You are on page 1of 267

‫القواعد الفقهية‬

‫الحافظ ابن رجب‬


‫‪1‬‬
‫ب يَسّ ْر َوَأعِنْ ) ‪...‬‬ ‫بِسْمِ اللّهِ الرّحْ َمنِ الرّحِيمِ ( رَ ّ‬
‫حْنبَِليّ َتغَمّ َدهُ اللّ ُه ِبرَحْ َمتِهِ‬
‫ب الْ َ‬
‫شيْ ُخ الِْإمَا ُم اْلعَالِ ُم الْعَلّا َمةُ َأبُو الْفَ َرجِ َزيْنُ الدّي ِن َعبْدُ الرّحْ َم ِن بْنُ رَ َج ٍ‬
‫قَالَ ال ّ‬
‫حكَمِ ‪َ ،‬و َشيّدَ َمعَاقِلَ اْلعِلْمِ بِخِطَابِهِ‬ ‫حمْدُ لِلّ ِه الّذِي َمهّدَ َقوَاعِدَ الدّين بِ ِكتَابِهِ الْ ُم ْ‬ ‫َوَأسْ َكنَهُ فَسِيحَ َجّنتِهِ ‪ .‬الْ َ‬
‫َوأَ ْحكَمَ ‪ ،‬وََفقّهَ فِي دِينِ ِه مَنْ أَرَا َد بِهِ َخيْرًا مِ ْن ِعبَا ِد ِه وََفهّمَ ‪َ ،‬وَأوْقَفَ مَ ْن شَاءَ عَلَى مَا شَا َء مِنْ َأسْرَا ِر مُرَا ِدهِ‬
‫ف َوعَلّ َم ‪ ،‬عَلّ َم بِاْلقَلَ ِم عَلّ َم الِْإنْسَا َن مَا لَ ْم َيعْلَمْ‬ ‫سبْحَانَ مَنْ َحكَمَ َفأَ ْحكَمَ ‪ ،‬وَحَلّ َل وَحَ ّرمَ ‪َ ،‬وعَرّ َ‬ ‫َوأَْلهَمَ ‪ ،‬فَ ُ‬
‫‪َ ،‬وَأشْهَدُ َأنْ لَا إلَهَ إلّا اللّ ُه َوحْ َدهُ لَا شَرِيكَ لَ ُه َشهَا َدةً َتهْدِي إلَى الطّرِي ِق اْلأَقْ َومِ ‪َ ،‬وَأ ْشهَدُ َأنّ مُحَمّدًا َعبْ ُدهُ‬
‫حكَمِ ‪َ ،‬ووَدَائِ ِع اْلعِلْ ِم وَالْحِ ْل ِم وَالْكَ ْرمِ صَلّى اللّ ُه عََليْ ِه وَآلِهِ‬
‫جوَامِ ِع الْكَلِمِ َوبَدَائِ ِع الْ ِ‬
‫ص بِ َ‬
‫خصُو ُ‬ ‫وَ َرسُولُهُ الْ َم ْ‬
‫ط لِ ْل َفقِي ِه أُصُولَ الْ َمذْهَبِ ‪َ ،‬وتُطِْلعُهُ‬
‫حبِ ِه َوسَلّمَ ‪َ " .‬أمّا َبعْدُ " َف َه ِذهِ َقوَا ِعدُ ُمهِ ّم ٌة َوفَوَائِ ُد جَ ّمةٌ ‪ ،‬تَضْبِ ُ‬
‫وَصَ ْ‬
‫مِ ْن مَآخِ ِذ اْل ِفقْهِ عَلَى مَا كَانَ َعنْهُ قَ ْد َت َغيّبَ ‪َ .‬وُتنَظّمُ لَ ُه َمنْثُو َر الْمَسَائِلِ فِي سِلْك وَاحِدٍ ‪َ ،‬وُت َقيّدُ لَهُ‬
‫ب مَ ْن عَذَرَ ‪َ .‬فَلقَدْ‬ ‫ب عََليْهِ كُ ّل ُمَتبَاعِدٍ ‪َ ،‬ف ْليُ ْمعِ ْن النّاظِرُ فِي ِه النّظَرَ ‪ ،‬وَْلُي َوسّعْ الْعُذْ َر إنّ الّلبِي َ‬
‫شوَارِ َد َوُتقَرّ ُ‬
‫ال ّ‬
‫َسنَحَ بِالْبَا ِل عَلَى غَاَيةٍ مِ ْن الِْإعْجَالِ ‪ ،‬كَالِا ْرتِجَالِ َأوْ قَرِيبًا مِ ْن الِا ْرتِجَالِ ‪ ،‬فِي َأيّامٍ يَسِيَ ٍة وََليَالٍ ‪َ .‬ويَ ْأبَى‬
‫سئُولُ‬ ‫صوَابِهِ ‪ ،‬وَاَللّ ُه الْمَ ْ‬
‫ف مَ ْن اغَْتفَرَ قَلِيلَ خَ َطِأ الْمَرْءِ فِي َكثِيِ َ‬ ‫اللّ ُه الْ ِعصْ َمةَ ِل ِكتَابٍ َغيْرِ ِكتَابِهِ ‪ ،‬وَالْ ُمْنصِ ُ‬
‫صوَابِ اْل َقوْ ِل وَاْلعَمَلِ ‪َ ،‬وَأ ْن يَرْزَُقنَا ا ْجِتنَابَ َأ ْسبَابِ ال ّزيْ ِغ وَالزّلَ ِل ‪ ،‬إنّهُ َقرِيبٌ مُجِيبٌ لِمَ ْن َسأَلَ‬ ‫أَ ْن ُيوَّفقَنَا ِل َ‬
‫خّيبُ مَ ْن إيّاهُ رَجَا َوعََليْ ِه َتوَكّلَ ‪.‬‬ ‫‪ ،‬لَا يُ َ‬
‫‪2‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْأُولَى ) الْمَا ُء الْجَارِي هَ ْل ُهوَ كَالرّاكِدِ َأوْ كُلّ جرية ِمنْهُ َلهَا ُحكْ ُم الْمَا ِء الْ ُمْنفَ ِردِ ‪ .‬فِيهِ خِلَافٌ‬
‫ت فِيهِ نَجَا َسةٌ َفهَ ْل ُي ْعَتبَ ُر مَجْمُوعُهُ ‪ ،‬فَِإنْ كَانَ َكثِيًا‬
‫ب َينَْبنِي عََليْ ِه مَسَائِلُ ‪ ( :‬أَحَ ُدهَا ) َلوْ َوقَعَ ْ‬
‫فِي الْ َم ْذهَ ِ‬
‫ستْ ‪.‬‬ ‫س َوإِلّا نَجُ َ‬
‫ج ْ‬ ‫جسَ َأوْ ُت ْعَتبَرُ كُلّ َج ْرَيةٍ بِاْنفِرَا ِدهَا فَِإ ْن بََل َغتْ ُقّلتَيْنِ لَمْ يَنْ ُ‬
‫س بِدُونِ َت َغيّ ٍر َوإِلّا نَ ُ‬
‫ج ْ‬‫لَ ْم َينْ ُ‬
‫فِيهِ ِروَاَيتَانِ َحكَاهُمَا الشّيَازِيّ َو َغيْ ُرهُ ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫جسُ فِي مَا ٍء جَارٍ َو َمرّتْ عَلَ ْيهِ سَبْعُ‬ ‫ب ِعنْدَ اْلقَاضِي وَالثّاِنَيةُ ‪َ :‬لوْ غُ ِمسَ الِْإنَاءُ النّ ِ‬ ‫( وَالثّاِنَيةُ ) ‪ :‬الْ َم ْذهَ ُ‬
‫جَ ْريَاتٍ َفهَلْ ذَلِ َ‬
‫ك غَسَْل ٌة وَاحِ َدةٌ َأ ْو َسبْ ُع غَسَلَاتٍ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ :‬حكَاهُمَا َأبُو الْحَسَ ِن بْ ُن اْلغَازِي تِ ْلمِيذُ‬
‫ح الْمَ ْذ َهبِ لِ ْلقَاضِي ‪َ :‬أنّ‬
‫ك غَسَْل ٌة وَاحِ َدةٌ ‪ ،‬وَفِي َشرْ ِ‬ ‫الْآمِدِيّ ‪َ ،‬وذَكَرَ َأنّ ظَاهِرَ كَلَا ِم اْلأَصْحَابِ َأنّ ذَلِ َ‬
‫حوِ ِه َو َعصَ َرهُ َعقِيبَ كُلّ َج ْرَيةٍ ‪.‬‬
‫كَلَامَ أَحْمَدَ يَدُ ّل عََليْهِ ‪ ،‬وَكَذَلِكَ َلوْ كَانَ َث ْوبًا َونَ ْ‬
‫‪4‬‬
‫ت مُتَوَالَِيةٍ‬
‫ص َغرَ فِي مَاءٍ جَا ٍر لِ ْلوُضُو ِء وَ َم ّرتْ عَلَ ْيهِ أَ ْربَ ُع َج ْريَا ٍ‬
‫ح ِدثُ َح َدثًا أَ ْ‬
‫س الْمُ ْ‬
‫( وَالثّاِلَثةُ ) ‪َ :‬لوْ اْنغَمَ َ‬
‫َفهَ ْل يَ ْرَتفِ ُع بِذَلِكَ َح َدثُهُ َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ :‬أ ْشهَ ُرهُمَا عِنْ َد اْلأَصْحَابِ َأنّ ُه يَ ْرَتفِعُ حَ َدثُهُ ‪ .‬وَقَالَ َأبُو‬
‫ق َبيْنَ الْجَارِي وَالرّاكِدِ ‪ .‬قُ ْلتُ ‪:‬‬ ‫الْخَطّابِ فِي الِاْنِتصَارِ ‪ :‬ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ َأنّهُ لَا يَ ْرَتفِعُ حَ َدثُهُ ِلَأنّهُ لَ ْم ُيفَ ّر ْ‬
‫حكَمِ ‪َ ،‬وَأنّهُ إذَا اْنغَ َمسَ فِي دِجَْلةَ فَِإنّهُ لَا يَ ْرَتفِعُ‬ ‫بَلْ َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى التّسْ ِوَيةِ بَْيَنهُمَا فِي ِروَاَيةِ مُحَمّ ِد بْ ِن الْ َ‬
‫حَ َدثُهُ َحتّى يُخْ ِرجَ َح َدثَهُ ُم َرّتبًا ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫خطّابِ َو َغيْ ِرهِ ؛ ِلأَنّ‬ ‫حَنثْ عِنْدَ َأبِي الْ َ‬ ‫ف فِي َهذَا الْمَاءِ وَكَانَ جَا ِريًا لَ ْم يَ ْ‬ ‫( وَالرّاِب َعةُ ) َلوْ حَلَفَ لَا يَقِ ُ‬
‫حَنثُ ‪ ،‬لَا سِيّمَا‬ ‫س الْ َمنْصُوصِ َأنّ ُه يَ ْ‬
‫صوّ ُر اْلوُقُوفُ فِيهِ ‪ .‬وَِقيَا ُ‬
‫شْيئًا ‪ ،‬فَلَا يَُت َ‬
‫ف َشْيئًا فَ َ‬‫ستَخْلِ ُ‬‫ي َيَتبَدّ ُل َويَ ْ‬ ‫الْجَارِ َ‬
‫ح َو هَذَا‬
‫ضيَ فِي الْجَامِ ِع اْلكَبِيِ ذَ َك َر نَ ْ‬ ‫شهَدُ لَ ُه وَاْلَأيْمَانُ مَ ْر ِج ُعهَا إلَى اْلعُرْفِ ‪ ،‬ثُ ّم وَ َجدْت اْلقَا ِ‬ ‫وَالْعُرْفُ يَ ْ‬
‫[ َواَللّهُ َأعْلَمُ ] ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫حَيوَانِ فِي ُحكْ ِم الْ ُمْنفَصِ ِل َعنْهُ لَا فِي ُحكْ ِم الْ ُمتّصِلِ ‪ ،‬وَكَذَلِكَ ال ّظفُرُ ‪ .‬هَذَا‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنَيةُ ) ‪َ :‬شعَ ُر الْ َ‬
‫ش ْهوَةٍ لَ ْم َيْنتَ ِقضْ وُضُوءُهُ ‪،‬‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ :‬مِْنهَا ‪ :‬إذَا مَسّ شَ َعرَ امْ َرَأةٍ ِب َ‬
‫ُهوَ جَا ّد ُة الْمَ ْذ َهبِ َوَيَتفَ ّرعُ عَلَى ذَلِ َ‬
‫حلّ‬
‫ت بِمَ َ‬
‫سأََل ِة َمأْخَذٌ آ َخرُ ‪َ :‬وهُوَ َأنّ هَ ِذ ِه اْلأَجْزَاءَ َليْسَ ْ‬
‫سهَا بِ ُظفْ ِرهِ َأ ْو َشعَ ِر ِه وَِلهَ ِذهِ الْمَ ْ‬
‫ك ظُفْ َرهَا َأ ْو مَ ّ‬
‫وَكَذَلِ َ‬
‫ش ْه َوةِ اْلأَصِْلّيةِ ‪َ ،‬وهِ َي شَرْطٌ ِلَن ْقضِ اْلوُضُو ِء ِعنْ َدنَا ‪.‬‬ ‫لِل ّ‬
‫‪7‬‬
‫ت وَلَا بِالِاْنفِصَا ِل عَلَى الْمَ ْذ َهبِ ‪ ،‬وَكَذَا مَا طَا َل مِنْ ال ّظفْ ِر عَلَى‬ ‫س بِالْ َموْ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫شعَرَ لَا َينْ ُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َأنّ ال ّ‬
‫جسُ ‪ِ ،‬لَأنّهُ‬
‫س عَلَى الصّحِيحِ َومِ ْن َغيْ ِرهِ يَنْ ُ‬ ‫صلَ ِمنْ آ َد ِميّ لَ ْم َينْ ُ‬
‫ج ْ‬ ‫شهُورِ فَِإنْ انْفَ َ‬
‫ا ْحتِمَالٍ فِيهِ ‪َ ،‬أمّا عَلَى الْمَ ْ‬
‫جسَ ‪.‬‬‫كَانَتْ فِيهِ َحيَاةٌ ثُمّ فَارََقتْهُ حَا َل اْن ِفصَالِهِ فَ َمَنعَ ُه الِاتّصَا ُل مِ ْن الّتنْجِيسِ فَِإذَا اْن َفصَلَ زَا َل الْمَانِعُ َفنَ ُ‬
‫‪8‬‬
‫ب غَسْلِ ِه وَ ْجهَانِ َواَلّذِي رَجّحَهُ صَا ِح ُ‬
‫ب‬ ‫جنَاَبةُ َففِي وُجُو ِ‬ ‫ح َدثِ ‪َ .‬فَأمّا الْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َغسْ ُلهُ فِي الْجَنَاَب ِة وَالْ َ‬
‫ب َت َعبّدًا ‪.‬‬
‫ب طَ ْردًا ِل ْلقَاعِ َدةِ ‪َ ،‬ومَنْ َأوْ َجبَهُ َفَيقُولُ ‪ :‬وَ َج َ‬ ‫الْ ُمغْنِي وَذَكَرَ َأنّ ُه ظَاهِرُ كَلَامِ الْخِرَِقيّ عَ َدمُ اْلوُجُو ِ‬
‫ب إيصَا ِل الْمَاءِ إلَى مَا‬ ‫ضرُو َرةِ وُجُو ِ‬ ‫َنعَمْ إنْ كَانَ وُصُو ُل الْمَاءِ إلَى الْبَشَ َرةِ لَا يُ ْمكِ ُن بِدُونِ غَسْلِ ِه وَ َجبَ ِل َ‬
‫ستَ ْرسِ ِل ِمنْهُ عَلَى الصّحِيحِ ‪َ ،‬وَأمّا الْ ُمحَاذِي ِلمَحَلّ‬ ‫ب غَسْلُ الْمُ ْ‬‫ج ُ‬ ‫صغَ ِر يَ ِ‬
‫ث اْلأَ ْ‬
‫حتَهُ ‪َ ،‬وَأمّا فِي الْحَدَ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫حوَائِلِ فِي اْلوُضُوءِ كَافٍ‬ ‫ئ إمْرَا ُر الْمَا ِء عَلَى ظَاهِ ِرهِ إذَا كَانَ َكثِيفًا ‪ِ ،‬لأَنّ إيصَا َل الْمَاءِ إلَى الْ َ‬ ‫جزِ ُ‬ ‫الْفَ ْرضِ َفيُ ْ‬
‫جبِ َيةِ فَاْل ُمتّصِلِ خِ ْل َقةً َأوْلَى ‪.‬‬
‫ف وَاْلعِمَا َمةِ وَالْ َ‬‫َوإِنْ لَ ْم َتكُ ْن ُمتّصَِل ًة بِاْلبَ َدنِ اّتصَالَ ِخ ْل َقةٍ كَاْلخُ ّ‬
‫‪9‬‬
‫ق وَلَا‬ ‫ش َعرِ َأوْ ال ّظ ْفرِ لَمْ يَْثُبتْ بِهِ الطّلَا ُ‬
‫ق وَلَا اْلعَتَا ُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَضَافَ طَلَاقًا أَوْ عَتَاقًا َأوْ ِظهَارًا إلَى ال ّ‬
‫ال ّظهَا ُر عَلَى اْلأَصَحّ ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫يةٌ َتسُْت ُرهُ فَاْلمَ ْذ َهبُ َأنّهُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ كَا َن جَيُْبهُ وَا ِسعًا ُترَى مِ ْنهُ َعوْرَُتهُ فِي الصّلَاةِ َل ِكنْ َلهُ لِحَْيةٌ كَبِ َ‬
‫ستْ َر بِالْ ُمّتصِلِ كَاْليَ ِد‬ ‫ب الْحَجّ َأنّ ال ّ‬ ‫ستْرِ ‪ ،‬قَالَ فِي الْ ُمغْنِي ‪َ :‬نصّ عََليْ ِه مَعَ َأنّهُ قَرّرَ فِي ِكتَا ِ‬ ‫يَ ْكفِيهِ فِي ال ّ‬
‫ض َعيْ ِن َوتَرَدّدَ فِيهِ الْقَاضِي فِي‬ ‫ح اْلهِدَاَيةِ وَقَا َل ‪ُ :‬هوَ سِتْرٌ فِي الْ َموْ ِ‬ ‫ح ِوهَا لَا ِف ْدَيةَ فِيهِ ‪ .‬وَخَاَلفَهُ صَا ِحبُ شَ ْر ِ‬ ‫َونَ ْ‬
‫ستْرٍ فِي الْإِحْرَا ِم وَلَا فِي الصّلَا ِة ثُمّ ذَ َك َر نَصّ أَ ْحمَدَ‬ ‫ستْ َر بِالْ ُمّتصِلِ َلْيسَ بِ ِ‬ ‫ج َز َم تَا َرةً ِبَأنّ ال ّ‬
‫شَرْحِ الْمَ ْذهَبِ فَ َ‬
‫وَرَجَعَ إلَى َأنّهُ ِستْرٌ فِي الصّلَاةِ دُونَ الْإِ ْحرَامِ ؛ ِلَأنّ الْ َقصْدَ فِي ِستْ ِر الصّلَا ِة َت ْغيِيبُ َل ْو ِن الْبَشَ َر ِة وَفِي الْإِحْرَامِ‬
‫ح ِريُ نَظَ ِر ِه عَلَى‬‫صيْدِ َوتَ ْ‬‫ب اْلفِ ْدَيةِ بِ ِه وَضَمَانُ ُه مِ ْن ال ّ‬
‫ستَ ُر بِهِ عَا َدةً ‪َ .‬فَأمّا إيَا ُ‬ ‫ستْ ُر بِمَا يُ ْ‬‫إنّمَا يُحَ ّرمُ ال ّ‬
‫الْأَ ْجَنِبيّ ‪َ ،‬فلَمّا َيَتعَلّ ُق بِجُ ْمَل ِة اْلبَدَ ِن مِنْ إزَاَلةِ جَمَالِ ِه َوَتأَذّي الصّيْ ِد ِبتَ ْروِيعِهِ َوِإْثبَاتِ الْيَ ِد عََليْهِ ‪َ ،‬و ُهوَ‬
‫مُ ْمَتنِعٌ ‪ ،‬وَالِا ْفِتتَا ِن بِالْ َم ْرأَ ِة وَِلهَذَا ِلوَ اْن َفصَلَ َشعَ ُر الْ َم ْرَأةِ جَا َز النّظَرُ إَليْهِ عَلَى ظَاهِرِ كَلَامِ َأبِي الْخَطّابِ فِي‬
‫الِاْنِتصَارِ وَ َحكَى صَا ِحبُ التّلْخِيصِ فِيهِ َو ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ف اْلكُلّ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ ) ‪ :‬مَ ْن وَ َجَبتْ عََليْ ِه ِعبَا َدةٌ َفأَتَى بِمَا َلوْ ا ْقَتصَ َر عَلَى مَا دُونَهُ َلأَجْ َزَأهُ هَ ْل يُوصَ ُ‬
‫بِاْلوُجُوبِ َأوْ قَ ْد ُر الْإِجْزَا ِء ِمنْهُ ‪ .‬إنْ كَاَنتْ ال ّزيَا َدةُ ُمتَ َميّ َز ًة ُمْنفَصَِلةً َفلَا إشْكَالَ فِي َأّنهَا َنفْ ٌل بِاْنفِرَا ِدهَا‬
‫ح ِوهَا ‪َ ،‬وأَمّا إنْ َل ْم تَكُ ْن ُمتَ َميّ َزةً َففِيهِ َو ْجهَا ِن مَذْكُورَانِ فِي‬ ‫كَإِخْرَاجِ صَا َعيْنِ ُمْنفَ ِر َديْنِ فِي اْلفِطْ َر ِة َونَ ْ‬
‫ت َقدْرِ اْلإِ ْجزَاءِ مِ ْنهُ هَلْ‬
‫أُصُو ِل الْ ِفقْ ِه َويَْنَبنِي عََليْ ِه مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬منْهَا ) إذَا َأدْرَكَ اْلِإمَامَ فِي الرّكُوعِ َبعْدَ َفوَا ِ‬
‫ضةِ ‪ .‬ظَاهِرُ َكلَامِ الْقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ تَخْرِ ُيهَا عَلَى اْلوَ ْج َهيْنِ إذَا ُق ْلنَا لَا يَصِحّ‬ ‫يَكُونُ مُ ْدرِكًا لَهُ فِي اْلفَرِي َ‬
‫ب الِاتّبَاعِ‬
‫جرِيَ ال ّزيَا َد ُة مَجْرَى الْوَا ِجبِ فِي بَا ِ‬ ‫حتَمَلُ أَ ْن تَ ْ‬
‫اقْتِدَا ُء الْ ُم ْفتَ ِرضِ بِالْ ُمتََنفّلِ قَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ َويُ ْ‬
‫سبُوقِ َو ُمصَلّي الْجُ ُم َع ِة مِ ْن امْ َرَأةٍ َو َعبْ ٍد مُسَافِرٍ ‪.‬‬ ‫سقِطُ اْلوَا ِجبَ كَمَا فِي الْمَ ْ‬ ‫صةً إذْ الِاّتبَاعُ َق ْد يُ ْ‬ ‫خَا ّ‬
‫‪12‬‬
‫ح َب َدَنةً َفهَلْ ُكّلهَا وَا ِجبَةٌ َأ ْو ُسبُ ُعهَا ؟ ‪ .‬عَلَى وَ ْج َهيْنِ ( َو ِمْنهَا ) إذَا‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َوجَبَ عَلَ ْيهِ شَا ٌة َفذَبَ َ‬
‫جزِيهِ َفهَ ْل اْلوَا ِجبُ كُلّهُ َأوْ خُمُسُهُ الْوَا ِجبُ ‪ .‬وَ َحكَى اْلقَاضِي َأبُو‬
‫س ِمنْ اْلإِِب ِل َبعِيًا َوقُلْنَا يَ ْ‬
‫َأدّى َع ْن خَمْ ٍ‬
‫ئ عَ ْن عِشْرِي َن َبعِيًا َأْيضًا ‪َ ،‬وعَلَى الْآخَرِ‬
‫جزِ ُ‬
‫صغِيُ فِيهِ َو ْج َهيْنِ ‪َ :‬فعَلَى اْل َقوْ ِل ِبأَنّ خُمُسَ ُه اْلوَا ِجبَ يُ ْ‬ ‫َيعْلَى ال ّ‬
‫ئ عَنْ عِشْرِينَ إلّا أَ ْرَب َعةُ َأْبعِ َرةٍ ‪.‬‬
‫لَا يُجْ ِز ُ‬
‫‪13‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َمسَحَ َرْأ َسهُ كُ ّل ُه ُد ْف َعةً وَا ِح َدةً وَقُلْنَا الْ َفرْضُ مِ ْنهُ َقدْرُ النّاصَِيةِ َفهَ ْل الْكُلّ َف ْرضٌ َأوْ َقدْرُ‬
‫صَي ِة ِمنْهُ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا أَ ْخرَجَ فِي الزّكَا ِة سِنّا أَعْلَى ِمنْ اْلوَاجِبِ َفهَلْ كُلّهُ َف ْرضٌ َأوْ َب ْعضُهُ تَ َط ّوعٌ ‪.‬‬
‫النّا ِ‬
‫صوَابُ ؛ ِلَأنّ الشّا ِرعَ َأعْطَاهُ ُجبْرَانًا عَنْ‬ ‫وَقَالَ َأبُو الْخَطّابِ كُلّهُ َف ْرضٌ وَقَالَ الْقَاضِي َبعْضُ ُه تَ َط ّوعٌ َو ُه َو ال ّ‬
‫ف الْكُلّ‬ ‫خفِيفًا فَِإذَا َفعَلَ اْلأَصْلَ وُصِ َ‬ ‫ضّيتَهُ َووُجُوبَ ُه ثُ ّم َسقَطَ َب ْعضُ ُه تَ ْ‬ ‫ال ّزيَا َدةِ ‪َ ،‬فَأمّا مَا كَا َن الْأَصْلُ َفرْ ِ‬
‫صلّى الْمُسَافِرُ أَ ْرَبعًا فَِإنّ اْلكُلّ فَ ْرضٌ فِي َحقّ ِه َوعَنْ َأبِي َبكْرٍ َأنّ‬ ‫بِاْلوُجُوبِ عَلَى الصّحِيحِ ‪َ ،‬فمِنْ ذَلِكَ إذَا َ‬
‫صلِ ِه َو ُهوَ عَ َد ُم اعِْتبَا ِر ِنّيةِ‬
‫ش عَلَى أَ ْ‬
‫ض بِهِ فِيهِمَا َوهُ َو ُمتَ َم ّ‬ ‫الرّ ْكعََتيْ ِن اْلأَخِيََتيْ ِن َتنَفّلٌ لَا َيصِ ّح ا ْقتِدَاءُ الْ ُم ْفتَ ِر ِ‬
‫ض بِدِينَارٍ فَِإنّ اْلكُ ّل وَا ِجبٌ َوِإنْ كَانَ لَ ُه الِا ْقتِصَارُ‬ ‫حيْ ِ‬ ‫الْ َقصْرِ ‪ ،‬وَالْمَ ْذ َهبُ اْلَأوّلُ َو ِمنْهُ إذَا َكفّ َر اْلوَاطِئُ فِي الْ َ‬
‫خرّجُ فِيهِ وَجْهٌ مِنْ َقوْلِ َأبِي َبكْرٍ َفَأمّا إ ْن غَسَلَ َرْأسَ ُه بَدَلًا عَ ْن مَسْحِهِ‬ ‫صفِهِ ذَكَ َرهُ فِي الْ ُمغْنِي ‪َ ،‬ويَتَ َ‬ ‫عَلَى ِن ْ‬
‫سَتعْمَلٌ فِي رَفْعِ حَدَثٍ ِلَأنّ اْلأَصْلَ ُهوَ اْلغَسْلُ‬ ‫وَقُ ْلنَا بِالْإِجْزَاءِ َففِي السّائِ ِل ِمنْهُ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ مُ ْ‬
‫خفِيفًا ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬و ُهوَ الصّحِيحُ َأنّ ُه َطهُورٌ ِلَأنّ اْلغَسْ َل َمكْرُوهٌ َفلَا َيكُونُ وَا ِجبًا وَقَ ْد ُيقَالُ‬ ‫ط تَ ْ‬
‫َوإِنّمَا َسقَ َ‬
‫وَالْإِتْمَامُ فِي السّفَرِ مَكْرُوهٌ َأيْضًا ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ت بَ َدنِّيةً َأ ْو مَاِليّةً َأ ْو مُرَ ّكَبةً ِمْنهُمَا لَا يَجُوزُ َتقْدِ ُيهَا عَلَى‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِب َعةُ ) ‪ :‬الْ ِعبَادَاتُ كُّلهَا َسوَاءٌ كَاَن ْ‬
‫ط اْلوُجُوبِ َوَيَتفَ ّرعُ عَلَى‬ ‫ب وُجُوِبهَا َويَجُو ُز َتقْ ِد ُيهَا َبعْدَ َسَببِ الْوُجُو ِ‬
‫ب وََقبْ َل اْلوُجُوبِ َأوْ َقبْ َل شَ ْر ِ‬ ‫سَبَ ِ‬
‫شتَرَطِ َلهَا‬
‫ط اْلوُجُوبِ ِفعْلُ الْ ِعبَا َد ِة الْمُ ْ‬
‫ث َو َشرْ ُ‬
‫ك مَسَائِلُ َكثِيَةٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) ال ّطهَا َرةُ َسَببُ ُوجُوبِهَا الْحَدَ ُ‬
‫ذَلِ َ‬
‫ال ّطهَا َرةُ َفيَجُوزُ َتقْدِ ُيهَا عَلَى الْعِبَا َدةِ وََل ْو بِال ّزمَنِ ال ّطوِي ِل َبعْدَ الْحَدَثِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الصّلَاةُ َفيَجُو ُز َتقْ ِديُ‬
‫ت الْ َمغْرِبِ ِلأَنّ الشّا ِرعَ َجعَلَ ال ّزوَا َل َسبَبًا ِلوُجُو ِ‬
‫ب‬ ‫صَلَا ِة اْلعَصْرِ إلَى وَ ْقتِ ال ّظهْرِ ‪ ،‬وَاْلعِشَاءِ إلَى وَ ْق ِ‬
‫الصّلَاَتيْ ِن ِعنْ َد الْعُ ْذرِ دُونَ عَ َدمِهِ ‪ ،‬وَِلهَذَا َلوْ أَدْ َركَ ُجزْءًا مِ ْن وَ ْقتِ ال ّزوَا ِل ثُ ّم طَ َرَأ عََليْهِ عُ ْذرٌ لَ ِزمَهُ َقضَاءُ‬
‫ف عِنْ َدنَا‬
‫الصّلَاَتيْ ِن عَلَى إحْدَى ال ّروَايََتيْنِ ‪ ،‬وََلوْ زَا َل الْعُذْرُ فِي آ ِخ ِر وَ ْقتِ الْ َعصْرِ لَ ِزمَ ُه الصّلَاتَانِ بِلَا خِلَا ٍ‬
‫سَبةِ إلَى إحْدَاهُمَا ‪،‬‬ ‫ت اْلوَاحِدِ ‪َ ،‬لكِنّ ُه وَ ْقتُ َجوَازٍ بِالنّ ْ‬ ‫َفعُلِمَ َأ ّن الْوَ ْقَتيْنِ قَدْ صَارَا فِي حَالِ الْعُذْرِ كَاْلوَ ْق ِ‬
‫سَبةِ إلَى اْلأُخْرَى ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) صَلَا ُة الْجُ ُم َعةِ فَِإنْ سَبَبهَا الَْي ْومُ ِلَأّنهَا تُضَافُ إَليْهِ َفيَجُوزُ ِفعُْلهَا‬ ‫ب بِالنّ ْ‬‫َووُجُو ٍ‬
‫ت اْلوُجُوبِ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) زَكَا ُة الْمَا ِل يَجُوزُ‬
‫ت الّنهْ ِي مِنْ َأوّ ِل الَْي ْومِ َوإِنْ كَانَ ال ّزوَا ُل ُهوَ وَ ْق َ‬
‫َبعْدَ َزوَالِ وَقْ ِ‬
‫ح ْولِ َب ْعدَ كَمَالِ النّصَابِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َكفّارَاتُ اْلِإحْرَامِ إذَا ُاحْتِيجَ إلَيْهَا لِ ْلعُذْرِ فَِإنّ‬
‫َتقْدِ ُيهَا ِمنْ َأوّلِ الْ َ‬
‫صيَا ُم التّ َمتّعِ وَاْلقِرَانِ فَِإ ّن َسبَبَ ُه‬
‫حظُورِ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) ِ‬ ‫الْعُ ْذ َر َسبَُبهَا َفيَجُو ُز َتقْدِ ُيهَا َبعْ َد اْلعُذْ ِر وََقبْلَ ِفعْ ِل الْمَ ْ‬
‫صيَامُ َبعْ َدهُ َوإِنْ‬ ‫سبَبُ َفيَجُو ُز ال ّ‬ ‫حجّ فِي َأ ْشهُ ِرهِ ‪َ ،‬فبِالشّرُوعِ فِي إحْرَامِ اْلعُ ْم َرةِ َق ْد وُجِدَ ال ّ‬ ‫الْعُ ْم َرةُ السّاِب َقةُ ِللْ َ‬
‫كَانَ وُجُوبُ ُه ُمتَأَخّرًا عَنْ ذَلِكَ ‪َ .‬وَأمّا اْلهَدْيُ َفقَ ْد اْلتَ َزمَهُ َأبُو الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ ‪ ،‬وََلنَا ِروَاَيةٌ َأنّهُ يَجُوزُ‬
‫حرِ َوعَلَى الْمَ ْ‬
‫شهُورِ لَا يَجُوزُ فِي َغيْرِ َأيّامِ‬ ‫ش ّقةِ ِحفْ ِظهِ عَلَ ْيهِ إلَى َيوْ ِم النّ ْ‬
‫حهُ لِ َمنْ دَ َخلَ قَ ْبلَ اْل َعشْرِ لِ َم َ‬
‫َذبْ ُ‬
‫ي يَجُو ُز َت ْقدِ ُيهَا عَلَى الْحِنْثِ َبعْدَ َعقْ ِد الْيَمِيِ‬
‫صهَا بِال ّذبْحِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َكفّا َر ُة الْيَمِ ِ‬
‫حرِ ِلأَنّ الشّ ْرعَ َخ ّ‬
‫النّ ْ‬
‫جرْحِ َوقَ ْبلَ الزّهُوقِ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا )‬
‫مَاِلّيةً كَاَنتْ َأ ْو بَ َدِنّيةً ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) إ ْخرَاجُ َكفّا َرةِ اْلقَ ْتلِ َأوْ الصّ ْيدِ َب ْعدَ الْ ُ‬
‫حوُ إ ْن َشفَى اللّ ُه مَرِيضِي َفلِلّ ِه عََليّ َأنْ َأَتصَ ّدقَ ِبكَذَا فَلَهُ َأنْ َيَتصَ ّدقَ فِي الْحَالِ ذَ َك َرهُ ابْنُ‬
‫النّذْرُ الْمُطْلَ ُق َن ْ‬
‫َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ط ُوجُوبِهِ َب ْعدَ ُوجُودِ سَبَِبهِ فِي غَ ْيرِ اْلعِبَادَاتِ ‪ ،‬كَالِْإبْرَاءِ‬ ‫َويَ ْلتَحِ ُق ِبهَ ِذ ِه الْقَاعِ َدةِ مَا يَجُو ُز َت ْقدِيُهُ عَلَى شَرْ ِ‬
‫ت َوَأمّا مِنْ الْ ِقصَاصِ َففِيهِ ِروَايَتَانِ وَ َكَتوِْفَيةِ الْ َمضْمُونِ َعنْهُ لِلضّامِنِ ال ّديْ َن َبيْنَ‬ ‫جنَاَيةِ وَالْ َموْ ِ‬
‫مِنْ ال ّدَيةِ َبيْ َن الْ ِ‬
‫شفْ َعةِ‬
‫شفِي ِع عَنْ الشّ ْف َعةِ َقبْلَ الَْبيْ ِع وَفِيهِ ِروَاَيتَانِ ‪ ،‬فَِإ ّن َسبَبَ ال ّ‬ ‫الضّمَا ِن وَالْأَدَا ِء وَفِيهِ وَ ْجهَانِ وَ َك َع ْفوِ ال ّ‬
‫صّيةِ الْ َموْرُوثِ فِي مَرَضِهِ فَاْل َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ‬ ‫ط اْلوَ َرَثةِ َح ّقهُ ْم مِ ْن وَ ِ‬ ‫ك َوشَ ْر َطهَا الَْبيْعُ ‪َ ،‬وَأمّا إ ْسقَا ُ‬ ‫الْمِلْ ُ‬
‫جدُ الدّينِ فِي َتعْلِيقِ ِه عَلَى اْلهِدَاَيةِ‬ ‫شيْخُ مَ ْ‬ ‫شفْ َعةِ ‪َ ،‬فخَرّجَهُ ال ّ‬ ‫َأنّهُ لَا َيصِحّ َو َشّبهَهُ فِي َموْضِ ٍع بِاْل َعفْ ِو عَنْ ال ّ‬
‫عَلَى ِروَاَيَتيْنِ وَكَإِيتَا ِء الْ ُمكَاَتبِ ُربْ َع الْ ِكتَاَبةِ َبعْ َد َعقْ ِدهَا وََقبْلَ َكمَا ِل اْلأَدَاءِ َو ُهوَ جَائِزٌ ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ت اْلوُجُوبِ وََق ْد َتغَيّ َر الْحَالُ‬ ‫ب ثُمّ جَا َء وَ ْق ُ‬ ‫سةُ ) ‪ :‬مَ ْن عَجّ َل ِعبَا َدةً َقبْ َل وَ ْقتِ اْلوُجُو ِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِ َ‬
‫ج ِزئُهُ َأمْ لَا ؟ هَذَا عَلَى قِسْ َميْنِ ‪ ( :‬أَحَ ِدهِمَا )‬ ‫ت اْلوُجُوبِ َل ْم يُجْ ِزئْهُ َفهَ ْل تُ ْ‬ ‫حْيثُ َلوْ َفعَ َل الْ ُمعَجّلَ فِي وَ ْق ِ‬ ‫بِ َ‬
‫صوَرٌ ‪:‬‬ ‫ت اْلوُجُوبِ َأ ّن الْوَا ِجبَ غَيْ ُر الْ ُمعَجّ ِل وَلِذَلِكَ ُ‬ ‫س اْلعِبَا َد ِة ِبأَ ْن يَ ْظهَ َر وَ ْق َ‬
‫أَ ْن َيَتبَيّ َن الْخََللَ فِي َن ْف ِ‬
‫صوْمِ قَ ْبلَ الْحِنْثِ ُثمّ حَنِثَ َوهُوَ مُو ِسرٌ قَالَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي لَا يُ ْ‬
‫ج ِزئُهُ ِلأَنّا َتَبيّنّا َأنّ‬ ‫( ِمْنهَا ) إذَا َك ّف َر بِال ّ‬
‫حّلتْ‬ ‫ئ بِ ِه وَانْ َ‬
‫ق الْأَ ْكثَرِي َن مُخَالِفٌ لِذَلِكَ ِلَأنّهُ كَانَ َفرْضَهُ فِي الظّاهِرِ َفبَرِ َ‬ ‫ب غَيْ ُر مَا َأتَى بِ ِه َوِإطْلَا ُ‬ ‫اْلوَا ِج َ‬
‫حصُلْ‬
‫يَمِينُهُ بِ َم ْعنَى َأّنهَا لَ ْم َتبْ َق ُمنْ َعقِ َدةً بِالّت ْكفِيِ َفصَا َدفَ ِفعْ ُل الْمَحْلُوفِ عََليْهِ ِذ ّمةً بَرِيئَ ًة مِ ْن اْلوَاجِبِ فََل ْم يَ ْ‬
‫صرّحَ َأبُو َبكْ ٍر َعبْدُ الْعَزِيزِ بَِأ ّن الْ َكفّا َرةَ َقبْ َل اْل ِفعْ ِل تَحُ ّل اْليَمِيَ‬
‫حْنثُ ؛ ِلَأنّ الْ َكفّا َرةَ حَّلتْهُ ‪ .‬وَقَدْ َ‬ ‫بِهِ الْ ِ‬
‫الْ ُمنْ َعقِ َد َة َوبَعْ َد ُه ُتكَفّرُ أَثَرَ الْمُخَاَل َفةِ ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ت ُوجُوِبهِ َفصَرّحَ ابْنُ الزّاغُوِنيّ فِي الْإِ ْقنَاعِ‬ ‫صوْمِ ُثمّ َقدَرَ عَلَى الْ َهدْيِ َوقْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َك ّف َر الْمُتَمَتّعُ بِال ّ‬
‫ضهِ ْم تَصْرِيحٌ بِهِ وَ ُربّمَا َأشْعَرَ َكلَامُ أَ ْحمَدَ‬ ‫صوْ ُم َوِإطْلَاقُ اْلأَ ْكثَرِينَ يُخَاِلفُهُ ‪ ،‬بَ ْل وَفِي كَلَا ِم َب ْع ِ‬
‫بَِأنّهُ لَا يُجْ ِزئُ ُه ال ّ‬
‫ب اْلهَدْيِ ِذ ّمةً َبرِيَئ ًة مِ ْن ُعهْ َدةِ اْلوَا ِجبِ ‪.‬‬ ‫ف وَ ْقتُ وُجُو ِ‬ ‫ص ْومَهُ صَحّ َفبَ ِرَئتْ ِذ ّمتُهُ بِهِ َفصَادَ َ‬
‫بِذَلِكَ ِلأَنّ َ‬
‫‪18‬‬
‫ح ْولِ َففِي ِه وَ ْجهَانِ‬
‫شرِي َن ِمنْ اْلإِِبلِ أَ ْربَ َع شِيَا ٍه ُثمّ نُتِجَتْ وَا ِح َد ٌة قَ ْبلَ الْ َ‬
‫جلَ َع ْن أَ ْربَ ٍع وَ ِع ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا عَ ّ‬
‫ج عَنْ‬
‫ت مَخَاضٍ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬يُجْ ِزئُ ُه عَ ْن اْلعِشْرِي َن َويُخْ ِر ُ‬
‫ج ِبنْ ِ‬
‫جبُ عََليْهِ إ ْخرَا ُ‬
‫‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا ُيجْ ِزئُ ُه َويَ ِ‬
‫جبُ عََليْهِ شَاٌة عَ ْن الْخَ ْمسِ الزّائِ َدةِ اّلتِي لَ ْم ُيؤَدّ عَْنهَا ِلئَلّا ُي ْفضِيَ‬ ‫س ِبْنتِ َمخَاضٍ وَلَا ُيقَا ُل إنّ ُه يَ ِ‬
‫الْبَاقِي خُ ْم َ‬
‫س َوعِشْرِينَ ‪.‬‬ ‫س ِشيَا ٍه عَنْ خَ ْم ٍ‬
‫إلَى إيَابِ خَ ْم ِ‬
‫‪19‬‬
‫جبُ‬ ‫ب الْإِعَا َد ِة وَ ْجهَا ِن الْ َمنْصُوصِ َأنّ ُه يَ ِ‬‫( َو ِمنْهَا ) إذَا صَلّى الصِّبيّ فِي أَ ّولِ اْلوَقْتِ ُثمّ بَلَغَ َففِي وُجُو ِ‬
‫ح الْ ُمهَذّبِ خِلَافَهُ ِلَأنّهُ َفعَ َل الْ َمأْمُو َر بِهِ فِي َأوّلِ اْلوَ ْقتِ َفصَادَفَ ُه وَ ْقتُ اْلوُجُوبِ‬ ‫وَا ْختَارَ الْقَاضِي فِي شَ ْر ِ‬
‫ف مَا إذَا َح ّج ثُ ّم بَلَغَ فَِإنّ َحجّهُ َلْيسَ‬ ‫خلَا ِ‬
‫ب بِهِ لِذَلِكَ ‪َ ،‬وهَذَا بِ ِ‬ ‫وَقَدْ َفعَ َل الْ َم ْأمُورَ فَا ْمَتنَ َع َتعَلّ ُق اْلوُجُو ِ‬
‫ف الصّلَاةِ ‪.‬‬ ‫بِ َم ْأمُو ٍر بِ ِه وَلَا ُمعَاَقبٍ عَلَى تَرْكِ ِه بِخِلَا ِ‬
‫‪20‬‬
‫ع عََليْ ِه مَسَائِلُ‬
‫ج ِزئُ ُه َويََتفَ ّر ُ‬
‫ط اْل ِعبَا َدةِ الْ ُمعَجَّلةِ فَالصّحِيحُ َأنّهُ يُ ْ‬
‫خلَلَ فِي شَرْ ِ‬ ‫وَالْقِسْ ُم الثّانِي ‪َ :‬أنْ َيَتبَيّ َن الْ َ‬
‫ح ْولُ َو َقدْ مَاتَ َأوْ ا ْرَتدّ َأوْ اسَْتغْنَى ِمنْ غَ ْي ِرهَا ‪.‬‬
‫ج َل الزّكَاةَ إلَى َفقِيٍ ُمسْ ِلمٍ فَحَال الْ َ‬
‫( ِمْنهَا ) إذَا عَ ّ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا جَمَعَ بَ ْينَ الصّلَاتَيْنِ فِي َوقْتِ أُولَاهُمَا بِتَيَ ّممٍ ُثمّ دَ َخ َل َوقْتُ الثّانِيَة وَ ُه َو وَا ِجدٌ لِلْمَاءِ ‪.‬‬
‫سفَرِ فِي َوقْتِ أُولَاهُمَا ُثمّ َقدِ َم قَ ْبلَ دُخُولِ َوقْتِ الثّانِيَة ‪.‬‬ ‫ص َر الصّلَاتَ ْينِ فِي ال ّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا قَ َ‬
‫‪21‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِد َسةُ ) ‪ :‬إذَا َفعَ َل عِبَا َدةً فِي وَ ْقتِ ُوجُوبِهَا يَظُنّ َأّنهَا اْلوَا ِجَب ُة عََليْهِ ثُ ّم َتَبيّ َن بِآخِ َرةٍ َأنّ اْلوَا ِجبَ‬
‫ج الْ َمعْضُوبُ َع ْن َن ْفسِ ِه ُثمّ َبرِئَ فَِإنّهُ يُجْ ِزئُ ُه عَلَى‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا إذَا َأحَ ّ‬
‫كَانَ َغيْ َرهَا فَِإنّهُ يُجْ ِزئُهُ وَلِذَلِكَ ُ‬
‫ك عََليْ ِه عَلَى اْل َفوْرِ ‪.‬‬ ‫ب عََليْهِ فِي وَ ْقتِهِ لَا ِسيّمَا إنْ قِي َل إنّ ذَلِ َ‬ ‫الْمَ ْذ َهبِ ِلَأنّهُ َفعَ َل اْلوَا ِج َ‬
‫‪22‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َك ّف َر الْعَاجِزُ َعنْ الصّيَا ِم بِاْلإِ ْطعَا ِم لِ ْلِإيَاسِ ِمنْ ُبرِْئهِ ُثمّ عُوفِيَ فَِإنّهُ لَا يَلْ َزمُهُ َقضَا ُء الصّ ْومِ ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫حْيضَ َلمْ‬ ‫ت الْ َ‬
‫ت َسَن ًة ثُمّ َرأَ ْ‬ ‫ضهَا لَا َتدْرِي مَا َر َف َعهُ فَِإّنهَا َت ْعتَ ّد ِعنْ َدنَا َسَنةً فَإِذَا اعْتَدّ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا ا ْرَتفَعَ حَيْ ُ‬
‫يَلْ َز ْمهَا الِاعْتِدَا ُد بِهِ ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا صَلّى ال ّظ ْهرَ َم ْن لَا جُ ُم َعةَ عَلَ ْيهِ ِلَأ ْجلِ اْلعُذْرِ ُثمّ زَالَ اْلعُذْرُ قَ ْب َل تَجْمِيعِ الِْإمَامِ فَِإنّهُ لَا يَلْ َزمُهُ‬
‫ج ُم َعةِ مَعَ الْإِمَامِ ‪َ ،‬وَأمّا مَا ُحكِ َي عَنْ َأبِي َبكْرٍ َأنّهُ لَا يُجْ ِزئُهُ ِفعْلُ ال ّظهْرِ َقبْ َل َتجْمِي ِع الِْإمَامِ َفمِ ْن‬ ‫إعَا َدةُ الْ ُ‬
‫س هَذَا مَأْ َخذَ‬ ‫ج ُم َعةُ ‪ ،‬وََليْ َ‬‫ب عََليْهِ الْ ُ‬ ‫ب الْإِعَا َدةُ ِلَتبَّيِننَا َأ ّن اْلوَا ِج َ‬
‫ج ُ‬
‫الْأَصْحَابِ مَ ْن بَنَا ُه عَلَى هَذَا اْلأَصْلِ َوَأنّ ُه تَ ِ‬
‫ج ُم َعةِ مِنْ‬
‫ح بِ َمأْخَ ِذ ِه َو ُهوَ َأ ّن وَ ْقتَ ال ّظهْرِ فِي َح ّق مَنْ لَا ُج ُم َعةَ عََليْ ِه إنّمَا يَدْ ُخ ُل ِبفِعْ ِل الْ ُ‬ ‫صرّ َ‬ ‫َأبِي َبكْرٍ فَِإنّهُ َ‬
‫صلَاةِ الِْإمَامِ ‪.‬‬
‫الِْإمَامِ كَمَا لَا يَ ْدخُ ُل وَ ْقتُ ال ّذبْحِ فِي اْلأَضَا ِحيّ إلّا َبعْدَ َ‬
‫‪25‬‬
‫ط ثُ ّم َتبَيّنَ ‪ ،‬فَِإنّ ُه ُي ْغتَفَرُ فِي اْلأَصَحّ ‪ ( .‬فَمِنْ‬
‫َويَ ْلتَحِ ُق ِبهَ ِذ ِه الْقَاعِ َدةِ مَا إذَا َخ ِفيَ الِاطّلَاعُ عَلَى خَلَلِ الشّ ْر ِ‬
‫سقُطُ عَلَى أَصَحّ ال ّروَاَيَتيْنِ ‪.‬‬ ‫ذَلِكَ ) إذَا َأدّى الزّكَاةَ إلَى َمنْ يَظُّنهُ َفقِيًا فَبَا َن َأنّهُ غَِنيّ فَِإّنهَا تَ ْ‬
‫‪26‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا صَلّى الْ ُمسَافِ ُر بِالِاجْتِهَادِ إلَى اْلقِبْ َلةِ ‪ُ ،‬ثمّ تَبَّينَ الْخَ َطأَ فَِإنّهُ لَا إعَا َدةَ عَلَى الصّحِيحِ ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫س ُقهُمَا َففِي الّنقْضِ ِروَايَتَانِ ‪ ،‬رَجّحَ‬‫شهَا َدةِ َع ْدلَ ْينِ فِي الظّا ِهرِ ُثمّ تَبَّينَ ِف ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َحكَمَ الْحَاكِ ُم ِب َ‬
‫ب الصّيْ ِد مِنْ خِلَافِهِ ‪ ،‬وَالْآمِدِيّ ِلئَلّا َيْنقُ َ‬
‫ض‬ ‫ابْ ُن َعقِيلٍ فِي اْل ُفنُونِ عَ َدمَهُ ‪َ ،‬وبِهِ َج َزمَ الْقَاضِي فِي ِكتَا ِ‬
‫ب عَلّمَ ُه ثُمّ أَكَ َل مِنْ‬ ‫شهُورُ الّن ْقضُ ِلَتعَلّقِ حَ ّق اْل َغيْ ِر بِهِ ‪َ ،‬وَأمّا إذَا اصْطَا َد ِبكَ ْل ٍ‬ ‫الِا ْجِتهَا َد بِالِا ْجِتهَادِ وَالْمَ ْ‬
‫جوَازِ َأنْ‬ ‫صيُو ِد ِه الْ ُمَتقَ ّد َمةُ عَلَى الصّحِيحِ ‪َ ،‬لكِنّ َمأْخَ َذهُ َأنّا لَ ْم َنَتبَيّنَ فَسَا َد َتعْلِيمِهِ لِ َ‬ ‫ح ّرمُ ُ‬ ‫صيْدِ فَِإنّهُ لَا تُ َ‬ ‫ال ّ‬
‫س َي الْمَاءَ فِي رَحْلِهِ َوتَيَمّ َم ثُمّ صَلّى َأوْ‬ ‫سيَ ُه َبعْ َد َتعَلّمِهِ َأوْ نَسِيَ إ ْرسَالَهُ ‪َ ،‬فَأمّا الِْإعَا َد ُة عَلَى مَ ْن نَ ِ‬ ‫يَكُونَ نَ ِ‬
‫سوَا ٍد ظَنّ ُه عَ ُدوّا َفلَ ْم َيكُنْ َأوْ كَا َن َبيْنَ ُه َوَبيْنَ ُه مَا يَ ْمنَ ُع اْلعُبُورَ فَِإنّ ُه َمبِْنيّ‬ ‫خوْفِ لِ َ‬ ‫عَلَى مَنْ صَلّى صَلَا َة شِ ّد ِة الْ َ‬
‫حقِيقِ ‪.‬‬‫حثِ وَالتّ ْ‬ ‫ط ِبتَ ْركِ اْلبَ ْ‬‫عَلَى َأنّهُ فَرّ َ‬
‫‪28‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِب َعةُ ) ‪ :‬مَ ْن تََلّبسَ بِ ِعبَا َد ٍة ثُ ّم وَجَدَ َقبْلَ فَرَا ِغهَا مَا َلوْ كَانَ وَا ِجدًا لَهُ َقبْلَ الشّرُوعِ َلكَا َن ُهوَ‬
‫اْلوَا ِجبَ دُونَ مَا َتَلّبسَ بِ ِه ‪ ،‬هَ ْل يَ ْل َزمُهُ الِاْنِتقَالُ إَليْهِ َأمْ يَ ْمضِي َويُجْ ِزئُهُ ‪ .‬هَذَا عَلَى ضَ ْرَبيْنِ ‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا )‬
‫سهِيلًا عََليْ ِه مَ َع إ ْمكَا ِن إْتيَانِ ِه بِاْلأَصْلِ‬ ‫ف َوتَ ْ‬ ‫صةٌ عَا ّم ٌة شُ ِر َعتْ َتيْسِيًا عَلَى الْ ُمكَلّ ِ‬ ‫أَ ْن َيكُو َن الْ ُمتََلّبسُ بِهِ ُر ْخ َ‬
‫ب عََليْهِ الِاْنِتقَا ُل ِمنْهُ ِبوُجُو ِد اْلأَصْلِ كَالْ ُمتَ َمتّعِ إذَا عَ ِدمَ‬ ‫ج ُ‬ ‫ش ّق ِة وَالّتكَلّفِ ‪َ ،‬فهَذَا لَا يَ ِ‬ ‫ب مِ ْن الْمَ َ‬ ‫ضرْ ٍ‬‫عَلَى َ‬
‫صةً عَا ّمةً ‪َ ،‬حتّى َلوْ َقدَ َر عَلَى الشّرَاءِ ِبثَمَنٍ فِي ِذمّتِ ِه َو ُهوَ مُوسِرٌ فِي‬ ‫صيَامِ ُر ْخ َ‬
‫اْلهَدْيَ فَِإنّهُ رَ ّخصَ لَهُ فِي ال ّ‬
‫ج ِز عَ ْن الْأَصْ ِل َوَتعَذّ ِرهِ‬‫ضرُو َرةً لِ ْلعَ ْ‬ ‫س بِهِ إنّمَا ُش ِرعَ َ‬ ‫ب الثّانِي ‪َ :‬أنْ َيكُو َن الْ ُمتََلّب ُ‬ ‫بَلَ ِدهِ لَ ْم يَ ْل َزمْهُ ‪ .‬الضّرْ ُ‬
‫س بِاْلبَدَلِ كَاْلعِ ّدةِ بِالَْأ ْشهُرِ فَِإّنهَا‬ ‫بِالْكُّلّيةِ َفهَذَا يَلْ َزمُ ُه الِاْنتِقَالُ إلَى الْأَصْ ِل ِعنْ َد اْلقُدْ َرةِ عََليْ ِه وََلوْ فِي َأْثنَا ِء التَّلّب ِ‬
‫ض َمعْلُومٍ َأنْ تَْنتَظِرَ‬
‫ضهَا ِلعَارِ ٍ‬
‫حيْضِ ‪ ،‬وَِلهَذَا ُتؤْمَ ُر مَنْ ا ْرتَفَعَ حَيْ ُ‬
‫لَا ُتعَْتبَ ُر بِحَا ٍل مَ َع اْلقُدْ َرةِ عَلَى الِاعْتِدَا ِد بِاْل َ‬
‫ضهَا‬ ‫ضهَا لَا تَ ْدرِي مَا رََفعَهُ َأنْ َت ْعتَ ّد بِالَْأ ْشهُرِ ِلَأنّ َحْي َ‬ ‫َزوَالَهُ وََل ْو طَاَلتْ الْمُ ّدةُ ‪َ ،‬وِإنّمَا ُجوّزَ ِلمَنْ ا ْرَتفَعَ َحْي ُ‬
‫حْيضِ كَ َمنْ ا ْرتَفَعَ‬ ‫غَيْرُ َمعْلُومٍ وَلَا مَ ْظنُونٍ َعوْ ُدهُ ‪َ .‬و َسوَاءٌ كَاَنتْ هَ ِذ ِه الْ ُمعْتَ ّد ُة ُمكَّل َفةً َقبْ َل هَذَا بِالِا ْعتِدَادِ بِالْ َ‬
‫ضتْ فِي َأْثنَاِئهَا ‪َ ،‬أوْ لَ ْم َتكُنْ ُمكَّل َف ًة بِهِ كَالصّغِ َيةِ إذَا‬ ‫ت بِالَْأ ْشهُ ِر ثُمّ حَا َ‬‫ضهَا لَا تَ ْدرِي مَا رََفعَهُ فَا ْعتَدّ ْ‬‫َحْي ُ‬
‫ع فِي‬
‫ضتْ فِي أَْثنَاء اْلعِدّ ِة بِاْلَأشْهُرِ ‪ .‬وَهَا ُهنَا مَسَائِلُ َكثِ َيةٌ ُمتَ َردّ َدٌة َبيْ َن الضّ ْرَبيْنِ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) مَنْ شَرَ َ‬
‫حَا َ‬
‫صِيَامِ َكفّا َرةِ ِظهَارٍ َأوْ يَ ِميٍ َأوْ غَ ْي ِرهِمَا ُث ّم وَ َجدَ ال ّرقَبَةَ ‪ ،‬فَالْمَ ْذ َهبُ لَا يَلْ َزمُ ُه الِاْنتِقَالُ ِلَأنّ ذَلِكَ رُ ْخ َ‬
‫صةٌ ‪،‬‬
‫ت مَشْرُو َع ٌة بِإِ ْربَاغِ وَالزّ ْج ِر وَفِيهَا مِ ْن الّتغْلِيظِ‬
‫صيَامِ الْ ُمتَ َمتّعِ ‪ .‬وَفِي ِه وَجْ ٌه يُ ْل ِزمُهُ الِاْنِتقَالَ ِلأَنّ اْل َكفّارَا ِ‬
‫َف ُهوَ َك ِ‬
‫ص َة الْمُطَْل َقةَ ‪ ،‬وَِلهَذَا يَلْ َز ُم شِرَاءُ الرَّقَب ِة بِثَ َمنٍ فِي ال ّذ ّمةِ إذَا كَانَ مَالُ ُه غَاِئبًا ‪ ،‬وََلوْ لَ ْم َيجِ ْد مَنْ‬
‫مَا يُنَافِي الرّ ْخ َ‬
‫ش ّقةِ َأ ْو ُيفَ ّرقُ بَيْنَ‬
‫َيبِيعُهُ رََقَبةً بِال ّديْ ِن َومَالُ ُه غَاِئبٌ َفهَ ْل يَ ْل َزمُهُ اْنتِظَا ُرهُ َأوْ يَجُوزُ لَ ُه اْلعُدُولُ إلَى الصّيَامِ لِلْمَ َ‬
‫ع فِي الصّلَاةِ ُثمّ َوجَدَ الْمَاءَ َففِي بُطْلَاِنهَا‬
‫ال ّظهَا ِر َوغَيْ ِر ِه عَلَى َأوْجُ ٍه َمعْرُوَفةٍ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) الْمُتَيَ ّممُ إذَا َشرَ َ‬
‫شبِ ُه‬
‫ضرُو َرةً يُ ْ‬
‫صيَا ِم الْ ُمتَ َمتّعِ ‪َ ،‬ومِنْ َحْيثُ َكوْنُهُ َ‬‫ص ًة عَا ّمةً َف ُهوَ َك ِ‬
‫ِروَايَتَانِ ؛ ِلَأنّ الّتيَمّ َم مِنْ َحيْثُ َك ْونُهُ رُ ْخ َ‬
‫ح َمعَهُ الصّلَا ُة بِالْحَدَثِ فَِإنّ ُه َغيْرُ رَافِعٍ لَ ُه عَلَى الْمَ ْذ َهبِ َفلَا يَجُوزُ‬
‫سَتبَا ُ‬
‫الْعِ ّد َة بِاْلأَ ْشهُرِ ‪َ .‬وَبيَانُ الضّرُو َرةِ َأنّهُ تُ ْ‬
‫ت َأ َمةً ُثمّ زَالَ‬
‫ح الْ ُم ْعسِرُ الْخَائِفُ لِ ْلعَنَ ِ‬
‫إتْمَامُ الصّلَا ِة مُحْ ِدثًا مَ َع وُجُو ِد الْمَاءِ الرّافِعِ لَهُ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا َنكَ َ‬
‫ب ِعبَا َدةٍ ‪.‬‬ ‫شرْطَ ْينِ ‪َ ،‬فهَ ْل َيْنفَسِ ُخ ِنكَاحُ ُه ‪ .‬عَلَى ِروَاَيتَيْنِ وَالنّكَاحُ فِي ِه َشوْ ُ‬ ‫أَ َحدُ ال ّ‬
‫‪29‬‬
‫ج َز عَ ْن بَاقِيهَا هَ ْل يَ ْل َزمُ ُه الْإِْتيَانُ بِمَا َقدَ َر عََليْ ِه ِمْنهَا َأمْ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ ) ‪ :‬مَنْ قَدَ َر عَلَى َب ْعضِ اْل ِعبَا َدةِ َوعَ َ‬
‫ضةٌ إَلْيهَا‬ ‫حَ‬ ‫س َم ْقصُودً فِي اْل ِعبَا َدةِ بَ ْل ُه َو َوسِيَلةٌ َم ْ‬ ‫لَا ؟ هَذَا أَقْسَامٌ ‪ ( :‬أَ َح ُدهَا ) َأ ْن َيكُونَ الْ َمقْدُورُ عََليْهِ َلْي َ‬
‫س ِبوَا ِجبٍ ِلأَنّهُ إنّمَا‬ ‫ختَانِ ‪َ ،‬فهَذَا َلْي َ‬ ‫حلْ ِق وَالْ ِ‬ ‫َكتَحْرِيكِ اللّسَانِ فِي اْلقِرَا َءةِ َوِإمْرَا ِر الْمُوسَى عَلَى ال ّرأْسِ فِي الْ َ‬
‫ضرُو َرتِهِ ‪َ .‬وَأوْ َجبَهُ اْلقَاضِي‬ ‫ط مَا هُ َو مِنْ َ‬ ‫سقَ َ‬‫وَ َجبَ ضَرُو َر ُة اْلقِرَاءَ ِة وَالْحَلْ ِق وَاْلقَطْعِ ‪ ،‬وَقَدْ َسقَطَ اْلأَصْلُ فَ َ‬
‫ضعِيفٌ ِجدّا ‪ .‬اْلقِسْ ُم الثّانِي ‪ :‬مَا وَ َجبَ َتَبعًا ِل َغيْ ِرهِ َو ُهوَ َنوْعَانِ ‪ .‬أَ َح ُدهُمَا‬ ‫ص ًة َو ُهوَ َ‬ ‫فِي َتحْرِيكِ اللّسَانِ خَا ّ‬
‫حقّقَ ُحصُوُلهَا َكغَسْلِ الْ ِمرَْف َقيْنِ فِي اْلوُضُوءِ فَإِذَا قُ ِط َعتْ اْليَ ُد مِنْ‬ ‫‪ :‬مَا كَانَ وُجُوبُهُ ا ْحِتيَاطًا لِ ْل ِعبَا َدةِ ِلَيتَ َ‬
‫ب اْلوُجُوبُ ‪،‬‬ ‫س الْمِرَْف ِق الْآخَرِ َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ :‬أ ْشهَ ُرهُمَا عِنْ َد اْلأَصْحَا ِ‬ ‫ب غَسْلُ َرأْ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫الْمِرْفَ ِق هَ ْل يَ ِ‬
‫ب وَحُ ِملَ كَلَامُ أَحْمَدَ‬ ‫ح ّ‬ ‫ستَ َ‬‫َوهُ َو ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ ‪ .‬وَا ْختِيَارُ اْلقَاضِي فِي ِكتَابِ الْحَ ّج مِنْ ِخلَافِهِ َأنّهُ يُ ْ‬
‫ب ‪ .‬هَذَا إذَا َب ِقيَ َشيْ ٌء مِ ْن اْلعِبَا َدةِ كَمَا فِي وُضُو ِء الْأَقْ َطعِ ‪َ ،‬أمّا إذَا َل ْم يَبْ َق َشيْ ٌء بِالْكُّلّيةِ‬ ‫حبَا ِ‬‫عَلَى الِا ْستِ ْ‬
‫ص ْومِ َفلَا يَ ْل َزمُ مَنْ أُبِيحَ لَ ُه اْلفِطْ ُر بِالِاّتفَاقِ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) مَا وَ َجبَ‬ ‫َسقَطَ الّتبَعُ كَِإمْسَاكِ ُجزْ ٍء مِنْ الّليْلِ فِي ال ّ‬
‫َتبَعًا ِل َغيْ ِرهِ عَلَى وَجْ ِه الّتكْمِيلِ وَالّلوَاحِ َق ِمثْلُ َر ْم ِي الْجِمَا ِر وَالْ َمبِيتِ بِ ِمنًى لِمَنْ َل ْم يُدْ ِركْ الْحَجّ ‪،‬‬
‫ف ِبهَا ‪ .‬وَ َحكَى ابْنُ‬ ‫شهُورُ َأنّهُ لَا يَلْ َزمُهُ ِلَأنّ ذَلِكَ كُلّ ُه مِ ْن َتوَابِ ِع اْلوُقُوفِ ِبعَرََفةَ ‪ ،‬فَلَا يَ ْل َز ُم مَنْ لَ ْم َيقِ ْ‬ ‫فَالْمَ ْ‬
‫ستَقِّلةٌ ‪َ ،‬ومِنْ َأ ْمثَِلةِ ذَلِكَ ‪ :‬الْ َمرِيضُ إذَا‬
‫سهَا مُ ْ‬
‫َأبِي مُوسَى ِروَاَيةً أُخْرَى بُِلزُو ِمهَا ؛ ِلأَّنهَا ِعبَادَاتٌ فِي َنفْ ِ‬
‫ضعِ َبقِيّةِ أَعْضَا ِء السّجُودِ ‪ ،‬فَِإنّهُ لَا يَلْ َزمُهُ‬
‫ض َو َقدَرَ عَلَى وَ ْ‬
‫جزَ فِي الصّلَاةِ َعنْ وَضْعِ َو ْجهِهِ عَلَى الْأَرْ ِ‬
‫عَ َ‬
‫ب َتَبعًا لِلسّجُو ِد عَلَى اْلوَجْ ِه َوَتكْمِيلًا لَهُ ‪.‬‬ ‫ك عَلَى الصّحِيحِ ‪ِ ،‬لَأنّ السّجُو َد عَلَى َبقِّي ِة الَْأ ْعضَاءِ إنّمَا وَ َج َ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫وَالْقِسْ ُم الثّالِثُ ‪ :‬مَا ُهوَ جُزْ ٌء مِنْ الْ ِعبَا َد ِة وََلْيسَ ِب ِعبَا َدةٍ فِي َنفْسِ ِه بِانْفِرَا ِدهِ ‪َ ،‬أ ْو ُهوَ َغيْ ُر َم ْأمُورٍ بِهِ ِلضَرُو َرةٍ (‬
‫ض اْليَ ْومِ لِمَنْ َقدَ َر عََليْ ِه َوعَجَ َز عَ ْن إتْمَامِهِ فَلَا يَ ْل َزمُ ُه ِبغَيْرِ خِلَافٍ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) َكعِتْقِ‬ ‫صوْمِ َبعْ ِ‬‫فَاْلَأوّلُ ) َك َ‬
‫َبعْضِ الرَّقَبةِ فِي اْل َكفّارَةِ فَلَا يَلْ َز ُم اْلقَادِ َر عََليْهِ إذَا عَجَزَ عَنْ الّتكْمِيلِ ِلأَنّ الشّا ِرعَ َقصْ ُد ُه َتكْمِيلُ الْ ِعتْ ِق َمهْمَا‬
‫سعَاَي َة وَقَا َل { َلْيسَ لِلّ ِه شَرِيكٌ } فَلَا يَشْرَع عِتْ ُق َب ْعضِ الرَّقَبةِ ‪ .‬اْلقِسْمُ‬ ‫َأمْكَنَ ‪ ،‬وَِلهَذَا شَ َرعَ السّرَاَيةَ وَال ّ‬
‫جبُ ِفعْلُ ُه ِعنْدَ َتعَذّرِ ِفعْ ِل الْجَمِي ِع ِب َغيْرِ‬
‫الرّابِعُ ‪ :‬مَا ُهوَ ُجزْ ٌء مِ ْن اْلعِبَا َد ِة َو ُهوَ ِعبَا َدٌة مَشْرُو َعةٌ فِي َنفْسِهِ َفيَ ِ‬
‫خِلَافٍ ‪ ،‬بِرَاِبهَا عََليْ ِه مَسَائِلُ َكثِيَةٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) الْعَا ِجزُ َعنْ الْ ِقرَا َءةِ يَلْ َزمُ ُه اْل ِقيَامُ ِلَأنّهُ َوِإنْ كَا َن َم ْقصُو ُدهُ‬
‫حةِ‬
‫ض الْفَاتِ َ‬
‫جزَ َعنْ َبعْ ِ‬
‫الَْأعْظَ ُم اْلقِرَاءَةَ َل ِكنّهُ َأْيضًا َمقْصُودٌ فِي َنفْسِهِ َو ُه َو عِبَا َدٌة ُمْنفَرِ َدةٌ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) مَنْ عَ َ‬
‫سلِ الْجَنَاَبةِ لَ ِزمَ ُه الِْإتْيَانُ بِمَا قَدَ َر ِمنْهُ ِلأَ ّن تَ ْ‬
‫خفِيفَ‬ ‫جزَ َعنْ َبعْضِ ُغ ْ‬
‫لَ ِزمَ ُه الِْإتْيَانُ بِالْبَاقِي ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) مَنْ عَ َ‬
‫جُنبِ إذَا أَرَادَ الّن ْومَ َأ ْو اْلوَطْءَ َأوْ اْلأَكْ َل َويَسَْتبِيحُ‬
‫ع وََل ْو ِبغَسْلِ َأ ْعضَا ِء الْوُضُوءِ كَمَا يُشْ َرعُ ِللْ ُ‬
‫جنَاَبةِ مَشْرُو ٌ‬
‫الْ َ‬
‫ث إذَا َوجَ َد مَا َي ْكفِي بَعْضَ‬
‫حدِ ُ‬
‫سجِ ِد ِعنْ َدنَا َووَقَ َع التّ َردّدَ فِي مَسَائِلَ أُخَرَ ‪ِ .‬منْهَا ‪ :‬الْمُ ْ‬
‫بِهِ الّلْبثَ فِي الْمَ ْ‬
‫صغَرَ لَا َيتََب ّعضُ رَ ْفعُهُ‬
‫ث اْلأَ ْ‬ ‫أَعْضَائِهِ َففِي وُجُو ِ‬
‫ب اسِْتعْمَالِ ِه وَ ْجهَانِ ‪َ ،‬ومَأْخَذُ مَنْ لَا يَرَاهُ وَا ِجبًا إمّا َأ ّن الْحَدَ َ‬
‫حصُ ُل بِ ِه َم ْقصُودٌ ‪َ ،‬أوْ أَنّ ُه َيَتبَ ّعضُ َلكِنّ ُه َيبْطُ ُل بِالْإِخْلَا ِل بِالْ ُموَالَاةِ فَلَا َيْبقَى لَهُ فَائِ َدةٌ ‪َ ،‬أوْ أَ ّن غَسْ َل َبعْضِ‬
‫فَلَا يَ ْ‬
‫جنُبِ كَمَا َتقَ ّدمَ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا َقدَرَ عَلَى‬
‫ف غَسْ ِل َب ْعضِ َأ ْعضَاءِ الْ ُ‬
‫شرُوعٍ ِبخِلَا ِ‬
‫ث غَيْ ُر مَ ْ‬
‫حدِ ِ‬
‫َأعْضَا ِء الْمُ ْ‬
‫ص َد َقةِ اْلفِ ْطرِ َفهَ ْل يَ ْل َزمُهُ إخْرَاجُ ُه عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ‪َ ،‬و َمأْخَ ُذ عَ َد ِم اْلوُجُوبِ َأنّهُ َكفّا َرةٌ بِالْمَالِ‬
‫َبعْضِ صَاعٍ فِي َ‬
‫ق َبيْنَ ُه َوَبيْنَ‬
‫ض الْمَسَاكِيِ وَالصّحِيحُ اْلوُجُوبُ ‪ ،‬وَاْلفَ ْر ُ‬ ‫فَلَا َيَتَبعّضُ كَمَا َلوْ قَ َد َر عَلَى الّتكْفِ ِي بِِإطْعَا ِم َبعْ ِ‬
‫ص ْو ُم بِخِلَافِ الْفِ ْط َرةِ ‪.‬‬ ‫سقُطُ إلَى بَدَ ٍل ُه َو ال ّ‬ ‫الْ َكفّا َرةِ مِ ْن وَ ْج َهيْنِ ‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا ) ‪َ :‬أ ّن الْ َكفّا َر َة بِالْمَا ِل تَ ْ‬
‫حصِيلُ إحْدَى الْ َمصَالِحِ‬ ‫( وَالثّانِي ) َأ ّن الْ َكفّا َرةَ لَا بُ ّد مِ ْن تَكْمِيِلهَا ‪ ،‬وَالْ َم ْقصُو ُد مِ ْن التّ ْكفِيِ بِالْمَا ِل تَ ْ‬
‫س َوةُ ‪َ ،‬وبِالتّ ْلفِي ِق ُي َفوّتُ ذَلِكَ فَلَا َتبْ َرأُ ال ّذ ّمةُ مِ ْن الْوُجُوبِ إلّا‬ ‫ث عَلَى وَ ْج ِههَا َو ِهيَ اْل ِعتْقُ وَالِْإ ْطعَا ُم وَالْكِ ْ‬ ‫الثّلَا ِ‬
‫ج الْ َموْجُودِ ‪.‬‬ ‫صيَامِ وَفِي اْلفِطْ َرةِ لَا تَبْ َرأُ ال ّذ ّم ُة ِمْنهَا بِدُونِ إخْرَا ِ‬ ‫خصَا ِل ِبكَمَاِلهَا َأوْ بِال ّ‬ ‫بِالِْإتْيَانِ بِِإحْدَى الْ ِ‬
‫‪30‬‬
‫ت اْلعِبَا َدةِ عَلَى‬
‫ح ِريُ عَائِدًا إلَى ذَا ِ‬ ‫ح ّرمٍ ‪ ،‬إنْ كَانَ التّ ْ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِس َعةُ ) ‪ :‬فِي اْل ِعبَادَاتِ اْلوَاِقعَ ِة عَلَى وَجْ ٍه مُ َ‬
‫خَتصّ ِبهَا َفكَذَلِكَ َأيْضًا ‪،‬‬ ‫ص ِبهَا لَمْ يَصِحّ ‪َ ،‬وِإنْ كَا َن عَائِدًا إلَى شَ ْر ِطهَا َفِإنْ كَا َن عَلَى وَجْهٍ يَ ْ‬ ‫خَت ّ‬ ‫وَجْ ٍه يَ ْ‬
‫حةِ ِروَايَتَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا عَ َد ُمهَا ‪َ ،‬وِإنْ عَادَ إلَى مَا َلْيسَ بِشَ ْرطٍ فِيهَا َففِي‬ ‫ص ِبهَا َففِي الصّ ّ‬ ‫ختَ ّ‬ ‫َوإِنْ كَانَ لَا َي ْ‬
‫صوْ ُم َيوْمِ‬
‫ح ِة وَخَاَلفَ ُه الْأَ ْكثَرُونَ َفلِ ْلَأوّلِ َأمْثَِلةٌ َكثِ َيةٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َ‬
‫حةِ وَ ْجهَا ِن وَا ْختَارَ َأبُو َبكْرٍ عَ َد َم الصّ ّ‬
‫الصّ ّ‬
‫ضعِ‬
‫ت الّنهْيِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الصّلَاةُ فِي َموَا ِ‬
‫الْعِيدِ فَلَا َيصِ ّح بِحَا ٍل عَلَى الْمَ ْذ َهبِ ( َو ِمنْهَا ) الصّلَاةُ فِي أَ ْوقَا ِ‬
‫النّ ْهيِ َفلَا َيصِ ّح عَلَى اْل َقوْ ِل بَِأنّ الّنهْيَ لِلتّ ْ‬
‫ح ِريِ َوِإنّمَا َيصِ ّح عَلَى اْل َقوْ ِل ِبأَ ّن الّن ْهيَ لِلتّنْزِي ِه ‪ .‬هَ ِذ ِه طَرِي َقةُ‬
‫ح ِة مَ َع اْل َقوْ ِل بِالتّحْ ِريِ ( َو ِمنْهَا ) صِيَامُ‬
‫خلَافَ فِي الصّ ّ‬
‫حكِي الْ ِ‬
‫ب مَ ْن يَ ْ‬
‫ي َوِإنْ كَا َن مِ ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫ح ّققِ َ‬
‫الْمُ َ‬
‫ص ْو ِمهَا َفرْضًا َمْبنِ ّي عَلَى َأ ّن الّن ْهيَ هَ ْل يَشْ َملُ‬
‫حةِ َ‬
‫صّ‬‫شرِيقِ َفلَا َيصِ ّح تَ َطوّعًا بِحَالٍ ‪ ،‬وَالْخِلَافُ فِي ِ‬
‫َأيّا ِم الّت ْ‬
‫خَتصّ التّ َط ّوعَ وَلِلثّانِي َأ ْمثَِلةٌ َكثِ َيةٌ ‪ِ ( :‬منْهَا ) الصّلَاةُ بِالنّجَاسَةِ وَِبغَ ْيرِ سُ ْترَةٍ َوَأ ْشبَاهِ ذَلِكَ‬
‫الْفَ ْرضَ َأ ْم يَ ْ‬
‫وَلِلثّاِلثِ َأ ْمثَِلةٌ َكثِيَةٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) اْلوُضُوءُ بِالْمَا ِء الْ َمغْصُوبِ ( َو ِمنْهَا ) الصّلَاةُ فِي الثّ ْوبِ الْ َمغْصُوبِ‬
‫ط اْلعِبَا َدةِ ‪،‬‬
‫ب النّ ْهيِ فِي شَ ْر ِ‬
‫حةِ َفهَلْ الْ ُمبْطِلُ ا ْرتِكَا ُ‬ ‫حرِيرِ وَفِي الصّ ّ‬
‫حةِ ِروَاَيتَانِ ‪َ ،‬وعَلَى ِروَاَي ِة عَ َد ِم الصّ ّ‬ ‫وَالْ َ‬
‫ط الْ َم ْأمُورِ بِهِ ‪ِ .‬ل ْلأَصْحَابِ فِي ِه َمأْخَذَا ِن َينَْبنِي عََلْيهِمَا َلوْ لَ ْم َيجِدْ إلّا َث ْوبًا َم ْغصُوبًا‬
‫َأمْ تَ ْر ُك الِْإْتيَا ِن بِالشّرْ ِ‬
‫حتْ ِلَأنّهُ غَيْرُ وَا ِجدٍ‬ ‫صّ‬‫صلَاتُهُ ‪َ ،‬وإِ ْن عَلّ ْلنَا ِبتَ ْر ِك الْ َمأْمُورِ َ‬
‫َفصَلّى فِيهِ فَِإ ْن عَلّ ْلنَا بِا ْرِتكَابِ الّن ْهيِ لَمْ تَصِحّ َ‬
‫ف عَلَى أَصَحّ الطّرِي َقيْنِ‬ ‫ستْ َرةٍ ُي ْؤمَ ُر ِبهَا ‪َ ،‬وَأمّا مَنْ لَ ْم يَجِدْ إلّا َثوْبَ َحرِيرٍ َفَتصِحّ صَلَاتُهُ فِي ِه ِبغَيْرِ خِلَا ٍ‬ ‫لِ ُ‬
‫لِِإبَا َحةِ ُلبْسِهِ فِي هَ ِذ ِه الْحَالِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الصّلَاةُ فِي الُْبقْ َع ِة الْ َمغْصُوَبةِ وَفِيهَا الْخِلَا ُ‬
‫ف وَِل ْلبُطْلَا ِن مَأْ َخذَانِ‬
‫َأيْضًا ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا أَ ّن اْلبُ ْق َعةَ شَرْطٌ لِلصّلَاةِ وَِلهَذَا لَا َتصِ ّح الصّلَاةُ فِي الْأُرْجُو َحةِ وَلَا عَلَى بِسَاطٍ فِي اْل َهوَاءِ ‪.‬‬
‫ح ّرمِ فَالتّحْ ِر ُي عَائِدٌ إلَى َن ْفسِ‬
‫س الْمُ َ‬ ‫ت الْ ُمصَلّي َو َسكَنَاتِهِ فِي الدّا ِر الْ َم ْغصُوَب ِة ُهوَ َن ْف ُ‬
‫وَالثّانِي ‪َ :‬أنّ حَرَكَا ِ‬
‫ي مِ ْن الْمَا ِل الْ َم ْغصُوبِ وَلِلرّابِعِ َأمْثَِلةٌ ‪:‬‬
‫خَتصّ ِبهَا َف ُهوَ كَإِخْرَاجِ الزّكَاةِ وَاْلهَدْ ِ‬ ‫الصّلَا ِة َوِإنْ كَا َن غَيْرَ مُ ْ‬
‫صبٍ أَوْ حَرِيرٍ َأوْ فِي َي ِدهِ‬
‫حرّمِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) صَلَاةُ َمنْ عَلَ ْيهِ عِمَامَةُ غَ ْ‬
‫( ِمْنهَا ) اْلوُضُوءُ ِمنْ اْلإِنَا ِء الْمُ َ‬
‫خَاَتمُ َذهَبٍ وَفِي ذَلِكَ كُلّ ِه وَ ْجهَا ِن وَا ْختِيَارُ َأبِي َبكْرٍ عَ َدمُ الصّ ّ‬
‫حةِ ‪َ ،‬وَأمّا مَ ْن عََليْهِ َثوْبَانِ أَ َح ُدهُمَا َغصْبٌ‬
‫س عََليْهِ ِسوَى الّثوْبِ الْ َم ْغصُوبِ ِلأَ ّن الْ ُمبَاحَ‬
‫ج عَلَى هَ َذيْ ِن اْلوَ ْج َهيْنِ ‪ ،‬وَقِي َل بَ ْل ُهوَ كَمَنْ َلْي َ‬
‫خرّ ٌ‬
‫َفقِيلَ ُه َو مُ َ‬
‫ج بِالْمَالِ الْ َمغْصُوبِ َففِي صِ ّ‬
‫حتِهِ ِروَايَتَانِ‬ ‫سْت ِر بَلْ السّتْرُ َحصَ َل ِبوَا ِح ٍد غَيْ ِر ُم َعيّنٍ ‪َ .‬وَأمّا الْحَ ّ‬
‫لَ ْم َيَتعَيّنْ لِل ّ‬
‫ح َة وَ َجعَلَ ُه مِ ْن‬
‫حةِ وَرَجّحَ ابْ ُن َعقِيلٍ الصّ ّ‬ ‫ط الصّ ّ‬ ‫شرْ ِ‬
‫ط الْوُجُوبِ كَ َ‬ ‫َفقِيلَ ِلَأنّ الْمَا َل شَرْطٌ ِلوُجُوبِهِ َوشَ ْر ُ‬
‫شيْءٍ ‪ ،‬فَِإنّ ُه شَ ْرطٌ‬ ‫س بِ َ‬‫ب ِبغَيْ ِر مَا ٍل وََلْي َ‬ ‫ب عَلَى الْقَرِي ِ‬ ‫ج ُ‬‫الْقِسْمِ الرّابِ ِع َو َمنَعَ َكوْ َن الْمَا ِل شَ ْرطًا ِلوُجُوبِهِ ِلأَنّ ُه يَ ِ‬
‫صةً ‪ ،‬كَمَا َأنّ الْ َمحْ َر َم شَرْطٌ فِي حَ ّق الْمَ ْرَأةِ دُونَ الرّجُ ِل َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪.‬‬ ‫فِي حَ ّق اْلبَعِيدِ خَا ّ‬
‫‪31‬‬
‫ظ الْ ُم ْعَتبَ َرةُ فِي اْل ِعبَادَاتِ وَالْ ُمعَامَلَاتِ ( ِمْنهَا ) مَا ُيعَْتبَرُ َلفْظُ ُه َو َمعْنَا ُه َوهُوَ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْعَاشِ َرةُ ) ‪ :‬اْلأَلْفَا ُ‬
‫الْقُرْآنُ لِِإعْجَا ِز ِه بَِلفْظِ ِه َو َم ْعنَاهُ ‪ ،‬فَلَا تَجُو ُز التّرْجَ َم ُة َعنْ ُه بُِل َغةٍ ُأخْرَى ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) مَا ُيعَْتبَ ُر َم ْعنَاهُ دُونَ َلفْظِهِ‬
‫ظ َعقْ ِد اْلبَيْ ِع َو َغيْ ِرهِ مِنْ الْ ُعقُو ِد َوأَْلفَاظِ الطّلَاقِ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) مَا ُي ْعتَبَرُ َلفْظُ ُه َم َع الْقُدْ َر ِة عََليْهِ دُونَ‬‫َكأَلْفَا ِ‬
‫ي وَالّتسْبِيحُ وَالدّعَاءُ فِي الصّلَاةِ لَا تَجُو ُز التّ ْرجَ َمةُ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) التّكْبِ ُ‬
‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫ج ِز َعنْهُ َويَدْ ُخ ُل تَ ْ‬
‫الْعَ ْ‬
‫سقُطُ َأوْ بِالثّانِي َفَي ْأتِي بِهِ ِبُلغَتِهِ ‪ ،‬؟ عَلَى‬
‫ج ِز َعنْهُ هَ ْل يَ ْلحَ ُق بِاْلقِسْ ِم الَْأوّلِ َفيَ ْ‬
‫عَنْ ُه مَ َع اْلقُدْ َر ِة عََليْهِ ‪َ ،‬ومَعَ الْعَ ْ‬
‫وَ ْج َهيْنِ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) خُطَْب ُة الْجُ ُم َعةِ لَا َتصِ ّح مَ َع اْلقُدْ َر ِة ِبغَيْ ِر اْلعَ َرِبّيةِ عَلَى الصّحِيحِ َوتَصِ ّح مَ َع اْلعَ ْ‬
‫جزِ ‪.‬‬
‫ج ِز ِب َغيْ ِر الْعَ َرِبّي ِة َومَ َع الْقُ ْد َرةِ عَلَى التّعَلّمِ فِيهِ َو ْجهَانِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َلفْظُ‬
‫ظ الّنكَاحِ َيْن َعقِدُ َم َع الْعَ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلفْ ُ‬
‫ظ النّكَاحِ ‪.‬‬ ‫اللّعَانِ وَ ُحكْمُهُ ُحكْمُ َلفْ ِ‬
‫‪32‬‬
‫جنْسِهِ َأمْ لَا ‪ .‬هَذَا َنوْعَانِ ‪:‬‬‫ض هَلْ لَهُ َأنْ َيَتنَفّلَ َقبْلَ أَدَائِ ِه بِ ِ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِدَي َة عَشْ َرةَ ) ‪ :‬مَ ْن عََليْهِ فَ ْر ٌ‬
‫ضةُ فَِإنْ كَاَنتْ ُموَ ّس َعةً جَا َز الّتنَفّلُ َقبْلَ َأدَاِئهَا كَالصّلَاةِ بِالِاّتفَاقِ وََقبْلَ‬ ‫حَ‬ ‫ت الْمَ ْ‬
‫( أَحَ ُدهُمَا ) ‪ :‬اْل ِعبَادَا ُ‬
‫صوَرٌ ‪:‬‬
‫ت ُمضَّي َقةً َل ْم َتصِ ّح عَلَى الصّحِيحِ وَلِذَلِكَ ُ‬
‫َقضَائِهَا َأْيضًا َك َقضَاءِ َر َمضَانَ عَلَى الْأَصَحّ َوِإنْ كَاَن ْ‬
‫( ِمْنهَا ) إذَا تَضَاَيقَ َوقْتُ الْمَكْتُوبَةِ هَ ْل يَْن َعقِ ُد التَّنفّلُ [ الْمُطْلَقُ ] حِيَنئِذٍ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َمنْ‬
‫عَلَ ْيهِ صَلَا ٌة فَائَِتةٌ هَ ْل يَصِ ّح الّتنَفّ ُل الْمُ ْطلَقُ َقبْلِ َقضَاِئهَا ؟ ‪ .‬عَلَى وَ ْج َهيْنِ ِلأَنّ َقضَا َء اْل َفوَائِ ِ‬
‫ت عَلَى الْ َفوْرِ ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫ع فِي التَّن ّفلِ َب ْعدَ إقَا َم ِة الصّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ َفهَ ْل َتصِحّ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ِلأَنّ الْ َ‬
‫جمَا َعةَ وَا ِجَبةٌ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َشرَ َ‬
‫‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫صوْمُ َرمَضَانَ لَا َيصِحّ َأنْ َيصُومَ فِي ِه عَ ْن َغيْ ِرهِ َفِإنْ َفعَلَ لَمْ يَصِ ّح عَ ْن َنفْلِهِ ‪َ ،‬وهَ ْل َيْنقَِلبُ عَنْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َ‬
‫فَرْضِ ِه َيْنَبنِي عَلَى ُوجُوبِ ِنّي ِة الّت ْعيِيِ ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫ج ِة الِْإسْلَا ِم عَلَى‬ ‫ج ِة الِْإسْلَامِ لَ ْم َيقَ ْع عَ ْن التّ َط ّو ِ‬
‫ع وَاْنقََلَبتْ عَنْ حَ ّ‬ ‫ج تَ َطوّعًا قَ ْبلَ حَ ّ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا حَ ّ‬
‫جةٍ فَاسِ َدةٍ وََقعَ ْ‬
‫ت عَنْ‬ ‫الْمَ ْذ َهبِ الصّحِيحِ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) َلوْ حَجّ َعنْ َنذْ ِرهِ َأوْ َعنْ َن ْفلٍ وَعَلَ ْيهِ قَضَا ُء حَ ّ‬
‫جةِ اْلإِسْلَامِ َوقَ ْبلَ الِاعْتِمَارِ‬
‫حجّ َب ْعدَ قَضَا ِء حَ ّ‬
‫الْ َقضَاءِ دُو َن مَا َنوَاهُ عَلَى الْمَ ْذ َهبِ َأيْضًا ‪َ ،‬فَأمّا إنْ تََن ّفلَ بِالْ َ‬
‫أَ ْو بِالْ َعكْسِ َفهَ ْل يَجُوزُ َأمْ لَا ‪ .‬قَالَ فِي التّلْخِيصِ َينَْبنِي عَلَى أَ ّن النّسُكَ هَ ْل ُه َو عَلَى اْل َفوْرِ َأمْ لَا ‪ ،‬فَِإنْ ُق ْلنَا‬
‫ج ْز َوإِلّا جَا َز وَفِي ِه نَظَرٌ ‪.‬‬
‫عَلَى اْل َفوْرِ لَ ْم يَ ُ‬
‫‪36‬‬
‫ك نَ ّ‬
‫ص‬ ‫ب َيصِحّ أَ ْن َيتََنفّ َل بِالصّدََقةِ َقبْلَ أَدَائِهَا َوِإنْ كَاَنتْ عَلَى اْل َفوْ ِر وَكَذَلِ َ‬‫َوَأمّا الزّكَاةُ َفقَا َل اْلأَصْحَا ُ‬
‫أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ُمهَنّا فِي َمنْ عَلَ ْيهِ َزكَاةٌ َوَنذْرٌ لَا ُيبَالِي ِبَأّيهِمَا يَبْ َدأُ ‪َ ،‬وهَذَا إذَا كَا َن مَالُ ُه َيتّسِعُ َلهُمَا َفَأمّا إنْ‬
‫سنَذْكُ ُرهُ ‪.‬‬
‫لَ ْم َيتّسِعْ فَ َ‬
‫‪37‬‬
‫ت الْمَاِلّيةُ كَاْل ِعتْ ِق وَاْلوَقْفِ وَالصّدََق ِة وَالْ ِهَبةِ إذَا َتصَرّفَ ِبهَا َوعََليْهِ َديْ ٌن وَلَ ْم َيكُنْ‬
‫ع الثّانِي ) ‪ :‬الّتصَرّفَا ُ‬ ‫( الّن ْو ُ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ َرحِمَهُ اللّهُ َأنّهُ لَا‬
‫ك وَا ْختَارَ ال ّ‬ ‫ح ُة َتصَرّفِ ِه َوِإنْ ُا ْسُتغْ ِرقَ مَالُهُ فِي ذَلِ َ‬‫ُحجِ َر عََليْهِ فَالْمَ ْذ َهبُ صِ ّ‬
‫صَليْنِ‬
‫ب َويُ ْمكِ ُن تَخْرِيُهُ فِي الْمَ ْذ َهبِ مِنْ أَ ْ‬ ‫ك مَ َع مُطَاَلَب ِة اْلغُ َرمَاءِ ‪ ،‬اْلعَْيهَمَ َقوْلًا فِي الْمَ ْذهَ ِ‬
‫َينْفُ ُذ َشيْ ٌء مِنْ ذَلِ َ‬
‫ص َد َقةٍ َوَأبَوَاهُ‬
‫ع بِمَاِلهِ ِب َوقْفٍ أَوْ َ‬
‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ رَ ِحمَهُ اللّهُ فِي ِروَاَيةِ َحْنبَلٍ فِيمَنْ تََبرّ َ‬
‫‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا ) ‪ :‬مَا َن ّ‬
‫مُحْتَاجَانِ أَنّ َلهُمَا رَ ّد ُه وَا ْحتَ ّج بِالْحَدِيثِ الْ َم ْروِيّ فِي ذَلِكَ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪َ :‬أنّهُ َنصّ فِي ِروَاَيةٍ أُخْرَى عَلَى‬
‫ع َوعََليْهِ‬
‫خرّجَ مِنْ ذَلِكَ َأنّ مَنْ تَبَ ّر َ‬ ‫مَنْ أَوْصَى ِلأَجَانِبَ وََلهُ َأقَا ِربُ مُحْتَاجُونَ َأ ّن الْوَ ِ‬
‫صّي َة تُرَ ّد عََلْيهِمْ َفتَ َ‬
‫ص ًة عَلَى ِروَاَيةٍ ‪َ ،‬وَنقَلَ‬
‫ع الْمُ َدبّرُ فِي ال ّديْنِ خَا ّ‬
‫َنفَ َق ٌة وَا ِجَبةٌ ِلوَارِثٍ َأوْ َديْنٌ َلْيسَ لَ ُه وَفَاءٌ َأنّهُ يُ َردّ وَِلهَذَا ُيبَا ُ‬
‫صدّقَ عِ ْندَ مَ ْوِتهِ بِمَاِلهِ كُ ّلهِ قَا َل هَذَا مَ ْردُودٌ َلوْ كَانَ فِي َحيَاتِهِ لَمْ أُ َجوّزْ لَهُ‬
‫ابْ ُن َمْنصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ فِيمَنْ تَ َ‬
‫إذَا كَانَ لَ ُه وَلَدٌ ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنَيةَ عَشْ َرةَ ) ‪ :‬الْمَ ْذ َهبُ أَنّ اْل ِعبَادَاتِ اْلوَارِ َد َة عَلَى ُوجُو ٍه ُمَتعَدّ َد ٍة يَجُوزُ ِفعُْلهَا عَلَى َجمِيعِ‬
‫ضهَا أَ ْفضَ َل مِ ْن َب ْعضٍ ‪َ ،‬لكِ ْن هَ ْل اْلأَفْضَلُ‬ ‫ضهَا َوِإنْ كَانَ َب ْع ُ‬ ‫ك اْلوُجُو ِه اْلوَا ِر َدةِ فِيهَا مِ ْن َغيْرِ كَرَا َهةٍ ِلَب ْع ِ‬
‫تِلْ َ‬
‫ب اْلأَوّلُ ‪ ،‬وَا ْختَارَ‬ ‫ع ِمْنهَا َأوْ ِفعْلُ جَمِي ِع اْلأَْنوَاعِ فِي َأوْقَاتٍ َشتّى ‪ ،‬ظَاهِرُ كَلَا ِم اْلأَصْحَا ِ‬ ‫الْمُدَا َومَ ُة عَلَى َنوْ ٍ‬
‫الشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ رَ ِحمَهُ اللّهُ ‪ .‬الثّانِي ‪ِ :‬لَأنّ فِي ِه ا ْقتِدَاءً بِالّنبِيّ صَلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ فِي َتَنوّعِ ِه وَقَالَ ابْنُ‬
‫ص َف ٍة َتكُو ُن ُمنَا ِسَبةً لَهُ‬
‫ب الْ َمصَالِحِ َفُتصَلّى فِي كُ ّل وَ ْقتٍ عَلَى ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ت بِحَ َ‬ ‫ف إّنهَا تََن ّوعَ ْ‬
‫خوْ ِ‬ ‫َعقِيلٍ فِي صَلَا ِة الْ َ‬
‫ك اْلأَْنوَاعِ َأ ْو الِاقِْتصَا ُر عَلَى وَاحِ ٍد ِمْنهَا ‪ .‬هَذَا فِي ِه نِزَاعٌ فِي‬ ‫َوهَلْ اْلأَ ْفضَلُ الْجَمْ ُع َبيْ َن مَا َأمْكَنَ جَ ْمعُ ُه مِ ْن تِلْ َ‬
‫حهُمَا َم ّرةً وَاحِ َدةً‬
‫ب مَسْ ُ‬
‫ح ّ‬ ‫ح الُْأ ُذنَيْنِ الْمَ ْذ َهبُ َأنّهُ يُ ْ‬
‫ستَ َ‬ ‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َمسْ ُ‬
‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫ج َت ْ‬
‫الْمَ ْذ َهبِ َوَينْدَرِ ُ‬
‫ب بْنِ َجَلَبةَ قَاضِي‬ ‫إمّا مَعَ ال ّرأْسِ َأ ْو بِمَاءٍ جَدِي ٍد وَلَا يُسَ ّن الْجَ ْم ُع بَْيَنهُمَا وَ ُح ِكيَ عَنْ اْلقَاضِي َعبْ ِد اْلوَهّا ِ‬
‫َحرّانَ أَ ّن اْلأَفْضَ َل الْجَ ْم ُع َبيَْنهُمَا عَ َملًا بِالْحَدِيَثيْنِ‬
‫‪39‬‬
‫سبْحَانَكَ الّلهُمّ ُمقَْتصِرًا عََليْهِ وَا ْختَارَ ابْ ُن ُهَبيْ َرةَ َأنّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الِاسِْتفْتَاحُ فَاْلمَ ْذ َهبُ َأ ّن الْأَ ْفضَ َل الِا ْسِت ْفتَا ُ‬
‫ح بِ ُ‬
‫سَتفْتِحُ َكذَلِكَ‬ ‫ح اْل َغيْهَ ِم وَ ْجهِي أَ ْفضَلُ ‪ ،‬وَذَكَرَ الشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ رَ ِحمَهُ اللّهُ َأنّهُ يَ ْ‬ ‫الْجَمْ َع َبْينَهُ َوبَيْ َن الِا ْستِ ْفتَا ِ‬
‫سأََل ُة مِ ْن هَذَا اْل َقبِيلِ ‪.‬‬
‫ف َوبَِتقْدِي ِر ُثبُوتِهَا َفلَا تَكُونُ الْمَ ْ‬
‫ضعْ ٌ‬ ‫‪ ،‬وََلكِنْ َورَدَ فِي الْجَمْعِ أَحَادِيث مَُتعَدّ َدةٌ وَفِيهَا َ‬
‫‪40‬‬
‫جرِ‬
‫حوَْقَلةِ َأمْ لَا وَكَذَا فِي الّتْثوِيبِ فِي اْلفَ ْ‬ ‫حْيعََلةِ وَالْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إجَاَبةُ الْ ُم َؤذّنِ هَ ْل يُشْ َرعُ فِيهَا الْ َ‬
‫جمْ ُع َبيْ َن الْ َ‬
‫فِيهِ َو ْجهَانِ ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫ج ُمعَةِ َب ْعدَهَا َنقَلَ إبْرَاهِي ُم الْ َ‬
‫ح ْرِبيّ عَنْ أَ ْحمَدَ َرحِمَهُ اللّهُ َأنّهُ قَالَ ‪َ :‬أمَ َر الّنبِيّ صَلّى اللّهُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) سُّنةُ الْ ُ‬
‫صّليْتَ رَ ْك َعَتيْنِ‬
‫حتَاطَ َ‬ ‫س ٌن َوإِنْ أَرَدْتَ َأ ْن تَ ْ‬‫صلّى ُهوَ رَ ْك َعَتيْنِ َفَأّيهُمَا َفعَ ْلتَ فَحَ َ‬
‫عََليْهِ َوسَلّ َم ِبأَ ْربَعِ رَ َكعَاتٍ وَ َ‬
‫سَتنِدُوا إلّا إلَى مَا‬
‫حبَابِ السّتّ ‪َ ،‬وَأمّا اْلأَصْحَابُ َفلَ ْم يَ ْ‬ ‫َوأَ ْربَعًا َج َمعْت ِفعْلَ ُه َوَأمْ َر ُه َوهَذَا َمأْخَ ٌذ َغرِيبٌ لِا ْستِ ْ‬
‫صلَاتِهِ ِستّ رَ َكعَاتٍ‬ ‫ُنقِلَ عَ ْن َب ْعضِ الصّحَاَب ِة مِنْ َ‬
‫‪42‬‬
‫شهّدِ فَِإنّهُ قَ ْد وَ َردَ فِيهَا كَمَا صَّلْيتَ‬
‫ظ الصّلَاةِ عَلَى النِّبيّ صَلّى اللّهُ عَلَ ْي ِه َوسَلّ َم فِي الّت َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َأْلفَا ُ‬
‫ب مَ ْن‬
‫جمْ ُع َبْينَهُمَا فَِإ ّن مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ َووَرَدَ كَمَا صَّلْيتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ َفهَ ْل ُيقَا ُل اْلأَفْضَ ُل الْ َ‬
‫ك وَقَالَ َل ْم َيبُْلغْنِي فِيهِ‬
‫شيْخُ رَ ِحمَهُ اللّهُ ذَلِ َ‬ ‫ستَنَ ُدهُ جَ ْمعَ ال ّروَاَيَتيْ ِن َوأَْنكَرَ ال ّ‬
‫ا ْختَا َر الْجَمْ َع َبْيَنهُمَا وَقَ ْد َيكُو ُن مُ ْ‬
‫ت بِالْجَمْعِ بَْيَنهُمَا وَلَا َيصِحّ أَ ْن يُجْ َم َع َبيْنَ ال ّروَاَيتَيْنِ ِلَأنّهُ كَانَ َيقُو ُل هَذَا تَا َر ًة َوهَذَا تَا َرةً‬ ‫سنَدٌ ثَاِب ٌ‬ ‫ث مُ ْ‬‫حَدِي ٌ‬
‫جمْ ُع َبيْ َن الْبَدَلِ وَالْ ُمبْدَلِ كَذَا قَالَ ‪ ،‬وَقَ ْد َثبَتَ فِي صَحِيحِ‬ ‫َفأَحَدُ الّلفْ َظيْ ِن بَدَ ٌل عَ ْن الْآ َخ ِر وَلَا يَصِ ّح الْ َ‬
‫ج َرةَ َوأَ ْخرَجَهُ النّسَائِيّ مِنْ حَدِيث َكعْبٍ َأيْضًا َومِنْ‬ ‫ب بْ ِن عُ ْ‬‫الْبُخَارِيّ الْجَمْ ُع َبْيَنهُمَا مِنْ َحدِيثِ َكعْ ِ‬
‫حةَ ‪.‬‬ ‫حَدِيثِ َأبِي طَلْ َ‬
‫‪43‬‬
‫حةً لَهُ ‪َ ،‬ويُ ْمكِنُ َأنْ َيكُونَ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةَ عَشْ َرةَ ) إذَا وَ َج ْدنَا َأثَرًا َمعْلُولًا ِلعِّل ٍة َووَجَ ْدنَا فِي مَحَلّهِ عِّلةً صَالِ َ‬
‫ك اْلعِّلةِ الْ َمعْلُو َمةِ َأمْ لَا ؟‬
‫ك الَْأثَ ُر عَلَى تِلْ َ‬
‫حقّ ُق وُجُو ُد َغيْ ِرهَا ‪َ ،‬ف َه ْل يُحَالُ ذَلِ َ‬ ‫الَْأثَ ُر َمعْلُولًا ِل َغيْ ِرهَا َلكِنْ لَا َيتَ َ‬
‫ضهَا اْلعَ َدمُ ؛ ِلَأنّ اْلأَصْلَ أَنْ لَا‬ ‫ضهَا الْإِحَاَل ُة وَفِي َبعْ ِ‬ ‫صوَرٌ َكثِيَةٌ قَ ْد َي ْقوَى فِي َب ْع ِ‬ ‫ف وََلهَا ُ‬ ‫سأََلةِ خِلَا ٌ‬ ‫فِي الْمَ ْ‬
‫ض الْمَسَائِ ِل الْإِحَاَل ُة عََلْيهَا َفَيَتوَافَقُ الْأَصْلُ الظّاهِرُ ‪ ،‬وَقَ ْد تَ ْظ َهرُ‬ ‫ح ّق َقةِ وَقَ ْد يَ ْظهَرُ فِي َبعْ ِ‬
‫عِّل َة ِسوَى هَ ِذ ِه الْ ُمتَ َ‬
‫سأََلةِ ) مَا إذَا َوقَعَ فِي الْمَاءِ نَجَا َسةٌ ُثمّ غَابَ عَ ْن ُه ُثمّ َو َجدَهُ‬
‫صوَ ِر الْمَ ْ‬
‫ختَِلفَانِ ‪ .‬فَمِنْ ُ‬
‫الْإِحَاَل ُة عَلَى َغيْ ِرهَا َفيَ ْ‬
‫مَُتغَيّرًا فَِإنّهُ يُ ْ‬
‫حكَ ُم ِبنَجَا َستِهِ ِعنْ َد الْأَصْحَابِ إحَاَلةً لِلّت ْغيِ ِي عَلَى النّجَا َس ِة الْ َمعْلُو ِم طِ ْرمِسَاءِ فِيهِ ‪ ،‬وَالْأَصْلُ‬
‫سأََل ِة الصّيْ ِد الْآِتيَ ِة وَالْأُولَى‬
‫ض الْ ُمتَأَخّرِينَ فِيهِ َو ْجهًا آخَرَ َأنّ ُه طَاهِ ٌر مِ ْن مَ ْ‬
‫عَ َدمُ ُوجُو ِد ُم َغيّ ٍر َغيْ ِرهَا وَ َخرّجَ بَ ْع ُ‬
‫َأوْلَى ِلأَنّ اْلأَصْ َل َطهَارَ ُة الْمَاءِ فَلَا يُزَا ُل عَْنهَا بِالشّكّ ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫ب َيقْتَضِي ُخرُوجَ الْ َمذْيِ مِ ْنهُ ِم ْن َتفَ ّكرٍ َأوْ مُلَاعََبةٍ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) مَا إذَا وُ ِجدَ مِنْ النّاِئمِ قَ ْبلَ َن ْومِ ِه سَبَ ٌ‬
‫ح ِوهِمَا ثُمّ نَا َم وَاسْتَ ْيقَظَ وَ َو َجدَ بَلَلًا َلمْ يَتََيقّ ْنهُ مَنِيّا وََل ْم َيذْكُرْ حُلْمًا فَِإنّ الْ َمْنصُو َ‬
‫ص عَنْ أَحْمَدَ رَ ِحمَهُ‬ ‫وَنَ ْ‬
‫ج الْمَذْيِ ِلَأنّ اْلأَصْلَ عَ َدمُ‬
‫سَببِ الْ ُمَتَيقّنِ وَ ُه َو الْ ُم ْقتَضِي ِلخُرُو ِ‬‫ج عَلَى ال ّ‬ ‫اللّهُ َأنّهُ لَا غُسْ َل عََليْهِ إحَاَلةً لِ ْلخَا ِر ِ‬
‫وُجُو ِد َغيْ ِر ِه وَقَ ْد َتَيقّنَ ُوجُو َدهُ وَ ُحكِ َي عَنْ أَحْمَدَ رَ ِحمَهُ اللّهُ ِروَايَةً أُ ْخرَى ِبوُجُوبِ الْغُسْلِ‬
‫‪45‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ جَرَحَ صَ ْيدًا ُجرْحًا غَ ْي َر ُموَحّ ُثمّ غَابَ عَ ْنهُ َو َوجَ َدهُ مَيْتًا َولَا َأَثرَ فِيهِ غَ ْيرُ سَهْ ِمهِ َفهَ ْل َيحِلّ‬
‫ي بْنِ حَاتِمٍ ‪ .‬وَالثّانِيَة ‪ :‬لَا يَحِلّ ِل َقوْلِ ابْ ِن َعبّاسٍ‬ ‫حهُمَا َأنّ ُه يَحِلّ ِلحَدِيثِ عَدِ ّ‬ ‫صّ‬ ‫أَكْلُهُ ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ أَ َ‬
‫سأََلةَ الْإِصْمَا ِء وَالِْإنْمَاءِ ‪ ،‬وَفِيهِ ِروَاَيةٌ‬
‫ك تُسَمّى مَ ْ‬‫ع مَا َأنْ َميْتَ وَلِذَلِ َ‬
‫ت وَ َد ْ‬
‫ص َميْ َ‬
‫ضيَ اللّ ُه عَْنهُمَا كُ ْل مَا أَ ْ‬ ‫رَ ِ‬
‫ضعْفٌ ‪َ ،‬وعُلّ َل ِبأَ ّن َهوَامّ الّليْلِ َكثِ َيةٌ‬ ‫ع وَفِيهِ َ‬‫ب َعنْهُ َليَْلةً َل ْم يَحِ ّل َوإِلّا َح ّل وَفِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُو ٌ‬
‫ثَاِلثَ ٌة إنْ غَا َ‬
‫ي عَلَى اْلأَصْ ِل َو ُهوَ عَ َدمُ إصَاَب ِة غَيْرِ‬ ‫َفكََأنّ الظّاهِ َر ُهنَا َو ُهوَ وُجُو ُد َسبَبٍ آ َخرَ َحصَ َل ِمنْهُ ال ّزهُوقُ َقوِ ّ‬
‫سهْمِ لَهُ‬
‫ال ّ‬
‫‪46‬‬
‫حرِمُ صَ ْيدًا ُج ْرحًا غَ ْي َر ُموَحّ ُثمّ غَابَ عَ ْنهُ ُث ّم وَ َج َدهُ مَيْتًا َفهَ ْل َيضْ َمنُهُ كُلّهُ َأوْ‬
‫ح الْمُ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ جَرَ َ‬
‫ب ِبضَمَانِ أَ ْرشِ الْجُ ْرحِ َفقَطْ ِلأَنّهُ الْ ُمَتَيقّنُ وَاْلأَصْلُ بَرَا َءةُ‬
‫أَ ْرشَ الْجُ ْرحِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْ ِن وَ َج َزمَ َب ْعضُ الْأَصْحَا ِ‬
‫ال ّذ ّمةِ ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫ت وَادّعَى َأنّهُ مَاتَ ِبسَبَبٍ غَ ْيرِ ِسرَاَيةِ جُ ْرحِهِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ جَرَحَ آ َدمِيّا َمعْصُومًا ُج ْرحًا غَ ْي َر مُوحٍ ُثمّ مَا َ‬
‫وََأْنكَ َر الْ َوِليّ فَاْل َقوْلُ َقوْ ُل اْلوَِليّ مَ َع يَمِينِ ِه وَلَ ْم يَحْكِ أَ ْكثَ ُر اْلأَصْحَابِ فِي ذَلِكَ ِخلَافًا إحَاَلةً لِل ّزهُوقِ عَلَى‬
‫ت َبعْ َد مُ ّد ٍة َينْ َدمِلُ‬
‫جرْحِ فَاْل َقوْلُ َقوْ ُل اْلوَِليّ َوِإنْ مَا َ‬‫ح الْ َمعْلُومِ ‪ ،‬وَفِي الْ ُمجَرّدِ َأنّهُ إنْ مَاتَ َعقِيبَ الْ ُ‬ ‫الْجُ ْر ِ‬
‫ك َوإِلّا فَاْل َقوْلُ َقوْلُ‬‫ض ْمنًا مِ ْن الْجُ ْرحِ َحتّى مَاتَ َفكَذَلِ َ‬ ‫الْجُ ْرحُ فِي ِمثِْلهَا ‪ .‬فَِإنْ قَا َمتْ بَّيَنةٌ بَِأنّهُ لَ ْم يَزَلْ ِ‬
‫الْجَانِي وَفِي ِه وَجْهٌ آ َخرَ َأنّ اْل َقوْلَ َقوْ ُل اْلوَِليّ ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَالَ ِلأَمَِتهِ َوَلهَا َولَ ٌد َهذَا الْ َوَلدُ مِنّي ‪َ ،‬فهَ ْل َيثُْب ُ‬
‫ت بِذَلِكَ ا ْستِيلَا ُد اْلَأ َمةِ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪:‬‬
‫ك اْليَمِيِ َفيُحَالُ اللّحُوقُ‬ ‫ب [ هُنَا ] َغيْ َر مِلْ ِ‬ ‫ق النّسَ ِ‬ ‫حقّ ُق بِهِ لُحُو ُ‬
‫( أَحَ ُدهُمَا ) ‪َ :‬نعَمْ ِلَأنّا لَا َنعْلَ ُم َسَببًا َيتَ َ‬
‫ك ُثبُوتَ الِا ْستِيلَادِ فِي الَْأ َمةِ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) لَا لِا ْحتِمَا ِل ا ْستِيلَا ِدهِ َقبْلَ ذَلِكَ فِي نِكَاحٍ َأوْ‬ ‫ستَ ْل ِزمُ ذَلِ َ‬
‫عََليْهِ َفيَ ْ‬
‫وَطْ ِء ُشْب َهةٍ ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫حكَمُ‬‫ت َلهُ بَيَّنةٌ أَنّ َأمَتَهُ َوَلدَْتهُ وََلمْ تَ ُق ْل فِي مِ ْل ِكهِ َفهَ ْل ُي ْ‬
‫ش ِهدَ ْ‬
‫جهُو ِل النّسَبَ َف َ‬ ‫ق مَ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ ادّعَى ِر ّ‬
‫ك مِمّا فِيهِ إضَاَفةُ‬ ‫حوَ ذَلِ َ‬‫جدُ الدّينِ َأنّهَا إنْ َشهِدَتْ َأنّ َأمَتَ ُه وَلَ َدتْ ُه َونَ ْ‬
‫لَ ُه بِهِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ رَجّحَ الشّيْخُ مَ ْ‬
‫اْلوَلَدِ إلَى الَْأمَة الْ ُمضَاَفةِ إَليْهِ ُحكِمَ لَ ُه بِاْلوَلَدِ ‪ ،‬فَِإنْ َل ْم َيكُنْ َكذَلِكَ بَِأنْ َشهِدَتْ َأ ّن هَذَا وَلَ ُد هَ ِذ ِه اْلأَ َمةِ‬
‫حكَمْ لَ ُه بِاْلوَلَدِ‬
‫َوأَنّ ُأمّهُ ِملْكٌ لَهُ لَ ْم يُ ْ‬
‫‪50‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَالَ َر ُجلٌ ‪َ :‬هذَا ابْنِي ِمنْ َزوْجَتِي وَادّعَتْ َز ْوجَُتهُ َذِلكَ وَادّعَ ْتهُ ا ْمرََأ ٌة ُأخْرَى َف ُهوَ ابْنُ‬
‫الرّجُ ِل َوهَ ْل تُ َرجّحُ َزوْ َجتُ ُه عَلَى الْأُ ْخرَى ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬تُرَجّحُ ِلأَنّ َز ْو َجهَا َأبُوهُ فَالظّاهِرُ َأّنهَا‬
‫ُأمّهُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬يتَسَاوَيَانِ ِلَأنّ كُ ّل وَاحِ َدةٍ ِمْنهُمَا َل ْو اْنفَرَدَتْ َلأُلْحِ َق ِبهَا فَِإذَا ا ْجتَ َم َعتَا تَسَا َوتَا [ ذَ َك َرهُ فِي‬
‫الْ ُمغْنِي ] ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ص ّدقَهُ الْ ُمشَْترِي َأّنهَا‬‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ بَاعَ َأ َمةً َلهُ ِمنْ َر ُجلٍ َفوََلدَتْ عِ ْندَ الْ ُمشَْترِي فَادّعَى الْبَائِ ُع َأنّ ُه َولَ ُد ُه فَ َ‬
‫ص عََليْهِ أَ ْحمَدُ َرحِمَهُ اللّهُ فِي ِروَاَيةِ ُم َهنّا وَذَكَره َأبُو بَكْرٍ وَذَكَرَ ذَلِكَ‬
‫َتصِيُ ُأ ّم وَلَدٍ لِ ْلبَائِ ِع َوَينْفَسِ ُخ اْلَبيْعُ َن ّ‬
‫شتَرِي عَلَى ذَلِكَ ‪.‬‬ ‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َوَتَأوّلَهُ عَلَى َأنّهُ ا ّدعَى َأنّهَا وَلَدَتْ فِي مِ ْلكِ ِه وَصَدّقَ ُه الْمُ ْ‬
‫‪52‬‬
‫ص ٍل مِ ْنهُ فِي‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ وََل َدتْ الْمُطَ ّل َقةُ ال ّرجْعِّيةُ وََلدًا لَا يُ ْم ِكنُ إلْحَا ُقهُ بِالْمُطَ ّلقِ إلّا بَِتقْدِيرِ وَطْءٍ حَا ِ‬
‫حهُمَا ُلحُوقُهُ ِلَأنّ الْفِرَاشَ لَمْ‬
‫صّ‬‫َز َمنِ اْل ِعدّةِ ‪َ ،‬فهَ ْل َيلْحَ ُق بِ ِه اْلوَلَدُ فِي هَ ِذ ِه الْحَالِ َأمْ لَا ؟ عَلَى ِروَاَيَتيْنِ أَ َ‬
‫حكَ ُم بِا ْرتِجَا ِعهَا بِلُحُو ِ‬
‫ق‬ ‫ح َوعَلَى هَذَا َفهَلْ يُ ْ‬ ‫ب النّكَا ِ‬ ‫يَزُ ْل بِاْلكُّلّيةِ فَإِحَاَل ُة الْحَ ْم ِل عََليْهِ َأوْلَى َكحَاَلةِ صُ ْل ِ‬
‫سأََلةٌ‬‫ك مَ ْ‬‫ك َوَينَْبنِي عَلَى ذَلِ َ‬ ‫ج َع ًة بِذَلِ َ‬
‫حهُمَا َوهُ َو الْ َمْنصُوصُ َأنّهَا [ َتصِيُ ] مُ ْرتَ َ‬‫سبِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَصَ ّ‬ ‫النّ َ‬
‫ق بِاْلوِلَا َدةِ ذَ َك َرهَا صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ فِي ِه َوَأمّا َشكْ ُل َتوْجِي ِههَا عَلَى اْلأَصْحَابِ َفقَدْ‬ ‫شكَِلةٌ فِي َتعْلِيقِ الطّلَا ِ‬ ‫مُ ْ‬
‫أَفْرَ ْدنَا َلهَا جُزْءًا ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫حقّ ِمنْ مَالِ اْل َغرِيِ إذَا كَا َن ُثمّ سَبَبٌ ظَا ِهرٌ يُحَا ُل اْلأَ ْخذُ عَلَ ْيهِ وَلَا يَجُوزُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َأنّ ُه يَجُوزُ اسْتِيفَا ُء الْ َ‬
‫سبَبُ َخ ِفيّا ‪ ،‬هَذَا هُوَ ظَاهِ ُر الْمَ ْذ َهبِ َفُيبَاحُ ِللْمَ ْرَأةِ َأنْ َت ْأخُ َذ ِمنْ مَالِ َزوْ ِجهَا َن َفقََتهَا َونَ َف َقةَ‬
‫إذَا كَانَ ال ّ‬
‫وََل ِدهَا بِالْ َم ْعرُوفِ وَلِل ّ‬
‫ضيْفِ إذَا َنزَ َل بِاْل َقوْمِ فََل ْم ُيقْرُوهُ َأنْ يَأْخُذَ مِنْ َأمْوَاِلهِ ْم ِبقَدْرِ قِرَاهُ بِالْ َمعْرُوفِ ِلأَنّ‬
‫ف مَا إذَا َخ ِفيَ فَِإنّهُ‬
‫خلَا ِ‬
‫سبَبِ الظّاهِ ِر بِ ِ‬
‫السَّببَ إذَا َظهَرَ َل ْم ُينْسَبْ أَخْ ُذهُ إلَى ِخيَاَن ٍة بَ ْل يُحَالُ َأخْ ُذهُ عَلَى ال ّ‬
‫خيَاَنةِ ‪.‬‬
‫ب بِالْأَ ْخذِ إلَى الْ ِ‬
‫ُينْسَ ُ‬
‫‪54‬‬
‫ضهِ أَنْ مِتّ ِمنْ َمرَضِي َهذَا َفسَالِمٌ حُرّ َوإِنْ َبرِئْت مِ ْنهُ َفغَاِن ٌم حُرّ ُثمّ مَاتَ وََلمْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَا َل فِي َمرَ ِ‬
‫ُيعْلَمْ َهلْ مَاتَ ِمنْ الْ َمرَضِ َأوْ َبرِئَ مِ ْنهُ َففِيهِ ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ ( أَ َح ُدهَا ) ُي ْعتَ ُق سَالِمٌ ِلأَنّ اْلأَصْلَ َدوَامُ الْ َم َرضِ‬
‫ث َسبَبٍ آ َخ َر َغيْ ِرهِ َفيُحَا ُل‬ ‫ب الْ َموْتِ بِ َمرَضِ ِه َو َشكَ ْكنَا فِي حُدُو ِ‬ ‫ح ّققْنَا اْنعِقَادَ سََب ِ‬ ‫َوعَ َدمُ اْلبُرْءِ وَِلَأنّنَا َق ْد تَ َ‬
‫الْ َموْتُ عَلَى َسَببِهِ الْ َمعْلُومِ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪ُ :‬يعْتَقُ أَ َح ُدهُمَا بِاْلقُ ْر َعةِ ِلَأنّ أَحَدَ الشّ ْر َطيْ ِن وُجِ َد ظَاهِرًا وَ ُجهِلَ‬
‫سَببِ حَادِثٍ فِي ِه مِنْ‬ ‫ك بِ َ‬‫عَْينُهُ ‪ ( .‬وَالثّاِلثُ ) لَا ُيعْتَ ُق وَاحِ ٌد ِمْنهُمَا لِا ْحتِمَالِ َأنْ َيكُو َن مَاتَ فِي َمرَضِهِ ذَلِ َ‬
‫حقّ ْق وُجُو ُد وَا ِح ٍد مِنْ الشّ ْرطَيْنِ ‪.‬‬‫َقتْلٍ َأوْ َغيْ ِرهِ فََل ْم يَ ُمتْ مِ ْن َمرَضِ ِه وَلَ ْم َيبْ َرْأ ِمنْهُ َفلَ ْم َيتَ َ‬
‫‪55‬‬
‫ص َدقَهَا تَعْلِي َم سُو َرةٍ ِمنْ اْلقُرْآنِ ُثمّ طَ ّل َقهَا وَ ُو ِجدَتْ حَافِ َظةً َلهَا َوتَنَازَعَا َهلْ عَلّ َمهَا‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ َرحِمَهُ‬ ‫ج فََبرِئَ ِمنْ الصّدَاقِ أَ ْم لَا َفأَّيهُمَا ُي ْقبَلُ َقوْلُهُ ‪ .‬فِيهِ َو ْجهَا ِن وَ َخرّ َ‬
‫ج عََلْيهِمَا ال ّ‬ ‫ال ّزوْ ُ‬
‫ج هَلْ كَاَنتْ مِنْ ال ّزوْجِ َأ ْو ِمنْهَا ‪.‬‬
‫س َوةِ مُ ّد َة ُمقَا ِمهَا ِعنْدَ ال ّزوْ ِ‬
‫سأََلةَ ا ْختِلَاِفهِمَا فِي النّ َف َق ِة وَالْكِ ْ‬
‫اللّ ُه مَ ْ‬
‫‪56‬‬
‫ع َأَثرُ غَنَ ِمهِ ‪َ .‬قضَى‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ ادّعَى صَاحِبُ الزّرْعِ أَنّ غََنمَ فُلَا ٍن َن َفشَتْ فِيهِ لَيْلًا َووُ ِج َد فِي الزّرْ ِ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ هَذَا َوَأشْبَاهَهُ مِنْ‬ ‫ص عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ وَ َجعَلَ ال ّ‬ ‫ب اْلغَنَ ِم َن ّ‬ ‫بِالضّمَا ِن عَلَى صَا ِح ِ‬
‫الْ ِقيَاَفةِ فِي اْلَأ ْموَا ِل وَ َجعََلهَا ُم ْعَتبَ َرةً كَاْل ِقيَاَفةِ فِي اْلَأنْسَابِ َوَيتَخَرّجُ فِي ِه وَجْه آ َخرُ َأنّهُ لَا ُي ْكَتفَى بِذَلِكَ ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫ي فَ َك ّذَبهَا وَادّعَى َأنّ ُه أَصَابَهَا وَ َظ َه َرتْ ثَيّبًا فَادّعَتْ أَ ّن ثُيُوبََتهَا‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َتزَوّجَ ِب ْكرًا فَادّعَتْ َأّنهُ عِنّ ٌ‬
‫خرّجُ فِي ِه وَجْهٌ آخَ ُر مِ ْن الْمَسَائِ ِل الْ ُمَتقَ ّد َمةِ ‪.‬‬ ‫ِبسَبَبٍ آ َخرَ فَاْل َقوْلُ َقوْلُ ال ّزوْجِ ‪ ،‬ذَكَ َر ُه الْأَصْحَا ُ‬
‫ب َويَتَ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) الّلوَثُ فِي الْقَسَا َم ِة َومَسَائِلُهُ َمعْرُوَفةٌ ‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫ح ِريٍ مِنْ أَحَدِ َرجَُليْنِ لَا ُيعْلَ ُم َعْينُهُ ِمْنهُمَا ‪َ ،‬فهَلْ‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِب َع َة عَشَرَ ) ‪ :‬إذَا وُ ِج َد َسبَبُ إيَابٍ َأوْ تَ ْ‬
‫صوَرٌ ‪ ( :‬إحْدَاهَا ) إذَا‬ ‫ف وََلهَا ُ‬ ‫سأََلةِ خِلَا ٌ‬
‫ح ُق ِبوَاحِ ٍد ِمْنهُمَا َشيْءٌ فِي الْمَ ْ‬ ‫حكْ ُم بِكُ ّل ِمْنهُمَا َأوْ لَا يَلْ َ‬
‫ح ُق الْ ُ‬
‫يَلْ َ‬
‫ص ْوتًا خَا ِرجًا َوَلمْ ُيعْ َلمْ ِم ْن َأيّهِمَا ُهوَ َففِي الْمَ ْ‬
‫سأََلةِ ِروَايَتَانِ‬ ‫وَ َجدَ اثْنَانِ مَنِيّا فِي ثَ ْوبٍ يَنَامَانِ فِي ِه َأوْ سَ ِمعَا َ‬
‫( إحْدَاهُمَا ) لَا يَ ْل َزمُ وَا ِحدًا ِمْنهُمَا غُسْ ٌل وَلَا وُضُو ٌء نَظَرًا إلَى َأنّ كُلّ وَا ِح ٍد ِمنْهُمَا ُمَتَيقّنٌ لِل ّطهَا َر ِة شَاكّ فِي‬
‫الْحَدَثِ ‪ ( .‬وَالثّانَِيةُ ) ‪ :‬يَلْ َز ُمهُمَا الْغُسْ ُل وَاْلوُضُوءُ ِلَأنّ الْأَصْلَ زَا َل َيقِينًا فِي أَحَ ِدهِمَا َفَتعَذّرَ الَْبقَا ُء عََليْهِ‬
‫جسَ أَحَ ُدهُمَا ‪.‬‬ ‫ط وَلَ ْم يُ ْلَتفَتْ إلَى النّظَرِ فِي كُ ّل وَاحِ ٍد بِ ُم ْفرَ ِدهِ َكَثوَْبيْنِ َأوْ إنَا َءيْ ِن نَ ِ‬
‫َوتَ َعيّ َن الِا ْحِتيَا ُ‬
‫‪59‬‬
‫( الصّو َر ُة الثّاِنَيةُ ) قَالَ َأ َحدُ الرّجُلَ ْينِ إنْ كَا َن هَذَا الطّاِئرُ ُغرَابًا فَا ْم َرأَتِي طَاِلقٌ ‪َ ،‬وقَالَ الْآ َخرُ إنْ لَ ْم َيكُنْ‬
‫ُغرَابًا فَا ْم َرأَتِي طَاِل ٌق وَغَابَ وََلمْ ُيعْلَمْ مَا ُهوَ ‪َ .‬ففِيهَا وَ ْجهَانِ ‪َ :‬أحَ ُدهُمَا ‪ :‬مَا قَالَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫جرّدِ‬
‫ي ِنكَاحَهُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬وَ ُهوَ ا ْخِتيَارُ الشّيَازِيّ فِي‬ ‫َوأَبُو الْخَطّابِ َو َغيْ ُرهُمَا َيبْنِي كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا عَلَى َيقِ ٍ‬
‫ج الْ ُمطَّل َق ُة ِمنْهُمَا بِاْلقُ ْر َعةِ ‪ .‬وَقَالَ الْقَاضِي فِي الْجَامِعِ ُهوَ ِقيَاسُ الْمَ ْذهَبِ ِلأَنّ‬
‫خرُ ُ‬‫الْإِيضَاحِ وَابْ ِن عَقِيلٍ َأنّهُ تَ ْ‬
‫ت بِاْلقُ ْر َعةِ كَمَا َلوْ كَانَتْ ال ّزوْ َجتَانِ ِلرَجُ ٍل وَاحِدٍ وَذَكَ َر َب ْعضُ‬ ‫وَاحِ َدةً ِمْنهُمَا طَُل َقتْ يَقِينًا َفأُ ْخرِ َج ْ‬
‫سأََل ِة الْأُولَى وَقَدْ‬
‫جبُ ال ّطهَا َر ُة عََلْيهِمَا فِي الْمَ ْ‬
‫ق ِبهِمَا ُحكْمًا كَمَا َت ِ‬ ‫الْأَصْحَابِ ا ْحتِمَالًا َيقَْتضِي وُقُوعَ الطّلَا ِ‬
‫حسُودٌ َفقَالَ َلهُ‬
‫َأ ْومَأَ إَليْهِ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ صَالِحٍ ‪ ،‬وَ َحكَى لَهُ َقوْلَ الشّ ْعِبيّ فِي َر ُجلٍ قَالَ لِآخَ َر إنّك لَ َ‬
‫الْآخَرُ َأ َحسَ َدنَا امْ َرَأتُهُ طَاِلقٌ ثَلَاثًا َفقَا َل الْآخَ ُر َن َعمْ ‪ ،‬قَالَ ال ّ‬
‫ش ْعبِيّ َحِنْثتُمَا وَخَسِ ْرتُمَا َوبَاَنتْ ِمْنكُمَا‬
‫امْ َرأَتَاكُمَا جَمِيعًا وَ َحكَى لَهُ َقوْلَ الْحَارِثِ أَ َدّيُنهُمَا وَآمُ ُرهُمَا ِبتَ ْقوَى اللّ ِه عَ ّز وَجَ ّل َوأَقُولُ َأْنتُمَا َأعْلَ ُم بِمَا‬
‫حََل ْفتُمَا عََليْهِ ‪َ ،‬فقَالَ أَ ْحمَدُ هَذَا َشيْءٌ لَا يُ ْد َركُ أَْلقَاهُمَا فِي الّتهُْل َكةِ َفِإنْكَا ُرهُ ِل َقوْلِ الْحَارِثِ يَدُلّ عَلَى‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ وَقَا َل ُه َو ِبنَاءً عَلَى‬ ‫ش ْعبِيّ ِبوُقُوعِ الطّلَاقِ فِيهِمَا ‪ .‬هَذَا ُهوَ الظّاهِرُ ذَ َك َرهُ ال ّ‬ ‫ُموَاَف َقتِهِ ِل َقوْلِ ال ّ‬
‫حَنثُ َك َقوْلِ مَالِكٍ ‪َ .‬ويَدُ ّل عََليْ ِه َتعْلِيلُ أَ ْحمَدَ‬ ‫حتُهُ َفيَ ْ‬
‫صّ‬‫حتَهُ َأوْ مَا لَا تُ ْد َركُ ِ‬
‫صّ‬ ‫ف عَلَى مَا لَ ْم َيعْلَمْ ِ‬‫َأنّهُ حَلَ َ‬
‫ق عَلَى مَنْ قَالَ َأْنتِ طَالِقٌ إ ْن شَاءَ اللّ ُه بَِأنّ مَشِيَئةَ اللّهِ لَا تُدْ َركُ وَهَذَا اْل َقوْلُ فِي ِه ُبعْدٌ ِلأَ ّن إيقَاعَ‬ ‫وُقُوعُ الطّلَا ِ‬
‫ج مَ ْن هِيَ فِي َزوْ ِجّي ِة الْ َغيْ ِر بَا ِطنًا ‪ ،‬وَفِي إ ْجبَا ِرهِمَا عَلَى تَجْدِيدِ الطّلَاقِ‬ ‫طَلَاِقهِمَا ُي ْفضِي إلَى َأنْ ُيبَاحَ ِل ْلأَ ْزوَا ِ‬
‫إ ْجبَا ُر الِْإنْسَا ِن عَلَى َقطْ ِع مِ ْلكِ ِه ِب َغيْرِ حَ ّق َو ُهوَ ضَرَرٌ بِخِلَافِ إيَابِ ال ّطهَا َر ِة عََلْيهِمَا فَِإنّهُ لَا ضَ َررَ فِيهِ وََلنَا‬
‫وَجْهٌ آ َخ ُر ِبوُجُوبِ ا ْعتِزَالِ كُ ّل ِمْنهُمَا َزوْ َجتَهُ َحتّى يََتَيقّ َن الَْأمْ َر َوَنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ َرحِمَهُ اللّهُ فِي ِروَاَيةِ َعبْدِ‬
‫سأََلةَ َفَتوَقّفَ فِيهَا وَقَالَ أَ َحبّ إَليّ َأنْ لَا أَقُولَ فِيهَا‬ ‫اللّهِ َونَقَلَ حَرْبٌ عَنْ أَ ْحمَدَ َرحِمَهُ اللّهُ َأنّهُ ذَ َك َر هَ ِذهِ الْمَ ْ‬
‫َشيْئًا َوَتوَقّفَ عَْنهَا‬
‫‪60‬‬
‫( الصّو َر ُة الثّاِلَثةُ ) قَا َل أَ َح ُدهُمَا إنْ كَانَ ُغرَابًا َفَأمَتِي ُح ّرةٌ َوقَا َل الْآ َخرُ إ ْن َلمْ َي ُكنْ ُغرَابًا َفَأمَتِي ُح ّرةٌ‬
‫ص َههُنَا َأنْ َيكُفّ كُ ّل وَاحِ ٍد عَ ْن وَطْءِ َأ َمتِهِ َحتّى‬ ‫س الْ َمْنصُو ِ‬ ‫وَفِيهَا اْلوَ ْجهَانِ الْ َمذْكُورَانِ فِي الطّلَاقِ ‪ ،‬وَِقيَا ُ‬
‫َيتََيقّنَ فَِإنْ ا ْشتَرَى أَ َح ُدهُمَا َأ َمةَ الْآخَرِ عَيّ َن الْ ُم ْعَت َقةَ ِمْنهُمَا بِاْلقُ ْر َعةِ عَلَى أَصَحّ اْلوَ ْج َهيْنِ لِا ْجتِمَا ِعهِمَا فِي‬
‫حدِثٌ‬ ‫مِ ْلكِهِ َوإِحْدَاهُمَا َعتِي َقةٌ كَمَا ُق ْلنَا لَا َيصِحّ أَ ْن َيأْتَمّ أَ َح َدهُمَا بِالْآخَرِ فِي الصّو َر ِة الْأُولَى ِلَأنّ أَحَ َدهُمَا مُ ْ‬
‫س مِ ْن هَ ِذهِ الْقَاعِ َدةِ إذَا وَ ِطئَ اثْنَانِ ا ْم َرَأةً‬
‫جتَ ِم َعيْنِ فِي ُحكْ ٍم َيَتعَلّ ُق بِا ْجتِمَا ِعهِمَا ‪ .‬وََلْي َ‬
‫َيقِينًا َفيُنْ َظرُ إَليْهِمَا ُم ْ‬
‫ت ُأمّ ُه بِلَبَِنهِ وََلدًا آ َخرَ فَِإنّهُ‬
‫ضعَ ْ‬
‫ع َنسَُبهُ ِل َفقْ ِد الْقَافَةِ َأوْ غَ ْي ِر َذلِكَ َوأَرْ َ‬
‫ت ِبوََلدٍ وَضَا َ‬
‫ِبشُ ْبهَةٍ فِي ُط ْهرٍ وََأتَ ْ‬
‫صغِيَيْنِ ُحكْ َم وَلَدٍ ِلكُ ّل وَاحِ ٍد مِنْ الرّ ُجَليْ ِن عَلَى الصّحِيحِ ِلَأنّهُ َل ْم َيتَ َعيّنْ َأنْ َيكُونَ‬ ‫َيصِيُ ُحكْمُ كُ ّل مِنْ ال ّ‬
‫اْلوَلَدُ ِلوَاحِ ٍد ِمْنهُمَا بَ ْل يَجُوزُ عِنْ َدنَا َأنْ َيكُونَ َلهُمَا َفَلْيسَ مِمّا نَحْنُ فِيهِ ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫حْبنَا أَصْلًا َوأَعْ َم ْلنَا ظَاهِرًا فِي َطهَا َر ِة َشيْءٍ َأوْ ِحلّهِ َأوْ حُ ْر َمتِ ِه وَكَانَ‬
‫سةَ عَشَر ) ‪ :‬إذَا اسَْتصْ َ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِ َ‬
‫ب اسِْتصْحَابُهُ َأوْ َت ْركُ اْلعَمَ ِل بِظَاهِرٍ آخَ َر يَجِب إعْمَالِهِ لَ ْم يُ ْلَت َفتْ إلَى ذَلِكَ‬ ‫ج ُ‬ ‫ك َت َغيّرَ أَصْلٍ آ َخ َر يَ ِ‬
‫لَا ِزمُ ذَلِ َ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا ) إذَا اسْتَ ْيقَظَ ِمنْ نَ ْو ِمهِ َفوَ َجدَ فِي ثَ ْوِبهِ بَلَلًا َوقُلْنَا لَا يَ ْلزَ ُمهُ‬
‫اللّا ِز ِم عَلَى الصّحِيحِ ‪ ،‬وَلِذَلِكَ ُ‬
‫ث َنقُو ُل إنّمَا َسقَطَ‬ ‫سلُ عَلَى مَا سََبقَ فِيمَا إذَا َت َقدّمَ مِ ْنهُ سَبَبُ الْ َمذْي فَلَا يَ ْل َزمُهُ َأيْضًا غَسْ ُل َث ْوبِهِ بِ َ‬
‫حْي ُ‬ ‫الْ ُغ ْ‬
‫جسُ بِالشّكّ ‪ ،‬وَاْلأَصْ ُل َطهَارَةُ‬ ‫ي بَ ْل َنقُولُ فِي َث ْوبِهِ اْلأَصْلُ َطهَا َرتُهُ َفلَا َينْ ُ‬
‫حكْ ِمنَا ِبأَ ّن الْبَلَلَ مَذْ ٌ‬
‫عَنْ ُه اْلغُسْلُ لِ ُ‬
‫بَ َدنِهِ َفلَا يَ ْل َزمُهُ اْلغُسْ ُل بِالشّكّ َفَيبْقَى فِي كُ ّل ِمْنهُمَا عَلَى أَصْلِهِ ‪ ،‬ذَكَ َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ عَنْ الشّرِيفِ‬
‫ك الّثوْبِ َقبْ َل غَسْلِهِ ِلَأنّا‬
‫َأبِي َج ْعفَرٍ َويَْنَبغِي عَلَى هَذَا الّتقْدِيرِ أَنْ لَا تَجُوزَ لَ ُه الصّلَاةُ َقبْ َل الِا ْغتِسَالِ فِي ذَلِ َ‬
‫َنتََيقّ ُن وُجُو َد الْ ُمفْسِدِ لِلصّلَاةِ لَا مَحَاَلةَ ‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫س ُخفّا ُثمّ َأحْ َدثَ ثُمّ صَلّى وَ َشكّ َهلْ َمسَحَ عَلَى الْخُفّ قَ ْبلَ الصّلَاةِ َأوْ بَ ْع َدهَا َوقُلْنَا‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا لَبِ َ‬
‫ابْتِدَا ُء الْ ُم ّدةِ ِمنْ الْ َمسْحِ َجعَ ْلنَا ابْتِدَا َءهَا َقبْ َل الصّلَا ِة َوَأوْ َجْبنَا إعَا َد َة الصّلَاةِ ِلَأنّ اْلأَصْلَ وُجُو ُ‬
‫ب غَسْلِ‬
‫الرّجَْليْ ِن وَاْلأَصْ ُل َبقَاءُ الصّلَاةِ فِي ال ّذ ّمةِ ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫س ْهمٍ َوَلمْ ُيوَ ّح ِه َفوَقَ َع فِي مَاءٍ َيسِيٍ َف َوجَ َدهُ مَيْتًا فِيهِ فَِإنّ الْ َ‬
‫حَيوَانَ لَا‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َرمَى حَيَوَانًا َمأْكُولًا ِب َ‬
‫سَببِ الْ ُمبِيحِ لَ ُه وَلَا يَلْ َزمُ‬
‫شَيةَ أَ ْن َيكُو َن الْمَاءُ َأعَا َن عَلَى َقتْلِهِ وَاْلأَصْلُ تَحْ ِريُهُ َحتّى يََتَيقّ َن وُجُودَ ال ّ‬
‫ُيبَاحُ خَ ْ‬
‫حبُ فِي الْمَاءِ أَصْلُ ال ّطهَا َرةِ َفلَا‬ ‫ستَصْ َ‬‫صيْ ِد بَِأنّ ُه َميَْتةِ ‪ ،‬بَلْ يُ ْ‬
‫حكْ ِمنَا عَلَى ال ّ‬
‫ك نَجَا َسةُ الْمَاءِ َأْيضًا لِ ُ‬
‫مِنْ ذَلِ َ‬
‫ُينَجّسُ ُه بِالشّكّ ذَكَ َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفصُولِهِ‬
‫‪64‬‬
‫ض بِالْ َقذْفِ أَوْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَا َل لِا ْم َرأَِتهِ فِي غَضَبٍ ا ْعَتدّي وَ َظ َه َرتْ مِ ْن ُه َقرَاِئنُ َت ُدلّ عَلَى إرَا َدِتهِ الّت ْعرِي َ‬
‫سرَ ُه بِالْ َقذْفِ فَِإنّهُ يَقَ ُع بِهِ الطّلَاقُ ِلَأنّهُ ِكنَاَي ٌة ا ْقتَ َرنَ ِبهَا َغضَ ٌ‬
‫ب َوهَ ْل يُحَ ّد َم َعهَا ذَ َكرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي‬ ‫َف ّ‬
‫الْ ُمفْرَدَاتِ ا ْحتِمَاَليْنِ ‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا ) ‪َ :‬وبِهِ َج َزمَ فِي عُمَدِ الْأَدِّلةِ َأنّ ُه يُحَدّ ؛ ِلأَّنهُمَا َحقّا ِن عََليْهِ فَلَا ُيصَ ّدقُ‬
‫فِيمَا ال ّطبْرِسِ حدا ِمْنهُمَا ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪ :‬لَا يُحَدّ ِلَأنّهُ َلوْ كَانَ قَذْفًا َل ْم َيكُنْ طَلَاقًا ِلتَنَافِيهِمَا َومِ ْن هَ ِذهِ‬
‫حكْمُ‬ ‫سبُ بِ َقوْلِ ِه وَالْ ُ‬ ‫ت النّ َ‬ ‫ث الّذِي أََق ّر ِبنَسَبِ ِه مَنْ لَا َيْثبُ ُ‬‫ت َب ْعضُهَا دُو َن َب ْعضٍ كَإِرْ ِ‬ ‫الْقَاعِ َد ِة الْأَ ْحكَامُ الّتِي َيْثبُ ُ‬
‫شكُوكُ فِيهَا مِ ْن بُلُوغِ أَ َحدِ َأَبوَيْ ِه وَاسِْتقْرَا ِر الْ َمهْرِ‬ ‫ق النّسَبِ فِي َموَاضِعَ َكثِ َيةٍ لَا َيْثبُتُ فِيهَا َلوَا ِزمُ ُه الْمَ ْ‬ ‫بِلُحُو ِ‬
‫ث َوهِ َي مَسَائِلُ َكثِيَةٌ ‪.‬‬ ‫ت اْلوَصِّيةِ لَهُ َأوْ الْمِيَا ِ‬ ‫حدّ َأوْ ثُبُو ِ‬ ‫ت الْعِ ّد ِة وَالرّ ْج َعةِ َأوْ الْ َ‬
‫َأوْ ُثبُو ِ‬
‫‪65‬‬
‫ب بَدَلًا َفَتعَذّ َر اْلوُصُولُ إلَى اْلأَصْلِ حَاَل َة اْلوُجُوبِ ‪َ ،‬فهَلْ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِد َسةَ عَشَرَ ) ‪ :‬إذَا كَانَ اْلوَاجِ ُ‬
‫صوَ ٌر عَدِي َدةٌ ‪:‬‬ ‫سأََلةِ ُ‬ ‫حْيثُ لَا َيعُودُ إلَى اْلأَصْلِ ِعنْ َد وُجُو ِدهِ لِلْمَ ْ‬ ‫سَتقِرّا بِ َ‬ ‫ب بِاْلبَدَ ِل َتعَّلقًا مُ ْ‬
‫َيتَعَلّقُ الْوُجُو ُ‬
‫شرُوعِ فِيهِ ‪َ ،‬فهَ ْل يَ ِ‬
‫جبُ‬ ‫ب الصّيَامُ عَلَ ْي ِه ُثمّ َو َجدَ اْلهَدْيَ قَ ْبلَ ال ّ‬
‫( ِمْنهَا ) َهدْيُ الْمُ ْت َعةِ إذَا َع ِد َمهُ َووَجَ َ‬
‫ت بِحَا ِل اْلوُجُوبِ َأوْ ِبحَا ِل اْل ِفعْلِ فِيهِ ِروَاَيتَانِ فَِإنْ ُق ْلنَا‬ ‫عََليْهِ الِاْنِتقَالُ َأمْ لَا َيْنبَنِي عَلَى الِا ْعتِبَارِ فِي الْ َكفّارَا ِ‬
‫شهُورُ َأنّهُ‬ ‫ج ِزئُهُ ِفعْلُ الْأَصْ ِل َو ُهوَ اْلهَدْيُ ؟ الْمَ ْ‬
‫ص ْومُ أَصْلًا لَا بَدَلًا َوعَلَى هَذَا َفهَ ْل يُ ْ‬‫بِحَا ِل اْلوُجُوبِ صَا َر ال ّ‬
‫ح الْمَ ْذ َهبِ عَنْ ابْنِ حَامِدٍ‬ ‫صةً ‪ ،‬وَ َحكَى اْلقَاضِي فِي شَ ْر ِ‬ ‫جمَْل ِة َوِإنّمَا َسقَطَ رُ ْخ َ‬ ‫يُجْ ِزئُهُ ِلَأنّهُ اْلأَصْلُ فِي الْ ُ‬
‫ي الْ ُمْت َعةِ ‪.‬‬
‫حكْمُ فِيهِمَا َكهَدْ ِ‬ ‫ج ِزئُهُ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) َكفّا َرةُ ال ّظهَارِ وَالْيَمِيِ َونَ ْ‬
‫ح ِوهِمَا وَالْ ُ‬ ‫َأنّهُ لَا يُ ْ‬
‫‪66‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َأتْلَفَ شَيْئًا لَهُ مِ ْثلٌ وََت َعذّرَ وُجُودُ الْمِ ْث ِل وَ َح َكمَ الْحَا ِكمُ ِبَأدَا ِء الْقِي َمةِ ُثمّ َوجَدَ الْمِ ْثلَ قَ ْبلَ‬
‫الَْأدَاءِ وَ َجبَ أَدَاءُ الْ ِمثْلِ ذَكَ َر ُه الْأَصْحَابُ ِلأَنّهُ قَدَرَ عَلَى اْلأَصْلِ َقبْلَ أَدَا ِء الْبَدَلِ َفَيلْ َزمُهُ كَمَا إذَا وَ َج َد الْمَاءَ‬
‫ف ثُ ّم عَ ِدمَ ُه إمّا إ ْن عَ ِدمَ ُه‬ ‫َقبْ َل الصّلَاةِ ‪َ ،‬وَينَْبغِي َأ ْن يُحْمَلَ كَلَا ُمهُ ْم عَلَى مَا إذَا َقدَ َر عَلَى الْ ِمثْلِ عِنْ َد الِْإتْلَا ِ‬
‫خرُجَ فِي وُجُوبِ أَدَا ِء الْ ِمثْلِ ِخلَافٌ ‪َ ،‬وَأمّا الّتيَمّمُ فَلَا يُشْبِ ُه مَا نَحْنُ فِيهِ ِلَأنّهُ َل ْو وَ َجدَ‬ ‫اْبتِدَاءً فَلَا َيْبعُد أَ ْن يَ ْ‬
‫ع َوهَا ُهنَا َلوْ أَدّى اْلقِي َمةَ َلبَرِئَ وَلَ ْم يَلْ َزمْهُ‬ ‫الْمَا َء َبعْدَ فَرَاغِهِ ِمنْهُ َلبَطَ َل َووَ َجبَ ا ْسِتعْمَا ُل الْمَا ِء ِبَنصّ الشّا ِر ِ‬
‫خلَافٍ فِيهِ ‪.‬‬ ‫شعُ ُر بِ ِ‬
‫أَدَا ُء الْ ِمثْلِ َبعْ َد وُجُو ِدهِ ‪ .‬وَقَالَ فِي التّ ْلخِيصِ عَلَى الَْأ ْظهَرِ َوهُ َو يَ ْ‬
‫‪67‬‬
‫صنٍ جَا ِرَيةً ِمنْ أَهْ ِل ِه َفأَسْلَمَتْ َبعْدَ اْلفَتْحِ أَ ْو قَبْ َل ُه وَكَانَتْ َأمَةً‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ جَ َع َل الِْإمَامُ لِ َمنْ دَّلهُ عَلَى حِ ْ‬
‫جبُ لَهُ قِي َمُتهَا إذَا كَانَ كَاِفرًا ِلأَنّ ُه َتعَذّ َر تَسْلِي ُم َعيِْنهَا إَليْهِ َف َو َجبَ لَ ُه اْلبَدَلُ فَِإنْ َأسْلَ َم َبعْ َد إسْلَا ِمهَا ‪،‬‬
‫فَِإنّهُ يَ ِ‬
‫صحَابِنَا وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا يَعُودُ ِلَأنّ َحقّ ُه اسَْتقَرّ فِي اْلقِي َمةِ َفلَا‬ ‫َفهَ ْل َيعُودُ َحقّهُ إلَى َعْينِهَا فِيهِ ؟ ِلأَ ْ‬
‫َينَْتقِلُ إلَى َغيْ ِرهَا ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬بَلَى ِلَأنّهُ إنّمَا ُاْنتُقِلَ إلَى اْلقِي َمةِ لِمَانِ ٍع وَقَدْ زَالَ َفيَعُودُ َحقّهُ إلَْيهَا ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫جرًا َفَأثْ َمرَتْ ُثمّ طَ ّل َقهَا قَ ْبلَ ال ّدخُولِ وَامْتََنعَتْ ِمنْ َدفْ ِع نِصْفِ الثّ َم َرةِ مَعَ‬ ‫ص َدقَهَا شَ َ‬‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْ‬
‫صلِ َتعَّيَنتْ لَ ُه اْلقِي َمةُ فَِإنْ قَالَ َأنَا أَرْ ِجعُ فِي ِنصْفِ الشّ َ‬
‫ج َرةِ َوَأتْ ُر ُك الثّ َم َرةَ عََلْيهَا َأوْ َأتْ ُركُ الرّجُوعَ َحتّى‬ ‫الْأَ ْ‬
‫جبَ ُر عَلَى َقبُولِ ذَلِ َ‬
‫ك‬ ‫تَجُدّي ثَ َم َرتَك ثُمّ أَرْجِعُ فِيهِ َففِي ِه وَ ْجهَانِ َحكَاهُمَا الْقَاضِي َوغَيْ ُرهُ ( أَحَ ُدهُمَا ) ‪ :‬لَا يُ ْ‬
‫جبَرُ‬
‫َوهُ َو الّذِي ذَكَ َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ ِلأَنّ الْحَقّ قَ ْد انَْتقَ َل مِ ْن اْلعَيْنِ َفلَ ْم َيعُدْ إَلْيهَا إلّا ِبتَرَاضِيهِمَا ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪ُ :‬ي ْ‬
‫ض َي ِبهَا َفعَلَى هَذَا الْحَقّ بَاقٍ فِي اْلعَيْ ِن وَالطّمْرِسُ‬ ‫صةً فَرَ ِ‬ ‫عََليْهِ ِلَأنّهُ لَا ضَ َر َر عََلْيهَا َفلَ ِز َمهَا كَمَا َل ْو وَ َج َدهَا نَاِق َ‬
‫فِي ِم ْلكِهَا وَكَذَلِكَ ذَكَرَ اْلقَاضِي فِي َموْضِ ٍع مِنْ الْ ُمجَرّدِ َأنّهُ إذَا لَ ْم َيأْخُ ْذ اْلقِي َمةَ َحتّى ُقطِعَ الطّ ْل ُع َوعَادَ‬
‫خلُ كَمَا كَانَ أَنّ لِل ّزوْجِ الرّجُوعَ فِي ِنصْفِهِ ‪.‬‬ ‫النّ ْ‬
‫‪69‬‬
‫خ الْبَيْ ُع ِلعَيْبٍ ‪.‬‬
‫ف قِيمَِتهِ حَتّى ُفسِ َ‬ ‫صدَاقَ فَ َل ْم َيأْ ُخذْ نِصْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ طَ ّل َقهَا قَ ْبلَ ال ّدخُولِ َو َقدْ بَاعَتْ ال ّ‬
‫صفِهِ ِلَأنّ َحقّهُ وَ َجبَ فِي اْلقِي َم ِة وَلَ ْم َتكُ ْن اْلعَيْنُ [ حِيَنئِذٍ ] فِي مِ ْل ِكهِمَا وَلَا‬ ‫قَا َل اْلأَصْحَابُ ‪َ :‬لْيسَ لَهُ أَخْ ُذ ِن ْ‬
‫َيبْعُدُ َأنْ يَخْ ُرجَ فِيهِ وَجْهٌ آ َخ ُر بِالرّجُوعِ كَاّلتِي َقبَْلهَا َوهَذَا إذَا َل ْم َنقُلْ إنّ ُه يَدْ ُخلُ فِي مِ ْلكِهِ َقهْرًا كَالْمِيَاثِ‬
‫ستَحِقّ‬
‫فَِإنْ ُق ْلنَا يَدْخُلُ َق ْهرًا عَادَ َحقّهُ إلَى اْلعَيْ ِن ِب َعوْ ِدهَا إَليْهَا وَلَا ُيقَا ُل هَذَا عَادَ إَليْهَا مِ ْلكًا َجدِيدًا َفلَا يَ ْ‬
‫ك الِابْنِ ثُ ّم عَادَ ‪ِ ،‬لَأنّهُمْ قَالُوا َل ْو عَادَ إَلْيهَا‬‫ج عَ ْن مِلْ ِ‬
‫ستَحِ ّق اْلأَبُ الرّجُوعَ فِيمَا خَ َر َ‬ ‫الرّجُوعَ فِيهِ َكمَا لَا يَ ْ‬
‫َقبْلَ الطّلَاقِ لَ َرجَعَ فِي ِه ِبغَيْرِ خِلَافٍ ِلَأنّ َحقّهُ فِيهِ ثَاِبتٌ بِالْقُرْآنِ ‪ .‬وَفِي شَرْحِ الْهِدَاَيةِ ِلَأبِي اْلبَرَكَاتِ مَا يَدُلّ‬
‫ف الْ َمهْرِ فِي مِلْكِ ال ّزوْجِ َق ْهرًا َفَلْيسَ لَهُ الْ َعوْدُ إلَى عَْينِهِ‬‫عَلَى َع ْكسِ مَا ذَكَ ْرنَا َو ُهوَ َأنّا إنْ ُق ْلنَا يَدْخُ ُل ِنصْ ُ‬
‫ف اْلقِي َمةِ َق ْهرًا حِيَنئِذٍ‬‫ك ِنصْ َ‬ ‫بِحَا ٍل نَ َظرًا إلَى َأنّ الْقِي َم َة َتقُو ُم َمقَامَ اْل َعيْ ِن عِنْ َد ا ْمِتنَاعِ الرّجُوعِ فِي الْ َعيْنِ َفيَمْلِ ُ‬
‫‪ ،‬وَلَا َينَْتقِلُ َحقّ ُه َعْنهَا َبعْدَ ذَلِكَ‬
‫‪70‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اشَْترَى عَيْنًا وَ َرهََنهَا أَ ْو َتعَ ّلقَ ِبهَا حَ ّق ُشفْ َعةٍ أَوْ جِنَاَيةٍ ُثمّ َأفْلَسَ ُثمّ َأ ْسقَطَ الْ ُم ْرَت ِهنُ أَوْ‬
‫شفِيعُ َأوْ الْمَجِْنيّ عَلَ ْيهِ حَ ّقهُ فَاْلبَائِعُ أَحَ ّق ِبهَا مِ ْن الْغُ َرمَاءِ ِل َزوَالِ الْمُزَاحَ َم ِة عَلَى ظَاهِرِ كَلَا ِم اْلقَاضِي وَابْنِ‬
‫ال ّ‬
‫خرّجُ فِيهِ وَجْهٌ خُرّ َأنّهُ ُأ ْسوَ ُة اْلغُ َرمَاءِ ‪.‬‬
‫َعقِيلٍ ‪ ،‬ذَكَ َرهُ َأبُو اْلبَرَكَاتِ فِي شَرْحِهِ ‪َ ،‬ويَتَ َ‬
‫‪71‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِب َع َة عَشَرَ ) ‪ :‬إذَا َتقَابَ َل عَ َملَانِ أَ َح ُدهُمَا ذُو شَ َرفٍ فِي َنفْسِ ِه وَرِ ْف َع ٍة َوهُ َو وَاحِدٌ ‪ ،‬وَالْآخَرُ ذُو‬
‫صوَرٌ ‪ ( .‬أَحَ ُدهَا ) إذَا‬‫َتعَدّدٍ فِي َنفْسِهِ وَ َكثْ َرةٍ ‪َ ،‬فَأيّهُمَا ُيرَجّحُ ‪ .‬ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ تَرْجِي ُح اْل َكثْ َرةِ وَلِذَلِكَ ُ‬
‫َتعَارَضَ صَلَاةُ رَ ْكعَتَ ْينِ َطوِيلَتَ ْينِ وَصَلَاةُ أَ ْربَعِ َر َكعَاتٍ فِي َز َمنٍ وَا ِحدٍ فَاْلمَ ْ‬
‫شهُورُ أَ ّن اْلكَثْ َرةَ أَ ْفضَلُ ‪،‬‬
‫وَ ُح ِكيَ عَنْ أَ ْحمَدَ ِروَاَيةٌ أُخْرَى بِاْل َع ْكسِ وَ ُح ِك َي عَنْهُ ِروَاَيةٌ ثَاِلَث ٌة بِالتّسْ ِوَيةِ ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫ش َرةٍ َأوْ ِبأَ َقلّ قَالَ ابْ ُن َمْنصُورٍ قُلْت ِلأَحْمَدَ بَ َدَنتَانِ‬ ‫ش َرةٍ وََب َدنَتَ ْينِ ِب َع َ‬
‫( وَالثّاِنيَة ) َأ ْهدَى َب َدنَ ًة سَمِيَنةً ِب َع َ‬
‫جبُ إَليّ ‪ .‬وَرَجّحَ الشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ َتفْضِي َل الْبَ َدَنةِ السّمِيَنةِ ‪،‬‬ ‫س َعةٍ َوبَ َدنَ ٌة ِبعَشَ َرةٍ قَا َل ِثْنتَانِ َأعْ َ‬
‫سَمِينَتَانِ ِبتِ ْ‬
‫ث يَدُ ّل عََليْهِ ‪.‬‬‫وَفِي ُسنَنِ َأبِي دَاوُد حَدِي ٌ‬
‫‪73‬‬
‫ك الْ ُم ّدةِ ُسوَرًا َعدِي َدةً سَ ْردًا ‪ .‬قَالَ أَحْمَدُ فِي‬ ‫( وَالثّاِلَثةُ ) َر ُجلٌ َق َرأَ بَِت َدّبرٍ َوَتفَ ّكرٍ سُو َرةً وَآخَرُ َق َرأَ فِي تِلْ َ‬
‫ِروَايَةِ َج ْعفَ ِر بْنِ أَحْمَ َد بْنِ َأبِي قيماز َوسُئِلَ َأيّمَا أَ َحبّ إَليْكَ التّ َرسّلُ َأ ْو الِْإسْرَاعُ ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬أَلَْيسَ قَدْ جَا َء‬
‫ط مِنْ‬ ‫سقِ ْ‬ ‫ف بِلِسَانِ ِه وَلَ ْم يُ ْ‬
‫صوّرَ الْحَرْ َ‬ ‫سَنةً ؟ قَالُوا لَهُ ‪ :‬فِي السّ ْر َعةِ ؟ قَالَ ‪ :‬إذَا َ‬ ‫بِكُلّ حَرْفٍ َكذَا وَكَذَا حَ َ‬
‫اْلهِجَاءِ ‪َ ،‬وهَذَا ظَاهِرٌ فِي تَرْجِي ِح اْلكَثْ َر ِة عَلَى التّ َدبّرِ ‪َ ،‬ونَقَ َل َعنْهُ َحرْبٌ َأنّهُ َك ِرهَ السّ ْر َعةَ إلّا أَ ْن َيكُونَ‬
‫لِسَانُهُ َكذَلِكَ لَا َيقْدِرُ َأنْ َيتَ َرسّلَ ‪ ،‬وَ َحمَ َل اْلقَاضِي اْلكَرَا َه َة عَلَى مَا إذَا َل ْم يَُبيّ ْن الْحُرُوفَ ‪َ ،‬نقَلَ َعنْهُ ُمثَنّى‬
‫صيَامَ وَ َرجُلٍ أَقَ ّل اْلأَكْلَ َف َقّلتْ َنوَافِلُ ُه وَكَانَ أَ َكثَرَ ِفكْ َرةً‬ ‫شبِ َع َوأَكْثَ َر الصّلَا َة وَال ّ‬
‫بْنُ جَامِعٍ فِي رَ ُجلٍ أَكَلَ فَ َ‬
‫َأيّهُمَا أَ ْفضَلُ َفذَكَ َر مَا جَاءَ فِي اْلفِكْرِ ‪ :‬تَ َفكّ ُر سَا َعةٍ َخيْ ٌر مِنْ ِقيَامِ َليَْلةٍ قَالَ َف َرَأيْت هَذَا ِعنْ َدهُ أَكْثَ َر َي ْعنِي‬
‫شيْخِ َت ِقيّ الدّينِ َوهُوَ‬ ‫الْ ِفكْرَ ‪َ ،‬وهَذَا يَدُ ّل عَلَى َتفْضِيلِ قِرَا َءةِ الّتفَكّر عَلَى السّ ْر َعةِ ‪َ ،‬و ُهوَ ا ْخِتيَارُ ال ّ‬
‫صرِيًا عَ ْن الصّحَاَبةِ وَالتّابِعِيَ ‪.‬‬ ‫الْ َمنْصُوصُ َ‬
‫‪74‬‬
‫ت َوبَادَرْت إلَ ْيهَا‬ ‫ت ِبهَا َوتََنعّمَ ْ‬
‫شرَحَ ْ‬ ‫سهُ عَلَى الطّا َعةِ وَاْن َ‬ ‫( وَالرّاِب َعةُ ) َرجُلَانِ َأ َحدُهُمَا ا ْرتَاضَتْ نَ ْف ُ‬
‫سهُ َعلَى تِ ْلكَ الطّاعَاتِ َوُيكْ ِر ُههَا عَلَ ْيهَا َأّيهُمَا أَ ْفضَلُ قَالَ الْخَلّالُ‬
‫َطوَاعَِيةً وَمَحَّب ًة ‪ ،‬وَالْآ َخرُ يُجَا ِهدُ َن ْف َ‬
‫ف بْ ُن عَبْدِ اللّ ِه الِْإ ْسكَافِيّ حَ ّدَثنَا الْحَسَ ُن بْ ُن عَِل ّي بْ ِن الْحَسَنِ َأنّ ُه َسأَلَ َأبَا َعبْدِ اللّهِ عَ ْن‬
‫َكتَبَ إَليّ يُوسُ ُ‬
‫ش َرعُ لَ ُه َوجْ ُه بِرّ َفيَحْ ِم ُل َنفْسَهُ عَلَى الْكَرَا َه ِة وَآخَ َر يُشْ َرعُ لَهُ َفيُسَرّ بِذَلِكَ ‪َ ،‬فأَّيهُمَا أَ ْفضَلُ قَالَ أَلَمْ‬
‫الرّجُ ِل يُ ْ‬
‫تَسْمَ ْع { الّنبِيّ صَلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّ َم َيقُو ُل مَ ْن َتعَلّ َم اْلقُرْآنَ َو ُهوَ َكبِ ٌي يَشُ ّق عََليْهِ فَلَهُ أَ ْجرَانِ } ‪َ ،‬وهَذَا‬
‫ظَاهِرٌ فِي تَ ْرجِي ِح الْ ُمكْ ِرهِ َنفْسَهُ ِلأَنّ لَ ُه عَ َمَليْنِ ِجهَادًا َوطَا َعةً أُ ْخرَى ‪ ،‬وَلِذَلِكَ كَانَ لَهُ أَ ْجرَانِ ‪َ ،‬وهَذَا َقوْلُ‬
‫جَنيْدِ وَجَمَا َع ٍة مِ ْن ُعبّادِ الَْبصْ َرةِ‬‫ابْ ِن عَطَاءٍ َوطَاِئفَ ٍة مِنْ الصّوفِّيةِ مِنْ أَصْحَابِ َأبِي سَُليْمَانَ وَالنّخَامَ ‪َ ،‬وعِنْدَ الْ ُ‬
‫شيْ ِخ َتقِيّ الدّينِ ِلأَنّ ُمقَامَهُ فِي طُ َم ْأنِيَن ِة الّن ْفسِ أَ ْفضَلُ‬
‫حّبةً أَ ْفضَ ُل َو ُهوَ ا ْختِيَارُ ال ّ‬‫ك َط ْوعًا َو َم َ‬ ‫أَ ّن اْلبَاذِلَ لِذَلِ َ‬
‫ب الصّ ْلهَا ِم وَاْلبِدَايَاتِ ‪َ ،‬ف َمثَُلهُمَا‬ ‫ت وَالْآخَ ُر مِنْ أَ ْربَا ِ‬‫مِنْ َأعْمَا ٍل ُمَتعَدّ َدةٍ وَلَِأنّ ُه مِنْ أَ ْربَابِ الْ َمنَازِ ِل وَالْ َمقَامَا ِ‬
‫سيْرِ إلَى َمكّةَ َفعَ َملُهُ َأشُقّ‬ ‫ف وَالْآخَ ُر َيقْطَعُ الْ َمفَاوِزَ وَاْل ِقفَارَ فِي ال ّ‬‫شَتغِ ُل بِال ّطوَا ِ‬ ‫كَ َمثَلِ رَ ُج ٍل ُمقِيمٍ بِ َم ّكةَ يَ ْ‬
‫وَالَْأوّلُ أَ ْفضَلُ وَاَللّهُ َأعْلَمُ‬
‫‪75‬‬
‫سةٍ بِمَالٍ وَعِ ْتقِ ِرقَابٍ مَُت َع ّد َدةٍ ِبذَِلكَ الْمَالِ ‪ ،‬قَالَ اْلقَاضِي وَابْنُ‬ ‫سةُ ) َتعَارُضُ عِ ْتقِ َرقََبةٍ َنفِي َ‬ ‫( وَالْخَامِ َ‬
‫حبّونَ‬‫ستَ ِ‬ ‫َعقِيلٍ الرّقَابُ أَ ْفضَ ُل وَفِيهِ َأيْضًا نَظَرٌ وَقَدْ كَا َن طَائِ َف ٌة مِنْ السّلَفِ كَابْ ِن عُ َمرَ وَال ّربِي ُع بْنُ ُخثَيْمِ يَ ْ‬
‫ي َيْنَتفِعُ بِقِي َمتِهِ أَكْثَرَ ‪ ،‬عَمَلًا ِب َقوْلِهِ ( { لَ ْن َتنَالُوا اْلبِرّ‬
‫سكِ ُ‬ ‫شَتهُو َن مِ ْن اْلأَ ْطعِ َمةِ ‪َ .‬وإِنْ كَانَ الْمِ ْ‬ ‫الصّدََق َة بِمَا يَ ْ‬
‫صلّى اللّهُ عََليْهِ َوسَلّمَ { َخيْرُ الرّقَابِ‬ ‫حبّونَ } َوهَذَا فِي اْل ِعتْقِ َأوْلَى مَعَ َقوْ ِل النِّبيّ َ‬ ‫َحتّى ُتْن ِفقُوا مِمّا تُ ِ‬
‫سهَا ِعنْدَ أَهِْلهَا َوَأغْلَاهَا ثَ َمنًا } وَاَللّهُ َأعْلَمُ ‪.‬‬ ‫َأنْفَ ُ‬
‫‪76‬‬
‫ت ِعبَا َدتَانِ مِنْ ِجْنسٍ فِي وَ ْقتٍ وَاحِدٍ َليْسَتْ إحْدَاهُمَا َم ْفعُوَل ًة عَلَى‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةَ عَشَرَ ) ‪ :‬إذَا ا ْجتَ َمعَ ْ‬
‫ِج َه ِة اْلقَضَا ِء وَلَا عَلَى طَرِيقِ الّتَبعِّيةِ لِ ْلأُ ْخرَى فِي اْلوَ ْقتِ تَدَا َخَلتْ أَ ْفعَاُلهُمَا ‪ ،‬وَا ْكتَفَى فِيهِمَا ِبفِعْ ٍل وَاحِدٍ‬
‫شتَرَطُ َأنْ يَْن ِوَيهُمَا‬ ‫حصُلَ لَ ُه بِاْل ِفعْ ِل اْلوَاحِ ِد اْل ِعبَا َدتَانِ [ َجمِيعًا ] يُ ْ‬ ‫َوهُ َو عَلَى ضَ ْرَبيْنِ ‪ ( :‬أَ َح ُدهُمَا ) ‪َ :‬أنْ يَ ْ‬
‫ص َغرُ وَأَكَْبرُ فَاْلمَ ْذ َهبُ َأنّ ُه يَ ْكفِيه أَ ْفعَالُ ال ّطهَا َرةِ‬
‫ك مَنْ عَلَ ْيهِ حَ َدثَانِ أَ ْ‬
‫شهُورِ َومِنْ َأمْثَِلةِ ذَلِ َ‬
‫جَمِيعًا عَلَى الْمَ ْ‬
‫صغَرِ َحتّى َي ْأتِ َي بِاْلوُضُوءِ وَا ْختَارَ َأبُو َبكْرٍ‬
‫ج ِزئُهُ عَ ْن اْلأَ ْ‬
‫الْ ُكبْرَى إذَا َنوَى ال ّطهَا َرتَيْنِ [ َجمِيعًا ] ِبهَا َوعَنْهُ لَا يُ ْ‬
‫ب وَالْ ُموَالَاةِ َوإِلّا فَلَا ‪ ،‬وَ َج َزمَ بِهِ صَا ِحبُ الْ ُمْبهِجِ‬
‫خصَاِئصِ الْوُضُو ِء مِ ْن التّ ْرتِي ِ‬ ‫ج ِزئُ ُه عَْنهُمَا إذَا َأتَى بِ َ‬ ‫َأنّهُ يُ ْ‬
‫وََلوْ كَا َن عَا ِدمًا لِ ْلمَاءِ َفَتيَمّ َم َتيَمّمًا وَاحِدًا َينْوِي بِ ِه الْحَ َدَثيْنِ أَجْ َزَأ ُه َعنْهُمَا ِب َغيْرِ ِخلَافٍ َوَنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ‬
‫ج وَاْلعُ ْم َرةَ َكفّاهُ َلهُمَا َطوَا ٌ‬
‫ف وَاحِ ٌد َو َس ْعيٌ وَاحِ ٌد عَلَى‬ ‫فِي ِروَاَيةِ ُمهَنّا ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الْقَارِنُ إذَا َنوَى الْحَ ّ‬
‫خطّابِ فِي خِلَاَفْيهِمَا َحكَيَا‬ ‫الْمَ ْذ َهبِ الصّحِيحِ َوعَنْهُ لَا بُ ّد مِ ْن َطوَافَيْ ِن َو َس ْعيَيْنِ كَالْ ُمفْ ِردِ ‪ ،‬وَاْلقَاضِي َوَأبُو الْ َ‬
‫ضمْ ِن الْحَ ّج عَ ْن عُ ْم َرةِ الِْإسْلَا ِم بَ ْل عََليْهِ‬
‫ج ِزئُهُ الْعُ ْم َرةُ الدّاخَِلةُ فِي ِ‬ ‫هَ ِذهِ ال ّروَاَيةَ عَلَى وَجْهٍ آخَرَ ‪َ ،‬و ُهوَ أَنّهُ لَا تُ ْ‬
‫جةَ‬
‫ج حَ ّ‬
‫ج اْلفَرْضِ ُثمّ حَ ّ‬
‫أَ ْن َيأِْت َي ِبعُمْ َرةٍ ُمفْرَ َد ٍة بِإِحْرَا ٍم ُمفْرَدٍ َلهَا ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا َنذَ َر الْحَجّ َمنْ عَلَ ْيهِ حَ ّ‬
‫الِْإسْلَامِ َفهَ ْل ُيجْ ِزئُ ُه عَنْ فَرْضِ ِه َونَذْ ِرهِ ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ‪ ( .‬إ ْحدَاهُمَا ) يُجْ ِزئُ ُه َعْنهُمَا َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي‬
‫ج ِزئُهُ ‪ ،‬نَقََلهَا ابْنُ‬
‫ِروَايَةِ َأبِي طَاِلبٍ َونَقَلَ ُه عَنْ ابْ ِن َعبّاسٍ َو ِهيَ ا ْخِتيَارُ َأبِي َح ْفصٍ ‪ ( .‬وَالثّانِيَة ) ‪ :‬لَا يُ ْ‬
‫سيْنِ فِي التّمَامِ ال ّروَاَي َة الْأُولَى‬
‫شهُو َرةُ ‪ .‬وَقَدْ َحمَ َل َب ْعضُ اْلأَصْحَابِ َكَأبِي الْحُ َ‬ ‫َمنْصُو ٍر َو َعبْدُ اللّهِ َو ِهيَ الْمَ ْ‬
‫ج ُة الْإِسْلَامِ‬
‫ضهُمَا فِيمَا إذَا َنوَى النّذْرَ َأنّ ُه يُجْ ِزئُ ُه َعنْهُ َوَتْبقَى عََليْهِ َح ّ‬
‫ض وَفَرْ ُ‬
‫ح ِة وُقُوعِ النّذْرِ َقبْ َل اْلفَ ْر ِ‬‫صّ‬ ‫عَلَى ِ‬
‫صوْ َم َش ْهرٍ َيقْدَ ُم فِي ِه فُلَانٌ فَ َقدِ َم فِي َأ ّولِ َرمَضَانَ ‪ ،‬هَ ْل يُجْ ِزئُهُ‬
‫وَلَا يَصِحّ ذَلِكَ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا َنذَرَ َ‬
‫ج ِزئُ ُه عَْنهُمَا‬
‫صحَابِ لَا يُجْ ِزئُ ُه َعْنهُمَا وَالثّاِنيَة يُ ْ‬ ‫َر َمضَا ُن عَنْ فَ ْرضِ ِه َونَذْ ِرهِ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ َأ ْشهَ ُرهُمَا ِعنْ َد الْأَ ْ‬
