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ َلنُ ْ (.1قَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِينَ ا ْ
كَارِهِينَ ( )88العراف)
ن ( )90العراف) ش َع ْيبًا ِإّنكُمْ ِإذًا َلخَاسِرُو َ ن ا ّتبَ ْعتُ ْم ُن كَفَرُوا مِنْ قَ ْومِهِ َلئِ ِ َ (.2وقَالَ ا ْلمَلَُأ اّلذِي َ
سرِينَ ( )92العراف) شعَ ْيبًا كَانُوا ُهمُ الْخَا ِ شعَ ْيبًا كَأَنْ َل ْم َيغْنَوْا فِيهَا اّلذِينَ َك ّذبُوا ُ (.3اّلذِينَ َك ّذبُوا ُ
ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ ( )87هود) ل فِي َأمْوَاِلنَا مَا نَشَاءُ ِإّنكَ لََأنْ َ ن نَ ْفعَ َك مَا َيعْ ُبدُ َآبَا ُؤنَا أَوْ أَ ْ ن َنتْ ُر َ ش َعيْبُ أَصَلَا ُتكَ تَ ْأ ُم ُركَ أَ ْ (.4قَالُوا يَا ُ
ت عََل ْينَا بِعَزِي ٍز ( )91هود) جمْنَاكَ َومَا َأنْ َ طكَ لَ َر َضعِيفًا َولَوْلَا رَهْ ُ ك فِينَا َ ش َعيْبُ مَا نَفْقَ ُه َكثِيرًا ِممّا تَقُولُ َوِإنّا َلنَرَا َ (.5قَالُوا يَا ُ
صبَحُوا فِي دِيَارِهِ ْم جَا ِثمِينَ ()94 صيْحَ ُة َفأَ ْ ظَلمُوا ال ّ خذَتِ اّلذِينَ َ حمَةٍ ِمنّا َوأَ َ ش َع ْيبًا وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َمعَهُ بِ َر ْ ج ْينَا ُ(.6وََلمّا جَاءَ َأمْ ُرنَا نَ ّ
هود)
ن ( )177الشعراء) شعَيْبٌ أَلَا َتتّقُو َ ِ(.7إ ْذ قَالَ َلهُ ْم ُ
ليس في هذه المواضع كلم عن الرسالة فهنا هذه اليات الثماني ليس فيها ذكر للرسالة فليس فيها ذكر للخوّة وهذا مضطرد في القرآن .لما نجد
شيئا مضطردا وهو يتنزل منجما فهذا من دلئل النبوة نبوة محمد .
):آية (86
َ َ
ظم (
حفِي ٍ ما أن َما عَلَيْك ُم ْ
م بِ َ مؤْ ِ
منِي نَم وَم َ ن كُنْت ُم ْ
م ُ خيٌْر لَك ُم ْ
م إ ِم ْ ت الل ّمهِ َ
* كلممة (بقيمت) فمي آيمة سمورة هود (بَقِي َّم ُُ
))86هل جاءت في موضع آخر مكتوبة بالهاء (بقية)؟(د.حسام النعيمى)
هذا يتعلق بالرسم في المصحف .الرسم في المصحف يمثل صورة من تطورالخط العربي في زمانه .في كلمة (بقيت) إذا رُسمت بقيت بالتاء
المفتوحة فستجدها في جميع نُسخ المصاحف مرسومة بالتاء المفتوحة مثل كلمة رحمة ورحمت .
سكِينَةٌ مّن ّرّبكُمْ َوبَ ِقيّةٌت فِيهِ َ ن آيَ َة مُ ْلكِهِ أَن َي ْأتِ َيكُ ُم التّابُو ُ
كلمة (بقية) وردت في ثلثة مواضع من القرآن الكريم :في سورة البقرة ( َوقَالَ َلهُ ْم ِنبِ ّيهُمْ إِ ّ
ن ( )248هذه رسمت بالهاء أو التاء المربوطة كما يقال ،في حمِلُهُ ا ْلمَل ِئكَةُ إِنّ فِي ذَِلكَ ليَةً ّلكُمْ إِن كُنتُم مّ ْؤ ِمنِي َ ن تَ ْ
ل هَارُو َ ل مُوسَى وَآ ُ
ّممّا تَ َركَ آ ُ
ج ْينَا ِم ْنهُمْ وَا ّتبَعَ اّلذِينَ ظََلمُواْ
ل ّممّنْ أَن َل قَلِي ًن عَنِ الْ َفسَا ِد فِي الَرْضِ ِإ ّ ن مِن َقبِْلكُمْ أُ ْولُو ْا بَ ِقيّةٍ يَ ْنهَوْ َ
ن مِنَ الْ ُقرُو ِ
ل كَا َ
سورة هود أيضا في الية (فَلَ ْو َ
خيْرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُم مّ ْؤمِنِينَ َومَا َأنَ ْا عََل ْيكُم بِحَفِيظٍ ())86 مَا ُأتْ ِرفُو ْا فِيهِ َوكَانُو ْا مُجْ ِرمِينَ ( ))116رسمت بالهاء وفي السورة نفسها في الية (بَ ِقيّتُ اللّهِ َ
وردت بالتاء .هذا خط المصحف توقيفى.
