Scribd Logo
Upload

Welcome to Scribd!

  • 7K views

    في خدمة الأسد كليلة و دمنة مدرسة الشريف الإدريسي

    Uploaded by

    الشريف الإدريسي
    جَلَسَ الْمَلِكُ "دَبْشَلِيمُ" يُنْصِتُ بِاسْتِمْتَاعٍ إلَى حَدِيثِ وَزِيرِهِ وَ مُسْتَشَارِهِ الْحَكِيمُ "بَيْدَبَا" الْفَيْلَسُوفُ... وَ أخَذَ "بَيْدَبَا" يُحَدِّثُهُ عَنِ الصَّدَاقَةِ وَ الأصْدِقَاءِ، وَ حُقُوقِ كُلِّ صَدِيقٍ عَلَى صَدِيقِهِ، وَ وَاجِبَاتِهِ نَحْوَهُ، حَتَّى تَدُومَ الصَّدَاقَةُ بَيْنَهُمَا ... وَ كَيْفَ أنَّ الصَّدِيقَ الْحَقِيقِيَّ ـ إذَا أخْلَصَ لِصَدِيقِهِ يَكُونُ أصْفَى مِنَ الأخِ الشَّقِيقِ، وَ يَحِقُّ لِلإنْسَانِ أنْ يَأتَمِنَهُ عَلَى أدَقِّ أسْرَارِ حَيَاتِهِ؟ وَ لِمَاذَا يَتَعَيَّنُ عَلَى الْمَرْءِ أنْ يُدَقِّقَ فِي اخْتِيَارِ أصْدِقَائِهِ، لأنَّ الصَّدِيقَ الْخَيِّرَ يَهْدِي إلَى طَرِيقِ الْحَقِّ؟ وَ كَيْفَ أنَّ الصَّدِيقَ الْمُخْلِصَ يَكُونُ كَالْعُمْلَةِ النَّادِرَةِ الَّتِي تَزْدَادُ قِيمَتُهَا عَلَى مَرِّ الأيَّامِ، وَ لِذَلِكَ لاَ يَنْبَغِي التَّفْرِيطُ فِيهَا بِسُهُولَةٍ؟ فَلَمَّا انْتَهَى "بَيْدَبَا" الْفَيْلَسُوفُ مِنْ كَلاَمِهِ نَظَرَ إلَيْهِ "دَبْشَلِيمُ" الْمَلِكُ قَائِلاً: قَدْ تَحَدَّثْتَ فَأجَدْتَ الْحَدِيثَ عَنِ الصَّدَاقَةِ وَ الأصْدِقَاءِ.. وَ الآنَ أرِيدُ مِنْكَ أيُّهَا الْحَكِيمُ أنْ تَضْرِبَ لِي مَثَلاً لِصَدِيقَيْنِ حَمِيمَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ، يُوقِعُ بَيْنَهُمَا حَاسِدٌ كَذُوبٌ مُحْتَالٌ، حَتَّى تَتَحَوَّلُ صَدَاقَتُهُمَا إلَى شَحْنَاءٍ وَعَدَاوَةٍ وَ بَغْضَاءٍ.

    Copyright:

    © All Rights Reserved
    Download as PDF or read online from Scribd
    Flag for inappropriate content