‫ح ِبهَا الْخِرَِقيّ فِي ِكتَابِ ِه وَحَ َمَلهَا الْ ُمتَأَخّرُو َن عَلَى أَ ّن نَذْ َرهُ لَ ْم َيْن َعقِدْ ِل ُمصَادََفتِهِ‬ ‫صرّ َ‬ ‫َنقََلهَا الْ َمرّوذِيّ وَ َ‬
‫خفَى فَسَا ُد هَذَا الّت ْأوِيلِ َوعَلَى ِروَاَيةِ الْإِ ْجزَاءِ َفقَالَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي لَا بُدّ َأنْ َيْن ِويَهُ عَنْ َفرْضِهِ‬ ‫َر َمضَا َن وَلَا يَ ْ‬
‫حتَاجُ إلَى نِّي ِة النّذْرِ ‪ ،‬قَا َل َو ُه َو ظَاهِرُ َكلَامِ الْخِرَِق ّي َوأَحْمَدَ ِلأَنّا ُنقَدّرهُ‬ ‫جدُ الدّينِ لَا يَ ْ‬ ‫َونَذْ ِرهِ وَقَالَ الشّيْخُ مَ ْ‬
‫ضّيةِ وَفِي ِه ُبعْدٌ ‪ ،‬وََلوْ َنذَرَ‬
‫ج َه ِة الْفَ ْر ِ‬
‫ص ْومِ َر َمضَانَ ِل ِ‬
‫جعَلَهُ كَالنّاذِرِ ِل َ‬
‫َكأَنّ ُه نَذَ َر هَذَا اْلقَدْ َر ُمنْجِزًا ِعنْدَ اْلقُدُومِ فَ َ‬
‫سأََل ِة الْحَجّ ‪ ،‬ذَكَ َرهُ ابْنُ الزاغون َوغَيْ ُرهُ ‪.‬‬ ‫صوْ َم َش ْهرٍ مُطْ َل ٍق فَصَامَ َرمَضَا َن يَ ْنوَِيهُ عَ ْنهُمَا فَِإنّهُ يُخَرّ ُ‬
‫ج عَلَى مَ ْ‬ ‫َ‬
‫حوْلِ ‪َ ،‬فهَ ْل تَ ِ‬
‫جبُ فِيهِ الزّكَاةُ ؟ عَلَى‬ ‫ت حُلُو ِل الْ َ‬
‫ص َدقَ َة بِنِصَابٍ ِمنْ الْمَا ِل وَقْ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َنذَرَ ال ّ‬
‫وَ ْج َهيْنِ ‪َ ،‬وعَلَى اْل َقوْ ِل بِاْلوُجُوبِ َف َه ْل تُجْزِيه الصّدََقةُ عَنْ النّذْ ِر وَالزّكَاةِ إذَا َنوَاهُمَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ‬
‫ح اْلهِدَاَيةِ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) َلوْ طَافَ عِ ْن َد ُخرُوجِ ِه ِمنْ‬
‫وَا ْختِيَارُ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي الْإِ ْجزَاءَ وَخَاَلفَهُ صَا ِحبُ شَ ْر ِ‬
‫خَتصَرِ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي فِي ِكتَابِ‬ ‫مَ ّكةَ َطوَافًا يَ ْنوِي ِبهِ الزّيَا َر َة وَاْل َودَاعَ ‪َ ،‬فقَالَ الْ ِ‬
‫خرَِقيّ فِي شَرْحِ الْمُ ْ‬
‫سأَلَ ِة اّلتِي َبعْ َدهَا ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) َلوْ َأدْرَكَ اْلِإمَامَ رَا ِكعًا َفكَبّرَ‬
‫ف مِ ْن الْمَ ْ‬
‫ج ِزئُهُ َعْنهُمَا َوَيتَخَرّجُ فِيهِ خِلَا ٌ‬
‫الصّلَا ِة يُ ْ‬
‫ي َة اْلإِ ْحرَا ِم وَالرّكُوعِ َفهَ ْل ُيجْ ِزئُهُ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ َحكَاهُمَا َأبُو الْخَطّابِ َو َغيْ ُرهُ‬
‫ي ًة يَ ْنوِي ِبهَا ] تَكْبِ َ‬
‫[ َتكْبِ َ‬
‫ك َبيْنَ الرّكْ ِن َوغَيْ ِر ِه َوأَخَ َذ ُه مِ ْن َنصّ أَحْمَدَ رَ ِحمَهُ اللّهُ فِيمَنْ َر َفعَ‬
‫وَا ْختَارَ [ اْلقَاضِي ] عَ َد َم الْإِجْزَاءِ لِلتّشْرِي ِ‬
‫ب َوسُنّ َة الْحَ ْمدِ‬
‫َرْأسَهُ ِمنْ الرّكُوعِ وَعَطَسَ َفقَالَ [ الْحَ ْمدُ لِ ّلهِ ] َربّنَا وَلَك الْحَ ْمدُ يَنْوِي ِبهِ الْوَاجِ َ‬
‫ع وَلَا َيصِحّ‬ ‫لِ ْلعَاطِسِ أَنْ لَا يُ ْ‬
‫ج ِزئَهُ ‪ ،‬وَا ْختَارَ ابْ ُن شَاقِلَا الْإِ ْجزَاءَ َو َشّبهَهُ بِمَنْ أَخْ َرجَ فِي اْلفُطْ َرةِ أَ ْكثَ َر مِنْ صَا ٍ‬
‫سّنةُ بِالّنّيةِ َتَبعًا‬
‫ع ُسنّةٌ أَ ْج َزَأتْهُ وَ َحصََلتْ ال ّ‬
‫ب مَنْ قَا َل إنْ ُق ْلنَا تَ ْكبِ َيةُ الرّكُو ِ‬
‫شبِي ُه َومِ ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫هَذَا التّ ْ‬
‫سأََلةُ تَ ُد ّل عَلَى َأ ّن تَ ْكبِ َيةَ الرّكُو ِ‬
‫ع‬ ‫ضعْفٌ ‪َ .‬وهَذِ ِه الْمَ ْ‬ ‫ك وَفِيهِ َ‬ ‫لِ ْلوَا ِجبِ ‪َ ،‬وإِنْ قُ ْلنَا وَا ِجَبةٌ َل ْم َيصِحّ التّشْرِي ُ‬
‫حصُلَ لَهُ أَ َح ُد اْلعِبَا َدَتيْنِ‬
‫ب الثّانِي ) َأنْ يَ ْ‬ ‫ف مَا َيقُولُ ُه الْ ُمَتأَخّرُونَ ‪ ( .‬وَالضّرْ ُ‬ ‫تُجْزِئُ فِي حَا ِل اْلقِيَامِ ِخلَا َ‬
‫ت الصّلَا ُة فَصَلّى‬
‫جدَ َوقَدْ ُأقِيمَ ْ‬
‫ط َعنْهُ اْلأُخْرَى وَلِذَلِكَ َأ ْمثَِلةٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) إذَا َد َخلَ الْ َمسْ ِ‬
‫سقُ ُ‬
‫ِبنِّيِتهَا ‪َ ،‬وتَ ْ‬
‫جدَتَ ْينِ َمعًا ‪َ ،‬فهَ ْل يَسْجُدُ سَجْ َدَتيْنِ َأمْ َي ْكَتفِي ِبوَاحِ َدةٍ‬
‫حّيةُ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َلوْ سَمِعَ سَ ْ‬
‫َمعَ ُهمْ ‪َ ،‬سقَ َطتْ َعنْهُ التّ ِ‬
‫خرّجُ َأنّ ُه َيكَْتفِي ِبوَاحِ َدةٍ ‪ ،‬وَقَدْ َخرّجَ‬
‫؟ الْ َمْنصُوصُ فِي ِروَاَيةِ البزاطي َأنّ ُه يَسْجُ ُد َسجْ َدَتيْنِ ‪َ ،‬ويَتَ َ‬
‫ج َدةِ التّلَا َوةِ وَ ْجهًا َف ُهنَا َأوْلَى ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) إذَا َقدِمَ الْ ُمعْتَ ِمرُ‬
‫الْأَصْحَابُ بِالِاكِْتفَا ِء بِسَجْ َد ِة الصّلَاةِ عَ ْن سَ ْ‬
‫ط َعنْهُ َطوَافُ اْلقُدُومِ ‪ ،‬وَِقيَاسُهُ إذَا أَ ْح َرمَ بِالْحَ ّج مِنْ َم ّكةَ ثُمّ قَ ِدمَ‬
‫سقُ ُ‬ ‫مَ ّكةَ فَِإنّهُ يَبْ َدُأ بِ َطوَا ِ‬
‫ف الْعُ ْم َرةِ َويَ ْ‬
‫ج ِزئُ ُه َطوَافُ ال ّزيَا َرةِ عَنْهُ وَالْ َمنْصُوصُ هَا ُهنَا َأنّ ُه يَطُوفُ َقبْلَهُ لِ ْلقُدُومِ ‪ ،‬وَخَالَفَ فِيهِ‬
‫حرِ َأنّهُ يُ ْ‬
‫[ َي ْومَ ] النّ ْ‬
‫صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َوهُوَ اْلأَصَحّ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) إذَا صَلّى َعقِيبَ الطّوَافِ مَكْتُوبَةً َفهَ ْل يَ ْ‬
‫سقُطُ َعنْهُ رَ ْك َعتَا‬
‫سقُطُ ‪َ ،‬وَنقَلَ َأبُو طَالِبٍ عَنْ أَ ْحمَدَ َرحِمَهُ اللّ ُه‬ ‫ف عَلَى ِروَايََتيْنِ ‪ ،‬قَالَ َأبُو بَكْرٍ الْأَ ْقَيسُ َأّنهَا لَا تَ ْ‬
‫ال ّطوَا ِ‬
‫حصُلُ لَهُ بِذَلِكَ الْفَ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫شعِ ُر ِبَأنّهُ َي ْ‬
‫ج ِزئَهُ وَهَذَا قَ ْد يُ ْ‬
‫س هُمَا وَا ِجبََتيْنِ ‪َ ،‬وَنقَلَ اْلأَثْ َرمُ َعنْهُ أَرْجُو َأنْ يُ ْ‬
‫يُجْ ِزئُهُ َلْي َ‬
‫شبِهُ هَ ِذهِ ال ّروَاَيةَ‬
‫ب اْلَأوّلِ ‪َ .‬لكِنْ لَا يُ ْعَتبَ ُر ُهنَا ِنّيةُ رَ ْك َعتَيْ ال ّطوَافِ ‪َ .‬ويُ ْ‬ ‫رَ ْك َعتَا ال ّطوَافِ َفَيكُونُ مِنْ الضّرْ ِ‬
‫سلَ يَ ْنوِي الْجَنَاَبةَ وَحْ َدهَا َأنّهُ َي ْرَتفِعُ حَ َدثُهُ‬
‫الّتِي َحكَاهَا َأبُو َح ْفصٍ اْلبَ ْر َمكِيّ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي الْجُنُبِ إذَا اغَْت َ‬
‫صلَاةٌ كَمَا َأنّ‬
‫شيْخِ َتقِيّ الدّينِ ‪ .‬وَقَدْ يُقَا ُل الْ َم ْقصُودُ َأنْ َيقَ َع َعقِيبَ ال ّطوَافِ َ‬
‫صغَ ُر َتَبعًا َو ِهيَ ا ْختِيَارُ ال ّ‬
‫الْأَ ْ‬
‫صلَا ٍة وُجِدَتْ َحصَّلتْ الْ َم ْقصُودَ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َلوْ َأ ّخرَ َطوَافَ‬
‫صلَاةٌ َفأَيّ َ‬
‫الْ َمقْصُودَ َأ ْن َيقَعَ َقبْلَ الْإِحْرَامِ َ‬
‫ف اْلوَدَاعِ َأمْ لَا ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ [ َونَصّ فِي ِروَاَيةِ‬ ‫ال ّزيَا َرةِ إلَى َوقْتِ خُرُوجِهِ فَطَافَ َفهَ ْل يَ ْ‬
‫سقُطُ َعنْ ُه َطوَا ُ‬
‫ط َعنْهُ َت ْكبِيَةُ‬ ‫ابْ ِن اْلقَاسِمِ عَلَى ُسقُوطِهِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا َأدْرَكَ اْلِإمَامَ رَا ِكعًا َفكَبّ َر لِ ْلإِ ْحرَامِ َفهَ ْل تَ ْ‬
‫سقُ ُ‬
‫ي ِبهَا َت ْكبِيَ َة الِا ْفتِتَاحِ َأمْ لَا‬‫شتَرَطُ َأنْ َيْنوِ َ‬ ‫الرّكُوعِ ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ] َأْيضًا وَالْ َمْنصُوصُ عَنْ ُه الْإِجْزَاءُ ‪َ .‬وهَ ْل يُ ْ‬
‫ط بَ ْل َي ْكفِيه َأنْ ُي َكبّ َر بِِنّي ِة الصّلَا ِة َوِإنْ لَمْ‬
‫شتَرَ ُ‬
‫؟ عَلَى ِروَايََتيْنِ َنقََلهُمَا َعنْهُ ابْ ُن َمْنصُورٍ إحْدَاهُمَا لَا يُ ْ‬
‫حضِ ْر ِبقَ ْلبِهِ َأّنهَا َتكْبِ َيةُ الْإِ ْحرَامِ كَمَا َلوْ أَ ْد َركَ الِْإمَامَ فِي اْل ِقيَامِ ‪ .‬وَالثّاِنَيةُ ‪ :‬لَا بُدّ َأنْ َيْنوِيَ ِبهَا الِا ْفِتتَاحَ‬‫ستَ ْ‬‫يَ ْ‬
‫خلَافِ حَا ِل الْ ِقيَامِ‬ ‫ِلأَنّهُ قَدْ ا ْجتَ َم َع َههُنَا َتكْبِ َيتَانِ َفوَقَ َع الِا ْشتِرَاكُ فَا ْحتَا َجتْ َت ْكبِ َي ُة الْإِحْرَامِ إلَى ِنّيةٍ تُ َميّ ُزهَا بِ ِ‬
‫فَِإنّهُ لَ ْم َيقَعْ فِيهِ ا ْشتِرَاكٌ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا اجْتَ َم َع فِي َيوْمِ عِي ٍد َوجُ ُمعَةٍ َفَأّيهُمَا قُ ّدمَ َأوّلًا فِي اْل ِفعْ ِل َسقَطَ بِهِ‬
‫جبُ‬ ‫سقُوطِ َفيَ ِ‬
‫جبْ ُحضُورُ ُه مَ َع الِْإمَامِ ‪ .‬وَفِي ُسقُوطِ ِه عَ ْن الِْإمَامِ ِروَاَيتَانِ ‪َ .‬وعَلَى ِروَاَي ِة عَ َدمِ ال ّ‬ ‫الثّانِي وَلَ ْم َي ِ‬
‫ج ُم َعةُ َه ُهنَا فَ ْرضَ ِكفَاَيةٍ‬
‫ك الصّلَاةُ ذَكَرَ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ َوغَيْ ُرهُ َفَتصِيُ الْ ُ‬ ‫حضُ َر َمعَ ُه مَ ْن َتْنعَقِ ُد بِ ِه تِلْ َ‬‫أَ ْن يَ ْ‬
‫حّي ُة عَ ْن اْلعَقِي َقةِ َأمْ لَا ؟ ‪.‬‬
‫ئ الْأُضْ ِ‬ ‫ضحِّيةٌ َفهَ ْل تُ ْ‬
‫جزِ ُ‬ ‫حضُورِ أَ ْرَبعِيَ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا اجْتَمَعَ َعقِي َق ٌة وَأُ ْ‬
‫سقُطُ بِ ُ‬
‫تَ ْ‬
‫حَيةَ‬ ‫حّيةٌ وَا ْختَارَ ال ّ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ َأنّهُ لَا َتضْ ِ‬ ‫عَلَى ِروَاَيتَيْ ِن َمْنصُوصََتيْنِ ‪ .‬وَفِي َم ْعنَاهُ َلوْ اجْتَمَعَ َهدْيٌ َوأُضْ ِ‬
‫ت َوتَتَدَا َخلُ فِي اْلإِيَانِ‬
‫ب ِبهَا اْلكَفّارَا ُ‬
‫بِ َم ّكةَ َوإِنّمَا ُه َو اْلهَدْيُ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) اجْتِمَاعُ الَْأسْبَابِ الّتِي يَجِ ُ‬
‫وَالْحَجّ وَالصّيَا ِم وَال ّظهَارِ َوغَيْ ِرهَا ‪ .‬فَِإذَا أَ ْخرَجَ َكفّا َرةً وَاحِ َد ًة عَ ْن وَاحِ ٍد ِمْنهَا ُم َعيّنٍ أَجْ َزَأ ُه َو َسقَ َطتْ سَائِرُ‬
‫س وَاحِدٍ أَ ْج َزَأهُ َأْيضًا وَ ْجهًا وَاحِدًا ِعنْدَ صَا ِحبِ الْ ُمحَرّرِ‬ ‫ت مِنْ ِجْن ٍ‬ ‫الْ َكفّارَاتِ َوإِنْ كَانَ ُمْبهَمًا ‪ .‬فَِإنْ كَانَ ْ‬
‫ي َوَأمّا‬ ‫سيْنِ َفوَ ْجهَانِ فِي اعِْتبَا ِر ِنّيةِ الّتعْيِ ِ‬
‫ت مِنْ ِجنْ َ‬ ‫‪َ .‬وعِنْدَ صَا ِحبِ التّ ْرغِيبِ أَنّ فِيهِ وَ ْج َهيْنِ ‪َ .‬وِإنْ كَاَن ْ‬
‫سيْ ِن مُو ِجُبهُمَا وَاحِدٌ َفَيتَدَاخَ ُل مُو ِجُبهُمَا بِالنّّيةِ َأيْضًا ِب َغيْرِ‬ ‫ث الْمُو ِجَبةُ لِل ّطهَا َرةِ مِنْ ِجْنسٍ َأوْ ِجنْ َ‬ ‫الْأَحْدَا ُ‬
‫ك عَلَى التّدَاخُلِ كَمَا قُ ْلنَا فِي اْلكَفّارَاتِ‬ ‫شهُورُ َأنّ ُه يَ ْرَتفِ ُع الْجَمِي ُع َوَيتَنَزّلُ ذَلِ َ‬
‫إشْكَا ٍل َوِإنْ َنوَى أَحَ َدهُمَا فَالْمَ ْ‬
‫ث اْلَبعْضِ َفقَ ْد َنوَى وَا ِجبَهُ َو ُهوَ وَا ِحدٌ‬ ‫ستَقِّلةٍ ‪َ ،‬وإِذَا َنوَى رَفْعَ حَدَ ِ‬ ‫حكْ َم اْلوَاحِ َد ُيعَلّلُ بِعَِل ٍل مُ ْ‬
‫َأوْ عَلَى َأنّ الْ ُ‬
‫لَا َتعَدّدَ فِيهِ ‪َ .‬وعَنْ َأبِي َبكْرٍ لَا يَ ْرَتفِعُ إلّا مَا َنوَاهُ قَالَ فِي ِكتَابِ الْ ُمقْنِعِ إذَا َأجْنَبَتْ الْ َم ْرَأةُ ُثمّ حَاضَتْ‬
‫حكْ ُم اْلوَا ِح ُد ِبعِّلتَيْ ِن‬
‫يَكُونُ اْلغُسْ ُل اْلوَا ِحدُ َلهُمَا َجمِيعًا إذَا َن َوْتهُمَا بِهِ ‪َ .‬وَيَتنَزّ ُل هَذَا عَلَى َأنّهُ لَا ُيعَلّ ُل الْ ُ‬
‫ت الْأَ ْحكَا ُم اْلوَا ِجَب ُة بَِتعَدّدِ َأسْبَاِبهَا وَلَ ْم َتتَدَا َخ ْل َوإِنْ كَانَتْ‬ ‫ب مُو ِجَبةٌ َتعَدّدَ ْ‬ ‫ستَقِّلَتيْنِ بَلْ إذَا ا ْجتَ َم َعتْ َأسْبَا ٌ‬
‫مُ ْ‬
‫ختَِلفَا اْلأَ ْحكَامِ إذْ‬ ‫حْيضِ ِلَأّنهُمَا مُ ْ‬ ‫جنَاَبةِ وَالْ َ‬
‫حرّرِ َقوْلَ َأبِي َبكْرٍ فِي غُسْ ِل الْ َ‬ ‫ِجنْسًا وَاحِدًا وَرَجّحَ صَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫ف غَيْ ِرهِمَا‬ ‫س بِخِلَا ِ‬ ‫خَتِلفَا اْلأَ ْجنَا ِ‬
‫جنَاَبةِ ِلأَّنهُمَا مُ ْ‬
‫ب عَلَى الْ َ‬ ‫حْيضِ َيزِي ُد عَلَى الْ َمنْ ِع الْ ُم َرتّ ِ‬
‫الْ َمنْ ُع الْمُ َرّتبُ عَلَى الْ َ‬
‫حْيضِ‬ ‫ث الْ َ‬ ‫ب مَنْ قَالَ إ ْن َنوَتْ رَفْعَ حَدَ ِ‬ ‫س اْلوَاحِدِ ‪َ .‬ومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫جْن ِ‬‫سيْ ِن َو َغيْ ُرهُمَا كَالْ ِ‬
‫جنْ َ‬
‫َفهُمَا كَالْ ِ‬
‫جنَاَبةُ لِدُخُولِ َموَاِنعِهَا فِي ِه وَلَا عَ ْكسَ ‪.‬‬ ‫ا ْرتَ َف َعتْ الْ َ‬
‫‪77‬‬
‫ت بِالشّ ْرعِ فِي ال ّذ ّمةِ عَلَى ظَاهِرِ‬ ‫شرَ ) ‪ :‬إمْكَانُ اْلأَدَاءِ َلْيسَ بِشَ ْرطٍ فِي ا ْسِتقْرَا ِر الْوَا ِجبَا ِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِس َعةَ عَ َ‬
‫صلَ عَادِمُ الْمَاءِ إلَى الْمَاءِ َوقَدْ ضَاقَ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) ال ّطهَا َرةُ فَِإذَا وَ َ‬
‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫الْمَ ْذ َهبِ َوَينْدَرِجُ تَ ْ‬
‫الْ َوقْتُ َفعََليْهِ أَ ْن َيتَ َطهّ َر َوُيصَّليَ َبعْ َد اْلوَقْتِ ذَكَ َرهُ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي ‪ .‬وَخَاَلفَهُ صَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫حرّرِ وَقَا َل ُيصَلّي‬
‫بِالتّيَمّ ِم َو ُه َو ظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ صَاِلحٍ ‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫ط َتكْلِي َفهُ َب ْعدَ الْ َوقْتِ َوقَبْلَ التّمَ ّكنِ ِمنْ اْلفِ ْعلِ َفعََليْهِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) الصّلَاةُ َفإِذَا َط َرأَ عَلَى الْمُكَلّفِ مَا ُيسْقِ ُ‬
‫شهُورِ ‪ .‬وَقَالَ ابْ ُن بَ ّط َة وَابْنُ َأبِي مُوسَى لَا َقضَاءَ [ عََليْهِ ] ‪.‬‬ ‫الْ َقضَاءُ فِي الْمَ ْ‬
‫‪79‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) الزّكَاةُ فَإِذَا تَلِفَ النّصَابُ قَ ْبلَ التّ َم ّكنِ ِمنْ الَْأدَاء َفعََليْهِ أَدَاءُ زَكَاتِهِ عَلَى الْمَ ْ‬
‫شهُورِ إلّا‬
‫ت يَ ِدهِ َف ِهيَ كَال ّديْ ِن التّاوِي َقبْلَ َقبْضِهِ وَ َخرّجَ‬
‫ح َ‬
‫ت بِآَفةٍ سَمَا ِوّيةٍ ِل َك ْوِنهَا لَمْ تَدْخُ ْل تَ ْ‬
‫الْ ُمعَشّرَاتِ إذَا تَِل َف ْ‬
‫ط مُ ْطَلقًا ‪.‬‬ ‫سقُو ِ‬ ‫الشّيَازِيّ َو َغيْ ُرهُ َو ْجهًا بِال ّ‬
‫‪80‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) الصّيَامُ فَإِذَا بَلَ َغ الصِّب ّي مُفْ ِطرًا فِي أَثْنَاءِ َيوْمٍ ِمنْ َرمَضَانَ أَوْ أَسْ َلمَ فِيهِ كَا ِفرٌ َأوْ َط ُهرَتْ حَائِ ٌ‬
‫ض‬
‫شتَرَطُ ِلُثبُوتِهِ فِي ال ّذ ّمةِ التّ َمكّ ُن مِ ْن اْلأَدَاءِ عَلَى‬
‫حجّ فَلَا يُ ْ‬
‫لَ ِز َمهُ ْم اْل َقضَاءُ فِي أَصَحّ ال ّروَاَيتَيْنِ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) الْ َ‬
‫شتَرَطُ ِللُزُومِ أَدَائِهِ ِبَنفْسِهِ ‪.‬‬
‫أَ ْظهَرِ ال ّروَاَيَتيْنِ َوِإنّمَا يُ ْ‬
‫‪81‬‬
‫َوَأمّا َقضَا ُء اْلعِبَادَاتِ فَا ْعَتبَ َر الْأَصْحَابُ لَ ُه إمْكَانَ اْلأَدَاءِ َفقَالُوا فِيمَنْ َأ ّخرَ قَضَاءَ َرمَضَا َن ِل ُعذْرٍ ُثمّ مَاتَ قَ ْبلَ‬
‫َزوَاِلهِ إنّهُ لَا يُ ْطعَم َعنْ ُه َوإِ ْن مَا َ‬
‫ت َبعْدَ َزوَالِهِ وَالتّ َمكّنِ مِ ْن الْ َقضَاءِ أُ ْطعِ ْم َعنْهُ ‪. .‬‬
‫‪82‬‬
‫ط اْلأَدَاءِ وَ ْجهَانِ فََلوْ َنذَرَ صِيَامًا أَوْ حَجّا ُثمّ مَاتَ قَ ْبلَ التّ َم ّكنِ مِ ْنهُ‬
‫َوَأمّا [ َقضَاءُ ] الْ َمنْذُورَاتِ َففِي ا ْشتِرَا ِ‬
‫صةً َأوْ‬
‫ت بِالْمَ َرضِ خَا ّ‬
‫صيَا ُم اْلفَائِ ُ‬ ‫َفهَ ْل ُيقْضَى [ َعنْهُ ] ؟ عَلَى اْلوَ ْجهَيْنِ َوعَلَى الْ َقوْ ِل بِاْل َقضَاءِ َفهَلْ يُ ْقضَى ال ّ‬
‫ض وَالْ َموْتِ َأْيضًا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬ ‫الْفَاِئتُ بِالْ َم َر ِ‬
‫‪83‬‬
‫سبِ بِخِلَافِ ِه عَلَى‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْعِشْرُونَ ) ‪ :‬النّمَا ُء الْ ُمَتوَلّدُ مِ ْن الْ َعيْنِ ُحكْمُهُ ُحكْمُ الْجُزْءِ ‪ ،‬وَالْ ُمَتوَلّ ُد مِ ْن الْكَ ْ‬
‫الصّحِيحِ ‪َ .‬ويَ ْظهَرُ َأثَرُ ذَلِكَ فِي مَسَائِلَ ‪ِ ( :‬منْهَا ) َلوْ كَانَ عِ ْن َد ُه دُونَ نِصَاب فَكَ ُملَ نِصَابًا بِنِتَاجِهِ َفهَلْ‬
‫ك الُْأ ّمهَاتِ ِلَأ ّن الّنتَاجَ ُجزْ ٌء مِنْ‬ ‫ي َملَ َ‬
‫ج مِ ْن َغيْ ِرهِ َأوْ مِنْ حِ ِ‬‫سبُ َحوْلَ ُه مِنْ ِحيِ كَمُلَ كَمَا َلوْ كَا َن الّنتَا ُ‬ ‫يَحْ ُ‬
‫سأَلَةِ ِروَاَيتَانِ وََلوْ كَانَ لَ ُه مِاَئةٌ َوخَمْسُونَ‬ ‫حوْلِ ؟ ‪ .‬فِي الْمَ ْ‬ ‫الُْأ ّمهَاتِ َف ُهوَ َموْجُودٌ فِيهَا بِاْل ُق ّوةِ مِنْ َأوّ ِل الْ َ‬
‫ب َيَتوَلّدُ مِنْ الْخَارِجِ‬ ‫حوُْلهَا مِنْ حِيِ كَمُ َل ِب َغيْرِ خِلَافٍ ِلأَنّ اْلكَسْ َ‬ ‫ت مِاَئَتيْنِ َف َ‬ ‫دِ ْرهَمًا فَاتّجَ َر ِبهَا َحتّى صَارَ ْ‬
‫س الْ َعيْنِ‬
‫ت النّاسِ لَا مِ ْن َن ْف ِ‬
‫َوهُوَ َر َغبَا ُ‬
‫‪84‬‬
‫ق َبيْنَ‬ ‫ج َل الزّكَاةَ َعنْ نَمَا ِء النّصَابِ قَ ْبلَ ُوجُو ِدهِ َفهَ ْل يُ ْ‬
‫ج ِزئُهُ ؟ فِي ثَلَاَثةِ َأوْجُهٍ ثَاِلثُهَا ُيفَ ّر ُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ عَ ّ‬
‫ب َوَبيْنَ أَ ْن َيكُونَ دُونَ نِصَابٍ َفيَجُوزُ ِلَتَب ِعيّتِهِ‬ ‫أَ ْن َيكُو َن النّمَا ُء ِنصَابًا فَلَا يَجُوزُ لِا ْستِقْلَالِهِ ِبنَفْسِهِ فِي الْوُجُو ِ‬
‫ج مَاشَِيةٍ َأوْ ِربْ َح تِجَا َرةٍ‬
‫ق َبيْنَ َأنْ َيكُو َن النّمَا ُء نِتَا َ‬
‫لِلّنصَابِ فِي اْلوُجُوبِ ‪َ ،‬وَيتَخَرّجُ فِيهِ َوجْهٌ رَابِعٌ بِالْفَ ْر ِ‬
‫َفيَجُوزُ فِي الَْأوّلِ دُو َن الثّانِي مِنْ الْمَسْأََل ِة اّلتِي َقبَْلهَا ‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اشَْترَى شَيْئًا فَاسْتَغَ ّلهُ وَنَمَا عِ ْن َدهُ ُثمّ َر ّد ُه بِعَيْبٍ فَِإنْ كَانَ نَمَا ُؤهُ كَ ْ‬
‫سبًا لَ ْم يَ ُر ّدهُ َمعَهُ قَالَ َكثِيٌ‬
‫ث َوثَمَ َرةِ الشّجَرِ َفهَلْ‬
‫ف الْحَادِ ِ‬ ‫ف َوِإنْ كَا َن ُمَتوَلّدًا مِ ْن َعْينِهِ كَاْلوَلَ ِد وَالّلبَ ِن وَالصّو ِ‬‫ب ِبغَيْرِ خِلَا ٍ‬ ‫مِ ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫يَرُ ّد ُه َمعَهُ ؟ فِيهِ ِروَاَيتَانِ َمعْرُوَفتَانِ‬
‫‪86‬‬
‫صحّ َوَلمْ‬‫ت وَسَمّى لِ ْلعَا ِملِ أَكَْث َر ِمنْ َتسْمَِيةِ مِثْ ِلهِ َ‬ ‫ض الْ َموْ ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَارَضَ الْ َمرِيضُ فِي َمرَ ِ‬
‫ب ِمنْ الثّلُثِ َوَلوْ سَاقَى وَسَمّى لِ ْلعَا ِملِ أَكَْث َر ِمنْ َتسْمَِيةِ الْمِ ْثلِ َفوَ ْجهَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا َأنّهُ ُي ْعتَبَرُ مِنْ‬
‫يُحَْتسَ ْ‬
‫ث الثّ َم ِر مِ ْن َعيْنِ ِم ْلكِهِ ‪.‬‬
‫حدُو ِ‬‫الثُّلثِ لِ ُ‬
‫‪87‬‬
‫ب َشيْئًا ‪ ،‬وََلوْ فَسَ َخ الْمُسَاقَاةَ‬ ‫خ الْعَامِ ُل الْمُضَا َربَةَ قَ ْبلَ ُظهُو ِر الرّبْحِ لَمْ يَسْتَ ِ‬
‫ح ّق الْ ُمضَارِ ُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َفسَ َ‬
‫ح ّق الْعَامِلُ أُ ْج َرةَ الْ ِمثْلِ ِلَأنّ ال ّربْحَ لَا َيَتوَلّ ُد مِ ْن الْمَا ِل ِبنَفْسِ ِه َوِإنّمَا يََتوَلّ ُد مِ ْن اْلعَمَ ِل‬
‫َقبْ َل ُظهُو ِر الثّمَ َر ِة اسْتَ َ‬
‫حصُ ْل ِبعَمَلِهِ ِربْ ٌح وَالثّمَرُ مَُتوَلّ ٌد مِ ْن َعيْنِ الشّجَ ِر وََق ْد عَمِ َل عَلَى الشّجَ ِر عَمَلًا ُمؤَثّرًا فِي الثّ َمرِ َفكَانَ‬ ‫وَلَ ْم يَ ْ‬
‫ِلعَمَلِ ِه َت ْأثِيٌ فِي ُحصُو ِل الثّمَ ِر َو ُظهُو ِر ِه َبعْ َد الْفَسْخِ ‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َأنّ الْ ُمشَارَ َكةَ بَ ْي َن اثْنَ ْينِ بِمَالِ َأ َحدِهِمَا وَعَ َملِ الْآ َخرِ إنْ كَانَ الْمُشَارَ َكةُ فِيمَا َينْمُو مِ ْن اْلعَمَلِ‬
‫سبِهِ فَِإنّ ُه يَجُو ُز عَلَى‬ ‫شيْءٍ مِنْ كَ ْ‬ ‫كَال ّربْحِ جَازَ كَالْ ُمضَا َرَبةِ ‪ ،‬وَكَمَنْ دَفَعَ دَاّبتَهُ َأوْ َعبْ َدهُ إلَى مَ ْن َيعْمَ ُل عََليْ ِه بِ َ‬
‫حَيوَانِ َونَسْلِهِ َففِيهِ ِروَايَتَانِ ‪ .‬وَ َكثِيٌ مِنْ‬ ‫ث َعيْ ُن الْمَالِ كَ َد ّر الْ َ‬‫ت الْمُشَارَ َكةُ فِيمَا يُحْدِ ُ‬ ‫الْأَصَحّ َوِإنْ كَاَن ْ‬
‫ختَارُ فِيهِ الْ َمنْعَ ِلَأنّ الْعَامِلَ لَا َيْثبُتُ َحقّهُ فِي أَصْ ِل َعيْنِ الْمَا ِل وَالْ ُمتَوَلّ ُد مِ ْن اْل َعيْنِ ُحكْمُهُ‬ ‫الْأَصْحَابِ يَ ْ‬
‫ع بِجُزْ ٍء ِمنْهُ َأوْ عَلَى نَسْ ِج الّثوْبِ‬ ‫ُحكْ ُمهَا وََلكِنّ هَذَا مَ ْمنُوعٌ ِعنْ َد مَنْ أَجَا َز الِا ْسِتئْجَا َر عَلَى َحصَادِ الزّ ْر ِ‬
‫ِببَ ْعضِهِ ‪ .‬وَذَلِكَ َمْنصُوصٌ عِنْدَ أَ ْحمَدَ َأْيضًا وَا ْستَْثنَى مِنْ ذَلِكَ َأبُو الْخَطّاب فِي انِْتصَا ِرهِ ثَ َمرَ الشّجَرِ فَِإذَا‬
‫عَمِلَ الشّرِيكَانِ فِي شَجَ ٍر َبْيَنهُمَا ِنصْ َفيْ ِن َوشَ َرطَا الّتفَاضُلَ فِي ثَمَ ِرهِ جَازَ [ ِعنْ َدهُ ] وََف ّرقَ َبيْ َن الثّمَ ِر َو َغيْ ِرهِ‬
‫ف َغيْ ِرهِ ‪ .‬وَِلهَذَا الْ َم ْعنَى جَازَتْ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫مِمّا َيَتوَلّدُ مِنْ عَيْ ِن الْمَا ِل ِبَأنّ ِل ْلعَمَ ِل َتأْثِيًا فِي ُحصُو ِل الثّمَ ِر بِ ِ‬
‫ضةُ َفيَجُوزُ فِيمَا ُيْنَتفَعُ بِا ْسِتغْلَالِ ِه َوإِجَا َرتِ ِه مِ ْن اْلعَقَا ِر َو َغيْ ِرهِ ‪ .‬وَلَا يَجُوزُ فِيمَا‬ ‫حَ‬‫الْمُسَاقَاةُ َفَأمّا الْإِجَا َر ُة الْمَ ْ‬
‫ح ِوهَا ‪َ .‬و ِعنْدَ َت ِقيّ الدّينِ رَ ِحمَهُ اللّهُ أَنّ اْلأَ ْعيَانَ‬ ‫ُينَْتفَ ُع ِبأَ ْعيَانِهِ إلّا فِيمَا ُا ْستُْثِنيَ مِنْ ذَلِكَ لِ ْلحَا َجةِ كَال ّظئْ ِر َونَ ْ‬
‫ستَوْفَى بِاْلوَقْفِ‬ ‫شْيئًا ُحكْمُهُ ُحكْ ُم الْ َمنَافِعِ َفَيجُو ُز اسْتِيفَاؤُهَا ِب َعقْدِ الْإِجَا َرةِ َكمَا يُ ْ‬ ‫ف َشْيئًا فَ َ‬‫خلِ ُ‬ ‫الّتِي تَسْتَ ْ‬
‫صّيةِ ‪.‬‬ ‫وَالْوَ ِ‬
‫‪89‬‬
‫ص اْلوَلَ ُد مِ ْن َبيْنِ سَائِرِ النّمَا ِء الْ ُمَتوَلّ ِد مِ ْن اْلعَيْ ِن ِبأَ ْحكَامٍ َوُي َعبّرُ‬
‫ختَ ّ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِدَي ُة وَاْلعِشْرُونَ ) ‪ :‬وَقَ ْد َي ْ‬
‫جزْءِ َأوْ كَاْلكَسْبِ ؟ وَاْلأَ ْظهَرُ َأنّهُ ُجزْءٌ فَمِنْ ذَلِكَ َلوْ َوَلدَتْ الَْأ َمةُ‬
‫ك ِبأَ ّن اْلوَلَ َد هَلْ هُوَ كَالْ ُ‬
‫عَنْ ذَلِ َ‬
‫الْمَ ْوقُوفَةُ وََلدًا َفهَ ْل َيكُو ُن مِ ْلكًا لِ ْل َموْقُوفِ عََليْهِ َكثَ َمرِ الشّجَ َرةِ َأوْ يَكُونُ وَ ْقفًا َم َعهَا عَلَى وَ ْج َهيْنِ‬
‫ف الثّمَ َرةِ ‪.‬‬
‫ف َم َعهَا ِلأَنّهُ جُزْ ٌء ِمْنهَا وَِلهَذَا َيصِ ّح وَ ْقفُهُ اْبتِدَاءَ ِبخِلَا ِ‬
‫َأ ْشهَ ُرهُمَا َأنّ ُه وَقْ ٌ‬
‫‪90‬‬
‫سبٌ َفكُلّهُ ِلصَا ِحبِ الْ َمنْ َف َعةِ َوإِنْ قُ ْلنَا ُهوَ جُزْءٌ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ وََلدَتْ الْمُوصَى بِمَنَا ِفعِهَا فَِإنْ ُق ْلنَا الْوَلَدُ كَ ْ‬
‫َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ ُه بِ َمنْزَِلِتهَا ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنّهُ ِل ْلوَ َرَثةِ ِلَأنّ اْلأَجْزَاءَ َلهُمْ دُو َن الْ َمنَافِعِ ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫حةِ ؟ فَِإنْ قُ ْلنَا ُهوَ جُزْءٌ مِْنهَا َتِبعَهَا ‪َ .‬وِإنْ ُق ْلنَا‬
‫( َو ِمنْهَا ) َه ْل يَتْبَ ُع الْ َوَلدُ ُأ ّمهُ فِي اْلكِتَاَبةِ الْفَا ِس َدةِ كَالصّحِي َ‬
‫سبٌ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ِبنَاءً عَلَى سَلَا َم ِة الِاكْتِسَابِ فِي الْ ِكتَاَبةِ اْلفَاسِ َدةِ‬ ‫ُهوَ كَ ْ‬
‫‪92‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنَيةُ وَاْلعِشْرُونَ ) ‪ :‬اْل َعيْنُ الْ ُمْنغَ ِم َرةُ فِي َغيْ ِرهَا إذَا َل ْم يَ ْظهَرْ َأثَ ُرهَا َفهَ ْل هِيَ كَالْ َمعْدُو َمةِ ُحكْمًا‬
‫ف َوَيْنبَنِي عََليْ ِه مَسَائِلُ ‪َ ( :‬و ِمْنهَا ) الْمَاءُ اّلذِي ُاسُْتهْلِكَتْ فِيهِ النّجَا َسةُ فَِإنْ كَانَ َكثِيًا‬
‫َأوْ لَا ؟ ‪ .‬فِيهِ ِخلَا ٌ‬
‫ب مَ ْن َيقُو ُل إنّمَا َسقَطَ ُحكْ ُمهَا َوإِلّا‬
‫َسقَطَ ُحكْ ُمهَا ِبغَيْرِ خِلَافٍ ‪َ ،‬وِإنْ كَانَ يَسِيًا َف ِروَاَيتَانِ ثُ ّم مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫َف ِهيَ َموْجُو َدٌة َو ِمْنهُ ْم مَ ْن َيقُو ُل بَ ْل الْمَاءُ أَحَاَلهَا ِلَأنّ لَهُ ُق ّوةَ الْإِحَاَلةِ َفلَ ْم َيبْقَ َلهَا وُجُو ٌد بَ ْل الْ َموْجُودُ غَيْ ُرهَا‬
‫َف ُهوَ َعيْ ٌن طَاهِ َرةٌ َو ِهيَ طَرِي َقةُ َأبِي الْخَطّابِ ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫ت بِهِ تَحْ ِريُ الرّضَاعِ ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪:‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اللَّبنُ الْ َمشُوبُ بِالْمَاءِ الْمُ ْنغَ ِم ِر فِيهِ هَ ْل َيْثبُ ُ‬
‫ح ّرمُ إذَا‬
‫ح ِك ّي عَنْ الْقَاضِي َأنّهُ َيْثبُتُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا وَا ْختَا َرهُ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي َوعَلَى الَْأوّلِ فَِإنّمَا يُ َ‬ ‫َوهُ َو الْمَ ْ‬
‫ض َع ًة وَاحِ َدةً ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪.‬‬ ‫ت َوَيكُونُ رَ ْ‬ ‫ب الْمَاءَ كُلّ ُه وََلوْ فِي دَ ْفعَا ٍ‬
‫شَرِ َ‬
‫‪94‬‬
‫شهُورُ ‪َ ،‬و َسوَاءٌ قِي َل ِبنَجَا َسةِ‬ ‫ط خَ ْمرًا بِمَا ٍء وَاسْتُهْ ِلكَ فِيهِ ُثمّ شَ ِرَبهُ لَمْ يُحَ ّد هَذَا ُهوَ الْمَ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ خَلَ َ‬
‫صّبهَا فِي َلبَنٍ َأوْ مَاءٍ جَا ٍر ثُمّ‬
‫الْمَاءِ َأوْ لَا ‪ .‬وَفِي الّتنْبِيهِ ِلَأبِي َبكْ ٍر َعبْدِ الْعَزِيزِ مَنْ َلتّ بِاْلخَمْ ِر َسوِيقًا َأوْ َ‬
‫سَتهْلَكُ ‪.‬‬ ‫سَتهْلَكَ َأوْ لَا يُ ْ‬‫ق َبيْنَ أَ ْن يُ ْ‬
‫شَ ِرَبهَا َفعََليْهِ الْحَدّ ‪ ،‬وَلَ ْم ُيفَ ّر ْ‬
‫‪95‬‬
‫جبُ ِلصَا ِحبِ ِه ِعوَضُهُ‬ ‫حْيثُ َي ِ‬‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ خَلَطَ َزيَْتهُ ِب َزيْتِ غَ ْي ِرهِ عَلَى َوجْ ٍه لَا يَتَمَّيزُ َفهَ ْل ُه َو اسِْتهْلَا ٌك بِ َ‬
‫سأََلةِ ِروَاَيتَا ِن الْ َمْنصُوصُ فِي ِروَاَيةِ عَبْدِ اللّ ِه َوَأبِي الْحَارِثِ َأنّهُ‬ ‫ي َموْضِعٍ كَانَ َأ ْو ُهوَ ا ْشتِرَاكٌ ‪ .‬فِي الْمَ ْ‬ ‫مِنْ أَ ّ‬
‫خَتلَطُ‬ ‫جرّدِ َأنّ ُه اسِْتهْلَاكٌ ‪َ .‬وَأمّا إنْ كَانَ الْمُ ْ‬ ‫اشْتِرَاكٌ وَا ْختَا َرهُ ابْنُ حَامِدٍ وَالْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَا ْختَارَ فِي الْمُ َ‬
‫جبُ إلَيّ َأنْ َيَتنَ ّزهَ عَنْهُ كُلّ ُه َيَتصَ ّدقُ بِهِ‬ ‫صبًا َفقَالَ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَالِبٍ هَذَا قَدْ ا ْختَلَطَ َأوّلُ ُه وَآ ِخ ُرهُ َأعْ َ‬ ‫غَ ْ‬
‫ح ِريَ لِا ْمتِزَاجِ الْحَلَالِ‬ ‫ج ِمنْهُ قَدْ َر مَا خَالَطَهُ ‪ .‬وَا ْختَارَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ التّ ْ‬ ‫َوأَْنكَرَ َقوْ َل مَنْ قَا َل يُخْ ِر ُ‬
‫حرَامِ ِمنْ ُه بِدُونِ إ ْذنِ‬ ‫بِالْحَرَا ِم وَا ْستِحَاَل ِة اْنفِرَادِ أَحَ ِدهِمَا عَ ْن الْآ َخ ِر َوعَلَى هَذَا فََلْيسَ لَهُ إخْرَاجُ قَدْ ِر الْ َ‬
‫ب ِمنْهُ ِلَأّنهَا قِسْ َمةٌ فَلَا َيجُو ُز بِدُونِ ِرضَا الشّرِي َكيْنِ ‪َ ،‬لكِنْ ِلأَصْحَاِبنَا وَجْهٌ فِي الْ َمكِي ِل وَالْ َموْزُونِ‬ ‫الْ َمغْصُو ِ‬
‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ فِي‬ ‫شتَ َركِ َأنّ ِلأَحَدِ الشّرِيكَيْ ِن الِاْنفِرَا َد بِاْلقِسْ َمةِ دُونَ الْآخَ ِر َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ َأبِي الْخَطّابِ َونَ ّ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫جزْ‬‫ختَلَطِ لِآ َد ِميّ ُم َعيّنٍ لَ ْم تَ ُ‬‫الدّرَاهِمِ ‪َ ،‬و َمَنعَهُ الْقَاضِي َلكِنّهُ قَالَ فِي ِخلَافِهِ إنْ كَا َن الْحَقّ فِي اْلقَدْ ِر الْمُ ْ‬
‫الْقِسْ َم ُة بِدُونِ إ ْذنِ ِه َوإِنْ كَانَ ِل َغيْ ِر ُم َعيّنٍ كَاَلّذِي اْنقَطَعَ َخبَ ُر مَاِلكِ ِه َووَ َجبَ الّتصَ ّدقُ بِهِ ‪َ ،‬فلِلْمَالِكِ‬
‫الِاسِْتبْدَا ُد بِاْلقِسْ َمةِ ِلأَنّ لَ ُه وِلَاَيةَ الّتصَرّفِ فِيهِ بِالصّدََقةِ ‪َ ،‬وهَذَا كُلّ ُه ِبنَاءً عَلَى َأنّ ُه اشْتِرَاكٌ ‪ .‬وَعَنْ أَ ْحمَدَ‬
‫حتَمِلُ َأنّهُ أَرَادَ‬ ‫ض ِمنْهُ َوهَذَا يَ ْ‬ ‫ج اْل ِعوَ َ‬ ‫رَ ِحمَهُ اللّهُ ِروَايَةٌ أُ ْخرَى َأنّهُ ا ْسِتهْلَاكٌ قَالَ فِي ِروَاَيةِ الْمَرّوذِيّ يُخْ ِر ُ‬
‫ب اْلوَ َرعِ لَهُ َأنّ أَحْمَدَ قَا َل ُيعْطَى اْل ِع َوضَ وَلَمْ‬ ‫ج بَدَلَ ُه ِعوَضًا ِمنْ ُه وَكَذَا سَاقَهُ الْمَرّوذِيّ فِي ِكتَا ِ‬ ‫[ َأنْ ] يُخْ ِر َ‬
‫ختَلَطِ َف ُهوَ ِبنَا ًء عَلَى َأنّ ُه شَرِ َك ٌة َوَأنّ لَ ُه الِا ْستِبْدَادَ‬‫س الْمُ ْ‬ ‫خرِجُ الْ ِع َوضَ مِنْ نَ ْف ِ‬
‫َيقُلْ ِمنْ ُه َوِإنْ كَانَ أَرَادَ َأنّهُ يُ ْ‬
‫ِبقِسْ َمةِ ذَلِكَ ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ وَصّى َل ُه ِبرِ ْطلٍ ِمنْ َزيْتٍ ُمعَّينٍ ُثمّ خَلَ َطهُ ِب َزيْتٍ [ آ َخرَ ] فَِإنْ ُق ْلنَا ُهوَ ا ْشتِرَاكٌ لَ ْم َتبْطُلْ‬
‫اْلوَصِّي ُة َوإِنْ قُ ْلنَا ُه َو اسِْتهْلَا ٌك بَطََلتْ ‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫ث وَلَ ْم يُخَرّجُوا فِيهِ‬ ‫حَن ُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َحلَفَ لَا َيأْكُلُ َشْيئًا فَا ْسَتهْلَكَ فِي َغيْ ِر ِه ثُمّ أَكَلَهُ قَا َل اْلأَصْحَابُ لَا يَ ْ‬
‫ث وَقَدْ َأشَارَ‬ ‫حْن ِ‬
‫خرّجُ فِي ِه وَجْ ٌه بِالْ ِ‬
‫ك وَقَ ْد يُ َ‬ ‫خِلَافًا ِلأَنّ ُه َمْبنِ ّي عَلَى اْلعُرْفِ وَلَ ْم َي ْقصِ ْد الِامِْتنَاعَ مِنْ مِثْلِ ذَلِ َ‬
‫ط َب ْعضُ أَ ْجزَائِهِ‬
‫ختَلِ ُ‬‫ح ِوهَا مِمّا يَ ْ‬
‫إَليْهِ َأبُو الْخَطّابِ كَمَا سَنَذْ ُك ُرهُ ‪َ ،‬وهَذَا كُلّهُ فِي الْمَاِئعَاتِ وَاْلأَدِّق ِة َونَ ْ‬
‫ب مَنْ قَالَ ُحكْ ُمهَا ُحكْ ُم الْمَاِئعَاتِ فِيمَا َسبَقَ‬ ‫ح ُوهَا فَمِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫ب وَالدّرَاهِ ُم َونَ ْ‬‫حبُو ُ‬‫ِببَ ْعضٍ ‪َ ،‬فأَمّا الْ ُ‬
‫ك مَسَائِلَ ‪ِ [ :‬مْنهَا ] َلوْ اشَْترَى ثَ َم َرةً فَ َلمْ َيقْبِضْهَا حَتّى اخْتَلَطَتْ ِبغَ ْيرِهَا وََل ْم تَتَمَّيزْ َفهَلْ‬
‫وَفَ ّرعُوا عَلَى ذَلِ َ‬
‫خ وَفِي الْ ُمجَرّدِ عَ َدمَهُ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) َلوْ حَلَفَ لَا‬
‫َينْفَسِ ُخ اْلَبيْعُ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ا ْختَارَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ الِاْنفِسَا َ‬
‫َيأْكُلُ حِنْ َطةً َفأَ َك َل شَعِيًا فِيهِ حَبّاتِ حِنْ َطةٍ َففِي ِحْنثِهِ وَ ْجهَانِ ذَكَ َرهُمَا َأبُو الْخَطّابِ َوغَلّطَهُ صَا ِحبُ‬
‫حنْ َط ُة بِمَا فِيهَا‬
‫ت الْ ِ‬
‫حنَ ْ‬
‫ف مَا َل ْو طُ ِ‬
‫خلَا ِ‬
‫ك بِ ِ‬
‫سَتهْلَ ْ‬
‫ب ُمتَ َميّزٌ لَ ْم يُ ْ‬
‫ح ّ‬
‫ث بِلَا خِلَافٍ ِلَأنّ الْ َ‬
‫حنَ ُ‬
‫التّ ْرغِيبِ وَقَا َل َي ْ‬
‫ت دَرَاهِ ُمهُ ِبدَرَاهِ َم َمغْصُوَبةٍ فَاْل َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي‬
‫حَنثُ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َلوْ اخْتَلَطَ ْ‬
‫فَا ْسُتهِْلكَتْ فَِإنّهُ لَا يَ ْ‬
‫ب الّتوَقّفُ َعْنهَا َحتّى َيعْلَمَ َوإِنْ‬ ‫ِروَايَةِ الْ َمرّوذِيّ إنْ كَانَتْ الدّرَاهِمُ َقلِيَلةً َكثَلَاَثةٍ فِيهَا دِ ْرهَمٌ َحرَامٌ وَ َج َ‬
‫ج ِمْنهَا دِ ْرهَمًا [ وَاحِدًا ] َوَيَتصَرّفُ فِي الْبَاقِي وَلَهُ‬ ‫كَانَتْ َكثِيَةً َكثَلَاثِيَ فِيهَا ِد ْرهَمٌ حَرَامٌ فَِإنّ ُه يُخْ ِر ُ‬
‫ج هَذَا‬ ‫ف بِمَالِهِ إ ْخرَاجَ ُه َوَأنْكَ َر عَلَى مَنْ قَالَ يُخْ ِر ُ‬
‫ُنصُوصٌ َكثِ َيةٌ فِي هَذَا الْ َم ْعنَى َوعَلّ َل ِبأَ ّن الْ َكثِيَ ُيجْحِ ُ‬
‫حبَابِ ِلأَنّهُ كُلّمَا‬ ‫حرَام مِ ْن اْلقَلِيلِ كَالثّلَاَث ِة إنْكَارًا [ َشدِيدًا ] َوَأمّا اْلقَاضِي َفَتَأوّلَ كَلَامَ ُه عَلَى الِا ْستِ ْ‬ ‫قَدْ َر الْ َ‬
‫ف اْلقَلِيلِ ‪ .‬قَا َل وَاْلوَا ِجبُ فِي الْجَمِيعِ‬ ‫خلَا ِ‬
‫ع عَ ْن الْجَمِي ِع بِ ِ‬‫حرَام َوشَ ّق التّوَ ّر ُ‬ ‫َكثُ َر الْحَلَا ُل َبعْدَ َتنَاوُ ِل الْ َ‬
‫جمِيعَ ‪.‬‬‫ح ّرمُ الْ َ‬
‫حرَام ‪ ،‬وَكَذَلِكَ ذَكَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفصُولِهِ وَخَاَلفَ فِي اْل ُفنُونِ وَقَا َل يُ َ‬ ‫إخْرَاجُ َقدْ ِر الْ َ‬
‫ط الْ َودِي َعةَ وَ ِهيَ دَرَا ِهمُ بِمَاِلهِ َوَلمْ تَتَمَّيزْ فَاْلمَ ْ‬
‫شهُورُ الضّمَانُ ِلعُ ْدوَانِهِ َحيْثُ َفوّتَ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ خَلَ َ‬
‫ض بَِأ ْعيَاِنهَا بَ ْل بِ ِمقْدَا ِرهَا وَ ُربَمَا كَانَ‬
‫حصِيَلهَا َوعَنْهُ ِروَاَيةٌ أُ ْخرَى لَا ضَمَا َن عََليْهِ ِلأَ ّن النّقُودَ لَا َيَتعَلّ ُق اْلغَ َر ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫ط ِبغَيْ ِر عُ ْدوَانٍ َجعَ َل التّالِفَ كُلّهُ‬ ‫ختََل ِ‬ ‫ض الْمُ ْ‬
‫ف َبعْ ُ‬ ‫خَ ْل ُطهَا [ َم َع مَالِهِ ] أَ ْحفَظَ َلهَا َوعَلَى هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ فَِإذَا تَلِ َ‬
‫سلِي ِمهَا وَلَ ْم َيتََيقّنْ‬
‫ص عََليْهِ ِلأَ ّن هَ ِذهِ الْأَصْلَ َأمَاَنةٌ َبقَا ُؤهَا َووُجُوبُ تَ ْ‬ ‫مِ ْن مَالِ ِه وَ َجعَ َل اْلبَاقِ َي مِ ْن اْلوَدِي َعةِ َن ّ‬
‫ك وَِلهَذَا قُ ْلنَا َلوْ مَاتَ وَعِ ْن َدهُ َودِي َع ٌة وَ ُج ِهلَ َبقَا ُؤهَا إنّهَا َتكُونُ َدْينًا عَلَى التّرِ َك ِة َوَتأَوّ َل اْلقَاضِي‬
‫َزوَالَ ذَلِ َ‬
‫خلْطَ كَانَ عُ ْدوَانًا َوهَذَا يَدُ ّل عَلَى َأنّهُ لَا‬ ‫وَابْ ُن َعقِيلٍ كَلَامَ أَ ْحمَدَ َرحِمَهُ اللّهُ فِي الضّمَا ِن ُهنَا عَلَى َأنّ الْ َ‬
‫ع الَْب ْعضُ ُجعِ َل مِ ْن مَا ِل الْمُو َدعِ فِي‬ ‫ضَمَا َن ِعنْدَهُمَا إلّا مَ َع الّتعَدّي وََلوْ ا ْختَلَ َطتْ اْلوَدِي َع ُة ِبغَيْرِ ِف ْعلِ ِه ثُمّ ضَا َ‬
‫خلَافِ‬ ‫ضيَ ذَ َكرَ فِي الْ ِ‬ ‫ح اْلهِدَاَيةِ وَقَ ْد َتقَ ّدمَ أَنّ الْقَا ِ‬
‫ت ابْ ُن َتيْ ِمّيةَ فِي شَ ْر ِ‬ ‫ظَاهِرِ َكلَامِ أَحْمَدَ ذَ َك َرهُ َأبُو الْبَرَكَا ِ‬
‫ك ِمْنهُمَا وَذَكَرَ اْلقَاضِي َأْيضًا‬ ‫َأنّهُمَا َيصِيَا ِن شَرِيكَيْنِ قَالَ َأبُو الْبَرَكَاتِ وَلَا يَْبعُ ُد عَلَى هَذَا َأ ْن يَكُونَ اْلهَالِ ُ‬
‫سقَطَ مِ ْن ُه مَعَ دِينَارٍ َل ُه فِي َرحَى َفدَارَتْ عَ َل ْيهِمَا حَتّى‬
‫فِي َب ْعضِ تَعَالِيقِهِ فِي َمنْ َمعَهُ دِينَا ٌر َأمَاَنةٌ ِلغَيْ ِرهِ َف َ‬
‫َنقَصَا وَكَا َن َنقْصُ َأ َحدِهِمَا أَكَْث ُر ِمنْ َنقْصِ الْآ َخرِ وََلمْ يَدْ ِر َأّيهُمَا َلهُ َأنّهُ يُ ْ‬
‫حتَاطُ َفيَدَْفعُ إلَى صَا ِحبِ اْلَأمَاَنةِ‬
‫مَا َيغِْلبُ عَلَى ظَنّهِ َأنّهُ قَدْرُ َحقّهِ فَِإنْ ا ّدعَى َأ ّن الّثقِيلَ لَهُ فَاْل َقوْلُ َقوْلُهُ فِي الظّاهِرِ ِلَأنّ يَ َد ُه عََليْهِ وَاَللّهُ َأعْلَمُ ‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫سقُطُ إ ْذنُ ُه بِاْلكُّلّيةِ‬
‫ع مِ ْن بَدَ ِل َشيْ ٍء ُسئِلَهُ فَا ْمتَنَعَ َفهَ ْل يَ ْ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ وَاْلعِشْرُونَ ) ‪ :‬مَنْ ُح ّرمَ عََليْ ِه الِا ْمتِنَا ُ‬
‫ب ِمنْهُ إ ْذنًا ُمجَرّدًا َوَينْدَ ِرجُ‬ ‫جبِ ُرهُ الْحَاكِ ُم عََليْهِ هَذَا َنوْعَانِ ‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا ) ‪َ :‬أ ْن يَكُونَ الْمَ ْطلُو ُ‬ ‫َأوْ ُي ْعَتبَ ُر َويُ ْ‬
‫ضرّ ِبهِ وَقَدْ َنصّ أَحْمَدُ عَلَى عَ َد ِم اعِْتبَارِ‬
‫خشَبِ عَلَى جِدَا ِر جَاره إذَا َلمْ يَ ُ‬
‫ضعُ الْ َ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) وَ ْ‬
‫حتَهُ ُ‬
‫تَ ْ‬
‫جَب ُر عََليْهِ إنْ َأبَاهُ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) حَجّ ال ّزوْ َجةِ الْ َفرْضَ َونَصّ أَحْمَدُ فِي‬
‫ك وَفِي التّلْخِيصِ َأنّهُ يُ ْ‬
‫إ ْذنِهِ فِي ذَلِ َ‬
‫جبَ ُر عَلَى الْإِ ْذنِ َلهَا َوَنقَلَ ابْنُ َأبِي‬
‫ِروَايَةِ صَاِلحٍ عَلَى َأّنهَا لَا تَحُجّ إلّا بِِإ ْذنِهِ َوَأنّهُ َلْيسَ لَ ُه َمْن ُعهَا َف َعلَى هَذَا يُ ْ‬
‫حبّ َلْيسَ ِبوَا ِجبٍ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) إذَا قُلْنَا ِبوُجُوبِ الْجُ ُم َعةِ عَلَى‬
‫ستَ َ‬
‫مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ أَ ّن ا ْستِئْذَاَنهَا لَ ُه مُ ْ‬
‫ب عَلَى اْل َعبْدِ َحتّى‬ ‫الْعَ ْبدِ َفهَلْ يََت َوقّفُ عَلَى إذْنِ السّّيدِ ؟ َحكَى اْلأَصْحَابُ فِيهِ ِروَايََتيْنِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا لَا تَ ِ‬
‫ج ُ‬
‫حبّ لَ ُه اسِْتئْذَانُهُ فَِإنْ أَ ِذنَ لَهُ َوإِلّا خَاَلفَهُ َو َذهَبَ ‪.‬‬
‫ستَ َ‬
‫ب بِدُونِ إ ْذنِهِ َويُ ْ‬
‫ج ُ‬
‫سيّدُ ‪ .‬وَالثّاِنَيةُ تَ ِ‬
‫يَأْ َذنَ لَهُ ال ّ‬
‫ضهِ هَ ْل َيقِفُ َجوَازُ الدّخُولِ إلَى الْأَ ْر ِ‬
‫ض عَلَى إ ْذنِهِ َأ ْم يَجُوزُ‬ ‫ضلِ اْلكَلَِأ وَالْمَاءِ ِمنْ أَرْ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َأ ْخذُ فَا ِ‬
‫بِدُونِ إ ْذنِهِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْ ِن َونَصّ أَحْمَدُ عَلَى َجوَازِ ال ّر ْعيِ فِي اْلأَ ْرضِ الْ َمغْصُوَبةِ يَ ُد ّل عَلَى عَ َد ِم اعِْتبَا ِر‬
‫ب مَنْ قَا َل الْخِلَافُ فِي َغيْ ِر الْمَحُوطِ [ َفَأمّا الْمَحُوطُ ] فَلَا يَجُوزُ ُدخُولُهُ‬ ‫الْإِ ْذنِ فِي ذَلِكَ َومِنْ اْلأَصْحَا ِ‬
‫ِبغَيْرِ إ ْذنٍ ِب َغيْرِ ِخلَافٍ ‪ .‬قَا َل َو َمتَى َتعَذّ َر الِا ْسِتئْذَانُ ِلغَْيَب ِة الْمَالِكِ َأوْ َغيْ ِرهَا َأوْ ا ْستَأْ َذنَ فََل ْم َيأْ َذنْ َسقَطَ إ ْذنُهُ‬
‫شعِ ُر بِاْلفَ ْرقِ َبيْنَ الدّخُولِ ِللْمَا ِء وَاْلكََلأِ‬
‫ح َونَقَلَ ُمَثنّى اْلأَْنبَارِيّ عَنْ أَحْمَدَ مَا يُ ْ‬ ‫كَمَا فِي اْلوَِليّ فِي الّنكَا ِ‬
‫َفَيتَ َعيّ ُن الِاسِْتئْذَانُ لِلدّخُولِ لِ ْلكََلأِ دُو َن الْمَاءِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َبذْلُ الضّيَافَ ِة الْوَاجَِبةِ إذَا امْتَنَعَ مِ ْنهَا جَا َز اْلأَخْذُ‬
‫مِ ْن مَالِ ِه وَلَا يُ ْعَتبَرُ إ ْذنُهُ فِي أَصَحّ ال ّروَايََتيْ ِن َنقََلهَا عَِليّ بْ ُن َسعِيدٍ عَنْ أَحْمَدَ َونَقَ َل َعنْهُ َحْنبَلٌ لَا َيأْخُذُ إلّا‬
‫ِبعِلْ ِمهِ ْم َويُطَاِلُبهُ ْم ِبقَدْرِ َحقّهِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َن َفقَةُ الزّ ْو َجةِ اْلوَاجَِبةُ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الطّعَامُ اّلذِي يَضْ َطرّ إلَ ْيهِ‬
‫غَ ْي ُرهُ فَِإنّهُ يَلْ َزمُ ُه بَذْلُهُ لَ ُه ِبقِي َمتِهِ فَِإنْ َأبَى فَِللْ ُمضْطَرّ أَخْ ُذهُ َقهْرًا َوإِنّمَا َسقَ َ‬
‫ط اعِْتبَا ُر الْإِ ْذنِ فِي هَ ِذ ِه الصّوَرِ ِلَأنّ‬
‫ح ّق بِاْلكُّلّيةِ ‪ ( .‬الّن ْوعُ الثّانِي ) ‪َ :‬أنْ َيكُونَ‬
‫ش ّقةٍ وَ َحرَجٍ وَ ُربَمَا أَدّى إلَى َفوَاتِ الْ َ‬
‫ا ْعِتبَا َرهُ ُيؤَدّي إلَى مَ َ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬منْهَا ) إذَا طَلَبَ مِ ْنهُ الْ ِقسْ َمةَ الّتِي‬
‫حتَهُ ُ‬
‫ج َت ْ‬
‫ب ِمنْ ُه تَصَرّفًا ِل َعقْدٍ َأوْ فَسْخٍ َأوْ َغيْ ِرهِمَا َوَينْدَرِ ُ‬
‫الْمَطْلُو ُ‬
‫شتَ َركُ ِمثِْليّا َو ُهوَ الْ َمكِي ُل وَالْ َموْزُونُ‬
‫جبَ ُر عَلَى ذَلِكَ فَِإنْ كَا َن الْمُ ْ‬ ‫تَ ْلزَ ُمهُ اْلِإجَاَبةُ إلَيْهَا وَالْأَصْحَا ُ‬
‫ب َيقُولُو َن يُ ْ‬
‫ك الْآخَرِ أَ ْخذُ قَدْرِ َحقّ ِه ِمنْهُ بِدُونِ‬
‫وَا ْمَتنَعَ أَحَدُ الشّرِي َكيْنِ مِ ْن الِْإ ْذنِ فِي اْلقِسْ َمةِ َأ ْو غَابَ َفهَ ْل يَجُوزُ لِلشّرِي ِ‬
‫خطّابِ ( وَالثّانِي ) ‪ :‬الْ َمنْ ُع َو ُهوَ َقوْلُ‬‫جوَا ُز َوهُوَ َقوْلُ َأبِي الْ َ‬
‫إ ْذنِ الْحَاكِمِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ( أَ َح ُدهُمَا ) ‪ :‬الْ َ‬
‫ختَلَفٌ فِي َك ْوِنهَا َبْيعًا َوإِ ْذنُ الْحَا ِك ِم يَرْفَ ُع النّزَاعَ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا امْتَنَعَ ِمنْ بَيْعِ‬
‫الْقَاضِي ِلأَنّ اْلقِسْ َم َة مُ ْ‬
‫خيّ ٌر إنْ‬
‫ب مَ ْن َيقُولُ الْحَاكِ ُم مُ َ‬
‫ص ّر بَاعَ عََليْ ِه َومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫حبِسُهُ فَِإنْ أَ َ‬ ‫ال ّر ْهنِ فَِإ ّن الْحَاكِ َم يُ ْ‬
‫جِب ُرهُ عََليْ ِه َويَ ْ‬
‫شَاءَ أَ ْجبَ َرهُ عَلَى اْلَبيْعِ َوِإ ْن شَاءَ بَاعَ عََليْ ِه َو ُهوَ الْ َمجْزُو ُم بِهِ فِي الْ ُم ْغنِي ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا امْتَنَعَ ِمنْ اْلإِْنفَاقِ‬
‫عَلَى َبهَائِ ِمهِ فَِإنّ ُه يُ ْ‬
‫جبَ ُر عَلَى الِْإْنفَاقِ َأ ْو الَْبيْعِ كَذَا َأطَْلقَهُ َكثِ ٌي مِ ْن الْأَصْحَابِ ‪ .‬وَقَالَ ابْنُ الزاغون إنْ َأبَى‬
‫بَاعَ الْحَا ِك ُم عََليْهِ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) الْ َم ْولِ ّي إذَا ُوقّفَ ُثمّ امْتَنَعَ ِمنْ اْلفَيَْئةِ فَِإنّ ُه ُي ْؤمَ ُر بِالطّلَاقِ فَِإ ْن طَلّقَ فَذَاكَ‬
‫حْبسِ وَالّتضْيِيقِ ( وَالثّاِنَيةُ ) ‪ :‬يُ َطلّ ُق الْحَاكِ ُم عََليْهِ (‬
‫ق بِالْ َ‬
‫جبَ ُر عَلَى الطّلَا ِ‬
‫َوإِلّا َففِيهِ ِروَايَتَانِ ‪ ( :‬إ ْحدَاهُمَا ) ُي ْ‬
‫ج ُز ُه وََأبَى أَنْ ُيفَارِقَ َز ْوجََتهُ َف ّرقَ الْحَاكِ ُم َبيَْنهُمَا ‪َ ( .‬و ِمْنهَا )‬
‫ح ّققَ عَ ْ‬
‫َومِْنهَا ) اْلعِنّيُ إذَا انْقَضَتْ ُم ّدتُ ُه َوتُ ُ‬
‫إذَا مَّثلَ ِبعَ ْب ِدهِ قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَايَة الْ َميْمُوِنيّ ُي ْعِتقُهُ السّلْطَا ُن عََليْ ِه َوظَاهِ ُر هَذَا َأنّهُ لَا ُي ْعتَ ُق بِمُ َ‬
‫جرّ ِد التّ ْمثِيلِ‬
‫ضيَ اللّ ُه عَنْ ُه‬
‫حتّمًا لَا َمحَاَلةَ كَمَا َفعَلَ عُ َمرُ رَ ِ‬
‫وََلكِنْ ُي ْعِتقُهُ السّلْطَانُ عََليْ ِه ِبغَيْرِ ا ْختِيَارٍ ِلَأنّ ِعْتقَهُ صَا َر مُ َ‬
‫حكُ ُم عََليْهِ‬ ‫حتَمَلُ َأنْ َيكُونَ مُرَا ُدهُ َأنّ السّ ْلطَانَ يَ ْ‬
‫ف طَلَاقِ الْمُولِي فَِإنّهُ َلوْ فَاءَ لَ ْم يُطَاَلبْ بِالطّلَاقِ ‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫ع اْلعِتْقِ كَمَا ُه َو الْ َمعْرُوفُ فِي الْمَ ْذ َهبِ وَفِي ِه ُبعْدٌ ( َومِْنهَا ) الْمُوصَى ِبعِتْ ِقهِ إذَا امْتَنَ َع الْوَارِثُ ِمنْ‬
‫ِبوُقُو ِ‬
‫ح َفأَبَى أَنْ‬
‫ط الْعِ ْتقِ َوقُلْنَا يَصِحّ عَلَى الصّحِي ِ‬
‫إعْتَاقِهِ َأعَْتقَهُ السّلْطَانُ عََليْهِ ( َو ِمْنهَا ) إذَا اشَْترَى عَ ْبدًا ِبشَرْ ِ‬
‫ُيعْتِ َقهُ َففِيهِ وَ ْجهَانِ وَقِيلَ ِروَاَيتَانِ ‪ ( :‬إحْدَاهُمَا ) َوَنصّ عََلْيهَا أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ الَْأثْ َرمِ أَنّ لِ ْلبَائِ ِع اْلفَسْ َخ ِبنَاءً‬
‫شتَرِي عَلَى ِعتْقِ ِه ِبنَاءً عَلَى َأنّهُ حَقّ ِللّهِ [ تَعَالَى َفعَلَى ] هَذَا إذَا‬
‫جبَ ُر الْمُ ْ‬
‫عَلَى َأنّهُ حَقّ لَهُ ( وَالثّانِي ) ‪َ :‬أنّ ُه يُ ْ‬
‫حوَاَلةُ عَلَى الْمَلِيءِ هَ ْل ُيعَْتبَرُ ِلبَرَا َءةِ الْ ُمحِيلِ رِضَا‬
‫امَْتنَ َع َوأَصَرّ َتوَجّهَ أَ ْن ُي ْعتِقَ ُه الْحَاكِ ُم عََليْهِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الْ َ‬
‫حوَاَلةِ فِي ِه عَنْ‬‫ب عِنْ َدنَا َأ ْو َيبْ َرأُ بِ ُمجَرّ ِد الْ َ‬
‫الْمُحَالِ َفِإنْ َأبَى أَ ْجبَ َر ُه الْحَاكِ ُم عََليْهِ ِلَأنّ ا ْحِتيَالَ ُه عَلَى الْ َملِيءِ وَا ِج ٌ‬
‫حوَاَل َة هَ ْل هِ َي َنقْلٌ‬ ‫ب َو َمْبنَاهُمَا عَلَى َأ ّن الْ َ‬ ‫أَحْمَدَ ِروَايَتَانِ َحكَاهُمَا اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َوطَاِئ َفةٌ مِ ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫ض بِاْل َقوْلِ َو ُهوَ َقوُْلهَا‬‫ت َتقْبِيضًا َفلَا بُ ّد مِ ْن اْل َقبْ ِ‬‫لِ ْلحَقّ َأوْ تَ ْقبِيضٌ فَِإنْ قُ ْلنَا َنقْلًا لَ ْم ُي ْعَتبَرْ َلهَا َقبُولٌ ‪َ .‬وِإنْ كَانَ ْ‬
‫حتَالُ عََليْهِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الْ َولِيّ فِي الّنكَاحِ إذَا امْتَنَعَ ِم ْن التّ ْزوِيجِ َفهَ ْل يَ ْ‬
‫سقُطُ َحقّ ُه َويَْنَتقِلُ إلَى‬ ‫جبَ ُر الْمُ ْ‬
‫َفيُ ْ‬
‫غَيْ ِر ِه مِمّنْ هُوَ َأْبعَ ُد ِمنْهُ َأوْ لَا َفَيقُو ُم الْحَاكِ ُم َمقَامَ ُه عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إذَا أَسْ َلمَ عَلَى أَكَْث َر ِمنْ‬
‫خَترْ‬ ‫أَ ْربَ َعةٍ َوَأبَى أَنْ يَخْتَارَ مِ ْنهُنّ أَ ْجبَ َر ُه الْحَاكِ ُم عَلَى الِا ْخِتيَا ِر َوعَزّ َر ُه مَ ّرةً بَعْدَ أُ ْخرَى َحتّى يَ ْ‬
‫ختَارَ ‪ .‬وَلَ ْم يَ ْ‬
‫سؤَالِ اْلعَ ْبدِ َفَأبَى‬
‫لَهُ إ ْذ الِا ْخِتيَا ُر َموْكُولٌ إلَى َش ْهوَتِ ِه َوغَرَضِهِ لَا َغيْرَ [ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) اْلكِتَاَبةُ إذَا َأوْجَبْنَاهَا ِب ُ‬
‫ضهُ‬
‫ض ُه َفأَبَى أَنْ َيقْبِ َ‬
‫السّّيدُ أَ ْجبَ َر ُه الْحَاكِ ُم عََلْيهَا ] ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) إذَا َأتَاهُ الْ َغرِ ُي ِبدَيِْنهِ الّذِي يَجِبُ َعلَ ْيهِ قَبْ ُ‬
‫‪ .‬قَالَ فِي الْ ُمغْنِي َيقِْبضُهُ الْحَاكِ ُم َوَتبْ َرأُ ِذ ّم ُة الْغَ ِريِ ِل ِقيَامِ الْحَاكِمِ َمقَا َم الْمُ ْمَتنِ ِع ِبوِلَايَتِهِ ‪ .‬وََلوْ أَتَا ُه الْ َكفِيلُ‬
‫شهِ ُد عَلَى ا ْمتِنَاعِ ِه َويَبْ َرأُ ِلوُجُو ِد الْإِ ْحضَارِ ‪ .‬وَذُكِرَ عَنْ اْلقَاضِي‬ ‫بِاْلغَ ِريِ َفَأبَى َأنْ َيتَسَلّمَهُ َفقَالَ فِي الْ ُمغْنِي يُ ْ‬
‫َأنّهُ يَرَْفعُهُ إلَى الْحَاكِمِ َأوّلًا ِليُسَلّمَهُ إَليْهِ فَِإ ْن َتعَذّرَ َأ ْشهَ َد عَلَى ا ْمِتنَاعِهِ ‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫صحّ ‪ ،‬ثُ ّم إنْ‬
‫ك َعنْهُ َ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِب َع ُة وَالْعِشْرُونَ ) ‪ :‬مَ ْن َتعَلّ َق بِمَالِهِ َح ّق وَا ِجبٍ عََليْهِ َفبَادَرَ إلَى َنقْلِ الْمِلْ ِ‬
‫ط َوإِنْ كَانَ مَُتعَّلقًا بِمَاِلكِهِ لِ َم ْعنًى زَا َل بِاْنِتقَالِهِ َعنْهُ َسقَطَ ‪َ ،‬وِإنْ‬
‫سقُ ْ‬
‫كَانَ الْحَقّ مَُتعَّلقًا بِالْمَا ِل َنفْسِهِ لَ ْم يَ ْ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َلوْ بَادَرَ اْلغَالّ قَ ْبلَ‬
‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫سقُطْ عَلَى اْلأَصَحّ ‪َ ،‬ويَدْخُ ُل تَ ْ‬
‫كَانَ لَا يَزُو ُل بِانِْتقَالِهِ لَ ْم يَ ْ‬
‫إ ْحرَاقِ َرحْ ِلهِ َوبَا َعهُ َففِيهِ وَ ْجهَانِ َحكَاهُمَا فِي الْ ُمغْنِي ( أَحَ ُدهُمَا ) َيصِحّ ِلَأنّ مِ ْلكَ ُه بَاقٍ لَ ْم يَزُ ْل َويَ ْ‬
‫سقُطُ‬
‫ح ّرقُ ِلَأنّ حَقّ‬
‫حرِيقُ لِاْنتِقَالِ ِه َعنْهُ َف ُهوَ كَمَا َلوْ مَاتَ وَاْنتَقَلَ إلَى وَارِثِهِ ( وَالثّانِي ) ‪َ :‬ينْفَسِ ُخ اْلَبيْعُ َويُ َ‬ ‫التّ ْ‬
‫حرِيقِ َأ ْسبَقُ وََق ْد َتعَلّ َق ِبهَذَا الْمَالِ عُقُوَبةٌ ِلمَاِلكِهِ عَلَى َجرِ َيتِهِ السّاِبقَةِ ‪.‬‬
‫التّ ْ‬
‫‪100‬‬
‫شفْ َعةِ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا ) ‪ :‬أَنّ‬ ‫ع قَ ْبلَ الْمُطَالََب ِة بِال ّ‬
‫شقْصَ الْ َمشْفُو َ‬‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ بَاعَ الْ ُمشَْترِي ال ّ‬
‫الَْبيْ َع بَاطِلٌ ِلأَ ّن مِ ْلكَهُ َغيْ ُر تَا ّم َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ َأبِي َبكْرٍ فِي الّتنْبِيهِ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪َ :‬أنّ اْلَبيْعَ صَحِي ٌح َو ُهوَ‬
‫شتَرِي الثّانِي مُ ْمكِنٌ فَِإنْ ا ْختَارَ ذَلِكَ َفعَلَ‬ ‫شفِي ِع مِ ْن الْمُ ْ‬‫شهُورُ فِي الْمَ ْذ َهبِ ِلَأنّ أَ ْخذَ ال ّ‬ ‫َقوْلُ الْخِرَِقيّ وَالْمَ ْ‬
‫سبْقِ َحقّهِ عََليْهِ ‪.‬‬‫س َخ الَْبيْ ُع الثّانِي َوأُخِ َذ مِ ْن اْلأَوّلِ لِ َ‬‫َوإِلّا فُ ِ‬
‫‪101‬‬
‫ع ِمنْ ُمسْلِمٍ َ‬
‫ص ّح َو َسقَطَ اْلهَ ْدمُ لِ َزوَالِ عِّلتِهِ فَِإنّهُ لَمْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ ُأمِ َر ال ّذ ّميّ ِب َهدْ ِم بِنَاِئهِ اْلعَالِي فَبَادَ َر وَبَا َ‬
‫ضَيةِ وََقدْ زَا َل الضّرَرُ بِاْنِتقَالِهِ إلَى‬
‫جبْ الْهَ ْدمُ إلّا لِإِزَاَلةِ ضَرَرِ ا ْستِدَا َمةِ َتعِْلَيةِ ال ّذمّيّ لَا ُعقُوَبةَ لِلّتعِْلَي ِة الْمَا ِ‬
‫يَ ِ‬
‫ط بِلَا تَ َردّدٍ ‪.‬‬ ‫سقُ ُ‬‫ك َوَأسْلَمَ فَِإ ّن الْهَ ْد َم يَ ْ‬‫الْمُسْلِمِ َف ُهوَ كَمَا َل ْو بَادَ َر الْمَالِ ُ‬
‫‪102‬‬
‫سقُطُ الضّمَا ُن عَنْهُ‬ ‫ب ِبهَ ْد ِمهِ فَبَاعَ دَا ِرهِ صَ ّح َوهَ ْل يَ ْ‬ ‫ك جَا ِرهِ فَطُولِ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ مَا َل جِدَا ُرهُ إلَى مِلْ ِ‬
‫سقُطُ ِلأَنّ اْلوُقُوعَ فِي َغيْ ِر مِ ْلكِهِ وَقَالَ ابْنُ‬
‫ك عَلَى ِروَاَي ِة الّتضْمِيِ َأمْ لَا ‪ .‬قَالَ الْقَاضِي يَ ْ‬
‫ط َبعْدَ ذَلِ َ‬
‫سقُو ِ‬
‫بِال ّ‬
‫سقُطْ الضّمَانُ لِاْنعِقَادِ سََببِهِ فِي ِم ْلكِهِ كَمَا َلوْ بَاعَ‬
‫َعقِيلٍ إنْ َقصَ َد بَِبْيعِهِ اْلفِرَا َر مِ ْن الْمُطَاَلَب ِة ِبهَ ْدمِهِ لَ ْم يَ ْ‬
‫ضمَانَ مَا ُيتِْلفُهُ قَا َل وَكَذَا َلوْ بَاعَ فَخّا َأوْ شََبكَةً مَنْصُوبَتَ ْينِ‬
‫سَهْمًا َب ْعدَ ُخرُو ِجهِ ِمنْ كَِبدِ اْلقَوْسِ فَِإنّ عََليْهِ َ‬
‫ضيَ لَا يُخَالِفُ فِي‬ ‫حرَ ِم َأوْ مَمْلُوكٌ لِ ْلغَ ْيرِ لَمْ يَسْقُ ْ‬
‫ط َعنْهُ ضَمَانُهُ ‪ .‬وَالظّاهِرُ َأنّ الْقَا ِ‬ ‫َفوَقَ َع فِيهِمَا صَ ْيدٌ فِي الْ َ‬
‫ج جَنَاحًا أَوْ مِيزَابًا إلَى ال ّطرِيقِ ُثمّ بَاعَ مِلْ َكهُ َبعْدَ الْمُطَالََبةِ ِبإِزَالَتِ ِه ُثمّ‬
‫صوَرِ فَِإنّهُ قَالَ فِيمَا إذَا أَ ْخرَ َ‬
‫هَ ِذهِ ال ّ‬
‫سَقَطَ َفعََليْ ِه الضّمَانُ ‪ِ .‬لَأنّ خُرُوجَهُ إلَى َغيْ ِر مِ ْلكِهِ َحصَ َل ِب ِفعْلِهِ بِخِلَا ِ‬
‫ف َميْ ِل الْحَائِطِ فَِإنّهُ لَا ِفعْلَ لَهُ فِيهِ‬
‫َوإِنّمَا َيلْ َزمُهُ إزَاَلتُهُ عَلَى وَجْ ٍه مُ ْمكِ ٍن وَلَا يُ ْم ِكنُهُ َن ْقضُهُ َبعْدَ َزوَا ِل مِ ْلكِ ِه َعنْهُ ‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫شرْطِ َفهَ ْل َيصِحّ َأمْ لَا ؟ ‪ .‬عَلَى وَ ْج َهيْنِ َحكَاهُمَا‬
‫ط الْعِ ْتقِ ُثمّ بَا َعهُ بِ َهذَا ال ّ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اشَْترَى عَ ْبدًا ِبشَرْ ِ‬
‫حةَ ‪،‬‬ ‫حةِ ِلَأنّهُ َيتَسَلْسَ ُل وَِلَأنّ َتعَلّقَ حَ ّق اْل ِعتْقِ اْلوَا ِجبِ عََليْ ِه يَ ْمنَ ُع الصّ ّ‬
‫الْأَزَ ِجيّ فِي ِنهَايَتِهِ وَصَحّحَ عَ َدمَ الصّ ّ‬
‫جبَرُ‬
‫ب عَلَى َأ ّن الْحَ ّق هَ ْل ُهوَ ِللّ ِه َويُ ْ‬ ‫ف ُمتَ َرّت ٍ‬ ‫كَمَا َل ْو نَذَ َر ِعتْ َق َعبْدٍ َفِإنّهُ لَا َيصِ ّح َبْيعُهُ َو ِعنْدِي أَ ّن هَذَا الْخِلَا َ‬
‫ك وَلِ ْلبَائِعِ‬
‫سقُطُ اْلفَسْخُ ِل َزوَالِ الْمِلْ ِ‬ ‫عََليْهِ إنْ َأبَاهُ َأوْ لِ ْلبَائِعِ ‪َ ،‬فعَلَى الَْأوّ ِل ُهوَ كَالْ َمنْذُورِ عِْتقُ ُه َوعَلَى الثّانِي يَ ْ‬
‫سبْقِ َحقّهِ ‪.‬‬
‫حتَ َملُ أَ ْن َيثُْبتَ لَ ُه الْفَسْخُ لِ َ‬
‫ط يَْن ُقصُ بِ ِه الثّمَنُ عَا َدةً ‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫ع بِالْأَ ْرشِ فَِإ ّن هَذَا الشّ ْر َ‬
‫الرّجُو ُ‬
‫‪104‬‬
‫سْبقِهِ‬
‫جِن ّي عََليْهِ لِ َ‬
‫س َخ اْلبَيْعُ َتقْدِيًا ِلحَ ّق الْمَ ْ‬‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ بَاعَ اْلعَبْ َد الْجَانِيَ لَ ِزمَ ُه ا ْفتِدَا ُؤهُ فَِإنْ كَا َن ُمعْسِرًا فُ ِ‬
‫‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫جزَ َعنْ َوفَاِئهِ فَِإنّ ُه ُيفْسَخُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ بَاعَ اْلوَا ِرثُ الّترِ َكةَ مَعَ اسِْت ْغرَا ِقهَا بِال ّدْينِ مُلَْت ِزمًا لِضَمَاِنهِ ُثمّ عَ َ‬
‫الَْبيْ ُع‬
‫‪106‬‬
‫سرَ َفهَ ْل ُيفْسَخُ فِي َقدْرِ الزّكَاةِ َأمْ لَا ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ بَاعَ نِصَابَ الزّكَاةِ َبعْدَ اْلوُجُوبِ ُثمّ أَ ْع َ‬
‫ت ُمتَعَّل َق ًة ِب َعيْنِ الْمَالِ َأوْ بِ ِذ ّمةِ َربّهِ ؟ فَِإنْ قِي َل ِب َعيْ ِن الْمَالِ فُسِ َخ اْلَبيْعِ‬
‫مُ َرّتبَا ِن عَلَى أَنّ الزّكَاةَ هَلْ كَاَن ْ‬
‫لِا ْستِيفَاِئهَا ِمنْهُ َوإِلّا فَلَا ‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫ك َعيْ ٍن بَِبّيَنةٍ َأوْ إقْرَارٍ َفهَ ْل َيْتَبعُهَا مَا َيتّصِ ُل ِبهَا َأ ْو َتوَلّدَ‬
‫سةُ وَاْلعِشْرُونَ ) ‪ :‬مَ ْن َثبَتَ لَ ُه مِلْ ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِ َ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬منْهَا ) َأنّ مَنْ ثَبَتَ َلهُ مِ ْلكُ أَ َمةٍ فِي َيدِ غَ ْي ِرهِ َو َم َعهَا َولَدٌ‬
‫ف وََلهَا ُ‬
‫سأََلةِ خِلَا ٌ‬
‫ِمنْهَا َأمْ لَا ؟ ‪ .‬فِي الْمَ ْ‬
‫َفهَ ْل َيتَْب ُعهَا فِي الْ ِملْكِ إذَا ا ّدعَاهُ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ ( :‬أَ َح ُدهُمَا ) ‪ :‬لَا َو ُهوَ الّذِي ذَكَ َرهُ الْقَاضِي ِلأَنّهُ لَا َيْتَبعُهَا‬
‫فِي َبيْ ٍع وَلَا َغيْ ِرهِ َويَجُوزُ أَ ْن َيكُو َن وَلَ َدتْهُ َقبْ َل ِم ْلكِهِ َلهَا ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪َ :‬وإَِليْهِ َميْلُ ابْ ِن َعقِيلٍ َأنّهُ َيْتبَ ُعهَا‬
‫ح ًة عََلْيهَا ‪َ ،‬ويُشْبِ ُه هَ ِذهِ الْمَسْأََلةَ‬ ‫حكْ ِمّيةِ ِل ْليَ ِد الْمُشَاهَ َدةِ َفَتكُو ُن مُرَجّ َ‬
‫ِلأَنّهُ مِنْ أَ ْجزَائِهَا وَقَ ْد َثَبتَ َسبْ ُق اْليَ ِد الْ ُ‬
‫ك شَا ِهدًا َوحَلَفَ َم َعهُ َأوْ‬
‫مَا إذَا ادّعَى َأ َمةً فِي َيدِ غَ ْي ِر ِه َأنّهَا أُ ّم َولَ ِدهِ وَأَ ّن َوَلدَهَا مِ ْنهُ [ ُحرّ ] َوَأقَامَ ِب َذلِ َ‬
‫َرجُلًا وَامْ َرَأتَ ْينِ َثَبتَ مِ ْلكُ ُه عََلْيهَا َوثََبتَ ا ْستِيلَا ُدهَا بِإِقْرَا ِر ِه وَفِي اْلوَلَدِ ِروَاَيتَانِ َحكَاهُمَا َأبُو الْخَطّابِ‬
‫ك بِالْإِقْرَارِ لَا بِاْلَبيَّنةِ ‪.‬‬
‫ت نَسَبُ ُه وَ ُح ّرّيتُهُ ِل َك ْونِهِ مِ ْن نَمَاِئهَا َفَيْتبَ ُعهَا َويَكُونُ ُثبُوتُ ذَلِ َ‬
‫( إحْدَاهُمَا ) َيثُْب ُ‬
‫ح ّرّيةِ‬
‫سبَ دُونَ الْ ُ‬ ‫شهَا َد ِة وَفِيهِ وَجْ ٌه ُيثِْبتُ النّ َ‬‫ب وَلَا الْحُ ّرّيةُ ِلَأنّهُمَا لَا يَْثُبتَا ِن ِبهَ ِذهِ ال ّ‬
‫ت النّسَ ُ‬ ‫( وَالثّاِنيَة ) لَا َيْثبُ ُ‬
‫سبِ الْ َعبْدِ كَمَا جَ َز َم بِهِ‬ ‫ق نَ َ‬
‫ح ِة ا ْستِلْحَا ِ‬
‫ك مَنْ كَاَنتْ ِبيَ ِد ِه بِنَا ًء عَلَى صِ ّ‬ ‫حةُ ] اْلوَلَ ِد عَلَى مِلْ ِ‬ ‫صّ‬ ‫َوتَْبقَى [ ِ‬
‫صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ‬
‫‪108‬‬
‫جرٌ قَاِئمٌ َفهَ ْل َيتَْب ُعهَا َأمْ لَا ؟ ‪.‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ ثَبَتَ َلهُ مِ ْلكُ أَرْضٍ فِي َيدِ غَ ْي ِرهِ بِبَيَّنةٍ َأوْ إ ْقرَارٍ َوفِيهَا شَ َ‬
‫ج َر هَ ْل َيتْبَعُ فِي الَْبيْعِ َأمْ لَا َوأَفْتَى الشّيْخُ َتقِيّ الدّينِ َرحِمَهُ‬ ‫ج عَلَى وَ ْج َهيْنِ ِبنَاءً عَلَى َأنّ الشّ َ‬ ‫حتَمِلُ َأنْ يُخَرّ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ج ٌة تَدَْف ُع مُو ِجبَ‬ ‫ض ثَاِبَتةٌ عََليْ ِه مَا لَ ْم َتأْتِ حُ ّ‬ ‫اللّهُ أَ ّن مَا كَانَ ُمّتصِلًا بِاْلأَ ْرضِ مِنْ الشّجَرِ َفيَدُ َأهْ ِل الْأَ ْر ِ‬
‫الْيَدِ ‪ِ ،‬مثْلُ َأنْ َيكُونَ اْلغَارِسُ قَ ْد عَرَفَ أَنّ ُه غَ َرسَ ُه بِمَالِ ِه َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ فِي ال ّرهْنِ‬
‫ض الْمَ ْرهُوَنةِ َأ ّن الْ َقوْلَ َقوْ ُل الْمَالِكِ ِلَأنّ الِا ْختِلَافَ‬ ‫جرِ فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ف الْ ُمتَرَاهِنَانِ فِي َرهِيَنةِ الشّ َ‬ ‫فِيمَا إذَا ا ْختَلَ َ‬
‫ف مَا َلوْ كَانَ الِا ْختِلَافُ فِي مِلْكٍ وَصَرّحَ صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ ِبأَ ّن مَا‬ ‫خلَا ِ‬‫هُنَا فِي َعقْدٍ وَاْليَدُ لَا تَدُ ّل عََليْ ِه بِ ِ‬
‫ك عَلَى ال ّروَاَيَتيْنِ فِي مِلْكِ‬ ‫حتَ َم ُل تَخْرِيجُ ذَلِ َ‬ ‫فِي دَا ِر الِْإنْسَا ِن يَكُونُ فِي يَ ِد ِه وََلوْ كَا َن ُمْنفَصِلًا َمْنقُولًا َويُ ْ‬
‫ت الْحَاصَِلةِ فِي أَرْضِ ِه بِ ُمجَرّدِ ُحصُوِلهَا فِي اْلأَ ْرضِ نَ َظرًا إلَى َأنّ اْلأَ ْرضَ هَ ْل ِهيَ كَاْليَدِ َأمْ لَا فَِإنْ‬ ‫الْ ُمبَاحَا ِ‬
‫حكَمُ لَ ُه بِهِ َحتّى َلوْ كَانَ الثّمَ ُر ِبيَدِ َرجُلٍ‬ ‫قَا َمتْ اْلَبيَّنةُ أَ ّن هَ ِذهِ الشّجَ َرةَ لَ ُه َوعََلْيهَا ثَ َمرٌ َفقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ يُ ْ‬
‫ج]‬ ‫خرّ ُ‬ ‫ت َسبْ ِق مِ ْلكِهِ عَلَى أَ ْخ ِذ غَيْ ِرهِ لِلثّ َم َرةِ وَ [ َيتَ َ‬ ‫َوتََبيّ َن َسبْ ُق مِلْكِ الشّجَ َرةِ ِل َغيْ ِرهِ ُحكِمَ لَ ُه بِالثّمَ َرةِ ِلثُبُو ِ‬
‫ب اْلقَضَاءِ ‪.‬‬ ‫فِيهِ َوجْهٌ آخَرُ كَاْلوَلَدِ َوبِهِ َج َزمَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِكتَا ِ‬
‫‪109‬‬
‫ب فَادّعَاهَا ِمنْ اْلعَبْدُ فِي َيدِهِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ ثَبَتَ أَ ّن َهذَا الْعَ ْبدَ مِلْكٌ َلهُ َوهُ َو فِي َيدِ غَ ْي ِر ِه وَعَلَى اْلعَبْ ِد ثِيَا ٌ‬
‫حتَ ِملُ وَ ْج َهيْنِ آخَ َريْنِ‬‫‪َ .‬فقَالَ صَا ِحبُ اْلكَافِي وَالتّ ْرغِيبِ ِهيَ لَهُ ِلَأ ّن يَ َدهُ عََلْيهَا َوهِ َي ُمْنفَصَِل ٌة عَ ْن اْل َعبْدِ َويَ ْ‬
‫‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا ) ‪ :‬أَ ّن مَا َيتْبَ ُع اْل َعبْدَ مِ ْن الّثيَابِ فِي اْلَبيْعِ يَْتَبعُهُ هَا ُهنَا َومَا لَا َفلَا ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪ :‬إ ْن تَطَاوََلتْ‬
‫ب الْ َعبْدِ عَا َدةً فَاْل َقوْلُ َقوْ ُل مَ ْن ِهيَ فِي يَ ِد ِه َوإِلّا فَلَا إلْحَاقًا َلهَا بِاْلعَْيبِ‬ ‫حْيثُ ُتبْلَى فِيهَا ِثيَا ُ‬ ‫مُ ّدةُ هَ ِذ ِه اْليَ ِد بِ َ‬
‫حتَمِلْ الْحَالُ إلّا َقوْلَ أَحَ ِدهِمَا َوحْ َدهُ‬ ‫شتَرِي إذَا لَ ْم يَ ْ‬ ‫الْ ُمتَنَا َزعِ فِي حُدُوثِ ِه ِعنْ َد الْبَائِعِ َأ ْو الْمُ ْ‬
‫‪110‬‬
‫ع الْ ُمؤَ ّجرُ وَالْ ُمسَْتأْ ِجرُ فِي شَيْ ٍء ِمنْ الدّارِ الْ ُمسَْت ْأ َج َرةِ َفذَكَ َر اْلأَصْحَابُ َأنّ مَا َيْتبَعُ فِي‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ تَنَازَ َ‬
‫ت بِهِ الْعَا َدةُ فِي الْ َمنَازِلِ َففِيهِ خِلَافٌ ‪ .‬وَالْ َمنْصُوصُ َأنّهُ‬
‫الَْبيْعِ َف ُهوَ لِلْ ُم َؤجّ ِر َومَا لَا َيتْبَ ُع إنْ كَانَتْ َجرَ ْ‬
‫ع الْ ُمؤَ ّجرُ وَالْ ُمسَْتأْ ِجرُ فِي كَ ْن ٍز َمدْفُونٍ فِي اْلأَرْضِ َوهَلْ الْ ُ‬
‫حكْمُ‬ ‫لِلْ ُم َؤجّرِ َأْيضًا وَكَذَلِكَ اْلوَ ْجهَانِ َلوْ تَنَازَ َ‬
‫خلَافَ فِي صُو َرةِ بَقَا ِء‬ ‫سأََلةِ اْلكَنْ ِز ِبَأنّ الْ ِ‬
‫صرّحَ فِي التّ ْلخِيصِ فِي مَ ْ‬ ‫سَتأْجِرِ َأمْ لَا ‪َ .‬‬ ‫خَتصّ ِبحَاَلةِ بَقَا ِء يَ ِد الْمُ ْ‬
‫مُ ْ‬
‫صفَهُ َأنّ ُه ُيقْبَ ُل ِمنْهُ‬
‫سأََل ُة الْمَا ِل الْمَدْفُونِ إذَا ا ّدعَاهُ مَنْ كَاَنتْ اْلأَ ْرضُ لَ ُه َووَ َ‬
‫شهَدُ لَ ُه مَ ْ‬
‫الْإِجَا َر ِة وَاْن ِقضَاِئهَا ‪َ ،‬ويَ ْ‬
‫وَكَذَلِكَ ُحكْمُ ا ْختِلَافِ ال ّز ْو َجيْنِ فِي َمتَاعِ الَْبيْتِ جَا َز مَ َع َبقَاءِ ال ّزوْ ِجّيةِ وَ َزوَاِلهَا فِي َأحَدِ الطّرِيقِيَ‬
‫لِ ْلأَصْحَابِ ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ص فِي خَاَتمٍ َأوْ‬
‫ب َأوْ َكسَيْفٍ فِي ِقرَابٍ َأ ْو فَ ّ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َأقَرّ َلهُ بِمَ ْظرُوفٍ فِي َظرْفٍ كَتَ ْمرٍ فِي جِرَا ٍ‬
‫ع فِي شَاةٍ أَ ْو َنوًى فِي تَ ْمرٍ َففِيهِ وَ ْجهَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا يَكُونُ ُمقِرّا بِالْمَ ْظرُوفِ دُو َن ظَرْفِهِ ‪َ ،‬و ُهوَ‬
‫َرأْسٍ وَأَكَارِ َ‬
‫ف بِهِ َف ُهوَ َك َقوْلِهِ دَاّبةٌ فِي‬ ‫ف َغيْ ُر ُمقِ ّر بِ ِه َوِإنّمَا ُهوَ َموْصُو ٌ‬ ‫َقوْلُ ابْنِ حَامِ ٍد وَالْقَاضِي َوأَصْحَابِهِ ِلأَنّ الظّرْ َ‬
‫ض الْ ُمتَأَخّرِينَ‬‫إصْ َطبْلٍ ‪ .‬وَاْلوَجْهُ الثّانِي [ ُهوَ ] ُمقَ ّر ِبهِمَا َوإِلّا لَ ْم َيكُ ْن ثَمّ فَائِ َدةٌ ِلذَلِكَ الظّرْفِ ‪ .‬وََف ّرقَ َب ْع ُ‬
‫حتَمِ ُل التّفْرِي َق َبيْنَ َأنْ‬ ‫َبيْنَ مَا َيّتصِ ُل بِظَرْفِهِ عَا َدةً َأوْ خِ ْل َقةً َفَيكُونُ إقْرَارًا بِهِ دُو َن مَا ُهوَ ُمْن َفصِلٌ عَنْ ُه عَا َد ًة َويَ ْ‬
‫يَكُونَ الثّانِي تَاِبعًا ِل ْلَأوّلِ َفَيكُونُ إقْرَارًا بِهِ َكتَمْرٍ فِي جِرَابٍ َأ ْو َسيْفٍ فِي ِقرَابٍ َوَبيْنَ َأنْ َيكُو َن َمتْبُوعًا َفلَا‬
‫ص وَ ِجرَابٌ فِي ِه تَ ْم ٌر وَقِرَابٌ فِيهِ‬ ‫يَكُونُ إ ْقرَارًا بِهِ َكَنوًى فِي تَ ْم ٍر وَ َرأْسٍ فِي شَا ٍة َوَأمّا إنْ قَالَ خَاتَمٌ فِيهِ َف ّ‬
‫َسيْفٌ َفقِي َل ُه َو عَلَى اْلوَ ْج َهيْنِ مُطَْلقًا وَقِيلَ فِي َقوْلِهِ خَاتَمٌ فِيهِ َفصّ إنّهُ إقْرَا ٌر ِبهِمَا َجمِيعًا ِب َغيْرِ ِخلَافٍ ِلَأنّ‬
‫جزْ إخْرَاجُ ُه ِمنْهُ َك َقوْلِهِ َنعْلٌ َلهَا‬ ‫ص ُتُيقّنَ دُخُولُهُ فِي ِه وَلَ ْم يَ ُ‬ ‫صفَ ُه بِاْلفَ ّ‬‫ق الْخَاتَ ِم يَ ْدخُلُ فِي ِه اْلفَصّ فَإِذَا وَ َ‬‫إطْلَا َ‬
‫ك وَفِي التّ ْلخِيصِ َلوْ أَقَ ّر ِبخَاتَ ٍم ثُمّ جَا َء بِخَاتَمٍ فِيهِ‬ ‫حوَ ذَلِ َ‬ ‫شِرَاكٌ َأ ْو شَاةٌ عََلْيهَا صُوفٌ َأوْ فِي ضَ ْر ِعهَا َلبَ ٌن َونَ ْ‬
‫شمُو ِل الِاسْمِ وََلوْ قَالَ لَ ُه عِنْدِي جَا ِرَيةٌ َفهَلْ‬ ‫ت اْل َفصّ ا ْحتَمَلَ وَ ْج َهيْنِ َأ ْظهَ ُرهُمَا ُدخُولُهُ لِ ُ‬ ‫َفصّ وَقَا َل مَا أَرَدْ ُ‬
‫حتَمِلُ وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬ ‫جنِيُ فِي الْإِقْرَارِ إذَا كَاَنتْ حَامِلًا ؟ يَ ْ‬ ‫يَدْخُ ُل الْ َ‬
‫‪112‬‬
‫ف َشيْئًا لِدَ ْفعِ أَذَاهُ لَهُ َل ْم يَضْ َمنْ ُه َوِإنْ َأتَْلفَهُ لِدَفْعِ أَذَا ُه بِهِ ضَ ِمنَهُ‬‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِد َسةُ وَاْلعِشْرُونَ ) ‪ :‬مَنْ َأتْلَ َ‬
‫سهِ بِالْقَ ْتلِ لَمْ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬منْهَا ) َلوْ صَالَ عَلَ ْيهِ حََيوَانٌ آ َد ِميّ أَوْ َبهِي َمةٌ َف َد َفعَهُ َعنْ َن ْف ِ‬
‫ج عَلَى ذَلِ َ‬
‫خرّ ُ‬
‫َويَتَ َ‬
‫صةٍ لِيُحِْييَ ِبهِ َن ْفسَهُ ضَ ِمنَهُ ‪.‬‬ ‫َيضْ َمنْهُ وََلوْ قََت َل حََيوَانًا ِلغَ ْي ِرهِ فِي مَخْمَ َ‬
‫‪113‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ صَالَ عَلَ ْيهِ صَ ْيدٌ فِي إ ْحرَا ِم ِه َفقَتَلَ ُه َد ْفعًا َع ْن َن ْفسِهِ لَ ْم َيضْ َمنْهُ عَلَى أَصَحّ اْلوَ ْجهَيْ ِن َوِإنْ‬
‫حِييَ بِهِ َنفْسَهُ ضَ ِمنَهُ ‪.‬‬ ‫صةِ ِليُ ْ‬‫اُضْطُرّ َف َقتَلَهُ فِي الْمَخْ َم َ‬
‫‪114‬‬
‫ت فِي‬
‫شعْ ِر وََلوْ خَ َرجَ ْ‬
‫حرِمُ َرأْ َسهُ لَِتأَذّيهِ بِاْلقَ ْملِ وَاْلوَسَخِ فَدَاهُ ِلَأنّ الْأَذَى مِنْ غَيْرِ ال ّ‬‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ حَ َلقَ الْمُ ْ‬
‫ش ْعرُ عَلَى عَيْنَ ْيهِ الْقَ َل ْهذَمِ لَ ْم َيفْ ِدهِ ‪.‬‬
‫عَيِْن ِه َشعْ َر ٌة َفقَ َلعَهَا أَ ْو َنزَلَ ال ّ‬
‫‪115‬‬
‫خ ّف َفهَا ضَ ِمنَ ُه وََلوْ سَقَطَ عَلَ ْيهِ مَتَاعُ غَ ْي ِرهِ‬
‫سفِيَنةُ عَلَى الْ َغرَقِ َفأَْلقَى مَتَاعَ غَ ْي ِرهِ لِيُ َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْش َرفَ ْ‬
‫شيَ أَنْ ُيهْ ِلكَ ُه َف َدفَ َعهُ َف َوقَ َع فِي الْمَاءِ لَمْ يَضْ َمنْهُ ‪.‬‬
‫خِ‬‫فَ َ‬
‫‪116‬‬
‫سرَتْ فَلَا‬
‫حرَمِ عَلَى [ عَ ْينِ ] إْنسَانٍ َفدَ َف َعهَا فَانْ َك َ‬
‫ج َرةٍ فِي الْ َ‬
‫ض ُة َنعَا َمةٍ ِمنْ شَ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َوقَعَتْ بَيْ َ‬
‫صةٍ ‪.‬‬ ‫ف مَا َلوْ ا ْحتَاجَ إلَى أَكِْلهَا لِ َمخْ َم َ‬ ‫ضَمَا َن عََليْهِ بِخِلَا ِ‬
‫‪117‬‬
‫ح َرمِ ِلأَذَاهُ لَ ْم َيضْ َمنْهُ وََلوْ ا ْحتَاجَ إلَى إيقَادِ غُصْ ِن شَ َ‬
‫ج َرةٍ ضَ ِمنَهُ ذَ َك َرهُ َأبُو‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَلَعَ َشوْكَ الْ َ‬
‫الْخَطّابِ َو َغيْ ُرهُ َوخَالَفَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي فِي َجوَازِ قَ ْطعِ الشّ ْوكِ لِلّنصّ اْلوَارِدِ فِيهِ ‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫ف َنفْسًا َأوْ أَفْسَ َد ِعبَا َدةً ِلَنفْعٍ يَعُودُ إلَى َنفْسِهِ َفلَا ضَمَا َن عََليْهِ ‪،‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِب َع ُة وَالْعِشْرُونَ ) ‪ :‬مَنْ َأتْلَ َ‬
‫َوإِنْ كَانَ الّنفْ ُع َيعُودُ إلَى َغيْ ِرهِ َفعََليْ ِه الضّمَانُ ‪َ .‬فمِنْ ذَلِكَ الْحَا ِملُ وَالْ ُمرْضِعُ إذَا َأفْ َطرَتَا خَ ْوفًا عَلَى‬
‫صحَابِ‬ ‫سهِمَا فَلَا ِف ْدَيةَ عََلْيهِمَا ‪َ ،‬وِإنْ أَفْطَ َرتَا َخوْفًا عَلَى وَلَ َدْيهِمَا َفعََلْيهِمَا اْلفِ ْدَيةُ فِي الْمَ ْ‬
‫شهُورِ ِعنْ َد الْأَ ْ‬ ‫َأنْ ُف ِ‬
‫‪119‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ نَجّى َغرِيقًا فِي َرمَضَا َن َفدَ َخ َل الْمَاءُ فِي حَ ْل ِقهِ َوقُلْنَا ُيفْ ِطرُ ِبهِ َفعََليْ ِه اْلفِ ْدَيةُ ‪َ ،‬وِإنْ َحصَلَ لَهُ‬
‫سأََلةِ الّتِي َقبَْلهَا وَفِي التّ ْلخِيصِ‬
‫س الْمَ ْ‬
‫ضعْفٌ فِي َنفْسِهِ َفأَفْ َطرَ فَلَا ِف ْدَيةَ عََليْهِ كَالْمَرِيضِ فِي ِقيَا ِ‬ ‫ب إنْقَا ِذهِ َ‬ ‫سبَ ِ‬‫بِ َ‬
‫ك مَنْ رِ ْزمِ إلَى‬ ‫ف عَلَى َجنِيَنيْهِمَا ‪ ،‬وَهَ ْل يَ ْلحَ ُق بِذَلِ َ‬ ‫خوْ ِ‬ ‫َبعْدَ أَنْ ذَ َك َر اْلفِ ْديَ َة عَلَى الْحَامِ ِل وَالْمُرْضِعِ لِلْ َ‬
‫حتَمِ ُل وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬ ‫الْإِفْطَارِ لِِإْنقَا ِذ غَرِيقٍ ؟ يَ ْ‬
‫‪120‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َدفَعَ صَائِلًا عَلَ ْيهِ بِالْقَ ْتلِ لَمْ يَضْ َمنْ ُه وََلوْ دََفعَ ُه عَ ْن َغيْ ِرهِ بِاْل َقتْلِ ضَ ِمنَهُ ذَ َك َرهُ الْقَاضِي وَفِي‬
‫الْ َفتَاوَى الرّ َجِبيّاتِ عَنْ ابْ ِن َعقِي ٍل وَابْنِ الزاغون لَا ضَمَا َن عََليْهِ َأيْضًا ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫سهِ فَحَلَفَ َدفْعًا لِلظّ ْلمِ عَ ْنهُ لَمْ تَْن َعقِ ْد يَمِينُهُ وََلوْ أُ ْك ِرهَ‬‫حقّ َنفْ ِ‬
‫ي لِ َ‬
‫ف بِيَ ِم ٍ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أُ ْك ِرهَ عَلَى الْحَلِ ِ‬
‫ف لِ َدفْ ِع الظّ ْلمِ َعنْ غَ ْي ِرهِ َفحَلَ َ‬
‫ف اْن َعقَدَتْ يَمِينُهُ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي فِي شَرْحِ الْمَ ْذهَبِ وَفِي اْل َفتَاوَى‬ ‫عَلَى الْحَلِ ِ‬
‫الرّ َجِبيّاتِ عَنْ َأبِي الْخَطّابِ َأيْضًا لَا َتْنعَقِ ُد َو ُهوَ اْلأَ ْظهَرُ ‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫ف مِنْ ِفعَْليْنِ أَحَ ُدهُمَا مَأْذُونٌ فِيهِ وَالْآ َخ ُر َغيْ ُر مَأْذُونٍ فِيهِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ وَاْلعِشْرُونَ ) ‪ :‬إذَا َحصَ َل التّلَ ُ‬
‫ص َفيْنِ َحتّى‬
‫وَ َجبَ الضّمَانُ كَامِلًا عَلَى الصّحِيحِ ‪َ ،‬وِإنْ كَا َن مِنْ ِفعَْليْ ِن َغيْ ِر َمأْذُونٍ فِيهِمَا فَالضّمَا ُن َبيَْنهُمَا ِن ْ‬
‫ب عَلَى الْآ َخرِ أَ ْكثَ ُر مِ ْن الّنصْفِ َوَيَتفَ ّرعُ عَلَى‬ ‫ج ْ‬ ‫ب الضّمَا ُن عََليْهِ لَ ْم يَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫َلوْ كَانَ أَحَ ُدهُمَا مِنْ ِفعْ ِل مَنْ لَا يَ ِ‬
‫سأََلةِ‬ ‫حدُودُ فَ َ‬
‫حكَى َأبُو بَكْرٍ فِي الْمَ ْ‬ ‫حدّ فَمَاتَ الْ َم ْ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) إذَا زَادَ اْلِإمَا ُم َسوْطًا فِي الْ َ‬
‫ذَلِ َ‬
‫شهُورُ َوعََليْ ِه‬
‫ص ُفهَا وَاْلَأوّ ُل ُهوَ الْمَ ْ‬
‫جبُ نِ ْ‬ ‫جبُ كَمَالُ ال ّدَيةِ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪ :‬يَ ِ‬ ‫َقوَْليْنِ ‪ ( :‬أَ َح ُدهُمَا ) ‪ :‬يَ ِ‬
‫جنَاَيةُ مَا زَا َد عََليْهِ َفُأ ْسنِ َد بِالضّمَانِ إَلْيهَا ‪.‬‬
‫الْقَاضِي َوأَصْحَابُهُ ِلأَنّ الْ َمأْذُونَ فِيهِ لَا َأثَرَ لَهُ فِي الضّمَانِ َوِإنّمَا الْ ِ‬
‫‪123‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اقْتَصّ ِمنْ الْجَانِي ُثمّ جَ َر َحهُ ُهوَ َأوْ غَ ْي ُرهُ ُع ْدوَانًا وَ َجبَ كَمَالُ ال ّدَيةِ وَفِي ِه وَجْهٌ آ َخرُ َأنّهُ‬
‫ص ُفهَا ‪.‬‬
‫جبُ نِ ْ‬ ‫يَ ِ‬
‫‪124‬‬
‫ج ْرحَ ْينِ وَ َج َ‬
‫ب‬ ‫ص ْيدًا َفأَثْبََت ُه وََل ْم يُو ِحهِ ُثمّ َرمَاهُ آ َخرُ َرمَْيةً غَ ْيرَ مُوحِيَةٍ َومَاتَ ِمنْ الْ ُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َرمَى َ‬
‫شهُورِ مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ ‪َ ,‬لكِ ْن مِ ْن اْلأَصْحَابِ‬ ‫ح الَْأوّ ِل عَلَى الثّانِي عَلَى الْمَ ْ‬ ‫صيْدِ كُلّ ِه َمجْرُوحًا بِاْلجُ ْر ِ‬ ‫ضَمَا ُن ال ّ‬
‫ح ِريِ‬
‫مَ ْن ُيعَلّلُهُ ِبأَنّ َر ْميَ الثّانِي انْفَ َر َد بِاْلعُ ْدوَانِ فَا ْسَتقَلّ بِالضّمَا ِن َومِْنهُ ْم مَ ْن ُيعَلّلُ ُه بَِأنّ َر ْميَهُ كَا َن َسبَبًا لِلتّ ْ‬
‫خرّجُ عَلَى الّتعْلِيلِ الَْأوّ ِل وَجْهٌ آ َخ ُر ِبأَ ْن َيضْ َمنَهُ ِبِنصْفِ اْلقِي َم ِة مِمّا‬ ‫ك َو َجبَ عََليْهِ كَمَا ُل الضّمَا ِن َويَتَ َ‬ ‫فَلِذَلِ َ‬
‫َقبَْلهَا ‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫ت الدّاّبةُ‬ ‫ح ْملِ ِم ْقدَارٍ َمعْلُو ٍم َفزَادَ عَلَ ْيهِ فَتَ ِلفَ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اسَْت ْأجَ َر دَابّةً لِ َمسَا َفةٍ َمعْلُو َم ٍة َفزَادَ عَلَ ْيهَا أَوْ لِ َ‬
‫ب وَ ْجهًا آ َخ َر ِبضَمَانِ الّنصْفِ‬ ‫ج اْلأَصْحَا ُ‬ ‫ص عََليْهِ فِي الصّو َرةِ اْلأُولَى وَخَرّ َ‬ ‫فَِإنّهُ يَضْ َمُنهَا ِبكَمَا ِل اْلقِي َمةِ َن ّ‬
‫حَتهُمَا ‪.‬‬‫ستَأْ ِج ِر غَيْ ُرهُ َفتَِل َفتْ تَ ْ‬
‫سأَلَ ِة الْحَ ّد وَكَذَلِكَ ُحكْ ُم مَا إذَا رَ ِكبَ الدّاّبةَ َم َع الْمُ ْ‬ ‫مِ ْن مَ ْ‬
‫‪126‬‬
‫جرْحَ ْينِ فَِإنّهُ يَلْ َز ُم الْمُ ْ‬
‫ح ِرمَ ضَمَانُهُ كَامِلًا‬ ‫ح ِرمٌ فِي َجرْحِ صَ ْي ٍد َومَاتَ ِمنْ الْ ُ‬ ‫حلّ وَمُ ْ‬‫( َو ِمنْهَا ) إذَا اشَْترَكَ مُ ِ‬
‫جرّدِ ُم ْقَتضَى الْ ِفقْ ِه‬ ‫هَذَا ظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ َرحِمَهُ اللّهُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُو ٍر َو ُم َهنّا وَقَالَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫ف الّنفُوسِ وَاْلأَ ْموَالِ وَاْلفَ ْرقُ‬ ‫ف الْجَزَا ِء وَقَاسَ ُه عَلَى مُشَارَ َكةِ مَنْ لَا ضَمَا َن عََليْهِ فِي إتْلَا ِ‬ ‫عِنْدِي َأنّ ُه يَ ْل َزمُهُ ِنصْ ُ‬
‫ف َو َههُنَا َموْجُو ٌد َنعَ ْم إنْ َقصَ َد الْمُحِ ّل إعَاَنةَ الْ ُمحْ ِر ِم َومُسَاعَ َدتَهُ عَلَى َقتْ ِل الصّيْدِ‬ ‫وَاضِحٌ إ ْذ الْإِ ْذ ُن هُنَا َك ُمنْتَ ٍ‬
‫ح ّر ُم عََليْهِ كَمَا إذَا بَاعَ مَنْ لَا جُ ُم َع َة عََليْهِ لِمَ ْن عََليْ ِه الْجُ ُم َعةُ‬ ‫َتوَجّهَ مَا ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فَِإنّهُ يُكْ َرهُ لَهُ ذَلِكَ َأ ْو يُ َ‬
‫َبعْدَ النّدَاءِ ‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫ب عَلَى َشرِيكِ الْ ُم ْقَتصّ َكمَالُ ال ّدَيةِ‬ ‫ج ُ‬ ‫[ ( َومِْنهَا ) َلوْ اشَْترَكَ فِي جَرْحِ آ َد ِم ّي مُقْتَصّ وَغَ ْي ُرهُ َفهَ ْل يَ ِ‬
‫ص ُفهَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ] ‪.‬‬ ‫َونِ ْ‬
‫‪128‬‬
‫ج ا ْمرََأ ًة ُثمّ َدفَ َعهَا ُهوَ َوأَجْنَِبيّ َفأَ ْذهَبَ ُعذْ َرَتهَا ُثمّ طَ ّل َقهَا قَ ْبلَ ال ّدخُولِ َفَنصّ أَحْمَدُ فِي‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َتزَوّ َ‬
‫ج ِنصْفُ الْ َم ْهرِ َفقَطْ‬ ‫ش اْلبَكَا َر ِة َوعَلَى ال ّز ْو ِ‬
‫ب عَلَى اْلأَ ْجَنبِ ّي ِنصْفُ اْلغُ ْر ِم َو ُهوَ أَ ْر ُ‬‫ج ُ‬
‫ِروَايَةِ ُم َهنّا عَلَى َأنّ ُه يَ ِ‬
‫ط الضّمَا ُن بِهِ وَلَ ِزمَ‬ ‫سقُ ُ‬‫مِ ْن َغيْرِ أَ ْرشٍ ‪َ .‬ووَجْهُ ذَلِكَ َأنّ إ ْذهَابَ اْلَبكَا َرةِ عَلَى هَذَا اْلوَجْ ِه َغيْ ُر َمأْذُونٍ فِيهِ َفيَ ْ‬
‫ف الْأَ ْرشِ ‪َ ,‬وَأمّا ال ّز ْوجُ َفأَ ْرشُ الَْبكَا َرةِ َغيْ ُر َمضْمُونٍ عََليْ ِه َوِإنّمَا الْ َمضْمُو ُن عََليْ ِه الْ َمهْ ُر وَلَمْ‬‫الْأَ ْجَنِبيّ ِنصْ ُ‬
‫ج ِبهَذَا اْل ِفعْ ِل مَ َع‬
‫يُوجَ ْد مَا ُيقَرّ ُر ُه وَخَرّجَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي وَ ْجهًا آخَرَ َأنّهُ َيَتقَرّ ُر الْ َمهْرُ ُكلّ ُه عَلَى ال ّز ْو ِ‬
‫صةٍ َنقََلهَا ُمهَنّا َأْيضًا‬ ‫اْنفِرَا ِد ِه بِهِ ; ِلَأنّ الْأَ ْجَنِبيّ َل ْو اسَْتقَ ّل ِبهَذَا الْ ِفعْلِ لََل ِزمَهُ َمهْ ُر الْ ِمثْلِ كُلّ ُه عَلَى ِروَايَ ٍة َمْنصُو َ‬
‫فَإِذَا كَانَ مُو ِجبًا ِللْ َمهْ ِر اْبتِدَاءً َفَلأَ ْن ُيقَرّ َرهُ َأوْلَى وََلكِنْ فِي صُو َرةِ الِا ْشتِرَاكِ فِي اْلفِعْ ِل َغيْ ِر الْ َمأْذُونِ فِي ِه إنّمَا‬
‫ج مِ ْن هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ ِروَاَيةٌ أُ ْخرَى َأنّ اْلأَ ْجَنبِ ّي هُنَا عََليْ ِه ِنصْفُ‬ ‫خرّ ُ‬‫ف الضّمَانِ َنعَ ْم َيتَ َ‬ ‫ج نِصْ ُ‬ ‫جبُ عَلَى ال ّز ْو ِ‬ ‫يَ ِ‬
‫ش اْلبَكَا َر ِة مَ َع ِنصْفِ الْ َم ْهرِ ِلأَنّ ال ّزوْجَ‬ ‫ب عََليْهِ ِنصْفُ أَ ْر ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ج ُهنَا يَ ِ‬ ‫َمهْ ِر الْ ِمثْلِ ‪ ,‬وَا ْختَارَ ابْ ُن َعقِيلٍ أَنّ ال ّزوْ َ‬
‫سَتعِيِ‬‫ف اْلبَكَارَة َتبَعًا لِا ْستِيفَاءِ َحقّ ِه مِ ْن اْلوَطْءِ فَإِذَا َأتَْلفَ ُه عَلَى َغيْ ِر هَذَا اْلوَجْهِ ضَ ِمنَهُ كَالْمُ ْ‬ ‫ح ّق إتْلَا َ‬ ‫إنّمَا يَسْتَ ِ‬
‫ص عَلَى آخَرَ فِي‬ ‫إذَا َأتْلَفَ خَ ْم َل الْ ِمنْشَ َف ِة َمثَلًا ِب َغيْرِ ا ْسِتعْمَالٍ فَِإنّ ُه َيضْمَ ُن َوَأيْضًا فََل ْو َو َجبَ ِلرَجُلٍ ِقصَا ٌ‬
‫ف َبعْضِ َأ ْعضَائِهِ إلّا َتبَعًا لِِإتْلَافِ جُمَْلتِهِ لَا‬ ‫ح ّق إتْلَا َ‬ ‫َنفْسِهِ َفقَ َط َع َبعْضَ َأعْضَائِ ِه عُ ْدوَانًا ضَ ِمنَهُ ِلَأنّهُ لَمْ يَسْتَ ِ‬
‫ف هَذَا‬ ‫ج َمأْذُونٌ لَهُ فِي إتْلَا ِ‬ ‫اسِْتقْلَالًا ‪ .‬وَفِي ِه وَجْهٌ آ َخرُ َأنّ اْلأَ ْرشَ ُكلّهُ َأوْ َمهْ َر الْ ِمثْ ِل عَلَى اْلأَ ْجنَِبيّ ِلَأنّ ال ّز ْو َ‬
‫ستَكْمَلُ عََليْهِ الضّمَانُ [ وََلوْ َرمَى ثَلَاثَةٌ‬
‫جنَاَيةِ عََليْهِ َفيُ ْ‬
‫الْجُزْءِ فِي الْجُ ْمَلةِ َفيَكُونُ اْلأَ ْجَنبِ ّي ُمنْفَ ِردًا بِالْ ِ‬
‫جرُ عَلَى أَ َح ِدهِمْ َفقَتَلَهُ َفهَ ْل َت ِ‬
‫جبُ عَلَى الْآخَ َريْ ِن ثُُلثَا ِديَتِهِ َأوْ كَمَاُلهَا ؟ عَلَى‬ ‫بِالْمَ ْنجَنِيقِ َف َرجَ َع الْحَ َ‬
‫ِروَايََتيْنِ ]‬
‫‪129‬‬
‫حةُ فِي ال ّزيَا َدةِ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِس َعةُ وَاْلعِشْرُونَ ) ‪ :‬مَ ْن سُومِحَ فِي ِمقْدَا ٍر يَسِيٍ فَزَا َد عََليْهِ َفهَ ْل َتْنتَفِي الْمُسَامَ َ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) ‪ :‬الْوَكِيلُ فِي الْبَيْعِ مَعَ اْلإِطْلَاقِ يَمْلِ ُ‬
‫ك اْلَبيْعَ‬ ‫سأََلةِ ُ‬
‫جمِيعِ فِيهِ وَ ْجهَانِ وَلِلْمَ ْ‬
‫وَحْ َدهَا َأوْ فِي الْ َ‬
‫ِبثَمَ ِن الْ ِمثْلِ َوبِدُونِ ِه بِمَا َيَتغَابَ ُن بِ ِمثْلِهِ عَا َدةً فَإِذَا بَاعَ بِمَا لَا َيتَغَابَ ُن بِ ِمثْلِ ِه عَا َدةً َفهَ ْل َيضْمَ ُن َب ِقّيةَ ثَمَنِ الْ ِمثْلِ‬
‫ضمَانَ َب ِقّيةِ ثَ َم ِن الْ ِمثْلِ كُلّهِ‬
‫كُلّهِ َأ ْو الْقَ ْدرَ الزّائِ َد عَمّا َيَتغَابَنُ بِهِ عَا َدةً ؟ عَلَى وَ ْج َهيْ ِن وَ َرجّحَ ابْ ُن َعقِيلٍ َ‬
‫جبُ غَسُْلهَا وَلَا ُيفْ َر ُد َههُنَا مَا ُي ْعفَى عَنْ ُه بِاْنفِرَا ِدهِ وَكَذَلِكَ‬ ‫شهَدَ لَ ُه بِالنّجَا َسةِ اْل َكثِيَةِ فِي الّثوْبِ َي ِ‬ ‫وَا ْستَ ْ‬
‫الْعَ َم ُل الْ َكثِيُ فِي الصّلَاةِ فَِإنّهُ َلوْ أَفْ َر َد ِمنْهُ اْلقَدْ َر الْ َم ْع ُفوّ َعنْ ُه بِانْفِرَا ِدهِ َفقَ ْد َيصِ ُي الْبَاقِي يَسِيًا َفيَلْ َز ُم اْل َعفْ ُو عَنْ‬
‫ضمِنَ ال ّدَيةَ ُكّلهَا وََلوْ ُع ِفيَ‬ ‫ب الصِّب ّي ُمعَلّمُهُ َأ ْو الْمَ ْرَأةِ َزوْ ُجهَا ضَ ْربًا ُمبَرّحًا َومَاتَا َ‬ ‫الْكُ ّل وَكَذَلِكَ ُحكْمُ ضَرْ ِ‬
‫جبْ كَمَالُ ال ّدَيةِ َوهَ ِذ ِه الصّو َر ُة الْأَخِ َي ُة تُرَدّ إلَى الْقَاعِ َد ِة الّتِي َقبْ َل هَ ِذهِ‬ ‫ح بِانْفِرَا ِدهِ لَ ْم َي ِ‬
‫عَ ْن الْقَدْرِ الْ ُمبَا ِ‬
‫ب َمأْذُونٍ فِيهِ َو َغيْ ِر َمأْذُونٍ َفَأوْ َجبَ كَمَا َل الضّمَانِ َكمَا َلوْ زَا َد عَلَى الْحَدّ‬ ‫ف َتوَلّدَ مِنْ ضَرْ ٍ‬ ‫َحْيثُ كَا َن التّلَ ُ‬
‫َسوْطًا فَلَا دَلَاَلةَ لَهُ فِيهَا ‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫ضحِيِّتهِ َفهَ ْل يَ ْل َزمُ ضَمَا ُن ثُُلِثهَا َأوْ مَا َيقَ ُع عََليْ ِه الِاسْمُ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ‬ ‫ضحّي جَمِيعَ أُ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ َكلَ الْمُ َ‬
‫ب عَلَى‬
‫س ِبوَا ِج ٍ‬
‫حبّ َلْي َ‬
‫ستَ َ‬
‫‪ ,‬وََلوْ َتصَ ّدقَ َأوّلًا بِمَا َيقَ ُع عََليْهِ الِاسْمُ أَ ْج َزَأهُ ِلَأنّ الصّدََق َة بِالثُّلثِ كُلّ ِه مُ ْ‬
‫شهُورِ فِي الْمَ ْذ َهبِ‬ ‫الْمَ ْ‬
‫‪131‬‬
‫ضعَ الْعَا َدةِ َفهَ ْل َي ِ‬
‫جبُ غَسْ ُل الْجَمِيعِ َأوْ اْلقَدْ ِر الْمُجَاوِزِ‬ ‫ج ِمنْ السّبِي ِل مَوْ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َتعَدّى الْخَارِ ُ‬
‫حجَرُ فِي َموْضِ ِع اْلعَا َدةِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ .‬أ ْشهَ ُرهُمَا َأ ّن الْوَا ِجبَ غَسْ ُل الْ ُمَتعَدّى‬ ‫ئ الْ َ‬‫جزِ ُ‬
‫الْمُ َطيّ ِم اْلعَا َدةِ َويُ ْ‬
‫ط َوتَعَ ّد ِبخِلَافِ‬ ‫سبَهُ إلَى نَصّ أَحْمَدَ ِلأَنّ هَذَا لَا ُينْسَبُ فِيهِ إلَى َتفْرِي ٍ‬ ‫ش نَ َ‬‫ص ًة َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي وَاللّ ْم ِ‬ ‫خَا ّ‬
‫صغِيُ وَلَ ْم َيحْكِ فِيهِ خِلَافًا‬ ‫جمِي ِع َوبِهِ جَ َزمَ الْقَاضِي َأبُو َيعْلَى ال ّ‬ ‫اْلوَكِي ِل وَالْ ُمضَحّي ‪ ,‬وَالثّانِي يَلْ َزمُ ُه غَسْ ُل الْ َ‬
‫‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َأدّى زَكَاَتهُ إلَى وَا ِح ٍد وَقُلْنَا يَجِبُ اْلأَدَاءُ إلَى ثَلَاثَةٍ َفهَ ْل َيضْمَ ُن الثُّلثَيْ ِن َومَا َيقَ ُع عََليْهِ‬
‫الِاسْمُ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫ج عَ ْن مِ ْلكِ ِه مَا ٌل عَلَى وَجْ ِه اْلعِبَا َد ِة ثُ ّم طَ َرَأ مَا يَ ْمنَعُ إ ْجزَاءَ ُه وَالْوُجُوبَ َفهَلْ‬
‫الْقَاعِ َد ُة الثّلَاثُونَ ) ‪ :‬إذَا خَ َر َ‬
‫ضحِّيةً َعنْ وَاجِبٍ فِي ِذمّتِهِ ُثمّ‬
‫ب َه ْديًا َأوْ أُ ْ‬
‫َيعُودُ إلَى مِ ْلكِهِ َأمْ لَا ؟ فِيهِ ِخلَافٌ ‪َ ( .‬فمِنْ ذَلِكَ ) إذَا َأوْجَ َ‬
‫جزِيه َوهَ ْل َيعُو ُد الْ َمعِيبُ إلَى مِ ْلكِهِ ؟ عَلَى ِروَاَيَتيْنِ ‪.‬‬ ‫َتعَيّبَتْ فَِإّنهَا لَا تُ ْ‬
‫‪134‬‬
‫ك الْمَالُ َفهَ ْل يَرْ ِج ُع ِبهَا َأمْ لَا ؟ عَلَى َو ْج َهيْنِ‬‫ج َل الزّكَا َة َفدَ َف َعهَا إلَى اْلفَقِيِ ُثمّ هَلَ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا عَ ّ‬
‫‪135‬‬
‫جزِئُ التّبِيعُ َعنْ‬‫حوْلِ َوقُلْنَا لَا يُ ْ‬‫ش َرةٌ قَ ْبلَ الْ َ‬‫جتْ َع َ‬ ‫ي ِمنْ الْبَ َق ِر تَبِيعًا ُثمّ نَتَ َ‬
‫جلَ َعنْ ثَلَاثِ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ عَ ّ‬
‫شَيْ ٍء مِ ْنهَا َفهَ ْل َيرْجِ ُع بِهِ ؟ يُخَرّ ُ‬
‫ج عَلَى الْوَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫ص َفةِ‬
‫سدَتْ َفعََليْهِ َقضَاؤُهَا عَلَى ِ‬‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِدَي ُة وَالثّلَاثُونَ ) ‪ :‬مَ ْن شَ َرعَ فِي عِبَا َد ٍة تَ ْل َزمُ بِالشّرُوعِ ثُمّ فَ َ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬منْهَا‬‫ج عَلَى ذَلِ َ‬ ‫خرّ ُ‬
‫ص َفةِ َأوْ دُوَنهَا َويَتَ َ‬
‫ك ال ّ‬
‫ت وَا ِجَبةً فِي ال ّذ ّمةِ عَلَى تِلْ َ‬
‫الّتِي أَفْسَ َدهَا َسوَاءٌ كَانَ ْ‬
‫ب عََليْهِ َقضَاؤُهَا تَا ّمةً‬ ‫سدَتْ صَلَاُتهُ فَِإنّ ُه يَ ِ‬
‫ج ُ‬ ‫ف ُمقِيمٍ َو َف َ‬ ‫) إذَا صَلّى الْ ُمسَا ِفرُ خَلْ َ‬
‫‪137‬‬
‫سكَ ُه بِجِمَاعٍ وَ َجبَ َقضَا ُؤهُ وَالْإِ ْحرَا ُم مِ ْن َموْضِعِ إ ْحرَامِهِ َأوّلًا‬ ‫سدَ ُن ُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َأ ْحرَمَ ِمنْ بَ َل ِدهِ ُثمّ َأ ْف َ‬
‫ت َنصّ‬
‫سكِهِ ذَا َك ثُمّ َقضَاهُ فَِإنّهُ لَا َيلْ َزمُ ُه الْإِحْرَامُ إلّا مِ ْن الْمِيقَا ِ‬
‫ف مَا إذَا أُ ْحصِرَ فِي نُ ُ‬ ‫خلَا ِ‬
‫َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ بِ ِ‬
‫حصَرَ فِيهِ لَ ْم يَلْ َزمْ ُه إتْمَامُهُ ‪.‬‬
‫عََليْهِ َأْيضًا ِلأَنّ الْ ُم ْ‬
‫‪138‬‬
‫ص َفةً ِمنْ الْوَاجِبِ ُثمّ تَلِفَ فَِإنْ كَانَ‬
‫ي وَاْلأُضْحِّيةِ مَا هُوَ أَ ْزيَدُ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا عَّينَ عَمّا فِي ِذمّتِهِ ِمنْ اْلهَدْ ِ‬
‫تََلفُ ُه بَِتفْرِيطِهِ َفعََليْ ِه إبْدَالُهُ بِ ِمْثلِ ِه َوإِنْ كَانَ ِب َغيْ ِر َتفْرِيطٍ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪َ .‬حكَاهُمَا اْلقَاضِي فِي شَرْحِ الْمَ ْذهَبِ‬
‫ت ِب َغيْرِ‬
‫وَجَ َزمَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي ِبَأنّهُ لَا يَ ْل َزمُهُ أَكْثَرُ مِمّا كَانَ فِي ِذ ّمتِهِ ِلَأنّ ال ّزيَا َد َة وَ َجَبتْ ِبَتعْيِينِهِ وَقَدْ تَِلفَ ْ‬
‫سقَ َطتْ كَمَا َل ْو َعيّ َن هَ ْديًا تَ َط ّوعًا ثُ ّم تَلِفَ ‪.‬‬ ‫َتفْرِيطٍ فَ َ‬
‫‪139‬‬
‫ك الَْأيّامِ ؟ عَلَى‬ ‫س َدهُ َفهَ ْل يَ ْل َزمُهُ َقضَاؤُهُ فِي ِمثْلِ ِتلْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َنذْر اعِْتكَافًا فِي َش ْهرِ َرمَضَانَ ُثمّ َأفْ َ‬
‫وَ ْج َهيْنِ ‪َ .‬وظَاهِرُ َكلَامِ أَحْمَدَ لُزُومُ ُه َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ ابْنِ َأبِي مُوسَى ِلأَنّ فِي الِاعِْتكَافِ فِي هَذَا ال ّزمَنِ َفضِيَلةً‬
‫س َدهُ‬
‫حرَا ِم ُثمّ َأ ْف َ‬
‫جدِ الْ َ‬
‫لَا تُوجَدُ فِي غَيْ ِرهِ َفلَا يُجْزِئُ الْ َقضَاءُ فِي َغيْ ِرهِ كَمَا َلوْ َنذَ َر الِاعِْتكَافَ فِي الْ َمسْ ِ‬
‫شتَمِ ُل عَلَى نَذْ ِر اعِْتكَافِ َليَْل ِة اْلقَدْرِ َفَتعَيّنَ ِلَأنّ َغيْ َرهَا لَا يُسَاوِيهَا‬
‫فَِإنّهُ يََت َعيّ ُن الْ َقضَاءُ فِيهِ وَِلَأنّ نَذْرَ ا ْعتِكَافِ ِه يَ ْ‬
‫س َدهُ‬
‫شرَعَ فِي اعِْتكَا ِفهَا فِي أَ ّولِ اْل َعشْ ِر اْلأَوَا ِخ ِر ثُمّ َأ ْف َ‬
‫ش َرةِ َأيّامٍ َف َ‬
‫َوعَلَى هَذَا َفَنقُولُ َلوْ َنذَرَ اعِْتكَافَ َع َ‬
‫ع عَنْ نَذْ ِرهِ َفإِذَا أَفْسَ َدهُ َل ِزمَهُ َقضَاؤُ ُه عَلَى‬ ‫ف الْعَشْرِ لَ ِزمَ ُه بِالشّرُو ِ‬ ‫لَ ِزمَهُ َقضَا ُؤهُ فِي اْلعَشْ ِر مِنْ قَابِلٍ ِلأَ ّن اعِْتكَا َ‬
‫س َدهُ ‪.‬‬
‫ص َفةِ مَا أَفْ َ‬ ‫ِ‬
‫‪140‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنيَة وَالثّلَاثُونَ ) ‪َ :‬يصِ ّح ِعنْ َدنَا ا ْسِتثْنَا ُء َمْنفَ َع ِة اْلعَيْ ِن الْ ُمْنتَقِ ِل مِ ْل ُكهَا مِ ْن نَاقِِلهَا مُ ّد ًة َمعْلُو َمةً ‪,‬‬
‫ك مَسَائِلُ ِمْنهَا ‪ :‬الْمَبِي ُع إذَا اسْتَثْنَى الْبَائِعُ مَ ْن َفعََتهُ ُم ّدةً َمعْلُو َمةً َ‬
‫صحّ ‪ ,‬وَ ُح ِكيَ فِيهِ ِروَاَيةٌ‬ ‫ج عَلَى ذَلِ َ‬
‫خرّ ُ‬
‫َويَتَ َ‬
‫حةِ ‪.‬‬
‫أُخْرَى ِبعَ َد ِم الصّ ّ‬
‫‪141‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلوَقْفُ ‪َ ,‬يصِحّ َأنْ َيقِفَ وََيسْتَثِْن َي مَ ْنفَعََتهُ ُمدّةً َمعْلُو َمةً أَ ْو ُم ّدةَ حَيَاِتهِ ; ِلأَنّ َجهَاَلةَ الْ ُم ّدةِ ُهنَا لَا‬
‫سَبةِ إلَى مَ ْن َبعْ َدهُ ‪.‬‬ ‫ُتؤَثّرُ َفِإّنهَا لَا تَزِيدُ عَلَى َجهَاَلةِ مُ ّدةِ كُ ّل بَطْنٍ بِالنّ ْ‬
‫‪142‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلعِتْقُ ‪َ ,‬وَيصِحّ َأنْ ُيعِْتقَ عَ ْب َدهُ وََيسْتَثِْنيَ َن ْفعَ ُه ُم ّدةً َمعْلُو َمةً ‪َ ,‬ن ّ‬
‫ص عََليْهِ ِلحَدِيثِ َسفِيَنةَ ‪ ,‬وَكَذَا َلوْ‬
‫جعَ َل عِْت َقهَا صَدَاَقهَا ; ِلأَنّهُ ا ْستَْثنَى الِاْنتِفَاعَ‬
‫خرّجُ أَ ْن ُيعْتِقَ َأ َمتَهُ َويَ ْ‬
‫اسَْتْثنَى خِ ْد َمتَ ُه مُ ّدةَ َحيَاتِهِ ‪ ,‬وَعَلَى هَذَا يَتَ َ‬
‫ح وَ َجعَ َل اْل ِعتْقَ عِوَضًا َعنْهُ فَاْنعَقَدَ فِي آنٍ وَاحِدٍ ‪.‬‬ ‫بِاْلبُضْ ِع َويَمِْلكُ ُه ِب َعقْ ِد الّنكَا ِ‬
‫‪143‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا كَاتَبَ أَمََت ُه وَاسْتَثْنَى مَ ْن َف َعةَ اْلوَطْءِ فَِإنّ ُه َيصِ ّح عَلَى الْمَ ْذ َهبِ الْ َمنْصُوصِ ‪َ ,‬فِإنّهُ إنّمَا َنقَلَ‬
‫بِالْ ِكتَاَبةِ عَ ْن مِ ْلكِ ِه َمنَاِف َعهَا دُونَ رََقبَِتهَا ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫ص َوبِنَ ْف ِعهَا لِآ َخرَ مُطْ َلقًا أَ ْو ُم ّدةً َمعْلُو َمةً َأوْ نَ ْف ِعهَا‬
‫صيَ ِب َرقََبةِ عَ ْينٍ ِلشَخْ ٍ‬
‫صّيةُ َفَيصِحّ َأنْ يُو ِ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلوَ ِ‬
‫لِ ْلوَرََثةِ ‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْل ِهبَ ُة َيصِحّ َأنْ َيهََبهُ شَيْئًا َوَيسْتَثِْنيَ َن ْفعَ ُه ُم ّدةً َمعْلُو َمةً ‪َ ,‬وبِذَلِكَ أَجَابَ ال ّ‬
‫شيْخُ ُموَفّقُ الدّينِ َرحِمَهُ‬
‫اللّهُ ‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫ح ُة اسِْتْثنَاءِ الْ َمْن َف َعةِ فِيهَا ‪.‬‬
‫صّ‬ ‫س الْمَ ْذ َهبِ ِ‬ ‫ق وَالْخُ ْل ِع وَالصّلْحِ عَلَى مَالٍ ‪ ,‬وَِقيَا ُ‬ ‫صدَا ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ِ :‬عوَضُ ال ّ‬
‫‪147‬‬
‫جهَاَل ُة بِخِلَافِ‬
‫حكْ ِميّ هَ ْل ُهوَ كَالِا ْستِْثنَاءِ الّلفْ ِظيّ َأ ْم ُتغَْتفَرُ فِي ِه الْ َ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ وَالثّلَاثُونَ ) ‪ :‬الِا ْستِْثنَا ُء الْ ُ‬
‫س الْمَ ْذ َهبِ ‪ ,‬خِلَافًا لِ ْلقَاضِي ‪,‬‬ ‫حةُ ‪َ ,‬و ُهوَ ِقيَا ُ‬ ‫الّلفْ ِظيّ فِي ِه وَ ْجهَانِ ‪ ,‬وَالصّحِيحُ ِعنْدَ صَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي الصّ ّ‬
‫ح اسْتِثْنَا ُء الْحَ ْم ِل َلفْظًا َفهَ ْل َيصِحّ‬
‫حرّ َوقُلْنَا يَصِ ّ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ :‬مْنهَا ‪َ :‬لوْ بَا َعهُ َأ َمةً حَامِلًا بِ ُ‬
‫ج عَلَى ذَلِ َ‬
‫َويُخَرّ ُ‬
‫َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫سكْنَى الزّ ْو َجةُ الْ ُمعَْت ّدةُ ِمنْ الْ َوفَا ِة بِالْحَ ْملِ َفهَ ْل َيصِحّ ؟ قَالَ فِي‬
‫حقّ فِيهِ ال ّ‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ بَا َعهُ َعقَارًا َتسْتَ ِ‬
‫سوّ َدتِ ِه عَلَى‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّين فِي مُ َ‬ ‫ف مُ ّد ِة الَْأ ْشهُرِ ‪ ,‬وَقَالَ ال ّ‬‫خلَا ِ‬ ‫جهُوَل ٌة بِ ِ‬
‫حمْ ِل مَ ْ‬‫الْ ُمغْنِي لَا ‪ِ ,‬لَأنّ مُ ّدةَ الْ َ‬
‫حةُ الَْبيْعِ ‪َ ,‬وأَطَْلقَ ‪.‬‬‫صّ‬ ‫اْلهِدَاَيةِ ِقيَاسُ الْمَ ْذهَبِ ِ‬
‫‪149‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬بَيْ ُع الدّارِ الْ ُم َؤجّ َرةِ َتصِ ّح َو َسوَا ٌء عَلِ َم الْمُ ْ‬
‫شتَرِي بِالْإِجَا َرةِ َأوْ َل ْم َيعْلَمْ ‪َ .‬نصّ عََليْهِ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ‬
‫حمّدٍ ‪ .‬وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ الْ َميْمُونِيّ َلْيسَ لَهُ َأ ْن يَبِي َعهَا َحتّى ُيَبيّنَ ‪َ ,‬ف َق ْد يَكُونُ َمأْخَ ُذ ُه اشْتِرَا َ‬
‫ط‬ ‫َج ْعفَ ِر بْ ِن مُ َ‬
‫شبِهُ‬
‫سَتثْنَى مِنْ الْ َمنَافِعِ فِي اْل َعقْدِ ‪ ,‬وَقِيلَ ِلأَنّ اْلَبيْعَ الْ ُمطْلَ َق اْلَيتِي َم ِة الْ َمنَافِ َع َو ِهيَ الْآنَ مِلْكٌ ِلغَيْ ِرهِ َفيُ ْ‬
‫الْعِ ْل ِم بِالْمُ ْ‬
‫حةِ‬
‫ص ْف َقةِ ‪ ,‬وََلكِنّ أَحْمَدَ إنّمَا َأوْ َجبَ َبيَانَ ذَلِكَ ِلأَ ّن تَرْكَ ُه تَدْلِيسٌ َوَتغْرِيرٌ ‪ ,‬وَلَ ْم َيتَعَ ّرضْ لِلصّ ّ‬ ‫َتفْرِي َق ال ّ‬
‫س الْمَ ْذ َهبِ ‪ ,‬وَقَدْ ذَ َكرُوا َأنّهُ َلوْ ا ْشتَرَى‬ ‫وَالْبُطْلَانِ ‪َ ,‬و َسوَاءٌ عَِل َم بِ ِمقْدَا ِر مُ ّدةِ الْإِجَا َرةِ َأوْ لَ ْم َيعْلَمْ ‪ ,‬هَذَا ِقيَا ُ‬
‫خيَارُ ‪َ ,‬وعِلْمُ ُه ِبهَا ُيفْضِي إلَى‬ ‫حَتهَا دِ ّكةٌ فَِإ ْن عَلِ َم بِذَلِكَ َفلَا ِخيَارَ لَ ُه َوإِلّا َفلَ ُه الْ ِ‬‫صبْ َر ًة مِ ْن طَعَامٍ َفبَانَ تَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ُدخُولِهِ عَلَى َجهَاَل ِة ِمقْدَا ِر الصّبْ َرةِ ‪ ,‬وََل ْو اسَْتْثنَى بَِلفْظِهِ ذَلِكَ َل ْم َيصِحّ ‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫سَتثْنَاةً فِي هَذَا‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى َأمَةً ُمزَ ّوجَةً صَحّ ‪َ ,‬سوَاءٌ عَلِ َم بِذَلِكَ َأوْ لَ ْم َيعْلَ ْم َوَتقَ ُع َمنَافِ ُع الُْبضْ ِع مُ ْ‬
‫الْ َعقْدِ ُحكْمًا ‪ ,‬وََلوْ ا ْستَْثنَاهَا فِي اْل َعقْدِ َلفْظًا لَ ْم َيصِحّ ‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫جرًا ( وَ ) عَلَ ْيهِ ثَ َمرٌ ‪ ,‬أَوْ أَرْضًا فِيهَا َزرْعٌ ‪َ ,‬أوْ دَارًا فِيهَا َطعَامٌ كَثِيٌ َ‬
‫صحّ ‪َ ,‬ووَقَعَ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى شَ َ‬
‫جهُولٌ ‪ ,‬وََل ْو ا ْستَْثنَى‬‫ك مَ ْ‬ ‫ت بِهِ اْلعَا َدةُ وَذَلِ َ‬
‫ع وَال ّطعَامِ مُسَْتْثنًى إلَى َأوَا ِن َتفْرِيغِهِ عَلَى مَا َجرَ ْ‬ ‫َبقَاءُ الثّمَ ِر وَالزّ ْر ِ‬
‫بَِلفْظِهِ فِي مِثْ ِل هَ ِذ ِه الْمُ ّدةِ لَ ْم َيصِحّ ‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫ح ِرمًا َ‬
‫ص ّح َووَقَ َع مُ ّدةَ إحْرَامِهِ مُسَْتْثنًى مِ ْن اْلبَيْعِ ‪َ ,‬و َسوَاءٌ عَِل َم بِذَلِكَ َأوْ لَمْ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى َأمَ ًة وَعَ ْبدًا مُ ْ‬
‫سيْرِ ِلعَائِ ٍق‬
‫ضبِطُ لَا ِسيّمَا بِاْلعُمْ َرةِ قَ ْد َيقَ ُع الِْإبْطَاءُ فِي ال ّ‬ ‫َيعْلَمْ ‪َ ,‬نصّ عََليْهِ أَحْمَدُ ‪ ,‬مَعَ َأنّ مُ ّد َة الْإِحْرَامِ لَا َتنْ َ‬
‫ك َمعْلُو َمةٌ َفصَارَ كَا ْستِْثنَاءِ َظهْرِ الدّاّبةِ إلَى بَلَدٍ‬ ‫َأوْ َغيْ ِرهِ ‪َ ,‬لكِنْ قَ ْد ُيقَا ُل ‪ :‬إنّ الْمَسَاَف َة َمعْلُو َم ٌة َوأَ ْفعَالَ النّسُ ِ‬
‫ُمعَيّنٍ ‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫حقَاقُ َمنَافِ ِع اْل َعبْ ِد ِبعَقْدٍ لَا ِز ٍم يَ ْمنَ ُع مِ ْن َس َريَا ِن اْلعِتْقِ إَلْيهَا كَالِا ْستِْثنَاءِ فِي‬‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِبعَة وَالثّلَاثُونَ ) ‪ :‬ا ْستِ ْ‬
‫حكْ ِميّ أَ ْقوَى ‪ ,‬وَِلهَذَا َيصِ ّح َبيْ ُع اْلعَيْ ِن الْ ُمؤَجّ َرةِ وَاْلأَ َم ِة الْمُ َزوّ َج ِة ِعنْ َد مَنْ لَا‬ ‫الْ َعقْ ِد َوَأوْلَى ; ِلَأنّ الِاسِْتْثنَاءَ الْ ُ‬
‫سَتثْنِ ‪,‬‬
‫شيْخِ َتقِيّ الدّينِ فِي َقوْلِهِ ‪ :‬يَسْرِي اْل ِعتْقُ إَلْيهَا إنْ لَ ْم يَ ْ‬ ‫يَرَى ا ْستِْثنَاءَ الْ َمنَافِعِ فِي اْل َعقْدِ خِلَافًا لِل ّ‬
‫ت اْلأَ َمةُ الْ ُمزَ ّوجَةُ لَ ْم تَمْلِكْ مَْن َف َعةَ اْلُبضْ ِع الّتِي هِ َي َموْرِدُ‬
‫ع عَلَى هَذَا مَسَائِلُ ‪ِ :‬مْنهَا ‪ :‬إذَا عََتقَ ْ‬
‫َويََتفَ ّر ُ‬
‫حتَ نَاِقصٍ فَزَاَلتْ َكفَا َءتُ ُه بِذَلِكَ ‪َ ,‬أ ْو َتعَبّدًا‬ ‫حتَ اْل َعبْدِ ِلأَّنهَا كَ ُمَلتْ َت ْ‬ ‫خيَا ُر تَ ْ‬‫الّنكَاحِ ‪َ ,‬وِإنّمَا َيثُْبتُ َلهَا الْ ِ‬
‫ض َعهَا َفلَ ْم َيبْقَ ِلأَحَ ٍد عََلْيهَا مِلْكٌ َفصَارَ‬ ‫غَيْرَ َمعْقُو ِل الْ َم ْعنَى ‪َ ,‬ومَنْ قَا َل بِسِرَاَي ِة الْ ِعتْقِ قَالَ ‪َ :‬ق ْد مََل َكتْ ُب ْ‬
‫خيَارُ َلهَا فِي الْ ُمقَا ِم مَعَ ال ّزوْجِ َأ ْو ُمفَارَِقتِ ِه َسوَاءٌ كَانَ حُرّا َأ ْو عَبْدًا ‪َ ,‬وعَلَى هَذَا َل ْو اسَْتْثنَى َمْنفَ َع َة ُبضْ ِعهَا‬ ‫الْ ِ‬
‫خيَا َر َسوَاءٌ كَانَ َزوْ ُجهَا حُرّا َأوْ عَبْدًا ذَ َك َرهُ الشّيْخُ وَقَالَ ‪ :‬وَ ُه َو ُم ْقتَضَى‬ ‫ك الْ ِ‬
‫لِل ّزوْجِ صَ ّح وََل ْم تَمْلِ ْ‬
‫خ نِكَا ِحهَا َحيْثُ لَ ْم َيبْقَ لِل ّزوْجِ‬ ‫ض ِعهَا أَنّهُ لَا يَ ْل َزمُهُ مِنْ ُه اْنفِسَا ُ‬
‫الْمَ ْذ َهبِ ‪َ ,‬ويُ َر ّد عَلَى هَذَا اْل َقوْلِ بِ ِم ْل ِكهَا ُب ْ‬
‫خيَارِ َلهَا عَلَى‬ ‫ت الْ ِ‬ ‫ضهَا لَا يَلْ َز ُم ِمنْ ُه ُثبُو ُ‬
‫ك ‪ ,‬عَلَى َأنّ ُه يُ ْمكِنُ َأنْ ُيقَا َل ِعتْ ُق َبعْ ِ‬ ‫ك عََلْيهَا ‪ ,‬وَلَا قَائِ َل بِذَلِ َ‬
‫مِلْ ٌ‬
‫ح اْبتِدَاءً فَاْلحُ ّرّيةُ الطّا ِرَئةُ بِهِ َأوْلَى ‪.‬‬‫حقَاقَ َمْن َف َعتِهِ ِب َعقْ ِد الّنكَا ِ‬ ‫الْحُرّ ِلَأنّ حُ ّرّي َة اْلبُضْعِ لَا ُتنَافِي ا ْستِ ْ‬
‫‪154‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ أَ ّجرَ عَ ْب َدهُ ُم ّدةً ثُمّ أَعَْت َقهُ فِي َأثْنَاِئهَا لَمْ تَْنفَسِ ْخ الْإِجَا َر ُة عَلَى الْمَ ْذ َهبِ ‪َ ,‬و ِعنْدَ الشّيْخِ َتْنفَسِخُ‬
‫ك وَ ْجهًا َلنَا لَا ِبنَاءَ عَلَى السّرَاَيةِ بَ ْل عَلَى َزوَا ِل وِلَاَيةِ‬ ‫ستَْثِنَيهَا فِي اْلعِتْقِ ‪ ,‬وَ َخرّجَ صَا ِحبُ الْ ُمقْنِعِ ذَلِ َ‬ ‫إلّا أَ ْن يَ ْ‬
‫السّيّ ِد عَ ْن َعبْ ِدهِ ِب ِعْتقِهِ ‪َ ,‬فَيكُونُ كَمَا َلوْ أَجّ َر اْلوَِليّ الصِّب ّي مُ ّدةً ثُ ّم َبلَغَ فِي َأثْنَاِئهَا َفِإنّهُ َيْنفَسِخُ فِي َوجْهٍ ‪,‬‬
‫سيّدِ فَِإنّ ا ْستِْثنَا َء َمنَافِعِهِ‬
‫خلَافِ ال ّ‬
‫صبِ ّي ِببُلُوغِهِ َرشِيدًا ‪ ,‬بِ ِ‬ ‫ضعِيفٌ فَِإنّ اْلوَِليّ َتْنقَطِ ُع وِلَاَيتُهُ بِاْلكُّلّي ِة عَنْ ال ّ‬ ‫َوهَذَا َ‬
‫حكْ ِميّ أَ ْقوَى كَمَا َتقَ ّدمَ ‪.‬‬ ‫بِالشّرْطِ ‪ ,‬وَالِا ْستِْثنَا ُء الْ ُ‬
‫‪155‬‬
‫سرِ إلَى الْ َمنَافِعِ ‪.‬‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ أَعَْتقَ اْلوَ َرَثةُ اْلعَبْ َد الْمُوصَى بِمَنَا ِفعِهِ صَ ّح وَلَ ْم يَ ْ‬
‫‪156‬‬
‫سَببٍ آ َخ َر هَ ْل َيْنفَسِخُ اْل َعقْدُ‬ ‫ك اْلعَيْ َن بِ َ‬
‫الْقَاعِ َد ُة الْخَامِسَة وَالثّلَاثُونَ ) ‪ :‬مَ ْن مَلَكَ مَْن َف َعةَ َعيْ ٍن ِب َعقْ ٍد ثُ ّم مَلَ َ‬
‫ك بِ ِه الْ َمنْ َف َع َة عَقْدًا ُم َؤبّدًا ‪ ,‬فَِإنْ لَمْ‬ ‫الَْأوّلُ َأمْ لَا ؟ َه ُهنَا صُو َرتَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا ‪َ :‬أنْ يَكُونَ اْل َعقْ ُد الّذِي مَلَ َ‬
‫جتَ ِمعُ لَ ُه مِ ْل ُكهَا‬ ‫ضةٍ فَلَا َم ْعنَى لِاْنفِسَاخِهِ كَالْمُوصَى لَ ُه بِ َمنَافِ ِع الَْأ َمةِ إذَا ا ْشتَرَاهَا فَِإنّ ُه يَ ْ‬ ‫يَكُ ْن َعقَ َد ُمعَاوَ َ‬
‫ك اْلوَ َرَثةِ لِ َمنَافِ ِع اْل َعيْنِ‬
‫ضرَرَ فِي ذَلِكَ ‪َ ,‬ف ُهوَ كَمَا َلوْ كَا َن مِ ْلكُهُ لِلْ َمْن َف َعةِ ِب َغيْ ِر َعقْدٍ كَمِلْ ِ‬ ‫بِاْلعَقْ َديْ ِن وَلَا َ‬
‫ح انْفَسَ َخ بِ ِملْكِ الرَّقَبةِ ‪,‬‬ ‫ضةٍ َو ُهوَ الّنكَا ُ‬ ‫الْمُوصَى بِرََقَبِتهَا إذَا ا ْشتَ َر ْوهَا مِ ْن الْمُوصَى لَهُ ‪َ ,‬وِإنْ كَا َن َعقْ َد ُمعَاوَ َ‬
‫ك بِهِ‬‫ص بِ َمْن َف َعةِ اْلبُضْ ِع َويَ ْملِ ُ‬ ‫ختَ ّ‬ ‫ختََلفٌ فِي َموْ ِر ِدهِ هَ ْل ُه َو الْ َمنْ َف َعةُ َأوْ الِاْنِتفَاعِ ؟ َويَ ْ‬ ‫ف َومُ ْ‬ ‫ضعِي ٌ‬ ‫ِلأَنّهُ مِلْكٌ َ‬
‫ك الْ َقوِيّ ‪َ ,‬و ُهوَ ِملْكُ الرَّقَبةِ ‪ ,‬بَ ْل َينْدَفِ ُع بِ ِه وَلَا‬ ‫جتَمِ ُع مَ َع الْ ِملْ ِ‬ ‫ضةِ عََليْهِ فَلَا يَ ْ‬
‫ع بَِنفْسِهِ دُو َن الْ ُمعَاوَ َ‬ ‫الِاسْتِ ْمتَا َ‬
‫ف َيتَضَمّ ُن َعقْ ُد ُه عَلَى‬ ‫َنقُو ُل ‪ :‬إنّ ُه يَدْخُلُ مِ ْلكُهُ فِي مِلْكِ الرَّقَبةِ ; ِلَأنّ مَالِكَ الرَّقَبةِ لَ ْم َيكُ ْن مَاِلكًا لَهُ َف َكيْ َ‬
‫ج َهةٍ‬‫ك الُْبضْ َع { مِ ْلكًا } بِ ِ‬ ‫ج َه ٍة َومَلَ َ‬‫الرَّقَبةِ بِ ِم ْلكِهِ ‪ ,‬بَلْ نَقُولُ قَدْ ا ْجتَمَعَ لَ ُه مِلْكُ الرَّقَب ِة بِجَمِي ِع َمنَاِف ِعهَا بِ ِ‬
‫صحِيحٌ‬ ‫ضعِي َفةِ كُّلهَا لِ َمصِ ِيهِ مَاِلكًا لِ ْلجَمِي ِع مِ ْلكًا تَامّا َوهَذَا َ‬ ‫ج َهةِ ال ّ‬ ‫صيّاتُ الْ ِ‬ ‫ضعِي َفةٍ ‪َ ,‬فبَطََلتْ ُخصُو ِ‬ ‫أُخْرَى َ‬
‫ك الِاْنتِفَاعَ‬ ‫ك الِاْنِتفَاعَ بِاْلُبضْعِ دُونَ مَْن َف َعتِهِ ‪ ,‬وَلَا َأنّ ُه يَمْلِ ُ‬ ‫‪ ,‬فَِإنّهُ لَا يُ ْمكِ ُن َبعْدَ هَذَا الْمِلْكِ َأ ْن ُيقَالَ ‪ :‬إنّهُ يَ ْملِ ُ‬
‫ت َعقْدِ الّنكَاحِ كُّلهَا ‪ .‬وَالصّورَ ُة الثّاِنيَة ‪ :‬أَ ْن َيكُونَ‬ ‫صيّا ِ‬ ‫ضةِ عََليْهِ ‪َ ,‬فَت َعيّنَ إْلغَاءُ ُخصُو ِ‬ ‫بِهِ ِبَنفْسِهِ دُونَ الْ ُمعَاوَ َ‬
‫ك { اْل َعيْنَ } َبعْدَ ذَلِكَ َفهَ ْل َينْفَسِخُ ؟ فِيهِ‬ ‫الْ َعقْ ُد الْمَ ْملُوكُ بِ ِه الْ َمْنفَ َع ُة َغيْ َر ُم َؤبّدٍ كَالِْإجَا َرةِ ‪ ,‬فَإِذَا مَلَ َ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى الْ ُمسْتَ ْأ ِجرُ اْلعَ ْينَ الْ ُمسَْتأْ َج َرةَ ِمنْ ُمؤَ ّج ِرهَا َففِي‬
‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫ج تَ ْ‬
‫وَ ْجهَانِ ‪َ :‬وَينْدَ ِر ُ‬
‫ب وَ ُربَمَا ُح ِكيَ ِروَايَتَانِ ‪َ :‬أحَ ُدهُمَا ‪َ :‬يْنفَسِخُ ِلأَنّ ُه مَلَكَ الرَّقَب َة‬ ‫خ الْإِجَا َرةِ وَ ْجهَانِ َحكَاهُمَا اْلأَصْحَا ُ‬ ‫اْنفِسَا ِ‬
‫ك الْ َمْن َف َعةِ كَمَا َلوْ ا ْشتَرَى َز ْو َجتَهُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا َيْنفَسِخُ وَ ُهوَ الصّحِيحُ َوهُوَ ا ْخِتيَارُ الْقَاضِي وَابْنِ‬ ‫َفبَطَل مِلْ ُ‬
‫ك الْ ُمؤَجّرِ ‪ ,‬وَاْلَبيْ ُع َبعْدَ ذَلِكَ‬ ‫ت عَ ْن مِلْ ِ‬ ‫ج َه ِة الْإِجَا َر ِة وَ َخرَ َج ْ‬
‫َعقِيلٍ وَاْلأَ ْكثَرِينَ ; ِلَأنّ الْ َمنَافِ َع مِ ْل ُكهَا َأوّلًا بِ ِ‬
‫َيقَعُ عَلَى مَا يَ ْمِلكُهُ اْلبَائِعُ وَ ُه َو اْلعَيْ ُن الْمَسْلُوَب ُة النّفْعِ َفصَارَ كَمَا َلوْ ا ْشتَرَى اْل َعيْنَ الْمُوصَى بِ َمنَاِف ِعهَا مِنْ‬
‫اْلوَرََث ِة وَاسَْتأْجَ َر الْ َمنَافِ َع مِ ْن مَاِل ِكهَا فِي َعقْدٍ َأ ْو َعقْ َديْنِ ‪ ,‬فَِإنّ الْإِجَا َرةَ لَا َتْنفَسِ ُخ ِبغَيْرِ خِلَافٍ ‪ ,‬وَلَا ُمنَافَاةَ‬
‫ك النّكَاحِ ِلأَنّ ُه يَمْلِكُ‬ ‫ك هَاهُنَا أَ ْقوَى مِ ْن مِلْ ِ‬ ‫ت الَْبيْ ِع وَالْإِجَا َر ِة بِخِلَافِ الّنكَاحِ ‪َ ,‬وَأيْضًا فَالْ ِملْ ُ‬ ‫َبيْنَ ُثبُو ِ‬
‫ك بِ ِه عُمُومَ الْ َمنَافِعِ ‪ ,‬فَلَا َتْنفَسِ ُخ بِمِلْكِ الرَّقَبةِ ‪ ,‬فَِإنْ قِيلَ ‪َ :‬لوْ َل ْم َتنْفَسِخْ‬ ‫ضةَ ‪َ ,‬ويَمْلِ ُ‬ ‫الِاْنِتفَاعَ وَالْ ُمعَاوَ َ‬
‫ت الْ َمنَافِ ُع َبعْ َد انْ ِقضَا ِء مُ ّدِتهَا إلَى الْ ُمؤَجّرِ ِلَأنّهُ لَ ْم يَدْخُلْ فِي َعقْ ِد اْلبَيْعِ ‪َ ,‬وِإنّمَا ا ْستَأْجَ َرهَا مُ ّدةً‬ ‫الْإِجَا َرةُ َلعَادَ ْ‬
‫جوَابُ َأنّ اْلبَائِ َع بَاعَ مَا يَ ْمِلكُهُ مِ ْن اْل َعيْنِ‬ ‫ك الْ َمْنفَ َع َة مِ ْلكًا ُم َؤبّدًا ‪ ,‬فَاْل َ‬
‫خلَافِ ال ّزوْجِ ‪ِ ,‬لَأنّ ُه مَلَ َ‬ ‫ُمؤَقَّت ًة بِ ِ‬
‫ك اْلعَقْ َد عَلَى الْ َمنَافِ ِع اّلتِي تَلِي الْ َعقْ َد َواَّلتِي‬ ‫ح ّقهَا َبعْ َد اْنقِضَا ِء مُ ّد ِة الْإِجَا َرةِ ‪ ,‬فَِإنّهُ يَ ْملِ ُ‬‫َومَنَاِف َعهَا الّتِي يَسْتَ ِ‬
‫َتتَأَخّرُ عَنْ ُه بِالْإِجَا َر ِة ِعنْ َدنَا فَاْلَبيْع َأوْلَى ‪َ ,‬أمّا إنْ كَا َن الِاسِْتئْجَا ُر مِنْ غَيْ ِر اْلبَائِ ِع َوإِنْ كَانَ مَاِلكًا لِ ْل َمنَافِعِ‬
‫الْ ُم َؤبّدَةِ فَالْإِجَا َرةُ بَاِقَي ٌة َوَتعُودُ إلَيْ ِه َبعْ َد انْ ِقضَا ِء الْمُ ّدةِ ِب َغيْ ِر تَ َردّدٍ ‪ ,‬وََلوْ مَ َلكَ الْ ُمسَْت ْأ ِجرُ اْلعَيْ َن ِبهَِبةٍ َف ُهوَ‬
‫ب الْ َعيْ َن‬
‫سوّ َدتِ ِه عَلَى اْلهِدَاَيةِ ‪َ ,‬فَأمّا إ ْن َوهَ َ‬
‫جدُ الدّين فِي مُ َ‬ ‫شيْخُ مَ ْ‬ ‫ح بِهِ ال ّ‬ ‫كَمَا َل ْو مََل َكهَا بِشِرَاءٍ ‪ ,‬صَرّ َ‬
‫سَتعِيِ فَِإنّ ُه َتبْطُ ُل اْلعَا ِرّيةُ ‪َ ,‬وذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ; ِلَأنّهُ َعقْ ٌد َغيْرُ لَا ِزمٍ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪َ :‬لوْ‬
‫ستَعَا َر َة مِ ْن الْمُ ْ‬
‫الْمُ ْ‬
‫اسَْت ْأجَ َر دَارًا ِمنْ َأبِيهِ ُثمّ مَاتَ اْلَأبُ َووَ ِرثَهَا َفهَ ْل َتنْفَسِ ُخ الْإِجَا َرةُ ؟ فِي ِه وَ ْجهَانِ َأْيضًا وَخَرّ َجهُمَا صَا ِحبُ‬