):آية (87
ت ال ْ َ * ما دللة قوله تعالى (إن َّ َ َ
م الَّر ِ
شيدُ) ؟ (د.فاضل السامرائى) حلِي ُ ك َلن ْ َ ِ
التعريض بالضدّ في اللغة للسخرية وأحيانا نعرّض الشيء بعكسه على سنن العربية والسياق هو القرينة التي تُعين على الفهم لن أهل البلغة
ك تَ ْأمُ ُركَ َأنْ
ش َعيْبُ َأصَلَا ُت َ
واللغة والذين يتكلمون في علوم القرآن يجعلون السياق من أهم وأعظم القرائن للتعبير كما جاء في قوله تعالى (قَالُوا يَا ُ
ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ) هو في الصل مدح ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ ( )87هود) فالتعبير (ِإّنكَ لََأنْ َ
ل فِي َأمْوَاِلنَا مَا نَشَاءُ ِإّنكَ لََأنْ َ
ن نَ ْفعَ َ
ك مَا َيعْ ُبدُ َآبَا ُؤنَا أَوْ أَ ْ
َنتْ ُر َ
لكن إن وضعناه في سياق اليات فهي استهزاء .وكذلك قوله تعالى (ذُقْ ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلعَزِيزُ ا ْلكَرِي ُم ( )49الدخان) فالتعريض بهذه الشياء يمثّل خطّا
في القرآن الكريم.
):آية (93
*مما وجمه الختلف ممن الناحيمة البيانيمة بيمن قوله (فسموف تعلمون) فمي سمورة النعام و(سموف
تعلمون) في سورة هود؟ (د.فاضل السامرائى)
ن { )}135وقال
ل يُفْلِحُ الظّاِلمُو َ ف َتعَْلمُونَ مَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَةُ الدّا ِر ِإنّهُ َ
سوْ َ عمَلُو ْا عَلَى َمكَانَ ِتكُمْ ِإنّي عَامِلٌ فَ َ
قال تعالى في سورة النعام (قُلْ يَا َقوْمِ ا ْ
ب {)}93
ب يُخْزِيهِ َومَنْ هُ َو كَاذِبٌ وَا ْرتَ ِقبُواْ ِإنّي َم َعكُمْ َرقِي ٌعذَا ٌ
ل سَ ْوفَ تَعَْلمُونَ مَن يَ ْأتِي ِه َ عمَلُو ْا عَلَى َمكَا َنتِكُمْ ِإنّي عَامِ ٌ
في سورة هود ( َويَا قَوْمِ ا ْ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
وعلينا أن نلحظ القائل في كل اليتين ففي آية سورة النعام ال تعالى هو الذي أمر رسوله بالتبليغ أمره أن يبلغ الناس كلم ربه وهذا تهديد لهم
فأصل التأديب من ال تعالى أما في آية سورة هود فهي جاءت في شعيب وليس فيها أمر تبليغ من ال تعالى فالتهديد إذن أقل في آية سورة هود
ولهذا فقد جاء بالفاء في (فسوف تعلمون) في الية التي فيها التهديد من ال للتوكيد ولما كان التهديد من شعيب حذف الفاء (سوف تعلمون) لن
التهديد أقل.