    You might also like

    في خدمة الأسد كليلة و دمنة مدرسة الشريف الإدريسي

    Uploaded by

    الشريف الإدريسي
    7K views16 pages
    جَلَسَ الْمَلِكُ "دَبْشَلِيمُ" يُنْصِتُ بِاسْتِمْتَاعٍ إلَى حَدِيثِ وَزِيرِهِ وَ مُسْتَشَارِهِ الْحَكِيمُ "بَيْدَبَا" الْفَيْلَسُوفُ... وَ أخَذَ "بَيْدَبَا" يُحَدِّثُهُ عَنِ الصَّدَاقَةِ وَ الأصْدِقَاءِ، وَ حُقُوقِ كُلِّ صَدِيقٍ عَلَى صَدِيقِهِ، وَ وَاجِبَاتِهِ نَحْوَهُ، حَتَّى تَدُومَ الصَّدَاقَةُ بَيْنَهُمَا ... وَ كَيْفَ أنَّ الصَّدِيقَ الْحَقِيقِيَّ ـ إذَا أخْلَصَ لِصَدِيقِهِ يَكُونُ أصْفَى مِنَ الأخِ الشَّقِيقِ، وَ يَحِقُّ لِلإنْسَانِ أنْ يَأتَمِنَهُ عَلَى أدَقِّ أسْرَارِ حَيَاتِهِ؟ وَ لِمَاذَا يَتَعَيَّنُ عَلَى الْمَرْءِ أنْ يُدَقِّقَ فِي اخْتِيَارِ أصْدِقَائِهِ، لأنَّ الصَّدِيقَ الْخَيِّرَ يَهْدِي إلَى طَرِيقِ الْحَقِّ؟ وَ كَيْفَ أنَّ الصَّدِيقَ الْمُخْلِصَ يَكُونُ كَالْعُمْلَةِ النَّادِرَةِ الَّتِي تَزْدَادُ قِيمَتُهَا عَلَى مَرِّ الأيَّامِ، وَ لِذَلِكَ لاَ يَنْبَغِي التَّفْرِيطُ فِيهَا بِسُهُولَةٍ؟ فَلَمَّا انْتَهَى "بَيْدَبَا" الْفَيْلَسُوفُ مِنْ كَلاَمِهِ نَظَرَ إلَيْهِ "دَبْشَلِيمُ" الْمَلِكُ قَائِلاً: قَدْ تَحَدَّثْتَ فَأجَدْتَ الْحَدِيثَ عَنِ الصَّدَاقَةِ وَ الأصْدِقَاءِ.. وَ الآنَ أرِيدُ مِنْكَ أيُّهَا الْحَكِيمُ أنْ تَضْرِبَ لِي مَثَلاً لِصَدِيقَيْنِ حَمِيمَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ، يُوقِعُ بَيْنَهُمَا حَاسِدٌ كَذُوبٌ مُحْتَالٌ، حَتَّى تَتَحَوَّلُ صَدَاقَتُهُمَا إلَى شَحْنَاءٍ وَعَدَاوَةٍ وَ بَغْضَاءٍ.

    Copyright

    © © All Rights Reserved

    Available Formats

    PDF or read online from Scribd

    Did you find this document useful?

    Is this content inappropriate?

    Report this Document
    جَلَسَ الْمَلِكُ "دَبْشَلِيمُ" يُنْصِتُ بِاسْتِمْتَاعٍ إلَى حَدِيثِ وَزِيرِهِ وَ مُسْتَشَارِهِ الْحَكِيمُ "بَيْدَبَا" الْفَيْلَسُوفُ... وَ أخَذَ "بَيْدَبَا" يُحَدِّثُهُ عَنِ الصَّدَاقَةِ وَ الأصْدِقَاءِ، وَ حُقُوقِ كُلِّ صَدِيقٍ عَلَى صَدِيقِهِ، وَ وَاجِبَاتِهِ نَحْوَهُ، حَتَّى تَدُومَ الصَّدَاقَةُ بَيْنَهُمَا ... وَ كَيْفَ أنَّ الصَّدِيقَ الْحَقِيقِيَّ ـ إذَا أخْلَصَ لِصَدِيقِهِ يَكُونُ أصْفَى مِنَ الأخِ الشَّقِيقِ، وَ يَحِقُّ لِلإنْسَانِ أنْ يَأتَمِنَهُ عَلَى أدَقِّ أسْرَارِ حَيَاتِهِ؟ وَ لِمَاذَا يَتَعَيَّنُ عَلَى الْمَرْءِ أنْ يُدَقِّقَ فِي اخْتِيَارِ أصْدِقَائِهِ، لأنَّ الصَّدِيقَ الْخَيِّرَ يَهْدِي إلَى طَرِيقِ الْحَقِّ؟ وَ كَيْفَ أنَّ الصَّدِيقَ الْمُخْلِصَ يَكُونُ كَالْعُمْلَةِ النَّادِرَةِ الَّتِي تَزْدَادُ قِيمَتُهَا عَلَى مَرِّ الأيَّامِ، وَ لِذَلِكَ لاَ يَنْبَغِي التَّفْرِيطُ فِيهَا بِسُهُولَةٍ؟ فَلَمَّا انْتَهَى "بَيْدَبَا" الْفَيْلَسُوفُ مِنْ كَلاَمِهِ نَظَرَ إلَيْهِ "دَبْشَلِيمُ" الْمَلِكُ قَائِلاً: قَدْ تَحَدَّثْتَ فَأجَدْتَ الْحَدِيثَ عَنِ الصَّدَاقَةِ وَ الأصْدِقَاءِ.. وَ الآنَ أرِيدُ مِنْكَ أيُّهَا الْحَكِيمُ أنْ تَضْرِبَ لِي مَثَلاً لِصَدِيقَيْنِ حَمِيمَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ، يُوقِعُ بَيْنَهُمَا حَاسِدٌ كَذُوبٌ مُحْتَالٌ، حَتَّى تَتَحَوَّلُ صَدَاقَتُهُمَا إلَى شَحْنَاءٍ وَعَدَاوَةٍ وَ بَغْضَاءٍ.