‫سَتأْجِرِ ‪,‬‬ ‫شرَاءِ الْمُ ْ‬ ‫سأََل ِة الّتِي َقْبَلهَا ‪ ,‬وَالْمَ ْذهَبُ عِنْدَ اْلقَاضِي فِي الْخِلَافِ َأنّهُ لَا َينْفَسِخُ كَ ِ‬ ‫التّ ْلخِيصِ مِ ْن الْمَ ْ‬
‫ك ِمثْلُ ُه بِاْل ُعقُودِ‬‫ك مَا لَا ُيتَمَلّ ُ‬ ‫ي َي ْقَتضِي تَمَلّ َ‬ ‫ك بِالْإِرْثِ َقهْرِ ّ‬ ‫جرّدِ َيْنفَسِخُ ‪َ ,‬وَتوَجّهَ بَِأنّ الْ ِملْ َ‬ ‫وَقَالَ فِي الْمُ َ‬
‫ستَأْ َج ِرهَا َفَتْنفَسِ ُخ الْإِجَا َرةُ ‪َ ,‬وَأيْضًا َفقَ ْد َيْنبَنِي هَذَا عَلَى الْ َمنَافِعِ‬ ‫سَتأْجَ َر َة مِ ْن مُ ْ‬
‫ك بِ ِه الْ َمنَافِ َع الْمُ ْ‬
‫فَجَازَ أَ ْن يَمْلِ َ‬
‫سَتأْجِرِ فَِإنْ قُ ْلنَا بِذَلِكَ فَلَا َمعْنَى ِلحُدُوِثهَا‬ ‫ك الْمُ ْ‬ ‫ك الْ ُمؤَجّ ِر ثُ ّم َتْنَتقِلُ إلَى مِلْ ِ‬ ‫ث عَلَى ِملْ ِ‬ ‫حدُ ُ‬ ‫ستَأْ َج َرةِ هَ ْل تَ ْ‬
‫الْمُ ْ‬
‫ق َبقِّي ِة الْأُ ْج َرةِ ‪,‬‬‫حقَا ُ‬ ‫ث ِسوَاهُ ِلأَنّ فَائِ َد َة َبقَاءِ الْإِجَا َرةِ ا ْستِ ْ‬
‫عَلَى ِم ْلكِهِ وَانِْتقَاِلهَا إَليْهِ ‪ ,‬هَذَا إذَا كَانَ ثُ ّم وَارِ ٌ‬
‫ض عَلَى َنفْسِهِ إلّا أَ ْن َيكُو َن عَلَى َأبِيهِ َديْنٌ ِل َغيْ ِرهِ وََقدْ‬ ‫حقَاقِ ِه الْ ِع َو َ‬
‫ث ِسوَاهُ َفلَا َم ْعنَى لِا ْستِ ْ‬ ‫فَإِذَا لَ ْم َيكُ ِن وَارِ ٌ‬
‫شرْطِ قَ ْط ِعهِ ُثمّ‬
‫ت ُمفْلِسًا َبعْدَ أَنْ َأسَْلفَ ُه الْأُ ْج َرةَ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى طَ ْلعًا َلمْ ُي َؤبّرْ فِي ُرءُوسِ نَخْ َل ٍة ِب َ‬
‫مَا َ‬
‫خ اْلبَيْعِ فِي الطّلْعِ عَلَى مَا مَ ّر مِنْ الْوَ ْج َهيْنِ ِلَأنّهُ بِ َمنْزَِلةِ‬
‫ج اْنفِسَا ُ‬ ‫اشَْترَى أَصْ َلهُ فِي الْحَالِ ‪َ ,‬فهَ ْل َيتَ َ‬
‫خرّ ُ‬
‫الْ َمنْ َف َعةِ ِلتََبعِهِ فِي اْلَبيْعِ َأمْ لَا ; ِلأَنّ ُه َعيْنٌ مُسَْتقِّلةٌ ؟ فِيهِ َترَدّدٌ ‪ ,‬وَالْمَجْزُو ُم بِهِ فِي الْكَافِي َأنّهُ لَا َيْنفَسِ ُخ ِبغَيْرِ‬
‫خِلَافٍ ‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِدسَة وَالثّلَاثُونَ ) ‪ :‬مَ ْن ا ْستَأْ َج َر َعيْنًا مِمّنْ لَ ُه وِلَاَي ُة الْإِيَا ِر ثُمّ زَاَلتْ وِلَاَيتُهُ َقبْ َل اْن ِقضَاءِ الْمُ ّدةِ‬
‫ضةٍ ‪ ,‬فَِإنْ كَانَ وَكِيلًا‬
‫سمَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنْ َتكُونَ إجَا َرُتهُ إجَا َر ًة ِب ِولَاَيةٍ مَحْ َ‬
‫َفهَ ْل َتنْفَسِ ُخ الْإِجَا َرةُ ؟ هَذَا قِ ْ‬
‫ت اْلوِلَايَةُ إلَى َغيْ ِرهِ ‪ ,‬لَا َتْنفَسِخُ‬ ‫سَتقِلّا بِالتّصَرّفِ فَِإنْ اْنتَقََل ْ‬ ‫حضًا فَاْلكَلَامُ فِي ُموَكّلِهِ دُونَهُ ‪َ .‬وِإنْ كَانَ مُ ْ‬ ‫مَ ْ‬
‫ك الثّانِي َمقَا َم الَْأوّلِ ‪َ ,‬وِإنْ زَاَلتْ الْوِلَاَيةُ عَنْ‬ ‫الْإِجَا َرةُ ; ِلأَ ّن اْلوَلِ ّي الثّانِي يَقُو ُم َمقَا َم اْلأَوّلِ كَمَا َيقُو ُم الْمَالِ ُ‬
‫خ وَ ْجهَانِ‬ ‫صبِيّ َيبْلُ ُغ َبعْدَ إيَا ِرهِ َأوْ إيَا ِر َعقَا ِر ِه وَالْمُ ّدةُ بَاِقَيةٌ ‪َ ,‬ففِي الِاْنفِسَا ِ‬
‫الْ ُموَلّى عََليْ ِه بِالْكُّلّيةِ َك َ‬
‫َأ ْشهَ ُرهُمَا عَ َدمُهُ ‪َ ,‬و ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي َوأَصْحَابِهِ ِلأَنّهُ َتصَرّفَ لَ ُه َتصَرّفًا لَا ِزمًا َفلَا َتْنفَسِخُ بِبُلُوغِهِ كَمَا َلوْ‬
‫َزوّجَهُ َأ ْو بَاعَ َعقَا َرهُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬يْنفَسِخُ ‪ ,‬ذَ َك َرهُ فِي الْ ُم ْغنِي وَ ْجهًا ِلَأنّهُ أَجّ َر ُه مُ ّدةً لَا وِلَاَيةَ لَ ُه عََليْهِ فِيهَا‬
‫ق اْلَبيْعَ ِلَأنّ ُه َينْبَ ِرمُ فِي‬
‫بِالْكُّلّيةِ ‪َ ,‬فَأشْبَهَ إجَا َر َة الْبَطْنِ الَْأوّلِ لِ ْلوَقْفِ إذَا اْنقَ َرضَ َقبْ َل اْن ِقضَاءِ الْمُ ّدةِ ‪ ,‬وَفَا َر َ‬
‫ح َينْبَ ِر ُم مِنْ حِينِهِ ‪,‬‬ ‫خيَارِ َففِي ِه نَظَرٌ ‪ ,‬وَكَذَا الّنكَا ُ‬ ‫الْحَا ِل َوَتْنقَطِ ُع عََل َقتُهُ ‪َ .‬نعَمْ َلوْ كَانَ ُبلُوغُهُ فِي مُ ّدةِ الْ ِ‬
‫سَتقِ ّر الْمِلْكُ‬ ‫ف الْإِجَا َرةِ ; ِلَأنّ اْلأُجْ َر َة َتتَقَسّطُ فِيهَا عَلَى الْمُ ّد ِة وَلَا يَ ْ‬ ‫الْمَاتَمْ َر ِغيّ الْ َم ْهرُ فِيهِ بِالدّخُو ِل بِخِلَا ِ‬
‫شيْءِ ‪َ ,‬وذَكَرَ فِي الْ ُمغْنِي وَ ْجهًا آ َخرَ ‪َ :‬أنّهُ إنْ أَجّ َر ُه مُ ّد ًة َيعْلَ ُم بُلُوغَهُ‬ ‫فِيهَا إلّا بِا ْستِيفَا ِء الْ َمنَافِ ِع َشْيئًا َبعْدَ ال ّ‬
‫ح ِوهِ ‪ ,‬ذَ َك َرهُ صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ ‪.‬‬ ‫ص ْف َقةِ َونَ ْ‬
‫ج اْلبَاقِي عَلَى َتفْرِي ِق ال ّ‬ ‫خرّ ُ‬ ‫فِيهَا َق ْطعًا لَ ْم َيصِحّ فِي الزّائِدِ ‪َ ,‬ويُ َ‬
‫‪158‬‬
‫وَالْقِسْ ُم الثّانِي ‪َ :‬أنْ َتكُونَ إجَا َرُتهُ بِمِ ْلكٍ ُثمّ تَنَْت ِقلُ إلَى َغ ْي ِرهِ َو ُهوَ أَْنوَاعٌ ‪ :‬أَ َح ُدهَا ‪ :‬أَ ْن َتنَْتقِ َل َعنْهُ إلَى مَنْ‬
‫حتَ هَذَا إذَا أَجّ َر‬ ‫سَتوْلِي عََليْهِ ‪َ ,‬فتَْنفَسِ ُخ الْإِجَا َرةُ لِ ِم ْلكِهِ الْ َمنَافِ َع اْلبَاِقَيةَ ِمْنهَا ‪ ,‬وَدَ َخ َل تَ ْ‬ ‫ك بِاْل َقهْ ِر مَا يَ ْ‬‫يَمْلِ ُ‬
‫ح ْربِ ّي ثُ ّم اسَْتوْلَى عََليْ ِه الْمُسِْلمُونَ ‪َ ,‬أمّا إنْ‬ ‫مُسْلِ ٌم َشْيئًا ثُمّ ا ْسَتوْلَى عََليْ ِه الْ ُكفّارُ ‪َ ,‬وإِذَا أَجّرَ الْحَ ْرِبيّ َشْيئًا لِ َ‬
‫سلِمُونَ فَالِْإجَا َر ُة بَاِقَيةٌ ِلَأنّ الْ َمنَافِ َع مِلْكٌ لِ َم ْعصُومٍ فَلَا‬ ‫ح ْرِبيّ َشْيئًا ِلمُسْلِمٍ َأوْ ِذ ّميّ ثُ ّم ا ْسَتوْلَى عََليْهِ الْمُ ْ‬ ‫أَجّ َر الْ َ‬
‫ك َعنْهُ فَلَا اعْتِرَاضَ لَهُ‬ ‫تُمْلَكُ ‪َ .‬وثَانِيهَا ‪َ :‬أ ْن يَْنَتقِ َل الْمِلْكُ إلَى مَنْ خََلفَهُ فِي مَالِهِ َويَقُومُ َمقَامَ ُه َوَيتََلقّى الْمِلْ َ‬
‫شتَرِي وَالْ ُمّت ِهبِ وَالْمُوصَى لَ ُه بِاْلعَيْ ِن وَال ّزوْ َجةِ إذَا‬ ‫ث وَالْمُ ْ‬‫عَلَى ُعقُو ِد ِه بَ ْل ُهوَ ُمَنفّذٌ َلهَا وَذَلِكَ كَاْلوَارِ ِ‬
‫صلْحًا َأ ْو َغيْرَ ذَلِكَ ‪َ .‬وثَالُِثهَا ‪َ :‬أنْ َيكُو َن مُزَاحِمًا‬ ‫ت اْل َعيْنَ صَدَاقًا ‪َ ,‬أوْ أَ َخ َذهُ ِمْنهَا ِعوَضًا عَنْ خُ ْلعٍ َأوْ ُ‬ ‫أَخَذَ ْ‬
‫حقَاقِهِ‬ ‫ك عَمّ ْن تََلقّا ُه الَْأوّلُ ‪َ ,‬لكِنْ لَا َحقّ لَهُ فِي اْل َعيْنِ إلّا بَعْ َد اْنِتهَاءِ ا ْستِ ْ‬ ‫ق َومُتََل ّقيًا لِ ْلمِلْ ِ‬
‫حقَا ِ‬ ‫لِ ْلَأوّلِ فِي الِا ْستِ ْ‬
‫ض وَالْإِجَا َرةُ قَائِ َمةٌ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪:‬‬ ‫كَاْلبَطْ ِن الثّانِي مِنْ َأهْ ِل اْلوَقْفِ إذَا أَجّ َر اْلبَطْ َن اْلأَوّ َل ثُ ّم اْنقَ َر َ‬
‫س الْمَ ْذ َهبِ أَنّهُ لَا َتْنفَسِخُ ; ِلأَ ّن الثّانِي لَا حَقّ لَهُ فِي اْلعَيْنِ إلّا‬ ‫َوهُ َو مَا قَا َل اْلقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ ‪َ :‬أنّهُ ِقيَا ُ‬
‫َبعْ َدهُ َف ُهوَ كَاْلوَارِثِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬و ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ الصّحِيحُ َوبِهِ جَ َزمَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪ ,‬وَقَالَ ‪ :‬إنّهُ ظَاهِرُ‬
‫ق بْ ِن شَاقِلَا ‪ ,‬وَا ْختَا َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ َوغَيْ ُرهُ ‪َ :‬أنّهُ‬ ‫سيْنِ وَ َح َكيَاهُ عَنْ َأبِي ِإسْحَا َ‬ ‫كَلَامِ أَحْمَدَ وَاْبنِهِ َأبِي الْحُ َ‬
‫ح ّق الْ َعيْ َن بِجَمِي ِع َمنَاِف ِعهَا تََل ّقيًا عَ ْن اْلوَاقِفِ بِاْنقِرَاضِ الطَّب َق ِة الْأُولَى َفلَا حَقّ‬ ‫ستَ ِ‬‫َينْفَسِخُ ; ِلَأنّ ال ّطبَ َق َة الثّاِنيَة تَ ْ‬
‫خ َريْهِ عَنْ ُموَ ّرِثهِمْ إلّا مَا َخّلفَهُ فِي مِ ْلكِ ِه مِ ْن اْلأَ ْموَالِ‬ ‫ف اْلوَ َرَثةِ فَِإّنهُمْ لَا َمنْ َ‬
‫خلَا ِ‬ ‫ضهِمْ ‪ ,‬بِ ِ‬ ‫لِ ْلأُولَى فِي ِه َبعْدَ اْنقِرَا ِ‬
‫ك ُت ْقضَى ُديُونُهُ‬ ‫ف هَ ِذهِ الْ َمنَافِعَ ‪َ ,‬وحَ ّق الْمَالِكِ لَ ْم َيْنقَطِ ْع عَ ْن مِيَاثِ ِه بِالْكُّلّي ِة بَ ْل آثَا ُر ُه بَاِقيَ ٌة وَلِذَلِ َ‬ ‫وَلَ ْم يَخُْل ْ‬
‫ض عََليْهِ فِي َتصَرّفَاتِهِ‬ ‫َوتَُنفّ ُذ وَصَايَاهُ مِنْ الشّرِ َكةِ َو ِهيَ ِم ْلكُهُ عَلَى َقوْلِهِ إلَى َأنْ ُت ْقضَى ُديُونُهُ ‪َ ,‬ف َكيْفَ يَعْ ِر ُ‬
‫صيّ ِة بِ ِه َوبِمَا تَحْ ِملُ‬‫ف َعقَا ِرهِ وَاْلوَ ِ‬ ‫ك الّتصَرّفَ فِي مَالِ ِه عَلَى الّتأْيِي ِد ِبوَقْ ِ‬ ‫ِبنَفْسِهِ ‪َ ,‬وَأيْضًا َف ُهوَ كَانَ يَ ْملِ ُ‬
‫خلَافِهِ فِي ذَلِكَ كُلّهِ ‪َ .‬وخَرّجَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي وَ ْجهًا آ َخ َر ِببُطْلَانِ اْل َعقْدِ‬ ‫شَجَ َرتُهُ َأبَدًا ‪ ,‬وَالْ َموْقُوفُ عََليْ ِه بِ ِ‬
‫ت ُمقَسّ َط ًة عَلَى َأ ْشهُ ِر مُ ّد ِة الْإِجَا َرةِ َأوْ‬ ‫صفْ َقةِ كَمَا َسبَقَ ‪َ ,‬لكِ ّن الْأُ ْج َرةَ إنْ كَانَ ْ‬ ‫مِنْ أَصْلِ ِه ِبنَا ًء عَلَى َتفْرِي ِق ال ّ‬
‫ضهَا ‪َ ,‬وإِنْ لَ ْم َتكُ ْن ُمقَسّ َطةً‬ ‫ص َفقَاتٌ ُمَتعَدّ َدٌة عَلَى أَصَحّ اْلوَ ْجهَيْنِ َفلَا َتبْطُلُ جَمِيعًا ِببُطْلَا ِن َبعْ ِ‬ ‫َأعْوَا ِمهَا َف ِهيَ َ‬
‫ضيَ‬ ‫ف الْمَذْكُورُ ‪ .‬وَاعْلَمْ َأنّ فِي ُثبُوتِ اْلوَجْ ِه اْلأَوّ ِل نَ َظرًا ; ِلأَنّ اْلقَا ِ‬ ‫خلَا ُ‬ ‫ص ْف َق ٌة وَاحِ َدةٌ َفيَطّرِدُ فِيهَا الْ ِ‬ ‫َف ِهيَ َ‬
‫شرُوطًا َوهَذَا مَحَ ّل تَ َردّدٍ ‪ ,‬أَ ْعنِي ‪ :‬إذَا أَجّرَ‬ ‫ف عََليْهِ ِلكَ ْونِ النّظَرِ لَ ُه مَ ْ‬ ‫إنّمَا فَرَضَهُ فِيمَا إذَا أَجّ َر الْ َموْقُو َ‬
‫ح ُق بِالنّاظِ ِر اْلعَامّ َفلَا َيْنفَسِخُ بِ َم ْوتِهِ الْإِجَارَاتُ َأمْ لَا ؟ فَِإ ّن مِنْ أَصْحَاِبنَا‬ ‫شرُوطِ لَ ُه هَ ْل يَلْ َ‬ ‫بِ ُم ْقتَضَى النّظَ ِر الْمَ ْ‬
‫الْ ُمتَأَخّرِي َن مَنْ أَلْحَق ُه بِالنّاظِ ِر اْلعَامّ فِي ذَلِكَ ‪َ ,‬وهَكَذَا ُحكْ ُم الْ ُمقْطِعِ إذَا أَجّرَ أَقْطَاعَهُ ثُمّ اْنَتقََلتْ َعنْهُ إلَى‬
‫سبْقِ‬ ‫حقَاقِ التَّلقّي عَمّ ْن تََلقّى َعنْهُ اْلَأوّ ُل بِ َ‬ ‫غَيْ ِر ِه بِإِقْطَاعِ أَحَدٍ ‪ .‬وَرَاِب ُعهَا ‪َ :‬أنْ َيكُو َن مُزَاحِمًا ِل ْلَأوّلِ فِي ا ْستِ ْ‬
‫ح ِة َتصَرّفَاتِ ِه بِالْإِجَا َرةِ َأوْ َغيْ ِرهَا ‪,‬‬ ‫شفُوعِ إذَا أَجّرَ ‪ ,‬وَقُ ْلنَا ِبصِ ّ‬ ‫ش ْقصِ الْمَ ْ‬ ‫شتَرِي لِل ّ‬ ‫َحقّ ِه َوَتقْدِيِ ِه عََليْ ِه َو ُهوَ الْمُ ْ‬
‫شفِي ُع وَفِي ِه ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ ‪ :‬أَحَ ُدهَا ‪َ :‬و ُهوَ مَا ذَكَ َرهُ صَا ِحبُ الْ ُمقْنِعِ لَا َتْنفَسِ ُخ الْإِجَا َرةُ ‪ِ ,‬لأَ ّن مِلْكَ‬ ‫ثُ ّم انْتَ َزعَهُ ال ّ‬
‫حقّ اْنتِزَاعَ اْل َعيْ ِن وَالْ َمنْ َف َعةِ ‪ ,‬فَإِذَا فَاتَ‬ ‫ستَ ِ‬
‫شفِي ُع الْأُ ْج َرةَ مِ ْن َي ْومِ أَخْ ِذهِ ; ِلَأنّهُ يَ ْ‬‫ستَحِقّ ال ّ‬ ‫الْ ُمؤَجّ ِر ثَاِبتٌ ‪َ ,‬ويَ ْ‬
‫أَحَ ُدهُمَا َرجَعَ إلَى بَدَلِهِ وَ ُه َو الْأُ ْج َرةُ هَا ُهنَا ‪ ,‬كَمَا َنقُولُ فِي اْلوَقْفِ إذَا انَْتقَلَ إلَى اْلبَطْ ِن الثّانِي وََل ْم تَْنفَسِخْ‬
‫ك َنصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َج ْعفَ ِر بْ ِن مُحَمّدٍ عَلَى‬ ‫حقّونَ الْأُجْ َر َة مِ ْن َي ْومِ الِاْنِتقَالِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫إجَا َرتُ ُه إّنهُمْ يَسْتَ ِ‬
‫ي اْلبَيْعِ ‪َ ,‬و ُهوَ مُشْكِلٌ ; ِلأَنّ‬ ‫ستَحِ ّق اْلأُجْ َر َة مِنْ ِح ِ‬ ‫شتَرِي يَ ْ‬ ‫ِمثْلِ ذَلِكَ فِي بَيْ ِع اْل َعيْ ِن الْ ُمؤَجّ َرةِ ‪َ ,‬وأَ ّن الْمُ ْ‬
‫ب َعنْ ُه بَِأ ّن الْبَائِ َع يَمْلِكُ‬‫الْ َمنَافِعَ فِي مُ ّد ِة الْإِجَا َر ِة َغيْ ُر مَمْلُو َكةٍ لِ ْلبَائِعِ َفلَا يَدْخُلُ فِي َعقْ ِد اْلبَيْعِ ‪َ ,‬ويُجَا ُ‬
‫سَتثْنِ‬ ‫ع اْلعَيْ َن وَلَ ْم يَ ْ‬ ‫سَتقِ ّر َبعْدُ ‪ ,‬وََلوْ اْنفَسَ َخ اْلعَقْدُ َلرَ َج َعتْ الْ َمنَافِعُ إلَيْهِ ‪ ,‬فَِإذَا بَا َ‬ ‫ضهَا َو ُهوَ الْأُجْ َر ُة وَلَ ْم يَ ْ‬ ‫ِعوَ َ‬
‫شتَرِي َمقَامَ‬ ‫شمُو ِل الَْبيْعِ لِ ْل َعيْ ِن َو َمنَاِفعِهَا ‪َ ,‬فَيقُومُ الْمُ ْ‬ ‫حقّا لَهُ لِ ُ‬
‫ستَ َ‬ ‫ضهَا مُ ْ‬ ‫ك الْ َمنَافِ ُع وَلَا ِعوَ ُ‬ ‫َشيْئًا لَ ْم َتكُ ْن تِلْ َ‬
‫ض الْ َمنَافِ ِع مَ َع َبقَاءِ الْإِجَا َرةِ ‪ ,‬وَفِي ُرجُوعِهَا إَليْهِ َمعَ‬ ‫حقَاقُهُ عِ َو َ‬ ‫حقّهُ ِمْنهَا َو ُهوَ ا ْستِ ْ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫الْبَائِعِ فِيمَا كَا َن يَ ْ‬
‫الِاْنفِسَاخ ‪َ ,‬وهَذَا ُهوَ أَ َح ُد اْلوَ ْج َهيْنِ ِل ْلأَصْحَابِ ‪َ ,‬و ُهوَ ِمثَا ُل َنصّ أَحْمَدَ الْمَذْكُورُ َأوّلًا ‪َ ,‬ومَا ذَكَ ْرنَا َقبْلَ‬
‫ك مِنْ رُجُوعِ الْ َمنَافِعِ إلَى اْلبَائِ ِع ِعنْ َد الِانْفِسَاخِ هُ َو الّذِي ذَكَ َرهُ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنّ ُه َتنْفَسِخُ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫حرّرِ ‪ ,‬لِمَا ُق ْلنَا مِنْ ثُبُوتِ َحقّهِ فِي الْ َعيْ ِن وَالْ َمنْ َف َعةِ ‪َ ,‬فيَمْلِكُ‬ ‫الْإِجَا َر ُة بِأَ ْخ ِذهِ ‪َ ,‬و ُه َو الْمَجْزُو ُم بِهِ فِي الْمُ َ‬
‫اْنتِزَاعَ كُ ّل ِمنْهُمَا ِممّ ْن ُهوَ فِي يَ ِدهِ ‪ ,‬وَفَا َرقَ إجَا َر َة اْلوَقْفِ عَلَى وَجْهٍ ‪ِ ,‬لَأ ّن الْبَطْن الثّانِي لَا َحقّ َلهُمْ َقبْلَ‬
‫سبْقِ َحقّهِ ‪ ,‬وَِلهَذَا ُق ْلنَا عَلَى‬ ‫شتَرِي َفَيْنفَسِ ُخ ِبأَخْ ِذهِ لِ َ‬ ‫شفِي ِع ثَاِبتٌ َقبْلَ إيَا ِر الْمُ ْ‬ ‫ض الَْأوّلِ ‪َ ,‬و ُهنَا حَقّ ال ّ‬ ‫اْنقِرَا ِ‬
‫خيَا ِر مُرَاعَى ‪ ,‬فَِإنْ فَسَ َخ اْلبَائِ ُع بَطَل ‪َ ,‬وَأيْضًا َفَلوْ َل ْم َتنْفَسِ ْخ الْإِجَا َرةُ‬ ‫شتَرِي فِي مُ ّد ِة الْ ِ‬ ‫ف الْمُ ْ‬ ‫ِروَايَ ٍة إنّ َتصَرّ َ‬
‫ضمَانُ َحيْلُوَلةٍ ‪ ,‬كَمَا قُ ْلنَا فِي أَحَدِ‬ ‫شتَرِي ِبأُجْ َر ِة الْ ِمثْلِ لَا بِالْمُسَمّى ِلَأنّهُ َ‬ ‫َلوَ َجبَ ضَمَانُ الْ َمنَافِعِ عَلَى الْمُ ْ‬
‫ستَأْ َجرَ لَ ِزمَهُ ضَمَانُ قِي َم ِة َمنَاِفعِهِ فِيمَا بَ ِق َي مِ ْن الْمُ ّدةِ ‪ .‬وَالثّاِلثُ ‪َ :‬أنّ الشّفِيعَ‬ ‫اْلوَ ْجهَيْنِ إذَا َأ ْعتَقَ َعبْ َد ُه الْمُ ْ‬
‫سأََلةِ الِْإعَا َرةِ َو ُهوَ‬ ‫خيَا ِر َبيْنَ أَ ْن َيفْسَ َخ الْإِجَا َرةَ َأوْ َيتْرُ َكهَا ‪َ ,‬و ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فِي مَ ْ‬ ‫بِالْ ِ‬
‫خيّرًا بَيْ َن اْلأَخْ ِذ مِمّنْ‬ ‫شفِيعُ ُم َ‬ ‫ضهَا كَانَ ال ّ‬ ‫شتَرِي الْ َعيْنَ َأوْ بَ ْع َ‬ ‫أَ ْظهَرُ ‪ ,‬فَِإنّ الْإِجَا َرةَ َبيْ ُع الْ َمنَافِعِ ‪ ,‬وََل ْو بَاعَ الْمُ ْ‬
‫ك الْ ُمؤَجّ ِر َويَعُودَ إلَى مَ ْن انَْتقَلَ‬ ‫سهَا ‪َ :‬أنْ َيْنفَسِ َخ مِلْ ُ‬ ‫شتَرِي ‪ .‬وَخَامِ ُ‬ ‫ُهوَ فِي يَ ِدهِ َوبَيْ َن اْلفَسْخِ ِليَأْ ُخ َذ مِ ْن الْمُ ْ‬
‫ف مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ َأ ّن الْإِجَا َرةَ لَا تَْنفَسِ ُخ بِذَلِكَ ; ِلَأنّ فَسْ َخ اْل َعقْدِ لَهُ مِنْ حِينِهِ لَا‬ ‫الْمِلْكُ إَليْهِ ِمنْهُ ‪ ,‬فَالْ َم ْعرُو ُ‬
‫شتَرِي ثُمّ َر ّدهَا بِ َعْيبٍ ‪ِ ,‬بنَاءً َأنّ‬ ‫حهَا الْمُ ْ‬ ‫خ النّكَاحِ َلوْ َأْنكَ َ‬ ‫صرّحَ َأبُو بَكْرٍ فِي الّتنْبِيهِ بِاْنفِسَا ِ‬ ‫مِنْ أَصْلِهِ ‪ .‬وَ َ‬
‫صلِهِ ‪ .‬وَقَالَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِخلَاَفْيهِمَا ‪ :‬اْلفَسْخُ بِاْل َعْيبِ رَ ْفعٌ لِ ْل َعقْ ِد مِنْ‬ ‫الْفَسْخَ رَفْعٌ لِ ْل َعقْ ِد مِنْ أَ ْ‬
‫خيَا َر يَ ْمنَعُ اللّزُومَ بِاْلكُّلّيةِ ‪ ,‬وَِلهَذَا يُ ْمنَ ُع َمعَ ُه مِنْ‬ ‫صلِهِ ; ِلأَ ّن الْ ِ‬‫خيَارِ رَفْعٌ لِ ْل َعقْ ِد مِنْ أَ ْ‬ ‫حِينِهِ ‪ ,‬وَاْلفَسْ ُخ بِالْ ِ‬
‫ف اْلعَْيبِ ‪.‬‬ ‫خلَا ِ‬ ‫الّتصَرّفِ فِي الْ َمبِيعِ َوثَ َمنِهِ بِ ِ‬
‫‪159‬‬
‫ضهَا عَلَى َب ْعضٍ ‪َ ,‬وتَدَاخُلِ َأ ْحكَا ِمهَا‬
‫ختَِل َفةِ َب ْع ِ‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِبعَة وَالثّلَاثُونَ ) ‪ :‬فِي َتوَا ُر ِد اْلعُقُو ِد الْ ُم ْ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا ‪ :‬إذَا َرهََنهُ شَيْئًا ثُمّ َأذِنَ َل ُه فِي الِانِْتفَاعِ ِبهِ ‪َ ,‬فهَ ْل َيصِيُ عَا ِرّيةً حَاَل َة الِاْنتِفَاعِ‬
‫حَتهَا ُ‬
‫ج تَ ْ‬
‫َوتَنْدَ ِر ُ‬
‫َأمْ لَا ؟ قَالَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪ ,‬وَابْ ُن عَقِيلٍ فِي نَ َظ ِريّاتِهِ ‪ ,‬وَصَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي وَالتّلْخِيصِ ‪َ :‬يصِيُ مَضْمُونًا‬
‫ضمَانِهِ ا ْحتِمَاَليْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪:‬‬ ‫بِالِانِْتفَاعِ ِلَأنّ ذَلِكَ َحقِي َقةُ الْعَا ِرّيةِ ‪َ ,‬وَأوْرَدَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي نَ َظ ِريّاتِهِ فِي وَ ْقتِ َ‬
‫ع وَالثّانِي ‪َ :‬يصِ ُي َمضْمُونًا بِ ُمجَرّ ِد الْ َقْبضِ إذَا َقَبضَ ُه عَلَى هَذَا الشّرْطِ ‪,‬‬ ‫َأنّهُ لَا َيصِيُ مَضْمُونًا بِدُونِ الِاْنِتفَا ِ‬
‫سكًا لِ ْل َعيْنِ لِ َمْن َفعَ ِة َنفْسِهِ مُْنفَ ِردًا بِهِ ‪َ ,‬وهَ ْل يَزُولُ ُلزُومُهُ َأمْ لَا ؟ يَْنَبنِي عَلَى أَ ّن إعَا َرةَ الرّاهِنِ‬‫ِلأَنّهُ صَا َر مُمْ ِ‬
‫بِإِ ْذنِ الْمُ ْرَتهِ ِن هَ ْل يُزِيلُ لُزُومَ ال ّرهْنِ َأمْ لَا ؟ وَفِي ِه طَرِيقَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا ‪َ :‬أنّهُ عَلَى ِروَاَيتَيْ ِن َو ِهيَ طَرِي َقةُ‬
‫ف َغيْ ِرهِ َو ِهيَ طَرِي َقةُ الْ ُمغْنِي ‪ .‬وَقَالَ صَا ِحبُ‬ ‫خلَا ِ‬‫حرّرِ ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪ :‬إنْ أَعَا َر ُه الْمُ ْرَتهِنُ لَ ْم َيزُلْ اللّزُو ُم بِ ِ‬ ‫الْمُ َ‬
‫ح اْلهِدَاَيةِ ‪ :‬ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ َأنّهُ لَا َيصِيُ مَضْمُونًا بِحَالٍ َويَشْهَدُ لَهُ َقوْلُ َأبِي َبكْرٍ فِي‬ ‫حرّرِ فِي شَ ْر ِ‬‫الْمُ َ‬
‫ط َمْن َف َعةِ ال ّرهْ ِن بَاطِ ٌل َو ُهوَ َرهْ ٌن بِحَالِهِ ‪.‬‬ ‫خِلَافِهِ ‪ :‬شَرْ ُ‬
‫‪160‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا أَ ْودَ َعهُ شَيْئًا ثُمّ َأذِنَ َل ُه فِي الِانِْتفَاعِ ِبهِ ‪َ ,‬فقَالَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَابْ ُن عَقِيلٍ فِي نَ َظ ِريّاتِهِ‬
‫وَصَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ ‪َ :‬يصِيُ مَضْمُونًا حَاَل َة الِاْنتِفَاعِ لِ َمصِ ِيهِ عَا ِرّيةً حِيَنئِذٍ قَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ ‪ :‬وَلَا َيضْمَ ُن‬
‫سكْهُ لِ َمْن َف َع ِة َنفْسِهِ ُمْنفَرِدًا بَلْ لِ َمْن َف َعتِهِ َو َمْنفَ َع ِة مَاِلكِهِ ‪ِ ,‬بخِلَافِ ال ّرهْنِ‬‫بِاْلقَْبضِ َقبْلَ الِاْنِتفَاعِ هَا ُهنَا ِلأَنّهُ لَمْ يُمْ ِ‬
‫‪َ .‬ومِ ْن الْ ُمتَأَخّرِي َن مَنْ قَا َل ‪ :‬ظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ َأنّهُ لَا َيصِ ُي َمضْمُونًا َأْيضًا كَال ّرهْنِ ‪ ,‬وََف ّرقَ صَا ِحبُ‬
‫خرّجُ فِيهَا‬ ‫ع ُمؤَّقَتةً َفيُ َ‬
‫جوَازِ إلّا أَ ْن َيكُو َن مُ ّدةَ الِاْنِتفَا ِ‬ ‫ف هَا ُهنَا َبيْ َن اْل َعقْ َديْنِ فِي الْ َ‬ ‫حرّرِ َبيَْنهُمَا ‪ ,‬وَلَا ا ْختِلَا َ‬ ‫الْمُ َ‬
‫وَجْ ٌه بِاللّزُومِ مِنْ ِروَاَيةِ لُزُو ِم الْعَا ِرّي ِة الْ ُمؤَّقَتةِ ‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫ص ّح َنصّ عََليْهِ ‪َ ,‬وَنقَلَ ابْ ُن الْ ُمنْذِرِ الِاّتفَاقَ عََليْ ِه َويَكُونُ َمضْمُونًا عَلَى‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا أَعَا َرهُ شَيْئًا لَِيرْهََنهُ َ‬
‫ب ‪ُ :‬هوَ لَا ِز ٌم بِالنّسَْبةِ‬ ‫سَتعِيٌ َوَأمَاَنةٌ ِعنْ َد الْمُ ْرَتهِ ِن عََليْهِ ‪َ ,‬وَأمّا اللّزُو ُم َوعَ َدمُهُ َفقَا َل اْلأَصْحَا ُ‬
‫الرّاهِنِ ; ِلأَنّهُ مُ ْ‬
‫ك الْمُطَاَلَبةُ كَاْلأَ ْشنَانِ ‪ ,‬فَِإذَا اْنفَكّ زَالَ اللّزُومُ َفيَرْ ِجعُ فِيهِ الْمِلْكُ ‪,‬‬ ‫إلَى الرّاهِنِ وَالْمَالِكِ ‪َ ,‬لكِنْ ِللْمَالِ ِ‬
‫ك الْمُطَاَلَبةَ َقبْ َل اْلأَجَ ِل َوتَكُونُ اْلعَا ِرّيةُ‬‫ك الْمَالِ ُ‬ ‫شكَلَ ذَلِكَ الْحَا ِرِثيّ وَقَالَ ‪ :‬إمّا َأنْ يَكُونَ لَا ِزمًا َفلَا يَمْلِ ُ‬ ‫وَا ْستَ ْ‬
‫شبٍ‬ ‫هُنَا لَا ِز َمةً ِلَتعَلّقِ حَ ّق اْلغَيْ ِر َو ُحصُولِ الضّرَ ِر بِالرّجُوعِ كَمَا فِي الْعَا ِرّيةِ َكبِنَاءِ حَائِطٍ َووَضْعِ خَ َ‬
‫ك انْتِزَاعُهُ مِنْ يَ ِد الْمُ ْرَتهِنِ‬
‫َوشََب ِههِمَا اْنتَهَى ‪ .‬وَصَرّحَ َأبُو الْخَطّاب فِي اْنتِصَا ِرهِ ِبعَ َدمِ ُلزُومِهِ فَِإنّ لِ ْلمَالِ ِ‬
‫َفَيبْطُلُ ال ّرهْنُ ‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫سقُطُ‬
‫حتُ ُه َويَ ْ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ أَعَا َرهُ شَيْئًا ثُمّ َرهََنهُ عِ ْن َدهُ ‪َ .‬فقَالَ َأبُو اْلبَرَكَاتِ فِي الشّرْحِ ‪ِ :‬قيَا ُ‬
‫س الْمَ ْذ َهبِ صِ ّ‬
‫ضَمَا ُن اْلعَا ِريّةِ ِلَأّنهَا َليْسَتْ لَا ِز َمةً ‪َ ,‬و َعقْ ُد هَ ِذهِ اْلَأمَاَنةِ لَا ِزمٌ ‪ ,‬ثُمّ أَخَ َذ ُه مِنْ كَلَامِ الِْإمَامِ أَحْ َمدَ فِي وُرُودِ‬
‫سأََلةِ مَا فِي تِلْكَ ‪.‬‬ ‫َعقْدِ الِْإعَا َر ِة عَلَى الرّاهِنِ كَمَا َسبَقَ ‪َ ,‬وَيتَخَرّجُ فِي هَ ِذ ِه الْمَ ْ‬
‫‪163‬‬
‫صبُ ‪,‬‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬وُرُودُ َعقْ ِد الرّ ْهنِ عَلَى اْلغَصْبِ ‪َ ,‬فَيصِ ّح عِنْ َدنَا ‪ ,‬ذَكَ َرهُ َأبُو َبكْ ٍر وَالْقَاضِي َوَيبْ َرُأ بِهِ اْلغَا ِ‬
‫ح ِوهَا ‪ ,‬ذَكَ َرهُ َأبُو الْخَطّابِ َوغَيْ ُرهُ ‪ .‬وَذَ َك َرهُ‬ ‫خيَا َطتِهِ َأوْ نَ ْ‬
‫وَكَذَا َلوْ َأوْ َدعَ ُه ِعنْ َدهُ َأوْ َأعَا َرهُ إيّاهُ َأ ْو ا ْستَأْجَ َرهُ ِل ِ‬
‫جرّدِ‬ ‫ح ِوهَا هَ ْل َيبْ َرُأ بِهِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ ,‬وَذَ َك َر ُهوَ فِي الْمُ َ‬ ‫خيَاطَتِ ِه َونَ ْ‬‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فِيمَا إذَا ا ْستَأْ َج َرهُ ِل ِ‬
‫ص ّح وَلَ ْم َيبْ َرْأ مِنْ‬‫ب ُمضَا َرَبةً َ‬‫ب مَ َع اْلغَاصِ ِ‬ ‫وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ الْ ُمضَا َرَبةَ إذَا َجعَلَ الْمَالِكُ الْ َم ْغصُو َ‬
‫شتَرِي بِهِ َفَيبْ َرأُ حِيَنئِ ٍذ مِ ْن الضّمَانِ ‪َ ,‬وعَلَى َق ْولِ َأبِي الْخَطّابِ َيبْ َرأُ فِي‬ ‫ضَمَانِهِ إلَى َأ ْن يَدَْفعَهُ ثَ َمنًا فِيمَا يَ ْ‬
‫الْحَالِ ‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫حتِ ِه يَزُو ُل بِهِ‬ ‫ضهِ عَلَى ثَمَِنهِ َأوْ غَ ْي ِرهِ إذَا قِي َل ِبصِ ّ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬ر ْهنُ الْمَبِيعِ الْمَضْمُونِ عَلَى الْبَائِ ِع قَ ْبلَ قَبْ ِ‬
‫ت يَدَ ا ْرِتهَانٍ ‪. .‬‬
‫الضّمَا ُن عَلَى ِقيَاسِ اّلتِي َقبَْلهَا ِلَأنّ يَ َدهُ صَارَ ْ‬
‫‪165‬‬
‫حقّك إلَى َوقْتِ َكذَا َوِإلّا فَال ّرهْنُ لَك بِال ّدْينِ َوقَبْ َل َذلِكَ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ قَا َل الرّاهِنُ لِلْ ُم ْرتَ ِهنِ ‪ :‬إ ْن جِئْتُك بِ َ‬
‫ك اْلوَقْتِ ‪ ,‬ثُ ّم َيصِيُ َمضْمُونًا ; ِلأَنّ َقْبضَهُ صَا َر ِب َعقْدٍ فَاسِدٍ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن‬ ‫َف ُهوَ َأمَاَن ٌة عِنْ َدهُ إلَى ذَلِ َ‬
‫َعقِيلٍ ‪ ,‬بِاللّآلِي عَنْ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ مُحَمّ ِد بْ ِن الْحَسَ ِن بْ ِن هَارُونَ َأنّهُ لَا َيضْ َمنُهُ بِحَالٍ ذَ َك َرهُ الْقَاضِي فِي‬
‫الْخِلَافِ ; ِلأَنّ الشّرْطَ يَفْسُدُ َفَيصِ ُي وُجُو ُدهُ َكعَ َدمِهِ ‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫سيّ ُد وَلَ ْم ُيؤَ ّد اْل َعبْدُ مِنْ الْ ِكتَابَةِ‬
‫ص ّح َنصّ عََليْهِ ‪ ,‬ثُ ّم إنْ مَاتَ ال ّ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ كَاتَبَ الْ ُم َدّبرُ َأوْ َدّبرَ الْ ُمكَاتَبُ َ‬
‫سيّ ِد َو ُهوَ ُمكَاتَبٌ َأوْ لِ ْلوَ َرَثةِ‬
‫سبُهُ لَهُ كَمَا َلوْ َعتَقَ فِي َحيَاةِ ال ّ‬ ‫َشيْئًا َعتَقَ بِالتّ ْدبِ ِي مِ ْن الثُّلثِ ‪َ ,‬وهَ ْل َيكُونُ كَ ْ‬
‫حكَ ِم عَنْ أَحْ َم َد مَا يَدُلّ‬ ‫َكعِْتقِ ِه بِالتّ ْدبِيِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ ,‬و َهكَذَا ُحكْ ُم الِاسْتِيلَا ِد وَاْل ِكتَاَبةِ ‪َ ,‬وَنقَلَ ابْ ُن الْ َ‬
‫صّيةٌ َفَيبْطُ ُل بِاْل ِكتَاَبةِ ‪.‬‬
‫عَلَى بُ ْطلَانِ التّ ْدبِيِ بِاْل ِكتَاَبةِ ِبنَا ًء عَلَى َأ ّن التّ ْدبِ َي وَ ِ‬
‫‪167‬‬
‫خرِ ُجهَا عَ ْن َموْضُوعِهَا َفهَ ْل َيفْسُ ُد اْل َعقْدُ‬ ‫ظ الْ ُعقُو ِد مَا يُ ْ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ وَالثّلَاثُونَ ) ‪ :‬فِيمَا إذَا وَصَ َل ِبأَْلفَا ِ‬
‫ك اْلوَجْهِ ؟ وَفِيهِ ِخلَافٌ ‪ ,‬يَ ْلَت ِفتُ إلَى َأ ّن الْ ُمغَّلبَ هَ ْل ُهوَ‬ ‫حتُ ُه عَلَى ذَلِ َ‬ ‫جعَلُ ِكنَاَي ًة عَمّا يُ ْمكِنُ صِ ّ‬ ‫بِذَلِكَ َأوْ ُي ْ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ :‬مْنهَا ‪َ :‬لوْ أَعَا َرهُ شَيْئًا َوشَرَطِ عَلَ ْيهِ اْلعِوَضَ َفهَ ْل َيصِحّ َأمْ‬
‫ج عَلَى ذَلِ َ‬
‫الّلفْظُ َأوْ الْ َم ْعنَى ‪َ ,‬وَيتَخَرّ ُ‬
‫لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬يصِحّ َوَيكُونُ ِكنَاَيةً عَ ْن اْلقَ ْرضِ َفيَمِْلكُ ُه بِاْلقَْبضِ إذَا كَا َن َمكِيلًا َأوْ َموْزُونًا‬
‫ذَ َك َرهُ َأبُو الْخَطّاب فِي انِْتصَا ِرهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ذَكَرَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َوأَبُو الْخَطّابِ فِي َموْضِ ٍع مِنْ رُءُوسِ‬
‫ط اْل ِعوَضِ فِي الْ ِهَبةِ ; ِلَأنّ الْعَا ِرّي َة ِهَبةُ‬ ‫ط اْل ِعوَضِ فِي الْعَا ِرّيةِ كَمَا َيصِحّ َشرْ ُ‬ ‫الْمَسَائِلِ َأنّهُ َيصِ ّح ِعنْ َدنَا َشرْ ُ‬
‫ت َبيْعًا ‪َ ,‬وِإنّمَا اْلهَِبةُ‬ ‫س ْ‬ ‫شرُوطُ فِيهَا الْ ِع َوضُ َليْ َ‬ ‫ضيَ َقرّرَ َأنّ اْل ِهَبةَ الْمَ ْ‬
‫َمنْ َف َعةٍ ‪ ,‬وَلَا َتفْسُدُ بِذَلِكَ ‪ ,‬مَعَ أَنّ اْلقَا ِ‬
‫ك اْلعَا ِرّيةُ ‪,‬‬ ‫ض ِعهَا ‪َ ,‬فكَذَلِ َ‬ ‫خرُجَا ِن مِ ْن َموْ ِ‬‫ك اْلعِتْقُ ‪ ,‬وَلَا يَ ْ‬ ‫تَا َرةً َتكُو ُن َتبَ ّرعًا َوتَا َرةً َتكُو ُن ِب ِعوَضٍ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫ك َو َجعَلَهُ َأبُو الْخَطّابِ فِي َموْضِعٍ آخَرَ الْمَ ْذ َهبَ ;‬ ‫حةِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أّنهَا تَفْسُ ُد بِذَلِ َ‬ ‫َوهَذَا َمأْخَذٌ آ َخرُ لِلصّ ّ‬
‫ض ِعهَا ‪ ,‬وَفِي التّلْخِيصِ إذَا أَعَا َر ُه َعبْ َدهُ عَلَى َأنْ ُيعِ َيهُ الْآخَرُ فَ َرسَهُ َف ِهيَ إجَا َرةٌ‬ ‫خرِ ُجهَا عَ ْن َموْ ِ‬ ‫ِلأَنّ اْل ِع َوضَ يُ ْ‬
‫ط َعقْدٍ فِي‬ ‫فَاسِ َدةٌ غَيْ ُر َمضْمُوَنةٍ َفهَذَا رُجُوعٌ إلَى َأّنهَا ِكنَاَيةٌ فِي َعقْدٍ آ َخرَ ‪ ,‬وَاْلفَسَا ُد إمّا َأ ْن َيكُونَ لِا ْشتِرَا ِ‬
‫َعقْدٍ آخَ َر َوِإمّا ِلعَ َد ِم َتقْدِي ِر الْ َمنْ َف َعتَيْنِ ‪َ ,‬وعََليْهِ َخرّجَهُ الْحَا ِرثِيّ وَقَالَ ‪ :‬وَكَذَلِكَ َلوْ قَالَ َأعَ ْرتُك َعبْدِي‬
‫ح ْلوَاِنيّ فِي الّتْبصِ َرةِ‬ ‫ِلتُ َم ّونَهُ َأوْ دَاّبتِي ِلَتعِْل َفهَا ‪ ,‬وَهَذَا يَرْ ِجعُ إلَى ُم ْؤَنةِ اْلعَا ِرّي ِة عَلَى الْمَالِكِ ‪ ,‬وََقدْ صَرّحَ الْ َ‬
‫سَتعِيِ ‪.‬‬‫بَِأّنهَا عَلَى الْمُ ْ‬
‫‪168‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ قَا َل خُ ْذ َهذَا الْمَا َل مُضَارََب ًة وَالرّبْحُ كُّل ُه لَك َأ ْو لِي َفقَالَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ‪ِ :‬هيَ مُضَا َرَبةٌ‬
‫ح ّق َشيْئًا فِي الصّو َرةِ‬ ‫ستَ ِ‬
‫حقّ فِيهَا أُ ْج َر َة الْ ِمثْلِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ قَالَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي َل ِكنّهُ قَا َل إنّهُ لَا يَ ْ‬
‫فَاسِ َدةٌ يَسْتَ ِ‬
‫ض َي بِهِ ‪ ,‬وَقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي َموْضِعٍ آ َخ َر مِ ْن الْمُسَاقَاةِ ‪ .‬وَقَالَ‬ ‫الثّاِنيَة ‪ِ :‬لَأنّهُ دَ َخ َل عَلَى َأنْ لَا َشيْءَ لَ ُه وَرَ ِ‬
‫حكْمَ دُونَ الّلفْظِ ‪َ ,‬وعَلَى هَذَا َفَيكُونُ فِي‬ ‫صحِيحٌ َفرَاعَى الْ ُ‬‫فِي الْ ُم ْغنِي فِي َموْضِعٍ آ َخ َر ‪ :‬إنّهُ إْبضَاعٌ َ‬
‫الصّو َر ِة الْأُولَى َقرْضًا ‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ اسَْت ْأجَ َر الْ َمكِيلَ َأوْ الْ َموْزُونَ َأوْ الّنقُو َد َأوْ الْفُلُوسَ َوَلمْ َيذْ ُكرْ مَا َيسْتَ ْأ ِجرُهَا َلهُ ‪َ ,‬فقَالَ‬
‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فِي الْإِجَارَاتِ ‪َ :‬يصْلُ ُح َوَيكُونُ قَرْضًا وََلنَا وَجْهٌ آ َخرُ َأنّهُ لَا يَصِحّ ‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫صحَابُ‬
‫ف الْأَ ْ‬
‫حتِهِ ‪ ,‬وَا ْختَلَ َ‬
‫صّ‬‫ج مِ ْنهَا ِمنْ زَرْعٍ َنصّ أَحْمَدُ عَلَى ِ‬ ‫خرُ ُ‬ ‫ض بِثُلُثِ مَا يَ ْ‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ أَ ّج َرهُ اْلأَرْ َ‬
‫ظ الْإِجَا َر ِة وَ ُحكْ ُمهَا ُحكْ ُمهَا ‪ .‬وَقَالَ َأبُو‬
‫فِي َم ْعنَاهُ ‪َ ,‬فقَالَ الْقَاضِي هِيَ إجَا َرٌة عَلَى حَ ّد الْ ُمزَا َر َعةِ َتصِ ّح بَِلفْ ِ‬
‫ظ الْإِجَا َرةِ َفتَصِ ّح عَلَى َقوِْلنَا يَجُوزُ َأنْ َيكُونَ‬
‫ب وَابْنُ عَقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي ‪ :‬هِ َي مُزَا َر َع ٌة بَِلفْ ِ‬ ‫الْخَطّا ِ‬
‫الْبَذْرُ مِ ْن الْعَامِ ِل َوإِلّا فَلَا ‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ أَسْ َلمَ فِي شَيْ ٍء حَالًا َفهَ ْل َيصِ ّح َويَكُونُ َبْيعًا َأوْ لَا َيصِحّ ؟ فِي ِه وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬وَ ُه َو ظَاهِرُ‬
‫كَلَامِ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ الْمَرّوذِيّ لَا َيصِ ّح الَْبيْ ُع بَِلفْظِ السّلَمِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬يصِحّ ‪ ,‬قَالَهُ الْقَاضِي فِي َموْضِ ٍع مِنْ‬
‫خِلَافِهِ ‪.‬‬
‫‪172‬‬
‫صرِيحٌ فِي ال ّظهَارِ َفهَ ْل يَ ْلغُو َتفْسِيُهُ‬
‫حرَامُ َ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا قَالَ ‪َ :‬أنْتِ عَ َليّ َحرَامٌ أَعْنِي ِبهِ الطّلَاقَ َوقُلْنَا الْ َ‬
‫َويَكُونُ ِظهَارًا َأوْ َيصِ ّح َوَيكُونُ طَلَاقًا ؟ عَلَى ِروَايََتيْنِ ‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ قَا َل َلهُ فِي َديْن السّ َلمِ ‪ :‬صَالِحْنِي مِ ْنهُ عَلَى مِ ْث ِل الثّ َمنِ ‪ ,‬قَالَ الْقَاضِي ‪َ :‬يصِ ّح َويَكُونُ إقَاَلةً ‪,‬‬
‫سأََلةِ وَ ْجهَانِ‬‫خرّجُ فِي الْمَ ْ‬ ‫وَقَا َل ُهوَ وَابْ ُن عَقِيلٍ ‪ :‬لَا يَجُو ُز َبيْعُ ال ّديْ ِن مِ ْن اْلغَ ِريِ بِ ِمثْلِهِ ِلَأنّهُ َن ْفسُ َحقّهِ َفيُ َ‬
‫ظ وَالْ َمعْنَى ‪.‬‬
‫الِْتفَاتًا إلَى الّلفْ ِ‬
‫‪174‬‬
‫ف اْلأَصْحَابِ فِي ذَلِكَ ‪َ .‬فقَالَ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِسعَة وَالثّلَاثُونَ ) ‪ :‬فِي اْن ِعقَا ِد اْل ُعقُودِ بِالْ ِكنَايَاتِ وَا ْختِلَا ِ‬
‫ق وَاْلعَتَاقِ ‪َ ,‬وسَائِ ُر اْلعُقُودِ لَا ِكنَاَيةَ فِيهَا ‪َ ,‬وذَكَرَ َأبُو‬ ‫الْقَاضِي ‪ :‬فِي َموَاضِعَ ‪ :‬لَا ِكنَاَيةَ إلّا فِي الطّلَا ِ‬
‫ح وَال ّرقّ ‪ .‬وَقَالَ فِي َموْضِعٍ‬ ‫ح َوهُ ‪َ ,‬وزَادَ ‪ :‬وَلَا يَحِ ّل اْل ُعقُو ُد بِالْ ِكنَايَاتِ َغيْ َر الّنكَا ِ‬ ‫الْخَطّابِ فِي الِاْنِتصَارِ نَ ْ‬
‫آخَرَ مِنْهُ ‪ :‬تَدْ ُخ ُل الْ ِكنَايَاتُ فِي سَائِ ِر اْل ُعقُو ِد ِسوَى الّنكَاحِ لِا ْشتِرَاطِ الشّهَا َدةِ عََليْ ِه َوهِيَ لَا َتقَ ُع عَلَى الّنّيةِ‬
‫ب يَدُ ّل عََليْهِ ‪َ ,‬وهَ ْل الْ ُمعَاطَا ُة الّتِي يَْن َعقِ ُد ِبهَا‬‫َوَأشَارَ إَليْهِ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي َأْيضًا ‪ ,‬وَكَلَامُ َكثِ ٍي مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫ح ْلوَاِنيّ ‪ ,‬وَقَدْ‬ ‫ح بِهِ الْ َ‬‫صرّ َ‬ ‫ت اْلوَقْفِ َتْن َعقِ ُد بِهِ فِي اْلبَاطِنِ َ‬ ‫ح ُوهُمَا الْ ِكنَايَاتُ وَكَذَلِكَ ِكنَايَا ُ‬ ‫الَْبيْ ُع وَاْلهَِب ُة َونَ ْ‬
‫ظ الْبَيْعِ َففِي الصّ ّ‬
‫حةِ‬ ‫َتقَ ّدمَ فِي اْلقَاعِ َد ِة اّلتِي َقبَْلهَا َكثِيٌ مِنْ ُفرُوعِ هَ ِذ ِه اْلقَاعِ َدةِ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪َ :‬لوْ أَ ّج َرهُ عَيْنًا بِ َلفْ ِ‬
‫ف الَْبيْعَ إلَى اْل َعيْنِ لَ ْم َيصِ ّح وَالْوَ ْجهَانِ فِي إضَاَفِتهَا إلَى الْ َمْن َف َعةِ‬
‫وَ ْجهَانِ وَقَالَ صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ ‪ :‬إنْ أَضَا َ‬
‫‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫ت إنْ ا ْشتَ َرطْنَا الِْإ ْشهَا َد عََلْيهَا لَ ْم َيصِ ّح َوإِلّا َف َو ْجهَانِ ‪َ ,‬وَأطْلَ َق اْلوَ ْج َهيْنِ صَا ِحبُ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬الرّ ْج َع ُة بِاْل ِكنَايَا ِ‬
‫صدَاقَك َف َ‬
‫جعَلَهُ ابْنُ‬ ‫التّ ْرغِيبِ َو َغيْ ُرهُ ‪ .‬وَاْلَأوْلَى مَا ذَ َك ْرنَاهُ ‪َ ,‬فَأمّا َقوُْلهُ ِلَأمَتِهِ ‪ :‬أَعَْتقْتُك َوجَعَلْت عِ ْتقَك َ‬
‫صرِي ٌح ِبقَرِيَنةِ ذِ ْك ِر‬‫حَامِدٍ ِكنَاَيةً وََل ْم ُيعْقَ ْد بِ ِه النّكَاحُ َحتّى َيقُولَ ‪َ :‬وتَ َزوّ ْجتُك ‪ .‬وَقَالَ الْقَاضِي َوهُوَ َ‬
‫الصّدَاقِ ‪ ,‬فَِإنّ الصّرِيحَ قَدْ يَكُونُ مَجَازًا إذَا ُا ْشُتهِ َر َوتَبَادَرَ َفهْمُ ُه وََل ْو مَ َع اْلقَرِينَةِ ‪ ,‬وَفَسّ َرهُ اْلقَاضِي ِبَأنّهُ‬
‫صرِيحٌ فِي أَ ّن هَذَا الّلفْظَ ِكنَاَيةٌ قَالَ فِي ِروَاَيةِ صَالِحٍ ‪:‬‬ ‫الظّاهِرُ وَلَا يُشْتَ َرطُ َأنْ َيكُو َن َنصّا ‪ ,‬وَكَلَامُ أَ ْحمَدَ َ‬
‫ك ِعتْقُك ‪ ,‬كُلّ ذَلِكَ جَائِزٌ إذَا كَاَنتْ لَ ُه ِنّيةٌ َفِنيّتُهُ‬ ‫صدَاقَكِ ‪َ ,‬أوْ قَالَ ‪ :‬صَدَاقُ ِ‬ ‫إذَا قَالَ ‪ :‬أَ ْجعَ ُل ِعْتقَكِ َ‬
‫ك َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى مَا إذَا قَا َل الْخَاطِبُ‬
‫ح بِا ْعتِبَا ِر الّنيّةِ ‪َ ,‬وَتَأوّلَهُ الْقَاضِي ِبتَ ْأوِيلٍ َبعِيدٍ ِجدّا ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫ُتصَرّ ُ‬
‫لِ ْلوَِليّ أَ َزوّجْت َولِيّتَك ؟ قَا َل ‪َ :‬نعَ ْم َوقَالَ ‪ :‬لِلْ ُمَتزَوّجِ ‪َ :‬أقَبِلْت ؟ قَالَ َن َعمْ َأ ّن الّنكَا َ‬
‫ح َيْنعَقِ ُد بِهِ ‪ ,‬وَذَ َك َرهُ‬
‫ت َوَنعَمْ َقبِ ْلتُ ‪َ ,‬وأَكْثَ ُر مَا ُيقَا ُل إّنهَا صَرِ َيةٌ فِي الْإِعْلَامِ‬ ‫الْخِرَِقيّ ‪َ ,‬وَنعَمْ َه ُهنَا ِكنَاَيةٌ ; ِلَأنّ الّتقْدِي َر َنعَمْ َزوّ ْج ُ‬
‫صرِي ِح الِْإنْشَاءِ َشيْءٌ َفَيكُونُ ِكنَاَي ًة عَنْ‬ ‫حصُو ِل الْإِنْشَاءِ ‪ ,‬فَالِْإنْشَا ُء إنّمَا ُا ْستُفِي َد ِمْنهَا وََلْيسَ فِيهَا مِنْ أَْلفَاظِ َ‬ ‫بِ ُ‬
‫ح وََقبُولِهِ ‪.‬‬ ‫َلفْظِ الّنكَا ِ‬
‫‪176‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْأَ ْرَبعُونَ ) ‪ :‬اْلأَ ْحكَامُ الْ ُمَتعَّل َقةُ بِالَْأ ْعيَا ِن بِالنّسَْبةِ إلَى َتبَدّ ِل اْلأَمْلَا ِك وَا ْختِلَاِفهَا عََلْيهَا َنوْعَانِ ‪:‬‬
‫صوَرُ ذَلِكَ َكثِيَةٌ ‪:‬‬ ‫حكْ ُم وَ ُ‬ ‫ك َسقَطَ الْ ُ‬ ‫ك الْ ِملْ ُ‬
‫ك وَاحِدٍ َفإِذَا زَالَ ذَلِ َ‬ ‫حكْمُ فِي ِه بِمِلْ ٍ‬ ‫أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬مَا َيَتعَلّ ُق الْ ُ‬
‫ِمنْهَا ‪ :‬الْإِجَا َرةُ فَ َمنْ اسَْت ْأجَرَ شَيْئًا ُم ّدةً َفزَالَ مِ ْلكُ صَاحِبِهِ عَ ْنهُ بِتَمَّلكٍ َق ْهرِيّ َيشْ َملُ اْلعَ ْينَ وَالْمَ ْنفَ َعةَ ُثمّ‬
‫سَتأْجِرِ زَا َل عَنْ الْ َمنَافِعِ‬ ‫ك الْ ُمؤَ ّجرِ وَالْ ُم ّد ُة بَاقَِيةٌ لَ ْم َتعُ ْد الْإِجَا َر ُة ‪ ,‬هَذَا ُهوَ الظّاهِرُ ; ِلأَنّ مِلْ َ‬
‫ك الْمُ ْ‬ ‫عَادَ مِلْ ُ‬
‫ك ِبقِسْطِ ِه مِ ْن اْلأُجْ َرةِ ‪ ,‬فَإِذَا اسَْتوْفَاهُ ِمنْهُ لَ ْم َيبْقَ لَهُ َحقّ َفَتعُو ُد اْل َعيْ ُن بِ َمنَاِف ِعهَا‬
‫َوثََبتَ لَهُ الرّجُوعُ عَلَى الْمَالِ ِ‬
‫ف َشيْئًا َفقَ ْد َسبَ َق نَظَائِ ُرهَا فِي قَاعِ َدةِ مَ ْن َتعَذّ َر عََليْ ِه اْلأَصْ ُل وَا ْسَتقَرّ َحقّهُ‬ ‫سَتوْ ِ‬‫مِ ْلكًا لِلْ ُمؤَجّرِ ‪َ ,‬أمّا إنْ لَ ْم يَ ْ‬
‫ق الْ َمنَافِعِ ِلَأنّ َحقّ ُه َسقَطَ مِنْهُ‬ ‫حقَا ِ‬ ‫حتَمِ ُل وَ ْج َهيْنِ ‪ ,‬وَالَْأظْهَرُ هُنَا عَ َد ُم اسْتِ ْ‬ ‫فِي اْلبَدَ ِل ثُ ّم وَ َج َد الْأَصْلَ َفَي ْ‬
‫وَاْنَتقَلَ إلَى بَدَِلهَا ‪َ .‬و ِمنْهَا ‪ :‬الِْإعَا َرةُ َفَلوْ أَعَا َرهُ شَيْئًا ثُمّ زَالَ مِ ْل ُكهُ عَ ْنهُ ُثمّ عَادَ لَ ْم َتعُ ْد الِْإعَارَةُ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪:‬‬
‫اْلوَصِّي ُة َتبْطُ ُل بِإِزَاَلةِ الْمِلْكِ وَلَا َتعُو ُد ِب َعوْ ِدهِ ‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫ص تَعَّلقُ ُه بِ ِملْكٍ دُو َن مِلْكٍ‬
‫خَت ّ‬
‫ث هِ َي َتعَّلقًا لَا ِزمًا يَ ْ‬
‫س اْلعَيْ ِن مِنْ َحْي ُ‬
‫حكْمُ فِي ِه ِبنَ ْف ِ‬ ‫الّن ْوعُ الثّانِي ‪ :‬مَا َيَتعَلّ ُق الْ ُ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا ‪ :‬ال ّرهْنُ ‪ ,‬فَِإذَا َر َهنَ عَيْنًا َرهْنًا لَا ِزمًا ُثمّ زَالَ مِلْ ُكهُ عَ ْنهَا بِغَ ْيرِ اخْتِيَا ِرهِ ُثمّ عَادَ فَال ّرهْنُ‬
‫وَلَهُ ُ‬
‫جنَايَ ِة ‪َ ,‬غيْرَ َأنّ اْلأَ ْرشَ لَا ِزمٌ لِرََقَبةِ‬
‫ش الْ ِ‬
‫بَاقٍ بِحَالِهِ ‪ِ ,‬لَأنّهُ َوثِي َقةٌ لَا ِز َمةٌ لِ ْل َعيْنِ فَلَا َتْنفَكّ ِبَتبَدّ ِل اْلأَمْلَاكِ َكأَ ْر ِ‬
‫صوَرًا َيعُودُ فِيهَا‬ ‫الْجَانِي بِدُونِ الْ َقْبضِ ‪ ,‬وَال ّرهْنُ لَا يَ ْل َزمُ َأوْ لَا َيصِ ّح بِدُونِ اْل َقْبضِ ‪َ ,‬وذَكَ َر اْلأَصْحَابُ ُ‬
‫ال ّرهْ ُن ِبعَوْ ِد الْ ِملْكِ ‪ِ :‬مْنهَا ‪َ :‬لوْ سَبَى اْلكُفّا ُر الْعَ ْبدَ الْ َم ْرهُونَ ُثمّ اُسْتُ ْن ِقذَ مِ ْن ُهمْ عَادَ َرهْنًا بِحَالِ ِه َن ّ‬
‫ص عََليْهِ‬
‫الِْإمَامُ أَحْمَدُ ‪َ .‬و ِمنْهَا ‪َ :‬لوْ تَخَ ّم َر الْعَصِيُ الْ ُمرَْت َهنُ ُثمّ تَخَ ّللَ فَِإنّ ُه َيعُودُ َر ْهنًا كَمَا كَانَ ‪ .‬وَكَذَلِ َ‬
‫ك َيعُودُ‬
‫حهُ ِمنْ َديْ ِن الرّ ْهنِ عَلَى‬
‫ال ّرهْ ُن َبعْدَ َزوَالِهِ َوِإنْ كَا َن مِلْكُ الرّاهِنِ بَاقِيًا عََليْهِ فِي َموَاضِعَ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪َ :‬لوْ صَالَ َ‬
‫ضهُ فِي الْمَجْلِسِ َ‬
‫ص ّح الصّ ْل ُح َوبَ ِرئَتْ ِذمّتُ ُه مِنْ ال ّديْ ِن وَزَالَ ال ّرهْنُ ‪ ,‬فَِإ ْن َتفَرّقَا َقبْ َل الْ َقْبضِ‬ ‫مَا ُيشَْترَطُ قَبْ ُ‬
‫بَطَ َل الصّلْ ُح َوعَادَ ال ّديْ ُن وَال ّرهْ ُن بِحَالِهِ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪ :‬مَا قَالَهُ َأبُو َبكْرٍ ‪ :‬إ ْن عَادَ ال ّرهْنُ إلَى الرّاهِ ِن بَطَلَ ال ّرهْنُ‬
‫ح ُوهُ ‪َ ,‬وَتَأوّلَهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ عَلَى َأنّ ُه بَطَلَ‬‫‪ ,‬فَِإنْ عَادَ إَليْهِ عَادَ َرهْنًا كَمَا كَانَ ‪ ,‬وَفِي َكلَامِ أَحْمَدَ نَ ْ‬
‫سأََلةِ الصّلْحِ ‪ ,‬وََق ْد وَافَقَا عََليْهِ ‪ ,‬وَالظّاهِرُ‬ ‫لُزُومُهُ ِلأَنّهُ َل ْو بَطَ َل بِاْلكُّلّيةِ َل ْم َيعُ ْد بِدُو ِن َعقْدٍ ‪َ ,‬وهَذَا بَاطِ ٌل بِمَ ْ‬
‫صوَ ِر هَذَا الّن ْوعِ ‪ :‬الْ ُمكَاتَبُ ‪ ,‬فَِإ ّن الْ ُمكَاَتَب َة‬‫أَنّ ال ّرهْنَ لَا َيبْطُ ُل َبعْدَ لُزُومِ ِه بِدُونِ رِضَى الْ ُم ْرَتهِنِ ‪َ .‬ومِنْ ُ‬
‫حّيةُ الْ ُم َعّيَنةُ فَِإ ّن الْحَ ّق ثَاِبتٌ فِي‬
‫ضِ‬‫ط بِاْنتِقَا ِل الْ ِملْكِ فِيهِ ‪َ .‬ومِْنهَا ‪ :‬الْأُ ْ‬
‫َعقْدٌ لَا ِزمٌ ثَاِبتٌ فِي الرَّقَبةِ فَلَا يَسْقُ ُ‬
‫حّيةً ‪ ,‬فَإِذَا زَا َل اْلعَْيبُ عَادَتْ‬ ‫ضِ‬‫رََقَبِتهَا لَا َيزُو ُل بِدُونِ ا ْخِتيَا ِر الْمَالِكِ فَإِذَا َت َعيَّبتْ خَ َر َجتْ عَنْ َك ْوِنهَا أُ ْ‬
‫حّيةً كَمَا كَاَنتْ ‪ ,‬ذَكَ َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي عُمَ ِدهِ ‪َ .‬و ِمنْهَا ‪ :‬التّ ْدبِيُ عَلَى إحْدَى ال ّروَايََتيْنِ ‪َ .‬و ِمنْهَا ُرجُوعُ‬
‫أُضْ ِ‬
‫حقّ ُه َسوَاءٌ كَانَ َقدْ زَا َل مِلْكُ ال ّزوْ َج ِة َعنْ ُه ثُ ّم عَادَ َأوْ لَمْ‬ ‫صدَاقِ َب ْعدَ اْل ُفرْ َقةِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫ستَ ِ‬ ‫ج فِي نِصْفِ ال ّ‬
‫ال ّزوْ ِ‬
‫ض التّجَا َرةِ إذَا َخرَجَتْ َعنْ مِ ْل ِكهِ ِبغَ ْيرِ اخْتِيَا ِرهِ ُثمّ عَا َدتْ‬
‫يَزُلْ ; ِلَأنّ َحقّ ُه ُمَتعَلّ ٌق ِبعَْينِهِ ‪َ .‬ومِْنهَا ‪ُ :‬عرُو ُ‬
‫ص َف ُة‬
‫حوْلُ بِذَلِكَ كَمَا إذَا تَخَمّ َر اْلعَصِ ُي ثُ ّم تَخَلّلَ ‪ .‬ذَ َك َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ َو َغيْ ُرهُ ‪َ .‬ومِْنهَا ِ‬ ‫فَِإنّهُ لَا يَْنقَطِ ُع الْ َ‬
‫الطّلَاقِ ‪َ ,‬تعُو ُد ِبعَوْدِ الّنكَاحِ ‪َ ,‬و َسوَاءٌ وُ ِجدَتْ فِي َزمَ ِن الَْبْينُوَنةِ َأوْ َل ْم تُوجَ ْد ‪ ,‬عَلَى الْمَ ْذ َهبِ الصّحِيحِ ‪.‬‬
‫ص َفةُ‬
‫ت ال ّ‬ ‫ص َف ُة اْلعِتْ ِق َتعُو ُد ِب َعوْ ِد مِلْكِ الرّقِيقِ فِي َأ ْشهَرِ ال ّروَاَيَتيْنِ ‪ ,‬وَفِي اْلأُخْرَى لَا َتعُودُ إذَا وُ ِجدَ ْ‬ ‫َومِْنهَا ‪ِ :‬‬
‫َبعْدَ َزوَالِ الْمِلْكِ ‪ ,‬وَفَ ّرقَ الْقَاضِي َبيْنَ الطّلَاقِ وَاْل َعتَاقِ ‪ِ ,‬بأَ ّن مِلْكَ الرّقِيقِ لَا ُيْبنَى فِيهِ أَحَ ُد الْ ِم ْلكَيْ ِن عَلَى‬
‫ف النّكَاحِ فَِإنّهُ ُيْبنَى فِيهِ أَحَ ُد الْ ِم ْلكَيْ ِن عَلَى الْآخَرِ فِي عِدَدِ الطّلَاقِ عَلَى الصّحِيحِ ‪َ ,‬وهَذَا‬ ‫خلَا ِ‬ ‫الْآخَرِ ‪ ,‬بِ ِ‬
‫ص َفةِ فِي َغيْ ِر الْمِلْكِ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪:‬‬ ‫ث َووُجُو ِد ال ّ‬ ‫حنْ ِ‬ ‫الّتفْرِيقُ لَا َأثَرَ لَهُ ; إذْ َلوْ كَانَ ُم ْعَتبَرًا لَمْ يُشْتَ َرطْ ِلعَ َدمِ الْ ِ‬
‫ال ّر ّد بِاْلعَيْبِ لَا يَ ْمَتنِعُ بِ َزوَالِ الْ ِملْكِ إذَا لَ ْم يَدُ ّل عَلَى الرّضَا ‪َ ,‬وهَا ُهنَا ُم ْ‬
‫ختَلَفٌ فِي إلْحَاِقهَا ِبأَحَ ِد الّن ْو َعيْنِ‬
‫حتَمَِلةٌ ‪ :‬فَ ِمْنهَا ُرجُوعُ اْلأَبِ فِيمَا وَهََبهُ لِ َوَل ِدهِ إذَا أَ ْخ َرجَهُ الِاْبنُ َعنْ مِلْ ِكهِ ُثمّ عَا َد إلَ ْيهِ َفهَ ْل يَ ْ‬
‫سقُطُ‬ ‫َوهِ َي مُ ْ‬
‫َحقّ ُه مِنْ الرّجُوعِ َأمْ لَا ؟ َو ِمْنهَا ُرجُوعُ َغرِ ِي الْ ُمفْلِسِ فِي السّ ْلعَةِ الّتِي وَ َج َدهَا ِبعَيْنِهَا وَكَانَ الْ ُمفْلِسُ َقدْ‬
‫ت إلَ ْيهِ ‪ ,‬وَفِي الْمَ ْ‬
‫سأَلََتيْ ِن ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ ‪ :‬أَحَ ُدهَا ‪ :‬لَا َحقّ َلهُمَا فِيهَا ; ِلأَنّ َح ّقهُمَا‬ ‫أَ ْخ َرجَهَا َعنْ مِ ْل ِكهِ ُثمّ عَادَ ْ‬
‫حقّانِ فِيهِ رُجُوعًا ‪ .‬وَالثّالِثُ ‪:‬‬ ‫ستَ ِ‬
‫ُمتَعَلّ ٌق بِاْلعَقْ ِد اْلَأوّلِ الْ ُمتََلقّى َعنْهُمَا ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬غيْ ُر ُمتَعَلّ ٍق عَْنهُمَا َفلَا يَ ْ‬
‫ع نَظَرًا إلَى َأنّ َح ّقهُمَا ثَاِبتٌ فِي اْلعَيْ ِن َو ِهيَ َموْجُو َدةٌ َفَأ ْشبَهَ الرّ ّد بِاْلعَْيبِ ‪ .‬وَالرّابِ ُع ‪ :‬إنْ عَادَ‬ ‫َلهُمَا الرّجُو ُ‬
‫ك اْلعَائِدَ بِاْلفَسْ ِخ تَابِعٌ‬
‫بِمِلْكٍ جَدِي ٍد َسقَطَ َح ّقهُمَا ‪َ ,‬وِإنْ عَادَ بِفَسْ ِخ اْل َعقْدِ فََلهُمَا الرّجُوعُ ‪ِ ,‬لَأنّ الْمِلْ َ‬
‫ك الَْأوّلِ فَِإ ّن اْلفَسْخَ رَفْعٌ لِ ْل َعقْ ِد الْحَادِثِ َفَيعُو ُد الْمِلْكُ كَمَا كَانَ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪ :‬اْلفِرَاشُ ‪ ,‬فَإِذَا وَ ِطئَ َأمَةً‬
‫لِلْ ِملْ ِ‬
‫ُثمّ بَا َعهَا َووَ ِطئَ ُأخَْتهَا بِالْمِ ْلكِ ‪ُ ,‬ثمّ عَا َدتْ اْلأُولَى إلَى مِ ْل ِكهِ َفهَ ْل َيعُو ُد اْلفِرَاشُ َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪,‬‬
‫ب عََليْهِ ا ْجتِنَاُبهُمَا َحتّى يُحَ ّرمَ إحْدَاهُمَا ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَ ُه‬ ‫ج ُ‬‫َأ ْشهَ ُرهُمَا َأنّ ُه َيعُودُ ‪َ ,‬وهُ َو الْ َمْنصُوصُ ; َفيَ ِ‬
‫حرّرِ‬
‫جتَِنبُ الرّا ِج َعةَ ِل َزوَالِ اْلفِرَاشِ فِيهَا بِ َزوَا ِل الْمِلْكِ وَ ُهوَ ا ْخِتيَارُ صَا ِحبِ الْمُ َ‬ ‫ش الثّاِنيَة َويَ ْ‬‫اسْتِدَا َمةُ ا ْسِتفْرَا ِ‬
‫‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫حقّ‬‫الْقَاعِ َد ُة الْحَا ِديَة وَالْأَ ْرَبعُونَ ) ‪ :‬إذَا َتعَلّ َق ِب َعيْنِ حَ ّق َتعَّلقًا لَا ِزمًا َفَأتَْل َفهَا مَ ْن يَلْ َزمُ ُه الضّمَانُ َفهَلْ يَعُو ُد الْ َ‬
‫ف ال ّر ْهنَ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ :‬مْنهَا ‪َ :‬لوْ َأتْلَ َ‬
‫ج عَلَى ذَلِ َ‬
‫إلَى اْلبَدَ ِل الْ َمأْخُو ِذ مِ ْن َغيْ ِر َعقْدٍ آخَرَ ؟ فِيهِ ِخلَافٌ ‪َ ,‬وَيتَخَرّ ُ‬
‫مُتْلِفٌ وَُأ ِخذَتْ قِيمَُتهُ فَظَاهِرُ كَلَا ِمهِمْ أَّنهَا َتكُونُ َر ْهنًا بِ ُمجَرّ ِد الْأَ ْخ ِذ وَفَ ّرعَ الْقَاضِي عَلَى ذَلِكَ َأنّ اْلوَكِيلَ‬
‫ك َبيْعَ الْبَدَ ِل الْ َمأْخُوذِ بِ َغيْرِ إ ْذنٍ َجدِي ٍد وَخَاَلفَهُ صَا ِحبُ الْكَافِي وَالتّلْخِيصِ ‪َ ,‬وظَاهِرُ‬ ‫ف يَ ْملِ ُ‬
‫فِي َبيْ ِع الْ ُمتْلَ ِ‬
‫جعْلِ الرّاهِنِ ‪.‬‬‫حّيةِ َأنّهُ لَا َيصِيُ َر ْهنًا إلّا ِب ُ‬
‫سأََلةِ إبْدَا ِل الْأُضْ ِ‬
‫كَلَامِ َأبِي الْخَطّابِ فِي الِاْنتِصَارِ فِي مَ ْ‬
‫‪179‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلوَقْفُ إذَا َأتْلَ َفهُ مُتْلِفٌ وَُأ ِخذَتْ قِيمَُت ُه فَاشُْترِيَ ِبهَا َبدَُلهُ َفهَ ْل َيصِيُ وَ ْقفًا بِدُونِ إنْشَا ِء اْلوَقْفِ‬
‫ك وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬ ‫ض الْأَصْحَابِ فِي ذَلِ َ‬ ‫عََليْهِ مِنْ النّاظِرِ َحكَى َب ْع ُ‬
‫‪180‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا َأتْلَفَ اْلأُضْحِّي َة مُتْلِفٌ َوأُ ِخ َذتْ مِ ْنهُ الْقِي َمةُ أَ ْو بَا َعهَا َمنْ َأوْجََبهَا ُثمّ اشَْترَى بِاْلقِي َمةِ أَوْ الثّ َمنِ‬
‫ج عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬ ‫مِثْ َلهَا َفهَ ْل َتصِ ُي ُمتَ َعّيَنةً بِ ُمجَرّدِ الشّرَاءِ َيتَ َ‬
‫خرّ ُ‬
‫‪181‬‬
‫حقّهُ بَاقٍ فِي بَدَِلهَا ‪.‬‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْمُوصَى َلهُ ِبعَ ْينٍ إذَا َأتْلَ َفهَا مُتْلِفٌ َبعْدَ الْ َموْتِ َوقَ ْبلَ اْلقَبُولِ َف َ‬
‫‪182‬‬
‫ت الْمَالِّيةِ َو ِهيَ ُمْنقَسِ َمةٌ إلَى َديْ ٍن َوعَيْنٍ َفَأمّا ال ّديْنُ فَلَا‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنيَة وَاْلأَ ْربَعُونَ ) ‪ :‬فِي َأدَا ِء اْلوَاجِبَا ِ‬
‫سفَرِ َقبْ َل الْمُطَاَلَب ِة‬
‫ستَحِقّ إذَا كَانَ آ َد ِميّا َحتّى ذَكَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي َجوَازِ ال ّ‬ ‫جبُ أَدَاؤُ ُه بِدُونِ مُطَاَلَب ِة الْمُ ْ‬ ‫يَ ِ‬
‫جوّ َز تَأْخِ ُيهُ‬ ‫وَ ْج َهيْنِ ‪َ ,‬وهَذَا مَا لَ ْم َيكُنْ َقرَاخَانِيّ لَ ُه وَ ْقتًا لِ ْلوَفَاءِ َفَأمّا إ ْن عَيّ َن وَ ْقتًا َكَي ْومِ كَذَا فَلَا يَْنَبغِي َأنْ يُ َ‬
‫ب الْأَدَاءِ فِي ِه بِدُو ِن مُطَاَلَبةٍ ‪ ,‬فَِإنّ َت َعيّ َن اْلوَفَاءِ فِيهِ َأوّلًا كَالْمُطَاَلَب ِة بِ ِه َوأَمّا‬ ‫عَنْهُ ِلَأنّهُ لَا فَائِ َدةَ لِلّتوْقِيتِ إلّا وُجُو ُ‬
‫جبُ أَدَاؤُ ُه عَلَى الْ َفوْرِ ِلَتوَجّ ِه الَْأمْ ِر ِبأَدَائِهِ مِنْ اللّ ِه عَزّ وَجَلّ ‪,‬‬ ‫إنْ كَانَ ال ّديْنُ ِللّ ِه عَ ّز وَجَلّ فَاْلمَ ْذ َهبُ َأنّ ُه يَ ِ‬
‫وَدَ َخلَ فِي ذَلِكَ الزّكَاةُ وَاْل َكفّارَاتُ وَالنّذُو ُر وَقَ ْد َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى إ ْجبَا ِر الْمُظَاهِ ِر عَلَى اْلكَفّا َرةِ فِي ِروَاَيةِ‬
‫جبُ‬ ‫ت الّتِي َحصََلتْ فِي يَ ِد الْ ُم ْؤتَمَ ِن ِبرِضَى صَا ِحِبهَا فَلَا يَ ِ‬ ‫ابْ ِن هَاِنئٍ َوَأمّا الْ َعيْنُ َفَأْنوَاعٌ ‪ :‬مِْنهَا ‪ :‬اْلأَمَانَا ُ‬
‫ك اْلوَدِي َعةُ وَكَذَلِكَ َأ ْموَالُ الشّرِ َكةِ وَالْ ُمضَا َرَب ِة وَاْلوِكَاَل ِة مَ َع َبقَاءِ‬ ‫أَدَاؤُهَا إلّا َبعْ َد الْمُطَاَلَبةِ مِنْ ُه وَ َدخَلَ فِي ذَلِ َ‬
‫جبُ الْ ُمبَادَ َرةُ إلَى َر ّدهَا مَعَ الْعِ ْلمِ‬ ‫صَلةُ فِي يَ ِدهِ بِدُونِ رِضَى أَصْحَاِبهَا َفيَ ِ‬ ‫ُعقُو ِدهَا ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪ :‬الَْأمَانَاتُ الْحَا ِ‬
‫ح ّقهَا وَالتّ َمكّ ِن ِمنْهُ وَلَا يَجُو ُز الّتأْخِ ُي مَ َع اْلقُدْ َرةِ َودَخَلَ فِي ذَلِكَ الّلقَ َطةُ إذَا عُِلمَ صَا ِحُبهَا اْلوَدِي َعةُ‬ ‫ستَ َ‬
‫بِمُ ْ‬
‫ت الْ ُم ْؤتَمَ ُن وَانَْتقََلتْ إلَى وَا ِرثِهِ فَِإنّهُ لَا َيجُو ُز الِْإمْسَا ُك بِدُونِ إ ْذنٍ ِلَأنّ‬ ‫ح ُوهَا إذَا مَا َ‬ ‫وَالْ ُمضَا َربَ ُة وَال ّرهْ ُن َونَ ْ‬
‫ض بِ ِه وَكَذَا َلوْ َأطَارَتْ الرّي ُح َث ْوبًا إلَى دَا ِرهِ ِلغَيْ ِرهِ لَا يَجُوزُ لَهُ الْإِمْسَا ُك مَ َع اْلعِلْ ِم ِبصَا ِحبِهِ ثُمّ‬ ‫الْمَالِكَ لَ ْم يَ ْر َ‬
‫صرّحَ َكثِ ٌي ِمنْهُ ْم ِبَأنّ اْلوَا ِجبَ أَ َح ُد َشيَْئيْ ِن إمّا الرّدّ َأوْ‬ ‫إنّ َكثِيًا مِ ْن اْلأَصْحَابِ قَالُوا َه ُهنَا ‪ :‬اْلوَا ِجبُ الرّ ّد وَ َ‬
‫ح ِوهِ ذَكَ َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ َوهُ َو مُرَا ُد َغيْ ِرهِمْ ِلَأنّ ُمؤَْنةَ الرّدّ لَا‬ ‫سَتوْ ِعبِ َونَ ْ‬ ‫حرّ ِر وَالْمُ ْ‬
‫الْإِعْلَامُ كَمَا فِي الْ ُم ْغنِي وَالْمُ َ‬
‫سقُوطِهِ فِي دَا ِر ِه مِنْ‬ ‫حصُلُ فِي يَ ِدهِ بِ ُ‬ ‫ب هَ ْل يَ ْ‬ ‫ب التّ ْمكِيُ مِ ْن الْأَخِذِ ‪ ,‬ثُمّ إ ّن الثّوْ َ‬ ‫جبُ عََليْهِ َوِإنّمَا اْلوَا ِج ُ‬ ‫تَ ِ‬
‫ف ُهنَا ُمنَزّ ٌل عَلَى‬ ‫ك وَخَالَفَ ابْ َن َعقِيلٍ وَالْخِلَا ُ‬ ‫حصُلُ فِي يَ ِد ِه بِذَلِ َ‬ ‫غَيْرِ إمْسَاكٍ لَهُ َأمْ لَا ؟ قَالَ اْلقَاضِي ‪ :‬لَا َي ْ‬
‫ت هَ ْل يَمِْل ُكهَا بِذَلِكَ َأمْ لَا ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ُحكْ ُم اْلأَمَانَاتِ إذَا‬ ‫الْخِلَافِ فِيمَا َحصَلَ فِي أَرْضِ ِه مِ ْن الْ ُمبَاحَا ِ‬
‫ح بِهِ‬ ‫صرّ َ‬ ‫جبُ الرّ ّد عَلَى اْلفَوْرِ ِل َزوَالِ الِاْئتِمَانِ َ‬ ‫خهَا الْمَالِكُ كَاْلوَدِي َع ِة وَالْوِكَاَل ِة وَالشّرِ َكةِ وَالْ ُمضَا َرَب ِة يَ ِ‬ ‫فَسْ َ‬
‫جبُ ِفعْلُ الرّدّ فَِإنّ‬ ‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪َ ,‬و َسوَاءٌ كَا َن اْلفَسْخُ فِي َحضْ َرةِ اْلَأمِيِ َأوْ َغْيبَتِ ِه َوظَاهِرُ كَلَامِهِ َأنّهُ يَ ِ‬
‫ستَحِقّ‬ ‫ضمَانِ الزّكَا ِة َمبِْنيّا عَلَى ُحصُوِلهَا فِي يَ ِدهِ بِ َغيْرِ ِرضَى الْمُ ْ‬ ‫ك وَكَذَلِكَ َجعْلُ َ‬ ‫الْعِ ْل َم ُهنَا حَاصِلٌ لِ ْلمَالِ ِ‬
‫ح ِوهَا فَدَلّ عَلَى َأنّ ِفعْلَ الدّفْعِ فِي هَ ِذهِ اْلأَ ْعيَانِ ِعنْ َدهُ‬ ‫َوَأوْ َجبَ عََليْ ِه اْلبَدَا َء َة بِالدّفْ ِع وَقَا َسهَا عَلَى الّلفْ َظ ِة َونَ ْ‬
‫وَا ِجبٌ َوعَلَى ِقيَاسِ ذَلِكَ ال ّرهْ ُن َبعْ َد اسْتِيفَاءِ ال ّديْنِ وَاْل َعيْنُ الْ ُمؤَجّ َر ُة َبعْدَ اْن ِقضَاءِ الْمُ ّدةِ ‪َ ,‬وذَكَ َر طَائِ َف ٌة مِنْ‬
‫ستَأْ ِجرِ ِفعْلُ الرّ ّد َو ِمْنهُ ْم مَنْ ذَ َكرَ فِي ال ّرهْنِ َكذَلِكَ‬ ‫ب عَلَى الْمُ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫الْأَصْحَابِ فِي اْل َعيْنِ الْ ُمؤَجّ َرةِ َأنّهُ لَا يَ ِ‬
‫َوسََي ْأتِي فِي الْقَاعِ َدةِ اّلتِي تَلِيهَا َوَأمّا الَْأعْيَانُ الْمَمْلُو َك ُة بِاْلعُقُودِ َقبْ َل َومُ ْزدَِل َفةَ فَاْلأَ ْظهَرُ َأّنهَا مِ ْن هَذَا اْل َقبِيلِ‬
‫ي مِ ْن اْلأَخْ ِذ ابْتِدَا ًء بِدَلِيلِ َأنّهُ لَا يَجُو ُز عِنْ َدنَا‬ ‫جبُ التّ ْمكِ ُ‬ ‫ِلأَنّ الْمَالِكَ لَ ْم َي ْرضَ بِِإْبقَاِئهَا فِي يَ ِد الْآخَرَ َفيَ ِ‬
‫س الْ َمبِي ِع عَلَى الثّمَ ِن وَذَكَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي الصّدَاقِ َأنّهُ إذَا تَلِفَ َقبْ َل الْمُطَاَلَبةِ َأوْ َبعْ َدهَا َقبْ َل التّ َمكّنِ مِنْ‬ ‫َحْب ُ‬
‫الْأَدَاءِ َأنّهُ لَا يَضْمَنُ كَسَائِ ِر الَْأمَانَاتِ وَقَاسَ ُه عَلَى مَنْ َأطَارَتْ الرّيحُ إلَى دَارِ ِه َث ْوبًا ‪َ ,‬وهَذَا الْكَلَامُ فِي ِه نَظَرٌ‬
‫ك عَالِمًا‬ ‫ضمَانُهُ عَلَى الْمُطَاَلَبةِ َلكِ ّن مُرَا َد ُه َواَللّهُ أَعَْلمُ أَ ّن اْلعِلْ َم َي ْكفِي فَ َمتَى كَا َن الْمَالِ ُ‬ ‫فَِإنّ الّثوْبَ لَا يَقِفُ َ‬
‫وَلَ ْم يَطُْلبْ فَلَا ضَمَانَ إذَا َل ْم َيكُنْ ُم ْؤَنةُ الرّ ّد وَا ِجَب ًة عَلَى مَ ْن ُه َو ِعنْ َدهُ َوهَذَا أَحْسَنُ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪ :‬اْلَأعْيَانُ‬
‫حظُورٍ َأوْ‬ ‫ب الْ ُمبَادَ َرةُ إلَى الرّ ّد ِبكُلّ حَا ٍل َو َسوَاءٌ كَانَ ُحصُوُلهَا فِي يَ ِد ِه ِبفِعْ ٍل ُمبَاحٍ َأ ْو مَ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫الْ َمضْمُونَةُ َفتَ ِ‬
‫ستَعَارَ لَهُ ; قَا َل اْلأَصْحَابُ ‪َ :‬وهَذَا إذَا‬ ‫جبُ رَ ّدهَا إذَا ا ْستَوْفَى مِْنهَا اْلغَ َرضَ الْمُ ْ‬ ‫ي يَ ِ‬ ‫ِبغَيْرِ ِف ْعلِهِ فَاْلَأوّلُ كَاْل َعوَارِ ّ‬
‫اْنَتهَى قَ ْد ُر الِانِْتفَاعِ الْ َمأْذُونِ فِيهِ ُمَتوَجّ ٌه َو َسوَاءٌ طَاَلبَ الْمَالِكُ َأوْ لَ ْم يَ ْطُلبْ ِلَأّنهَا مِنْ َقبِيلِ الْ َمضْمُونَاتِ‬
‫ك الْ َمبِي ُع الْ َمضْمُونُ عَلَى بَاِئعِهِ‬ ‫ستَْثنَى مِنْ ذَلِ َ‬ ‫ض مَخَاَفتَ ُه َويُ ْ‬ ‫َف ِهيَ َشبِي َهةٌ بِالْ َم ْغصُوبِ وَكَذَلِكَ ُحكْ ُم الْ َم ْقبُو ِ‬
‫شتَرِي دُو َن اْلبَائِعِ ‪ ,‬وَالثّانِي‬ ‫شتَرِي مِنْ َقْبضِهِ ِلأَنّ َنقْلَ ُه عَلَى الْمُ ْ‬ ‫ي الْمُ ْ‬‫ب عََليْ ِه ِسوَى تَ ْميِي ِز ِه َوتَ ْمكِ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫فَلَا يَ ِ‬
‫جبُ‬ ‫جبُ فِي اْلعَيْنِ َفتَ ِ‬ ‫ح ِوهِمَا ‪ ,‬وَالثّاِلثُ كَالزّكَاةِ إذَا ُق ْلنَا تَ ِ‬ ‫ض ِب َعقْدٍ فَاسِ ٍد َونَ ْ‬ ‫كَالْ َم ْغصُوبِ وَالْ َم ْقبُو ِ‬
‫ت ِعنْ َدنَا‬
‫ضرَرٍ ِلَأّنهَا مِنْ َقبِيلِ الْ َمضْمُونَا ِ‬ ‫ستَحِ ّق مَ َع اْلقُدْ َر ِة عََليْهِ مِ ْن َغيْرِ َ‬ ‫الْ ُمبَادَ َرةُ إلَى الدّفْعِ إلَى الْمُ ْ‬
‫صيْدُ إذَا ُح ّرمَ وَ ُهوَ فِي يَ ِدهِ َأوْ َحصَلَ فِي يَ ِدهِ بَعْ َد الْإِ ْحرَامِ ِب َغيْرِ ِفعْ ٍل ِمنْهُ ‪.‬‬ ‫ك ال ّ‬ ‫وَكَذَلِ َ‬
‫‪183‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ وَاْلأَ ْرَبعُونَ ) ‪ :‬فِيمَا َيضْمَ ُن مِ ْن اْلأَ ْعيَا ِن بِاْل َعقْدِ َأوْ بِاْليَ ِد اْلقَاِبضُ لِمَا ِل َغيْ ِرهِ ‪ ,‬لَا يَخْلُو إمّا‬
‫َيقِْبضُهُ بِإِ ْذنِهِ َأوْ ِب َغيْرِ إ ْذنِهِ فَِإنْ َقبَضَ ُه ِب َغيْرِ إ ْذنِهِ فَِإنْ ا ْستَنَدَ إلَى إ ْذنٍ شَ ْرعِيّ كَالّلقَ َطةِ َل ْم يَضْ َم ْن وَكَذَا إنْ‬
‫ح ِو ِه وَ َحكَى فِي التّ ْلخِيصِ وَ ْجهًا ِبضَمَا ِن هَذَا وَفِيهِ‬ ‫ف َونَ ْ‬ ‫اسَْتنَدَ إلَى إ ْذنٍ عُرِْفيّ كَالْ ُمْنقِذِ لِمَا ِل َغيْ ِرهِ مِ ْن التّلَ ِ‬
‫ُبعْدٌ َونَصّ أَحْمَدُ عَلَى َأ ّن مَنْ أَخَ َذ َعبْدًا آبِقًا ِليَ ُر ّدهُ َفَأبِ َق ِمنْهُ َفلَا ضَمَا َن عََليْهِ َلكِنْ قَ ْد ُيقَا ُل ُهنَا إ ْذنٌ شَ ْر ِعيّ‬
‫فِي أَ ْخ ِذ الْآبِقِ ِلرَ ّد ِه َوِإنْ َخلَا عَنْ ذَلِكَ ُكلّهِ َف ُهوَ مَُتعَ ّد َوعََليْ ِه الضّمَانُ فِي الْجُمَْل ِة هَذَا إذَا كَانَ أَصْ ُل اْل َقْبضِ‬
‫ض مِ ْن َغيْرِ إ ْذنٍ فِي الِا ْستِدَامَةِ َف َه ُهنَا ثَلَاَثةُ أَقْسَامٍ ‪:‬‬
‫غَيْرَ مُسَْتنِدٍ إلَى إ ْذنٍ ‪َ ,‬أمّا إنْ وَ َج َد اسْتِدَا َمةَ َقبْ ٍ‬
‫( أَحَ ُدهَا ) َأنْ َيكُونَ َعقَدَ عَلَى مِلْ ِكهِ َع ْقدًا لَا ِزمًا يَ ْن ُقلُ الْمِلْكَ فِي ِه َولَمْ َيقْبِضْ ُه الْمَاِلكُ َب ْعدُ فَِإنْ كَانَ‬
‫ع مِ ْن التّسْلِيمِ َكتَسْلِي ِم الْ ِع َوضِ عَلَى وَجْهٍ َأوْ ِل َك ْونِهِ‬ ‫ث يَجُو ُز الِا ْمتِنَا ُ‬ ‫صبٌ إلّا َحيْ ُ‬ ‫مُ ْمَتنِعًا مِ ْن تَسْلِيمِهِ َف ُه َو غَا ِ‬
‫ضمَانَ عََليْ ِه عَلَى ظَاهِرِ‬ ‫َر ْهنًا ِعنْ َدهُ َأوْ لِا ْسِتْثنَائِ ِه َمْنفَ َعتَهُ مُ ّدةً َوِإنْ َل ْم َيكُنْ مُ ْمَتِنعًا مِ ْن التّسْلِي ِم بَ ْل بَاذِلًا لَهُ فَلَا َ‬
‫جمَْلةِ‬‫صبْ َرةٍ فَِإ ّن عََليْهِ ضَمَانَهُ فِي الْ ُ‬ ‫الْمَ ْذ َهبِ إلّا َأنْ َيكُو َن الْ َم ْعقُو ُد عََليْهِ مُْبهَمًا َل ْم يََت َعيّ ْن َبعْدُ َكقَفِي ٍز مِنْ ُ‬
‫حصُلَ‬ ‫شتَرِي َوهَ ْل يَ ْ‬ ‫ض الْمُ ْ‬ ‫ضمَانِهِ قَالَ الْخِرَِقيّ وَالْأَصْحَابُ لَا َيزُولُ ضَمَانُ ُه بِدُونِ َقْب ِ‬ ‫ج مِنْ َ‬ ‫َوبِمَاذَا يَخْ ُر ُ‬
‫حصُ ُل بِدُو ِن الّنقْلِ فِيمَا ُيْنقَلُ ؟ عَلَى ِروَايََتيْنِ فَِإنْ ا ْعتَبَ ْرنَا الّنقْلَ‬ ‫الْ َقْبضُ بِ ُمجَرّ ِد التّخِْلَي ِة مَ َع التّ ْميِيزِ َأوْ لَا يَ ْ‬
‫سقُطُ بِ ِه وَالثّانِي‬ ‫شتَرِي فِي الّنقْلِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ َأ ْشهَ ُرهُمَا َأنّ ُه يَ ْ‬ ‫ط ِبَتفْرِيطِ الْمُ ْ‬ ‫سقُ ُ‬ ‫امْتَ ّد الضّمَانُ إَليْ ِه َوهَلْ يَ ْ‬
‫جوَائِحِ َأنّهُ ظَاهِرُ كَلَامِ‬ ‫سأََلةِ الْ َ‬
‫سقُطُ َحتّى يُوجَ َد الّنقْلُ بِكُلّ حَالٍ ‪ ,‬وَذَ َكرَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فِي مَ ْ‬ ‫لَا يَ ْ‬
‫ط اْلقَطْعِ إذَا‬ ‫شتَرَاةِ َقبْلَ صَلَا ِحهَا بِشَرْ ِ‬ ‫أَحْمَدَ وَفِيهِ ُبعْ ٌد ثُ ّم وَ َج ْدتُهُ َمْنصُوصًا صَرِيًا عَنْ أَ ْحمَدَ فِي الثّمَ َرةِ الْمُ ْ‬
‫ك اْلبَائِ ِع وَفِي‬ ‫ضمَانِ اْلبَائِ ِع ُمعَلّلًا ِبَأنّهَا فِي مِلْ ِ‬ ‫حةٍ َقبْلَ صَلَا ِحهَا َأنّهَا مِنْ َ‬ ‫شتَرِي َحتّى تَِل َفتْ ِبجَائِ َ‬ ‫أَخّ َرهَا الْمُ ْ‬
‫حصُ ُل بِهِ التّ َمكّنُ‬ ‫خِلَيةَ َم َع التّ ْميِي ِز َو ُهوَ الصّحِيحُ فَِلَأنّهُ َي ْ‬ ‫ُحكْمِ ِه َنقَلَ ُه َعنْهُ الْحَسَنُ بْنُ َثوَابٍ َوإِ ْن اعَْتبَ ْرنَا التّ ْ‬
‫حصُو ِل التّ َمكّنِ مِنْ‬ ‫مِ ْن اْلقَْبضِ وَِلهَذَا َيْنتَقِ ُل الضّمَانُ فِي َبيْ ِع الَْأ ْعيَا ِن الْ ُمتَ َميّ َزةِ بِ ُمجَرّ ِد اْلعَقْ ِد عَلَى الْمَ ْذ َهبِ لِ ُ‬
‫ج عَلَى ال ّروَاَي ِة الْأُ ْخرَى َوهِيَ ضَمَانُ َجمِي ِع [ الَْأعْيَانِ ] َقبْ َل اْل َقبْضِ‬ ‫خرّ ُ‬
‫ط الّنقْ ِل إنّمَا يُ َ‬ ‫الْ َقْبضِ ‪ ,‬وََلعَ ّل ا ْشتِرَا َ‬
‫جبُ عَلَى اْلبَائِعِ‬ ‫حقِي َق ِة الْ َقْبضِ دُونَ التّ َمكّ ِن ِمنْهُ وَاْلأَوّلُ َأ ْظهَرُ ِلَأنّ الّذِي يَ ِ‬ ‫فَلَا َيْنَتقِلُ الضّمَانُ [ ُهنَا ] إلّا بِ َ‬
‫ك الْبَائِ ِع مِ ْن مَالِهِ‬
‫شتَرِي ِلأَنّ فِيهِ تَفْرِيعًا لِ ِملْ ِ‬ ‫ب عَلَى الْمُ ْ‬ ‫التّ ْميِي ُز وَالتّخِْلَي ُة َوهُ َو التّسْلِيمُ َفَأمّا الّنقْلُ َفوَا ِج ٌ‬
‫س النّخْلِ فَِإ ّن الضّمَا َن َينَْتقِلُ فِيهِ‬ ‫شهَدُ لَ ُه شِرَا ُء الثّمَرِ فِي رُءُو ِ‬ ‫َفيَكُونُ ِبتَرْكِ ِه ُمفَ ّرطًا َفَينَْتقِ ُل الضّمَانُ إَليْهِ َويَ ْ‬
‫شتَرِي َأوْ لَ ْم َيقْ َطعْ ُه عَلَى الصّحِيحِ وََلكِنْ‬ ‫صلَا ِحَيتِهِ لَ ُه َسوَاءٌ قَ َطعَ ُه الْمُ ْ‬‫جرّ ِد اْنِتهَاءِ الثّمَرِ إلَى َأوَانِ أَ ْخ ِذهِ وَ َ‬ ‫بِمُ َ‬
‫هَ ْل ُيعَْتبَرُ لِاْنِتقَالِ الضّمَا ِن التّ َمكّ ُن مِ ْن اْلقَطْعِ َأمْ لَا ؟ خَرّ َجهَا ابْ ُن َعقِيلٍ عَلَى وَ ْج َهيْ ِن مِنْ الزّكَاةِ وَرَجّحَ‬
‫عَ َدمَ ا ْعتِبَا ِر التّ َمكّ ِن َواَلّذِي عََليْهِ اْلقَاضِي وَاْلأَ ْكثَرُونَ ا ْعِتبَارُ التّ َمكّ ِن مِ ْن النّقْلِ فِي َجمِي ِع الَْأعْيَانِ فَلَا يَزَالُ‬
‫ك َوأَنّ ُه َيضْمَنُ‬ ‫خلَافِ ذَلِ َ‬ ‫شتَرِي مِ ْن الّنقْ ِل وَصَرّحَ ابْ ُن َعقِيلٍ بِ ِ‬ ‫حصُ َل تَ َمكّنُ الْمُ ْ‬ ‫ضمَانِ اْلبَائِعِ َحتّى َي ْ‬ ‫فِي َ‬
‫جوَائِ ِح وَكَذَلِكَ‬ ‫سأََلةِ الْ َ‬‫الَْأ ْعيَا َن الْ ُمتَ َميّ َزةَ بِ ُمجَرّ ِد اْلعَقْ ِد َسوَا ٌء تَ َمكّنَ مِ ْن الْ َقْبضِ َأوْ لَ ْم َيتَ َمكّنْ كَمَا قَالَ فِي مَ ْ‬
‫ُحكْ ُم الْمَ ْملُوكِ ِبصُلْحٍ َأوْ ُخلْعٍ َأوْ صَدَاقٍ ‪.‬‬
‫‪184‬‬
‫( اْلقِسْمُ الثّانِي ) َأنْ َي ْعقِدَ عَلَ ْيهِ َعقْدًا وَيَ ْنقُ ُلهُ إلَى َيدِ الْ َم ْعقُودِ َلهُ ُث ّم يَنَْتهِي اْلعَ ْقدُ أَوْ يَ ْنفَسِخُ َوهُ َو َن ْوعَانِ‬
‫ستَأْ َج َرةُ إذَا‬
‫ضةٍ كَاْلبَيْعِ إذَا اْنفَسَ َخ َبعْدَ َقْبضِ ِه ِبعَْيبٍ َأوْ ِخيَا ٍر وَالْ َعيْ ُن الْمُ ْ‬
‫‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا ) َأ ْن َيكُونَ َعقْ َد ُمعَاوَ َ‬
‫ضهَا ثُ ّم طَّل َقهَا َقبْلَ الدّخُولِ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪َ :‬أ ْن يَكُونَ َغيْ َر‬ ‫اْنَت َهتْ الْمُ ّدةُ َأ ْو الْ َعيْ ُن اّلتِي أَصْدََقهَا الْمَ ْرَأ َة َوأَقَْب َ‬
‫ضةٍ َك َعقْدِ ال ّرهْنِ إذَا وَفّى ال ّديْ َن وَ َك َعقْدِ الشّرِ َكةِ وَالْ ُمضَا َرَب ِة اْلوَدِي َعةِ وَاْلوَكَاَلةِ إذَا فُسِ َخ اْل َعقْ ُد وَالْمَالُ‬ ‫ُمعَاوَ َ‬
‫ب وُجُوهٌ ‪ ( :‬أَحَ ُدهَا ) َأنّ ُحكْ َم الضّمَا ِن َبعْدَ‬ ‫فِي َأيْدِيهمْ َفَأمّا عُقُو ُد الْ ُمعَاوَضَاتِ َفَيَتوَجّهُ فِيهَا ِل ْلأَصْحَا ِ‬
‫َزوَا ِل الْ َعقْدِ ُحكْمُ ضَمَانِ الْمَالِكِ اْلَأوّلِ َقبْ َل التّسْلِيمِ فَِإنْ كَانَ مَضْمُونًا عََليْ ِه َبعْدَ اْنِتهَاءِ اْل َعقْ ِد َمضْمُونًا لَهُ‬
‫خطّابِ وَصَا ِحبِ اْلكَافِي فِي آ َخ َريْنِ ا ْعِتبَارًا ِلأَحَ ِد الضّمَاَنيْ ِن بِالْآخِرِ َفعَلَى هَذَا‬ ‫َوإِلّا َفلَا َوهِ َي طَرِي َقةُ َأبِي الْ َ‬
‫ضمِ َن َوِإنْ‬ ‫ح وَكَانَ مُتَ َميّزًا لَ ْم َيضْمَ ْن عَلَى الصّحِيحِ َوإِنْ كَانَ َغيْ َر ُمتَ َميّزٍ َ‬ ‫إنْ كَانَ عِوَضًا فِي َبيْعٍ َأوْ ِنكَا ٍ‬
‫ب يَسَْتقِ ّل بِ ِه مَ ْن ُهوَ فِي‬ ‫كَانَ فِي إجَا َرةٍ ضَ ِم َن بِكُلّ حَالٍ ‪ ( .‬وَاْلوَجْ ُه الثّانِي ) إنْ كَانَ اْنِتهَاءُ اْل َعقْ ِد بِسََب ٍ‬
‫ك غَيْ ِرهِ‬ ‫سبّبَ إلَى َجعْ ِل ِملْ ِ‬ ‫شتَرِي َأوْ يُشَا ِركُ فِي ِه الْآخَرُ كَاْلفَسْ ِخ ِمْنهُمَا َف ُهوَ ضَامِنٌ لَهُ ِلَأنّهُ يُ َ‬ ‫يَ ِدهِ َكفَسْ ِخ الْمُ ْ‬
‫ب ِمنْهُ‬ ‫فِي يَ ِد ِه َوِإنْ ا ْستَقَ ّل بِ ِه الْآخَرُ َكفَسْ ِخ اْلبَائِ ِع َوطَلَاقِ ال ّز ْوجِ فَلَا ضَمَانَ ِلأَنّهُ َحصَلَ فِي يَ ِد هَذَا ِبغَيْرِ سََب ٍ‬
‫وَلَا عُ ْدوَانٍ َف ُهوَ كَمَا َلوْ أَلْقَى َثوْبَهُ فِي دَا ِرهِ بِ َغيْرِ َأمْ ِر ِه َوهَذَا اْلوَجْهُ ظَاهِ ُر مَا ذَ َك َرهُ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي فِي‬
‫سّببَ إلَى رَفْ ِع اْل َعقْ ِد مَعَ‬ ‫ق َوعَلَى هَذَا َيَتوَجّهُ ضَمَا ُن الْ َعيْ ِن الْ ُمؤَجّ َر ِة َبعْ َد انِْتهَا ِء الْمُ ّدةِ ِلأَنّهُ تَ َ‬ ‫سأََل ِة الصّدَا ِ‬ ‫مَ ْ‬
‫شتَرِي‬ ‫ك وَِلهَذَا َيتَمَلّكُ الْمُ ْ‬ ‫ض إنّمَا كَانَ لَا ِزمًا ِلوُجُوبِ الدّ ْفعِ لِلْ ِملْ ِ‬ ‫الْ ُمؤَجّرِ ‪َ ,‬ووُجّهَ َأ ّن الْإِ ْذنَ فِي اْل َقبْ ِ‬
‫ستَأْجِرُ أَخَ َذ ُه بِدُونِ إ ْذنِهِ َفَبعْدَ َزوَا ِل الْمِلْكِ لَا يُوجَدُ إ ْذنٌ سَابِ ٌق وَلَا لَا ِح ٌق وََلوْ ُقدّ َر وُجُو ُد الْإِ ْذنِ فِي‬ ‫وَالْمُ ْ‬
‫ض مِ ْلكِ ِه ُهوَ ‪ ( .‬وَاْلوَجْ ُه الثّالِثُ ) ‪ُ :‬حكْمُ‬ ‫ك عََليْهِ َفلَا َيكُونُ إ ْذنًا فِي َقْب ِ‬ ‫الْ َقْبضِ فَِإنّمَا أُ ِذنَ فِي َقْبضِ مَا َملَ َ‬
‫سخِ ِه َمضْمُونًا‬ ‫الضّمَا ِن َبعْ َد الْفَسْخِ ُحكْ ُم مَا َقبْلَهُ فَِإنْ كَا َن َمضْمُونًا َف ُه َو َمضْمُونٌ َوإِلّا فَلَا يَكُونُ اْلَبيْعُ َبعْدَ فَ ْ‬
‫ح بِذَلِكَ اْلقَاضِي فِي‬ ‫صرّ َ‬ ‫حكْ ِم [ الْ َعقْ ِد وَلَا ] يَزُو ُل الضّمَانُ بِاْلفَسْخِ َ‬ ‫شتَرِي بِ ُ‬ ‫ِلأَنّهُ كَانَ َمضْمُونًا عَلَى الْمُ ْ‬
‫ق عَلَى الْ َم ْرأَ ِة َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ صَا ِحبِ الْ ُمحَرّرِ َوَأنّهُ لَا ضَمَانَ فِي‬ ‫خِلَافِهِ َو ُمقَْتضَى هَذَا ضَمَا ُن الصّدَا ِ‬
‫ح بِذَلِكَ الْقَاضِي َوغَيْ ُرهُ ‪ُ .‬يوَجّ ُه ِبأَ ّن الْ َمبِي َع وَالصّدَاقَ‬ ‫الْإِجَا َرةِ ِلأَنّ اْل َعيْنَ َل ْم َتكُنْ َمضْمُوَن ًة مِنْ َقبْلُ ‪ ,‬وَصَرّ َ‬
‫ستَأْ َج َرةِ فَِإنّهُ أُ ْقِبضَهَا مَ َع عِ ْلمِ ِه بَِأّنهَا مِ ْلكُهُ َفكَانَ إ ْذنًا فِي‬ ‫ف اْل َعيْ ِن الْمُ ْ‬ ‫إنّمَا أُ ْقبِضَهُ لِاْنتِقَا ِل مِ ْلكِ ِه َعنْهُ ِبخِلَا ِ‬
‫ختْ َقبْ َل اْنِتهَاءِ‬ ‫خطّابِ َلوْ عَجّلَ أُ ْج َرَتهَا ثُ ّم اْنفَسَ َ‬ ‫ف الَْأوّلِ َحتّى قَالَ اْلقَاضِي َوَأبُو الْ َ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫َقْبضِ مِ ْلكِ ِه بِ ِ‬
‫جمِيعِ‬ ‫ستَوِْفيَ الْأُجْ َر َة وَلَا َيكُونُ ضَا ِمنًا ‪ ( .‬وَاْلوَجْهُ الرّابِعُ ) َأنّهُ لَا ضَمَانَ فِي الْ َ‬ ‫سهَا َحتّى يَ ْ‬ ‫الْمُ ّدةِ فَلَهُ َحبْ ُ‬
‫ت يَ ِدهِ مِلْكُ‬ ‫ح َ‬ ‫صرّحَ بِذَلِكَ َأبُو الْخَطّابِ فِي الِاْنتِصَارِ ِلَأنّهُ َحصَ َل تَ ْ‬ ‫ضةً َ‬ ‫حَ‬ ‫َويَكُونُ الْ َمبِي ُع َبعْدَ فَسْخِهِ َأمَاَنةً َم ْ‬
‫جرّدِ وَابْنُ‬ ‫غَيْ ِر ِه ِب َغيْ ِر عُ ْدوَانٍ فَلَمْ يَضْ َمنْهُ كَمَا َلوْ َأطَارَتْ الرّيحُ إَليْهِ َث ْوبًا وَكَذَلِكَ ا ْختَا َرهُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫ق َبعْدَ الطّلَاقِ ‪ ( .‬وَاْلوَجْهُ الْخَا ِمسُ ) ‪ :‬الّتفْرِي ُق َبيْنَ أَ ْن َينَْت ِهيَ اْل َعقْدُ َأوْ يُ َطلّقَ ال ّزوْجُ ‪,‬‬ ‫َعقِيلٍ فِي الصّدَا ِ‬
‫ضةً ِلأَنّ ُحكْ َم الْمَالِكِ ا ْرَتفَ َع َوعَا َد مِ ْلكًا لِ ْلَأوّلِ ‪ ,‬وَفِي‬ ‫حَ‬ ‫َوبَيْنَ َأنْ يَْنفَسِ َخ اْل َعقْدُ َففِي الَْأوّ ِل َيكُونُ َأمَانَ ًة مَ ْ‬
‫الْفَسْ ِخ َيكُو ُن َمضْمُونًا ِلَأ ّن الْفَسْ َخ يَرَْفعُ ُحكْ َم اْل َعقْدِ بِالْكُّلّيةِ َفَيصِيُ َمضْمُونًا بِ َغيْ ِر َعقْدٍ َأ ْو عَلَى وَجْهِ السّ ْومِ‬
‫ح بِذَلِكَ الْأَزَ ِجيّ فِي الّنهَاَيةِ وَصَا ِحبُ التّلْخِيصِ َوهُ َو ظَاهِرُ كَلَامِ ابْ ِن َعقِيلٍ‬ ‫فِي صُو َرةِ اْلَبيْعِ ‪َ ,‬ومِمّنْ صَرّ َ‬
‫فِي مَسَائِلِ الرّ ّد بِاْلعَْيبِ وَصَرّحَ بَِأنّهُ يَضْمَنُ نَ ْقصَهُ فِيمَا َقبْ َل اْلفَسْخِ َوبَعْ َد ُه بِاْلقِي َمةِ لِا ْرِتفَاعِ اْل َعقْ ِد َويَصِ ُي‬
‫سوْمِ ‪َ .‬وَنقَلَ الَْأثْ َرمُ عَنْ أَحْمَدَ فِيمَنْ دَفَعَ [ إلَى ] آ َخرَ دِينَارًا مِنْ شَيْءٍ كَانَ لَ ُه عََليْهِ‬ ‫َمقْبُوضًا عَلَى وَجْهِ ال ّ‬
‫خرَجَ فِي ِه َن ْقصٌ َفقَالَ لِلدّافِعِ ُخ ْذهُ َوَأعْ ِطنِي َغيْ َرهُ َفقَالَ َأمْسِكْ ُه َمعَكَ َحتّى ُأبَدّلَهُ لَكَ َفضَاعَ الدّينَارُ َفقَالَ‬ ‫فَ َ‬
‫ب َبعْدَ فَسْخِهِ َأمَاَنةٌ‬ ‫خ ِب َعيْ ٍ‬
‫حتَمِلُ َأنْ َيكُو َن مُرَا ُدهُ َأنّ الْ َمفْسُو َ‬ ‫مَا أَعَْل ُم عََليْهِ شَْيئًا إنّمَا ُهوَ السّا َعةَ ُم ْؤتَمَنٌ ‪َ ,‬فَي ْ‬
‫حتَمَ ُل َو ُهوَ َأ ْظهَرُ َأنْ يَكُونَ إنّمَا َج َعلَهُ َأمَاَنةً ِلَأمْ ِر الْ ُمعْطِي بِِإمْسَاكِهِ لَهُ َف ُهوَ كَإِيدَاعِ ِه ِمنْهُ ‪ ( .‬وَالّنوْعُ‬ ‫‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫ت وَالْ ِهَبةِ‬ ‫خ ْ‬
‫الثّانِي ) ُعقُودُ الشّرِكَات كَاْلوِكَاَل ِة الْوَدِي َع ِة وَالشّرِ َكةِ وَالْ ُمضَا َرَب ِة وَال ّرهْنِ إذَا اْنَتهَتْ َأوْ اْنفَسَ َ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ َففِيهَا وَ ْجهَانِ ‪:‬‬ ‫خهَا مُطَْلقًا كَمَا أَ ْفتَى بِهِ ال ّ‬ ‫سِ‬ ‫جوَازِ فَ ْ‬ ‫إذَا رَ َجعَ فِيهَا اْلأَبُ ‪َ ,‬أوْ قِي َل بِ َ‬
‫جبُ رَ ّدهُ إلَى صَا ِحبِهِ‬ ‫ح بِهِ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ال ّرهْ ِن َوَأنّهُ لَا يَ ِ‬ ‫( أَحَ ُدهُمَا ) َأّنهَا َغيْ ُر َمضْمُوَنةٍ صَرّ َ‬
‫ح بِهِ الْقَاضِي َوَأبُو الْخَطّابِ‬ ‫اسِْتصْحَابًا لِلِْإ ْذنِ السّابِ ِق وَالِاْئتِمَانِ كَمَا صَرّحُوا بِهِ فِي الْإِجَا َر ِة وَكَذَلِكَ صَرّ َ‬
‫حتَمِلُ‬ ‫سمّاةِ َوَأّنهَا تَْبقَى َأمَاَنةً كَمَا َلوْ أَطَارَتْ الرّيحُ إلَى دَا ِر ِه َثوْبًا ‪ ,‬هَذَا يَ ْ‬ ‫فِي خِلَاَفْيهِمَا فِي َبقِّي ِة اْلعُقُو ِد الْمُ َ‬
‫جبُ الدّفْعُ ِلَأ ّن الْوَا ِجبَ التّ َمكّ ُن ِمنْهُ لَا حَ ْملُهُ إلَيْهِ كَمَا َتقَ ّدمَ ‪ .‬وَاْلفَ ْرقُ َبيْنَ‬ ‫ك بِالْحَالِ لَا َي ِ‬ ‫َأنّهُ مَ َع عِ ْل ِم الْمَالِ ِ‬
‫ت ُتضْمَ ُن بِاْل َعقْدِ َوبِاْل َقْبضِ فَِإذَا كَا َن َعقْ ُدهَا ُمضَ ّمنًا‬ ‫ضةِ وَالْ ُمعَاوَضَاتِ َأنّ الْ ُمعَاوَضَا ِ‬ ‫حَ‬ ‫ُعقُو ِد اْلَأمَانَاتِ الْ َم ْ‬
‫ك بِاْلفَسْخِ ‪ ( .‬وَالْوَجْ ُه الثّانِي ) َأنّهُ يَصِيُ‬ ‫ك َو ُعقُو ُد اْلَأمَانَاتِ لَا ُتضْمَ ْن بِاْل َعقْدِ َفكَذَلِ َ‬ ‫خهَا كَذَلِ َ‬ ‫سُ‬ ‫كَانَ فَ ْ‬
‫ح بِهِ الْقَاضِي فِي‬ ‫َمضْمُونًا إنْ َل ْم ُيبَادِرْ إلَى الدّ ْفعِ إلَى الْمَالِكِ كَمَنْ َأطَارَتْ الرّيحُ إلَى دَا ِرهِ َث ْوبًا وَصَرّ َ‬
‫شعِ ُر بِاْلفَ ْرقِ َبيْ َن اْلوَدِي َعةِ وَال ّرهْنِ‬ ‫َموْضِعٍ آ َخ َر مِنْ خِلَافِهِ فِي اْلوَدِي َع ِة وَاْلوِكَاَل ِة وَكَلَامُ الْقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ يُ ْ‬
‫فَِإّنهُمَا عَلّلَا َك ْونَ ال ّرهْنِ َأمَاَن ًة بَِأنّهُ َأمَاَن ٌة َو َوثِي َقةٌ فَإِذَا زَاَلتْ اْل َوثِي َق ُة َبقَِيتْ الَْأمَاَنةُ كَمَا َلوْ كَا َن ِعنْدَ ُه وَدِي َعةٌ‬
‫َفأَ ِذنَ لَهُ فِي َبْيعِهَا ثُ ّم َنهَاهُ ‪ ,‬وَهَذَا التّعْلِي ُل ُم ْقَتضَا ُه اْلفَ ْرقُ َبيْ َن اْلوَدِي َعةِ َوَبيْنَ الشّرِ َك ِة وَالْ ُمضَا َربَ ِة وَاْلوِكَالَةِ‬
‫ف الْوَدِي َعةِ فَِإنّهُ‬ ‫ف َبقِ َي الِائْتِمَا ُن بِخِلَا ِ‬ ‫شتَمَِل ًة عَلَى ائْتِمَا ٍن َوتَصَرّفٍ فَإِذَا زَا َل التّصَرّ ُ‬ ‫ِلأَ ّن هَ ِذهِ اْل ُعقُودَ كُّلهَا مُ ْ‬
‫ب مِنْ ضَمَاِنهَا‬ ‫ص َ‬ ‫ك الْغَا ِ‬ ‫َلْيسَ فِيهَا َغيْ ُر ائْتِمَا ٍن مُجَرّدٍ فَِإذَا زَالَ صَارَ ضَا ِمنًا وَ ُحكْ ُم الْ َم ْغصُوبِ إذَا َأبْرَأ الْمَالِ ُ‬
‫كَمَا ذَكَ ْرنَا ‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫ت مُوَ ّرُثهُ وَعِ ْن َدهُ َودِي َعةٌ َأوْ َشرِ َكةٌ َأوْ مُضَا َرَبةٌ‬ ‫حصّلُ فِي يَ ِدهِ ِب َغيْرِ ِفعْلِهِ كَ َمنْ مَا َ‬ ‫( اْلقِسْمُ الثّاِلثُ ) َأ ْن تُ َ‬
‫فَانَْتقَلَتْ إلَى َيدِهِ فَلَا يَجُوزُ لَ ُه الْإِمْسَا ُك بِدُونِ إعْلَا ِم الْمَالِكِ كَمَا َسبَقَ ِلأَ ّن الْمَالِكَ لَ ْم َي ْأتَ ِمنْهُ ‪ ,‬وَقَدْ َنصّ‬
‫ح َ‬
‫ت‬ ‫صيّ َحتّى ُيقِ ّرهُ الْحَاكِمُ فِي يَ ِدهِ فَِإ ْن تَِل َفتْ تَ ْ‬ ‫أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن هَاِنئٍ فِي ال ّرهْنِ َأنّهُ لَا َيقَرّ فِي يَد اْلوَ ِ‬
‫يَ ِدهِ َقبْ َل التّ َمكّ ِن مِ ْن الْأَدَاءِ َفلَا ضَمَانَ ِلعَ َد ِم الّتفْرِيطِ ‪ ,‬وَكَمَا َل ْو تَِل َفتْ الّلقَ َطةُ َقبْ َل ُظهُو ِر الْمَالِكِ ‪َ ,‬وَيتَخَرّجُ‬
‫شهُورُ الضّمَانُ ِلَتعَدّيهِ ِبتَ ْركِ‬
‫وَجْهٌ آ َخ ُر بِالضّمَانِ كَمَا خَرّجَهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي اْلَبيْعِ ‪َ ,‬وإِ ْن تَِل َفتْ َبعْ َدهُ فَالْمَ ْ‬
‫الرّ ّد مَ َع إ ْمكَانِهِ َو ُه َو غَيْرُ ُمؤْتَمَنٍ ‪ ,‬وَ َحكَى صَا ِحبُ الْ ُم ْقنِعِ وَ ْجهًا آ َخ َر َوَأشَارَ إَليْهِ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ َأنّهُ لَا‬
‫سَتأْجِ ِر َوَبْيَنهُمَا فَ ْرقٌ فَِإ ّن‬
‫ضتْ مُ ّد ُة الْإِجَا َر ِة ثُ ّم تَِل َفتْ الْ َعيْ ُن ِعنْدَ الْمُ ْ‬‫ضَمَا َن َويَكُونُ َأمَاَنةً عِنْ َدهُ كَمَا َل ْو انْ َق َ‬
‫ف هَذَا وَكَذَلِكَ ُحكْ ُم مَنْ َأطَارَتْ الرّيحُ إلَى بَْيتِ ِه َثوْبًا كَمَا‬ ‫حبٌ لِلِْإ ْذنِ فِي اْلقَْبضِ بِخِلَا ِ‬ ‫ستَصْ ِ‬ ‫ستَأْ ِجرَ مُ ْ‬
‫الْمُ ْ‬
‫ك َوِإمْسَاكِهِ عَ ْن الْمُطَاَلَبةِ‬ ‫َسبَقَ َووَقَعَ فِي َب ْعضِ َكلَامِ الْقَاضِي َأنّهَا َأمَاَنةٌ ِعنْ َد ُه وََلعَلّ ُمرَا َدهُ َم َع عِلْ ِم الْمَالِ ِ‬
‫َفيَكُونُ َتقْرِيرًا ‪ ,‬وََلوْ َدخَلَ َحَيوَانٌ ِل َغيْ ِرهِ َأوْ َعبْدٌ لَهُ إلَى دَا ِرهِ َفعََليْهِ َأنْ ُيخْرِجَهُ ِليَ ْذهَبَ كَمَا جَاءَ ِلأَ ّن يَ َدهُ َلمْ‬
‫ف الّثوْبِ ذَكَ َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ ‪.‬‬ ‫َتثُْبتْ عََلْيهِمَا ِبخِلَا ِ‬
‫‪186‬‬
‫حةِ‬‫ضهُ آ ِخ ُذهُ لِمَصْ َل َ‬ ‫حصُ ُل بِ ِه الْمِلْكُ َفثَلَاَثةُ أَقْسَامٍ ( أَحَ ُدهَا ) مَا قَبَ َ‬ ‫َفصْ ٌل َوَأمّا مَا ُقِبضَ مِ ْن مَالِكِ ِه ِب َعقْدٍ لَا يَ ْ‬
‫ض اْلعَيْ ِن وَقَعَ‬ ‫سهِ كَالْعَا ِريّةِ َف ُهوَ َمضْمُونٌ فِي ظَاهِ ِر الْمَ ْذ َهبِ ‪ .‬قَالُوا ِلأَنّ الْإِ ْذ َن إنّمَا َتعَلّ َق بِالِاْنتِفَا ِ‬
‫ع وََقبْ ُ‬ ‫َنفْ ِ‬
‫ع َتعَلّ َق‬ ‫سقُطُ َعنْ ُه الضّمَانُ ِلأَنّ إ ْذنَ الشّ ْر ِ‬ ‫مِنْ َحْيثُ اللّزُومِ َف ُهوَ َك َقْبضِ الْ ُمضْطَرّ مَا َل غَيْ ِرهِ لِإِ ْحيَا ِء َنفْسِهِ لَا يَ ْ‬
‫ف مِ ْن بَابِ اللّزُو ِم وََلوْ َو َهبَ ُه ِشقْصًا مِ ْن َعيْ ٍن ثُمّ أَ ْقبَضَ ُه اْلعَيْنَ كُّلهَا َففِي‬ ‫بِإِ ْحيَا ِء َنفْسِهِ وَجَا َء الِْإ ْذنُ فِي الِْإتْلَا ِ‬
‫جرّ ِد وَاْلفُصُولِ َيكُو ُن َنصِيبُ الشّرِيكِ َودِيعَ ًة ِعنْ َدهُ وَا ْستَدْ َركَ ذَلِكَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ وَقَا َل بَ ْل ُهوَ‬ ‫الْمُ َ‬
‫ع بِ ِه مَجّانًا ‪َ ,‬أمّا إ ْن طََلبَ‬ ‫صحِي ٌح إنْ كَانَ أَ ِذنَ لَهُ فِي الِاْنِتفَا ِ‬ ‫ض َوهَذَا َ‬ ‫عَا ِرّيةٌ َحيْثُ َقَبضَهُ ِلَيْنتَفِعَ بِهِ ِبلَا ِعوَ ٍ‬
‫حفْظِ َفوَدِي َعةٌ وََلوْ قَالَ أَحَدُ الشّرِيكَيْنِ ِل ْل َعبْدِ‬ ‫ِمنْهُ أُ ْج َرةً َف ِهيَ إجَا َرٌة َوِإنْ لَمْ يَأْ َذنْ لَهُ فِي الِاْنِتفَاعِ بَلْ فِي الْ ِ‬
‫ت الَْأوّ ِل ِمْنهُمَا َويَكُونُ فِي يَ ِد الثّانِي عَا ِرّيةً فَِإذَا مَاتَ‬ ‫شتَ َركِ َأْنتَ َحبِيسٌ عَلَى آ ِخ ِرنَا َم ْوتًا لَ ْم َي ْعتِقْ لِ َموْ ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫عَتَقَ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ ‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫حضٌ َلكِنْ إذَا تَِل َفتْ اْلوَدِي َعةُ مِنْ‬ ‫ي مَ ْ‬‫صةً كَالْمُودَعِ َف ُهوَ َأمِ ٌ‬ ‫حةِ مَاِلكِهِ خَا ّ‬ ‫( اْلقِسْمُ الثّانِي ) مَا أَ َخ َذهُ لِمَصْ َل َ‬
‫ب مَنْ يَْبنِيه عَلَى َأنّ َقوْلَ ُه هَ ْل ُي ْقبَلُ فِي ذَلِكَ َأمْ لَا ‪َ ,‬و ِمْنهُ ْم مَ ْن‬ ‫َبيْنِ مَالِهِ َففِي ضَمَانِهِ ِخلَافٌ فَ ِم ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫َيقُو ُل تََل ُفهَا مِ ْن َبيْ ِن مَالِهِ َأمَا َرةٌ عَلَى َتفْرِيطِهِ فِيهَا وََقدْ فَ ّرقَ أَحْمَدُ َبيْنَ اْلعَا ِرّي ِة الْوَدِي َعةِ ِبأَنّ الْيَدَ فِي اْلعَا ِرّيةِ‬
‫صيّ وَاْلوَكِيلُ ِب َغيْرِ‬
‫ك اْلوَ ِ‬ ‫حةِ فِيهِمَا وَكَذَلِ َ‬ ‫آخِ َذٌة وَفِي اْلوَدِي َع ِة ُمعَاطَاةٌ وَ ُه َو يَرْ ِجعُ إلَى َت ْعيِيِ ِج َه ِة الْ َمصْلَ َ‬
‫ُجعْلٍ َحتّى َلوْ كَانَ لَهُ َديْ ٌن َوعََليْهِ [ َديْنٌ ] َفوَكّلَهُ فِي َقْبضِ مَالٍ لَ ُه َوأَ ِذنَ لَهُ َأ ْن يَسَْتوِْفيَ َحقّ ُه ِمنْهُ َفتَلِفَ‬
‫الْمَالُ َقبْ َل اسْتِيفَائِهِ فَِإنّهُ لَا َيضْ َمنُهُ َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ُمَثنّى اْلأَْنبَارِيّ ‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫ضهُ لِمَ ْن َف َعةٍ َتعُودُ إلَ ْيهِمَا َو ُهوَ َنوْعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا مَا أَخَ َذ ُه عَلَى وَجْ ِه الْمِلْكِ َفَتَبيّنَ‬ ‫( اْلقِسْمُ الثّاِلثُ ) مَا قَبَ َ‬
‫فَسَا ُدهُ َأ ْو عَلَى وَجْهِ السّ ْومِ َفَأمّا اْلَأوّلُ َف ُه َو الْ َم ْقبُوضُ ِب َعقْدٍ فَاسِ ٍد َو ُهوَ َمضْمُونٌ فِي الْمَ ْذ َهبِ ِلأَنّهُ َقَبضَ ُه‬
‫عَلَى َوجْ ِه الضّمَا ِن وَلَا بُ ّد َوَنقَلَ ابْ ُن مشيش وَ َحرْبٌ عَنْ أَحْمَدَ مَا يَدُ ّل عَلَى َأنّهُ َغيْ ُر َمضْمُونٍ كَالْ َم ْقبُوضِ‬
‫ج َريَا ِن الْخِلَافِ فِيهِ ابْنُ الزاغون فِي َفتَاوِيهِ َونَقَلَ َحنْبَلٌ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي‬ ‫ح بِ َ‬
‫عَلَى َوجْهِ السّ ْومِ ‪ .‬وَكَذَلِكَ صَرّ َ‬
‫ص َو َشّبهَهُ بِال ّرهْ ِن‬ ‫صتْ ِب َغيْ ِر اسِْتعْمَالِهِ لَ ْم َيضْمَ ْن الّنقْ َ‬ ‫اْلهَِبةِ لِلّثوَابِ إنْ أَرَادَ رَ ّدهَا عَلَى صَا ِحِبهَا ‪ .‬وَقَ ْد َن َق َ‬
‫َوتََأوّلَهُ الْقَاضِي ِبتَ ْأوِيلٍ َبعِيدٍ ِجدّا وَقَدْ رَ ّدهُ َأبُو الْبَرَكَاتِ فِي َتعْلِيقِ ِه عَلَى اْلهِدَاَيةِ ثُمّ ا ْختَارَ ُه َو تَخْرِيُ ُه عَلَى‬
‫صهَا قَا َل وَلَا ِز ُم هَذَا َأنْ َنقُولَ لَا‬ ‫أَ ّن اْل ِهبَةَ لِلّثوَابِ يَغِْلبُ فِيهَا ُحكْ ُم اْل ِهبَاتِ َومِنْ ُحكْ ِم اْل ِهَبةِ َأنْ لَا َيضْمَ َن َنقْ َ‬
‫ت ِبغَيْ ِر َتعَدّ قَا َل َوهَذَا ِعنْدِي أَحْسَ ُن اْلوُجُوهِ قَا َل َومَ َع هَذَا َففِي ِه نَظَ ٌر َو ُهوَ كَمَا قَالَ‬ ‫َيضْمَنُ قِي َمَتهَا إذَا تَِل َف ْ‬
‫حتَ َم ُل ِعنْدِي‬ ‫شّبهُهُ بِال ّرهْنِ ‪َ .‬ويُ ْ‬ ‫ص ِب ِفعْلِهِ َأوْ ِب َغيْرِ ِفعْلِ ِه وَلَمَا صَ ّح تَ َ‬
‫ق َبيْنَ َأنْ َتْنقُ َ‬ ‫ِلأَنّهُ َلوْ كَانَ كَذَلِكَ َلمَا فَ ّر َ‬
‫ك ] ُموَاِفقًا‬ ‫جهُولِ فَاسِ َدةٌ َفَيكُونُ [ ذَلِ َ‬ ‫ب الْمَ ْ‬ ‫تَخْرِيُ ُه عَلَى أَحَ ِد َو ْج َهيْنِ إمّا َأنْ َيكُونَ عَلَى َأنّ اْل ِهَبةَ بِالّثوَا ِ‬
‫ح ٌة َو ُهوَ الَْأ ْظهَرُ ِل َقوْلِهِ ثُمّ‬ ‫صحِي َ‬ ‫ي َعنْهُ فِي الْ َم ْقبُوضِ ِب َعقْدٍ فَاسِدٍ َأنّ ُه غَيْ ُر َمضْمُو ٍن َوإِمّا عَلَى َأّنهَا َ‬ ‫لِمَا ُروِ َ‬
‫حةِ َف َعلَى هَذَا إنّمَا لَ ْم ُيضَ ّمنْهُ‬ ‫أَرَادَ َر ّدهُ إلَى مَالِكِهِ فَ َد ّل عَلَى َأنّ لَ ُه إمْسَاكَهُ َوذَلِكَ لَا يَكُونُ [ إلّا ] مَ َع الصّ ّ‬
‫ك َشّب َههَا بِال ّرهْ ِن َو َسنَزِي ُدهُ إيضَاحًا فِي‬ ‫ض وَكَذَلِ َ‬ ‫ك بِدُونِ دَفْ ِع اْل ِعوَ ِ‬ ‫الّن ْقصَ ِلَأنّ اْلهَِبةَ لِلّثوَابِ لَا تُ ْملَ ُ‬
‫حكِي فِي‬ ‫ب مَ ْن َي ْ‬ ‫سوْمِ فَمِنْ الْأَصْحَا ِ‬ ‫ض عَلَى َوجْهِ ال ّ‬ ‫سوْ ِم إنْ شَاءَ اللّ ُه َتعَالَى ‪َ ,‬وَأمّا الْ َم ْقبُو ُ‬ ‫ض بِال ّ‬‫الْ َمقْبُو ِ‬
‫صحّ َح الضّمَانُ ِلَأنّهُ‬ ‫ضَمَانِهِ ِروَايََتيْنِ َسوَاءٌ أَخَ َذ ِبَتقْدِي ِر الثّمَنِ َأ ْو بِدُونِهِ َو ِهيَ طَرِي َقةُ الْقَاضِي ‪ ,‬وَابْ ِن َعقِيلٍ وَ ُ‬
‫ض ِب َعقْدٍ فَاسِ ٍد ثُ ّم إنْ كَانَ لَ ْم ُيقَدّ ْر الثّمَنَ ضَ ِمنَ ُه ِبقِي َمتِهِ‬ ‫َمقْبُوضٌ عَلَى وَجْ ِه اْلبَدَ ِل وَاْل ِعوَضِ َف ُهوَ كَالْ َم ْقبُو ِ‬
‫َوإِلّا َفهَلْ يَضْ َمنُ ُه بِاْلقِي َمةِ َأ ْو بِالثّمَ ِن [ الْ ُمقَدّرِ ] ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ذَكَ َرهُمَا ابْ ُن َعقِيلٍ وَقَالَ ابْنُ َأبِي مُوسَى إنْ‬
‫ك إ ْن سَا َومَ صَا ِحبَهُ‬ ‫أَخَ َذ ُه مَ َع َتقْدِي ِر الثّمَنِ ِليُ ِريَهُ أَهْلَهُ َفِإنْ رَضُو ُه ابْتَاعَهُ َف ُهوَ َمضْمُونٌ بِ َغيْرِ خِلَافٍ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫بِهِ وََل ْم َيقْطَ ْع ثَ َمنَهُ َوأَ َخ َذهُ ِليُ ِريَهُ َأهْلَ ُه َوِإنْ أَ َخ َذهُ بِِإ ْذنِ مَاِلكِهِ مِ ْن غَيْ ِر َس ْو ٍم وَلَا قَطْ ِع ثَ َمنٍ ِليُ ِريَهُ أَهْلَهُ َفِإنْ‬
‫رَضُوهُ وَ ْزنَ ثَ َمنِهِ َففِيهِ ِروَاَيتَانِ َأيْضًا َأ ْظهَ ُرهُمَا َأنّ ُه غَيْرُ مَضْمُو ٍن عََليْهِ َو َجعَلَ السّامِرِيّ الضّمَانَ فِيمَا قُطِعَ‬
‫خلَافُ إذَا ُق ْلنَا َل ْم َينْ َعقِدْ‬ ‫جرِي فِيهِ الْ ِ‬ ‫خيَا ِر َوهَذَا يَ ُد ّل عَلَى َأنّ ُه يَ ْ‬ ‫ط الْ ِ‬ ‫شرْ ِ‬ ‫ثَ َمنُهُ َمْبِنيّا عَلَى َأنّهُ بَيْ ٌع بِالْ ُمعَاطَاةِ بِ َ‬
‫ك وَفِي َكلَامِ أَحْمَدَ إيَاءٌ إلَى ذَلِكَ ِلأَنّهُ عَلّلَ الضّمَانَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ بَِأنّ ُه مِ ْلكُهُ وَعَلّلَ فِي‬ ‫الَْبيْ ُع بِذَلِ َ‬
‫ِروَايَ ِة َغيْ ِرهِ اْنِتفَاءَ الضّمَانِ فِيمَا إذَا لَ ْم ُيقْطَ ْع ثَ َمنُهُ بَِأنّهُ مِلْكٌ ِل ْلبَائِ ِع َبعْدُ َحتّى ُيقْطَ ُع ثَ َمنُهُ َف ُفهِ َم ِمنْهُ َأنّ ُه مَعَ‬
‫شتَرِي َوُيؤْخَ ُذ مِنْ ذَلِكَ َأنّ الْ َم ْقبُوضَ ِب َعقْدٍ فَاسِدٍ لَا ُيضْمَنُ َأْيضًا ِلَبقَاءِ‬ ‫الْقَ ْط ِع يَْنَتقِ ُل الْمِلْكُ فِيهِ إلَى الْمُ ْ‬
‫ختَارَ َأيَّتهُمَا شَاءَ فَلَا يَضْ َمُنهَا َوَبيْنَ َأنْ‬ ‫ق َبيْنَ َأنْ َيكُو َن الْ َمأْخُو ُذ سِ ْل َعَتيْنِ ِليَ ْ‬ ‫الْمِلْكِ فِيهِ لِمَاِلكِهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ فَ ّر َ‬
‫خيَارِ َويَكُونُ‬ ‫ط الْ ِ‬ ‫حتَمِ ُل ثَلَاَثةَ ُأمُورٍ ( أَحَ ُدهَا ) مَا قَالَ السّامِرِيّ َأنّهُ َبيْ ٌع بِشَرْ ِ‬ ‫يَكُونَ ِس ْل َعةً وَاحِ َد ًة َوهَذَا َي ْ‬
‫الْ ُمعَلّ ُق عَلَى الرّضَا فَسْخُهُ لَا عَقْ ُدهُ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) أَ ْن َيكُو َن بَْيعًا ُمعَّلقًا عَلَى َشرْطٍ َفقَدْ َفعَلَهُ أَ ْحمَدُ ِبَنفْسِهِ‬
‫ق َبيْنَ َأ ْن َيتْلَفَ َقبْلَ الرّضَى بِهِ َأ ْو َبعْ َدهُ ‪ ( .‬وَالثّاِلثُ ) ‪َ :‬أنْ‬ ‫لَمّا َرهَ َن َنعْلَ ُه بِالثّمَ ِن َوُيْبعِدُ هَذَا َأنّهُ لَ ْم ُيفَ ّر ْ‬
‫ح ِة ِمثْلِ ذَلِكَ فِي النّكَاحِ فِي ِروَاَيةِ‬ ‫صّ‬ ‫س وَقَدْ َنصّ عَلَى ِ‬ ‫يَكُونَ َبْيعًا بِ ُمعَاطَا ٍة تَرَاخَى اْل َقبُولُ فِيهِ عَ ْن الْ َمجِْل ِ‬
‫شتَرِي ِزيَا َدةً عَلَى َحقّ ِه غَلَطًا َفِإّنهَا َتكُو ُن َمضْمُوَنةً عََليْهِ ِلَأنّهُ‬ ‫ض الْمُ ْ‬‫ع مَا إذَا َقَب َ‬ ‫َأبِي طَالِبٍ ‪َ ,‬ومِ ْن هَذَا الّن ْو ِ‬
‫حتَمِلُ َأنْ لَا يَضْ َم َن عَلَى َم ْعنَى َتعْلِيلِ‬ ‫ب َويَ ْ‬ ‫َقَبضَهَا عَلَى وَجْ ِه اْل ِعوَضِ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَاْلأَصْحَا ُ‬
‫ف ِمنْهُ َقدْ َر‬ ‫ك اْلبَائِ ِع َومِنْ ذَلِكَ َلوْ دَفَعَ إلَيْهِ كِيسًا وَقَالَ لَ ُه اسَْتوْ ِ‬ ‫س ْومِ َأنّهُ عَلَى مِلْ ِ‬ ‫أَحْمَدَ فِي الْ َم ْقبُوضِ بِال ّ‬
‫حةُ َنصّ‬ ‫َحقّك َف َفعَلَ َفهَ ْل َيصِحّ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ِبنَاءً عَلَى َقْبضِ اْلوَكِيلِ ِلَنفْسِ ِه مِ ْن َنفْسِهِ وَالْ َمنْصُوصُ الصّ ّ‬
‫سوْمِ‬ ‫ض بِال ّ‬‫حةِ قَدّرَ َحقّهُ كَاْل َم ْقبُو ِ‬ ‫عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ اْلأَثْ َرمِ َوَيكُو ُن الْبَاقِي فِي يَ ِد ِه وَدِي َع ًة َوعَلَى عَ َد ِم الصّ ّ‬
‫س مَا عََليْهِ ِلُيصَارِفَهُ عََليْهِ فِيمَا َبعْدُ‬ ‫وَالْبَاقِي َأمَاَنةٌ ذَ َك َرهُ فِي التّ ْلخِيصِ وََلوْ دََفعَ إلَى غَ ِريٍ لَ ُه َنقْدًا مِ ْن َغيْرِ ِجْن ِ‬
‫صحَابِ َأنّهَا َمضْمُوَنةٌ‬ ‫ض ِة وَِقيَاسُ َقوْ ِل الْأَ ْ‬‫ضتْ مِ ْن الْ َمضْمُونِ لِلْ ُمعَاوَ َ‬ ‫ص عََليْهِ مَعَ َأّنهَا ُقِب َ‬ ‫ضةٌ َن ّ‬
‫حَ‬ ‫َف ِهيَ َأمَاَنةٌ َم ْ‬
‫ض مِ ْن الْ َمضْمُونِ َعنْهُ َقبْ ِل الْأَدَا ِء عَلَى وَجْ ِه الِاسْتِيفَاءِ ِمنْ ُه ِعنْ َد الْوَفَاءِ َأنّهُ‬ ‫كَمَا قَالُوا فِي الضّامِنِ إذَا َقبَ َ‬
‫حقَاقِ َف ُهوَ كَمَا َلوْ أََقَبضَتْ‬ ‫ض ُهنَا ُوجِدَ َقبْ َل الِاسْتِ ْ‬ ‫ضةِ َوَأوْلَى ِلَأنّ اْل َقبْ َ‬‫َمضْمُونٌ ِل َقبْضِ ِه عَلَى وَجْ ِه الْ ُمعَاوَ َ‬
‫حِتهِمَا عَلَى‬ ‫حقّ ُه عََلْيهَا بِالطّلَاقِ َقبْلَهُ ‪ ( .‬الّن ْوعُ الثّانِي ) مَا أُخِذَ ِل َمصْلَ َ‬ ‫الْمَ ْرَأةُ َزوْ َجهَا مَالًا ِعوَضًا عَمّا يَسْتَ ِ‬
‫جعْ ٍل وَاْلوَصِّيةُ كَذَلِكَ َفهَذَا كُلّهُ َأمَاَنةٌ‬ ‫غَيْرِ وَجْ ِه التّ ْملِيكِ ِل َعْينِهِ كَال ّرهْ ِن وَالْ ُمضَا َرَبةِ وَالشّرِ َك ِة وَالْوِكَاَل ِة بِ ُ‬
‫ضمَانِهِ َوتََأوَّلهَا اْلقَاضِي َوَأْثبََتهَا ابْ ُن َعقِيلٍ وَالَْأعْيَانُ‬ ‫عَلَى الْمَ ْذ َهبِ ‪ ,‬وَفِي ال ّرهْنِ ِروَاَيةٌ أُخْرَى تَ ُد ّل عَلَى َ‬
‫حقَاقِ ‪.‬‬ ‫ض عَلَى وَجْ ِه الِاسْتِ ْ‬ ‫ستَأْ َج َرةُ وَالْمُوصَى بِ َمنْ َف َعتِهِ َأمَاَنةٌ كَال ّرهْنِ ِلَأنّهُ َم ْقبُو ٌ‬‫الْمُ ْ‬
‫‪189‬‬
‫صيْدِ إذَا‬ ‫س َلهُ مَاِلكٌ ِم ْن الْخَ ْلقِ َومَا َلهُ مَاِلكٌ غَ ْيرُ ُمعَّينٍ فَاْلَأوّلُ كَال ّ‬ ‫ضمُوَنةِ مَا لَيْ َ‬ ‫َتنْبِيهٌ ‪ِ -‬منْ اْلأَعْيَانِ الْمَ ْ‬
‫جبُ َتخِْلَيتُهُ َوإِ ْرسَالُ ُه َو َسوَاءٌ اْبتَ َدأَ َقْبضَهُ فِي الْإِ ْحرَامِ َأوْ كَانَ فِي يَ ِد ِه ثُمّ أَحْ َر َم َوِإنْ‬ ‫ح ِرمُ فَِإنّ ُه يَ ِ‬
‫َقَبضَهُ الْمُ ْ‬
‫ط َوِإنْ كَانَ َقبْلَهُ لَ ِزمَ ُه الضّمَانُ فِيمَا اْبتَ َدأَ‬ ‫تَلِفَ َقبْلَ إ ْرسَالِهِ فَِإنْ كَا َن َبعْ َد التّمَكّ ِن ِمنْ ُه وَ َجبَ ضَمَانُهُ لِلّتفْرِي ِ‬
‫َقْبضَهُ فِي الْإِحْرَامِ دُونَ مَا كَانَ فِي يَ ِدهِ َقبْلَهُ ِلَتفْرِيطِهِ فِي اْلأُولَى دُونَ الثّانِيَة ‪ ,‬هَذَا َقوْلُ الْقَاضِي وَصَا ِحبِ‬
‫الْ ُمغْنِي ‪ ,‬وَخَرّجَ ابْ ُن َعقِيلٍ الضّمَانَ فِيهِمَا ِلَأّنهَا عَيْ ٌن َمضْمُوَنةٌ َفلَا َيقِفُ ضَمَاُنهَا عَلَى [ عَ َد ِم ] التّ َمكّ ِن مِنْ‬
‫ب الضّمَانِ ِبتََل ِفهَا‬ ‫جبُ فِي اْل َعيْنِ فَاْلمَ ْذ َهبُ وُجُو ُ‬ ‫الرّدّ كَاْل َعوَارِيّ وَالْ ُغصُوبِ ‪ .‬وَالثّانِي الزّكَاةُ إذَا ُق ْلنَا تَ ِ‬
‫ضةِ‬‫حوْلِ َف ِهيَ َشبِي َهةٌ بِالْ ُمعَاوَ َ‬ ‫ت ُشكْرًا ِلِنعْ َم ِة الْمَا ِل النّامِي الْ َموْجُودِ فِي َجمِي ِع الْ َ‬ ‫بِكُلّ حَالٍ ; ِلأَّنهَا وَ َجَب ْ‬
‫حتَ اْليَدِ كَال ّديُو ِن وَالثّمَرِ فِي رُءُوسِ الشّجَرِ لِاْنِتفَاءِ َقبْضِ ِه وَكَمَالِ‬ ‫ك مَا َل ْم يَدْخُ ْل َت ْ‬ ‫َويُسَْتْثنَى مِنْ ذَلِ َ‬
‫ط الضّمَانِ َقبْ َل إ ْمكَا ِن اْلأَدَاءِ مُ ْطَلقًا ‪.‬‬ ‫سقُو ِ‬ ‫ج وَ ْجهًا بِ ُ‬‫ب مَنْ َخرّ َ‬ ‫الِاْنِتفَاعِ بِ ِه َومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫‪190‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِبعَة وَالْأَ ْرَبعُونَ ) ‪ :‬فِي قَبُولِ َقوْلِ الُْأمَنَاءِ فِي ال ّردّ وَالتّلَفِ َأمّا التّلَفُ َفُيقْبَلُ فِيهِ َقوْلُ كُلّ‬
‫ف َوإِلّا َللَ ِز َم الضّمَانُ بِا ْحتِمَا ِل‬‫َأمِيٍ إذْ لَا َم ْعنَى لِ ْلَأمَاَنةِ إلّا اْنتِفَا ُء الضّمَانِ ‪َ ,‬ومِنْ َلوَا ِزمِهِ َقبُولُ َقوْلِهِ فِي التّلَ ِ‬
‫ع عَلَى طَرِي َق ِة مَنْ‬ ‫ت مَا ُل الْمُو َد ِ‬‫ك اْلوَدِي َعةُ إذَا هََل َك ْ‬
‫سَتثْنَى مِنْ ذَلِ َ‬ ‫ح ّققِهِ َويُ ْ‬
‫التّلَفِ وَ ُهوَ لَا يَ ْل َزمُهُ الضّمَانُ مَ َع تَ َ‬
‫ستَأْ َج َرةُ‬
‫ك اْل َعيْ ُن الْمُ ْ‬
‫ضمَانِهِ وَكَذَلِ َ‬
‫خلَافَ فِيهَا فِي َقبُولِ [ َقوْ ِل ] الْمُو َدعِ فِي التّلَفِ لَا فِي أَصْلِ َ‬ ‫حكِي الْ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب مَنْ َج َعَلهَا ِروَاَي ًة ِبثُبُوتِ‬‫ستَأْجَرُ عَلَى عَمَلٍ [ فِيهَا ] ُح ِكيَ فِيهَا ِروَاَيةٌ بِالضّمَانِ فَمِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫وَالْمُ ْ‬
‫ف ِبَأمْرٍ َخ ِف ّي َوهِ َي طَرِي َقةُ‬
‫خلَافَ فِي َقبُولِ َد ْعوَى التّلَ ِ‬
‫الضّمَانِ فِيهَا فَلَا َتكُونُ َأمَانَةً ‪َ ,‬و ِمْنهُ ْم مَنْ َحكَى الْ ِ‬
‫ك عَ ْن اْلأَمَاَنةِ َوأَمّا الرّدّ فَاْلُأمَنَاءُ ثَلَاثَةُ َأقْسَامٍ ‪ .‬الَْأوّ ُل مَنْ َقَبضَ الْمَالَ لِ َمْن َف َعةِ‬
‫ج بِذَلِ َ‬
‫ابْنِ َأبِي مُوسَى َفلَا تَخْ ُر ُ‬
‫ب وَابْ ُن َمْنصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ أَ ّن اْلوَدِي َعةَ إذَا‬ ‫مَاِلكِهِ وَ ْح َدهُ فَاْلمَ ْذ َهبُ َأنّ َقوَْلهُمْ فِي الرّ ّد َمقْبُو ٌل َوَنقَلَ َأبُو طَالِ ٍ‬
‫ق الثّاِبَتةِ‬ ‫حقُو ِ‬ ‫َثبََتتْ ِبَبّينَةٍ لَ ْم ُت ْقبَلْ َد ْعوَى الرّ ّد بِدُو ِن َبيَّن ٍة وَ َخرّ َجهَا ابْ ُن َعقِيلٍ عَلَى َأنّ الِْإ ْشهَا َد عَلَى دَ ْف ِع الْ ُ‬
‫صيّ‬ ‫ج طَاِئ َف ٌة مِ ْن الْأَصْحَابِ فِي وَ ِ‬ ‫جبُ فِي ِه الضّمَانُ وَكَذَلِكَ خَرّ َ‬ ‫بِاْلبَّيَنةِ وَا ِجبٌ َفَيكُونُ َترْكُهُ تَفْرِيطًا َفيَ ِ‬
‫خرَِقيّ َو ُهوَ مَُتوَجّ ٌه عَلَى‬ ‫الَْيتِيمِ َأنّهُ لَا ُي ْقبَلُ َقوْلُهُ فِي الرّ ّد بِدُونِ َبّيَنةٍ ‪َ ,‬وعَزَاهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ إلَى َقوْلِ الْ ِ‬
‫صرّحَ َأبُو الْخَطّابِ فِي انِْتصَا ِرهِ‬ ‫هَذَا الْ َمأْخَذِ ; ِلأَ ّن الِْإ ْشهَا َد بِالدّفْعِ إلَى اْلَيتِي ِم َم ْأمُو ٌر بِهِ ِبَنصّ اْلقُرْآنِ ‪ ,‬وَقَدْ َ‬
‫شهُورُ َأنّ‬ ‫بِاشْتِرَاطِهِ الْإِ ْشهَا َد عََليْهِ كَالنّكَاحِ ‪ .‬اْلقِسْ ُم الثّانِي ‪ :‬مَنْ َقَبضَ الْمَالَ ِل َمْنفَ َع ِة َنفْسِهِ كَالْ ُم ْرَتهِنِ فَالْمَ ْ‬
‫سيْنِ وَ ْجهًا آ َخ َر ِبقَبُولِ َقوْلِهِ فِي‬ ‫ب َوَأبُو الْحُ َ‬ ‫سَتعِيِ وَخَرّجَ َأبُو الْخَطّا ِ‬ ‫شْبهِهِ بِالْمُ ْ‬‫َقوْلَهُ فِي الرّ ّد َغيْ ُر َمقْبُولٍ لِ ِ‬
‫سَتأْجَرِ ‪ .‬اْلقِسْ ُم الثّالِثُ ‪ :‬مَنْ َقَبضَ الْمَالَ لِ َمْن َف َعةٍ‬ ‫ك الْخِلَافُ فِي الْمُ ْ‬ ‫جمَْل ِة وَكَذَلِ َ‬ ‫الرّدّ ِلَأنّهُ َأمِيٌ فِي الْ ُ‬
‫صيّ َكذَلِكَ َففِي َقبُولِ َقوِْلهِمْ فِي‬ ‫جعْلٍ وَاْلوَ ِ‬ ‫ب وَالشّرِيكِ وَاْلوَكِي ِل بِ ُ‬ ‫شتَرَ َكةٍ َبْينَهُ َوبَيْ َن مَاِلكِهِ كَاْل ُمضَارِ ِ‬ ‫مُ ْ‬
‫الرّدّ وَ ْجهَا ِن َمعْرُوفَانِ ِلوُجُودِ الشّاِئَبتَيْنِ فِي َح ّقهِمْ ‪َ ( .‬أحَ ُدهُمَا ) عَ َد ُم اْلقَبُولِ َوَنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي‬
‫س الْمَا ِل َو ُهوَ ا ْختِيَارُ ابْنِ حَامِ ٍد وَابْنِ َأبِي مُوسَى‬ ‫الْ ُمضَارِبِ فِي ِروَاَيةُ ابْ ِن َمْنصُورٍ أَ ّن عََليْ ِه الَْبّيَنةَ بِدَ ْفعِ َرأْ ِ‬
‫وَالْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ِن َعقِيلٍ َو َغيْ ِرهِمْ ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪َ :‬قبُولُ َقوِْلهِ ْم َو ُهوَ ا ْختِيَارُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ‬
‫سيْ ِن وَالشّرِيفِ أَبِي َج ْعفَ ٍر َوَأبِي الْخَطّابِ فِي خِلَافِهِ َووَ َجدْت ذَلِكَ َمْنصُوصًا عَنْ أَ ْحمَدَ فِي‬ ‫وَاْبنِهِ َأبِي الْحُ َ‬
‫ِروَايَةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ فِي الْ ُمضَارِبِ َأيْضًا فِي رَ ُجلٍ دَفَعَ إلَى آ َخرَ [ أَلْفَ دِ ْرهَ ٍم ] ُمضَا َرَبةً َفجَا َء ِبأَلْفٍ َفقَالَ‬
‫س مَالِكِ قَا َل َو ُهوَ ُمصَ ّدقٌ فِيمَا قَالَ ‪َ ,‬ووَجَدْت فِي مَسَائِلِ َأبِي دَاوُد‬ ‫هَذَا ِربْ ٌح وَقَدْ دََف ْعتُ إَليْكَ أَْلفًا َرأْ َ‬
‫ب الْمَالِ كُ ّل َي ْومٍ شَْيئًا ثُمّ قَالَ‬ ‫ك َنقَلَ َعنْهُ ُم َهنّا فِي ُمضَارِبٍ دَفَعَ إلَى رَ ّ‬ ‫ح َو هَذَا َأْيضًا ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫عَنْ أَحْمَدَ نَ ْ‬
‫ك مَ ْن َيعْمَلُ فِي‬ ‫شتَ َركِ ُحكْ ُم َهؤُلَا ِء وَكَذَلِ َ‬ ‫كَانَ مِنْ َرأْسِ الْمَالِ أَ ّن اْل َقوْلَ َقوْلُ ُه مَ َع يَمِينِ ِه وَ ُحكْ ُم اْلأَجِيِ الْمُ ْ‬
‫سَتأْجِرَ َقَبضَ مَالَ‬ ‫ستَأْ ِجرِ أَ ّن الْمُ ْ‬
‫ق َبيَْنهُ ْم َوَبيْ َن الْمُ ْ‬
‫جزْ ٍء مِ ْن نَمَاِئهَا ِلَأنّهُ إمّا أَجِيٌ َأوْ َشرِيكٌ وَاْلفَ ْر ُ‬ ‫عَيْ ٍن بِ ُ‬
‫سَتوْفِ َي ِمنْهُ حَ ّق َنفْسِهِ َفصَارَ ِحفْظُهُ ِلَنفْسِ ِه وَصَا َر الْمَالُ فِي َأيْدِيهِمْ َأمَاَنةً لَا حَقّ َلهُمْ فِيهِ َوِإنّمَا‬ ‫الْ ُمؤَجّرِ ِليَ ْ‬
‫صيّ الّذِي‬ ‫جزْ ٍء مِ ْن َعيْنِهِ َف ُهوَ كَاْلوَ ِ‬ ‫َح ّقهُمْ فِيمَا ُينَمّى مِنْهُ َأوْ فِي ِذ ّم ِة الْمَالِكِ َفأَمّا مَ ْن َيعْمَلُ فِي الْمَا ِل بِ ُ‬
‫ح بِهِ اْلقَاضِي ِلَأنّ الْمَالَ لَ ْم َي ْقِبضْهُ ِلحَ ّق َنفْسِهِ بَلْ‬ ‫صرّ َ‬ ‫يَأْكُ ُل مِ ْن مَا ِل اْلَيتِي ِم اْل َقوْلُ َقوْلُهُ فِي الرّدّ َأيْضًا َ‬
‫ستَأْ ِج ِر ‪ -‬ثُ ّم هَاهُنَا أَ ْرَب َعةُ أَقْسَامٍ‬ ‫ف الْمُ ْرَتهِ ِن وَالْمُ ْ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ك وَ َحقّهُ فِي ِه ُمتَعَلّ ٌق ِبعَمَلِ ِه بِ ِ‬
‫حفْظِ عَلَى الْمَالِ ِ‬ ‫لِ ْل ِ‬
‫( أَحَ ُدهُمَا ) َأ ْن يَ ّدعِ َي اْلأَمِيُ َأنّهُ َر ّد الَْأمَاَنةَ إلَى مَنْ اْئتَ َمنَ ُه َوهَذَا ُهوَ الّذِي ذَكَ ْرنَاهُ ( وَالثّانِي ) ‪َ :‬أ ْن يَ ّدعِيَ‬
‫الرّدّ إلَى غَيْ ِر مَنْ اْئتَ َمنَهُ بِإِ ْذنِهِ َفهَ ْل ُيقْبَلُ َقوْلُهُ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ ( :‬أَ َح ُدهُمَا ) ‪َ :‬و ُهوَ الْ َمْنصُوصُ َوهُوَ ا ْخِتيَارُ‬
‫َأبِي الْحَسَ ِن التّمِي ِميّ َأنّهُ ُي ْقبَلُ َقوْلُهُ ( وَالثّانِي ) ‪ :‬لَا ُي ْقبَلُ َفقِيلَ ِلَتفْرِيطِ ِه ِبتَ ْر ِك الِْإشْهَادِ عَلَى الْمَدْفُوعِ إَليْهِ‬
‫ط الضّمَا ُن وَقِي َل بَلْ ِلأَنّهُ َلْيسَ َأمِينًا لِلْ َم ْأمُو ِر بِالدّفْعِ إَليْهِ فَلَا ُي ْقبَلُ َقوْلُهُ‬ ‫سقُ ْ‬‫ي عَلَى الدّفْعِ لَ ْم يَ ْ‬ ‫فََلوْ صَدّقَهُ الَْأمِ ُ‬
‫سبَ إَليْهِ َأنّ َد ْعوَى‬ ‫خرَِقيّ بَ ْل َونُ ِ‬ ‫سبَ إلَى الْ ِ‬ ‫فِي الرّدّ إَليْهِ كَاْلأَ ْجَنبِيّ وَكُ ّل مِنْ [ هَ ِذهِ ] الْأَ ْقوَا ِل الثّلَاَثةِ قَ ْد نُ ِ‬
‫اْلوَصِيّ الرّدّ إلَى الَْيتِي ِم غَيْ ُر َم ْقبُولٍ كَمَا َسبَقَ فَ ُربَمَا اطّ َر َد هَذَا فِي َد ْعوَى الرّ ّد مِنْ جَمِي ِع اْلُأمَنَاءِ إلَى مَنْ‬
‫س مِنْ ِج َه ِة الصِّبيّ َف ُهوَ كَاْلأَ ْجَنبِ ّي َمعَهُ ‪ .‬هَذَا‬ ‫ص بِاْلوَصِيّ ِلأَ ّن ائْتِمَانَهُ َلْي َ‬ ‫اْئتَ َمَنهُ ْم َو ُهوَ َبعِيدٌ جِدّا وَ ُربَمَا اُ ْخُت ّ‬
‫ث وَالْحَاكِمِ‬ ‫ك َوِإنْ ا ّدعَا ُه مَ َع عَ َدمِ إ ْذنِهِ فَلَا ُي ْقبَ ُل ِمنْهُ َحتّى وَلَا الْأَدَاءُ إلَى اْلوَارِ ِ‬ ‫إذَا ا ّدعَى الرّدّ بِإِ ْذنِ الْمَالِ ِ‬
‫ِلأَّنهُمَا لَمْ يَ ْأتَ ِمنَاهُ َنقَلَهُ فِي التّلْخِيصِ إلّا أَ ْن يَ ّد ِعيَ الرّدّ إلَى مَ ْن يَ ُدهُ َكيَ ِد الْمَالِكِ َكوَكِيلِهِ َأوْ َر ّد اْلوَدِيعَةَ إلَى‬
‫ظ مَالَهُ ِلَأنّ أَيْ ِدَيهُمْ َكيَ ِدهِ ‪َ ,‬ويََتوَجّهُ فِي َد ْعوَى الرّدّ إلَى الْحَاكِمِ‬ ‫حفَ ُ‬
‫ح ِوهِمَا مِمّنْ يَ ْ‬ ‫عَبْ ِد ِه وَخَا ِزنِ ِه َونَ ْ‬
‫ث اْل َقبُولُ ِل ِقيَا ِمهِمَا َمقَامَ الْ ُم ْؤتَمَ ِن َو ُهوَ رَ ّد ُمبَرّئٌ ‪ .‬الْقِسْ ُم الثّاِلثُ ‪َ :‬أنْ يَ ّدعِيَ‬ ‫ث َبعْ َد َموْتِ الْ ُموَرّ ِ‬ ‫وَالْوَارِ ِ‬
‫غَيْرُ الَْأمِيِ ‪َ -‬كوَارِثِهِ ‪َ -‬أنّ اْلَأمِيَ رَدّ إلَى الْمَالِكِ فَلَا ُي ْقبَلُ ِلأَنّهُ َغيْ ُر ُم ْؤتَمَنٍ فَلَا يُ ْقبَلُ َقوْلُهُ ‪َ ,‬ومِنْ‬
‫ج وَ ْجهًا بِاْل َقبُولِ ِلأَنّ الْأَصْلَ عَ َدمُ ُحصُوِلهَا فِي يَ ِد ِه وَ َجعَلَ أَصْلَ َأحَ ِد اْلوَ ْج َهيْنِ فِيمَا إذَا‬ ‫الْ ُمتَأَخّرِي َن مَنْ َخرّ َ‬
‫ت مَنْ كَانَ ِعنْ َدهُ َأمَاَن ٌة وَلَ ْم تُوجَدْ فِي تَرِ َكتِهِ وَلَ ْم ُيعْلَ ْم َبقَاؤُهَا ِعنْ َدهُ َأّنهَا لَا ُتضْمَ ُن وَلَا حَا َجةَ إلَى‬ ‫مَا َ‬
‫ع َشْيئًا ‪.‬‬ ‫خرِيجِ إذَا ِلأَ ّن الضّمَانَ عَلَى هَذَا اْلوَجْ ِه ُمْنتَفٍ َسوَاءٌ ا ّدعَى اْلوَارِثُ الرّدّ َأوْ التّلَفَ َأوْ لَ ْم يَ ّد ِ‬ ‫التّ ْ‬
‫الْقِسْمُ الرّابِعُ ‪َ :‬أنْ يَ ّد ِع َي مَنْ ُحكْمُهُ ُحكْ ُم اْلُأمَنَاءِ فِي ُسقُوطِ الضّمَا ِن عَنْ ُه بِالتّلَفِ َقبْ َل التّ َمكّنِ مِنْ الرّدّ‬
‫ك َومَنْ أَطَارَتْ الرّيحُ إلَى دَا ِر ِه َثوْبًا إذَا ا ّدعُوا الرّدّ إلَى‬ ‫ح ِو ِه وَالْمُ ْلَتقِطِ َبعْ َد ُظهُو ِر الْمَالِ ِ‬
‫ع َونَ ْ‬
‫َكوَارِثِ الْمُو َد ِ‬
‫الْمَالِكِ ‪َ ,‬ففِي التّلْخِيصِ لَا ُيقْبَلُ ِلَأنّ الْمَالِكَ لَمْ يَ ْأتَ ِمنْهُ َويََتوَجّهُ َقبُولُ َد ْعوَاهُ فِي حَاَلةٍ لَا َيضْمَنُ فِيهَا بِالتّلَفِ‬
‫ِلأَنّ ُه ُم ْؤتَمَ ٌن شَ ْرعًا فِي هَ ِذهِ الْحَاَلةِ ‪.‬‬
‫‪191‬‬
‫ف َوِإنْ كَا َن وَكِيلًا‬ ‫حقّيَ وََلوْ كَ ّذبُوهُ ِب َغيْرِ ِخلَا ٍ‬ ‫ص َدقَ ِة َمقْبُولُ اْلقَ ْولِ فِي َدفْ ِعهَا إلَى الْ ُمسْتَ ِ‬ ‫َتنْبِيهٌ عَا ِملُ ال ّ‬
‫ستَحْلَ ُ‬
‫ف‬ ‫حلَافَ فِيهَا وَلِذَلِكَ لَا يُ ْ‬ ‫جعْلٍ ذَ َك َرهُ الْقَاضِي فِي اْلأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ ِلأَنّ الصّدََق َة عِبَا َدةٌ َفلَا اسْتِ ْ‬ ‫بِ ُ‬
‫أَ ْربَابُهَا إذَا ا ّدعُوا الدّفْعَ إلَى اْلعَامِ ِل َوَأْنكَرَ َفكَذَلِكَ اْلعَامِلُ ِلأَنّهُ َأمِيٌ ِلأَ ْربَابِهَا َفُي ْقبَلُ َقوْلُ ُه عََلْيهِمْ فِي الرّ ّد َوَأمّا‬
‫صدِيقٍ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي َأْيضًا َوعَلّلَ ِبأَنّ الْخَرَاجَ َديْنٌ‬
‫خرَاجِ فَلَا ُيقَْبلُ َق ْولُ ُه فِي الدّفْعِ إلّا بِبَيَّنةٍ َأوْ تَ ْ‬
‫عَا ِملُ الْ َ‬
‫حقّ ِه َوهَذَا الّتعْلِي ُل ُمنَْت َقضٌ بِاْلوَكِيلِ فِي ا ْستِيفَاءِ َديْ ٍن َودَ ْفعِهِ إلَى‬
‫ستَ ِ‬
‫سَتوْفِيهِ فِي دَ ْفعِهِ إلَى مُ ْ‬‫فَلَا ُي ْقبَلُ َقوْ ُل مُ ْ‬
‫ج عَلَى اْلوَكِيلِ فَِإنْ كَانَ‬ ‫حقّهِ َفِإنّ َقوْلَ ُه َم ْقبُولٌ فِي ذَلِكَ َكمَا َسبَقَ وَالَْأظْهَرُ تَخْرِيجُ ُحكْ ِم عَامِلِ الْخَرَا ِ‬ ‫ستَ ِ‬‫مُ ْ‬
‫ف َونَاظِ ِرهِ ‪.‬‬‫ك يُخَرّجُ فِي عَامِلِ اْلوَقْ ِ‬ ‫جعْلٍ َففِيهِ وَ ْجهَانِ وَكَذَلِ َ‬ ‫ُمتَبَ ّرعًا فَاْل َقوْلُ َقوْلُ ُه َوإِنْ كَانَ ِب ُ‬
‫‪192‬‬
‫جرّ ِد الّتعَدّي فِيهَا َأمْ لَا ؟ الْمَ ْذ َهبُ َأنّ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِسَة وَاْلأَ ْرَبعُونَ ) ‪ُ :‬عقُو ُد اْلَأمَانَاتِ هَ ْل َتْنفَسِ ُخ بِمُ َ‬
‫ج عَلَى هَذَا‬ ‫ضةَ َتبْطُ ُل بِالّتعَدّي وَالَْأمَاَنةَ الْ ُمَتضَ ّمَنةَ ِلَأمْرٍ آ َخرَ لَا َتبْطُ ُل عَلَى الصّحِيحِ ‪َ .‬وَيتَخَرّ ُ‬‫حَ‬ ‫الَْأمَاَنةَ الْ َم ْ‬
‫جزْ لَ ُه الْإِمْسَا ُك َووَ َجبَ الرّ ّد عَلَى الْ َفوْرِ ِلأَّنهَا َأمَاَنةٌ‬ ‫مَسَائِلُ ‪ِ :‬منْهَا ‪ :‬إذَا َت َعدّى فِي اْلوَدِيعَةِ بَطََل ْ‬
‫ت وَلَ ْم يَ ُ‬
‫شهُورُ ‪ ,‬وََلوْ كَاَنتْ َعْينَيْنِ َفَتعَدّى فِي‬ ‫جدّ ٍد هَذَا ُهوَ الْمَ ْ‬ ‫ض ٌة وَقَدْ زَاَلتْ بِالّتعَدّي فَلَا َتعُو ُد بِدُو ِن َعقْدٍ ُمتَ َ‬ ‫حَ‬‫مَ ْ‬
‫صغِيُ‬‫صةً فِيهِ تَ َردّدٌ وَذَكَ َر ُه اْلقَاضِي َأبُو َيعْلَى ال ّ‬ ‫إحْدَاهُمَا َفهَ ْل َيصِيُ ضَا ِمنًا َلهُمَا َأوْ لِمَا وُ ِجدَ فِي ِه الّتعَدّي خَا ّ‬
‫حفْظِ لَ ْم َتبْطُ ْل وَقَ ْد ُيوَجّ ُه ِبأَ ّن الْمَالِكَ َأسْنَدَ إَليْهِ‬‫وَذَكَره ابْنُ الزاغون َأنّهُ إذَا زَا َل الّتعَدّي َوعَادَ إلَى الْ ِ‬
‫ح بِالّتعْلِيقِ َفقَالَ‬‫ت الَْأمَاَنةُ فَالِْإ ْسنَا ُد َموْجُودٌ ِلوُجُو ِد عِّلتِهِ َف ُهوَ كَمَا َلوْ صَرّ َ‬ ‫حفْظَ لِرِضَا ُه ِبأَمَاَنتِهِ َف َمتَى وُ ِجدَ ْ‬
‫الْ ِ‬
‫ح بِهِ الْقَاضِي‬ ‫ع عَلَى الشّرْطِ كَاْلوِكَاَلةِ صَرّ َ‬ ‫ح ِة َتعْلِي ِق الْإِيدَا ِ‬
‫كُلّمَا ُخْنتَ ثُ ّم عُدْتَ َفَأْنتَ َأمِيٌ فَِإنّهُ َيصِحّ ِلصِ ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫شهُورُ َأ ّن وِكَالَتَهُ لَا َتْنفَسِخُ بَلْ تَزُولُ َأمَانَتُ ُه َوَيصِيُ ضَا ِمنًا وَِلهَذَا َل ْو بَاعَ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلوَكِيلُ إذَا َت َعدّى فَالْمَ ْ‬
‫ف مَعَ ا ْسِتئْمَانٍ فَِإذَا زَالَ أَحَ ُدهُمَا لَ ْم َيزُلْ‬ ‫ص ّح وَضَمِ َن الّنقْصَ ِلَأنّ اْلوِكَاَلةَ إ ْذنٌ فِي الّتصَرّ ِ‬ ‫بِدُونِ ثَمَ ِن الْ ِمثْلِ َ‬
‫صةً َحتّى َلوْ بَاعَ ُه وََقَبضَ ثَ َمنَهُ‬ ‫شهُورُ عَلَى هَذَا َفِإنّمَا َيضْمَ ُن مَا [ وََقعَ ] فِي ِه الّتعَدّي خَا ّ‬ ‫الْآخَ ُر هَذَا ُهوَ الْمَ ْ‬
‫لَ ْم َيضْ َمنْهُ ِلأَنّهُ لَمْ يََتعَدّ فِي عَْينِهِ ذَ َك َرهُ فِي التّلْخِيصِ وَلَا يَزُو ُل الضّمَانُ عَ ْن َعيْ ِن مَا وَقَعَ فِيهِ الّتعَدّي بِحَالٍ‬
‫صحَابِ أَ ّن الْمُخَاَل َف َة مِ ْن اْلوَكِيلِ َت ْقَتضِي‬ ‫إلّا عَلَى طَرِي َقةِ ابْنِ الزاغون فِي اْلوَدِي َع ِة وَظَاهِرُ كَلَامِ َكثِ ٍي مِ ْن الْأَ ْ‬
‫جرّ ِد الْإِ ْذنِ ‪ ,‬وَ َحكَى ابْ ُن َعقِيلٍ فِي نَ َظ ِريّاتِهِ‬ ‫فَسَا َد اْلوِكَاَلةِ لَا بُطْلَاَنهَا َفَيفْسُدُ الْ َعقْ ُد َوَيصِ ُي ُمَتصَرّفًا بِمُ َ‬