):آية (94
*انظر آية (.)67
* لماذا اختلفت مصطلحات العذاب :الصيحة ،الرجفة؟(د.حسام النعيمى)
ل يمنع أن يكون في وقت واحد اجتمعت عليهم حالة مجزّأة يعني أن يأتي هذا العارض الذي يظنونه مطرا ثم ينزل عليهم صوتا أو نارا أو ما
أشبه ذلك ثم تكون هناك هزة أو رجفة في الرض وفي كل موضع يختار لفظة معينة .نحن عندنا بيان حتى يكون هناك تعجب أواستفهام للسؤال
لما يقول في مكان أنه أغرقهم وفي مكان أنه أخذتهم الرجفة لن الغراق غير الرجفة لكن هذه ممكن أن تكون صورة كاملة متكاملة أنه جاءت
غمامة ظاهرها أنها ممطرة ثم كان فيها نار واهتزت الرض ثم سمع صوت كأنه صوت انفجار بركان وصوت شديد بحيث الن الدراسات
الصوتية تقول يمكن للصوت أن يمزّق جسم النسان وصارت الصوات تستعمل للتعذيب .أُنظر مثلً أصحاب اليكة هم قوم شعيب لما يقولون
ب يَوْمِ الظّلّةِ) لن كسف السماء يناسب ذكر عذَا ُ ن ( )187الشعراء) الية تقول ( َفأَ َ
خذَهُ ْم َ ت مِنَ الصّا ِدقِي َ سمَا ِء إِنْ ُكنْ َ ط عََل ْينَا ِكسَفًا مِنَ ال ّ
لشعيب ( َفأَسْ ِق ْ
ط ِم ْنكُمْ
ب قَ ْو َم نُوحٍ أَ ْو قَ ْو َم هُودٍ َأوْ َقوْمَ صَالِحٍ َومَا قَ ْومُ لُو ٍ ل مَا َأصَا َ ن يُصِيبَكُ ْم ِمثْ ُ شقَاقِي أَ ْ ج ِر َمنّكُمْ ِالظُلّة .لمّا في مكان آخر يحذّرهم ( َويَا قَ ْومِ لَا يَ ْ
صبَحُوا فِي ِديَارِهِمْ صيْحَ ُة فَأَ ْ
خذَتِ اّلذِينَ ظََلمُوا ال ّ ِب َبعِيدٍ ( )89هود) ومن جملة من ذكرهم قوم صالح الذين عوقبوا بالصيحة قال عن قوم شعيب (وَأَ َ
صيْحَةُ َو ِم ْنهُمْ َمنْ
خ َذتْهُ ال ّصبًا َو ِم ْنهُ ْم مَنْ َأ َ جَا ِثمِينَ ( )94هود) للمناسبة .الية الكريمة في الكلم العام ( َفكُلّا َأ َ
خ ْذنَا ِب َذنْبِ ِه َف ِمنْهُ ْم مَنْ أَ ْرسَ ْلنَا عََليْهِ حَا ِ
ن ( )40العنكبوت) يمكن أن يجمع أكثر من صورة فتستعمل سهُ ْم يَظِْلمُو َ ن كَانُوا َأنْ ُف َ خَسَ ْفنَا بِهِ ا ْلأَ ْرضَ َو ِمنْهُ ْم مَنْ أَغْ َر ْقنَا َومَا كَانَ اللّهُ ِليَظِْل َمهُمْ وََلكِ ْ
الكلمة الملئمة للسياق .الصيحة صوت قوي بحيث آذاهم أذى شديدا وكان جزءا من العقاب .الرجفة هي اهتزاز الرض والصاعقة هي فعلً
شدِيدُ ا ْلمِحَالِ ( )13الرعد) لكن ل يمنع أن تجتمع ن يَشَاءُ وَهُ ْم يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُ َو َ ب ِبهَا مَ ْ ق َفيُصِي ُ ل الصّوَاعِ َ الصاعقة التي تنزل عليهم ( َويُرْسِ ُ
الحالت هذه في وضع واحد في أمر واحد.