    Copyright:

    © All Rights Reserved
    Download as PDF or read online from Scribd
    Flag for inappropriate content
    7K views16 pages

    في خدمة الأسد كليلة و دمنة مدرسة الشريف الإدريسي

    Uploaded by

    الشريف الإدريسي
    جَلَسَ الْمَلِكُ "دَبْشَلِيمُ" يُنْصِتُ بِاسْتِمْتَاعٍ إلَى حَدِيثِ وَزِيرِهِ وَ مُسْتَشَارِهِ الْحَكِيمُ "بَيْدَبَا" الْفَيْلَسُوفُ... وَ أخَذَ "بَيْدَبَا" يُحَدِّثُهُ عَنِ الصَّدَاقَةِ وَ الأصْدِقَاءِ، وَ حُقُوقِ كُلِّ صَدِيقٍ عَلَى صَدِيقِهِ، وَ وَاجِبَاتِهِ نَحْوَهُ، حَتَّى تَدُومَ الصَّدَاقَةُ بَيْنَهُمَا ... وَ كَيْفَ أنَّ الصَّدِيقَ الْحَقِيقِيَّ ـ إذَا أخْلَصَ لِصَدِيقِهِ يَكُونُ أصْفَى مِنَ الأخِ الشَّقِيقِ، وَ يَحِقُّ لِلإنْسَانِ أنْ يَأتَمِنَهُ عَلَى أدَقِّ أسْرَارِ حَيَاتِهِ؟ وَ لِمَاذَا يَتَعَيَّنُ عَلَى الْمَرْءِ أنْ يُدَقِّقَ فِي اخْتِيَارِ أصْدِقَائِهِ، لأنَّ الصَّدِيقَ الْخَيِّرَ يَهْدِي إلَى طَرِيقِ الْحَقِّ؟ وَ كَيْفَ أنَّ الصَّدِيقَ الْمُخْلِصَ يَكُونُ كَالْعُمْلَةِ النَّادِرَةِ الَّتِي تَزْدَادُ قِيمَتُهَا عَلَى مَرِّ الأيَّامِ، وَ لِذَلِكَ لاَ يَنْبَغِي التَّفْرِيطُ فِيهَا بِسُهُولَةٍ؟ فَلَمَّا انْتَهَى "بَيْدَبَا" الْفَيْلَسُوفُ مِنْ كَلاَمِهِ نَظَرَ إلَيْهِ "دَبْشَلِيمُ" الْمَلِكُ قَائِلاً: قَدْ تَحَدَّثْتَ فَأجَدْتَ الْحَدِيثَ عَنِ الصَّدَاقَةِ وَ الأصْدِقَاءِ.. وَ الآنَ أرِيدُ مِنْكَ أيُّهَا الْحَكِيمُ أنْ تَضْرِبَ لِي مَثَلاً لِصَدِيقَيْنِ حَمِيمَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ، يُوقِعُ بَيْنَهُمَا حَاسِدٌ كَذُوبٌ مُحْتَالٌ، حَتَّى تَتَحَوَّلُ صَدَاقَتُهُمَا إلَى شَحْنَاءٍ وَعَدَاوَةٍ وَ بَغْضَاءٍ.

    Copyright:

    © All Rights Reserved
    Download as PDF or read online from Scribd
    Flag for inappropriate content
    of 16

    You might also like