‫حرّرِ وَ ْجهًا آ َخ َر َوبِهِ جَ َزمَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َأ ّن الْوِكَاَل َة َتبْطُلُ كَاْلوَدِي َعةِ لِ َزوَا ِل الِائْتِمَانِ‬ ‫وَصَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫وَالْإِ ْذنُ فِي التّصَرّفِ كَا َن َمنُوطًا بِهِ ‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫شرِكَ ُة وَالْمُضَا َرَبةُ إذَا َتعَدّى فِيهِمَا كَالّنهَالِ ّي مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ َأنّ ُه َيصِيُ ضَا ِمنًا َويَصِ ّح َتصَرّفُهُ ِلَبقَاءِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬ال ّ‬
‫ج بُطْلَا ُن َتصَرّفِ ِه مِ ْن اْلوِكَاَلةِ‬
‫الْإِ ْذنِ فِي ِه َوَيتَخَرّ ُ‬
‫‪195‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬الرّ ْهنُ إذَا َتعَدّى الْ ُمرَْت ِهنُ فِيهِ زَا َل اْئتِمَانُهُ َوَب ِقيَ َمضْمُونًا عََليْهِ وَلَ ْم َتبْطُ ْل َتوِْثقَته وَ َحكَى ابْنُ‬
‫َعقِيلٍ فِي نَظَ ِريّاتِهِ ا ْحتِمَالًا ِببُطْلَانِ ال ّرهْ ِن وَفِي ِه ُبعْدٌ ِلأَنّهُ َعقْدٌ لَا ِز ٌم وَحَقّ لِلْ ُم ْرَتهِنِ عَلَى الرّاهِنِ لَا ِسيّمَا إنْ‬
‫ف يَزُو ُل بِالّتعَدّي ‪.‬‬‫جبَ ُر عَلَى َت ْقبِيضِهِ َفكَيْ َ‬ ‫جرّ ِد اْل َعقْدِ فَِإنّ الرّاهِ َن يُ ْ‬
‫كَانَ مَشْرُوطًا فِي عَقْ ٍد وَُق ْلنَا َيلْ َز ُم بِمُ َ‬
‫‪196‬‬
‫ضهَا ُثمّ َترَكَ َفهَ ْل َتبْطُ ُل الْإِجَا َرةُ ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ قَالَ‬
‫حفِ َظهُ فِي َبعْ ِ‬ ‫حفْظِ َشيْ ٍء ُمدّةً فَ َ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا اسَْت ْأجَ َر ُه لِ ِ‬
‫حهُمَا لَا َتبْطُلُ ; بَ ْل يَزُو ُل الِا ْسِتئْمَا ُن َوَيصِيُ ضَا ِمنًا ‪ .‬وَفِي مَسَائِلِ ابْ ِن َمْنصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ‬ ‫صّ‬ ‫ابْ ُن الْ ُمَثنّى ‪ :‬أَ َ‬
‫خيَارَ ‪ .‬وَاْلوَجْ ُه الْآخَرُ‬
‫سَتأْجِ ِر الْ ِ‬
‫شهْرِ َأنّ ِللْمُ ْ‬
‫إذَا ا ْسَتأْجَرَ أَجِيًا َشهْرًا َمعْلُومًا َفجَاءَ إَليْهِ فِي ِنصْفِ ذَلِكَ ال ّ‬
‫ستَأْ َج َرةِ‬
‫ض الْ َمنَافِ ِع الْمُ ْ‬
‫سلِي ِم َبعْ ِ‬
‫ح ّق َشيْئًا مِ ْن اْلأُجْ َر ِة ِبنَاءً عَلَى أَصِْلنَا فِيمَ ْن ا ْمتَنَ َع مِ ْن تَ ْ‬
‫َيبْطُ ُل الْ َعقْدُ فَلَا يَسْتَ ِ‬
‫ستَحِقّ ُأجْ َر ًة َوبِذَلِكَ أَفْتَى ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ ‪.‬‬ ‫َأنّهُ لَا يَ ْ‬
‫‪197‬‬
‫صيّا َأمْ لَا ؟ ذَكَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُمفْرَدَاتِ‬ ‫صرّفِ َفهَ ْل َيبْطُلُ َك ْونُهُ وَ ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلوَصِيّ إذَا َت َعدّى فِي التّ َ‬
‫ج مِ ْن‬ ‫[ فِيهِ ] ا ْحتِمَاَليْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا يَبْطُلُ بَلْ تَزُولُ َأمَانَتُ ُه َسبِْتّيةٌ ضَا ِمنًا كَاْلوَكِي ِل وَالثّانِي َتبْطُلُ ِلَأنّهُ َخرَ َ‬
‫سأَلَةِ فِيمَا إذَا أَقْ َد َم عَلَى‬ ‫ض الْمَ ْ‬‫ت وِلَاَيتُهُ بِاْنِتفَاءِ شَ ْر ِطهَا كَالْحَاكِمِ إذَا فَسَقَ ‪ .‬وَفَ ْر ُ‬ ‫َحيّ ِز اْلَأمَاَن ِة بِالتّفْرِيطِ َفزَالَ ْ‬
‫ج َبيْ ُع اْلعَدْ ِل الّذِي ِبيَ ِدهِ ال ّرهْنُ لَ ُه بِدُونِ ثَمَ ِن الْ ِمثْلِ َأوْ الثّمَنِ‬
‫خرّ ُ‬
‫الَْبيْ ِع بِدُونِ قِي َم ِة الْ ِمثْ ِل َوعَلَى هَذَا َيتَ َ‬
‫الْ ُمقَدّ ِر هَ ْل َيصِحّ َأمْ لَا ِلَأنّ اْلَأمَاَن َة ُم ْعتَبَ َرةٌ فِيهِ ‪ ,‬وَا ْختِيَارُ صَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي َأنّهُ لَا َيصِ ّح بَْيعُ ُه بِدُونِ ثَمَ ِن الْ ِمثْلِ‬
‫جرّدِ وَابْ ِن عَقِيلٍ فِي‬ ‫حقَهُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫َلكِنّ ُه عَلّ َل بِ ُمخَاَل َفةِ الْإِ ْذنِ َو ُهوَ مُْنَت َقضٌ بِاْلوَكِيلِ ‪ .‬وَِلهَذَا أَلْ َ‬
‫ف بِدُونِ أُ ْج َرةِ الْ ِمثْلِ ‪.‬‬‫ص َو ِمثْلُهُ إجَا َر ُة النّاظِرِ ِل ْلوَقْ ِ‬
‫الْ ُفصُولِ ِببَيْ ِع اْلوَكِيل َفصَحّحَا ُه وَضَ ّمنَاهُ الّنقْ َ‬
‫‪198‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِدسَة وَاْلأَ ْرَبعُونَ ) ‪ :‬فِي اْلعُقُودِ اْلفَا ِس َدةِ هَ ْل ِهيَ ُمْن َعقِ َدةٌ َأوْ لَا ؟ َوهِ َي َنوْعَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪:‬‬
‫الْ ُعقُو ُد الْجَائِ َزةُ كَالشّرِ َك ِة وَالْ ُمضَا َرَبةِ وَاْلوِكَاَلةِ ‪ .‬وَقَدْ ذَ َك ْرنَا آنِفًا َأنّ إفْسَا َدهَا لَا يَ ْمنَ ُع ُنفُو َذ الّتصَرّفِ فِيهَا‬
‫حةِ إلّا ُم َقيّ َدةً بِالْفَسَادِ ‪ .‬وَصَرّحَ‬ ‫ق عََلْيهَا َأسْمَا ُء اْل ُعقُو ِد الصّحِي َ‬ ‫بِالْإِ ْذنِ َلكِنّ أَ َح ِدّيةٌ َتزُو ُل ِبفَسَا ِدهَا فَلَا َيصْ ُد ُ‬
‫ف عَلَى الشّرِ َكةِ الْفَاسِ َد ِة مِنْ أَصِْلهَا َأّنهَا َشرِ َكةٌ َحِنثَ قَالَ َويُ ْمنَعُ مِنْ‬ ‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ِبَأنّهُ َلوْ َحلَ َ‬
‫شكِلٌ لَا ِسيّمَا وَقَدْ ُقرّرَ َأنّ اْلعَامِلَ‬ ‫ف مَعَ الْ َقوْ ِل ِبُنفُو ِذ ِه َوَبقَاءِ الِْإ ْذنِ مُ ْ‬
‫الّتصَرّفِ فِيهَا وَالْ َمنْ ُع مِ ْن الّتصَرّ ِ‬
‫ج ِمنْهُ ِب َقوْلِهِ‬‫خرُو ِ‬ ‫ستَحِ ّق الْمُسَمّى ‪ .‬وَالّن ْوعُ الثّانِي ‪ :‬اْل ُعقُودُ اللّا ِز َمةُ فَمَا كَانَ مِْنهَا لَا َيتَ َمكّ ُن الْ َعبْ ُد مِ ْن الْ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ص ِمنْهُ إلّا بِِإتْمَامِهِ َأوْ الْإِ ْحصَارِ عَنْهُ ‪َ ,‬ومَا كَانَ اْل َعبْدُ مُتَ َم ّكنًا‬ ‫كَالْإِحْرَامِ َف ُه َو ُمنْ َعقِدٌ ِلأَنّهُ لَا َسبِيلَ إلَى التّخَّل ِ‬
‫ج ِمنْهُ ِب َقوْلِهِ َف ُه َو ُمْنقَسِمٌ إلَى قِسْ َميْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬مَا َيتَ َرّتبُ عََليْهِ ُحكْ ٌم َمْبنِ ّي عَلَى الّتغْلِيبِ‬ ‫مِ ْن الْخُرُو ِ‬
‫ح وَالْ ِكتَاَبةُ َيتَ َرّتبُ عََلْيهِمَا الطّلَاقُ وَاْل ِعتْقُ َفِل ُق ّوتِهِمَا َوُنفُو ِذهِمَا‬ ‫وَالسّرَاَي ِة وَالّنفُوذِ َف ُه َو ُمنْ َعقِ ٌد َو ُهوَ الّنكَا ُ‬
‫ب الْ َمهْرُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ح يَ ِ‬ ‫ص ِبهِمَا َوَنفَذَ فِيهِ َوَتَب َعهُمَا أَ ْحكَامٌ َكثِ َيةٌ مِنْ أَ ْحكَا ِم اْلعَقْدِ َففِي الّنكَا ِ‬ ‫ختَ ّ‬ ‫اْن َعقَ َد اْلعَقْ ُد الْ ُم ْ‬
‫خ ْل َوةِ َوَت ْعتَدّ فِيهِ مِنْ حِيِ‬ ‫ف الْ َمهْ ِر عَلَى وَجْ ٍه َويَسَْتقِ ّر بِالْ َ‬ ‫بِاْلعَقْدِ َحتّى َل ْو طَّل َقهَا َقبْلَ الدّخُولِ لَ ِزمَ ُه ِنصْ ُ‬
‫سَتتْبِ ُع اْلَأوْلَا ُد وَالْأَكْسَابُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪:‬‬ ‫ق وَفِي الْ ِكتَاَبةِ تَ ْ‬ ‫ي اْلوَطْ ِء َوَت ْعتَدّ ِل ْلوَفَاةِ فِيهِ َقبْلَ الطّلَا ِ‬‫الْفُرَْقةِ لَا مِنْ حِ ِ‬
‫ف مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ َأنّهُ َغيْ ُر ُمْنعَقِ ٍد َوَيتَ َرّتبُ عََليْهِ أَ ْحكَامُ‬ ‫ب عََليْهِ ذَلِكَ كَاْلَبيْ ِع وَالْإِجَا َرةِ فَالْ َمعْرُو ُ‬ ‫مَا لَا َيتَ َرتّ ُ‬
‫ح وَا ْعتَرَضَهُ أَ ْحمَدُ‬ ‫ح َة الّتصَرّفِ فِي الَْبيْ ِع اْلفَاسِ ِد مِ ْن الّنكَا ِ‬ ‫صبِ وَ َخرّجَ َأبُو الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ صِ ّ‬ ‫الْ َغ ْ‬
‫ف اْلَبيْعِ وََلكِنْ َأبُو الْخَطّابِ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ح اْلفَاسِ ُد ُمْنعَقِدٌ َفِلهَذَا صَ ّح التّصَرّفُ فِيهِ بِ ِ‬ ‫الْحَ ْرِبيّ فِي َتعْلِيقِهِ وَقَا َل النّكَا ُ‬
‫قَدْ لَا يُسَلّمُ اْن ِعقَا َد النّكَاحِ الْفَاسِ ِد وَلَا َغيْ ِرهِ ِلَأنّهُ يَرَى َأنّ الْ ُمجَامِ َع يَحِ ّل مِنْ إحْرَامِهِ َوأَنّ الطّلَاقَ فِي الّنكَاحِ‬
‫خرِيجُ إ ْذ اْلبَيْ ُع وَالنّكَاحُ فِي هَذَا عَلَى حَدّ‬ ‫س َن عِنْ َد ُه هَذَا التّ ْ‬ ‫حتَهُ فَ ِم ْن هُنَا حَ ُ‬ ‫الْفَاسِ ِد إنّمَا َيقَ ُع مِمّ ْن َي ْعَتقِدُ صِ ّ‬
‫ح اْلفَاسِدِ قَالَ‬ ‫وَاحِ ٍد َوَأبْدَى ابْ ُن َعقِيلٍ فِي عُ َم ِدهِ ا ْحتِمَالًا ِبُنفُو ِذ الْإِقَاَلةِ فِي اْلبَيْ ِع اْلفَاسِدِ كَالطّلَاقِ فِي النّكَا ِ‬
‫ح ِة اْلعَقْدِ لَا ُي َؤثّرُ ‪ .‬وَذَ َكرَ ابْ ُن َعقِيلٍ َوغَيْ ُر ُه وَ ْج َهيْنِ فِي ُنفُوذِ‬ ‫َويُفِيدُ ذَلِكَ أَنّ ُحكْ َم الْحَاكِمِ بَعْ َد الْإِقَاَل ِة ِبصِ ّ‬
‫ط بِهِ‬ ‫سقُ ُ‬ ‫ح اْلفَاسِ ِد وََف ّرقَ بَْيَنهُمَا عَلَى أَحَ ِد اْلوَ ْج َهيْنِ بَِأنّ الطّلَاقَ يَ ْ‬ ‫الْ ِعتْقِ فِي الَْبيْ ِع اْلفَاسِدِ كَالطّلَاقِ فِي الّنكَا ِ‬
‫سقُطُ بِهِ َح ّق غَيْ ِر ِه َو ُهوَ اْلبَائِ ُع َوهَذَا كُلّهُ يُشْعِرُ بِاْن ِعقَا ِد اْلبَيْ ِع َوذَكَرَ ابْنُ‬ ‫ف الْ ِعتْقِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬‫حَ ّق َنفْسِهِ َفَنفَ َذ بِخِلَا ِ‬
‫َعقِيلٍ فِي ُفصُولِهِ ا ْحتِمَاَليْنِ فِيمَا إذَا قَالَ ِلغَيْ ِر ِه َبعْ َد نِدَا ِء الْجُ ُم َعةِ َأعْتِ ْق َعبْدَك َعنّي َوعََل ّي ثَ َمنُهُ َف َفعَ َل هَلْ‬
‫ك تَابِعٌ [ لَهُ ] َف ُهوَ كَاْل ِكتَابَةِ‬ ‫َينْفُ ُذ ِعْتقُهُ عَ ْن َنفْسِهِ َأوْ عَ ْن الْآمِرِ لَ ُه وََلكِ ّن هَذَا َعقْ ٌد َموْضُوعٌ ِل ْل ِعتْقِ وَالْ ِملْ ُ‬
‫حةَ الّتصَرّفِ فِي الَْبيْ ِع اْلفَاسِدِ مُسَْتنِدٌ إلَى الْإِ ْذنِ كَمَا فِي اْل ُعقُودِ‬ ‫صّ‬ ‫ف الَْبيْعِ ‪ .‬فَِإنْ قِيلَ ‪َ :‬فهَلّا ُق ْلتُمْ إنّ ِ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫الْجَائِ َزةِ إذَا فَسَدَتْ ‪ ,‬قِيلَ ‪ :‬ذَلِكَ لَا َيصِحّ ِل َو ْج َهيْنِ ‪ ( :‬أَحَ ُدهُمَا ) َأنّ اْلَبيْ َع وُضِعَ ِلَنقْ ِل الْمِلْكِ لَا لِ ْلإِ ْذنِ‬
‫ف اْلوِكَاَلةِ فَِإّنهَا َكصَادْ ِللْإِ ْذنِ ‪ُ ,‬يوَضّحُهُ َأنّ‬ ‫سَتفَا ُد مِ ْن الْ ِملْكِ لَا مِ ْن الْإِ ْذنِ ِبخِلَا ِ‬ ‫ح ُة التّصَرّفِ فِيهِ تُ ْ‬ ‫وَصِ ّ‬
‫شتَرِي فِي الّتصَرّفِ ِلَنفْسِهِ‬ ‫الْ ُموَكّلَ أَ ِذنَ ِلوَكِيلِهِ َأنْ َيَتصَرّفَ لَ ُه وَقَدْ َفعَلَ مَا َأمَ َر ُه وَاْلبَائِ ُع إنّمَا أَ ِذنَ لِ ْلمُ ْ‬
‫ط بِسَلَا َم ِة ِعوَضِهِ فَِإذَا َل ْم يُسَلّ ْم اْل ِع َوضُ‬ ‫شرُو ٌ‬ ‫ك َه ُهنَا ‪ ( .‬وَالثّانِي ) ‪َ :‬أ ّن الْإِ ْذنَ فِي اْلبَيْ ِع مَ ْ‬ ‫ك وَلَا مِلْ َ‬‫بِالْمِلْ ِ‬
‫اْنَتفَى الْإِ ْذ ُن وَالْوِكَاَلةُ إ ْذنٌ مُطْلَ ٌق ِب َغيْ ِر شَرْطٍ ‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫جبُ الضّمَانُ فِي‬ ‫الْقَاعِ َدةُ السّاِب َع ُة وَاْلأَ ْرَبعُونَ ) ‪ :‬فِي ضَمَانِ الْ َمقْبُوضِ بِاْل َعقْ ِد اْلفَاسِدِ ‪ ,‬كُ ّل َعقْ ٍد يَ ِ‬
‫جبُ الضّمَانُ فِي فَاسِ ِدهِ‬ ‫ب الضّمَانُ فِي صَحِيحِهِ لَا َي ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫جبُ الضّمَانُ فِي فَاسِ ِد ِه وَكُ ّل َعقْدٍ لَا يَ ِ‬ ‫صَحِيحِهِ يَ ِ‬
‫ك َوإِذَا لَ ْم َيكُ ْن الصّحِي ُح مُو ِجبًا‬ ‫‪َ .‬وَنعْنِي بِذَلِكَ َأ ّن الْ َعقْ َد الصّحِيحَ إذَا كَانَ مُو ِجبًا لِلضّمَانِ فَاْلفَاسِدُ كَذَلِ َ‬
‫ك مَ َع اْلفَسَادِ ‪.‬‬ ‫حةِ َفكَذَلِ َ‬ ‫ح مُو ِجَبةٌ لِلضّمَانِ مَ َع الصّ ّ‬ ‫لِلضّمَانِ فَاْلفَاسِدُ كَذَلِكَ ‪ ,‬فَاْلَبيْ ُع وَالْإِجَا َرةُ وَالّنكَا ُ‬
‫ب الضّمَانُ فِيهَا مَعَ‬ ‫ج ُ‬ ‫وَالَْأمَانَاتُ كَالْ ُمضَا َرَب ِة وَالشّرِ َك ِة وَالْوِكَاَل ِة اْلوَدِيعَ ِة َو ُعقُو ُد الّتبَ ّرعَاتِ كَاْل ِهبَةِ لَا يَ ِ‬
‫ف الْمَالُ‬
‫جلَ َزكَاَتهُ ُثمّ تَلِ َ‬
‫ك الصّدََقةُ ‪َ ,‬فَأمّا َقوْلُ أَصْحَاِبنَا فِي َمنْ عَ ّ‬
‫ك مَعَ الْفَسَا ِد وَكَذَلِ َ‬
‫حةِ ‪َ .‬فكَذَلِ َ‬
‫الصّ ّ‬
‫صحِيحًا َل ِكنّهُ‬ ‫ض اْلفَاسِدِ بِشَيْءٍ ِلَأنّهُ وَقَعَ َ‬ ‫ض ِمنَهُ اْلقَاِبضُ َفَلْيسَ مِ ْن اْل َقبْ ِ‬ ‫ع بِهِ أَنّهُ إذَا تَلِفَ َ‬ ‫وَقُ ْلنَا لَهُ الرّجُو ُ‬
‫ف َتبَّينّا أَنّهُ لَ ْم َيكُنْ زَكَاةً َفيَرْ ِج ُع ِبهَا ‪َ .‬نعَمْ إذَا َظهَرَ‬ ‫مُرَاعًى فَِإنْ َب ِقيَ الّنصَابُ تََبّينّا َأنّهُ َقَبضَ زَكَاةً ‪َ ,‬وِإنْ تَِل َ‬
‫ض مَا لَا‬ ‫ط ِبقَْب ِ‬ ‫ك بِ ِه َو ُهوَ ُمفَرّ ٌ‬
‫قَاِبضُ الزّكَا ِة مِمّنْ لَا يَجُوزُ لَهُ أَخْ ُذهَا فَِإنّهُ َيضْ َمنُهَا ِل َكوْ ِن اْلقَْبضِ لَ ْم يُمْلَ ْ‬
‫ض اْلبَاطِلِ لَا اْلفَاسِدِ ‪ .‬وََلْيسَ الْ ُمرَادُ أَنّ كُلّ حَالٍ ضَ ِمنَ فِيهَا فِي اْل َعقْدِ‬ ‫يَجُوزُ لَهُ َقْبضُهُ َف َهذَا مِ ْن اْل َقبْ ِ‬
‫جبُ فِيهِ ضَمَانُ الْ َمنْ َف َعةِ ‪َ ,‬وإِنّمَا َيضْمَ ُن اْل َعيْنَ‬ ‫ضمِنَ فِي ِمثِْلهَا مِ ْن الْفَاسِدِ فَِإ ّن الَْبيْ َع الصّحِيحَ لَا يَ ِ‬ ‫الصّحِي ِح وَ َ‬
‫جبُ‬ ‫ح ُة َت ِ‬‫جبُ ضَمَانُ الْأُجْ َرةِ فِي ِه عَلَى الْمَ ْذ َهبِ ‪ .‬وَالْإِجَا َرةُ الصّحِي َ‬ ‫ض بِاْلبَيْ ِع اْلفَاسِ ِد يَ ِ‬‫بِالثّمَنِ ‪ .‬الْ َم ْقبُو ُ‬
‫سَتأْجِرُ َأوْ لَ ْم َينَْتفِعْ ‪ ,‬وَفِي الْإِجَا َر ِة الْفَاسِ َدةِ‬ ‫[ فِيهَا ] الْأُ ْج َرةُ ِبتَسْلِي ِم اْل َعيْنِ الْ َمعْقُو ِد عََلْيهَا َسوَاءٌ اْنتَفَ َع ِبهَا الْمُ ْ‬
‫ب اْلأُجْ َرةُ إلّا بِالِاْنِتفَاعِ ‪ ,‬وََلعَّلهَا رَا ِج َعةٌ إلَى َأنّ الْ َمنَافِعَ لَا‬
‫ج ُ‬ ‫ِروَايَتَانِ ‪ :‬إ ْحدَاهُمَا َكذَلِكَ ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪ :‬لَا تَ ِ‬
‫خرّجُ فِي ضَمَا ِن َمْنفَ َع ِة الْ َمبِيعِ هَ ُهنَا ‪,‬‬ ‫ك يُ َ‬ ‫ع َو ُهوَ اْلَأشْبَهُ ‪ .‬وَكَذَلِ َ‬‫ح ِوهِ إلّا بِالِاْنِتفَا ِ‬ ‫ب َونَ ْ‬‫ُتضْمَنُ فِي اْل َغصْ ِ‬
‫جبُ فِيهَا اْلأُجْ َرةُ إلّا ِبقَدْرِ‬ ‫حةَ لَا تَ ِ‬
‫وََلكِنْ َنقَلَ [ َجمَا َعةٌ ] عَنْ أَحْمَدَ مَا يَدُ ّل عَلَى أَ ّن الْإِجَا َر َة الصّحِي َ‬
‫ع ِبعُذْ ٍر مِنْ ِج َهتِهِ ‪َ ,‬وتََأوَّلهَا الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َوأَقَ ّرهَا صَا ِحبُ‬ ‫سَتأْجِ ُر َب ِقّيةَ الِاْنتِفَا ِ‬
‫الِاْنِتفَاعِ إذَا تَ َر َك الْمُ ْ‬
‫سَتقِرّ فِي ِه الْ َمهْ ُر بِالْخَ ْل َو ِة بِدُونِ اْلوَطْءِ ‪.‬‬ ‫ح الصّحِي ُح يَ ْ‬ ‫شَرْحِ الْهِدَاَيةِ وَاْلقَاضِي َأْيضًا فِي َب ْعضِ َتعَالِيقِهِ وَالنّكَا ُ‬
‫ت عََليْهِ اْليَدُ َأمْ لَا ‪ .‬وَقَدْ‬ ‫ك َمْبنِ ّي عَلَى َأ ّن الُْبضْ َع هَ ْل َيثُْب ُ‬
‫ح الْفَاسِدِ ِروَاَيتَانِ َأيْضًا وَقَدْ قِي َل إنّ ذَلِ َ‬ ‫وَفِي النّكَا ِ‬
‫ح الْعَ ْب ُد نِكَاحًا فَا ِسدًا َأنّهُ لَا َمهْرَ َلهَا َو ُه َو مَحْمُو ٌل عَلَى َأنّهُ لَ ْم يُوجَدْ دُخُولٌ‬
‫ُنقِلَ عَنْ أَ ْحمَدَ فِيمَا إذَا َنكَ َ‬
‫ض مِنْ‬ ‫ح ِريِ َفَتكُونُ زَاِنَيةً ‪َ .‬وَنقَلَ ابْ ُن مشيش وَ َحرْبٌ عَنْهُ َأنّ الْ َمبِي َع الْ َم ْقبُو َ‬ ‫َأوْ عَلَى َأّنهُمَا كَانَا عَالِ َميْنِ بِالتّ ْ‬
‫ك وَالْعَمَلُ فِي الْمَ ْذ َهبِ عَلَى خِلَافِهِ ‪ ,‬إذَا‬ ‫ك الْبَائِعِ ‪ ,‬وَقَ ْد َسبَقَ ذَلِ َ‬ ‫غَيْرِ تَسْ ِمَيةِ ثَمَنٍ لَا يُضْ َمنُ ِلأَنّ ُه عَلَى مِلْ ِ‬
‫َتقَرّ َر هَذَا َفهَ ْل َيضْمَنُ فِي اْل َعقْ ِد اْلفَاسِ ِد بِمَا َسمّى فِيهِ َأ ْو ِبقِي َم ِة الْ ِمثْلِ ؟ فِيهِ خِلَافٌ فِي مَسَائِلَ ‪ِ :‬مْنهَا ‪:‬‬
‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْنِ‬ ‫ضمَانُهُ بِاْلقِي َمةِ لَا بِالثّمَ ِن الْمُسَمّى [ فِيهِ ] َن ّ‬ ‫الْ َمبِيعُ وَالْ َمعْرُوفُ فِي الْمَ ْذ َهبِ َ‬
‫َمنْصُو ٍر َوَأبِي طَالِبٍ ِلَأنّ الْمُسَمّى إنّمَا وَقَعَ الرّضَى بِهِ فِي ضَمَانِ الْ َعقْ ِد وَاْلعَقْ ُد َغيْ ُر مُو ِجبٍ لِلضّمَانِ ‪.‬‬
‫جبُ ضَمَانُ ُه بِاْلقِي َمةِ َأ ْو الْ ِمثْلِ‬ ‫حتَ يَ ِدهِ َفيَ ِ‬ ‫ف َت ْ‬‫ئ عَلَى اْلعَقْ ِد َو ُه َو التّلَ ُ‬ ‫ب الضّمَا ُن ِبأَمْرٍ آخَ َر طَارِ ٍ‬ ‫َوإِنّمَا َيتَ َرّت ُ‬
‫جبُ الْ ِمثْلُ َأوْ‬ ‫شيْءٍ ثُ ّم تَِل َفتْ فَِإنّ ُه يُ ْلغَى الْ ُمّتفَ ُق عََليْ ِه َويَ ِ‬
‫ضهَا بِ َ‬ ‫كَمَا َل ْو اّتفَقَا عَلَى ضَمَا ِن الْعَا ِرّي ِة ِعنْدَ إ ْقبَا ِ‬
‫ك َه ُهنَا ‪َ ,‬و َحكَى الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ فِي اْل ِكتَاَب ِة عَنْ َأبِي َبكْ ٍر عَبْدِ‬ ‫الْقِي َمةُ كَذَلِ َ‬
‫الْعَزِيزِ أَنّ الْ َمقْبُوضَ بِالْبَيْ ِع اْلفَا ِسدِ ُيضْمَ ُن بِالْمُ َ‬
‫سمّى َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ الشّيْخِ َت ِقيّ الدّينِ وَقَا َل إنّهُ ِقيَاسُ‬
‫ض الْمُسَمّى َفَأشْبَهَ مَا َلوْ قَالَ لَ ُه‬ ‫الْمَ ْذ َهبِ آ ِخذًا لَ ُه مِ ْن الّنكَاحِ قَالَ ِلَأنّ إ ْقبَاضَ ُه إيّاهُ إ ْذنٌ لَهُ فِي إتْلَافِ ِه بِاْلعِ َو ِ‬
‫ب عَ ْن هَذَا ِبأَ ّن الْمُسَمّى إنّمَا‬ ‫ستَحِ ّق [ عََليْهِ ] َغيْ َر مَا سَمّى لَ ُه وَقَ ْد يُجَا ُ‬ ‫َأتِْلفْهُ ِبأَلْفِ ِد ْرهَمٍ َفأَتَْلفَهُ فَِإنّهُ لَا يَ ْ‬
‫ك ِب ِعوَضٍ‬ ‫ف إنّمَا َتضَمّ َن َنقْ َل مِلْ ٍ‬ ‫ف وَلَ ْم َيَتضَمّ ْن اْلعَقْدُ إ ْذنًا فِي الِْإتْلَا ِ‬ ‫ُجعِ َل ِعوَضًا عَ ْن الْمِلْكِ لَا عَ ْن الِْإتْلَا ِ‬
‫سَببٍ ُمتَجَدّدٍ ‪.‬‬ ‫ب الضّمَانُ بِ َ‬ ‫وَلَ ْم يُوجَ ْد َنقْ ُل الْمِلْكِ َفلَا َيثُْبتُ اْل ِع َوضُ َوِإنّمَا وَ َج َ‬
‫‪200‬‬
‫ج عَلَى َقوْلِ َأبِي َبكْرٍ‬ ‫خرّ ُ‬‫ف مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ ضَمَاُنهَا ِبأُجْ َر ِة الْ ِمثْلِ َأْيضًا َويَتَ َ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلإِجَا َرةُ اْلفَا ِس َدةُ وَالْ َمعْرُو ُ‬
‫َأنّهَا ُتضْمَ ُن بِاْلأُجْ َر ِة الْمُسَمّا ِة وَالْ َقوْلُ فِيهَا كَاْل َقوْلِ فِي اْلَبيْ ِع َسوَاءٌ ‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫ضمَانُ قِي َمتِهِ‬
‫سمّى فَِإذَا َأدّى مَا سَمّى فِيهَا َحصَلَ الْ ِعتْ ُق وَلَ ْم يَ ْل َزمْهُ َ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلكِتَاَبةُ اْلفَا ِسدَةُ ُتضْمَ ُن بِالْمُ َ‬
‫ب عَلَى ذَلِكَ َلكِ ْن الْ ُمَتأَخّرُونَ َزعَمُوا َأ ّن الْ ِكتَاَبةَ‬‫ذَ َك َرهُ َأبُو بَكْرٍ َوهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ ‪ ,‬وَاّتفَقَ اْلأَصْحَا ُ‬
‫حرِ ُيهَا كَمَا َلوْ قَالَ ِل َعبْ ِدهِ إنْ أَعْ َطْيَتنِي َخمْرًا َفأَْنتَ حُرّ َفأَعْطَاهُ‬
‫ص َفةٍ فَلَا ُي َؤثّرُ فَسَا ُدهَا وَلَا تَ ْ‬
‫الْفَاسِ َد َة َتعْلِي ٌق بِ ِ‬
‫ضةٍ َأبَدًا َوهُوَ ا ْختِيَارُ ابْ ِن َعقِيلٍ َو ُهوَ الَْأ ْظهَرُ‬ ‫ص َف ِة َوَأمّا َأبُو بَكْرٍ َف ِعنْ َدهُ َأنّ اْل ِكتَاَب َة َعقْ ُد ُمعَاوَ َ‬‫عَتَقَ ِلوُجُو ِد ال ّ‬
‫وَلَا َيقَعُ اْل ِعتْ ُق عِنْ َد ُه ِبأَدَاءِ الْ ُمحَ ّرمِ ِلَأنّ الْ َعقْدَ لَا َيْن َعقِدُ ِب ِع َوضٍ مُحَ ّر ٍم بَ ْل ُه َو عِنْ َد ُه بَاطِلٌ ‪.‬‬
‫‪202‬‬
‫شهُورَ ِة عَنْ أَ ْحمَدَ‬ ‫ب الْ َمهْ ِر الْمُسَمّى فِي ال ّروَاَيةِ الْمَ ْ‬ ‫ستَقِ ّر بِالدّخُولِ فِي ِه وُجُو ُ‬ ‫ح اْلفَاسِدُ يَ ْ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الّنكَا ُ‬
‫َوهِيَ الْمَ ْذ َهبُ ِعنْدَ َأبِي َبكْ ٍر وَابْنِ َأبِي مُوسَى وَا ْختَا َرهَا اْلقَاضِي َوأَ ْكثَرُ أَصْحَابِهِ فِي ُكتُبِ الْخِلَافِ َوُيفَ ّرقُ‬
‫ب عََليْهِ أَكْثَرُ أَ ْحكَامِ الصّحِي ِح مِ ْن وُقُوعِ الطّلَاقِ‬ ‫ح مَعَ فَسَا ِدهِ مُْن َعقِدٌ ‪َ ,‬وَيتَ َرتّ ُ‬ ‫ح وَالَْبيْعِ ِبأَنّ الّنكَا َ‬ ‫َبيْنَ الّنكَا ِ‬
‫ب الْ َمهْرِ فِيهِ بِاْل َعقْ ِد َوَتقَرّ ِرهِ‬
‫حيَاةِ َووُجُو ِ‬ ‫ت وَالِا ْعتِدَا ِد ِمنْهُ بَعْ َد الْ ُمفَارََقةِ فِي الْ َ‬
‫وَلُزُو ِم عِ ّدةِ اْلوَفَاةِ َبعْ َد الْ َموْ ِ‬
‫ح اْلفَاسِدِ ضَمَانُ‬ ‫بِالْخَ ْل َوةِ فَِلذَلِكَ لَ ِز َم الْ َمهْ ُر الْمُسَمّى فِيهِ كَالصّحِيحِ ُيوَضّحُهُ َأنّ ضَمَا َن الْ َمهْرِ فِي الّنكَا ِ‬
‫ضمَانَهُ ضَمَانُ‬ ‫ف بِخِلَافِ الَْبيْ ِع الصّحِيحِ فَِإنّ َ‬ ‫ضمَانُ تََل ٍ‬ ‫َعقْدٍ َكضَمَانِهِ فِي الصّحِيحِ وَضَمَانُ اْلَبيْ ِع الْفَاسِدِ َ‬
‫ب َمهْ ُر الْ ِمثْلِ أَخْذًا مِنْ ِروَاَيةِ الْمَرّوذِيّ عَنْهُ فِي عَبْدٍ‬ ‫َعقْدٍ ‪ ,‬وَ ُحكِ َي عَنْ أَحْمَدَ ِروَايَةٌ أُ ْخرَى َأنّ اْلوَاجِ َ‬
‫ج ِب َغيْرِ إ ْذ ِن َسيّ ِدهِ َفدَخَ َل ِبهَا َفقَدْ َجعَلَ َلهَا عُثْمَانُ الْخَمْسِيَ ‪َ ,‬وأَنَا أَ ْذهَب إلَى َأنْ ُيعْطِي شَْيئًا فََلمْ‬ ‫تَ َزوّ َ‬
‫يُو ِجبْ الْمُسَمّى َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ الْخِرَِقيّ وَصَا ِحبِ الْ ُمغْنِي ‪ ,‬وَا ْستَدَلّوا ِب َقوْلِ ِه عََليْهِ الصّلَا ُة وَالسّلَامُ فِي َمنْ‬
‫سهَا [ إنّ ] َلهَا الْ َمهْ َر بِمَا ا ْستَحَ ّل ِمْنهَا َفَأوْ َجبَ الْ َمهْ َر بِالِا ْستِحْلَا ِل َو ُهوَ الْإِصَاَبةُ فَدَ ّل عَلَى َأنّهُ‬ ‫ت َنفْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫َأنْكَ َ‬
‫حصُلَ‬ ‫ضعِيفٌ فَِإنّ الِا ْستِحْلَالَ يَ ْ‬ ‫ب بِاْلوَطْءِ َم ْه ُر الْ ِمثْلِ ‪ .‬وَهَذَا َ‬ ‫ب بِاْلوَطْ ِء وَاْلوَا ِج ُ‬ ‫ب بِاْل َعقْدِ َوِإنّمَا وَ َج َ‬ ‫ج ْ‬ ‫لَ ْم يَ ِ‬
‫حصِيلِ ِه َوِإنْ َل ْم يُوجَ ْد اْلوَطْءُ ‪ .‬وَقَ ْد يُطَْل ُق عَلَى ا ْستِحْلَا ِل مَا لَ ْم يَحِ ّل مِ ْن اْلأَ ْجَنبِّي ِة ِمثْلُهُ‬ ‫بِمُحَاوَِل ِة الْحِ ّل َوتَ ْ‬
‫ك ُمقَرّ ٌر ِعنْ َدنَا ِللْ َمهْرِ ‪ .‬وََقدْ قَا َل النِّبيّ صَلّى اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّمَ لِ ْلمُلَاعِ ِن ِمثْلَ‬ ‫َوهُ َو الْخَ ْل َوةُ َأ ْو الْ ُمبَاشَ َر ُة وَذَلِ َ‬
‫س مَحْمُولًا ِعنْ َدنَا إلّا عَلَى [ ِمثْلِ ] مَا ذَكَ ْرنَا لَا عَلَى َحقِي َقةِ اْلوَطْءِ ‪َ ,‬فَأمّا ُعقُو ُد الْمُشَارَكَاتِ إذَا‬ ‫ك وََلْي َ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ب وََلْيسَ‬ ‫ف َبيْ َن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫ب الْمُسَمّى فِيهَا َأوْ أُجْ َر ُة الْ ِمثْلِ ؟ فِيهِ خِلَا ٌ‬ ‫ج ُ‬ ‫فَسَدَتْ كَالشّرِ َك ِة وَالْ ُمضَا َرَبةِ َفهَ ْل يَ ِ‬
‫ضمَانَ فِيهَا عَلَى الْقَاِبضِ‬ ‫ضمَانِ اْلقَاِبضِ بِاْل َعقْ ِد اْلفَاسِ ِد َوهَ ِذ ِه الْ ُعقُودُ لَا َ‬ ‫ك مِمّا َنحْنُ فِيهِ ِلأَنّ كَلَا َمنَا فِي َ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ض ِبعَمَلِهِ َأمّا الْمُسَمّى َوَأمّا أُ ْج َرةُ الْ ِمثْ ِل عَلَى ِخلَافٍ فِيهِ ‪.‬‬ ‫جبُ لَهُ فِيهَا اْل ِعوَ ُ‬ ‫‪َ ,‬وِإنّمَا يَ ِ‬
‫‪203‬‬
‫ك عََليْ ِه ِعوَضَهُ فِي آنٍ وَا ِحدٍ َويَطّرِدُ هَذَا فِي‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ وَاْلأَ ْربَعُونَ ) ‪ :‬كُلّ َمنْ مَ َلكَ شَيْئًا ِب ِعوَضٍ مَلَ َ‬
‫س اْلعَقْدِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ فِي‬ ‫ستَأْ ِج ُر الْ َمنَافِ َع وَالْ ُمؤَجّ ُر اْلأُجْ َر َة ِبنَ ْف ِ‬
‫ك الْمُ ْ‬
‫الَْبيْ ِع وَالسّلَ ِم وَاْلقَ ْرضِ وَالْإِجَا َرةِ َفيَ ْملِ ُ‬
‫ك الْمَ ْرَأةُ بِ ِه الصّدَاقَ كُلّ ُه وَكَذَلِكَ‬ ‫ج َمنْ َف َعةَ الُْبضْ ِع بِاْلعَقْ ِد َوتَ ْملِ ُ‬
‫الّنكَاحِ فِي ظَاهِ ِر الْ َم ْذهَبِ َفيَمْلِكُ ال ّز ْو ُ‬
‫خلْ ُع وَالْإِ ْعتَاقُ عَلَى‬
‫ك الْ ُ‬
‫س الْ َعقْدِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫ك عََليْ ِه النّجُومَ بَِن ْف ِ‬ ‫ك الْ َعبْ َد َمنَاِفعَهُ وَا ْكتِسَابَهُ َوتُمَلّ ُ‬
‫الْ ِكتَاَبةُ تُ َملّ ُ‬
‫ح ِوهِمَا ‪َ ,‬وَأمّا‬‫ص َونَ ْ‬‫شقْ َ‬ ‫شفِيعِ ال ّ‬ ‫ت الْ َقهْ ِرّيةُ َكأَخْ ِذ الْ ُمضْطَ ّر َطعَا َم الْ َغيْ ِر َوأَخْذِ ال ّ‬ ‫ك الْ ُمعَاوَضَا ُ‬ ‫مَالٍ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫ك الْمُطَاَلَب َة ِبتَسْلِي ِم الْآخَ ِر َوِإنْ كَانَا حَاّليْنِ َففِي‬ ‫ضيْنِ فَ َمتَى كَانَ أَ َح ُدهُمَا ُمؤَجّلًا لَمْ يَ ْمنَعْ ذَلِ َ‬ ‫تَسْلِي ُم اْلعِوَ َ‬
‫شتَرِي َتعَلّ َق ِب َعيْنٍ َفقُ ّدمَ‬ ‫الَْبيْ ِع إنْ كَا َن الثّ َمنُ َدْينًا فِي ال ّذ ّمةِ فَالْمَ ْذ َهبُ وُجُوبُ إ ْقبَاضِ اْلبَائِعِ َأوّلًا ِلَأنّ حَ ّق الْمُ ْ‬
‫س الْ َمبِيعِ ِعنْ َد ُه عَلَى الثّمَ ِن عَلَى الْ َمنْصُوصِ ِلَأنّهُ صَارَ فِي‬ ‫ح ّق الْ ُمتَعَلّ ِق بِال ّذ ّمةِ وَلَا َيجُوزُ لِ ْلبَائِعِ َحْب ُ‬ ‫عَلَى الْ َ‬
‫يَ ِدهِ َأمَاَنةً َفوَ َجبَ رَ ّد ُه بِالْمُطَاَلَبةِ كَسَائِ ِر اْلأَمَانَاتِ ‪ ,‬ا ْختَارَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي َأنّ لَهُ الِا ْمِتنَاعَ مِنْ إ ْقبَاضِهِ َحتّى‬
‫ض َرهُ وَقَالَ َأبُو‬ ‫حِ‬ ‫سلِيمُهُ َحتّى يُ ْ‬ ‫ت الثّمَ ِن عََليْهِ َفلَا يَ ْل َزمُ تَ ْ‬ ‫حضِ َر الثّمَنَ ِلأَ ّن تَسْلِيمَ ُه بِدُو ِن الثّمَنِ ضَرَرًا ِب َفوَا ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫ح َوِإنْ كَانَ‬ ‫الْخَطّاب فِي انِْتصَا ِرهِ الصّحِيحُ عِنْدِي َأنّهُ لَا يَ ْل َزمُهُ التّسْلِيمُ َحتّى َيتَسَلّ َم الثّمَنَ كَمَا فِي الّنكَا ِ‬
‫ض ِمنْهُمَا ثُمّ‬ ‫ع مَ ْن َيقِْب ُ‬ ‫صبّ ِعنْ َد الّتنَا ُز ِ‬ ‫جَبرُ أَحَ ُدهُمَا عَلَى اْلبَدَا َء َة بِالتّسْلِي ِم بَ ْل َيْن َ‬ ‫عَْينًا َفهُمَا َسوَاءٌ وَلَا يُ ْ‬
‫ك اْلبَائِ ُع الْمُطَاَلَبةَ بِالّنقْدِ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي فِي‬ ‫ضهُمَا فَِإنْ كَا َن ُهنَاكَ ِخيَارٌ َلهُمَا َأوْ ِلأَحَ ِدهِمَا لَ ْم يَمْلِ ْ‬ ‫ُيقَّب ُ‬
‫خيَا ِر بِدُونِ‬ ‫شتَرِي َقْبضَ الْ َمبِيعِ فِي ُم ّدةِ الْ ِ‬ ‫ك الْمُ ْ‬ ‫ح بِهِ اْلأَزَ ِجيّ فِي ِنهَاَيتِهِ وَلَا يَ ْملِ ُ‬ ‫ت مِنْ خِلَافِهِ وَصَرّ َ‬ ‫الْإِجَارَا ِ‬
‫جبُ‬ ‫جيّ َوَأمّا فِي الْإِجَا َرةِ فَاْلمَ ْذ َهبُ َأنّهُ لَا يَ ِ‬ ‫إ ْذنٍ صَرِي ٍح مِ ْن اْلبَائِعِ َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْنِ الشّالَنْ ِ‬
‫جبُ دَفْ ُع الثّمَنِ إلّا َبعْدَ‬ ‫تَسْلِي ُم الْأُ ْج َرةِ إلّا َبعْ َد تَسْلِي ِم اْلعَمَ ِل الْ َم ْعقُو ِد عََليْهِ َأوْ اْل َعيْ ِن الْ َمعْقُو ِد عََلْيهَا كَمَا لَا َي ِ‬
‫ضهَا َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ ‪.‬‬ ‫ع ِبقَْب ِ‬ ‫ب عََليْ ِه تَسْلِي ُم الْأُ ْج َرةِ ِلتَ َمكّنِهِ مِ ْن الِاْنتِفَا ِ‬‫تَسْلِي ِم الْ َمبِيعِ َو َمتَى تُسَلّ ُم اْلعَيْ ُن وَ َج َ‬
‫جبُ دَفْ ُع اْلأُجْ َرةِ إَليْهِ إذَا شَ َرعَ فِي اْلعَمَلِ ِلأَنّهُ قَ ْد َسلّ َم َنفْسَهُ‬ ‫وَقَالَ الْقَاضِي فِي َتعْلِيقِهِ ‪ :‬إنّ اْلأَجِيَ َي ِ‬
‫حتَ‬ ‫ف تَ ْ‬ ‫ك بِاْلأَجِ ِي الْخَاصّ ِلَأنّ َمنَاِفعَ ُه َتتْلَ ُ‬ ‫خصّ ذَلِ َ‬ ‫لِا ْستِيفَا ِء الْ َمنْ َف َعةِ َف ُهوَ َكتَسْلِيمِ الدّارِ الْ ُمؤَجّ َرةِ ‪ .‬وََلعَلّ ُه يَ ُ‬
‫ستَأْ ِجرِ َف ُهوَ َشبِيهٌ ِبتَسْلِي ِم اْل َعقَارِ ‪ .‬وَقَالَ ابْنُ َأبِي مُوسَى مَ ْن ُاسُْتؤْجِرَ ِلعَمَ ٍل َمعْلُومٍ ا ْستَحَ ّق اْلأُجْ َرةَ‬ ‫يَ ِد الْمُ ْ‬
‫عِنْ َد إيفَا ِء الْعَ َم ِل َوإِ ْن ُاسُْتؤْجِرَ فِي كُ ّل َي ْو ٍم بِأَ ْج ٍر َمعْلُومٍ َفلَهُ أَ ْجرُ كُ ّل َي ْومٍ ِعنْ َد تَمَامِهِ ‪َ ,‬وظَاهِ ُر هَذَا َأنّ‬
‫حمَ ُل عَلَى مَا‬ ‫ك ُم ْقَتضَى الْعُ ْرفِ ‪ ,‬وَقَ ْد يُ ْ‬ ‫جبُ لَهُ أُ ْج َرةُ كُ ّل َي ْومٍ فِي آخِ ِرهِ ِلأَنّ ذَلِ َ‬ ‫ستَأْ َجرَ لِ ْلعَمَ ِل ُم ّدةً يَ ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫خيَارُ فِي آخَرِ ُك ّل َيوْمٍ‬ ‫ت الْمُ ّد ُة مُطَْل َق ًة َغيْ َر ُمعَّيَنةٍ كَاسِْتئْجَا ِرهِ كُ ّل َي ْومٍ بِكَذَا فَِإنّ ُه يَصِ ّح َوَيْثبُتُ لَ ُه الْ ِ‬ ‫إذَا كَانَ ْ‬
‫جبُ لَهُ الْأُجْ َرةُ فِيهِ ِلَأنّهُ َغيْ ُر مَ ْلزُومٍ بِاْلعَمَلِ فِيمَا بَعْ َد ُه وَِلأَ ّن مُ ّدتَهُ لَا َتنَْتهِي َفلَا يُ ْمكِ ُن َتأْخِيُ إعْطَائِهِ إلَى‬ ‫َفيَ ِ‬
‫تَمَا ِمهَا َأوْ عَلَى َأنّ الْمُ ّد َة الْ ُم َعيَّنةَ إذَا َعيّنّا ِلكُ ّل َي ْومٍ ِمْنهَا قِسْطًا مِ ْن اْلأُجْ َرةِ َف ِهيَ إجَارَاتٌ ُمَتعَدّ َد ُة َوَأمّا‬
‫ع مِ ْن التّسْلِيمِ َحتّى َت ْقِبضَهُ فِي الْمَ ْذ َهبِ ذَكَ َرهُ‬ ‫ستَحِ ّق الْ َم ْرأَةُ فِي ِه الْ َمهْ َر بِاْل َعقْ ِد وََلهَا الِا ْمِتنَا ُ‬‫الّنكَاحُ َفتَ ْ‬
‫الْخِرَِقيّ وَالْأَصْحَابُ ‪َ ,‬وَنقَلَهُ ابْ ُن الْ ُمنْذِرِ اّتفَاقًا مِ ْن اْلعُلَمَا ِء َوعَلّلَهُ الْأَصْحَابُ ِبأَنْ الْ َمنْ َف َع َة الْ َم ْعقُو َد عََلْيهَا‬
‫ف الْ َمبِيعِ فَِلذَلِكَ‬ ‫ضهَا ِبخِلَا ِ‬ ‫ع ِعوَ ِ‬ ‫ف بِالِاسْتِيفَاءِ َفإِذَا َتعَذّ َر اسْتِيفَاءُ الْ َم ْه ِر عََلْيهَا َل ْم يُ ْمكِْنهُمَا ا ْستِرْجَا ُ‬ ‫َتتْلَ ُ‬
‫ع مِ ْن التّسْلِيمِ َحتّى َت ْقبِضَ ُه َوهَ ِذهِ اْلعِّل ُة َموْجُو َدةٌ فِيمَا لَا َيَتبَاقَى مِ ْن الْ َمبِي ِع مِ ْن الْمَ ْطعُومَاتِ‬ ‫مََل َكتْ الِا ْمتِنَا َ‬
‫وَالْمَشْرُوبَاتِ وَاْل َفوَاكِ ِه وَال ّريَاحِيِ ; بَلْ فِي ِسلَ ِع التّجَا َرةِ َأيْضًا َوهَذَا مِمّا يُرَجّ ُح مَا ا ْختَا َرهُ َأبُو الْخَطّابِ ‪.‬‬
‫َوأَْيضًا فَ َطرْ ُد هَذَا الّتعْلِيلِ َأنْ َيجُو َز الِامِْتنَاعُ مِ ْن تَسْلِيمِ الْ َعيْ ِن الْ ُمؤَجّ َرةِ َحتّى تُسَْتوْفَى اْلأُجْ َرةُ ِلَأنّ الْ َم ْعقُودَ‬
‫ق َبيَْنهُمَا ِبأَنّ‬ ‫عََليْهِ َيتْلَفُ َأْيضًا َويُسَْتهْلَكُ َفلَا يُ ْمكِ ُن اسْتِ ْردَا ُدهُ ِعنْ َد َتعَذّ ِر اْلوُصُول إلَى اْلأُجْ َرةِ َلكِنْ قَ ْد ُيفَ ّر ُ‬
‫ت عَلَى‬ ‫سَتقِ ّر بِهِ الْ َم ْهرُ فَإِذَا َتعَذّرَ أَخَ َذ الْ َم ْه ِر ِمنْهُ فَا َ‬ ‫سَتوْفِي فِي الْحَا ِل مَا يَ ْ‬ ‫ال ّزوْجَ إذَا تَسَلّمَ الْمَ ْرَأةَ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫ستَأْ ِج ُر اْلعَيْ َن الْ ُمؤَجّ َرةَ َفلِلْ ُم َؤجّ ِر الْمُطَاَلَبةُ حِيَنئِذٍ‬
‫ال ّزوْ َج ِة الْ َمهْ ُر َومَا قَالَهُ ‪َ ,‬وَأمّا فِي الْإِجَا َرةِ فَِإذَا تَسَلّ َم الْمُ ْ‬
‫ج َعنْهُ َأ ْو غَاِلبُهُ َوهَذَا إذَا كَانَتْ‬ ‫ك اْلفَسْخَ َفيَرْ ِجعُ إلَى الْ ُمؤَجّ ِر مَا خَ َر َ‬ ‫بِالْأُ ْج َرةِ َفِإنْ َتعَذّرَ ُحصُوُلهَا مَلَ َ‬
‫ال ّزوْ َج ُة مِمّ ْن يُ ْمكِ ُن الِا ْستِ ْمتَاعُ ِبهَا فَِإنْ كَاَنتْ لَا َتصْلُحُ لِذَلِكَ َفقَالَ ابْنُ حَامِدٍ َو َغيْ ُرهُ َلهَا الْمُطَاَلَبةُ بِهِ َأيْضًا‬
‫ب اْلبَدَاءَ َة ِبتَسْلِيمِ‬‫ج ُ‬ ‫وَرَجّحَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي خِلَافَ ُه وَخَرّجَهُ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ مِمّا َحكَى الْآمِدِيّ َأنّهُ لَا يَ ِ‬
‫ض الْ َمعْقُو ِد عََليْ ِه وَقَالَ‬ ‫الْ َمهْ ِر بَ ْل َيعْدِلُ كَالثّمَ ِن الْ ُم َعيّنِ فَلَا يَ ْل َز ُم تَسْلِي ُم الْ َمهْرِ إلّا ِعنْ َد التّ َمكّ ِن مِ ْن تَسَلّ ِم الْ ِع َو ِ‬
‫ستَحَقّ‬ ‫ف يُ ْ‬‫ف الصّدَاقِ ِلأَ ّن النّصْ َ‬ ‫ستَحِ ّق الْمُطَاَلَبةَ َلهَا بِِنصْ ِ‬ ‫صغِيَ َة تَ ْ‬‫الشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ الَْأ ْشبَهُ ِعنْدِي َأنّ ال ّ‬
‫حقّهُ إلّا بِالتّ َمكّنِ َأمّا َل ْو ا ْسَتقَرّ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫ف الْآخَ ُر بِإِزَاءِ الدّخُولِ َفلَا تَ ْ‬ ‫س َو ُهوَ حَاصِ ٌل بِاْل َعقْ ِد وَالّنصْ ُ‬ ‫حْب ِ‬‫بِإِزَاءِ الْ َ‬
‫ت الْمَ ْرَأةُ فَلَا َن َف َقةَ َلهَا وََلهَا َأوْ ِلوَلِّيهَا َأ ْو َسيّدِهَا إنْ كَاَنتْ َأ َمةً الْمُطَاَلَب ُة بِالْ َمهْرِ‬ ‫الْ َمهْ ُر بِالدّخُو ِل ثُمّ نَشَزَ ْ‬
‫ذَ َك َرهُ َأبُو بَكْرٍ َوغَيْ ُرهُ ِلأَنّ وُجُوبَ ُه اسَْتقَ ّر بِالتّ َمكّنِ فَلَا ُي َؤثّرُ فِي ِه مَا طَ َرَأ عََليْهِ َبعْ َدهُ‬
‫‪204‬‬
‫الْقَاعِ َد ُة التّا ِسعَة وَاْلأَ ْربَعُونَ ) ‪ :‬الْقَبْضُ فِي اْلعُقُودِ عَلَى قِسْ َميْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنْ َيكُو َن مِ ْن مُو َجبِ الْ َعقْدِ‬
‫خلْعِ َفهَ ِذ ِه اْلعُقُو ُد تَ ْل َز ُم مِ ْن َغيْ ِر‬
‫َو ُمقَْتضَاهُ كَاْلَبيْعِ اللّا ِز ِم وَال ّرهْنِ اللّا ِز ِم وَاْل ِهَبةِ اللّا ِز َمةِ وَالصّدَاقِ َو ِع َوضِ الْ ُ‬
‫ض مِ ْن تَمَا ِم اْلعَقْدِ كَاْل َقْبضِ فِي‬ ‫ت ُعقُو ِدهَا ‪ .‬الثّانِي ‪َ :‬أ ْن يَكُونَ اْل َقبْ ُ‬ ‫َقْبضٍ ‪َ ,‬وِإنّمَا اْلقَْبضُ فِيهَا مِ ْن مُو َجبَا ِ‬
‫ف عَلَى ِروَاَي ٍة وَاْلوَصِّي ِة عَلَى َوجْ ٍه وَفِي َبيْ ِع َغيْ ِر الْ ُم َعيّنِ َأْيضًا‬ ‫السّلَ ِم وَال ّرَب ِويّاتِ وَفِي ال ّرهْ ِن وَاْل ِهَبةِ وَاْلوَقْ ِ‬
‫عَلَى خِلَافٍ فِيهِ ‪َ ,‬فَأمّا السّلَمُ فَ َمتَى َتفَرّقَا َقبْلَ َقْبضِ َرأْسِ مَالِ ِه بَطَ َل وَكَذَلِكَ فِي ال ّرَب ِويّاتِ ‪َ ,‬وأَمّا ال ّرهْنُ‬
‫صبْ َرةٍ ؟ عَلَى‬ ‫وَالْ ِهَبةُ َفهَ ْل ُيعَْتبَ ُر اْلقَْبضُ فِيهِمَا فِي جَمِي ِع اْلأَ ْعيَانِ َأوْ فِي الْ ُمْبهَ ِم َغيْ ِر الْ ُمتَ َميّزِ َك َقفِي ٍز مِنْ ُ‬
‫صيّةُ َفهَ ْل تَ ْل َزمُ‬ ‫ف عَ ْن يَ ِدهِ ِروَايَتَانِ َمعْرُوَفتَانِ ‪َ ,‬وَأمّا اْلوَ ِ‬ ‫ِروَايََتيْنِ ‪َ ,‬وَأمّا اْلوَقْفُ َففِي ُلزُومِهِ بِدُونِ إخْرَاجِ الْوَقْ ِ‬
‫بِاْلقَبُولِ فِي الْ ُمبْهَمِ ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ .‬وَا ْختَارَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َأنّهَا لَا تَ ْل َزمُ فِيهِ بِدُونِ َقْبضٍ ‪ ,‬وَ َخرّجَ‬
‫صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي وَ ْجهًا ثَاِلثًا َأّنهَا لَا تَلْ َز ُم بِدُو ِن الْ َقْبضِ مُ ْطَلقًا كَاْل ِهبَةِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َحكَى صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي‬
‫ف هَ ْل يَبْطُلُ بِرَ ّدهِ ‪ ,‬وَصَرّحَ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ بَِأنّ‬ ‫ف عََليْ ِه الْ ُمعَيّنِ ِل ْلوَقْ ِ‬
‫َوغَيْ ُرهُ وَ ْج َهيْنِ فِي رَ ّد الْ َموْقُو ِ‬
‫الْمِلْكَ فِيهِ لَا يَلْ َز ُم بِدُو ِن الْ َقْبضِ َوَأمّا الْ َمبِيعُ الْ ُمْبهَمُ َفذَكَرَ الْقَاضِي فِي َموْضِعٍ َأنّ ُه َغيْرُ لَا ِز ٍم بِدُونِ اْل َقبْضِ‬
‫شتَرِي وََلعَلّهُ َجعَلَ ُه َغيْرَ لَا ِز ٍم مِنْ ِج َهةِ‬ ‫وَذَكَرَ فِي َموْضِعٍ آ َخ َر [ َأنّهُ ] لَا ِز ٌم مِنْ ِج َهتِهِ [ وَلَ ْم َيَتعَ ّرضْ ِللْمُ ْ‬
‫الْبَائِع ] ِلأَنّهُ لَ ْم يَ ْدخُلْ فِي ضَمَانِ ِه َبعْدُ وَا ْختَارَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َأنّهُ لَا ِزمٌ فِي َح ّقهِمَا جَمِيعًا وَقَا َل ُهوَ ظَاهِرُ‬
‫جعَ ُل اْلقَْبضَ فِي هَ ِذ ِه اْلعُقُو ِد ُم ْعَتبَرًا ِللُزُو ِمهَا وَا ْستِمْرَا ِرهَا لَا‬ ‫ب يَ ْ‬
‫كَلَامِ الْخِرَِقيّ وَاعْلَمْ أَنّ َكثِيًا مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫خطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ وَصَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ‬ ‫ح بِذَلِكَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي َوَأبُو الْ َ‬ ‫لِاْنعِقَا ِدهَا َوِإنْشَاِئهَا َومِمّنْ صَرّ َ‬
‫حرّرِ فِيهِ‬ ‫ح بِذَلِكَ صَا ِحبُ الْمُ َ‬ ‫ح ِة َومِمّنْ صَرّ َ‬ ‫ب مَنْ َجعَ َل الْ َقْبضَ فِيهَا شَ ْرطًا لِلصّ ّ‬ ‫َوغَيْ ُرهُمْ ‪َ ,‬ومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫ف وَالسّلَ ِم وَاْل ِهَبةِ ‪ .‬وَقَالَ فِي الشّ ْرحِ ‪ :‬مَ ْذ َهبُنَا َأنّ الْ ِملْكَ فِي الْ َم ْوهُوبِ لَا يَْثُبتُ بِدُو ِن الْ َقْبضِ‬ ‫فِي الصّرْ ِ‬
‫ض وَقُ ْلنَا ُي ْعتَبَرُ فِي ِهبَتِ ِه‬ ‫ب مِنْ َليَْل ِة اْلفِطْ ِر وَاْلعَبْ ُد َم ْوهُوبٌ َل ْم َيقِْبضْ ثُمّ َقبَ َ‬ ‫ع عََليْهِ إذَا دَ َخ َل وَ ْقتُ اْلغُرُو ِ‬ ‫وَفُ ّر َ‬
‫الْ َقْبضُ َففُ ْط َرتُ ُه عَلَى اْلوَا ِهبِ ‪ .‬وَكَذَلِكَ صَرّحَ ابْ ُن َعقِيلٍ بَِأ ّن الْ َقْبضَ رُ ْك ٌن مِنْ أَرْكَانِ اْل ِهَبةِ كَالْإِيَابِ فِي‬
‫ف وَالسّلَمِ‬ ‫ح ِة الصّرْ ِ‬ ‫خرَِقيّ يَدُلّ عََليْهِ َأْيضًا ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ذَكَرَ اْلقَاضِي َأ ّن الْ َقْبضَ شَ ْرطٌ فِي صِ ّ‬ ‫غَيْ ِرهَا وَكَلَامُ الْ ِ‬
‫ض شَرْطٌ ِللُزُومِهِ ‪,‬‬ ‫حرّرِ لَ ْم يَذْكُرْ فِي ال ّرهْنِ إلّا َأنّ اْل َقبْ َ‬ ‫ح بِهِ َكثِ ٌي مِ ْن اْلأَصْحَابِ ‪ ,‬وََلكِنّ صَا ِحبَ الْمُ َ‬ ‫وَصَرّ َ‬
‫ح اْلهِدَاَيةِ‬‫حرّرِ فِي شَ ْر ِ‬ ‫حتِ ِه َوأَنّ ال ّرهْ َن َيبْطُ ُل بِ َزوَالِهِ وَكَذَلِكَ صَا ِحبُ الْمُ َ‬ ‫وَصَرّحَ َأبُو َبكْرٍ ِبَأنّهُ شَ ْرطٌ ِلصِ ّ‬
‫وَالشّيَازِيّ َوغَيْ ُرهُمَا ‪َ .‬وَأمّا اْلقَ ْرضُ وَالصّدََق ُة وَالزّكَاةُ َو َغيْ ُرهَا َففِيهَا طَرِيقَانِ إ ْحدَاهُمَا لَا يُ ْملَكُ إلّا بِاْلقَْبضِ‬
‫ِروَايَ ًة وَاحِ َدةً َوهِ َي طَرِي َقةُ الْ ُمجَرّ ِد وَالْ ُمْبهِجِ َوَنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي َموَاضِعَ ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪َ :‬أنّهُ فِي الْ ُمْبهَمِ لَا‬
‫ف الْ ُم َعيّنِ فَِإنّ ُه يُمْلَكُ فِي ِه بِاْل َعقْدِ َو ِهيَ طَرِي َقةُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَابْ ِن عَقِيلٍ فِي‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ك بِدُو ِن الْ َقْبضِ بِ ِ‬ ‫يُمْلَ ُ‬
‫ك بِدُونِ‬ ‫سهْ ُم مِ ْن اْلغَنِي َمةِ َفيُمْلَ ُ‬ ‫ُمفْرَدَاتِهِ وَالْحَ ْلوَانِيّ وَاْبنِهِ إلّا َأّنهُمَا َح َكيَا فِي الْ ُمعَيّنِ ِروَاَيتَيْنِ كَاْل ِهَبةِ ‪َ ,‬وأَمّا ال ّ‬
‫ك بِدُونِ‬ ‫ح ْلوَاِنيّ وَابْ ُن َعقِيلٍ َو َغيْ ُرهُمَا ‪َ ,‬وَأمّا اْلعَا ِرّيةُ فَلَا تُ ْملَ ُ‬ ‫ح بِهِ الْ َ‬ ‫صرّ َ‬‫الْ َقْبضِ إذَا َعّينّهُ الِْإمَامُ بِ َغيْرِ خِلَافٍ َ‬
‫ك بِ ُمجَرّ ِد اْلعَقْدِ َك ِهَب ِة الَْأ ْعيَانِ‬ ‫الْ َقْبضِ إنْ قِي َل إنّهَا ِهَبةُ َمْن َف َعةٍ وَ َخرّجَ الْقَاضِي فِيهَا ِروَاَيةً أُخْرَى َأّنهَا تُمْلَ ُ‬
‫ك الْمَالِكِ‬ ‫سَتوْفَى عَلَى ِملْ ِ‬ ‫حصُ ُل الْ ِملْكُ فِيهَا ِبحَا ٍل بَ ْل يُ ْ‬ ‫َوتَلْ َزمُ إذَا كَاَنتْ ُمؤَّقَتةً َوِإنْ قِيلَ هِ َي إبَا َحةٌ فَلَا يَ ْ‬
‫حصُ ْل اْلقَْبضُ فَلَا َعقْدَ‬ ‫حقِيقُ أَ ْن ُيقَالَ فِي هَ ِذهِ اْل ُعقُودِ ‪ :‬إذَا لَ ْم يَ ْ‬ ‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ ‪ :‬التّ ْ‬ ‫ضيْفِ قَالَ ال ّ‬ ‫كَ َطعَامِ ال ّ‬
‫ب بَطَ َل الْإِيَابُ َفهَذَا بُطْلَا ُن مَا‬ ‫ض الْ ُف َقهَا ِء َيقُو ُل بَطَ َل اْل َعقْدُ َفكَمَا ُيقَالُ إذَا لَ ْم َي ْقبَلْ الْ ُمخَاطَ ُ‬‫‪َ ,‬وإِنْ كَانَ َب ْع ُ‬
‫ب وَاْلقَبُولِ كَمَا‬ ‫ف اْنعِقَا ِد الْ َعقْ ِد عَلَى َأمْرٍ زَائِ ٍد عَلَى الْإِيَا ِ‬ ‫سَتْبعَدُ َتوَقّ ُ‬‫لَ ْم َيتِمّ لَا بُطْلَا ُن مَا تَ ّم انَْتهَى ‪ .‬وَلَا يُ ْ‬
‫شهَا َدةِ ‪ .‬وَفِي الْ ِهَب ِة وَجْ ٌه ثَاِلثٌ ُحكِ َي عَنْ ابْنِ حَامِدٍ َأ ّن الْمِلْكَ فِيهَا‬ ‫ح َم َعهُمَا عَلَى ال ّ‬ ‫ف اْنعِقَادُ الّنكَا ِ‬ ‫َيتَوَقّ ُ‬
‫ع عَلَى ذَلِكَ ُحكْمُ‬ ‫َيقَعُ مُرَاعًى فَِإنْ وُ ِج َد اْلقَْبضُ تََبّينّا َأنّهُ كَانَ ِللْ َم ْوهُوبِ ِب َقبُولِهِ َوإِلّا َف ُهوَ لِ ْلوَاهِبِ ‪ ,‬وَفُ ّر َ‬
‫ف وَالْمُرَاعَاةِ إلَى َبقِّي ِة هَ ِذهِ اْل ُعقُودِ ‪َ .‬وَأمّا اْلَبيْعُ الّذِي يُ ْعَتبَرُ لَ ُه اْلقَْبضُ َففِي‬ ‫الْفِ ْط َرةِ وََق ْد يَطّ ِردُ َقوْلُهُ بِاْلوَقْ ِ‬
‫كَلَامِ َأبِي َبكْرٍ مَا يَدُ ّل عَلَى َأنّهُ لَا َينْ َعقِ ُد بِدُونِ اْل َقبْضِ َأْيضًا ‪ ,‬فَِإنّهُ قَالَ ‪ :‬إذَا ا ْشتَرَاهُ َكيْلًا َفلَا َيقَ ُع َبيَْنهُمَا إلّا‬
‫َكيْلًا َوتََأوّلَهُ الْقَاضِي عَلَى َن ْفيِ الضّمَا ِن َوهُ َو َبعِيدٌ قَالَ ‪ِ :‬لأَنّ أَ ْحمَدَ قِيلَ لَهُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن مشيش أََلْيسَ قَدْ‬
‫صرّحَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ‬ ‫شتَرِي ؟ قَا َل بَلَى وََلكِ ْن ُه َو مِ ْن مَا ِل اْلبَائِ ِع َي ْعنِي إذَا تَلِفَ ‪ُ ,‬قلْت ‪َ :‬لكِنْ َ‬ ‫مََلكَهُ الْمُ ْ‬
‫ابْ ِن َمْنصُورٍ بِانِْتقَا ِل الْمِلْكِ َقبْ َل اْل َقبْضِ َفقَالَ َأمّا مَا يُكَا ُل َويُو َزنُ فَلَا بُدّ ِل ْلبَائِعِ َأ ْن ُيوَفّيَ ُه الْ ُمْبتَاعَ ِلَأنّ مِلْكَ‬
‫شَترِي فَمَا َل ِزمَهُ مِنْ‬ ‫شتَرِي َومَا ُيكَالُ وَلَا يُو َزنُ إذَا كَانَ َمعْلُومًا َف ُهوَ مِلْكٌ لِلْمُ ْ‬ ‫الْبَائِعِ فِيهِ قَائِمٌ َحتّى يُوفِيَ ُه الْمُ ْ‬
‫ك َبعْ ُد مَا لَ ْم َيكِلْهُ‬ ‫حوّ ُل اْلبَائِ ُع الثّمَ َن وَاْلبَائِ ُع مَالِ ٌ‬
‫ي بِالصّ َف ِة وَلَا يُ َ‬‫َشيْءٍ َف ُه َو عََليْهِ ‪ .‬وَقَالَ َأْيضًا فِي َطعَا ٍم ُا ْشتُرِ َ‬
‫صرِيحٌ لَا يُ ْمكِ ُن َت ْأوِيلُهُ ‪َ ,‬فَيكُونُ إذَا عَنْ أَحْمَدَ فِي اْنِتقَالِ الْ ِملْكِ فِي َبيْ ِع الْ َمكِيلِ‬ ‫شتَرِي َوهَذَا َ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫وَالْ َموْزُو ِن بِدُونِ اْل َقبْضِ ِروَايَتَانِ ‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَمْسُونَ ) ‪ :‬هَلْ يََتوَقّفُ الْمِلْكُ فِي الْ ُعقُودِ الْ َق ْهرِّيةِ عَلَى دَفْ ِع الثّمَنِ َأ ْو َيقَ ُع بِدُونِهِ َمضْمُونًا‬
‫ك الِاضْ ِطرَارِيّ كَمَ ْن اُضْطُرّ إلَى َطعَا ِم اْلغَيْرِ َومََنعَ ُه وَقَدَ َر عَلَى‬ ‫ض ْرَبيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬التّمَلّ ُ‬ ‫فِي ال ّذ ّم ِة هَذَا عَلَى َ‬
‫أَخْ ِذهِ فَِإنّ ُه يَأْ ُخ ُذهُ َمضْمُونًا َسوَاءٌ كَانَ َمعَ ُه ثَمَ ٌن يَدَْفعُهُ فِي الْحَالِ َأوْ لَا ِلَأنّ ضَ َر َرهُ لَا َينْدَفِعُ إلّا بِذَلِكَ‬
‫س وَاْلبِنَا ِء مِنْ‬
‫ش ْف َعةِ َوأَ ْخ ِذ الْغِرَا ِ‬
‫ضرَ ٍر مَا كَاْلأَخْ ِذ بِال ّ‬ ‫ت الْمَشْرُو َعةِ لِِإزَاَلةِ َ‬ ‫وَالثّانِي ‪ :‬مَا عَدّ َدهُ مِ ْن التّمْلِيكَا ِ‬
‫ك َيقِفُ‬ ‫شتَ َركِ إذَا قِي َل إنّ ُه تَمَلّ ٌ‬ ‫ش ْقصِ مِ ْن اْل َعبْ ِد الْمُ ْ‬ ‫ب َوتَ ْق ِويِ ال ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع َومِنْ الْغَا ِ‬ ‫ستَأْ ِج ِر وَالزّ ْر ِ‬
‫ستَعِ ِي وَالْمُ ْ‬
‫الْمُ ْ‬
‫سَتقِ ّل ِبهَا الْبَائِ ُع َبعْدَ َقْبضِ الثّمَ ِن َيتَخَرّجُ ذَلِكَ ُكلّ ُه عَلَى وَ ْج َهيْنِ فَِإنّ‬ ‫خ الّتِي يَ ْ‬ ‫عَلَى الّت ْقوِيِ ‪ ,‬وَكَاْلفُسُو ِ‬
‫ح ِكيّ عَنْ ابْ ِن َعقِيلٍ‬ ‫ك بِدُونِ دَ ْف ِع الثّ َم ِن َوهُ َو مَ ْ‬ ‫ش ْفعَةِ وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬لَا يَمْلِ ُ‬ ‫ِلأَصْحَاِبنَا فِي اْلأَخْ ِذ بِال ّ‬
‫ك بِدُونِهِ َمضْمُونًا‬ ‫ت ُش ْفعَتُهُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬تَ ْملِ ُ‬ ‫حضِ ْر الْمَا َل مُ ّدةً َطوِيَل ًة بَطََل ْ‬ ‫شهَدُ لَهُ َنصّ أَ ْحمَدَ َأنّهُ إذَا لَ ْم يُ ْ‬ ‫َويَ ْ‬
‫فِي ال ّذ ّمةِ ‪َ ,‬وَنصّ أَ ْحمَدُ فِي فَسْ ِخ اْلبَائِعِ َأنّهُ لَا ُيَنفّ ُذ بِدُونِ َر ّد الثّمَنِ قَالَ َأبُو طَالِبٍ ‪ُ :‬ق ْلتُ ِلأَحْ َمدَ َيقُولُونَ‬
‫خيَارُ لَ ُه َويُطَاِلبُ بِالثّمَنِ ‪ .‬قَالَ ‪َ [ :‬كيْفَ ] لَهُ‬ ‫خيَارُ َف َمتَى قَالَ ا ْختَرْتُ دَارِي َأوْ أَرْضِي فَاْل ِ‬ ‫إذَا كَانَ لَ ُه الْ ِ‬
‫خيَارُ ‪ ,‬وَا ْختَارَ‬ ‫خيَا ُر َوِإنْ َل ْم ُيعْطِهِ مَالَهُ َفَلْيسَ لَ ُه الْ ِ‬ ‫خيَا ُر وَلَ ْم ُيعْطِ ِه مَالَهُ َلْيسَ هَذَا بِشَيْ ٍء إنْ َأعْطَاهُ فَلَ ُه الْ ِ‬ ‫الْ ِ‬
‫ع اْلأَ ْموَالِ َقهْرًا إنْ لَمْ‬ ‫ج ِمثْلُهُ فِي سَائِ ِر الْمَسَائِلِ ِلَأنّ التّسْلِيطَ عَلَى اْنتِزَا ِ‬ ‫خرّ ُ‬ ‫الشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ ذَلِكَ ‪ ,‬وَقَدْ يُتَ َ‬
‫ي إنّمَا شُ ِرعَ لِدَفْ ِع الضّرَرِ وَالضّرَرُ‬ ‫ع اْل َقهْرِ ّ‬ ‫ضرُو َرةُ فَسَا ٍد َوأَصْ ُل الِاْنتِزَا ِ‬ ‫َيقْتَ ِر ْن بِهِ دَفَعَ الْ ِع َوضَ َوإِلّا َحصَ َل بِهِ َ‬
‫سأََلةِ َأبِي طَاِلبٍ َوبَ ِقّي ِة الْمَسَائِل بَِأنّ اْلبَائِعَ َلوْ فَسَ َخ مِ ْن َغيْرِ دَ ْف ِع الثّ َمنِ‬ ‫ق َبيْ َن مَ ْ‬‫لَا يُزَا ُل بِالضّرَرِ ‪ ,‬وَقَدْ يُفَ ّر ُ‬
‫صوَرِ إذْ أَ ْكثَ ُر مَا فِيهَا التّمَلّكُ‬ ‫ك ُم ْمتَنِ ٌع وَلَا يُوجَ ُد ِمثْلُهُ فِي َب ِقّيةِ ال ّ‬ ‫ض وَالْ ُم َعوّضُ ‪ ,‬وَذَلِ َ‬ ‫ا ْجتَمَعَ لَ ُه اْل ِعوَ ُ‬
‫ض َوغَيْ ِرهِ ‪.‬‬
‫َويُ َع ّوضُ فِي ال ّذ ّم ِة َو ُهوَ جَائِزٌ كَاْلقَ ْر ِ‬
‫‪206‬‬
‫ك ِبهَا‬ ‫ك مَا لَا ُيتَ َملّ ُ‬ ‫َتنْبِيهٌ ‪ :‬اْلأَمْلَاكُ الْ َق ْهرِّيةُ تُخَالِفُ الِاخْتِيَا ِرّيةَ مِنْ ِج َهةِ َأ ْسبَاِبهَا َوشُرُو ِطهَا َوأَ ْحكَامِهَا َوتَمَلّ ِ‬
‫ف الِا ْخِتيَارِيّ ‪َ .‬وَأمّا الثّانِي‬ ‫خلَا ِ‬‫ك اْلغَيْ ِر اْلأَ ْجَنبِيّ ‪ ,‬بِ ِ‬‫ي بِالِاسْتِيلَا ِء عَلَى مِلْ ِ‬ ‫ك اْلقَهْ ِر ّ‬ ‫حصُ ُل التّمَلّ ُ‬ ‫‪َ ,‬أمّا اْلَأوّلُ َفيَ ْ‬
‫ط َمْن َفعَتُهُ كَاْلَبيْعِ َأمْ لَا ِلَأنّهُ َقهْرِيّ كَالْمِيَاثِ قَالَ فِي التّ ْلخِيصِ‬ ‫شتَرَ ُ‬ ‫ش ْف َعةِ هَ ْل يُ ْ‬
‫ك اْل َقهْرِيّ كَاْلأَخْ ِذ بِال ّ‬ ‫فَالتّمَلّ ُ‬
‫خصِ‬ ‫شَترِي َحْبسُ الشّ ْ‬ ‫ك اْل َقهْرِيّ ‪ ,‬وَلِلْمُ ْ‬‫‪ :‬فِيهِ تَرَدّدٌ ‪َ .‬وَأمّا الثّاِلثُ َفقَدْ ذَكَ ْرنَا ا ْشتِرَاطَ دَفْ ِع الثّمَنِ لِلتّمَلّ ِ‬
‫شفِيعِ فِيهِ َقبْلَ َقْبضِهِ ‪َ ,‬وهَ ْل َيثُْبتُ لَهُ‬ ‫ك بِدُونِ ِه َوُينَفّ ُذ َتصَرّفُ ال ّ‬ ‫ع عَلَى دَفْعِ الثّمَنِ ‪َ ,‬وِإنْ قُ ْلنَا يَمْلِ ُ‬ ‫شفُو ِ‬ ‫الْمَ ْ‬
‫ج َهتَيْنِ ‪.‬‬ ‫ج التّ َردّدُ فِي الْجَمِي ِع نَ َظرًا إلَى الْ ِ‬‫خرّ ُ‬ ‫جِلسِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ قَالَ فِي التّ ْلخِيصِ ‪َ :‬ويُ َ‬ ‫فِيهِ ِخيَا ُر الْمَ ْ‬
‫ح ِوهِ فِي أَ َحدِ اْلوَ ْجهَيْنِ َوبِا ْستِيلَادِ‬‫ب َونَ ْ‬‫ث َويَ ُر ّدهُ عََليْ ِه ِب َعيْ ٍ‬
‫ك اْلكَافِ ُر اْل َعبْدَ الْمُسْلِ َم بِالْإِرْ ِ‬
‫َوَأمّا الرّابِعُ ‪َ :‬فيَمْلِ ُ‬
‫سلِ ِم بِاْل َقهْرِ ؟‬‫ف ِبهَ ِذهِ الَْأ ْسبَابِ ‪َ ,‬وهَ ْل يَمْلِكُ ُأمّ وَلَ ِد الْمُ ْ‬ ‫ك الْ َمصَاحِ ُ‬ ‫ك تُ ْملَ ُ‬
‫الْمُسْلِمِ َأ َمتَ ُه َوبِالْ َقهْرِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫صيْدُ فِي حَ ّق الْ ُمحْ ِر ِم عَلَى أَحَدِ اْلوَ ْج َهيْنِ وَلَا‬ ‫ب وَكَذَا ال ّ‬ ‫ث الْخَ ْم ُر وَالْكَ ْل ُ‬ ‫عَلَى ِروَاَيتَيْنِ َوتُمْلَكُ بِالْمِيَا ِ‬
‫َيتَمَلّكُ ذَلِكَ ُكلّ ُه بِالِا ْخِتيَارِ ‪.‬‬
‫‪207‬‬
‫ك َيقَعُ‬
‫الْقَاعِ َد ُة الْحَا ِديَة وَالْخَمْسُونَ ) ‪ :‬فِيمَا ُيعَْتبَ ُر اْل َقبْضُ لِدُخُولِهِ فِي ضَمَا ِن مَاِلكِهِ َومَا لَا ُي ْعَتبَرُ لَ ُه الْمِلْ ُ‬
‫ضةِ َفَيْنتَقِ ُل الضّمَانُ فِيهَا‬
‫تَا َرةً ِب َعقْ ٍد َوتَا َرةً ِب َغيْ ِر َعقْ ٍد وَالْ ُعقُو ُد َن ْوعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ُعقُودُ الْ ُمعَاوَضَاتِ الْمَحْ َ‬
‫حيَا َزةِ إذَا تَ َميّ َز الْ َم ْعقُو ُد عََليْ ِه مِ ْن َغيْ ِرهِ َوَت َعيّنَ‬ ‫ض التّا ّم وَالْ ِ‬ ‫جرّدِ التّ َمكّ ِن مِ ْن اْلقَْب ِ‬ ‫إلَى مَ ْن َيْنتَقِ ُل الْمِلْكُ إلَيْ ِه بِمُ َ‬
‫صْب َرةٍ َفلَا َينَْتقِلُ ضَمَاُنهَا بِدُونِ اْل َقْبضِ ‪َ ,‬وهَ ْل َيكْفِي َكيْلُهُ‬ ‫َفَأمّا الْ َمبِي ُع الْ ُمْبهَمُ غَيْ ُر الْ ُمَت َعيّنِ َكقَفِي ٍز مِنْ ُ‬
‫َوتَ ْميِي ُزهُ َأمْ لَا بُ ّد مِ ْن َنقْلِهِ ؟ َحكَى اْلأَصْحَابُ فِيهِ ِروَايََتيْنِ ثُمّ َلهُ ْم طَرِيقَانِ ‪ِ :‬مْنهُ ْم مَ ْن َيقُولُ هَ ْل التّخِْلَيةُ‬
‫َقْبضٌ فِي جَمِيعِ الَْأعْيَانِ الْ َمبِي َعةِ َأمْ لَا بُ ّد مِ ْن َنقْلِهِ ؟ َحكَى اْلأَصْحَابُ فِيهِ ِروَايََتيْنِ ‪َ ,‬و ِمنْهُ ْم مَ ْن َيقُولُ ‪:‬‬
‫س بِ ُمَتعَيّنٍ إذَا ُعيّ َن وَخَلّي َبْينَهُ َوَبيْنَهُ ِروَاَيتَيْنِ وَكِلَا‬ ‫خِلَيةُ َقْبضٌ فِي الْ َمبِي ِع الْ ُمَت َعيّنِ ِروَاَيةً وَا ِح َدةً ‪ ,‬وَفِيمَا َلْي َ‬ ‫التّ ْ‬
‫جرّدِ َأ ّن الْ َكيْلَ َقبْضٌ لِ ْل ُمْبهَمِ ِروَاَيةً‬ ‫سلَكُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَلَهُ فِي طَرِي َقةٍ ثَاِلَثةٍ َسَل َكهَا فِي الْمُ َ‬ ‫الطّرِي َقيْنِ مَ ْ‬
‫حمّ ِد بْ ِن الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ َقْبضُهُ َكيْلَ ُه وَالتّخِْلَيةُ َقْبضٌ فِي‬ ‫وَاحِ َدةً ‪َ ,‬وذَكَرَ َقوْلَ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ مُ َ‬
‫جعَلَ َقْبضَهُ َكيْلَ ُه َوبَيّ َن الصّبْ َرةَ‬ ‫ت عَلَى ِروَاَيتَيْنِ َوهَ ِذهِ أَصَحّ مِمّا َقْبَلهَا وَقَدْ فَ ّرقَ أَ ْحمَدُ َبيْ َن الْ ُمْبهَمِ فَ َ‬ ‫الْ ُمعَّينَا ِ‬
‫ضهَا َنقَْلهَا فِي ِروَاَيةِ اْلأَثْ َرمِ ِلَأنّ الْ ُمْبهَمَ إذَا كِيلَ َفقَدْ َحصَلَ فِيهِ التّ ْميِي ُز وَ ِزيَا َدٌة َوهِ َي اعِْتبَارُ قَدْ ِرهِ‬ ‫جعَلَ َقْب َ‬ ‫فَ َ‬
‫ك ِسوَى تَ ْميِي ِزهَا‬ ‫ت َشيْءٌ مِنْ ذَلِ َ‬ ‫ب عََليْهِ وََل ْم يُوجَدْ فِي بَ ِقّي ِة الْ ُمعَّينَا ِ‬ ‫وَكِلَاهُمَا مِنْ ِفعْ ِل اْلبَائِعِ َو ُه َو اْلوَا ِج ُ‬
‫ك مِنْ‬ ‫سهَا ‪َ ,‬وعَلَى الطّرِيقَ ِة اْلأُولَى َفيَكُونُ َبعْدَ َكيْلِ ِه َوتَ ْميِي ِزهِ كَسَائِرِ الَْأعْيَانِ الْ ُمتَ َميّ َزةِ َومَا عَدَا ذَلِ َ‬ ‫ِبنَفْ ِ‬
‫شتَرِي بِاْلعَقْدِ فِي ظَاهِ ِر الْمَ ْذ َهبِ ِلتَ َم ّكنِهِ مِنْ َقبْضِ ِه التّامّ‬ ‫الَْأ ْعيَا ِن الْ ُمتَ َميّ َزةِ َف ُهوَ دَاخِلٌ فِي ضَمَا ِن الْمُ ْ‬
‫ي مِنْ َقْبضِهِ وَقَدْ َحصَلَ ‪ ,‬إلّا الثّمَرَ‬ ‫سلِيمَ ُه وَالتّ ْمكِ َ‬ ‫حيَا َزةِ وَقَ ْد انْقَ َط َعتْ عِ ْل ُق الْبَائِ ِع ِمنْهُ ِلأَ ّن عََليْهِ تَ ْ‬ ‫بِالْ ِ‬
‫حيَا َزتِهِ إَليْهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ مَا‬ ‫شتَرِيَ لَا َيتَ َمكّ ُن مِ ْن تَمَامِ َقبْضِهِ فِي الْحَا ِل بِ ِ‬ ‫س شَجَ ِرهِ فَِإ ّن الْمُ ْ‬ ‫شتَرَى فِي رُءُو ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ضيّ َزمَ ٍن َيتََأتّى فِي ِه َنقْلُهُ‬ ‫شتَرِي إلّا َبعْدَ مُ ِ‬ ‫لَا َيتََأتّى َنقْلُهُ فِي سَاعَ ٍة وَاحِ َدةٍ ِلكَثْ َرتِهِ فَِإنّهُ لَا َيْنتَقِلُ إلَى ضَمَاَن ِة الْمُ ْ‬
‫حيَا َز ِة وَ ُحكْ ُم الْ ُمْبهَمِ‬ ‫ح بِهِ الْقَاضِي َوغَيْ ُرهُ فَالنّاقِلُ لِلضّمَا ِن ُهوَ الْقُدْ َر ُة التّامّ ُة عَلَى الِاسْتِيفَاءِ وَالْ ِ‬ ‫عَا َدةً صَرّ َ‬
‫ك َوأَْنكَرَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ دُخُو َل الْ َمعْدُودِ فِيهِ وََلعَ ّل مُرَا َدهُ إذَا‬ ‫شتَرَى ِبعَدَدٍ َأوْ َذ ْرعٍ َكذَلِ َ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ف عَلَى إفْرَا ِزهِ كَذَلِكَ ذَ َك َرهُ‬ ‫صْب َرةً ‪َ ,‬وَأمّا الْمُشَاعُ َفكَالْ ُمتَ َعيّنِ ِلأَ ّن تَسْلِيمَ ُه َيكُو ُن عَلَى هَْيَئةٍ لَا يَقِ ُ‬ ‫اشْتَرَى ُ‬
‫خرَِقيّ َوَأبِي َبكْرٍ وَاْلأَ ْكثَرِينَ ِلَأنّ‬ ‫صبْ َرةُ الْ ُمبْتَا َعةُ َكيْلًا َأ ْو وَ ْزنًا كَاْل َقفِي ِز الْ ُمبْهَ ِم ِعنْدَ الْ ِ‬
‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَال ّ‬
‫ض الْأَصْحَابِ‬ ‫صهَا عََليْهِ وَفِي التّ ْلخِيصِ َأ ّن بَ ْع َ‬ ‫عِلْ َق اْلبَائِعِ َل ْم َتنْقَطِ ْع ِمْنهَا وَلَ ْم َتتَ َميّزْ فَِإنّ ِزيَا َدَتهَا لَ ُه َوَنقْ َ‬
‫ضعِيفٌ ‪ ,‬قَالَ‬ ‫ط الْ َمبِي ِع ِبغَيْ ِرهِ ‪ .‬قَالَ وَ ُهوَ َ‬ ‫ب بِنَا ًء عَلَى َأنّ اْلعِّلةَ ا ْختِلَا ُ‬ ‫َخرّجَ فِيهَا وَ ْجهًا بِإِلْحَاِقهَا بِاْل َعبْ ِد وَالّثوْ ِ‬
‫‪ :‬وَا ْسَتثْنَى َبعْضُ أَصْحَاِبنَا ِمنْهَا َحمِ َدهْ فِي الصّرْفِ ِل َقوْلِ ِه [ عََليْهِ الصّلَا ُة وَالسّلَامُ ] السّلَامُ ‪ :‬إلّا هَا َء َوهَاءَ ‪.‬‬
‫ت َوَنقَلَ صَاِلحٌ عَنْ أَحْمَدَ فِيمَ ْن ا ْشتَرَى عَبْدًا فَمَاتَ‬ ‫َومُرَا ُدهُ ‪ :‬أَنّ الشّا ِرعَ ا ْعَتبَرَ لَ ُه الْ َقْبضَ فَاْلَتحَ َق بِالْ ُمْبهَمَا ِ‬
‫فِي يَ ِد الْ ُمْبتَاعِ هُ َو مِ ْن مَا ِل الْ ُمْبتَاعِ إلّا َأنْ يَقُو َل الْ ُمْبتَاعُ تَسَلّمْهُ فَلَا َيتَسَلّمُ ُه َوظَاهِ ُر هَذَا َأنّهُ َيكُو ُن مِنْ‬
‫شتَرِي مِ ْن تَسَلّمِ ِه َبعْ َد عَرْضِ ِه عََليْهِ َفيَدْخُلُ فِي ضَمَانِهِ ‪َ ,‬وَنقَلَ َحْنبَلٌ عَنْهُ إذَا‬ ‫ضَمَا ِن الْبَائِعِ إلّا َأنْ يَ ْمَتنِ َع الْمُ ْ‬
‫عَرَضَ ُه اْلبَائِ ُع عََليْ ِه وَلَ ْم َيْنقُ ْدهُ الثّمَنَ َفتَلِفَ َف ُه َو مِ ْن مَا ِل اْلبَائِعِ ‪َ ,‬وإِ ْن َنقَ َدهُ الثّمَ َن َوتَرَكَ ُه ِعنْ َدهُ َف ُه َو مِ ْن مَالِ‬
‫ص َفةٍ َأوْ ُر ْؤَيةٍ سَاِب َقةٍ عَلَى اْل َعقْدِ ِلَأ ّن الْ َغْيَبةَ‬
‫ي بِ ِ‬ ‫شتَرِي ‪َ ,‬ويَ ْلتَحِ ُق ِبهَ ِذ ِه الْ َمضْمُونَاتِ مِ ْن الْ َمبِي ِع مَا ُاشْتُ ِر َ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫مَانِ َع ٌة مِ ْن التّ َمكّنِ مِنْ الْ َقْبضِ ‪َ ,‬فَأمّا الْ َمبِيعُ فِي َمكَان َأوْ َزمَانٍ َيغِْلبُ فِي ِه هَلَاكُ السّ ْل َعةِ َفهَ ْل َيكُو ُن َمضْمُونًا‬
‫حرْبِ إذَا غََلبَ عََلْيهَا اْلعَ ُدوّ َبعْدَ‬ ‫سأََلةُ َتبَايُ ِع الْ َغنِي َمةِ بَعْ َد اْلقِسْ َمةِ فِي دَا ِر الْ َ‬
‫عَلَى اْلبَائِ ِع مُطَْلقًا َأمْ لَا ؟ هَ ِذ ِه مَ ْ‬
‫ضمَاِنهَا ِروَايَتَانِ ‪ ,‬كَذَا َحكَى الْأَصْحَابُ وَلَ ْم ُيفَ ّرقْ أَ ْكثَ ُرهُ ْم َبيْ َن مَا َقبْ ِل اْلقَْبضِ‬ ‫ك َوعَنْ أَحْمَدَ فِي َ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ض مِنْ ضَمَا ِن الْبَائِعِ َقوْلًا وَاحِدًا كَالثّمَ ِر الْ ُمعَلّقِ‬ ‫َوبَعْ َدهُ ‪َ [ .‬وظَاهِرُ ] كَلَامِ ابْ ِن َعقِيلٍ الّتفْرِي ُق َوأَنّهُ َقبْ َل اْلقَْب ِ‬
‫ف الْ َمبِيعِ‬ ‫شتَرِي مِنْ َقبْضِ ِه تَامّا بِخِلَا ِ‬ ‫ت وَفِيهِ نَ َظرٌ فَِإنّ الثّمَرَ َل ْم َيتَ َمكّنْ الْمُ ْ‬ ‫فِي رُءُوسِ الشّجَرِ ِلَتعَرّضِهِ لِلْآفَا ِ‬
‫ب الْ ُكفّارِ َلهَا شَدِيدٌ‬ ‫ك بِمَالِ الْ َغنِي َمةِ ِلَأنّ تَطَّل َ‬ ‫حرْبِ ‪ ,‬وَ َخصّ أَ ْكثَ ُر الْأَصْحَابِ ذَلِ َ‬ ‫الْ ُمعَيّنِ فِي دَا ِر الْ َ‬
‫ي وَ َحكَى ابْ ُن َعقِيلٍ فِي َتبَايُعِ‬ ‫ف غَيْ ِرهَا مِنْ َأ ْموَالِ الْمُسْلِ ِم َ‬ ‫ص ُه ْم عَلَى ا ْستِرْدَا ِدهَا َمعْلُو ٌم بِخِلَا ِ‬ ‫وَحِرْ َ‬
‫حرْبِ إذَا غََلبَ عََلْيهَا اْلعَ ُدوّ َقبْلَ َقْبضِهِ وَ ْج َهيْنِ كَمَا ِل اْل َغنِي َمةِ َفَأمّا مَا بِيعَ‬
‫الْمُسْلِ ِميَ َأ ْموَاَلهُ ْم َبيَْنهُ ْم بِدَا ِر الْ َ‬
‫ح ِوهِ فَ َمضْمُونٌ عَلَى الْمُ ْ‬
‫شتَرِي َقوْلًا وَاحِدًا ذَ َك َرهُ َكثِ ٌي مِ ْن اْلأَصْحَابِ‬ ‫فِي دَا ِر الِْإسْلَامِ فِي َز َم ِن َنهْبٍ وَنَ ْ‬
‫كَشِرَاءِ مَ ْن َيغِْلبُ عَلَى الظّ ّن هَلَاكُهُ كَ َمرِيضٍ َمْيئُوسٍ ِمنْهُ َأوْ ُم ْرتَدّ َأوْ قَاتِلٍ فِي مُحَا َرَبةٍ َأوْ فِي َزمَ ِن طَاعُونٍ‬
‫ض َوَبعْ َدهُ َفَأمّا الَْأعْيَا ُن الْمَمْلُو َك ُة ِب َعقْدٍ َغيْ ِر اْلَبيْعِ‬
‫ق َبيْنَ التّلَفِ َقبْ َل اْل َقبْ ِ‬‫حتَمَلُ فِي هَذَا أَ ْن ُيفَ ّر َ‬ ‫غَالِبٍ ‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫حكْ ُمهَا ُحكْ ُم اْلَبيْعِ فِيمَا ذَكَ ْرنَا ِعنْدَ أَ ْكثَ ِر الْأَصْحَابِ ‪ .‬قَالَ‬ ‫حوِ ذَلِكَ َف ُ‬‫خلْ ِع وَاْلعِتْ ِق َونَ ْ‬‫ح وَالْ ُ‬
‫كَالصّلْ ِح وَالنّكَا ِ‬
‫فِي الْ ُم ْغنِي َلْيسَ فِيهِ ا ْختِلَافٌ ‪ ,‬وَ َحكَى َأبُو الْخَطّابِ َومَنْ اّتَبعَهُ ِروَاَي ًة بَِأ ّن الصّدَاقَ َمضْمُو ٌن عَلَى ال ّز ْوجِ‬
‫ضمَانَهُ َوتََأوَّلهَا‬ ‫ت َعيْنُهُ َقبْلَ َأنْ َت ْقِبضَهُ َأ ّن عََليْهِ َ‬ ‫َقبْ َل الْ َقْبضِ مُ ْطَلقًا فَِإنّهُ نَصّ فِيمَا إذَا أَصْدََقهَا غُلَامًا َف ُف ِقئَ ْ‬
‫الْقَاضِي عَلَى َأنّ ال ّزوْجَ َف َقأَ عَْينَهُ َأوْ َأنّ ُه امَْتنَ َع مِ ْن التّسْلِيمِ َحتّى ُف ِقَئتْ َعْينُهُ َفَيكُونُ ضَا ِمنًا بِلَا َرْيبٍ َويُمْكِنُ‬
‫ضمَانَ جَمِي ِع اْلأَ ْعيَانِ لَا َتْنتَقِلُ إلّا بِاْل َقبْضِ فِي اْلَبيْ ِع َوغَيْ ِر ِه وَ َخرّ َجهَا َب ْعضُ‬ ‫ج مِ ْن هَذَا ِروَاَيةٌ ِبَأنّ َ‬ ‫خرّ َ‬‫أَ ْن يُ َ‬
‫ب مَنْ‬ ‫صبَرِ ال ّطعَامِ عَلَى اْلبَائِعِ َقبْ َل اْل َقبْضِ فَمِنْ الْأَصْحَا ِ‬ ‫ضمَانِ ُ‬ ‫الْأَصْحَابِ ِروَاَي ًة عَنْ أَحْمَدَ مِنْ َنصّهِ عَلَى َ‬
‫تََأوَّلهَا عَلَى َأّنهَا بِي َعتْ َكيْلًا ‪َ ,‬ومِْنهُ ْم مَنْ أََق ّرهَا ِروَاَيةً فِي الْ َمكِي ِل وَالْ َموْزُو ِن َوإِ ْن بِيعَ ُجزَافًا ‪َ ,‬و ِمْنهُ ْم مَنْ‬
‫ج ِمْنهَا ِروَاَيةً فِي جَمِي ِع اْلأَ ْعيَانِ الْ ُمتَ َميّ َز ِة َو َمأْخَذُ ذَلِكَ َأ ّن عُلَ َق الْمِلْكِ لَا َتْنقَطِ ُع َعنْهُ بِدُو ِن اْلقَْبضِ ِلأَنّ‬ ‫َخرّ َ‬
‫ك َوهَ ِذهِ ُشبَهُ‬ ‫تَسْلِيمَ ُه وَا ِجبٌ عََليْ ِه بِحَقّ الْ َعقْ ِد وَلَ ْم يُوجَدْ َفلَ ْم َتتِمّ أَ ْحكَامُ الْ َعقْدِ َفكَانَ َمضْمُونًا عَلَى الْمُ َملّ ِ‬
‫ضعِي َفةٌ فَِإنّ اْلبَائِ َع عََليْهِ‬ ‫ابْ ِن َعقِيلٍ الّتِي ا ْعتَمَ َدهَا فِي َأنّ ضَمَانَ َجمِي ِع الَْأعْيَا ِن عَلَى اْلبَائِعِ َقبْ َل الْ َقْبضِ ‪َ ,‬و ِهيَ َ‬
‫شتَرِي‬ ‫ض َو ُهوَ َم ْعنَى التّسْلِيمِ فَإِذَا وُ ِج َد ِمنْهُ َفقَدْ َقضَى مَا عََليْهِ ‪َ ,‬وَأمّا النّقْلُ َف ُه َو عَلَى الْمُ ْ‬ ‫ي مِ ْن اْل َقبْ ِ‬
‫التّ ْمكِ ُ‬
‫ض الْمَالِكِ‬ ‫شغْلِ أَ ْر ِ‬ ‫ك الْبَائِ ِع مِ ْن مِ ْلكِهِ ‪َ ,‬ف َكيْفَ َيكُونُ َتعَدّي ِه بِ َ‬ ‫ب عََليْهِ ِلَتفْرِي ِغ ِملْ ِ‬
‫دُو َن الْبَائِ ِع َو ُهوَ وَا ِج ٌ‬
‫ق َبيْ َن النّكَاحِ‬ ‫حتَمَلُ َأنْ يُفَ ّر َ‬ ‫بِمِ ْلكِ ِه مِ ْن َغيْرِ إ ْذنِهِ َأوْ مَعَ مُطَاَلبَتِ ِه ِبَتفْرِيغِ ِه مُو ِجبًا لِلضّمَا ِن عَلَى اْلبَائِعِ ‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫صِليّ بَ ْل ُهوَ َشبِيهٌ بِاْلهَِبةِ ‪ ,‬وَِلهَذَا سَمّاهُ اللّ ُه ِنحَْلةً فَلَا‬ ‫َوغَيْ ِر ِه مِ ْن اْل ُعقُو ِد ِبَأنّ الْ َمهْرَ فِي النّكَاحِ َلْيسَ ِب ِع َوضٍ أَ ْ‬
‫َينَْتقِلُ ضَمَانُهُ إلَى الْ َم ْرَأةِ بِدُونِ الْ َقْبضِ كَاْل ِهَبةِ وَالصّدََق ِة وَالزّكَاةِ ‪َ ,‬وهَذَا كُلّهُ فِي الَْأ ْعيَانِ ‪َ .‬فَأمّا الْ َمنَافِعُ فِي‬
‫ي ِمنْهُ َأ ْو َتفُوتُ ُه بِا ْخِتيَارِهِ فَِإ ْن اسَْتوْفَى‬
‫سَتأْجِ ِر بِدُونِ الْ َقْبضِ َأ ْو التّمْكِ ِ‬
‫الْإِجَا َرةِ لَا تَدْخُلُ فِي ضَمَانِ الْمُ ْ‬
‫ت مِنْ ضَمَانِهِ‬ ‫ص َنفْسَهُ تَِل َف ْ‬ ‫ض الْ َعيْنِ َأوْ تَسْلِي ِم الْأَجِ ِي الْخَا ّ‬ ‫الْ َمنَافِعَ فَلَا َكلَامَ َوِإ ْن تَ َمكّنَ مِنْ ا ْستِيفَاِئهَا ِبقَْب ِ‬
‫َأيْضًا ِلتَ َم ّكنِهِ مِ ْن الِاْنتِفَاعِ ‪.‬‬
‫‪208‬‬
‫ض وَاْلهَِبةُ‬‫ك بِدُونِ اْل َقبْ ِ‬ ‫صّيةُ تُ ْملَ ُ‬ ‫ضةَ فِيهَا كَالصّ َد َقةِ وَاْلهِبَ ِة وَاْلوَصِّيةِ ‪ ,‬فَاْلوَ ِ‬ ‫وَالّن ْوعُ الثّانِي ‪ُ :‬عقُودٌ لَا ُمعَاوَ َ‬
‫ف َسبَقَ فَإِذَا قِيلَ لَا يُ ْمَلكَا ِن بِدُونِ اْل َقبْضِ فَلَا كَلَامَ َلكِنْ هَلْ ُي ْكَتفَى بِاْلقَْبضِ فِيهِمَا‬ ‫وَالصّدََقةُ فِيهِمَا ِخلَا ٌ‬
‫س ِويَةِ ال ّرهْ ِن وَاْلهَِب ِة بِاْلبَيْعِ فِي‬ ‫ب عَلَى تَ ْ‬ ‫بِالتّخِْلَي ِة عَلَى ِروَاَيةٍ كَاْلبَيْعِ َأمْ لَا بُ ّد مِ ْن النّقْلِ ؟ بَارَ َكتْ اْلأَصْحَا ِ‬
‫َكيْ ِفّي ِة الْ َقْبضِ ‪ ,‬وَا ْختَارَ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ َأنّهُ لَا َي ْكفِي التّ ْمكِيُ هَ ُهنَا فِي اللّزُومِ َففِي أَصْ ِل الْمِلْكِ َأوْلَى‬
‫ق اْلقَْبضِ َفَي ْكفِي‬ ‫حقَا ِ‬ ‫ف اْل َقْبضِ فِي الَْبيْعِ فَِإنّ الْ َعقْ َد َسَببٌ لِا ْستِ ْ‬ ‫حقَاقِ بِخِلَا ِ‬ ‫ض ُهنَا َسَببُ الِا ْستِ ْ‬ ‫قَالَ ِلَأنّ اْل َقبْ َ‬
‫جرّ ِد اْل َعقْدِ فَلَا َيْنبَغِي أَ ْن َيكُو َن َمضْمُونًا عَلَى الْمِلْكِ إذَا تَلِفَ فِي‬ ‫ك بِمُ َ‬‫حصُ ُل الْ ِملْ ُ‬ ‫فِيهِ التّ َمكّنُ ‪َ .‬وِإنْ قِي َل يَ ْ‬
‫صّيةُ‬‫شهَدُ لِذَلِكَ ‪َ .‬وَأمّا الْوَ ِ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫يَ ِدهِ مِ ْن َغيْ ِر َمنْعٍ ِلَأّنهَا ُعقُو ُد بِ ّر َوَتبَ ّرعٍ فَلَا َي ْقَتضِي الضّمَا َن وَكَلَا ُم اْلأَصْحَا ِ‬
‫ت ُمرَاعًى بِاْل َقبُولِ َأوْ بِاْل َقبُولِ مِنْ‬ ‫جرّ ِد ِه مِ ْن َغيْرِ َقبُولٍ َأوْ بِالْ َموْ ِ‬ ‫ت بِمُ َ‬ ‫ت الْمِلْكُ لِ ْلمُوصَى لَ ُه إمّا بِالْ َموْ ِ‬ ‫إذَا ثََب َ‬
‫ي اْل َقبُولِ عَلَى الْمُوصَى لَ ُه مِ ْن غَيْرِ‬ ‫ضمَانَهُ مِنْ حِ ِ‬ ‫سأََلةِ فَِإنّ َ‬‫ف اْلوُجُوهِ فِي الْمَ ْ‬ ‫حِينِهِ دُونَ مَا َقبْلَ ُه عَلَى ا ْختِلَا ِ‬
‫ف َنعْلَمُهُ إذَا كَانَ ُمتَ َم ّكنًا مِنْ َقْبضِهِ َوَأمّا [ مَا ] َقبْ َل اْلقَبُولِ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ مِنْ ضَمَانِ‬ ‫خِلَا ٍ‬
‫ح بِهِ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِكتَابِ الْ ِعتْقِ ‪,‬‬ ‫خرَِقيّ وَصَرّ َ‬ ‫الْمُوصَى لَهُ َأْيضًا َو ُه َو ظَاهِرُ َكلَامِ أَحْمَدَ وَالْ ِ‬
‫جرّدِ‬‫حكُوا فِيهِ ِخلَافًا ‪َ .‬وهَذَا ِلأَنّا إنْ ُق ْلنَا يَ ْمِلكُهُ بِمُ َ‬ ‫وَكَذَلِكَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي وَالتّ ْرغِيبِ َو َغيْ ُرهُمْ ‪ ,‬وَلَ ْم يَ ْ‬
‫ضمَانُهُ َكمَا َلوْ مََلكَهُ ِب ِهَبةٍ َأوْ‬ ‫الْ َموْتِ إمّا مَ َع اْل َقبُولِ َأ ْو بِدُونِهِ َف ُهوَ ِم ْلكُهُ فَِإذَا تَ َمكّ َن مِنْ َقْبضِهِ كَانَ عََليْهِ َ‬
‫ي اْل َقبُولِ َفِلأَنّ َحقّ ُه َتعَلّ َق بِاْل َغيْ ِر َتعَّلقًا يَ ْمنَ ُع الْوَ َرَث َة مِنْ‬
‫غَيْ ِرهَا مِ ْن اْل ُعقُودِ ‪َ ,‬وإِنْ قُ ْلنَا لَا يَ ْمِلكُهُ إلّا مِنْ حِ ِ‬
‫جِنيّ عََليْ ِه اسْتِيفَاءَ َحقّهِ َحتّى َن َقصَ َأوْ تَلِفَ وَِلأَنّ حَقّ‬ ‫الّتصَرّفِ فِيهِ َفَأ ْشبَهَ اْل َعبْدَ الْجَانِيَ إذَا أَخّرَ الْمَ ْ‬
‫حصُلْ لَ ُه الْمِلْكُ َكمَا فِي‬ ‫ص عََليْهِ َوِإنْ لَ ْم يَ ْ‬ ‫ك ثَابِتٌ لَا يُ ْمكِ ُن إبْطَالُهُ َفكَانَ ضَمَا ُن النّ ْق ِ‬ ‫الْمُوصَى لَهُ فِي التّ َملّ ِ‬
‫ك وَالْ َمغَانِمِ إذَا‬ ‫ِربْ ِح الْ ُمضَا َرَبةِ إذَا ُق ْلنَا لَا يُمْلَكُ إلّا بِاْلقِسْ َم ِة َوِنصْفِ الصّدَاقِ إذَا ُق ْلنَا لَا يُ ْملَكُ إلّا بِالتّمَلّ ِ‬
‫ف َب ِقّيةِ الْ ُعقُودِ فَِإ ّن الْحَقّ فِيهَا يُ ْمكِنُ إبْطَالُهُ ‪ .‬وَاْلوَجْ ُه الثّانِي ‪ :‬لَا يَدْخُلُ‬ ‫قُ ْلنَا لَا تُمْلَكُ بِدُو ِن اْلقِسْ َمةِ بِخِلَا ِ‬
‫حرّرِ ِلأَنّ ُه إنْ قِيلَ لَا يُ ْملَكُ إلّا مِنْ َحْينِهِ‬ ‫ضمَانِهِ إلّا بِاْل َقبُو ِل عَلَى اْلوُجُوهِ كُّلهَا َو ُهوَ الْ َمجْزُو ُم بِهِ فِي الْمُ َ‬ ‫فِي َ‬
‫سبُ نَ ْقصُ ُه عََليْهِ ‪َ ,‬وإِنْ قِي َل يَمِْلكُ ُه بِالْ َموْتِ فَاْل َعيْنُ‬ ‫َفوَاضِحٌ ِلأَنّهُ لَ ْم َيكُنْ َقبْلَ ذَلِكَ ُكلّ ِه عَلَى مِ ْلكِهِ َفلَا يُحْ َ‬
‫ف مِنْ التّرِ َكةِ لَا مِ ْن مَا ِل الْمُوصَى لَهُ َفكَذَلِكَ‬ ‫َمضْمُوَن ٌة عَلَى التّرِ َك ِة بِدَلِي ِل مَا َل ْو تَِل َفتْ َقبْ َل اْل َقوْلِ فَِإّنهَا َتتْلَ ُ‬
‫ي الْ َموْتِ إلّا َأنّ ُثبُوتَهُ السّابِ َق تَابِعٌ ِلثُبُوتِهِ مِنْ حِ ِ‬
‫ي‬ ‫أَجْزَا ُؤهَا ; ِلَأنّ الْ َقبُو َل َوإِنْ كَانَ ُمْثِبتًا ِللْمِلْكِ مِنْ حِ ِ‬
‫جرّدِ الْ َموْتِ‬‫الْ َقبُو ِل وَالْ َمعْدُومُ حَا َل اْلقَبُولِ لَا ُيَتصَوّ ُر الْ ِملْكُ فِيهِ َفلَا َيثُْبتُ فِيهِ ِملْكٌ ‪َ ,‬نعَمْ إنْ قِي َل يَمِْلكُ ُه بِمُ َ‬
‫ث َوهَذَا ُكلّهُ فِي الْمَ ْملُوكِ بِاْل َعقْدِ َفَأمّا مَا‬ ‫مِ ْن َغيْرِ َقبُولٍ َفَيْنَبغِي َأنْ َيكُو َن مِنْ ضَمَانِ ِه ِبكُلّ حَالٍ كَالْ ُموَرّ ِ‬
‫ك اْل َقهْرِيّ كَالْمِيَاثِ وَفِي ضَمَانِهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ‬ ‫ك ِب َغيْ ِر عَقْدٍ َفَن ْوعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬الْمِلْ ُ‬
‫مُلِ َ‬
‫ضهَا قَالَ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْنِ‬ ‫ض َر ًة يُتَ َمكّ ُن مِنْ َقْب ِ‬
‫ستَقِ ّر عَلَى اْلوَ َرَثةِ بِالْ َموْتِ إذَا كَا َن الْمَا ُل َعيْنًا حَا ِ‬
‫يَ ْ‬
‫ت الدّنَانِيُ َب ْعدَ‬
‫َمنْصُورٍ فِي َر ُج ٍل َترَكَ مِائَتَيْ دِينَا ٍر وَعَ ْبدًا قِيمَُتهُ مِاَئةُ دِينَا ٍر وََأوْصَى ِل َر ُجلٍ بِالْعَ ْب ِد َفسُ ِرقَ ْ‬
‫صحَابِ ; ِلَأنّ‬ ‫مَ ْوتِ ال ّرجُلِ وَ َجبَ الْ َعبْدُ لِ ْلمُوصَى لَ ُه وَ َذ َهَبتْ َدنَانِيُ اْلوَ َرَثةِ َو َهكَذَا ذَكَرَ الْ ِ‬
‫خرَِقيّ َوأَ ْكثَ ُر الْأَ ْ‬
‫ت َسَببِهِ إ ْذ ُهوَ لَا يَخْشَى انْفِسَاخَهُ ‪ ,‬وَلَا رُجُوعَ َلهُ ْم بِاْلبَدَ ِل عَلَى َأحَدٍ َفَأشْبَهَ مَا فِي يَدِ‬ ‫مِ ْل َكهُ ْم اسَْتقَ ّر ِبُثبُو ِ‬
‫ب الْمِلْكِ فِيهِ َأوْ َيرْجِ َع ِببَدَلِهِ‬‫ف الْمَ ْملُوكِ بِاْل ُعقُودِ ِلأَنّ ُه إمّا أَ ْن يَخْشَى انْفِسَاخَ سََب ِ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ح ِوهِ بِ ِ‬‫ع َونَ ْ‬ ‫الْمُو َد ِ‬
‫ح ِو ِه َينَْتقِ ُل الضّمَانُ فِي ِه بِالتّ َمكّنِ مِ ْن اْل َقْبضِ فَالْمِيَاثُ‬ ‫ك ُا ْعتُبِرَ لَهُ الْ َقْبضُ َوَأْيضًا فَاْلمَمْلُو ُك بِاْلبَيْ ِع َونَ ْ‬ ‫فَلِذَلِ َ‬
‫حصُلْ فِي‬ ‫ب اْلعِتْقِ لَا يَ ْدخُلُ فِي ضَمَاِنهِ ْم بِدُونِ الْ َقْبضِ ِلَأنّهُ َل ْم يَ ْ‬ ‫َأوْلَى ‪ .‬وَقَالَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِكتَا ِ‬
‫ح َوهُمَا مَا لَ ْم َيتَ َمكّنُوا مِنْ َقْبضِهِ ‪َ ,‬فعَلَى هَذَا إنْ زَادَتْ‬ ‫ب َونَ ْ‬ ‫َأيْدِيهِ ْم وَلَمْ يَْنَت ِفعُوا بِهِ َفَأ ْشبَهَ ال ّديْ َن وَاْلغَائِ َ‬
‫سبْ الّن ْقصُ عََلْيهِ ْم وَكَاَنتْ التّرِ َك ُة مَا َبقِ َي َبعْدَ‬ ‫صتْ َل ْم يُحْ َ‬ ‫التّرِ َكةُ َقبْ َل اْل َقبْضِ فَال ّزيَا َدةُ ِل ْلوَ َرَثةِ ‪َ ,‬وِإ ْن َنقَ َ‬
‫ف الْمَالُ ُكلّ ُه ِسوَى الْقَدْ ِر الْمُوصَى بِهِ صَا َر ُه َو التّرِ َك َة وَلَ ْم َيكُنْ لِ ْلمُوصَى لَ ُه ِسوَى ثُُلثِهِ‬ ‫الّن ْقصِ َحتّى َل ْو تَلِ َ‬
‫جرّ ِدهِ َأ ْو مُرَاعًى بِاْلقَبُولِ َفلَا تُزَاحِمُ ُه اْلوَ َرَثةُ ِلَأ ّن مِ ْلكَهُ‬ ‫ت بِمُ َ‬‫صيّ َة بِالْ َموْ ِ‬‫ك اْلوَ ِ‬ ‫إلّا أَ ْن ُيقَالَ إ ّن الْمُوصَى لَ ُه يَ ْملِ ُ‬
‫ف الْمَالُ إلّا بَعْدَ َقبُولِهِ ‪َ ,‬وعَلَى ذَلِكَ َخرّجَ‬ ‫خَتصّ بِهِ كَمَا َلوْ لَ ْم َيتْلَ ْ‬ ‫حقَاَقهُمْ لِ ُمزَاحَ َمتِ ِه بِالنّ ْقصِ َفيَ ْ‬ ‫َسبَقَ ا ْستِ ْ‬
‫صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ َو َغيْ ُرهُ َكلَامَ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ ‪ ,‬وَالَْأوّلُ أَصَحّ ِلَأنّ الْمُوصَى لَ ُه تَ َمكّ َن مِنْ أَخَذَ‬
‫ضمَاِنهِمْ إلّا‬ ‫ف وََلوْ َل ْم يَدْخُلْ فِي َ‬ ‫الْ َعيْ ِن الْمُوصَى ِبهَا مَعَ ُحضُورِ التّرِ َك ِة وَالتّ َمكّ ِن [ مِنْ ] َقْبضِهَا ِب َغيْرِ خِلَا ٍ‬
‫بِاْلقَْبضِ لَ ْم يُ ْمكِنْ َأنْ َيأْخُ َذ مِ ْن اْل َعيْنِ أَ ْكثَ َر مِ ْن ثُُلِثهَا َوَتوَقّفَ َقْبضُ اْلبَاقِي عَلَى َقْبضِ اْلوَ َرَثةِ َفكُلّمَا َقَبضُوا‬
‫ت التّرِ َكةُ َدْينًا َأوْ غَاِئبًا لَا ُيتَ َمكّ ُن مِنْ َقْبضِهِ ‪ .‬وَالّن ْوعُ‬ ‫َشيْئًا أَخَ َذ مِنْ الْمُوصَى بِ ِه ِبقَدْ ِر ثُُلثِهِ كَمَا َلوْ كَانَ ْ‬
‫ب عََليْ ِه الْمِلْكُ فَِإنْ كَانَ ِحيَا َزةَ ُمبَاحٍ كَالِا ْحتِشَاشِ وَالِا ْحتِطَابِ‬ ‫سَببِ الْآ َد ِم ّي َيتَ َرتّ ُ‬ ‫حصُ ُل بِ َ‬ ‫الثّانِي ‪ :‬مَا يَ ْ‬
‫ح ِوهَا فَلَا إ ْشكَا َل وَلَا ضَمَا َن هُنَا عَلَى أَحَ ٍد ِسوَاهُ ‪ ,‬وََل ْو وُكّلَ فِي ذَلِكَ َأ ْو شَا َركَ فِيهِ دَخَلَ فِي‬ ‫وَالِا ْغِتنَا ِم َونَ ْ‬
‫حوْلِ ِلأَّنهَا فِي يَ ِدهِ َوِإنْ كَا َن َت َعيّنَ مَالُهُ فِي ِذ ّم ِة َغيْ ِرهِ مِنْ‬ ‫ُحكْمِ الشّرِ َك ِة وَاْلوِكَاَل ِة وَكَذَلِكَ الّلقَ َط ُة َبعْ َد الْ َ‬
‫شهُورِ إلّا بِالْ َقْبضِ ‪َ ,‬وعَلَى اْل َقوْلِ الْآ َخ ِر َيتَ َعيّ ُن بِالْإِ ْذنِ فِي اْل َقبْضِ فَالْ ُم ْعَتبَرُ‬ ‫ال ّديُونِ فَلَا َيَتعَيّنُ فِي الْمَ ْذ َهبِ الْمَ ْ‬
‫ُحكْمُ ذَلِكَ الْإِ ْذنِ ‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫ضهَا ‪َ :‬وهِيَ مُ ْنقَسِ َمةٌ إلَى ُعقُودٍ‬
‫صرّفِ فِي الْمَمْلُوكَاتِ قَ ْبلَ قَبْ ِ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنيَة وَالْخَمْسُونَ ) فِي التّ َ‬
‫وَغَ ْي ِرهَا فَاْل ُعقُو ُد َنوْعَانِ ‪َ :‬أحَ ُدهُمَا ‪ُ :‬عقُودُ الْ ُمعَاوَضَاتِ َوتَْنقَسِمُ إلَى َبيْ ٍع َو َغيْ ِرهِ ‪َ ,‬فَأمّا الْ َمبِيعُ َفقَالَتْ‬
‫ض وَالضّمَا ِن ُمتَلَا ِزمَانِ َفِإنْ كَا َن الَْبيْ ُع َمضْمُونًا عَلَى اْلبَائِعِ َل ْم يَجُزْ‬ ‫ب الّتصَرّفُ َقبْ َل اْل َقبْ ِ‬ ‫طَاِئ َف ٌة مِ ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫شتَرِي جَارٌ لَ ُه التّصَرّفُ فِيهِ ‪,‬‬ ‫ض مِنْ ضَمَا ِن الْمُ ْ‬ ‫شتَرِي َحتّى َيقِْبضَهُ َوإِنْ كَانَ َقبْ َل اْل َقبْ ِ‬ ‫الّتصَرّفُ فِيهِ لِ ْلمُ ْ‬
‫صغِيِ َو َغيْ ِرهِ ‪ .‬وَ َجعَلُوا اْلعِّل َة الْمَاِن َعةَ مِ ْن الّتصَرّفِ َتوَالِي الضّمَانَاتِ ‪.‬‬ ‫ح بِذَلِكَ الْقَاضِي فِي الْجَامِ ِع ال ّ‬ ‫وَصَرّ َ‬
‫ف وَالضّمَا ُن عَلَى اْلبَائِعِ‬ ‫ف وَالضّمَانِ َفيَجُو ُز الّتصَرّ ُ‬ ‫ب طَرِيقَةٌ أُ ْخرَى َوهِيَ َأنّهُ تَلَا ُز ٌم بَيْ َن الّتصَرّ ِ‬ ‫وَفِي الْمَ ْذ َه ِ‬
‫كَمَا فِي َبيْعِ الثّمَ َرةِ َقبْلَ َج ّدهَا فَِإنّهُ َيجُوزُ فِي أَصَحّ ال ّروَاَيَتيْنِ َو ِهيَ مَضْمُوَن ٌة عَلَى اْلبَائِ ِع َويَ ْمتَنِ ُع الّتصَرّفُ‬
‫شتَرَاةِ ُجزَافًا عَلَى إ ْحدَى ال ّروَاَيَتيْنِ ‪َ ,‬و ِهيَ ا ْخِتيَارُ الْخِرَِقيّ مَعَ َأّنهَا فِي ضَمَانِ‬ ‫صْب َرةِ ال ّطعَا ِم الْمُ ْ‬‫فِي ُ‬
‫خلَافِ فِي‬ ‫صبْ َرةِ مَ َع عَ َد ِم الْ ِ‬ ‫خلَافَ فِي بَيْ ِع ال ّ‬ ‫صحَابِ فَِإّنهُمْ َح َكوْا الْ ِ‬ ‫شتَرِي َوهَ ِذهِ طَرِي َق ُة الْأَ ْكثَرِي َن مِ ْن الْأَ ْ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫خلَافِ وَابْ ُن عَقِيلٍ‬ ‫َك ْونِهَا َمضْمُوَنةً عَلَى اْلبَائِعِ ‪َ ,‬ومِمّنْ ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَالْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّ ِد وَالْ ِ‬
‫فِي اْل ُفصُو ِل وَالْ ُمفْ َردَاتِ وَالْحَ ْلوَاِنيّ وَابْنُ ُه َو َغيْ ُرهُمْ ‪ .‬وَصَرّحَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي النّظَ ِريّاتِ بَِأنّهُ لَا تَلَا ُز َم َبيْنَ‬
‫ف َو ُهوَ الْمُ ْمكِنُ فِي حَا ِل الْ َعقْ ِد وََقْبضٌ‬ ‫ض ُيبِي ُح الّتصَرّ َ‬ ‫ف َوعَلَى هَذَا فَاْل َقْبضُ َنوْعَانِ ‪َ :‬قْب ٌ‬ ‫الضّمَا ِن وَالّتصَرّ ِ‬
‫خلَافَ فِيمَا يَ ْمَتنِعُ‬ ‫َينْقُ ُل الضّمَانَ َو ُه َو الْ َقْبضُ التّامّ الْ َم ْقصُو ُد بِاْل َعقْدِ ‪ ,‬وَقَدْ َحكَى ابْ ُن َعقِيلٍ َو َغيْ ُرهُ الْ ِ‬
‫صةً‬ ‫الّتصَرّفُ فِيهِ َقبْلَ َقْبضِهِ هَ ْل ُه َو الْ ُمْبهَمُ َأوْ ِجْنسُ الْ َمكِي ِل وَالْ َموْزُو ِن َوإِ ْن بِيعَ ُجزَافًا َأ ْو الْمَ ْطعُومِ خَا ّ‬
‫ضعّفَ اْلقَاضِي‬ ‫َمكِيلًا َأ ْو َموْزُونًا كَانَ َأ ْو غَيْ َرهُمَا َأ ْو الْمَ ْطعُو ُم الْ َمكِيلُ َأ ْو الْ َموْزُو ُن َوَنقَلَهُ ُمهَنّا عَنْ أَ ْحمَدَ وَ َ‬
‫حهَا صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي وَلَ ْم يَذْ ُكرُوا فِي الضّمَانِ ذَلِكَ ‪ ,‬وَا ْختَارَ ابْ ُن َعقِيلٍ الْ َمنْ َع مِ ْن َبيْعِ‬ ‫هَ ِذهِ ال ّروَاَيةَ وَ َرجّ َ‬
‫ث َبقِ َي مِنْ أَ ْحكَامِ ِه التّسْلِيمُ َفلَا يَ ِر ُد عََليْهِ َعقْدٌ‬ ‫جَمِي ِع اْلَأعْيَانِ َقبْ َل اْل َقْبضِ ُمعَلّلًا بَِأنّ اْل َعقْ َد الَْأوّلَ لَ ْم َيتِمّ َحيْ ُ‬
‫جعَ ْل الضّمَا َن مُلَا ِزمًا لَهُ ‪ ,‬وَ َكلَامُ اْلقَاضِي فِي الْجَامِ ِع الصّغِيِ قَ ْد َيَتأَوّ ُل ِبَأنّهُ ذَكَرَ َأنّ‬ ‫آخَرُ َقبْلَ اْنبِرَامِهِ وَلَمْ يَ ْ‬
‫ك َبيْنَ َجوَا ِز الَْبيْ ِع وَالضّمَا ِن َو ُهوَ‬ ‫الْ ُمتَ َعيّ َن يَجُو ُز َبْيعُهُ َقبْ َل اْل َقْبضِ َو َغيْ َر الْ ُمَتعَيّنِ لَا يَجُو ُز ثُمّ لَا َز َم َبعْدَ ذَلِ َ‬
‫صَحِي ٌح عَلَى مَا ذَ َك َرهُ َفِإنّهُ ا ْقَتصَ َر عَلَى ذِكْرِ جَا ّد ِة الْمَ ْذ َهبِ َو ُهوَ أَنْ لَا ضَمَا َن وَلَا َمنْ َع مِ ْن التّصَرّفِ إلّا فِي‬
‫ستَأْ َج َرةَ َيجُوزُ َأنْ ُيؤَجّ َرهَا‬ ‫ص ًة وَلَ ْم ُيَبيّنْ َأنّهُ لَا تَلَا ُز َم َبيْ َن التّصَرّفِ وَالضّمَانِ أَ ّن الْ َمنَافِ َع الْمُ ْ‬ ‫الْ ُمْبهَمِ خَا ّ‬
‫ستَأْ ِج ُر َوهِ َي َمضْمُونَ ٌة عَلَى الْ ُمؤَجّ ِر اْلَأوّلِ وَالثّمَ ُر الْ َمبِي ُع عَلَى شَجَرِ الْ َمبِي ِع يَجُو ُز َبْيعُ ُه عَلَى الْ َمْنصُوصِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫َوهُ َو َمضْمُونٌ عَلَى اْلبَائِ ِع اْلَأوّلِ ‪ .‬وَالْ َم ْقبُوضُ َقْبضًا فَاسِدًا كَالْ َمكِيلِ إذَا ُقِبضَ ُجزَافًا فَاْنَتقَ َل الضّمَانُ فِيهِ‬
‫شتَرِي وَلَا يَجُو ُز الّتصَرّفُ فِيهِ َقبْلَ َكيْلِ ِه َوبَيْعِ ال ّديْ ِن مِمّ ْن ُهوَ فِي ِذ ّمتِهِ جَائِ ٌز عَلَى الْمَ ْذ َهبِ وََلْيسَ‬ ‫إلَى الْمُ ْ‬
‫ب وَالْ ُمعَارِ وَالْ َم ْقبُوضِ ِب َعقْدٍ فَاسِ ٍد وَضَمَاُنهَا‬ ‫ك َيَتصَرّفُ فِي الْ َمغْصُو ِ‬ ‫ك الْمَالِ ُ‬ ‫َمضْمُونًا عَلَى مَاِلكِهِ وَكَذَلِ َ‬
‫شفُوعَ‬ ‫ش ْقصَ الْمَ ْ‬ ‫حذُورَ فِيهِ كَمَا َل ْو َتبَايَعَ ال ّ‬ ‫ضعِيفٌ ِلأَنّهُ لَا مَ ْ‬ ‫عَلَى اْلقَاِبضِ ‪ ,‬وَالتّعْلِي ُل ِبَتوَالِي الضّمَاَنيْنِ َ‬
‫ك ِبتََلفِهِ ِعنْ َد اْلبَائِ ِع َيبْطُ ُل بِالثّمَرِ‬ ‫شَي ِة انِْتقَاصِ الْ ِملْ ِ‬ ‫شفِيعُ مِ ْن الَْأوّلِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ الّتعْلِيلُ بِخَ ْ‬ ‫جَمَا َع ٌة ثُ ّم اْنتَ َزعَهُ ال ّ‬
‫ض َتعْلِيلُ ابْ ِن َعقِيلٍ ‪َ ,‬ويَبِي ُع‬ ‫سَتأْجَ َر ِة َوِبهَذَا َأْيضًا ُيْنَتقَ ُ‬
‫شتَرَى فِي رُءُوسِ الشّجَ ِر َوبِإِجَا َرةِ الْ َمنَافِ ِع الْمُ ْ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ال ّديْنَ مِمّ ْن ُهوَ عََليْهِ ; ِلأَ ّن الْبَائِ َع وَفّى عََليْ ِه بِالتّخِْلَي ِة وَالتّ ْميِيزِ َفلَ ْم َيبْقَ لَ ُه عََل َقةٌ فِي اْل َعقْدِ ‪َ ,‬وعَلّلَ َأْيضًا ِبَأنّهُ‬
‫دَاخِلٌ فِي َبيْ ِع مَا َلْيسَ ِعنْ َد ُه َوهُ َو َشبِيهٌ بِاْلغَرَرِ ِلَتعَرّضِهِ ِللْآفَاتِ ‪َ ,‬و ُهوَ َي ْقَتضِي الْ َمنْعَ فِي جَمِي ِع اْلأَ ْعيَانِ ‪,‬‬
‫َوَأشَارَ الِْإمَامُ أَحْمَدُ إلَى َأنّ الْ ُمرَا َد مِ ْن النّ ْه ِي عَنْ ِربْ ِح مَا لَ ْم َيضْمَنْ َحْيثُ كَانَ َمضْمُونًا عَلَى بَاِئعِهِ فَلَا‬
‫شتَرِيهِ ‪ ,‬وَ َكَأنّهُ حَمَ َل الّن ْهيَ َعنْهُ ُهوَ ال ّربْ ُح عَلَى الّن ْهيِ عَنْ أَصْلِ ال ّربْحِ ِلأَنّ ُه مَ ِظّنةُ ال ّربْحِ ‪,‬‬ ‫يَ ْربَحُ فِي ِه مُ ْ‬
‫خرّجُ لَهُ َق ْولٌ آخَرُ َأ ّن الّن ْهيَ عَنْ َحقِي َقةِ ال ّربْحِ دُو َن اْلبَيْ ِع بِالثّمَ ِن الّذِي ا ْشتَرَاهُ فَِإنّ ُه َمنَعَ فِي ِروَاَيةٍ مِنْ‬ ‫َويَتَ َ‬
‫ستَأْ َج َرةِ إلّا بِ ِمثْ ِل اْلأُجْ َرةِ ِلئَلّا يَ ْربَحَ فِيمَا َل ْم َيضْمَ ْن َومَنَعَ فِي ِروَاَيةٍ أُ ْخرَى مِنْ ِربْحِ مَا‬ ‫إجَا َر ِة الْ َمنَافِ ِع الْمُ ْ‬
‫ب الْمَالِ ِلَأنّهُ ضَامِنٌ لَ ُه بِالْمُخَاَل َفةِ َفكَ ِرهَ أَحْمَدُ ِربْحَهُ لِ ُدخُولِهِ فِي‬ ‫ب عَلَى وَجْ ِه الْ ُمخَاَل َفةِ ِلرَ ّ‬ ‫اشْتَرَاهُ الْ ُمضَارِ ُ‬
‫ض عَ ْن ثَمَ ِن الْ َمبِيعِ َقبْلَ َقبْضِ ِه ِبقِي َمتِهِ مِ ْن َغيْرِ ِربْحٍ ِلئَلّا‬ ‫ِربْ ِح مَا لَ ْم ُيضْمَ ْن َوأَجَازَ أَصْ َل الَْبيْ ِع َوأَجَا َز الِا ْعتِيَا َ‬
‫ج مِ ْن هَذَا ِروَاَيةٌ أَنّ كُ ّل َمضْمُونٍ عَلَى َغيْ ِر مَاِلكِهِ يَجُو ُز بَْيعُ ُه ِبغَيْرِ ِربْحٍ‬ ‫يَكُونَ ِربْحًا فِيمَا لَ ْم َيضْمَنْ َفَيخْ ُر ُ‬
‫خ ِل َوغَيْ ِرهِمَا مِمّا لَ ْم َيضْ َمنْهُ اْلبَائِعُ ‪َ .‬ونَقَلَ‬ ‫س النّ ْ‬‫َويَلْ َز ُم ِمثْلُ ذَلِكَ فِي َبيْعِ ال ّديْنِ مِنْ الْغَ ِر ِي وَالتّ ْم ِر عَلَى رُءُو ِ‬
‫َحْنبَلٌ عَنْ أَحْمَدَ فِي َبيْعِ ال ّطعَامِ الْ َموْهُوبِ َقبْلَ َقْبضِهِ لَا َبأْسَ بِهِ مَا لَمْ يَكُنْ لِلتّجَا َر ِة َوهَذَا يَدُ ّل عَلَى َأنّ‬
‫ك َبيْ َن َبيْعِ ِه مِ ْن بَاِئعِهِ َو َغيْ ِرهِ وَقَدْ َنصّ‬ ‫ب وَلَا فَ ْرقَ فِي ذَلِ َ‬ ‫الْ َمنْعَ فِي َبيْعِ ال ّطعَامِ َقبْلَ َقْبضِ ِه ُهوَ ال ّربْ ُح وَالّتكَسّ ُ‬
‫ف اْلأَصْحَابُ فِي الْإِقَاَلةِ فِيهِ َقبْلَ َقْبضِهِ َف ِمْنهُمْ مَنْ‬ ‫أَحْمَدُ عَلَى َمنْ ِع َبْيعِهِ مِ ْن بَاِئعِهِ َحتّى َيكِيلَهُ ‪ .‬وَا ْختَلَ َ‬
‫حتْ ‪َ ,‬وعَنْ َأبِي َبكْرٍ‬ ‫سخًا ‪ ,‬فَِإنْ قِي َل إنّهَا َبيْعٌ لَ ْم َيصِ ّح َوإِلّا صَ ّ‬ ‫َخرّ َجهَا عَلَى الْخِلَافِ فِي َك ْوِنهَا َبْيعًا َأوْ فَ ْ‬
‫جوَا ِز اْلبَيْ ِع مِ ْن اْلبَائِعِ‬ ‫َأنّهُ َمَن َعهَا مِنْ ال ّروَاَيتَيْ ِن بِدُونِ َكيْلٍ ثَانٍ ِلأَّنهَا تَجْدِيدُ مِلْكٍ ‪َ ,‬وَيتَخَرّجُ َلنَا ِروَاَي ٌة ثَاِلثَ ٌة بِ َ‬
‫صةٍ َعنْهُ بَْيعَ ُه مِنْ الشّرِيكِ الّذِي َحضَرَ َكيْلَ ُه َوعَلِمَ ُه مِ ْن َغيْرِ َكيْلٍ آ َخرَ‬ ‫ِلأَنّ أَ ْحمَدَ أَجَازَ فِي ِروَايَ ٍة َمْنصُو َ‬
‫ب الْإِجَارَاتِ ِروَاَيةً فِي َجوَازِ‬ ‫فَاْلبَائِعُ َأوْلَى ‪ ,‬وَ َحكَى الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ فِي ِكتَا ِ‬
‫ص ًة [ وَ ] ذَ َكرَا َمأْخَ َذهَا ‪َ ,‬و ُهوَ ا ْختِلَافُ ال ّروَاَيَتيْنِ عَنْهُ فِي بَيْعِ ال ّديْنِ فِي‬ ‫َبيْعِهِ َقبْ َل اْلقَْبضِ مِ ْن بَائِعِهِ خَا ّ‬
‫ال ّذ ّمةِ إذَا كَا َن طَعَامًا َمكِيلًا َأوْ َموْزُونًا َقبْلَ َقْبضِهِ ‪َ ,‬وهَذَا مُخَالِفٌ لِمَا ذَكَ ْرنَاهُ فِي اْلَبيْعِ فَِإّنهُمَا َخصّا فِيهِ‬
‫ال ّروَاَيَتيْنِ بِمَا فِي ال ّذ ّم ِة َسوَاءٌ كَا َن طَعَامًا َأوْ غَيْ َر ُه هَذَا فِي الّتصَرّفِ فِيهِ بِالَْبيْعِ ‪َ :‬وَأمّا غَيْ ُر ُه مِ ْن اْل ُعقُودِ َفقَالَ‬
‫الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ُن َعقِيلٍ لَا يَجُوزُ َر ْهنُهُ وَلَا ِهَبتُهُ وَلَا إجَا َرتُهُ َقبْ َل اْل َقبْضِ كَاْلَبيْعِ ‪ ,‬ثُمّ ذَكَرَا فِي‬
‫ف اْلبَيْعِ ‪ ,‬وَفِي‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ال ّرهْ ِن عَنْ الْأَصْحَابِ َأنّ ُه َيصِحّ َر ْهنُهُ َقبْلَ َقْبضِهِ ِلأَنّهُ لَا ُيؤَدّي إلَى ِربْ ِح مَا لَ ْم ُيضْمَ ْن بِ ِ‬
‫هَذَا الْ َمأْخَ ِذ نَ َظرٌ ِلأَنّ ال ّرهْ َن إنّمَا َيصِحّ فِيمَا َيصِ ّح َبيْعُهُ ِلَأنّهُ ُي ْفضِي إلَى اْلَبيْعِ َلكِ ّن تَرْكَهُ فِي يَ ِد اْلبَائِعِ لَا‬
‫ك َيصِحّ َر ْهنُهُ ‪َ ,‬وعَلّلَ ابْ ُن َعقِيلٍ الْ َمنْ َع مِنْ َر ْهنِهِ ِلَأنّهُ غَيْرُ َمقْبُوضٍ وَلَا‬ ‫يَطُو ُل غَاِلبًا وََقْبضُهُ ُمَتيَسّرٌ َفلِذَلِ َ‬
‫ض شَ ْرطٌ‬ ‫ضعْفٌ لِِإ ْمكَانِ تَ ْميِي ِز ِه وََقْبضِهِ ‪َ .‬وعَلّ َل َم ّرةً أُ ْخرَى فِي ال ّرهْ ِن وَالْ ِهَبةِ بَِأنّ اْل َقبْ َ‬ ‫ُمتَ َميّ ٍز وَلَا ُمتَ َعيّ ٍن وَفِيهِ َ‬
‫ب وَجْهٌ آخَرُ َأنّهُ‬ ‫َلهُمَا َف َكيْفَ َيْنَبنِي َعقْدٌ مَ ْن شَ ْرطُهُ اْل َقْبضُ عَلَى َعقْدٍ لَ ْم يُوجَدْ فِي ِه اْلقَْبضُ ‪ .‬وَلِ ْلأَصْحَا ِ‬
‫صبْ َر ِة َوأَ ُظنّهُ مََنعَ ُه ِمنْهُ فِي الْ ُمْبهَمِ ِلعَ َدمِ‬
‫جوَازِ َر ْهنِهِ عَلَى َغيْ ِر ثَ َمنِهِ َحكَاهُ َأبُو الْخَطّابِ فِيمَا كَانَ ُم َعّينًا كَال ّ‬ ‫بِ َ‬
‫ج مِ ْن هَذَا وَ ْجهَانِ لِ ْلأَصْحَابِ فِي سَائِ ِر اْل ُعقُودِ ‪.‬‬ ‫ض َو ُهوَ ُم ْعَتبَرٌ فِيهِ َكمَا ذَ َكرَ ابْ ُن َعقِيلٍ َفخَ َر َ‬ ‫تََأتّي اْل َقبْ ِ‬
‫ق َومِْنهُمْ صَا ِحبُ‬ ‫ك غَرَ ٌر يَسِ ٌي ُيغَْتفَرُ فِي الصّدَا ِ‬ ‫جوَازِ َج ْعلِ ِه َمهْرًا ُمعَلّلًا بَِأنّ ذَلِ َ‬‫ب مَنْ قَطَ َع بِ َ‬ ‫َومِ ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫ث ‪ .‬هَذَا ُكلّهُ فِي الْ َمبِيعِ ‪َ ,‬فَأمّا ثَ َمنُهُ فَِإنْ كَانَ ُمعَّينًا جَا َز الّتصَرّفُ َقبْلَ َقْبضِهِ ‪,‬‬ ‫حرّرِ ‪َ ,‬وهَذَا وَجْ ٌه ثَاِل ٌ‬ ‫الْمُ َ‬
‫ح بِهِ الْقَاضِي َوإِنْ كَانَ ُمْبهَمًا لَ ْم َيجُزْ إلّا‬ ‫صرّ َ‬ ‫َسوَاءٌ كَانَ الْ َمبِي ُع يَجُو ُز الّتصَرّفُ فِيهِ َقبْ َل الْ َقْبضِ َأوْ لَا ‪ ,‬وَ َ‬
‫خرّجَا‬‫ض َعنْهُ َقبْلَ َقْبضِهِ ‪ .‬ذَ َك َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَلَ ْم يُ َ‬ ‫َبعْدَ تَ ْميِي ِزهِ ‪َ ,‬وِإنْ كَانَ َدْينًا جَازَ أَ ْن ُيعَاوِ َ‬
‫ضةَ عَلَى الْخِلَافِ فِي َبيْعِ ال ّديْ ِن مِمّ ْن ُه َو عََليْهِ ‪ .‬وَقَدْ َح َكيَا فِي ذَلِكَ ِروَايََتيْنِ وَالْأَ ْكثَرُونَ أَ ْدخَلُوهُ فِي‬ ‫الْ ُمعَاوَ َ‬
‫صوَ ِر الْخِلَافِ ‪ ,‬وَقَدْ َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى َجوَا ِز ا ْقتِضَاءِ أَحَدِ الّنقْ َديْ ِن مِ ْن الْآخَ ِر بِاْلقِي َمةِ فِي ِروَاَيةِ الَْأثْ َرمِ‬ ‫جُ ْمَلةِ ُ‬
‫شتَرِي بِ ِه َشْيئًا مِمّ ْن عََليْهِ َفَتوَقّفَ‬ ‫وَابْ ِن َمْنصُورٍ َو َحنْبَلٍ ‪َ .‬وَنقَ َل َعنْهُ اْلقَاضِي البت فِي َطعَامٍ فِي ال ّذ ّمةِ هَ ْل يَ ْ‬
‫قَالَ َفقُلْت [ لَهُ ] ِلمَ لَا َيكُونُ مِثْ َل هَذَا ا ْقتِضَا ُء اْلوَ ِرقِ مِنْ ال ّذ َهبِ َفكََأنّهُ َأجَا َزهُ مِ ْن غَيْرِ َأ ْن ُيوَضّحَهُ‬
‫حدِيثِ ابْ ِن عُمَرَ فِي‬ ‫شعِرُ َأنّ ا ْقِتضَاءَ َأحَ ِد النّقْ َديْ ِن مِ ْن الْآ َخ ِر يَجُو ُز مِ ْن َغيْرِ ِخلَافٍ لِ َ‬ ‫إيضَاحًا َبّينًا ‪َ ,‬وهَذَا يُ ْ‬
‫ضةِ َعْنهُمَا ِبغَيْ ِرهِمَا ‪ ,‬وََل ْم يَذْكُرْ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الصّرْفِ فِي ذَلِكَ‬ ‫خلَافُ فِي الْ ُمعَاوَ َ‬ ‫ذَلِكَ ‪ ,‬وَالْ ِ‬
‫جرَى الشّيْ ِء اْلوَا ِحدِ َفأَخْذُ أَحَ ِدهِمَا‬ ‫خِلَافًا ‪ ,‬وَالْ َمعْنَى فِي ذَلِكَ أَ ّن النّقْ َديْنِ ِلَتقَا ُرِبهِمَا فِي الْ َمعْنَى أُجْ ِريَا مَ ْ‬
‫ح بِذَلِكَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ قَالَ‬ ‫صرّ َ‬ ‫ضةٍ بَ ْل ُه َو َن ْوعُ ا ْستِيفَاءٍ ‪ ,‬وَقَدْ َ‬ ‫حَ‬ ‫ضةٍ َم ْ‬‫س بِ ُمعَاوَ َ‬‫عَ ْن الْآخَرِ َلْي َ‬
‫سعْرِ ِلأَنّهُ لَمّا كَاَنتْ الْمُمَاثََلةُ فِي الْقَدْرِ لِا ْختِلَافِ‬ ‫جزْ إلّا بِال ّ‬‫‪َ :‬لْيسَ ُه َو ِببَيْ ٍع َوِإنّمَا ُهوَ اقِْتضَا ٌء وَلِذَلِكَ لَ ْم يَ ُ‬
‫ب مَنْ َجعَلَ‬ ‫جْنسِ ُا ْعتُبِرَتْ فِي اْلقِي َمةِ ‪َ ,‬وهَذَا الْ َمأْخَ ُذ ُهوَ الّذِي ذَكَ َرهُ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي ‪َ .‬ومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫الْ ِ‬
‫ضةَ عَنْ أَحَدِ الّنقْ َديْ ِن بِالْآخَ ِر بِمَا يَّت ِفقَانِ‬ ‫َمأْخَ َذهُ الّنهْ َي عَنْ ِربْ ِح مَا لَمْ يَضْمَنْ ‪َ ,‬وأَمّا اْلقَاضِي َفأَجَازَ الْ ُمعَاوَ َ‬
‫عََليْهِ َوَتَأوّلَ كَلَامَ أَحْمَدَ بِكَلَا ٍم َبعِيدٍ جِدّا ‪ ,‬وَقَدْ ذَكَ ْرنَا َأنّ طَرِي َقةَ اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ فِي الْإِجَا َرةِ ‪َ ,‬أنّ مَا‬
‫فِي ال ّذ ّمةِ إذَا كَانَ َمكِيلًا َأ ْو َموْزُونًا لَ ْم َيجُ ْز َبْيعُهُ َقبْلَ َقْبضِهِ ِلأَ ْجنَِبيّ ِروَايَ ًة وَاحِ َدةً وَفِي َبْيعِهِ ِلمَ ْن ُهوَ فِي‬
‫ِذ ّمتِهِ ِروَايَتَانِ ِلَأنّهُ َقبْ َل اْل َقْبضِ ُمْبهَ ٌم َغيْ ُر ُمتَ َميّزٍ ‪َ ,‬وهَذَا اْلكَلَامُ فِي الّتصَرّفِ فِي الْ َمبِي ِع َو ِعوَضِهِ َفَأمّا َغيْرُ‬
‫خ اْل َعقْ ِد ِبتََلفِهِ َقبْلَ َقْبضِ ِه ِمثْلُ‬
‫ض ْربَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬مَا يُخْشَى اْنفِسَا ُ‬ ‫الْ َمبِي ِع مِ ْن ُعقُو ِد الْ ُمعَاوَضَاتِ َف ِهيَ َ‬
‫حكْمُهُ ُحكْ ُم الَْبيْعِ فِيمَا َسبَقَ ‪َ .‬وَأمّا الّتصَرّفُ‬ ‫ح ِوهِمَا فَ ُ‬ ‫الْأُ ْج َرةِ الْ ُم َعّيَنةِ ‪ ,‬وَاْل ِعوَضُ فِي الصّ ْل ِح بِ َم ْعنَى الَْبيْ ِع َونَ ْ‬
‫ض ِبَنفْسِهِ َومِمّ ْن َيقُومُ َمقَامَهُ ‪,‬‬ ‫ح َوهَا َفيَجُوزُ ِلَأنّ لَ ُه ا ْستِيفَا َء اْل ِعوَ ِ‬ ‫سَتأْجَ َرةِ فَِإنْ كَانَ بِِإعَا َرةٍ َونَ ْ‬
‫فِي الْ َمنَافِ ِع الْمُ ْ‬
‫َوإِنْ كَانَ بِإِجَا َرةٍ صَحّ َأْيضًا َبعْدَ َقْبضِ اْل َعيْ ِن وَلَ ْم َيصِحّ َقبَْلهَا إلّا لِلْ ُمؤَجّ ِر عَلَى وَجْ ٍه َسبَقَ ‪َ .‬ويَصِحّ إيَا ُرهَا‬
‫بِ ِمثْ ِل الْأُ ْج َرةِ َوِبأَ ْزيَدَ فِي إ ْحدَى ال ّروَايََتيْنِ وَفِي اْلأُخْرَى يُ ْمنَ ُع ِب ِزيَا َدةٍ ِلدُخُولِهِ فِي ِربْ ِح مَا لَ ْم ُيضْمَنْ‬
‫ت مِ ْن َغيْرِ‬ ‫سَتأْجِرِ فِي وَجْهٍ ‪ ,‬بِدَلِيلِ َأنّهُ َلوْ عَطَّلهَا َحتّى فَاتَ ْ‬ ‫جوَازُ ِلأَ ّن الْ َمنَافِ َع َمضْمُوَنةٌ عَلَى الْمُ ْ‬ ‫وَالصّحِيحُ الْ َ‬
‫ب الثّانِي ‪ :‬مَا‬ ‫ت مِنْ ضَمَانِهِ َف ِهيَ كَالثّمَرِ فِي رُءُوسِ الشّجَرِ َف ُه َو َمضْمُونٌ عََليْ ِه بِِإتْلَافِهِ ‪ .‬وَالضّرْ ُ‬ ‫اسْتِيفَاءٍ تَِل َف ْ‬
‫خلْ ِع وَاْلعِتْ ِق وَالْ ُمصَالَ ِح بِ ِه عَنْ َد ِم اْلعَمْدِ ‪,‬‬ ‫خ اْل َعقْ ِد ِبهَلَاكِهِ َقبْلَ َقبْضِهِ كَالصّدَاقِ َو ِع َوضِ الْ ُ‬ ‫لَا يُخْشَى اْنفِسَا ُ‬
‫حوِ ذَلِكَ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬يَجُو ُز الّتصَرّفُ فِيهِ َقبْلَ الْ َقْبضِ َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ َوأَبِي‬ ‫َونَ ْ‬
‫الْخَطّابِ ‪َ -‬غيْرَ َأنّهُ ا ْسَتثْنَى ِمنْ ُه الصّدَاقَ ‪ -‬وَالسّامِرِيّ وَصَا ِحَبيْ الْ ُم ْغنِي وَالتّلْخِيصِ َوَنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى‬
‫ف هَ ِذ ِه اْلأَ ْعوَاضِ لَا َتْنفَسِخُ ِبهَا‬ ‫ض َو ُهوَ َتصَرّفٌ فِيهِ ‪َ ,‬ووَجْهُ ذَلِكَ َأنّ تَلَ َ‬ ‫صدَاَقهَا َقبْ ِل اْل َقبْ ِ‬‫ح ِة ِهَبةِ الْمَ ْرَأةِ َ‬‫صِ ّ‬
‫ح ِوهِمَا ‪َ ,‬ومَ َع هَذَا َفصَرّحَ الْقَاضِي فِي‬ ‫ف اْلَبيْ ِع وَالْإِجَا َرةِ َونَ ْ‬
‫ُعقُو ُدهَا َفلَا ضَ َررَ فِي الّتصَرّفِ فِيهَا بِخِلَا ِ‬
‫سبَ إَليْهِ‬ ‫ف وَالضّمَا ِن هُنَا َونَ َ‬ ‫جرّدِ ِبأَ ّن َغيْ َر الْ ُمتَ َميّزِ فِيهَا َمضْمُو ٌن عَلَى مَنْ هُ َو ِبيَ ِدهِ َف َف ّرقَ َبيْ َن التّصَرّ ِ‬ ‫الْمُ َ‬
‫ف َو ُهوَ َوهْ ٌم عََليْهِ ‪ .‬وَالْوَجْ ُه الثّانِي ‪َ :‬أنّ‬ ‫صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ َأنّ ُه َسوّى َبْيَنهُمَا َفَأثْبَت الضّمَانَ َومَنَ َع الّتصَرّ َ‬
‫ُحكْ َمهَا ُحكْ ُم اْلَبيْعِ فَلَا يَجُو ُز الّتصَرّفُ فِي غَيْرِ الْ ُمعَيّ ِن ِمْنهَا َقبْلَ الْ َقْبضِ َو ُهوَ الّذِي ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي فِي‬
‫خِلَافِهِ ‪ .‬وَقَا َل ُهوَ ِقيَاسُ َقوْلِ أَصْحَاِبنَا وَابْ ِن عَقِيلٍ فِي اْل ُفصُو ِل وَالْ ُمفْ َردَاتِ وَالْحَ ْلوَاِنيّ وَالشّيَازِيّ‬
‫حرّرِ ‪ ,‬وَا ْختَا َرهُ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي فِي ِكتَابِ الّنكَاحِ إلْحَاقًا َلهَا بِسَائِ ِر ُعقُو ِد الْ ُمعَاوَضَاتِ ‪ ,‬وَلَا‬ ‫وَصَا ِحبِ الْمُ َ‬
‫َيصِحّ الّتفْرِي ُق ِبعَ َدمِ الِاْنفِسَاخِ ِلَأنّ ال ّزبْ َر َة الْحَدِي َد َة اْلعَظِي َمةَ إذَا ُا ْشتُ ِرَيتْ وَ ْزنًا َفلَا يُخْشَى هَلَا ُكهَا وَالّتصَرّفُ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ اْلَأوّلَ‬ ‫فِيهَا مَ ْمنُوعٌ ‪َ ,‬و َمنَافِ ُع الْإِجَا َرةِ يُخْشَى هَلَا ُكهَا وَالتّصَرّفُ فِيهَا جَائِزٌ ‪ ,‬وَ َرجّحَ ال ّ‬
‫ف َه ُهنَا َو ُهوَ أَحَ ُد الْمَآ ِخذِ لِ ْلأَصْحَابِ‬ ‫وََلكِنْ َبنَاهُ عَلَى َأنّ عِّل َة َمنْ ِع الّتصَرّفِ ال ّربْحُ فِيمَا لَ ْم ُيضْمَ ْن َو ُه َو ُمنْتَ ٍ‬
‫جنَايَاتِ وَِقيَمَ الْ ُمتَْلفَاتِ ‪َ ,‬ووَاَفقَهُ ابْنُ‬ ‫ش الْ ِ‬ ‫ض َوأَ ْر َ‬‫ب الْقَ ْر َ‬ ‫فِي أَصْلِ الْمَسْأََل ِة َوعَدّ الْقَاضِي فِي هَذَا الضّرْ ِ‬
‫ض عَلَى مَا جَ َز َم بِهِ فِي الْ ُمجَرّدِ وَِقيَمُ‬ ‫ك بِدُونِ اْل َقبْ ِ‬ ‫ت وَفِيهِ نَ َظرٌ فَِإ ّن الْقَ ْرضَ لَا يُ ْملَ ُ‬ ‫َعقِيلٍ عَلَى ِقيَ ِم الْ ُمتَْلفَا ِ‬
‫ف اْلعَمْدِ َأوْ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ت الْخَ َطِأ بِ ِ‬‫ف اْل ِع َوضِ الْ َمضْمُونِ وَكَذَلِكَ أُرُوشُ ِجنَايَا ِ‬ ‫الْ ُمتَْلفَاتِ يَْنفَسِ ُخ الصّلْ ُح َعْنهَا ِبتَلَ ِ‬
‫س ِب َعقْدٍ ِليَدْخُلَ ُه اْلفَسْ ُخ ثُ ّم إنّهُ مَضْمُونٌ فِي ال ّذ ّمةِ كَال ّديْ ِن وَذَلِكَ لَا يََت َعيّنُ فِي الْخَارِجِ إلّا بِاْل َقبْضِ‬ ‫ح ِوهِ َلْي َ‬
‫نَ ْ‬
‫ض وَالِا ْستِ ْردَادِ ِلأَنّهُ لَا‬ ‫ك اْلعَائِ َد بِاْلفَسْخِ َقبْ َل اْلقَْب ِ‬
‫عَلَى الْمَ ْذ َهبِ َوأَلْحَقَ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ ِبهَذَا َأْيضًا الْ ِملْ َ‬
‫يُخْشَى اْنِتقَاضُ َسَببِهِ ‪َ ,‬وهَذَا ُمتّجِ ٌه عَلَى اْلوَجْ ِه اْلَأوّلِ الّذِي ا ْختَا َرهُ ‪َ .‬فَأمّا الْوَجْ ُه الثّانِي ‪ :‬فَِإنْ كَانَ اْل َعقْدُ‬
‫ت اْل َعيْنُ َأمَاَنةً كَاْلوَدِي َعةِ َفيَجُوزُ الّتصَرّفُ فِيهَا َقبْ َل اْلقَْبضِ ‪َ ,‬وإِنْ كَانَ‬ ‫ضةٍ صَارَ ْ‬ ‫الْ ُمنْفَسِ ُخ عَ ْن َغيْ ِر ُمعَاوَ َ‬
‫ي وَاْلغُصُوبِ ‪َ ,‬لوْ َحجَ َر الْحَاكِمُ عَلَى‬ ‫ضةٍ َف ُه َو َمضْمُو ٌن عَلَى الَْأ ْشهَرِ َفَيتَوَجّهُ َأنْ لَا يُ ْمنَعَ كَاْل َعوَارِ ّ‬ ‫َعقْدَ ُمعَاوَ َ‬
‫حقّ ِه مََلكَ ُه بِ ُمجَرّ ِد الّت ْعيِيِ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي فِي الزّكَاةِ مِنْ‬ ‫س ثُ ّم َعيّنَ ِلكُ ّل غَ ِر ٍي َعيْنًا مِ ْن الْمَا ِل بِ َ‬ ‫الْ ُمفِْل ِ‬
‫ح ِة َعقْدٍ لَا‬ ‫ط اْل َقْبضُ ِلصِ ّ‬ ‫جرّدِ َفعَلَى هَذَا يََتوَجّهُ َأنْ يَجُوزَ لَ ُه التّصَرّفُ فِيهِ َقبْ َل اْل َقبْضِ ‪َ .‬تنْبِيهٌ ‪ :‬مَا اُ ْشتُرِ َ‬ ‫الْمُ َ‬
‫س مَالِ‬ ‫ف وَ َرأْ ِ‬ ‫ح بِهِ فِي الْ ُمحَرّرِ فِي الصّرْ ِ‬ ‫َيصِحّ الّتصَرّفُ فِيهِ َقبْ َل اْلقَْبضِ ِلعَ َد ِم ُثبُوتِ الْمِلْكِ ‪ ,‬وَقَدْ صَرّ َ‬
‫ف الْ ُمَت َعيّنِ وَ ْج َهيْنِ ِلأَ ّن انِْتفَاءَ‬
‫ك بِاْل َعقْدِ َفقَدْ َحكَى فِي التّلْخِيصِ فِي الصّرْ ِ‬ ‫السّلَمِ ‪َ ,‬فَأمّا إنْ قِي َل بِالْمِلْ ِ‬
‫الْ َقْبضِ َه ُهنَا ُمؤَثّرٌ فِي إبْطَا ِل اْل َعقْدِ ‪ ,‬فَلَا َيصِ ّح وُرُودُ عَقْدٍ آخَ َر عََليْهِ َقبْ َل انْبِرَامِهِ ‪ ,‬وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ‬
‫ش ْف َعةِ َيصِحّ فِيهَا َقبْ َل الْ َقْبضِ‬
‫ف وَالسّلَ ِم وَاْل ُعقُو ِد الْ َقهْ ِرّيةِ كَاْلأَخْ ِذ بِال ّ‬
‫فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ الْ َمنْعُ فِي الصّرْ ِ‬
‫ذَ َك َرهُ َأْيضًا فِي التّلْخِيصِ‬
‫‪210‬‬
‫صّيةُ َفَيجُوزُ‬ ‫الّن ْوعُ الثّانِي ُعقُو ٌد يَثْبُتُ ِبهَا الْمِ ْلكُ ِمنْ غَ ْيرِ ِعوَضٍ كَاْلوَ ِ‬
‫صّي ِة وَاْل ِهَبةِ وَالصّدََقةِ ‪َ ,‬فَأمّا اْلوَ ِ‬
‫ق مِ ْن اْلأَصْحَابِ فِيمَا َنعْلَمُهُ ‪َ ,‬و َسوَاءٌ كَا َن الْمُوصَى بِ ِه‬ ‫ض بِاّتفَا ٍ‬‫ك وََقبْ َل اْل َقبْ ِ‬ ‫ت الْمِلْ ِ‬ ‫الّتصَرّفُ فِيهَا َبعْ َد ُثبُو ِ‬
‫ُمعَّينًا َأوْ ُمْبهَمًا ‪َ ,‬و َسوَاءٌ ُق ْلنَا لَهُ رَ ّد الْ ُمْبهَمِ َقبْ َل اْل َقبْضِ َأوْ لَا ‪ ,‬وَلَِأنّ أَكْثَ َر مَا فِي َجوَازِ َر ّدهِ َأنّ ُه َغيْرُ لَا ِز ٍم مِنْ‬
‫خيَارُ‬ ‫شتَرَطِ فِي ِه الْ ِ‬ ‫ت بِ َم ْوتِهِ َف ُهوَ كَاْلَبيْعِ الْمُ ْ‬
‫ح َة التّصَرّفِ ِلَأّنهَا لَا ِز َم ٌة مِنْ ِج َه ِة الْ َميّ ِ‬ ‫صّ‬‫ِج َهتِهِ ‪َ ,‬وهَذَا لَا يَ ْمنَعُ ِ‬
‫ك بِاْلعَقْ ِد بِ ُمجَرّ ِدهِ َفيَجُو ُز التّصَرّفُ فِيهَا َقبْ َل اْل َقبْضِ َأيْضًا ‪ ,‬وَقَدْ‬ ‫شَترِي وَحْ َدهُ ‪َ ,‬وَأمّا اْل ِهَبةُ اّلتِي تُ ْملَ ُ‬ ‫لِلْمُ ْ‬
‫ضمَانِهِ فَلَا‬ ‫ستْ فِي َ‬ ‫ب َيْنقَطِ ُع َعنْهَا بِ ُمجَرّدِ اْنِتقَا ِل مِ ْلكِهِ وَلَيْ َ‬ ‫َنصّ أَحْمَدُ عََليْهِ َكمَا َسنَذْكُ ُرهُ ِلأَنّ حَ ّق اْلوَاهِ ِ‬
‫مَحْذُورَ فِي التّصَرّفِ فِيهَا ِبوَجْهٍ ‪َ ,‬وَأمّا الصّدََقةُ اْلوَا ِجَبةُ وَالتّ َط ّوعُ فَاْلمَ ْذ َهبُ الْ َمْنصُوصُ َأنّهَا لَا تُ ْملَكُ‬
‫خرِي ِج الْمَذْكُو ِر يَمِْل ُكهَا بِدُونِ اْل َقبْضِ َفَينَْبغِي َأنْ‬ ‫بِدُونِ اْل َقبْضِ كَمَا َسبَقَ فَلَا َكلَا َم عَلَى هَذَا ‪َ ,‬وعَلَى التّ ْ‬
‫ختَانَ فِي رَجُ ٍل عََليْهِ َديْنٌ َويُرِيدُ رَجُلٌ‬ ‫ث وَابْ ِن بُ ْ‬ ‫يَكُونَ كَاْل ِهبَةِ ‪ ,‬وَقَدْ َنصّ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي الْحَارِ ِ‬
‫ج َويَخَافُ َأنْ يَدَْفعَهُ إَليْهِ َيأْكُلُهُ قَا َل َيقُولُ لَهُ َحتّى‬ ‫حتَا ٌ‬‫َيقْضِيه عَنْ ُه مِنْ زَكَاتِهِ قَا َل يَدَْفعُهُ إَليْهِ ‪َ ,‬فقِيلَ لَ ُه ُه َو مُ ْ‬
‫ي وَاْلقَبُو ِل وَجَا َز تَصَرّفُهُ فِيهَا بِاْلوِكَاَلةِ َقبْلَ‬ ‫ُيوَكّلَهُ َفيَ ْقضِيه َعنْ ُه َوهَذَا ظَاهِرٌ فِي أَنّ ُه مَلَكَ الزّكَا َة بِالتّ ْعيِ ِ‬
‫ك َنقَلَ َحنْبَلٌ فِي مَسَائِلِهِ َأنّ أَ ْحمَدَ ذَكَرَ لَهُ َقوْلَ َأبِي سََل َمةَ لَا َبأْسَ إذَا كَانَ لِلرّجُلِ طَعَامٌ‬ ‫الْ َقْبضِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫ضهَا قَالَ‬ ‫ك وَالدّابّ ُة َيبِي ُعهَا َقبْلَ َأنْ َي ْقبِ َ‬‫َأمَرَ لَ ُه بِهِ سُلْطَانٌ َأوْ ُو ِهبَ لَهُ َأ ْن َيبِيعَهُ َقبْلَ أَ ْن َيقِْبضَ ُه وَالْ َعبْ ُد ِمثْلُ ذَلِ َ‬
‫ك مَا لَ ْم َيكُنْ لِلتّجَا َرةِ ‪ ,‬وََقوْلُهُ إذَا لَ ْم َيكُنْ لِلتّجَا َرةِ ِلأَ ّن الْ َمنْعَ مِ ْن الَْبيْ ِع إنّمَا كَانَ‬ ‫أَحْمَدُ لَا َبأْسَ بِذَلِ َ‬
‫صوّرُ فِيهِ ِربْحٌ ‪َ ,‬فَأمّا َل ْو َنوَى ِبتَمَّلكِهِ التّجَا َرةَ‬ ‫لِدُخُولِهِ فِي ِربْ ِح مَا لَ ْم ُيضْمَ ْن َومَا مََلكَ ُه ِب َغيْ ِر ِعوَضٍ فَلَا ُيَت َ‬
‫فَظَاهِرُ كَلَامِهِ الْ َمنْعُ ِلَأنّهُ َجعَلَ ُه مِ ْن اْلَأ ْموَا ِل الْ ُمعَ ّدةِ لِل ّربْحِ فَامَْتنَ َع َبْيعُهُ َقبْ َل اْل َقبْضِ ‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫ق مِنْ َأ ْموَالِ اْلوَقْفِ َأ ْو الْ َفيْءِ‬ ‫حقَا ِ‬ ‫هَذَا اْلكَلَامُ فِي اْل ُعقُودِ َفَأمّا الْمِ ْلكُ ِبغَيْرِ َعقْدٍ كَالْمِيَاثِ وَاْل َغنِي َم ِة وَالِاسْتِ ْ‬
‫ك َوَت َعيّ َن‬
‫حقّيَ لَهُ فَإِذَا َثبَتَ َلهُ ْم الْمِلْ ُ‬‫ستَ ِ‬
‫جنْ ِد َوَأهْ ِل اْلوَقْفِ الْمُ ْ‬ ‫ي ِمنْهُ كَالْمُ ْرتَزَِقةِ فِي دِيوَانِ الْ ُ‬ ‫لِلْ ُمَتنَاوِلِ َ‬
‫سَتقِرّ فِي ِه وَلَا عَلَاَقةَ ِلأَحَ ٍد َم َعهُمْ‬
‫ض ِب َغيْرِ خِلَافٍ َأيْضًا ِلأَنّ َح ّقهُ ْم مُ ْ‬ ‫ِمقْدَارُهُ جَازَ َلهُ ْم التّصَرّفُ فِيهِ َقبْ َل اْل َقبْ ِ‬
‫ت الْمِلْكِ فَلَهُ حَاَلتَانِ ‪ :‬إ ْحدَاهُمَا َأنْ لَا‬ ‫ح ِوهِ اْلُأمَنَا ُء َوَأمّا َقبْ َل ُثبُو ِ‬
‫ع َونَ ْ‬
‫َويَ ُد مَ ْن ُهوَ فِي يَ ِدهِ بِ َمنْزَِل ِة يَ ِد الْمُو َد ِ‬
‫ف اْلوَارِثِ َقبْ َل َموْتِ ُموَ ّرثِ ِه وَاْلغَانِمِ َقبْ َل اْنقِضَاءِ‬ ‫يُوجَ َد َسَببُهُ َفلَا يَجُو ُز التّصَرّفُ فِيهِ ِب َغيْ ِر إ ْشكَالٍ َكتَصَرّ ِ‬
‫سَببِ وََقبْ َل الِا ْستِقْرَارِ‬ ‫ب َومَنْ لَا َرسْمَ لَهُ فِي ُديُو ِن اْلعَطَاءِ فِي الرّ ْزقِ ‪ .‬وَالثّانِيَة ‪َ :‬بعْ َد وُجُودِ ال ّ‬ ‫الْحَرْ ِ‬
‫حيَا َزةِ ‪َ ,‬و ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ الصّحِيحُ‬ ‫ف الْغَانِمِ َقبْ َل اْلقِسْ َم ِة عَلَى َقوِْلنَا إّنهُمْ يَمِْلكُو َن [ الْ َغنِي َمةَ ] بِاْل ِ‬ ‫َكتَصَرّ ِ‬
‫ح ِوهِ َفقَالَ ابْنُ َأبِي مُوسَى لَا يَجُو ُز َبيْ ُع اْلعَطَاءِ َقبْلَ َقبْضِ ِه وَلَا َبيْ ُع الصّ ّ‬
‫ك‬ ‫وَالْمُ ْرتَزَِقةِ َقبْلَ ُحلُو ِل اْلعَطَا ِء َونَ ْ‬
‫ِبعَيْ ٍن وَلَا وَ ِرقٍ َقوْلًا وَاحِدًا ‪َ ,‬وإِ ْن بَاعَهُ ِبعُرُوضٍ جَازَ فِي إ ْحدَى ال ّروَاَيَتيْنِ إذَا َقَبضَ الْعُرُوضَ َقبْلَ َأنْ َيَتفَرّقَا‬
‫َومَنَ َع ِمنْهُ فِي الْأُخْرَى وَلَا يَجُو ُز َبيْ ُع الْ َمغَانِمِ َقبْلَ َأ ْن ُتقَسّمَ وَلَا الصّدَقَاتِ َقبْلَ َأنْ ُت ْقَبضَ [ انَْتهَى ] ‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫ت الْمَالِ وَقَدْ َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى كَرَا َهتِهِ‬ ‫ق بَيْ ِ‬
‫ضهِ َوهُوَ ِرزْ ُ‬
‫َفهَ ِذهِ أَ ْربَ ُع مَسَائِلَ إحْدَاهَا ‪ :‬بَيْ ُع اْلعَطَاءِ قَ ْبلَ قَبْ ِ‬
‫ب وَابْنِ َمْنصُو ٍر َوبَكْ ِر بْ ِن ُمحَمّدٍ ‪ ,‬وَقَالَ ُهوَ َشيْءٌ ُم َغيّبٌ لَا يُدْرَى َأَيصِلُ إَليْهِ َأمْ لَا َأ ْو مَا‬ ‫فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَالِ ٍ‬
‫خرَجُ َأوْ لَا وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ فِي َبيْعِ ال ّزيَا َدةِ فِي الْعَطَاءِ قَالَ ابْ ُن َعبّاسٍ مَا‬ ‫ُهوَ وَقَا َل َم ّرةً لَا يُ ْدرَى يُ ْ‬
‫شتَرِيه وَكَ ِرهَهُ وَ ُربَمَا سَمّى هَذَا َأْيضًا َبيْ َع الصّكَا ِك َونَقَلَ حَرْبٌ عَنْ‬ ‫ج َو َمتَى يُخْ ِرجُ لَا يَ ْ‬ ‫يُدْرِي ِه مَا يُخْ ِر ُ‬
‫س بِهِ بِعَ ْرضٍ ُقلْت َومَا َتفْسِيُهُ ؟ قَا َل ُهوَ الرّجُ ُل يُزَادُ فِي عَطَائِهِ‬ ‫أَحْمَدَ فِي َبيْعِ ال ّزيَا َدةِ فِي الْعَطَاءِ لَا َبأْ َ‬
‫ك ِبعَ ْرضٍ قَالَ لَا َبأْسَ بِ ِه وَ َروَى حَرْبٌ بِِإ ْسنَادٍ‬ ‫شتَرِيهَا ِبعَ ْرضٍ قَا َل َو َسأَلْتُ ُه عَ ْن َبيْعِ الصّ ّ‬ ‫عَشَ َرةُ َدنَانِيَ َفيَ ْ‬
‫جوَازِ قَالَ‬‫صَحِيحٍ عَنْ ابْ ِن َعبّاسٍ َأنّهُ كَانَ َيكْ َر ُه بَيْعَ ال ّزيَا َدةِ فِي اْلعَطَاءِ إلّا ِبعَ ْرضٍ َوهَ ِذهِ ِروَاَيةٌ ثَاِنَيةٌ بِالْ َ‬
‫حقَاقِ َف ُهوَ حِيَنئِذٍ َديْنٌ‬ ‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ هَ ِذهِ ال ّروَاَيةُ فِيمَا إذَا َبلَ َغ َبعْدَ ُحلُو ِل الْعَطَاءِ ِلَأنّهُ وَ ْقتُ الِا ْستِ ْ‬
‫ثَابِتٌ َفيَجُو ُز َبْيعُهُ عَلَى طَرِي َقتِهِمَا لَا َيجُو ُز َبيْعُ ُه مِ ْن َغيْ ِر اْلغَ ِريِ َفرَ َجعَا َوَتأَوّلَا ال ّروَايَ َة عَلَى َأنّهُ ا ْشتَرَى ذَلِكَ‬
‫ض عَلَى‬ ‫ض اْلعَطَاءِ وَكَا َن وَ ْقُتهُمَا عِنْ َدهُمَا َمعْلُومًا َأوْ َأنّهُ أَحَا َل بِثَ َم ِن الْعَ ْر ِ‬ ‫ض ِبثَمَ ٍن ُمؤَجّلٍ إلَى وَ ْقتِ َقْب ِ‬ ‫الْعَ ْر َ‬
‫خفَى فَسَا ُد هَذَا الّت ْأوِيلِ لِ َم ْن تََأمّلَ كَلَامَ أَ ْحمَدَ ‪ ,‬وَقَدْ يَكُونُ مُرَادُ ابْنِ َأبِي مُوسَى‬ ‫َحقّ ِه مِ ْن اْلعَطَاءِ ‪ ,‬وَلَا يَ ْ‬
‫حقَاقِ َقْبضِهِ َفَأمّا إذَا ا ْستَحَقّ َف ُهوَ دَاخِلٌ فِي َبيْ ِع الصّكَاكِ ‪.‬‬ ‫ِببَيْ ِع اْلعَطَاءِ َقبْلَ َقْبضِهِ َقبْ َل ا ْستِ ْ‬
‫‪213‬‬
‫صكَاكًا ِلَأّنهَا ُت ْكتَبُ‬ ‫س َوتُسَمّى ِ‬ ‫ضهَا َو ِهيَ ال ّديُونُ الثّابَِت ُة عَلَى النّا ِ‬ ‫صكَا ِك قَ ْبلَ قَبْ ِ‬ ‫سأَلَ ُة الثّاِنيَة ‪ :‬بَيْعُ ال ّ‬
‫الْمَ ْ‬
‫ع مَا فِي الصّكّ فَِإنْ كَانَ ال ّديْ ُن َنقْدًا َوبِي َع ِبنَقْدٍ لَ ْم‬ ‫ح ِوهِ َفيُبَا ُ‬
‫ق َونَ ْ‬‫صكَا ٍك َوهِ َي مَا ُيكَْتبُ فِي ِه مِنْ ال ّر ّ‬ ‫فِي ِ‬
‫جِلسِ َففِيهِ ِروَاَيتَانِ إحْدَاهُمَا ‪ :‬لَا يَجُوزُ‬ ‫ض وََقَبضَهُ فِي الْمَ ْ‬ ‫يَجُ ْز ِبلَا خِلَافٍ ِلَأنّهُ صُرِفَ بِنَسِيَئةٍ َوِإنْ بِي َع ِبعَ ْر ٍ‬
‫ك ُهوَ غَ َررٌ ‪َ ,‬وَنقَلَ َأبُو طَالِبٍ َعنْهُ َأنّهُ كَ ِرهَ ُه وَقَا َل ‪ :‬الصّكّ‬ ‫قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ فِي َبيْ ِع الصّ ّ‬
‫جوَازُ َنصّ‬ ‫خرَجُ َأوْ لَا ‪َ ,‬وهَذَا يَ ُد ّل عَلَى أَنّ مُرَا َدهُ الصّكّ مِنْ عَطَاءِ الدّيوَانِ ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪ :‬الْ َ‬ ‫لَا يُدْرَى َأيُ ْ‬
‫حتَا ُل عَلَى‬ ‫حكَمِ وََف ّرقَ َبْينَهُ َوَبيْ َن اْلعَطَا ِء وَقَا َل الصّكّ إنّمَا يَ ْ‬ ‫ب وَ َحْنبَلٍ َو ُمحَمّ ِد بْ ِن الْ َ‬‫عََلْيهِمَا فِي ِروَاَيةِ َحرْ ٍ‬
‫ك َنقَلَ َحْنبَلٌ عَنْهُ‬ ‫رَ ُج ٍل َوهُ َو ُيقِ ّر بِ َديْ ٍن عََليْ ِه وَالْعَطَا ُء إنّمَا ُه َو شَيْ ٌء ُم َغيّبٌ لَا يَدْرِي َأَيصِلُ إَليْهِ َأمْ لَا وَكَذَلِ َ‬
‫ج وَلَا َيبِيعُهُ َحتّى َيقِْبضَهُ يَ ْعنِي‬ ‫شتَرِي الصّكّ عَلَى الرّ ُج ِل بِال ّديْنِ قَالَ لَا َبأْسَ بِ ِه بِاْلعَ ْرضِ إذَا َخرَ َ‬ ‫فِي الرّجُ ِل يَ ْ‬