):آية (98
م و بِئ ْ َ
س؟(د.فاضل السامرائى) * ما هو إعراب كلمة نِعْ َ
ِنعْمَ فعل ماضي جامد وهذا أشهر إعراب وإن كان هناك خلف بين الكوفيين والبصريين هل هي إسم أو فعل لكن على أشهر القوال أنه فعل
ب ( )30ص) ،نعم الرجل زيد ،ويضرب في باب النحو نِعم وبئس ( ِنعْمَ ا ْلمَوْلَى َو ِنعْمَن ِنعْمَ ا ْل َعبْدُ ِإنّهُ أَوّا ٌ
ماضي جامد( .وَوَ َه ْبنَا ِلدَاوُودَ سَُل ْيمَا َ
النّصِي ُر ( )40النفال)َ ( ،و ِبئْسَ الْ ِو ْردُ ا ْلمَ ْورُودُ ( )98هود) بعدها فاعل لنه يأتي بعدها المقصود بالمدح والذم .لما تقولِ :نعْ َم الرجل محمود،
نعربها على أشهر الوجهِ :نعْ َم فعل ماضي على أشهر الوجه ،الرجل فاعل ،محمود فيها أوجه متعددة منها أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي
الممدوح محمود أو مبتدأ والخبر محذوف مع محمود الممدوح ورأي آخر يترجح في ظني أن محمود مبتدأ مؤخر وجملة (نعم الرجل) خبر مقدم
يعني محمود نِعم الرجل وهو الذي يترجح في ظني( .نِعْ َم ا ْلعَ ْبدُ ِإنّهُ أَوّابٌ) المخصوص محذوف نتكلم عن داوود .تقول محمود ِنعْم الرجل هذا
جائز لكن هو على العراب الذي رجحناه يجوز التقديم والتأخير وعلى العراب الخر يكون خبرا مقدما والمبتدأ محذوف لكن لماذا يرجح هذا
أو هذا هذا أمر يتعلق بالنحو .أنا يترجح عندي أن فيها خمسة أوجه ،قسم يقول بدل وقسم يقول عطف بيان وفيها أوجه كثيرة وأنا يترجح عندي
أنه مبتدأ لنه يمكن أن ندخل عليه (كان) ِنعَم الرجل كان محمود و(كان) تدخل على المبتدأ والجملة قبلها خبر لنه لو كان خبرا لنُصِب لكنه ورد
مرفوعا نِشْم الرجل محمودٌ.
):آية (107
*لماذا السمتثناء فمي قوله تعالى فمي سمورة هود(خالديمن فيهما مما داممت السمموات والرض إل مما
شاء ربك)؟ (د.فاضل السامرائى)
ت وَالَرْ ضُ ِإلّ مَا شَاء َربّ كَ ِإنّ سمَاوَا ُ ق { }106خَاِلدِي نَ فِيهَا مَا دَامَ ِ
ت ال ّ شهِي ٌ
شقُو ْا فَفِي النّارِ َلهُ ْم فِيهَا َزفِيرٌ َو َقال تعالى في سورة هود (فََأمّا اّلذِي نَ َ
جذُو ٍذ { )}108أولً غيْ َر مَ ْ
ك عَطَاء َ
ل مَا شَاء َربّ َ سمَاوَاتُ وَالَرْضُ ِإ ّ جنّةِ خَاِلدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ال ّ َربّكَ َفعّالٌ ّلمَا يُرِي ُد { }107وََأمّا اّلذِينَ ُ
سعِدُو ْا َففِي الْ َ
السـموات والرض فـي هذه اليـة هـي غيـر السـموات والرض فـي الدنيـا بدليـل قوله تعالى (يوم تبدل الرض غيـر الرض والسـموات) .أمـا
الستثناء فلن الخلود ليس له أمد ،والحساب لم ينته بعد ولم يكن أهل الجنة في الجنة ول أهل النار في النّار فاستثنى منهم من في الحساب .وقول
آخر أن أهل النار قد يُخرج بهم إلى عذاب آخر أما أهل الجنة فهناك ما هو أكبر من الجنة ونعيمها وهو رضوان ال تعالى والنظر إلى وجهه
الكريم وال أعلم .قسم يقولون أن الستثناء هو في مدة المكث في الحشر (مدته خمسين ألف سنة) وقسم من قال هذا حتى يقضي ال تعالى بين
الخلئق ،وقسم قال هم من يخرجون من النار من عصاة المسلمين ،وقسم قال الستثناء من بقائهم في القبر وخروجهم من الدنيا ،وقسم قال هو
إستثناء من البقاء في الدنيا وهذه المعاني كلها قد تكون مرادة وتفيد أنهم خالدين فيها إل المدة التي قضاها ال تعالى قبل أن يدخلوا الجنة أو قد
تكون عامة لكن قضى ال تعالى أن يكونوا خالدين.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
َ َم َ َ
تموَا ُس َت ال َّم م ِمما دَا َن فِيهَما َم
خالِدِي َم
شهِيق ٌم (َ )106 م فِيهَما َزفِيٌر وَ َ ْ ُم شقُوا فَفِمي النَّارِ لَه ن ََم ما ال ّذِي * (فأ ّ
َ َ َّ َ
مان فِيه َا َ خالِدِي َ َ
جن ّةِ َ ْ َ
سعِدُوا فف ِي ال َ ن ُ ما الذِي َما يُرِيد ُ ( )107وَأ ّ ل لِ َ َ َ َ
ن َرب ّك فعّا ٌ َ َ َ ُ
شا َء َرب ّك إ ِ ّما َ َ ّ
ض إ ِل
ُ وَاْلَْر
َ َ
جذ ُوذٍ ( )108هود) ممما دللة السممتثناء فممي م ْك عَطَاءً غَيَْر َ شا َء َرب ّ مُ َ ما َ ض إ ِ ّل َ م
ت َواْلْر ُ م موَا ُ س َ ت ال ّ مَ م ِم دَا َ
اليات؟ (د.فاضل السامرائى)
الرض والسموات ستبدل لكن (إل ما شاء ربك) قالوا وهو من أيام الدنيا وما قبل الدخول في الحساب في عرصات يوم القيامة قبل أن يقضى
بين الخلئق هذه مستثناة هؤلء الذين آمنوا دخلوا الجنة إل ما شاء ربك وهي ما قبل الدخول وكانوا موجودين في عرصات يوم القيامة في
الحساب هذه مستثناة إذن ما كان قبلها من عدم الدخول سواء من أهل النار أو أهل الجنة ،أهل النار قبلها قبل أن يقضى بينهم وهم في عرصات
القيامة هذه لم يكونوا في النار وهذه كانت من المشيئة وقبل الدخول في الجنة وهم في عرصات القيامة هم لم يدخلوا الجنة هذه مستثناة من
الخلود .إذن المستثنى من الخلود قالوا ما كان في الدنيا أولً وما كان قبل الدخول في عرصات يوم القيامة.
*مما معنمى (مما داممت السمموات والرض) ممع أنمه يوم القياممة تتبدل السمموات والرض؟ (د.فاضمل
السامرائى)
ربنا تعالى قال هذه السماء ستزول وهذه الرض ستزول (يوم تبدل الرض غير الرض والسموات) في الخرة سيكون سماء أخرى وأرض
أخرى غير هذه.
ما يُرِيد ُ ( )107هود)؟ (د.فاضل السامرائى) ك فَعَّا ٌ
ل لِ َ ن َرب َّ َ
* لماذا جاءت اللم فى قوله تعالى (إ ِ َّ
هذا أمر نحوي لن الفعل هو عاند وهو فعل يتعدّى بنفسه والمتعدي بنفسه هذا عندنا أمرين يمكن أن يوصل المفعول باللم وتسمى لم المقوية
في حالتين :يُدخل اللم على المفعول به يعني فيما هو لو حذفناها يرجع مفعول به نأتي باللم إن شئنا (لم المقوية) :الحالة الولى أن يتقدم
ن ()154 حمَةٌ لِّلذِينَ ُه ْم لِ َرّبهِمْ يَرْ َهبُو َخ ِتهَا ُهدًى وَرَ ْ
سَخذَ الْأَلْوَاحَ َوفِي نُ ْ ن مُوسَى ا ْلغَضَبُ َأ َ ت عَ ْ
سكَ َ المفعول به على فعله كما في قوله تعالى (وََلمّا َ
العراف) والمقصود يرهبون ربهم (لربّهم) مفعول به مقدّم ،والثاني إذا كان العامل فرعا على الفعل كأن يكون إسم فاعل أو صيغة مبالغة كما
خبِي ٌر بَصِي ٌر ( )31فاطر) فعل صدّق يتعدى بنفسه ص ّدقًا ِلمَا َبيْنَ َيدَيْهِ إِنّ اللّ َه ِب ِعبَادِهِ لَ َ
ق مُ َحّ
ب هُوَ الْ َ