‫جرّدِ الْ َقْبضِ وَلَا َأبَاحَ لَ ُه الّتصَرّفَ فِيهِ ِلأَنّهُ‬ ‫شتَرِي ِه بِمُ َ‬
‫ضمَانِ مُ ْ‬ ‫جعَلْ ُه مِنْ َ‬ ‫شتَ ِريَهُ ‪َ ,‬وهَذَا يَدُ ّل عَلَى َأنّهُ َل ْم يَ ْ‬
‫مُ ْ‬
‫ج ِرهِ ‪ ,‬حَاصِ ُل هَذَا يَرْ ِجعُ إلَى َجوَا ِز َبيْعِ ال ّديْ ِن مِ ْن غَيْرِ الْغَ ِر ِي وَقَدْ َنصّ عَلَى‬ ‫بِ َمنْزَِلةِ الْ َمنَافِ ِع وَالثّمَرِ فِي شَ َ‬
‫َجوَا ِزهِ َكمَا تَرَى ‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫سمَ َوَنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى كَرَا َهتِهِ فِي ِروَاَيةِ حَرْبٍ َو َغيْ ِرهِ َوعَلّلَهُ فِي‬ ‫سأَلَ ُة الثّالَِثةُ ‪ :‬بَيْ ُع الْ َمغَاِنمِ قَ ْبلَ أَنْ ُت َق ّ‬
‫الْمَ ْ‬
‫جهُو ُل الْقَ ْد ِر وَاْل َعيْ ِن َوإِنْ كَانَ ِم ْلكُهُ ثَاِبتًا‬ ‫ِروَايَةِ صَاِل ٍح وَابْ ِن َمْنصُورٍ ِبَأنّهُ لَا يَدْرِي مَا ُيصِيبُ ُه بِ َم ْعنَى َأنّهُ َم ْ‬
‫خصّ كُ ّل وَاحِ ٍد ِب َعيْنٍ مِ ْن الَْأعْيَا ِن بِخِلَافِ قِسْ َم ِة الْمِيَاثِ وَصَحّ عَنْ َأبِي ال ّزَبيْرِ‬ ‫عََليْهِ َلكِ ّن الِْإمَامَ لَهُ أَ ْن يَ ُ‬
‫حمّ ِد بْنِ َزيْدٍ ‪-‬‬ ‫حمّ ُد بْ ُن إبْرَاهِي َم اْلبَاهِِليّ عَنْ مُ َ‬ ‫خ ْمسِ مِنْ َقبْلِ أَ ْن ُيقَسّمَ وَ َروَى مُ َ‬ ‫قَالَ جَابِرٌ أَكْ َرهُ َبيْ َع الْ ُ‬
‫خدْرِيّ قَالَ قَالَ َرسُولُ اللّهِ صَلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ‬ ‫َيعْنِي ‪ -‬اْل َعبْدِيّ عَنْ َشهْ ِر بْنِ َح ْوشَبٍ عَنْ َأبِي َسعِي ٍد الْ ُ‬
‫شتَرُوا الصّدَقَاتِ َحتّى ُت ْقَبضَ وَالْ َمغَانِمَ َحتّى تُقَسّمَ } أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَابْ ُن َشهُرَ [ َوِإسْحَاقُ‬ ‫{ لَا تَ ْ‬
‫جهُولٌ َو َشهْرٌ‬ ‫ي مَ ْ‬ ‫حمّ ُد بْنُ َزيْدٍ صَاِلحٌ لَا َبأْسَ بِهِ وَالْبَاهِِليّ َبصْرِ ّ‬ ‫سنَ َدْيهِمَا ] َومُ َ‬ ‫بْن راهويه وَالْبَزّارُ فِي مُ ْ‬
‫شهُو ٌر وَفِي ُسنَنِ َأبِي دَاوُد مِنْ حَدِيثِ ُر َوْيفِ ِع بْ ِن ثَابِتٍ أَ ّن النِّبيّ صَلّى اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّمَ قَا َل { لَا‬ ‫حَالُ ُه مَ ْ‬
‫ث طُولٌ أَ ْخرَجَ التّ ْرمِ ِذيّ‬ ‫ئ ُيؤْمِ ُن بِاَللّ ِه وَاْلَيوْ ِم الْآخِرِ َأ ْن َيبِي َع َم ْغنَمًا َحتّى يُقَسّمَ } وَفِي الْحَدِي ِ‬ ‫يَحِلّ لِامْ ِر ٍ‬
‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ َنهَى عَ ْن بَيْعِ‬ ‫سنَهُ ‪ .‬وَ َخرّجَ النّسَائِيّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ ; عَبّاسٍ َأنّ { الّنِبيّ َ‬ ‫َبعْضَ ُه وَحَ ّ‬
‫ضيَ اللّ ُه َعنْهُ عَنْ الّنبِيّ صَلّى اللّهُ‬ ‫الْ َمغَانِمِ َحتّى ُتقَسّمَ } وَخَرّجَهُ أَحْمَدُ َوأَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ َأبِي هُ َريْ َرةَ َر ِ‬
‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ‬ ‫عََليْهِ َوسَلّ َم وَ َروَى ابْنُ ِإسْحَاقَ عَنْ َعبْدِ اللّ ِه بْنِ َأبِي نَجِيحٍ عَنْ َمكْحُولٍ َأنّ { الّنِبيّ َ‬
‫جْيشِ مَْن ِهيّ َعنْ ُه َسوَا ٌء بَاعَهُ َقبْ َل اْل َقْبضِ‬ ‫َنهَى عَ ْن َبيْعِ الْ َمغَانِمِ َحتّى ُتقَسّمَ } مُ ْرسَلٌ َوهَذَا فِي حَقّ آحَا ِد الْ َ‬
‫ستَبَ ّد بِاْلقِسْ َمةِ دُو َن الِْإمَامِ َوَأمّا الِْإمَامُ فَِإذَا‬
‫جهُو ٌل َوَبعْ َدهُ َتعَ ّد َوغُلُولٌ فَِإنّهُ لَا يُ ْ‬ ‫ض مَ ْ‬
‫َأوْ َبعْ َدهُ ِلأَنّهُ َقبْ َل اْلقَْب ِ‬
‫حةَ فِي َبيْ ِع َشيْءٍ مِ ْن اْل َغنِي َم ِة وَقَسّ َم ثَ َمنَهُ َفلَهُ ذَلِكَ‬ ‫َرأَى الْ َمصْلَ َ‬
‫‪215‬‬
‫ك بِدُونِ الْ َقْبضِ وَفِي ُمصَنّفِ‬ ‫ص َدقَاتِ قَ ْب َل أَنْ ُتقْبَضَ َو َمأْخَ ُذهُ أَ ّن الصّدََقةَ لَا تُمْلَ ُ‬ ‫سأَلَةُ الرّاِبعَةُ ‪ :‬بَيْ ُع ال ّ‬ ‫الْمَ ْ‬
‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ َنهَى أَنْ‬ ‫عَبْدِ الرّزّاقِ عَنْ ابْنِ ُج َريْجٍ عَنْ مُوسَى بْ ِن ُعقَْبةَ عَ ْن غَيْ ِر وَا ِحدٍ أَ ّن { الّنِبيّ َ‬
‫جِليّ عَنْ َخْثعَ َم بْ ِن َعبْدِ اللّهِ عَنْ مُحَمّ ِد بْنِ‬ ‫حيَى بْ ِن الْعَلَاءِ الْبَ َ‬‫ع الصّدََقةُ َحتّى ُت ْعتَقَ َل َوتُوسَمَ } وَعَنْ يَ ْ‬ ‫ُتبَا َ‬
‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّ َم عَ ْن َبيْ ِع الصّدَقَاتِ َحتّى ُت ْقَبضَ }‬ ‫َزيْدٍ عَنْ َشهْ ِر بْنِ َح ْوشَبٍ قَا َل { َنهَى َرسُولُ اللّهِ َ‬
‫ت مِ ْن َغيْرِ َقْبضٍ‬ ‫جرّ ِد اْل َقبُولِ إذَا َت َعّينَ ْ‬ ‫سنَدِ السّابِقِ ‪َ .‬فَأمّا عَلَى اْل َقوْ ِل بِمِ ْل ِكهَا بِمُ َ‬ ‫َوهَذَا الْمُ ْرسَلُ َأشْبَ ُه مِ ْن الْمُ ْ‬
‫جوَا ِز الّتوْكِيلِ فِيهَا ‪َ ,‬وهُ َو َن ْوعُ َتصَرّفٍ َف ِقيَاسُهُ سَائِ ُر الصّدَقَاتِ ‪َ ,‬وَتكُونُ حِينَئِذٍ‬ ‫َفقَ ْد مَرّ َنصّ أَ ْحمَدَ بِ َ‬
‫ج عَنْ‬ ‫صدََق ًة وَلَا يَخْ ُر ُ‬ ‫ك مِ ْن مَالِ ِه َوأَفْ َر َدهَا َفلَا َيصِيُ بِذَلِكَ َ‬ ‫كَاْل ِهبَ ِة الْمَ ْملُو َكةِ بِاْل َعقْدِ ‪َ ,‬وَأمّا إذَا َعّيَنهَا الْمَالِ ُ‬
‫ت َبعْدَ تَ َعّيِنهَا َل ْم تَبْ َرأْ ِذ ّمتُهُ مِنْ‬
‫حقّ َأوْ َقبُولِ ِه وَقَدْ َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى َأّنهَا إذَا تَِل َف ْ‬ ‫ستَ ِ‬
‫مِ ْلكِهِ بِدُونِ َقْبضِ الْمُ ْ‬
‫ب إ ْمضَاءَهَا وَكَ ِرهَ الرّجُوعَ فِيهَا ‪َ ,‬ونُقِ َل َعنْهُ مَا يَ ُد ّل عَلَى‬ ‫ح ّ‬ ‫صدََق َة تَ َط ّوعٍ فَا ْستَ َ‬
‫الزّكَاةِ َوَأمّا إنْ كَاَنتْ َ‬
‫ُخرُو ِجهَا عَ ْن مِ ْلكِهِ بِ ُمجَرّ ِد التّ ْعيِيِ ‪َ ,‬وَنقَلَ عَبْدُ اللّهِ َعنْهُ أَنّهُ قَالَ ُك ّل شَيْءٍ َج َعلَهُ الرّجُلُ ِللّ ِه يُ ْمضِيهِ وَلَا‬
‫صَلةِ رَ ِح ٍم َوإِنْ كَانَ‬ ‫س ُهوَ لَ ُه مِنْ صَدََقةٍ َأوْ َمعْرُوفٍ َأوْ ِ‬ ‫ج مِ ْن مِ ْلكِهِ فََلْي َ‬
‫يَرْ ِجعُ فِي مَالِهِ ‪َ ,‬وذَلِكَ أَنّهُ قَدْ خَ َر َ‬
‫صدّقْ ِبهَ ِذهِ الدّرَا ِهمِ‬
‫قَلِيلًا َأ ْمضَاهُ َوَنقَ َل َعنْهُ َجْيشُ بْ ُن ِسنْدِيّ فِي رَ ُجلٍ َدفَعَ إلَى َر ُجلٍ دَرَا ِهمَ َفقَا َل َلهُ تَ َ‬
‫ُثمّ إنّ الدّافِعَ جَا َء َفقَالَ ُردّ إَليّ الدّرَا ِهمَ ‪ ,‬مَا يَصْنَعُ الْمَدْفُوعُ يَرُ ّدهَا عََليْهِ ؟ قَالَ لَا يَرُ ّدهَا عََليْ ِه يُ ْمضِيهَا‬
‫حبَابِ ‪ .‬وَقَالَ ابْ َن َعقِيلٍ لَا‬ ‫ك عَلَى الِاسْتِ ْ‬ ‫حمّدٍ َم ْعنَاهُ وَ َحمَلَ الْقَاضِي ذَلِ َ‬ ‫فِيمَا َأمَ َرهُ بِهِ ‪َ ,‬وَنقَلَ َج ْعفَ ُر بْ ُن مُ َ‬
‫ج عَلَى أَ ّن الصّدََقةَ َتَت َعيّنُ بِالّت ْعيِيِ كَمَا َيقُولُ فِي اْلهَدْيِ‬ ‫ب وَ ْجهًا َو ُهوَ كَمَا قَا َل َوِإنّمَا َيتَخَرّ ُ‬ ‫حبَا ِ‬ ‫َأعْلَمُ لِلِا ْستِ ْ‬
‫ت وَصَارَتْ فِي‬ ‫حّيةِ َأنّهُ َيَت َعيّنُ بِاْل َقوْ ِل بِلَا خِلَافٍ ‪ ,‬وَفِي َت ْعيِينِهِ بِالّنّيةِ وَ ْجهَانِ فَإِذَا قَا َل هَ ِذهِ صَدََق ٌة َت َعّينَ ْ‬ ‫وَالْأُضْ ِ‬
‫ف َبيْ َن الْأَصْحَابِ ‪,‬‬ ‫ك إنْشَاءٌ لِلنّ ْذرِ َأوْ إ ْقرَارٌ ؟ فِيهِ ِخلَا ٌ‬ ‫ح بِهِ اْلأَصْحَابُ َلكِ ْن هَلْ ذَلِ َ‬ ‫ُحكْ ِم الْ َمنْذُو َر ِة وَصَرّ َ‬
‫حَي َة ِبهَا ‪ ,‬وَلَا يَلْ َز ُم مِنْ‬ ‫جعََلهَا صَدََق ًة َوعَزََلهَا عَ ْن مَالِهِ َف ُهوَ كَمَا ا ْشتَرَى شَا ًة َينْوِي التّضْ ِ‬ ‫َوإِذَا َعيّ َن ِبِنيّتِهِ َأنْ يَ ْ‬
‫ستَحِقّ َأ ْو الِْإمَامِ ِلَأنّا إنْ قُ ْلنَا الزّكَاةُ فِي ال ّذ ّمةِ َف ُهوَ َكمَا َلوْ‬ ‫ض الْمُ ْ‬ ‫ك ُسقُوطُ الزّكَاةِ َعنْ ُه ِبتََل ِفهَا َقبْلَ َقْب ِ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ي وَا ِجبٌ فِي ال ّذ ّم ِة هَ ْديًا َفعَ ِطبَ فَِإنّ ُه يَ ْل َزمُهُ إبْدَالُ ُه َوإِنْ قُ ْلنَا فِي اْلعَيْنِ فَلَا يَبْ َرُأ ِمْنهَا ِل َفوَاتِ‬ ‫عَيّ َن عَ ْن اْلهَدْ ِ‬
‫ستَحِقّ َأ ْو مَ ْن َيقُومُ َمقَامَ ُه َوإِيصَالُهُ َأيْضًا وَا ِجبٌ عََليْهِ َفلَا َيبْ َرأُ بِدُونِهِ ‪ ,‬وَلَا ُيكَْتفَى فِي ِه بِالتّ ْميِيزِ وََلوْ‬ ‫َقْبضِ الْمُ ْ‬
‫ي َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪.‬‬ ‫حصُ ْل التّ ْمكِ ُ‬ ‫ي مِ ْن الْ َقْبضِ مَنْ ِفعْلُ الدّفْ ِع وَا ِجبٌ عََليْهِ َف َكيْفَ إذَا [ لَ ْم ] يَ ْ‬ ‫َحصَ َل التّ ْمكِ ُ‬
‫‪216‬‬
‫خمْسُونَ ) ‪ :‬مَ ْن َتصَرّفَ فِي َعيْ ٍن َتعَلّ َق ِبهَا حَقّ لِلّهِ تَعَالَى َأوْ لِآ َد ِميّ ُم َعيّنٍ إنْ كَانَ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ وَالْ َ‬
‫ف وَلَ ْم يُوجَ ْد ِسوَى َتعَلّقِ‬ ‫حقّهِ لَ ْم َيْنفُذْ الّتصَرّ ُ‬ ‫حقّهِ َأ ْو َيأْخُ ُذ ُه بِ َ‬
‫سَتقِرّا فِيهَا بِمُطَاَلَب ِة مَنْ لَ ُه الْحَ ّق ِب َ‬ ‫الْحَ ّق مُ ْ‬
‫ف عَلَى ظَاهِ ِر الْ َم ْذهَبِ ‪ ,‬وَِقيَاسُ َق ْولِ َأبِي َبكْرٍ لَا َيصِحّ َحْيثُ قَالَ ‪ :‬لَا‬ ‫ص ّح الّتصَرّ ُ‬ ‫الْحَقّ لِا ْستِيفَائِ ِه ِمنْهَا َ‬
‫َيصِحّ وَقْفُ الشّفِي ِع وَلَا َرهْ ُن الْجَانِي ‪ ,‬وَ َكلَامُهُ فِي الشّافِي يَدُ ّل عَلَى أَ ّن التّصَرّفَ فِيمَا وَ َجَبتْ فِيهِ الزّكَاةُ‬
‫لَا َيصِحّ فِي َقدْ ِرهَا ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ا ْختَارَ َأبُو الْخَطّابِ فِي الِاْنتِصَارِ َأنّهُ لَا َيصِ ّح الّتصَرّفُ فِي الْجَانِي بِاْلَبيْعِ‬
‫ط الْحَ ّق الْ ُمَتعَلّ ُق بِهِ كَمَا َلوْ وَفّى َديْنَ ال ّرهْنِ‬ ‫ِلَتعَلّقِ الْحَقّ بِ َعْينِهِ فَِإنْ فَدَاهُ السّيّدُ كَا َن افِْتكَاكًا َوسَقَ َ‬
‫ب عَلَى الّثبُوتِ ُم ْقَتضَاهُ‬ ‫ق َيتَعَلّ ُق بِاْلعَيْ ِن َوَبيْنَ أَ ْن َيتَ َرتّ َ‬
‫حقَا ٌ‬‫ق َبيْنَ أَ ْن َيثُْبتَ ا ْستِ ْ‬ ‫وَالْمَ ْذهَبُ الَْأوّلُ ‪َ ,‬و ُهوَ اْلفَ ْر ُ‬
‫حقّ ِه الّذِي لَا يُ ْمكِنُ دَ ْفعُهُ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫بِالْأَ ْخ ِذ بِالْحَقّ َأ ْو بِالْمُطَاَلَب ِة بِهِ فَاْلأَوّ ُل مَلَكَ أَ ْن َيتَمَلّك وَالثّانِي يَ ْملِكُ َأ ْو طَالَ َ‬
‫حجْ ِر وَالْ َمنْ ِع مِنْ‬ ‫س ُم ْقَتضٍ ِللْ َ‬ ‫حجْ ِر عََليْ ِه َوَبعْ َدهُ ‪ ,‬فَاْلفََل ُ‬ ‫عَنْهُ ‪َ ,‬و ُهوَ َشبِي ٌه بِاْلفَ ْرقِ َبيْ َن الْ ُمفِْلسِ َقبْ َل الْ َ‬
‫ج عَلَى هَ ِذ ِه اْلقَاعِ َد ِة مَسَائِلُ َكثِيَةٌ ‪ِ :‬مْنهَا‬ ‫حكْ ِم َوَيتَخَرّ ُ‬ ‫الّتصَرّفِ ‪ ,‬وَلَا َيْثبُتُ ذَلِكَ إلّا بِالْ ُمطَاَلَبةِ وَالْ ُ‬
‫التّصَرّفُ فِي الْ َمرْهُونِ بِبَيْعٍ أَوْ غَ ْي ِر ِه مِمّا لَا سِرَايَةَ َلهُ لَا َيصِحّ ِلَأنّ الْمُ ْرَتهِنَ أَ َخ َذ بِ َ‬
‫حقّهِ فِي ال ّرهْ ِن مِنْ‬
‫حجُو ِر عََليْهِ ‪َ ,‬فَأمّا اْل ِعتْقُ‬
‫س الْمَ ْ‬
‫س وََقَبضَهُ وَ ُحكِمَ لَ ُه بِهِ َف ُه َو بِالنّسَْبةِ إلَى ال ّرهْنِ َكغُ َرمَا ِء الْ ُمفِْل ِ‬
‫حْب ِ‬
‫الّت ْوثِيقِ وَالْ َ‬
‫سيّ ِد وَال ّزوْجِ َحتّى َأّنهُمَا لَا يَمِْلكَانِ‬ ‫فَِإنّمَا َنفَذَ ِل ُقوّتِ ِه َوسِرَاَيتِهِ كَمَا َنفَذَ حَ ّج الْ َم ْرأَ ِة وَاْلعَبْ ِد بِدُونِ إ ْذنِ ال ّ‬
‫تَحْلِيَل ُهمَا عَلَى إ ْحدَى ال ّروَايََتيْنِ َك ُقوّ ِة الْإِحْرَا ِم وَلُزُومِهِ ‪ ,‬وَِلهَذَا َيْن َعقِدُ َمعَ فَسَا ِد ِه َويَلْ َز ُم إتْمَامُهُ ‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫شتَرِي َبعْ َد طََلبِهِ ِلأَنّ َحقّ ُه َتقَرّ َر َوَثَبتَ ‪ ,‬وََقبْلَ‬ ‫ب بِالشّ ْف َعةِ لَا َيصِ ّح َتصَرّ ُ‬
‫ف الْمُ ْ‬ ‫شفِيعُ إذَا طَالَ َ‬ ‫َومِْنهَا ال ّ‬
‫ك َومَاِن َعةٌ‬‫ك عَلَى َرأْيِ الْقَاضِي َوِإمّا ُمؤْ ِذَن ٌة بِالتّمَلّ ِ‬ ‫ك وَالْمُطَاَلَب ُة إمّا تَمَلّ ٌ‬
‫الْمُطَاَلَبةِ إنّمَا كَانَ لَهُ َأنْ َيتَمَلّ َ‬
‫حقّهِ‬
‫شفِي ِع الِا ْحتِجَا َر عََليْ ِه وَالْأَ ْخ َذ بِ َ‬‫شتَرِي إنّمَا كَا َن نَافِذًا ِلتَ ْركِ ال ّ‬ ‫ف الْمُ ْ‬ ‫شَترِي مِ ْن الّتصَرّفِ ; إذْ َتصَرّ ُ‬ ‫لِلْمُ ْ‬
‫سقُطُ‬‫شتَرِي مَ ْمنُوعًا ‪ ,‬بَ ْل تَ ْ‬ ‫ب ِبهَا َل ْم َيصِ ْر الْمُ ْ‬‫ف وَلَ ْم يُطَاِل ْ‬
‫ي عَ ْن الّتصَرّ ِ‬ ‫شتَرِ َ‬
‫شفِي ُع الْمُ ْ‬
‫وَقَدْ زَالَ فَِإ ْن َنهَى ال ّ‬
‫الشّ ْف َع ُة عَلَى َقوِْلنَا ِهيَ عَلَى اْلفَوْرِ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫سفَرُ ‪َ ,‬وِإنْ َفعَلَهُ كَانَ‬ ‫س َفرَ فَِإ ْن َمَنعَهُ غَ ِريُ ُه مِنْ ذَلِكَ َل ْم يَجُزْ لَهُ ال ّ‬
‫َومِْنهَا إذَا حَ ّل الدّْينُ عَلَى الْ َغرِ ِي وَأَرَادَ ال ّ‬
‫صيًا بِهِ ِلَأنّهُ َحبَسَ ُه وَلَ ُه وِلَاَيةُ َحبْسِهِ لِا ْستِيفَاءِ َحقّهِ كَالْ ُم ْرَتهِنِ فِي ال ّرهْ ِن َوِإنْ َل ْم يَ ْمَنعْهُ َفهَلْ لَ ُه الْإِقْدَا ُم‬
‫عَا ِ‬
‫س ُعقُوَبةٌ لَا َيَتوَجّهُ بِدُونِ الطَّلبِ‬ ‫حْب َ‬ ‫سفَرِ ؟ ذَ َكرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِيهِ وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬يَجُوزُ ِلَأنّ الْ َ‬ ‫عَلَى ال ّ‬
‫حْبسِ فِي َحقّ ِه بَلْ لِمَا يَ ْل َزمُ فِي َسفَ ِرهِ‬ ‫سفَ ِرهِ َحقّا وَا ِجبًا عََليْهِ ِلُثبُوتِ الْ َ‬
‫وَالِالْتِزَامِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا ِلَأنّهُ يَ ْمنَ ُع بِ َ‬
‫ح ّق الْوَا ِجبِ عََليْهِ ‪.‬‬ ‫مِ ْن َتأْخِيِ الْ َ‬
‫‪219‬‬
‫جرِ لَ ْم َيْنفُذْ تَصَرّفُهُ َنصّ عََليْهِ قَالَ‬ ‫َومِْنهَا الْ ُمفْلِسِ إذَا طَلَبَ الْبَائِ ُع مِ ْنهُ سِلْعََتهُ الّتِي َيرْجِ ُع ِبهَا قَ ْبلَ الْحَ ْ‬
‫ب اْلبَائِ َع ِمنْ ُه بِمَا‬
‫س هَلْ يَجُوزُ ِفعْلُهُ فِيمَا ا ْشتَرَى َقبْلَ َأنْ يُطَاِل َ‬ ‫إسْمَاعِي ُل بْ ُن َسعِيدٍ َسأَلْت أَحْمَدَ عَ ْن الْ ُمفِْل ِ‬
‫ب الْبَائِعُ ‪,‬‬ ‫شتَرِي ِعْتقًا َأوْ َبْيعًا َأ ْو ِهَبةً َف ُهوَ جَائِ ٌز مَا لَ ْم يُطَاِل ْ‬ ‫ي عََليْهِ َفقَالَ إنْ أَحْدَثَ فِي ِه الْمُ ْ‬ ‫شتَرِ َ‬‫بَايَعَ الْمُ ْ‬
‫وَذَلِكَ َأنّ الْحَدِيثَ قَا َل ُهوَ أَ َح ّق بِهِ َفلَا َيكُونُ أَحَ ّق بِهِ إلّا بِالطَّلبِ فََلعَلّهُ َأنْ لَا يُطَاِلبَهُ ُقلْت ‪ :‬أَ َرَأيْت إنْ‬
‫صدََقتُهُ بَعْدَ الطَّلبِ َوَنقَ َل َعنْهُ إسْمَاعِيلُ َأيْضًا كَلَامًا‬ ‫طََلبَهُ َفلَ ْم يَدَْفعْهُ إَليْهِ ؟ قَالَ َفلَا يَجُو ُز َبْيعُهُ وَلَا ِهَبتُهُ وَلَا َ‬
‫ك َنقَ َل َعنْهُ‬‫ت إمّا ِبَتفْلِيسِ الْحَاكِمِ َأوْ بِا ْشِتهَارِ فَلَسِ ِه َبيْ َن النّاسِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫يَدُ ّل عَلَى أَ ّن مُطَاَلَب َة الْبَائِ ِع ‪َ -‬تثُْب ُ‬
‫مُحَمّ ُد بْ ُن مُوسَى الزبدان أَ ّن ا ْشتِهَارَ َفلَسِ ِه بِ ُظهُورِ َأمَارَاتِ ِه يَ ْمنَ ُع ُنفُو َذ َتصَرّفَاتِهِ مُ ْطَلقًا ‪.‬‬
‫‪220‬‬
‫ضلٌ فَبَادَ َر فَبَا َعهُ َأوْ َرهََنهُ هَ ْل َيصِحّ ؟ قَالَ َأبُو الْخَطّابِ فِي‬ ‫َومِْنهَا َلوْ وُ ِجدَ مُضْ َطرّا وَعِ ْن َدهُ َطعَامٌ فَا ِ‬
‫ق َبيْنَ مَا َقبْلَ الطَّلبِ‬ ‫ستَحِقّ أَ ْخ َذهُ مِ ْن يَ ِد الْ ُم ْرَتهِنِ وَاْلبَائِ ُع ِمثْلُهُ ‪ ,‬لَ ْم ُيفَ ّر ْ‬
‫الِاْنِتصَارِ فِي ال ّرهْ ِن َيصِحّ ‪َ ,‬ويَ ْ‬
‫َوبَعْ َدهُ ‪ ,‬وَاْلأَ ْظهَرُ َأنّهُ لَا َيصِ ّح اْلبَيْ ُع َبعْدَ الطَّلبِ ِلوُجُوبِ الدّفْ ِع بَ ْل وََلوْ قِيلَ لَا َيصِ ّح َبيْعُ ُه مُطَْلقًا مَ َع عِ ْلمِهِ‬
‫جبُ‬‫شفِيعُ بِالشّ ْف َعةِ َوَأوْلَى ‪ِ ,‬لَأنّ هَذَا يَ ِ‬ ‫بِاضْطِرَا ِرهِ لَ ْم َيْبعُدْ ِلأَ ّن بَذْلَهُ لَ ُه وَا ِجبٌ بِالثّمَنِ َف ُهوَ كَمَا َل ْو طَاَلبَ ال ّ‬
‫ش ْقصِ ‪ ,‬وَهَذَا َحقّهُ فِي سَ ّد‬ ‫ق بَِأنّ الشّفِيعَ َحقّ ُه ُمَتعَيّنٌ فِي َعيْنِ ال ّ‬ ‫بَذْلُهُ اْبتِدَاءً لِِإ ْحيَاءِ الّن ْفسِ ‪ ,‬وَقَ ْد ُيفَ ّر ُ‬
‫ك اْل َغيْ ِر َووَ َجبَ اْلبَدَلُ‬
‫ال ّرمَقِ ‪ ,‬وَِلهَذَا كَا َن إطْعَامُهُ فَرْضًا عَلَى اْل ِكفَاَيةِ فَإِذَا َنقَلَهُ إلَى َغيْ ِر ِه َتعَلّ َق الْحَ ّق بِذَلِ َ‬
‫ح ْولِ فَِإنّ ُه َيصِحّ‬
‫حتَ ُه مَسَائِ ُل ُمَتعَدّ َدةٌ ‪ِ :‬مْنهَا بَيْ ُع النّصَابِ َبعْدَ الْ َ‬
‫ج تَ ْ‬
‫عََليْهِ َوَأمّا مَا َتعَلّ َق بِهِ حَ ّق ُمجَرّدٌ َفَينْدَرِ ُ‬
‫ب إنْ كَا َن ُمتَعَّلقًا بِال ّذ ّم ِة وَحْ َدهَا َفلَا إشْكَا َل َوِإنْ كَانَ فِي الْ َعيْ ِن وَحْ َدهَا َفَلْيسَ‬‫َنصّ عََليْهِ ِلَأنّ اْلوُجُو َ‬
‫ج ِمْنهَا عَْينًا مَ َع وُجُودِ غَيْ ِرهَا ‪,‬‬ ‫حقّ فِيهَا ‪ ,‬وَلَا َتجُو ُز الْمُطَاَلَبةُ بِالْإِخْرَا ِ‬
‫حصَا ِر الْ َ‬ ‫بِ َم ْعنَى الشّرِ َك ِة وَلَا بِ َمعْنَى انْ ِ‬
‫حقَاقِ فِيهَا بِحَالٍ ‪َ .‬و ِمْنهَا بَيْ ُع الْجَانِي َيصِحّ فِي الْ َمنْصُوصِ َو ُهوَ َقوْلُ أَكْثَرِ‬
‫حصَا ُر الِاسْتِ ْ‬
‫فَلَا َيَتوَجّ ُه انْ ِ‬
‫ك الْ َعبْدِ ‪ ,‬وََلوْ كَانَ كَذَلِ َ‬
‫ك‬ ‫حقّهِ َأمْ لَا ِلأَنّ َحقّهُ َلْيسَ فِي ِملْ ِ‬ ‫جِن ّي عََليْهِ بِ َ‬‫ب الْمَ ْ‬ ‫الْأَصْحَابِ ‪َ ,‬و َسوَا ٌء طَالَ َ‬
‫ب ِسوَى رََقَبةِ اْل َعبْ ِد الْجَانِي‬ ‫ج ِد مَحَلّا َيَتعَلّ ُق بِ ِه اْلوُجُو ُ‬ ‫لَمََلكَ ُه ابْتِدَا ًء َوِإنّمَا وَ َجبَ لَهُ أَ ْرشُ ِجنَايَتِ ِه وَلَ ْم نَ ْ‬
‫ك ِببَذْلِهِ جَا َز َوإِلّا فَِإنّمَا لَهُ أَقَ ّل اْلَأمْ َريْ ِن مِنْ قِي َمةِ‬
‫ض َي الْمَالِ ُ‬ ‫حصَ َر الْحَقّ فِيهَا بِ َم ْعنَى الِا ْستِيفَا ِء ِمْنهَا فَِإنْ رَ ِ‬ ‫فَانْ َ‬
‫جنَاَيةِ لَا‬
‫ش الْ ِ‬
‫حقّ ِه وَ َحقّ ُه ُهوَ أَ ْر ُ‬ ‫الْجَانِي َأوْ أَ ْرشِ ِجنَاَيتِهِ فَِإّنهُمَا بَدَلٌ لَ ِزمَ َقبُولُهُ وَالْمُطَاَلَب ُة ِمنْهُ إنّمَا َتَتوَجّ ُه بِ َ‬
‫مِلْكُ رََقَب ِة اْلعَبْ ِد عَلَى الصّحِيحِ َفلَا َيتَوَجّ ُه الْ َمنْ ُع مِ ْن الّتصَرّفِ فِيهِ ِلأَ ّن تَسْلِيمَهُ إَليْهِ َل ْم َيتَ َعيّنْ ‪َ .‬و ِمنْهَا مَنْ‬
‫ت فِيهِ بِالْقِي َمةٍ فَبَا َعهُ الْ ُمغْتَِنمُ قَ ْب َل َأخْذِ سَيّ ِدهِ صَحّ‬
‫مَلَكَ عَ ْبدًا ِمنْ اْلغَنِي َمةِ ُثمّ َظ َه َر سَيّ ُدهُ َوقُلْنَا حَ ّقهُ ثَابِ ٌ‬
‫سيّ ُد انْتِزَاعَهُ مِ ْن الْمُ ْرَتهِنِ ذَ َك َرهُ َأبُو‬
‫سيّدُ اْنتِزَاعَهُ مِ ْن الثّانِي ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َلوْ َر َهنَهُ صَ ّح َويَمْلِكُ ال ّ‬ ‫َويَمْلِكُ ال ّ‬
‫ش ْفعَةِ‬
‫ق بَيْنَ َأ ْن يُطَاِلبَ ِبأَخْ ِذهِ َأوْ لَا وَالَْأظْهَرُ أَ ّن الْمُطَاَلَب َة تَ ْمنَ ُع التّصَرّفَ كَال ّ‬
‫الْخَطّابِ فِي الِاْنِتصَارِ وَلَ ْم ُيفَ ّر ْ‬
‫ح ُة َوعَلَى‬
‫حهُمَا الصّ ّ‬ ‫ف الْوَ َرَثةِ فِي التّرِ َكةِ الْ ُمعَلّ ِق ِبهَا َحقّ اْل ُغرَمَاءِ وَفِي صِ ّ‬
‫حتِهْ وَ ْجهَانِ أَصَ ّ‬ ‫صرّ ُ‬
‫‪َ .‬و ِمنْهَا تَ َ‬
‫الْ َمنْ ِع يَْنفُ ُذ بِاْل ِعتْقِ كَال ّرهْنِ ‪ ,‬وَا ْختَارَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي نَ َظ ِريّاتِهِ َأنّهُ لَا َينْفُذُ إلّا مَ َع يَسَا ِرهِمْ ِلَأنّ َتصَرَّفهُ ْم َتبَ ٌع‬
‫ف الْ ُموَرّثِ فِي َمرَضِهِ ‪َ ,‬وهَذَا ُمَتوَجّ ٌه عَلَى َقوِْلنَا إنّ حَ ّق اْلغُ َرمَا ِء َتعَلّ َق بِالتّرِ َكةِ فِي الْ َم َرضِ ‪َ .‬ومِْنهَا‬ ‫ِلتَصَرّ ِ‬
‫ج َقهْرًا ‪ ,‬قَالَ صَا ِحبُ‬
‫صدَاقِ َبعْدَ الطّلَاقِ إذَا قُلْنَا لَمْ َيدْ ُخلْ فِي مِ ْلكِ ال ّزوْ ِ‬
‫ف ال ّ‬
‫صرّفُ الزّ ْو َجةِ فِي نِصْ ِ‬
‫تَ َ‬
‫صرّفُ َمنْ َوهََبهُ الْ َمرِيضُ‬
‫حتَ ِم ُل وَ ْج َهيْنِ ِلتَرَدّ ِدهِ بَيْنَ ِخيَا ِر الَْبيْ ِع َوَبيْنَ ِخيَا ِر اْلوَاهِبِ ‪َ .‬و ِمْنهَا تَ َ‬
‫التّ ْرغِيبِ ‪ :‬يَ ْ‬
‫ضهِ قَ ْبلَ مَ ْوِتهِ َفيَجُوزُ َويَْنفُذُ َحتّى َلوْ كَانَ َأ َمةً كَانَ لَ ُه َو ْطؤُهَا ‪ ,‬ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي وَ ْح َدهُ فِي‬
‫مَاَلهُ كُ ّل ُه فِي َمرَ ِ‬
‫ف عَلَى إجَا َز ِة الْوَ َرَثةِ َف َكيْفَ َيجُوزُ َقبَْلهَا ‪ ,‬وَقَ ْد ُيقَا ُل ُهوَ فِي‬ ‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ ِلَأنّهُ َيَتوَقّ ُ‬
‫خِلَافِهِ وَا ْسَتبْعَ َدهُ ال ّ‬
‫ت اْلوَاهِبِ ‪ ,‬وَانِْتقَالُ الْحَقّ إلَى اْلوَ َرَثةِ مَ ْظنُونٌ َفلَا يَ ْمنَ ُع التّصَرّفَ ‪َ ,‬وأَمّا َتصَرّفُ‬ ‫الظّاهِ ِر مََلكَهُ بِالْ َقْبضِ َو َموْ ِ‬
‫خيَارِ لَ ُه وَِل ْلبَائِعِ فَاْل َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّ ُه َموْقُوفٌ عَلَى إ ْمضَاءِ اْلَبيْعِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ذَ َك َرهُ‬ ‫شتَرِي فِي مُ ّدةِ الْ ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ص مِ ْلكِهِ ‪ ,‬وَلَ ْم َيتَعَلّ ْق بِهِ‬
‫َأبُو َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ ‪َ ,‬و ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ ِلأَنّ ُه َتصَرّفٌ فِي خَاِل ِ‬
‫ف الِابْنِ لَا‬ ‫ف الِابْنِ فِيمَا َو َهبَهُ لَ ُه اْلأَبُ َغيْرَ َأ ّن تَصَرّ َ‬
‫ِسوَى حَ ّق اْلبَائِعِ فِي اْلفَسْ ِخ وَقَدْ زَالَ ‪َ ,‬فَأ ْشبَهَ َتصَرّ َ‬
‫ب عَلَى‬ ‫ط بِانِْتقَا ِل الْمِلْكِ ‪ ,‬وَِلَأنّ تَسَلّطَ الْأَ ِ‬‫سقُ ُ‬ ‫َيقِفُ عَلَى إ ْمضَاءِ اْلأَبِ ; ِلأَنّ َح ّق الْأَبِ فِي اْلفَسْ ِخ يَ ْ‬
‫ك اْلوَلَ ِد وَا ْسِتقْرَا ِرهِ َفلَا يَ ْمنَ ُع‬
‫ت مِلْ ِ‬
‫ع مَ َع ُثبُو ِ‬ ‫الرّجُوعِ لَ ْم َيكُنْ ِلبَقَاءِ َأثَ ِر مِ ْلكِهِ ‪ ,‬بَ ْل ُهوَ حَ ّق ثَاِبتٌ بِالشّ ْر ِ‬
‫الّتصَرّفَ ‪َ ,‬وطُ ِر َد هَذَا فِي كُ ّل مَ ْن َتصَرّفَ فِي مِ ْلكِ ِه وَقَ ْد َتعَلّ َق بِهِ َح ّق غَيْ ِرهِ لَا َيبْطُ ُل مِنْ أَصْلِهِ َكتَصَرّفِ‬
‫ف عَلَى تَمَامِ‬ ‫ف عَلَى إ ْمضَا ِء اْلوَ َرثَةِ ‪َ ,‬و ِعتْقُ الْمُكَاِتبِ ِلرَقِيقِهِ َيقِ ُ‬ ‫الْمَرِيضِ فِيمَا زَا َد عَلَى ثُُلثِ مَالِهِ فَِإنّ ُه َيقِ ُ‬
‫سأََلةِ إجَا َزةِ اْلوَ َرَثةِ َأنّ‬ ‫خلَافِ ‪ ,‬وَكَذَا ذَكَ َرهُ َأبُو الْخَطّابِ فِي الِاْنتِصَارِ فِي مَ ْ‬ ‫مِ ْلكِهِ ‪ ,‬ذَكَ َرهُ َأبُو بَكْرٍ فِي الْ ِ‬
‫جدُ الدّينِ أَ ّن هَذَا َقوْ ُل مَ ْن َيقُولُ ِبوَقْفِ‬ ‫شيْخُ مَ ْ‬ ‫َتصَرّفَ الرّاهِ ِن َيصِ ّح َوَيقِفُ عَلَى إجَا َزةِ الْ ُم ْرَتهِنِ ‪ ,‬وَذَكَرَ ال ّ‬
‫ف عَلَى إجَا َزةِ‬ ‫ع َيقِ ُ‬ ‫شفُو ِ‬ ‫ص الْمَ ْ‬ ‫شتَرِي فِي الشّ ْق ِ‬ ‫ف الْمُ ْ‬‫ف اْلفُضُوِليّ وَذَ َكرَ َأبُو الْخَطّابِ َأْيضًا َأ ّن َتصَرّ َ‬ ‫َتصَرّ ِ‬
‫الشّفِيعِ ‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫ف َغيْ ِرهِ فِيهَا ‪َ ,‬فهَ ْل يَجُوزُ‬ ‫ط ِبتَصَرّ ِ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِبعَة وَالْخَمْسُونَ ) ‪ :‬مَ ْن َثَبتَ لَهُ حَقّ فِي عَيْ ٍن َو َسقَ َ‬
‫سقِطِ ِلحَ ّق َغيْ ِرهِ َقبْلَ ا ْسِتئْذَانِهِ َأمْ لَا ؟ هَذَا عَلَى َثلَاَثةِ أَقْسَامٍ ‪:‬‬ ‫ف الْمُ ْ‬ ‫لِلْ ُمَتصَرّفِ فِيهَا الْإِقْدَامُ عَلَى التّصَرّ ِ‬
‫ط بِالتّصَرّفِ قَدْ أَخَ َذ بِهِ صَا ِحبُهُ َوتَ َمّلكَهُ ‪ ,‬وَالثّانِي َأنْ َيكُونَ قَ ْد طَاَلبَ‬ ‫سقُ ُ‬ ‫أَحَ ُدهَا َأنْ َيكُو َن الْحَ ّق الّذِي يَ ْ‬
‫ب بِهِ ‪َ .‬فَأمّا اْلَأوّلُ ‪ :‬فَلَا يَجُوزُ‬ ‫بِهِ صَرِيًا َأوْ إيَاءً ‪ ,‬الّذِينَ َأنْ َيْثبُتَ لَ ُه الْحَ ّق َش ْرعًا وَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ وَلَ ْم يُطَاِل ْ‬
‫شهُورِ ‪ ,‬فَِإنّ ُه يَجُوزُ‬ ‫ض ِمنَهُ بِاْلبَدَلِ َك ِعتْ ِق اْلعَبْ ِد الْ َم ْرهُونِ إذَا قُ ْلنَا ِبنُفُو ِذ ِه عَلَى الْمَ ْذ َهبِ الْمَ ْ‬ ‫إسْقَاطُ َحقّهِ وََلوْ َ‬
‫ب ِمْنهُمْ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْكَافِي مَعَ َأنّ ِعْتقَهُ يُو ِجبُ ضَمَانَ‬ ‫‪ ,‬ذَ َك َرهُ َغيْ ُر وَاحِ ٍد مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫حقّ ِه اْلقَائِمِ فِي اْل َعيْنِ بِ َغيْرِ ِرضَاهُ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ إ ْخرَاجُ ال ّرهْ ِن بِالِا ْستِيلَادِ‬ ‫قِي َمتِهِ َيكُونُ َر ْهنًا ِلأَنّ فِي ِه إ ْسقَاطًا لِ َ‬
‫س الْ َمحْجُو ِر عََليْهِ إذَا َنفّ ْذنَاهُ ِلَأنّ‬ ‫ك َيْنَبغِي َأنْ َيكُو َن ِعتْقُ الْ ُمفِْل ِ‬ ‫ص َل الْوَطْءِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫مُحَ ّر ٌم وَِلأَجْلِ ِه َمَن ْعنَا أَ ْ‬
‫جرِ ‪,‬‬ ‫حجْ ِر َوتَمَّلكُوا الْمَا َل وَقَدْ ذَ َك َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ َأْيضًا فِي َتبْذِي ِرهِ َقبْ َل الْحَ ْ‬ ‫غُ َرمَا َءهُ َقدْ قَ َطعُوا َتصَرّفَهُ فِي ِه بِالْ َ‬
‫وَذَكَرَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ أَ ّن ظَاهِرَ كَلَامِ أَ ْحمَدَ َجوَا ُز ِعتْقِ الرّاهِنِ كَا ْقِتصَاصِ ِه مِنْ أَحَ ِد َعبِي ِدهِ الْ َم ْرهُونِيَ‬
‫ك َنصّا ‪ ,‬وََلعَلّهُ أَخَ َذ ُه مِنْ َقوْلِ ِه بُِنفُو ِذ اْل ِعتْقِ وَلَا يَ ُدلّ ‪َ ,‬وَأمّا ا ْقِتصَاصُ الرّاهِنِ‬ ‫إذَا َقتَلَ ُه الْآخَ ُر وَلَ ْم يَذْ ُكرْ لِذَلِ َ‬
‫مِ ْن اْلعَبْ ِد الْمَ ْرهُونِ َأ ْو مِنْ قَاتِلِهِ ‪ ,‬وَقَدْ صَرّحَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ بَِأنّ ُه يَجُوزُ ِلَأنّ فِي ِه َت ْفوِيتًا لِحَ ّق الْ ُم ْرَتهِنِ‬
‫مِ ْن َغيْرِ ال ّرهْنِ َأوْ قِي َمتِ ِه اْلوَا ِجَبةِ لَ ُه َووَا ِجبًا عَلَى الرّاهِنِ قِي َمتُ ُه َتكُونُ َر ْهنًا ‪ ,‬وَصَرّحَا أَْيضًا [ هَ ُهنَا ] بَِأنّ‬
‫سأََلةِ اْل ِعتْ ِق َوظَاهِرُ َكلَامِ أَ ْحمَدَ َجوَا ُز اْل ِقصَاصِ َفَيكُو ُن الْفَ ْرقُ‬ ‫الْ ِعتْ َق َه ُهنَا لَا يَجُو ُز َوإِنّمَا ذَكَرَا َجوَا َزهُ فِي مَ ْ‬
‫ص وَاْلعِتْقِ َأنّ ُوجُوبَ الْ ِقصَاصِ َتعَلّ َق بِاْل َعبْ ِد َتعَّلقًا ُيقَ ّدمُ بِ ِه عَلَى حَ ّق الْ ُم ْرَتهِنِ بِدَلِيلِ َأنّ حَقّ‬ ‫َبيْنَ اْل ِقصَا ِ‬
‫ف الْمُ ْرَتهِ ِن َوهَذَا َم ْفقُودٌ فِي الْ ِعتْقِ ‪َ .‬وَأمّا الثّانِي ‪َ :‬فلَا‬ ‫حصَارِ َحقّهِ فِي ِه بِخِلَا ِ‬ ‫الْجَانِي ُمقَ ّد ٌم عَلَى الْ ُم ْرَتهِنِ لِانْ ِ‬
‫شتَرِي إ ْسقَاطُهُ بِالّتصَرّفِ فِي الْ َمبِيعِ ‪َ ,‬وِإنْ‬ ‫شتَ َرطِ فِي اْل َعقْدِ لَا يَجُوزُ ِللْمُ ْ‬ ‫يَجُوزُ َأْيضًا ‪َ ,‬و ِمنْهُ ِخيَا ُر اْلبَائِعِ الْمُ ْ‬
‫خيَارَ فِي الْ َعقْ ِد َتعْرِيضٌ بِالْ ُمطَاَلَبةِ بِاْلفَسْخِ ‪َ .‬وَأمّا الثّاِلثُ ‪َ :‬ففِيهِ خِلَافٌ ‪,‬‬ ‫قُ ْلنَا إنّ الْ ِملْكَ لَهُ فَِإنْ ا ْشتِرَاطَ ُه الْ ِ‬
‫س [ بِاْلعِتْ ِق وَلَا َغيْ ِرهِ ] َكمَا‬ ‫وَالصّحِيحُ َأنّهُ لَا يَجُوزُ َأْيضًا ‪ ,‬وَِلهَذَا لَا يَجُو ُز إ ْسقَاطُ ِخيَا ِر ِه الثّابِتِ فِي الْ َمجِْل ِ‬
‫ف مَسَائِلُ ‪ِ :‬منْهَا ُمفَا َرقَةُ أَ َحدِ الْمُتَبَاِيعَ ْينِ الْآ َخ َر فِي الْمَجْلِسِ ِبغَ ْيرِ‬
‫صوَ ِر الْخِلَا ِ‬
‫َلوْ ا ْشتَ َرطَهُ ‪َ .‬ويَنْدَ ِرجُ فِي ُ‬
‫إذِْنهِ َخشْيَ َة أَنْ َيفْسَخَ الْآخَرُ ‪ ,‬وَفِيهِ ِروَايَتَانِ إ ْحدَاهُمَا يَجُوزُ ; ِل ِفعْلِ ابْ ِن عُ َمرَ ‪ .‬وَالثّاِنيَة لَا يَجُوزُ ;‬
‫حلّ لَهُ َأنْ ُيفَارِقَهُ‬
‫صلّى اللّهُ عََليْهِ َوسَلّمَ قَالَ ‪ { :‬لَا يَ ِ‬
‫لِحَدِيثِ عَ ْمرِو بْنِ ُشعَْيبٍ عَنْ َأبِيهِ عَنْ جَ ّدهِ أَ ّن النِّبيّ َ‬
‫صرّفُ‬
‫ح ِريِ وَ ُهوَ ا ْختِيَارُ َأبِي َبكْرٍ وَصَا ِحبِ الْ ُمغْنِي َومِْنهَا تَ َ‬
‫سَتقِيلَهُ } ‪َ .‬و ُهوَ صَرِيحٌ فِي التّ ْ‬
‫شَيةَ أَ ْن يَ ْ‬
‫خَ ْ‬
‫ج عَلَى الْخِلَافِ فِي اّلتِي َقبَْلهَا ‪,‬‬ ‫شقْصِ الْ َمشْفُوعِ بِاْل َوقْفِ قَ ْبلَ الطّلَبِ َيْنبَغِي أَ ْن يُ َ‬
‫خرّ َ‬ ‫الْ ُمشَْترِي فِي ال ّ‬
‫حرِيُ ُه َو ُهوَ اْلأَ ْظهَرُ ‪,‬‬
‫شفْ َع ِة تَ ْ‬
‫حيّ ِل عَلَى إ ْسقَاطِ ال ّ‬
‫سأََل ِة التّ َ‬
‫جوَا ِزهِ ‪َ ,‬وظَاهِرُ كَلَامِهِ فِي مَ ْ‬
‫وَصَرّحَ الْقَاضِي بِ َ‬
‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ َنهَى عَ ْن بَيْعِ الشّرِيكِ َحتّى َيعْ ِرضَ عَلَى شَرِيكِهِ ِليَأْ ُخذَ َأوْ‬ ‫َويَدُ ّل عََليْهِ أَ ّن { الّنِبيّ َ‬
‫سقِطُ َحقّ ُه بِالْكُّلّي ِة َو ِمْنهَا وَطْءُ‬
‫ط بِذَلِكَ ‪َ ,‬فَأوْلَى أَ ْن َيْنهَى عَمّا يُ ْ‬
‫سقُ ُ‬
‫يَذَرَ } ‪ ,‬مَعَ َأنّ َحقّ ُه مِ ْن اْلأَخْذِ لَا يَ ْ‬
‫خلَافِ‬ ‫ط اخْتِيَا َرهَا لِ ْل َفسْخِ ‪ ,‬اْلأَ ْظهَرُ تَ ْ‬
‫خرِيُ ُه عَلَى الْ ِ‬ ‫سقِ َ‬
‫الْعَ ْبدِ َزوْجََتهُ الَْأ َمةَ إذَا عََتقَتْ وََلمْ َتعْلَ ْم بِاْلعِ ْتقِ لُِي ْ‬
‫صرّفُ‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ فِي َتعْلِيقِهِ عَلَى اْلهِدَاَيةِ ِقيَاسُ مَ ْذ َهبِنَا َجوَا ُزهُ وَفِيمَا قَالَ ُه نَظَرٌ َومِ ْنهَا تَ َ‬
‫‪ .‬وَقَالَ ال ّ‬
‫ج قَ ْبلَ الدّخُولِ َوقُلْنَا َلمْ يَمْ ِل ْكهُ [ َمهْرًا ] فَِإنّهُ لَا يَجُوزُ صَرّحَ‬
‫صدَاقِ إذَا طَ ّلقَ ال ّزوْ ُ‬
‫ال ّزوْ َج ِة فِي نِصْفِ ال ّ‬
‫ح ّق الْآخَرُ َر ّد مَا ِبيَ ِدهِ ِب َعيْبٍ َأوْ‬ ‫حرّرِ ‪َ ,‬فَأمّا َتصَرّفُ أَ َح ِد الْ ُمَتبَاِي َعيْنِ فِيمَا ِبيَدِ ِه مِ ْن اْل ِعوَضِ إذَا اسْتَ َ‬ ‫بِهِ فِي الْمُ َ‬
‫ص َفةٍ َفيَجُوزُ ‪ ,‬ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ ِلأَ ّن َتصَرّفَهُ لَا يَ ْمنَعُ حَقّ الْآخَ ِر مِنْ َر ّد مَا ِبيَ ِدهِ فَِإذَا رَ ّدهُ‬ ‫خَ ْلفٍ فِي ِ‬
‫ض الّذِي بَدّلَهُ إنْ كَانَ بَاِقيًا َوإِلّا رَ َج َع ِببَدَلِهِ وَِقيَاسُ هَذَا َأنّ لِ ْلبَائِ ِع الّتصَرّفَ فِي‬ ‫اسْتَحَقّ الرّجُوعَ بِالْ ِع َو ِ‬
‫خيَارِ‬
‫خيَارِ ‪َ ,‬وظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ الَْأثْ َرمِ أَنّ لِ ْلبَائِ ِع الّتصَرّفَ فِي الثّمَنِ فِي مُ ّد ِة الْ ِ‬ ‫الثّمَنِ فِي مُ ّد ِة الْ ِ‬
‫خيَارَ ِليَرْجِعَ فِيهِ‬ ‫ط الْ ِ‬
‫شتَرِ ُ‬
‫ض َغيْ َر ُه مَالًا َويَأْخُ َذ ِمنْ ُه مَا َينَْتفِ ُع بِهِ صُو َر َة الَْبيْ ِع َويَ ْ‬
‫إلّا أَ ْن َيتّخِذَ حِيَلةً عَلَى َأنْ يُقْ ِر َ‬
‫‪َ ,‬وإِنْ كَانَ عَلَى َغيْ ِر وَجْ ِه الْحِيَلةِ َفيَجُو ُز وَلَ ْم يَ ْمَنعْهُ مِ ْن الّتصَرّفِ فِي الثّمَنِ ‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫ك ِبفَسْخٍ َأوْ َعقْ ٍد هَ ْل َيكُو ُن َتصَرّفُهُ فَسْخًا َأمْ لَا‬ ‫خمْسُونَ ) ‪ :‬مَ ْن َثَبتَ لَهُ حَ ّق التّمَلّ ِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِسَة وَالْ َ‬
‫صوَ ِرهَا خِلَافٌ ‪,‬‬ ‫شهُورُ َأنّهُ لَا َيكُونُ تَ َمّلكًا ‪ ,‬وَلَا يَْنفُ ُذ وَفِي َبعْضِ ُ‬ ‫ب الْمَ ْ‬ ‫َوهَلْ َيْنفُ ُذ َتصَرّفُهُ َأمْ لَا ؟ الْمَ ْذ َه ُ‬
‫صرّفَ فِي الْمَبِيعِ لَ ْم َيكُ ْن تَصَرّفُهُ فَسْخًا وَلَ ْم َيْنفُذْ َنصّ‬
‫شرْطِ الْخِيَارِ إذَا تَ َ‬
‫سأََلةِ الْبَائِعُ ِب َ‬
‫صوَ ِر الْمَ ْ‬
‫َومِنْ ُ‬
‫ت إنّمَا لَهُ فِيهِ ِخيَارٌ‬‫ك الْوَ ْق ِ‬ ‫عََليْهِ وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن اْلقَاسِمِ لَا يَجُو ُز عِتْ ُق اْلبَائِعِ ِلأَنّ ُه َغيْ ُر مَالِكٍ لَهُ فِي ذَلِ َ‬
‫سأََلةِ عَلَى طُ ُرقٍ ‪:‬‬‫ف الْأَصْحَابُ فِي الْمَ ْ‬ ‫فَإِذَا ا ْختَا َرهُ ثُمّ أَ ْعَتقَهُ جَازَ َفَأمّا دُونَ أَ ْن يَ ُر ّد الَْبيْعَ فَلَا ‪ .‬وَا ْختَلَ َ‬
‫أَحَ ُدهَا ‪ :‬لَا َيكُونُ فَسْخًا ِروَايَ ًة وَاحِ َدةً َوإِنّمَا َيْنفَسِ ُخ بِاْل َقوْلِ وَ ِه َي طَرِيقَةُ َأبِي َبكْ ٍر وَاْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ‬
‫س ِبفَسْخٍ فِي ِروَاَيةِ إسْمَاعِي َل بْ ِن َسعِيدٍ‬ ‫حرّرِ َوهِيَ أَصَحّ وَقَدْ َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى َأنّ َبْيعَهُ َلْي َ‬ ‫وَصَا ِحبِ الْمُ َ‬
‫سأََل َة عَلَى ِروَاَيتَيْنِ َو ِهيَ‬
‫َونَصّ عَلَى َأنّهُ إذَا َوطِئَ َفعََليْ ِه الْحَدّ فِي ِروَاَيةِ ُم َهنّا ‪ .‬وَالطّرِي َقةُ الثّانِيَة ‪َ :‬أنّ الْمَ ْ‬
‫طَرِي َقةُ اْلقَاضِي فِي ِكتَابِ ال ّروَاَيَتيْنِ َوَأبِي الْخَطّابِ وَابْ ِن َعقِيلٍ وَصَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي وَ َرجّحَ َأنّهُ فَسْخٌ ِلأَ ّن مِلْ َ‬
‫ك‬
‫ف بَائِ ِع الْ ُمفِْلسِ فَِإ ّن مِلْ َ‬
‫ك‬ ‫ف اْلبَائِعِ ِبخِلَا ِ‬ ‫سَتقِرّ َفَيْنفَسِخُ بِ ُمجَرّ ِد َتصَرّ ِ‬ ‫خيَا ِر َغيْ ُر مُ ْ‬ ‫شتَرِي فِي مُ ّدةِ الْ ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫شتَرِي إ ْمضَاءٌ َوِإبْطَالٌ‬ ‫ف الْمُ ْ‬‫س تَامّ ‪ .‬وَالطّرِي َق ُة الثّالَِثةُ أَ ّن َتصَرّفَهُ فَسْ ٌخ ِب َغيْرِ ِخلَافٍ كَمَا َأ ّن َتصَرّ َ‬ ‫الْ ُمفِْل ِ‬
‫خيَارِ فِي الْ َمنْصُوصِ ‪َ ,‬و ِهيَ طَرِي َقةُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَالْحَ ْلوَانِيّ فِي اْل ِكفَاَيةِ َوهِ َي مُخَاِل َفةٌ لِلْ َمْنصُوصِ‬ ‫لِ ْل ِ‬
‫ك اْلبَائِ ِع َم ْفقُودٌ ‪ .‬وَالطّرِي َقةُ‬ ‫شتَرِي قَائِ ٌم َومِلْ َ‬ ‫ك الْمُ ْ‬ ‫شتَرِي ِلأَنّ مِلْ َ‬ ‫س ِخ الْبَائِ ِع بِِإ ْمضَاءِ الْمُ ْ‬‫وَلَا يَصِ ّح ا ْعتِبَارُ فَ ْ‬
‫سوَةٍ‬ ‫الرّاِب َعةُ ‪َ :‬أنّ َتصَرّفَ ُه بِاْلوَطْءِ فَسْ ٌخ بِلَا خِلَافٍ ِلأَنّهُ ا ْخِتيَارٌ بِدَلِيلِ َوطْ ِء مَنْ َأسْلَ َم عَلَى أَكْثَرَ مِنْ أَ ْربَ ِع نِ ْ‬
‫جرّدِ‬ ‫ح ِبأَ ّن اْلوَطْءَ ا ْختِيَارٌ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫صرّ َ‬‫ف َو ِهيَ طَرِي َقةُ صَا ِحبِ الْكَافِي َومِمّنْ َ‬ ‫خلَا ُ‬ ‫َوبِ َغيْ ِر ِه وَفِيهِ الْ ِ‬
‫وَ َحكَاهُ فِي الْخِلَافِ عَنْ َأبِي َبكْرٍ فِي الّتنْبِيهِ وَلَمْ أَ ِج ْدهُ فِي ِه وَلَا َيصِحّ إلْحَاقُ وَطْ ِء اْلبَائِ ِع ِبوَطْ ِء مَنْ َأسْلَمَ‬
‫شتَرِي َه ُهنَا‬ ‫س َوةٍ ِلأَنّ مِ ْلكَهُ قَائِمٌ َفلِذَلِكَ كَانَ اْلوَطْءُ ا ْخِتيَارًا فِي َحقّهِ َف ُهوَ َكوَطْ ِء الْمُ ْ‬ ‫عَلَى أَ ْكثَ َر مِنْ أَ ْربَ ِع نِ ْ‬
‫حدّ فِي ِروَاَيةِ ُمهَنّا َوَأمّا ُنفُوذُ الّتصَرّفِ َف ُه َو مَ ْمنُوعٌ عَلَى‬ ‫وَالْبَائِ ُع بِخِلَافِ ِه وَقَدْ َنصّ أَحْمَدُ عَلَى َأ ّن عََليْهِ الْ َ‬
‫ب يُو ِجبُ‬ ‫ح بِ ِه الْأَ ْكثَرُونَ مِ ْن اْلأَصْحَابِ ِلَأنّهُ َل ْم َيتَقَ ّدمْ ُه مِلْكٌ الّلهُمّ إلّا َأ ْن يََتقَ ّدمَ ُه َسبَ ٌ‬ ‫الْأَ ْقوَالِ كُّلهَا ‪ ,‬صَرّ َ‬
‫ج مِنْ قَاعِ َدةٍ َلنَا سَنَذْ ُك ُرهَا إنْ‬ ‫ح ْلوَاِنيّ فِي الّتْبصِ َرةِ َأنّهُ لَا َينْفُ ُذ َوَيتَخَرّ ُ‬ ‫ح ِوهِ ‪َ ,‬وذَكَرَ الْ َ‬ ‫س ْو ِم َونَ ْ‬‫الِاْنفِسَاخَ كَال ّ‬
‫حتِهِ ؟‬‫صّ‬ ‫ط اْلعَقْدِ فِي ِ‬ ‫شَاءَ اللّ ُه َتعَالَى َوهِيَ َأنّهُ هَ ْل َت ْكفِي ُمقَا َرَنةُ َشرْ ِ‬
‫‪223‬‬
‫ك سَائِرُ السَّل ِع الْ َمعِيَبةِ‬ ‫َومِْنهَا إذَا بَاعَ َأ َمةً ِبعَ ْبدٍ ُثمّ َوجَدَ بِاْلعَ ْبدِ عَيْبًا فَلَ ُه اْلفَسْ ُخ وَاسْتِ ْرجَاعُ اْلَأ َمةِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫سَتقِرّ فََلوْ أَقْ َد َم‬
‫ك الْآ َخ ِر عََليْ ِه تَامّ مُ ْ‬
‫إذَا عَلِ َم ِبهَا َبعْدَ الْ َعقْ ِد وََلْيسَ لَ ُه الّتصَرّفُ فِي ِعوَضِهِ الّذِي أَدّاهُ ِلأَنّ مِلْ َ‬
‫جرّدِ‬‫َوأَ ْعتَ َق الَْأ َمةَ َأوْ َو ِطَئهَا َل ْم يَكُنْ ذَلِكَ فَسْخًا وََل ْم يَْنفُ ْذ ِعْتقُهُ ‪ .‬ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َوذَكَرَ فِي الْمُ َ‬
‫وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ ا ْحتِمَالًا آ َخرَ أَ ّن َوطَْأهُ يَكُونُ ا ْستِرْجَاعًا كَمَا فِي وَطْ ِء الْمُ َطّل َقةِ الرّ ْج ِعيّةِ ‪َ .‬ومَنْ‬
‫ك عَنْ الرّ ْج ِعّيةِ َومَنْ َأسَْل َم عََلْيهِنّ َل ْم يَزُ ْل َوهَذَا قَدْ‬ ‫سوَ ٍة َوهَذَا وَاهٍ جِدّا فَِإنّ الْ ِملْ َ‬‫َأسْلَ َم عَلَى أَكْثَرَ مِنْ أَ ْربَ ِع نِ ْ‬
‫زَالَ ‪.‬‬
‫‪224‬‬
‫س الْ ُمشَْترِي قَ ْبلَ َن ْقدِ الثّ َم ِن وَاْلَأمَةُ َموْجُو َدةٌ ِبعَيِْنهَا فَلَ ُه ا ْستِرْجَا ُعهَا بِاْلقَوْلِ‬
‫َومِْنهَا َلوْ بَاعَ َأ َمةً ُثمّ َأفْلَ َ‬
‫خلَافِهِ َفَيكُونُ‬‫بِدُونِ إ ْذ ِن الْحَاكِ ِم عَلَى أَصَحّ اْلوَ ْجهَيْنِ َحكَاهُمَا اْلقَاضِي ِبنَا ًء عَلَى َن ْقضِ ُحكْ ِم الْحَاكِ ِم بِ ِ‬
‫حتَاجُ إلَى حَا ِكمٍ ‪ ,‬وََلوْ أَقْ َد َم عَلَى التّصَرّفِ فِيهَا اْبتِدَاءً لَ ْم َيْنفُ ْذ وَلَ ْم َيكُنْ‬ ‫كَاْلفَسْخِ الْمُجْ َم ِع عََليْهِ فَلَا يَ ْ‬
‫جرّ ِد وَاْلفُصُولِ َأنّ‬ ‫ك الْ ُمفِْلسِ ‪ .‬وَفِي الْمُ َ‬ ‫خلَافِ ِلتَمَامِ مِلْ ِ‬ ‫ك اْلوَطْءُ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي الْ ِ‬ ‫اسْتِ ْرجَاعًا ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫ت عَلَى‬ ‫ع َوَأنّ فِيهِ ا ْحتِمَالًا آ َخ َر ِبعَ َدمِهِ ‪َ ,‬ويُ ْمكِنُ َتخْرِي ُج هَذَا الْخِلَافِ فِي سَائِ ِر الّتصَرّفَا ِ‬ ‫اْلوَطْءَ ا ْستِرْجَا ٌ‬
‫س َغيْ ُر تَامّ بِدَلِي ِل َمْنعِهِ مِنْ‬‫ك الْ ُمفِْل ِ‬
‫خيَارِ ِلَأنّ مِلْ َ‬
‫ف اْلبَائِعِ فِي ُم ّدةِ الْ ِ‬
‫ت الْخِلَافَ فِي َتصَرّ ِ‬ ‫طَرِي َقةِ مَنْ َأْثبَ َ‬
‫ك َه ُهنَا طَارِئٌ وَفِي‬ ‫ف الْمِلْ ِ‬
‫ضعْ َ‬ ‫خيَا ِر غَيْرَ أَنّ َ‬
‫شتَرِي فِي مُ ّد ِة الْ ِ‬
‫الّتصَرّفِ فِي مَالِهِ لِحَقّ الْبَائِعِ َف ُهوَ كَالْمُ ْ‬
‫ئ وَلَا أَثَرَ لِذَلِكَ ‪.‬‬‫خيَا ِر ُمْبتَدِ ٌ‬
‫الذّكَ ِر الْ ِ‬
‫‪225‬‬
‫ع قَ ْبلَ التّمَّلكِ هَ ْل َيكُو ُن تَمَّلكًا َوَيقُومُ ذَلِ َ‬
‫ك َمقَامَ َقوْلِهِ َأوْ‬ ‫شقْصِ الْ َمشْفُو ِ‬ ‫شفِيعِ فِي ال ّ‬ ‫صرّفُ ال ّ‬ ‫َومِْنهَا تَ َ‬
‫ك بِهِ يُ ْمكِ ُن ]‬‫تَمَّلكِهِ َأوْ َمقَا َم الْمُطَاَلَب ِة عِنْ َد مَنْ َأْثَبتَ ِبهَا الْمِلْكَ َأ ْو َمقَامَ اْلأَخْ ِذ بِاْليَ ِد ِعنْدَ مَنْ أَْثَبتَ الْ ِملْ َ‬
‫سأََلةِ َقبَْلهَا ‪ ,‬وَلَا ِسيّمَا َبعْ َد الْمُطَاَلَبةِ ِلأَنّ َحقّهُ ا ْسَتقَ ّر َوثََبتَ وَاْنقَطَعَ‬
‫عَلَى َتخْرِيِ ِه عَلَى الْخِلَافِ فِي الْمَ ْ‬
‫شتَرِي ‪.‬‬ ‫ف الْمُ ْ‬ ‫َتصَرّ ُ‬
‫‪226‬‬
‫صرّفَ اْلَأبُ فِيهِ َب ْعدَ اْلقَبْضِ هَ ْل َيكُو ُن َتصَرّفُهُ‬ ‫ضهُ اْلوََلدُ ثُمّ تَ َ‬‫ب اْلأَبُ لِ َوَل ِدهِ شَيْئًا َوقَبَ َ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ وَهَ َ‬
‫ضهَا الِابْنُ لَمْ يَجُزْ‬
‫رُجُوعًا ؟ الْ َمْنصُوصُ َأنْ لَا ‪ .‬قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ إذَا َوهَبَ لِاْبنِهِ جَا ِرَيةً وََقَب َ‬
‫ب عِْت ُقهَا َحتّى َيرْجِعَ فِيهَا ‪ .‬وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن هَاِنئٍ هَ ِذ ِه الْجَا ِرَيةُ لِلِابْ ِن َوَأ ْعتَقَ اْلأَبُ مَا َلْيسَ لَهُ ‪,‬‬ ‫لِ ْلأَ ِ‬
‫صحِيحٌ‬ ‫ص اْلبَ ْرمَ ِكيّ فِي ِكتَاب ُحكْ ِم اْلوَالِ َديْنِ فِي مَا ِل وَلَ ِدهِمَا ِروَاَيةً أُخْرَى أَ ّن اْلعِتْقَ َ‬ ‫وَخَرّجَ َأبُو َح ْف ٍ‬
‫َويَكُونُ ُرجُوعًا َو َسَيأْتِي تَخْرِي ُج هَذَا الْأَصْ ِل إ ْن شَاءَ اللّ ُه َتعَالَى ‪ ,‬وَفِي التّلْخِيصِ لَا َيكُونُ َو ْط ُؤهُ رُجُوعًا‬
‫ك َمثَانِيَ وَجْهٌ‬ ‫ح ُوهُمَا ُرجُوعًا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ وَلَا َيْنفُ ُذ عََلْيهِمَا ِلأَنّهُ لَمْ يُلَاقِ الْمِلْ َ‬ ‫َوهَلْ َيكُونُ َبْيعُهُ َو ِعْتقُهُ َونَ ْ‬
‫ك بِهِ كَمَا سَبَقَ‬‫ِبنُفُو ِذهِ لِا ْقتِرَانِ الْمِلْ ِ‬
‫‪227‬‬
‫صرّفَ اْلوَاِلدُ فِي مَالِ وََل ِدهِ اّلذِي يُبَاحُ َلهُ تَمَّل ُكهُ قَ ْبلَ التّمَّلكِ لَمْ يَْنفُ ْذ [ انَْتهَى ] ‪ .‬وَلَ ْم َيكُنْ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ تَ َ‬
‫ك بِ ِه وَقَ ْد َن ّ‬
‫ص‬ ‫ض الّذِي يُرَا ُد التّمَلّ ُ‬ ‫حصُ ُل بِدُونِ اْل َقبْ ِ‬ ‫ف مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ َوَأنّ تَ َمّلكَهُ لَا يَ ْ‬ ‫تَمَّلكًا عَلَى الْ َمعْرُو ِ‬
‫خرّجُوا فِي تَ َمّلكِهِ‬ ‫ش وَلَ ْم يُ َ‬‫ك بِدُونِ َقْبضِهِ كَالِاصْ ِطيَا ِد وَالِا ْحتِشَا ِ‬ ‫عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي َموَاضِعَ ِلأَنّهُ ُمبَاحٌ َفلَ ْم َيتَمَلّ ْ‬
‫ض ِة َو َههُنَا‬
‫ح ِوهَا ِلأَ ّن اْلهَِب َة َعقْدٌ َبيْ َن اْثنَيْنِ َفُيكَْتفَى فِي ِه بِاْل َقبُولِ َك ُعقُودِ الْ ُمعَاوَ َ‬‫بِاْلقَبُولِ ِخلَافًا مِ ْن اْل ِهبَ ِة َونَ ْ‬
‫ق عَلَى مَا كَانَ‬ ‫جزْ َف ُهوَ بَا ٍ‬
‫حيَا َز ِة َومَا لَ ْم يَ ُ‬
‫ح مِ ْن َغيْ ِر َعقْدٍ فَلَا ُي ْكتَفَى فِي ِه بِدُو ِن الْ َقْبضِ وَالْ ِ‬ ‫اكْتِسَابُ ُه مَا ٌل ُمبَا ٌ‬
‫ك ِممّا َروَاهُ‬ ‫ض َوأُخِذَ ذَلِ َ‬ ‫ح ِة تَصَرّفِهِ بِالْ ِعتْقِ َقبْ َل اْلقَْب ِ‬
‫ص اْلبَ ْرمَ ِكيّ ِروَايَةً أُ ْخرَى ِبصِ ّ‬ ‫عََليْهِ َوخَرّجَ َأبُو َح ْف ٍ‬
‫حكَمِ ُيعْتِ ُق اْلأَبُ مِنْ‬ ‫الْمَرّوذِيّ عَنْهُ َأنّهُ قَالَ َلوْ َأنّ لِاْبنِهِ جَا ِرَيةً َف َعَتقَهَا كَانَ جَائِزًا وَفِي ِروَاَيةِ مُحَمّ ِد بْ ِن الْ َ‬
‫ك الِابْنِ َحتّى َي ْعتِ َق الْأَبُ َأوْ ُيؤْخَ َذ وَفِي ِروَاَيةِ الْ َميْمُونِيّ أَرَى َأنّ مَالَ ُه ُيؤْخَ ُذ ِمنْ ُه َوُيعْتَقُ‬ ‫مَا ِل الِابْنِ َو ُه َو مِلْ ُ‬
‫ك وَلِذَلِكَ‬ ‫ِمنْهُ إلّا ُأ ّم وَلَ ِد ابْنِ ِه وَفِي َتوْجِيه هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ طَرِيقَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ رَقِي َق الِابْنِ لَهُ فِي ِه ِشبْ ُه مِلْ ٍ‬
‫َنفَذَ ا ْستِيلَا ُؤهُ َفَيْنفُ ُذ عِْتقُهُ َك ِعتْقِ ُأمّ ِه مِ ْن الْ َم ْغنَمِ َلكِنْ لَا يَضْ َمنُ ِلَأنّ الْأَبَ لَا يُطَاَلبُ بِمَا َأتَْلفَهُ مِ ْن مَا ِل وَلَ ِدهِ‬
‫ك ُي ْكَتفَى بِهِ فِي اْل ِعتْقِ َكمَا َلوْ قَالَ‬ ‫ك ُمقَا ِرنًا لِ ْل ِعتْقِ َفَنفَ َذ َوهَذَا اْلقَدْ ُر مِ ْن الْمِلْ ِ‬
‫‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أ ْن ُيقَالَ وََق َع الْمِلْ ُ‬
‫ك َمعًا ‪َ ,‬وَنقَلَ َأبُو طَالِبٍ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّ ُه‬ ‫ِل َغيْ ِرهِ ا ْعتِقْ َعبْدَك عَنّي وَعََل ّي ثَ َمنُهُ َف َفعَلَ صَ ّح َووَقَ َع اْل ِعتْقُ وَالْ ِملْ ُ‬
‫ب َوشِرَا ُؤهُ عَلَى ابْنِهِ جَائِزٌ ِل َقوْلِ الّنبِيّ صَلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّ َم { َأْنتَ َومَالُكَ ِلَأبِيكَ } َوظَاهِرُ‬ ‫قَا َل َبيْ ُع الْأَ ِ‬
‫ف بِ ِه وَفِي الّتْنبِيهِ ِلأَبِي بَكْرٍ َبيْعُ‬ ‫هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ َجوَازُ الْإِقْدَا ِم عَلَى الّتصَرّفِ فِي مَالِهِ َونُفُو ِذ ِه وَ ُحصُو ُل الّتصَرّ ِ‬
‫صدََقتُهُ َووَطْ ُء إمَائِ ِه مَا لَ ْم َيكُ ْن الِابْنُ َق ْد وَ ِطئَ جَائِ ٌز َويَجُوزُ لَ ُه َبيْ ُع َعبِي ِدهِ َوِإمَائِهِ‬ ‫ب عَلَى اْبنِهِ وَ ِعْتقُهُ وَ َ‬ ‫الْأَ ِ‬
‫ك َيقْتَ ِر ُن بِالتّصَرّفِ َفيَْنفُذُ كَمَا فِي نَظِ ِيهِ ‪.‬‬ ‫َوعِْت ُقهُمْ ‪ ,‬وَِلهَذَا اْل َقوْ ِل َمأْخَذَانِ َأْيضًا ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ الْ ِملْ َ‬
‫ك اْل ِهَبةَ‬
‫وَالثّانِي ‪َ :‬أ ّن هَذَا تَ َملّكٌ َقهْرِيّ فِي مَا ٍل ُم َعيّنٍ َفُي ْكَتفَى فِيهِ بِالْ َقوْلِ الدّا ّل عَلَى التّمَلّكِ كَمَا مَلَ َ‬
‫ت النّاِبَتةِ وَالْجَا ِرَيةِ‬ ‫جرّ ِد اْل َقبُو ِل عَلَى ِروَاَيةٍ ‪ ,‬وَِلهَذَا َحكَى طَاِئ َفةٌ مِ ْن الْأَصْحَابِ فِي َبيْ ِع الْ ُمبَاحَا ِ‬ ‫الْ ُمعَّيَن َة بِمُ َ‬
‫ك هَذَا‬ ‫فِي اْلأَ ْرضِ الْمَمْلُو َكةِ [ َقبْلَ ِحيَا َزِتهَا ] ِروَاَيتَيْ ِن وَلَ ْم يَذْ ُكرُوا خِلَافًا فِي َأّنهَا َعيْ ٌن مَمْلُو َك ٌة َومِمّ ْن َسلَ َ‬
‫ح ِة اْلبَيْ ِع عَلَى هَذَا َأنّ ُه َمقْدُو ٌر عَلَى‬ ‫صّ‬ ‫ب اْلبَيْ ِع وَصَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ َووَجْهُ ِ‬ ‫الْمَسْلَكَ صَا ِحبُ الْ ُم ْقنِعِ فِي ِكتَا ِ‬
‫حقَاِقهَا ‪ ,‬وَقَدْ تَقَ ّدمَ‬ ‫صكَاكِ َقبْ َل اسْتِ ْ‬ ‫تَسْلِيمِ ِه وََلْيسَ مَ ْملُوكًا ِلغَيْ ِرهِ َف ُهوَ كَالْمَ ْملُوكِ ‪َ ,‬و ُهوَ قَرِيبٌ مِ ْن بَيْ ِع ال ّ‬
‫ف الْأَبِ فِي َأ َمةِ وَلَ ِد ِه بِاْلوَطْءِ َقبْ َل الْ َقْبضِ فَِإنْ أَ ْحبََلهَا صَارَتْ ُأمّ وَلَدٍ لَهُ ‪َ ,‬وإِنْ‬ ‫الْخِلَافُ فِيهَا ‪َ ,‬وَأمّا َتصَرّ ُ‬
‫ضهَا ‪َ ,‬وِإنْ قُ ْلنَا يَمْلِكُ‬ ‫ب مَا َل وَلَ ِدهِ إلّا بِاْلقَْبضِ لَ ْم يَمِْل ْكهَا َحتّى َيقِْب َ‬ ‫ك الْأَ ُ‬
‫حبِ ْلهَا ‪ ,‬فَِإنْ قُ ْلنَا لَا يَ ْملِ ْ‬
‫لَ ْم يُ ْ‬
‫ت مِنْ خَطّ الْقَاضِي وَذَكَرَ َأنّ ُه َنقَلَ ُه مِنْ خَطّ ابْنِ‬ ‫ت ِم ْلكًا لَ ُه بِاْلوَطْ ِء بِ ُمجَرّ ِدهِ ‪َ ,‬وَنقَ ْل ُ‬ ‫جرّ ِد الّتصَرّفِ صَارَ ْ‬ ‫بِمُ َ‬
‫ضتْ اْلعِ ّدةُ ثُمّ‬ ‫شَاقِلَا قَالَ الشّيْ ُخ َي ْعنِي َأبَا َبكْ ٍر َعبْ َد اْلعَزِيزِ ‪َ ,‬روَى الَْأثْ َرمُ أَ ّن الْمَ ْرَأةَ إذَا َوطَِئهَا َزوْ ُجهَا وَانْ َق َ‬
‫سّتةِ َأ ْشهُرٍ َفتَدَا َعيَاهُ جَمِيعًا أَرَى اْلقَاَفةَ ‪ .‬وَقَالَ إذَا َو ِطئَ الرّجُلُ جَا ِرَيةَ اْبنِهِ َوِإنْ‬ ‫تَ َزوّ َجتْ فَِإنْ َأَتتْ ِبوَلَدٍ لِ ِ‬
‫سأََلةِ اْلأَثْ َرمِ‬ ‫س الْوَطْ ِء مِلْكٌ لَهُ قَالَ الشّيْخُ فِي َنفْسِي مِ ْن مَ ْ‬ ‫كَانَ الِابْنُ قَ ْد َو ِطئَ َفلَا حَدّ عَلَى اْلأَبِ ِلَأّنهَا بَِن ْف ِ‬
‫َشيْءٌ اْنتَهَى ‪ .‬فَِإنْ كَانَ َقوْلُهُ إذَا وَ ِطئَ الرّجُلُ جَا ِرَيةَ اْبنِهِ إلَى آ ِخ ِرهِ مِ ْن تَمَامِ ِروَاَيةِ الَْأثْ َرمِ َفيَكُونُ ذَلِكَ‬
‫َمنْصُوصًا عَنْ أَحْمَدَ َوإِلّا َف ُه َو مِنْ كَلَامِ َأبِي َبكْرٍ ‪َ ,‬و ُهوَ ُموَافِقٌ لِمَا ذَكَ َرهُ فِي الّتنْبِيهِ كَمَا َح َكيْنَاهُ عَنْهُ ‪.‬‬
‫ت الِاسْتِيلَادِ َففِيهِ خِلَافٌ فِي‬ ‫وََقوْلُهُ َوِإنْ كَا َن الِابْنُ قَ ْد َوطِ َئ يُرِيدُ َأ ّن تَمَّل َكهَا يَْثُبتُ مَ َع َوطْ ِء الِابْنِ َفَأمّا ُثبُو ُ‬
‫سَتوْلَ َدةً لَ ُه َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ‬ ‫الْمَ ْذ َهبِ َوَنقَلَ ابْ ُن َمْنصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ كَلَامًا يَدُ ّل بِ َم ْفهُومِهِ عَلَى َأّنهَا لَا َتصِ ُي مُ ْ‬
‫سَتوْلَ َدةً ِلأَنّ التّحْ ِريَ لَا ُينَافِي الِا ْستِيلَا َد وَكَاْلأَ َمةِ‬ ‫ابْنِ َأبِي مُوسَى وَالْمُ َرجّ ُح ِعنْدَ صَا ِحبِ الْ ُمغْنِي َأنّهَا َتصِيُ مُ ْ‬
‫شتَرَ َكةِ وَقَ ْد َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى َأنّ‬ ‫ف الْمُ ْ‬‫ح ّر َم ٌة عَلَى الّتأْبِي ِد بِخِلَا ِ‬ ‫ق َو ُهوَ َأ ّن هَ ِذهِ مُ َ‬ ‫شتَرَ َكةِ وَلَكِ ْن َبْيَنهُمَا فَ ْر ٌ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ختَانَ‬ ‫ب وَابْنِ بُ ْ‬ ‫صغِيًا لَا يُولَدُ لِ ِمثْلِهِ فِي ِروَاَيةِ حَرْ ٍ‬ ‫سبَ لَا يَلْحَقُ ِبوَطْءِ اْلَأ َمةِ الْ ُم َزوّ َج ِة َوإِنْ كَانَ َزوْ ُجهَا َ‬ ‫النّ َ‬
‫ح ِريِ َأوْلَى هَذَا كُلّ ُه مَا لَمْ يَكُ ْن الِابْنُ قَ ْد ا ْستَوْلَ َدهَا فَِإنْ كَانَ‬ ‫وَذَكَ َرهُ َأبُو بَكْ ٍر وَابْنُ َأبِي مُوسَى َفلِ ُم َؤبّ َدةِ التّ ْ‬
‫اسَْتوْلَ َدهَا لَ ْم َينَْتقِ ْل الْمِلْكُ فِيهَا بِا ْستِيلَا ِد َغيْ ِرهِ كَمَا لَا َينَْتقِ ُل بِاْل ُعقُودِ ‪ ,‬وَذَكَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ َأنّهَا َتصِيُ‬
‫ح َقتْهُ اْلقَاَفةُ ِبهِمَا َلكِنْ‬ ‫ت ِبوَلَدٍ أَْل َ‬
‫ستَوْلَ َدةً َلهُمَا َجمِيعًا َكمَا َلوْ وَ ِطئَ الشّرِيكَانِ َأ َمَتهُمَا فِي طُهْرٍ وَا ِح ٍد َوأََت ْ‬ ‫مُ ْ‬
‫سأََلتِنَا قَ ْد َثَبتَ ا ْستِيلَا ُد الِابْنِ َأوّلًا َلهَا َفلَا‬‫سأََل ِة الْقَاَفةِ ُحكِ َم بِا ْستِيلَا ِدهِمَا [ َلهَا ] دُ ْف َع ًة وَاحِ َد ًة وَفِي مَ ْ‬ ‫فِي مَ ْ‬
‫ي َو ِمْنهَا تَصَرّفُ السّيّدِ‬ ‫ك بِاْل َقهْ ِر عَلَى ِروَاَيةٍ وَالِاسْتِيلَا ُد َسبَبٌ َقهْرِ ّ‬
‫َينَْتقِلُ إلَى َغيْ ِرهِ إلّا َأ ْن ُيقَالَ ُأمّ اْلوَلَ ِد تُمْلَ ُ‬
‫فِي مَالِ عَبْ ِد ِه الّذِي مَّلكَ ُه إيّا ُه وَقُ ْلنَا يَمِْلكُ ُه ‪ ,‬ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ َأنّهُ َيْنفُ ُذ َويَكُونُ ا ْستِرْجَاعًا ِلَتضَ ّمنِهِ إيّاهُ‬
‫حتَ ِملُ حَ ْملَ ُه عَلَى أَنّ ُه َسبَقَ رُجُوعَ ُه التّصَرّفُ ِلَيْنفُذَ ‪.‬‬‫وَذَكَرَ اْلقَاضِي فِي الْجَامِ ِع اْلكَبِيِ َأنّهُ يَ ْ‬
‫‪228‬‬
‫صرّفُ الْمُوصَى َلهُ بِالْوَصِّيةِ َب ْعدَ الْمَ ْوتِ هَ ْل َيقُو ُم َمقَامَ اْل َقبُولِ ؟ الَْأ ْظهَرُ ِقيَامُهُ َمقَامَهُ ِلأَ ّن َسبَبَ‬ ‫َومِْنهَا تَ َ‬
‫ت عَلَى أَحَ ِد اْلوُجُو ِه َوهُ َو َمْنصُوصٌ عَنْ‬ ‫الْمِلْكِ قَ ْد ا ْسَتقَرّ لَ ُه الّتيّابِيَ لَا يُ ْمكِ ُن إبْطَالُ ُه وَقَدْ كَمُ َل بِالْ َموْ ِ‬
‫ف عَلَى ُمعَيّنٍ إذَا قِي َل بِا ْشتِرَاطِ َقبُولِهِ َفَأمّا الْ ُعقُو ُد اّلتِي تُمَلّك لَ ُه مُو َجُبهَا الرّجُوعُ فِيهَا َقبْلَ‬ ‫أَحْمَدَ َومِثْلُ ُه اْلوَقْ ُ‬
‫الْ َقبُولِ ‪َ ,‬فهَ ْل َيقُومُ التّصَرّفُ فِيهَا َمقَا َم اْلقَبُولِ ؟ فِي ِه تَ َردّ ٌد َي ْلتَ ِفتُ إلَى انْ ِعقَا ِد اْل ُعقُو ِد بِالْ ُمعَاطَاةِ َفَأمّا اْلوِكَاَلةُ‬
‫صرّحَ بِهِ اْلأَصْحَابُ ِلَأّنهَا إ ْذنٌ مُجَرّ ٌد َوَأمْ ٌر بِالتّصَرّفِ َفيَصِ ّح ا ْمتِثَالُ ُه بِاْل ِفعْلِ وَهَلْ‬ ‫َفَيصِحّ َقبُوُلهَا بِاْل ِفعْلِ َ‬
‫ك سَائِ ُر اْل ُعقُو ِد الْجَائِ َزةِ كَالشّرِ َك ِة وَالْ ُمضَا َربَ ِة وَالْمُسَاقَاةِ ؟ ظَاهِرُ كَلَامِ التّ ْلخِيصِ َأوْ صَرِيُهُ‬ ‫يُسَاوِيهَا فِي ذَلِ َ‬
‫حةِ َقبُولِ اْلقَاضِي اْل َقضَاءَ بِشُرُوعِهِ فِي النّ َظرِ‬ ‫الْمُسَاوَا ُة وَ َحكَى اْلقَاضِي فِي الْأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ فِي صِ ّ‬
‫س ُن ِبنَا ُؤهُمَا عَلَى أَ ّن وِلَاَيةَ‬ ‫جرَى النّطْقِ لِدَلَاَلتِ ِه عََليْهِ َويَحْ ُ‬ ‫جرِي الْ ِفعْ ُل مَ ْ‬ ‫ا ْحتِمَاَليْ ِن وَ َجعَ َل َمأْخَ َذهُمَا هَ ْل يَ ْ‬
‫حصُلُ رَ ْج َعُتهَا بِاْلوَطْءِ ؟ عَلَى ال ّروَايََتيْنِ‬ ‫الْ َقضَا ِء َعقْدٌ جَائِزٌ َأوْ لَا ِزمٌ ‪َ .‬و ِمْنهَا الْمُ َطّل َقةُ الرّ ْج ِعّيةِ هَ ْل تَ ْ‬
‫خطّابِ [ الْخِلَافُ فِي َو ْطِئهَا ] هَ ْل ُهوَ مُبَاحٌ َأوْ ُمحَ ّرمٌ وَالصّحِيحُ ِبنَا ُؤهُ عَلَى ا ْعِتبَارِ‬ ‫َمأْخَ ُذهُمَا ِعنْدَ َأبِي الْ َ‬
‫ح ّل اْلوَطْءِ وَلَا عَ َدمِهِ فََل ْو َو ِطَئهَا فِي‬ ‫ص عَ ْن الْإِمَا ِم وَلَا ِعبْ َرةَ بِ ِ‬ ‫الِْإشْهَادِ لِلرّ ْج ِعّيةِ َوعَ َدمِ ِه َوهُ َو اْلبِنَا ُء الْ َمْنصُو ُ‬
‫ي بِاْلوَطْءِ الرّ ْج َعةَ َأمْ لَا ؟ َنقَلَ ابْ ُن َمْنصُورٍ عَنْ‬ ‫ط َغيْ ُرهُ َأنْ يَْنوِ َ‬‫حْيضِ َأ ْو َغيْ ِرهِ كَاَنتْ رَ ْج َعةً ‪َ ,‬وهَ ْل يَشْتَ ِر ُ‬ ‫الْ َ‬
‫أَحْمَدَ ا ْعِتبَا َرهُ َو ُهوَ ا ْختِيَارُ ابْنِ َأبِي مُوسَى وَالْمَ ْذهَبُ عِنْدَ اْلقَاضِي َومَ ْن اّتبَعَهُ ِخلَافُ ذَلِكَ ‪ ,‬وَلَكِنّ‬
‫ش ّعثٌ َلكِنّ الرّ ْج َعةَ َيتَ َرّتبُ عََلْيهَا الِا ْستِبَا َحةُ َحقِي َقةً‬ ‫ح عَْنهَا بِاْلكُّلّيةِ َوِإنّمَا َحصَلَ لَ ُه تَ َ‬ ‫الرّ ْج ِعّيةَ َل ْم يَزُ ْل الّنكَا ُ‬
‫فِي الْ ُم ّدةِ الزّائِ َدةِ عَلَى اْلعِ ّدةِ ‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫ط الْ ُعقُو ِد مِنْ َأهِْلّيةِ الْعَاقِدِ َأ ْو الْ َم ْعقُودِ لَهُ َأوْ عََليْهِ إذَا وُ ِجدَتْ‬ ‫خمْسُونَ ) ‪ :‬شُرُو ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِدسَة وَالْ َ‬
‫ص عَنْ أَحْمَدَ‬ ‫حِتهَا َأمْ لَا بُ ّد مِ ْن َسْب ِقهَا ؟ الْ َمْنصُو ُ‬ ‫صّ‬ ‫ُمقْتَ ِرَن ًة ِبهَا وَلَ ْم َيتَقَ ّد ْم عََلْيهَا هَ ْل يُ ْكَتفَى ِبهَا فِي ِ‬
‫ح ِة وَفِيهِ َوجْهٌ آخَرُ لَا بُ ّد مِنْ السّبْ ِق َو ُهوَ ا ْختِيَارُ ابْنِ حَامِ ٍد وَاْلقَاضِي فِي الْجُ ْمَلةِ‬ ‫الِاكِْتفَا ُء بِالْ ُمقَا َرَنةِ فِي الصّ ّ‬
‫ك مَسَائِلُ َقدْ ذَ َك ْرنَا عِ ّدةً ِمْنهَا فِي اْلقَاعِ َدةِ السّاِب َقةِ َو ِمْنهَا إذَا أَعَْت َق َأمََتهُ َو َجعَلَ عِ ْت َقهَا‬
‫ج عَلَى ذَلِ َ‬
‫خرّ ُ‬
‫َويَتَ َ‬
‫ت عََليْهِ السّّنةُ‬
‫ح َو ُه َو الْحُ ّرّي ُة بِهِ كَمَا دَّل ْ‬
‫ط النّكَا ِ‬ ‫صدَاقَهَا فَالْ َمْنصُوصُ الصّ ّ‬
‫ح ُة ا ْكِتفَاءً بِا ْقتِرَانِ ُشرُو ِ‬ ‫َ‬
‫ظ النّكَاحِ‬
‫حةِ فَ ِمْنهُ ْم مَنْ [ َجعَ َل ] َمأْخَ َذهُ اْنِتفَاءَ َلفْ ِ‬ ‫حةُ وَا ْختَارَ ابْنُ حَامِ ٍد وَاْلقَاضِي عَ َد َم الصّ ّ‬
‫الصّحِي َ‬
‫الصّرِي ِح َو ُهوَ ابْنُ حَامِدٍ َومِْنهُ ْم مَنْ [ َجعَ َل ] َمأْخَ َذ ُه انِْتفَا َء َتقَ ّدمِ الشّ ْرطِ ‪.‬‬
‫‪230‬‬
‫شرْطِ أَنْ َي ْرهَنَهُ عَلَى ثَمَِنهِ َ‬
‫ص ّح َنصّ عََليْ ِه وَقَالَ اْلقَاضِي وَابْنُ حَامِدٍ لَا َيصِحّ لِاْنِتفَاءِ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ بَا َعهُ شَيْئًا ِب َ‬
‫الْمِلْكِ لِل ّرهْ ِن وَلَا تَ ْكفِي الْ ُمقَا َرَنةُ ‪.‬‬
‫‪231‬‬
‫صفْ َقةً وَا ِح َدةً َففِي ِه وَ ْجهَانِ ‪َ :‬أحَ ُدهُمَا [ َأنّهُ ] َيصِ ّح وَقِيلَ إنّهُ‬
‫َومِْنهَا َلوْ كَاتَبَ عَ ْب َدهُ وَبَا َع ُه شَيْئًا َ‬
‫الْ َمنْصُوصُ َوذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الّنكَاحِ َوأَبُو الْخَطّابِ وَاْلأَ ْكثَرُونَ ا ْكِتفَاءً بِاقْتِرَا ِن الَْبيْ ِع َوشَ ْرطِهِ‬
‫سيّ ِد وَاْلوَجْ ُه الثّانِي ‪ :‬لَا َيصِحّ قَالَهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي‬ ‫شتَرِي ُمكَاَتبًا َيصِ ّح ُمعَامََلتُهُ لِل ّ‬ ‫َوهُوَ َك ْونُ الْمُ ْ‬
‫الُْبيُوعِ ِلَأنّ الْ ِكتَاَبةَ لَمْ تَسْبِ ْق َعقْ َد اْلبَيْعِ ‪.‬‬
‫‪232‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ ادّعَى َأّنهُ وَكِيلٌ ِل َزيْدٍ وَأَنّ ِل َزيْدٍ عَلَى فُلَانٍ َأْلفًا َوَأقَا َم الْبَيَّن َة بِاْلوِكَاَلةِ وَالدّْينِ فِي حَاَل ٍة وَا ِحدَةٍ‬
‫ت اْلوِكَالَ ِة عَلَى ُثبُوتِ ال ّديْنِ ‪ ,‬قَالَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِ ِه‬ ‫َفهَ ْل َيقْبَ ُل َويَدْفَعُ إلَيْ ِه الْمَالَ َأمْ لَا بُ ّد مِ ْن َتقَ ّد ِم ثُبُو ِ‬
‫شهَدَ ِل ْلقَبُولِ‬
‫جبُ الدّ ْفعُ إَليْهِ وَاسْتَ ْ‬ ‫حتَمِ ُل وَ ْج َهيْ ِن وَاْلأَ ْشبَهُ ا ْعِتبَارُ تَقَ ّد ِم اْلوِكَاَلةِ ِلأَنّهُ مَا لَ ْم ُنْثِبتْ وِكَاَلتَهُ لَا يَ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫ع مِنْ ُفلَانٍ دَارًا َو ُهوَ مَالِكٌ َلهَا ِبَأنّهُ َيصِ ّح َشهَا َدُتهُمَا بِاْلَبيْ ِع وَالْ ِملْكِ فِي حَاَل ٍة وَاحِ َدةٍ ‪.‬‬ ‫بِمَا َل ْو َشهِدَ َأنّهُ اْبتَا َ‬
‫‪233‬‬
‫حتُهُ ‪َ ,‬وَيتَخَرّجُ‬ ‫س الْمَ ْذ َهبِ صِ ّ‬ ‫ت فُلَاَن َة َفقَدْ وَكّلُْتكَ فِي طَلَا ِقهَا َففِي التّ ْلخِيصِ ِقيَا ُ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ قَا َل إذَا َتزَ ّوجْ ُ‬
‫وَجْهٌ آ َخرُ َأنّهُ لَا َيصِحّ لِا ْقتِرَانِ اْلوِكَاَل ِة َوشَ ْر ِطهَا إ ْذ شَ ْر ُطهَا أَ ْن َيكُونَ الْ ُموَكّلُ مَاِلكًا لِمَا وَكّلَ فِي ِه َومِلْكُ‬
‫ت النّكَاحِ َفُيقَا ِر ُن الْوَكَاَلةَ ‪.‬‬‫ب عَلَى ثُبُو ِ‬ ‫ق َيتَ َرتّ ُ‬‫الطّلَا ِ‬
‫‪234‬‬
‫ح قَبِلْت َل ُه هَذَا‬‫َومِْنهَا َلوْ وُ ِجدَتْ اْلكَفَا َءةُ فِي الّنكَاحِ حَالَ الْ َع ْقدِ ِبأَ ْن َيقُولَ سَيّ ُد اْلعَبْدِ َبعْدَ إيَابِ الّنكَا ِ‬
‫خرّجُ فِي ِه وَجْهٌ آخَ ُر يَ ْمَن ُعهَا َفَأمّا‬
‫حتُهُ قَا َل َويَتَ َ‬
‫صّ‬ ‫النّكَاحَ وَأَعَْتقُْتهُ َفقَالَ ال ّ‬
‫شيْخُ َت ِقيّ الدّينِ ِقيَاسُ الْمَ ْذهَبِ ِ‬
‫حةُ الْوَصِّيةِ‬
‫صّ‬‫ج عََليْ ِه مَسَائِ ُل ِمْنهَا ِ‬
‫خرّ ُ‬
‫حكْمُ َأمْ لَا ؟ َيتَ َ‬
‫حكْ ِم مَ َع شَ ْرطِهِ فِي َغيْ ِر َعقْ ٍد هَ ْل َيثُْبتُ بِ ِه الْ ُ‬
‫اقْتِرَا ُن الْ ُ‬
‫ستَحِ ّق بِ ِه ُهوَ الْإِيصَاءُ َوشَرْطُ‬
‫ب الْمُ ْ‬ ‫ت َأهْلِّيةُ مِلْ ِكهِ بِالْ َموْتِ َكأُ ّم اْلوَلَ ِد َومُ ّدبّ ِرهِ فَِإنّ ال ّ‬
‫سبَ َ‬ ‫لِ َمنْ تَثْبُ ُ‬
‫حقّ َفَيكْفِي فِي ُثبُوتِ‬ ‫ستَ ِ‬
‫حقَاقُ ‪ ,‬وَقَ ْد ا ْقتَ َر َن بِهِ ُوجُودُ َأهِْلّيةِ الْمُ ْ‬
‫ب الِاسْتِ ْ‬ ‫ت َوعََليْ ِه َيتَ َرتّ ُ‬
‫ق ُهوَ الْ َموْ ُ‬ ‫حقَا ِ‬‫الِاسْتِ ْ‬
‫ت مِ ْن َغيْرِ َقبُولٍ ‪َ ,‬وإِنْ قُ ْلنَا َتَتوَقّفُ عَلَى اْلقَبُو ِل َو ُهوَ‬ ‫ك بِالْ َموْ ِ‬
‫صّيةَ تُ ْملَ ُ‬ ‫ك ‪ ,‬هَذَا إذَا قُ ْلنَا إنّ اْلوَ ِ‬ ‫الْمِلْ ِ‬
‫حقَاقِ َفَيصِ ّح الْ َقبُولُ حِينَئِ ٍذ وَلَا َيضُرّ َفوَاتُ َأهِْليّتِ ِه ِعنْدَ الْ َموْتِ‬ ‫شهُورُ فَِإنّ اْل َقبُولَ َيَتأَخّ ُر عَنْ َأهِْلّي ِة الِا ْستِ ْ‬
‫الْمَ ْ‬
‫ت الْحُ ّرّي ُة َعقِيبَ‬ ‫صّيةُ َو ِمْنهَا إذَا ُوجِدَ ْ‬ ‫حتْ هَ ِذهِ اْلوَ ِ‬ ‫فَِإنّهُ َلوْ قَالَ ا ْعِتقُوا [ عَنّي ] َعبْدِي َوَأعْطُوهُ كَذَا َلصَ ّ‬
‫َموْتِ الْ ُموَرّثِ َأ ْو َمعَهُ كَمَا َلوْ قَالَ ِلعَبْ ِدهِ إنْ مَاتَ َأبُوك َفَأنْتَ حُرّ وَكَانَ َأبُو ُه حُرّا فَمَاتَ َأوْ َدّبرَ اْبنَ‬
‫عَ ّمهِ ُثمّ مَاتَ فَِإنّهُ لَا يَ ِرثُهُ ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي وَصَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي َوعَلّلَهُ بَِأنّ الْمَانِعَ لَا ُي َؤثّرُ َزوَالُهُ حَا َل الِا ْستِ ْ‬
‫حقَاقِ‬
‫ج عَلَى‬ ‫شيْخُ َت ِقيّ الدّينِ َينَْبغِي َأنْ ُيخَرّ َ‬ ‫كَمَا لَا ُي َؤثّ ُر وُجُو ُدهُ ِعنْ َدنَا فِي إسْلَامِ ال ّطفْ ِل بِ َموْتِ َأَبوَيْهِ قَالَ ال ّ‬
‫ط َتقَ ّد ُمهَا فَِإنْ قُ ْلنَا َت ْكفِي الْ ُمقَا َرَنةُ‬
‫شتَرَ ُ‬
‫حكْ ِم هَ ْل ُي ْكتَفَى ِبهَا َأ ْم يُ ْ‬‫اْلوَ ْجهَيْنِ فِيمَا إذَا حَ َدَثتْ اْلأَهِْلّي ُة مَ َع الْ ُ‬
‫وَرِثَ ِلأَنّهُ صَارَ ُحرّا َومَاِلكًا فِي حَاَلةٍ الرستفغن انَْتهَى ‪ .‬وَلَا ُيقَا ُل هَذَا َيقَْتضِي ا ْقتِرَانَ اْلعِّل ِة َو َمعْلُوَلهَا َو ُهوَ‬
‫ت َوِإنّمَا الْحُ ّرّي ُة شَرْطٌ لَهُ‬ ‫سبُ َو ُه َو سَابِقٌ عَلَى الْ َموْ ِ‬ ‫ث َو َسبَبُ ُه ُهوَ النّ َ‬
‫عِنْدَكُمْ بَاطِلٌ ِلَأنّا َنقُو ُل عِّل ُة الْإِرْ ِ‬
‫َومِْنهَا ِع ّد ُة أُ ّم الْ َوَلدِ إذَا َت َوفّى سَّيدُهَا ‪ ,‬هَ ْل هِ َي عِ ّدةُ حُ ّرةٍ َأوْ َأ َمةٍ َوأَ ْكثَرُ ال ّروَايَا ِ‬
‫ت عَنْ أَ ْحمَدَ َأّنهَا َتعْتَدّ‬
‫ت ثُ ّم َتوَقّفَ فِي ذَلِكَ ‪ ,‬وَقَالَ َدخََلنِي مِنْ ُه َشيْءٌ ‪ .‬وَقَا َل مَ ّر ًة‬ ‫ت عِ ّدةَ ُح ّرةٍ َلوَ ِرَث ْ‬ ‫عِ ّدةَ َأ َمةٍ ‪ ,‬وَقَالَ َل ْو اعْتَدّ ْ‬
‫ب اْلعِ ّدةِ وَُلزُومُ ُمقَا َرَن ِة اْلعِّلةِ لِلْ َمعْلُولِ هُنَا َأ ْظهَ ُر وَلَا يَلْ َزمُ ِلَأنّ‬ ‫ح ّرّي ِة الْ ُمقَا ِرَنةِ ِلوُجُو ِ‬
‫َتعْتَ ّد عِ ّدةَ ُح ّرةٍ ا ْكِتفَاءً بِالْ ُ‬
‫ح ّرّي ُة شَرْطٌ ِل ْلعِ ّدةِ بِاْلَأ ْشهُرِ ‪َ ,‬ومِ ْن َههُنَا لَ ْم يَ ْل َزمْ‬
‫ت شَ ْر ُطهَا وَالْ ُ‬ ‫ب اْلعِدّ ِة الِا ْستِفْرَاشُ السّابِ ُق وَالْ َموْ ُ‬ ‫َسبَ َ‬
‫ب وَالْوَلَاءُ ‪.‬‬
‫ح وَالنّسَ ُ‬ ‫ف بِاْلكُّلّيةِ َو ُه َو الّنكَا ُ‬ ‫طَرْخَالَ ِلَأ ّن سََببَ ُه ُمنْتَ ٍ‬
‫‪235‬‬
‫حكْمُ َأمْ لَا ؟‬ ‫حكْ ُم َووُجُو ُد الْ َمنْ ِع ِمنْهُ ‪َ ,‬فهَلْ يَْثُبتُ الْ ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِبعَة وَالْخَمْسُونَ ) ‪ :‬إذَا َتقَا َرنَ الْ ُ‬
‫حكْ ُم بِالدّي الْمَانِ ِع ِمنْهُ َفهَ ْل َيثُْبتُ‬ ‫شهُورُ َأنّهُ لَا َيْثبُتُ ‪ .‬وَقَالَ ابْنُ حَامِدٍ َيثُْبتُ َوِإنْ تَقَا َر َن الْ ُ‬ ‫الْمَ ْذ َهبُ الْمَ ْ‬
‫حكْ ُم َمعَهُ فِي ِه وَ ْجهَانِ ‪ ,‬وَا ْختَارَ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َأنّهُ لَا‬ ‫الْ ُ‬
‫ت وَكَذَلِكَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي عُمَ ِد اْلأَدِّلةِ َوأَبُو‬ ‫َيثُْبتُ وَا ْختَارَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَفِي الْجَامِ ِع اْلكَبِيِ َأنّهُ َيْثبُ ُ‬
‫ج لِامْ َرَأتِ ِه َأنْتِ طَاِلقٌ مَعَ‬
‫حتَهُ مَسَائِلُ ‪ِ :‬مْنهَا َلوْ قَالَ الزّوْ ُ‬
‫ج َت ْ‬
‫حكْ ِم وَالْ َمنْ ِع ِمنْهُ َفَينْدَرِ ُ‬
‫الْخَطّابِ َفَأمّا اقْتِرَا ُن الْ ُ‬
‫ت َولَ َدْينِ مَُتعَاقِبِيَ فَِإّنهَا تَ ْطلُ ُق بِاْلَأوّلِ‬
‫انْقِضَاءِ ِع ّدِتكِ ‪َ ,‬أوْ قَالَ كُلّمَا َولَدْت َوَلدًا َفَأنْتِ طَاِلقٌ َفوََلدَ ْ‬
‫شهُورُ‬ ‫ب الْمَ ْ‬ ‫ك ‪ ,‬هَذَا الْمَ ْذ َه ُ‬ ‫َوتَْن َقضِي اْلعِ ّدةُ بِالثّانِي ‪ ,‬وَلَا تَطُْل ُق بِهِ َكمَا لَا تَطْلُقُ فِي َقوْلِ ِه مَ َع اْنقِضَا ِء عِ ّدتِ ِ‬
‫َوعََليْهِ َأبُو بَكْ ٍر َوَأبُو َح ْفصٍ وَاْلقَاضِي َوأَصْحَابُ ُه وَالْخِلَافُ فِي ِه مَعَ ابْنِ حَامِدٍ وَ ْح َدهُ ‪ ,‬وَفِي الْ ُفصُولِ يُشِيُ‬
‫سأََلةِ اْلوِلَا َد ِة الْ َقوْ ُل ِبَتقَارُ ِن اْلعِّل ِة َو َمعْلُوِلهَا َفَيقَعُ الطّلَاقُ فِي حَالِ الْوِلَا َدةِ َقبْلَ‬ ‫إلَى َأنّ َمأْخَذَ ابْنِ حَامِدٍ فِي مَ ْ‬
‫الَْبْينُوَن ِة وَلَا يَصِحّ ِلَأنّ الَْبْينُوَن َة َمعْلُوَلةٌ ِل ْلوِلَا َدةِ فََل ْو ا ْقتَ َرَنتْ اْلعِّل ُة َو َمعْلُوُلهَا َلبَاَنتْ مَ َع اْلوِلَا َدةِ َأْيضًا َو ِمْنهَا َلوْ‬
‫قَا َل َأنْتِ طَاِلقٌ َبعْدَ َم ْوتِي لَ ْم تَطُْل ْق ِبغَيْرِ خِلَا ٍ‬
‫ف َنعَْلمُهُ ‪ ,‬وََلوْ قَا َل مَ َع َم ْوتِي َأ ْو َموْتِك لَ ْم تَ ْطلُ ْق َنصّ عََليْهِ‬
‫ق َويَلْ َز ُم عَلَى َقوْلِ ابْنِ حَامِدٍ اْلوُقُوعُ َه ُهنَا ِلَأنّهُ‬ ‫فِي ِروَاَيةِ ُمهَنّا ِلَأنّ الْ َموْتَ َسَببُ الَْبْينُوَنةِ فَلَا يُجَا ِم ُعهَا الطّلَا ُ‬
‫حكْمِ َأوْلَى َويَلْ َز ُم ِمثْلَ ذَلِكَ اْلقَاضِي َومَ ْن تَاَبعَهُ‬ ‫ب الْ ُ‬‫حكْ ِم بِاْلَبيْنُوَنةِ فَإِيقَاعُهُ مَ َع َسبَ ِ‬
‫ق مَ َع الْ ُ‬
‫إذَا وَقَعَ الطّلَا ُ‬
‫خ َعنْهُ وَلَمْ يَ ْلتَ ِزمُوا ذَلِكَ ‪ ,‬وَا ّدعَوْا َههُنَا الْ ُمقَا َرَنةَ دُونَ‬
‫ب الِاْنفِسَاخِ ِلَتأَخّ ِر الِاْنفِسَا ِ‬ ‫عَلَى اْلوُقُوعِ مَعَ سََب ِ‬
‫ت ُهوَ عَ َد ُم اْلفَائِ َدةِ فِي ِه بِخِلَافِ إيقَاعِ ِه مَ َع اْلبَْينُوَنةِ‬
‫ق مَ َع الْ َموْ ِ‬‫السّبْ ِق وَلَا َيصِ ّح وََلعَ ّل الْمَانِ َع مِنْ إيقَاعِ الطّلَا ِ‬
‫ص الْعَ َد ِد َو ِمنْهَا َلوْ قَالَ َزوْجُ الَْأ َمةِ َلهَا إنْ مَلَكْتُك َفأَنْت طَاِلقٌ ُثمّ‬
‫حيَاةِ فَِإنّ ُه ُيفِي ُد التّحْ ِريَ َأوْ نَ ْق َ‬
‫فِي الْ َ‬
‫مَلَ َكهَا لَمْ تَطْلُقْ ‪ ,‬قَا َل الْأَصْحَابُ وَ ْجهًا وَاحِدًا ‪ ,‬وَلَا َيصِحّ ِلَأنّ ابْنَ حَامِدٍ يُلْ ِزمُ ُه اْل َقوْلَ هَ ُهنَا اْلقَوْلَ‬
‫حرّ َفهَ ْل َيْثبُتُ َلهَا‬ ‫خ َو ِمْنهَا َلوْ أَعِْتقَ الزّ ْوجَانِ َمعًا وَقُ ْلنَا لَا ِخيَارَ لِلْ ُم ْعَت َق ِة تَ ْ‬
‫حتَ الْ ُ‬ ‫بِاْلوُقُوعِ لِا ْقتِرَانِهِ بِالِاْنفِسَا ِ‬
‫خيَا ُر َههُنَا ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْ ِن َمْنصُوصََتيْ ِن عَنْ أَحْمَدَ وَقَ ْد ا ْقتَ َرنَ ُهنَا الْ ُمقَْتضَى َو ُهوَ حُ ّرّيُتهَا وَالْمَانِ ُع َوهُ َو‬‫الْ ِ‬
‫صتَانِ‬
‫سأََلتَا ِن َمنْصُو َ‬ ‫خيَا ِر َم َع الْ َمنْعِ مِنْهُ فَِإنْ قِي َل يَشْكُ ُل عَلَى مَا ذَ َك ْرتُمُوهُ مَ ْ‬
‫حكْ ُم ِبُثبُوتِ الْ ِ‬‫حصَ َل الْ ُ‬‫ُح ّريّتُهُ فَ َ‬
‫عَ ْن الْإِمَامِ أَحْمَدَ ‪ :‬إحْدَاهُمَا إذَا قَالَ ِلعَبْ ِدهِ إ ْن ِبعْتُك َفَأنْتَ حُرّ ‪ُ ,‬ث ّم بَا َعهُ فَِإنّ ُه َي ْعتِقُ عَلَى اْلبَائِعِ مِنْ مَالِهِ‬
‫َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ جَمَا َعةٍ وَلَ ْم ُينْقَ ْل َعنْهُ فِي ذَلِكَ خِلَافٌ َفقَدْ َحكَ َم ِبوُقُوعِ اْل ِعتْ ِق مَ َع وُجُو ِد‬
‫ت اْلأَ ْحكَا ِم مَ َع ُمقَا َرَنةِ‬‫حةُ َقوْلِ ابْنِ حَامِدٍ َوطَ ْر ُدهُ فِي إثْبَا ِ‬ ‫صّ‬ ‫ك َوهَذَا يَ ْل َز ُم ِمنْهُ ِ‬
‫الْمَانِ ِع ِمنْهُ َو ُهوَ اْنِتقَا ُل الْمِلْ ِ‬
‫ت طَالِقٌ ثُ ّم يُطَّل ُقهَا َفَينَْبغِي َأنْ تَ ْطلُ َق طَ ْل َقَتيْنِ ‪,‬‬
‫الْ َمنْ ِع ِمنْهَا ‪ِ ,‬مثْلَ َأنْ َيقُولَ ِل َغيْ ِر الْمَدْخُو ِل ِبهَا إنْ طَّل ْقتُك َفَأنْ ِ‬
‫ك إنْ قَالَ إنْ خَاَلعْتكِ َفَأنْتِ‬ ‫ت طَالِقٌ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫حوِهِ َفَأنْ ِ‬
‫وَكَذَلِكَ إنْ قَا َل إنْ فَسَخْت ِنكَاحَكِ ِل َعيْبٍ َأوْ َن ْ‬
‫ص عََليْ ِه وَلَمْ‬ ‫صغَارٌ ُحكِمَ بِِإسْلَامِ اْلوَلَ ِد َووَرِ َ‬
‫ث ِمنْهُ نَ ّ‬ ‫سأََل ُة الثّاِنَيةُ ‪ :‬إذَا مَاتَ ال ّذمّيّ وََلهُ أَ ْطفَالٌ ِ‬
‫طَالِقٌ ‪ .‬الْمَ ْ‬
‫ف الْإِجْمَا ِ‬
‫ع‬ ‫ب مَنْ َأْنكَ َر اْلقَوْ َل ِبعَ َد ِم َتوْرِيثِ ِه وَقَا َل ُهوَ ِخلَا ُ‬ ‫َيثُْبتْ َعنْهُ خِلَافُ ذَلِكَ َحتّى َأنّ مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫جوَابُ َأمّا عَلَى َقوْلِ ابْنِ حَامِدٍ‬ ‫حكْ ِم الْ ُم ْقتَ ِر ِن بِمَاِنعِهِ ‪َ ,‬وهَذَا لَا مَحِي َد َعنْهُ ‪ .‬وَالْ َ‬ ‫َويَلْ َز ُم مِ ْن َتوْرِيثِهِ إْثبَاتُ الْ ُ‬
‫خرِيجِ كَلَا ِم الِْإمَامِ أَ ْحمَدَ فِي‬ ‫ت اْلأَصْحَابِ َفقَدْ ا ْختََلفُوا فِي تَ ْ‬ ‫َفهَذَا مُتّجَهٌ لَا ُبعْدَ فِي ِه َوَأمّا عَلَى َقوْلِ بَارَكَ ْ‬
‫خيَارِ ‪,‬‬ ‫سأََل ِة اْلعِتْ ِق عَلَى طُ ُرقٍ ‪ :‬أَحَ ُدهَا ‪َ :‬أنّهُ مَْبِنيّ عَلَى َقوْلِ ِه ِبأَ ّن الْمِلْكَ لَ ْم ُيْنقَ ْل عَ ْن الْبَائِعِ فِي مُ ّدةِ الْ ِ‬ ‫مَ ْ‬
‫ضعْفٌ فَِإنّ‬ ‫َفَأمّا عَلَى َقوْلِ ِه بِالِانِْتقَا ِل َو ُهوَ الصّحِيحُ فَلَا َي ْعتِ ُق َوهَ ِذهِ طَرِي َقةُ َأبِي الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ وَفِيهَا َ‬
‫سَتنْبَ َطةٌ‬‫ُنصُوصَ أَ ْحمَدَ بِاْل ِعتْ ِق هُنَا ُمَتكَاثِ َرٌة وَ ِروَاَيةُ َبقَا ِء الْمِلْكِ لِ ْلبَائِعِ آخْ لَ ْم َتكُنْ صَرِ َي ًة عَنْ أَ ْحمَدَ بَ ْل مُ ْ‬
‫خيَارِ‬ ‫ت الْ ِ‬ ‫مِنْ كَلَامِ ِه َوِإنّمَا الْ َمنْقُو ُل الصّرِي ُح َعنْهُ اْنتِقَا ُل الْ ِملْكِ ‪ .‬وَالطّرِي ُق الثّانِي ‪َ :‬أ ّن ِعتْقَ ُه عَلَى الْبَائِعِ ِلُثبُو ِ‬
‫لَهُ فَلَمْ تَْنقَطِ ْع عَُلقُ ُه عَ ْن الْ َمبِي ِع َبعْدُ َو ِهيَ طَرِي َقةُ اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِي ٍل َوَأبِي الْخَطّابِ َوأُورِ َد عََلْيهِمْ َأنّ‬
‫خيَارِ لَا َيْنفُ ُذ عَلَى الْ َمْنصُوصِ َفأَجَابُوا ِبأَ ّن هَذَا الْ ِعتْقَ َأنْشََأهُ فِي مِ ْلكِهِ‬ ‫ف الْبَائِ ِع بِاْل ِعتْقِ فِي مُ ّد ِة الْ ِ‬
‫َتصَرّ َ‬
‫صّيةِ َبعْ َد الْ َموْتِ ‪ .‬وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ‬ ‫خيَا ِر َبعْدَ َزوَا ِل مِ ْلكِهِ َفِإنّ أَ ْحمَدَ قَا َل بُِنفُو ِذ اْلوَ ِ‬ ‫ك َنفَذَ فِي مُ ّد ِة الْ ِ‬ ‫فَلِذَلِ َ‬
‫ف عَ ْن مِلْكٍ قَا َل َنعَ ْم وَالطّرِي ُق الثّاِلثُ أَنّ ُه َي ْعتِقُ عَلَى اْلبَائِعِ‬ ‫ابْ ِن مَاهَانَ َي ْعتِ ُق مِ ْن مَا ِل اْلبَائِعِ قِيلَ ِلأَنّهُ خَلَ ٌ‬
‫شتَرِي َوهِ َي طَرِي َقةُ ابْنِ َأبِي مُوسَى وَالسّامِرِيّ وَصَا ِحَبيْ الْ ُم ْغنِي وَالتّلْخِيصِ‬ ‫َعقِيبَ إيَابِ ِه وََقبْلَ َقبُولِ الْمُ ْ‬
‫شتَ ِريًا ‪َ ,‬ويُقَالُ‬ ‫ِلأَنّ ُه إنّمَا عَّلقَ ُه عَلَى َبْيعِهِ َوبَْيعُهُ الصّا ِد ُر عَنْ ُه ُهوَ الْإِيَابُ َفقَطْ ‪ ,‬وَِلهَذَا يُسَمّى بَاِئعًا وَاْلقَابِ ُل مُ ْ‬
‫حضٌ لِاْن ِعقَا ِد اْلَبيْعِ‬ ‫ط َم ْ‬ ‫شتَرِي َلكِ ّن الْ َقبُو َل شَرْ ٌ‬ ‫بَاعَ هَذَا وَاشْتَرَى هَذَا ‪َ ,‬وِإنْ كَا َن الْ َعقْدُ لَا َيْن َعقِدُ ِب َقبُو ِل الْمُ ْ‬
‫وََلْيسَ ُه َو مِ ْن مَاهِّيتِهِ فَإِذَا وُجِ َد اْل َقبُولُ َتَبّينّا َأنّ ُه َعتَقَ اْلبَائِعُ َقبْلَهُ فِي مِ ْلكِهِ َقبْ َل الِاْنِتقَالِ وَفِي هَ ِذهِ‬
‫ك وَِلأَ ّن الَْبيْ َع الْمُ ْطلَ َق إنّمَا َيتَنَاوَلُ‬
‫ص عَلَى ُنفُو ِذ ِه َبعْدَ َزوَالِ الْمِلْ ِ‬ ‫[ الطّرِي َقةِ ] َأيْضًا نَ َظرٌ فَِإنّ أَ ْحمَدَ َن ّ‬
‫شتَرِي‬ ‫الْ ُمنْ َعقِدَ لَا صُو َر َة اْلبَيْ ِع الْ ُمجَرّ َدةِ وَالطّرِيقُ الرّابِعُ َأنّهُ يُ ْعتَ ُق عَلَى الْبَائِعِ فِي حَاَل ِة انِْتقَا ِل الْمِلْكِ إلَى الْمُ ْ‬
‫ك َوُثبُوتُ اْل ِعتْقِ َفَيتَدَاَفعَانِ َوَيْنفُذُ اْل ِعتْقُ ِل ُقوّتِ ِه َوسِرَايَتِهِ دُونَ‬ ‫ب اْلقَبُو ُل وَاْنِتقَا ُل الْمِلْ ِ‬ ‫َحْيثُ َيتَ َرّتبُ عَلَى الْإِيَا ِ‬
‫صّي ِة وَلَا‬ ‫شبِيهُ أَ ْحمَدَ بِالْ ُم َدبّ ِر وَالْوَ ِ‬
‫شهَدُ َلهَا تَ ْ‬ ‫س الْمَسَائِلِ َويَ ْ‬ ‫ك َو ِهيَ طَرِي َقةُ َأبِي الْخَطّابِ فِي رُءُو ِ‬ ‫اْنِتقَا ِل الْمِلْ ِ‬
‫ك عَلَى أَحَدِ‬ ‫صّيةِ لَا يَْنَتقِلُ إلَى [ مَا ِل ] اْلوَرََثةِ ِلَتعَلّقِ َح ّق غَيْ ِرهِ ْم ِبهَا ِلَأّنهَا تَ ْمنَعُ ذَلِ َ‬ ‫ُيقَالُ فِي الْمُ َدبّ ِر وَاْلوَ ِ‬
‫سأََلةِ فَِإنّهُ قَالَ فِي‬ ‫اْلوَ ْجهَيْ ِن َوَنقُو ُل بَ ْل يَْنَتقِلُ إَليْهِ ْم الْمَالُ الْمُوصَى بِ ِه َوهُ َو ظَاهِ ُر َتعْلِيلِ أَحْمَدَ فِي هَ ِذ ِه الْمَ ْ‬
‫ف َي ْعتِ ُق عَلَى اْلبَائِ ِع َوإِنّمَا َو َجبَ اْل ِعتْقُ َبعْ َد اْلَبيْعِ َفقَالَ َلوْ وَصّى لَ ُه بِمِاَئةِ ِد ْرهَمٍ‬ ‫ِروَايَةِ اْلأَثْ َرمِ وَقَدْ قِيلَ لَهُ َكيْ َ‬
‫ح َو هَذَا الْ َم ْعنَى‬ ‫ت وَلَا مِلْكَ َفهَذَا ِمثْلُهُ ‪َ ,‬وَنقَلَ َعنْهُ صَالِحٌ نَ ْ‬ ‫َومَاتَ ُيعْطَاهَا َوِإنْ كَاَنتْ َو َجبَ لَ ُه َبعْ َد الْ َموْ ِ‬
‫َأيْضًا َوعَلَى هَ ِذهِ الطّرِي َقةِ َفَينْفُ ُذ اْل ِعتْقُ َمعَ ِقيَامِ الْمَانِعِ لَهُ ِل ُق ّوتِهِ َو ِسرَاَيتِهِ وَلَا َيلْ َز ُم ِمثْلُ ذَلِكَ فِي َغيْ ِرهِ مِنْ‬
‫شتَرِي ثُمّ‬ ‫ك الْ َمبِيعِ إلَى الْمُ ْ‬ ‫حتِ ِه وَاْنِتقَالِ الْمِلْ ِ‬ ‫صّ‬ ‫الْ ُعقُودِ ‪ .‬وَالطّرِي ُق الْخَا ِمسُ ‪َ :‬أنْ يُ ْعتَ َق َبعْ َد انْ ِعقَا ِد اْلَبيْعِ وَ ِ‬
‫حرّرِ ‪,‬‬ ‫ح بِذَلِكَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي عُمَ ِدهِ وَصَا ِحبُ الْمُ َ‬ ‫َينْفَسِ ُخ اْلَبيْعُ بِاْل ِعتْ ِق عَلَى الْبَائِ ِع وَصَرّ َ‬
‫ك الْ َغيْرِ‬
‫صّي ِة َووَجْهُ ذَلِكَ َأ ّن الْ َعتَاقَ ِل ُق ّوتِ ِه َونُفُو ِذ ِه َوسِرَايَتِهِ إلَى ِملْ ِ‬ ‫َوهُ َو ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ َوتَشْبِيهُهُ بِاْلوَ ِ‬
‫ك وَالْآخَرُ فِي َغيْ ِر مِلْكٍ فَِإذَا َعقَ َدهُ فِي َغيْ ِر مِلْكٍ مُضَافًا إلَى وُجُودِ‬ ‫َينْفُذُ ‪َ ,‬وِإنْ ُوجِدَ أَحَدُ طَرََفيْهِ فِي مِلْ ٍ‬
‫ك عَلَى ُنفُو ِذهِ فِي غَيْرِ‬ ‫شهُورِ َفكَذَا إذَا عَقَ َدهُ فِي مِلْ ٍ‬ ‫ب الصّحِيحِ الْمَ ْ‬ ‫ك َوَنفَذَ فِي الْمَ ْذ َه ِ‬ ‫الْمِلْكِ صَحّ الْمِلْ ُ‬
‫سَنةٍ َي ْعتِقُ كَمَا‬ ‫الْمِلْكِ فَِإنّ ُه َينْفُ ُذ وَِلهَذَا َنقُولُ عَلَى إ ْحدَى ال ّروَاَيَتيْنِ َلوْ قَا َل َممْلُوكِي ُفلَانٌ حُ ّر َبعْ َد َم ْوتِي بِ َ‬
‫صّيةِ ِلأَنّ ذَلِكَ‬ ‫ك َبعْدَ َزوَا ِل مِ ْلكِ ِه وَانِْتقَالِهِ عَنْهُ ‪ ,‬وَلَا ُيقَالُ لَا َينَْتقِ ُل مِ ْلكُ ُه مَعَ ِقيَامِ اْلوَ ِ‬ ‫قَا َل َوِإنْ كَانَ ذَلِ َ‬
‫مَ ْمنُوعٌ عَلَى ظَاهِرِ كَلَامِ أَحْمَدَ كَمَا َتقَ ّد َم وَلَا يَلْ َز ُم ِمثْ ُل هَذَا فِي َغيْ ِر اْلعِتْ ِق مِ ْن اْل ُعقُودِ ِلأَّنهَا لَا تَسْرِي إلَى‬
‫ك ِبحَالٍ ‪ ,‬وَ َخرّجَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ فِي َتعْلِيقِهِ عَلَى اْلهِدَاَيةِ َو ْجهًا‬
‫ك اْلغَيْ ِر وَلَا َعهِ َد ُنفُو َذهَا فِي َغيْ ِر مِلْ ٍ‬
‫مِلْ ِ‬
‫ق الْ ُمعَ ّلقُ َكمَا َيقَعُ الْعِ ْتقُ َبعْدَ الْبَيْ ِع اللّازِمِ ‪,‬‬
‫فِيمَا إذَا عَ ّلقَ طَلَا َقهَا عَلَى خُ ْل ِعهَا فَخَاَلعَهَا َأنّ ُه َيقَعُ الطّلَا ُ‬
‫شكِلٌ ‪,‬‬ ‫سأََلةُ ابْنِ حَامِدٍ فِي اْلوُقُوعِ مَعَ الَْبْينُوَنةِ َوإِنْ أَرَا َد َبعْ َدهُ َفمُ ْ‬ ‫خلْعِ َف ِه َي مَ ْ‬ ‫فَِإنْ كَا َن مُرَا ُدهُ َأنّهُ َيقَ ُع مَ َع الْ ُ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ طَرِي َقةً أُخْرَى َفقَالَ إنْ كَانَ‬ ‫ك َوسَلَكَ ال ّ‬ ‫فَِإنّ الطّلَاقَ َل ْم ُي ْعهَدْ ِعنْ َدنَا وُقُوعُهُ فِي َغيْ ِر مِلْ ٍ‬
‫ج عَ ْن مِ ْلكِهِ َفَب ِقيَ َكنَذْ ِرهِ‬ ‫الْ ُمعَلّقُ لِ ْل ِعتْقِ َقصْ ُد ُه الْيَ ِميُ دُو َن الّتبَرّ ِر ِب ِعْتقِهِ أَ ْج َزَأهُ َكفّا َر ُة يَمِيٍ ِلَأنّهُ إذَا بَاعَهُ َخرَ َ‬
‫حقّا كَالنّذْرِ [ فَلَا َيصِ ّح َبْيعُهُ‬ ‫ستَ َ‬‫أَ ْن ُي ْعتِقَ َعبْ َد َغيْ ِرهِ َفيُجْ ِزئُ ُه اْلكَفّا َر ُة َوإِنْ َقصَ َد بِ ِه الّتقَرّبَ صَا َر ِعتْقُ ُه مُ ْ‬
‫َويَكُونُ اْل ِعتْقُ ُمعَّلقًا عَلَى صُو َر ِة الَْبيْعِ كَمَا ] َلوْ قَالَ ِلمَا لَا يَحِ ّل َبْيعُهُ إذَا ِبعْته َفعََليّ ِعتْقُ رََقَبةٍ َأوْ قَالَ ِلُأمّ‬
‫جعَلَهُ ُمعَّلقًا عَلَى صُو َرةِ‬ ‫ق عَلَى اْلفَسْ ِخ وَالْخُ ْلعِ فَ َ‬ ‫وَلَ ِدهِ إ ْن ِبعْتُك َفَأنْتِ ُح ّرةٌ َوطَ َردَ َقوْلَ ُه هَذَا فِي َتعْلِيقِ الطّلَا ِ‬
‫خلْ ِع الْ ُمعَلّ ِق عََليْهِ َفلَا يُ ْمنَ ُع وُقُوعَ الطّلَاقِ َمعَ ُه عَلَى َرأْيِ ابْنِ‬ ‫خلْعِ قَا َل وََلوْ قِي َل بِاْن ِعقَا ِد الْفَسْ ِخ وَالْ ُ‬ ‫الْفَسْ ِخ وَالْ ُ‬
‫سأََلةُ الْمِيَاثِ فَلَا َريْبَ‬ ‫حَامِدٍ َحيْثُ َأوَْقعَهُ مَ َع اْلَبيْنُوَنةِ بِاْن ِقضَاءِ اْلعِ ّدةِ َفكَذَا بِاْلفَسْ ِخ [ َواَللّهُ َأعْلَمُ ] ‪َ .‬وَأمّا مَ ْ‬
‫حكْ ِم بِِإسْلَامِ ِه بِ َم ْوتِهِ َوخَرّجَهُ مَنْ خَرّجَ ُه مِنْ‬ ‫ص عَلَى َتوْرِيثِ ال ّطفْ ِل مِنْ َأبِيهِ اْلكَافِ ِر وَالْ ُ‬ ‫أَنّ أَ ْحمَدَ َن ّ‬
‫ث َوِإنّمَا قَا َرنَ ُه َوهَذَا يَ ْرجِعُ إلَى ُثبُو ِ‬
‫ت‬ ‫حكْ ُم بِالْإِرْ ِ‬ ‫الْأَصْحَابِ َكصَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي عَلَى َأنّ الْمَانِعَ لَمْ يََتقَ ّد ْم الْ ُ‬
‫ث سَابِقٌ‬
‫حكْ ُم بِالّتوْرِي ِ‬ ‫ب عََليْهِ وَالْ ُ‬ ‫ب الْ َمنْعِ ‪ ,‬وَالْ َمنْعُ َيتَ َرّت ُ‬‫حكْ ِم مَ َع ُمقَا َرَنةِ الْمَانِعِ [ لَهُ ] ِلأَ ّن الِْإسْلَا َم َسبَ ُ‬ ‫الْ ُ‬
‫سبَبِهِ ‪.‬‬
‫عَلَى الْ َمنْعِ لِا ْقتِرَانِ ِه بِ َ‬
‫‪236‬‬
‫حكُو ِم ِبِإسْلَا ِمهِ بِ َم ْوتِ أَ َحدِ َأَبوَْيهِ‬ ‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا َتوْرِيثُ ال ّط ْفلِ الْ َم ْ‬ ‫حكْ ِم وَالْمَانِعِ فَلَهُ ُ‬ ‫َوَأمّا ا ْقتِرَانُ الْ ُ‬
‫ت ُأمّ اْل َولَ ِد سَّيدَهَا فَِإنّهُ يَلْ َز ُمهَا أَقَ ّل اْلأَمْ َريْ ِن مِنْ قِي َمِتهَا َأوْ ال ّدَيةِ‬
‫ت َو ِمنْهَا إذَا قَتَلَ ْ‬
‫الْكَا ِف َرْينِ مِ ْنهُ وَقَدْ ذُ ِكرَ ْ‬
‫ك الْ ُموَرّثِ َأوّلًا‬ ‫ك اْلوَ َرَثةِ اْبتِدَاءً َأ ْو عَلَى مِلْ ِ‬ ‫ث عَلَى مِلْ ِ‬ ‫ب َسوَاءٌ ُق ْلنَا إنّ ال ّدَيةَ تَحْدُ ُ‬ ‫َنصّ عََليْهِ ‪ .‬قَا َل اْلأَصْحَا ُ‬
‫ب الضّمَانُ ُهنَا بِال ّدَيةِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ك اْلوَ َرثَةِ َفقَ ْد ا ْقتَ َرنَ الضّمَا ُن بِالْحُ ّرّي ِة َوِإنّمَا لَ ْم يَ ِ‬
‫ث عَلَى مِلْ ِ‬ ‫حدُ ُ‬ ‫; ِلَأنّا إنْ قُ ْلنَا تَ ْ‬
‫جنَاَي ِة َوهِيَ حِيَنئِذٍ‬ ‫حكْ ِم عَلَى مَا تَقَ ّدمَ ِلَأنّ الِا ْعتِبَا َر ُهنَا فِي الضّمَانِ ِبحَاَلةِ الْ ِ‬ ‫مُطَْلقًا ا ْكتِفَا ًء بِ ُمقَا َرَنةِ الشّرْطِ لِ ْل ُ‬
‫ح ّرّيةِ بِحَاَلةِ ُوجُوبِ الضّمَانِ‬ ‫ك ُمقَا َرَنةُ الْ ُ‬ ‫ضمَانِ ِجنَايَةِ الرّقِي ِق وَلَا يَ ْمنَ ُع مِنْ ذَلِ َ‬ ‫رَقِي َقةٌ َفلَا يَ ْل َز ُمهَا أَ ْكثَ ُر مِنْ َ‬
‫ك الْ َم ْقتُولِ َأوّلًا َفقَدْ‬ ‫ث عَلَى مِلْ ِ‬ ‫حكْمِ لَ ْم يَ ْمَنعْهُ َوِإنْ قُ ْلنَا إنّ ال ّدَي َة تَحْدُ ُ‬ ‫ِبنَاءً عَلَى َأنّ الْمَانِعَ إذَا ا ْقتَ َرنَ بِاْل ُ‬
‫ب الضّمَا ِن وَ ْقتَ الْحُ ّرّيةِ ‪,‬‬ ‫ت وُجُو ِ‬ ‫سبَ َق وَ ْق ُ‬ ‫وَ َجبَ لَهُ ذَلِكَ فِي آخِرِ جُزْ ٍء مِنْ َحيَاتِهِ ‪َ ,‬و ِهيَ إذْ ذَاكَ رَقِي َقةٌ فَ َ‬
‫جبُ لَ ُه الضّمَا ُن عَلَى رَقِيقِهِ ِلَتعَلّقِ َح ّق اْلوَ َرثَ ِة بِمَالِهِ‬ ‫سيّدُ لَا يَ ِ‬
‫سيّ ِد َوِإنْ كَانَ ال ّ‬ ‫َوإِنّمَا َو َجبَ الضّمَانُ ُهنَا لِل ّ‬
‫ي بِ ِه َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪َ .‬و ِمْنهَا إذَا َت َزوّجَ‬
‫فِي هَ ِذ ِه الْحَاَلةِ َفصَارَ كَاْلوَا ِجبِ َلهَا اْبتِدَاءً ‪ ,‬وَِلهَذَا كَانُوا هُ ْم الْمُطَاَلبِ َ‬
‫الْعَادِمُ لِل ّطوْلِ الْخَائِفُ لِ ْلعَنَتِ فِي َعقْ ٍد ُح ّرةً َوَأمَةً َفهَ ْل َيصِ ّح نِكَاحُ الَْأ َمةِ مَعَ الْحُ ّرةِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْ ِن َو ِمْنهَا‬
‫ت أَبِي َفأَنْتِ طَاِلقٌ ُثمّ مَاتَ اْلأَبُ َفهَ ْل َيقَعُ الطّلَاقُ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪:‬‬
‫إذَا قَا َل الْمَُتزَوّجُ ِبَأمَ ِة َأبِيهِ ‪ :‬إذَا مَا َ‬
‫خطّابِ ِلَأ ّن‬ ‫أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬يقَعُ ‪َ ,‬و ُهوَ َقوْلُ اْلقَاضِي فِي الْجَامِ ِع وَالْخِلَافِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْعُ َمدِ وَا ْختِيَارُ َأبِي الْ َ‬
‫خ النّكَاحِ َف َق ْد َسبَقَ ُنفُوذُ الطّلَاقِ‬ ‫ب عََليْهِ [ وُقُوعُ ] الطّلَاقِ وَالْ ِملْكِ [ وَالْمِلْكُ ] َسَببُ اْنفِسَا ِ‬ ‫الْ َموْتَ َيتَ َرّت ُ‬
‫وُقُوعَ اْلفَسْخِ َفَنفَذَ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا َيقَ ُع َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ ِلأَنّ الطّلَاقَ‬
‫قَا َر َن الْمَانِ َع َوهُ َو الْمِلْكُ َفلَ ْم َيْنفُذْ ‪َ .‬ومِْنهَا إذَا َتزَوّجَ َأ َمةً ُثمّ قَالَ َلهَا إنْ اشَْترَيْتُك َفأَنْت طَاِلقٌ وَفِيهِ‬
‫ق وَ ْجهًا وَاحِدًا كَذَا‬
‫خيَا ِر َو ُهوَ الصّحِيحُ ‪َ ,‬وإِنْ قُ ْلنَا لَا َيْنَتقِلُ وََقعَ الطّلَا ُ‬
‫ك مَ َع الْ ِ‬
‫اْلوَ ْجهَانِ إنْ قُ ْلنَا َيْنَتقِلُ الْ ِملْ ُ‬
‫ا ذَكَ َرهُ َأبُو الْخَطّابِ وَفِي خِلَافِ اْلقَاضِي إذَا حَلَفَ لَا يَبِي ُع فَبَاعَ ِبشَرْطِ [ الْخِيَارِ ] هَ ْل يَ ْ‬
‫حَنثُ َأنّ ذَلِكَ‬
‫خيَارِ إذَا ُق ْلنَا لَا َينَْتقِ ُل الْمِلْكُ‬
‫ك َوعَ َدمِهِ َف ِقيَاسُ َقوْلِ ِه إنّهُ لَا َيقَعُ الطّلَاقُ هُنَا فِي مُ ّدةِ الْ ِ‬
‫َمبِْنيّ عَلَى َنقْ ِل الْمِلْ ِ‬
‫ث ِبكُلّ حَالٍ ِلَأنّ اْلَبيْعَ قَ ْد وُ ِجدَ ‪َ .‬ومِْنهَا إذَا قَا َل لِا ْم َرأَِتهِ‬
‫حنَ ُ‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ وَقَا َل َي ْ‬
‫فِيهَا َوَأْنكَرَ ذَلِكَ ال ّ‬
‫الّتِي َلمْ َي ْدخُلْ ِبهَا إنْ كَلّمْتُك َفأَنْتِ طَاِلقٌ ُثمّ أَعَا َدهُ فَِإّنهَا تَطُْل ُق بِالْإِعَا َدةِ ِلَأنّهُ َكلَامٌ فِي الْمَ ْ‬
‫شهُورِ ِعنْدَ‬
‫حَنثُ ِبهَذَا الْكَلَامِ ِلَأنّهُ مِنْ ِجْنسِ‬ ‫س الْمَ ْذ َهبِ ِعنْدِي َأنّهُ لَا يَ ْ‬‫الْأَصْحَابِ ‪ .‬وَقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي عُمَدِ الْأَدِّلةِ ِقيَا ُ‬
‫ي الْأُولَى َو ُمؤَكّدٌ َلهَا ‪َ ,‬وِإنّمَا الْ َمقْصُودُ َأذَاهَا َوهَجْ ُرهَا َوإِضْرَا ُرهَا ِبتَ ْركِ َكلَا ِمهَا وََلْيسَ فِي هَ ِذ ِه الِْإعَا َدةِ‬
‫الْيَ ِم ِ‬
‫ق بِالِْإعَا َدةِ ثَاِنيًا َفهَ ْل َينْ َعقِدُ‬‫شهُورِ فَِإذَا وََقعَ الطّلَا ُ‬ ‫حَنثُ بِ ِه َوهَذَا أَ ْقوَى وَالتّفْرِيعُ عَلَى الْمَ ْ‬ ‫مَا يُنَافِي ذَلِكَ َفلَا يَ ْ‬
‫خلَافِ‬ ‫سأََلةِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا َينْ َعقِ ُد َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي فِي الْجَامِ ِع وَالْ ِ‬ ‫ي ثَاِنيَةٌ َأمْ لَا ؟ فِي الْمَ ْ‬ ‫بِهِ يَ ِم ٌ‬
‫ب وَابْ ِن َعقِيلٍ َو ُهوَ ِقيَاسُ َقوْلِ صَا ِحبِ الْ ُمغْنِي وَلَهُ مَأْ َخذَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬و ُهوَ‬ ‫َومَنْ اّتَبعَهُ كَاْلقَاضِي َيعْقُو َ‬
‫حصُ ُل بِالشّرُوعِ فِي الْإِعَا َدةِ َقبْ َل إتْمَا ِمهَا َفَيقَعُ الطّلَاقُ َقبْ َل إتْمَامِ‬ ‫َمأْخَذُ الْقَاضِي َومَنْ اّتَبعَهُ َأ ّن الْكَلَا َم يَ ْ‬
‫الْإِعَا َدةِ َفلَا َينْ َعقِدُ ِلأَ ّن تَمَا َم اْليَمِيِ َحصَ َل َبعْ َد اْلبَْينُوَنةِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬وهُ َو الّذِي ذَكَ َرهُ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي فِي‬
‫ف وُقُوعُهُ إلَى مَا َبعْدَ إْنهَا ِء الِْإعَا َدةِ إلّا َأ ّن الْإِعَا َد َة َيتَ َرّتبُ عََلْيهَا‬ ‫ق َوإِ ْن وَقَ َ‬ ‫سأََلةِ َأنّ الطّلَا َ‬ ‫نَظِيِ هَ ِذهِ الْمَ ْ‬
‫حكْ ِم مَ َع الْمَانِعِ َأوْ مَ َع َسبَبِهِ‬ ‫ت الْ ُ‬ ‫ج عَلَى الْخِلَافِ فِي ُثبُو ِ‬ ‫خرُ ُ‬ ‫ي مَ َع اْلبَْينُوَنةِ َفيَ ْ‬‫الَْبْينُوَنةُ َفَيقَعُ اْن ِعقَا ُد اْليَمِ ِ‬
‫حرّرِ ِبنَاءً عَلَى َأنّ الطّلَاقَ‬ ‫ي َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ صَا ِحبِ الْمُ َ‬ ‫وَالْأَصَحّ ِعنْ َدهُ عَ َدمُهُ ‪ .‬وَاْلوَجْ ُه الثّانِي ‪ :‬تَْن َعقِ ُد الْيَ ِم ُ‬
‫حصُ ُل الْإِفَا َد ُة بِدُونِ ذِكْرِ‬ ‫َيقِفُ وُقُوعُ ُه عَلَى تَمَا ِم الِْإعَا َدةِ ِلأَ ّن الْكَلَا َم الْمُ ْطلَ َق إنّمَا َينْصَ ِرفُ إلَى الْ ُم َقيّ ِد وَلَا تَ ْ‬
‫ت مَعَ‬ ‫ق عََلْيهِمَا َوَيقَعُ عَقِيُبهُمَا ِلأَّنهُمَا شَ ْرطٌ ِلوُقُوعِ ِه َوَأمّا اْليَمِيُ َف ُوجِدَ ْ‬ ‫ط وَالْجَزَاءِ َفَيقِفُ الطّلَا ُ‬ ‫جُ ْمَلةِ الشّرْ ِ‬
‫ي ِهيَ الّلفْظُ الْ ُمجَرّ ُد َو ُهوَ الْ ُمعَلّقُ عََليْهِ الطّلَاقُ فَِإذَا قَالَ‬ ‫سَب َقتْ وُقُوعُهُ ‪ُ .‬يوَضّحُهُ َأنّ اْليَمِ َ‬ ‫شَرْطِ الطّلَاقِ فَ َ‬
‫ت يَمِينًا بِ َطلَاقِك عَلَى َكلَامِك َفأَْنتِ طَالِقٌ َفَتَبيّنَ أَنّ‬ ‫إنْ كَلّ ْمتُك َفَأْنتِ طَالِقٌ َف ُهوَ فِي َمعْنَى َقوْلِ ِه إنْ حََل ْف ُ‬
‫ق َو ِمْنهَا إذَا قَالَ لِامْ َرَأتَ ْيهِ َوإِ ْحدَاهُمَا غَ ْيرُ َم ْدخُولِ ِبهَا إنْ حَ َلفْتُ‬
‫ي سَاِب َقةٌ ِلوُقُوعِ الطّلَا ِ‬
‫وُجُو َد اْليَمِ ِ‬
‫شهُورِ وَاْنعَقَدَتْ‬ ‫بِطَلَاقِكُمَا َفَأنْتُمَا طَاِلقَتَانِ ُثمّ قَالَ ُه ثَانِيًا فَِإّنهُمَا يُطَّلقَانِ طَ ْل َقةً [ طَ ْل َقةً ] عَلَى الْمَ ْذ َه ِ‬
‫ب الْمَ ْ‬
‫ي مَ ّر ًة ثَانَِيةً فِي حَ ّق الْمَ ْدخُو ِل ِبهَا ‪َ .‬وَأمّا فِي حَ ّق اّلتِي لَ ْم يَ ْدخُ ْل ِبهَا َففِي اْنعِقَا ِدهَا وَ ْجهَانِ أَحَ ُدهُمَا‬ ‫الْيَ ِم ُ‬
‫سأََلةِ‬ ‫خطّابِ وَصَا ِحبِ الْ ُمحَرّرِ َو ُم ْقتَضَى مَا ذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْمَ ْ‬ ‫َأنّهَا َتْنعَقِ ُد َو ُهوَ َقوْلُ َأبِي الْ َ‬
‫ت مَ َع شَرْطِ الطّلَاقِ لَا مَ َع وُقُوعِ الطّلَاقِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا َيْنعَقِدُ‬ ‫ي َسَببُ اْلَبيْنُوَنةِ َووُ ِجدَ ْ‬ ‫الّتِي َقبَْلهَا ِلأَنّ اْليَمِ َ‬
‫ت مَعَ‬ ‫ي َوإِ ْن وُ ِجدَ ْ‬ ‫َوهُوَ ا ْخِتيَارُ صَا ِحبِ الْ ُمغْنِي غَيْرَ أَنّ ُه وَقَعَ فِي النّسْخِ خََللٌ فِي َتعْلِيلِهِ ; َووَ ْجهُهُ أَ ّن اْليَمِ َ‬
‫شَرْطِ الطّلَاقِ َلكِ ّن اْنعِقَا َدهَا ُمفَا ِرقٌ ِلوُقُوعِ الطّلَاقِ َفلَ ْم َيْن َعقِدْ لِا ْقتِرَانِ ِه بِمَا يَ ْمَنعُهُ ‪ ,‬فَِإنْ َأعَا َد ُه ثَاِلثًا َقبْلَ أَنْ‬
‫ق الْبَائِنِ لَا يُ ْمكِنُ فَِإنْ عَادَ‬ ‫ف بِ َطلَا ِ‬‫ح الْبَائِنِ لَ ْم تَ ْطلُ ْق وَاحِ َدٌة ِمنْهُمَا عَلَى اْلوَ ْج َهيْنِ ِلأَ ّن الْحَلِ َ‬ ‫يُجَدّ َد ِنكَا َ‬
‫ح ّقهَا‬
‫ي الثّانِيَة لَ ْم َتْنعَقِ ْد بِ َ‬
‫ف بِ َطلَاِقهَا وَحْ َدهَا َفعَلَى اْلوَجْ ِه الثّانِي لَا تَ ْطلُقُ ِلَأنّ اْليَمِ َ‬ ‫ج اْلبَائِنَ ثُمّ حَلَ َ‬ ‫َوتَ َزوّ َ‬
‫ق الثّاِنيَة َبعْ َد ِنكَا ِحهَا َفكَمُلَ‬ ‫ح الثّاِنيَة وَالْحَلِفُ بِطَلَا ِ‬ ‫ف بِطَلَاِقهَا َقبْلَ نِكَا ِ‬ ‫حلِ ِ‬‫َوتَطْلُ ُق اْلأُخْرَى طَ ْل َقةً ِلوُجُو ِد الْ َ‬
‫ص َفةَ الثّانِيَة ُمنْ َعقِ َدةٌ‬ ‫الشّرْطُ فِي حَ ّق اْلأُولَى ‪َ .‬وعَلَى اْلوَجْ ِه اْلَأوّلِ تَ ْطلُقُ كُ ّل وَاحِ َد ٍة ِمْنهُمَا طَ ْل َقةً طَ ْل َقةً ِلَأنّ ال ّ‬
‫ط الْحَلِفِ‬ ‫ب َوأُورِ َد عََليْهِ َأ ّن طَلَاقَ كُلّ وَا ِح َدةٍ ِمْنهُمَا ُمعَلّ ٌق بِشَ ْر ِ‬ ‫فِي َح ّقهِمَا جَمِيعًا كَذَا ذَ َك َرهُ اْلأَصْحَا ُ‬
‫حِل َفيْنِ جُزْ ُء عِّلةٍ ِلطَلَاقِ كُ ّل وَاحِ َد ٍة ِمْنهُمَا ‪َ ,‬فكَمَا َأنّهُ لَا بُدّ‬ ‫ق اْلأُخْرَى َفكُ ّل وَاحِ ٍد مِ ْن الْ َ‬ ‫بِطَلَاِقهَا مَ َع طَلَا ِ‬
‫ك الْحَلِفُ بِطَلَاقِ ضَ ّرِتهَا ِلَأنّهُ جُزْ ُء عِّلةٍ‬ ‫ف بِ َطلَاِقهَا فِي َزمَ ٍن َيكُونُ فِيهِ َأهْلًا ِلوُقُوعِ الطّلَاقِ كَذَلِ َ‬ ‫مِ ْن الْحَلِ ِ‬
‫ض ّرِتهَا‬
‫ف بِطَلَاقِ َ‬ ‫ق َوِإنّمَا حََل َ‬ ‫ف َيقَ ُع ِبهَ ِذهِ اّلتِي َجدّ َد ِنكَا َحهَا الطّلَا ُ‬ ‫سهَا َومِنْ تَمَامِ َش ْرطِهِ َف َكيْ َ‬ ‫ق َنفْ ِ‬‫لِطَلَا ِ‬
‫صفَةِ كُّلهَا فِي النّكَاحِ لَا حَا َجةَ إَليْهِ ‪َ ,‬ويَ ْكفِي وُجُودُ آ ِخ ِرهَا فِي ِه‬ ‫َوهِ َي بَائِنٌ ؟ َوأُجِيبَ َعنْ ُه بَِأ ّن وُجُو َد ال ّ‬
‫ق عَقِيبَهُ ‪َ ,‬وذَكَرَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ فِي َتعْلِيقِهِ عَلَى اْلهِدَاَيةِ أَ ّن هَذَا ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ َسوَاءٌ ُق ْلنَا يَ ْكفِي‬ ‫َفَيقَعُ الطّلَا ُ‬
‫ضهَا وَقَ ْد وُ ِجدَ حَا َل اْلَبيْنُوَنةِ اْنَبنَى عَلَى‬ ‫ص َفةِ َأمْ لَا ‪َ ,‬نعَ ْم إنْ ُق ْلنَا يَ ْكفِي وُجُو ُد َبعْ ِ‬ ‫ث وُجُو ُد َب ْعضِ ال ّ‬ ‫حْن ِ‬‫فِي الْ ِ‬
‫ج عَلَى‬ ‫خرّ ُ‬
‫ص َفةِ الْ َموْجُو َدةِ حَا َل اْلبَْينُوَن ِة انَْتهَى ‪َ .‬و ِعنْدِي َأنّ هَذَا قَ ْد َيتَ َ‬ ‫ي بِال ّ‬ ‫أَ ّن الْخِلَافَ فِي حِ ّل اْليَمِ ِ‬
‫سَتثْنَا ٌة مِ ْن عُمُومِ‬
‫ص َفةِ حَا َل اْلبَْينُوَنةِ فَِإنْ قُ ْلنَا إّنهَا مُ ْ‬
‫ف الْ ُمتَأَخّرِينَ فِي َأ ّن الْيَ ِميَ لَا َتنْحَ ّل ِبوُجُو ِد ال ّ‬ ‫خِلَا ِ‬
‫ضهَا حَا َل اْلبَْينُوَنةِ لَا ِعبْ َرةَ لَهُ َأْيضًا َكوُجُودِ َجمِي ِعهَا ‪َ ,‬وِإنْ ُق ْلنَا إ ّن اْليَمِيَ لَا‬ ‫كَلَامِ ِه ِبقَرِيَنةِ الْحَالِ َفوُجُو ُد َب ْع ِ‬
‫حنْثِ فِي ِه عَلَى َأ ّن الِاكِْتفَا َء ِبوُجُودِ‬ ‫حْنثِ فِيهَا اُ ْكُتفِ َي ِبوُجُودِ آ ِخ ِرهَا فِي النّكَاحِ لِِإمْكَا ِن الْ ِ‬ ‫َتنْحَ ّل بِدُونِ الْ ِ‬
‫ق وََقوِْلنَا‬‫صفَةِ فِي الطّلَا ِ‬ ‫ضهَا فِي النّكَاحِ مَعَ َقوِْلنَا لَا ُي ْكَتفَى ِبوُجُو ِد َب ْعضِ ال ّ‬ ‫ض الصّ َفةِ حَالَ الَْبْينُوَنةِ َوبَ ْع ِ‬‫َبعْ ِ‬
‫إ ّن الصّ َف َة الْ َموْجُو َدةِ حَا َل الَْبْينُوَنةِ لَا َتنْحَ ّل ِبهَا الْيَ ِميُ لَا يَخْلُو عَ ْن إ ْشكَالٍ [ َونَ َظرٍ ] َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪َ .‬ومِْنهَا‬
‫ي َوقِي َمةُ اْلأَبِ سِتّةٌ َفقَدْ َحصَ َل ِمنْهَا عَ ِطّيتَانِ‬
‫ض َأبَا ُه بِثَ َمنٍ لَا يَمْ ِلكُ غَ ْي َر ُه َوهُ َو ِتسْ َعةُ َدنَانِ َ‬
‫إذَا اشَْترَى َمرِي ٌ‬
‫ث الْمَا ِل َو ِعتْقُ اْلأَبِ إذَا قُ ْلنَا إنّ ِعْتقَهُ مِ ْن الثُّلثِ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ ‪:‬‬ ‫مِ ْن عَطَايَا الْمَرِيضِ ُمحَابَا ُة اْلبَائِ ِع ِبثُُل ِ‬
‫ك الْمَرِيضِ ِلَأبِيهِ‬ ‫حرّرِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ َيتَحَاصّانِ ِلَأنّ ِملْ َ‬ ‫أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬و ُهوَ َقوْلُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫شتَرِي ِلثَ َمنِ ِه وَفِي كُ ّل ِمْنهُمَا عَ ِطّي ٌة ُمنْجَ َزةٌ َفتَحَاصّا ِلَتقَا ُرِنهِمَا وَالثّانِي َأنّ ُه َتنْفُ ُذ الْ ُمحَابَاةُ‬ ‫ك الْمُ ْ‬
‫ُمقَا ِرنٌ لِ ِملْ ِ‬
‫شتَرِي الثّمَنَ‬ ‫ك الْمُ ْ‬ ‫وَلَا ُيعْتَ ُق اْلأَبُ َو ُهوَ ا ْختِيَارُ صَا ِحبِ الْ ُمحَرّرِ ِلَأنّ الْ ُمحَابَاةَ سَاِب َقةٌ ِل ِعتْ ِق اْلأَبِ فَِإ ّن مَلَ َ‬
‫ك اْلأَبِ ‪َ ,‬و ِعْتقُهُ َيتَ َرّتبُ عَلَى مِ ْلكِ ِه وَلَ ْم ُيقَا ِرنْهُ َفقَدْ قَا َرَنتْ‬ ‫ت الْمُحَابَاةُ فِيهِ وَقَ َع ُمقَا ِرنًا ِلمِلْ ِ‬‫الّذِي وََقعَ ْ‬
‫ص َد َقهَا مِاَئةَ دِ ْر َهمٍ ُثمّ طَ ّل َقهَا قَ ْبلَ‬
‫سَبقِهَا ‪َ .‬و ِمْنهَا َلوْ أَ ْ‬
‫ط ِعتْ ِق الْأَبِ لَا ِعتْقُهُ َفَنفَذَتْ كَ َ‬
‫الْمُحَابَاةُ شَرْ َ‬
‫ي ِمنْ الْ َمهْرِ َفهَ ْل تَ ْ‬
‫ستَحِقّ َجمِي َع الْ َمهْرِ َأ ْو ثَلَاَثةَ أَ ْربَاعِهِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا‬ ‫ال ّدخُولِ عَلَى خَ ْمسِ َ‬
‫ي وَرَجَعَ إَليْ ِه بِالطّلَاقِ َقبْلَ الدّخُو ِل الّنصْفُ الْبَاقِي‬ ‫س َ‬
‫ح ّق ِعوَضًا عَنْ الطّلَاقِ خَمْ ِ‬ ‫حقّهُ ُكلّهُ ِلأَنّ ُه اسْتَ َ‬
‫ستَ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ستَحِ ّق مِنْ‬ ‫ف بِ ِه الْ َمهْ ُر َوَيصِيُ مُشَاعًا َبيْنَ ال ّزوْ َجيْنِ فَلَا يَ ْ‬‫ق َيْنتَصِ ُ‬ ‫ستَحِ ّق ثَلَاَثةَ أَ ْربَاعِهِ ِلأَنّ الطّلَا َ‬‫وَالثّانِي تَ ْ‬
‫ي َويَ ْرجِعُ إَليْهِ‬ ‫خمْسِ َ‬ ‫ج ِعوَضًا عَ ْن طَلَاقِهِ إلّا ِنصْفُ الْ َ‬ ‫الْخَمْسِيَ الْمُخَالَ ِع ِبهَا إلّا ِنصْ َفهَا ‪ ,‬فَلَا يُسَلّمُ لِل ّزوْ ِ‬
‫ب عَلَى الْخُلْعِ لَا ُيفَارِقُهُ َف َق ْد مَلَكَ‬ ‫ف الْ َمهْ ِر َيتَ َرتّ ُ‬
‫ق النّصْفُ ‪َ .‬ومَ ْن َنصَ َر اْلوَجْ َه الَْأوّلَ قَا َل َتَنصّ ُ‬ ‫بِالطّلَا ِ‬
‫ب التّْنصِيفِ َو ُه َو الَْبْينُوَنةُ َفهَذَا َمأْخَذُ الْوَ ْج َهيْنِ ‪,‬‬ ‫الْخَمْسِيَ كُّلهَا َقبْ َل الّتْنصِيفِ ‪َ ,‬لكِ ّن مِ ْلكَهُ َلهَا قَا َر َن َسبَ َ‬
‫ي مِ ْن الْ َمهْرِ مَ َع عِلْ ِمهَا ِبأَنّ‬ ‫خمْسِ َ‬ ‫ك َو ُهوَ أَ ْن يُخَاِل َعهَا لِ َ‬ ‫سأََل ِة َمأْخَذٌ آ َخ ُر عَلَى َتقْدِي ِر الّتنَصّفِ َقبْ َل الْمِلْ ِ‬ ‫وَلِلْمَ ْ‬
‫ستَقِرّ َلهَا بِالطّلَاقِ ؟‬ ‫ي اّلتِي يَ ْ‬
‫س َ‬ ‫ي ُمبْهَ َم ٍة ِمنْهُ َأوْ عَلَى الْخَمْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف بِالْمُخَاَل َع ِة هَ ْل َيَتنَزّ ُل عَلَى خَمْ ِ‬ ‫الْ َمهْ َر َينَْتصِ ُ‬
‫شتَرَ َكةِ‬ ‫سأََلةِ وَ ْجهَانِ ‪َ ,‬وعََلْيهِمَا َيَتنَزّ ُل اْلوَ ْجهَانِ فِيمَا إذَا بَاعَ أَحَدُ الشّرِي َكيْنِ نِصْفَ السّ ْل َع ِة الْمُ ْ‬ ‫‪ .‬وَفِي الْمَ ْ‬
‫خصّهُ بِ ِم ْلكِهِ‬ ‫صفُ ُه َوهُوَ ال ّربُعُ َأ ْو عَلَى الّنصْفِ الّذِي َي ُ‬ ‫ع َوِإنّمَا لَهُ فِيهِ ِن ْ‬
‫هَ ْل يَنْ ِز ُل الَْبيْ ُع عَلَى ِنصْفٍ مُشَا ٍ‬
‫ف مَا إذَا قَالَ‬ ‫خصّهُ كُلّهُ بِخِلَا ِ‬ ‫صّيةِ َو َغيْ ِرهَا وَا ْختِيَارُ اْلقَاضِي َأنّ ُه َيتَنَزّلُ عَلَى الّنصْفِ الّذِي يَ ُ‬ ‫وَكَذَلِكَ فِي اْلوَ ِ‬
‫ستَحِ ّق ِمنْهُ ال ّربُعَ ِلَأنّ الشّرِ َكةَ َت ْقَتضِي التّسَاوِيَ‬
‫ك ِسوَى الّنصْفِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫صفِهِ َو ُهوَ لَا يَمْلِ ُ‬‫لَهُ َأشْرَ ْكتُك فِي ِن ْ‬
‫ف اْلبَيْعِ ‪ .‬وَالْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ َأنّهُ لَا َيصِ ّح َبيْ ُع الّنصْفِ َحتّى‬ ‫خلَا ِ‬‫فِي الْ ِم ْلكَيْ ِن بِ ِ‬
‫ج فِي َمرَضِ الْ َم ْوتِ بِ َم ْه ٍر َيزِيدُ عَلَى َمهْ ِر الْمِ ْثلِ‬
‫َيقُو َل َنصِيبِي فَِإنْ َأطْلَ َق َتنَزّ َل عَلَى ال ّربُعِ ‪َ .‬و ِمْنهَا إذَا َتزَوّ َ‬
‫ث وَالثّاِنيَة َتْنفُ ُذ مِ ْن الثُّلثِ‬
‫َففِي الْمُحَابَاةِ ِروَايَتَانِ إحْدَاهُمَا َأنّهَا َموْقُوَفةٌ عَلَى إجَا َزةِ اْلوَ َرَثةِ ِلأَّنهَا عَ ِطّي ُة اْلوَارِ ِ‬
‫حتَمَلُ َأنْ َيكُو َن َمأْخَ ُذهُ أَ ّن الْإِرْثَ‬ ‫ي وَالَْأثْ َر ُم وَصَالِ ٌح وَابْ ُن َمنْصُو ٍر وَاْلفَضْ ُل بْنُ ِزيَادٍ َويُ ْ‬ ‫َنقََلهَا الْ َمرّوذِ ّ‬
‫ج الُْبضْ َع َوُثبُوتُ‬ ‫حتَمَلُ َأنْ يُقَا َل إنّ ال ّزوْ َج َة مِ ْل ُكهَا فِي حَا ِل مِلْكِ ال ّز ْو ِ‬ ‫الْ ُمقَا ِرنَ ِل ْلعَ ِطّيةِ لَا يَ ْمنَ ُع ُنفُو َذهَا َويُ ْ‬
‫ضهِ بِ َم ْه ٍر َيزِيد عَلَى‬
‫ك َنصّ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ فِيمَنْ َأ َقرّ ِلزَ ْوجَتِ ِه فِي َمرَ ِ‬
‫ك وَكَذَلِ َ‬
‫ب عَلَى ذَلِ َ‬
‫ث ُمتَ َرتّ ٌ‬
‫الْإِرْ ِ‬
‫َمهْ ِر الْمِ ْثلِ أَنّ ال ّزيَا َد َة َتكُو ُن مِ ْن الثُّل ِ‬
‫ث َووَ ّجهَهُ اْلقَاضِي بِمَا ذَكَ ْرنَا ُه مِ ْن التّ ْرتِيبِ ِلأَنّ الْإِقْرَا َر َتَبيّنَ بِهِ َأنّ‬
‫صّيةَ ِلمَ ْن َيصِيُ وَا ِرثًا ُيعَْتبَ ُر مِ ْن الثُّلثِ َو ُه َو‬
‫حقَاقَ كَانَ بِاْل َعقْ ِد َوهَذَا ُكلّ ُه يَرْ ِجعُ إلَى َأنّ اْلعَ ِطّيةَ وَاْلوَ ِ‬ ‫الِاسْتِ ْ‬
‫ث نَسِيبًا َأوْ َز ْوجًا كَمَا َف ّرقَ اْلقَاضِي فِي‬ ‫ف الْمَ ْذ َهبِ الْ َمعْرُوفِ َلكِنْ َق ْد ُيفَ ّرقُ َبيْنَ َأنْ َيكُو َن اْلوَارِ ُ‬ ‫خِلَا ُ‬
‫صّي ِة بِخِلَافِ أَحَدِ‬ ‫ب َسبَبٌ إ ْرثُهُ قَائِمٌ حَا َل الْوَ ِ‬ ‫سأََل ِة الْإِقْرَارِ ِلأَ ّن النّسَ َ‬ ‫ِكتَابِ اْلوَصَايَا مِنْ ِخلَافِهِ َبيَْنهُمَا فِي مَ ْ‬
‫ال ّزوْ َجيْ ِن وَفِيمَا ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي فِي َتوْجِيهِ َأبِي طَاِلبٍ نَظَرٌ فَِإنّ أَ ْحمَدَ َل ْو اعَْتبَرَ حَاَلةَ اْل َعقْدِ لَمَا َجعَلَ ُه مِنْ‬
‫ث َواَللّه َأعْلَمُ ‪.‬‬‫ج مِ ْن هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ ِروَاَي ٌة َعنْهُ ِبأَنّ إقْرَا َر الْمَرِيضِ ِلوَا ِرثِهِ ُم ْعَتبَ ٌر مِ ْن الثُّل ِ‬ ‫الثُّلثِ ‪َ ,‬وِإنّمَا َيتَخَرّ ُ‬
‫‪237‬‬
‫س بِهِ َفبَادَرَ إلَى الْإِقْلَاعِ عَنْ ُه ‪ ,‬هَلْ‬ ‫ع مِنْ ِفعْ ٍل ُهوَ ُمتََلّب ٌ‬ ‫خمْسُونَ ) ‪ :‬مَ ْن َتعَلّ َق بِ ِه الِا ْمتِنَا ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ وَالْ َ‬
‫ب عََليْ ِه َشيْءٌ مِنْ أَ ْحكَامِهِ ؟ هَذَا عِ ّدةُ َأنْوَاعٍ ‪ :‬أَحَ ُدهَا‬ ‫ع ِمنْهُ َأ ْو تَرْكًا لَهُ َفلَا َيتَ َرتّ ُ‬‫يَكُونُ إ ْقلَاعُهُ ِفعْلًا لِلْ َم ْمنُو ِ‬
‫س بِهِ فَلَا َيكُو ُن نَ ْزعُهُ ِفعْلًا ِللْمَ ْمنُوعِ مِنْهُ ‪ .‬فَ ِمنْ ذَلِكَ إذَا‬ ‫ع بِاْلكُّلّيةِ إلّا َو ُهوَ مُتََلّب ٌ‬ ‫أَلّا يََتعَلّ َق بِهِ ُحكْ ُم الِا ْمِتنَا ِ‬
‫ب دَاّبةً وَ ُهوَ رَاكُِبهَا ‪َ ,‬أوْ لَا َيدْ ُخلُ دَارًا َوهُ َو فِيهَا ‪ ,‬وَُق ْلنَا‬
‫س َث ْوبًا َوهُوَ لَاِبسُهُ ‪َ ,‬أوْ لَا َيرْكَ ُ‬
‫حَلَفَ لَا يَلْبَ ُ‬
‫ج مِنْ الدّارِ فِي َأوّ ِل‬ ‫ب َونَزَ َل عَنْ الدّاّب ِة وَ َخرَ َ‬
‫إ ّن الِا ْستِدَا َمةَ كَالِابْتِدَاءِ فِي جَمِي ِع هَ ِذ ِه اْلأَفْعَالِ َفخَلَعَ الّثوْ َ‬
‫سَتقْبَلِ دُونَ الْمَاضِي وَالْحَالِ َفَيَتعَلّقُ‬ ‫ي َتقَْتضِي اْلكَفّ فِي الْمُ ْ‬ ‫حَنثُ ِلأَ ّن الْيَ ِم َ‬ ‫َأوْقَاتِ الِْإ ْمكَانِ ‪ ,‬فَِإنّهُ لَا يَ ْ‬
‫ت الِْإمْكَانِ ‪َ ,‬ومِنْ ُه مَا إذَا أَ ْحرَمَ وَعَلَ ْيهِ قَمِيصٌ فَِإنّ ُه َينْ ِزعُهُ فِي الْحَا ِل وَلَا فِ ْدَيةَ عََليْهِ ; ِلأَنّ‬
‫حكْ ُم بَِأوّلِ َأوْقَا ِ‬
‫الْ ُ‬
‫ح ّل وَلَا يُقَا ُل إنّ ُه بِإِقْدَامِهِ عَلَى إنْشَا ِء الْإِحْرَامِ َو ُهوَ‬
‫ب عَلَى الْمُحْ ِرمِ لَا عَلَى الْمُ ِ‬
‫ت الْإِحْرَا ِم إنّمَا َتتَ َرتّ ُ‬
‫مَحْظُورَا ِ‬
‫ف وَالنّا ِذرِ‬
‫سبٌ إلَى ُمصَا َحَبةِ الّلْبسِ فِي الْإِ ْحرَامِ كَمَا لَا ُيقَا ُل ِمثْلُ ذَلِكَ فِي الْحَالِ ِ‬ ‫ُمتََلّبسٌ بِ َمحْظُورَاتِهِ ُمْنتَ ِ‬
‫ح ّرمًا‬
‫ف عََليْهِ ‪َ ,‬و ِمنْهُ مَا إذَا َفعَ َل ِفعْلًا مُ َ‬
‫حلِ ُ‬
‫س بِمَا يَ ْ‬
‫ف وَلَا يَنْذِرَ َحتّى َيتْ ُر َك التَّلّب َ‬
‫فَِإنّهُ كَا َن يُ ْم ِكنُهُ َأنْ لَا يَحِْل َ‬
‫ب عََليْهِ أَ ْحكَامُ َأْنصَاصًا لَهُ ‪.‬‬
‫ب عََليْهِ قَ ْطعُهُ فِي الْحَا ِل وَلَا َيتَ َرتّ ُ‬ ‫جَاهِلًا َأوْ نَاسِيًا ُث ّم ذَ َكرَ فَِإنّ ُه يَ ِ‬
‫ج ُ‬
‫‪238‬‬
‫ع مِ ْن الْ ِفعْلِ فِي وَ ْقتٍ ُم َعيّ ٍن َويَعَْل َم بِالْ َمنْ ِع وََلكِنْ لَا يَسَْتقِ ّر ِبوَ ْقتِ الْ َمنْعِ َحتّى‬
‫الّن ْوعُ الثّانِي َأنْ يَ ْمَنعَهُ الشّا ِر ُ‬
‫ك عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬أَنّهُ لَا َيتَ َرّتبُ‬ ‫َيتََلّبسَ بِاْل ِفعْلِ َفُيقْلِ َع َعنْهُ فِي الْحَالِ ‪ .‬فَا ْختَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي ذَلِ َ‬
‫عََليْهِ ُحكْ ُم اْلفِعْ ِل الْ َمْن ِهيّ َعنْهُ بَ ْل َيكُونُ إقْلَاعُ ُه تَرْكًا ِل ْل ِفعْلِ ِلَأنّ اْبتِدَا َءهُ كَا َن ُمبَاحًا َحْيثُ وََقعَ َقبْ َل وَ ْقتِ‬
‫ص الْ ُع ْكبَرِيّ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنّهُ َيكُونُ ُحكْمُهُ ُحكْ َم الْفَاعِ ِل ِبتَرْكِهِ لِإِقْدَامِهِ عَلَى‬ ‫ح ِريِ ‪ ,‬وَ ُهوَ ا ْخِتيَارُ َأبِي َح ْف ٍ‬ ‫التّ ْ‬
‫سأََلةِ‬
‫صوَ ِر الْمَ ْ‬
‫حرِيِهِ فِي وَ ْقتِهِ لَا ِسيّمَا مَعَ قُرْبِ الْوَ ْقتِ [ َوهَذَا ظَاهِ ُر الْ َم ْذهَبِ ] ‪ .‬مِنْ ُ‬ ‫الْ ِفعْ ِل مَ َع عِ ْلمِ ِه بِتَ ْ‬
‫ع فِي الْحَالِ فَالْمَ ْذ َهبُ َأنّهُ ُيفْطِ ُر بِذَلِكَ‬
‫جرُ َوهُوَ مُجَامِعٌ فََنزَ َ‬
‫مَا إذَا جَامَعَ فِي لَ ْيلِ َرمَضَا َن َفَأدْرَ َكهُ اْلفَ ْ‬
‫وَفِي اْل َكفّارَةِ ِروَاَيتَا ِن وَا ْختَارَ َأبُو َح ْفصٍ َأنّهُ لَا ُيفْطِ ُر وَلَا ِخلَافَ فِي َأنّهُ لَا َي ْأثَمُ إذَا كَانَ حَا َل الِابْتِدَا ِء ُمتََي ّقنًا‬
‫جمَاعِ َأوْ‬ ‫ع هَ ْل ُهوَ جُزْ ٌء مِ ْن الْ ِ‬ ‫سأََل َة عَلَى أَصْلٍ آ َخ َر َوهُوَ َأنّ النّ ْز َ‬ ‫ب الْمَ ْ‬‫ض الْأَصْحَا ِ‬ ‫ِلَبقَاءِ الّليْ ِل َوَيبْنِي َبعْ ُ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ َأنّهُ لَا ُيفْطِ ُر تَ َط ّوعًا فِي هَ ِذ ِه الْحَاَلةِ‬ ‫سأَلَةِ ِروَاَيتَيْ ِن وَا ْختَارَ ال ّ‬
‫ع وَ َحكَى فِي الْمَ ْ‬ ‫جمَا ِ‬ ‫َلْيسَ مِ ْن الْ ِ‬
‫ت َبعْ َد الْعِ ْل ِم بِطُلُوعِ‬ ‫ب الِْإمْسَا ِك عَ ْن الْ ُمفْطِرَا ِ‬ ‫وَلَا بِالْأَكْ ِل وَلَا ِب َغيْ ِرهِ ِبنَا ًء عَلَى َأنّ ُه إنّمَا َيتَعَلّ ُق بِهِ ُحكْ ُم وُجُو ِ‬
‫ت الْإِحْرَا ِم إّنهَا إنّمَا َتْثبُتُ‬ ‫ح ّرمًا أَلَْبّتةَ كَمَا قُ ْلنَا فِي مَحْظُورَا ِ‬‫ع مُ َ‬‫جرِ فَلَا يَكُونُ اْلوَاقِ ُع ِمنْهَا فِي حَاَلةِ الطّلُو ِ‬ ‫الْفَ ْ‬
‫جرِ فَِإنّهُ يَأْكُلُ‬ ‫ي عَنْ أَحْمَدَ مَا يَدُ ّل عَلَى ذَلِكَ فَِإنّهُ قَالَ إذَا شَكّ فِي طُلُوعِ اْلفَ ْ‬ ‫س بِهِ ‪ ,‬وَقَدْ ُروِ َ‬ ‫َبعْدَ التَّلّب ِ‬
‫ك َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪َ .‬و ِمْنهَا إذَا وَ ِطئَ‬
‫ث وَآثَارٌ َكثِيٌَة تَدُ ّل عَلَى ذَلِ َ‬
‫َحتّى لَا يَشُكّ َأنّ ُه طَلَ َع وَفِي الْمَسْأََلةِ أَحَادِي ُ‬
‫امْ َرَأتَهُ فَحَاضَتْ فِي أَثْنَاءِ اْلوَطْءِ فََنزَعَ هَ ْل يَلْ َزمُ ُه اْلكَفّا َرةُ إذَا قُ ْلنَا يَ ْل َزمُ الْ َمعْذُورُ فَمِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫ب مَنْ‬
‫ص ْومِ وَاْلأَ ْظهَرُ َأنّ ُه‬
‫سأََلةِ ال ّ‬
‫جمَاعِ ‪َ ,‬ومِْنهُ ْم مَنْ خَرّ َجهَا عَلَى مَ ْ‬ ‫ع هَ ْل ُهوَ جِمَاعٌ َأ ْم تَ ْركٌ ِللْ ِ‬ ‫َخرّ َجهَا عَلَى النّ ْز ِ‬
‫سأََلةِ‬‫ض ُهوَ َشبِيهٌ بِمَ ْ‬ ‫حْي ِ‬ ‫ضهَا ثُ ّم َوطِ َئ َو ُهوَ يَخْشَى ُمفَا َجَأةَ الْ َ‬ ‫ب وَ ْقتِ َحْي ِ‬ ‫إنْ كَانَ يَعَْل ُم بِ ُم ْقتَضَى الْعَا َدةِ ُقرْ َ‬
‫ك َينَْبغِي‬ ‫حْيضِ وَقَ ْد َت َركَ اْلوَطْءَ حِيَنئِ ٍذ وَكَذَلِ َ‬ ‫ص ْومِ َوإِلّا َفلَا َكفّا َرةَ ِلَأنّ ُه إنّمَا تَعَلّ َق بِهِ الْ َمنْ ُع َبعْ َد وُجُو ِد الْ َ‬
‫ال ّ‬
‫ش َي ُمفَا َجَأةَ‬‫صيَامِ إنّ ُه إنْ ظَ ّن َبقَاءَ الّليْ ِل َوأَنّهُ فِي ُمهَْل ٍة ِمنْهُ لَمْ يُفْ ِط ْر َوإِنْ خَ ِ‬ ‫أَ ْن ُيقَالَ فِي الْوَطْءِ فِي َليْ ِل ال ّ‬
‫ح ّرمٍ اْبتِدَاءً‬
‫جرِ أَفْ َطرَ ِلأَنّهُ أَقْ َد َم عَلَى َمكْرُوهٍ َأ ْو مُ َ‬ ‫الْفَ ْ‬
‫‪239‬‬
‫س بِهِ ‪َ ,‬فهَلْ‬ ‫حرِيُ ُه َو ُهوَ ُمتََلّب ٌ‬
‫الّن ْوعُ الثّاِلثُ َأ ْن َيعْلَمَ َقبْلَ الشّرُوعِ فِي ِفعْلٍ َأنّهُ إذَا شَ َرعَ فِي ِه تَ َرّتبَ عََليْ ِه تَ ْ‬
‫ح ِريَ َل ْم َيثُْبتْ حِينَئِذٍ َأمْ لَا ُيبَاحُ ِلَأنّهُ َيعْلَمُ َأ ّن إتْمَامَهُ َيقَعُ حَرَامًا فِيهِ‬ ‫ك اْل ِفعْلِ ِلَأنّ التّ ْ‬ ‫ُيبَاحُ لَ ُه الْإِقْدَا ُم عَلَى ذَلِ َ‬
‫ِلأَصْحَاِبنَا َقوْلَانِ ‪َ ,‬و ِمثَالُ ذَلِكَ ‪َ :‬أنْ َيقُولَ ِل َزوْجَِتهِ إنْ وَ ِطئْتُك َفَأنْتِ طَاِلقٌ ثَلَاثًا أَ ْو َفأَنْتِ عَ َليّ كَ َظ ْهرِ‬
‫حكَى اْلأَصْحَابُ فِي مَسْأََلةِ‬
‫ج ُر َو ُهوَ مُولِجٌ َف َ‬ ‫ُأمّي َومِثْلُ َأ ْن َيعْلَمَ َأنّهُ َمتَى َأوْلَجَ فِي هَذَا الْوَ ْق ِ‬