ح ْينَا إَِل ْيكَ مِنَ ا ْل ِكتَا ِ
في قوله تعالى (وَاّلذِي أَ ْو َ
سمَوَاتُ وَالَْأرْضُ ت ال ّ ن فِيهَا مَا دَامَ ِ والصل هو مصدقا ما معه ويصح قوله لكن جاء باللم المقوية لن العامل فرع على الفعل كقوله تعالى (خَاِلدِي َ
ك َفعّالٌ ِلمَا يُرِيدُ ( )107هود) جاء باللم المقوية لن العامل هو صيغة مبالغة. ِإلّا مَا شَا َء َرّبكَ إِنّ َرّب َ
َ َ
ض إ ِ ّل َ
ما ت وَاْلْر ُ موَا ُ
س َت ال َّ
م ِ ما دَا َ
ن فِيه َا َ
خالِدِي َ
* ما دللة الستثناء في قوله تعالى في سورة هود ( َ
َم َ َ
تم ِم
ما دَا َن فِيهَما َم جنَّةِ َ
خالِدِي َم سعِدُوا فَفِمي ال ْ َن ُم ما ال ّذِي َمما يُرِيد ُ ( )107وَأ ّ ل ل ِم َك فَ َّعا ٌن َرب ّمَ َ شا َء َرب ّمُ َ
ك إ ِم َّ َ
َ َ
جذ ُوذٍ ())108؟(د.حسام النعيمى) ك عَطَاءً غَيَْر َ
م ْ شا َء َرب ُّ َ ما َض إ ِ ّل َ ت وَاْلْر ُ موَا ُ س َال َّ
ن فِيهَا مَا دَامَتِ
الستثناء للشارة إلى أنه ليس هناك شيء يُلزِم ال سبحانه وتعالى فهو عز وجل قادر على كل شيء .فحينما يقول (خَاِلدِي َ
ب العزة بشيء لذلك يقول (إل ما شاء ربك) يعني هذا القضاء الذي سمَوَاتُ وَالَْأرْضُ إِلّا مَا شَاءَ َرّبكَ إِنّ َرّبكَ َفعّالٌ ِلمَا يُرِيدُ) حتى ل يُلزَم ر ّ
ال ّ
سمَوَاتُ
ن فِيهَا مَا دَامَتِ ال ّ
جنّةِ خَاِلدِي َ
س ِعدُوا فَفِي الْ َ
يقضيه هو ليس ملزما للمشيئة والمشئية فوق هذا القضاء .حتى مع المؤمنين لما قال (وََأمّا اّلذِينَ ُ
جذُوذٍ) وقوله (ما دامت السموات والرض) تشير إلى طول المدة لكن طمأنهم بقوله تعالى (عطاء غير غيْ َر مَ ْ
ك عَطَا ًء َ
وَالَْأرْضُ إِلّا مَا شَاءَ َرّب َ
مجذوذ) هو أيضا ربطها بالمشيئة لكن فيها تطمين لهل الجنة أن هذه المشيئة ل تتحقق في حرمانهم وإنما طمأنهم أن عطاءهم غير مجذوذ ل
يقتطع منهم لكن يبقى مشيئة ال عز وجل فوق كل شيء يعني ل يلزم رب العزة سبحانه وتعالى بشيء.
):آية (112(-)111
ما لَيوفّينَه م رب ُ َ َ ً َ
ملُو َ
نم ما يَعْ َ م إِن َّم ُ
ه ب ِم َ مالَهُم ْك أع ْ َ ن كُممل ّ ل ّم َّ ُ َ ِ َ ّ ُم ْ َ ّم * مما الفرق بيمن ختام اليتيمن فمي سمورة هود (وَإ ِم َّ
خبير ( ))111واليمة (فَا ستقم ك َم ُ
صيٌر ())112؟ ن ب َم ِ ملُو َم ما تَعْ َه ب ِم َك وَل َ تَطْغَوْا ْ إِن َّم ُمعَم َ
ب َ
من تَا َم ت وَم َ
مْر َم
ما أ ِ
َ ْم َ ِ ْ َ ِ ٌ
(د.فاضل السامرائى)
س َبقَ ْ
ت ف فِيهِ وَلَوْلَا كَِلمَةٌ َ ختُلِ َ ب فَا ْ
هذا الختيار نضعه في سياقه من الية فيتضح الختيار .آية هود موضع السؤال إحداهما (وََل َقدْ َآ َت ْينَا مُوسَى ا ْل ِكتَا َ
ك ِمنْهُ
شّ خبِي ٌر ( ))111ذكر (وَِإّنهُمْ لَفِي َ عمَاَلهُمْ ِإنّ ُه ِبمَا َي ْعمَلُونَ َ
ن كُلّا َلمّا َليُ َو ّف َيّنهُمْ َرّبكَ أَ ْب ( )110وَإِ ّ ك ِمنْ ُه مُرِي ٍ
شّي َبيْ َنهُمْ وَِإّنهُمْ َلفِي َ
مِنْ َرّبكَ لَ ُقضِ َ
مُرِيبٍ) والشك بحاجة إلى الخبرة لنك تقطع الشك باليقين ،يجب أن يعلم بواطن المور حتى يقطع الشك والخبير هو الذي يعلم بواطن المور