‫ت طَلَ َع عََليْ ِه الْفَ ْ‬
‫ع وَرَجّحَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي‬ ‫س بِجِمَا ٍ‬ ‫ق وَال ّظهَارِ ِروَاَيَتيْ ِن بََن ْوهُمَا عَلَى أَ ّن النّ ْزعَ هَ ْل ُهوَ جِمَاعٌ َأوْ َلْي َ‬ ‫الطّلَا ِ‬
‫سأََلةِ الطّلَاقِ وَال ّظهَا ِر عَلَى كِلَا اْل َقوَْليْنِ ِلَأنّهُ ا ْستِ ْمتَاعٌ بِأَ ْجَنِبّيةٍ َو ُهوَ حَرَا ٌم وََلوْ كَانَ لَ َمسَ‬
‫ح ِريَ فِي مَ ْ‬ ‫التّ ْ‬
‫ف الصّائِمِ فَِإنّهُ لَا يُفْ ِط ُر بِاْلوَطْ ِء َويُ ْمكِنُ َمنْعُ َك ْونِ الّن ْوعِ‬ ‫ج بِاْلفَرْجِ َأوْلَى ِبخِلَا ِ‬ ‫س اْلفَ ْر ِ‬
‫ش ْه َوةٍ فَلَ ْم ُ‬
‫بَ َدَنهَا لِ َ‬
‫ح ّرمٍ‬‫حصُلُ ضَرُو َر ًة تَ َر َك اْلوَطْ َء الْحَرَامَ قُ ْلنَا فَإِذَا لَ ْم َيكُ ْن اْلوَطْءُ إلّا ِب ِفعْ ٍل مُ َ‬ ‫َوطْئًا ‪ .‬قَالَ ‪َ :‬فِإنْ قِي َل هَذَا إنّمَا يَ ْ‬
‫خْنزِيرِ‬‫ح ٍم ُمبَاحٍ لَا يُ ْم ِكنُهُ أَكْلُهُ إلّا ِبأَكْلِ لَحْ ِم الْ ِ‬ ‫خنْزِي ِر بِلَ ْ‬
‫حرَامِ كَمَا َلوْ ا ْختَلَطَ َلحْ ُم الْ ِ‬ ‫ضَرُو َر ًة َو ُهوَ َت ْركُ الْ َ‬
‫سأَلَِتنَا فَِإنّ اْبتِدَاءَ اْلوَطْ ِء ُهنَا‬
‫جمِي َع مُحَ ّر ٌم اْنتَهَى ‪ .‬وََلْيسَ هَذَا مُطَاِبقًا ِلمَ ْ‬ ‫َأوْ ا ْشَتبَ َهتْ مَْيَت ٌة بِمُذَكّاةٍ فَِإنّ الْ َ‬
‫ع تَ ْركٌ لِ ْلحَرَامِ‬ ‫ط بِهِ ‪ ,‬فَإِذَا اْنضَمّ إلَى ذَلِكَ َأ ّن النّ ْز َ‬ ‫ختَلِ ْ‬
‫شَتبِهْ بِحَرَامٍ َأوْ َل ْم يَ ْ‬‫ُمنْفَ ِر ٌد عَ ْن الْحَرَا ِم ُمتَ َميّ ٌز َعنْهُ لَ ْم يَ ْ‬
‫حرِيِهِ كَمَا وََق َع النّزَاعُ فِي‬ ‫لَ ْم َيبْ َق َههُنَا َحرَامٌ ‪َ ,‬وَأْيضًا فَِإ ّن النّ ْزعَ هَ ُهنَا ُمقَا ِرنٌ اْلَبيْنُوَنةَ َفيُ ْمكِ ُن النّزَاعُ فِي تَ ْ‬
‫ط الَْبْينُوَنةِ فَِإنْ قِي َل إ ّن الْ ُمقَا ِرنَ لِلشّرْطِ كَاْل ُمقَا ِرنِ‬ ‫تَ َرّتبِ أَ ْحكَامِ ال ّزوْ ِجّي ِة َمعَهُ َوَأمّا الْإِيلَاجُ فَ ُمقَا ِرنٌ لِشَ ْر ِ‬
‫ط عَلَى مَا َسبَقَ َتقْرِي ُرهُ فِي اْلقَاعِ َد ِة الّتِي َقبَْلهَا َتوَجّهَ تَحْ ِريُهُ َأيْضًا َوإِلّا فَلَا ‪َ .‬وَأْيضًا َفمَ ْن َيقُولُ‬ ‫شرُو ِ‬ ‫لِلْمَ ْ‬
‫ق وَال ّظهَا َر إنّمَا َي َقعَا ِن َبعْدَ‬ ‫ع يَ ْلتَ ِزمُ َأنّ الطّلَا َ‬ ‫ج وَالنّ ْز ِ‬‫ع ِعبَا َرةٌ عَ ْن الْإِيلَا ِ‬
‫جمَاعِ َوِإ ّن الْجِمَا َ‬ ‫النّ ْزعُ جُزْ ٌء مِ ْن الْ ِ‬
‫حصُلُ فِي أَ ْجَنبِّي ٍة وَلَا مُظَاهَ ٍر ِمْنهَا وَلَا ُيقَا ُل يَ ْل َز ُم عَلَى هَذَا َأنْ لَا ُيفْ ِط َر الصّائِ ُم بِالْإِيلَاجِ‬ ‫النّ ْزعِ لَا َقبْلَهُ َفلَا يَ ْ‬
‫حصُ ُل ِبُأمُورٍ‬ ‫ع وَحْ َد ُه بَ ْل تَ ْ‬ ‫حصِرْ فِي الْجِمَا ِ‬ ‫ت الصّائِمِ َل ْم َتنْ َ‬ ‫َقبْ َل غُرُوبِ الشّ ْمسِ إذَا َن َزعَ َبعْ َدهُ ِلأَنّ ُمفْطِرَا ِ‬
‫ف الْأَ ْحكَامِ‬ ‫ح ِو ِه بِخِلَا ِ‬ ‫حصُ ُل بِالِْإنْزَالِ بِالْ ُمبَاشَ َرةِ َونَ ْ‬ ‫ي الْجِمَاعِ كَمَا يَ ْ‬ ‫حصُ َل ِبأَحَدِ جُ ْزأَ ْ‬ ‫ُمتَعَدّ َدةٍ َفَيجُوزُ أَ ْن يَ ْ‬
‫الْ ُمتَ َرّتبَ ِة عَلَى مُسَمّى اْلوَطْءِ فَِإّنهَا لَا َتثُْبتُ إلّا َبعْ َد تَمَا ِم مُسَمّى اْلوَطْءِ ‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫ج ِمنْهُ َو ُهوَ ُمتََلّبسٌ‬ ‫حرِيِ ِه ثُمّ يُرِي ُد تَرْكَ ُه وَالْخُرُو َ‬ ‫ح ّرمٍ عَالِمًا بِتَ ْ‬‫الّن ْوعُ الرّابِعُ ‪َ :‬أ ْن يََتعَمّدَ الشّرُوعَ فِي ِفعْ ٍل مُ َ‬
‫خرُوجِ‬
‫ص ِمنْهُ بِ ُمبَاشَ َرةٍ َأْيضًا ‪َ ,‬كمَنْ َتوَسّطَ دَارًا َمغْصُوَبةً ُثمّ تَابَ َوَندِمَ َوأَ َخ َذ فِي الْ ُ‬
‫ش َرعُ فِي التّخَّل ِ‬
‫بِهِ َفيَ ْ‬
‫صدًا ِلإِزَالَتِهِ ‪ ,‬أَوْ غَصَبَ عَيْنًا‬
‫حرِ ُم َب َدَنهُ عَا ِمدًا ُثمّ تَابَ ‪َ ,‬و َشرَعَ فِي َغسْ ِلهِ بَِي ِدهِ قَ ْ‬
‫ب الْمُ ْ‬
‫مِ ْنهَا ‪َ ,‬أوْ طَيّ َ‬
‫ع فِي حَمْ ِلهَا عَلَى َرْأسِهِ إلَى صَاحِبِهَا ‪َ ,‬ومَا َأشْبَهَ ذَلِكَ ‪ .‬وَاْلكَلَا ُم َههُنَا َمقَامَيْنِ أَ َح ُدهُمَا ‪:‬‬
‫ُثمّ َندِمَ وَ َشرَ َ‬
‫سةِ الْ ِفعْ ِل‬
‫جرّ ِدهَا ‪َ ,‬أوْ لَا يَزُولُ َحتّى يَْن َفصِ َل عَ ْن مُلَابَ َ‬ ‫هَ ْل تَصِ ّح الّت ْوبَةُ فِي هَذَا الْحَا ِل َويَزُو ُل الِْإثْمُ بِمُ َ‬
‫ح ٌة َويَزُو ُل َعنْهُ الِْإثْمُ‬ ‫صحِي َ‬‫بِالْكُّلّيةِ ‪ ,‬وَفِيهِ ِلأَصْحَاِبنَا َو ْجهَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬وهُوَ َقوْلُ ابْ ِن َعقِيلٍ أَ ّن َت ْوبَتَهُ َ‬
‫صَيةً ‪ ,‬وَلَا ُيقَالُ‬ ‫جرّ ِدهَا َوَيكُونُ َتخَّلصُ ُه مِ ْن اْلفِعْ ِل طَا َعةً َوِإنْ كَا َن مُلَابِسًا لَهُ ِلَأنّهُ َم ْأمُو ٌر بِهِ َفلَا َيكُو ُن َمعْ ِ‬ ‫بِمُ َ‬
‫ط مَ َع اْلقُدْ َرةِ عََليْهِ‬ ‫شتَرَ ُ‬‫ع إنّمَا يُ ْ‬
‫ع وَلَ ْم يُوجَدْ ِلَأنّ هَذَا ُهوَ الْإِقْلَاعُ ِب َعْينِهِ َوَأْيضًا فَالْإِ ْقلَا ُ‬ ‫ط الّت ْوبَ ِة الْإِقْلَا ُ‬
‫مِ ْن شَرْ ِ‬
‫جرْحَى‬ ‫حبُوسٌ فِي الدّا ِر الْ َمغْصُوَبةِ َأ ْو َت َوسّطَ جَ ْمعًا مِ ْن الْ َ‬ ‫صبُ َو ُهوَ َم ْ‬ ‫ب اْلغَا ِ‬‫جزِ ‪ ,‬كَمَا َل ْو تَا َ‬ ‫دُو َن الْعَ ْ‬
‫الصّحِي ُح ثُمّ تَابَ وََق ْد عَلِمَ َأنّهُ إنْ أَقَامَ َقتَلَ مَ ْن ُهوَ عََليْ ِه َوإِ ْن انَْتقَلَ َقتَ َل َغيْ َرهُ َلكِ ّن هَذَا مِ ْن مَحَلّ النّزَاعِ‬
‫ت طَا َعةً‬ ‫ح ِوهِ فِي جُرُوحِهِ َليْسَ ْ‬ ‫صبِ َونَ ْ‬ ‫ت اْلغَا ِ‬ ‫خطّابِ َأنّ حَرَكَا ِ‬ ‫َأيْضًا ‪ .‬وَاْلوَجْ ُه الثّانِي ‪َ :‬و ُهوَ َقوْلُ َأبِي الْ َ‬
‫صيََتيْ ِن ِبأَقَّلهِمَا َوأَبُو الْخَطّابِ َوِإنْ قَالَ َليْسَتْ‬ ‫صَيةٌ وََل ِكنّهُ َي ْفعَُلهَا لِدَفْعِ أَكْبَ ِر الْ َم ْع ِ‬
‫وَلَا مَ ْأمُورًا ِبهَا بَ ْل ِهيَ َم ْع ِ‬
‫خلَافَ فِي هَ ِذهِ‬ ‫ب الْ ِ‬
‫ج َب ْعضُ اْلأَصْحَا ِ‬ ‫طَا َع ًة ُهوَ َيقُولُ لَا إثْمَ فِيهَا بَلْ يَقُو ُل ِبوُجُوِبهَا َو ُه َو َمعْنَى الطّاعَ ِة وَ َخرّ َ‬
‫جوَا ِزهِ َل ِزمَ َأنْ‬
‫سأَلَ ِة عَلَى َجوَا ِز الْخِلَافِ فِي الْإِقْدَامِ عَلَى اْلوَطْءِ فِي مَسَائِلِ الّن ْوعِ الثّالِثِ فَِإنْ قِي َل بِ َ‬ ‫الْمَ ْ‬
‫حرِيِهِ َل ِزمَ َتحْ ِر ُي التّ ْر ِك َه ُهنَا وَقَدْ يُفَ ّر ُ‬
‫ق‬ ‫صَيةً َوِإنْ قِي َل ِبتَ ْ‬‫يَكُونَ التّ ْر ُك امِْتثَالًا مِنْ كُ ّل وَجْهٍ فَلَا يَكُونُ َم ْع ِ‬
‫ح ِريِ ُهنَاكَ‬
‫جوَا ُز ُهنَا ‪َ ,‬ويَ ْل َزمُ مِ ْن التّ ْ‬‫جوَا ِز ثُ ّم الْ َ‬
‫ب مِ ْن الِاْبتِدَاءِ َفلَا يَلْ َز ُم مِ ْن الْ َ‬
‫ح ٌ‬
‫ستَصْ َ‬
‫بِالتّحْ ِر ِي ثُ ّم طَا َر َوهُنَا مُ ْ‬
‫ح ِريُ َه ُهنَا بِطَرِيقِ اْلَأوْلَى ‪ .‬وَالْ َمقَامُ الثّانِي فِي اْلأَ ْحكَامِ الْ ُمتَ َرّتَب ِة عَلَى هَذَا الْأَصْ ِل َو ِهيَ َكثِ َيةٌ َف ِمْنهَا‬ ‫التّ ْ‬
‫ث الّذِي‬ ‫حرِمِ يَجُوزُ ِلَأنّ تَ ْركَ الطّيبِ لَا ِفعْلَ لَهُ ذَكَ َر ُه الْأَصْحَابُ وَا ْستَدَلّوا بِ َ‬
‫حدِي ِ‬ ‫ب بَِيدِ ِه لِلْ ُم ْ‬
‫سلُ الطّي ِ‬
‫َغ ْ‬
‫أَحْ َر َم َو ُهوَ ُمَتضَمّ ٌخ بِطِيبٍ َفأَمَ َر ُه النِّبيّ صَلّى اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّمَ َأنْ َيغْسِلَ ُه َعنْهُ ‪ ,‬وَلَكِ ّن هَذَا كَانَ جَاهِلًا‬
‫ف وَ َخصّ َكثِيٌ مِ ْن اْلأَصْحَابِ كَاْلقَاضِي‬ ‫حكْمِ َف ُهوَ كَمَ ْن تَ َطّيبَ َبعْدَ إ ْحرَامِهِ نَا ِسيًا فَِإنّهُ َيغْسِلُ ُه ِب َغيْرِ ِخلَا ٍ‬ ‫بِالْ ُ‬
‫صَيةً‬‫خلَافِ السّابِقِ فِي َك ْونِ ِه َمعْ ِ‬ ‫ج عَلَى الْ ِ‬ ‫شعِ ٌر ِبأَ ّن اْلعَامِدَ بِخِلَافِ ِه َو ُه َو ُمتَخَرّ ٌ‬
‫حكْ َم بِالنّاسِي َو ُهوَ مُ ْ‬‫َوغَيْ ِر ِه الْ ُ‬
‫ح ِرمُ لَا ضَرُو َرةَ لَ ُه بِاْلغَسْلِ‬
‫ج ِمنْهُ وَالْمُ ْ‬‫‪ ,‬وَالصّحِيحُ الّتعْمِيمُ ِلأَنّ ُمبَاشَ َر َة الْ ِفعْ ِل إنّمَا جَازَتْ ضَرُو َرةً لِ ْلخُرُو ِ‬
‫جتِ ِه َغيْ ُر مَ ْمنُوعٍ َو ِمْنهَا إذَا‬
‫ِبيَدِهِ ‪َ ,‬فلَمّا أَ ِذنَ الشّا ِرعُ فِيهِ دَ ّل عَلَى َأنّ ُمبَاشَ َرةَ الطّيبِ ِلقَصْدِ إزَاَلتِ ِه َومُعَالَ َ‬
‫ج ّردِ َتعَ ّمدِ السّ ْبقِ ‪َ ,‬فهَ ْل يَ ِ‬
‫جبُ‬ ‫َتعَ ّمدَ الْ َم ْأمُو ُم سَ ْبقَ إمَامِهِ فِي ُركُوعٍ أَوْ سُجُودٍ َوقُلْنَا لَا تَبْ ُطلُ صَلَاتُهُ بِ ُم َ‬
‫ب اْل َعوْ ِد مِ ْن َغيْ ِر َتفْرِيقِ الْعَامِ ِد َو َغيْ ِرهِ‬‫ب وُجُو َ‬ ‫عََليْهِ اْل َعوْدُ إلَى ُمتَاَب َعتِهِ الِْإمَامَ َأمْ لَا ؟ أَطَْلقَ َكثِ ٌي مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫حرّرِ َبيْنَ‬ ‫ضيَ اللّ ُه عَْنهُ ْم وََف ّرقَ صَا ِحبُ الْمُ َ‬ ‫سعُودٍ رَ ِ‬ ‫‪ ,‬كَمَا وَ َردَتْ ِروَايَاتٌ عَ ْن الصّحَاَبةِ عُمَرَ وَابْنِهِ وَابْ ِن مَ ْ‬
‫الْعَامِ ِد َو َغيْ ِرهِ وَقَالَ ‪َ :‬متَى عَا َد اْلعَامِ ُد بَطََلتْ صَلَاتُهُ ِلَأنّهُ َق ْد َتعَمّدَ ِزيَا َدةَ رُكْنٍ كَامِ ٍل عَ ْمدًا َوِإنّمَا َيعُودُ‬
‫ج عَلَى َأنّ اْل َعوْ َد إنّمَا ُهوَ َقطْعٌ لِ ْل ِفعْ ِل الْ َمْن ِهيّ َعنْهُ الّذِي‬ ‫خرّ ُ‬ ‫السّاهِي وَالْجَاهِلُ ‪ ,‬وََق ْد ُيقَالُ إ ّن َعوْ َد اْلعَامِ ِد َيتَ َ‬
‫ج مِنْ الدّارِ‬ ‫خرُو ِ‬ ‫ا ْرتَ َكبَهُ وَرَجَ َع َعنْهُ إلَى ُمتَابَ َع ِة الِْإمَامِ اْلوَا ِجَبةِ َفلَا يَكُونُ َمْن ِهيّا َعنْ ُه بَ ْل َمأْمُو ٌر بِهِ كَالْ ُ‬
‫ص ِة عَلَى الْأَ ْرضِ‬ ‫خصُو َ‬ ‫ح ِوهَا عَلَى مَا َسبَقَ وََق ْد ُيفَ ّرقُ ِبَأنّ َحقِي َقةَ السّجُو ِد وَضْ ُع اْلَأعْضَا ِء الْمَ ْ‬ ‫الْ َمغْصُوَبةِ َونَ ْ‬
‫ت بِهِ الصّلَا ُة َوَأمّا اْل ُهوَى إلَيْ ِه وَالرّفْ ُع ِمنْهُ فََليْسَا مِ ْن مَا ِهيّتِ ِه َوِإنّمَا هُمَا‬ ‫فَإِذَا زِي َد هَذَا الْ ِمقْدَا ُر عَمْدًا بَطََل ْ‬
‫س ِمنْهُ َوِإنّمَا ُه َو غَايَةٌ لَ ُه وََفصْ ٌل َبيْنَ ُه َوَبيْنَ َغيْ ِر ِه َومَا َمضَى‬ ‫حَدّانِ لَهُ فَلَا َأثَرَ ِلِنّيةِ َق ْط ِعهِمَا بِالرّفْعِ فَِإنّ الرّفْعَ َلْي َ‬
‫سبْقَ‬ ‫ِمنْهُ َووُ ِجدَ لَا يُ ْمكِنُ رَ ْفعُهُ ‪َ ,‬و ُهوَ سُجُو ٌد تَامّ َفَتبْطُ ُل الصّلَا ُة بِ ِزيَا َدتِ ِه عَمْدًا ‪َ ,‬وهَذَا َق ْد يَلْ َز ُم ِمنْهُ أَنّ ال ّ‬
‫حقَهُ الِْإمَامُ‬ ‫لِلرّكْ ِن عَمْدًا يُبْطِلُ الصّلَا َة وَقَدْ قِي َل إنّ ُه الْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ ‪َ ,‬وعَلَى اْلوَجْهِ الْآخَرِ َفُيقَالُ لَمّا َل ِ‬
‫فِي هَذَا الرّكْ ِن وَا ْجتَمَ َع َمعَهُ فِي ِه اُكُْت ِفيَ بِذَلِكَ فِي الْ ُمتَابَ َعةِ ‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫خمْسُونَ ) ‪ :‬اْل ُعقُودُ لَا تُرَدّ إلّا عَلَى َموْجُو ٍد بِاْل ِفعْلِ َأوْ بِاْل ُق ّوةِ ‪َ ,‬وَأمّا اْلفُسُوخُ َفتُرَدّ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِسعَة وَالْ َ‬
‫ث الْ ُمصَرّاةِ َحيْثُ َأوْ َجبَ الشّا ِرعُ َردّ‬ ‫عَلَى الْ َمعْدُومِ ُحكْمًا وَا ْخِتيَارًا عَلَى الصّحِيحِ وَقَدْ دَ ّل عََليْهِ َحدِي ُ‬
‫ع التّ ْم ِر ِعوَضًا عَنْ الّلبَ ِن َبعْ َد تََلفِ ِه َو ُهوَ مِمّا وَرَ َد اْل َعقْ ُد عََليْهِ َفدَ ّل عَلَى َأنّهُ َحكَ َم ِبفَسْخِ اْل َعقْدِ فِي ِه وَرَدّ‬ ‫صَا ِ‬
‫حكْ ِم ّي بِالتَّلفِ َففِي َموَاضِعَ ‪ِ :‬مْنهَا إذَا تَلِفَ‬
‫خ الْ ُ‬
‫ع بِالثّ َمنِ كَامِلًا َفَأمّا الِاْنفِسَا ُ‬
‫صلِ ِه وَالرّجُو ِ‬
‫ِعوَضِهِ مَعَ أَ ْ‬
‫ضهِ اْنفَسَ َخ الْ َعقْدُ فِي ِه وَفِي ِعوَضِ ِه َسوَاءٌ كَا َن ثَ َمنًا َأ ْو ُمثْ َمنًا ‪َ .‬و ِمنْهَا إذَا تَ ِلفَتْ الثّمَارُ‬
‫الْمَبِيعُ الْمُ ْب َهمُ قَ ْبلَ قَبْ ِ‬
‫ت الْعَ ْينُ‬
‫حةٍ فَِإنّ اْل َعقْ َد َينْفَسِخُ فِيهَا ‪َ .‬و ِمْنهَا إذَا تَ ِلفَ ْ‬
‫خلِ قَ ْبلَ َج ّدهَا بِجَائِ َ‬
‫الْ ُمشَْترَاةُ فِي ُرءُوسِ النّ ْ‬
‫ضيّ ُم ّدةِ الِْإجَا َرةِ اْنفَسَ َخ الْ َعقْدُ فِيمَا َب ِقيَ ِمْنهَا ‪.‬‬
‫الْ ُمسْتَ ْأ َج َرةُ قَ ْب َل مُ ِ‬
‫‪242‬‬
‫خيَارُ َأمْ لَا‬ ‫َوَأمّا اْلفَسْ ُخ الِا ْخِتيَارِيّ َفكَثِيٌ ‪َ ,‬ومِ ْن مَسَائِلِهِ إذَا تَلِفَ الْمَبِيعُ فِي ُم ّدةِ الْخِيَارِ هَ ْل يَ ْ‬
‫سقُطُ الْ ِ‬
‫سقُطُ ؟ وَلِ ْلبَائِ ِع اْلفَسْخُ َفيَرْجِ ُع ِب ِعوَضِ ِه َويَرُ ّد الثّمَ َن عَلَى ِروَايََتيْ ِن َمعْرُوَفَتيْنِ َوَنقَلَ َأبُو طَاِلبٍ عَنْ ُه إنْ َأ ْعَتقَهُ‬ ‫يَ ْ‬
‫سيّ‬‫ف الْحِ ّ‬‫ق َبيْنَ التّلَ ِ‬
‫ف َعنْهُ َفلِ ْلبَائِ ِع الثّمَ ُن َوإِ ْن بَاعَهُ وَلَ ْم يُ ْم ِكنْهُ َر ّدهُ َفلَ ُه الْقِي َمةُ [ َففَ ّر َ‬
‫شتَرِي َأوْ تَلِ َ‬
‫الْمُ ْ‬
‫ف َوَأْيضًا‬ ‫ف التّلَ ِ‬‫ع بِخِلَا ِ‬‫ت مَ َع َبقَاءِ اْل َعيْنِ َفأَجَا َز اْلفَسْخَ ] َم َع َبقَاِئهَا لِِإ ْمكَانِ الرّجُو ِ‬ ‫حكْ ِميّ َوَبيْ َن الّت ْفوِي ِ‬
‫وَالْ ُ‬
‫خيَارِ ِجنَاَيةٌ حَا َل ِبهَا بَيْ َن اْلبَائِعِ وَالرّجُوعِ فِي مَالِهِ َفيَمْلِكُ َأ ْن َيفْسَخَ َويُضَ ّمنَهُ‬ ‫َفَتصَرّفُهُ فِي الْ َمبِيعِ فِي مُ ّدةِ الْ ِ‬
‫حيْلُوَل ِة َوإِلَى هَذَا الْ َمأْخَذِ َأشَارَ أَ ْحمَدُ َرحِمَهُ اللّهُ ‪َ .‬و ِمْنهَا إذَا اخْتَلَفَ الْمُتَبَاِيعَانِ فِي الثّ َمنِ َب ْعدَ‬
‫الْقِي َمةَ لِ ْل َ‬
‫تَلَفِ الْمَبِيعِ وَفِيهِ ِروَاَيتَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا َيتَخَاَلفَانِ َوُيفْسَ ُخ اْلبَيْ ُع َوَيغْ َر ُم الْمُ ْ‬
‫شتَرِي اْلقِي َمةَ ‪ .‬وَالثّانَِيةُ ‪ :‬اْلقَوْلُ‬
‫شتَرِي مَ َع يَمِينِهِ فِي َقدْ ِر الثّمَ ِن وَلَا فَسْخَ ا ْختَا َرهَا َأبُو َبكْرٍ َو ِمْنهَا إذَا تَبَايَعَا جَا ِريَ ًة ِبعَ ْبدٍ َأوْ َثوْبٍ‬
‫َقوْ ُل الْمُ ْ‬
‫ضهُ عَيْبًا َو َقدْ تَلِفَ الْآخَرُ فَِإنّ ُه يَ ُر ّد مَا ِبيَدِ ِه َوَيفْسَ ُخ الْ َعقْ َد َويَرْ ِج ُع ِبقِي َم ِة التّالِفِ‬
‫ُثمّ َوجَ َد َأحَ ُدهُمَا بِمَا قَبَ َ‬
‫َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َحنْبَ ٍل وَابْ ُن َمنْصُورٍ وَلَ ْم يَذْكُ ْر اْلأَصْحَابُ فِيهِ ِخلَافًا ِلأَنّ ُهنَا عَْينًا بَاِقَيةً يُ ْمكِ ُن‬
‫ف تََبعًا كَمَا َلوْ كَانَ الثّمَ ُن َنقْدًا ُمعَّينًا وَقَ ْد تَلِفَ فَِإنّهُ لَا خِلَافَ َأنّ ُه يَ ُردّ‬
‫الْفَسْخُ فِيهَا َفَيقَ ُع اْلفَسْخُ فِي التّالِ ِ‬
‫ف َبعْضُ الْمَبِيعِ الْ َمعِيبِ َوأَرَادَ َر ّدهُ َفهَ ْل َيجُوزُ رَدّ‬
‫السّ ْل َعةَ بِاْل َعْيبِ َوَيأْخُ ُذ بَدَ َل الثّمَ ِن َو ِمْنهَا إذَا تَلِ َ‬
‫سأََلةِ اّلتِي َقبَْلهَا َجوَا ُز ُه‬
‫الْ َموْجُو ِد مَعَ قِي َم ِة الْ َم ْفقُو ِد َوَيأْخُ ُذ الثّمَ َن ‪ .‬ظَاهِرُ كَلَامِ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فِي الْمَ ْ‬
‫ِلأَنّ اْلفَسْخَ فِي الْ َمفْقُو ِد ُهنَا تَابِعٌ لِ ْلفَسْخِ فِي الْ َموْجُودِ ‪ ,‬وَ َخرّجَهُ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ عَلَى ِروَاَيَتيْنِ فِيمَا إذَا‬
‫ب الْحَادِثِ‬ ‫ش اْل َعيْ ِ‬
‫ب ِعنْ َدهُ فَِإنّ ُه يَ ُر ّدهُ عَلَى إحْدَى ال ّروَاَيَتيْنِ َويَ ُر ّد َم َعهَا أَ ْر َ‬
‫اشْتَرَى َشْيئًا َفبَا َن َمعِيبًا وَقَ ْد َت َعيّ َ‬
‫عِنْ َد ُه َمنْسُوبًا مِنْ قِي َمتِهِ لَا مِ ْن ثَ َمنِهِ َفوَرَ َد اْلفَسْ ُخ ُهنَا عَلَى الْ َم ْفقُو ِد َتَبعًا ِللْ َموْجُو ِد وَا ْعتَذَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ عَنْ‬
‫حكْمِ‬ ‫س ْومِ ِلَأنّهُ َقَبضَ بِ ُ‬
‫ضَمَانِ ِه بِاْلقِي َمةِ فَِإنّهُ لَمّا فَسَ َخ اْل َعقْدَ صَا َر الْ َمبِيعُ فِي يَ ِدهِ كَالْ َم ْقبُوضِ عَلَى وَجْهِ ال ّ‬
‫ضعِيفٌ ‪َ ,‬و ُمقَْتضَى هَذَا‬ ‫صلِ ِه َوهُوَ َ‬ ‫ضمِ َن بِاْلقِي َمةِ َوهَذَا رُجُوعٌ إلَى َأ ّن الْفَسْخَ رَفْعٌ لِ ْل َعقْ ِد مِنْ أَ ْ‬ ‫َعقْدٍ َفلِذَلِكَ َ‬
‫أَ ّن اْلأَصْلَ ضَمَانُ ُه بِجُزْءٍ مِ ْن الثّمَ ِن َو ُه َو ُمقَْتضَى مَا ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي مَسَائِ ِل الّتفْلِيسِ ِلأَنّ كُلّ‬
‫جزْ ٍء مِ ْن الثّمَنِ فَإِذَا لَ ْم َيكُنْ َر ّد الْ َمبِيعَ ُكلّهُ رَدّ الْ َموْجُو َد ِمنْهُ ِبقِسْطِ ِه مِ ْن الثّمَنِ كَمَا‬ ‫ُجزْ ٍء مِ ْن الْ َمبِي ِع ُمقَابِلٌ لِ ُ‬
‫شتَرِي مِ ْن الْبَائِعِ فَِإنّ ُه َيأْخُ ُذهُ َمنْسُوبًا مِ ْن الثّمَنِ‬ ‫ب الّذِي َيأْخُ ُذهُ الْمُ ْ‬‫ش اْل َعيْ ِ‬ ‫صفْ َق ِة َوهَذَا خِلَافُ أَ ْر ِ‬ ‫فِي َتفْرِي ِق ال ّ‬
‫ف الْأَصْحَابُ فِيهِ َف ِمْنهُ ْم مَ ْن َيقُو ُل ُهوَ فَسْخٌ ِل ْل َعقْدِ فِي ِمقْدَا ِر اْلعَْيبِ َورُجُوعٌ بِقِسْطِ ِه مِ ْن الثّمَنِ ‪,‬‬ ‫وَا ْختَلَ َ‬
‫شتَرَى فِي ال ّذ ّمةِ كَالسَّلمِ ظَاهِرًا ِلَأنّهُ‬ ‫ستَحَ ّق التّسْلِي ِم َوهَذَا فِي الْمُ ْ‬ ‫َوعَلَى هَذَا فَاْلفَسْ ُخ وَ َر َد عَلَى َمعْدُو ٍم مُ ْ‬
‫سخًا إلّا أَنْ‬ ‫حقّ ُه سَلِيمًا َفَأمّا فِي الْ ُم َعيّنِ فََل ْم َيقَ ْع الْ َعقْ ُد عَلَى غَيْرِ عَْينِهِ فَلَا يُ ْمكِنُ َأنْ َيكُو َن اْلأَ ْرشُ فَ ْ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫كَانَ يَ ْ‬
‫ق اْلعَقْ ِد عَلَى اْلعَيْ ِن َي ْقَتضِي سَلَا َمَتهَا وَ َكَأّنهَا َموْصُوَف ٌة ِبصِ َفةِ السّلَا َم ِة وَقَدْ فَاَتتْ َو ِمْنهُ ْم مَ ْن َيقُولُ‬ ‫يَكُونَ إطْلَا ُ‬
‫ض عَ ْن الْجُزْ ِء َنفْسِهِ َأوْ عَنْ قِي َمتِهِ ؟ َذ َهبَ‬ ‫جزْ ِء اْلفَاِئتِ ‪َ .‬وعَلَى هَذَا َفهَ ْل ُهوَ ِع َو ٌ‬ ‫بَ ْل ُهوَ ِع َوضٌ عَ ْن الْ ُ‬
‫ض عَنْ‬ ‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ إلَى أَنّ ُه ِع َوضٌ عَ ْن اْلقِي َمةِ َو َذهَبَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ وَابْ ُن الْ ُمنَى إلَى َأنّهُ عِ َو ٌ‬
‫سهَا ‪َ ,‬و ِمْنهُ ْم مَنْ قَا َل ُهوَ‬ ‫الْ َعيْ ِن َعْنهَا بِمَا شَاءَ ‪َ .‬وِإنْ قُ ْلنَا اْلقِي َمةَ لَ ْم َيجُزْ َأنْ ُيصَالِ َح َعْنهَا ِبأَ ْكثَ َر ِمْنهَا مِنْ ِجنْ ِ‬
‫ت الّذِي َتعَذّ َر تَسْلِيمُهُ لَا عَلَى وَجْ ِه اْلفَسْخِ ِلأَنّ اْلفَسْخَ لَا‬ ‫إسْقَاطٌ ِلجُزْ ٍء مِ ْن الثّمَنِ فِي ُمقَابََل ِة الْجُزْ ِء اْلفَائِ ِ‬
‫ح ِة َعنْ ُه بِأَ ْكثَ َر مِنْ قِي َمتِهِ ‪ ,‬فَِإنْ قُ ْلنَا الْ َمضْمُو ُن اْلعَيْنُ َفلَهُ‬
‫ُيقَابِ ُل اْلفَائَِت َة َوَينَْبنِي عَلَى ذَلِكَ َجوَا ُز الْ ُمصَالَ َ‬
‫ت َب ْعضُ‬ ‫ح ُة وَالسّلَا َم ُة َوِإنّمَا ُيقَابِ ُل اْلأَجْزَا َء الْمُشَا َعةَ فَِإذَا عَقَ َد عَلَى َعيْنٍ َموْصُوفَ ٍة وَفَا َ‬ ‫ح ُة الصّ ّ‬ ‫الْ ُمصَالَ َ‬
‫صفَاِتهَا رَجَ َع بِمَا قَابَلَ ُه مِ ْن الثّ َم ِن مِ ْن غَيْرِ فَسْ ٍخ وَكُ ّل مِ ْن هَ ِذ ِه الْأَ ْقوَالِ الثّلَاَثةِ قَالَهُ الْقَاضِي فِي َموْضِ ٍع مِنْ‬ ‫ِ‬
‫سخًا‬ ‫سخٌ َأوْ إسْقَاطٌ ِلجُزْ ٍء مِ ْن الثّمَنِ َأ ْو ُمعَاوَضَتِهِ َأنّهُ إنْ كَانَ فَ ْ‬ ‫خِلَافِهِ َويَْنَبنِي عَلَى الْخِلَافِ فِي َأنّ اْلأَ ْرشَ فَ ْ‬
‫ف مَا إذَا ُق ْلنَا ُهوَ‬ ‫ستَحِقّ ُجزْءًا مِ ْن عَيْ ِن الثّمَ ِن مَ َع َبقَائِهِ ِبخِلَا ِ‬ ‫َأوْ إ ْسقَاطًا َل ْم يَرْ ِجعْ إلّا ِبقَدْ ِر ِه مِ ْن الثّمَ ِن َويَ ْ‬
‫ب مَا َيتّ ِفقَانِ‬ ‫س ِ‬ ‫ض بَذَلَهُ لَ ُه الْبَائِ ُع وََقبِلَهُ فَِإنّ ُه يَجُو ُز عَلَى حَ َ‬
‫شتَرِي ِخيَارَ الرّ ّد ِبعِ َو ٍ‬ ‫ضةٌ َوَأمّا إنْ َأ ْسقَطَ الْمُ ْ‬ ‫ُمعَاوَ َ‬
‫ش ْف َعةِ َوَنصّ أَحْمَدُ عَلَى ِمثْلِهِ فِي النّكَاحِ‬ ‫س مِ ْن اْلأَ ْرشِ فِي َشيْءٍ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ال ّ‬ ‫عََليْهِ وََلْي َ‬
‫شتَرِي الْفَسْ َخ وَ َردّ‬ ‫ت عَبْدٍ ‪َ .‬و ِمْنهَا إذَا تَ ِلفَتْ اْلعَ ْينُ الْ َمعِيَبةُ كُّلهَا َفهَ ْل يَمْلِ ُ‬
‫ك الْمُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫فِي ِخيَا ِر الْ ُم ْعتَ َق ِة تَ ْ‬
‫ك َوَأشَارَ إَليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ قَالُوا ‪ِ :‬لأَ ّن‬ ‫بَدَِلهَا َأمْ لَا ؟ الّذِي عََليْ ِه الْأَ ْكثَرُونَ َأنّهُ لَا يَمْلِكُ ذَلِ َ‬
‫ضعِيفٌ ِلَأنّ اْلبَدَ َل َيقُومُ‬‫ستَدْ َر ُك بِاْلأَ ْرشِ َو ُهوَ َ‬
‫ستَ ْدعِي مَ ْردُودًا وَلَا مَ ْردُودَ إلّا مَ َع َبقَا ِء الْ َعيْ ِن َوظُلَا َمتُهُ تُ ْ‬
‫الرّ ّد يَ ْ‬
‫ث ِعنْ َدهُ كَمَا تَقَ ّدمَ‬
‫ش الْ َعْيبِ الْحَادِ ِ‬‫شتَرِي أَ ْر َ‬ ‫ك مِنْ َر ّد الْمُ ْ‬ ‫َمقَامَ اْل َعيْنِ َوخَرّجَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َجوَازَ ذَلِ َ‬
‫ب َوتَابَعَ ُه عََليْهِ َأبُو الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ ‪ ,‬وَجَ َز َم بِهِ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ مِنْ‬ ‫وَذَكَرَ فِي َأنّهُ ِقيَاسُ الْ َم ْذهَ ِ‬
‫سهِ فَبَانَ َمعِيبًا ُثمّ تَلِفَ قَ ْبلَ َر ّدهِ فَِإنّهُ يَمْلِ ُ‬
‫ك اْلفَسْ َخ َويَرُدّ‬ ‫غَيْرِ خِلَافٍ َحكَاهُ َو ِمْنهَا إذَا اشَْترَى ِرَب ِويّا بِجِ ْن ِ‬
‫ش عَلَى الصّحِيحِ بِ َمحْذُورِ ال ّربَا َفَت َعيّنَ اْلفَسْخُ ‪َ .‬و ِمْنهَا الِْإقَاَلةُ َهلْ‬
‫بَدَلَ ُه َويَأْخُذُ ِلَأنّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ أَ ْخ ُذ الْأَ ْر ِ‬
‫تَصِحّ َب ْعدَ تَلَفِ اْلعَ ْينِ ؟ قَالَ الْقَاضِي مَ ّرةً ‪ :‬لَا َتصِحّ ِلأَّنهَا َعقْدٌ َيقِ ُ‬
‫ف عَلَى الرّضَا مِ ْن الْجَاِنَبيْنِ َفهِيَ كَاْلَبيْعِ‬
‫حُتهَا بَعْ َد التّلَفِ إذَا ُق ْلنَا ِهيَ فَسْ ٌخ َوتَاَبعَهُ‬
‫صّ‬‫س الْمَ ْذ َهبِ ِ‬ ‫ب ثُمّ قَالَ فِي َموْضِعٍ آ َخرَ ِقيَا ُ‬ ‫بِخِلَافِ الرّ ّد بِاْل َعيْ ِ‬
‫َأبُو الْخَطّابِ فِي الِاْنتِصَارِ وَابْ ُن عَقِيلٍ فِي نَ َظ ِريّاتِهِ وَ َحكَى صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ فِيهَا وَ ْج َهيْ ِن بِخِلَافِ الرّدّ‬
‫ضعِيفٌ فَِإنّ الرّدّ فَسْخٌ َأْيضًا وَالْإِقَاَلةُ‬
‫ف الْفَسْ ِخ َو ُهوَ َ‬‫ستَ ْدعِي مَ ْردُودًا بِخِلَا ِ‬ ‫ق بَِأنّ الرّ ّد يَ ْ‬ ‫بِاْلعَْيبِ وََف ّر َ‬
‫ستَدْعِي ُمقَالًا فِي ِه وََلكِ ّن الْبَدَلَ يَقُو ُم َمقَا َم الْ ُمبْدَ ِل ُهنَا لِلضّرُو َرةِ ‪َ .‬و ِمْنهَا الشّرِ َكةُ فِي الُْبيُوعِ َو ِهيَ َن ْوعٌ‬ ‫تَ ْ‬
‫صفِهِ َأوْ ُجزْ ٍء ُمشَاعٍ مِ ْنهُ فََيقَْبلُ َفَيصِحّ‬
‫ِمنْهَا وَ َحقِي َقتُهَا َأنْ َيشَْترِيَ َرجُلٌ شَيْئًا فََيقُو َل لِآ َخرَ َأ ْشرَكْتُك فِي نِ ْ‬
‫شتَ َركَ فِيهِ فَال ّربْحُ‬
‫ك َوَيكُو ُن تَمْلِيكًا مُنَجّزًا ِبعِ َوضٍ فِي ال ّذ ّم ِة َو َموْضُوعُ هَذَا الْ َعقْدِ َأنّهُ إنْ َربِ َح الْمَالَ الْمُ ْ‬
‫ذَلِ َ‬
‫ف الْمَالُ َأوْ خَسِ َر‬ ‫صتَ ُه ِمنْهُ َوِإنْ تَِل َ‬ ‫شتَرِي َشرِيكًا فِي ال ّربْحِ َفَيأْخُذُ ِح ّ‬ ‫َبيَْنهُمَا النّا ِط ِفّيةِ بِالثّمَ ِن َوَيصِيُ الْمُ ْ‬
‫شتَرِي َفُيقَدّ ُر اْنفِسَاخَ الشّرِ َكةِ ُحكْمًا فِي آ ِخرِ َزمَنِ‬ ‫سرَانُ َأ ْو التّلَفُ عَلَى الْمُ ْ‬ ‫ختْ الشّرِ َكةُ َفيَكُونُ الْخُ ْ‬ ‫اْنفَسَ َ‬
‫سرَانِ َفَيكُونُ هَذَا اْل َعقْدُ ُمفِيدًا‬ ‫ف وَالْخُ ْ‬ ‫خ َبعْدَ التّلَ ِ‬
‫حكَ ُم بِالِاْنفِسَا ِ‬
‫الْمِلْكِ َقبْ َل َبْيعِهِ بِخَسَا َرةٍ َأ ْو تََلفِ ِه َوِإنّمَا يُ ْ‬
‫ك بِمُسَمّى الشّرِ َك ِة مِ ْن َغيْرِ حَا َجةٍ‬ ‫ط َويُ ْكَتفَى بِذَلِ َ‬ ‫سخُ ُه ُمعَّلقًا عَلَى شَ ْر ٍ‬‫ص ًة َويَكُونُ فَ ْ‬ ‫لِلشّرِ َكةِ فِي ال ّربْحِ خَا ّ‬
‫إلَى شَ ْرطٍ َلفْ ِظيّ وَقَ ْد َنصّ أَحْمَدُ عَلَى َجوَازِ هَذَا فِي ِروَايَةِ َجمَا َعةٍ ِمْنهُمْ اْلأَثْ َر ُم َو ُم َهنّا َوأَحْمَ ُد بْ ُن اْلقَاسِمِ‬
‫ش ْعبِيّ صَرِيًا‬ ‫ك عَنْ شُ َريْحٍ وَال ّ‬ ‫ب َوأَحْمَ ُد بْ ُن َسعِي ٍد وَابْنُ َمْنصُورٍ َوغَيْ ُرهُ ْم َوُنقِ َل ِمثْلُ ذَلِ َ‬ ‫ي َوَأبُو طَالِ ٍ‬ ‫َوسِنْدِ ّ‬
‫ب يَأْ ُخذُ ال ّربْ َح وَلَا ضَمَانَ‬ ‫َوسُئِلَ أَ ْحمَدُ هَ ْل يَدْ ُخ ُل هَذَا فِي ِربْ ِح مَا َل ْم يُضْ َمنْ ؟ َفقَا َل ‪ُ :‬ه َو ِمثْ ُل الْ ُمضَارِ ِ‬
‫عََليْهِ ‪ .‬وَقَدْ َأشْكَ َل َتوْجِيهُ كَلَامِ أَحْمَدَ عَلَى اْلقَاضِي َفحَمَلَهُ عَلَى مَحَامِ َل َبعِي َدةٍ جِدّا وَ َحمَلَهُ ابْنُ َأبِي‬
‫ج وَ ْجهًا آ َخرَ َأنّ اْلوَضِي َعةَ عََلْيهِمَا كَال ّربْحِ ‪.‬‬ ‫مُوسَى عَلَى ظَاهِ ِر ِه َوتَِبعَهُ الشّيَازِيّ إلّا َأنّهُ خَرّ َ‬
‫‪243‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّتّونَ ) ‪ :‬الّتفَاسُخُ فِي اْل ُعقُو ِد الْجَائِ َزةِ َمتَى َتضَمّنَ ضَرَرًا عَلَى أَحَ ِد الْ ُمَتعَاقِ َديْنِ َأوْ َغيْ ِرهِمَا‬
‫ح ِوهِ َفيَجُوزُ عَلَى ذَلِكَ‬ ‫ج ْز وَلَ ْم َيْنفُذْ إلّا َأ ْن يُ ْمكِ َن اسْتِدْرَاكُ الضّرَرِ بِضَمَانٍ َأوْ نَ ْ‬ ‫مِمّنْ لَ ُه َتعَلّ ٌق بِاْل َعقْدِ لَ ْم يَ ُ‬
‫ك الْمُوصَى إَليْهِ َأطْلَقَ َكثِ ٌي مِ ْن الْأَصْحَابِ أَنّ لَهُ الرّدّ بَعْ َد اْل َقبُولِ فِي َحيَا ِة الْمُوصِي َوَبعْ َدهُ‬ ‫اْلوَجْهِ ‪َ .‬فمِنْ ذَلِ َ‬
‫وََقيّدَ ذَلِكَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ بِمَا إذَا وَ َجدَ حَاكِمًا ِلئَلّا َيضِي َع إ ْسنَا ُدهَا َفَيقَعُ الضّرَ ُر َوأَ َخ َذهَا مِنْ ِروَاَيةِ َحنْبَلٍ‬
‫عَنْ أَحْمَدَ فِي اْلوَصِ ّي َي ْدفَعُ اْلوَصِّيةَ إلَى الْحَاكِمِ فَيَ ْب َرُأ مِ ْنهَا قَا َل إنْ كَانَ حَا ِكمًا َفَنعَمْ وَ َحكَى ِروَاَيةً‬
‫ت بِحَا ٍل وَلَا َقبْلَ ُه إنْ لَ ْم ُيعْلِمْ ُه بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِ ْن الّتغْرِي ِر بِ ِه وَ َحكَى ابْنُ‬
‫أُخْرَى َأنّهُ لَا يَمْلِكُ الرّ ّد َبعْ َد الْ َموْ ِ‬
‫َأبِي مُوسَى ِروَاَيةً أَنّهُ َلْيسَ لَهُ الرّ ّد بِحَالٍ إذَا َقبَِلهَا َومِ ْن الْأَصْحَابِ مَنْ حَ َمَلهَا عَلَى مَا َبعْ َد الْ َموْتِ ‪,‬‬
‫صرِيًا فِي الْحَاَليْنِ ‪.‬‬‫وَ َحكَاهُمَا الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َ‬
‫‪244‬‬
‫َومِْنهَا الْوَكِيلُ فِي بَيْ ِع ال ّرهْنِ إذَا َعزََلهُ الرّاهِنُ َيصِحّ َعزْلُهُ عَلَى الْ َمنْصُوصُ ِلَأنّ الْحَا ِك َم يَ ْأمُ ُر ُه بِاْلبَيْ ِع َوَيبِيعُ‬
‫ج وَجْ ٌه ثَاِلثٌ بِاْلفَ ْرقِ‬
‫عََليْهِ َوخَرّجَ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَ ْجهًا آخَرَ َأنّهُ لَا َينْعَ ِزلُ ِلأَنّ فِي ِه َتغْرِيرٌ لِ ْلمُ ْرَتهِ ِن َوَيتَخَرّ ُ‬
‫سأََل ِة اْلوَصِّيةِ‬
‫َبيْنَ َأ ْن يُوجَدَ حَا ِك ٌم يَ ْأمُ ُر بِاْلَبيْعِ َأوْ لَا مِ ْن مَ ْ‬
‫‪245‬‬
‫ستَحِ ّق اْلعَامِلُ أُجْ َر َة الْ ِمثْلِ ِلبُطْلَانِ الْمُسَمّى بِالْفَسْخِ فَِإذَا عَمِلَ‬ ‫جعَالَةِ َلكِ ْن يَ ْ‬
‫َومِْنهَا َأنّهُ َيجُوزُ َفسْخُ َع ْقدِ الْ ِ‬
‫ستَحِقّ فِي َجعْلِ الرّدّ‬
‫خرّجُ أَ ْن يَ ْ‬‫سَتنِدًا إَليْهِ ا ْستَحَقّ أُ ْج َرةَ الْ ِمثْلِ َكمَا َلوْ سَمّى لَ ُه تَسْ ِمَيةً فَاسِ َد ًة َويَتَ َ‬
‫بِهِ َأحَ ٌد مُ ْ‬
‫ق وَقَدْ صَا َر ُوجُو ُد التّسْ ِمَيةِ كَاْلعَ َدمِ ‪.‬‬ ‫ستَحَ ّق بِالِْإطْلَا ِ‬
‫الَْأبْ َق الْمُسَمّى بِالشّرُوعِ ِلَأنّهُ الْمُ ْ‬
‫‪246‬‬
‫َومِْنهَا إذَا َفسَخ الْمَاِلكُ َعقْ َد الْ ُمسَاقَاةِ وَقُ ْلنَا هِيَ جَاِئ َزةٌ فَِإنْ كَانَ َبعْ َد ُظهُو ِر الثّ َم َرةِ َفَنصِيبُ اْلعَامِلِ فِيهَا‬
‫ف الْ ُمضَارِبِ‬ ‫ت وِقَاَيةً لِلْمَا ِل بِخِلَا ِ‬ ‫صةَ الْمُسَاقِي َليْسَ ْ‬ ‫ثَابِتٌ ِلأَنّ ُه يَمِْلكُ ُه بِال ّظهُورِ ِروَايَ ًة وَاحِ َدةً ِلأَنّ ِح ّ‬
‫وَكَذَلِكَ َلوْ فَسَ َخ اْلعَامِلُ َبعْدَ ال ّظهُورِ ‪َ ,‬وَأمّا إنْ كَانَ اْلفَسْخُ َقبْلَ ال ّظهُورِ فَِإنْ كَا َن مِ ْن اْلعَامِلِ َفلَا َشيْءَ لَهُ‬
‫لِِإعْرَاضِهِ َوإِنْ كَانَ مِ ْن الْمَالِكِ َفعََليْهِ أُ ْج َرةُ الْ ِمثْلِ ِل ْلعَامِلِ ِلَأنّ ُه َمنَعَ ُه مِ ْن إتْمَا ِم َعقْدٍ َي ْقضِي إلَى ُحصُولِ‬
‫الْمُسَمّى لَهُ غَالِبًا فََل ِزمَهُ ضَمَانُ ُه َوَأيْضًا فَِإ ّن ُظهُو َر الثّمَ َر ِة َبعْ َد الْفَسْخِ ِلعَ َم ِل الْعَامِل فِيهَا َأثَ ٌر بِاْلقِيَا ِم عََلْيهَا‬
‫وَخِ ْد َمِتهَا فَلَا يَ ْذ َهبُ عَ َملُ ُه مَجّانًا وَقَدْ َأثّرَ فِي ُحصُو ِل الْ َم ْقصُودِ َويََتوَجّهُ عَلَى َقوْلِ ابْ ِن َعقِيلٍ فِي‬
‫ح ّق مِ ْن ثَمَ َر ِة الْمُسَمّى لَهُ ‪.‬‬ ‫ستَ ِ‬
‫الْ ُمضَارِبِ أَ ْن َيْنفَسِخَ اْل َعقْ ُد بِالنّسَْبةِ إلَى الْمَالِكِ دُو َن اْلعَامِلِ َفيَ ْ‬
‫‪247‬‬
‫حرْثِ قَالَ‬ ‫خ الْ ُمزَارَ َعةَ قَ ْبلَ ُظهُو ِر الزّرْعِ َأوْ قَ ْبلَ الْبَذْرِ َوَبعْدَ الْ َ‬ ‫ضهِ ُثمّ َفسَ َ‬ ‫َومِْنهَا إذَا زَارَعَ َرجُلًا عَلَى أَرْ ِ‬
‫ج مِنْ الْأَ ْرضِ َفَيبِيعُ الزّ ْرعَ قَالَ لَا يَجُوزُ َحتّى‬ ‫خرُ َ‬ ‫ابْ ُن َمْنصُورٍ فِي مَسَائِلِهِ ُقلْت ِلأَحْ َمدَ ‪ :‬اْلأَكّا ُر يُرِيدُ َأنْ يَ ْ‬
‫جبْ لَ ُه شَيْ ٌء َبعْ ُد إنّمَا‬ ‫ض وََليْسَ فِيهَا زَ ْرعٌ قَالَ َل ْم يَ ِ‬ ‫صلَاحُهُ ُقلْت َفَيبِي ُع عَمَ َل يَ َديْ ِه َومَا عَمِلَ فِي اْلأَ ْر ِ‬ ‫َيبْ ُدوَ َ‬
‫ط عََليْهِ َأنْ َيعْمَلَ َحتّى َيفْ ُرغَ‬ ‫جبُ لَ ُه َبعْ َد مَا َيبْلُغُ الزّ ْرعُ لِمَا اُ ْشتُرِ َ‬ ‫جبُ بَعْ َد التّمَامِ قَالَ ابْ ُن َمْنصُورٍ َيقُو ُل يَ ِ‬ ‫يَ ِ‬
‫ج بِإِ ْذنِهِ فَِإذَا‬
‫َفَأمّا َأنْ يَكُونَ يَ ْذ َهبُ عَ َم ُل يَ َديْهِ َومَا َأْنفَقَ فِي اْلأَ ْرضِ فَلَا وَذَلِكَ َأنّهُ إذَا أَخْ َرجَهُ صَا ِحبُهُ َأوْ َخرَ َ‬
‫حمَلَ ابْ ُن َمنْصُورٍ َقوْلَ أَ ْحمَدَ َأنّهُ لَا َشيْءَ لَ ُه عَلَى مَا إذَا‬ ‫ج مِنْ ذَاتِ َنفْسِهِ فََلْيسَ لَ ُه َشيْءٌ اْنَتهَى ‪ .‬فَ َ‬ ‫َخرَ َ‬
‫ج بِإِ ْذنِ ِه َوظَاهِرُ‬
‫ف مَا إذَا أَ ْخرَجَ ُه الْمَالِكُ َأوْ َخرَ َ‬ ‫حقّ ُه مِ ْن اْلأَ ْرضِ ِبخِلَا ِ‬ ‫ستَ ِ‬‫ج ِبَنفْسِهِ ِلَأنّهُ ُمعْ ِرضٌ عَمّا يَ ْ‬ ‫َخرَ َ‬
‫حمَ ُل عَلَى َأنّهُ‬ ‫جبُ لَهُ أُ ْج َرةُ عَ َملِ ِه ِبيَ َديْهِ َومَا َأْنفَقَ عَلَى اْلأَ ْرضِ مِ ْن مَالِ ِه مِنْ َأنّ كَلَامَ أَحْمَدَ قَ ْد يُ ْ‬ ‫كَلَامِهِ َأنّهُ َت ِ‬
‫ستْ َأ ْعيَانًا َوهَذَا لَا يَدُ ّل عَلَى َأنّهُ لَا حَقّ لَهُ فِيهَا بِاْلكُّلّيةِ وَِلهَذَا َنقُولُ فِي‬ ‫أَرَادَ َأنّهُ لَا َيبِي ُع آثَا َر عَمَلِهِ ِلأَّنهَا َليْ َ‬
‫ضيَ قَالَ‬ ‫ح ُوهُ لَا ِخلَافَ فِي ِه مَعَ َأنّ اْلقَا ِ‬ ‫س َونَ ْ‬‫ب إنّهُ َيكُو ُن شَرِيكًا ِبهَا عَلَى أَحَ ِد اْل َقوَْليْنِ وَالْ ُمفِْل ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫آثَا ِر الْغَا ِ‬
‫فِي اْلأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ ِقيَاسُ الْمَ ْذ َهبِ َجوَا ُز َبيْ ِع اْلعِمَا َرةِ الّتِي ِه َي الْإِثَا َر ُة َويَكُونُ َشرِيكًا فِي الْأَ ْرضِ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ فِيمَنْ زَارَعَ َرجُلًا عَلَى َمزْرَ َعةِ ُبسْتَانِهِ ُثمّ َأ ّجرَهَا َهلْ تَبْ ُط ُل الْ ُمزَارَ َعةُ‬
‫ِبعِمَا َرتِهِ َوأَفْتَى ال ّ‬
‫َأنّهُ إنْ زَا َرعَهُ ُمزَارَ َعةً لَا ِز َمةً لَ ْم َتبْطُ ْل بِالْإِجَا َرةِ َوِإنْ َل ْم َتكُنْ لَا ِز َمةً َأعْطَى الْفَلّاحَ أُ ْج َرةَ عَ َملِ ِه َوأَفْتَى أَْيضًا فِي‬
‫ج مِ ْنهَا فَلّاحُهُ َأنّهُ إنْ كَانَ لَهُ فِي الْأَ ْرضِ فِلَا َحةٌ‬
‫ت َبوَارًا وَ َح َرثَهَا َفهَ ْل َلهُ إذَا خَرَ َ‬
‫ع أَرْضًا وَكَانَ ْ‬
‫َر ُجلٍ َزرَ َ‬
‫ستَأْ ِج َرةِ‬
‫لَ ْم َيْنتَفِ ْع ِبهَا فَلَهُ قِي َمُتهَا عَلَى مَ ْن انَْتفَ َع ِبهَا فَِإنْ كَا َن الْمَالِكُ اْنَتفَ َع ِبهَا َوأَ َخ َذ ِعوَضًا َعْنهَا مِ ْن الْمُ ْ‬
‫سَتأْجِ ِر الْ ُمْنَتفِعِ ِبهَا َوَنصّ‬
‫َفضَمَاُنهَا عََليْ ِه َوِإنْ أَ َخ َذ الْأُ ْج َرةَ عَ ْن اْلأَ ْرضِ وَحْ َدهَا َفضَمَانُ اْلفِلَا َحةِ عَلَى الْمُ ْ‬
‫ط عََليْهِ َأنْ يَ ُر ّدهَا َمفْلُو َحةً كَمَا أَ َخ َذهَا َأنّ لَهُ أَنْ‬
‫أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ صَالِحٍ فِيمَنْ ا ْسَتأْجَرَ أَرْضًا َمعْلُو َم ًة َوشَرَ َ‬
‫خرّجُ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الْ ُمزَا َر َعةِ ‪.‬‬ ‫ط َويَتَ َ‬
‫يَرُ ّدهَا عََليْهِ كَمَا شَ َر َ‬
‫‪248‬‬
‫خ الْمَالِكِ َلهَا َولَوْ كَانَ الْمَالُ َعرَضَا وََلكِنْ لِ ْل ُمضَارِ ِ‬
‫ب بَْيعُ ُه َبعْ َد الْفَسْخِ‬ ‫خ ِب َفسْ ِ‬
‫َومِْنهَا الْمُضَارََب ُة تَ ْنفَسِ ُ‬
‫ِلَتعَلّقِ َحقّ ِه بِ ِربْحِهِ ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َوهُ َو ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ الشّيْخِ ابْ ِن َمنْصُورٍ َوذَكَ َر‬
‫ك الّتصَرّفَ‬ ‫الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ِن َعقِيلٍ فِي بَابِ الشّرِ َكةِ أَ ّن الْ ُمضَارِبَ لَا َينْعَ ِز ُل مَا دَا َم عَرْضًا بَ ْل يَمْلِ ُ‬
‫ك َعزْلُهُ َوإِ ّن هَذَا ظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ َحنْبَلٍ َوذَكَرَا فِي‬ ‫َحتّى َيِنضّ َرأْسُ [ الْمَالَ ] وََلْيسَ لِلْمَالِ ِ‬
‫سَبةِ إلَى الشّرَاءِ دُونَ الَْبيْ ِع وَحَ َملَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي مُطْلَقَ َكلَا ِمهِمَا فِي الشّرِ َكةِ عَلَى‬ ‫الْ ُمضَا َرَبةِ َأنّ ُه َينْعَ ِز ُل بِالنّ ْ‬
‫ك َمنْعُ ُه مِنْ ذَلِكَ إذَا كَانَ‬ ‫ك َتنْضِيضٌ الْمَا ِل وََليْسَ لِ ْلمَالِ ِ‬ ‫ب َبعْ َد اْلفَسْخِ يَ ْملِ ُ‬ ‫هَذَا الّتقْيِي ِد َو َمعْنَاهُ أَ ّن الْ ُمضَارِ َ‬
‫س الْمَا ِل مُرَاعَاةً‬ ‫ك اْلفَسْخَ َحتّى يَِنضّ َرأْ ُ‬ ‫فِيهِ ِربْحٌ َلكِنّ ابْ َن َعقِيلٍ صَرّحَ فِي َموْضِعٍ آخَ َر ِبَأنّ اْلعَامِلَ لَا يَمْلِ ُ‬
‫ي َمتَاعًا يَرْجُو بِهِ‬ ‫ك ِبعَزْلِهِ الْحِيَلةَ لِا ْقتِطَاعِ ال ّربْحِ مِثْلُ َأ ْن يَشْتَ ِر َ‬
‫لِحَ ّق مَاِلكِ ِه ثُمّ قَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ إذَا َقصَ َد الْمَالِ ُ‬
‫سعْ ِر َي ْومِهِ َوَيأْخُ ُذهُ لَ ْم َيْنفَسِخْ فِي َح ّق الْ ُمضَارِبِ فِي ال ّربْ ِح َوِإذَا جَاءَ‬ ‫ال ّربْحَ فِي َم ْوسِمِ َفَيْنفَسِخُ َقبْلَهُ ِلُي َقوّمَ ُه بِ ِ‬
‫حقَاقِ َنصِيبِهِ مِنْ ال ّربْ ِح الّذِي أَرَا َد الْمَالِكُ‬ ‫جعَ َل اْلعَقْ َد بَاِقيًا بِالنّسَْبةِ إلَى ا ْستِ ْ‬ ‫صتَ ُه ِمنْهُ َف َ‬‫الْ َم ْوسِمَ أَخَذَ ِح ّ‬
‫إسْقَاطَ ُه َبعْدَ اْن ِعقَا ِد َسبَبِ ِه ِبعَمَ ِل الْ ُمضَارِبِ َف ُهوَ كَاْلفَسْ ِخ َبعْ َد ظُهُورِ ال ّربْ ِح وَقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ َأْيضًا فِي بَابِ‬
‫ك وَقَالَ فِي‬ ‫خهَا َبعْدَ تََلّبسِ اْلعَامِ ِل بِاْلعَمَ ِل َوأَطَْلقَ ذَلِ َ‬ ‫سَ‬ ‫ب الْمَالِ فَ ْ‬ ‫جعَاَلةِ لَا يَ ْملِكُ رَ ّ‬ ‫جعَاَلةِ الْ ُمضَا َرَبةُ كَالْ ِ‬ ‫الْ ِ‬
‫س الْمَا ِل َوَيعْلَمَ رَبّ الْمَالِ َأنّهُ أَرَا َد اْلفَسْخَ ِلئَلّا‬ ‫ب اْلفَسْخَ بَعْدَ َأ ْن َينِضّ َرأْ َ‬ ‫ك الْ ُمضَارِ ُ‬ ‫ُمفْرَدَاتِهِ إنّمَا يَ ْملِ ُ‬
‫َيتَمَادَى بِهِ ال ّزمَانُ َفَيَتعَطّ َل عََليْ ِه الْأَ ْربَاحُ ‪ .‬قَا َل َوهَذَا ُهوَ َدوْرَانَ بِمَ ْذ َهبِنَا َوَأنّهُ لَا َيحِلّ ِلأَحَ ِد الْ ُمَتعَاقِ َديْنِ فِي‬
‫ت اْلفَسْ ُخ مَعَ َكتْ ِم شَرِيكِهِ ِلَأنّهُ ذَرِي َعةٌ إلَى غَاَيةِ الْإِضْرَا ِر َوهُ َو َتعْطِي ُل الْمَا ِل عَ ْن اْلفَوَائِدِ‬ ‫الشّرِ َكةِ وَالْ ُمضَا َربَا ِ‬
‫س الْمَالِ‬ ‫ع َوَنضّ َرأْ َ‬ ‫س الْمَالِ َقدْ صَا َر عُرُوضًا َلكِنْ إذَا بَا َ‬ ‫خهَا وَ َرأْ ُ‬‫ك ِعنْ َدنَا فَسْ َ‬ ‫وَالْأَ ْربَاحِ وَِلهَذَا لَا يَمْلِ ُ‬
‫س الْمَا ِل َوَيعْلَ َم بِهِ َربّهُ ِلئَلّا َيتَضَرّرَ‬ ‫ب اْلفَسْخُ َحتّى يَِنضّ َرأْ َ‬ ‫َينْفَسِ ُخ اْنتَهَى ‪ .‬وَحَاصِلُهُ أَنّهُ لَا يَجُوزُ ِللْ ُمضَارِ ِ‬
‫ك اْلفَسْخَ إذَا َتوَجّ َه الْمَالُ إلَى ال ّربْح‬ ‫ِبتَعْطِي ِل مَالِ ِه عَنْ ال ّربْحِ كَمَا ذَكَر َأنّهُ فِي اْل ُفضُولِ َأ ّن الْمَالِكَ لَا يَمْلِ ُ‬
‫سقُطُ بِهِ َح ّق الْعَامِ ِل َو ُهوَ حَسَنٌ جَا ٍر عَلَى َقوَاعِ ِد الْمَ ْذ َهبِ فِي اعِْتبَا ِر الْ َمقَاصِدِ َوسَدّ الذّرَائِعِ وَِلهَذَا‬ ‫وَلَا يَ ْ‬
‫ضرَرٌ َردّ َحقّ ُه مِنْ ال ّربْحِ فِي‬ ‫قُ ْلنَا إنّ الْ ُمضَارِبَ إذَا ضَارَبَ لِآخَ َر مِنْ غَيْ ِر عِ ْل ِم الَْأوّ ِل وَكَانَ عََليْهِ فِي ذَلِكَ َ‬
‫سخَ َقبْلَ ال ّظهُورِ َفلَا َشيْءَ لَ ُه َوَأمّا مَا ذَ َك َرهُ فِي بَابِ‬ ‫ق الْأَ ْكثَرِينَ َأنّهُ إذَا فَ َ‬
‫شَرِ َك ِة الَْأوّ ِل مَ َع مُخَاَلفَتِهِ لِِإطْلَا ِ‬
‫جعَاَلةِ ‪.‬‬‫ب الْ ِ‬‫ضيَ ذَكَ َر ِمثْلَهُ َأْيضًا فِي بَا ِ‬ ‫جعَاَلةِ َففِي ِه ُبعْدٌ إلّا أَ ْن ُينَزّ َل عَلَى ِمثْلِ هَذَا الْحَالِ مَعَ أَنّ اْلقَا ِ‬ ‫الْ ِ‬
‫‪249‬‬
‫ك اْنعَزَ َل الْ َمعْزُو ُل وَ ْح َدهُ‬ ‫ختْ َوِإنْ قَا َل الْآخَ ُر عَزَْلتُ َ‬ ‫شرِ َكةُ إذَا َفسَخَ أَ َح ُدهُمَا َع ْقدَهَا بِاْلقَ ْولِ اْنفَسَ َ‬ ‫َومِْنهَا ال ّ‬
‫ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي َوَيْنفَسِخُ مَعَ َكوْ ِن الْمَا ِل عُرُوضًا َأ ْو نَاضّا وَ َحكَى صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ ِروَاَيةً أُخْرَى لَا َيْنعَزِلُ‬
‫خلَافِ‬ ‫ق ِبأَنّ الشّرِيكَ وَكِي ٌل وَال ّربْ ُح يَدْ ُخ ُل َتبَعًا بِ ِ‬
‫َحتّى َيِنضّ الْمَالَ كَالْ ُمضَارِبِ قَا َل َو ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ وَفَ ّر َ‬
‫حَ ّق الْ ُمضَارِبِ فَِإنّهُ أَصِْل ّي وَلَا يَدْ ُخ ُل بِدُو ِن اْلبَيْعِ ‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫صرّفًا يُوجِبُ الضّمَانَ َفهَ ْل َيضْ َمنُهُ‬
‫صرّفَ قَ ْبلَ الْعِ ْلمِ تَ َ‬
‫َومِْنهَا اْلوَكِيلُ إذَا وَكّ َلهُ فِي ِف ْعلِ َشيْ ٍء ُثمّ َعزََل ُه وَتَ َ‬
‫الْ ُموَكّلُ ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ مَذْكُورَانِ فِيمَا إذَا وَكّلَهُ فِي ا ْستِيفَا ِء اْلقِصَاصِ ثُ ّم عَزَلَهُ فَا ْسَتوْفَاهُ َقبْ َل اْلعِلْمِ قَالَ َأبُو‬
‫ب مَنْ قَالَ ِلعَ َد ِم َتفْرِيطِ ِه َو ِمْنهُمْ مَنْ قَالَ ِلَأنّ َعفْ َو ُموَكّلِهِ لَ ْم َيصِحّ‬ ‫صحَا ِ‬ ‫ضمَانَ عَلَى اْلوَكِيلِ َفمِ ْن الْأَ ْ‬ ‫بَكْرٍ لَا َ‬
‫َحْيثُ َحصَ َل عَلَى َوجْهٍ لَا يُ ْمكِنُ ا ْستِدْرَاكُهُ َف ُهوَ َكمَا َل ْو عَفَى َبعْدَ ال ّر ْميِ قَالَ َأبُو بَكْرٍ َوهَلْ َيلْ َز ُم الْ ُموَكّلَ‬
‫ضمَانَ عََليْ ِه َووُجّ َه ِبأَ ّن َع ْفوَهُ لَ ْم َيصِحّ كَمَا ذَكَ ْرنَا َوِبأَنّ ُه مُحْسِ ٌن بِاْل َع ْفوِ‬ ‫الضّمَانُ ؟ عَلَى َقوَْليْنِ أَحَ ُدهُمَا لَا َ‬
‫فَلَا َيتَ َرّتبُ عََليْ ِه الضّمَانُ بِ ِه وَالثّانِي عََليْهِ الضّمَانُ ِلَأنّ ُه سَلّطَ ُه عَلَى َقتْ ِل َم ْعصُومٍ لَا َيعْلَ ُم ِب ِعصْ َمتِهِ َفكَانَ‬
‫ب طَرِي َق ٌة ثَانَِيةٌ‬ ‫الضّمَا ُن عََليْهِ كَمَا َلوْ َأمَ َر بِاْلقَتْ ِل مَنْ لَا َيعَْل ُم تَحْ ِريَهُ َف َقتَلَ كَانَ الضّمَانُ عَلَى الْآمِ ِر وَلِ ْلأَصْحَا ِ‬
‫حقّا لَا‬‫َوهِ َي الِْبنَا ُء عَلَى اْنعِزَا ِل اْلوَكِيلِ َقبْ َل اْلعِلْمِ فَِإنْ قُ ْلنَا لَا َيْنعَزِلُ لَ ْم َيصِ ّح اْل َعفْوُ َفَيقَ ُع اْلقِصَاصُ مُسْتَ َ‬
‫ضمِ َن اْلوَكِيلُ كَمَا َلوْ َقتَ َل ُم ْرتَدّا وَكَانَ [ َقدْ ] َأسَْل َم وَلَ ْم َيعْلَمْ‬ ‫ضَمَانَ فِيهِ ‪َ ,‬وإِنْ قُ ْلنَا َيْنعَزِلُ صَ ّح اْل َع ْفوُ وَ َ‬
‫بِهِ َوهَ ْل يَ ْرجِ ُع عَلَى الْ ُموَكّلِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬يَرْ ِجعُ ِلَتغْرِي ِرهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا ِلَأنّ اْل َع ْفوَ إحْسَانٌ‬
‫ِمنْهُ لَا َي ْقَتضِي الضّمَا َن َوعَلَى هَذَا فَال ّدَي ُة عَلَى عَاقَِل ِة اْلوَكِي ِل ِعنْدَ َأبِي الْخَطّابِ ِلأَنّهُ َخ َطأٌ ا ْستَنْ َمتْ اْلقَاضِي‬
‫ب طَرِي َقةٌ‬ ‫فِي مَالِهِ ِلَأنّهُ عَ ْم ٌد َو ُهوَ َبعِيدٌ ‪ .‬وَقَ ْد ُيقَا ُل ُهوَ ِشبْ ُه عَمْدٍ كَذَا َحكَى صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي ‪ ,‬وَلِ ْلأَصْحَا ِ‬
‫ح ِة َع ْف ِوهِ ‪,‬‬ ‫ثَاِلثَ ٌة َو ُهوَ إنْ قُ ْلنَا لَا َيْنعَزِلُ لَ ْم َيضْمَ ْن اْلوَكِيلُ َوهَ ْل َيضْمَ ُن اْلعَافِي ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ِبنَاءً عَلَى صِ ّ‬
‫َوتَرَدّدَا َبيْ َن َتغْرِي ِر ِه َوإِحْسَانِهِ ‪َ ,‬وإِنْ قُ ْلنَا َيْنعَزِلُ لَ ِز َمتْهُ ال ّدَيةُ ‪َ .‬وهَ ْل َيكُونُ فِي مَالِهِ َأ ْو عَلَى عَاقَِلتِهِ ؟ عَلَى‬
‫وَ ْج َهيْنِ ‪َ ,‬وهَ ِذهِ طَرِي َقةُ َأبِي الْخَطّابِ وَصَا ِحبِ التّ ْرغِيبِ وَزَادُوا إذَا قُ ْلنَا فِي مَالِهِ َفهَ ْل يَرْ ِج ُع ِبهَا عَلَى‬
‫الْ ُموَكّلِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ ,‬وََلوْ وَكّلَهُ فِي َبيْ ِع َشيْءٍ َأ ْو وَ ْقفِهِ َأوْ [ فِي ] عِتْ ِق َعبْ ِدهِ ثُمّ عَزَلَ ُه ثُمّ َفعَ َل مَا وَكّلَهُ‬
‫صحِي ٌح وَلَا كَلَا َم َوِإنْ قِي َل َيْنعَزِلُ فَاْل َعقْ ُد بَاطِلٌ‬ ‫فِيهِ َقبْ َل اْلعِلْمِ بِعَزْلِهِ َفِإنْ قِيلَ لَا َيْنعَزِلُ َقبْ َل اْلعِلْمِ فَالّتصَرّفُ َ‬
‫شيْخُ َت ِقيّ الدّينِ لَا َيضْ َمنُهُ اْلوَكِيلُ لِاْنتِفَاءِ َتفْرِيطِهِ‬ ‫شتَرِي َو ِعتْقُهُ ‪َ .‬وَأمّا ا ْسِتقْلَالُهُ َفقَالَ ال ّ‬ ‫ف الْمُ ْ‬ ‫ك وَقْ ُ‬ ‫وَكَذَلِ َ‬
‫ضمِنَ َرجَ َع عَلَى اْلغَارّ عَلَى الصّحِيحِ وَالْغَا ّر ُهنَا‬ ‫ب َوإِذَا َ‬ ‫شتَرِي َمغْرُو ٌر وَفِي َتضْمِينِهِ خِلَافٌ فِي الْمَ ْذ َه ِ‬ ‫وَالْمُ ْ‬
‫سأََل ِة اسْتِيفَاءِ‬
‫ضمَانَ عَلَى وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا انَْتهَى ‪َ .‬وعَلَى اْلقَوْ ِل ِبضَمَا ِن الْوَكِيلِ فِي مَ ْ‬ ‫لَا ضَمَا َن عََليْهِ فَلَا َ‬
‫الْ ِقصَاصِ مِ ْن َغيْرِ رُجُوعٍ قَ ْد َيَتوَجّهُ ضَمَا ُن الْوَكِيل ُهنَا وَفِي ِه ُبعْدٌ َأيْضًا ِلأَ ّن الضّمَانَ ُهنَا َلوْ َو َجبَ َلوَ َجبَ‬
‫شتَرِي مِنْ‬ ‫شتَرِي مِ ْن الْمُ ْ‬ ‫شتَرِي َف ُهوَ َشبِيهٌ بِالْمُ ْ‬‫لِ ْلغَا ّر وَاْلغَا ّر مِ ْن َشأْنِهِ َأنْ َيضْمَنَ لَا َأ ْن يُضْ َمنَ لَهُ ‪َ .‬وَأمّا الْمُ ْ‬
‫ع ُهنَا عَلَى‬ ‫صبِ ‪ ,‬وَالْ َمعْرُوفُ فِي الْمَ ْذ َهبِ َتضْمِينُهُ َلكِنْ لَا يُ ْمكِنُ الرّجُو ُ‬ ‫صبِ إذَا لَ ْم َيعْلَمَا بِاْل َغ ْ‬ ‫الْغَا ِ‬
‫اْلوَكِيلِ ‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫صرّفًا عَامّا َعلَى النّاسِ كُ ّل ِه ْم ِمنْ غَ ْيرِ وِلَايَةِ َأ َحدٍ ُمعَيّنٍ وَ ُهوَ‬
‫ف تَ َ‬
‫صرّ ُ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِديَة وَالسّتّونَ ) ‪ :‬الْمُتَ َ‬
‫الِْإمَامُ ‪ ,‬هَ ْل يَكُونُ َتصَرّفُ ُه عََلْيهِ ْم بِ َطرِي ِق الْوِكَاَلةِ َلهُمْ َأ ْو بِطَرِي ِق اْلوِلَايَةِ ؟ فِي ذَلِكَ وَ ْجهَانِ وَ َخرّجَ الْآمِدِيّ‬
‫ِروَايََتيْنِ ِبنَاءً عَلَى َأنّ خَ َطأَ ُه هَ ْل ُهوَ عَلَى عَاقَِلتِهِ َأوْ فِي َبْيتِ الْمَالِ ; ِلَأنّا إنْ َجعَ ْلنَاهُ عَلَى عَاقَِلتِهِ َف ُه َو‬
‫ف ِبوَكَاَلِتهِمْ َلهُ ْم َوعََلْيهِمْ َفلَا َيضْمَنُ َلهُ ْم وَلَا ُيهْدِرُ‬ ‫ُمتَصَرّفٌ بَِنفْسِ ِه َوإِنْ َجعَ ْلنَاهُ فِي َبْيتِ الْمَالِ َف ُهوَ ُمَتصَرّ ٌ‬
‫ف بِاْلوِكَاَلةِ ِلعُمُو ِمهِمْ ‪َ ,‬وذَكَرَ فِي‬ ‫جبُ فِي بَْيتِ الْمَالِ وَا ْختِيَارُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َأنّهُ ُمَتصَرّ ٌ‬ ‫خَطَا َءهُ َفيَ ِ‬
‫صلًا‬
‫الْأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ ِروَاَيتَيْنِ فِي انْ ِعقَا ِد الِْإمَا َمةِ بِ ُمجَرّ ِد اْل َقهْ ِر مِ ْن َغيْ ِر عَقْ ٍد َوهَذَا يَحْسُنُ َأ ْن يَكُونَ أَ ْ‬
‫لِ ْلخِلَافِ فِي اْلوِلَاَي ِة وَاْلوِكَاَلةِ َأْيضًا ‪َ ,‬وَيْنبَنِي عَلَى هَذَا الْخِلَافِ َأْيضًا اْنعِزَالُ ُه بِاْلعَزْلِ ذَكَ َرهُ الْآمِدِيّ فَِإنْ قُ ْلنَا‬
‫ُهوَ وَكِيلٌ فَلَهُ َأ ْن َيعْزِ َل َنفْسَهُ َوِإنْ قُ ْلنَا ُهوَ وَالٍ لَ ْم َيْنعَزِ ْل بِاْلعَ ْزلِ كَمَا َأنّ ال ّرسُولَ َلْيسَ لَ ُه عَزْ ُل َنفْسِ ِه وَلَا‬
‫سؤَالِهِ‬ ‫جمِيعِ لَا عَنْ َأهْلِ اْلَبيْ َع ِة وَحْ َدهُمْ ‪ ,‬وَهَلْ َلهُ ْم َعزْلُهُ إذَا كَا َن بِ ُ‬ ‫َينْعَ ِز ُل بِ َموْتِ مَ ْن بَايَعَهُ ِلَأنّهُ وَكِيلٌ عَ ْن الْ َ‬
‫ف ‪ ,‬هَذَا [ ظَاهِ ُر ] مَا ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي‬ ‫حكْمُهُ ُحكْمُ عَزْ ِل َنفْسِهِ ‪َ ,‬وإِنْ كَانَ ِب َغيْ ِر ُسؤَالِهِ لَ ْم َيجُ ْز ِب َغيْرِ ِخلَا ٍ‬ ‫فَ ُ‬
‫جيْحُو ِن مِ ْن َتوِْليَتِهِ فَِإنْ كَا َن نَاِئبًا َعنْهُ كَاْلوَزِيرِ فَِإنّهُ كَاْلوَكِيلِ لَ ُه َيْنعَزِلُ‬ ‫َوغَيْ ُر ُه َوَأمّا مَنْ كَا َن َتصَرّفُهُ كَالْ َ‬
‫ت الِْإمَامِ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي‬ ‫ِبعَزْلِ ِه َوبِ َموْتِ ِه َوِإنْ كَا َن نَائِبًا عَ ْن الْمُسْلِ ِميَ كَاْلَأمِ ِي اْلعَامّ لَمْ يَْنعَزِ ْل بِ َموْ ِ‬
‫ب الِْإمَامِ َأ ْو الْمُسْلِ ِميَ ؟ فِيهِ وَ ْجهَا ِن َمعْرُوفَانِ َيْنبَنِي عََلْيهِمَا‬ ‫الْأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ َفَأمّا الْ ُقضَاةُ َفهَلْ هُمْ ُنوّا ُ‬
‫ف مُطّرِدٌ فِي وِلَاَيةِ الْإِمَا َرةِ‬ ‫َجوَا ُز عَزْ ِل الِْإمَامِ لَ ُه َوعَزْلِهِ ِلَنفْسِ ِه َوظَاهِرُ َكلَامِ الْقَاضِي فِي اْلأَ ْحكَامِ َأ ّن الْخِلَا َ‬
‫صةٌ كَمَنْ َف ّوضَ‬ ‫خرَاجِ ‪َ .‬وَأمّا ُنوّابُ الْقَاضِي َفَنوْعَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬مَ ْن وِلَاَيتُهُ خَا ّ‬ ‫الْعَا ّم ِة عَلَى اْلبِلَا ِد وَ ِجبَاَيةِ الْ َ‬
‫ستَعْدَى عََليْهِ َفهُمْ كَاْلوُكَلَا ِء َيْنعَزِلُونَ ِبعَزْلِ ِه َو َم ْوتِهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬مَنْ‬ ‫ع َشهَا َد ٍة ُم َعيَّنةٍ َأوْ إ ْحضَا َر الْمُ ْ‬‫إَليْهِ سَمَا َ‬
‫وِلَايَتُ ُه عَا ّمةٌ َكخَُلفَائِ ِه َوُأمَنَائِهِ عَلَى اْلأَ ْطفَا ِل َوُنوّابِ ِه عَلَى اْلقُرَى َفهَ ْل هُ ْم بِ َمْنزَِلةِ وُ َكلَائِهِ َأ ْو ُنوّابِ الْمُسِْلمِيَ‬
‫فَلَا َيْنعَزِلُونَ بِ َم ْوتِهِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ذَكَ َرهُمَا الْآمِدِيّ ‪ ,‬وَصَحّحَ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ عَ َد َم الِانْعِزَالِ ‪َ ,‬و َحكَى‬
‫سلِمِيَ ‪,‬‬ ‫ف الْ ُقضَاةِ فَِإّنهُ ْم ُنوّابٌ ِللْمُ ْ‬ ‫ابْ ُن َعقِيلٍ عَ ْن الْأَصْحَابِ َأّنهُ ْم َيْنعَزِلُونَ ِلَأّنهُمْ ُنوّابُ الْقَاضِي بِخِلَا ِ‬
‫ب َعنْ ُه ِبأَ ّن الْ َقضَاءَ َلْيسَ‬ ‫جبُ عَلَى اْل ُقضَا ِة الِاسِْتنَاَبةُ ‪َ ,‬ويُجَا ُ‬ ‫ب اْلقُضَا ِة وَلَا يَ ِ‬
‫ب عَلَى الِْإمَا ِم َنصْ ُ‬ ‫ج ُ‬‫وَِلهَذَا يَ ِ‬
‫صبُ قَاضٍ بِاْلكُّلّي ِة َوبَِأنّ اْلوُجُوبَ لَا َيَتعَلّ ُق بِ ُم َعيّنٍ فَلَا َأثَرَ لَهُ فِي عَ َدمِ‬ ‫جبُ نَ ْ‬ ‫ِبفَ ْرضِ ِكفَاَي ٍة عَلَى ِروَاَي ٍة وَلَا يَ ِ‬
‫صّيةُ ِعنْ َد الْ َموْتِ بِأَدَاِئهَا وَلَهُ عَ ْزلُ‬ ‫جبُ عََليْ ِه اْلوَ ِ‬ ‫ُنفُوذِ الْعَ ْز ِل وَِلهَذَا مَ ْن ِعنْ َدهُ وَدَائِعُ وَعََليْهِ ُديُونٌ َخ ِفّيةٌ َي ِ‬
‫ض مَنْ َلْيسَ لَ ُه وِلَاَي ٌة عَا ّمةٌ َفَن ْوعَانِ ‪:‬‬ ‫ف َتصَرّفًا خَاصّا ِبَت ْفوِي ِ‬ ‫الْمُوصَى إَليْهِ بِذَلِكَ وَا ْسِتبْدَالُهُ ; َوَأمّا الْ ُمتَصَرّ ُ‬
‫أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أ ْن يَكُونَ الْ ُم َف ّوضُ لَهُ وِلَايَ ٌة عَلَى مَا يََتصَرّفُ فِيهِ َكوَِليّ اْلَيتِي ِم َونَاظِ ِر اْلوَقْفِ فَإِذَا َعقَدَ عَقْدًا‬
‫جَائِزًا َأ ْو ُمتَوَقّ َع الِاْنفِسَاخِ كَالشّرِ َك ِة وَالْ ُمضَا َرَبةِ وَاْلوِكَالَة َوإِجَا َرةِ اْلوَقْفِ فَِإّنهَا لَا َتنْفَسِ ُخ بِ َم ْوتِهِ ِلأَنّهُ‬
‫ك اْلوَكِيلُ إذَا أَ ِذنَ لَ ُه ُموَكّلُهُ أَ ْن ُيوَكّلَ َفيَكُونُ وَكِيلُ ُه وَكِيلًا‬ ‫ُمتَصَرّفٌ عَلَى َغيْ ِرهِ لَا عَلَى َنفْسِ ِه وَكَذَلِ َ‬
‫ضةٌ‬
‫حَ‬ ‫ق َنفْسِهِ َفهَ ِذ ِه وَكَاَل ٌة مَ ْ‬ ‫لِ ُموَكّلِهِ لَا لَهُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬مَ ْن ُي َفوّضُ ُحقُو َ‬
‫‪252‬‬
‫شهُورُ َأنّ كُ ّل مَ ْن َينْعَ ِز ُل بِ َموْتٍ َأوْ عَ ْزلٍ‬ ‫ستّونَ ) ‪ :‬فِيمَا َينْعَ ِزلُ َقبْ َل اْلعِلْ ِم بِاْلعَزْلِ ‪ ,‬الْمَ ْ‬‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنيَة وَال ّ‬
‫ف عَزْلُ ُه عَلَى عِلْمِهِ ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ‪َ .‬و َسوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْوَكِي ُل َوغَيْ ُر ُه وَالْإِ ْذنُ‬ ‫جرّدِ ذَلِكَ َأمْ َيقِ ُ‬
‫هَ ْل يَْنعَزِلُ بِمُ َ‬
‫ج عَلَى اْلوَكِيلِ ذَكَ َرهُ‬ ‫لِل ّزوْ َجةِ َأوْ اْل َعبْدِ فِيمَا لَا يَمِْلكَانِ ِه بِدُونِ إ ْذنٍ إذَا وُجِدَ بَعْ َد ُه َن ْهيٌ لَ ْم َيعَْلمَاهُ ُمخَرّ ٌ‬
‫الْقَاضِي وَكَذَلِكَ إ ْذنُ الْمُ ْرَتهِنِ لِلرّاهِنِ فِي الّتصَرّفِ إذَا ُمنِ َع ِمنْهُ َقبْلَ تَصَرّفِ الرّاهِ ِن وَلَ ْم َيعْلَمْ ‪َ ,‬ومِنْ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬منْهَا الْحَا ِكمُ إذَا قِيلَ بِاْنعِزَالِهِ قَالَ الْقَاضِي‬
‫ق َبيْ َن الْوَكِي ِل َوغَيْ ِر ِه وَ َدخَلَ فِي هَذَا ُ‬
‫الْأَصْحَابِ مَنْ فَ ّر َ‬
‫ف الّذِي فِي اْلوَكِيلِ ‪ .‬وَفِي التّلْخِيصِ لَا َينْعَ ِزلُ َقبْ َل الْعِ ْل ِم ِبغَيْرِ خِلَافٍ وَرَجّحَ ُه‬ ‫َوأَبُو الْخَطّابِ فِي ِه الْخِلَا ُ‬
‫الشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ ِلأَنّ فِي وِلَاَيتِهِ َحقّا ِللّ ِه َوإِنْ قِي َل إنّهُ وَكِيلٌ َف ُه َو َشبِي ٌه ِبنَسْ ِخ الْأَ ْحكَامِ لَا َيثُْبتُ َقبْ َل ُبلُوغِ‬
‫ضةِ ‪ .‬قَا َل ‪ :‬هَذَا ُهوَ الْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ َوأَْيضًا فَِإنّ وِلَاَيةَ‬ ‫حَ‬ ‫ف اْلوِكَاَلةِ الْ َم ْ‬
‫خلَا ِ‬‫النّاسِ ِخ عَلَى الصّحِيحِ بِ ِ‬
‫ب عََلْيهَا مِ ْن عُمُو ِم اْل ُعقُو ِد وَاْلفُسُوخِ َفَتعْظُ ُم اْلبَ ْلوَى بِِإبْطَاِلهَا َقبْ َل اْلعِلْ ِم ِبخِلَافِ‬
‫الْقَاضِي عَا ّمةٌ لِمَا يَتَ َرّت ُ‬
‫اْلوِكَاَلةِ‬
‫‪253‬‬
‫شهُورُ َأنّهَا َتْنفَسِخُ َقبْ َل الْعِ ْلمِ كَاْلوِكَاَلةِ وَقَدْ ذَكَ ْرنَا‬ ‫َومِْنهَا ُعقُودُ الْ ُمشَارَكَاتِ كَالشّرِ َك ِة وَالْمُضَا َرَبةِ ‪ ,‬وَالْمَ ْ‬
‫ب الْمَالِ ‪.‬‬ ‫عَنْ ابْ ِن َعقِيلٍ فِيمَا َسبَقَ فِي الْ ُمضَا َرَبةِ َأّنهَا لَا َتْنفَسِ ُخ ِبفَسْ ِخ الْ ُمضَارِبِ َحتّى َيعْلَمَ رَ ّ‬
‫‪254‬‬
‫خهَا بِاْل َقوْلِ فِي غَْيَبةِ الْمُو ِدعِ‬ ‫َومِْنهَا اْلوَدِي َعةُ وَقَدْ ذَكَرَ اْلقَاضِي فِي َموَاضِعَ َكثِ َيةٍ مِنْ خِلَافِهِ أَنّ لِ ْلمُو َدعِ فَسْ َ‬
‫َوتَْنفَسِخُ َقبْ َل عِلْ ِم الْمُو ِدعِ بِاْلفَسْ ِخ َوَتْبقَى فِي يَ ِدهِ َأمَاَنةً كَ َمنْ أَطَارَتْ الرّيحُ إلَى َبيْتِ ِه َث ْوبًا ِل َغيْ ِرهِ ‪ ,‬ثُ ّم إنّهُ‬
‫ح ُقهَا الْفَسْ ُخ بِاْل َقوْ ِل َوِإنّمَا َتنْفَسِ ُخ بِالرّدّ إلَى صَا ِحِبهَا َأ ْو ِبأَنْ‬ ‫سأََلةِ الْوِكَاَلةِ أَ ّن اْلوَدِي َعةَ لَا يَ ْل َ‬
‫ذَ َكرَ فِي مَ ْ‬
‫ب الْ َودِي َعةِ أَ ْو فِي غَيْبَِت ِه َفسَخْت اْل َودِي َعةَ َأوْ أَ َزلْت‬
‫ضرٍ مِنْ َر ّ‬
‫ع بِ َمحْ َ‬
‫َيتَعَدّى الْمُو َدعُ فِيهَا فََلوْ قَا َل الْمُودَ ُ‬
‫سهَا عَ ْنهَا لَ ْم َتْنفَسِخْ َقبْلَ أَ ْن َيصِلَ إلَى صَا ِحِبهَا وَلَ ْم َيضْ َمْنهَا ‪ .‬فَِإمّا أَ ْن َيكُو َن هَذَا َتفْرِيقًا َبيْنَ فَ ْ‬
‫سخِ‬ ‫َنفْ َ‬
‫ع عَ ْن‬ ‫سأََلةِ ‪ .‬وَالَْأوّلُ َأشْبَهُ ِلَأنّ فَسْ َخ الْمُو ِدعِ إ ْخرَاجٌ لِ ْلمُو َد ِ‬ ‫ع وَالْمُو َدعِ َأوْ َيكُونَ ا ْختِلَافًا ِمنْهُ فِي الْمَ ْ‬ ‫الْمُو ِد ِ‬
‫حفْظِ فَلَا َيصِحّ َأنْ َيرَْفعَهُ مَعَ‬ ‫ف ِسوَى الِْإمْسَا ِك وَالْ ِ‬ ‫ظ َو ُه َو يَمِْلكُ ُه َوَأمّا الْمُو َدعُ َفَلْيسَ لَهُ فِيهَا َتصَرّ ٌ‬ ‫حفَا ِ‬ ‫الِاسْتِ ْ‬
‫وُجُو ِد ِه َويَ ْلتَحِ ُق ِبهَ ِذ ِه اْلقَاعِ َدةِ ‪.‬‬
‫‪255‬‬
‫ستّونَ ) ‪َ :‬و ِهيَ َأنّ مَنْ لَا ُيعَْتبَرُ ِرضَاهُ ِلفَسْ ِخ َعقْدٍ َأوْ ِحلّهِ لَا ُيعَْتبَ ُر عِلْمُ ُه بِهِ َوَينْدَرِجُ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ وَال ّ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ :‬مْنهَا الطّلَاقُ َو ِمْنهَا الْخُلْعُ فَِإنّهُ َيصِ ّح مَ َع اْلأَ ْجَنبِ ّي عَلَى الْمَ ْذ َهبِ َسوَاءٌ قِي َل ُهوَ فَسْخٌ‬ ‫حتَ ذَلِ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫س َخ الَْبيْعِ‬
‫سخٌ كَالْإِقَاَلةِ وَالصّحِيحُ خِلَافُهُ ِلأَنّ فَ ْ‬ ‫ق وََلنَا وَجْهٌ آ َخرُ َأنّهُ لَا َيصِ ّح مَ َع اْلأَ ْجَنبِيّ إذَا قُ ْلنَا إنّهُ فَ ْ‬ ‫َأوْ طَلَا ٌ‬
‫ج يَسَْتقِ ّل بِإِزَاَلتِهِ بِالطّلَاقِ ‪َ .‬ومِْنهَا اْلعِتْ ُق وََلوْ‬
‫ف النّكَاحِ فَِإنّ ال ّز ْو َ‬
‫خلَا ِ‬
‫ستَقِ ّل بِهِ أَحَدُ الْ ُمتَبَاِيعَيْ ِن بِ ِ‬
‫اللّا ِزمِ لَا يَ ْ‬
‫خ الْبَيْعِ‬
‫حتَ عَ ْبدٍ ‪َ ,‬و ِمْنهَا َفسْ ُ‬
‫خ الْ ُمعَْت َقةِ تَ ْ‬
‫حوَ َأ ْعتِقْ َعبْدَك عَنّي َوعََليّ ثَ َمنُ ُه َو ِمنْهَا َفسْ ُ‬
‫كَانَ عَلَى مَا ٍل نَ ْ‬
‫خ الْ ُعقُو ِد الْجَاِئ َزةِ ِبدُونِ عِ ْلمِ الْآ َخرِ وَقَ ْد َسَبقَ ْ‬
‫ت َو ِمنْهَا‬ ‫الْ َمعِيبِ وَالْ ُم َدلّسِ وَ َك َذلِكَ الِْإجَا َرةُ ‪َ ,‬و ِمْنهَا َفسْ ُ‬
‫خيَا َر ِب َغيْ ِر عِلْ ِم الْآخَ ِر ِعنْدَ الْقَاضِي وَالْأَ ْكثَرِي َن وَخَرّجَ َأبُو الْخَطّابِ‬ ‫خ بِالْخِيَارِ يَ ْمِلكُهُ مَ ْن يَ ْملِ ُ‬
‫ك الْ ِ‬ ‫الْ َفسْ ُ‬
‫خيَا ُر َيَتصَرّفُ‬ ‫فِيهَا َو ْجهًا آخَرَ َأنّهُ لَا َيْنفَسِخُ إلّا َأ ْن يَبُْلغَهُ فِي الْمُ ّد ِة مِ ْن عَزْ ِل اْلوَكِيلِ وَفِي ِه نَظَرٌ َفِإنّ مَنْ لَ ُه الْ ِ‬
‫خ عَلَى ضَ ْرَبيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬مَا ُهوَ مُجْ َمعٌ عَلَى ُثبُوتِ أَصْ ِل اْلفَسْخِ بِهِ َفلَا‬ ‫بِاْلفَسْخِ ِلنَفْسِهِ ‪َ ,‬وهَ ِذهِ اْلفُسُو ُ‬
‫ختَلَفٌ فِيهِ كَاْلفَسْ ِخ بِاْل ُعنّ ِة وَاْلعُيُوبِ‬ ‫ف اْلفَسْ ُخ بِهِ عَلَى حَاكِمٍ كَسَائِ ِر مَا ذَ َك ْرنَا ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬مَا ُه َو مُ ْ‬ ‫َيتَوَقّ ُ‬
‫ضعِيفًا‬ ‫خلَافُ َ‬ ‫حوِ ذَلِكَ َفَيفَْتقِرُ إلَى ُحكْمِ حَاكِمٍ ِلَأّنهَا ُأمُورٌ ا ْجِتهَا ِدّيةٌ فَِإنْ كَانَ الْ ِ‬ ‫ج َوغَْيَبتِهِ َونَ ْ‬
‫فِي ال ّز ْو ِ‬
‫س سِ ْل َعتَهُ‬ ‫ع عَلَى ذَلِكَ أَخْ ُذ بَائِ ِع الْ ُمفِْل ِ‬ ‫حكْ ِم بِهِ لَ ْم َي ْفَتقِ ْر الْفَسْ ُخ بِهِ إلَى ُحكْمِ حَاكِ ٍم َوَيَتفَ ّر ُ‬‫غ َن ْقضُ الْ ُ‬ ‫يَسُو ُ‬
‫خلَافِهِ وَالْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ إسْمَاعِيلَ‬ ‫حكْ ِم بِ ِ‬
‫ض الْ ُ‬
‫إذَا وَجَ َدهَا ِبعَْيِنهَا وَفِيهِ وَ ْجهَانِ ِبنَاءً عَلَى َنقْ ِ‬
‫ج امْ َرَأةِ الْ َم ْفقُودِ فَِإنّ فِي َتوَقّفِ فَسْ ِخ ِنكَا ِحهَا عَلَى الْحَاكِمِ ِروَاَيتَيْنِ‬ ‫ك تَ َزوّ ُ‬‫بْ ِن َسعِيدٍ َأنّهُ لَهُ ذَلِكَ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫خلَافِهِ‬ ‫حكْ َم بِ ِ‬ ‫ج َوِإنْ لَ ْم َتأْتِ السّلْطَانَ َوأَ َحبّ إلَيّ َأنْ َت ْأتِيَ ُه وََلعَلّهُ َرأَى الْ ُ‬ ‫‪ ,‬قَالَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ َتتَ َزوّ ُ‬
‫ف عَلَى‬ ‫لَا يَسُوغُ ِلَأنّهُ إجْمَاعُ عُ َمرَ وَالصّحَاَبةِ ‪ ,‬وَرَجّحَ الشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ أَنّ َجمِي َع اْلفُسُوخِ لَا تََتوَقّ ُ‬
‫حَاكِمٍ ‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫حْنثِ َعنْ ُه عَلَى الْإِ ْذنِ‬ ‫ط الضّمَانِ َأ ْو الْ ِ‬ ‫ف ُنفُو ُذ َتصَرّفِهِ َأوْ ُسقُو ُ‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِبعَة وَالسّتّونَ ) ‪ :‬مَ ْن َتوَقّ َ‬
‫سأََلةِ‬ ‫ف الْ َمأْذُونِ لَهُ َأوْ لَا ؟ فِي الْمَ ْ‬ ‫َفَتصَرّفَ َقبْ َل اْلعِلْ ِم بِ ِه ثُ ّم َتبَيّنَ َأنّ الْإِ ْذنَ كَانَ َموْجُودًا هَ ْل َيكُونُ َكَتصَرّ ِ‬
‫صرّفَ فِي مَالِ غَ ْي ِرهِ ِب َعقْدٍ َأوْ غَ ْي ِر ِه ُثمّ تَبَّينَ َأنّهُ كَانَ َأذِنَ َل ُه فِي‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا َلوْ تَ َ‬
‫ج عََلْيهِمَا ُ‬
‫خرّ ُ‬
‫وَ ْجهَانِ َتتَ َ‬
‫التّصَرّفِ هَ ْل َيصِحّ َأمْ لَا ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ ‪.‬‬
‫‪257‬‬
‫خ َرجَتْ َفهَلْ‬
‫َومِْنهَا َلوْ قَا َل ِلزَ ْوجَتِهِ إ ْن َخرَجْت ِبغَ ْيرِ إ ْذنِي َفأَنْتِ طَاِلقٌ ُثمّ َأذِنَ َلهَا َوَلمْ َتعْلَ ْم ِبإِ ْذِنهِ فَ َ‬
‫ف عََليْهِ قَ ْد وُ ِج َد َو ُهوَ‬‫تَطْلُقُ ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ ‪َ : ,‬وَأشْهَ ُرهُمَا ‪ُ -‬هوَ الْ َمْنصُوصُ ‪َ -‬أنّهَا تَطُْلقُ ِلأَنّ الْ َمحْلُو َ‬
‫ك وَِلأَ ّن الْإِ ْذنَ ُهنَا إبَا َح ٌة َبعْدَ حَ ْظرٍ فَلَا َيْثبُتُ‬
‫ت عَلَى ذَلِ َ‬ ‫ُخرُو ُجهَا عَلَى َوجْ ِه الْمُشَاّقةِ وَالْ ُمخَاَل َفةِ َفِإّنهَا أَقْ َد َم ْ‬
‫فِي َح ّقهَا بِدُو ِن عِلْ ِمهَا كَِإبَا َحةِ الشّ ْرعِ ‪ ,‬وَِلَأبِي الْخَطّابِ فِي الِاْنِتصَارِ طَرِي َقةٌ ثَاِنَيةٌ َو ِهيَ َأنّ َد ْعوَا ُه الْإِ ْذنَ‬
‫ضعِيفٌ ‪.‬‬ ‫ك وَلَ ْم تَطْلُقْ وَهَذَا َ‬ ‫غَيْرُ َمقْبُوَلةٍ ِلوُقُوعِ الطّلَاقِ فِي الظّاهِرِ فََلوْ َأ ْشهَ َد عَلَى الْإِ ْذنِ َلَن َفعَهُ ذَلِ َ‬
‫‪258‬‬
‫صرّفَ َبعْدَ اْلإِذْنِ َوقَ ْبلَ اْلعِلْمِ َفهَ ْل َيْنفُذُ‬
‫ف فَتَ َ‬
‫صرّ ِ‬
‫َومِْنهَا َلوْ َأذِنَ الْبَائِعُ لِلْ ُمشَْترِي فِي ُم ّدةِ الْخِيَارِ فِي التّ َ‬
‫ج عَلَى اْلوَ ْجهَيْنِ فِي التّوْكِي ِل َوَأوْلَى وَجَ َزمَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ ِبعَ َدمِ الّنفُوذِ ‪.‬‬ ‫َأمْ لَا ؟ َيتَخَرّ ُ‬
‫‪259‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ غَصَبَ َطعَامًا ِمنْ إْنسَانٍ ُثمّ َأبَاحَهُ َلهُ الْمَالِكُ ُثمّ أَكَ َل ُه الْغَاصِبُ غَ ْيرَ عَاَلمٍ بِالِْإذْنِ َ‬
‫ضمِنَ ذَ َك َرهُ‬
‫جرّدِ‬
‫ت بِمُ َ‬
‫ب الْجَ ْزمُ ِبعَ َد ِم الضّمَانِ ِلَأنّ الضّمَانَ لَا َيثُْب ُ‬
‫صوَا ُ‬
‫َأبُو الْخَطّابِ فِي الِاْنتِصَارِ َو ُهوَ بَعِيدٌ ِجدّا وَال ّ‬
‫س بِ َمضْمُونٍ كَ َمنْ وَ ِطئَ ا ْم َرأَةً يَظُّنهَا أَجْنَبِّي ًة فَتَبَيّنَتْ َزوْجََتهُ فَِإنّهُ لَا َمهْ َر عََليْهِ وَلَا ِعبْ َرةَ‬
‫الِا ْعِتقَادِ فِيمَا َلْي َ‬
‫ص ْومِ يَ ُظنّ الشّ ْمسَ لَ ْم َتغْرُبْ َفَتبَيّنَ َأّنهَا‬ ‫بِاسِْتصْحَابِ أَصْ ِل الضّمَا ِن مَعَ َزوَا ِل َسَببِهِ َكمَا َأنّهُ َلوْ أَكَلَ فِي ال ّ‬
‫ت غَ َرَبتْ فَِإنّهُ لَا يَ ْل َزمُ ُه الْ َقضَا ُء َويَ ْلتَحِ ُق ِبهَ ِذهِ ‪.‬‬
‫كَانَ ْ‬
‫‪260‬‬
‫ستّونَ ) ‪َ :‬و ِهيَ مَ ْن َتصَرّفَ فِي َشيْءٍ يَ ُظنّ َأنّهُ لَا يَ ْمِلكُهُ َفَتَبيّنَ َأنّهُ كَا َن يَمِْلكُهُ ‪,‬‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِسَة وَال ّ‬
‫ك َأبِيهِ ِبغَ ْيرِ إذِْنهِ ُثمّ تَبَّينَ أَنّ َأبَاهُ كَا َن َقدْ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا َلوْ بَاعَ مِلْ َ‬
‫حَتهَا ُ‬
‫ج تَ ْ‬
‫وَفِيهَا خِلَافٌ َأْيضًا َويَنْدَ ِر ُ‬
‫ح ِة َتصَرّفِهِ وَ ْجهَانِ َوُيقَالُ ِروَايَتَانِ ‪.‬‬‫صّ‬ ‫مَاتَ وَلَا وَا ِرثَ َلهُ وَفِي ِ‬
‫‪261‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ طَ ّلقَ ا ْمرََأةً يَظُّنهَا َأجْنَبِّيةً فَتَبَيَّنتْ َز ْوجََتهُ َففِي وُقُوعِ الطّلَاقِ ِروَاَيتَانِ ‪َ ,‬وبَنَاهُمَا َأبُو بَكْرٍ عَلَى َأنّ‬
‫ح ّل وَلَا‬
‫جهْ ِل ِبَأهِْلّيةِ الْمَ َ‬
‫حتَاجُ إلَى ِنّيةٍ َأمْ لَا ؟ قَالَ اْلقَاضِي إنّمَا هَذَا الْخِلَافُ فِي صُو َر ِة الْ َ‬‫الصّرِي َح هَ ْل َي ْ‬
‫يَطّ ِر ُد مَ َع اْلعِلْ ِم بِهِ‬
‫‪262‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ َلقِيَ ا ْم َرَأةً فِي ال ّطرِيقِ َفقَالَ تََنحّي يَا حُ ّرةُ َفإِذَا هِيَ َأمَتُهُ وَفِيهَا الْخِلَافُ َأْيضًا ‪َ ,‬ونَصّ أَحْمَدُ‬
‫ك وَفِي الْ ُم ْغنِي ا ْحتِمَالُ الّتفْرِيقِ ِلأَنّ هَذَا ُيقَالُ َكثِيًا فِي الطّرِيقِ وَلَا ُيرَا ُد بِهِ الْ ِعتْقُ ‪َ .‬وهَذَا مَ َع‬ ‫عَلَى ذَلِ َ‬
‫شيْءٍ َوَيَتنَزّ ُل الْخِلَافُ فِي هَذَا‬ ‫سأََل ِة بِ َ‬
‫ستْ مِ ْن الْمَ ْ‬ ‫ح ِوهَا فََليْ َ‬ ‫ح بِاْل ِع ّفةِ َونَ ْ‬
‫ق اْل َقصْدِ َفأَمّا إنْ َقصَدَ بِهِ الْمَ ْد َ‬
‫إطْلَا ِ‬
‫عَلَى [ َأنّ ] الرّضَا ِب َغيْ ِر الْ َمعْلُو ِم هَ ْل ُهوَ ِرضًى ُم ْعَتبَرٌ وَالَْأظْهَرُ عَ َدمُ ا ْعتِبَا ُرهُ ‪.‬‬
‫‪263‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ َأبْ َرَأهُ ِم ْن مِاَئةِ دِ ْر َهمٍ مَثَلًا ُمعْتَ ِقدًا َأّنهُ لَا شَيْ َء َلهُ [ عَلَ ْيهِ ] ثُمّ تَبَّينَ َأّنهُ كَا َن َل ُه فِي ِذمِّتهِ مِاَئةُ‬
‫دِ ْرهَمٍ وَفِيهَا اْلوَ ْجهَانِ‬
‫‪264‬‬
‫ص وَ ِسرَايَِتهِ ُثمّ َسرَى إلَى َن ْفسِهِ َفهَ ْل يَ ْ‬
‫سقُطُ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ جَ َر َحهُ ُجرْحًا لَا قِصَاصَ فِيهِ َف َعفَا َعنْ اْلقِصَا ِ‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّين فِي َتعْلِيقِهِ عَلَى اْلهِدَاَيةِ َوبَنَا ُه عَلَى َأنّ‬ ‫ج عَلَى اْلوَ ْجهَيْنِ َأشَارَ إلَى ذَلِكَ ال ّ‬ ‫خرّ ُ‬
‫الْ ِقصَاصُ ؟ يُ َ‬
‫جبُ لِ ْل َمّيتِ َأوْ ِلوَ َرَثتِهِ كَال ّدَيةِ ‪ ,‬وَ َج َزمَ الْقَاضِي َوغَيْ ُر ُه ِبأَنّهُ لَا َيصِ ّح اْلعَ ْف ُو َههُنَا ‪.‬‬‫الْ ِقصَاصَ هَ ْل يَ ِ‬
‫‪265‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ َتزَ ّوجَتْ ا ْم َرَأةُ الْ َمفْقُودِ قَ ْبلَ ال ّزمَانِ الْ ُمعْتََبرِ ثُمّ تَبَّينَ َأنّهُ كَانَ مَيْتًا قَ ْبلَ َذِلكَ بِ ُم ّدةٍ تَ ْنقَضِي فِيهَا‬
‫حةِ‬
‫ح ِة الّنكَاحِ اْلوَ ْجهَانِ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَرَجّحَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي عَ َدمَ الصّ ّ‬
‫صّ‬‫الْ ِع ّدةُ َأوْ أَّنهُ كَانَ طَ ّل َقهَا َففِي ِ‬
‫ت الْمُ ْرتَاَبةُ َقبْلَ َزوَالِ الرّيَبةِ ‪.‬‬
‫هُنَا ِل َفقْ ِد شَرْطِ الّنكَاحِ فِي الِاْبتِدَاءِ كَمَا َل ْو تَ َزوّ َج ْ‬
‫‪266‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ َأمَ َرهُ غَ ْي ُرهُ ِبإِعْتَاقِ َع ْبدٍ يَ ُظنّ َأّنهُ لِلْآ ِم ِر فَتَبَّينَ َأنّهُ عَ ْب ُدهُ َففِي التّ ْلخِيصِ يَ ْ‬
‫حتَ ِم ُل تَخْرِيُ ُه عَلَى مَنْ‬
‫أَعَْتقَ عَ ْبدًا فِي ظُلْ َمةٍ ُثمّ تَبَّينَ َأّنهُ عَ ْب ُدهُ َلكِنْ يَرْجِ ُع ُهنَا عَلَى الْآمِ ِر بِاْلقِي َمةِ ِلَتغْرِي ِرهِ لَهُ ‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫حتَمَلُ َأنْ لَا َيْنفُذَ‬
‫ف مَا إذَا َل ْم َيغْرُ ْرهُ أَحَدٌ فَِإنّ ُه َغيْ ُر َمعْذُورٍ َفَينْفُ ُذ ِعْتقُهُ ِل ُمصَادََفتِ ِه مِ ْلكَهُ إ ْذ الْمُخَا َطَبةُ بِاْل ِعتْقِ ِل َعبْدِ‬
‫ِلَتغْرِي ِرهِ بِخِلَا ِ‬
‫ق َونَظِ ُي هَ ِذهِ فِي الطّلَاقِ َأنْ ُيوَكّ َلهُ شَخْصٌ‬
‫غَيْ ِر ِه َشبِيهٌ ِب ِعتْ ِق اْلهَازِ ِل وَالْ ُمتَلَاعِبِ َفَينْفُذُ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ فِي الطّلَا ِ‬
‫فِي تَطْلِيقِ َزوْجَِتهِ وَُيشِيُ إلَى ا ْمرََأةٍ ُمعَيّنَ ٍة فَيُطَ ّل ُقهَا ظَانّا َأنّهَا ا ْم َرَأةُ الْ ُموَ ّكلِ ُثمّ تَبَّينَ َأنّهَا ا ْم َرأَُتهُ ‪ .‬وَقَدْ‬
‫ج هَ ِذهِ الْمَسْأََل ُة عَلَى مَسْأََل ِة مَا إذَا نَادَى ا ْمرََأةً َفأَجَابَ ْتهُ امْ َرَأتُ ُه الُْأ ْخرَى فَطَ ّل َقهَا يَ ْنوِي الْمُنَادَاةَ فَِإنّهُ‬
‫تُخَرّ ُ‬
‫تَطْلُ ُق الْ ُمنَادَا ُة وَحْ َدهَا وَلَا تَطْلُقُ الْ ُموَا ِج َهةُ فِي الْبَاطِ ِن وَفِي الظّاهِرِ ِروَايَتَانِ ‪َ ,‬فعَلَى هَذَا لَا تَطْلُ ُق الْ ُموَكّ ُل‬
‫صرْفِهِ إلَى َغيْرِ‬ ‫حتَجْ إلَى َ‬ ‫ق ُهنَا اْنصَرَفَ إلَى ِج َه ٍة َمقْصُو َدةٍ فََل ْم يَ ْ‬ ‫ق َبيَْنهُمَا ِبأَنّ الطّلَا َ‬‫فِي طَلَاِقهَا ُهنَا وَقَ ْد ُيفَ ّر ُ‬
‫ق َيصِيُ‬ ‫ف مَا إذَا لَ ْم َيكُنْ هُنَاكَ ِج َه ٌة ِسوَى الْ ُموَا ِج َهةِ فَِإنّ الطّلَا َ‬‫ت ُموَا ِج َه ًة بِ ِه بِخِلَا ِ‬‫الْ َمقْصُو ِد َوِإنْ كَانَ ْ‬
‫َيصْرِفُ ُه عَْنهَا هَزْلًا وََل ِعبًا وَلَا هَ ْزلَ فِي الطّلَاقِ ‪.‬‬
‫‪267‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ اشَْترَى آِبقًا يَ ُظنّ َأنّ ُه لَا َيقْدِرُ عَلَى تَحْصِي ِلهِ فَبَانَ بِخِلَا ِفهِ َففِي صِ ّ‬
‫ح ِة اْل َعقْدِ وَ ْجهَانِ لِا ْعِتقَا ِدهِ َف ْقدَ‬
‫ق َبيْ َن مَ ْن َيعْلَمُ َأنّ اْلَبيْ َع َيفْسُدُ‬
‫ح ِة َو ُهوَ َموْجُودٌ فِي اْلبَاطِنِ وَفِي الْ ُمغْنِي ا ْحتِمَا ٌل ثَاِلثٌ بِاْلفَ ْر ِ‬ ‫ط الصّ ّ‬ ‫شَرْ ِ‬
‫بِاْلعَجْ ِز عَ ْن تَسْلِي ِم الْ َمبِيعِ َفَيفْسُ ُد الَْبيْعُ فِي َحقّهِ ِلَأنّهُ ُمتَلَاعِبٌ ‪َ ,‬وَبيْنَ مَنْ لَا َيعْلَمُ ذَلِكَ َفَيصِحّ ِلَأنّهُ َل ْم ُيقْ ِدمْ‬
‫سأََلةِ اْلِتفَاتًا إلَى مَسْأََل ِة َبيْعِ الْهَازِلِ‬ ‫حتِهِ ‪َ .‬وهَذَا يَُبيّنُ َأنّ ِللْمَ ْ‬ ‫عَلَى مَا َي ْعَتقِ ُدهُ بَاطِلًا وَقَ ْد َتَبيّنَ وُجُو ُد شَ ْرطِ صِ ّ‬
‫شهُورُ بُ ْطلَانُهُ َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي ‪ .‬وَقَالَ َأبُو الْخَطّاب فِي انِْتصَا ِرهِ ُهوَ صَحِي ٌح َوهَذَا يُرَجّ ُح وَجْهَ‬ ‫وَالْمَ ْ‬
‫بُطْلَا ِن الَْبيْعِ فِي الْمَسَائِلِ الْ َمبْدُوءِ ِبهَا ‪.‬‬
‫‪268‬‬
‫ستَنِدًا إلَى َسَببٍ ثُ ّم َتَبيّنَ خَ َط ُؤهُ فِيهِ َوأَنّ السَّببَ الْ ُمعْتَمَدَ‬ ‫ف مُ ْ‬
‫ستّونَ ) وََلوْ َتصَرّ َ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِد َسةُ وَال ّ‬
‫صحِيحٌ‬ ‫غَيْ ُر ُه َو ُهوَ َموْجُودٌ َف ُهوَ َنوْعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنْ َيكُو َن الِاسِْتنَادُ إلَى مَا َظنّهُ صَحِيحًا َأيْضًا فَالّتصَرّفُ َ‬
‫جمٌ آخَرُ مُسَامِتُهُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنْ لَا َيكُونَ مَا‬ ‫ي ثُ ّم َتَبيّنَ َأنّهُ نَ ْ‬
‫ستَدِ ّل عَلَى اْل ِقبَْل ِة ِبنَجْ ٍم يَ ُظنّ ُه الْجَدْ َ‬
‫ِمثْلُ َأ ْن يَ ْ‬
‫ي َشْيئًا َويََتصَرّفَ فِي ِه ثُ ّم َتَبيّنَ َأنّ الشّرَاءَ كَانَ فَاسِدًا َوَأنّهُ‬ ‫شتَرِ َ‬
‫سَتنِدًا [ اسِْتنَادًا ] صَحِيحًا ِمثْلُ َأنْ يَ ْ‬ ‫ظَنّ ُه مُ ْ‬
‫حتَ ِم ُل هُنَا‬
‫حةِ َف ُهنَا َأوْلَى ‪َ ,‬وِإنْ ُق ْلنَا ثُمّ بِالْبُ ْطلَانِ َفيَ ْ‬ ‫ك اْلعَيْنَ فَِإنْ قُ ْلنَا فِي اْلقَاعِ َد ِة الْأُولَى بِالصّ ّ‬
‫ث تِلْ َ‬
‫وَرِ َ‬
‫س ّوغٍ فِي‬
‫غ َغيْ ُرهُ فَا ْسَتنَ َد التّصَرّفُ إلَى مُ َ‬ ‫س ّو ٌ‬
‫س اْلأَمْرِ لَ ُه مُ َ‬
‫غ وَكَانَ فِي َنفْ ِ‬ ‫س ّو ٍ‬
‫حةَ ِلَأنّهُ اسَْتنَدَ إلَى َسَببٍ مُ َ‬ ‫الصّ ّ‬
‫حةُ‬
‫شيْخُ َت ِقيّ الدّينِ [ رَحِمَهُ اللّ ُه ] ‪ .‬وَالْمَ ْذ َهبُ هُنَا الصّ ّ‬ ‫الْبَاطِ ِن وَالظّاهِ ِر بِخِلَافِ الْقِسْ ِم الّذِي َقبْلَهُ ذَكَ َرهُ ال ّ‬
‫ضهُ إيّاهُ هَ ْل َيبْ َرُأ بِهِ َأمْ‬
‫ب الْ َمغْصُوبَ ِمنْ مَالِ ِكهِ َوَأقْبَ َ‬
‫ب الْغَاصِ ُ‬
‫بِلَا َرْيبٍ ِلأَنّ أَصْحَاَبنَا ا ْختََلفُوا فِيمَا إذَا َوهَ َ‬
‫حمِلُ ِمّنتَهُ‬ ‫شهُورُ َأنّهُ لَا َيبْ َرأُ َنصّ عََليْهِ أَحْمَدُ ُمعَلّلًا ِبَأنّهُ يَ ْ‬ ‫لَا ؟ َو َحكَى فِيهِ ابْنُ َأبِي مُوسَى ِروَاَيتَيْ ِن وَالْمَ ْ‬
‫ك تَسَلّمَ ُه تَسْلِيمًا‬ ‫وَ ُربَمَا كَاَفَأهُ عَلَى ذَلِكَ وَا ْختَارَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َأنّهُ َيبْ َرأُ ِلأَ ّن الْمَالِ َ‬
‫ب ] بِخِلَافِ مَا إذَا َق ّدمَهُ إلَيْهِ َفأَكَلَهُ فَِإنّهُ َأبَاحَ ُه إيّا ُه وَلَ ْم يُمَّلكْهُ‬ ‫ئ [ اْلغَاصِ ُ‬ ‫ت َسلْ َطَنتُهُ إَليْهِ َفبَرِ َ‬
‫تَامّا َوعَادَ ْ‬
‫[ إيّاهُ ] َفلَ ْم َيعُدْ إلَى َسلْ َطَنتِهِ َوَتصَرّفِ ِه وَِلهَذَا لَ ْم َيكُنْ لَ ُه الّتصَرّفُ فِي ِه بِاْلبَيْ ِع وَاْل ِهبَ ِة َوهَذَا اّتفَاقٌ مِنْ أَ ْحمَدَ‬
‫صبِ َو ُهوَ لَا َيعْلَمُ‬ ‫ك َتعُودُ إَليْ ِه ِب َعوْ ِد مِ ْلكِهِ عَلَى طَرِي ِق اْل ِهَبةِ مِ ْن اْلغَا ِ‬ ‫ت الْمَالِ ِ‬
‫َوأَصْحَابِ ِه عَلَى َأ ّن َتصَرّفَا ِ‬
‫بِالْحَالِ ‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫ع ِب َعيْنٍ َأوْ َديْ ٍن ِبفَسْخٍ َأوْ َغيْ ِر ِه وَكَانَ قَدْ رَجَعَ إَليْهِ ذَلِكَ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِب َع ُة وَالسّتّونَ ) ‪ :‬مَ ْن ا ْستَحَقّ الرّجُو َ‬
‫سأَلَةِ وَ ْجهَانِ‬ ‫ع ِببَدَلِهِ َأمْ لَا ؟ فِي الْمَ ْ‬ ‫ستَحِقّ الرّجُو َ‬ ‫ستَحِ ّق عََليْهِ الرّجُوعُ َفهَ ْل يَ ْ‬ ‫الْحَ ّق ِب ِهَبةٍ َأ ْو إبْرَاءٍ ِممّ ْن يَ ْ‬
‫ب الرّدّ َفهَلْ لَهُ‬
‫ب يُوجِ ُ‬
‫ب ثَمََنهَا لِلْ ُمشَْترِي َأوْ أَْب َرَأهُ مِ ْن ُه ُثمّ بَا َن ِبهَا عَيْ ٌ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا بَاعَ عَيْنًا ُثمّ َوهَ َ‬
‫وََلهَا ُ‬
‫ض الثّمَنِ َفهَلْ لَ ُه الْمُطَاَلَب ُة ِبقَدْ ِر مَا‬ ‫رَ ّدهَا وَالْمُطَاَلَب ُة بِالثّمَنِ َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ .‬وَكَذَا َلوْ َأبْ َرَأ ُه مِ ْن َبعْ ِ‬
‫شيْءٍ مِمّا َأبْ َرأَ ُه ِمنْهُ‬‫َأبْ َرأَ ُه ِمنْهُ ؟ عَلَى اْلوَ ْج َهيْنِ ‪ ,‬وَا ْختَارَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َأنّهُ إذَا رَ ّدهُ لَ ْم َيرْجِ ْع عََليْ ِه بِ َ‬
‫ج الّتفْرِي ُق َبيْنَ الْ ِهَبةِ وَالِْإبْرَاءِ َفيَرْ ِج ُع بِاْلهَِبةِ دُو َن الِْإبْرَاءِ َو َسنَذْكُرُ أَصْلَهُ وََلوْ َظهَ َر هَذَا الْ َمبِي ُع [ َمعِيبًا ]‬ ‫خرّ ُ‬‫َويَتَ َ‬
‫خلَافِ فِي َر ّدهِ‬ ‫ب عِنْ َدهُ َفهَلْ لَ ُه الْمُطَاَلَب ُة ِبأَ ْرشِ اْل َعيْبِ ؟ فِي ِه طَرِيقَانِ أَ َح ُدهُمَا يُخَرّجُ ُه عَلَى الْ ِ‬ ‫َبعْدَ أَ ْن َتعَّي َ‬
‫ك الْمُطَاَلَبةَ‬ ‫وَالْأُخْرَى يَ ْمنَ ُع الْمُطَاَلَبةَ ُهنَا وَ ْجهًا وَاحِدًا َوهُوَ ا ْخِتيَارُ ابْ ِن َعقِيلٍ ِلأَنّهُ صَا َر ِمنْ ُه َتبَ ّرعًا فَلَا يَ ْملِ ُ‬
‫جتَمِعُ لَهُ ذَلِكَ ‪َ .‬و ِمْنهَا‬ ‫ف مَا إذَا رَ ّدهُ فَِإنّهُ لَا يَ ْ‬ ‫ض الثّمَ ِن بِخِلَا ِ‬ ‫جتَمِعَ لَ ُه الْمُطَاَلَب ُة بِالثّمَ ِن َوَبعْ ِ‬
‫بِ ِزيَا َد ٍة عََليْهِ ِلئَلّا تَ ْ‬
‫َلوْ َتقَايَلَا فِي اْلعَ ْينِ َب ْعدَ هَِبةِ ثَمَِنهَا أَوْ الِْإْبرَاءِ مِ ْنهُ ‪.‬‬
‫‪270‬‬
‫صدَقَ َز ْوجََتهُ عَيْنًا َف َوهَبَ ْتهَا مِ ْن ُه ُثمّ طَ ّل َقهَا قَ ْبلَ الدّخُولِ َفهَ ْل يَرْ ِج ُع عََلْيهَا ِببَدَ ِل ِن ْ‬
‫ص ِفهَا ؟ عَلَى‬ ‫َومِْنهَا َلوْ أَ ْ‬
‫حهُمَا لَا يَرْ ِجعُ‬
‫صّ‬‫ِروَايََتيْنِ ‪ ,‬فَِإنْ ُق ْلنَا يَرْ ِجعُ َفهَ ْل يَرْ ِجعُ إذَا كَانَ الصّدَاقُ َديْنًا َفَأبْ َرَأتْهُ ِمنْهُ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ أَ َ‬
‫ِلأَنّ مِ ْلكَهُ لَ ْم َيزُ ْل َعنْهُ ‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫َومِْنهَا َلوْ كَاتَبَ عَ ْب َدهُ ُثمّ َأْبرََأ ُه ِمنْ َدْينِ اْلكِتَاَبةِ وَعََتقَ َفهَ ْل يَ ْ‬
‫ستَحِقّ الْمَكَاِتبُ الرّجُوعَ عََليْ ِه بِمَا كَانَ لَهُ‬
‫ضعّفَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي ذَلِ َ‬
‫ك‬ ‫ف وَ َ‬ ‫ب مَنْ َخرّ َجهَا عَلَى الْخِلَا ِ‬ ‫صحَا ِ‬ ‫عََليْهِ مِنْ الْإِيتَا ِء الْوَا ِجبِ َأمْ لَا ؟ مِ ْن الْأَ ْ‬
‫ب إيتَا ُؤ ُه وَا ْسَتوْفَى اْلبَاقِيَ لَ ْم يَ ْل َزمْهُ أَنْ‬
‫ط َعنْهُ اْلقَدْ َر اْلوَا ِج َ‬
‫ِلأَنّ إ ْسقَاطَهُ َعنْهُ َيقُومُ َمقَا َم إيتَائِهِ ‪ ,‬وَِلهَذَا َلوْ َأ ْسقَ َ‬
‫ف إسْقَاطِ‬ ‫ب مَا وُجِ َد َسَببُ إيتَائِهِ إيّاهُ َفقَامَ َمقَا َم الْإِيتَا ِء بِخِلَا ِ‬ ‫ط عَ ْن الْ ُمكَاتَ ِ‬ ‫سيّدُ َأسْقَ َ‬ ‫ُيؤِْتيَ ُه َشيْئًا ‪َ ,‬وَأيْضًا فَال ّ‬
‫الْمَ ْرَأةِ الصّدَاقَ َقبْلَ الطّلَاقِ ‪.‬‬
‫‪272‬‬
‫ضهُ َزْي ٌد ِمنْ عَ ْمرٍو ُثمّ وَهََبهُ َلهُ لَمْ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ شَ ِه َد شَا ِهدَانِ بِمَالٍ ِلزَْيدٍ عَلَى عَ ْمرٍو ثُمّ َر َجعَا َو َقدْ قَبَ َ‬
‫سقُطْ َعْنهُمَا الضّمَانُ ‪ ,‬وََلوْ كَانَ َدْينًا َفَأبْ َرَأهُ ِمنْهُ َقبْلَ َقْبضِهِ ثُمّ رَ َجعَا لَ ْم يَ ْل َز ْمهُمَا َشيْءٌ ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي فِي‬ ‫يَ ْ‬
‫ب الّتغْ ِريِ َو َعوْ ِد اْلعَيْنِ إلَى‬
‫خرّجْ ُه عَلَى الْخِلَافِ فِي الْمَسَائِ ِل اْلأُولَى ِلَأنّ الضّمَانَ لَ ِز َمهُمَا ِبوُجُو ِ‬ ‫خِلَافِهِ وَلَ ْم يُ َ‬
‫ب ِمنْهُ‬
‫صبُ بِ ِمثْلِ ذَلِكَ فِي الرّدّ إلَى الْ َمغْصُو ِ‬ ‫حكُومِ لَ ُه ِبهَِبةٍ لَا يُو ِجبُ الْبَرَا َءةَ كَمَا لَا َيبْ َرأُ اْلغَا ِ‬ ‫الْغَا ِر ِم مِ ْن الْ َم ْ‬
‫صبِ بِِإعَا َد ِة الْمَالِ إلَى الْ َم ْغصُوبِ‬ ‫سقُوطِ الضّمَانِ هُنَا إذَا قُ ْلنَا ِببَرَا َءةِ اْلغَا ِ‬ ‫ج اْل َقوْ ُل بِ ُ‬
‫خرّ ُ‬ ‫ِلتَحَمّ ِل ِمّنتِ ِه َنعَمْ َيتَ َ‬
‫ِمنْهُ ِهَبةً ِلَأّنهُمَا اعْتَرَفَا ِبَأنّهُ َقَبضَ ُه عُ ْدوَانًا ثُمّ َر ّدهُ إلَيْ ِه ِهَبةً ‪َ ,‬وَأمّا إذَا َأبْ َرأَ ُه ِمنْهُ َقبْلَ الْ َقْبضِ َفلَ ْم َيتَ َرّتبْ عَلَى‬
‫َشهَا َدِتهِمَا غُ ْرمٌ فَِلذَلِكَ َسقَطَ َعْنهُمَا الضّمَانُ ‪.‬‬
‫‪273‬‬
‫ضهِ َفهَ ْل يَرْ ِج ُع عَلَى الْ َمضْمُو ِن عَنْهُ ؟‬ ‫َومِْنهَا َلوْ قَضَى الضّا ِم ُن ال ّدْينَ ُثمّ وَهََب ُه الْ َغرِيُ مَا قَضَاهُ َبعْدَ قَبْ ِ‬
‫ظَاهِرُ َكلَا ِم الْأَصْحَابِ َأنّهُ لَا يَ ْرجِعُ ‪ .‬وَِلهَذَا قَالُوا َلوْ َقضَى ال ّديْ َن ِبَنقِيضِهِ لَ ْم يَرْ ِجعْ إلّا بِمَا َقضَى وَ َج َعلُوهُ‬
‫ح ِة ظَاهِرٌ َفَأمّا إنْ َقضَى ال ّديْنَ ِلكَمَالِ ِه ثُمّ‬ ‫كَالْ ُمقْ ِرضِ لَا يَرْ ِجعُ إلّا بِمَا غَ ِرمَ َلكِنّ هَذَا فِي الْإِبْرَا ِء وَالْمُسَامَ َ‬
‫َوهَبَ ُه اْلغَ ِريُ ِمنْهُ فَلَا َيْبعُ ُد تَخْرِيُ ُه عَلَى اْلوَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫حِتهَا هَلْ‬ ‫ع اْلعِبَادَاتِ َأ ْو الْ ُعقُودِ َأ ْو غَيْ ِرهِمَا مَعَ الشّكّ فِي شَرْطِ صِ ّ‬ ‫ستّونَ ) ‪ :‬إيقَا ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ وَال ّ‬
‫شتَرَطُ فِي ِه الّنّيةُ الْجَا ِز َمةُ فَلَا‬
‫حقِيقِ ذَلِكَ الشّرْطِ َأمْ لَا ؟ هِ َي َن ْوعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا مَا يُ ْ‬ ‫جعَُلهَا كَالْ ُمعَّل َق ِة عَلَى تَ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ع اْلعِبَا َدةِ َأ ْو الْ َعقْدِ َكغََلَبةِ الظّنّ‬
‫ك غََلَب َة ظَ ّن تَ ْكفِي ِمثْلَهُ فِي إيقَا ِ‬
‫َيصِحّ إيقَاعُهُ ِبهَذَا التّرَدّ ِد مَا لَ ْم َيكُنْ الشّ ّ‬
‫ح ِدثًا فَتَبَّينَ‬
‫س ُه مُ ْ‬
‫حوِ ذَلِكَ ‪َ .‬ومِنْ َأمْثَِلةِ ذَلِكَ إذَا صَلّى يَ ُظنّ َنفْ َ‬
‫بِدُخُو ِل اْلوَ ْقتِ َو َطهَا َرةِ الْمَا ِء وَالّثوْبِ َونَ ْ‬
‫ح َي ْومًا آ َخرَ َب ْعدَ‬
‫ض ِر فَ َمسَ َ‬
‫س َفرِ َأوْ الْحَ َ‬
‫خفّيْنِ فِي ال ّ‬
‫ح الْ ُ‬
‫مُتَ َط ّهرًا ‪َ .‬و ِمنْهَا َلوْ شَكّ َهلْ ابَْتدَأَ [ ُم ّدةَ ] َمسْ ِ‬
‫سفَرِ لَ ِزمَ ُه إعَا َدةُ الصّلَا ِة بِالشّ ّ‬
‫ك َوهَلْ يَ ْل َزمُ ُه إعَا َدةُ‬ ‫ضرِ ُثمّ تَبَّينَ َأّنهُ ابَْت َدأَهَا فِي ال ّ‬
‫انْقِضَاءِ ُمدّةِ الْحَ َ‬
‫اْلوُضُوءِ ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا َيلْ َزمُ ُه َوبِهِ جَ َزمَ فِي الْ ُم ْغنِي ِلَأنّ اْلوُضُو َء َيصِ ّح مَعَ الشّكّ فِي َسَببِهِ‬
‫صةٌ وَلَمْ‬
‫ح ِدثًا ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬يَ ْل َزمُهُ ِلأَ ّن الْمَسْحَ ُر ْخ َ‬
‫ضأَ َيْنوِي رَ ْفعَ ُه ثُ ّم َتبَيّ َن مُ ْ‬
‫كَمَ ْن شَكّ فِي الْحَدَثِ َفَتوَ ّ‬
‫شَتبَهٍ ثُ ّم‬
‫ضأَ مِنْ إنَا ٍء مُ ْ‬
‫حقّ ْق إبَا َحتُهَا َفلَ ْم َيصِحّ كَ َمنْ َقصَ َر َو ُهوَ يَشُكّ فِي َجوَا ِز اْلقَصْرِ ‪َ .‬و ِمْنهَا [ َل ْو َتوَ ّ‬ ‫َتتَ َ‬
‫ج ْزمَ‬‫سيْنِ َيصِحّ َو ُه َو يَرْ ِجعُ إلَى َأنّ الْ َ‬ ‫شهُورِ وَقَا َل اْلقَاضِي َأبُو الْحُ َ‬
‫َتبَيّنَ َأنّهُ طَاهِرٌ َل ْم تَصِ ّح َطهَا َرتُهُ فِي الْمَ ْ‬
‫ح َدثِ َأوْ صَلّى مَعَ غَلََبةِ ظَّنهِ‬
‫ضأَ شَاكّا فِي الْ َ‬
‫شتَرَطُ كَمَا َسبَقَ ] ‪َ .‬و ِمْنهَا َلوْ تَوَ ّ‬
‫حةِ الْوُضُوءِ لَا يُ ْ‬
‫ِبصِ ّ‬
‫ِبدُخُو ِل الْ َوقْتِ َوَنوَى اْلفَرْضَ إنْ كَا َن مُ ْ‬
‫ح ِدثًا َأ ْو اْلوَ ْقتُ قَدْ دَ َخ َل َوإِلّا فَالتّجْدِيدُ َأ ْو الّنفَلُ ‪ ,‬فَذَ َكرَ ابْنُ‬
‫َعقِيلٍ َأنّ ُه يُجْ ِزئُهُ ِلأَنّ هَذَا ُحكْمُ ُه وََلوْ لَ ْم َيْنوِهِ ‪ ,‬فَِإذَا َنوَاهُ لَ ْم َيضُ ّرهُ ‪.‬‬
‫‪275‬‬
‫ب َفَأدّى زَكَاةً َوَنوَى َأّنهَا َعنْ اْلغَائِبِ إنْ كَانَ سَالِمًا َوإِلّا َفتَ َط ّوعٌ‬ ‫ضرٌ وَغَائِ ٌ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ كَا َن َلهُ مَال حَا ِ‬
‫ص النّّي َة عَ ْن اْلفَ ْرضِ ‪.‬‬
‫َفبَا َن سَالِمًا أَ ْج َزَأهُ ِلمَا ذَ َك ْرنَا َو ُحكِ َي عَنْ َأبِي َبكْرٍ َأنّهُ لَا يُجْ ِزئُهُ ِلَأنّهُ َل ْم يُخِْل ْ‬
‫ب وََلكِنّ ُه َبنَى‬
‫ح ٍ‬ ‫ج ِمنْ ُه وَجْهٌ فِي اّلتِي َقبَْلهَا َأنّهُ لَا َيصِ ّح َوَأوْلَى ِلَأنّ هُنَاكَ لَ ْم َيبْ ِن عَلَى أَصْلٍ مُسَْتصْ َ‬ ‫خرّ ُ‬
‫َويَتَ َ‬
‫ح ِة الصّلَاةِ ‪.‬‬ ‫صّ‬ ‫عَلَى غََلَب ِة ظَ ّن بِدُخُو ِل اْلوَ ْقتِ َو ُه َو يَ ْكفِي فِي ِ‬
‫‪276‬‬
‫َومِْنهَا إذَا نَوَى لَيْ َلةَ الشّكّ إنْ كَانَ َغدًا ِمنْ َرمَضَانَ َفهُوَ َفرْضٌ وَِإلّا َف ُهوَ َنفْلٌ ‪َ .‬فهَ ْل ُيجْ ِزئُ ُه عَنْ َر َمضَانَ‬
‫شهُورُ فِي الْمَ ْذ َهبِ لَ ْم‬‫ط َو ُهوَ الْمَ ْ‬‫شتَرَطُ ِل َر َمضَانَ فَِإنْ ُق ْلنَا تُشْتَ َر ُ‬
‫ي هَ ْل تُ ْ‬
‫إ ْن وَافَقَ ؟ َيْنَبنِي عَلَى َأ ّن ِنيّ َة التّ ْعيِ ِ‬
‫سأََلةِ الزّكَا ِة َوهَذَا‬
‫ف مَ ْ‬
‫خلَا ِ‬
‫صيَامُ فِي ِه بِ ِ‬
‫حبٍ َيجُو ُز ال ّ‬ ‫سَتصْ َ‬
‫ي وََل ْم يَبْ ِن عَلَى أَصْ ٍل مُ ْ‬ ‫يُجْ ِزئْهُ ِلَأنّهُ َل ْم يَجْ ِز ْم بِالّتعْيِ ِ‬
‫ي ِمنْ َرمَضَانَ إنْ كَانَ َغدًا ِمنْ َرمَضَانَ َفأَنَا صَاِئمٌ عَ ْنهُ َوِإلّا َفَأنَا ُمفْطِرٌ‬
‫ف مَا َلوْ نَوَى لَيْ َلةَ الثّلَاثِ َ‬
‫بِخِلَا ِ‬
‫ص ْومِ ِه‬‫ح تَرَدّ َدهُ ِلأَنّهُ ُحكْمُ َ‬ ‫صيَامُهُ فِي أَصَحّ اْلوَ ْج َهيْنِ ِلأَنّ ُه ُبنِ َي عَلَى أَصْلٍ لَ ْم َيْثبُتْ َزوَالُهُ وَلَا َيقْ َد ُ‬ ‫فَِإنّهُ يَصِحّ ِ‬
‫مَ َع الْجَ ْزمِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬و ُهوَ َقوْلُ َأبِي َبكْرٍ لَا يُجْ ِزئُهُ لِلتّرَدّدِ ‪َ ,‬وَنقَلَ صَالِحٌ عَنْ َأبِيهِ َأنّ ُه يُجْ ِزئُ ُه الّنيّ ُة الْ ُمتَ َردّ َدةُ‬
‫ت الّنّيةُ َفقَ ْد َنوَى‬ ‫صوْ َم مَ َع اْل َغيْمِ لَا يَخْلُو مِ ْن تَ َردّ ٍد ُينَافِي الْجَ ْزمَ فَإِذَا تَ َردّدَ ْ‬‫حوِ ِلأَنّ ال ّ‬ ‫مَ َع اْلغَيْمِ دُونَ الصّ ْ‬
‫حتَاجُ فِيهَا إلَى التّرَدّدِ ‪.‬‬ ‫حوِ فَِإنّهُ لَا يَ ْ‬
‫خلَافِ حَاَل ِة الصّ ْ‬ ‫صوْمِ فَلَا َيضُ ّر ُه بِ ِ‬
‫ُحكْ َم ال ّ‬
‫‪277‬‬
‫ت امْ َرَأةُ‬ ‫ح ُة وَقَ ْد َسبَ َق مِنْ َأ ْمثَِلتِهِ إذَا ُنكِحَ ْ‬ ‫حتَاجُ إلَى ِنّيةٍ جَا ِز َمةٍ فَالصّحِيحُ فِيهِ الصّ ّ‬ ‫وَالّن ْوعُ الثّانِي مَا لَا يَ ْ‬
‫حةِ وَ ْجهَانِ ‪َ .‬و ِمنْهَا َلوْ كَانَ عِ ْندَ‬
‫الْ َمفْقُودِ قَ ْب َل أَنْ يَجُوزَ َلهَا النّكَاحُ ُثمّ تَبَّينَ َأّنهُ كَانَ جَاِئزًا َففِي الصّ ّ‬
‫ج َهلُ َبقَا َءهَا َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬و ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي فِي‬
‫ي َودِي َعةً فَصَا َرفَهُ عَلَ ْيهَا َوهُوَ يَ ْ‬
‫َر ُجلٍ َدنَانِ ُ‬
‫ض َرةً َفَتكُو ُن ُمصَارََف ًة عَلَى‬ ‫ت تَاِل َفةً َفَتكُو ُن ُمصَارََف ًة عََلْيهَا َو ِهيَ فِي ال ّذ ّم ِة وَلَا حَا ِ‬
‫جرّدِ لَا َيصِحّ ِلَأّنهَا َليْسَ ْ‬‫الْمُ َ‬
‫ص َفةِ فَِإنّهُ‬
‫حَيوَا ِن اْلغَاِئبِ بِال ّ‬
‫عَيْنٍ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬و ُهوَ َقوْلُ ابْ ِن َعقِيلٍ َأنّ ُه َيصِحّ ِلَأنّ الْأَصَحّ َبقَا ُؤهَا َفصَارَ َكبَيْعِ الْ َ‬
‫ت بَاِقيَ ًة َتقَابَضَا وَصَ ّح اْل َعقْ ُد َوإِنْ كَاَنتْ‬
‫َيصِحّ َمعَ ا ْحتِمَا ِل تََلفِهِ ِلأَنّ اْلأَصْلَ َبقَاؤُهُ قَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ فَِإنْ كَاَن ْ‬
‫تَاِل َفةً َتَبيّنَ بُ ْطلَانُ اْل َعقْدِ ‪َ ,‬وهَذَا الّذِي قَالَهُ صَحِيحٌ إذَا تَِل َفتْ بِ َغيْ ِر َتفْرِيطٍ َفَأمّا إ ْن تَِل َفتْ تََلفًا َمضْمُونًا فِي‬
‫ي النّقُو ِد بِالّتعْيِيِ َفِإنْ ُق ْلنَا َيَت َعيّنُ َل ْم َيصِ ّح الْ َعقْ ُد َوإِلّا صَ ّح وَقَا َمتْ ال ّدنَانِ ُي الّتِي فِي‬
‫ال ّذ ّمةِ َفَيْنبَنِي عَلَى َت ْعيِ ِ‬
‫ف الّتعْيِيُ َفلَا َيصِ ّح عَلَى مَا فِي ال ّذ ّمةِ ‪.‬‬ ‫شتَ َرطُ فِيهِ لِلصّرْ ِ‬ ‫ال ّذ ّمةِ َمقَا َم اْلوَدِي َعةِ لَا عَلَى اْلوَجْهِ الّذِي يُ ْ‬
‫‪278‬‬
‫ح َد الْ ُموَ ّكلُ اْلوِكَاَلةَ َفأَرَادَ اْلوَكِيلُ أَنْ َيشَْترَِيهَا مِ ْنهُ‬‫َومِْنهَا َلوْ وَكّ َلهُ فِي شِرَا ِء جَا ِريَ ٍة فَاشَْترَاهَا َلهُ ُثمّ جَ َ‬
‫ف بِالْمِ ْلكِ ُث ّم قَا َل لَهُ إنْ كُنْتُ َأ ِذنْت لَك فِي ِشرَاِئهَا َف َقدْ ِبعُْت َكهَا َفهَ ْل َيصِحّ َأمْ لَا ؟ عَلَى‬
‫فَ َلمْ َيعَْترِ ْ‬
‫وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا َيصِحّ ِلَأنّ الَْبيْعَ لَا َيصِ ّح َتعْلِيقُهُ َو ُهوَ َق ْولُ الْقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬يصِ ّح‬
‫ط وَاقِ ٍع َيعْلَمَانِهِ فَلَا ُيؤَثّرُ ذِكْ ُرهُ فِي اْل َعقْدِ كَمَا َلوْ قَا َل ِب ْعتُك‬
‫ذَ َك َرهُ فِي الْكَافِي ا ْحتِمَالًا ِلأَنّ ُه َتعْلِي ٌق عَلَى شَرْ ٍ‬
‫حةِ بَيْ ِع اْلغَائِبِ إنْ كَانَ سَالِمًا فَِإنّ‬
‫شهَدُ لَهُ َنصّ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ ِبصِ ّ‬
‫هَ ِذهِ إنْ كَانَتْ جَا ِرَيةً َويَ ْ‬
‫هَذَا ُم ْقَتضَى إطْلَاقِ اْل َعقْدِ فَلَا َيضُ ّر َتعْلِي ُق اْلبَيْ ِع [ عََليْهِ ] ‪.‬‬
‫‪279‬‬
‫ح ُشكّ فِي وُقُوعِ الطّلَاقِ فِيهِ قَالَ أَصْحَابُنَا ِهيَ رَ ْج َعةٌ صَحِي َ‬
‫حةٌ رَافِ َعةٌ لِلشّكّ‬ ‫َومِْنهَا ال ّرجْ َعةُ فِي َعقْ ِد ِنكَا ٍ‬
‫سأََلةُ اّلتِي أَ ْفتَى فِيهَا شَرِيكٌ بَِأنّ ُه يُطَلّ ُق ثُ ّم ُيرَاجِ ُع َو َمأْخَ ُذهُ َأنّ الرّ ْج َع َة مَعَ الشّكّ فِي الطّلَاقِ‬ ‫َوهِ َي الْمَ ْ‬
‫ط وَلَا َيصِ ّح َتعْلِي ُقهَا َفلَا َيصِ ّح تَ ْمثِيلُ َقوْلِ ِه بِمَ ْن شَكّ فِي نَجَا َس ِة َث ْوبِهِ َفَأمَرَ‬ ‫ُيصَيّ ُرهَا كَالْ ُمعَّل َق ِة عَلَى شَرْ ٍ‬
‫صبْ مَنْ َأدْخَلَ َقوْلَهُ فِي أَ ْخبَا ِر الْ ُم َغفّلِيَ فَِإ ّن َمأْخَ َذهُ فِي ذَلِكَ َخ ِفيّ َعنْهُ‬ ‫ِبتَنْجِيسِ ِه ثُ ّم َيغْسِلُ ُه وَكَذَلِكَ لَ ْم ُي ِ‬
‫ك هَلْ طَلّ َق ثَلَاثًا َأوْ وَا ِح َدةً ثُمّ رَاجَعَ فِي‬ ‫َفَأمّا الرّ ْج َعةُ مَعَ الشّكّ فِي ُحصُو ِل الِْإبَا َحةِ ِبهَا كَ َم ْن طَلّ َق َوشَ ّ‬
‫ح وَقَ ْد شَكّ فِي اْنقِطَاعِهِ [ وَالرّ ْج َع ُة ا ْستِيفَاءٌ لَهُ‬ ‫صحَابِنَا َه ُهنَا ِلَأنّ اْلأَصْلَ َبقَاءُ الّنكَا ِ‬ ‫الْعِ ّدةِ َفَيصِ ّح عِنْدَ أَ ْكثَرِ أَ ْ‬
‫ح ِريِ َو ُهوَ الطّلَاقُ فَِإنّهُ إنْ‬ ‫ب التّ ْ‬
‫خرَِقيّ لَا َيصِحّ ِلَأنّهُ قَ ْد َتَيقّنَ سََب َ‬ ‫َفصَ ّح مَعَ الشّكّ فِي اْنقِطَاعِهِ ] َو ِعنْدَ الْ ِ‬
‫ح ِريُ َبعْ َد اْلَبيْنُوَنةِ‬‫ح ِريُ بِدُونِ َزوْجٍ َوأَصَابَ ُه َوِإنْ كَا َن وَاحِ َدةً َف َقدْ َحصَ َل بِ ِه التّ ْ‬ ‫كَانَ ثَلَاثًا َفقَدْ َحصَ َل التّ ْ‬
‫حصُ ُل ِبهَا الْحِلّ إلّا عَلَى هَذَا الّتقْدِيرِ َفقَطْ فَلَا َيزُولُ الشّكّ مُ ْطَلقًا‬ ‫بِدُونِ َعقْدٍ َجدِيدٍ فَالرّ ْج َعةُ فِي اْلعِ ّدةِ لَا يَ ْ‬
‫حكْمِ‬ ‫حقّ ِق وُجُو ِد الْ ُ‬ ‫ح ِريِ مَعَ الشّكّ فِي وُجُودِ الْمَانِعِ مِنْ ُه َيقُومُ َمقَامَ تَ َ‬ ‫فَلَا َيصِحّ ِلَأنّ َتيَقّ َن َسَببِ وُجُو ِد التّ ْ‬
‫حكْمِ َويُ ْلغَى الْمَانِعُ‬ ‫سبَبِ كَمَا ُيعْمَ ُل بِاْل ُ‬ ‫حبُ ُحكْ ُم [ وُجُو ِد ] ال ّ‬ ‫ستَصْ َ‬ ‫مَعَ الشّكّ فِي وُجُو ِد الْمَانِعِ َفيُ ْ‬
‫خرَِقيّ فِي‬ ‫شكَلَ َكثِيٌ مِ ْن اْلأَصْحَابِ كَلَامَ الْ ِ‬ ‫شكُوكُ فِيهِ َكمَا يُ ْلغَى مَ َع َتَيقّ ِن وُجُودِ ُحكْمِ ِه وَقَ ْد اسْتَ ْ‬ ‫الْمَ ْ‬
‫َتعْلِيلِ ِه بَِأنّ ُه َتيَقّ َن التّحْ ِر َي َوشَكّ فِي التّحْلِيلِ َف َظنّوا َأنّهُ َيقُو ُل ِبتَحْ ِريِ الرّ ْج َع ِة وََلْيسَ بِلَا ِزمٍ ِلمَا ذَ َك ْرنَا‬
‫‪280‬‬
‫ك وَلَ ْم ُيْنقَضْ‬ ‫حقّ فِي غَ ْي ِرهِ َأثِ َم َو َعصَى بِذَلِ َ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ حَ َكمَ حَا ِكمٌ فِي َمسَْأَلةٍ مُخْتَلَفٍ فِيهَا بِمَا َيرَى أَنّ الْ َ‬
‫صرِيحٍ ذَكَ َرهُ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَقَالَ السّامِرِيّ بَ ْل ُيْنقَضُ ُحكْمُهُ ِلأَ ّن‬ ‫ُحكْمُهُ إلّا َأنْ َيكُو َن مُخَاِلفًا ِلَنصّ َ‬
‫جهْلٍ َلُن ِقضَ ُحكْمُ ُه مَعَ َأنّهُ لَا َي ْعَتقِ ُد بُطْلَا َن مَا‬
‫حكْ ِم ُموَافَ َق ُة الِا ْعِتقَادِ ‪ ,‬وَِلهَذَا َلوْ َحكَ َم بِ َ‬
‫ح ِة الْ ُ‬
‫صّ‬‫شَرْطَ ِ‬
‫َحكَ َم بِهِ فَإِذَا اعَْتقَ َد بُطْلَانَهُ َف ُه َو بِالرّدّ َأوْلَى وَلِ ْلأَصْحَابِ وَ ْجهَانِ فِيمَا ُينْ َقضُ فِيهِ ُحكْ ُم الْجَاهِ ِل وَالْفَاسِ ِق‬
‫خطّابِ َو َغيْ ِرهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ُ :‬تْنقَضُ كُّلهَا إلّا مَا‬ ‫أَحَ ُدهُمَا ُتْنقَضُ َجمِيعَ أَ ْحكَامِهِ ِل َفقْدِ َأهِْلّيتِهِ َو ُهوَ َقوْلُ َأبِي الْ َ‬
‫ض مَا وَافَقَ الِا ْجِتهَادَ ِلأَنّهُ َلْيسَ مِنْ َأهْلِ ِه َو ُهوَ ا ْختِيَارُ صَا ِحبِ‬ ‫ح ّق الْ َمنْصُوصُ وَالْ ُمجْمَ َع عََليْ ِه َوُيْنقَ ُ‬ ‫وَافَقَ الْ َ‬
‫ح ّق ُمعَيّ ٍن َيصِحّ‬ ‫ستَ ِ‬
‫حقُوقَ لِمُ ْ‬‫صّيةَ فَِإنْ َأعْطَى الْ ُ‬ ‫ص ّي الْفَاسِقُ إذَا قَسّ َم اْلوَ ِ‬ ‫الْ ُمغْنِي َويُشْبِ ُه هَذَا الْ َقوْلَ فِي الْوَ ِ‬
‫ب إيصَالُهُ إَليْهِ وَقَدْ َحصَ َل َوِإنْ كَانَ ِل َغيْ ِر ُمعَيّنٍ َفوَ ْجهَانِ ‪.‬‬ ‫ج ُ‬ ‫َقْبضُهُ لَ ْم َيضْ َمنْهُ ِلَأنّهُ يَ ِ‬
‫‪281‬‬
‫شهَا َدتَ ْينِ فَِإنّهُ ُحكْمٌ صَحِيحٌ َوإِنْ َحصَ َل التّرَدّدُ‬ ‫َومِْنهَا الْحُ ْك ُم ِبإِسْلَامِ َمنْ ُاّتهِ َم بِال ّر ّدةِ إذَا َأْنكَ َر َوأَ َق ّر بِال ّ‬
‫ح ِة مَا ُاّتهِ َم بِهِ ؟‬
‫جدّ ُد عَلَى َتقْدِيرِ صِ ّ‬ ‫ستَمِ ّر عَلَى مَا يَ ّدعِيه َأوْ الْإِسْلَا ُم الْ ُمتَ َ‬
‫سَتنَ ِدهِ هَ ْل ُه َو الِْإسْلَامُ الْمُ ْ‬
‫فِي مُ ْ‬
‫شهَ ْد عََليْ ِه بِالرّ ّدةِ ؟ َفقَا َل مَا َكفَرْتُ فَِإ ْن َشهِدَ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّ ُه َوأَ ّن مُحَمّدًا َرسُولُ‬ ‫خرَِقيّ َومَ ْن تَ ْ‬ ‫وَقَدْ قَالَ الْ ِ‬
‫ك الْمُ ْرتَدّ قَا َل وَلَا‬‫اللّهِ لَ ْم َيكْشِفْ عَنْ َشيْءٍ ‪ .‬قَالَ فِي الْ ُم ْغنِي ِلَأنّ هَذَا َيثُْبتُ بِهِ إسْلَا ُم اْلكَافِ ِر الْأَصِْليّ َفكَذَلِ َ‬
‫حكَمِ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي َمنْ َأسْ َلمَ ِمنْ‬
‫حمّ ُد بْ ُن الْ َ‬
‫حةِ رِ ّدتِ ِه َوَنقَلَ مُ َ‬
‫ف عَنْ صِ ّ‬
‫حَا َجةَ فِي ُثبُوتِ إسْلَامِهِ إلَى الْكَشْ ِ‬
‫صرَ أَوْ َتهَ ّودَ َوقَا َل هُ َو َلمْ َأ ْف َعلْ َأنَا ُمسْ ِلمٌ قَالَ أَ ْقبَلُ َقوْلَهُ‬
‫شهِ َد َقوْمٌ ُعدُو ٌل َأنّهُ تَنَ ّ‬
‫أَ ْه ِل الْكِتَابِ ُثمّ ا ْرتَدّ َف َ‬
‫ك َنقَ َل َعنْهُ َأبُو طَالِبٍ فِي َر ُجلٍ‬
‫وَلَا أَ ْقبَلُ َشهَا َدَتهُمْ َوذَكَرَ كَلَامًا َم ْعنَاهُ َأنّ إنْكَا َرهُ أَ ْقوَى مِنْ الشّهُو ِد وَكَذَلِ َ‬
‫صرَ َفأُ ِخذَ َفقَا َل َلمْ َأ ْف َعلْ قَا َل ُيقْبَ ُل ِمنْهُ وَعَلّ َل بَِأ ّن الْمُ ْرتَ ّد يُ ْ‬
‫ستَتَابُ َلعَلّ ُه يَ ْرجِعُ َفُي ْقبَ َل ِمنْهُ فَِإذَا َأْنكَ َر بِاْلكُّلّيةِ‬ ‫تَنَ ّ‬
‫َف ُهوَ َأوْلَى بِاْلقَبُو ِل وََلْيسَ فِي هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ َأنّهُ َثَبتَ عََليْهِ الرّ ّد ُة وَلَا فِيهَا َأنّهُ وَ َج َد ِمنْهُ َغيْ َر إْنكَارِ الرّ ّدةِ ‪َ ,‬وَأمّا‬
‫شهَا َدَتيْ ِن َوظَاهِرُ كَلَامِ‬ ‫حصُ ُل بِهِ الِْإسْلَامُ كَال ّ‬ ‫حكَمِ َففِيهَا َأنّهُ قَالَ َأنَا مُسْلِ ٌم َوذَلِكَ يَ ْ‬ ‫سأََلةُ مُحَمّ ِد بْ ِن الْ َ‬
‫مَ ْ‬
‫ت عََليْهِ الرّ ّد ُة بِاْلبَّيَن ِة َوهُوَ ِخلَافُ َقوْلِ‬ ‫أَحْمَدَ يَدُ ّل عَلَى أَ ّن إْنكَارَ ُه َي ْكفِي فِي الرّجُوعِ إلَى الِْإسْلَامِ وََل ْو َثبَ َ‬
‫حتَ ِملُ أَنْ لَا ُي ْقبَلَ إْنكَا ُرهُ َوإِ ْن سَلّ ْمنَا‬ ‫أَصْحَاِبنَا ‪َ .‬وَأمّا إنْ ثََبتَ ُكفْ ُرهُ بِإِ ْقرَارِ ِه عََليْ ِه ثُمّ َأنْكَرَ َففِي الْ ُم ْغنِي يَ ْ‬
‫ت بِاْلبَّيَنةِ كَمَا فِي حَدّ ال ّزنَا ‪.‬‬ ‫ف مَا َثبَ َ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ب ِب َقوْلِهِ َفُي ْقبَلُ رُجُوعُ ُه عَنْ ُه بِ ِ‬‫ح ّد هُنَا وَ َج َ‬ ‫فَِلَأنّ الْ َ‬
‫‪282‬‬
‫ستّونَ ) ‪ :‬اْل َعقْ ُد الْوَارِ ُد عَلَى عَمَ ٍل ُم َعيّ ٍن إمّا َأ ْن َيكُونَ لَا ِزمًا ثَابِتًا فِي ال ّذ ّمةِ ِب ِع َوضٍ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِسعَة وَال ّ‬
‫شرْطٍ َأوْ قَرِيَنةٍ تَ ُد ّل عََليْهِ‬ ‫ك الْعَ َم ِل وَلَا يََت َعيّنُ أَ ْن َيعْمَلَ ُه الْ َم ْعقُو ُد َمعَهُ إلّا بِ َ‬
‫حصِيلُ ذَلِ َ‬ ‫كَالْإِجَا َرةِ فَاْلوَا ِجبُ َت ْ‬
‫جرّدِ الْإِ ْذنِ َفلَا يَجُوزُ لِ ْل َم ْعقُو ِد َمعَهُ َأ ْن ُيقِي َم َغيْ َرهُ‬ ‫ستَفَا ُد الّتصَرّفُ فِي ِه بِمُ َ‬ ‫َوِإمّا َأنْ يَكُونَ َغيْرَ لَا ِز ٍم َوِإنّمَا يُ ْ‬
‫ف ِبوِلَاَي ٍة إمّا ثَابَِتةٍ‬
‫َمقَامَهُ فِي عَمَلِهِ إلّا بِإِ ْذنٍ صَرِيحٍ َأوْ َقرِينَةٍ دَالّ ٍة عََليْ ِه َويَتَ َردّدُ بَيْ َن هَ َذيْ ِن مِنْ كَا َن َتصَرّ َ‬
‫صوَرٌ ‪ :‬مِْنهَا الَْأجِيُ الْ ُمشَْترَكُ‬
‫بِالشّ ْرعِ َكوَلِ ّي النّكَاحِ َأ ْو بِاْل َعقْدِ كَالْحَاكِ ِم َووَِل ّي الَْيتِيمِ ‪َ .‬أمّا اْلَأوّلُ فَلَهُ ُ‬
‫ب مِنْ ذَلِكَ َأنْ َيكُو َن‬
‫حصِيلَهُ لَا عَمَلَهُ بَِنفْسِ ِه وَا ْسَتثْنَى الْأَصْحَا ُ‬
‫ضمِ َن تَ ْ‬ ‫َفيَجُوزُ لَ ُه الِا ْستِنَاَبةُ فِي اْلعَمَل ِلَأنّهُ َ‬
‫ت مِنْ خَطّ الْقَاضِي عَلَى‬ ‫صرِيًا َونَقَ ْل ُ‬
‫سَتأْجِرِ َ‬ ‫الْعَ َم ُل ُمتَفَا ِوتًا كَاْلفَسْخِ فََلْيسَ لَ ُه الِا ْسِتنَابَةُ فِي ِه بِدُونِ إ ْذ ِن الْمُ ْ‬
‫جرْجَاِنيّ سَ ِم َعتْ َأبَا َعبْدِ اللّهِ ُسئِلَ قَالَ دََفعْت‬ ‫ب الْ ُ‬ ‫ت مِ ْن مَسَائِلِ ابْنِ َأبِي حَرْ ٍ‬ ‫َظهْرِ جُزْءٍ مِنْ خِلَافِهِ قَا َل َنقَ ْل ُ‬
‫َثوْبًا إلَى َخيّاطٍ َفقَ ّطعَ ُه ثُمّ دََفعَهُ إلَى آخَرَ ِليَخِيطَهُ قَا َل ُهوَ ضَامِ ٌن وََلعَ ّل هَذَا فِيمَا [ إذَا ] دَّلتْ الْحَا ُل عَلَى‬
‫سَتأْجِ ُر ِبعَمَلِ‬
‫ك وَلَا َيرْضَى الْمُ ْ‬‫صنَا َعتِهِ وَ ِحذْقِ ِه َو ُشهْ َرتِهِ بِذَلِ َ‬
‫جوْ َدةِ ِ‬
‫ستَأْ ِجرِ لِ َ‬
‫وُقُوعِ اْل َعقْدِ فِيهِ عَلَى ِخيَا َط ِة الْمُ ْ‬
‫ح َة َشرِ َكةِ الَْأبْدَانِ َحتّى َأجَازُوهَا َمعَ‬ ‫جوَا ُز بِدُونِ اْلقَرِيَنةِ َوعََليْ ِه َبنَى اْلأَصْحَابُ صِ ّ‬ ‫غَيْ ِرهِ وَالْمَ ْذ َهبُ الْ َ‬
‫حةِ وَ ْجهَانِ‬‫سنُهُ َففِي الصّ ّ‬ ‫ف الصّنَائِ ِع عَلَى أَحَ ِد اْلوَ ْج َهيْ ِن وَكَذَلِكَ َلوْ ا ْسَتأْجَرَ أَجِيًا ِلعَمَ ٍل َو ُهوَ لَا ُيحْ ِ‬ ‫ا ْختِلَا ِ‬
‫ص َدقَهَا عَمَلًا َمعْلُومًا‬
‫حصِيلِهِ لَا عَلَى الْ ُمبَاشَ َرةِ ‪َ .‬و ِمْنهَا َلوْ أَ ْ‬
‫ضمَانِ تَسْلِي ِم اْلعَمَ ِل َوتَ ْ‬
‫ِلأَ ّن اْلعَقْ َد وَقَ َع عَلَى َ‬
‫ف بِالِْإ ْذنِ‬ ‫ُمقَدّرًا بِال ّزمَانِ أَ ْو ِبغَ ْي ِرهِ َوقُلْنَا يَصِحّ َذِلكَ َف ُهوَ كَاْلأَجِيِ الْمُ ْ‬
‫شتَ َركِ ‪َ .‬وَأمّا الثّانِي ‪َ :‬و ُهوَ الْ ُمَتصَرّ ُ‬
‫ضتْهُ دَلَاَلةُ‬ ‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا اْلوَكِيلُ وَفِي َجوَا ِز َتوْكِيلِ ِه بِدُونِ إ ْذنٍ ِروَايَتَانِ َمعْرُوَفتَانِ إلّا فِيمَا اقَْت َ‬ ‫جرّدِ َفلَهُ ُ‬ ‫الْمُ َ‬
‫الْحَا ِل ِمثْلُ َأنْ َيكُو َن اْلعَمَلُ لَا ُيبَاشِ ُرهُ ِمثْلُهُ َأ ْو َيعْجَ ُز َعنْهُ ِلكَثْ َرتِهِ فَلَهُ الِا ْسِتنَاَب ُة ِب َغيْرِ خِلَافٍ َلكِنْ هَلْ لَهُ‬
‫صةً ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ وَالَْأوّلُ ا ْختِيَارُ صَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي‬ ‫الِاسِْتنَاَبةُ فِي الْجَمِيعِ َأوْ فِي الْقَدْ ِر الْ َم ْعجُو ِز عَنْهُ خَا ّ‬
‫وَالثّانِي ‪َ :‬قوْلُ اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ ‪َ .‬و ِمْنهَا الْ َعبْ ُد الْ َمأْذُونُ لَهُ فِي ِه وَفِيهِ طَرِيقَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ كَاْلوَكِيلِ‬
‫ف بِالْإِ ْذنِ [ َف ُهوَ ] كَاْلوَكِيلِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬لْيسَ لَ ُه الِاسِْتنَاَبةُ‬ ‫َوهُ َو الْمَذْكُورُ فِي الْكَافِي ِلأَنّ ُه اسَْتفَا َد الّتصَرّ َ‬
‫ف َو ُه َو مَا ذَ َك َرهُ فِي التّلْخِيصِ ِل ُقصُو ِر اْل َعبْدِ فِي َأمْلَاكِ ِه َوَتصَرّفَاتِهِ فَلَا يَ ْملِكُ‬ ‫بِدُونِ إ ْذنٍ َأوْ عُرْفٍ ِبغَيْرِ خِلَا ٍ‬
‫صبِ ّي الْ َمأْذُونُ لَ ُه َو ُهوَ كَاْلوَكِيلِ ذَكَ َرهُ فِي اْلكَافِي ‪َ .‬و ِمْنهَا الشّرِيكُ‬ ‫ف بِدُونِ إ ْذنٍ َأوْ َقرِينَةٍ ‪َ .‬و ِمْنهَا ال ّ‬ ‫الّتصَرّ َ‬
‫خلَافِ فِي ِه َوهِ َي طَرِي َقةُ‬ ‫وَالْ ُمضَارِبُ وَفِيهِمَا طَرِيقَانِ ‪َ :‬أحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ ُحكْ َمهُمَا ُحكْ ُم اْلوَكِيلِ عَلَى الْ ِ‬
‫حرّرِ وَكَذَلِكَ‬ ‫الْقَاضِي وَالْأَ ْكثَرِينَ ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪ :‬يَجُوزُ َلهُمَا الّتوْكِي ُل بِدُونِ إ ْذ ٍن َو ُهوَ الْ َمجْزُو ُم بِهِ فِي الْمُ َ‬
‫س الْمَسَائِلِ ِلعُمُو ِم َتصَرِّفهِمَا وَ َكثْ َرتِ ِه وَطُو ِل مُ ّدتِ ِه غَاِلبًا َوهَ ِذهِ قَرَائِ ُن تَدُ ّل عَلَى‬ ‫رَجّحَهُ َأبُو الْخَطّابِ فِي رُءُو ِ‬
‫ب وَالشّرِيكِ َفيَجُوزُ‬ ‫شعِ ُر بِالّتفْرِي ِق َبيْنَ الْ ُمضَارِ ِ‬ ‫الْإِ ْذنِ فِي الّتوْكِيلِ فِي الَْبيْ ِع وَالشّرَاءِ وَكَلَامُ ابْ ِن َعقِيلٍ يُ ْ‬
‫لِلشّرِيكِ الّتوْكِيلُ ِلَأنّهُ عَلّ َل ِبأَنّ الشّرِيكَ ا ْسَتفَا َد ِب َعقْدِ الشّرِ َكةِ مَا ُهوَ دُونَ ُه َو ُهوَ اْلوَكَاَلةُ ِلَأّنهَا أَ َخصّ‬
‫حكْ ِم اْل َعقْدِ مِثْ َل اْل َعقْ ِد َوهَذَا‬ ‫ص بِخِلَافِ الْوَكِيلِ فَِإنّهُ ا ْسَتفَا َد بِ ُ‬ ‫وَالشّرِ َكةُ َأعَمّ َفكَانَ لَ ُه الِا ْسِتنَاَبةُ فِي اْلأَ َخ ّ‬
‫ب بِاْلوَكِيلِ ‪َ ,‬وهَذَا الْكَلَامُ فِي َتوْكِيِلهِمَا فِي اْلبَيْ ِع وَالشّرَاءِ َفَأمّا دَفْ ُع الْ ُمضَارِبِ‬ ‫ق الْ ُمضَارِ ِ‬ ‫يَدُ ّل عَلَى إلْحَا ِ‬
‫صرِيحٍ َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ َوعَلّ َل ِبَأنّهُ إنّمَا اْئتَ َمنَهُ عَلَى الْمَالِ‬ ‫الْمَا َل ُمضَا َرَبةً إلَى غَيْ ِرهِ َفلَا يَجُو ُز بِدُونِ إ ْذنٍ َ‬
‫ف بِاْلوِلَاَيةِ َف ِمنْهُ وَلِيّ‬ ‫ث َو ُهوَ الْ ُمَتصَرّ ُ‬ ‫جوَا ِز َوَأمّا الثّالِ ُ‬‫ف يُسَلّمُهُ إلَى َغيْ ِرهِ ‪ ,‬وَ َحكَى فِيهِ ِروَايَةً أُ ْخرَى بِالْ َ‬ ‫َفكَيْ َ‬
‫الَْيتِي ِم وَفِيهِ طَرِيقَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ كَاْلوَكِي ِل َوهِ َي طَرِي َقةُ اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ وَصَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي ِلَأنّ‬
‫ف اْلوَكِيلِ وَرَجّحَهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ‬ ‫َتصَرّفَ ُه بِالْإِ ْذنِ َف ُهوَ كَاْلوَكِيلِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنّهُ يَجُو ُز الّتوْكِيلُ ِبخِلَا ِ‬
‫حضًا‬ ‫س وَكِيلًا مَ ْ‬ ‫ف بِاْلوِلَاَيةِ وََلْي َ‬
‫خطّابِ وَجَ َز َم بِهِ فِي الْ ُمحَرّرِ ِلَأنّهُ ُمَتصَرّ ٌ‬ ‫َأيْضًا فِي ِكتَابِ اْلوَصَايَا َوَأبُو الْ َ‬
‫ت وَِلأَنّهُ لَا يُ ْم ِكنُهُ‬ ‫ف اْلوَكِي ِل وَِلأَنّ ُه َي ْعتَبِ ُر عَدَاَلتَهُ َوأَمَاَنتَهُ َوهَذَا َشأْ ُن اْلوِلَايَا ِ‬
‫ت بِخِلَا ِ‬ ‫ف َبعْ َد الْ َموْ ِ‬‫فَِإنّهُ يََتصَرّ ُ‬
‫صيّتِهِ إلَى َغيْ ِرهِ َففِيهَا‬
‫ف الْوَكِي ِل هَذَا فِي َتوْكِيلِهِ َفأَمّا فِي وَ ِ‬
‫الِاسِْتئْذَانُ َأوْ تَطُو ُل مُ ّدتُهُ َوَي ْكثُ ُر َتصَرّفُ ُه بِخِلَا ِ‬
‫صتَا ِن وَا ْختَارَ الْ َمنْعَ َأبُو َبكْ ٍر وَالْقَاضِي ‪َ .‬و ِمْنهَا الْحَاكِمُ َه ْل لَ ُه أَنْ َيسْتَنِيبَ غَ ْي َرهُ ِمنْ غَ ْيرِ‬
‫ِروَايَتَانِ َمْنصُو َ‬
‫إذْنٍ َل ُه فِي َذلِكَ ؟ وَفِيهِ طَرِيقَانِ ‪َ :‬أحَ ُدهُمَا ‪ :‬طَرِيقُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫جرّ ِد وَالْخِلَافِ َأنّهُ كَاْلوَكِي ِل عَلَى مَا‬
‫مَرّ فِيهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬و ُه َو طَرِيقُ الْقَاضِي فِي اْلأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ وَابْ ِن َعقِيلٍ وَصَا ِحبِ الْ ُمحَرّرِ َأنّ لَهُ‬
‫ضيَ َلْيسَ ِبنَائِبٍ لِلِْإمَا ِم بَ ْل ُهوَ‬ ‫ص عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ُم َهنّا ِبنَاءً عَلَى َأنّ الْقَا ِ‬ ‫حلَافَ َقوْلًا وَاحِدًا َوَن ّ‬ ‫الِاسْتِ ْ‬
‫سلِمِيَ لَا عَمّ ْن وَلّاهُ وَِلهَذَا لَا ُيعْزَلُ بِ َم ْوتِهِ وَلَا ِبعَزْلِ ِه عَلَى مَا سَبَقَ َفَيكُونُ ُحكْمُهُ فِي وِلَاَيتِهِ ُحكْمَ‬ ‫نَاظِرٌ لِلْمُ ْ‬
‫ف اْلوَكِي ِل وَِلأَ ّن الْحَاكِ َم َيضِي ُق عََليْهِ َتوَلّي جَمِي َع اْلأَ ْحكَامِ ِبَنفْسِهِ َوُيؤَدّي ذَلِكَ إلَى َتعْطِيلِ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫الِْإمَا ِم بِ ِ‬
‫س اْلعَا ّمةِ َفَأشْبَ َه مَ ْن وَكّلَ فِيمَا لَا يُ ْم ِكنُ ُه ُمبَاشَ َرتَهُ عَا َدةً ِل َكثْ َرتِ ِه َومِنْ ُه وَِليّ الّنكَاحِ فَِإنْ كَانَ‬ ‫َمصَالِحِ النّا ِ‬
‫جبَرًا فَلَا إ ْشكَالَ فِي َجوَا ِز َتوْكِيلِهِ ِلَأنّ وِلَاَيتَهُ ثَاِبَتةٌ شَ ْرعًا مِ ْن غَيْرِ ِج َه ِة الْمَ ْرَأةِ وَلِذَلِكَ لَا يُ ْعَتبَ ُر َمعَهُ إ ْذُنهَا‬ ‫مُ ْ‬
‫ف بِالِْإ ْذنِ ‪.‬‬ ‫جَبرٍ َففِيهِ طَرِيقَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ كَاْلوَكِي ِل َوهِ َي طَرِي َقةُ اْلقَاضِي ِلَأنّهُ ُمَتصَرّ ٌ‬ ‫َوإِنْ كَانَ َغيْ َر مُ ْ‬
‫حرّرِ ِلَأنّ وِلَاَيتَهُ ثَاِبَتةٌ‬
‫وَالثّانِي ‪َ [ :‬أنّهُ ] يَجُوزُ لَهُ الّتوْكِيلُ َقوْلًا وَاحِدًا َوهُ َو طَرِيقُ صَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي وَالْمُ َ‬
‫جبَ ِر َوِإنّمَا ا ْفتَرَقَا عَلَى ا ْعِتبَارِ إ ْذِنهَا فِي‬ ‫ع مِ ْن َغيْرِ ِج َه ِة الْمَ ْرَأةِ فَلَا َتَتوَقّفُ ا ْسِتنَاَبتُ ُه عَلَى إ ْذِنهَا كَالْ ُم ْ‬ ‫بِالشّ ْر ِ‬
‫ح وَلَا َأثَرَ لَ ُه َههُنَا ‪.‬‬ ‫ح ِة الّنكَا ِ‬ ‫صِ ّ‬
‫‪283‬‬
‫جرُورٍ إذَا كَانَ َم ْفعُولُهُ َأوْ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّْبعُونَ ) ‪ :‬اْل ِفعْلُ الْ ُمتَعَدّي إلَى َمفْعُولٍ َأ ْو الْ ُمتَعَلّ ُق بِظَرْفٍ َأ ْو مَ ْ‬
‫خرِ َجةً لَ ُه مِ ْن اْلعُمُومِ َأوْ‬ ‫ُمتَعَّلقُ ُه عَامّا َفهَ ْل يَدْخُلُ الْفَاعِ ُل الْخَاصّ فِي عُمُومِهِ َأمْ َيكُونُ ذِكْ ُر اْلفَاعِلِ َقرِينَ ًة مُ ْ‬
‫خصِيصُ إلّا مَ َع الّتصْرِيحِ‬ ‫سبِ الْقَرَائِنِ ؟ فِيهِ خِلَافٌ فِي الْمَ ْذ َهبِ ‪ ,‬وَالْمُرَجّحُ فِيهِ التّ ْ‬ ‫ك بِحَ َ‬ ‫ختَلِفُ ذَلِ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫صوَ ٌر ُمَتعَدّ َدةٌ ‪ِ :‬مْنهَا الّنهْيُ َعنْ الْكَلَا ِم وَاْلِإمَا ُم يَخْ ُطبُ‬
‫ب عَلَى ذَلِكَ ُ‬
‫بِالدّخُولِ َأوْ قَرَائِ َن تَدُ ّل عََليْهِ ‪َ .‬وتَتَ َرّت ُ‬
‫شهُورِ ‪َ .‬و ِمْنهَا الَْأ ْمرُ ِبِإجَاَبةِ الْ ُم َؤذّنِ هَ ْل يَشْمَ ُل الْ ُم َؤ ّذنَ َنفْسَهُ ؟‬
‫ب الْمَ ْ‬
‫لَا يَشْمَ ُل الِْإمَامَ عَلَى الْمَ ْذ َه ِ‬
‫الْ َمنْصُوصُ هَا ُهنَا الشّمُولُ وَاْلأَرْجَحُ عَ َدمُ ُه طَرْدًا لِ ْلقَاعِ َدةِ ‪.‬‬
‫‪284‬‬
‫َومِْنهَا إذَا َأذِنَ [ السّّيدُ ] ِلعَبْ ِدهِ فِي التّجَا َرةِ لَمْ يَمْلِكْ َأنْ ُيؤَجّ َر َنفْسَهُ ‪ ,‬وَِللْ َمنْ ِع َمأْخَذٌ آ َخ ُر َو ُهوَ َأنّ‬
‫ت مِنْ َأ ْموَا ِل التّجَا َرةِ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي‬
‫الْ َمنَافِعَ َليْسَ ْ‬
‫‪285‬‬
‫َومِْنهَا إذَا َأذِنَ السّّيدُ ِلعَ ْب ِدهِ أَنْ ُيعِْتقَ َعنْ َكفّا َرِتهِ ِمنْ َرقِيقِ السّّيدِ لَ ْم يَمْلِكْ أَ ْن ُيعْتِ َق َنفْسَ ُه وَخَرّ َجهَا َأبُو‬
‫بَكْرٍ عَلَى وَ ْج َهيْنِ َوهَذَا َيتَمَشّى عَلَى طَرِي َقتِهِ َوطَرِي َقةِ ابْنِ حَامِدٍ وَالْ ُمتَقَ ّدمِيَ َأ ّن تَ ْكفِ َي الْ َعبْ ِد بِالْمَالِ لَا َيْنَبنِي‬
‫ك َنفْسَهُ لَاْن َعَتقَتْ عََليْهِ َق ْهرًا وََلمْ‬
‫سيّ ِد َوإِنْ لَ ْم يَ ْمِلكْهُ ‪َ ,‬وإِلّا َفَلوْ َملَ َ‬
‫ك بَ ْل ُي َكفّ ُر بِهِ إ ْذنَ ال ّ‬
‫عَلَى ِم ْلكِهِ بِالتّمْلِي ِ‬
‫تُجْ ِزئْ ُه عَ ْن اْلكَفّا َرةِ ‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫حرِيّ فِي‬ ‫ب مَنْ السّ َ‬ ‫سأََلةِ ِروَايَتَانِ ثُ ّم مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫سهِ ؟ فِي الْمَ ْ‬ ‫صرّفًا لِ َكفّا َرةِ َنفْ ِ‬
‫َومِْنهَا َهلْ َيكُونُ الرّ ُجلُ مُ َ‬
‫جمِي ِع وَ َجعَلَ ذَلِكَ ُخصُوصًا‬ ‫غَيْرِ َكفّا َرةِ الْجِمَاعِ فِي َر َمضَانَ ِلوُرُو ِد الّنصّ فِيهَا ‪َ ,‬و ِمْنهُ ْم مَنْ َحكَاهَا فِي الْ َ‬
‫ج ِز ِه وَ َكوِْنهَا لَا َتفْضُ ُل َعنْهُ وَا ْختََلفُوا فِي َمحَ ّل الْخِلَافِ َفقِيلَ هُوَ إذَا َكفّرَ‬ ‫ط اْلكَفّا َر ِة َعنْهُ ِلعَ ْ‬
‫لِ ْلَأعْرَاِب ّي َوإِ ْسقَا ِ‬
‫الْ َغيْ ُر َعنْهُ بِإِ ْذنِهِ هَلْ َيجُوزُ لَهُ َأنْ َيصْرَِفهَا إَليْهِ َأمْ لَا ‪ِ ,‬بنَاءً عَلَى َأنّ التّ ْكفِ َي مِ ْن الْ َغيْ ِر َعنْهُ لَا يَسْتَ ْل ِزمُ ُدخُوَلهَا‬
‫ك اْل َفقِيِ َلهَا كَمَا َتقَ ّدمَ ِمثْلُهُ فِي اْلعِتْ ِق وَقِي َل بَلْ إذَا َتصَ ّدقَ عََليْ ِه ِبهَا ِل َفقْ ِرهِ هَ ْل يَجُوزُ أَنْ‬ ‫فِي ِم ْلكِهِ َقبْ َل مِلْ ِ‬
‫يَأْكَُلهَا َوَتكُونُ َكفّا َرةً َأمْ لَا ؟ َوهِ َي طَرِي َقةُ ابْنِ َأبِي مُوسَى ‪.‬‬
‫‪287‬‬
‫صرّفًا ِلزَكَاِتهِ إذَا أَخَذَ السّاعِي ِمنْهُ َف َق ْد بَ ِرَئتْ ِذ ّمتُهُ ِمْنهَا فَلَهُ َأنْ ُيعِي َدهَا إلَيْ ِه َبعْدَ‬ ‫َومِْنهَا َهلْ َيكُونُ الرّ ُجلُ مُ َ‬
‫جدّدٍ َف ُه َو‬
‫سبَبٍ ] مُتَ َ‬‫ك ‪ ,‬هَذَا ُهوَ الْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ وَا ْختِيَارُ اْلقَاضِي ِلَأنّ َعوْ َدهَا إَليْ ِه َههُنَا [ بِ َ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ئ مِنْ زَكَا ِة مَالِ ِه ِبقَْبضِ السّاعِي َوِإنّمَا َيأْخُ ُذهَا مِنْ‬ ‫ضهَا عَنْ زَكَا ِة مَالِهِ ِلَأنّ ُه بَرِ َ‬
‫كَإِ ْرثِهِ َلهَا وَلَا َنقُو ُل إنّهُ َقبَ َ‬
‫ت الْ ُمبَا َحةِ لَهُ ‪ .‬وَقَالَ َأبُو َبكْرٍ مَ ْذ َهبُ أَحْمَدَ لَا يَحِلّ لَهُ أَ ْخ ُذهَا ذَكَ َرهُ فِي زَكَاةِ اْلفِطْرِ وَعَلّلَ‬ ‫جُ ْمَل ِة الصّدَقَا ِ‬
‫س اْلفَيْ ِء وَالْغَنِي َمةِ‬
‫بَِأّنهَا ُطهْ َرةٌ فَلَا يَجُوزُ أَ ْن َيتَ َطهّ َر بِمَا قَدْ تَ َطهّ َر بِ ِه َوهَكَذَا الْخِلَافُ فِي َر ّد اْلإِمَا ِم خُمُ َ‬
‫ط الزّكَاةَ َولَا‬
‫عَلَى َمنْ َأ َخذَهَا مِ ْنهُ َوَأمّا إ ْسقَاطُهَا َقبْ َل اْلقَْبضِ فَلَا يَجُوزُ ِلأَنّ اْلإِْبرَاءَ ِمنْ الدّْينِ لَا ُيسْقِ ُ‬
‫ج وَاْلعُشْ ُر الْ َمأْخُو ُذ مِ ْن تُجّارِ َأهْلِ اْل ِكتَابِ ِلأَنّهُ َفيْءٌ َفيَجُوزُ‬
‫خرَا ِ‬
‫ف الْ َ‬ ‫الْخُمُسَ بَ ْل يَ ِ‬
‫جبُ فِيهَا الْ َقْبضُ ِبخِلَا ِ‬
‫ح َة وَكَذَلِكَ ُخ ُمسُ الرّكَازِ إذَا قِي َل ُهوَ َفيْءٌ ‪.‬‬ ‫ب عََليْهِ إذَا َرأَى فِي ِه الْ َمصْلَ َ‬
‫لِلِْإمَا ِم إ ْسقَاطُ ُه مِمّ ْن ُه َو وَاجِ ٌ‬
‫‪288‬‬
‫ف [ َشيْئًا ] عَلَى اْل ُفقَرَا ِء ثُ ّم افَْتقَرَ فَِإنّ ُه يَدْ ُخ ُل عَلَى‬ ‫صرّفًا لِ َو ْق ِفهِ كَمَا إذَا وَقَ َ‬
‫َومِْنهَا َهلْ َيكُونُ اْلوَاقِفُ مُ َ‬
‫ف اْلوَقْفِ وَُق ْلنَا يَرْجِعُ إلَى أَقَا ِربِ ِه‬ ‫ص عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ الْ َمرّوذِيّ وَكَذَلِكَ َل ْو اْنقَطَ َع ُمصَرّ ُ‬ ‫الْأَصَ ّح َوَن ّ‬
‫وَ ْقفًا وَكَا َن اْلوَاقِفُ َحيّا هَ ْل يَ ْرجِعُ إَليْهِ ؟ عَلَى ِروَايََتيْنِ َحكَاهُمَا ابْنُ الزاغون فِي الْإِ ْقنَاعِ وَ َج َزمَ ابْ ُن َعقِيلٍ‬
‫ف عَلَى َأوْلَا ِد ِه َوَأنْسَاِبهِمْ [ َلهُ ْم ] َأبَدًا عَلَى َأنّهُ مَ ْن ُتوُّفيَ مِْنهُمْ‬‫فِي الْ ُمفْ َردَاتِ بِ ُدخُولِهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َل ْو وَقَ َ‬
‫ب النّاسِ إَليْهِ َفُتوُفّيَ أَحَدُ َأوْلَا ِدهِ عَ ْن َغيْ ِر وَلَ ٍد وَاْلأَبُ اْلوَاقِفُ َحيّ َفهَلْ‬ ‫عَ ْن غَيْ ِر وََلدٍ رَ َج َع نَصِيبُهُ إلَى أَقْرَ ِ‬
‫سأََلةُ مُ ْلَت ِفَتةٌ إلَى ُدخُولِ‬
‫ج عَلَى مَا َقبَْلهَا وَالْمَ ْ‬
‫خرّ ُ‬ ‫ب النّاسِ إَليْهِ َأمْ لَا ؟ يُ َ‬‫َيعُودُ نَصِيبُهُ إَليْهِ ِل َكوْنِهِ أَقْرَ َ‬
‫الْمُخَا َطبِ فِي ِخطَابِهِ ‪.‬‬
‫‪289‬‬
‫سهِ ؟ فِيهِ ِروَاَيتَا ِن َمعْرُوَفتَانِ وَلِ ْل َمنْ ِع َمأْخَذَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪:‬‬
‫شرَاءُ ِم ْن َنفْ ِ‬
‫َومِْنهَا الْوَكِيلُ فِي الْبَيْعِ َه ْل لَهُ ال ّ‬
‫شَيةُ تَ ْر ِك الِا ْستِ ْقصَاءِ فِي الثّمَنِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬أَ ّن ِسيَاقَ الّتوْكِيلِ فِي اْلبَيْ ِع يَدُ ّل عَلَى إ ْخرَاجِ ِه مِ ْن‬ ‫الّتهْ َمةُ وَخَ ْ‬
‫شتَ ِريًا ‪َ ,‬وهَذَا ِن الْ َمأْخَذَانِ ذَكَ َرهُمَا اْلقَاضِي َو َغيْ ُرهُ ‪ .‬وَالثّاِلثُ‬ ‫شتَرِينَ ِلأَنّهُ َج َعلَ ُه بَائِعًا فَلَا يَكُونُ مُ ْ‬‫جُ ْمَل ِة الْمُ ْ‬
‫شتَرِي‬ ‫َأنّهُ لَا يَجُوزُ أَ ْن َيَتوَلّى طَرََفيْ اْل َعقْ ِد وَاحِ ٌد ِبَنفْسِهِ َوَيأْخُ ُذ بِإِحْدَى يَ َديْهِ مِ ْن اْلأُخْرَى َفإِذَا وَكّلَ رَ ُجلًا يَ ْ‬
‫لَ ُه ِمنْهُ جَا َز َنقَلَ ذَلِكَ َحنْبَلٌ عَنْ أَ ْحمَدَ َفعَلَى الْ َمأْخَ ِذ اْلَأوّلِ لَا يَجُوزُ لَ ُه اْلبَيْ ُع مِمّنْ يُّتهَ ُم بِ ُمحَابَاةٍ َأْيضًا َو ُهوَ‬
‫مِمّنْ لَا ُت ْقبَ ُل َشهَا َدتُهُ لَهُ ‪َ ,‬ومِْنهُ ْم مَنْ َخصّهُ بِ َمنْ لَ ُه عََليْهِ وِلَاَي ٌة َو ُهوَ وَلَ ُد ُه الصّغِيُ دُو َن مَنْ لَا وِلَاَيةَ لَ ُه عََليْهِ‬
‫جرّدِ وَابْ ِن عَقِيلٍ وَصَا ِحبِ الْ ُمغْنِي ‪َ .‬وعَلَى الثّانِي وَالثّاِلثِ يَجُوزُ لَ ُه اْلبَيْ ُع مِنْ‬ ‫َوهِ َي طَرِي َقةُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫غَيْ ِرهِ إذَا كَانَ أَهْلًا ِل ْل َقبُولِ ‪َ ,‬ويَجُو ُز عَلَى الْ َمأْخَ ِذ الثّاِلثِ َأْيضًا أَ ْن ُيوَكّلَ مَ ْن يَشْتَرِي لَهُ لِانْدِفَاعِ مَحْذُورِ‬
‫شتَرِيهَا هُوَ فَذَ َكرَ ابْنُ َأبِي مُوسَى َأنّهُ إنْ كَانَ‬ ‫ب وَاْلقَابِلِ ‪َ ,‬وإِ ْن وَكّ َل مَ ْن َيبِيعُ السّ ْل َعةَ َويَ ْ‬ ‫إيَا ِد الْمُو ِج ِ‬
‫َمأْذُونًا لَهُ فِي التّوْكِيلِ فِي اْلَبيْعِ جَازَ الشّرَا ُء مِ ْن وَكِيلِهِ َقوْلًا وَاحِدًا ِبنَا ًء عَلَى َأ ّن هَذَا اْلوَكِيلَ الثّانِي وَكِيلٌ‬
‫لِلْ ُموَكّ ِل اْلَأوّلِ َفكََأنّهُ ا ْشتَرَى السّ ْل َع َة مِ ْن مَاِل ِكهَا ‪َ ,‬وِإنْ كَانَ لَ ْم َيأْ َذنْ لَهُ فِي الّتوْكِي ِل اْنبَنَى عَلَى َجوَازِ‬
‫حةِ َأ ّن اْلوَكِي َل الثّانِي وَكِيلٌ‬ ‫حتَ َملُ أَ ْن َيكُو َن مَأْ َخ ُذ الصّ ّ‬ ‫ص ّح الَْبيْ ُع َوإِلّا فَلَا َفيُ ْ‬
‫َتوْكِيلِ ِه بِدُونِ إ ْذنٍ َفِإنْ أَ َج ْزنَاهُ َ‬
‫حتَمَلُ َأ ْن ُيعَْتبَ َر الّتوْكِيلُ‬‫ح َويُ ْ‬‫سأََل ِة الّنكَا ِ‬
‫لِلْ ُموَكّ ِل اْلَأوّلِ ‪َ ,‬ويَدُ ّل عََليْ ِه َتعْلِيلُ ُه بِذَلِكَ فِي صُو َر ِة الْإِ ْذنِ فِي مَ ْ‬
‫جوَازِ فَا ْختُلِفَ‬ ‫ص بِاْلأَبِ فِي مَا ِل وَلَ ِدهِ ال ّطفْلِ ‪َ .‬وَأمّا ِروَاَي ُة الْ َ‬ ‫ب وَاْلقَابِ ُل مَعَ َأ ّن هَذَا ُمْنَتقِ ٌ‬ ‫ِلئَلّا َيتّحِ َد الْمُو ِج ُ‬
‫شتَرِطُ ال ّزيَا َد َة عَلَى الثّمَ ِن الّذِي َيْنَتهِي إَليْهِ ال ّر َغبَاتُ فِي النّدَاءِ ‪,‬‬ ‫فِي ِحكَايَ ِة شُرُو ِطهَا عَلَى طُ ُرقٍ أَ َح ُدهَا َأنّ ُه يَ ْ‬
‫جرّدِ وَابْ ِن عَقِيلٍ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنّ‬ ‫وَفِي ا ْشتِرَاطِ أَ ْن َيَتوَلّى النّدَا َء َغيْ ُرهُ وَ ْجهَانِ َوهِ َي طَرِي َقةُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫شتَ َرطَ أَحَدُ‬ ‫جرّدُ كَمَا هِ َي طَرِي َقةُ ابْنِ َأبِي مُوسَى وَالشّيَازِيّ ‪ .‬وَالثّالِثُ ‪َ :‬أنّ الْمُ ْ‬ ‫ط الّتوْكِي ُل الْمُ َ‬‫شتَرَ َ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ك َوِإمّا ال ّزيَا َدةُ عَلَى ثَ َمنِهِ فِي النّدَا ِء َوهِ َي طَرِي َقةُ الْقَاضِي‬ ‫جوَازِ ذَلِ َ‬ ‫َأمْ َريْ ِن إمّا َأ ْن ُيوَكّلَ مَ ْن َيبِيعُهُ عَلَى َقوِْلنَا بِ َ‬
‫فِي خِلَافِهِ َوَأبِي الْخَطّابِ ‪َ ,‬وَأمّا إنْ بَاعَ اْلوَكِيلُ وَاشَْترَطَ عَلَى الْ ُمشَْترِي أَنْ ُيشْرِ َكهُ فِيهِ َفهَ ْل َيجُوزُ َأمْ لَا‬
‫سَتثْنِي ِلنَفْسِهِ الشّرِ َكةَ أَرْجُو أَلّا‬ ‫؟ عَلَى ِروَايََتيْنِ ‪ .‬إحْدَاهُمَا يَجُوزُ ‪َ ,‬نقََلهَا َأبُو الْحَارِثِ فِي اْلوَكِي ِل َيبِيعُ َويَ ْ‬
‫يَكُونَ بِ ِه َبأْسٌ ‪ .‬وَالثّانِيَة ‪ُ :‬تكْ َرهُ َنقََلهَا ابْ ُن َمْنصُورٍ فِي رَجُ ٍل يُدَْفعُ إَليْهِ الّثوْبُ َيبِيعُهُ فَِإذَا بَاعَهُ قَالَ َأشْرِ ْكنِي‬
‫فِيهِ قَالَ أَكْ َر ُه هَذَا َفَأمّا إنْ أَ ِذنَ لَ ُه الْ ُموَكّلُ فِي الشّرَا ِء مِ ْن َنفْسِهِ فَِإنّهُ َيجُوزُ ‪ ,‬قَالَ َكثِ ٌي مِ ْن الْأَصْحَابِ‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ فِي ِه وَ ْجهًا آ َخ َر بِالْ َمنْعِ قَا َل َوهَ ْل َيكُونُ ُحضُورُ‬ ‫ح وَ َحكَى ال ّ‬ ‫ف الّنكَا ِ‬ ‫ِروَايَ ًة وَاحِ َدةً بِخِلَا ِ‬
‫خفّافُ‬ ‫حتَمِلُ وَ ْج َهيْنِ َأشَْب ُههُمَا ِبكَلَامِ أَ ْحمَدَ الْ َمنْعُ ‪َ ,‬وَنقَلَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْ ٍر الْ َ‬‫الْ ُموَكّلِ َوسُكُوتُهُ كَِإ ْذنِهِ ؟ يَ ْ‬
‫عَنْ أَحْمَدَ فِيمَنْ َلهُ عَلَى َر ُجلٍ خَ ْمسُونَ دِينَارًا َفوَكّ َلهُ فِي بَيْ ِع دَا ِر ِه َومَتَا ِعهِ لَِيسَْت ْوفِ َي حَ ّقهُ فَبَا َعهَا‬
‫س ُه وََي ْأخُ ُذهَا بِال ّدنَانِيِ لَمْ يَجُ ْز وََلكِ ْن َيبِي ُعهَا َويَسَْت ْقصِي َوَيأْخُذُ َحقّهُ قَالَ الْقَاضِي‬
‫ف َنفْ َ‬
‫ِبدَرَا ِهمَ لِيُصَارِ َ‬
‫سَتوِْفيَ ِمنْهُ ِلأَ ّن الّتهْ َم َة َموْجُو َدةٌ فِي َعقْدِ الصّرْفِ‬ ‫ظَاهِرُ َكلَامِهِ َأنّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ بَْي ُعهَا ِبغَيْرِ ِجْنسِ َحقّهِ ِليَ ْ‬
‫جْنسِ َحقّهِ َفلَهُ‬ ‫ِلَنفْسِهِ مِ ْن َنفْسِهِ ‪َ ,‬وِإنّمَا أَ ِذنَ لَهُ فِي الِا ْستِيفَا ِء وَلَ ْم َيأْ َذنْ لَهُ فِي الْ ُمصَارََفةِ فَإِذَا بَا َعهَا بِ ِ‬
‫ض مِ ْن يَ ِد َغيْ ِرهِ ِلَنفْسِهِ َلكِ ّن هَ ِذهِ اْلعِّل َة َموْجُو َدةٌ فِي‬
‫الِاسْتِيفَاءُ ِمْنهَا بِالْإِ ْذنِ ِلأَ ّن يَ َدهُ َكيَ ِد ُموَكّلِهِ َف ُه َو َيقِْب ُ‬
‫سأََلَتيْنِ ِروَاَيَتيْنِ َو َجعََلهَا صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ‬ ‫خلَافِ فِي الْمَ ْ‬ ‫شِرَا ِء الْ ُموَكّلِ مِنْ نَفْسِ ِه وَكَذَلِكَ َحكَى فِي الْ ِ‬
‫جدُ الدّينِ أَ ْن َيكُونَ‬ ‫شيْخُ مَ ْ‬ ‫ص ًة َوَأْنكَرَ ال ّ‬
‫ِروَايَ ًة يَجُوزُ َأ ّن َتوْكِي َل اْلوَكِيلِ فِي إيفَاءِ َنفْسِ ِه مِنْ ِجْنسِ َحقّهِ خَا ّ‬
‫س الْحَقّ لَا ِسيّمَا إنْ كَانَ ِجْنسُ الْحَقّ غَيْ َر َنقْ ِد اْلبَلَ ِد وَ َحمَلَ َقوْلَ‬ ‫فِيهَا دَلَاَل ٌة عَلَى الْ َمنْ ِع مُ ّد َة اْلبَيْ ِع ِب َغيْرِ ِجْن ِ‬
‫ك عَلَى َقوِْلنَا بِ َمنْ ِع اْلوَكِيلِ مِ ْن الَْبيْ ِع مِ ْن َنفْسِهِ َفَأمّا عَلَى‬‫أَحْمَدَ ِببَْي ِعهَا عَلَى الدّرَاهِ ِم الّتِي هِ َي الثّمَ ُن َوبَنَى ذَلِ َ‬
‫جوَا ِزهِ فَِإنّ ُه يَجُوزُ لَ ُه َه ُهنَا ُمصَارََف ُة َنفْسِهِ ‪.‬‬ ‫َقوِْلنَا بِ َ‬
‫‪290‬‬
‫َومِْنهَا شِرَا ُء اْلوَكِيلِ لِ ُموَكّ ِلهِ ِمنْ مَالِهِ وَ ُحكْمُهُ ُحكْ ُم شِرَا ِء اْلوَكِي ِل مِ ْن مَالِ ُموَكّلِهِ ذَكَ َرهُ ابْنُ َأبِي مُوسَى‬
‫ي ِبهَا مِ ْن َب ْعضِ الْ َموَاضِعِ َفَبعَ َ‬
‫ث‬ ‫شتَرِ َ‬ ‫َوغَيْ ُر ُه وَفِي مَسَائِلِ ابْ ِن هَانِئٍ عَنْ أَحْمَدَ فِيمَ ْن َب َعثَ إَليْهِ بِدَرَاهِمَ ِليَ ْ‬
‫جبُنِي أَ ْن َيبْ َعثَ إلَْيهِ ْم بِمَا ِعنْ َدهُ َحتّى ُيَبيّنَ َأنّهُ قَدْ بَ َعثَ‬‫إَليْهِ ْم بِمَا ِعنْ َد ُه َوبَالَغَ فِي الِا ْسِتقْصَاءِ قَا َل مِمّا لَا ُيعْ ِ‬
‫ع الّذِي ِعنْدَهُ ‪.‬‬ ‫إَليْهِ ْم مِ ْن الْ َمتَا ِ‬
‫‪291‬‬
‫َومِْنهَا شِرَا ُء اْلوَصِيّ ِمنْ مَالِ الْيَتِيمِ وَ ُحكْمُهُ ُحكْ ُم شِرَا ِء الْوَكِيلِ ‪ ,‬وَفِيهِ ِروَاَيتَانِ َمْنصُوصَتَانِ وََل ْم يَذْكُرْ‬
‫ابْنُ َأبِي مُوسَى فِي ِه ِسوَى الْ َمنْ ِع وَكَذَلِكَ ُحكْ ُم الْحَاكِ ِم َوَأمِينِهِ فِي مَا ِل اْليَتِي ِم َويََتوَجّ ُه الّتفْرِي ُق بَيْ َن الْحَا ِك ِم‬
‫ت وِلَاَيتُهُ إلَى إ ْذنٍ مِ ْن َغيْ ِرهِ‬
‫ف مَنْ ُأ ْسنِدَ ْ‬ ‫سَتنِ َدةٍ إلَى إ ْذنٍ َفَيكُو ُن عَا ّمةً ِبخِلَا ِ‬ ‫َوغَيْ ِرهِ فَِإ ّن الْحَاكِ َم وِلَاَيتُهُ َغيْ ُر مُ ْ‬
‫ف مَعَ غَيْ ِرهِ لَا مَ َع َنفْسِهِ كَمَا َسبَ َق وَقَ ْد اعْتَ َمدَ الْقَاضِي‬ ‫ق الْإِ ْذنِ لَ ُه َيقَْتضِي َأ ْن يََتصَرّ َ‬ ‫فِي الّتصَرّفِ فَِإنّ إطْلَا َ‬
‫ف اْلأَبِ َو َغيْ ِرهِ ‪.‬‬ ‫عَلَى هَذَا اْلفَ ْرقِ بَيْ َن َتصَرّ ِ‬
‫‪292‬‬
‫ب وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ َأبِي‬ ‫ف مِ ْن الْ َم ْذهَ ِ‬ ‫َومِْنهَا الْوَكِيلُ فِي ِنكَاحِ امْ َرَأةٍ َلْيسَ لَهُ َأنْ َيتَ َزوّ َجهَا ِلَنفْسِهِ عَلَى الْ َمعْرُو ِ‬
‫مُوسَى َأنّهُ إنْ أَ ِذنَ لَ ُه اْلوَِليّ فِي التّوْكِيلِ َفوَكّ َل َغيْ َرهُ َف َزوّجَهُ صَ ّح وَكَذَا إنْ َل ْم َيأْ َذنْ لَ ُه وَقُ ْلنَا ِل ْلوَكِيلِ َأنْ‬
‫ج َنفْسَ ُه َوإِنْ قُ ْلنَا َلْيسَ َلهُمْ َأنْ‬ ‫ُيوَكّلَ مُ ْطَلقًا َفَأمّا مَنْ لَ ُه وِلَاَي ٌة بِالشّ ْرعِ كَاْلوَلِ ّي وَالْحَاكِ ِم َوَأمِينِهِ فَلَهُ َأ ْن يُ َزوّ َ‬
‫خلَافِ‬ ‫ق ِبأَ ّن الْمَا َل اْلقَصْ ُد ِمنْهُ ال ّربْ ُح َوهَذَا َيقَعُ فِي ِه التّهْ َم ُة بِ ِ‬ ‫شتَرُوا مِ ْن الْمَالِ ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَفَ ّر َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ص ّي بِذَلِكَ ‪ ,‬وَفِيهِ‬ ‫س ُن الْعِشْ َرةِ فَِإذَا ُوجِدَ ذَلِكَ صَحّ َوأُلْحِقَ َأْيضًا اْلوَ ِ‬ ‫الّنكَاحِ فَِإ ّن اْلقَصْ َد ِمنْ ُه الْ َكفَا َءةُ وَحُ ْ‬
‫ح بِهِ اْلقَاضِي فِي ذَلِكَ‬ ‫ك اْلَيتِي َم ُة َو َغيْ ُرهَا صَرّ َ‬ ‫شبِهُ اْلوَكِيلَ ِلتَصَرّفِ ِه بِالِْإ ْذنِ َو َسوَاءٌ فِي ذَلِ َ‬ ‫نَظَرٌ فَِإ ّن اْلوَصِ ّي يُ ْ‬
‫ث يَكُونُ َلهَا إ ْذنٌ ُم ْعتَبَرٌ َومَتَى َزوّجَ أَ َح ٌد مِ ْن َهؤُلَاءِ َنفْسَ ُه بِإِ ْذنِ الْمَ ْرَأةِ مِ ْن َغيْ ِر َتوْكِيلٍ بَلْ‬ ‫وَذَلِكَ َحْي ُ‬
‫ب َيصِحّ ِروَاَي ًة‬ ‫صحَا ِ‬ ‫حتِهِ ِروَاَيتَانِ َوِإنْ وَكّلَ فِي أَ َحدِ الطّرََفيْنِ َفقَالَ أَ ْكثَ ُر الْأَ ْ‬ ‫صّ‬ ‫ُمبَاشَ َرةً لِ َطرََفيْ اْل َعقْدِ َففِي ِ‬
‫وَاحِ َدةً َوَأْنكَرَ ذَلِكَ ابْ ُن َعقِيلٍ وَقَا َل َمتَى قُ ْلنَا لَا َيصِحّ أَ ْن َيَتوَلّا ُه ِبنَفْسِهِ لَ ْم َيصِ ّح َعقْ ُد وَكِيلِهِ لَهُ ِلأَنّ وَكِيلَهُ‬
‫ج امْ َرَأةً َلْيسَ َلهَا وَلِيّ فَِإنّ ُه َيتَ َزوّ ُجهَا ِبوِلَايَةِ أَحَدِ‬
‫ك الِْإمَامَ إذَا أَرَادَ َأ ْن يَتَ َزوّ َ‬
‫قَا َم َمقَا َم َنفْسِهِ وَا ْسَتثْنَى مِنْ ذَلِ َ‬
‫خصّهُ ‪.‬‬ ‫ب عَنْ الْمُسْلِ ِميَ لَا عَنْهُ فِيمَا يَ ُ‬ ‫ُنوّابِهِ ِلأَ ّن ُنوّابَهُ ُنوّا ٌ‬
‫‪293‬‬
‫شرِكَةِ َعمَلًا يَ ْملِ ُ‬
‫ك الِاسِْتئْجَا َر عََليْ ِه وَدََف َع الْأُ ْج َرةَ َفهَلْ لَهُ أَنْ‬ ‫شرِيكَ ْينِ فِي مَالِ ال ّ‬ ‫َومِْنهَا إذَا عَ ِملَ َأ َحدُ ال ّ‬
‫يَأْ ُخ َذ الْأُ ْج َرةَ َأمْ لَا ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ‪.‬‬
‫‪294‬‬
‫ج مَالِ لِ َمنْ يَحُجّ أَوْ َيغْزُو وََلْيسَ لَهُ َأنْ َيأْخُ َذ ُه َويَحُ ّج بِ ِه َوَيغْ ُز َو َنصّ عََليْهِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْمُوصَى إلَ ْيهِ ِبِإخْرَا ِ‬
‫أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي دَاوُد وَقَا َل ُهوَ ُمَتعَدّ ِلَأنّهُ لَ ْم َي ْأمُ ْرهُ َوهَذَا تَصْرِيحٌ بَِأنّ َمأْخَ َذ الْ َمنْ ِع عَ َد ُم َتنَاوُلِ الّلفْظِ لَهُ‬
‫‪.‬‬
‫‪295‬‬
‫ق بِمَالٍ هَلْ لَهُ أَ ْن َيأْخُ َذ ِمنْهُ ِلَنفْسِهِ إذَا كَانَ مِنْ َأهْ ِل الصّدََقةِ ؟ الْمَ ْذ َهبُ َأنّهُ‬ ‫صدّ َ‬‫َومِْنهَا ‪ :‬الْ َم ْأذُونُ َل ُه أَنْ يَتَ َ‬
‫جوَازُ‬‫ختَانِ َوذَكَرَ فِي الْ ُمغْنِي ا ْحتِمَاَليْنِ آخَ َريْنِ ‪َ :‬أحَ ُدهُمَا ‪ :‬الْ َ‬ ‫لَا يَجُو ُز َوَنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن بَ ْ‬
‫جزْ‬
‫مُطَْلقًا ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬الرّجُوعُ إلَى اْلقَرَائِنِ فَِإنْ دَّلتْ َقرِيَن ٌة عَلَى الدّخُولِ جَا َز الْأَخْذُ َأ ْو عَلَى عَ َدمِهِ لَ ْم يَ ُ‬
‫خرّجٌ مِ ْن مَسْأََل ِة شِرَا ِء اْلوَكِيلِ َوَأوْلَى إذْ لَا ِع َوضَ َه ُهنَا يَْنَبغِي َو ُهوَ‬ ‫جوَازُ مُتَ َ‬‫حتَمِ ُل وَ ْج َهيْ ِن وَالْ َ‬
‫َومَ َع التّ َردّ ِد َي ْ‬
‫ح ِة وََلكِنّ اْلَأوْلَى سَدّ الذّرِي َعةِ ِلأَنّ مُحَابَا َة النّ ْفسِ لَا ُي ْؤمَنْ وَعَلَى هَذَا‬ ‫ي عَلَى الْمَا ِل يََتصَرّفُ فِي ِه بِالْ َمصَْل َ‬ ‫َأمِ ٌ‬
‫جوَازُ ا ْختَا َرهُ صَا ِحبَا‬ ‫َفهَلْ لَهُ َأنْ ُيعْ ِطيَ ُه مَنْ لَا ُتقْبَ ُل َشهَا َدتُهُ ؟ لَهُ فِيهِ َو ْجهَانِ ‪َ :‬أ ْشهَ ُرهُمَا الْ َمنْعُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬الْ َ‬
‫الْ ُمغْنِي وَالْ ُمحَرّرِ ‪.‬‬
‫‪296‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا وَ ّكلَ َغرِ َيهُ أَنْ يُ ْبرِئَ ُغرَمَا َءهُ لَ ْم يَدْ ُخلْ فِيهِ ْم بِمُطَْل ِق الْ َعقْدِ فَِإ ْن سَمّاهُ َأوْ وَكّلَ ُه َوحْ َدهُ جَازَ‬
‫ح اْلهِدَاَيةِ َوعَزَاهُ إلَى اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ قَالَ‬
‫ذَلِكَ كَمَا قُ ْلنَا فِي اْلَبيْ ِع مِ ْن َنفْسِهِ عَلَى الْأَصَحّ ذَكَ َرهُ فِي شَ ْر ِ‬
‫ف الِْإبْرَاءِ ‪.‬‬
‫ق عَلَى اْلوَجْهِ الْآخَ ِر ا ْفتِقَا ُر اْلَبيْعِ إلَى الْإِيَابِ وَاْل َقبُولِ ِبخِلَا ِ‬
‫وَالْفَ ْر ُ‬
‫‪297‬‬
‫ح ِوهَا ِمنْ الّتعْلِيقَاتِ َمنْ دَ َخ َل دَارِي َأوْ قَالَ مَنْ دَ َخ َل دَارَك لَ ْم يَدْ ُخلْ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ قَا َل فِي اْلأَيْمَانِ َونَ ْ‬
‫الْ ُمتَكَلّمُ فِي الصّو َرةِ اْلأُولَى وَلَا الْمُخَا َطبُ ِبهَا فِي الصّو َرةِ الثّاِنيَة ذَكَ َرهُ الْقَاضِي َوغَيْ ُرهُ ‪.‬‬
‫‪298‬‬
‫ج ْهلِ ِبأَ ْربَاِبهَا كَاْلغُصُوبِ وَاْلوَدَائِعِ لَا يَجُوزُ لِ َم ْن هِيَ‬
‫ص َدقَةُ فِيهَا َشرْعًا لِلْ َ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلأَ ْموَالُ الّتِي تَجِبُ ال ّ‬
‫ص وَخَرّجَ الْقَاضِي َجوَا َز الْأَكْلِ لَ ُه ِمْنهَا إذَا كَانَ َفقِيًا عَلَى ال ّروَاَيَتيْنِ فِي‬ ‫فِي يَ ِد ِه اْلأَخْ ُذ ِمْنهَا عَلَى الْ َمْنصُو ِ‬
‫صبِ اْل َفقِيِ‬ ‫شيْخُ َت ِقيّ الدّينِ فِي اْلغَا ِ‬ ‫ص ّي مِ ْن َنفْسِهِ كَذَا َنقَلَ ُه َعنْهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ َوأَ ْفتَى بِهِ ال ّ‬ ‫شِرَا ِء الْوَ ِ‬
‫خرّجُ فِي إعْطَاءِ مَنْ لَا ُتقْبَ ُل َشهَا َدتُهُ لَ ُه اْلوَ ْجهَانِ وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّهُ لَا‬ ‫إذَا تَابَ َوعَلَى الْمَ ْذ َهبِ َيتَ َ‬
‫يُحَابِي بِهِ أَصْدِقَا َء ُه بَ ْل ُيعْطِيهِمْ ُأسْ َوةً بِ َغيْ ِرهِ ْم َنقَلَ ُه َعنْهُ صَاِلحٌ وَكَذَا َنقَ َل َعنْهُ الْ َمرّوذِيّ إذَا دََف َعهَا إلَى‬
‫حتَا ِجيَ إنْ كَانَ عَلَى طَرِي ِق الْ ُمحَابَاةِ لَا يَجُو ُز َوِإنْ كَانَ لَ ْم ُيحَاِبهِمْ َفقَ ْد َتصَ ّدقَ َوَنقَ َل َعنْهُ‬ ‫أَقَارِبَ لَ ُه مُ ْ‬
‫حبّ َأنْ يُعْ ِطيَ‬ ‫َحرْبٌ إذَا كَانَ لَهُ إ ْخوَانٌ مَحَاوِيجُ َقدْ كَانَ َيصُِلهُمْ َأيَجُوزُ لَهُ َأ ْن يَدَْف َعهَا إلَْيهِمْ َف َكأَنّ ُه ا ْستَ َ‬
‫حبّ‬ ‫ك اسْتَ َ‬ ‫غَيْ َرهُ ْم وَقَالَ لَا يُحَابِي ِبهَا أَحَدًا وَالظّاهِرُ َأنّهُ َجعَ َل إعْطَا َءهُمْ مَعَ ا ْعِتبَارِ صَِلِتهِ ْم مُحَابَاةً َفكَذَلِ َ‬
‫الْعُدُو َل َعْنهُ ْم بِاْلكُّلّيةِ ‪.‬‬
‫‪299‬‬
‫ث اْلعَبْ ِد َنفْسِهِ َفَيعْتِقُ ‪ ,‬عََليْ ِه َنصّ ‪َ ,‬وُيكَمّ ُل ِعْتقَهُ مِنْ‬ ‫ث مَاِلهِ دَخَلَ فِي اْلوَ ِ‬
‫صّيةِ ثُُل ُ‬ ‫َتنْبِيهٌ ‪َ :‬لوْ وَصّى ِلعَ ْب ِدهِ بِثُلُ ِ‬
‫حةِ‬‫صّ‬ ‫ضرُو َرةُ ِ‬ ‫ط ِب ِعْتقِهِ َفكَذَلِكَ دَخَلَ فِي عُمُو ِم الْمَا ِل الْمُوصَى بِهِ َ‬ ‫صّي ِة مَشْرُو ٌ‬ ‫صّيةِ ِلأَنّ مِ ْلكَهُ لِ ْلوَ ِ‬
‫بَاقِي اْلوَ ِ‬
‫اْلوَصِّيةِ لَهُ ‪.‬‬
‫‪300‬‬
‫حقّيهَا َو ِهيَ َنوْعَانِ ‪ :‬مَ ْملُوكٌ‬ ‫ستَ ِ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِديَة وَالسّْبعُونَ ) ‪ :‬فِيمَا َيجُو ُز الْأَكْ ُل مِ ْن اْلأَ ْموَا ِل ِبغَيْرِ إ ْذنِ مُ ْ‬
‫س َويَشُقّ‬ ‫َتعَلّ َق بِهِ حَ ّق اْل َغيْ ِر َومَمْلُوكٌ لِ ْل َغيْرِ ‪َ .‬فَأمّا الَْأوّلُ َف ُهوَ مَالُ الزّكَاةِ َفيَجُو ُز الْأَكْ ُل مِمّا َتتُوقُ إَليْهِ الَْأْنفُ ُ‬
‫حتَسِبُ زَكَاتَهُ‬ ‫ك َويُ ْطعِ ُم اْلَأهْلَ وَالضّيفَانَ وَلَا َي ْ‬ ‫حتَاجُ إَليْ ِه مِنْ ذَلِ َ‬‫ف عَنْ ُه مِ ْن الثّمَا ِر ِبقَدْ ِر مَا يَ ْ‬ ‫الِاْن ِكفَا ُ‬
‫سبِ مَا َي ْقتَضِيه الْحَا ُل مِنْ َكثْ َر ِة الْحَا َجةِ‬ ‫جبُ عَلَى الْخَا ِرصِ َأنْ يَ َدعَ خَرْصَ ُه الثُّلثَ َأوْ ال ّربُ َع ِبحَ َ‬ ‫ك يَ ِ‬
‫وَكَذَلِ َ‬
‫ت عََليْهِ السّّنةُ فَِإ ْن اُ ْسُتْبقَِيتْ وَلَمْ ُتؤْكَلْ َر ْطَبةً رَ َج َع عََلْيهِمْ بِزَكَاِتهَا ‪َ ,‬وَأمّا الزّرُوعُ َفيَجُوزُ‬ ‫وَقِّلِتهَا كَمَا دَّل ْ‬
‫ح َوهُ َنصّ عََليْهِ وََلْيسَ لَ ُه الْإِهْدَا ُء ِمْنهَا ‪ ,‬وَ َخرّجَ الْقَاضِي‬ ‫ت اْلعَا َدةُ بِأَكْلِهِ َفرِيكًا َونَ ْ‬ ‫الْأَكْ ُل ِمْنهَا ِبقَدْرِ مَا َجرَ ْ‬
‫فِي اْلأَكْ ِل ِمنْهَا وَ ْج َهيْ ِن مِ ْن اْلأَكْلِ مِنْ الزّرُوعِ اّلتِي َلْيسَ َلهَا حَافِظٌ ‪َ .‬وَأمّا الثّانِي ‪َ :‬فيَْنقَسِمُ إلَى مَا لَ ُه مَالِكٌ‬
‫ي وَاْلأَضَا ِحيّ َفيَجُوزُ لِمَ ْن ِهيَ فِي يَ ِدهِ‬ ‫ك غَيْرُ ُمعَيّنٍ كَاْلهَدْ ِ‬ ‫ك َغيْ ُر ُم َعيّنٍ َفَأمّا مَا لَ ُه مَالِ ٌ‬‫ُمعَيّ ٌن َوإِلَى مَا لَ ُه مَالِ ٌ‬
‫ت عََليْهِ السّّنةُ ‪َ ,‬وهَ ْل يَجُوزُ أَكْلُ أَ ْكثَ ِر مِنْ‬ ‫َوهُ َو الْ ُمهْدِي وَالْ ُمضَحّي أَ ْن َيأْكُلَ ِمْنهَا َويَدّ ِخ َر َويُهْدِيَ َكمَا دَّل ْ‬
‫حبّ َأ ْن ُيقَسّ َم الْهَدْيَ َأثْلَاثًا كَاْلأَضَا ِحيّ َأوْ‬ ‫ستَ َ‬‫جوَازُ ‪َ ,‬وهَ ْل الْمُ ْ‬ ‫الثُّلثِ َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ َأ ْشهَ ُرهُمَا الْ َ‬
‫ق بِهِ كُلّهُ َأ ْو بِمَا َيأْكُلُ ُه ِمنْهُ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ ,‬وَأمّا مَا لَ ُه مَالِكٌ ُم َعيّنٌ َفَن ْوعَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أ ْن يَكُونَ‬ ‫َيتَصَ ّد َ‬
‫ظ َنفْسِهِ كَال ّرهْنِ فَِإنّهُ يَجُوزُ لَ ُه الْأَكْ ُل مِمّا ِبيَ ِدهِ إذَا كَانَ دَارًا‬ ‫حفْ ِ‬
‫ت اْلوِلَاَي ُة عََليْهِ لِ ِ‬
‫لَ ُه عََليْهِ وِلَاَيةٌ فَِإنْ كَانَ ْ‬
‫ح ِة الْ ُموَلّى‬‫ت الْوِلَاَيةُ لِ َمصْلَ َ‬
‫ض َعنْهُ بِالّن َف َقةِ َوِإنْ كَاَن ْ‬‫وَالِاْنِتفَاعُ بِ َظهْ ِرهِ إذَا كَانَ َمرْكُوبًا َلكِ ْن بِشَرْطِ أَ ْن ُيعَاوِ َ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا وَِليّ الْيَتِيمِ يَأْكُلُ‬
‫ج عَلَى ذَلِكَ ُ‬
‫عََليْهِ فَاْل َمنْصُوصُ َجوَا ُز اْلأَكْلِ مِنْهُ َأْيضًا ِبقَدْ ِر عَ َملِهِ ‪َ .‬وَيتَخَرّ ُ‬
‫مَ َع الْحَا َج ِة ِبقَدْ ِر عَ َملِ ِه َوهَلْ يَرُ ّدهُ إذَا َأيْسَرَ ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْ ِن وَا ْختَارَ ابْ ُن َعقِيلٍ َأنّهُ َيأْكُ ُل مَ َع الْحَا َج ِة‬
‫َوعَ َد ِمهَا وََلوْ فَ َرضَ لَ ُه الْحَاكِمُ شَْيئًا جَازَ لَهُ أَخْ ُذ ُه مَجّانًا ِبغَيْرِ خِلَافٍ هَذَا ظَاهِرُ كَلَامِ اْلقَاضِي َوَنصّ‬
‫ضرُو َرةٍ إلّا َأنْ‬ ‫ضَنةِ َأنّهَا لَا َتأْكُلُ مِ ْن مَا ِل وَلَ ِدهَا إلّا ِل َ‬ ‫[ عََليْ ِه ] أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ البزاطي فِي الُْأ ّم الْحَا ِ‬
‫ت مَ َع اْلغِنَى ِبخِلَافِ‬ ‫حضَاَن ِة َووَ ْجهُهُ أَ ّن مَنْ َأعْطَاهُ َغيْ َرهُ فَلَ ُه تَ َدوّدَ ْ‬ ‫َيفْ ِرضَ َلهَا الْحَا ِكمُ فِي الْمَالِ حَ ّق الْ َ‬
‫ص ّي الْأَخْذُ إذَا َشرَطَ لَ ُه اْلأَبُ مَ َع ِغنَاهُ َوجَازَ لِ ْلوَِليّ أَ ْن يَدْفَ َع مَا َل الَْيتِيمِ‬ ‫الْأَخْذِ بَِنفْسِ ِه وَِلهَذَا أَجَازَ لِ ْلوَ ِ‬
‫جزْ لَهُ إذَا عَمِلَ فِيهِ بَِنفْسِهِ أَ ْن َيأْخُذَ وَِلهَذَا الْ َمعْنَى جَازَ‬ ‫ُمضَا َرَبةً إلَى مَنْ يَعْ َملُ فِيهِ ِبجُزْ ٍء مِنْ ِرْبحِ ِه وَلَ ْم يَ ُ‬
‫الْأَخْذُ ِلعَامِلِ الزّكَا ِة مَ َع اْل ِغنَى ِلأَ ّن الْ ُمعْ ِطيَ لَ ُه [ ُهوَ ] الِْإمَامُ‬
‫‪301‬‬
‫ق َبْينَهُ َوَبيْنَ‬‫َومِْنهَا َأمِيُ الْحَا ِكمِ َأوْ الْحَا ِكمُ إذَا نَ َظرَ فِي مَالِ الْيَتِيمِ ‪ .‬قَالَ الْقَاضِي مَ ّرةً لَا يَأْكُ ُل وَفَ ّر َ‬
‫ف بِإِ ْذنِهِ‬
‫ع بِالنّظَرِ فِي مَا ِل اْليَتِي ِم وَاْلوَلِ ّي ُمتَصَرّ ٌ‬ ‫صيّ ُجعْلًا مَ َع وُجُو ِد ُمتَبَ ّر ٍ‬ ‫جعَلَ ِل ْلوَ ِ‬ ‫اْلوَصِ ّي ِبأَ ّن الْأَبَ لَهُ َأنْ يَ ْ‬
‫جعَلَ ِلأَحَدٍ ُجعْلًا عََليْهِ ‪ .‬وَقَالَ‬ ‫حفْظِ َل ْم يَجُزْ لَهُ َأ ْن يَ ْ‬ ‫ي الْحَا ِكمِ فَِإنّهُ َل ْو وَ َج َد ُمتَبَ ّرعًا بِالْ ِ‬ ‫َوَتوِْلَيتِهِ ِبخِلَافِ َأمِ ِ‬
‫صيّ اْلأَبِ َوأَخَ َذهُ مِنْ نَصّ أَحْمَدَ عَلَى َأ ّن الْحَاكِ َم َيأْخُ ُذ عَلَى الْ َقضَاءِ أَجْرًا ِبقَدْ ِر ُشغْلِهِ‬ ‫مَ ّرةً ‪ :‬لَ ُه الْأَكْلُ َكوَ ِ‬
‫وَقَا َل ُهوَ ِمثْ ُل وَِل ّي الَْيتِيمِ َوأَمّا اْلأَبُ َفقَالَ اْلقَاضِي َلْيسَ لَ ُه الْأَكْلُ ِلأَجْلِ عَمَلِهِ ِل ِغنَاهُ َعنْهُ بِالّن َف َقةِ اْلوَا ِجَبةِ فِي‬
‫شيْخُ َت ِقيّ الدّينِ ‪.‬‬ ‫ضعّفَ ذَلِكَ ال ّ‬ ‫ك عِنْ َدنَا وَ َ‬ ‫ج َه ِة التّمْلِي ِ‬ ‫مَالِهِ وَلَكِنْ لَ ُه اْلأَكْلُ ِمنْ ُه بِ ِ‬
‫‪302‬‬
‫ص َدقَاتِ َوَنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى َجوَازِ أَكْلِ ِه َنقَلَ ُه َعنْهُ َأبُو الْحَارِثِ َأنّهُ قَالَ فِي وَالِي‬ ‫ف وَال ّ‬ ‫َومِْنهَا نَا ِظرُ اْلوَقْ ِ‬
‫اْلوَقْفِ ‪ :‬إنْ أَكَ َل ِمنْهُ بِالْ َمعْرُوفِ َفلَا َبأْسَ ‪ .‬قِيلَ لَهُ ‪َ :‬فيَ ْقضِي ِمنْهُ َدْينَهُ ؟ قَالَ ‪ :‬مَا سَ ِم ْعنَا فِي ِه َشْيئًا وَكَذَلِكَ‬
‫صدََقةٍ لِلْمَسَاكِيِ فَ َدخَ َل اْلوَصِ ّي الْحَائِطَ َأوْ الْأَ ْرضَ‬ ‫َنقَلَ َعنْهُ حَرْبٌ فِي رَ ُجلٍ َأوْصَى إلَى رَجُ ٍل ِبأَ ْرضٍ َأوْ َ‬
‫س بِذَلِكَ إذَا كَانَ اْل َقيّ َم بِذَلِكَ أَكَلَ ‪َ .‬وتَرْجَ َم عََليْ ِه َب ْعضُ‬ ‫حوَ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأْ َ‬ ‫خةً َأوْ ِقثّاءَ َأوْ نَ ْ‬
‫َفَتنَاوَ َل بِطّي َ‬
‫ف الّذِي يَلِيه َوهَذَا ظَاهِرٌ فِي َأنّهُ لَا‬ ‫ص ّي يَأْكُ ُل مِ ْن اْلوَقْ ِ‬ ‫ص العكبي ‪ -‬الْوَ ِ‬ ‫الْأَصْحَابِ ‪َ -‬وَأ ُظنّهُ َأبَا َح ْف ٍ‬
‫شتَرِطُ لَ ُه الْحَا َجةَ ‪َ .‬وخَرّجَهُ َأبُو الْخَطّابِ عَلَى عَامِ ِل اْليَتِي ِم َوَنقَلَ الْ َميْمُونِيّ عَنْ أَحْمَدَ َأنّهُ ذَكَرَ َحدِيثَ‬ ‫يَ ْ‬
‫ك َو َمفْهُومُهُ‬ ‫صةَ ثُمّ قَالَ أَحْمَدُ ‪ :‬وَِليّهُ َيأْكُ ُل ِمنْهُ بِالْ َمعْرُوفِ إذَا ا ْشتَرَطَ ذَلِ َ‬ ‫ي وَقَفَ َفَأوْصَى إلَى َح ْف َ‬ ‫عُمَرَ حِ َ‬
‫ختَانَ عَنْ‬ ‫الْ َمنْ ُع مِ ْن الْأَكْ ِل بِدُونِ الشّ ْرطِ َفَأمّا اْلوَكِيلُ فِي الصّدََقةِ فَلَا َيأْكُلُ مِنْ ُه َشْيئًا َنقَلَ َي ْعقُوبُ بْ ُن بُ ْ‬
‫حتَاجٌ إَليْهِ َفلَا َيأْكُلُ ِمنْ ُه إنّمَا ُأمِرَ َأنْ ُيَنفّذَ‬
‫ب الْبِ ّر َو ُهوَ َفقِيٌ ُم ْ‬‫ي َوَأبْوَا ُ‬ ‫أَحْمَدَ فِي رَجُلٍ فِي يَ ِد ِه مَالٌ لِلْمَسَاكِ ِ‬
‫جرّدِ ِبأَ ّن مَنْ َأوْصَى إَليْ ِه ِبتَفْرَِق ِة مَا ٍل عَلَى الْمَسَاكِيِ َأوْ دَفَعَ إَليْهِ رَجُلٌ فِي َحيَاتِهِ‬ ‫ح بِهِ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫وَصَرّ َ‬
‫جزْ لَهُ َأنْ َيأْكُ َل ِمنْهُ َشْيئًا بِحَقّ ِقيَامِهِ ِلأَنّهُ ُمَنفّ ٌذ وََلْيسَ ِبعَامِ ٍل ُمنَ ّم وَا ْسِتغْرَاقُ ‪.‬‬
‫مَالًا ِليُفَرّقَهُ صَدََقةً لَ ْم يَ ُ‬
‫‪303‬‬
‫َومِْنهَا الْوَكِي ُل وَاْلأَجِيُ وَالْ َمعْرُو ُ‬
‫ف َمْن ُعهُمَا مِ ْن الْأَكْلِ لِا ْسِت ْغنَاِئهِمَا َعنْهُ بِطََلبِ الْأُجْ َر ِة مِ ْن الْ ُمؤَجّ ِر وَالْ ُموَكّلِ‬
‫ص ّي يَأْكُلَا ِن بِالْ َمعْرُوفِ‬
‫لَا ِسيّمَا وَالْأَجِيُ قَدْ أَ َخ َذ الْأُ ْج َرةَ عَلَى عَمَلِ ِه َوَنقَلَ َحنْبَلٌ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي اْلوَلِ ّي وَالْوَ ِ‬
‫إذَا كَانَا ُيصِْلحَانِ َوَيقُومَا ِن ِبأَمْ ِرهِ َفأَكَلَا بِالْ َمعْرُوفِ َفلَا َبأْسَ بِ ِه بِ َمنْزَِل ِة اْلوَكِي ِل وَاْلأَجِيِ ‪ ,‬قَالَ الْقَاضِي فِي‬
‫خِلَافِهِ َوظَاهِ ُر هَذَا َجوَا ُز اْلأَكْلِ ِل ْلوَكِيلِ ‪.‬‬
‫‪304‬‬
‫الّن ْوعُ الثّانِي مَا لَا وِلَاَيةَ لَ ُه عََليْهِ َفَيجُو ُز الْأَكْ ُل ِمنْهُ لِلضّرُو َر ِة بِلَا نِزَاعٍ َوأَمّا مَ َع عَ َد ِمهَا َفيَجُوزُ فِيمَا َتتُوقُ إَليْهِ‬
‫ح ْربِ َوإِ ْطعَامُ‬
‫صوَ ٍر ِمْنهَا الْأَ ْكلُ ِمنْ اْلأَ ْطعِ َمةِ فِي دَارِ الْ َ‬
‫ظ وَالِا ْحتِرَا ِز عََليْ ِه وَذَلِكَ فِي ُ‬
‫حفْ ِ‬
‫الّنفُوسُ مَ َع عَ َدمِ الْ ِ‬
‫ال ّدوَابّ الْ ُمعَ ّدةِ لِلرّكُوبِ فَِإنْ كَاَنتْ لِلتّجَا َرةِ َففِيهِ ِروَاَيتَا ِن َوإِنْ كَاَنتْ لِلتّ َ‬
‫صيّ ِد ِبهَا َفوَ ْجهَانِ ‪َ .‬و َسوَاءٌ‬
‫حتَاجُ إَليْهِ َأوْ لَ ْم َيكُنْ فِي َأ ْشهَرِ الطّرِيقِيَ ‪ .‬وَفِي الثّانِيَة لَا يَجُوزُ إلّا لِ ْلحَا َج ِة ِبقَدْ ِرهَا وَفِي رَ ّد‬ ‫كَانَ يَ ْ‬
‫حلّهُ‬
‫جوَازِ َفقِي َل مَ َ‬ ‫ف اْلأَصْحَابُ فِي مَحَ ّل الْ َ‬ ‫ضهَا فِي الْ َم ْغنَمِ ِروَاَيتَانِ َو ِهيَ طَرِي َقةُ ابْنِ َأبِي مُوسَى وَا ْختَلَ َ‬ ‫ِعوَ ِ‬
‫ضرُو َرةٍ َو ِهيَ طَرِي َقةُ الْخِرَِقيّ‬ ‫حفَظُهُ َل ْم يَجُ ْز اْلأَكْلُ إلّا ِل َ‬
‫حرِ ْزهُ الْإِمَامُ فَإِذَا أَ ْحرَ َزهُ َأوْ وَكّ َل بِ ِه مَ ْن يَ ْ‬ ‫مَا لَ ْم يُ ْ‬
‫ِلأَنّ إ ْحرَا َزهُ َمنْ ٌع مِ ْن الّتنَاوُ ِل ِمنْ ُه َوَأمّا َقبْ َل الْإِ ْحرَازِ فَِإنّ ِحفْظَ ُه يَشُ ّق َويُتَسَامَ ُح بِ ِمثْلِهِ عَا َدةً وَقِي َل يَجُو ُز اْلأَكْلُ‬
‫ت ِمنْهُ َفضَْلةٌ َفهَلْ‬ ‫ب َوِإنْ أَ ْحرَ َز مَا لَ ْم ُيقَسّ ْم َو ِهيَ طَرِي َقةُ الْقَاضِي ‪َ ,‬وإِنْ َفضََل ْ‬ ‫حرْ ِ‬ ‫مَا دَامُوا فِي أَ ْرضِ الْ َ‬
‫شتَرَطُ َكثْ َرُتهَا ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ‪.‬‬ ‫جبُ رَ ّدهَا مُطَْلقًا َأ ْو يُ ْ‬ ‫يَ ِ‬
‫‪305‬‬
‫َومِْنهَا إذَا َمرّ بِثَ َمرٍ غَ ْيرِ َمحُوطٍ َولَا َعلَ ْيهِ نَا ِظرٌ َفلَهُ أَ ْن َيأْكُلَ ِمنْ ُه مَ َع الْحَا َجةِ وَعَ َد ِمهَا وَلَا يَحْ ِم ُل عَلَى‬
‫ت عََليْهِ‬ ‫ق َبيْ َن الْ ُمتَسَاقِطِ عَلَى اْلأَ ْرضِ َومَا عَلَى الشّجَرِ كَمَا دَّل ْ‬ ‫ب وَلَا فَ ْر َ‬ ‫شهُو ِر مِ ْن الْ َم ْذهَ ِ‬‫الصّحِي ِح الْمَ ْ‬
‫ظ مَ َع اْلعِلْ ِم ِبَتوَقَا ِن ُنفُوسِ الْمَا ّرةِ إَليْهِ َمنْزَِل َة الْإِ ْذنِ فِي الْأَكْ ِل ِمنْهُ ِلدَلَاَلتِهِ عََليْهِ‬
‫السّّن ُة َوَتنْزِيلًا ِلتَرْكِ ِه ِبغَيْرِ ِحفْ ٍ‬
‫ظ ِبنَاظِرٍ َأوْ حَائِطٍ َفِإنّ ذَلِكَ‬ ‫حفُو ِ‬ ‫ف الْمَ ْ‬‫ب الّنفُوسِ فِي بَ ْذ ِل يَسِيِ اْلأَ ْطعِ َم ِة بِخِلَا ِ‬ ‫عُرْفًا مَ َع اْلعِلْ ِم ِبتَسَامُحِ غَالِ ِ‬
‫جرِ ِلأَنّ‬
‫جوَازِ اْلأَكْ ِل مِ ْن الْ ُمتَسَاقِطِ دُونَ مَا عَلَى الشّ َ‬ ‫بِ َمنْزَِل ِة الْ َمنْ ِع ِمنْهُ وَفِي الْمَ ْذ َهبِ ِروَاَيةٌ ثَاِنَيةٌ بِ َ‬
‫ع اْلفَسَادُ إَليْهِ وَلَ ْم ُيْثِبتْهَا اْلقَاضِي ‪ .‬وَ ِروَاَيةٌ ثَاِلَث ٌة بِ َمنْ ِع الْأَكْ ِل مُ ْطَلقًا إلّا‬ ‫حةَ فِي الْ ُمتَسَاقِطِ َأ ْظهَرُ ِليُسْ ِر َ‬ ‫الْمُسَامَ َ‬
‫شهُورِ هَلْ َيلْحَقُ الزّ ْرعُ وََلبَ ُن الْ َموَاشِي‬ ‫ب الْمَ ْ‬ ‫ض َوعَلَى الْمَ ْذ َه ِ‬ ‫مَ َع الْحَا َجةِ َفُيؤْكَلُ حِيَنئِ ٍذ مَجّانًا ِبغَيْرِ عِ َو ٍ‬
‫ش ْهوَةِ ‪.‬‬ ‫ع وَحَ ْلبَ الّلبَ ِن مِ ْن الضّ ْرعِ إنّمَا ُي ْفعَلُ لِ ْلحَا َجةِ لَا لِل ّ‬ ‫بِالثّمَارِ ؟ عَلَى ِروَايََتيْنِ فَِإنّ اْلأَكْ َل مِنْ الزّ ْر ِ‬
‫‪306‬‬
‫ضةٍ َو َغيْرِ‬‫س َوةِ فِي اْلعُقُو ِد َيقَ ُع عَلَى وَ ْج َهيْنِ ُمعَاوَ َ‬ ‫ط الّنفَ َق ِة وَالْكِ ْ‬
‫سْبعُونَ ) ‪ :‬اشْتِرَا ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنيَة وَال ّ‬
‫ك َغيْ ُرهُمَا مِنْ‬ ‫سوَةُ كَمَا يُمْلَ ُ‬ ‫ضةُ َفَتقَعُ فِي اْلعُقُودِ اللّا ِز َم ِة َويُمْلَكُ فِيهَا ال ّطعَا ُم وَاْلكِ ْ‬ ‫ضةٍ َفَأمّا الْ ُمعَاوَ َ‬ ‫ُمعَاوَ َ‬
‫ض ِبهَا فَِإ ْن وَقَ َع الّتفَاسُخُ َقبْ َل اْن ِقضَاءِ الْمُ ّدةِ َرجَ َع بِمَا عَجّ َل ِمنْهَا إلّا فِي نَ َف َقةِ ال ّزوْ َج ِة‬
‫الَْأ ْموَا ِل الْ ُمعَا َو ِ‬
‫سوَِتهَا فَِإنّ فِي الرّجُوعِ ِبهِمَا ثَلَاَثةَ َأوْجُ ٍه ثَاِلُثهَا َيرْجِ ُع بِالّن َف َقةِ دُو َن اْلكِسْ َوةِ ( فَ ِمْنهَا ) الْإِجَا َرةُ َفيَجُوزُ‬‫وَكِ ْ‬
‫جعَلْ فِيهِ خِلَافًا ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪:‬‬ ‫سوَِتهَا عَلَى الصّحِيحِ َومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫ب مَنْ لَ ْم َي ْ‬ ‫اسْتِئْجَا ُر الظّ ْئ ِر بِ َطعَا ِمهَا وَ ِك ْ‬
‫جوَازُ كَال ّظئْرِ ‪.‬‬
‫حهُمَا الْ َ‬ ‫صّ‬‫س َوةِ وَفِيهِ ِروَايَتَانِ أَ َ‬
‫اسْتِئْجَارُ غَ ْيرِ الظّ ْئرِ ِمنْ اْلأُ َجرَا ِء بِال ّطعَا ِم وَاْلكِ ْ‬
‫‪307‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلبَيْعُ َفَلوْ بَا َعهُ ثَ ْوبًا بَِن َف َقةِ عَ ْب ِدهِ َش ْهرًا صَحّ ‪ ,‬ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫حتَاجُ إلَى شَ ْر ِطهَا فِي اْل َعقْدِ‬‫سوَةُ فِيهِ ِعوَضًا َعنْ َتسْلِيمِ الْمَنَافِعِ وَلَا يُ ْ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الّنكَاحُ َتقَعُ النّ َف َقةُ وَالْ ِك ْ‬
‫س َوتِهِ‬
‫حصُ ُل بِهِ أَصْ ُل الِاسِْتبَا َح ِة وََل ْو شَ َر َطتْ عََليْ ِه َن َفقَ َة وَلَ ِدهَا وَكِ ْ‬ ‫حتَاجُ فِيهِ إلَى ذِ ْك ِر الْ َمهْ ِر الّذِي يَ ْ‬ ‫كَمَا لَا يُ ْ‬
‫صَ ّح وَكَانَ مِ ْن الْ َمهْرِ ‪. ,‬‬
‫‪309‬‬
‫ضةِ َف ُهوَ إبَا َح ُة الّنفَ َقةِ لِ ْلعَامِ ِل مَا دَا َم ُمتََلبّسًا بِاْلعَمَ ِل َويَقَعُ ذَلِكَ فِي الْ ُعقُو ِد الْجَائِ َز ِة إمّا‬
‫َوَأمّا َغيْ ُر الْ ُمعَاوَ َ‬
‫صوَرٌ ‪ ( :‬مِْنهَا ) الْ ُمضَا َرَبةُ‬ ‫حتَ ذَلِكَ ُ‬ ‫ج تَ ْ‬ ‫ضةُ فِيهِ بِالشّ ْرعِ َوَينْدَ ِر ُ‬
‫بِأَصْ ِل اْلأَصْلِ َأوْ ِلَأنّهُ لَا يَجُو ُز الْ ُمعَاوَ َ‬
‫س َوةَ فِي مُ ّدةِ الْمُضَارََبةِ َومِْنهَا ‪ :‬الشّرِ َك ُة َو ِمنْهَا ‪ :‬اْلوِكَاَلةُ َو ِمْنهَا ‪:‬‬
‫ب الّنفَ َقةَ وَالْ ِك ْ‬
‫ط الْمُضَارِ ِ‬
‫َفيَجُوزُ اشِْترَا ُ‬
‫س َوةِ َبعْ َد اْلفَسْ ِخ هَ ِذهِ‬
‫الْمُسَاقَاةُ وَالْ ُمزَارَ َعةُ إذَا قُ ْلنَا ِبعَ َدمِ لُزُو ِمهَا َومَا َب ِقيَ َمعَهُ ْم مِ ْن الّن َفقَ ِة الْ َمأْخُو َذ ِة وَالْكِ ْ‬
‫حتَمِلُ َأنْ لَا يَسَْتقِرّ ِلَأنّ مَا َيَتنَاوَلُهُ إنّمَا ُه َو عَلَى وَجْهِ الْإِبَا َحةِ لَا‬ ‫سَتقِ ّر مِ ْل ُكهُ ْم عََليْهِ َأمْ لَا ؟ يَ ْ‬
‫الْ ُعقُو ُد هَ ْل يَ ْ‬
‫سرّي ِمنْ مَالِ الْمُضَا َرَبةِ فَاشْتَرَى َأمَةً مِ ْنهُ مََل َكهَا‬
‫ط الْمُضَارِبُ التّ َ‬
‫الْمِلْكِ ‪ ,‬وَِلهَذَا قَا َل اْلأَصْحَابُ إذَا اشَْترَ َ‬
‫ح بِاْلبَذْ ِل وَالِْإبَا َح ِة‬
‫ك بِخِلَافِ الْمَالِ فَِإنّ ُه يُسَْتبَا ُ‬ ‫ح بِدُونِ الْ ِملْ ِ‬ ‫سَتبَا ُ‬
‫َويَكُونُ ثَ َمُنهَا قَرْضًا عََليْهِ ِلَأنّ اْلوَطْءَ لَا يُ ْ‬
‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ َويَكُونُ إبَا َح ًة َوَأشَارَ َأبُو َبكْرٍ‬ ‫ع بِال ّرهْ ِن بِشَ ْرطِهِ فِي َعقْ ِد اْلبَيْعِ َن ّ‬ ‫سَتبِي ُح الْمُ ْرَتهِ ُن الِاْنتِفَا َ‬
‫كَمَا يَ ْ‬
‫حتَمَلُ َأ ْن تَكُونَ الّن َفقَةُ‬ ‫ض َوعَلَى هَذَا َفيُ ْ‬ ‫ب اْلأَ َم َة ِبغَيْرِ عِ َو ٍ‬
‫ك الْ ُمضَارِ ُ‬ ‫عَبْ ُد اْلعَزِيزِ إلَى ِروَاَيةٍ أُخْرَى يَمْلِ ُ‬
‫حتَمَلُ َأ ْن ُيفَ ّرقَ َبيْ َن اْليَسِيِ وَاْلكَثِيِ كَمَا فِي الْ َمأْخُو ِذ مِنْ‬ ‫س َوةُ تَ ْملِيكًا فَلَا يُرَ ّد مَا َفضَ َل ِمْنهُمَا َويُ ْ‬ ‫وَالْكِ ْ‬
‫الْ َمغْنَمِ ‪.‬‬
‫‪310‬‬
‫حجّ لَا أُ ْج َرةٌ‬ ‫حجّ عَ ْنهُ فَِإنّ ُه َعقْدٌ جَائِ ٌز وَالّنفَ َقةُ فِي ِه إعَاَن ٌة عَلَى الْ َ‬ ‫ج َنفَ َقةً ِمنْ غَ ْي ِرهِ لِيَ ُ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا أَ َخذَ الْحَا ّ‬
‫َويُْنفِ ُق عَلَى َنفْسِهِ بِالْ َمعْرُوفِ إلَى َأنْ يَ ْرجِعَ إلَى بََل ِدهِ َوِإنْ َفضََلتْ َفضَْلةٌ رَ ّدهَا َنصّ عََليْ ِه وَكَذَا إنْ كَاَنتْ‬
‫ستَرِ ّد ُه اْلوَ َرَثةُ إلّا َأنْ‬
‫ح ّج عَنْهُ فَِإنّ فَاضِ َل الّنفَ َق ِة يَ ْ‬
‫ج َة الْإِسْلَامِ َأوْ َأوْصَى ِبَأنْ يَ ُ‬ ‫ج ُة عَ ْن الْ َمّيتِ ِبَأنْ َتكُونَ َح ّ‬
‫الْحَ ّ‬
‫ف مِنْ‬ ‫جةً فَِإ ّن الْفَاضِ َل َيكُونُ لَهُ فِي الْ َمعْرُو ِ‬ ‫ح ّج عَنْهُ َح ّ‬‫صّيتِهِ إعْطَا َء ِمقْدَا ٍر ُم َعيّنٍ لِمَ ْن يَ ُ‬
‫ُيعَيّ َن الْمُوصِي فِي وَ ِ‬
‫جةً َومَا‬ ‫ج ًة يَحُ ّج َعنْهُ َح ّ‬ ‫الْمَ ْذ َهبِ َوَنقَلَ ابْ ُن َمْنصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ إذَا قَالَ ُحجّوا َعنّي ِبأَلْفِ [ دِ ْرهَمٍ ] َح ّ‬
‫جعَلْ‬ ‫َفضَ َل يُرَدّ إلَى اْلوَ َرثَةِ ‪َ ,‬وهَذَا يَدُ ّل عَلَى أَنّهُ لَا يَجُوزُ َأ ْن يَدْفَعَ إلَى مَ ْن يَحُجّ أَ ْكثَ َر مِ ْن َن َفقَتِ ِه وَلَ ْم يَ ْ‬
‫ف مَا إذَا كَا َن ُمعَّينًا َووَجْ ُه الْمَ ْذ َهبِ َأنّ‬ ‫صّيةُ لَهُ بِخِلَا ِ‬
‫ج ُهنَا َغيْ ُر ُمعَيّنٍ َفلَا َتصِحّ اْلوَ ِ‬
‫صّيةً ِلَأنّ الْحَا ّ‬ ‫الْبَاقِي وَ ِ‬
‫جةً فَالْمَ ْذ َهبُ َأنّهَا ُتصْرَفُ‬ ‫ف وَلَ ْم َيقُلْ َح ّ‬ ‫جةٍ َفَيصِيُ َمعْلُومًا َوإِنْ قَالَ حُجّوا عَنّي بِأَلْ ٍ‬ ‫حّ‬‫الْمُوصَى لَ ُه َيَتعَيّ ُن بِ َ‬
‫ج ًة وَاحِ َد ًة ِبنَ َف َقةِ‬
‫ح ّج َعنْهُ حَ ّ‬ ‫ج ٍة َبعْدَ أُ ْخرَى َحتّى َتْنفُذَ ‪ ,‬وَ َحكَى ابْنُ َأبِي مُوسَى ِروَايَةً أُ ْخرَى َأنّهُ يَ ُ‬ ‫فِي حَ ّ‬
‫الْ ِمثْلِ وَاْلبَاقِي ِل ْلوَ َرَثةِ ‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫سبِيلِ فَِإنْ حَجّ‬ ‫ح ّج مِنْ ال ّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َأ َخذَ الْحَاجّ ِمنْ الزّكَا ِة لِيَحُجّ ِبهِ فَِإنّ ُه يَجُو ُز ِبنَا ًء عَلَى َقوْلِنَا إنّ الْ َ‬
‫جبُ صَرْفُهُ فِي‬ ‫صّيةِ َوَأوْلَى ِلأَنّ هَذَا الْمَا َل يَ ِ‬ ‫ستَرَدّ َأمْ لَا ؟ اْلأَ ْظهَرُ ا ْستِرْدَا ُدهَا كَاْلوَ ِ‬
‫ثُمّ َفضََلتْ َفضَْلةٌ َفهَ ْل يُ ْ‬
‫ك ِبخِلَافِ فَاضِ ِل اْلوَصِّيةِ فَِإ ّن الْحَقّ فِيهِ لِ ْلوَ َرَث ِة وََلهُ ْم تَرِ َكةٌ‬ ‫َمصَارِفِهِ الْ ُمعَّيَنةِ َش ْرعًا وَلَا َيجُو ُز الْإِخْلَا ُل بِذَلِ َ‬
‫ستَرَدّ‬‫ستَ َر ّد وَظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ الْ َميْمُوِنيّ َأنّ الدّاّبةَ لَا تُ ْ‬ ‫وَِقيَاسُ َقوْ ِل اْلأَصْحَابِ فِي اْلغَازِي َأنّهُ لَا يُ ْ‬
‫صرَِفتْ فِي َسبِيلِ اللّهِ بِخِلَافِ فَاضِ ِل النّ َف َق ِة َويَمِْل ُكهَا ِبخُرُوجِ ِه مِنْ‬ ‫وَلَا يَلْ َز ُم ِمثْلُهُ فِي الّن َف َقةِ ِلَأنّ الدّاّبةَ قَدْ ُ‬
‫خرُجُ َف ُهوَ ابْ ُن َسبِيلٍ‬ ‫ي يَ ْ‬ ‫ص [ عََليْهِ أَحْمَدُ ] فِي ِروَاَيةِ الْ َميْمُوِنيّ َوعَلّ َل ِبَأنّهُ مِنْ حِ ِ‬ ‫ف الْغَازِي َن ّ‬ ‫بَلَ ِد ِه بِخِلَا ِ‬
‫سَببٍ‬ ‫ك بِدُونِ ِه َوهَذَا يَ ْرجِعُ إلَى َأ ّن مَنْ أَخَ َذ بِ َ‬ ‫لَهُ حَقّ فِي الزّكَاةِ ‪ ,‬وَالْغَازِي إنّمَا ُأعْ ِطيَ ِل ْلغَ ْزوِ فَلَا يَمْلِ ُ‬
‫ف َبيْنَ اْلأَصْحَابِ ‪.‬‬ ‫سَببِ الثّانِي وَفِيهِ خِلَا ٌ‬ ‫فَاْنتَفَى وَخََلفَ ُه َسبَبٌ آ َخ ُر ُمبِيحٌ ِل ْلأَخْذِ َأنّ لَ ُه الِْإمْسَاكَ بِال ّ‬
‫‪312‬‬
‫َومِْنهَا إذَا أَ َخذَ اْلغَازِي َن َفقَةً أَوْ َفرَسًا لَِي ْغ ُزوَ عََلْيهَا فَِإنّ ُه يَجُو ُز َوَيكُونُ عَقْدًا جَائِزًا لَا لَا ِزمًا َو ُه َو إعَاَن ٌة عَلَى‬
‫ص عََليْهِ أَ ْحمَدُ وَلَا‬ ‫س َمعَهُ مََل َكهَا مَا لَمْ يَكُ ْن وَ ْقفًا َأوْ عَا ِرّيةً َن ّ‬ ‫جهَادِ لَا ا ْستِئْجَا َر عََليْهِ فَِإنْ رَجَ َع وَاْلفَرَ ُ‬ ‫الْ ِ‬
‫ك مُرَاعًى بِشَرْطِ‬ ‫يَمِْل ُكهَا َحتّى َيغْ ُزوَ ‪ .‬وَقَالَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َويَكُونُ تَ ْملِيكًا بِشَرْطٍ َومَ ْعنَاهُ َأنّ ُه تَمْلِي ٌ‬
‫ك ُعقُودُ‬ ‫الْغَ ْزوِ فَِإ ْن غَزَا َتبَّينّا َأنّهُ مََلكَ ُه بِاْل َقبْضِ فَِإنّ قَاعِ َدةَ الْمَ ْذ َهبِ أَ ّن اْلهَِبةَ لَا َت ْقبَلُ الّتعْلِي َق وَكَذَلِ َ‬
‫س َوإِنْ َفضَ َل مِ ْن النّ َف َقةِ َففِيهِ ِروَاَيتَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا‬ ‫سوَةِ َف ُهوَ كَاْلفَرَ ِ‬‫الْ ُمعَاوَضَاتِ َوِإنْ َفضَ َل َمعَهُ مِ ْن اْلكِ ْ‬
‫يَمِْل ُكهَا َأيْضًا َنقََلهَا عَِل ّي بْ ُن َسعِيدٍ ‪ .‬وَالثّانِيَة ‪ :‬يَرُدّ الْفَاضِلَ فِي اْلغَ ْزوِ إلّا َأ ْن ُيؤْ َذنَ لَهُ فِي الِا ْستِعَاَنةِ بِهِ فِي‬
‫ق َبيْ َن النّ َف َقةِ وَ َغيْ ِرهَا َأنّ الدّاّبةَ َقدْ صُرَِفتْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه وَاسُْتعْمَِلتْ فِيهِ‬ ‫غَ ْز َوةٍ أُ ْخرَى َنقََلهَا َحْنبَلٌ ‪ ,‬وَالْفَ ْر ُ‬
‫ضَلتْ‬ ‫ف مَا َفضَ َل مِ ْن الّن َف َقةِ َفَأمّا إنْ أَ َخ َذ مِنْ الزّكَاةِ ثُمّ َف َ‬ ‫حصُ ُل الْ َم ْقصُو ُد ِبهَا بِخِلَا ِ‬ ‫س َوةُ يَ ْ‬ ‫ك الْكِ ْ‬ ‫وَكَذَلِ َ‬
‫ق َبيْنَ‬‫ستَرَدّ وَ َحكَى صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ َو َغيْ ُرهُ َو ْج َهيْنِ وََقدْ قَ ّد ْمنَا الْفَ ْر َ‬ ‫َفضَْلةٌ َفقَالَ الْخِرَِقيّ وَالْأَ ْكثَرُونَ لَا تُ ْ‬
‫مَالِ الزّكَاةِ َو َغيْ ِرهِ ‪َ ,‬ونَصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ الْ َمرّوذِيّ عَلَى َأنّ الدّاّبةَ َتكُونُ لَ ُه وَلَا يَلْ َز ُم ِمثْلُهُ فِي النّ َف َقةِ لِمَا‬
‫قَ ّد ْمنَا ‪.‬‬
‫‪313‬‬
‫ط َنفْعِ أَحَ ِد الْ ُمَتعَاقِ َديْنِ فِي اْلعَقْدِ عَلَى ضَ ْرَبيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنْ َيكُونَ‬ ‫سْبعُونَ ) ‪ :‬اشْتِرَا ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ وَال ّ‬
‫شتَرِي عَلَى الْبَائِعِ ِخيَا َط َة الّثوْبِ َأوْ‬ ‫ط الْمُ ْ‬
‫اسِْتئْجَارًا لَ ُه ُمقَابَلًا ِبعِ َوضٍ َفَيصِ ّح عَلَى ظَاهِ ِر الْمَ ْذ َهبِ كَا ْشتِرَا ِ‬
‫ك يَزْدَادُ بِهِ الثّمَنُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬أَ ْن َيكُونَ إلْزَامًا لَهُ ِلمَا لَا يَلْ َزمُهُ‬ ‫ح َوهُ ‪ ,‬وَلِذَلِ َ‬
‫ب َونَ ْ‬
‫ِقصَا َرتَهُ َأوْ َحمْ َل الْحَ َط ِ‬
‫جعَلُ لَهُ ذَلِكَ مِ ْن ُمقَْتضَى اْل َعقْدِ وََلوَا ِزمِ ِه مُطَْلقًا وَلَا ُيقَابَلُ بِ ِع َوضٍ فَلَا َيصِ ّح وَلَهُ َأمْثَِلةٌ ‪ِ :‬مْنهَا‬
‫ث يَ ْ‬ ‫حْي ُ‬ ‫بِاْلعَقْ ِد بِ َ‬
‫ض حَصَا َدهُ عَلَى الْبَائِعِ َفلَا َيصِ ّح َويَفْسُ ُد بِ ِه اْلعَقْدُ ذَكَ َرهُ الْخِرَِقيّ‬
‫اشِْترَاطُ ُمشَْترِي الزّرْعِ اْلقَاِئمِ فِي الْأَرْ ِ‬
‫وَ َحكَى ابْنُ َأبِي مُوسَى فِي فَسَا ِد ِه بِهِ َو ْج َهيْنِ ِلَأنّ َحصَادَ الزّ ْرعِ َق ْد ُيَتوَهّمُ َأنّهُ مِ ْن تَمَامِ التّسْلِي ِم اْلوَا ِجبِ‬
‫كَمَا َظنّهُ َب ْعضُ اْل ُف َقهَاءِ ‪.‬‬
‫‪314‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اشِْترَاطُ أَ َحدِ الْمَُتعَا ِقدَْي ِن فِي الْ ُمسَاقَا ِة وَالْ ُمزَارَ َعةِ عَلَى الْآخَ ِر مَا َلمْ يَ ْلزَ ْم ُه بِ ُمقْتَضَى اْلعَ ْقدِ فَلَا‬
‫ح ُة هَ ِذهِ الشّرُوطِ َأْيضًا مِنْ الشّرُوطِ فِي النّكَاحِ وَ َغيْ ِرهَا َو ُهوَ‬ ‫ف َوَيتَخَرّجُ صِ ّ‬‫َيصِحّ وَفِي فَسَا ِد الْ َعقْ ِد بِهِ ِخلَا ٌ‬
‫خرَِقيّ فِي َحصَادِ الزّ ْرعِ ‪.‬‬‫سأََلةَ الْ ِ‬
‫شكَلُوا مَ ْ‬
‫ك ا ْستَ ْ‬‫ظَاهِرُ َكلَامِ أَكْثَ ِر الْ ُمَتأَخّرِي َن وَلِذَلِ َ‬
‫‪315‬‬
‫ط إيفَا ِء الْ ُمسَ ّلمِ فِي ِه فِي َغ ْيرِ َمكَانِ اْلعَ ْقدِ وَ ُح ِكيَ فِي صِ ّ‬
‫حتِهِ ِروَاَيتَانِ وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ‬ ‫َومِْنهَا شَرْ ُ‬
‫فَسَا ُدهُ فِي ِروَاَيةِ ُمهَنّا َوَأ ْومَأَ إَليْهِ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ وَقَا َل [ ابْ ُن َمنْصُورٍ ] َلْيسَ فِي حَدِيثِ الّنبِيّ صَلّى‬
‫ف الْمُسَلّمِ‬ ‫شتَرَطُ فِيهِ َأنْ يُذْ َكرَ فِي الْ َعقْدِ َأوْصَا ُ‬ ‫اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّ َم تَسْ ِمَيةُ الْمَكَا ِن يُشِيُ بِذَلِكَ إلَى أَنّ السّلَ َم يُ ْ‬
‫حلّهِ كَمَا دَ ّل عََليْ ِه الْحَدِيثُ وَلَْيسَ فِيهِ ذِ ْك ُر مَكَانِ إيفَائِهِ فَا ْشتِرَاطُ ذِكْ ِر َمكَانِ ِه يُوهِمُ َأنّ‬ ‫فِيهِ َقدْ ُر ُه وَ َزمَانُ مَ َ‬
‫ع اّلتِي لَا يُذْكَرُ فِي‬‫ف َغيْ ِرهِ مِ ْن اْلُبيُو ِ‬‫خلَا ِ‬ ‫س الْ َعقْ ِد بِ ِ‬
‫ستَحَقّ بَِن ْف ِ‬‫ك مِنْ ِجْنسِ مَا ذُكِرَ َزمَانُ ُه َوَأنّهُ مُ ْ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ُعقُو ِدهَا َشيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ‪.‬‬
‫‪316‬‬
‫ط َو ُهوَ َن ْوعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنْ‬ ‫ض عَنْ عَمَ ٍل ِبغَيْ ِر َشرْ ٍ‬ ‫ح ّق الْ ِع َو َ‬‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِبعَة وَالسّْبعُونَ ) ‪ :‬فِيمَنْ يَسْتَ ِ‬
‫َيعْمَ َل اْلعَمَ َل وَدَلَاَلةُ حَالِ ِه َت ْقَتضِي الْمُطَاَلَبةَ بِالْ ِع َوضِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنْ يَعْ َم َل عَمَلًا فِي ِه َغنَاءٌ عَ ْن الْمُسِْلمِيَ‬
‫صوَرٌ َكثِيَةٌ‬
‫حتَهُ ُ‬ ‫حهِمْ الْعَا ّمةِ َأوْ فِي ِه ا ْستِْنقَاذٌ لِمَا ٍل َمعْصُو ٍم مِ ْن اْلهََلكَةِ َأمّا الَْأوّلُ أَفْسَ َد ُه تَ ْ‬
‫وَِقيَامٌ بِ َمصَالِ ِ‬
‫ب بِاْلعَمَلِ ‪,‬‬ ‫ح ِوهِ ْم مِمّ ْن يَ ْرصُ ُد َنفْسَهُ لِلّتكَسّ ِ‬ ‫ط وَالدّلّا ِل َونَ ْ‬ ‫خيّا ِ‬‫ح وَالْ ُمكَارِي وَالْحَجّا ِم وَاْلقَصّا ِر وَالْ َ‬ ‫كَالْمَلّا ِ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا‬ ‫حتَهُ ُ‬
‫ص عََليْهِ ‪َ .‬وَأمّا الثّانِي ‪َ :‬فيَدْخُ ُل تَ ْ‬ ‫فَإِذَا عَمِ َل ا ْستَحَقّ أُ ْج َرةَ الْ ِمثْ ِل َوِإنْ َل ْم يُسَمّ لَ ُه َشيْءٌ َن ّ‬
‫س ِه فِي قَتْ ِلهِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫ستَحِ ّق سََلبَ ُه بِالشّ ْرعِ لَا بِالشّ ْرطِ فِي أَصَحّ‬ ‫ب ُمغَرّرًا بَِنفْ ِ‬
‫حرْ ِ‬
‫شرِكًا فِي حَالِ الْ َ‬
‫مَنْ قََتلَ ُم ْ‬
‫ال ّروَاَيَتيْنِ ‪.‬‬
‫‪317‬‬
‫ص َدقَاتِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫ستَحِقّ أُ ْج َرةَ عَ َملِ ِه بِالشّ ْرعِ ‪ .‬قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ صَاِلحٍ ‪ :‬اْلعَامِِليَ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلعَا ِملُ عَلَى ال ّ‬
‫عََلْيهَا ‪ :‬الّذِينَ َجعَلَ اللّهُ َلهُ ْم الثّمَنَ فِي ِكتَاَبةِ السّلْطَانِ وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ َحْنبَلٍ يَكُونُ َلهُمْ الّذِي يَرَا ُه الِْإمَامُ‬
‫جبَ ذَلِكَ لَهُ بِالشّ ْرعِ إمّا ُمقَدّرًا َأ ْو غَيْ َر ُمقَدّ ٍر وَاْلوَِليّ َيأْخُ ُذ ِبَنفْسِهِ وَقَدْ َأمَ َرهُ اللّهُ‬ ‫َوظَاهِ ُر هَذَا َأنْ يَ ِ‬
‫ف مَا ِل اْلَيتِي ِم َوَأْيضًا َفمَالُ الزّكَاةِ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ف مَ َع اْلغِنَى َوَأْيضًا َفأَ ْموَالُ الزّكَاةِ حَقّ ِل َغيْ ِر ُمعَيّ ٍن بِ ِ‬ ‫بِالِاسِْت ْعفَا ِ‬
‫حقّهُ جَمَا َع ٌة مِ ْن اْلغَِنيّ فَاْلعَامِ ُل الّذِي َحصَلَ الزّكَاةَ وَ َجبَاهَا َأوْلَى َوأَْيضًا فَاْلعَامِ ُل ُهوَ الّذِي جَمَ َع الْمَالَ‬ ‫ستَ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫حقّ‬ ‫ف وَِليّ اْلَيتِي ِم َوذَكَرَ اْلقَاضِي فِي الْأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ َأنّ ِقيَاسَ الْ َم ْذهَبِ َأنّ اْلعَامِلَ لَا يَسْتَ ِ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫وَ َحصّلَ ُه بِ ِ‬
‫شتَرَطْ لَهُ ُجعْلٌ إلّا َأ ْن يَكُونَ َمعْرُوفًا ِبأَخْ ِذ اْلأُجْ َر ِة عَلَى عَمَلِ ِه وَالَْأوّلُ أَصَحّ ِلأَنّ َحقّهُ ثَاِبتٌ بِالّنصّ‬ ‫إذَا لَ ْم يُ ْ‬
‫ق َوَأوْلَى ِلوُرُو ِد اْلقُرْآنِ بِهِ ‪.‬‬ ‫جعْلِ رَدّ الْإِبَا ِ‬‫َف ُهوَ َك ُ‬
‫‪318‬‬
‫ع َسوَاءٌ شَ َرطَهُ َأوْ لَ ْم يَشْ ُرطْ ُه عَلَى‬ ‫ستَحِ ّق عَلَى َر ّدهِ ُجعْلًا بِالشّ ْر ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬مَنْ َردّ آِبقًا عَلَى مَ ْولَاهُ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫صيَاَنةِ اْل َعبْدِ عَمّا‬
‫ث عَلَى ِحفْظِ ِه عَلَى َسيّ ِد ِه وَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ظَاهِ ِر الْ َم ْذهَبِ وَفِيهِ أَحَادِيثُ ُم ْرسََل ٌة وَآثَارٌ وَالْ َم ْعنَى فِي ِه الْ َ‬
‫ص اْلوُجُوبُ ِبرَ ّد الْآبِقِ‬ ‫ض بِاْلفَسَا ِد وَِلهَذَا الْ َمعْنَى ا ْختَ ّ‬
‫س ْعيِ فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ب وَال ّ‬ ‫ف مِنْ ِلحَاقِ ِه بِدَا ِر الْحَرْ ِ‬ ‫يَخَا ُ‬
‫ع َو َسوَاءٌ كَانَ َمعْرُوفًا ِبرَ ّد الِْإبَاقِ ] َأوْ لَ ْم َيكُنْ إلّا السّ ْلطَانُ فَِإنّهُ لَا َشيْءَ لَهُ‬ ‫حَيوَانِ وَالْ َمتَا ِ‬
‫[ دُونَ َغيْ ِر ِه مِ ْن الْ َ‬
‫َنصّ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ حَرْبٍ لِاْنِتصَابِهِ ِللْ َمصَالِ ِح وَلَهُ حَقّ فِي َبْيتِ الْمَا ِل عَلَى ذَلِكَ وَكَذَلِكَ لَ ْم َيكُنْ لَهُ‬
‫الْأَكْ ُل مِ ْن مَا ِل اْلَيتِيمِ كَمَا َسبَقَ ‪.‬‬
‫‪319‬‬
‫ص َعبْ َد َغيْ ِرهِ مِنْ َفلَاة ُمهِْل َكةٍ َأ ْو َمتَاعَ ُه مِ ْن َموْضِ ٍع َيكُونُ‬‫َومِْنهَا ‪ :‬مَنْ َأْنقَ َذ مَالَ غَ ْي ِرهِ ِمنْ التّلَفِ كَ َمنْ خَّل َ‬
‫ع وَذَكَ َر ُه‬ ‫ب اْلأُجْ َرةِ لَهُ فِي الْ َمتَا ِ‬
‫سبُعِ َفَنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى وُجُو ِ‬ ‫ح ِر وَفَمِ ال ّ‬ ‫ح ّققًا َأوْ َقرِيبًا ِمنْهُ بِالْبَ ْ‬
‫هَلَاكُهُ فِيهِ ُم َ‬
‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي فِي اْل َعبْدِ َأيْضًا وَ َحكَى اْلقَاضِي فِيهِ ا ْحتِمَالًا ِبعَ َد ِم الْوُجُوبِ كَالّلقَ َطةِ‬
‫سبُ ِع شَاةً َأوْ َخرُوفًا َأوْ َغيْ َرهُمَا َف ُهوَ لِمَاِلكِ ِه الَْأوّلِ‬ ‫جرّدِ عَ ْن َنصّ أَحْمَدَ فِيمَنْ َخّلصَ مِنْ فَمِ ال ّ‬ ‫َوَأوْرَدَ فِي الْمُ َ‬
‫خّلصِ وَالصّحِيحُ الَْأوّلُ ِلأَنّ هَذَا يُخْشَى هَلَاكُ ُه َوتََلفُهُ عَلَى مَاِلكِهِ ِبخِلَافِ الّلقَ َط ِة وَكَذَلِكَ َلوْ‬ ‫وَلَا شَيْءَ لِ ْلمُ َ‬
‫جبُ َلهُ ْم الْأُ ْج َرةُ عَلَى الْمُلّا ِك مَا ذَ َك َرهُ فِي الْ ُم ْغنِي‬ ‫حرِ فَِإنّ ُه يَ ِ‬
‫خّلصَ َق ْو ٌم اْلأَ ْموَا َل مِ ْن الْبَ ْ‬ ‫سفِيَنةُ فَ َ‬‫اْنكَسَرَتْ ال ّ‬
‫ستَحِ ّق اْلأُجْ َر َة غَرّ َر ِبَنفْسِهِ‬
‫ِلأَنّ فِيهِ َحثّا َوتَ ْرغِيبًا فِي إْنقَا ِذ الَْأ ْموَا ِل مِ ْن الّتهُْل َكةِ فَِإ ّن اْل َغوّاصَ إذَا عَِلمَ َأنّهُ يَ ْ‬
‫سوّ َدةِ شَرْحِ الْهِدَاَيةِ‬ ‫ف مَا إذَا عَلِمَ َأنّهُ لَا َشيْءَ لَهُ َف ُهوَ فِي َمعْنَى رَ ّد الْآبِ ِق وَفِي مُ َ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ص بِ ِ‬
‫خلِي ِ‬ ‫َوبَادَرَ إلَى التّ ْ‬
‫ع مِنْ‬‫خلِيصِ الْ َمتَا ِ‬ ‫ب اْلأُجْ َرةِ عَلَى تَ ْ‬ ‫ِلأَبِي الْبَرَكَاتِ ‪َ :‬و ِعنْدِي َأنّ كَلَامَ أَ ْحمَدَ عَلَى ظَاهِ ِرهِ فِي وُجُو ِ‬
‫صغِيًا َأوْ عَا ِجزًا‬ ‫ظ َنفْسِهِ وَفِي ِه نَظَ ٌر وَقَدْ يَكُونُ َ‬ ‫حفْ ِ‬ ‫الْ َمهَالِكِ دُونَ الْآ َد ِميّ ِلأَ ّن الْآ َد ِميّ َأهْلٌ فِي الْجُمَْلةِ ِل ِ‬
‫ع وََلْيسَ فِي كَلَامِ أَ ْحمَدَ َتفْرَِقةٌ َفَأمّا مَ ْن عَمِلَ فِي مَا ِل َغيْ ِرهِ عَلَى َغيْ ِر مَا‬ ‫َوتَخْلِيصُهُ أَهَ ّم َوَأوْلَى مِ ْن الْ َمتَا ِ‬
‫جرْجَاِنيّ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي رَ ُج ٍل عَمِلَ فِي‬ ‫ف مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ أَنّهُ لَا أُ ْج َرةَ لَ ُه َوَنقَلَ َأبُو َج ْعفَ ٍر الْ ُ‬ ‫ذَ َك ْرنَا فَاْل َمعْرُو ُ‬
‫خرّجُ‬ ‫حةً ِلصَا ِحبِ الْ َقنَاةِ َوهَ ِذ ِه تَتَ َ‬ ‫َقنَاةِ َرجُ ٍل ِب َغيْرِ إ ْذنِهِ َفقَالَ ِلهَذَا الّذِي عَمِ َل َن َفقَتُهُ إذَا عَمِ َل مَا َيكُونُ مَصَْل َ‬
‫جبَرَ عَلَى أَ ْخذِ قِي َم ِة آثَارِ‬ ‫ب يَكُونُ َشرِيكًا بِآثَا ِر عَمَلِهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنْ يُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫صَليْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أ ّن الْغَا ِ‬ ‫عَلَى أَ ْ‬
‫ت بِهِ‬ ‫عَمَلِ ِه مِ ْن الْمَالِكِ ِلتَمَّل ِكهَا عََليْ ِه وَخَرّجَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ بَِأنْ يَكُونَ شَرِيكًا بِآثَا ِر عَمَلِهِ إذَا زَادَ ْ‬
‫ب وَابْ ِن هَانِئٍ َوَتِبعَهُ عَلَى ذَلِكَ جَمَا َع ٌة مِنْ‬ ‫الْقِي َم ُة وَذَ َك َر َنصّ أَ ْحمَدَ فِي اْلعَمَلِ فِي اْل َقنَاةِ مِنْ ِروَاَيةِ َحرْ ٍ‬
‫ص عَلَى َأ ّن الْعَامِ َل ُهنَا فِي اْل َقنَاةِ كَانَ َشرِيكًا فِيهَا‬ ‫الْأَصْحَابِ وَحَمَلَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُمفْرَدَاتِهِ هَ ِذهِ الّنصُو َ‬
‫ب مَنْ أَقَ ّر النّصُوصَ عَلَى ظَاهِ ِرهَا َو َجعَ َل هَذَا‬ ‫ك َومِ ْن الْأَصْحَا ِ‬ ‫شعِ ُر بِذَلِ َ‬‫وََلْيسَ فِي الْ َمنْصُوصِ َشيْ ٌء يُ ْ‬
‫خرَاجِ‬ ‫حصَادِ زَ ْرعِ ِه وَالِا ْستِ ْ‬ ‫حتَاجٌ إَليْهِ كَ َ‬ ‫حةٌ لَهُ وَ ُه َو مُ ْ‬ ‫حكْ َم مُطّ ِردًا فِي كُ ّل مَ ْن عَمِلَ عَمَلًا َك َغيْ ِرهِ فِي ِه َمصَْل َ‬ ‫الْ ُ‬
‫ك تَخْرِيًا مِنْ الْعَمَلِ فِي اْل َقنَا ِة َو ِمنْهُمْ الْحَا ِرثِيّ وَكََأّنهُمْ َجعَلُو ُه بِ َمنْزَِل ِة َتصَرّفِ‬ ‫حوِ ذَلِ َ‬‫مِ ْن َمعْ ِدنِهِ َونَ ْ‬
‫ضيَ ُه َويَرُ ّد ِعوَضَ ُه َو ُهوَ أُ ْج َرةُ الْ ِمثْلِ وَلَهُ َأنْ يُ ْمضِيَهُ َفَيكُو ُن الْعَامِ ُل شَرِيكًا‬ ‫الْ ُفضُولِيّ فَِللْمَالِكِ حِيَنئِذٍ َأنْ يُ ْم ِ‬
‫ستَأْ َج ِر عََلْيهَا‬
‫خطّهِ فِي اْلأَجِيِ إذَا عَمِلَ فِي الْ َعيْ ِن الْمُ ْ‬ ‫بِاْلعَمَ ِل وَقَدْ قَالَ الْقَاضِي فِي َب ْعضِ تَعَالِيقِهِ وََق َرْأتُهُ بِ َ‬
‫خيّرٌ إ ْن شَاءَ َر ّد عَمَلَ ُه َوأَخَ َذ وَصَا َر الْأَجِ ُي شَرِيكًا ِبعَمَلِ ِه َوِإنْ شَاءَ َقبِلَ‬ ‫ك مُ َ‬‫ط عََليْهِ َأنّ الْمَالِ َ‬
‫دُو َن مَا شَرَ َ‬
‫ع بِاْلأَ ْرشِ ثُمّ حَمَلَ ُه عَلَى‬ ‫ش وَذَكَرَ نَصّ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ الْ َميْمُونِيّ بِالرّجُو ِ‬ ‫الْعَ َم َل وَرَجَ َع عَلَى اْلأَجِيِ بِاْلأَ ْر ِ‬
‫ك بِالّثوْبِ عَلَى‬ ‫س الْمَ ْذ َهبِ إذَا َل ْم َيأْتِ الْحَائِ ُ‬ ‫ض َي بِاْلعَمَلِ ‪ .‬وَقَالَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪ِ :‬قيَا ُ‬ ‫َأنّهُ كَانَ قَدْ رَ ِ‬
‫ص َف ِة الْمَشْرُو َطةِ إ ْن شَاءَ ضَ ّمنَهُ قِي َم َة الْغَ ْز ِل وَلَا أُجْ َرةَ لَ ُه َوِإنْ شَاءَ ضَ ّمنَهُ قِي َمتَ ُه َمنْسُوجًا َوعََليْهِ اْلأُجْ َرةُ ‪,‬‬ ‫ال ّ‬
‫َوتَكُونُ اْلأُجْ َر ُة َههُنَا بِمَا زَا َد عَلَى قِي َم ِة اْلغَزْلِ ‪ .‬ثُمّ ذَكَرَ ِروَاَيةَ الْ َميْمُونِيّ هَ ِذهِ وَقَالَ هِ َي مَحْمُوَل ٌة عَلَى َأنّ‬
‫ب الثّوْبِ ا ْختَا َر َت ْقوِيَ ُه َمعْمُولًا وَاْلتَ َزمَ قِي َم َة الصّْن َعةِ اّلتِي ِهيَ دُونَ اّلتِي وَاَفقَهُ عََلْيهَا َوهَذَا الّذِي قَالَهُ‬ ‫صَا ِح َ‬
‫ك الصّانِعَ قِي َم َة الّثوْبِ مَ َع َبقَائِ ِه وَلَا يَصِحّ حَمْلُ َكلَامِ أَحْمَدَ عَلَى مَا قَالَهُ ِلَأنّ‬ ‫َبعِيدٌ جِدّا أَ ْن ُيضَمّ َن الْمَالِ ُ‬
‫صةً ‪َ .‬وأَْيضًا‬ ‫ع عََليْ ِه بِالْأَ ْرشِ خَا ّ‬ ‫أَحْمَدَ قَالَ ‪ُ :‬ينْظَ ُر مَا َبْيَنهُمَا َفيُرْجَعُ بِهِ عَلَى الصّانِعِ ‪َ ,‬وهَذَا َتصْرِي ٌح بِالرّجُو ِ‬
‫ك مُطَاَلَبةَ اْلأَجِ ِي بِذَلِكَ ‪,‬‬ ‫ف يَ ْملِ ُ‬‫ك اْلتِزَامَ ُه بِ ِه َويُطَاِلبُهُ بِاْلقِي َمةِ َفكَيْ َ‬
‫ك الْمَالِ ُ‬ ‫ب غَزْلًا َونَسَجَهُ لَمْ يَمْلِ ْ‬ ‫فََل ْو َغصَ َ‬
‫ع اْلأُجْ َر ِة الْمُسَمّا ِة وَدَفْعَ أُجْ َر ِة الْ ِمثْ ِل ثُمّ ذَ َكرَ‬ ‫ك يَمْلِكُ ا ْستِرْجَا َ‬ ‫سأََلةِ َأنّ الْمَالِ َ‬
‫وَذَكَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي هَ ِذهِ الْمَ ْ‬
‫ص َواَللّهُ أَعَْلمُ ‪َ .‬و َمتَى كَانَ اْلعَمَلُ فِي مَا ِل اْلغَيْرِ إْنقَاذًا لَ ُه مِنْ‬ ‫ع بِاْلأَ ْرشِ كَمَا ُهوَ الْ َمْنصُو ُ‬ ‫ا ْحتِمَالًا بِالرّجُو ِ‬
‫ح بِهِ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َويُفِيدُ‬ ‫ف َم ْوتُهُ صَرّ َ‬
‫حَيوَانِ الْمَأْكُولِ إذَا خِي َ‬ ‫ف عََليْهِ كَانَ جَائِزًا كَ َذبْ ِح الْ َ‬ ‫التّلَفِ الْمُشْرِ ِ‬
‫ض بِ َذبْحِهِ ‪.‬‬ ‫هَذَا َأنّهُ لَا َيضْمَ ُن مَا َنقَ َ‬
‫‪320‬‬
‫سْبعُونَ ) ‪ :‬فِيمَ ْن يَ ْرجِ ُع بِمَا َأْنفَ َق عَلَى مَا ِل َغيْ ِر ِه ِبغَيْرِ إ ْذنِهِ وَ ُه َو َنوْعَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪:‬‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِسَة وَال ّ‬
‫ع اْلأَوّلُ‬‫مَنْ أَدّى وَا ِجبًا عَ ْن غَيْ ِر ِه وَالثّانِي ‪ :‬مَنْ َأنْفَ َق عَلَى مَا َتعَلّ َق بِهِ َحقّ ُه مِ ْن مَا ِل َغيْ ِرهِ ‪َ .‬فأَمّا الّنوْ ُ‬
‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا ‪ :‬إذَا قَضَى عَ ْنهُ َديْنًا وَاجِبًا ِبغَ ْيرِ إذِْنهِ فَِإنّهُ يَرْجِ ُع بِ ِه عََليْهِ فِي أَصَحّ ال ّروَايََتيْنِ‬
‫حتَهُ ُ‬
‫ج تَ ْ‬
‫َفَينْدَرِ ُ‬
‫شهِدَ‬ ‫ع َويُ ْ‬ ‫َوهِيَ الْمَ ْذ َهبُ ِعنْدَ الْخِرَِق ّي َوَأبِي َبكْ ٍر وَاْلقَاضِي وَالْأَ ْكثَرِينَ ‪ ,‬وَا ْشتَرَطَ اْلقَاضِي َأنْ يَْنوِيَ الرّجُو َ‬
‫عَلَى ِنّيتِهِ ِعنْ َد اْلأَدَاءِ َفَل ْو َنوَى الّتبَ ّرعَ َأوْ َأطْلَ َق الّنيّةَ فَلَا رُجُوعَ لَ ُه وَاشْتَرَطَ أَْيضًا َأنْ َيكُو َن الْمَدِي ُن مُ ْمَتِنعًا‬
‫مِ ْن الْأَدَاءِ ‪َ ,‬و ُهوَ َيرْجِعُ إلَى أَنْ لَا ُرجُوعَ إلّا ِعنْ َد َتعَذّرِ إ ْذنِ ِه وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ صَا ِحبَا الْ ُمغْنِي وَالْ ُمحَرّرِ‬
‫َوهُ َو ظَاهِ ُر الْخِلَافِ لِ ْلقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَالْأَ ْكثَرِي َن َوهَذَا فِي ُديُونِ الْآ َد ِميّيَ ‪َ .‬فَأمّا ُديُونُ اللّ ِه عَزّ وَجَلّ‬
‫كَالزّكَا ِة وَاْل َكفّا َرةِ َفلَا يَرْ ِج ُع ِبهَا مَنْ أَدّاهَا عَمّ ْن ِه َي عََليْهِ ‪َ ,‬وعَلّلَ الْقَاضِي ذَلِكَ ِبأَنّ أَدَا َءهَا بِدُونِ إ ْذنِ مَنْ‬
‫ت بِدُونِ إ ْذنِ وَِليّ ِه وَقُ ْلنَا َيصِحّ َأوْ‬ ‫هِ َي عََليْهِ لَا َيصِحّ ِلَتوَقّ ِفهَا عَلَى ِنيّتِ ِه َويَلْ َز ُم عَلَى هَذَا َلوْ حَجّ َرجُ ٌل عَ ْن َميّ ٍ‬
‫سقُوطِ ا ْعِتبَا ِر الْإِ ْذنِ ُهنَا‬‫َأعْتَ َق َعنْهُ فِي نَذْرٍ َأوْ َأ ْطعَمَ َعنْهُ فِي َكفّا َر ٍة وَقُ ْلنَا َيصِحّ َأنّ لَهُ الرّجُوعَ بِمَا َأْنفَقَ لِ ُ‬
‫خلِي َطيْنِ الزّكَاةَ مِ ْن مَالِ ِه عَ ْن الْجَمِيعِ ‪.‬‬
‫َويَكُونُ َكأَدَاءِ أَحَ ِد الْ َ‬
‫‪321‬‬
‫حرْبِ ُثمّ أَطْ َل َق ُه أَوْ أَ ْخ َرجَهُ إلَى دَا ِر الِْإسْلَامِ فَلَهُ‬‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى أَسِيًا ُمسْلِمًا حُرّا ِمنْ َأ ْهلِ دَا ِر الْ َ‬
‫ص مِ ْن‬ ‫ب عََليْهِ افْتِدَا ُء َنفْسِهِ ِلَيتَخَّل َ‬ ‫ج ُ‬‫ع عََليْهِ بِمَا ا ْشتَرَاهُ بِ ِه َسوَاءٌ َأ ِذنَ لَهُ َأوْ لَ ْم َيأْ َذنْ ِلأَنّ اْلَأسِ َي يَ ِ‬
‫الرّجُو ُ‬
‫ع َه ُهنَا‬ ‫حكُوا فِي الرّجُو ِ‬ ‫الَْأسْرِ فَِإذَا َفدَا ُه َغيْ ُرهُ َفقَدْ أَدّى َعنْهُ وَا ِجبًا رَ َج َع بِ ِه عََليْهِ َوأَ ْكثَ ُر اْلأَصْحَابِ لَ ْم يَ ْ‬
‫خِلَافًا وَ َحكَى اْلقَاضِي فِي ِكتَابِ ال ّروَاَيَتيْنِ فِيهِ ِروَاَيةً أُ ْخرَى َيَتوَقّفُ الرّجُوعُ عَلَى الْإِ ْذنِ ‪َ .‬وهَ ْل ُيعَْتبَرُ‬
‫ق النّّيةِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ُ :‬تعَْتبَ ُر ِنّيةُ الرّجُوعِ ِل َقضَاءِ ال ّديُو ِن َو ُهوَ‬ ‫لِلرّجُوعِ هَ ُهنَا ِنّيةٌ َأ ْم يَ ْكفِي إطْلَا ُ‬
‫ي عَنْ عُ َمرَ‬ ‫حرّرِ لِ ْلَأثَ ِر الْمَ ْروِ ّ‬
‫ع َوبِهِ جَ َزمَ فِي الْمُ َ‬
‫ظَاهِرُ َكلَامِ الْقَاضِي ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬يَ ْرجِ ُع مَا لَ ْم َيْن ِو الّتبَ ّر َ‬
‫ب َش ْرعًا َفُي َرغّبُ فِيهِ بَِت ْو ِس َعةِ طَرَفِ الرّجُوعِ ِلئَلّا َتقِلّ ال ّر ْغَبةُ فِيهِ‬ ‫ضيَ اللّ ُه عَنْهُ وَِلَأنّ اْنفِكَاكَ الَْأسْرَى مَطْلُو ٌ‬ ‫رَ ِ‬
‫‪.‬‬
‫‪322‬‬
‫جبُ عَلَ ْيهِ النّ َف َقةُ َفَأنْ َفقَ عَلَ ْيهِمَا غَ ْي ُرهُ‬ ‫ب وَالَْبهَائِمِ إذَا امْتَنَعَ َمنْ يَ ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬ن َفقَ ُة الرّقِيقِ وَال ّزوْجَاتِ وَالَْأقَارِ ِ‬
‫بِنِّيةِ ال ّرجُوعِ َفلَهُ الرّجُوعُ َكقَضَاءِ ال ّديُونِ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَابْ ُن عَقِيلٍ فِي ُمفْ َردَاتِهِ ‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ َأنْ َفقَ عَلَى عَ ْب ِدهِ الْآِبقِ فِي حَالِ َر ّدهِ إلَيْهِ فَِإنّهُ يَرْجِ ُع بِمَا َأنْفَ َق َن ّ‬
‫ص عََليْهِ وَ َج َز َم بِهِ الْأَ ْكثَرُو َن مِنْ‬
‫ض عَمّا بَذَلَ ُه مِ ْن الْمَالِ‬
‫جبَ لَ ُه اْلعِ َو ُ‬ ‫حقّ ُجعْلًا عَلَى الرّدّ عِوَضًا عَ ْن بَذْلِ ِه َمنَاِفعَهُ َفَلأَ ْن يَ ِ‬‫ستَ ِ‬
‫غَيْرِ خِلَافٍ فَِإنّهُ يَ ْ‬
‫ض ّعفَهُ صَا ِحبُ‬ ‫ك وَ َ‬‫ج َز عَ ْن اسِْتئْذَانِ الْمَالِ ِ‬ ‫حرّرِ الْعَ ْ‬ ‫فِي رَ ّدهِ َأوْلَى ‪ ,‬وَا ْشتَرَطَ َأبُو الْخَطّابِ وَصَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫ع عَلَى تَسْلِيمِهِ فََلوْ َأبِ َق ِمنْهُ َقبْلَ ذَلِكَ فَلَهُ الرّجُوعُ بِمَا َأنْفَ َق عََليْ ِه َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ‬ ‫الْ ُمغْنِي وَلَا يََتوَقّفُ الرّجُو ُ‬
‫ب وَكَذَلِكَ ُحكْ ُم الْ ُمْنقَطِ ِع بِ َمهَْل َك ٍة وَ َحكَى َأبُو بَكْ ٍر وَابْنُ َأبِي‬ ‫ح بِ ِه اْلأَصْحَا ُ‬‫صرّ َ‬
‫فِي ِروَاَيةِ عَبْدِ اللّهِ وَ َ‬
‫خدَامَهُ بَدَ َل الّن َف َقةِ َففِي َجوَا ِزهِ ِروَاَيتَانِ َحكَاهُمَا َأبُو‬
‫مُوسَى فِي الرّجُوعِ ِبَن َفقَتِهِ ِروَايََتيْنِ ‪ ,‬وََلوْ أَرَا َد اسْتِ ْ‬
‫الْ َفتْ ِح الْحَ ْلوَاِنيّ فِي الْ ِكفَاَيةِ كَاْل َعبْ ِد الْمَ ْرهُونِ ‪.‬‬
‫‪324‬‬
‫ت َأوْ غَ ْي َرهُ مِمّا يُحْتَاجُ فِي حِفْ ِظهِ إلَى مُ ْؤَنةٍ َوإِصْلَاحٍ فَِإنْ كَاَن ْ‬
‫ت بِإِ ْذنِ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬ن َفقَةُ الّلقَ َطةِ حََيوَانًا كَانَ ْ‬
‫حَاكِمٍ رَجَ َع ِبهَا ِلَأنّ إ ْذنَهُ قَائِ ٌم َمقَامَ إ ْذنِ الْغَاِئبِ َوِإنْ َل ْم يَكُ ْن بِِإ ْذنِهِ َففِيهِ ال ّروَاَيتَانِ ‪َ .‬و ِمْنهُ ْم مَ ْن يُرَجّ ُح‬
‫خيّرًا َبيْنَ ُه َوبَيْ َن َبْي ِعهَا َو ِحفْظِ ثَ َمِنهَا وَذَ َكرَ ابْنُ‬
‫هَا ُهنَا عَ َدمَ الرّجُوعِ ِلأَنّ ِحفْ َظهَا لَ ْم َيكُنْ ُمَت َعيّنًا بَلْ كَا َن مُ َ‬
‫سبًا فِي الرّجُوعِ‬ ‫حتَ َ‬
‫ع ِبهَا َوِإنْ كَا َن مُ ْ‬ ‫َأبِي مُوسَى َأ ّن الْمُ ْلَتقِطَ إذَا َأْنفَ َق َغيْ َر مُ َط ّوعٍ بِالّن َف َقةِ َفلَهُ الرّجُو ُ‬
‫ِروَايَتَانِ ‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫ب عَلَى ال ّروَايََتيْنِ ‪َ ,‬و ِمنْهُ ْم مَنْ قَا َل يَرْ ِج ُع َههُنَا َقوْلًا وَاحِدًا‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬ن َفقَ ُة ال ّلقِيطِ خَرّ َجهَا َب ْعضُ الْأَصْحَا ِ‬
‫ت الْمَالِ ‪.‬‬‫َوإِلَيْ ِه َميْلُ صَا ِحبِ الْ ُمغْنِي ِلأَنّ لَ ُه وِلَاَي ًة عَلَى الْ ُم ْلَتقِطِ َوَنصّ أَحْمَدُ َأنّهُ يَ ْرجِ ُع بِمَا َأْن َفقَهُ عَلَى َبيْ ِ‬
‫‪326‬‬
‫ع نَاوِيًا لِل ّرجُوعِ فَِإنْ َتعَذّ َر ا ْسِتئْذَا ُن مَالِكِهِ َرجَ َع َوِإنْ‬
‫ع إذَا َأْنفَقَ عَلَ ْيهِ الْ ُمسْتَ ْودَ ُ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْحََيوَانُ الْمُودَ ُ‬
‫حَيوَانِ حُ ْر َمةً فِي َنفْسِ ِه‬ ‫لَ ْم َيَتعَذّرْ فَ َطرِيقَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا َأنّهُ عَلَى ال ّروَايََتيْنِ فِي َقضَاءِ ال ّديْنِ َوَأوْلَى ِلَأنّ لِ ْل َ‬
‫َفوَ َجبَ تَقْ ِديُ ُه عَلَى ال ّديُونِ َأ ْحيَانًا َو ِهيَ طَرِي َقةُ صَا ِحبِ الْ ُمغْنِي ‪ .‬وَالثّاِنَيةُ ‪ :‬لَا َيرْجِعُ َقوْلًا وَاحِدًا َوهِيَ ي‬
‫طَرِي َقةُ الْ ُمحَرّرِ َو ُمتَابَ َعةٌ ِلأَبِي الْخَطّابِ َلكِ ْن مَ ْن اعَْتبَرَ الرّجُوعَ فِي َقضَاءِ ال ّديْنِ بِعُ ْذ ِر الْإِ ْذنِ َف َه ُهنَا َأوْلَى َوَأمّا‬
‫مَنْ لَ ْم َي ْعتَبِرْ ذَلِكَ فِي ال ّديْنِ وَا ْعتَبَ َر ُه َه ُهنَا فَاْلفَ ْرقُ َأنّ َقضَاءَ ال ّديْنِ فِي ِه بَرَاءٌ لِ ِذ ّمتِ ِه َوتَخْلِيصٌ لَ ُه مِنْ الْغَ ِريِ‬
‫ف َوُينَْت َقضُ ِبَن َف َقةِ اْلأَقَارِبِ كَمَا َتقَ ّدمَ فَِإنّ الْمُطَاَلَبةَ‬ ‫ضعِي ٌ‬‫شتَغَِل ًة بِ ِه َو ُهوَ َ‬
‫َوهَ ُهنَا اشِْتغَالٌ لِ ِذ ّمتِ ِه بِ َديْنٍ لَ ْم َتكُ ْن مُ ْ‬
‫ك َوعَجّ َل بَرَا َءتَهُ مِنْ ُه وََقضَاءُ ال ّديْنِ لَ ْم َتبْ َرأْ بِهِ ِذ ّمتُهُ‬‫هُنَا ُمَتوَ ّج َهةٌ مِ ْن الْحَاكِ ِم بِإِلْزَامِهِ َفقَدْ خَّلصَ ُه مِنْ ذَلِ َ‬
‫حَيوَا ِن الْ ُم ْؤتَمَ ِن عََليْهِ عُرِْفيّ‬ ‫شغُوَلةٌ بِ َديْنِ الْ ُمؤَدّي َعنْهُ َأْيضًا َفِإنّ الْإِ ْذنَ فِي الِْإْنفَاقِ عَلَى الْ َ‬ ‫بِالْكُّلّي ِة بَ ْل ِهيَ مَ ْ‬
‫َفُينَزّلُ َمنْزَِلةَ الّلفْ ِظيّ ‪.‬‬
‫‪327‬‬
‫ت ِعنْدَ َق ْومٍ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬ن َفقَةُ طَاِئرٍ غَ ْي ِرهِ إذَا َعشّشَ فِي دَا ِرهِ قَالَ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ الْمَرّوذِيّ فِي َطيْ َرةٍ أَفْرَ َخ ْ‬
‫خ مُ ّد َة َمقَا ِمهَا فِي يَ ِدهِ مُتَ َط ّوعًا‬ ‫ف اْلفِرَا َ‬ ‫صحَاِبهَا فَِإنْ كَانَ قَ ْد عَلَ َ‬ ‫خ َتْتبَ ُع الُْأ ّم يَرُدّو َن عَلَى أَ ْ‬
‫مِ ْن الْجِيَانِ فَاْلفِرَا ُ‬
‫ق َبيْ َن إمْكَانِ الِا ْسِتئْذَانِ‬ ‫سبُ بِالّن َفقَةِ أَخَذَ مِنْ صَا ِحِبهَا مَا َأنْفَ َق وَلَ ْم ُيفَ ّر ْ‬
‫حتَ ِ‬
‫ع يَ ْ‬ ‫لَ ْم يَ ْرجِ ْع َوِإنْ لَ ْم َيتَ َط ّو ْ‬
‫َوعَ َدمِهِ ‪َ ,‬وخَرّجَ الْقَاضِي ِروَايَةً أُ ْخرَى ِبعَ َدمِ الرّجُوعِ ِبكُلّ حَا ٍل مِ ْن نَظِ َيِتهَا فِي الْمُ ْرَتهِ ِن َو َغيْ ِرهِ ‪.‬‬
‫‪328‬‬
‫ص َو ٌر ِمنْهَا ‪ :‬إْنفَاقُ َأ َحدِ‬
‫ق عَلَى مَا ِل َغيْ ِرهِ ِلَتعَلّقِ َحقّ ِه بِهِ فَلَهُ ُ‬
‫ع الثّانِي َوهُ َو مَا يَرْ ِجعُ فِيهِ بِالْإِْنفَا ِ‬
‫َوَأمّا الّنوْ ُ‬
‫شرِيكَ ْينِ عَلَى الْمَالِ الْ ُمشَْترَكِ مَعَ غَيَْبةِ الْآ َخرِ أَوْ امْتِنَا ِعهِ قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي اْلقَاسِمِ فِي رَ ُجَليْنِ‬
‫ال ّ‬
‫ك عَلَى ذَلِكَ َفَي ْأبَى الْآخَرُ ‪ .‬قَالَ ‪ُ :‬ينْظَرُ فِي ذَلِكَ فَِإ ْن‬ ‫حتَاجُ إلَى أَ ْن ُيْنفِقَ ذَلِ َ‬ ‫َبيَْنهُمَا أَرَاضٍ َأوْ دَارٌ َأوْ َعبْ ُد يَ ْ‬
‫حكُ ُم بِ ِه عََليْهِ‬
‫جبُ عََليْهِ أُلْ ِزمَ ذَلِكَ وَ ُحكِ َم بِهِ عََليْ ِه وَلَا َيضُ ّر ِبهَذَا يُْنفِ ُق َويَ ْ‬‫كَانَ َيضُ ّر بِشَرِيكِ ِه َويَ ْمتَنِ ُع مِمّا َي ِ‬
‫شتَ َركٌ َأ ْو َسقْفٌ فَاْنهَ َدمَ َوطََلبَ‬ ‫ط مُ ْ‬‫ع مِنْ ُجمَْلِتهَا إذَا كَا َن َبْينَهُمَا حَائِ ٌ‬ ‫سأََلةِ فُرُو ٌ‬ ‫ع عَلَى هَ ِذهِ الْمَ ْ‬ ‫‪َ .‬ويََتفَ ّر ُ‬
‫جبَرُ فِيهِ َفَينْفَ ِردُ الطّاِلبُ‬ ‫جَب ُر عَلَى ذَلِكَ ‪ ,‬وَفِيهِ ِروَاَيةٌ أُخْرَى لَا يُ ْ‬ ‫أَحَ ُدهُمَا َأنْ يَْبِنيَ الْآ َخ ُر َمعَهُ فَالْمَ ْذ َهبُ َأنّهُ يُ ْ‬
‫خصّ ِحصّتَ ُه مِ ْن النّ َف َق ِة َنصّ عََليْهِ ; ِلأَنّ مَنْ جَازَ لَهُ‬ ‫بِاْلبِنَا ِء َويَ ْمنَعُ الشّرِيكَ مِ ْن الِاْنِتفَاعِ َحتّى َيأْخُ َذ ِمنْهُ مَا يَ ُ‬
‫ك الَْيتِيمِ ‪.‬‬ ‫ص ّي وَالْحَاكِمِ فِي مِلْ ِ‬ ‫ك غَيْ ِرهِ لَ ْم َيكُ ْن ُمَتبَ ّرعًا كَاْلوَ ِ‬
‫الِْبنَاءُ فِي ِملْ ِ‬
‫‪329‬‬
‫صوَ ِر النّ ْوعِ إذَا جَنَى الْعَ ْب ُد الْ َمرْهُونُ فَ َفدَاهُ الْ ُم ْرَتهِنُ ِبغَيْرِ إذْنِ الرّاهِنِ ‪ ,‬قَالَ أَ ْكثَ ُر اْلأَصْحَابِ‬ ‫َومِنْ ُ‬
‫ج عَلَى‬ ‫كَاْلقَاضِي وَابْنِ عَقِي ٍل َوَأبِي الْخَطّابِ َو َغيْ ِرهِ ْم إنْ لَ ْم َيَتعَذّ ْر ا ْستِئْذَانُهُ فَلَا ُرجُوعَ َوِإنْ تَعَذّرَ خُرّ َ‬
‫ب عَلَى الرّاهِنِ‬ ‫حةِ ال ّرهْ ِن وَاسِْتْبقَائِهِ َو ُهوَ وَا ِج ٌ‬‫حَيوَا ِن الْمَ ْرهُونِ ِلَأنّ الْفِدَا َء ُهنَا ِل َمصْلَ َ‬ ‫الْخِلَافِ فِي َن َف َقةِ الْ َ‬
‫ب عََليْهِ الِا ْفتِدَا ُء َههُنَا ‪,‬‬
‫ج ْ‬‫شيْ ٍء َوأَطْلَقَ ِلَأ ّن الْمَالِكَ َل ْم يَ ِ‬ ‫لِحَ ّق الْ ُم ْرَتهِنِ ‪ .‬وَقَالَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ ‪ :‬لَا َيرْجِ ُع بِ َ‬
‫ك َوِإنّمَا خَالَفَ فِيهِ ابْنُ َأبِي‬ ‫ب عَلَى ذَلِ َ‬ ‫صحَا ُ‬ ‫وَكَذَلِكَ َلوْ سَلّمَهُ لَ ْم َيلْ َزمْهُ قِي َمتُهُ ِلتَكُونَ َر ْهنًا وَقَ ْد وَافَ َق الْأَ ْ‬
‫حوِ ذَلِكَ لَا يَ ْل َزمُ الرّاهِنَ إذَا قَا َم ِبهَا‬ ‫خ َزنِهِ َوإِصْلَاحِ ِه َوتَشْمِيسِهِ َونَ ْ‬ ‫ي مَ ْ‬ ‫مُوسَى ‪َ .‬و ِمنْهَا ُم ْؤَنةُ ال ّرهْ ِن مِنْ َكرْ ِ‬
‫ح بِهِ‬
‫صرّ َ‬ ‫حَيوَا ِن الْمَ ْرهُو ِن عَلَى مَا َسيَ ْأتِي َ‬ ‫جرَى َن َفقَ ِة الْ َ‬‫الْمُ ْرَتهِ ُن بِدُونِ إ ْذنِهِ مَ َع َتعَذّ ِرهِ َف ِهيَ جَا ِرَي ٌة مَ ْ‬
‫ظ مَاِلّيةِ ال ّرهْنِ َفصَا َر وَا ِجبًا عَلَى ال ّرهْنِ ِلعَلَاَقةِ َح ّق الْمُ ْرَتهِنِ ‪.‬‬ ‫حفْ ِ‬ ‫ك مِمّا لَا بُدّ مِنْهُ لِ ِ‬ ‫الْأَصْحَابُ ِلأَنّ ذَلِ َ‬
‫‪330‬‬
‫جرّدِ وَصَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي‬ ‫ت الدّا ُر الْ َمرْهُونَةُ َفعَ ّمرَهَا الْ ُمرَْت ِهنُ ِبغَ ْيرِ إذْنٍ َفقَالَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫َومِْنهَا َلوْ خَ ِربَ ْ‬
‫ف اْلكَبِ ِي‬
‫خلَا ِ‬‫جزُومُ بِهِ فِي الْ ِ‬ ‫جبُ عَلَى الْمَالِكِ ‪ ,‬وَالْمَ ْ‬ ‫وَالْمُحَرّرِ لَا يَرْ ِجعُ إلّا بَِأ ْعيَانِ آَلتِهِ ِلأَنّ ِبنَاءَ الدّارِ لَا يَ ِ‬
‫حتَ ِم ُل عِنْدِي َأنّ ُه يَرْ ِج ُع بِمَا ينحفظ بِهِ أَصْلُ‬ ‫حةِ ال ّرهْنِ ‪ .‬وَقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ يَ ْ‬ ‫لِ ْلقَاضِي َأنّهُ يَ ْرجِعُ ِلَأنّهُ مِ ْن َمصَْل َ‬
‫ك غَ َرضٌ صَحِي ُح اْنَتهَى ‪ .‬وََلوْ قِيلَ إنْ كَاَنتْ‬ ‫حفْظِ مَاِلّي ِة َوثِي َقةٍ وَذَلِ َ‬
‫ظ َوثِيقَتِهِ ِلأَّنهَا َن َف َقةٌ لِ ِ‬
‫حفْ ِ‬‫مَاِلّيةِ الدّارِ لِ ِ‬
‫ب ِمْنهَا تُحْرِزُ قِي َمةَ ال ّديْنِ الْ َم ْرهُونِ [ بِهِ ] لَ ْم يَ ْرجِعْ ِلَأنّهُ لَا حَا َجةَ لَهُ إلَى عِمَا َرِتهَا حِينَئِذٍ‬ ‫الدّارُ َبعْ َد مَا خَرِ َ‬
‫ص عَ ْن ِمقْدَا ِر الْحَقّ‬ ‫شْيئًا َحتّى َتْنقُ َ‬ ‫ب َشيْئًا فَ َ‬ ‫َوإِنْ كَاَنتْ دُونَ َحقّهِ َأ ْو وَفْقَ َحقّ ِه َويُخْشَى مِ ْن تَدَاعِيهَا لِ ْلخَرَا ِ‬
‫سَتأْجَ َر ِة وَلَا يَرْجِ ُع ِبهَا َنصّ‬
‫ستَأْ ِجرِ فِي الدّا ِر الْمُ ْ‬ ‫حهَا ‪َ .‬و ِمْنهَا عِمَا َر ُة الْمُ ْ‬ ‫فَلَهُ َأنْ يَعْ ُم َر َويَرْ ِجعَ لِ َمكَانِ مَسْ ِ‬
‫حتَمِلُ الرّجُوعَ ِبنَا ًء عَلَى مِثْلِهِ فِي ال ّرهْنِ ‪ ,‬وََلكِنْ َحكَى‬ ‫عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي غَلْقِ الدّارِ إذَا عَمِلَهُ السّاكِ ُن َويَ ْ‬
‫ح ُمنْكَسِ ٍر َوإِقَا َم ِة مَائِلٍ َفَأمّا تَجْدِيدُ الِْبنَاءِ‬‫جبَرُ عَلَى التّ ْرمِي ِم بِإِصْلَا ِ‬ ‫صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ َأ ّن الْ ُمؤَجّ َر يُ ْ‬
‫حتَمِلُ َأنْ‬
‫خيَارُ ‪ ,‬قَا َل َويَ ْ‬‫سَتأْجِ ِر الْ ِ‬
‫وَالْأَخْشَابِ َفلَا يَلْ َزمُهُ ِلَأنّهُ إ ْجبَارٌ عَلَى تَسْلِي ِم َعيْنٍ لَ ْم َيَتنَاوَلْهَا اْل َعقْدُ وَلِلْمُ ْ‬
‫جدِيدِ‬
‫سَتأْجِ ِر بِمَا َأْنفَ َق عَلَى التّ ْ‬
‫يَلْ َزمَ ُه التّجْدِي ُد اْنتَهَى ‪َ .‬فعَلَى [ اْل َقوْلِ ] اْلَأوّلِ لَا يُ ْمكِ ُن الْ َقوْ ُل بِ ُرجُوعِ الْمُ ْ‬
‫َوعَلَى الثّانِي َيتَوَجّهُ الرّجُوعُ ‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫ك طَرِيقَانِ ‪:‬‬ ‫ك َغيْ ِر ِه وَا ِجبًا َيَتعَلّ ُق بِهِ َحقّ ُه وَفِي ذَلِ َ‬
‫صوَرٍ َفُيؤَدّي عَ ْن مِلْ ِ‬ ‫جتَ ِم ُع الّن ْوعَانِ فِي ُ‬ ‫( َفصْلٌ ) وَقَ ْد يَ ْ‬
‫أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ ُه عَلَى ِروَاَيَتيْنِ َو ِهيَ طَرِي َق ُة اْلأَ ْكثَرِي َن وَالثّانِي َيرْجِ ُع َه ُهنَا ِروَاَي ًة وَاحِ َد ًة َوهِ َي طَرِي َقةُ الْقَاضِي‬
‫س َوةٍ إذَا كَانَ عَ ْبدًا َأوْ حََيوَانًا َففِيهِ‬
‫فِي خِلَافِهِ َفمِنْ ذَلِكَ َأنْ يُ ْنفِ َق الْ ُم ْرتَ ِهنُ عَلَى ال ّر ْهنِ ِبإِ ْطعَامٍ أَوْ ِك ْ‬
‫ب وَابْ ُن‬ ‫جرّ ِد وَال ّروَايََتيْنِ َوأَبُو الْخَطّا ِ‬ ‫ك وَقَالَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫الطّرِيقَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا َأنّهُ عَلَى ال ّروَايََتيْنِ كَذَلِ َ‬
‫َعقِيلٍ وَاْلأَ ْكثَرُونَ وَالْمَ ْذهَبُ عِنْ َد اْلأَصْحَابِ الرّجُوعُ َوَنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي الْحَارِثِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ‬
‫حِلبُ ِبقَدْرِ نَ َف َقتِهِ ‪ ,‬وَلَ ْم َيعَْتبِرْ إ ْذنًا كَمَا دَ ّل عََليْ ِه النّصّ‬
‫َنقَلَ َعنْهُ ابْ ُن اْلقَاسِ ِم َوَأبِي هَاِنئٍ َأنّ ُه يَرْ َكبُ َويَ ْ‬
‫ظ َوثِي َقةٍ‬‫حفْ ِ‬ ‫الصّحِي ُح َوَأْيضًا فَالْإِ ْذنُ فِي الِْإْنفَاقِ َه ُهنَا عُرِْفيّ َفَيقُومُ َمقَامَ الّلفْ ِظيّ َوبِالْ ُم ْرَتهِنِ إَليْهِ حَا َجةٌ لِ ِ‬
‫شتَ َركَ ‪َ ,‬ونَقَ َل [ َعنْهُ ] ابْ ُن َمنْصُورٍ فِيمَنْ ا ْرتَهَنَ دَاّبةً َفعََل َفهَا ِبغَيْرِ‬ ‫ط الْمُ ْ‬ ‫َفصَارَ َكبِنَاءِ أَ َحدِ الشّرِي َكيْ ِن الْحَائِ َ‬
‫ك َنقَلَ عَنْهُ ُمهَنّا فِي َكفَ ِن اْلعَبْ ِد الْمَ ْرهُونِ‬ ‫ف عَلَى الْمُ ْرَتهِنِ ‪ ,‬مَنْ َأمَ َرهُ َأنْ َيعْلِفَ ؟ وَكَذَلِ َ‬ ‫إ ْذنِ صَا ِحِبهَا فَاْلعَلَ ُ‬
‫ع الَْأوّلِ ‪َ ,‬وهَ ِذهِ ال ّروَاَيةُ ظَاهِ ُر مَا َأوْرَ َدهُ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَحَمَلَ الْقَاضِي فِي ِكتَابِ‬ ‫َلكِ ّن الْ َكفَ َن مِ ْن الّن ْو ِ‬
‫صرّحَ اْلقَاضِي‬ ‫ف بِدُونِ إ ْذ ٍن وَقَدْ َ‬ ‫ص عَلَى َأنّ ال ّرهْنَ كَانَ حَاضِرًا َوَأمْكَ َن ا ْستِئْذَانُهُ َوعَلّ َ‬ ‫الْخِلَافِ هَذَا الّن ّ‬
‫ستَدَا َن عََليْهِ‬ ‫ط ِبَتعَذّ ِر الِاسِْتئْذَا ِن وَا ْعَتبَرَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ فِي لُزُو ِم َن َف َقةِ اْلأَقَارِبِ أَ ْن يُ ْ‬ ‫بَِأنّ الرّجُوعَ مَشْرُو ٌ‬
‫بِإِ ْذنِ الْحَاكِ ِم مَعَ َقوْلِ ِه إّنهَا لَا تَ ْل َز ُم ِبفَ ْرضِ الْحَاكِ ِم وَفِيهِ نَ َظرٌ ‪ .‬وَفِي التّ ْرغِيبِ َلْيسَ ِل َغيْ ِر اْلأَبِ الِا ْسِتقْرَاضُ‬
‫صغِيِ ‪َ ,‬وِإنّمَا لِل ّزوْ َج ِة اْلأَخْ ُذ مِ ْن مَالِ َز ْو ِجهَا‬ ‫إلّا بِإِ ْذنِ الْحَا ِكمِ َحتّى وَلَا لِل ّزوْ َجةِ فِي َح ّقهَا وَحَقّ وَلَ ِدهَا ال ّ‬
‫الْمُوسِ ِر عِنْ َد الِا ْمِتنَاعِ إذَا قَدَرَتْ عَلَى َقدْرِ ِكفَايَِتهَا وَ َحكَى فِي أَخْ ِذهَا ِلوَلَ ِدهَا وَ ْج َهيْنِ قَا َل وََلْيسَ َلهَا‬
‫ق عَلَى ال ّطفْ ِل مِ ْن مَالِهِ َلوْ كَانَ لَ ُه مَالٌ بِدُونِ إ ْذ ِن وَِليّهِ لِاْنِتفَاءِ وِلَايَِتهَا عََليْهِ ‪ ,‬وَهَذَا كُلّ ُه ُمخَالِفٌ‬ ‫الْإِْنفَا ُ‬
‫سهَا وَِلوَلَ ِدهَا َوَنصّ أَحْمَدُ عَلَى‬ ‫لِظَاهِرِ كَلَامِ أَحْمَدَ الْ ُمتَقَ ّد ِم وَِل َقوَاعِ ِد الْمَ ْذ َهبِ َفِإنّ الْمَ ْذ َهبَ َأنّهَا َتأْخُذُ ِلَنفْ ِ‬
‫ب غَيْ ِر ِه الّذِي َن يَ ْل َزمُهُ‬‫َأنّهَا َت ْقبِضُ الزّكَاةَ ِلوَلَ ِدهَا ال ّطفْ ِل وَقَ ْد َسبَقَ َقوْلُ الْقَاضِي َوغَيْ ِرهِ َأنّ مَنْ َأْنفَ َق عَلَى أَقَارِ ِ‬
‫َنفَ َقُتهُمْ فَِإنّ ُه يَرْجِعُ بِذَلِكَ عََليْهِ كَمَا يَ ْرجِ ُع ِب َقضَاءِ ال ّديْ ِن اْلوَا ِجبِ عََليْ ِه وَذَ َكرَ ابْنُ َأبِي مُوسَى أَنّ ال ّزوْ َجةَ إذَا‬
‫ت عَلَى َزوْ ِجهَا َن َف َقةَ الْ ِمثْ ِل مَ َع َغْيبَتِهِ فَِإّنهَا تَرْجِعُ عََليْهِ وَلَ ْم َي ْعَتبِرْ إ ْذنَ حَاكِ ٍم مَعَ َأنّهُ لَ ْم يَحْكِ خِلَافًا‬ ‫اسْتَدَانَ ْ‬
‫ضيّ ال ّزمَانِ فِي َأ ْشهَرِ ال ّروَايََتيْ ِن ] بِ ُمضِيّ ال ّزمَانِ‬ ‫سقُطُ بِ ُم ِ‬
‫ط َن َف َقةِ [ ال ّزوْ َج ِة ِبنَا ًء عَلَى َأّنهَا لَا تَ ْ‬
‫فِي ُسقُو ِ‬
‫خلَافِ‬ ‫ب وَابْنُ َعقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ مَعَ َأنّ ُه وَافَ َق طَرِيقَةَ الْ ِ‬ ‫بِدُونِ َف ْرضِ الْحَاكِمِ َلهَا وَكَذَلِكَ َأبُو الْخَطّا ِ‬
‫ضعّفَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي ا ْعتِبَا َر الْإِ ْذ ِن طَرْدًا لِمَا‬
‫ف مَا ذَ َك َرهُ فِي الضّمَانِ وَ َ‬
‫خلَا ِ‬
‫فِي الرّجُوعِ َقوْلًا وَاحِدًا بِ ِ‬
‫ذَ َك َرهُ فِي الضّمَانِ ‪.‬‬
‫‪332‬‬
‫جمّالُ وََترَكَ الْجِمَالَ َفأَْن َفقَ عَلَ ْيهَا الْ ُمسَْتأْ ِجرُ ِبدُونِ إذْ ِن حَاكِمٍ َففِي الرّجُوعِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا َهرَبَ الْ َ‬
‫ال ّروَاَيتَانِ َو ُم ْقتَضَى طَرِي َقةِ الْقَاضِي َأنّهُ يَ ْرجِعُ ِروَاَيةً وَا ِح َدةً ‪ .‬ثُ ّم إ ّن الْأَ ْكثَرِينَ ا ْعَتبِرُوا ُهنَا اسِْتئْذَا َن الْحَاكِ ِم‬
‫س ِوَيةِ مِ ْن اْلكُلّ‬‫ع وَالّلقَ َط ِة وَفِي الْ ُمغْنِي إشَا َرةٌ إلَى التّ ْ‬ ‫ف مَا ذَكَ َرهُ فِي ال ّرهْ ِن وَا ْعتَبَرُوهُ َأْيضًا فِي الْمُو َد ِ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫خلَافِ فِي َقضَاءِ ال ّديْنِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ا ْعَتبَرُوا الِْإ ْشهَادَ‬ ‫ج عَلَى الْ ِ‬ ‫فِي عَ َد ِم الِاعِْتبَا ِر َوَأنّ الِْإْنفَاقَ بِدُونِ إ ْذنِهِ يُخَرّ ُ‬
‫ع وَفِي الْ ُم ْغنِي َو َغيْ ِرهِ َوجْهٌ آخَرُ أَنّهُ لَا ُي ْعتَبَ ُر َو ُهوَ الصّحِيحُ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪ :‬إذَا َهرَبَ الْ ُمسَاقِي‬
‫عَلَى ِنّيةِ الرّجُو ِ‬
‫ك اْلفَسْ َخ وََلوْ ُق ْلنَا بِلُزُومِ‬
‫جمّالِ إلّا َأنّ ِللْمَالِ ِ‬ ‫قَ ْبلَ تَمَا ِم اْلعَ َملِ ُا ْسُتؤْجِ َر عََليْ ِه مَ ْن ُيتِمّهُ وَالْ ُ‬
‫حكْمُ فِيهِ كَالْ َ‬
‫الْمُسَاقَاةِ ِلَتعَذّ ِر ا ْستِيفَا ِء الْ َم ْعقُو ِد عََليْهِ ‪.‬‬
‫‪333‬‬
‫صغَا ِر َن َفقَ َة الْمِ ْثلِ ِمنْ غَ ْيرِ‬
‫سهَا َوأَ ْولَا ِدهَا ال ّ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا غَابَ الزّوْجُ فَاسْتَدَانَتْ ال ّزوْ َجةُ النّ َف َقةَ عَلَى َن ْف ِ‬
‫شقِيّ وَلَ ْم ُي ْعَتبَرْ إ ْذنُ الْحَاكِمِ ‪.‬‬ ‫ص عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ َأبِي زُ ْر َعةَ ال ّدمَ ْ‬
‫ك َن ّ‬ ‫ِزيَا َدةٍ فَِإّنهَا َترْجِ ُع بِذَلِ َ‬
‫‪334‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا أَعَا َرهُ شَيْئًا لَِيرْهََنهُ ُث ّم افْتَ ّكهُ الْ ُمعِيُ ِبقَضَا ِء الدّْينِ فَِإنّ ُه يَ ْرجِ ُع ُهنَا َقوْلًا وَاحِدًا عَلَى ظَاهِرِ َكلَامِ‬
‫الْقَاضِي ‪.‬‬
‫‪335‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ قَضَى َأ َحدُ الْوَ َرَثةِ الدّْينَ َعنْ الْمَيّتِ لَِيزُولَ َتعَّل ُقهُ بِالّترِ َكةِ فَِإنّهُ يَرْجِعُ َأْيضًا وَلَ ْم يَذْكُرْ اْلقَاضِي‬
‫ك الْ ُمْنفِ ِق‬
‫ح مِلْ ِ‬ ‫ق َههُنَا لِا ْستِصْلَا ِ‬ ‫خلَافُ ِلَأنّ الْإِْنفَا َ‬ ‫سأََلةُ َواَّلتِي َقبَْلهَا قَدْ لَا يَطّرِدُ فِيهِمَا الْ ِ‬ ‫فِيهِ خِلَافًا َوهَ ِذ ِه الْمَ ْ‬
‫ف َوِإنّمَا الْخِلَافُ إذَا كَا َن الِْإنْفَاقُ لِا ْستِصْلَاحِ‬ ‫ك عَلَى عِمَا َرةِ الْحَائِطِ َيرْجِ ُع بِ ِه ِب َغيْرِ ِخلَا ٍ‬ ‫َف ُهوَ كَِإْنفَاقِ الشّرِي ِ‬
‫خلَافِ فِي صُو َرةِ الْمُسَاقَا ِة مَ َع َتعَلّ ِق الِا ْسِتصْلَاحِ‬ ‫مَا َتعَلّ َق بِهِ حَ ّق الْ ُمْنفِقِ إلّا أَ ّن اْلأَصْحَابَ صَرّحُوا بِاطّرَا ِد الْ ِ‬
‫فِيهَا ِب َعيْ ِن مَا ِل الْ ُمْنفِقِ ‪.‬‬
‫‪336‬‬
‫حتَا َجيْنِ إلَى رَ ْف ِع َمضَ ّرةٍ َأوْ‬ ‫سْبعُونَ ) ‪ :‬الشّرِيكَانِ فِي َعيْ ِن مَالٍ َأ ْو َمنْ َف َعةٍ إذَا كَانَا ُم ْ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِدسَة وَال ّ‬
‫إبْقَا ِء َمْنفَ َعةٍ أُ ْجبِرَ أَ َح ُدهُمَا عَلَى ُموَاَف َقةِ الْآ َخرِ فِي الصّحِيحِ مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ وَفِي ِروَايَةٍ أُ ْخرَى إنْ َأ ْمكَنَ‬
‫جبِ ْر الْآ َخ ُر َمعَهُ َلكِ ْن إنْ أَرَادَ الْآخَ ُر الِانِْتفَاعَ بِمَا َفعَلَ ُه شَرِيكُهُ‬ ‫أَحَ ُدهُمَا َأنْ يَسَْتقِ ّل بِدَفْ ِع الضّرَرِ َف َعلَ ُه وَلَ ْم يُ ْ‬
‫حتَ ذَلِكَ‬ ‫ج تَ ْ‬‫جدِي ِد َمْنفَ َعةٍ فَلَا إ ْجبَارَ ‪َ .‬ويَنْدَ ِر ُ‬
‫صةَ مِ ْلكِهِ مِ ْن الّن َف َقةِ فَِإنْ ا ْحتَاجَا إلَى تَ ْ‬ ‫فَلَ ُه َمْنعُهُ َحتّى ُيعْ ِطيَهُ ِح ّ‬
‫ط الْ ُمشَْترَكُ فَالْمَ ْذ َهبُ إ ْجبَا ُر الْمُ ْمَتنِ ُع ِمْنهُمَا بِالِْبنَا ِء مَ َع الْآخَ ِر َن ّ‬
‫ص عََليْهِ فِي‬ ‫صوَرٌ ‪ِ :‬مْنهَا ‪ :‬إذَا اْنهَدَ َم الْحَائِ ُ‬
‫ُ‬
‫شتَرَ َك ِة وَا ِجَبةٌ لِدَفْ ِع الضّرَ ِر بِالِاْنتِزَاعِ‬ ‫ضةِ فِي الَْأ ْموَالِ الْمُ ْ‬ ‫ِروَايَةٍ َجمَا َعةٌ فَِإ ّن الْإِ ْجبَا َر ُهنَا مِنْ ِجْنسِ الْ ُمعَاوَ َ‬
‫ب عَلَى َشرِيكِهِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ع بِمِ ْلكِ ِه َويَ ِ‬‫ستَحِ ّق الِاْنِتفَا َ‬‫ك مُ ْ‬ ‫س َمتُهُ وَالْ ُمغْنِي فِيهِ َأنّ الْمَالِ َ‬ ‫شفْ َع ِة َوَبيْعِ مَا لَا يُ ْمكِنُ قِ ْ‬ ‫بِال ّ‬
‫ض ُة عََليْهِ َأوْلَى ِلأَنّهُ يَ ْرجِعُ‬ ‫ضةِ عََليْهِ فَالْ ُمعَاوَ َ‬‫تَ ْمكِينُ ُه ِمنْهُ فَِإذَا دَار الَْأمْ ُر َبيْ َن َتعْطِي ِل الْحَ ّق بِاْلكُّلّيةِ َوَبيْ َن الْ ُمعَاوَ َ‬
‫ف الّتعْطِيلِ َوَأمّا ال ّروَاَي ُة الثّاِبَتةُ بِعَ َد ِم الْإِ ْجبَارِ َف ِه َي مَأْخُو َذةٌ مِ ْن َنصّ أَحْمَدَ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫فِيهَا إلَى الِاْنِتفَاعِ بِاْلبَدَ ِل بِ ِ‬
‫جبَرُ صَا ِحبُ اْلعُُل ّو عَلَى‬ ‫سفْلِ إذَا كَانَ اْلعُُلوّ لِآ َخ َر وَاْنهَ َد َم الْكُلّ َأنّهُ لَا يُ ْ‬ ‫عَلَى عَ َد ِم الْإِ ْجبَارِ فِي ِبنَاءِ حِيطَانِ ال ّ‬
‫ف الْحَائِطِ‬ ‫خَتصّ ِبصَا ِحبِ ِه بِخِلَا ِ‬ ‫سفْ َل مِ ْلكُ ُه مُ ْ‬ ‫ق وَاضِحٌ ِلَأنّ ال ّ‬ ‫سفْ ِل وَالْفَ ْر ُ‬
‫سفْلِ فِي ال ّ‬ ‫الِْبنَا ِء مَعَ صَا ِحبِ ال ّ‬
‫ص بِانِْتفَائِهِ‬
‫ط وَالّن ّ‬ ‫خلّالُ ِلكُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا بَابًا وَذَكَ َر الّنصّ بِالْإِ ْجبَارِ فِي الْحَائِ ِ‬ ‫ك َعقَدَ الْ َ‬ ‫شتَ َركِ وَلِذَلِ َ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ك الِاسِْتبْدَا ُد ِبِبنَائِ ِه مِ ْن مَالِ ِه ِبغَيْرِ إ ْذنِ‬ ‫ت هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ فِي الْحَائِطِ فَلِلشّرِي ِ‬ ‫بِالصّو َر ِة الْأُ ْخرَى َوعَلَى َتقْدِي ِر ُثبُو ِ‬
‫شهِ ُد عَلَى‬ ‫صرّحَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَا ْعَتبَرَ فِي الْ ُمجَرّدِ اسِْتئْذَا َن الْحَاكِ ِم َوَنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى َأنّهُ يُ ْ‬ ‫حَاكِ ٍم وَ َ‬
‫حقُوقِ إنْ َأعَا َد ُه بِآَلةٍ جَدِي َدةٍ مِ ْن مَالِهِ‬ ‫ع بِمَا كَانَ لَ ُه عََليْ ِه مِ ْن الْ ُ‬ ‫ك الْآخَ ُر مِ ْن الِاْنتِفَا ِ‬‫ذَلِكَ ‪ ,‬وَلَ ُه َمنْعُ الشّرِي ِ‬
‫شتَ َركِ َو ُهوَ َقوْلُ‬ ‫َوإِنْ َأعَا َدهُ بِآَلتِ ِه الْأُولَى َففِي ِه وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬لْيسَ لَ ُه الْ َمنْعُ ِلأَنّ ُه َعيْنُ ِم ْل ِكهِمَا الْمُ ْ‬
‫الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ِن َعقِيلٍ وَاْلأَ ْكثَرِينَ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَ ُه الْ َمنْعُ َحتّى َيأْخُ َذ ِنصْفَ قِي َم ِة التّالِفِ ِلَأنّهُ ُمتَ َق ّومٌ‬
‫َحْيثُ وََق َع مَأْذُونًا فِي ِه شَ ْرعًا َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ ابْنِ َأبِي مُوسَى وَالْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَ َج َز َم بِهِ صَا ِحبُ‬
‫ب َوإِذَا َأعَا َد ُه بِآَلةٍ جَدِي َد ٍة وَاّت َفقَا عَلَى دَفْعِ‬ ‫ض ُمتَأَخّرِي الْأَصْحَا ِ‬ ‫حرّرِ وَافِْتتَاحُ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ عَ ْن َبعْ ِ‬ ‫الْمُ َ‬
‫ف مَا ُأْنفِ َق عََليْهِ ؟ ذَ َكرَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فِيهِ‬ ‫الْقِي َمةِ جَازَ ‪َ ,‬لكِ ْن هَلْ الْمَدْفُوعُ ِنصْفُ قِي َم ِة اْلبِنَاءِ َأ ْو نِصْ ُ‬
‫ضةٌ عَ ْن مِلْكِ‬ ‫ع بِمَا َأْنفَ َق عَلَى ِم ْلكِهِ بِِإ ْذنٍ ُم ْعتَبَرٍ َأوْ ُه َو ُمعَاوَ َ‬ ‫ك مِ ْن بَابِ الرّجُو ِ‬ ‫ِروَايََتيْ ِن َمأْخَ ُذهُمَا هَلْ ذَلِ َ‬
‫الثّانِي َكضَمَا ِن سِرَاَيةِ اْل ِعتْقِ وَالِا ْستِيلَادِ ‪َ ,‬وِإنْ ا ْمَتنَعَ الثّانِي مِ ْن اْل َقوْلِ وَطََلبَ رَ ْف َع الِْبنَا ِء مِنْ أَصْلِهِ ِلُيعِيدَا ُه مِنْ‬
‫ع بِمَا َأْنفَقَ عَلَى مِ ْلكِهِ لَ ْم َيكُنْ لَ ُه الِامِْتنَاعُ َوِإنْ قُ ْلنَا‬ ‫ج عَلَى هَذَا اْلبِنَاءِ فَِإنْ قُ ْلنَا ُهوَ رُجُو ٌ‬ ‫مَاِلهِمَا َفقَ ْد َيتَخَرّ ُ‬
‫جبَرُ أُ ْجبِرَ هُنَا‬‫ك وَفِي الْ ُمجَرّ ِد وَاْل ُفصُولِ الِْبنَا ُء عَلَى الْإِ ْجبَا ِر اْبتِدَاءً َوعَ َدمُهُ فَِإنْ قُ ْلنَا يُ ْ‬ ‫ضةٌ فَلَهُ ذَلِ َ‬
‫ُهوَ ُمعَاوَ َ‬
‫ب ُيعَاوَضُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع الْغَا ِ‬ ‫ض ٌة َسوَاءٌ كَا َن بِاْلقِي َمةِ َأ ْو بِالنّ َف َقةِ كَمَا َأنّ زَ ْر َ‬ ‫عَلَى الّتبْ ِقَي ِة َوإِلّا َفلَا وَقَ ْد ُيقَا ُل ُهوَ ُمعَاوَ َ‬
‫سَتْبعَدٍ فَِإنْ قِيلَ‬ ‫عَنْ ُه بِاْلقِي َمةِ عَلَى ِروَاَيةٍ َوبِالّن َف َقةِ عَلَى أُخْرَى وَالْإِ ْجبَا ُر عَلَى الْ ُمعَاوَضَاتِ لِإِزَاَلةِ الضّرَرِ غَيْ ُر مُ ْ‬
‫شَبةٍ عَلَى ِجدَارِهِ َف َكيْفَ مََن ْعتُ ْم َههُنَا ؟ قُ ْلنَا إنّمَا‬ ‫َف ِعنْدَكُمْ لَا يَجُوزُ لِ ْلجَا ِر َمنْعُ جَا ِرهِ مِ ْن الِاْنِتفَاعِ ِبوَضْعِ خَ َ‬
‫حتَاجًا إَليْهِ َأوْ َل ْم يَكُنْ ‪َ ,‬وَأمّا‬ ‫ك الِاْنِتفَاعِ َقهْرًا َسوَاءٌ كَا َن مُ ْ‬ ‫َمنَ ْعنَاهَا ُهنَا مِ ْن َعوْ ِد الْحَ ّق اْلقَ ِديِ الْ ُمَتضَمّ ِن مِلْ َ‬
‫شتَ ِرطُونَ فِيهَا الْحَا َج َة وَالْتَ َزمَ ابْنُ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫سأََلةٌ أُخْرَى َوأَ ْكثَ ُر اْلأَصْحَا ِ‬ ‫ك مَ ْ‬ ‫ي مِ ْن اْلوَضْعِ ِللِا ْرِتفَاقِ َفتِلْ َ‬ ‫التّ ْمكِ ُ‬
‫ب مُ ْطَلقًا ثُمّ ا ْعتَذَ َر ِبأَنّ‬ ‫ش ِ‬ ‫سأََل ِة َمنَ َع الْجَا َر مِ ْن وَضْ ِع الْخَ َ‬ ‫َعقِيلٍ فِي الْ ُمفْرَدَاتِ تَخْرِيجَ ِروَاَي ٍة مِ ْن هَ ِذهِ الْمَ ْ‬
‫ح ّرةِ‬ ‫ج الْ ُ‬ ‫حَ ّق اْلوَضْ ِع ُهنَا َسقَطَ ُعقُوَبةً لِا ْمِتنَاعِهِ مِ ْن الّنفَ َق ِة اْلوَا ِجَب ِة وَحَ َملَ حَدِيثَ ال ّزَبيْرِ َوشَرِيكِهِ فِي شِرَا ِ‬
‫عَلَى ِمثْلِ ذَلِكَ ‪.‬‬
‫‪337‬‬
‫سقْفُ اّلذِي بَ ْينَ ُس ْفلِ َأ َحدِهِمَا وَعُ ُلوّ الْآخَرِ َفذَكَ َر اْلأَصْحَابُ فِي الْإِ ْجبَارِ ال ّروَايََتيْنِ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا انْ َهدَمَ ال ّ‬
‫شبُهُ فِيهِ َفبِنَا ُؤهُمَا َبيَْنهُمَا ِلَأنّ الْ َمْن َف َعةَ َلهُمَا جَمِيعًا َوظَاهِ ُر ُه الْإِ ْجبَا ُر َوِإنْ‬ ‫وَالْ َمنْصُوصُ َه ُهنَا َأنّ ُه إنْ اْنكَسَرَ خَ َ‬
‫سفْلِ‬ ‫ص مِلْكُ صَا ِحبِ ال ّ‬ ‫ب اْلعُُلوّ عَلَى ِبنَاءِ الْحِيطَانِ ِلَأّنهَا خَا ّ‬ ‫جَبرْ صَا ِح ُ‬ ‫سقْفُ وَالْحِيطَانُ لَ ْم يُ ْ‬ ‫اْنهَ َدمَ ال ّ‬
‫ع بِهِ َحتّى ُيعْ ِطيَهُ َحقّهُ‬ ‫سقْفَ فَِإنْ لَ ْم َي ْفعَلْ َأ ْشهَ َد عََليْ ِه َو َمنَعَ ُه مِ ْن الِاْنتِفَا ِ‬ ‫جبَ ُر عَلَى َأنْ َيْبنِ َي َمعَهُ ال ّ‬ ‫وََلكِنّ ُه يُ ْ‬
‫حكَمِ َأنّ‬‫ك عَنْهُ َأبُو طَاِلبٍ ‪َ ,‬وَنقَلَ َعنْهُ ابْ ُن الْ َ‬ ‫سفْ ِل عَلَى ِبنَائِهِ ِلأَنّ ُه ُستْ َرةٌ لَ ُه َنقَلَ ذَلِ َ‬ ‫جبَرُ صَا ِحبُ ال ّ‬ ‫َويُ ْ‬
‫ب اْلعُُلوّ لَهُ أَ ْن َيبِْن َي الْحِيطَانَ ُم عََلْيهَا‬ ‫جبَ ُر عَلَى بِنَاءٍ ِلأَجْلِ صَا ِحبِ اْلعُُلوّ َلكِنّ صَا ِح َ‬ ‫سفْلِ لَا يُ ْ‬ ‫صَا ِحبَ ال ّ‬
‫حتَمِلُ َأنّهُ‬ ‫ع بِهِ َحتّى ُيعْ ِطيَ ُه مَا َبنَى بِهِ السّفْ َل َوَيكُونُ َلهُمَا َجمِيعًا َوهَذَا يَ ْ‬ ‫سفْلِ مِ ْن الِاْنِتفَا ِ‬ ‫َويَ ْمنَعَ صَا ِحبَ ال ّ‬
‫أَرَادَ َأنْ ُيعْ ِطيَ ُه مَا بَنَى بِهِ الْحِيطَانَ َفَيصِيُ اْلبَْيتُ كَمَا كَانَ ِلأَ َح ِدهِمَا ُسفْلُ ُه وَلِلْآ َخ ِر عُُل ّوهُ َو ُه َو ظَاهِرُ َكلَامِهِ‬
‫شتَرَ َكةً َبْيَنهُمَا وَلِذَلِكَ َحكَى اْلأَصْحَابُ‬ ‫سفْلِ َوتَكُو َن الْحِيطَا ُن مُ ْ‬ ‫حتَمَلُ َأنْ ُيعْ ِطيَ ُه ِنصْفَ قِي َم ِة ِبنَاءِ ال ّ‬ ‫‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫ِروَايََتيْنِ فِي مُشَارَ َكةِ صَا ِحبِ اْلعُُلوّ ِلصَا ِحبِ السّفْلِ فِي ِبنَاءِ الْحِيطَانِ َحتّى أَخَذَ اْلقَاضِي ِمْنهُمَا ِروَاَيةً‬
‫صحِيحًا َلكَانَ الِا ْشتِرَاكُ حَا ِدثًا َبعْدَ‬ ‫شتَ َركِ وَ ُه َو َبعِيدٌ ِلأَنّ هَذَا الْ َم ْعنَى َلوْ كَانَ َ‬ ‫ط الْمُ ْ‬‫ِبعَ َدمِ الْإِ ْجبَارِ فِي الْحَائِ ِ‬
‫شتَ َركِ َقبْ َل اْلبِنَا ِء وَ َحكَى اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ فِي إ ْجبَارِ صَا ِحبِ السّفْ ِل عَلَى‬ ‫ك الْمُ ْ‬‫الِْبنَاءِ ‪ ,‬فَلَا يَ ْلحَ ُق بِ ِه الْمِلْ ُ‬
‫ِبنَاءِ حَائِطِهِ لِحَقّ صَا ِحبِ الْعُُل ّو ثَلَاثَ ِروَايَاتٍ أَحَ ُدهَا إ ْجبَا ُر ُه ُمنْفَ ِردًا بَِن َف َقتِهِ َوأَخَ َذهَا مِنْ ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ‬
‫وَفِيهِ نَ َظرٌ ِلأَنّ أَحْمَدَ عَلّ َل ِبأَنّ ُه ُستْ َرةٌ لَهُ َفعَلِمَ َأنّ إ ْجبَا َرهُ ِلحَقّ جَا ِرهِ لَا ِلحَقّ صَا ِحبِ اْلعُُل ّو وََلكِنْ قَ ْد ُيقَالُ‬
‫سفْلِ َأشَدّ مِنْ تَضَرّ ِر الْجَا ِر ِبتَ ْركِ السّتْ َرةِ ِلأَ ّن هَذَا يَ ْمَنعُهُ َحقّ ُه بِاْلكُّلّيةِ‬ ‫إ ّن َتضَرّرَ صَا ِحبِ اْلعُُل ّو ِبتَ ْركِ ِبنَاءِ ال ّ‬
‫جَب ُر عَلَى الِاّتفَاقِ عَلَى‬ ‫ستْ َر ِة َوهَ ِذهِ ال ّروَاَيةُ ِهيَ الْمَ ْذ َهبُ عِنْدَ ابْنِ َأبِي مُوسَى ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪ :‬يُ ْ‬ ‫ف تَ ْركِ ال ّ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫ضيَ‬ ‫ي عَنْ َأبِي الدّرْدَاءِ َر ِ‬ ‫شتَرِكُو َن عَلَى السّفْ ِل َو ُهوَ مَ ْروِ ّ‬ ‫ختَانَ َفقَا َل يَ ْ‬ ‫ب بْ ُن بُ ْ‬ ‫وَجْ ِه الِاشْتِرَاك َنقََلهَا َيعْقُو ُ‬
‫حكَمِ وَ َحكَى فِي الْ ُمجَرّدِ إ ْجبَارَ كُ ّل ِمْنهُمَا عَلَى َأ ْن َيبِْنيَ َمعَ‬ ‫جبَ ُر َو ِهيَ ِروَاَيةُ ابْ ِن الْ َ‬‫اللّ ُه عَنْ ُه ‪ .‬الثّالَِثةُ لَا يُ ْ‬
‫ب الْعُُل ّو وَحَاصِلُ‬ ‫ص بِمِلْكِ صَا ِح ِ‬ ‫ختَ ّ‬ ‫سقْفِ الّذِي َي ْ‬ ‫الْآخَ ِر الْحِيطَانَ ِروَايَتَانِ وَكَذَا فِي الْإِ ْجبَا ِر عَلَى ِبنَاءِ ال ّ‬
‫حقّا كَمَا يَلْ َزمُهُ دَفْعُ‬ ‫ستَ َ‬‫هَذَا يَ ْرجِعُ إلَى أَنّ ُه هَ ْل يَ ْل َزمُ الِْإنْسَانُ ِبنَا َء مِ ْلكِ ِه الْخَاصّ بِهِ إذَا كَانَ اْنِتفَاعُ َغيْ ِرهِ بِهِ مُ ْ‬
‫ك َوعَلَى هَذَا‬ ‫ع الِْبنَا ُء مَ َع الْمَالِكِ كَالشّرِيكِ فِي الْمِلْ ِ‬ ‫ستْ َرةِ وَهَ ْل يَ ْل َزمُ الشّرِيكَ فِي الِاْنتِفَا ِ‬ ‫الضّ َر ِر عَنْ ُه ِبِبنَاءِ ال ّ‬
‫ك عَلَى بِنَائِهِ ؟‬ ‫جبَ ُر الْمَالِ ُ‬
‫ط هَلْ يُ ْ‬ ‫يُخَرّجُ إذَا كَانَ لَ ُه عَلَى حَائِطِ جَارٍ لَ ُه يُحَاذِيهِ سَابَاطٌ ِبحَقّ فَاْنهَ َد َم الْحَائِ ُ‬
‫ف وََلعَ ّل هَذَا فِيمَا إذَا كَا َن بِحَقّ‬ ‫َوظَاهِرُ َكلَامِ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ إ ْجبَا ُرهُ َأ ْن َيبِْنيَهُ مُْنفَ ِردًا بِ ِه ِب َغيْرِ ِخلَا ٍ‬
‫ضةٍ َو ِمثْلُهُ ذَ َكرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ فِي مَنْ لَهُ حَقّ إ ْجرَاءِ مَائِ ِه عَلَى سَطْ ِح َغيْ ِرهِ َفعَابَ السّطْحَ وََلوْ‬ ‫ُمعَاوَ َ‬
‫جرِي إلَى‬ ‫ح وَكَذَا َلوْ كَانَ مَا ُء تِلْكَ الدّا ِر يَ ْ‬ ‫ب الْمَا ِء الْمُشَارَ َكةُ فِي الْإِصْلَا ِ‬ ‫بِجَ َريَا ِن مَائِهِ عََليْهِ لَ ْم يَ ْل َزمْ صَا ِح َ‬
‫خرّجُ ذَلِكَ كُلّ ُه عَلَى‬ ‫صلَا ِحهَا َويُ َ‬ ‫ب الْمَا ِء الْمُشَارَ َكةُ فِي إ ْ‬ ‫ِبئْ ٍر بِحَقّ َفعَاَبتْ َفعَاَبتْ اْلِبئْرُ لَ ْم يَ ْل َزمْ صَا ِح َ‬
‫ع هَ ْل ِهيَ‬ ‫سفْ ِل الّذِي عُُل ّوهُ لِمَالِكٍ [ آخَ َر ] َيَتوَجّهُ َويَ ْرجِعُ إلَى أَنّ الشّرِ َكةَ فِي الِاْنِتفَا ِ‬
‫الْخِلَافِ فِي ال ّ‬
‫كَالشّرِ َكةِ فِي الْمِلْكِ‬
‫‪338‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) اْلقَنَاةُ الْ ُمشَْترَكَةُ إذَا َتهَ ّدمَتْ َنصّ أَحْمَدُ عَلَى الْإِ ْجبَا ِر عَلَى اْلعِمَا َرةِ كَمَا َسبَ َق وَلَ ْم يَذْكُرْ ابْنُ‬
‫ط يُ ْمكِنُ قِسْ َمتُ ُه بِخِلَافِ الْ َقنَاةِ‬ ‫ط وَاْلفَ ْرقُ َأنّ الْحَائِ َ‬ ‫َأبِي مُوسَى فِيهِ ِخلَافًا َوِإنّمَا ذَ َكرَ ال ّروَاَيَتيْنِ فِي الْحَائِ ِ‬
‫وَالِْبئْ ِر َوطَرَدَ اْلقَاضِي وَاْلأَ ْكثَرُونَ فِيهِ ال ّروَايََتيْنِ َوإِذَا َل ْم َنقُلْ بِالْإِ ْجبَارِ َفعَمّرَ أَ َح ُدهُمَا لَ ْم َيكُنْ لَ ُه َمنْ ُع الْآخَرِ‬
‫ق عَلَى مَا كَانَ‬ ‫جرّدِ وَابْ ُن عَقِيلٍ وَصَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ وَالْ ُم ْغنِي ِلأَنّ الْمَا َء بَا ٍ‬ ‫مِ ْن الْمَاءِ ‪ .‬ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫ت الْ َمعْمُو ِر ِبهَا ‪,‬‬ ‫ك الْآلَا ِ‬ ‫ك وَالْإِبَا َح ِة َوِإنّمَا أَزَا َل الضّرَ َر عَ ْن طَرِيقِهِ وَلَا َيقَ ُع الِا ْشتِغَا ُل عَلَى مِلْ ِ‬ ‫عََليْهِ مِنْ الْمِلْ ِ‬
‫شهَدُ لَ ُه َنصّ عََليْ ِه بِالْ َمنْ ِع مِنْ‬ ‫سيْنِ لَ ُه الْ َمنْ ُع مِ ْن الِاْنِتفَاعِ بِاْل َقنَاةِ َويَ ْ‬
‫ف اْلكَبِ ِي وَالتّمَامِ ِلأَبِي الْحُ َ‬
‫خلَا ِ‬
‫وَفِي الْ ِ‬
‫ع بِالْحَائِطِ إذَا ُأعِي َد بِآلَاتِ ِه الْ َعتِي َقةِ ِلأَنّ ذَلِكَ‬ ‫ك مِ ْن الِاْنتِفَا ِ‬
‫ب اْلعُُل ّو َومَنَعَ الشّرِي َ‬ ‫سفْلِ إذَا َبنَاهُ صَا ِح ُ‬ ‫ُسكْنَى ال ّ‬
‫ستَحِقّ‬ ‫ك مَالَهُ َفيُ ْمنَعُ مِنْ ُه ِب َغيْرِ إ ْذنِهِ وَِلأَنّ إنْفَاقَ ُه عَلَى َنفْسِهِ َوشَرِيكِهِ جَائِزٌ َفيَ ْ‬ ‫ع بِمَا بَذَلَ فِيهِ الشّرِي ُ‬ ‫كُلّ ُه انِْتفَا ٌ‬
‫ع وَلَا يَكُونُ ُمَتبَ ّرعًا ‪.‬‬‫الرّجُو َ‬
‫‪339‬‬
‫شرِيكَ ْي ِن ِقسْمََتهُ أُ ْجبِرَ الْآخَ ُر عََلْيهَا َوعَلَى اْلتِزَامِ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬أنّ مَا َيقْبَ ُل الْ ِقسْ َمةَ ِمنْ الْأَعْيَانِ إذَا طَلَبَ َأ َحدُ ال ّ‬
‫كَُل ِفهَا َو ُمؤَِنهَا ِلتَكْمِي ِل َنفْعِ الشّرِيكِ ‪َ ,‬فَأمّا مَا لَا َيقَْبلُ اْل ِقسْ َمةَ فَِإنّهُ يُ ْ‬
‫جبَرُ أَحَ ُدهُمَا عَلَى َبْيعِهِ إذَا طََلبَ‬
‫الْآخَ ُر َبْيعَهُ َنصّ أَحْمَدُ عَلَى ذَلِكَ فِي ِروَاَيةِ الْ َميْمُونِيّ َفقَالَ إذَا ا ْختََلفُوا فِي الْقِسْ َمةِ َفَلْيسَ ِللْ ُمضَا ّر َشيْءٌ إذَا‬
‫ضرَرٌ لَا‬ ‫س َم ٍة ِمنْهَا َ‬ ‫كَانَ يَ ْدخُلُ ُه ُن ْقصَا ُن ثَ َمنِهِ بِي َع َوُأعْطُوا الثّمَ َن وَكَذَا َنقَلَ َحنْبَلٌ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّهُ قَالَ كُلّ قِ ْ‬
‫ي َوِإمّا َأنْ‬ ‫شتَرِ َ‬
‫أَرَى َأنْ ُيقْسَمَ ‪ِ .‬مثْ ُل َعبْدٍ بَيْنَ َرجَُليْ ِن َوأَ ْرضٌ فِي قِسْ َمِتهَا ضَرَ ٌر َوُيقَالُ ِلصَا ِحِبهَا إمّا َأ ْن تَ ْ‬
‫ح ْلوَاِنيّ وَالشّيَازِيّ وَابْ ُن َعقِيلٍ‬ ‫ح بِذَلِكَ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَاْلقَاضِي وَالْ َ‬ ‫صرّ َ‬ ‫َتتْرُكَهُ إذَا كَانَ ضَ َررًا وَ َ‬
‫ح بِ ِمثْلِهِ فِي إجَا َرةِ اْل َعيْنِ إذَا َل ْم َيتّ ِفقَا عَلَى الْ ُمهَاَيأَةِ َأ ْو تَشَاحّا ‪,‬‬ ‫صرّ َ‬‫وَالسّامِرِيّ وَصَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ ‪ ,‬وَ َ‬
‫ع ِعنْدَ طََلبِ‬ ‫صرّحُوا بَِأنّ ُه يُبَا ُ‬
‫وَكَذَلِكَ قَالَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َوأَبُو الْخَطّابِ فِي انِْتصَا ِرهِ ‪ ,‬وَ َكثِيٌ مِْنهُمْ َ‬
‫س َمةِ بَدَِلهَا‬ ‫ب الَْبيْعَ ‪ .‬وَِلهَذَا َمأْخَذَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬أَنّهُ إذَا َتعَذّرَ قِسْ َم ُة اْل َعيْ ِن عُدِلَ إلَى قِ ْ‬ ‫الْقِسْ َم ِة َوِإنْ َل ْم يَطُْل ْ‬
‫ب اْلقِسْ َمةِ ‪َ ,‬و ُهوَ ظَاهِرُ َكلَامِ أَحْمَدَ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنّ‬ ‫جرّ ِد طََل ِ‬‫ع بِمُ َ‬ ‫َوهُ َو اْلقِي َمةُ ‪َ ,‬وهَذَا َمأْخَ ٌذ مَنْ قَا َل ُيبَا ُ‬
‫حَقّ الشّرِيكِ فِي ِنصْفِ اْلقِي َم ِة ِمثْلًا لَا فِي قِي َم ِة الّنصْفِ َفَل ْو بَاعَ َنصِيبَهُ ُمفْ َردًا َلَن َقصَ َحقّهُ َويَدُ ّل عَلَى َأنّ‬
‫صهِمْ ‪,‬‬ ‫صِ‬ ‫ف اْلقِي َمةِ َأنّ الشّ ْرعَ َأمَرَ فِي السّرَايَة أَ ْن ُي َقوّ َم اْلعَبْدُ ُكلّ ُه ثُ ّم ُيعْطَى الشّرَكَاءُ قِي َمةَ ِح َ‬ ‫َحقّهُ فِي نِصْ ِ‬