فأتى بالخبير الذي يعرف بواطن المور ليزيل الشك .ثم قال (فاختلف فيه) والحكم في الختلف يحتاج إلى خبرة فإذن الشك والختلف يناسبهم
ن بَصِي ٌر ( ))112استقم ول تطغوا ،الطغيان هو مُشاهَد في طغَوْاْ ِإنّ ُه ِبمَا تَ ْعمَلُو َ ل تَ ْ ب َم َعكَ َو َ
ستَقِ ْم َكمَا ُأمِ ْرتَ َومَن تَا َ
الخبرة .في الية الثانية (فَا ْ
ن ()110 ط ْغيَا ِنهِ ْم َي ْعمَهُو َ
الصل (وهو مجاوزة الحد) والستقامة فيها جانبان وحتى الطغيان قد يكون فيه جانبان في أمر العتقاد ( َو َنذَرُهُ ْم فِي ُ
النعام) ومُشاهد والستقامة فيها جانبان كما قال علماء اللغة مشاهَد وجانب في العتقاد ،في عملك وفي سلوكك يظهر أنك مستقيم أو ل
والستقامة في العتقاد مستقيم في العتقاد إذن الستقامة تشكل العقائد والعمال إذن أمر مشاهد وأمر غير منظور والطغيان كذلك الصل أن
يكون مشاهد وقد يكون غير منظور .البصر فيه جانبين جانب بصر وجانب بصيرة ،جانب مشاهد وهو البصر وجانب غير مشاهد وهو البصيرة
عمَى وَا ْلبَصِي ُر ()50 ستَوِي الَ ْل يَ ْ ن عَلَى َنفْسِ ِه بَصِيرَ ٌة ( )14القيامة) .لما نقول فلن بصير فيها أمران :بصير ضد العمى (قُلْ َه ْ (بَلِ ا ْلإِنسَا ُ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
النعام) والبصير من البصيرة وهو أمر معنوي وهي تناسب الطغيان التي فيها جانبان والستقامة التي فيها جانبان ما يُبصر وما يُضمر ،وأتى
بالطغيان الذي فيه جانبان والستقامة التي فيها جانبان مشاهد وغير مشاهد والبصير فيها جانبان فإذن ناسب اختيار بصير .هذا مفهوم البلغة
هذه المناسبات داخل الية القرآنية.
):آية (119
َ
ن ( )56الذاريات) حكممة الخلق للعبادة خلق الجمن والنمس س إ ِ ّل لِيَعْبُدُو ِم
ن وَاْلِن َم ت ال ْ ِ
ج َّم خلَقْم ُما َ* (وَم َ
حدَةً وَلَ
ة َوا ِ ُ
س أ َّ
م ً َ جعَ َ َ ُ
شاء َرب ّ َ
و َ َ
ل الن ّا َ كل َ للعبادة وفي آية أخرى نجد أن حكمة الخلق لسبب آخر (وَل ْ
َ
م ( )119هود) لم لذلك أي لجمل الختلف خلَقَهُم ْ
ك َ م َرب ُّم َ
ك وَلِذَل ِم َ من َّر ِ
ح َم ن ( )118إِل ّ َم ختَلِفِي َم
م ْ
ن ُيََزالُو َم
خلقهمم ،اختلفمت حكممة الخلق فكيمف يمكمن أن نفسمر اليتيمن ونعطمي لكلتما اليتيمن معناهما الخاص
ونفهمها؟ كيف نفهم عملية الخلق والغرض منها؟ (د.فاضل السامرائى)
ختَلِفِينَ) ذكر أنه خلقهم مختلفين في العبادة منهم ن مُ ْالغرض هو العبادة ربنا حصر الغرض من الخلق بالعبادة ثم إرسال الرسل ثم ( َولَ يَزَالُو َ
حدَةً) أمة هدى أو أمة ضلل كما يشاء لو شاء أن يجعلهم أمة واحدة أمة ضلل أو أمة ل النّاسَ ُأمّةً وَا ِ جعَ َ
ضا ّل ومنهم مهتدي (وَلَوْ شَاء َرّبكَ لَ َ
جمِيعًا ( )31الرعد) لكن ربنا ما شاء ذلك فإذن سيكونون مختلفين منهم ضال ومنهم مهتدي ولذلك خلقهم ليسوا هدى (أَن لّ ْو يَشَاء اللّ ُه َلهَدَى النّاسَ َ
أمة واحدة ،هكذا خلقهم على هذه الشاكلة منهم ضال ومنهم مهتدي ،التكليف من اهتدى وعبد ال وأطاعه فله جزاء الجنة ومن عصاه فله النار.
جمِيعًا) لكن هو لم يشأ ذلك فإذن ربنا سبحانه لو شاء أن يجعل الناس أمة واحدة أمة هدى أو أمة ضلل لفعل (أَن لّ ْو يَشَاء اللّهُ َلهَدَى النّاسَ َ
سيبقون مختلفين منهم ضال ومنهم مهتدي ولذلك خلقهم مختلفين لم يخلقهم ليجعلهم أمة واحدة ،خلقهم ليعبدوهَ ( ،ونَفْسٍ َومَا سَوّاهَا ( )7فَأَ ْل َه َمهَا
ن ( )26البقرة) ال ل بِهِ ِإلّ ا ْلفَاسِقِي َ
ضّ ُفجُورَهَا َوتَقْوَاهَا ( )8الشمس) هذا تكليف (مَاذَا َأرَادَ اللّ ُه بِهَـذَا َمثَلً يُ ِ
ضلّ بِ ِه َكثِيرا َو َيهْدِي بِ ِه كَثِيرا َومَا يُ ِ
تعالى ل يجبر الخلق على شيء معين وإنما ربنا يحاسب الخلق إن أطاعوه دخلوا الجنة وإن عصوه دخلوا النار.
):آية (120
* ما الفرق بين النبأ والخبر؟ولماذ ا جاءت (أنباء الرسل)؟ (د.فاضل السامرائى)
سبٍَإ ِب َنبَإٍ َيقِينٍ ( )22النمل) وفي القرآن النبأ أهم من الخبر (قُ ْ
ل هُوَ ج ْئ ُتكَ مِنْ َالنبأ كما يقول أهل اللغة أهم من الخبر وأعظم منه وفيه فائدة مهمة (وَ ِ
َنبٌَأ عَظِي ٌم ( )67ص) (عَنِ ال ّنبَإِ ا ْلعَظِي ِم ( )2النبأ) .والنبأ في اللغة هو الظهور وقد استعمل القرآن الكريم كلمة خبر مفردة في موطنين في قصة
ن ( )29القصص) (ِإذْ قَا َ
ل مُوسَى لِأَهْلِهِ ِإنّي طلُو َجذْوَ ٍة مِنَ النّارِ َلعَّلكُ ْم تَصْ َ
خبَرٍ أَ ْو َت نَارًا َلعَلّي َآتِيكُ ْم مِ ْنهَا بِ َ
موسى (قَالَ ِلأَهْلِ ِه ا ْم ُكثُوا ِإنّي َآنَسْ ُ
ن ( )7النمل) وهناك فرق بين الخبر والنبأ العظيم .وفي أخبار الماضين والرسل ب َقبَسٍ َلعَّلكُ ْم تَصْطَلُو َ شهَا ٍ خبَرٍ أَ ْو َآتِيكُ ْم بِ ِ
ت نَارًا سََآتِيكُ ْم مِ ْنهَا بِ َ
س ُ
َآنَ ْ
حقّ َومَوْعِظَةٌ َو ِذكْرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ( )120هود).ك فِي َهذِهِ الْ َ ل مَا ُن َثبّتُ بِ ِه فُؤَا َدكَ وَجَا َء َ ك مِنْ َأنْبَاءِ الرّسُ ِ ص عََل ْي َ استعمل القرآن نبأ ( َوكُلّا نَقُ ّ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة هود كما تفضل بها الدكتور فاضل السامرائي والدكتور حسام النعيمى والدكتور أحمد
الكبيسى وغيرهم وقامت بنشرها أختنا سمر الرناؤوط على موقعها إسلميات جزاهم ال عنى وعن المسلمين خير الجزاء ..فما كان من فضلٍ
فمن ال وما كان من خطأٍ أوسهوٍ فمن نفسى ومن الشيطان.
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى
يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.