‫ضهَا ضَ َر ٌر وَا ْحتِيجَ‬ ‫وَقَدْ َنصّ اْلأَصْحَابُ عَلَى َأنّ ِل ْلوَلِ ّي َبيْ َع التّرِ َك ِة عَلَى الصّغَا ِر وَاْلكِبَارِ إذَا كَانَ فِي َتْبعِي ِ‬
‫ع اْلبَيْ ِع عَلَى الْ ِكبَارِ فِي غَيْ ِر هَ ِذ ِه الصّورَةِ قَ ْد َيكُو ُن ِبنَاءً‬ ‫ضهِ ْم مِ ْن ا ْمتِنَا ِ‬‫إلَى اْلبَيْعِ ‪َ ,‬ومَا دَ ّل عََليْهِ كَلَا ُم َبعْ ِ‬
‫عَلَى َأنّ ضَ َر َر مَا نَ َقصَ َلْيسَ بِمَانِ ٍع مِنْ قِسْ َم ِة الْإِ ْجبَارِ َك َقوْلِ الْخِرَِقيّ ‪َ ,‬وِإنّمَا الْمَانِعُ مِْنهُمَا َأنْ لَا َينَْتفِ َع‬
‫بِالْ َمقْسُومِ َفحِيَنئِ ٍذ َيكُو ُن عَ َدمُ الْإِ ْجبَا ِر عَلَى اْلبَيْعِ فِي حَاَل ِة َن ْقصِ الْقِي َم ِة َمبِْنيّا عَلَى َأ ّن الْقِسْ َم َة مُ ْم ِكَن ٌة َومَعَ‬
‫الْإِ ْجبَا ِر عََلْيهَا لَا َيقَ ُع الْإِ ْجبَا ُر عَلَى اْلبَيْ ِع ثُ ّم وَ َجدْتُ فِي مَسَائِلِ ابْ ِن َمنْصُورٍ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي َعبْدٍ بَيْنَ َرجَُليْنِ‬
‫صتَهُ َوهَذَا يَدُ ّل عَلَى َأنّهُ لَا إ ْجبَا َر عَلَى‬ ‫أَرَادَ أَحَ ُدهُمَا َأ ْن َيبِي َع َوَأبَى الْآخَرُ ‪ ,‬قَالَ أَ ْحمَدُ َيبِيعُ كُ ّل ِمْنهُمَا ِح ّ‬
‫شتَرَك ‪َ ,‬فَأمّا الْ ُمتَ َميّزُ َكمَنْ فِي أَرْضِ ِه غَرْسٌ ِل َغيْ ِرهِ َأوْ فِي‬ ‫ع الْمُ ْ‬
‫الَْبيْ ِع مَعَ الشّرِيك ‪َ ,‬وهَذَا ُكلّهُ فِي الْمُشَا ِ‬
‫صبْغٌ ِل َغيْ ِرهِ إذَا طََلبَ أَ َح ُدهُمَا أَ ْن َيبِي َع الْآ َخ ُر َمعَهُ َففِي إ ْجبَا ِرهِ وَ ْجهَانِ ‪َ ,‬أوْرَ َدهُمَا صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ فِي‬ ‫َثوْبِهِ َ‬
‫ف غَرْسِ‬ ‫خلَا ِ‬‫ستَدَامُ فِي اْلأَ ْرضِ َفلَا َيتَخَّلصُ أَحَ ُدهُمَا مِنْ صَا ِحبِهِ بِدُو ِن اْلبَيْعِ ‪ ,‬بِ ِ‬ ‫سَتعِيِ ِلأَنّهُ يُ ْ‬ ‫غِرَاسِ الْمُ ْ‬
‫ك الّثوْبِ‬ ‫صبِ إ ْن طََلبَ مَالِ ُ‬ ‫ص ِمنْهُ بِاْلقَلْعِ ‪َ ,‬فَأمّا اْلبَيْعُ َففِي الْ ُمغْنِي َوغَيْ ِرهِ فِي بَيْ ِع اْلغَا ِ‬ ‫خّل ُ‬ ‫صبِ فَِإنّ ُه يَتَ َ‬‫الْغَا ِ‬
‫ب اْلغَاصِبِ ‪,‬‬ ‫أَ ْن َيبِيعَ َمعَهُ لَ ِزمَ ُه وَفِي اْلعَ ْكسِ وَ ْجهَانِ وَجَ َزمَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ بِالْإِ ْجبَا ِر عَلَى الَْبيْ ِع بِطََل ِ‬
‫صبْغَ‬
‫س َوأَخَ َذ اْلبَائِ ُع َث ْوبَهُ وَطََلبَ أَحَ ُدهُمَا اْلَبيْعَ أُ ْجبِ َر الْآخَ ُر عََليْهِ ‪َ ,‬وهَذَا ِلأَنّ ال ّ‬ ‫شتَرِي إذَا أَ ْفَل َ‬ ‫صبْ ُغ الْمُ ْ‬ ‫َوَأمّا َ‬
‫ب َو َغيْ ِرهِ عَلَى‬ ‫ب اْلغَاصِ ِ‬ ‫ص مِنْ الشّرِ َكةِ فِي ِه بِدُونِ اْلَبيْع ‪َ ,‬وإِنّمَا َفرّ ْقنَا بَيْن طََل ِ‬ ‫ستَدَامُ فِي الّثوْبِ فَلَا َيتَخَّل ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ك غَيْ ِر ِه َعنْهُ َق ْهرًا‬
‫ج ِملْ ِ‬‫صبُ ِبعُ ْدوَانِ ِه عَلَى إخْرَا ِ‬ ‫ط اْلغَا ِ‬ ‫وَجْهٍ ِلئَلّا َيتَسَلّ َ‬
‫‪340‬‬
‫ب وَلَ ْم يَذْ ُكرْ‬‫شهُورُ عَ َدمُ اْلوُجُو ِ‬ ‫جبُ الْإِجَاَبةُ إَلْيهَا َأمْ لَا ؟ الْمَ ْ‬ ‫َومِْنهَا ‪ِ :‬قسْ َم ُة الْمَنَافِعِ بِالْ ُمهَاَيَأةِ هَ ْل تَ ِ‬
‫ب ِسوَا ُه وَفَرّقُوا َبيْ َن الْ ُمهَاَيأَ ِة وَالْقِسْ َم ِة ِبأَ ّن اْلقِسْ َمةَ إفْرَازُ أَحَ ِد الْ ِم ْلكَيْ ِن مِنْ‬ ‫الْقَاضِي َوأَصْحَابُهُ فِي الْ َم ْذهَ ِ‬
‫ت ا ْستِيفَاءً لِلْ َمْن َف َعةِ مِنْ مِثِْلهَا فِي َزمَنٍ آخَرَ ‪ ,‬وَفِيهَا َتأْخِيُ أَ َح ِدهِمَا عَنْ‬ ‫ضةٌ َحْيثُ كَانَ ْ‬ ‫الْآخَ ِر وَالْ ُمهَايََأ ُة ُمعَاوَ َ‬
‫س َم ِة الَْأ ْعيَانِ ‪َ ,‬ونَصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ صَاِل ٍح وَ َحْنبَلٍ َوأَبِي طَاِلبٍ فِي اْل َعبْدِ‬ ‫اسْتِيفَاءِ َحقّهِ َفلَا يَ ْل َزمُ ِبخِلَافِ قِ ْ‬
‫سيّ ِد ِه الْبَاقِي ‪َ ,‬وتََأوّلَهُ‬
‫صفَهُ َأوْ كَاَتبَهُ فَِإنّهُ َيكُو ُن َي ْومًا ِلَنفْسِ ِه َوَيوْمًا لِ َ‬ ‫شتَ َركِ إذَا َأ ْعتَقَ أَحَدُ الشّرِي َكيْنِ ِن ْ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫الْقَاضِي عَلَى التّرَاضِي َو ُه َو َبعِيدٌ ‪ ,‬وَ َحكَى َأبُو َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ فِيهِ ِروَاَيَتيْنِ ‪ ,‬إحْدَاهُمَا ‪ :‬يَكُونُ َي ْومًا ِلَنفْسِهِ‬
‫ع الْ ُمهَايََأةِ ُحكْمًا مِ ْن َغيْ ِر طََلبٍ وَفِي‬ ‫سبَهُ َبْيَنهُمَا َوهَذَا يَدُلّ عَلَى وُقُو ِ‬ ‫سيّ ِدهِ ‪ ,‬وَاْلأُخْرَى أَنّ كَ ْ‬ ‫َوَيوْمًا لِ َ‬
‫حقّهِ فِي‬‫جبُ الْ ُمهَاَيَأةُ بِالْ َمكَانِ دُونَ ال ّزمَانِ لِاْنتِفَا ِء َتأَخّ ِر ا ْستِيفَاءِ أَحَ ِدهِمَا ِل َ‬ ‫سأَلَ ِة وَجْهٌ آخَرُ َأنّ ُه تَ ِ‬‫الْمَ ْ‬
‫ب مُ ْطَلقًا‬
‫حرّرِ َوعَلَى اْل َقوْ ِل بِانِْتفَا ِء الْوُجُو ِ‬ ‫الْ ُمهَايََأةِ بِاْلَأمْ ِكَنةِ َف ُهوَ َكقِسْ َم ِة اْلأَ ْعيَانِ وَا ْختَا َرهُ صَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫ت مُ ّدُتهَا َمعْلُو َمةً َأوْ جَاِئ َزةً ؟ عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪ .‬وَالْمَجْزُومُ فِي‬ ‫َفيَجُو ُز بِالتّرَاضِي ‪َ ,‬وهَ ْل َتقَعُ لَا ِز َمةً إذَا كَانَ ْ‬
‫جوَازِ َلوْ َرجَعَ أَحَ ُدهُمَا َقبْلَ ا ْستِيفَاءِ‬ ‫جوَازُ ‪ ,‬وَا ْختَارَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ اللّزُومَ ‪َ ,‬وعَلَى اْلقَوْ ِل بِالْ َ‬ ‫التّ ْرغِيبِ الْ َ‬
‫ك َوإِنْ رَ َج َع َبعْ َد الِا ْستِيفَاءِ غَ ِر َم مَا اْنفَرَ َد بِ ِه وَقَالَ الشّيْ ُخ َت ِقيّ الدّينِ لَا َيْنفَسِخُ َحتّى َيْن َقضِيَ‬ ‫َنوَْبتِهِ فَلَهُ ذَلِ َ‬
‫سأََلةِ اْلقَسْ ِم َوهِيَ َأنّ مَنْ لَهُ َزوْ َجتَانِ‬ ‫ك مِ ْن مَ ْ‬ ‫ال ّدوْ ُر َويَسَْتوِْفيَ كُلّ مِْنهُمَا َحقّهُ ِمنْهُ ‪َ ,‬ويُ ْمكِنُ َأنْ ُيؤْخَذَ ذَلِ َ‬
‫جزْ لَهُ َحتّى ُيوَّفَيهَا َح ّقهَا مِ ْن الْقَسْمِ ِلئَلّا َيفُوتَ َح ّقهَا‬ ‫َفقَسَمَ لِإِ ْحدَاهُمَا ثُمّ أَرَادَ َأ ْن يُطَلّ َق اْلأُخْرَى لَ ْم يَ ُ‬
‫ف الْ ُمهَايََأةِ ِلأَّنهَا إنّمَا لَ ِز َمتْ ِلأَ ْج ِل الْمُسَاوَا ِة بَيْنَ ال ّزوْ ِجّيةِ ‪,‬‬ ‫خلَا ِ‬ ‫بِالطّلَاقِ ‪ ,‬وَلَا ُيقَا ُل هَ ِذهِ اْلقِسْ َمةُ لَا ِز َم ٌة بِ ِ‬
‫ب وََلوْ ا ْسَتوْفَى أَحَ ُدهُمَا ُش َرطَتِ ِه ثُ ّم تَِل َفتْ الْ َمنَافِعُ‬ ‫س ِبوَا ِج ٍ‬ ‫وَِلهَذَا قَالَ الْقَاضِي َومَنْ اّتَبعَهُ َأنّ قَسْ َم الِاْبتِدَاءِ َلْي َ‬
‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ رَ ِحمَهُ اللّ ُه بَِأنّ ُه يَرْ ِج ُع عَلَى اْلَأوّلِ بِبَدَلِ‬ ‫فِي الذّ َك ِر الْآخَرِ َقبْ َل تَ َم ّكنِهِ مِ ْن اْل َقْبضِ ‪َ ,‬فأَ ْفتَى ال ّ‬
‫ضيَ بِ َمْن َف َعةِ ال ّزمَنِ الْ ُمتَأَخّرِ عَلَى أَيّ حَالٍ كَانَ َجعْلًا‬ ‫ك الْمُ ّدةِ الّتِي ا ْسَتوْفَاهَا مَا لَ ْم َيكُنْ قَدْ رَ ِ‬ ‫صتِهِ مِنْ تِلْ َ‬
‫ِح ّ‬
‫لِلتّالِفِ َقبْ َل اْلقَْبضِ كَالتّالِفِ فِي الْإِجَا َرةِ قَا َل َو َسوَاءٌ ُق ْلنَا الْقِسْ َمةُ إفْرَازٌ َأ ْو َبيْعٌ فَِإنّ الْ ُمعَادََلةَ ُم ْعَتبَ َرةٌ فِيهَا‬
‫جوَازِ ظَاهِرٌ ‪ ,‬وََلكِنّ‬ ‫ب وَالتّدْلِيسِ اْنَتهَى ‪َ .‬وهَذَا عَلَى اْل َقوْلِ بِالْ َ‬ ‫عَلَى اْل َقوَْليْنِ وَِلهَذَا َثبَتَ فِيهَا ِخيَا ُر اْلعَْي ِ‬
‫خرّجُ فِي الرّجُوعِ حِيَنئِذٍ وَ ْجهَانِ ِبنَا ًء عَلَى ال ّروَايََتيْنِ فِيمَا إذَا َتقَاسَمَ الشّرِيكَانِ‬ ‫الشّيْخَ َرجّحَ اللّزُومَ ‪َ .‬وَيتَ َ‬
‫ستَحِقّ صَا ِحبُهُ الرّجُوعَ عَلَى الْآخَرِ فِيمَا َقَبضَهُ َأمْ‬ ‫ال ّديْنَ فِي ِذمَ ِم اْلغُ َرمَاءِ ثُ ّم تَلِفَ أَحَ ُدهُمَا َقبْ َل اْل َقْبضِ هَ ْل يَ ْ‬
‫ب عَلَى‬ ‫لَا ؟ عَلَى ِروَاَيَتيْنِ َنقََلهُمَا َمعًا ابْ ُن َمْنصُورٍ فِي مَسَائِلِهِ عَنْ أَ ْحمَدَ ‪ ,‬وَ ِروَاَيةُ الرّجُوعِ حَ َمَلهَا الْأَصْحَا ُ‬
‫ح ّر ٌم بَاطِلٌ ‪ ,‬وَِلهَذَا‬ ‫أَ ّن اْلقِسْ َمةَ لَ ْم َتصِحّ ‪َ ,‬لكِ ّن الْمُرَا َد ِب َقوِْلهِمْ لَ ْم َتصِحّ َأنّهَا َغيْرُ لَا ِز َمةٍ ِلَأنّ الْ َقْبضَ ِبهَا مُ َ‬
‫قَالُوا َلوْ َقَبضَ َشْيئًا بِإِ ْذنِ شَرِيكِهِ لَاْنفَ َر َد بِهِ عَلَى الصّحِيحِ َفيَكُونُ حِينَئِ ٍذ َشّبهَهُ بِالْ ُمهَاَيَأةِ ‪.‬‬
‫‪341‬‬
‫شرِيكَ ْينِ َسقَْيهُ َوهُوَ مُحْتَاجٌ إلَى َذِلكَ أُ ْجبِرَ الْآخَرُ‬ ‫ج ُر الْ ُمشَْترَكُ إذَا طَلَبَ أَ َحدُ ال ّ‬ ‫ع وَالشّ َ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الزّرْ ُ‬
‫ع وَلِلْآخِ ِر ِبِتبْنِ ِه َوأَخَ َذ ُه مِ ْن‬
‫عََليْهِ ‪ ,‬ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي ‪ ,‬وَ َحكَا ُه عَنْ َأبِي َبكْرٍ فِيمَا إذَا َأوْصَى ِلأَحَ ِدهِمَا بِزَ ْر ٍ‬
‫سقْفِ إذَا‬ ‫ظ اْلأَصْ ِل َوإِْبقَائِهِ َف ُه َو شُ َر َطةٍ ال ّ‬ ‫سقْ َي مِ ْن بَابِ ِحفْ ِ‬ ‫سأََل ِة الْجِدَا ِر َو ُهوَ َأوْلَى بِاْلوُجُوبِ ِلأَنّ ال ّ‬ ‫مَ ْ‬
‫ط الْمَائِلُ ‪ ,‬وَذَلِكَ َأوْلَى بِاْلوُجُوبِ مِنْ بِنَاءِ السّاقِطِ ِلأَ ّن إعَا َدةَ الْحَائِطِ َبعْدَ‬ ‫شبِهِ وَالْحَائِ ُ‬ ‫اْنكَسَ َر َب ْعضُ خَ َ‬
‫ح َق بِاسْتِيفَاءِ الْ َمنْ َف َعةِ ‪َ ,‬وأَلْحَق‬ ‫ث الْ َمنْ َف َعةِ َلكِنْ َلمّا كَانَ رَدّا لَهُ إلَى مَا كَانَ عََليْهِ أُلْ ِ‬
‫َزوَالِهِ َشبِيهٌ بِإِحْدَا ِ‬
‫س وَالنّاظِ ِر وَالدّلِي ِل عَلَى الطّرِيقِ‬ ‫ظ الْأَصْلِ إذَا اُ ْحتِيجَ إَليْهِ ِمثْ ُل الْحَارِ ِ‬ ‫الشّيْ ُخ َت ِقيّ الدّينِ ِبهَذَا كُ ّل مَا فِيهِ ِحفْ ُ‬
‫جرًا َوعََليْ ِه ثَمَرٌ‬ ‫حتَاجُ إَلْيهَا ِلدَفْعِ الظّ ْل ِم عَ ْن الْمَالِ ‪ ,‬وَذَ َكرَ الْقَاضِي َأيْضًا فِيمَ ْن ا ْشتَرَى شَ َ‬ ‫وَال ّر ْشوَ ِة الّتِي يُ ْ‬
‫ك َوتَكُونُ‬ ‫س ْقيَ ِلحَا َج ِة مِ ْلكِهِ إَليْهِ أُ ْجبِرَ الْآخَ ُر عَلَى التّ ْمكِيِ لِ ُدخُولِ ِه عَلَى ذَلِ َ‬ ‫لِ ْلبَائِعِ َأنّ أَ َح َدهُمَا إذَا طَلَب ال ّ‬
‫س ْقيِ رَا ِجعًا‬ ‫الْأُ ْج َرةُ عَلَى الطَّلبِ لِا ْخِتصَاصِ ِه بِالطَّلبِ دُونَ صَا ِحبِهِ ‪َ ,‬وهَذَا يَشْ َم ُل مَا إذَا كَا َن [ َنفْعُ ] ال ّ‬
‫إَليْهِمَا ‪َ ,‬وعَلّلَ ذَلِكَ فِي الْ ُمغْنِي بَِأنّ السّ ْقيَ ِلحَا َجتِ ِه َوظَاهِ ُرهُ ا ْخِتصَاصُ ُه بِحَاَل ِة عَ َدمِ حَا َج ِة الْآ َخرِ فَِإنّ الّنفْعَ‬
‫ف عََليْ ِه الضّ َررُ َففِي الْإِ ْجبَا ِر عَلَى‬ ‫جدَارِ َوِإ ْن عَ ِطشَ اْلأَصْ ُل وَخِي َ‬ ‫إذَا كَانَ َلهُمَا فَاْل َمئُوَن ُة عََلْيهِمَا َكِبنَاءِ الْ ِ‬
‫الْقَ ْطعِ وَ ْجهَانِ ذَكَ َرهُمَا فِي الْ ُمغْنِي َوعَلّلَ لِلِْإ ْجبَارِ بَِأنّ الضّرَرَ لَاحِقٌ لِلثّمَنِ لَا مَحَاَل َة مَ َع اْلقَطْ ِع وَالّتْب ِقيَةِ‬
‫جرٍ لِ َرجُلٍ‬ ‫ظ بِاْلقَطْعِ فَ ُمرَاعَاتُهُ َأوْلَى ‪َ ,‬وذَكَرَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِيمَا َل ْو وَصّى ِبثَمَ ِر شَ َ‬ ‫حفِ ُ‬ ‫وَالْأَصْ ُل َينْ َ‬
‫ف الثّ َمرِ‬ ‫ظ مَا ِل الْآ َخ ِر بِخِلَا ِ‬ ‫سقْيِ ِلَأنّ أَحَ َدهُمَا لَمْ يَدْخُ ْل عَلَى ِحفْ ِ‬ ‫جبَرُ أَحَ ُدهُمَا عَلَى ال ّ‬ ‫َوبِرََقَبتِهِ لِآ َخرَ َأنّهُ لَا يُ ْ‬
‫ف مَا َسبَقَ فِي اْلوَصِّيةِ‬ ‫خلِ ‪َ ,‬وهَذَا فِي َسقْيِ أَحَ ِدهِمَا بِخَاِلصِ حَ ّق الْآخَرِ بِخِلَا ِ‬ ‫س النّ ْ‬
‫شتَرَى فِي رُءُو ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ع وَالّتبْنِ ‪. .‬‬ ‫بِالزّ ْر ِ‬
‫‪342‬‬
‫صلُ ُه ِمنْهُ‬‫ك َغيْ ِرهِ ُمتَ َميّزًا َعنْهُ َو ُهوَ تَابِعٌ لَ ُه وَلَمْ يُ ْمكِنْ َف ْ‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِبعَة وَالسّْبعُونَ ) ‪ :‬مَ ْن اّتصَلَ مِ ْلكُهُ بِ ِملْ ِ‬
‫حقُهُ وَفِي إْبقَائِ ِه عَلَى الشّرِ َكةِ ضَرَرٌ َل ْم َيفْصِلْ ُه مَاِلكُهُ فَلِمَالِك الْأَصْلِ َأنْ َيتَمَّلكَ ُه بِاْلقِي َمةِ مِنْ‬ ‫ضرَ ٍر يَ ْل َ‬
‫بِدُونِ َ‬
‫شهُورُ َأنّهُ‬ ‫ك اْلأَصْلِ فَاْلمَ ْ‬ ‫ضرَ ٍر يَ ْلحَ ُق مَالِ َ‬
‫ك عَلَى اْلقَبُولِ ‪َ .‬وِإنْ كَا َن يُ ْمكِنُ َفصْلُ ُه بِدُونِ َ‬ ‫جبَ َر الْمَالِ ُ‬
‫مَاِلكِهِ َويُ ْ‬
‫ج عَلَى هَ ِذ ِه الْقَاعِ َد ِة مَسَائِلُ َكثِ َيةٌ ‪ :‬مِْنهَا ِغرَاسُ‬
‫خرّ ُ‬
‫َلْيسَ لَ ُه تَ َمّلكُهُ َق ْهرًا ِل َزوَالِ ضَرَ ِر ِه بِاْل َفصْلِ َويَتَ َ‬
‫الْ ُمسْتَ ْأ ِجرِ َوبِنَا ُؤهُ َبعْدَ اْنقِضَاءِ الْ ُم ّدةِ إذَا َلمْ َيقْ َلعْ ُه الْمَالِكُ َفلِلْ ُم َؤجّ ِر تَ َمّلكُهُ بِاْلقِي َمةِ ِلأَنّهُ لَا يَ ْملِكُ قَ ْلعَهُ‬
‫شتَرِطْ َأبُو‬
‫ضرَ ٌر عََليْهِ ذَ َكرَ ذَلِكَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَالْأَ ْكثَرُونَ ‪ ,‬وَلَ ْم يَ ْ‬ ‫ضمَانِ َن ْقصِهِ ‪ ,‬وَفِيهِ َ‬ ‫بِدُونِ َ‬
‫س وَالِْبنَاءِ ‪.‬‬ ‫ك اْلأَ ْرضِ دُونَ مَالِكِ اْلغِرَا ِ‬ ‫خيَ َرةَ لِمَالِ ِ‬
‫الْخَطّابِ َأنْ لَا َيقَْلعَهُ الْمَالِكُ َفَلعَلّهُ َجعَ َل الْ ِ‬
‫‪343‬‬
‫ي َأوْ انْقَضَتْ ُم ّدةُ الْإِعَا َرةِ َوقُلْنَا يَ ْلزَ ُم بِالّت ْوقِيتِ‬
‫س الْ ُمسَْتعِيِ وَبِنَا ُؤهُ إذَا َرجَعَ الْ ُمعِ ُ‬ ‫َومِْنهَا ‪ِ :‬غرَا ُ‬
‫ك َنقَ َل َعنْهُ َج ْعفَ ُر بْ ُن‬
‫ك بِاْلقِي َم ِة َنقَلَ ُه عَنْهُ ُم َهنّا وَابْ ُن َمْنصُورٍ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫فَالْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ َأنّهُ َيتَمَلّ ُ‬
‫جبَ ُر عََليْهِ إذَا كَانَ فِيهِ‬ ‫ك بِالّنفَ َق ِة وَلِمَاِلكِ ِه الْقَ ْل ُع ابْتِدَا ًء ِبغَيْرِ خِلَافٍ ‪ ,‬وَلَا ُي ْ‬
‫مُحَمّدٍ َلكِنْ قَالَ فِي ِروَاَي ٍة َيتَمَلّ ُ‬
‫ضَ َر ٌر َوإِنْ لَ ْم َيكُنْ فِيهِ ضَرَرٌ َفَترَدّدَ فِيهِ َكلَامُ الْأَصْحَابِ ‪َ ,‬وظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ َأنّهُ لَا ُيقْلَعُ بِدُو ِن شَرْطٍ‬
‫‪344‬‬
‫شفِيعُ فَِإنّهُ َيأْخُ ُذهُ‬ ‫شفُو َعةِ َوبِنَا ُؤهُ َحْيثُ ُيَت َ‬
‫صوّرُ ذَلِكَ إذَا انْتَ َزعَ ال ّ‬ ‫س الْ ُمشَْترِي فِي الْأَرْضِ الْ َم ْ‬ ‫َومِْنهَا ‪ِ :‬غرَا ُ‬
‫جبَ ُر عََليْهِ إلّا أَ ْن َيضْمَنَ لَ ُه النّ ْقصَ ‪.‬‬ ‫ص عََليْهِ وَلِمَاِلكِهِ َأ ْن َيقَْلعَهُ َأْيضًا وَلَا يُ ْ‬
‫ض ِبقِي َمتِهِ َن ّ‬
‫مَ َع الْأَ ْر ِ‬
‫‪345‬‬
‫ب الْبَائِعُ‬ ‫س وَبِنَا ُؤهُ إذَا َرجَعَ صَاحِبُ اْلأَرْضِ فَِللْ ُمفِْل ِ‬
‫س وَاْلغُ َرمَاءِ الْقَ ْلعُ فَِإنْ َأَب ْوهُ َوطََل َ‬ ‫س الْ ُمفْلِ ِ‬
‫َومِْنهَا ‪ِ :‬غرَا ُ‬
‫ك بِاْلقِي َم ِة مَّلكَهُ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ إذَا طََلبَ الْقَ ْل َع َمضْمُونًا ‪.‬‬
‫التّ َملّ َ‬
‫‪346‬‬
‫صفِهَا‬
‫ع فِي نِ ْ‬
‫صدَقهَا أَرْضًا فَ َغ َرسَتْ فِيهَا أَوْ بَنَتْ ُثمّ طَ ّل َقهَا قَ ْبلَ ال ّدخُولِ فَطَ َلبَ ال ّرجُو َ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا أَ ْ‬
‫سقُطُ َحقّهُ إلَى اْلقِي َمةِ‬ ‫ف قِي َم ِة الْ ِغرَاسِ وَالْبِنَاءِ قَالَ الْخِرَِقيّ يُ ْ‬
‫جبَ ُر عَلَى اْلقَبُولِ ‪ .‬وَقَالَ اْلقَاضِي يَ ْ‬ ‫وََب ْذلَ نِصْ ِ‬
‫س وَالِْبنَاءَ مَعَ‬ ‫سأََلةُ َواَّلتِي َقبَْلهَا َيتَمَلّكُ فِيهِمَا اْلغِرَا َ‬
‫سأََلةُ مِمّا نَحْنُ فِيهِ فَِإنْ قِي َل هَ ِذ ِه الْمَ ْ‬
‫ت الْمَ ْ‬
‫عَلَى َقوْلِهِ َفَليْسَ ْ‬
‫شفِيعَ إنّمَا ا ْستَحَ ّق اْنتِزَاعَ ِبنَاءِ‬
‫صوَ ِر مَسَائِ ِل اْلقَاعِ َدةِ ‪ .‬قِي َل بَ ْل هُمَا ِمْنهَا فَِإنّ ال ّ‬ ‫الْأَ ْرضِ فَلَا َيكُونَا ِن مِنْ ُ‬
‫شتَرِي َوغِرَاسِهِ ِلَأنّهُ أَحْ َدثَهُ فِي حَا ِل َتعَلّقِ َحقّ ِه بِهِ ‪َ ,‬فكََأنّهُ قَدْ أَ ْح َدثَهُ فِي مِ ْلكِهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ال ّزوْ َجةُ ِلَأّنهَا‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ج بِا ْختِيَا ِر ِه تَا َرةً َوبِ َغيْ ِرهِ أُخْرَى ‪,‬‬
‫ك عَلَى النّصْفِ ِلَتعَرّضِهِ ِل َعوْ ِدهِ إلَى ال ّزوْ ِ‬
‫سَتقِرّ َلهَا الْمِلْ ُ‬
‫َقبْلَ الدّخُولِ لَ ْم يَ ْ‬
‫ج تَمَّلكَهُ ‪.‬‬ ‫حقّ ] ال ّز ْو ُ‬
‫ستَ ِ‬
‫شهُورٌ َفكَذَلِكَ [ يَ ْ‬ ‫ف مَ ْ‬‫وَفِي اْنتِقَا ِل مِلْكِ الّنصْفِ إلَْيهَا ِخلَا ٌ‬
‫‪347‬‬
‫سَتعِيِ وَلَا‬
‫ك تَ َمّلكُهُ بِالْقِي َمةِ َكغِرَاسِ الْمُ ْ‬ ‫ض ِبعَ ْقدٍ فَا ِسدٍ ِمنْ الْمَاِلكِ إذَا َغرَسَ َوبَنَى َفلِلْمَالِ ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلقَابِ ُ‬
‫َيقْلَعُ إلّا َمضْمُونًا بِالِا ْسِتنَادِ إلَى الْإِ ْذنِ ‪ ,‬ذَ َك َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ‪.‬‬
‫‪348‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬غرْسُ الْ ُمشَْترِي ِمنْ اْلغَاصِبِ إذَا َلمْ َيعْ َلمْ بِالْحَالِ ‪ ,‬وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّ ُه َيتَمَلّ ُ‬
‫ك بِاْلقِي َمةِ‬
‫س ثُ ّم‬ ‫ختَانَ فِي رَجُ ٍل بَاعَ أَرْضًا مِنْ َرجُلٍ َفعَمِلَ فِيهَا َوغَرَ َ‬ ‫ب بْ ُن بُ ْ‬ ‫ب َوَي ْعقُو ُ‬‫وَلَا َيقْلَ ُع مَجّانًا َنقَلَ ُه َعنْهُ حَرْ ٌ‬
‫ك َنقَلَ‬ ‫ح ّقهَا آ َخرُ قَا َل يَ ُر ّد عََليْهِ قِي َم َة الْغِرَاسِ َأ ْو َنفَ َقتَهُ َلْيسَ هَذَا ِمثْ َل مَ ْن غَرَسَ فِي أَ ْرضِ َغيْ ِرهِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫اسْتَ َ‬
‫ح ّقهَا آ َخرُ‬ ‫جرْجَاِنيّ عَنْ أَ ْحمَدَ فِيمَنْ ا ْشتَرَى أَرْضًا َف َغرَسَ فِيهَا َوعَمِلَ ثُمّ ا ْستَ َ‬ ‫ب الْ ُ‬ ‫حمّ ُد بْنُ َأبِي حَرْ ٍ‬ ‫عَنْهُ مُ َ‬
‫حقّ َلْيسَ هَذَا ِمثْلَ الْغِرَاسِ فِي أَ ْرضِ َغيْ ِرهِ َفَيقْلَ ُع غَ ْرسَهُ ‪ ,‬وَ َحمَلَ اْلقَاضِي‬ ‫ستَ ِ‬
‫س َي ْومَ يَ ْ‬‫َأنّهُ يَ ُر ّد عََليْهِ قِي َم َة الْغِرَا ِ‬
‫ح ّق الْأَ ْرضَ فَلَا‬ ‫ستَ ِ‬‫ص عَلَى َأنّ لَ ُه الْقِي َم َة عَلَى مَ ْن غَ ّرهُ كَمَا فِي اْلغُرُو ِر ِبِنكَاحِ َأ َمةٍ ‪ ,‬قَالَ َفَأمّا الْمُ ْ‬ ‫هَ ِذهِ الّنصُو َ‬
‫خفَى‬ ‫ص عَلَى مَا لَا َي ْ‬ ‫حصُ ْل ِمنْهُ إ ْذنٌ فِي ذَلِكَ ‪َ ,‬وهَذَا مُخَالِفٌ لِ َمدْلُو ِل هَ ِذهِ الّنصُو ِ‬ ‫ضَمَا َن عََليْهِ ِلأَنّهُ لَمْ يَ ْ‬
‫سيْلُ إلَى أَرْضِ ِه َنوًى‬ ‫حصُ ْل ِمنْهُ إ ْذنٌ لَا َينْفِي َكوْ َن اْلغِرَاسِ ُمحَ ّرمًا كَمَا َنقُولُ فِيمَنْ حَمَلَ ال ّ‬ ‫وَ َكوْنُهُ لَ ْم يَ ْ‬
‫سَتعِيِ عَلَى أَصَحّ اْلوَ ْجهَيْنِ لَا ُيقْلَعُ مَجّانًا ِلعَ َدمِ الّتعَدّي فِي غَ ْرسِهِ وَ ُهوَ ا ْختِيَا ُرهُ‬ ‫ت شَجَرًا َأنّهُ َكغِرَاسِ الْمُ ْ‬ ‫َفَنبَ َ‬
‫حرّرِ ‪ ,‬وََلكِنّ الّذِي‬ ‫َأعْنِي الْقَاضِي ‪َ ,‬وأَقَ ّرهَا الْبَاقِي فِي َموْضِ ٍع مِنْ خِلَافِهِ ِروَاَيةً ‪ ,‬وَكَذَلِكَ صَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫ذَ َك َرهُ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَالْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ َوتَِبعَ ُه عََليْهِ الْ ُمَتأَخّرُونَ َأنّ لِ ْلمَالِكِ قَ ْلعَ ُه مَجّانًا َويَ ْرجِعُ‬
‫ص عَلَى مَ ْن َغ ّرهُ وَالصّحِيحُ الَْأوّ ُل وَلَا َيثُْبتُ عَنْ أَ ْحمَدَ ِسوَاهُ ‪َ ,‬و ُهوَ َق ْولُ الّليْثِ َومَالِكٍ‬ ‫شتَرِي بِالنّ ْق ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ضيَ اللّ ُه عَْنهُمَا ‪َ ,‬لكِنّ عُ َم َر بْ َن الْخَطّابِ‬ ‫َوأَبِي عَُبيْدٍ َوبِهِ َقضَى عُمَ ُر بْ ُن الْخَطّابِ َوعُمَ ُر بْ ُن َعبْ ِد الْعَزِيزِ رَ ِ‬
‫ض بَيْنَ َأ ْن ُيعْطِ َي اْلغَارِسَ قِي َم َة غَ ْرسِهِ َوبَيْنَ َأنْ يَدَْف َع اْلغَارِسُ إَليْهِ قِي َمةَ أَرْضِهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ‬ ‫َخيّرَ صَا ِحبَ اْلأَ ْر ِ‬
‫ج ِزهِ عَنْ دَفْعِ قِي َمةِ‬
‫ك عِنْ َد عَ ْ‬ ‫َقضَى عُ َم ُر بْ ُن عَبْ ِد اْلعَزِيزِ ‪َ ,‬ل ِكنّهُ إنّمَا َقضَى بِدَفْعِ قِي َم ِة اْلأَ ْرضِ إلَى الْمَالِ ِ‬
‫ب اْلأَ ْموَالِ ‪ ,‬وَالْخَلّالُ فِي ِكتَابِ الْقُ ْر َع ِة مِنْ‬ ‫س وَقَدْ ذَكَ َر هَ ِذ ِه الْآثَارَ َأبُو عَُبيْ ٍد اْلقَاسِ ُم بْ ُن َسلّامٍ فِي ِكتَا ِ‬ ‫الْغِرَا ِ‬
‫الْجَامِعِ‬
‫‪349‬‬
‫شهُورُ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّ لِلْمَالِكِ َق ْلعَهُ مَجّانًا َوعََليْهِ اْلأَصْحَابُ ‪َ ,‬و َعنْهُ‬ ‫ب َوبِنَا ُؤهُ وَالْمَ ْ‬‫س الْغَاصِ ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ِ :‬غرَا ُ‬
‫ك بِاْلقِي َمةِ َأْيضًا َومِمّنْ َحكَاهَا اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِكتَابِ ال ّروَاَيَتيْنِ َلهُمَا‬
‫ِروَايَ ٌة ثَاِنَيةٌ لَا َيقْلَ ُع بَ ْل َيتَ َملّ ُ‬
‫ص عََلْيهَا أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ بَكْرِ بْنِ مُحَمّدٍ عَنْ َأبِيهِ فِي َمنْ‬
‫صبْغِ ‪َ ,‬ونَ ّ‬
‫سأََلةِ ال ّ‬
‫وَخَرّجَاهَا فِي خِلَاَفْيهِمَا مِ ْن مَ ْ‬
‫صبُ ِبنَاءً أَضَ ّر بِرَ ّ‬
‫ب‬ ‫جُبنِي َأ ْن َيغْ َرمَ اْلِبنَاءَ َوُيغَطّى ِلأَنّهُ إنْ أَخَ َذ اْلغَا ِ‬
‫صبَ أَرْضًا َأوْ دَارًا َوبَنَى فِيهَا قَا َل ُيعْ ِ‬ ‫غَ َ‬
‫ص وَكُ ّل َشيْءٍ وَفِي مَسَائِلِ‬ ‫ج ّ‬ ‫صبِ فِي الْآجُ ّر وَالْ ِ‬ ‫ب وَالْهَ ْد ِم َوَيكُونُ أَْيضًا َذهَاب مَا ِل اْلغَا ِ‬ ‫الْأَ ْرضِ فِي الْخَرَا ِ‬
‫ط عََليْهِ رَبّ الْأَ ْرضِ أَنْ لَا َيغْرِسَ‬ ‫ابْ ِن هَاِنئٍ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي رَ ُج ٍل اكْتَرَى أَرْضًا َفغَرَسَ فِيهَا َأشْجَارًا وَا ْشتَرَ َ‬
‫جرَ‬
‫جرًا َي ْعنِي َغيْ َر مَا اشْتَ َرطَ ُه َوَأثْمَرَ الشّجَرُ َوأَرَادَ أَ ْن َيقْلَ َع اْلغِرَاسَ قَالَ لَا َيقْلَعُ الشّ َ‬ ‫فِيهَا َغيْ َرهُ َفغَرَسَ فِيهَا شَ َ‬
‫سَتعِيِ كَذَلِكَ‬ ‫س الْمُ ْ‬ ‫مِ ْن الْأَ ْرضِ [ ِلئَلّا ] يَضُرّ ِبهِمَا جَمِيعًا ‪َ ,‬وعَلَى هَ ِذهِ ال ّروَايَةِ فَلَا َيقْلَعُ إلّا َمضْمُونًا ِلغَرْ ِ‬
‫ضرَرٍ ‪.‬‬ ‫ك بِاْلقِي َمةِ َحْيثُ لَ ْم َيكُنْ اْلقَلْعُ بِدُونِ َ‬ ‫ك يَمْلِ ُ‬ ‫َحكَاهَا اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َفلِذَلِ َ‬
‫‪350‬‬
‫ض الْمُوصَى ِبهَا قَالَ ابْنُ َأبِي مُوسَى إنْ كَا َن َغيْ َر عَالَ ٍم بِاْلوَ ِ‬
‫صّيةِ َف ُهوَ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا بَنَى الْوَا ِرثُ فِي اْلأَرْ ِ‬
‫صّيةِ َفكَذَلِكَ َويََتوَجّهُ َأنْ يَقَْل َع ِبنَاءَهُ‬ ‫ع وَ ْجهًا وَاحِدًا ‪َ ,‬وإِنْ كَانَ عَالِمًا بِاْلوَ ِ‬ ‫ك ِبقِي َمتِهِ َغيْ َر َمقْلُو ٍ‬
‫حتَ ِر ٌم َيتَمَلّ ُ‬
‫مُ ْ‬
‫ت مِ ْن َغيْرِ َقبُولٍ فَِإنّهُ ذَكَرَ‬ ‫ك بِالْ َموْ ِ‬ ‫صّيةَ تُمْلَ ُ‬ ‫ق بَيْ َن مَا َقبْ َل اْل َقبُو ِل َوَبعْ َدهُ فَِإنّ ظَاهِرَ كَلَامِهِ َأنّ اْلوَ ِ‬ ‫وَلَ ْم ُيفَ ّر ْ‬
‫صّيتُهُ إلَى الْحَاكِمِ ِلُيفَرَّقهَا فِي أَْبوَابِ اْلبِرّ َونَصّ أَحْمَدُ عَلَى ذَلِكَ‬ ‫ت وَ ِ‬ ‫أَ ّن مَنْ َأوْصَى ِلمَنْ لَا َيعْرِفُ حُمَِل ْ‬
‫شكِلُ عَلَى ذَلِكَ ِلأَنّهُ‬ ‫صّيةِ َأ ّن بِنَا َءهُ لَا ُيقْلَ ُع يُ ْ‬
‫َأيْضًا وََلكِ ّن مَا ذَكَ َر ُه مِنْ َأنّ اْلوَارِثَ إذَا بَنَى َوهُ َو عَالِ ٌم بِاْلوَ ِ‬
‫ب عَلَى مَا َسبَقَ ‪ ,‬وَالْ َمْنصُوصُ‬ ‫شتَرِي مِ ْن اْلغَاصِ ِ‬ ‫صبِ ‪َ ,‬وَأمّا َغيْ ُر الْعَالِمِ َفِبنَا ُؤهُ َكِبنَاءِ الْمُ ْ‬ ‫يَكُونُ َكبِنَاءِ اْلغَا ِ‬
‫حتَ ِرمٌ‬
‫عَنْ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ أَ ّن اْلبِنَاءَ لِ ْلوَ َرَث ِة وَلَ ْم َيَتعَ ّرضْ ِلتَمَّلكِ ِه عََلْيهِ ْم وَلَا ِلقَ ْلعِهِ َفظَاهِ ُرهُ أَنّ ُه مُ ْ‬
‫ي اْلقَبُولِ ‪َ ,‬أمّا إنْ قِي َل يَ ْمِلكُهُ بِالْ َموْتِ َأ ْو َيتََبيّ ُن ِبقَبُولِهِ‬ ‫ك يَ ْرجِعُ إلَى َأ ّن الْمُوصَى لَ ُه يَمِْلكُ ُه مِنْ حِ ِ‬ ‫وَذَلِ َ‬
‫ض مَ َع اْلعِلْ ِم بِالْحَا ِل َتفْرِيطٌ َوعُ ْدوَانٌ ‪.‬‬ ‫مِ ْلكَهُ بِالْ َموْتِ فَاْلبِنَاءُ فِي الْأَ ْر ِ‬
‫‪351‬‬
‫ضرَرٌ بِ ُدخُوِلهِ قَالَ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ َحْنبَلٍ‬ ‫حقَ صَاحِبَ الْأَرْضِ َ‬ ‫ض ِه نَخْ َلةٌ ِلغَ ْي ِرهِ فَ َل ِ‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬مَنْ كَا َن فِي أَرْ ِ‬
‫ك َوَأنّ الّنبِيّ صَلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ َأمَرَ صَا ِحَبهَا َأ ْن َيبِيعَ َفَأبَى َفَأمَ َرهُ أَ ْن‬ ‫ذَ َكرَ لَهُ الْحَدِيثَ الّذِي وَ َردَ فِي ذَلِ َ‬
‫ُينَاقِلَ َفَأبَى َفَأمَ َرهُ َأنْ َي َهبَ َفَأبَى { َفقَا َل الّنبِيّ صَلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ ‪َ :‬أْنتَ ُمضَارّ ‪ ,‬ا ْذ َهبْ فَاقْلَعْ نَخْلَهُ }‬
‫ب َوإِلّا َجَب َرهُ السّلْطَانُ ‪ ,‬وَلَا‬ ‫ج َه ِة وَفِيهِ ضَ َر ٌر يَ ْمنَ ُع مِنْ ذَلِكَ َفِإنْ أَجَا َ‬‫قَالَ أَ ْحمَد كُلّمَا كَانَ عَلَى هَ ِذهِ الْ ِ‬
‫سنَنِ َوَأوْرَ َدهُ الْخَلّالُ‬ ‫ث الْمُشَارُ إَليْهِ أَ ْخرَجَهُ َأبُو دَاوُد فِي ال ّ‬ ‫َيضُ ّر بِأَخِيهِ إذَا كَانَ ذَلِكَ فِي ِه مِرْفَقٌ لَ ُه وَالْحَدِي ُ‬
‫ف َيتَمَلّكُ ِلأَنّا‬ ‫صبِ َف َكيْ َ‬ ‫فِي الْجَامِعِ مِ ْن وَجْهٍ آخَرَ وَلَا ُيقَالُ لَ ْم َي ْأمُ ْرهُ ِبضَمَا ِن الّن ْقصِ َفَيكُونُ َكغَرْسِ اْلغَا ِ‬
‫ب ] َوَأيْضًا فَاْلَأمْ ُر بِاْلقَلْ ِع ُهنَا إنّمَا كَا َن ِعنْدَ الْإِصْرَا ِر عَلَى الْ ُمضَا ّرةِ‬‫س [ اْلغَاصِ ِ‬ ‫قَ ّد ْمنَا الْخِلَافَ فِي غَرْ ِ‬
‫سَتعِيِ إذَا امَْتنَ َع الْ ُمعِيُ مِنْ الضّمَانِ‬ ‫صحَابُنَا فِي الْمُ ْ‬ ‫ك وَِلهَذَا قَالَ أَ ْ‬ ‫ضرَ َر الْمَالِ ِ‬
‫وَالِا ْمِتنَاعِ مِنْ َقبُو ِل مَا يَدْفَعُ َ‬
‫جبْ ‪.‬‬ ‫ب الْقَ ْل َع وَضَمَا َن الّن ْقصِ َل ْم يُ َ‬‫ك َوإِ ْن طََل َ‬ ‫س وَالِْبنَاءِ أُجِيبَ إلَى ذَلِ َ‬ ‫مُطَْلقًا فَ َطَلبَ قِي َم َة اْلغِرَا ِ‬
‫‪352‬‬
‫َومِنْ ذَلِكَ إذَا اشَْترَى حََيوَانًا ُيؤْ َك ُل وَاسْتَثْنَى َرْأ َسهُ َأوْ أَ ْطرَا َفهُ فَِإنّ ُه َيصِحّ ‪ ,‬فَإِذَا ا ْمتَنَ َع الْمُ ْ‬
‫شتَرِي مِنْ ال ّذبْحِ‬
‫سَتْثنَى َنصّ عََليْهِ ‪.‬‬ ‫ب وَكَانَ لَهُ قِي َم ُة الْمُ ْ‬
‫ج ْ‬ ‫لَ ْم يَ ِ‬
‫‪353‬‬
‫ك الصّبْغَ‬
‫ك َويَمْلِ ُ‬ ‫ك مَنْ مَ َلكَ ثَ ْوبًا فَصََب َغهُ ُثمّ زَالَ عَ ْنهُ مِلْ ُك ُه ِبفَسْخٍ هَ ْل يَ ْملِ ُ‬
‫ك مَ ْن عَادَ إَليْهِ الْ ِملْ ُ‬ ‫َومِنْ ذَلِ َ‬
‫صبْغٌ أَنّ لَ ُه تَمَّلكَ ُه بِاْلقِي َمةِ ِلَأنّ ُه ُمعَدّ‬ ‫ب وَفِيهِ ِ‬ ‫بِاْلقِي َمةِ َأمْ لَا قَا َل اْلأَصْحَابُ فِي بَائِعِ الْ ُمفِْلسِ إذَا دَفَعَ إَليْ ِه الّثوْ َ‬
‫شهُورُ َأنّهُ لَا‬ ‫لِ ْلَبيْ ِع وَلَا بُدّ َفَيكُونُ اْلبَائِعُ َأوْلَى ِمنْهُ لِاّتصَالِ ِه بِمِ ْلكِهِ ‪َ ,‬وَأمّا إنْ رَ َجعَ إلَيْ ِه ِبفَسْ ٍخ ِبعَْيبٍ فَالْمَ ْ‬
‫خرَِقيّ فِي الصّدَاقِ‬ ‫سأََلةِ الْ ِ‬
‫ك تَ َمّلكَهُ َق ْهرًا ‪َ ,‬وخَرّجَ ابْ ُن َعقِيلٍ وَ ْجهًا آخَر َأنّ ُه َيتَمَّلكُهُ بِاْلقِي َم ِة مِ ْن مَ ْ‬ ‫يَمْلِ ُ‬
‫ي يَرُ ّد الْ َمبِي َع عَلَى الْبَائِ ِع َوَيأْخُ ُذ ِمنْهُ‬ ‫شتَرِ َ‬
‫صبْغِ بِقِي َمتِهِ ‪َ ,‬وَنقَلَ َحنْبَلٌ عَنْ أَ ْحمَدَ َأ ّن الْمُ ْ‬ ‫ك ال ّ‬‫َحْيثُ قَالَ لَ ُه تَمَلّ ُ‬
‫ك تَمَلّكُ‬ ‫صبَ َغ الثّوْبَ َفهَلْ ِللْمَالِ ِ‬ ‫شعِ ُر بِإِ ْجبَارِ الْبَائِ ِع عَلَى دَفْعِ قِي َمتِهِ ‪َ ,‬وَأمّا اْلغَاصِبُ إذَا َ‬ ‫صبْ ِغ َوهَذَا يُ ْ‬ ‫قِي َم َة ال ّ‬
‫صحّ َح َب ْعضُ اْلأَصْحَابِ خِلَافَهُ‬ ‫صبْ ِغ ِبقِي َمتِهِ َقهْرًا َأمْ لَا ؟ فِي ِه وَ ْجهَانِ وَا ْختَارَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ عَ َدمَهُ وَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫خّلصُ مِ ْن الضّ َررِ‬ ‫ف الِْبنَا ِء وَالْغِرَاسِ فَلَا يَتَ َ‬‫شهُورَ َأنّهُ لَا يَمْلِكُ َق ْلعَهُ َويَمِْلكُهُ عَلَى وَجْ ٍه َمضْمُونًا بِخِلَا ِ‬ ‫ِلأَنّ الْمَ ْ‬
‫شبِ َأبْوَابًا فَِإنْ كَانَ‬ ‫ج ِر الْخَ َ‬ ‫بِدُونِ تَ َمّلكِهِ َفَأمّا الْآثَا ُر اّلتِي َيقَ ُع ِبهَا الشّرِ َكةُ َكضَرْبِ الْحَدِي ِد مَسَامِيَ َونَ ْ‬
‫ك يَدْفَعُ إَليْهِ قِي َمةَ ال ّزيَا َدةِ‬‫حكَمِ عَلَى َأ ّن الْمَالِ َ‬ ‫صبِ َفَنصّ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ مُحَمّ ِد بْ ِن الْ َ‬ ‫ك مِ ْن اْلغَا ِ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫َويَتَ َمّلكُهُ عََليْ ِه وَكَذَا قَالَ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَالشّيَازِيّ َل ِكّنهُمَا َجعَلَا الْ َمرْدُو َد َنفَ َق َة اْلعَمَلِ دُو َن الْقِي َمةِ ‪.‬‬
‫‪354‬‬
‫ح تَمَّلكِ ِه َوتَخَّلصِ ِه مِ ْن مِلْكِ‬ ‫ك َغيْ ِرهِ لِا ْستِصْلَا ِ‬ ‫سْبعُونَ ) ‪ :‬مَنْ أَدْ َخ َل الّن ْقصَ عَلَى مِلْ ِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ وَال ّ‬
‫ك َغيْ ِرهِ فَالضّمَا ُن عَلَى مَنْ أَدْخَلَ‬ ‫ط بِا ْشِتغَالِ ِم ْلكِهِ بِ ِملْ ِ‬ ‫ص عََليْ ِه ِبتَفْرِي ٍ‬
‫غَيْ ِرهِ فَِإنْ لَ ْم َيكُ ْن مِمّنْ دَخَ َل الّنقْ ُ‬
‫الّن ْقصَ ‪َ ,‬وِإنْ كَانَ ِمنْ ُه َتفْرِيطٌ َفلَا ضَمَا َن عَلَى مَنْ أَدْ َخ َل الّن ْقصَ وَكَذَا إنْ ُوجِ َد مِمّنْ دَخَلَ الّن ْقصُ عََليْهِ‬
‫جبَ ُر الْآخَ ُر عَلَى التّفْرِيغِ َوإِ ْن وُجِ َد ِمنْهُ إ ْذنٌ فِي إ ْشغَا ِل مِ ْلكِهِ‬ ‫ك َغيْ ِرهِ َحْيثُ لَا يُ ْ‬ ‫إ ْذنٌ فِي َتفْرِي ِغ مِ ْلكِ ِه مِ ْن مِلْ ِ‬
‫ك مَسَائِلُ َكثِيَ ٌة ِمْنهَا ‪َ :‬لوْ بَاعَ‬
‫ع عَلَى ذَلِ َ‬
‫جَب ُر الْآخَ ُر عَلَى الّتفْرِيغِ َفوَ ْجهَانِ ‪َ ,‬وُيفَ ّر ُ‬
‫بِمَا ِل َغيْ ِرهِ َحْيثُ لَا يُ ْ‬
‫شتَرِي النّ ْقصَ ‪.‬‬ ‫دَارًا فِيهَا نَا َقةٌ لَمْ تَخْ ُر ْ‬
‫ج مِ ْن اْلبَابِ إلّا ِبهَ ْدمِهِ فَِإنّهُ َيهْ ِدمُ َوَيضْمَنُ لِ ْلمُ ْ‬
‫‪355‬‬
‫ص َدهُ فَِإنْ لَ ْم َيبْقَ لَ ُه عُرُوقٌ َأوْ كَاَنتْ لَا تَضُرّ فََلْي َ‬
‫س عََليْهِ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى أَرْضًا فِيهَا َزرْعٌ لِلْبَائِعِ فَحَ َ‬
‫حفْرِ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْنُ‬
‫س ِوَيةُ الْ َ‬
‫ت َتضُ ّر عُرُوقُ ُه بِاْلأَ ْرضِ كَاْلقُطْ ِن وَالذّ َرةِ َفعََليْ ِه النّقْ ُل َوتَ ْ‬
‫َنقُْلهَا ‪َ ,‬وإِنْ كَانَ ْ‬
‫َعقِيلٍ ‪.‬‬
‫‪356‬‬
‫ضهَا َأوْ أَ ْدخَلَتْ َبهِي َمةُ غَ ْي ِرهِ َرْأ َسهَا‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ دَ َخ َل حَيَوَانُ غَ ْي ِرهِ دَا ِرهِ َوَتعَذّرَ إ ْخرَاجُهُ ِبدُونِ هَدْ ِم َبعْ ِ‬
‫سرِ َوَلمْ َي ُكنْ َذِلكَ بَِت ْفرِيطِ َأ َحدٍ‬
‫فِي ِقدْ ِرهِ أَ ْو َوقَعَ دِينَارُ غَ ْي ِر ِه فِي مِحَْب َرِتهِ وََت َعذّرَ إ ْخرَاجُهُ ِبدُونِ الْ َك ْ‬
‫حَيوَانِ وَالدّينَارِ ‪.‬‬ ‫ب الْ َ‬ ‫ت الْ ِقدْرُ أَ ْو الْمَحَْب َرةُ فَالضّمَا ُن عَلَى صَا ِح ِ‬ ‫سرَ ْ‬ ‫ت الدّا ُر وَ ُك ِ‬
‫َفهُ ِدمَ ْ‬
‫‪357‬‬
‫س ِوَيةُ ُحفَ ِرهِ ‪.‬‬ ‫ت فِيهَا َفقَ َل َعهُ مَالِ ُكهُ َفعََليْ ِه تَ ْ‬
‫ضهِ َغرْسَ غَ ْي ِر ِه فَنَبَ َ‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ حَ َملَ السّ ْيلُ إلَى أَرْ ِ‬
‫‪358‬‬
‫س وَالْ ُغ َرمَا ُء اْلقَلْعَ َفعََلْيهِمْ‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى أَرْضًا َفغَ َر َسهَا ُثمّ َأفْلَسَ وَ َرجَ َع فِيهَا الْبَائِعُ وَاخْتَارَ الْ ُمفْلِ ُ‬
‫خّلصَ مِ ْل َكهُمْ مِنْهُ ‪.‬‬ ‫ك اْلبَائِعِ ِليُ َ‬
‫ش النّ ْقصِ ِلَأنّهُ َنقْصٌ َحصَ َل ِب ُفعِْلهِمْ فِي مِلْ ِ‬ ‫حفَ ِر وَضَمَانُ أَ ْر ِ‬
‫سوَِي ُة الْ ُ‬
‫تَ ْ‬
‫‪359‬‬
‫ب فَصِيلًا َوَأدْخَ َلهُ دَا ِرهِ وَكَِب َر َوتَ َعذّرَ إ ْخرَا ُجهُ ِبدُونِ َه ْدمِهَا فَِإّنهَا ُتهْ َد ُم مِ ْن َغيْرِ ضَمَانٍ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ غَصَ َ‬
‫ضهِ فَِإنّ ُه َيقْلَ ُع وَلَا َيضْمَنُ ُحفَ َرهُ ‪.‬‬‫ِلَتفْرِيطِهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ إذَا غَصَبَ ِغرَاسًا وَ َغ َر َسهُ فِي أَرْ ِ‬
‫‪360‬‬
‫ب بِذَلِكَ كَمَا َل ْو غَرَ َ‬
‫س‬ ‫ص الّثوْ ِ‬ ‫ب َث ْوبًا فَصََب َغهُ ُثمّ طَلَبَ قَلْعَ صِ ْب ِغهِ َوقُلْنَا يَمْ ِلكُهُ َفعََليْ ِه َنقْ ُ‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ غَصَ َ‬
‫صَبهَا ثُمّ قَلَعَ غَ ْرسَهُ ‪.‬‬
‫ض اّلتِي غَ َ‬ ‫الْأَ ْر َ‬
‫‪361‬‬
‫ضمَانُ الّنقْصِ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ أَعَا َرهُ أَرْضًا لِ ْل ِغرَاسِ ُثمّ َأخَذَ َغ ْرسَهُ فَِإنْ كَانَ َق ْد شَرَ َ‬
‫ط عََليْ ِه اْلقَلْعَ َفلَا يَلْ َزمُهُ َ‬
‫ط عََليْ ِه اْلقَلْعَ َفوَ ْجهَانِ ‪:‬‬ ‫شتَرِ ْ‬ ‫ك بِا ْشتِرَاطِهِ [ لَهُ ] َوِإنْ لَ ْم يَ ْ‬ ‫ض َي بِذَلِ َ‬‫حفَرِ ِلأَنّ الْمَالِكَ رَ ِ‬ ‫سوَِي ُة الْ ُ‬ ‫ك وَلَا تَ ْ‬ ‫بِذَلِ َ‬
‫شأُ َعنْهُ‬‫جوَازِ الْقَ ْلعِ رِضَا ٌء بِمَا َينْ َ‬ ‫أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا يَ ْل َزمُهُ َأيْضًا قَالَهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ِلأَنّ الِْإعَا َرةَ مَعَ الْعِ ْل ِم بِ َ‬
‫جبَ ُر عََليْهِ َفقَدْ‬
‫ك َوبِهِ جَ َزمَ صَا ِحبُ اْلكَافِي ِلَأنّهُ َقلَ َع بِا ْخِتيَا ِرهِ َحْيثُ لَا ُي ْ‬ ‫حفْرِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬يَلْ َزمُهُ ذَلِ َ‬ ‫مِ ْن الْ َ‬
‫ش الّنقْصِ‬ ‫ك اْلقَلْ َع َوبَذْلَ أَ ْر ِ‬ ‫ب ِمنْهُ الْمَالِ ُ‬ ‫ح مَالِ ِه َوعَلَى هَذَا فََل ْو طََل َ‬ ‫ك َغيْ ِرهِ لِا ْستِصْلَا ِ‬ ‫أَدْ َخ َل الّن ْقصَ عَلَى مِلْ ِ‬
‫شعِ ُر ِبخِلَافِ ذَلِكَ َفَأمّا‬ ‫ك مَعَ َأنّ َكلَامَ ابْ ِن َعقِيلٍ َو َغيْ ِرهِ يُ ْ‬ ‫َفَينَْبغِي َأنْ لَا يُلْ ِزمَ ُه التّسْ ِوَيةَ ِلأَنّ اْلقَلْ َع ِبَأمْ ِر الْمَالِ ِ‬
‫جبَرُ‬ ‫ع يُ ْ‬ ‫حفَرِ ِلَأنّ الزّ ْر َ‬ ‫سوَِي ُة الْ ُ‬
‫ب َنقُْلهَا َوتَ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫الْإِعَا َرةُ لِلزّ ْرعِ إذَا كَانَ عُرُوقُ ُه الثّابَِت ُة َتضُ ّر بِالْأَ ْرضِ َفقَ ْد ُيقَا ُل يَ ِ‬
‫جبُ ِلأَ ّن الْإِ ْذنَ فِيهِ مَ َع اْلعِلْمِ بَِأنّهُ لَا يُْبقِي رِضًا بِمَا‬ ‫س وَقَ ْد ُيقَالُ لَا يَ ِ‬ ‫ف اْلغَرْ ِ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫عَلَى َتفْرِي ِغ اْلأَ ْرضِ مِنْ ُه بِ ِ‬
‫َينْشَُأ مِنْ قَ ْلعِ ِه الْ ُم ْعتَادِ ‪.‬‬
‫‪362‬‬
‫ضمَانَ َوِإنْ َلمْ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا أَ ّج َر ُه أَرْضًا لِلْ ِغرَاسِ وَانْقَضَتْ الْ ُمدّةُ كَا َن الْقَ ْل ُع مَشْرُوطًا عِنْ َد اْنقِضَاِئهَا فَلَا َ‬
‫شرُوطًا َففِيهِ اْلوَ ْجهَانِ َأْيضًا وََل ْم يَحْكِ صَا ِحبُ اْلكَافِي فِي الضّمَانِ ِخلَافًا َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ اْلقَاضِي‬
‫يَكُ ْن مَ ْ‬
‫فِي الْ ُمجَرّدِ َوعَلّ َل ِبأَنّهُ قََل َع غَ ْرسَ ُه مِنْ أَ ْرضِ غَيْ ِر ِه اّلتِي لَا يَدُلّ ُه عََلْيهَا بِ َغيْرِ َأمْ ِرهِ ‪ ,‬وَ َج َزمَ صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ‬
‫ِبعَ َدمِ الضّمَانِ ‪ ,‬وَلَ ْم يَذْكُرْ فِيهِ ِخلَافًا َوعَلّلَ بَِأنّ الْمَالِكَ دَخَ َل عَلَى ذَلِكَ‬
‫‪363‬‬
‫شفِي ُع َفقَلَ َع الْ ُمشَْترِي َغ ْرسَهُ َففِي ِه َوجْهَانِ ‪:‬‬ ‫س الْ ُمشَْترِي فِي الْأَرْضِ ُثمّ انَْتزَ َعهَا ال ّ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا َغرَ َ‬
‫ك َغيْ ِرهِ ِلتَخْلِيصِ‬
‫حفْرِ وَضَمَانُ الّن ْقصِ ‪َ ,‬و ُهوَ ظَاهِرُ َكلَامِ الْخِرَِقيّ ِلأَنّ َق ْلعَهُ فِي مِلْ ِ‬ ‫س ِوَيةُ الْ َ‬
‫أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬عََليْ ِه تَ ْ‬
‫مِ ْلكِهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا يَ ْل َزمُهُ ذَلِكَ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي َوبِهِ جَ َزمَ فِي الْكَافِي ُمعَلّلًا بِاْنِتفَاءِ عُ ْدوَانِهِ مَعَ َأنّهُ َج َزمَ فِي‬
‫ك َنفْسِهِ َوهَذَا إنّمَا يَكُونُ إذَا َقلَعَ َقبْلَ‬ ‫ك َنفْسِهِ مِ ْن ِملْ ِ‬
‫بَابِ الْعَا ِرّي ِة بِخِلَافِهِ وَاْلقَاضِي إنّمَا عَلّلَ ُه بَِأنّ ُه مِلْ ُ‬
‫شفِيعِ لَا َبعْدَهُ ‪.‬‬ ‫تَمَلّكِ ال ّ‬
‫‪364‬‬
‫ض اْلغَيْ ِر ِب َغيْرِ إ ْذنٍ صَحِيحٍ أَقْسَامٌ ‪ :‬اْلقِسْ ُم اْلأَوّلُ َأنْ‬ ‫ع النّاِبتُ فِي أَ ْر ِ‬ ‫سْبعُونَ ) ‪ :‬الزّ ْر ُ‬‫الْقَاعِ َد ُة التّا ِسعَة وَال ّ‬
‫ك إنْ َأدْرَكَهُ‬ ‫َيزْرَعَ ُع ْدوَانًا مَحْضًا غَ ْي َر ُمسْتَِندٍ إلَى إذْنٍ بِاْلكُلّّيةِ ‪َ ,‬و ُهوَ َز ْرعُ اْلغَا ِ‬
‫صبِ فَالْمَ ْذ َهبُ أَ ّن الْمَالِ َ‬
‫نَابِتًا فِي الْأَ ْرضِ فَلَ ُه تَ َمّلكُهُ ِبَن َفقَتِهِ َأ ْو ِبقِي َمتِ ِه عَلَى ا ْختِلَافِ ال ّروَاَيَتيْنِ ‪َ ,‬وإِنْ أَدْرَكَهُ َقدْ َحصَدَ فَلَا حَقّ لَهُ فِيهِ‬
‫‪َ ,‬وَنقَلَ حَرْبٌ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّ لَهُ تَمَّلكَهُ َأيْضًا ‪َ ,‬و َوهِمَ َأبُو َح ْفصٍ اْل ُعكْبَرِيّ نَاقُِلهَا عَلَى أَ ّن مِ ْن اْلأَصْحَابِ‬
‫ك اْلأَ ْرضِ اْبتِدَاءً وَالْ َمعْرُوفُ فِي الْمَ ْذ َهبِ خِلَافُهُ‬ ‫ك مَالِ ِ‬ ‫حهَا ِبنَاءً عَلَى َأنّ الزّ ْرعَ َنَبتَ عَلَى مِلْ ِ‬ ‫مَنْ رَجّ َ‬
‫سأَلَ ِة ُهوَ حَدِيثُ رَافِ ِع بْنِ َخدِيجٍ ‪ ,‬وَقَدْ ا ْحتَ ّج بِهِ أَحْمَدُ تَا َرةً ‪ ,‬وَقَا َل تَا َرةً‬ ‫وَالْ ُمعْتَمَدُ عِنْ َد اْلأَصْحَابِ فِي الْمَ ْ‬
‫حَن ِفّيةِ ‪ ,‬وَقَالَ هُ َو َشيْءٌ‬ ‫حفُوظًا َوذَكَرَ فِيهِ َحدِيثًا آ َخ َر مُ ْرسَلًا مِنْ مَرَاسِيلِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمّدِ ابْ ِن الْ َ‬ ‫مَا أَرَا ُه مَ ْ‬
‫ث َيقْلَ ُع غَ ْرسَهُ كَمَا دَ ّل عََليْهِ َقوْلُ ُه { َلْيسَ ِلعِ ْرقٍ‬ ‫صبِ وَغَ ْرسِهِ َحيْ ُ‬ ‫لَا ُيوَافِ ُق اْل ِقيَاسَ وََف ّرقَ َبيْنَ َز ْرعِ اْلغَا ِ‬
‫ب مَنْ َقرّ َر ُموَاَفقَتَهُ لِ ْل ِقيَاسِ‬ ‫س َومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫ف الْغَرْ ِ‬ ‫ف بِاْلقَلْعِ َفقَ ْلعُهُ فَسَا ٌد بِخِلَا ِ‬ ‫ع َيتْلَ ُ‬
‫ظَالِمٍ حَقّ } فَِإنّ الزّ ْر َ‬
‫ب بِالِاّتفَاقِ مَعَ َك ْونِهِ‬ ‫ك الْأَ ِ‬‫ك اْلُأمّ دُو َن مَالِ ِ‬ ‫ي َيكُو ُن مِ ْلكًا لِمَالِ ِ‬ ‫بَِأ ّن الْ ُمتَوَلّ َد َبيْنَ َأَبوَيْ ِن مَ ْملُوكَيْ ِن مِ ْن الْآ َد ِميّ َ‬
‫ض َومَا ُء الْفُحُولِ بِ َمنْزَِل ِة الْبَذْرِ ‪ ,‬وَِلهَذَا سَمّى النّسَاءَ حَ ْرثًا‬ ‫مَخْلُوقًا مِ ْن مَاِئهِمَا َوبُطُونُ اْلُأ ّمهَاتِ بِ َمنْزَِلةِ الْأَ ْر ِ‬
‫جعَ َل اْلوَلَدَ زَ ْرعًا َو ُهوَ ِلمَالِكِ ُأمّهِ َوسِرّ‬ ‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّ َم مَ ْن َسقَى مَا َءهُ َز ْرعَ َغيْ ِرهِ } فَ َ‬ ‫{ وََلعَنَ الّنبِيّ َ‬
‫ك اْلبَذْرُ‬ ‫حَيوَانَ َيْن َعقِدُ مِنْ الْمَا َءيْنِ ثُمّ َوأُدْخِ ْلنِي مِنْ َد ِم الْمَ ْرَأةِ َفأَكْثَرُ أَجْزَائِهِ َمخْلُوَق ٌة مِ ْن اْلأُمّ كَذَلِ َ‬ ‫ذَلِكَ َأ ّن الْ َ‬
‫ض َومَائِهَا َو َهوَاِئهَا َفتَصِيُ أَ ْكثَرَ‬ ‫حّب ِة ثُ ّم َيتَغَذّى مِنْ الْأَ ْر ِ‬ ‫ع مِ ْن التّ ْرَبةِ وَالْ َ‬‫ض َويَْن َعقِدُ الزّ ْر ُ‬‫َينْحَلّ فِي الْأَ ْر ِ‬
‫ك اْلأَ ْرضِ َبيْ َن تَمَّلكِ ِه َوَبيْنَ َأخْ ِذ اْلأُجْ َرةِ ِلأَنّهُ قَابِلٌ لِا ْستِيفَائِهِ بِ َعقْ ِد الْإِجَا َرةِ‬ ‫ض َوِإنّمَا ُخيّ َر مَالِ ُ‬ ‫أَجْزَائِ ِه مِ ْن الْأَ ْر ِ‬
‫ف مَا‬ ‫ف الْإِيلَا ِد وَ َجبْرِ حَقّ صَا ِحبِ اْلبَذْ ِر بِِإعْطَائِهِ قِي َم َة بَ ْذ ِرهِ َوَن َف َقةَ عَ َملِهِ َحْيثُ كَا َن ُمَتقَ ّومًا بِخِلَا ِ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫ت َبيْنَ‬ ‫جبْ ِلأَحَ ِد الَْأَب َويْنِ َشيْ ٌء َوهَذَا مُطّرِدٌ فِي َجمِي ِع الْ ُمَتوَلّدَا ِ‬ ‫يُخَْل ُق ِمنْهُ اْلوَلَدُ فَِإنّهُ لَا قِي َمةَ لَهُ فَلِذَلِكَ َل ْم يَ ِ‬
‫ت وَالْ َمعْ ِدنِ َحتّى َلوْ أَْلقَى رَ ُجلٌ فِي أَ ْرضِ رَجُ ٍل َشْيئًا ِممّا ُتنِْبتُ الْ َمعَا ِدنَ َلكَانَ‬ ‫حَيوَانِ وَالنّبَا ِ‬ ‫َشيَْئيْنِ فِي الْ َ‬
‫شيْخُ‬
‫ج وَالزّ ْرعِ وَهَ ِذهِ الطّرِي َق ُة سََل َكهَا اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَابْ ُن َعقِيلٍ وَال ّ‬ ‫ب الْأَ ْرضِ كَالنّتَا ِ‬
‫ج ِمنْهُ ِلرَ ّ‬
‫الْخَا ِر ُ‬
‫ص مِنْ كَلَامِهِ‬‫خ ٌ‬‫َتقِيّ الدّينِ َوهَذَا مُلَ ّ‬
‫‪365‬‬
‫ضرَ ُرهُ أَعْ َظمُ ِمنْهُ كَ َم ْن اسَْتأْجَرَ ِلزَ ْر ِ‬
‫ع َشعِيٍ َفزَ َرعَ‬ ‫الْقِسْ ُم الثّانِي َأنْ ُي ْؤذَنَ َل ُه فِي َزرْعِ َشيْءٍ فََيزْرَعُ مَا َ‬
‫سَتنِدٍ إلَى إ ْذنٍ وَالْ َمنْصُوصُ‬ ‫صبِ ِلَتعَدّيهِ بِ َز ْرعِهِ فَِإنّ ُه َغيْ ُر مُ ْ‬
‫حكْمُ ُه ِعنْ َد الْأَصْحَابِ ُحكْمُ الْغَا ِ‬ ‫ذُ َرةً َأوْ ُد ْخنًا َف ُ‬
‫ع َب ْعضُهُ‬‫ضمَانَ أُ ْج َر ِة الْ ِمثْلِ لِل ّزيَا َدةِ وَلَ ْم يَذْ ُك ْر تَمَّلكًا فَِإ ّن هَذَا الزّ ْر َ‬‫عَنْ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ عَبْدِ اللّهِ َأ ّن عََليْهِ َ‬
‫ف َيتَمَلّكُ‬ ‫ستَأْ ِجرِ لَ ُه وَال ّزيَا َدةُ عََليْ ِه َغيْ ُر َمأْذُونٍ فِيهَا ‪َ ,‬وهِ َي َغيْ ُر ُمتَ َميّ َزةٍ َف َكيْ َ‬
‫َمأْذُونٌ فِي ِه َوهُوَ قَ ْدرُ ضَ َر ِر الْمُ ْ‬
‫ب مِ ْن الْأُ ْج َرةِ هَ ْل ُه َو الْأُ ْج َرةُ‬ ‫ف اْلوَ ْج َهيْنِ فِي قَ ْد ِر اْلوَا ِج ِ‬ ‫ك عَلَى ا ْختِلَا ِ‬ ‫الْ ُمؤَجّرُ الزّ ْرعَ ُكلّهُ ‪ .‬وَقَ ْد َيْنبَنِي ذَلِ َ‬
‫حضَ‬ ‫ث تَ َم ّ‬
‫الْمُسَمّا ُة مَ َع َتفَاوُتِ مَا َبيْ َن الْأُ ْج َرَتيْنِ مِنْ ُأجْ َر ِة الْ ِمثْلِ َأمْ اْلوَاجِبُ أُ ْج َرةُ الْ ِمثْلِ لِ ْلجَمِيعِ َحيْ ُ‬
‫خرَِقيّ ‪ ,‬وَاْلقَاضِي ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬ا ْختِيَارُ ابْ ِن َعقِيلٍ وَا ْفتِتَاحُ الْقَاضِي‬ ‫عُ ْدوَانٌ ؟ وَالْ َمْنصُوصُ الَْأوّل َو ُهوَ َقوْلُ الْ ِ‬
‫ك الْ ُمؤَجّرُ الزّ ْرعَ كُلّ ُه َوعَلَى الثّانِي‬ ‫عَنْ َأبِي َبكْرٍ وَكَلَامُهُ فِي الّتْنبِيهِ ُموَافِ ٌق اْلوَجْ َه اْلأَوّلَ لَا َيَتوَجّهُ َأنْ َيتَمَلّ َ‬
‫َيتَوَجّهُ ذَلِكَ َف َكيْفَ جَ َزمَ اْلقَاضِي ِبتَمَّلكِ ِه مَعَ ا ْخِتيَا ِرهِ ِل ْلوَجْ ِه اْلأَوّلِ فِي الضّمَانِ ‪ .‬وََلوْ اسَْتأْ َجرَ لِلزّ ْرعِ ُمدّةً‬
‫ك الْ ُمدّ ِة ُثمّ اْنقَضَتْ َفقَا َل الْأَ ْ‬
‫صحَابُ ُحكْمُ ُه َبعْ َد انْ ِقضَا ِء الْمُ ّدةِ‬ ‫ُمعَيّنَ ًة َفزَرَعَ فِيهَا مَا لَا تَتَنَاهَى فِي تِ ْل َ‬
‫س بِجَارٍ‬ ‫ض َبعْ َد الْمُ ّدةِ وََلْي َ‬
‫ض َي وَابْ َن َعقِيلٍ قَالَا عََليْ ِه َتفْرِي ُغ الْأَ ْر ِ‬ ‫صبِ لِ ْلعُ ْدوَانِ ‪ ,‬ثُ ّم إنّ الْقَا ِ‬‫ُحكْمُ َز ْرعِ الْغَا ِ‬
‫خيّ ٌر َبيْنَ تَمَّلكِ ِه َوتَرْكِهِ بِالْأُ ْج َرةِ َفَأمّا اْلقَلْعُ فَلَا ‪.‬‬
‫ك ُم َ‬
‫عَلَى َقوَاعِ ِد الْمَ ْذ َهبِ فَِإنّمَا الْمَالِ ُ‬
‫‪366‬‬
‫ك [ وَاْلوَكِي ِل ] وَاْلوَصِ ّي وَالنّاظِ ِر إمّا‬ ‫ع ِبعَ ْقدٍ فَا ِسدٍ مِ ّمنْ لَهُ وِلَايَ ُة اْلعَ ْقدِ كَالْمَالِ ِ‬ ‫الْقِسْ ُم الثّاِلثُ ‪َ :‬أنْ َيزْرَ َ‬
‫ب اْلأَ ْرضِ أُ ْج َرةُ ِمثْلِهِ ‪.‬‬‫بِمُزَا َر َعةٍ فَاسِ َدةٍ َأ ْو بِإِجَا َرةٍ فَاسِ َدةٍ ‪َ .‬فقَا َل اْلأَصْحَابُ الزّ ْرعُ لِ َمنْ زَ َرعَ ُه َوعََليْهِ لِرَ ّ‬
‫ص عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ َحرْبٍ فِي اْلَبيْ ِع الْفَاسِ ِد َوِإنّمَا ِروَاَيةُ حَرْبٍ فِي‬ ‫وَذَكَرَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ أَنّ أَ ْحمَدَ َن ّ‬
‫ع ُهنَا اسَْتنَدَ إلَى إ ْذ ِن مَنْ لَ ُه الْإِ ْذنُ فَلَا َيكُونُ‬ ‫الْغَرْسِ ‪ .‬وَذَكَ َرهُ الْخِرَِقيّ َأيْضًا فِي الْمُزَا َر َعةِ اْلفَاسِ َدةِ ِلأَنّ الزّ ْر َ‬
‫صيّ َفلَا ُي ْعتَبَرُ‬‫حةِ كَاْلوَ ِ‬‫ك َومَ ْن َيتَصَرّفُ ِلغَيْ ِر ِه بِ َطرِيقِ الْ َمصْلَ َ‬ ‫حتَمَلُ َأ ّن هَذَا الّتفْرِيقَ بَيْنَ إ ْذ ِن الْمَالِ ِ‬ ‫عُ ْدوَانًا َويُ ْ‬
‫حتَمَلُ َأْيضًا الّتفْرِي ُق َبيْ َن عُقُو ِد الْ ِملْكِ كَاْلبَيْ ِع َو ُعقُو ِد التّصَرّفِ‬ ‫حةِ فِي اْل َعقْدِ اْلفَاسِ ِد َويُ ْ‬ ‫إ ْذنُهُ لِاْنتِفَا ِء الْ َمصْلَ َ‬
‫ك وَقَ َع اْل َعقْدُ فِيهَا عَلَى الْمِلْكِ دُو َن الْإِ ْذ ِن وَِلهَذَا َل ْم يَصِ ّح َتصَرّفُ‬ ‫بِالْإِ ْذنِ كَالْمُزَا َر َعةِ ِلَأنّ ُعقُو َد الْ ِملْ ِ‬
‫حهَا وَفَاسِ ِدهَا وَلِذَلِكَ‬ ‫صحِي ِ‬‫ف ُعقُو ِد التّصَرّفِ فَِإنّ الْإِ ْذ َن َموْجُودٌ فِي َ‬ ‫شتَرِي فِي الْ َعقْ ِد اْلفَاسِدِ ِبخِلَا ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ث مُ ْرسَ ٌل مِ ْن طَرِيقِ اْلَأوْزَا ِعيّ عَنْ وَاصِ ِل بْنِ َأبِي‬ ‫حنَا الّتصَرّفَ فِي فَاسِ ِدهَا وَقَ ْد وَ َردَ فِي ذَلِكَ حَدِي ٌ‬ ‫صَحّ ْ‬
‫ع عَلَى َعهْدِ َرسُولِ اللّهِ صَلّى اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّمَ َفقَالَ‬ ‫جَمِيلٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ‪ ,‬عَنْ { أَ ْرَب َعةٍ ا ْشتَرَكُوا فِي زَ ْر ٍ‬
‫أَحَ ُدهُمْ ِقبَلِي الْأَ ْرضُ ‪ ,‬وَقَا َل الْآ َخرُ ِقبَلِي الْفَ َدنُ ‪ ,‬وَقَا َل الْآخَرُ ِقَبلِي اْلبَذْرُ ‪ ,‬وَقَا َل الْآ َخ ُر عََليّ اْلعَمَلُ ‪َ .‬فلَمّا‬
‫جعَلَ الزّ ْرعَ ِلصَا ِحبِ اْلبَذْ ِر َوأَْلغَى صَا ِحبَ‬ ‫حصِدَ الزّ ْرعُ َتفَاَتوْا فِيهِ إلَى النِّبيّ صَلّى اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّمَ فَ َ‬ ‫ُاسْتُ ْ‬
‫ب اْلفَدّا ِن َشيْئًا َمعْلُومًا } ‪ ,‬وَقَدْ َأنْكَرَ‬ ‫ب اْلعَمَلِ دِ ْرهَمًا كُ ّل َيوْمٍ ‪ ,‬وَ َجعَلَ ِلصَا ِح ِ‬ ‫ض وَ َجعَلَ ِلصَا ِح ِ‬ ‫الْأَ ْر ِ‬
‫حدِيثِ قَالَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن اْلقَاسِمِ لَا َيصِ ّح وَاْلعَمَ ُل عَلَى َغيْ ِرهِ ‪ .‬وَقَالَ َأبُو دَاوُد سَ ِم ْعتُ أَحْمَدَ‬ ‫أَحْمَدُ هَذَا الْ َ‬
‫حدِيثَ قَا َل ُه َو ُمنْكَرٌ ِلَأنّ الّنبِيّ صَلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ َجعَلَ الزّ ْرعَ ِلصَا ِحبِ اْلأَ ْرضِ ‪ ,‬وَفِي هَذَا‬ ‫ذَ َك َر هَذَا الْ َ‬
‫الْحَدِيثِ َجعَلَ الزّ ْرعَ ِلصَا ِحبِ الْبَذْرِ ‪َ ,‬وهَذَا الْكَلَا ُم يَ ُد ّل عَلَى َأ ّن الْعَمَلَ عِنْ َد الِْإمَامِ أَ ْحمَدَ عَلَى َأنْ َيكُونَ‬
‫الزّ ْرعُ ِلصَا ِحبِ اْلأَ ْرضِ فِي الْإِجَا َرةِ اْلفَاسِ َدةِ وَالْمُزَا َر َع ِة اْلفَاسِ َدةِ ‪ .‬وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ إبْرَاهِي َم بْ ِن الْحَارِثِ‬
‫سيّبِ ‪ .‬قَالَ قَالَ كَانَ‬ ‫الْحَدِيثُ حَدِيثُ َأبِي َج ْعفَ ٍر الْخِطْ ِميّ يُشِيُ إلَى مَا َروَاهُ َأبُو َج ْعفَرٍ عَنْ َسعِي ِد بْ ِن الْمُ َ‬
‫ابْ ُن عُ َمرَ لَا يَرَى ِبهَا َيعْنِي الْمُزَا َر َعةَ َب ْأسًا َحتّى بََلغَ ُه عَنْ رَافِ ِع بْنِ خَدِيجٍ حَدِيثٌ َفَل ِقيَهُ َفقَالَ رَافِعٌ { َأتَى‬
‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ َبنِي حَا ِرَثةَ فَ َرأَى َز ْرعًا َفقَالَ ‪ :‬مَا أَحْسَنَ زَ ْرعَ ُظ َهيْرٍ ‪ ,‬أََلْيسَ أَ ْرضُ ُظهَيْرٍ ؟‬ ‫الّنِبيّ َ‬
‫قَالُوا بَلَى وََلكِنّهُ أَزْ َر َعهَا ‪َ ,‬فقَا َل النِّبيّ صَلّى اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّمَ ُخذُوا َز ْرعَكُ ْم وَ ُردّوا عََليْ ِه َن َفقَتَهُ } أَخْرَجَهُ َأبُو‬
‫دَاوُد وَالنّسَاِئ ّي وَلَِأبِي دَاوُد َمعْنَاهُ فِي حَدِيثِ َعبْدِ الرّ ْحمَ ِن بْنِ َأبِي َأْنعَمَ عَنْ رَافِ ِع بْنِ َخدِي ٍج وَالدّارَقُ ْطِنيّ‬
‫ضعْفٌ ‪ ,‬وَكُ ّل هَ ِذهِ وَارِ َدةٌ فِي‬ ‫ح َوهُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ‪ ,‬وَلِابْ ِن عَدِيّ َم ْعنَاهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَفِيهِمَا َ‬ ‫نَ ْ‬
‫ب وَقَدْ َرجّ َح الِْإمَامُ أَ ْحمَدُ حَدِيثَ َأبِي َج ْعفَرٍ عَلَى َحدِيثِ َأبِي ِإسْحَاقَ عَنْ‬ ‫الْمُزَا َر َعةِ اْلفَاسِ َدةِ لَا فِي اْل َغصْ ِ‬
‫عَطَاءٍ عَنْ رَافِ ِع بْنِ َخدِيجٍ فِيمَنْ َز َرعَ فِي أَ ْرضِ َق ْومٍ بِ َغيْرِ َقزَحٌ ‪ ,‬وَقَا َل الْحَدِيثُ حَدِيثُ َأبِي َج ْعفَرٍ وَقَالَ‬
‫ع ِب َغيْرِ إ ْذنِ ِه وََلْيسَ َغيْ ُر ُه يَذْكُ ُر هَذَا الْحَرْفَ َفقَ ْد َبيّنَ َأنّ التّمَلّكَ‬ ‫فِي ِروَاَيةِ َأبِي دَاوُد َأبُو ِإسْحَاقَ زَادَ فِيهِ زَ َر َ‬
‫صيِّتهَا‬ ‫خصُو ِ‬ ‫بِالنّ َف َقةِ إنّمَا َيْثُبتُ ِعنْ َدهُ فِي الْمُزَا َر َع ِة اْلفَاسِ َدةِ َأنْ َيتَمَلّكَ الزّ ْرعَ فِيهَا مَ َع ُثبُوتِ الْحَدِيثِ فِيهَا بِ ُ‬
‫ح ِبأَ ّن الْعَ َم َل عَلَى َغيْ ِرهِ ‪ .‬وَقَدْ‬‫ب اْلبَذْ ِر وَصَرّ َ‬ ‫صبِ لَا ِسيّمَا وَقَدْ َأْنكَرَ َحدِيثَ َجعْلِ الزّ ْرعِ لِرَ ّ‬ ‫دُو َن الْ َغ ْ‬
‫صبِ وَقَدْ َرَأيْت َأنّ‬ ‫ع اْلغَا ِ‬‫ك بِالّنفَ َق ِة مِنْ زَ ْر ِ‬‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ وَ ْجهًا فِي الْمُزَا َر َعةِ اْلفَاسِ َدةِ َأّنهَا ُتتَمَلّ ُ‬ ‫َخرّجَ ال ّ‬
‫كَلَامَ أَحْمَدَ إنّمَا يَدُ ّل عََليْهِ لَا عَلَى خِلَافِهِ ‪.‬‬
‫‪367‬‬
‫خلَا ِفهِ ِمثْلُ َأنْ َتَتبَيّنَ‬ ‫الْقِسْمُ الرّابِعُ ‪َ :‬أنْ َيزْرَعَ فِي أَرْضِ غَ ْي ِرهِ ِبعَ ْقدٍ مِ ّمنْ يَ ُظنّ أَ ّن لَهُ وِلَايَ َة اْلعَ ْقدِ ُثمّ تَبَّينَ بِ ِ‬
‫ك اْلأَ ْرضِ تَمَّلكَ ُه بِالّن َف َقةِ َأْيضًا َنقَلَ ُه عَنْهُ اْلأَثْ َر ُم َوِإبْرَاهِي ُم بْ ُن‬‫ح ّقةً لِ ْل َغيْرِ فَالْ َمْنصُوصُ أَنّ لِمَالِ ِ‬
‫ستَ َ‬
‫ض مُ ْ‬ ‫الْأَ ْر ُ‬
‫صبِ َوِبنَائِهِ ‪,‬‬ ‫الْحَارِثِ ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪َ :‬وهَذَا ُمَتوَجّ ٌه عَلَى َقوْلِ الْقَاضِي َومَ ْن وَافَقَهُ َأنّ غَ ْرسَ ُه َوِبنَاءَهُ َكغَرْسِ اْلغَا ِ‬
‫ستَأْ ِج ِر َوبِنَاِئهِمَا َفَيَتوَجّهُ عَلَى‬ ‫ستَعِ ِي وَالْمُ ْ‬‫حتَ َرمٌ َكغَرْسِ الْمُ ْ‬ ‫َوَأمّا عَلَى الْ َمنْصُوصِ ُهنَاكَ َأ ّن غَ ْرسَهُ َوِبنَا َءهُ ُم ْ‬
‫صبِ ِلتَقْدِي ِرهِ ‪َ ,‬وبِ ِمثْلِ ذَلِكَ أَفْتَى الشّيْخُ‬ ‫هَذَا َأ ْن يَكُونَ الزّ ْرعُ ِلمَاِلكِهِ َوعََليْ ِه الْأُ ْج َرةُ َويَ ْرجِ ُع ِبهَا عَلَى الْغَا ِ‬
‫ب بِالْمَالِ َأنّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ص َفيْنِ ِبنَا ًء عَلَى أَصْلِهِ فِي إيَا ِر الْغَا ِ‬ ‫ع َبيْ َن الْمَالِكِ وَالْ ُمزَا ِرعِ ِن ْ‬
‫َتقِيّ الدّينِ َل ِكنّهُ َجعَلَ الزّ ْر َ‬
‫ك وََلكِنْ لَا َنعْلَ ُم بِهِ قَائِلًا ‪ ,‬ثُ ّم وَ َج ْدنَا ابْنَ‬ ‫صبِ كَذَلِ َ‬ ‫ع الْغَا ِ‬
‫ك َوطَ ْر ُدهُ َأ ْن يَكُونَ زَ ْر ُ‬ ‫ال ّربْ َح َبيْنَ ُه َوَبيْنَ الْمَالِ ِ‬
‫ض الْ َم ْغصُوَب ِة وَقَ ْد وَاَفقَهُ أَحْمَدُ عَلَى‬ ‫صبِ ‪ .‬وَفِي أُ ْج َرةِ مَا َبنَاهُ فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫ع اْلغَا ِ‬ ‫َأبِي َليْلَى َيقُو ُل بِذَلِكَ فِي زَ ْر ِ‬
‫سيْلُ لِمَاِلكِ ِه ُمبْقَى‬‫ض اْل َغيْ ِر مِمّا َحمَلَهُ ال ّ‬ ‫ع النّابِتُ فِي أَ ْر ِ‬ ‫صةً ‪َ .‬ويَشْهَدُ ِلهَذَا اْلوَجْهِ َأنّ الزّ ْر َ‬ ‫أُجْ َر ِة اْلبِنَاءِ خَا ّ‬
‫حتَ ِملُ أَ ْن َيتَمَّلكَهُ‬
‫حصُولِ ِه مِ ْن َغيْ ِر عُ ْدوَا ٍن وَلَا تَفْرِيطٍ ‪َ ,‬وِإنْ كَا َن الْإِ ْذ ُن ُمنَْت ِفيًا َو َه ُهنَا ِمثْلُ ُه َويَ ْ‬ ‫هُنَا بِاْلأُجْ َرةِ لِ ُ‬
‫ع مِنْ قَ ْل ِع الْغَرْسِ‬‫مَالِكُ الْأَ ْرضِ َأيْضًا كَالْ َمزْرُوعِ بِ َعقْدٍ فَاسِ ٍد عَلَى مَا َد ّل عََليْهِ كَلَامُ أَحْمَدَ وََلْيسَ الِا ْمتِنَا ُ‬
‫ك اْلغِرَاسِ بِالّن ْقصِ َو ُه َو َمعْذُورٌ‬ ‫مَجّانًا ُمنَاِفيًا ِلتَ َملّكِ الزّ ْرعِ فَِإنّ الْمَانِ َع مِ ْن اْلقَلْعِ إدْخَالُ الضّرَرِ عَلَى مَالِ ِ‬
‫ع ُه َو انِْتفَا ُء الْإِ ْذنِ الصّحِي ِح َو ُهوَ‬ ‫صبِ وَالْ ُم ْقَتضِي ِلتَمَلّكِ الزّ ْر ِ‬ ‫ع عَلَى اْلغَا ِ‬ ‫ِلغَرَ ِر ِه َو ُهوَ َيَتعَذّ ُر عََليْهِ الرّجُو ُ‬
‫ك غِرَاسَ ُه َوإِنْ قِي َل بِا ْحتِرَامِهِ ‪.‬‬ ‫َموْجُو ٌد ُهنَا وَِلهَذَا َيتَمَلّ ُ‬
‫‪368‬‬
‫ض بِمِ ْل ِكهِ َلهَا َأوْ ِبإِذْ ِن مَالِ ِكهَا ُثمّ يَنَْت ِقلُ مِلْ ُكهَا إلَى غَ ْي ِرهِ وَالزّرْعُ‬ ‫الْقِسْ ُم الْخَا ِمسُ ‪َ :‬أنْ َيزْرَعَ فِي أَرْ ٍ‬
‫شغُوَلةِ بِالزّ ْرعِ فِي بَقِّيةِ‬
‫قَاِئمٌ فِيهَا ‪َ ,‬و ُهوَ َن ْوعَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬أَنْ يَنَْتقِ َل مِ ْلكُ اْلأَرْضِ دُونَ مَ ْنفَعَِتهَا الْ َم ْ‬
‫ت هَذَا مَنْ اسَْتأْ َجرَ‬
‫ح َ‬
‫ك ِب َغيْ ِر إشْكَالٍ ‪َ .‬ويَدْ ُخ ُل تَ ْ‬ ‫ُمدِّتهِ فَالزّ ْرعُ لِمَاِلكِ ِه وَلَا أُجْ َر َة عََليْ ِه بِسََب ِ‬
‫ب تَجَدّ ِد الْمِلْ ِ‬
‫أَرْضًا ِمنْ مَاِلكِهَا وَزَرَ َعهَا ُثمّ مَاتَ الْ ُم َؤ ّجرُ وَانْتَقَلَتْ إلَى وَ َرثَِتهِ ‪َ .‬ومَنْ اشَْترَى أَرْضًا َفزَرَ َعهَا ُثمّ َأفْلَسَ‬
‫صدَقَ امْ َرَأتَهُ أَرْضًا َفزَرَ َعهَا ُثمّ طَ ّل َقهَا قَ ْبلَ‬
‫فَِإنّ ِل ْلبَائِعِ الرّجُوعَ فِي اْلأَ ْرضِ وَالزّ ْرعُ ِللْ ُمفِْلسِ ‪َ .‬ومَنْ أَ ْ‬
‫ال ّدخُولِ وَالزّرْعُ قَاِئمٌ وَقُلْنَا َلهُ الرّجُوعُ فَِإنّ الزّ ْرعَ ُمْبقَى ِب َغيْرِ أُ ْج َرةٍ إلَى َأوَانِ أَ ْخ ِذهِ وَكَذَلِكَ ُحكْ ُم مَنْ‬
‫ض يَمْ ِل ُكهَا ُثمّ انَْتقَلَتْ إلَى غَ ْي ِرهِ بِبَيْعٍ أَوْ غَ ْي ِرهِ يَكُونُ الزّ ْرعُ ِب َغيْرِ أُ ْج َرةٍ ُمْبقَى فِيهَا إلَى َأوَانِ‬
‫زَرَعَ فِي أَرْ ٍ‬
‫جمِيعِ مَنَا ِف ِعهَا َعنْ مِ ْلكِ الَْأوّ ِل إلَى غَ ْي ِرهِ ‪َ .‬ومِنْ َأمْثَِلةِ ذَلِكَ‬
‫أَخْ ِذهِ ‪ .‬وَالّن ْوعُ الثّانِي ‪َ :‬أنْ تَنَْتقِ َل اْلأَرْضُ بِ َ‬
‫الْ َوقْفُ إذَا َزرَعَ فِيهِ أَ ْه ُل الْبَ ْطنِ الَْأوّ ِل َأوْ َم ْن أَ ْج َر ْوهُ ُثمّ انْتَ َقلَ إلَى الْبَ ْطنِ الثّانِي وَالزّرْعُ قَائِمٌ ‪ ,‬فَِإنْ قِيلَ‬
‫ع ُمبْقَى لِمَاِلكِهِ بِاْلأُ ْج َرةِ السّاِب َقةِ ‪َ ,‬وِإنْ قِي َل‬ ‫صُتهُمْ مِنْ الْأُجْ َرةِ فَالزّ ْر ُ‬‫إ ّن الْإِجَا َرةَ لَا َتْنفَسِخُ وَلِ ْلبَطْ ِن الثّانِي ِح ّ‬
‫ط مِنْ‬ ‫ستَأْ ِج ِر َبعْدَ اْن ِقضَاءِ الْ ُم ّدةِ إذَا كَا َن َبقَا ُؤ ُه ِبغَيْ ِر َتفْرِي ٍ‬
‫بِالِانْفِسَاخِ وَ ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ الصّحِيحُ َف ُهوَ َكزَ ْرعِ الْمُ ْ‬
‫سأََل ِة الْإِجَا َرةِ‬
‫ستَأْ ِجرِ َفَتبْقَى بِاْلأُ ْج َرةِ إلَى َأوَانِ أَ ْخ ِذهِ ‪ .‬وََقدْ َنصّ أَحْمَدُ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ ُم َهنّا فِي مَ ْ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ع وَرَبّ‬ ‫جعَلُ مُزَا َر َعةً َبيْ َن الْمُزَا ِر ِ‬‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ َوأَفْتَى مَ ّرةً أُخْرَى ِبَأنّهُ يُ ْ‬ ‫ضَيةِ َوأَ ْفتَى بِهِ فِي الْوَقْفِ ال ّ‬ ‫الْ ُمنْ َق ِ‬
‫الْأَ ْرضِ ِلنُ ُم ّوهِ مِنْ أَ ْرضِ أَ َح ِدهِمَا َوبَذْ ِر الْآخَرِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ أَ ْفتَى فِي اْلأَقْطَاعِ الْ َمزْرُو َعةِ إذَا اْنتَقََلتْ إلَى َمقْطَعٍ‬
‫شفِيعُ إذَا انَْتزَعَ اْلأَرْضَ َوفِيهَا زَرْعٌ لِلْ ُمشَْترِي َف ُه َو مُ ْ‬
‫حتَ َر ٌم َوهَلْ‬ ‫آخَرَ وَالزّ ْرعُ قَائِمٌ فِيهَا ‪َ .‬و ِمْنهَا ‪ :‬ال ّ‬
‫ستَحِ ّق َشْيئًا َو ُه َو الْمَذْكُورُ فِي الْ ُمغْنِي‬ ‫شتَرِي ؟ عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬لَا يَ ْ‬ ‫ستَحِقّ أُجْ َر َة الْ ِمثْ ِل عَلَى الْمُ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫وَالتّ ْلخِيصِ وَقَالَ َأبُو الْبَرَكَاتِ فِي َتعْلِيقِ ِه عَلَى اْلهِدَاَيةِ ُهوَ أَصَحّ اْلوَ ْج َهيْنِ ِلأَصْحَاِبنَا إلْحَاقًا لَ ُه ِببَيْ ِع اْلأَ ْرضِ‬
‫ع َبيْعٍ َق ْهرِيّ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَهُ الْأُجْ َر ُة مِنْ حِيِ أَخْ ِذهِ ذَكَ َرهُ َأبُو الْخَطّابِ فِي‬ ‫ش ْف َعةِ َن ْو ُ‬
‫الْمَزْرُو َعةِ فَِإنّ اْلأَخْ َذ بِال ّ‬
‫ع الْ َعقْ ِد عََلْيهِمَا َجمِيعًا وَفِي تَ ْركِ‬ ‫شفِيعِ فِي اْلعَيْ ِن وَالْ َمْنفَ َعةِ َجمِيعًا ِلوُقُو ِ‬
‫اْنِتصَا ِرهِ ‪َ ,‬و ُهوَ أَ ْظهَرُ ِلأَنّ حَقّ ال ّ‬
‫حقّ ِه مِ ْن الْ َمْنفَ َع ِة ِبغَيْرِ عِ َوضٍ فَلَا َيجُوزُ ‪.‬‬
‫ع مَجّانًا َت ْفوِيتٌ لِ َ‬
‫الزّ ْر ِ‬
‫‪369‬‬
‫ت فِيهَا َفهَ ْل يَ ْلحَ ُق بِ َز ْرعِ الْغَا ِ‬
‫صبِ لِاْنتِفَاءِ‬ ‫الْقِسْمُ السّادِسُ حَ َملَ السّ ْيلُ َبذْرَ إْنسَانٍ إلَى أَرْضِ غَ ْي ِر ِه فَنَبَ َ‬
‫ستَأْ ِج ِر مِ ْن َبعْدِ اْن ِقضَاءِ الْمُ ّدةِ لِاْنِتفَاءِ الْعُ ْدوَانِ مِنْ‬‫سَتعِيِ َأ ْو الْمُ ْ‬
‫ع الْمُ ْ‬
‫ك ِبقِي َمتِهِ َأ ْو بِزَ ْر ِ‬
‫الْإِ ْذنِ مِ ْن الْمَالِكِ َفيَ ْملِ ُ‬
‫سيْنِ‬‫سَتعِيِ َو ُهوَ ا ْختِيَارُ اْلقَاضِي وَابْنِهِ َأبِي الْحُ َ‬ ‫ب اْلبَذْرِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ ,‬أ ْشهَ ُرهُمَا َأنّهُ كَزَ ْرعِ الْمُ ْ‬ ‫صَا ِح ِ‬
‫ض مَجّانًا َأمْ بِأُ ْج َرةٍ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪:‬‬ ‫وَابْ ِن َعقِيلٍ َوذَكَ َرهُ َأبُو الْخَطّابِ عَنْ أَحْمَدَ َلكِنْ هَلْ ُيتْ َركُ فِي الْأَ ْر ِ‬
‫أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ ُه ُيتْ َركُ َمجّانًا قَالَهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ِلأَنّ ُه َوِإنْ اْنتَفَى َعنْهُ إ ْذ ُن الْمِلْكِ َفقَ ْد اْنتَفَى َعنْهُ ِفعْلُ‬
‫ض الْ َمبِي َعةِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَهُ الْأُجْ َرةُ‬
‫الزّا ِرعِ َفَيَتقَابَلَانِ وَِلَأنّهُ َحصَلَ فِي اْلأَ ْرضِ بِ َغيْ ِر َتفْرِيطٍ َف ُهوَ كَاْلقَائِمِ فِي الْأَ ْر ِ‬
‫ض اْلغَيْ ِر ِب َغيْرِ إ ْذنٍ َفَأوْ َجبَ اْلأُجْ َر َة عَلَى‬
‫ذَ َك َرهُ َأبُو الْخَطّابِ عَنْ أَ ْحمَدَ ِلَأنّهُ زَ ْرعٌ َحصَ َل اْبتِدَا ُؤهُ فِي أَ ْر ِ‬
‫ب َو ُهوَ لَا َيعَْلمُ ‪.‬‬ ‫شتَرِي مِ ْن اْلغَاصِ ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫‪370‬‬
‫ع ُمبْقَى لِمَنْ‬ ‫الْقِسْمُ السّابِ ُع مَنْ َزرَعَ فِي أَرْضِ غَ ْي ِرهِ ِبِإذْنٍ غَ ْيرِ لَازِمٍ كَاْلإِعَا َرةِ ُثمّ َرجَعَ الْمَاِلكُ فَالزّ ْر ُ‬
‫جبُ عََليْهِ اْلأُجْ َر ُة مِنْ ِحيِ الرّجُوعِ َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْ ِن‬ ‫زَ َرعَهُ إلَى َأوَانِ َحصَا ِدهِ ِب َغيْرِ ِخلَافٍ َلكِ ْن هَ ْل تَ ِ‬
‫ع ِبغَيْ ِر ِع َوضٍ ‪,‬‬‫ب َو ُهوَ َقوْلُ اْلقَاضِي َوأَصْحَابِهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬انِْتفَاءٌ ِلأَنّهُ دَخَ َل عَلَى الِانِْتفَا ِ‬ ‫َأ ْشهَ ُرهُمَا اْلوُجُو ُ‬
‫شهَدُ لَهُ ‪.‬‬ ‫حرّرِ َوظَاهِرُ َكلَامِ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ صَاِلحٍ يَ ْ‬ ‫َوهُوَ ا ْخِتيَارُ صَا ِحبِ الْمُ َ‬
‫‪371‬‬
‫حقّ غَ ْي ِرهِ كَالرّا ِهنِ وَالْ ُم َؤجّرِ وَكَانَ‬ ‫الْقِسْ ُم الثّامِنُ ‪ :‬مَنْ زَرَعَ فِي مِ ْل ِكهِ اّلذِي مُنِعَ ِمنْ التّصَرّفِ فِيهِ لِ َ‬
‫ص ِه قِي َم َة الْأَرْضِ عِ ْن َد حُلُولِ ال ّدْينِ َف ُهوَ كَزَ ْرعِ اْلغَا ِ‬
‫صبِ ‪:‬‬ ‫ضرّ بِالْ ُمسَْتأْ ِجرِ وَبِالْ ُمرَْت ِهنِ لِتَ ْنقِي ِ‬
‫َذلِكَ يَ ُ‬
‫ك اْلأَ ْرضِ ُهنَا‬ ‫جمِيعَ ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َوإِنّمَا ُقلِعَ الزّ ْرعُ ِمنْهُ ِلأَنّ مَالِ َ‬ ‫ك غِرَاسُهُ َوِبنَاؤُهُ َفَيقْلَ ُع الْ َ‬ ‫وَكَذَلِ َ‬
‫ع وَالْ ُمتَعَلّقُ َحقّ ُه ِبهَا لَا يُ ْمكِنُ ُه تَمَّلكُهُ ِلعَ َد ِم مِ ْلكِهِ َفَيتَ َعيّ ُن اْلقَلْ ُع وَفِيهِ نَ َظرٌ َأمّا فِي ال ّرهْنِ َفيُ ْمكِنُ َأنْ‬‫ُهوَ الزّا ِر ُ‬
‫ك مَعَ مَا فِي ِه مِنْ‬ ‫جبِ ُر َوإِزَاَلةُ الزّ ْرعِ فَِإنّهُ مِنْ جُ ْمَل ِة نَمَا ِء الْأَ ْرضِ فَلَا يَجُوزُ قَ ْلعُهُ كَذَلِ َ‬ ‫ص اْلأَ ْرضِ َينْ َ‬ ‫ُيقَالَ إ ّن َنقْ َ‬
‫جرّدِ وَابْ ُن عَقِيلٍ فِي اْل ُفصُولِ ِبأَ ّن اْلغِرَاسَ الْحَادِثَ فِي‬ ‫ف مَالِ الرّاهِنِ ‪ ,‬وَقَدْ صَرّحَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫إتْلَا ِ‬
‫ض الْمَ ْرهُوَنةِ ِبَنفْسِهِ َأ ْو ِب ِفعْلِ الرّاهِ ِن َيكُونُ َر ْهنًا ِلَأنّهُ مِ ْن نَمَاِئهَا وَالزّ ْرعُ ِمثْلُ ُه وََلوْ قِي َل إنّهُ لَا يَدْخُلُ فِي‬ ‫الْأَ ْر ِ‬
‫جعَلُ َرهْنًا وَقَ ْد وََقعَ‬‫سَببِهِ َويُ ْ‬
‫ص مِنْ قِي َم ِة اْلأَ ْرضِ بِ َ‬ ‫ال ّرهْنِ َفيَجُوزُ َأنْ ُيؤْخَذَ مِنْ الرّاهِنِ أُ ْج َرةُ ِمثْلِهِ َأ ْو مَا َنقَ َ‬
‫فِي َكلَامِ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ وَكَلَامِ ابْنِ َأبِي مُوسَى مَا يَدُ ّل عَلَى َجوَا ِز اْنتِفَاعِ الرّاهِ ِن بِال ّرهْنِ‬
‫سَتأْجِ ُر وَلَا ِسيّمَا إنْ كَا َن اسَْتأْجَرَ‬ ‫جعَلُ َر ْهنًا َوهَذَا فِي َمعْنَا ُه َوأَمّا الْمُ ْ‬ ‫بِإِ ْذنِ الْمُ ْرَتهِ ِن َوُتؤْخَ ُذ ِمنْهُ اْلأُجْ َر ُة َوتُ ْ‬
‫ع ِبَن َفقَتِهِ إ ْذ ُه َو مَالِكُ الْ َمنْ َف َعةِ قَ ْد ُيقَا ُل ِمثْلُهُ فِي الزّ ْرعِ فِي أَ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫لِزَ ْرعٍ َفيَجُوزُ أَ ْن ُيقَالَ لَ ُه يَمْلِكُ الزّ ْر َ‬
‫ك عَلَى اْلوَ ْج َهيْنِ فِي‬ ‫ض َويُحْمَلُ تَخْرِيجُ ذَلِ َ‬ ‫اْلوَقْفِ إ ّن الْ َموْقُوفَ عََليْ ِه َيتَمَّلكُ ُه بِالنّ َف َق ِة تَمَّلكَ ُه َمنْ َف َع َة الْأَ ْر ِ‬
‫ش ْف َعةِ ِب َك ْونِهِ مَاِلكًا وَاْنِتفَاءَهَا‬
‫ف عَلَى طَرِي ِق مَ ْن عَلّ َل ُثبُوتَ ال ّ‬ ‫ش ْف َعةِ بِشَرِ َكةِ الْوَقْ ِ‬ ‫ف عََليْهِ لِل ّ‬
‫ك الْ َموْقُو ِ‬ ‫تَمَلّ ِ‬
‫ج مَا َلوْ غَصَبَ‬
‫خرّ ُ‬
‫ك َه ُهنَا ‪ ,‬وَكَذَا اْل َقوْلُ فِي تَمَّلكِهِ لِ ْل ِغرَاسِ وَاْلِبنَاءِ َوعَلَى هَذَا َيتَ َ‬
‫صوّ ِر مِ ْلكِهِ َفكَذَلِ َ‬
‫ِبتَ َ‬
‫الْأَرْضَ [ الْمُوصَى بِمَنَا ِفعِهَا ] َأوْ الْ ُمسَْتأْ َج َر َة وَزَرَعَ فِيهَا َفهَ ْل َيتَمَلّكُ الزّ ْر َ‬
‫ع مَالِكُ الرَّقَبةِ َأوْ مَالِكُ‬
‫الْ َمنْ َف َعةِ ؟ ‪.‬‬
‫‪372‬‬
‫جرِ ؟‬
‫ت هَلْ هُ َو مُ ْلحَ ٌق بِالزّ ْرعِ َأ ْو بِالشّ َ‬
‫ضرَاوَا ِ‬
‫خ ْ‬
‫الْقَاعِ َد ُة الثّمَانُونَ ) ‪ :‬مَا َتكَرّرَ حَمْلُ ُه مِنْ أُصُو ِل اْلُبقُولِ وَالْ َ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ :‬مْنهَا َهلْ يَجُو ُز بَيْعُ َه ِذهِ اْلأُصُو ِل ُمفْ َر َدةً أَ ْم لَا إنْ أَلْ َ‬
‫ح ْقنَاهَا‬ ‫فِيهِ وَ ْجهَانِ َويَْنَبنِي عَلَى ذَلِ َ‬
‫صرّحَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي َموْضِ ٍع وََفرّقَا فِي َموْضِعٍ آخَرَ بَيْ َن مَا َيَتبَاقَى‬ ‫بِالشّجَرِ ِلَتكَرّرِ حَ ْمِلهَا جَازَ فِيهِ َ‬
‫ح َوهَا لَا يَجُو ُز َبيْ ُعهَا إلّا بِشَرْطِ‬
‫حجَازِيّ َفيَجُوزُ بَيْعُ أُصُولِهِ ‪َ ,‬ومَا لَا َيتَبَاقَى إلّا َسَن ًة َونَ ْ‬ ‫ِمنْهَا ِسنِيَ كَاْلقُطْ ِن الْ ِ‬
‫ح َوهَا لَا يَجُو ُز َبْيعُهَا إلّا‬
‫ع َمعَ ُه الْأَ ْرضُ كَالزّ ْرعِ وَ َرجّحَ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ أَ ّن الْ َمقَاثِ َي َونَ ْ‬ ‫الْقَ ْطعِ إلّا َأ ْن ُتبَا َ‬
‫ع َو ُهوَ ُم ْقَتضَى كَلَامِ الْخِرَِق ّي وَابْنِ َأبِي مُوسَى ‪.‬‬ ‫ضةٌ لِلْآفَاتِ كَالزّ ْر ِ‬‫ط اْلقَطْعِ فَِإّنهَا مَعَ أُصُوِلهَا ُمعَرّ َ‬‫بِشَرْ ِ‬
‫‪373‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا بَاعَ اْلأَرْضَ َوفِيهَا هَ ِذهِ الْأُصُولُ فَِإنْ قُ ْلنَا ِهيَ كَالشّجَ ِر اْنبَنَى عَلَى َأنّ الشّجَ َر هَ ْل يَدْ ُخلُ فِي‬
‫ض مَ َع الْإِطْلَاقِ َأمْ لَا ؟ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ ‪َ .‬وِإنْ ُق ْلنَا هِيَ كَالزّ ْرعِ َل ْم تَدْخُلْ فِي اْلبَيْ ِع وَ ْجهًا وَا ِحدًا‬ ‫َبيْعِ اْلأَ ْر ِ‬
‫ض َوهِ َي طَرِي َقةُ‬ ‫سأََلةِ َأْيضًا طَرِيقَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا أَنّ ُحكْ َمهَا ُحكْمُ الشّجَرِ فِي َتبْ ِقَي ِة الْأَ ْر ِ‬ ‫وَلِ ْلأَصْحَابِ فِي الْمَ ْ‬
‫خلَافِ الشّجَرِ ِلأَنّ َتْبقَِيِتهَا فِي اْلأَ ْرضِ‬ ‫حرّرِ ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪َ :‬أّنهَا َتتْبَ ُع وَ ْجهًا وَاحِدًا بِ ِ‬ ‫ابْ ِن َعقِيلٍ وَصَا ِحبِ الْمُ َ‬
‫خطّابِ وَصَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي َوعَلَى مَا‬ ‫حوِيَلهَا َف ِهيَ كَالْ َمْنبُوذَاتِ َوهِ َي طَرِي َقةُ َأبِي الْ َ‬ ‫ُمعْتَادٌ وَلَا َي ْقصِ ُد َنقَْلهَا َوتَ ْ‬
‫قَرّ ْرنَاهُ َأوّلًا يُخَرّجُ فِيهَا طَرِي َق ٌة ثَاِلَثةٌ َأّنهَا لَا َتتْبَ ُع وَ ْجهًا وَاحِدًا كَالزّ ْرعِ ‪.‬‬
‫‪374‬‬
‫جرِ فَِللْمَالِكِ قَ ْلعُ ُه َمجّانًا َوِإنْ قِيلَ‬ ‫ب أَ ْرضًا َفزَرَعَ فِيهَا مَا يََت َكرّرُ حَمْ ُلهُ فَِإنْ قِي َل ُهوَ كَالشّ َ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا غَصَ َ‬
‫سأََلةِ وَ ْجهَا ِن مَذْكُورَانِ فِي الْ ُمغْنِي ‪.‬‬ ‫ك تَمَّلكُ ُه بِاْلقِي َمةِ وَفِي الْمَ ْ‬
‫ُهوَ كَالزّ ْرعِ فَلِ ْلمَالِ ِ‬
‫‪375‬‬
‫حةٍ قَ ْبلَ اْلقَطْعِ فَِإنْ قِيلَ ُحكْ ُمهَا ُحكْمُ‬
‫ت بِجَائِ َ‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ اشَْترَى ُلقَطَةٌ ظَا ِه َرةً ِم ْن هَ ِذهِ الْأُصُولِ فَتَ ِلفَ ْ‬
‫ت عَلَى اْلوَ ْج َهيْنِ فِي إجَا َحةِ الزّرُوعِ ‪.‬‬
‫ج ِر تَِل َفتْ مِنْ ضَمَانِ الْبَائِعِ ‪َ ,‬وِإنْ قِي َل ِهيَ كَالزّ ْرعِ ُخرّ َج ْ‬
‫ثَمَرِ الشّ َ‬
‫‪376‬‬
‫ت الْمُسَاقَاةُ َوِإنْ قِي َل هِيَ كَالزّ ْرعِ َف ِهيَ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ سَاقَى عَلَى َه ِذهِ اْلأُصُولِ فَِإنْ قِي َل ِهيَ كَالشّجَرِ صَ ّ‬
‫ح ْ‬
‫مُزَا َر َعةٌ ‪.‬‬
‫‪377‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِديَة وَالثّمَانُونَ ) ‪ :‬النّمَا ُء الْ ُمّتصِلُ فِي الَْأعْيَانِ الْمَمْلُو َك ِة اْلعَائِ َدةِ إلَى مَ ْن اْنتَقَ َل الْمِلْكُ عَنْهُ‬
‫خ َتتْبَ ُع اْلأَ ْعيَانَ عَلَى ظَاهِ ِر الْمَ ْذ َهبِ ِعنْدَ أَصْحَاِبنَا وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّهُ لَا َيتْبَ ُع َو ُهوَ الّذِي‬ ‫بِالْ َمفْسُو ِ‬
‫ب الصّدَاقِ‬ ‫ح بِهِ فِي ِكتَا ِ‬ ‫ذَ َك َرهُ الشّيَازِيّ فِي الْ ُمْبهِجِ ‪ ,‬وَلَ ْم يَحْكِ فِيهِ ِخلَافًا َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ ابْ ِن َعقِيلٍ صَرّ َ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ :‬مْنهَا‬ ‫ج عَلَى ذَلِ َ‬ ‫شهُورِ ‪َ .‬وَيتَخَرّ ُ‬ ‫وَالشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ َويَْتبَ ُع اْلأَصْلَ فِي الّتوِْث َقةِ وَالضّمَانِ عَلَى الْمَ ْ‬
‫‪ :‬الْ َمرْدُودُ بِالْعَيْبِ إذَا كَانَ َقدْ زَادَ ِزيَا َدةً مُتّصِ َلةً كَالسّ َم ِن وََتعَّلمِ صِنَا َعةٍ فَاْلمَ ْ‬
‫شهُورُ عِنْ َد اْلأَصْحَابِ َأنّ‬
‫شتَرِي وَكَذَلِكَ‬ ‫شتَرِي عََليْ ِه َشْيئًا وَ َخرّجَ ابْ ُن َعقِيلٍ بَِأنّ ال ّزيَا َدةَ ِللْمُ ْ‬ ‫ستَحِ ّق الْمُ ْ‬‫ال ّزيَا َدةَ لِ ْلبَائِ ِع َتبَعًا ِلأَصِْلهَا وَلَا يَ ْ‬
‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ إْبهَامِهِ مِ ْن عُمُومِ‬ ‫قَالَ الشّيَازِيّ وَزَادَ َأنّهُ َيرْجِ ُع عَلَى اْلبَائِ ِع ِبقِي َم ِة النّمَا ِء وَكَذَلِكَ ذَكَ َرهُ ال ّ‬
‫ح ّقتْ فَالنّمَاءُ لَهُ قَا َل َوهَذَا َيعُ ّم الْ ُمْنفَصِلَ‬ ‫كَلَامِ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَالِبٍ إذَا ا ْشتَرَى َغنَمًا َفنَ َمتْ ثُ ّم ا ْستَ َ‬
‫صرِيًا كَمَا قَالَ الشّيَازِيّ فِي ِروَاَيةِ‬ ‫وَالْ ُمتّصِلَ قُلْت وَقَ ْد َنصّ أَحْمَدُ عَلَى الرّجُوعِ ِبقِي َم ِة النّمَا ِء الْ ُمّتصِلِ َ‬
‫سهَا َورَجَ َع ِبقَدْرِ ال ّدوَاءِ‬ ‫شتَرِي َحبَ َ‬ ‫ابْ ِن َمْنصُورٍ فِيمَ ْن ا ْشتَرَى سِ ْل َعةً َفنَ َمتْ ِعنْ َدهُ وَكَا َن ِبهَا دَاءٌ فَِإنْ شَا َء الْمُ ْ‬
‫َوإِ ْن شَاءَ َر ّدهَا وَ َرجَ َع عََليْ ِه ِبقَدْ ِر النّمَا ِء َوتََأوَّلهَا اْلقَاضِي عَلَى َأنّ النّمَا َء الْ ُمّتصِلَ َيرُ ّد ُه َم َعهَا َو ُهوَ ظَاهِرُ‬
‫شتَرِي وَفِي َقوْلِ ِه عََليْهِ يَعُودُ إلَى الْبَائِ ِع َوِإنّمَا يَرْ ِجعُ‬ ‫الْفَسَادِ ِلأَنّ الضّمِيَ فِي َقوْلِهِ َرجَ َع َيعُودُ إلَى الْمُ ْ‬
‫شتَرِي عَلَى [ اْلبَائِ ِع ِبقِي َم ِة ] النّمَا ِء الْ ُمْن َفصِلِ ‪َ ,‬ووَجْ ُه الْإِ ْجبَا ِر ُهنَا عَلَى دَ ْف ِع اْلقِي َمةِ َأنّ اْلبَائِعَ قَدْ أُ ْجبِرَ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫عَلَى أَ ْخ ِذ سِ ْل َعتِهِ وَرَ ّد ثَ َمِنهَا َفكَذَلِكَ نَمَا ُؤهَا الْ ُمّتصِل ِبهَا يَْتَب ُعهَا فِي ُحكْ ِمهَا َوِإنْ َل ْم َيقَعْ عََليْهِ اْل َعقْدُ‬
‫خيَا ِر وَقَعَ لِ ْل َعقْ ِد مِنْ أَصْلِهِ بِخِلَافِ‬ ‫خيَا ِر َيَتوَجّهُ فِي ِه ِمثْلُ ذَلِكَ إلّا َأنْ ُيقَا َل اْلفَسْخُ لِ ْل ِ‬
‫وَالْمَرْدُو ُد بِالْإِقَاَلةِ وَالْ ِ‬
‫ح بِذَلِكَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِخلَاِفهِمَا وَفِي ِه ُبعْدٌ‬ ‫صرّ َ‬ ‫الْ َعْيبِ وَالْإِقَاَل ِة وَقَدْ َ‬
‫‪378‬‬
‫س ُمشَْترِيهِ قَ ْبلَ َنقْ ِد الثّ َمنِ وَ َو َجدَ ُه الْبَائِ ُع َقدْ نَمَا نَمَاءً مُتّصِلًا قَالَ اْلقَاضِي َوأَصْحَابُهُ‬ ‫َومِْنهَا الْمَبِي ُع إذَا َأفْلَ َ‬
‫ع َوهُ َو َمأْخُو ٌذ مِمّا َروَى الْ َميْمُونِ ّي‬ ‫يَرْ ِج ُع بِهِ وَلَا َشيْءَ لِلْ ُم ْفِلسِ وَكَذَلِكَ ابْنُ َأبِي مُوسَى ذَ َكرَ الرّجُو َ‬
‫ت يَرْ ِجعُ فِي ال ّزيَا َدةِ وَالنّ ْقصَانِ ‪ ,‬وََلفْظُ ِروَاَيةِ‬‫ت اْلعَيْنُ َأ ْو َن َقصَ ْ‬
‫َوِإسْحَاقُ بْ ُن إبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ إذَا زَادَ ْ‬
‫حتَمَلُ َأنْ ُيرَا َد بِهِ‬ ‫ص َيوْ َم اشْتَرَاهُ قَا َل ُهوَ أَحَ ّق بِهِ زَادَ َأ ْو َنقَصَ ‪َ ,‬وهَذَا يُ ْ‬
‫ِإسْحَاقَ قِيلَ لَهُ فَِإنْ كَانَ زَادَ َأوْ َن َق َ‬
‫ع مَا ُينَافِي مُطَاَلَبتَهُ ِبقِي َمةِ ال ّزيَا َدةِ كَمَا‬
‫حقَاقِ الرّجُو ِ‬ ‫سعْ ِر َونُ ْقصَانُهُ َوِإ ْن اُ ْسُتْبعِدَ ذَلِكَ فََلْيسَ فِي اسْتِ ْ‬
‫ِزيَا َدةُ ال ّ‬
‫صْبغًا فِي الّثوْبِ ‪ .‬وَقَالَ الْخِرَِقيّ َلْيسَ لَهُ الرّجُوعُ َوذَكَرَ اْلقَاضِي فِي ِكتَابِ الْ ِهَبةِ مِنْ‬ ‫َلوْ كَانَتْ ال ّزيَا َدةُ ِ‬
‫خِلَافِهِ َأنّهُ َمنْصُوصٌ عَنْ أَ ْحمَدَ َفَيكُونُ ُأ ْسوَ ًة بِاْلغُ َرمَاءِ كَمَا َل ْو طَلّقَ ال ّز ْوجُ َقبْلَ الدّخُو ِل وَقَدْ زَا َد الصّدَاقُ‬
‫شتَرِي بِ َر ّدهِ ِب ِزيَا َدتِهِ بِخِلَافِ‬ ‫ض َي الْمُ ْ‬‫ب عِنْ َد مَ ْن َسلّمَهُ ِلَأنّ الرّ ّد بِاْلعَْيبِ َقدْ رَ ِ‬ ‫ِزيَا َد ًة ُمتّصَِل ًة وَفَا َرقَ الرّ ّد بِاْل َعيْ ِ‬
‫ث َوهُوَ‬‫ب ُمقَارِنٍ لِ ْل َعقْ ِد وَاْلفَسْ ُخ ُهنَا ا ْستَنَدَ إلَى َسبَبٍ حَادِ ٍ‬ ‫الْ ُمفِْلسِ ‪ .‬وَِلأَنّ الرّ ّد بِاْل َعيْبِ ا ْستَنَدَ إلَى سََب ٍ‬
‫ض الَْأوّ ُل بِمَا َل ْو اشْتَرَى عَبْدًا ِبثَوْبٍ َفوَ َجدَ صَا ِحبُ‬ ‫ُحكْ ُم الْحَاكِ ِم َو ُهوَ َشبِيهٌ بِالطّلَاقِ َقبْلَ الدّخُو ِل َوُيْنتَ َق ُ‬
‫ب بِهِ عَْيبًا فَِإنّهُ َيرُ ّد ُه َويَأْ ُخ ُذ الْ َعبْ َد َوِإنْ كَانَ قَ ْد سَمِنَ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬بِمَا َل ْو بَاعَهُ َعْينًا بَعْدَ إ ْفلَاسِهِ وََقبْلَ‬ ‫الّثوْ ِ‬
‫ك َوَأْيضًا‬ ‫س َو ُظهُورِهِ ‪ .‬وَقَ ْد َسبَقَ َنصّ أَ ْحمَدَ بِذَلِ َ‬ ‫َحجْ ِر الْحَاكِمِ َفِإنّ َحجْ َر ُه إنّمَا ُهوَ ُمعَْتبَرٌ ِلُثبُوتِ الْ ُمفِْل ِ‬
‫ق اْلَأوّلُونَ َبيْنَ ُرجُوعِ اْلبَائِ ِع َههُنَا‬ ‫حجْ ِر وَلَمْ يَعَْلمْ فَِإنّ ُه يَرْجِعُ ِبهَا فِي أَحَ ِد اْلوَ ْج َهيْنِ ‪ .‬وَفَ ّر َ‬ ‫فََل ْو بَاعَهُ َبعْ َد الْ َ‬
‫ف اْلبَائِعِ فَِإنّهُ لَا يُ ْم ِكنُهُ الدّخُولُ إلَى‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ق يُ ْمكِن لِل ّزوْجِ الرّجُوعُ إلَى بَدَلِ ِه تَامّا بِ ِ‬ ‫َوبَيْ َن الصّدَاقِ ِبأَ ّن الصّدَا َ‬
‫سقِطُ َحقّ ُه مِ ْن اْلعَيْ ِن وََلوْ كَانَ ثَاِبتًا‬ ‫ع الضّ َر ِر عَنْ ُه بِاْلبَدَلِ لَا يُ ْ‬ ‫ضعِيفٌ ِلأَنّ انْدِفَا َ‬ ‫َحقّ ِه تَامّا إلّا بِالرّجُوعِ ‪ ,‬هَذَا َ‬
‫ج مِنْ ِروَاَيةِ ابْنِ‬ ‫خرّ ُ‬ ‫سةً فَِإنّ َحقّهُ لَا َيثُْبتُ فِي اْل َعيْنِ َفبَطَ َل اْلفَ ْرقُ َوَيتَ َ‬ ‫ثُ ّم َيبْطُ ُل بِمَا َلوْ كَانَتْ ال ّزوْ َج ُة ُمفْلِ َ‬
‫س الّثوْبَ ‪.‬‬ ‫صبَ َغ الْ ُمفِْل ُ‬
‫َمنْصُورٍ فِي الرّ ّد بِاْل َعيْبِ أَ ْن يَ ْرجِ َع اْلبَائِ ُع َه ُهنَا َويَرُدّ قِي َمةَ ال ّزيَا َدةِ كَمَا َلوْ َ‬
‫‪379‬‬
‫ع الْأَبِ َأمْ لَا ؟ عَلَى ِروَايََتيْنِ‬ ‫ب اْلأَبُ لِ َوَل ِدهِ إذَا زَادَ ِزيَا َدةً مُتّصِ َلةً َفهَ ْل يَ ْمنَعُ رُجُو َ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬مَا وَهَ َ‬
‫جوَا ِزهِ فَلَا َشيْء ]‬
‫َمعْرُوَفتَيْنِ ‪ .‬وَالْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ امِْتنَاعُ الرّجُوعِ َوعَلَى اْلقَوْ ِل بِ َ‬
‫ض َيتَمَلّكُ َلهَا ‪.‬‬‫عَلَى اْلأَبِ لِل ّزيَا َدةِ ِلَأّنهَا تَابِ َعةٌ لِمَا ُيبَاحُ لَ ُه مِ ْن مَالِ وَلَ ِدهِ َف ُه َو بِالرّجُوعِ وَاْلقَْب ِ‬
‫‪380‬‬
‫ص َدقَهَا شَيْئًا َفزَادَ ِزيَا َدةً مُتّصِ َلةً ُثمّ طَ ّل َقهَا قَ ْبلَ ال ّدخُولِ لَمْ يَكُنْ لَهُ الرّجُوعُ فِي ِنصْفِهِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا أَ ْ‬
‫َو َسقَطَ َحقّهُ ِمنْهُ إلَى قِي َم ِة الّنصْفِ ذَكَ َرهُ الْخِرَِقيّ وَلَ ْم َنعْلَ ْم عَنْ أَحَدٍ مِ ْن الْأَصْحَابِ خِلَافَهُ َحتّى َج َعلَ ُه‬
‫صلِهِ‬ ‫س ِبأَنّ فَسْ َخ اْلبَائِعِ رَفْعٌ لِ ْل َعقْ ِد مِنْ أَ ْ‬
‫ق َبيْنَ ُه َوَبيْنَ الْبَائِ ِع الْ ُمفِْل ِ‬
‫الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ ِروَايَ ًة وَاحِ َد ًة وَفَ ّر َ‬
‫ح مِنْ حِينِهِ فَلَا َيكُونُ لِل ّزوْجِ حَقّ فِي ال ّزيَا َدةِ َوهَذَا مَ ْمنُوعٌ فَِإ ّن اْلفَسْ َخ بِاْلفََلسِ رَفْعٌ‬ ‫وَالطّلَاقُ قَاطِعٌ لِلّنكَا ِ‬
‫ف بِ ِزيَا َد ٍة ُمّتصَِلةٍ مِنْ‬ ‫لِ ْل َعقْ ِد مِنْ حِينِهِ َأيْضًا َف ُهوَ كَالطّلَاقِ ‪ ,‬وَخَرّجَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ الرّجُوعَ فِي النّصْ ِ‬
‫ص َل هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ‬ ‫ح ِكّيةِ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي الرّجُوعِ فِي نِصْفِ ال ّزيَا َد ِة الْ ُمْنفَصَِل ِة َوَأوْلَى ‪َ .‬و َسنَذْكُرُ أَ ْ‬ ‫ال ّروَاَي ِة الْمَ ْ‬
‫فِيمَا َبعْدُ إ ْن شَاءَ اللّ ُه َتعَالَى َوَيتَخَرّجُ فِيهِ وَجْهٌ آ َخ ُر بِالرّجُوعِ فِي الّنصْفِ بِ ِزيَا َدتِ ِه َوبِرَدّ قِي َمةِ ال ّزيَا َدةِ كَمَا‬
‫ت الْ َعيْ ُن يُ ْمكِنُ َفصُْلهَا وَقِسْ َمُتهَا ‪َ .‬وإِنْ لَ ْم َيكُنْ َف ُهوَ‬ ‫ب عَلَى مَا َتقَ ّدمَ ‪َ .‬وهَذَا إذَا كَاَن ْ‬ ‫فِي اْلفَسْ ِخ بِاْل َعيْ ِ‬
‫ف َي ْومَ الْإِصْدَاقِ‬ ‫ك ِبقِي َم ِة النّصْ ِ‬‫شَرِي ٌ‬
‫‪381‬‬
‫شرْطِ‬ ‫شرْطِ اْلقَطْ ِع فََترَ َكهُ حَتّى سَنَْبلَ وَاشَْتدّ َأوْ ثَ َمرًا َوَلمْ يَ ْبدُ صَلَاحُ ُه ِب َ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا اشَْترَى قَصِيلًا ِب َ‬
‫الْقَطْ ِع فََترَ َكهُ حَتّى َبدَأَ صَلَاحُهُ َفهَ ْل َيبْطُ ُل اْلَبيْعُ بِذَلِكَ َأمْ لَا ؟ فِيهِ ِروَاَيتَانِ ‪َ :‬أ ْشهَ ُرهُمَا َأنّهُ َيبْطُ ُل َو ُهوَ‬
‫خرَِقيّ َوَأبِي َبكْ ٍر وَابْنِ أَبِي مُوسَى وَاْلقَاضِي وَالْأَ ْكثَرِي َن وَلِ ْلبُطْلَا ِن َمأْخَذَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬أَ ّن َتأْخِيَهُ‬ ‫ا ْختِيَارُ الْ ِ‬
‫مُحَ ّرمٌ ِلحَقّ اللّ ِه َتعَالَى َفَأبْطَ َل اْلبَيْعَ َكَتأْخِيِ الْ َقْبضِ فِي ال ّرَب ِويّات وَِلَأنّهُ َوسِيَلةٌ إلَى شِرَا ِء الثّمَ َر ِة َوبَْي ِعهَا َقبْلَ‬
‫ح ّر ِم مَ ْمنُو َع ٌة َوِبهَذَا عَلّلَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ ‪ .‬وَالْ َمأْخَذُ‬ ‫ح ّرمٌ ‪َ ,‬ووَسَائِ ُل الْمُ َ‬ ‫بُ ُدوّ صَلَا ِحهَا وَ ُه َو مُ َ‬
‫ط بِمَا ِل الْبَائِعِ َقبْ َل التّسْلِي ِم عَلَى وَجْهٍ لَا يَتَ َميّزُ مِنْهُ َفبَطَ َل بِ ِه اْلبَيْعُ كَمَا َلوْ‬ ‫شتَرِي ا ْختَلَ َ‬ ‫الثّانِي ‪َ :‬أ ّن مَا َل الْمُ ْ‬
‫تَلِفَ فَِإ ّن تََلفَهُ فِي هَ ِذ ِه الْحَا ِل ُيبْطِ ُل اْلَبيْعَ ِلضَمَانِ ِه عَلَى اْلبَائِعِ َفعَلَى الْ َمأْخَ ِذ اْلَأوّلِ لَا يَبْطُ ُل اْلَبيْعُ إلّا بِالّتأْخِيِ‬
‫خرَِقيّ ‪,‬‬ ‫حبّ َو ُهوَ ظَاهِرُ َكلَامِ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ َوظَاهِرُ َكلَام الْ ِ‬ ‫ح وَا ْشتِدَادِ الْ َ‬ ‫إلَى بُ ُد ّو الصّلَا ِ‬
‫َويَكُونُ َتأَخّ ُرهُ إلَى مَا َقبْلَ ذَلِكَ جَائِزًا وَقَدْ َنصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ الْحَسَنِ بْنِ َبوّابٍ عَلَى َأنّهُ إذَا أَخّ َرهُ َحتّى‬
‫ك اْلبَائِ ِع َونَخْلِهِ َفلَمّا عَلّ َل بِاْن ِفصَالِهِ‬ ‫شأَ فِي مِلْ ِ‬ ‫صلَاحِهِ َأنّ ُه مِنْ ضَمَا ِن الْبَائِ ِع ُمعَلّلَا بَِأنّ هَذَا نَ َ‬ ‫ف ِبعَا َهةٍ َقبْلَ َ‬ ‫تَلِ َ‬
‫شتَرَى َر ْطَبةً َأوْ مَا‬ ‫ك اْلبَائِ ِع عَلِمَ َأ ّن الَْبيْعَ لَ ْم َيكُ ْن ُمنْفَسِخًا َقبْلَ تََلفِهِ وَكَا َن الّتأْخِ ُي َتفْرِيطًا وََلوْ كَا َن الْمُ ْ‬ ‫لِمِلْ ِ‬
‫َأشَْب َههَا مِ ْن الّن ْعنَاعِ وَاْل ِهنْ َدبَا َأوْ صُوفًا عَلَى َظهْرٍ َفتَرَ َكهَا َحتّى طَاَلتْ َل ْم َينْفَسِ ْخ اْلَبيْعُ ِلأَنّهُ لَا َن ْهيَ فِي َبيْعِ‬
‫هَ ِذهِ اْلَأشْيَا َء َوهَ ِذهِ طَرِي َقةُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ ‪َ .‬وعَلَى الْ َمأْخَ ِذ الثّانِي َيبْطُ ُل اْلبَيْ ُع بِ ُمجَرّدِ ال ّزيَا َد ِة وَا ْختِلَاطِ‬
‫الْمَاَليْنِ إلّا َأنّ ُه ُي ْعفَى عَنْ ال ّزيَا َدةِ الْيَسِ َيةِ كَاْلَي ْومِ وَاْلَيوْ َميْنِ َونَصّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ أَحْمَدَ بْنِ َسعِيدٍ‬
‫ع َوغَيْ ِرهِمَا مِنْ ال ّر ْطَبةِ وَاْلُبقُولِ وَالصّوَفةِ َو ِهيَ طَرِي َقةُ َأبِي َبكْ ٍر عَبْ ِد اْلعَزِيزِ‬ ‫ق َبيْ َن الثّ َم ِر وَالزّ ْر ِ‬
‫وَلَا فَ ْر َ‬
‫شبًا ِلَيقْ َطعَهُ‬ ‫جزَرِيّ فِيمَ ْن ا ْشتَرَى خَ َ‬ ‫وَالْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَصَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي َوبِ ِمثْلِ ذَلِكَ أَجَابَ َأبُو الْحَسَ ِن الْ َ‬
‫ح ٍة َبعْدَ التّ َمكّ ِن مِنْ قَ ْطعِهِ َف ُه َو مِنْ ضَمَانِ‬ ‫ف بِجَاِئ َ‬ ‫َفتَرَكَهُ َحتّى ا ْشتَ ّد َوغَلُظَ َأنّ اْلَبيْعَ َيْنفَسِ ُخ َو َمتَى تَلِ َ‬
‫ح بِهِ فِي الْ ُمجَرّ ِد وَالْ ُم ْغنِي َوَتكُونُ الزّكَاةُ عَلَى اْلبَائِ ِع عَلَى هَذَا الْمَأْ َخ ِذ ِبغَيْ ِر إ ْشكَالٍ‬ ‫شتَرِي َو ُهوَ ُمصَرّ ٌ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫ح وَفِي ِتلْكَ‬ ‫شتَرِي ِلَأنّ مِ ْلكَهُ إنّمَا َيْنفَسِ ُخ َبعْ َد بُ ُد ّو الصّلَا ِ‬ ‫حتَ ِملُ أَ ْن َيكُو َن عَلَى الْمُ ْ‬ ‫َوِإمّا عَلَى الَْأوّلِ َفيَ ْ‬
‫حكْ ِم َومَاِنعِهِ كَمَا َسبَقَ‬ ‫ي مَ ْن يَرَى َجوَا َز ا ْقتِرَانِ الْ ُ‬ ‫ط بِ ُمقَا َرَنتِهِ اْلفَسْ َخ عَلَى َرأْ ِ‬ ‫سقُ ُ‬ ‫جبُ الزّكَاةُ فَلَا تَ ْ‬ ‫الْحَا ِل تَ ِ‬
‫ح ا ْستَنَدَ إلَى َسبَبٍ‬ ‫حتَمِلُ َأنْ َيكُونَ عَلَى الْبَائِ ِع ثُ ّم يَذْ ُك ُر الْأَصْحَابُ فِيهِ خِلَافًا ِلَأنّ الْفَسْ َخ ِببُ ُد ّو الصّلَا ِ‬ ‫‪َ ,‬ويَ ْ‬
‫ي التّأْخِ ِي َوَنقَلَ َأبُو‬ ‫خ الْ َعقْ ِد مِنْ حِ ِ‬ ‫ح ِبَتعَيّ ِن اْنفِسَا ِ‬
‫سَابِقٍ عََليْهِ َو ُه َو تَأْخِ ُي اْلقَطْ ِع وَقَ ْد ُيقَا ُل َيبْدُو الصّلَا ُ‬
‫ب مَنْ َجعَ َل هَ ِذهِ‬ ‫طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ فِيمَا إذَا تَرَكَهُ َحتّى صَا َر َشعِيًا إنْ أَرَادَ حِيَلةً فَسَ َد اْلَبيْعُ فَمِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫حيّ ِل عَلَى شِرَاءِ الزّ ْرعِ َقبْلَ ا ْسِتنَا ِدهِ لِلّتبْ ِقَيةِ كَابْ ِن عَقِيلٍ فِي التّذْكِ َرةِ َومِْنهُمْ‬ ‫ِروَايَ ًة ثَاِلَثةً بِاْلبُطْلَا ِن مَعَ َقصْ ِد التّ َ‬
‫صلِ ِه وَلَ ْم َينْ َعقِ ْد ِب َغيْرِ خِلَافٍ ‪َ ,‬وِإنّمَا الْخِلَافُ فِيمَا إذَا َلمْ‬ ‫مَنْ قَا َل بَ ْل َمتَى َتعَمّ َد الْحِيَلةَ فَسَ َد اْلبَيْ ُع مِنْ أَ ْ‬
‫َيقْصِ ْد الْحِيَل َة ثُ ّم َترَكَهُ َحتّى بَدَا صَلَاحُهُ َكصَا ِحبِ الْ ُمغْنِي ‪َ .‬و ِمنْهُ ْم مَنْ قَالَ َقصْ ُد الْحِيَل ِة إنّمَا ُي َؤثّرُ فِي‬
‫ف اْلقِي َمةِ ِلعَ َدمِ‬ ‫الْإِثْمِ لَا فِي اْلفَسَا ِد َوعَ َدمِ ِه َوهِ َي طَرِي َقةُ اْلقَاضِي ‪َ ,‬وإِذَا َتقَرّ َر هَذَا فَال ّزيَا َدةُ إنّمَا ُتعْلَ ُم بِا ْختِلَا ِ‬
‫ت مَا َبيْنَ اْلقِي َم ِة َيوْمَ الشّرَا ِء َوبَعْدَ ال ّزيَا َدةِ الْحَا ِدَثةِ [ َبعْ َدهُ ] ‪ ,‬كَذَلِكَ قَالَ‬ ‫سهَا َو ِهيَ َتفَاوُ ُ‬ ‫تَ ْميِي ِزهَا فِي َنفْ ِ‬
‫ش عَلَى الْ َمأْ َخذِ‬ ‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ عَلَى مَا َسَيأْتِي ‪َ ,‬وهُ َو ُمتَ َم ّ‬ ‫الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ َونَ ّ‬
‫جرّدِ ال ّزيَا َد ِة َبعْ َد اْلعَقْدِ ‪َ .‬وَأمّا عَلَى الْ َمأْخَ ِذ الَْأوّلِ فَال ّزيَا َدةُ ِه َي َتفَاوُتُ مَا َبيْ َن الْقِي َمةِ‬ ‫خ بِمُ َ‬ ‫الثّانِي فِي الِانْفِسَا ِ‬
‫ت ُظهُو ِر الصّلَاحِ ‪َ ,‬وبِذَلِكَ جَ َزمَ فِي اْلكَافِي‬ ‫شتَرِي وَ ْق َ‬ ‫ك الْمُ ْ‬‫ح َوَبعْ َدهُ ِلَأنّهُ لَ ْم يَزُلْ عَنْ ُه مِلْ ُ‬‫َقبْ َل بُ ُد ّو الصّلَا ِ‬
‫وَ َحكَاهُ فِي الْ ُمغْنِي ا ْحتِمَالًا عَ ْن الْقَاضِي ‪َ ,‬وَبقِ ّي الْكَلَامُ فِي ُحكْمِ ال ّزيَا َد ِة عَلَى ال ّروَاَيَتيْنِ ‪َ .‬أمّا ِروَاَيةُ‬
‫الِاْنفِسَاخِ َففِيهَا ِروَايَتَانِ ‪ :‬إ ْحدَاهُمَا َأّنهَا لِ ْلبَائِ ِع َوهِيَ ا ْخِتيَارُ ابْنِ َأبِي مُوسَى وَاْلقَاضِي َوَنقََلهَا َأبُو طَاِلبٍ‬
‫ح ِوهِ بَ ْل ُهنَا َأوْلَى‬ ‫َوغَيْ ُر ُه عَنْ أَحْمَدَ ِلأَنّ اْلَبيْعَ َمتَى اْنفَسَ َخ َيعُودُ إلَى بَاِئعِهِ ِبنَمَائِ ِه الْ ُمْنفَصِلِ كَسِ َم ِن الْ َعبْ ِد َونَ ْ‬
‫حقّهُ فِيهِ أَ ْقوَى ‪ .‬وَالثّانِيَة ‪َ :‬يتَصَدّقَا ِن ِبهَا مَعَ فَسَا ِد اْلَبيْعِ ‪ .‬قَالَ اْلقَاضِي فِي‬ ‫ِلأَنّ ُه نَمَا ٌء مِ ْن َتَيقّنِهِ فِي مِ ْلكِهِ فَ َ‬
‫حةِ‬ ‫صّ‬ ‫ع الْخِلَافِ فِي ِ‬ ‫ب ِبوُقُو ِ‬‫حبَا ِ‬ ‫جرّ ِد وَال ّروَايََتيْنِ َنقََلهَا َحنْبَلٌ قَا َل َوهِ َي مَحْمُوَل ٌة ِعنْدِي عَلَى الِا ْستِ ْ‬ ‫الْمُ َ‬
‫ت هَ ِذهِ ال ّروَاَي ِة وَقَا َل ِهيَ‬ ‫جدُ الدّينِ ُثبُو َ‬ ‫ب الصّدََق َة بِهِ َوَأْنكَرَ الشّيْخُ مَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ستَحَ ّق النّمَاءِ َفَأسْتَ ِ‬ ‫الْ َعقْ ِد وَفَسَا ِدهِ َومُ ْ‬
‫حةِ َفأَمّا مَ َع اْلفَسَادِ َفلَا وَجْهَ‬ ‫ستَدِلّا ِبهَا عَلَى الصّ ّ‬ ‫َس ْهوٌ مِنْ اْلقَاضِي ‪ ,‬قَا َل َوإِنّمَا ذَكَ َرهَا اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ مُ ْ‬
‫ق الْبَائِ ُع بِاْل َفضْلِ ِلَأنّهُ نَمَاءٌ فِي غَيْ ِر ِم ْلكِهِ ‪َ ,‬وهَذَا‬ ‫ِلهَذَا اْل َقوْلِ ‪َ ,‬وَأمّا ابْنُ َأبِي مُوسَى َفقَا َل َو َعنْهُ يََتصَ ّد ُ‬
‫ح ِوهِ ‪َ ,‬لكِ ّن الْمُرَادَ َأنّ هَ ِذهِ ال ّزيَا َد َة عَادَتْ إَليْهِ لِانْفِسَاخِ‬ ‫الّتعْلِي ُل يَ ُر ّد عََليْهِ ال ّزيَا َدةَ فِي الْمَ ْردُو ِد بِاْل َعْيبِ َونَ ْ‬
‫ع بِخِلَافِ الرّ ّد بِاْل َعيْبِ ‪ .‬ثُمّ َحكَى ِروَاَيةً ثَاِلَثةً بِا ْشتِرَاكِ اْلبَائِعِ‬ ‫الْ َعقْ ِد عَلَى وَجْ ٍه َمْنهِ ّي َعنْهُ فِي الشّ ْر ِ‬
‫شتَرِي فِي ال ّزيَا َدةِ ‪َ ,‬وهَ ِذهِ ال ّروَاَي ُة تَرْ ِجعُ إلَى اْل َقوْلِ بَِأنّ ال ّزيَا َدةَ الْ ُمّتصَِلةَ لَا ُتتّبَعُ فِي اْلفَسْ ِخ بَ ْل َتبْقَى‬ ‫وَالْمُ ْ‬
‫شتَرِي وََلوْلَا ذَلِكَ لَاْنفَ َردَ‬ ‫ك الْمُ ْ‬‫ت مِ ْن مِ ْلكِ ِه َومِلْ ِ‬‫شتَرِي ‪َ ,‬وِإنّمَا شَارَكَ ُه الْبَائِعُ فِيهَا ِلأَّنهَا نَ َم ْ‬ ‫ك الْمُ ْ‬‫عَلَى ِملْ ِ‬
‫شتَرِي وَ َخصّ ابْنُ َأبِي مُوسَى هَذَا الْخِلَافَ بِالثّمَارِ ‪َ ,‬فَأمّا الزّ ْرعُ َفلَ ْم يَذْكُرْ فِيهِ خِلَافًا [ إلّا ] أَنّ‬ ‫ِبهَا الْمُ ْ‬
‫شتَرِكَا ِن بَْيَنهُمَا‬ ‫حةِ َففِي ُحكْمِ ال ّزيَا َد ِة ثَلَاثُ ِروَايَاتٍ إحْدَاهُنّ إنّمَا يَ ْ‬ ‫ال ّزيَا َدةَ لِ ْلبَائِعِ ‪َ ,‬وَأمّا عَلَى ِروَاَيةِ الصّ ّ‬
‫ب وَلَا‬ ‫حبَا ِ‬ ‫[ فِيهَا ] ‪َ ,‬نقََلهَا أَحْمَدُ بْنُ َسعِيدٍ لِحُدُوِثهَا عَلَى مِ ْل َكيْهِمَا َكمَا َسبَقَ َوحَمََلهَا الْقَاضِي عَلَى الِا ْستِ ْ‬
‫شبًا ] لِ ْلقَ ْطعِ َفتَرَكَهُ َحتّى ا ْشتَ ّد َوغَلُظَ ‪.‬‬ ‫َيصِحّ ‪َ ,‬وبِالِا ْشتِرَاكِ أَجَابَ َأبُو َح ْفصٍ اْلبَ ْر َمكِيّ فِيمَنْ ا ْشتَرَى [ خَ َ‬
‫صرّحَ فِيهَا أَحْمَدُ ِبفَسَادِ‬ ‫وَالثّاِنَيةُ ‪َ :‬يَتصَدّقَانِ ِبهَا َوأَخَ َذهَا الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ مِنْ ِروَاَيةِ َحْنبَلٍ َوتِلْكَ قَدْ َ‬
‫حبَابِ‬ ‫جرّدِ وَ [ ِكتَابِ ] ال ّروَايََتيْنِ ثُمّ قَا َل َوهَذَا عِنْدِي عَلَى الِا ْستِ ْ‬ ‫الَْبيْ ِع عَلَى مَا َحكَاهُ اْلقَاضِي َأْيضًا فِي الْمُ َ‬
‫حدُوثِهِ عَلَى‬ ‫شتَرِي َفكُ ِرهَ لَهُ ِربْحُ ُه وَكُ ِرهَ لِ ْلبَائِعِ لِ ُ‬ ‫الْ ُمْنهِي عَنْ ِربْ ِح مَا لَ ْم ُيضْمَ ْن َوهَذَا لَ ْم ُيضْمَ ْن عَلَى الْمُ ْ‬
‫شبُهَاتِ‬ ‫حبَابِ ِلَأنّ الصّدََق َة بِال ّ‬ ‫ك مَالَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي إلَى َحمِْلهَا عَلَى الِاسْتِ ْ‬ ‫شتَرِي ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫ك الْمُ ْ‬‫مِلْ ِ‬
‫شبِهُ هَ ِذهِ ال ّروَاَي َة مَا َنصّ‬ ‫ج َه ٍة مَحْظُو َر ٍة َويُ ْ‬ ‫ح ّقهَا ‪ ,‬وَلِحُدُوِثهَا بِ ِ‬ ‫ستَ َ‬‫حبّ َوهَ ِذ ِه ُشبْ َهةٌ لِا ْشِتبَا ِه الَْأمْرِ فِي مُ ْ‬ ‫ستَ َ‬‫مُ ْ‬
‫ق بِهِ وَفِي َمنْ أَجّ َر مَا ا ْستَأْ َج َرهُ بِ ِربْحٍ‬ ‫عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِربْ ِح مَا ِل الْ ُمضَا َرَبةِ إذَا خَالَفَ فِي ِه الْ ُمضَارِبُ َأنّهُ يََتصَ ّد ُ‬
‫َأنّهُ َيَتصَ ّدقُ بِهِ لِ ُدخُولِهِ فِي ِربْحِ مَا َل ْم َيضْمَنْ ‪ .‬وَال ّروَاَي ُة الثّاِلَثةُ أَنّ ال ّزيَا َدةَ كُّلهَا لِ ْلبَائِ ِع َنقََلهَا الْقَاضِي فِي‬
‫ع اْلغَاصِبِ ‪َ ,‬وَنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ فِيمَنْ ا ْشتَرَى َقصِيلًا َفتَرَكَهُ َحتّى‬ ‫سأََلةِ زَ ْر ِ‬
‫خِلَافِهِ فِي مَ ْ‬
‫ب الْأَ ْرضِ قِيلَ‬ ‫شَترِي ِمنْهُ ِبقَدْ ِر مَا ا ْشتَرَى َي ْومَ ا ْشتَرَى فَِإنْ كَانَ فِيهِ َفضْلٌ كَانَ ِل ْلبَائِعِ صَا ِح ِ‬ ‫َسنْبَ َل َيكُونُ لِلْمُ ْ‬
‫خلُ إذَا ا ْشتَرَاهُ ِلَيقَْلعَهُ فَ َطلَعَ ؟ قَالَ كَذَلِكَ فِي النّخْلِ فَِإنْ كَانَ فِيهِ ِزيَا َدةٌ َف ُهوَ ِلصَا ِحبِ‬ ‫ك النّ ْ‬ ‫لَ ُه وَكَذَلِ َ‬
‫ك اْلبَائِعِ َف ِهيَ كَال ّربْحِ فِي الْمَا ِل الْ َمغْصُوبِ‬ ‫ض اْلبَائِعِ ‪َ ,‬ووَ ّجهَهُ اْلقَاضِي ِبأَنّ ال ّزيَا َد َة مِ ْن [ نَمَا ِء ] مِلْ ِ‬ ‫الْأَ ْر ِ‬
‫ك َههُنَا َويُ ْمكِنُ أَ ْن ُيفَ ّرقَ‬ ‫حظُورًا َكذَلِ َ‬ ‫صبِ َويُ ْلغَى َتصَرّفُهُ فِيهِ ِل َك ْونِهِ مَ ْ‬ ‫ب الْمَالِ دُو َن اْلغَا ِ‬ ‫فَِإنّهُ يَكُونُ ِلصَا ِح ِ‬
‫شتَرِي َعيْ ُن مَا ٍل نَ َمتْ َف َكيْفَ‬ ‫صبَ إنّمَا لَ ُه آثَا ُر عَمَلٍ َفأُلْ ِغَيتْ َو ُهنَا ِللْمُ ْ‬ ‫صبِ ِبَأنّ اْلغَا ِ‬ ‫ف اْلغَا ِ‬‫َبيْنَ ُه َوبَيْ َن َتصَرّ ِ‬
‫ستَحِ ّق بِاْل َعقْدِ مَا وََق َع عََليْهِ اْل َعقْ ُد مِ ْن الثّمَ َر ِة َومَا‬ ‫ي إنّمَا يَ ْ‬ ‫شتَرِ َ‬‫سقُطُ َحقّهُ مِنْ نَمَاِئهَا ‪َ ,‬ويُجَابُ عَنْ ُه ِبأَ ّن الْمُ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ستَحِقّ َأ ْن َيقِْبضَ غَيْ َر مَا‬ ‫ضمَانِهِ فَلَا يَ ْ‬ ‫زَا َد عَلَى ذَلِكَ َفلَا حَقّ فِيهِ َوهَذَا الَْبيْعُ لَ ْم َيتِمّ َقْبضُهُ فِي ِه وَلَا وُ ِجدَ فِي َ‬
‫ك النّخْلُ إذَا اشْتَرَاهُ ِليَقَْلعَ ُه عَلَى‬ ‫وَقَ َع عََليْ ِه الَْبيْ ُع بِ ُم ْقَتضَى َعقْدِهِ ‪ .‬وَ َحمَلَ الْقَاضِي َقوْلَ أَحْمَدَ َههُنَا وَكَذَلِ َ‬
‫حتَمِلُ عِنْدِي َأ ْن ُيقَالَ ِبَأنّ ِزيَا َدةَ الثّمَ َرةِ فِي‬ ‫َأنّهُ ا ْشتَرَى ُجذُوعَهُ ِلَيقْ َط َعهَا ‪ .‬وَقَالَ الشّيْخُ مَجْدُ الدّينِ َويَ ْ‬
‫شتَرِيَ كَانَ َقدْ َج ّز مَا اشْتَرَاهُ‬ ‫ضنَا َأ ّن الْمُ ْ‬ ‫شتَرِي َومَا طَا َل مِ ْن الْجِ ّزةِ لِ ْلبَائِعِ ِلَأنّ هَ ِذهِ ال ّزيَا َدةَ َلوْ َفرَ ْ‬ ‫ص َفِتهَا ِللْمُ ْ‬
‫ِ‬
‫ف هَذَا كُلّ ِه َوَأنّ ال ّزيَا َدةَ‬ ‫ج ّز انَْتهَى ‪ .‬وَا ْختَارَ اْلقَاضِي خِلَا َ‬ ‫َلأَ ْمكَ َن وُجُو ُدهَا َوَيكُونُ لِ ْلبَائِعِ ‪َ ,‬فكَذَلِكَ إذَا لَ ْم تُ َ‬
‫ح ِة الْ َعقْ ِد وَلِ ْلبَائِ ِع مَعَ فَسَا ِدهِ وَلَ ْم ُيثِْبتْ فِي ِكتَابِ ال ّروَاَيَتيْنِ فِي الْمَ ْذ َهبِ فِي هَذَا‬ ‫صّ‬ ‫شتَرِي مَعَ ِ‬ ‫كُّلهَا لِ ْلمُ ْ‬
‫شتَرِي بِالثّ َم َرةِ ِب ِزيَا َدِتهَا ُمخَالِفٌ لِ َمْنصُوصِ أَ ْحمَدَ وَِقيَاسِهِ كَذَلِكَ عَلَى سِ َمنِ‬ ‫خِلَافًا ‪َ ,‬ومَا قَالَ ُه مِنْ اْنفِرَا ِد الْمُ ْ‬
‫ف سِمَنِ الْ َعبْدِ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫حقَاقِ إزَالَِتهَا َعنْهُ بِ ِ‬ ‫ت مِنْ أَصْ ِل اْلبَائِ ِع مَعَ ا ْستِ ْ‬ ‫الْ َعبْ ِد َغيْرُ صَحِيحٍ ِلأَ ّن هَ ِذهِ ال ّزيَا َد َة نَ َم ْ‬
‫ي اْلقَطْعِ َلكَانَ أَ ْقرَبَ كَمَا أَ ْفتَى بِهِ ابْ ُن بَ ّطةَ فِيمَنْ‬ ‫ك ِبوُجُوبِ اْلأُجْ َرةِ لِ ْلبَائِعِ إلَى حِ ِ‬ ‫َوطُولِ ِه وََلوْ قَا َل مَعَ ذَلِ َ‬
‫شتَرِي َوعََليْهِ ِلصَا ِحبِ‬ ‫ظ وَاشْتَدّ َأنّ ُه َيكُونُ ِب ِزيَا َدتِهِ لِلْمُ ْ‬ ‫ض اْلبَائِعِ َحتّى غَلُ َ‬ ‫شبًا لِ ْلقَطْعِ َفتَرَكَهُ فِي أَ ْر ِ‬ ‫اشْتَرَى خَ َ‬
‫جرِ فِي اْلأَ ْرضِ لَهُ‬ ‫ب وََلكِنّ َتْب ِقَيةَ الشّ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫س الْغَا ِ‬ ‫الْأَ ْرضِ أُجْ َرةُ أَرْضِهِ ِللْمُ ّد ِة اّلتِي تَرَ َكهَا فِيهِ َوأَخَ َذهُ مِنْ غَرْ ِ‬
‫ستَحِقّ لَهُ أُ ْج َرةً ِبحَالٍ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي‬ ‫أُجْ َرٌة ُم ْعتَبَ َر ٍة وَلِلْمَالِكِ الزّ ْرعُ َفأَمّا َتْبقَِي ُة الثّمَ ِر عَلَى رُءُوسِ الشّجَرِ َفلَا يَ ْ‬
‫ت ] ُحكْمُ الثّمَرِ إذَا تُ ِركَ َحتّى َيبْ ُدوَ‬ ‫س النّخْلِ [ َحتّى أَثْ َمرَ ْ‬ ‫فِي الّتفْلِيسِ َو ُحكْمُ الْعَرَايَا إذَا تُرِ َكتْ فِي رُءُو ِ‬
‫ف الثّمَرِ‬ ‫صحَابِ ; َو ِمْنهُمْ مَنْ لَ ْم يَحْكِ خِلَافًا فِي اْلبُطْلَانِ فِي اْلعَ ِرّيةِ ِبخِلَا ِ‬ ‫صَلَاحُ ُه عِنْدَ اْلقَاضِي َوأَ ْكثَ ُر الْأَ ْ‬
‫ح ّر َمةِ ُش ِرعَتْ‬‫سَتثْنَاةٌ مِنْ الْمُزَابََن ِة الْمُ َ‬ ‫ص ٌة مُ ْ‬
‫ق بَْيَنهُمَا ِبأَ ْن َبيْعَ الْعَرَايَا رُ ْخ َ‬ ‫وَالزّ ْرعِ كَالْحَ ْلوَاِنيّ وَابْنِ ِه َوُيفَ ّر ُ‬
‫لِ ْلحَا َجةِ إلَى أَكْلِ ال ّر َطبِ َوشِرَائِ ِه بِالثّمَنِ فَإِذَا تُ ِركَ َحتّى صَا َر تَ ْمرًا َفقَدْ زَالَ الْ َمعْنَى الّذِي ُش ِرعَتْ ِلأَجْلِهِ‬
‫ي الْمُسَاوَاةِ َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪َ .‬وَأمّا اْلعُقُودُ َفُيّتبَعُ فِيهَا النّمَاءُ‬ ‫ص ُة وَصَا َر َبيْ َع تَمْ ٍر ِبتَ ْمرٍ فَلَ ْم َيصِحّ إلّا ِبَتعْيِ ِ‬ ‫الرّ ْخ َ‬
‫ي الْإِيَابِ َأوْ مَا َيقُومُ َمقَامَهُ فَمِنْ ذَلِكَ‬ ‫ي ُثبُوتِ الْمِلْكِ بِالْ َقبُولِ َأوْ َغيْ ِرهِ فََل ْم يَكُ ْن َموْجُودًا حِ َ‬ ‫الْ َموْجُودُ ِح َ‬
‫ت وََقبْلَ اْل َقبُولِ فَِإنّهُ َيْتبَ ُع اْلعَيْنَ إذَا ا ْحتَمَلَ ُه الثُّلثُ ذَكَ َرهُ صَا ِحبُ‬ ‫الْمُوصَى بِهِ إذَا نُ ّميَ نَمَا ًء ُمنْ َفصِلًا َبعْ َد الْ َموْ ِ‬
‫ك عََليْهِ‬ ‫ي اْلقَبُولِ فَال ّزيَا َدةُ مَحْسُوَبةٌ كَذَلِ َ‬ ‫الْ ُمغْنِي ‪ .‬وَقَالَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ إنْ قُ ْلنَا لَا َينَْتقِ ُل الْمِلْكُ إلّا مِنْ حِ ِ‬
‫ي الْ َموْتِ فَال ّزيَا َدةُ لَ ُه َغيْ ُر مَحْسُوَب ٍة عََليْ ِه مِ ْن التّرِ َكةِ ِلَأّنهَا نَمَاءُ مِ ْلكِهِ‬ ‫مِ ْن الثُّلثِ ‪َ ,‬وِإنْ ُق ْلنَا ثََبَتتْ مِنْ حِ ِ‬
‫ش ْف َعةِ َفِإنّهُ َيأْخُ ُذ ُه ِبنَمَائِهِ بِالثّمَ ِن الّذِي وََقعَ‬ ‫شفُوعُ إذَا كَانَ فِيهِ َشجَرٌ َفنَمَا َقبْ َل اْلأَخْ ِذ بِال ّ‬ ‫ص الْمَ ْ‬ ‫شقْ ُ‬ ‫َومِنْهُ ال ّ‬
‫عََليْهِ اْل َعقْ ُد وَلَا َشيْءَ عََليْهِ فِي ال ّزيَا َدةِ وَكَذَلِكَ َلوْ كَانَ فِي ِه ثَمَرٌ َأوْ زَ ْرعٌ َفنَمَا وَُق ْلنَا َيْتبَعُ فِي الشّ ْف َعةِ كَمَا ُهوَ‬
‫شفِيعُ َففِي تََب ِعيّتِ ِه وَ ْجهَانِ‬
‫شتَرِي ثُمّ أَخَ َذهُ ال ّ‬‫أَحَ ُد اْلوَ ْج َهيْنِ فِيهِمَا وََل ْو َتأَبّرَ الطّلْ ُع الْمَشْمُو ِل بِاْلَبيْعِ فِي يَ ِد الْمُ ْ‬
‫ِلَتعَلّقِ َحقّ ِه بِالطّ ْل ِع َونَمَائِهِ ‪.‬‬
‫‪382‬‬
‫ح ْربِ مَا اسَْتوَْلوْا عَلَ ْيهِ ِمنْ مَا ِل ُمسْلِمٍ ُثمّ نَمَا عِ ْندَ الْ ُمشَْترِي نَمَاءً‬ ‫( َو ِمنْهُ ) َلوْ اشَْترَى َر ُجلٌ ِمنْ َأ ْهلِ الْ َ‬
‫مُ ْنفَصِلًا حَتّى زَا َدتْ قِيمَُتهُ فَِإنّ ُه َيأْخُ ُذ ُه بِالثّ َم ِن الّذِي ا ْشتَرَاهُ بِ ِه وَلَا َشيْءَ عََليْهِ لِل ّزيَا َدةِ َفَنصّ عََليْهِ أَحْمَدُ فِي‬
‫ِروَايَةِ ُم َهنّا ‪َ ,‬وَأمّا َتَب ِعيّ ُة النّمَاءِ فِي ُعقُو ِد الّتوَثّقِ فَِإنّ ُه َيتْبَعُ فِي ال ّرهْ ِن َوَأ ْموَالِ الزّكَا ِة وَالْجَانِي فِي التّرِ َك ِة‬
‫الْ ُمتَعَلّ ِق ِبهَا ُحقُوقُ اْلغُ َرمَاءِ ‪َ ,‬وإِنْ قِي َل بِاْنتِقَاِلهَا إلَى اْلوَ َرَثةِ ِلَأنّ الّتعَلّقَ فِيهَا إمّا َتعَلّقُ َرهْنٍ َأوْ ِجنَاَيةٍ وَالنّمَاءُ‬
‫صرّحَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ بِذَلِكَ كُلّهِ مَُتفَرّقًا فِي كَلَا ِمهِمَا ‪َ ,‬وأَمّا ُعقُو ُد الضّمَانِ َفُتتّبَعُ‬ ‫الْ ُمتّصِ ُل تَابِعٌ فِيهِمَا َ‬
‫ب عَلَى ظَاهِ ِر الْ َم ْذهَبِ وَ َحكَى ابْنُ َأبِي مُوسَى فِيهِ ِروَاَيةً أُخْرَى أَنّهُ لَا َيْتبَعُ وَلَا َيكُونُ النّمَاءُ‬ ‫فِي اْل َغصْ ِ‬
‫ب َمضْمُونًا إذَا َر ّد الْأَصْلَ َكمَا َقَبضَهُ وَِقيَاسُهُ الْعَا ِرّيةُ ِلأَ ّن الِانِْتفَاعَ حَاصِ ٌل بِهِ‬ ‫ص ِ‬ ‫الْ ُمتّصِ ُل الْحَادِثُ فِي يَ ِد الْغَا ِ‬
‫صيْدِ الّذِي فِي يَ ِد الْ ُمحْ ِرمِ ‪ ,‬وَفِي‬ ‫سَتأْجَ َر ِة َوُتتْبَعُ َأْيضًا فِي ال ّ‬
‫َفَيصِيُ ُحكْمُهُ ُحكْمَ الْأَصْلِ َكنَمَا ِء اْل َعيْنِ الْمُ ْ‬
‫ض ِبعَقْدٍ فَا ِس ٍد وَ ْجهَانِ َمعْرُوفَانِ ‪.‬‬ ‫نَمَا ِء الْ َم ْقبُو ِ‬
‫‪383‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنيَة وَالثّمَانُونَ ) ‪ :‬وَالنّمَا ُء الْ ُمْن َفصِلُ تَا َر ًة َيكُو ُن ُمَتوَلّدًا مِ ْن َعيْنِ الذّاتِ كَاْلوَلَ ِد وَالطّلْعِ‬
‫ض َوتَا َرةً َيكُونُ ُمَتوَلّدًا مِ ْن َغيْ ِرهَا وَاسْتُحِقّ بِسََببِ الْ َعيْنِ كَالْ َمهْ ِر وَاْلأَ ْرشِ ‪.‬‬ ‫ف وَالّلبَنِ وَاْلَبيْ ِ‬
‫وَالصّو ِ‬
‫ق الْ ُمَتعَّل َقةُ بِاْلَأعْيَانِ ثَلَاَثةٌ ‪ُ :‬عقُو ٌد َو َسبّابَتِ ِه وَ ُحقُوقٌ يََتعَلّ ُق ِب َغيْرِ فَسْ ٍخ وَلَا َعقْدٍ َفَأمّا اْلعُقُودُ فَ َلهَا‬
‫حقُو ُ‬
‫وَالْ ُ‬
‫صلِ َفلَا َيتَْب ُعهَا النّمَا ُء َو َسوَاءٌ كَا َن مِنْ‬
‫حَالَتَانِ إ ْحدَاهُمَا [ أَنْ ُترَدّ ] عَلَى اْلأَعْيَانِ َبعْ َد وُجُودِ نَمَائِهَا الْمُ ْنفَ ِ‬
‫خ ْل َقةِ فَِإنّهُ‬
‫الْ َعيْنِ َأ ْو غَيْ ِرهَا إلّا مَا كَانَ ُمَتوَلّدًا مِ ْن الْ َعيْنِ فِي حَا ِل اّتصَالِهِ ِبهَا وَاسِْتتَا ِرهِ َوَت َعّيبِهِ فِيهَا ِبأَصْلِ الْ ِ‬
‫شعَرِ‬‫ض وَالطّلْ ِع َغيْ ِر الْ ُم َؤبّرِ َأوْ كَانَ مُلَا ِزمًا لِ ْل َعيْنِ لَا ُيفَارُِقهَا عَا َدةً كَال ّ‬‫يَدْخُ ُل َتَبعًا كَاْلوَلَ ِد وَالّلبَ ِن وَاْلَبيْ ِ‬
‫جرّ ِد وَاْلفُصُولِ وَجْهٌ فِي ال ّرهْنِ َأنّهُ لَا يَدْخُلُ فِيهِ‬ ‫ع اْلعَيْ ِن وَفِي الْمُ َ‬ ‫وَالصّوفِ فَِإّنهَا تَلْحَ ُق بِالْ ُمّتصِلِ فِي اسِْتْتبَا ِ‬
‫حَيوَانِ وَلََبنُ ُه وَلَا وَ َرقُ الشّجَ ِر الْ َم ْقصُو ِد َو ُهوَ َبعِيدٌ ‪َ ,‬أمّا الْ ُمْن َفصِ ُل الْبَائِنُ فَلَا َيْتبَ ُع ِبغَيْرِ خِلَافٍ إلّا‬ ‫ف الْ َ‬ ‫صُو ُ‬
‫ع اْلأَوْلَادِ فِيهِ ِروَاَيتَيْنِ ‪.‬‬
‫فِي التّ ْدبِيِ َفِإنّ فِي اسِْتْتبَا ِ‬
‫‪384‬‬
‫ك [ َو َغيْ ِرهِ ] ‪.‬‬ ‫ح ُدثَ النّمَاءُ َبعْ َد وُرُودِ اْلعَ ْقدِ عَلَى الْعَ ْينِ َفَينْقَسِ ُم اْل َعقْدُ إلَى تَمَلّ ٍ‬ ‫وَالْحَاَلةُ الثّاِنيَة ‪ :‬أَ ْن يَ ْ‬
‫ستَلْ ِز ُم ا ْستِْتبَاعَ‬
‫َوَأمّا ُعقُو ُد التّمْلِيكَاتِ الْ ُمنَجّ َزةِ َفمَا وَ َر َد ِمنْهَا عَلَى عَيْ ٍن وَالْ َمْن َف َعةُ ِب ِع َوضٍ َأ ْو َغيْ ِرهِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫خلْ ِع وَالْ ِكتَاَبةِ وَالْإِجَا َر ِة وَالصّدَا ِ‬
‫ق‬ ‫النّمَا ِء الْ ُمْن َفصِ ِل مِ ْن الْ َعيْ ِن َو َغيْ ِرهِ كَاْلَبيْ ِع وَالْ ِهَب ِة وَاْل ِعتْ ِق َوعِوَضِ ِه َو ِع َوضِ الْ ُ‬
‫شتَرِي َلهَا مِنْ‬ ‫صيّ ِة بِالرَّقَبةِ دُو َن الْ َمنَافِ ِع وَالْمُ ْ‬
‫جرّ َد ِة مِ ْن َغيْ ِر َمنْ َف َعةٍ كَاْلوَ ِ‬
‫َوغَيْ ِرهَا َومَا وَرَ َد ِمْنهَا عَلَى الْ َعيْ ِن الْمُ َ‬
‫ح ِة الْ َمبِيعِ فَلَا ُيْتبَعُ فِي ِه النّمَا ُء مِ ْن َغيْ ِر اْل َعيْنِ ‪ ,‬وَفِي ا ْستِْتبَاعِ اْلَأوْلَادِ وَ ْجهَانِ ِبنَاءً‬ ‫ح ّقهَا عَلَى اْل َقوْلِ ِبصِ ّ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫مُ ْ‬
‫صّيةِ‬ ‫ف وَالْوَ ِ‬ ‫سبٍ َومَا وَ َردَ فِيهَا عَلَى الْ َمْن َف َعةِ الْ ُمجَرّ َدةِ فَِإ ْن عَ ّم الْ َمنَافِعَ كَاْلوَقْ ِ‬ ‫عَلَى َأ ّن اْلوَلَدَ جُزْءٌ َأوْ كَ ْ‬
‫ث مِ ْن اْل َعيْ َن َوغَيْ ِرهَا إلّا اْلوَلَدَ فَِإنّ فِيهِ وَ ْج َهيْنِ ُمصَرّحًا ِبهِمَا فِي اْلوَقْف‬ ‫بِالْ َمْنفَ َع ِة ُتتْبَعُ فِي ِه النّمَا َء الْحَادِ َ‬
‫ف بِالِْإتْلَافِ ا ْحتِمَالَانِ‬ ‫جنَاَيةِ عَلَى الطّرَ ِ‬ ‫ش الْ ِ‬‫سبٌ وَفِي أَ ْر ِ‬ ‫َومُخَرّ َجيْنِ فِي َغيْ ِر ِه ِبنَاءً عَلَى َأنّهُ جُزْءٌ َأوْ كَ ْ‬
‫جمَْلةِ‬ ‫ص َيكُونُ وَ ْقفًا َكبَدَ ِل الْ ُ‬ ‫شتَرَى بِ ِه ِشقْ ٌ‬ ‫ف عََليْهِ كَاْل َفوَائِدِ َأ ْو يُ ْ‬ ‫مَذْكُورَانِ فِي التّ ْرغِيبِ هَ ْل ُهوَ لِلْمُوقَ ِ‬
‫صةٍ لَا‬ ‫ف عََليْهِ وَ ْجهًا وَاحِدًا َوإِنْ كَانَ اْل َعقْ ُد عَلَى َمْن َف َعةٍ خَا ّ‬ ‫جنَايَ ُة ِب َغيْ ِر إتْلَافٍ فَاْلأَ ْرشُ لِلْ َموْقُو ِ‬
‫ت الْ ِ‬
‫فَِإنْ كَاَن ْ‬
‫ت الْ ُمنَجّ َزةِ‬‫ف َوَأمّا ُعقُو ُد َغيْ ِر التّ ْملِيكَا ِ‬ ‫َتتََأبّدُ كَالْإِجَا َرةِ فَلَا تَْتبَعُ فِي ِه َشيْئًا مِ ْن النّمَا ِء الْ ُمنْ َفصِ ِل ِب َغيْرِ خِلَا ٍ‬
‫ستَقِ ّل اْلعَاقِدُ َأ ْو مَ ْن َيقُو ُم َمقَامَهُ‬‫َفَنوْعَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ [ :‬مَا ] يَئُولُ إلَى التّمْلِيكِ فَمَا كَا َن ِمنْهُ لَا ِزمًا لَا يَ ْ‬
‫صوَرٌ‬
‫بِِإبْطَالِهِ مِنْ غَيْ ِر َسَببٍ َفِإنّهُ َيْتبَعُ فِيهِ النّمَا َء الْ ُمْن َفصِلَ مِ ْن اْل َعيْ ِن َوغَيْ ِرهَا َوَينْدَرِجُ فِي ذَلِكَ ُ‬
‫‪385‬‬
‫ب يَمْ ِلكُ اكِْتسَاَبهُ‬ ‫جرّ ِد اْل َعقْدِ ‪َ .‬و ِمنْهَا ‪ :‬الْ ُمكَاتَ ُ‬ ‫ِمنْهَا ‪ :‬الْ ُمكَاَتبَةُ َفيَمْلِكُ ا ْكتِسَاَبهَا َوَيْتبَ ُعهَا َأوْلَا ُدهَا بِمُ َ‬
‫وَيَتَْب ُعهُ أَ ْولَا ُد ُه ِمنْ َأمَِتهِ كَمَا َيْتبَعُ الْ ُ‬
‫ح ّر وَلَ ُد ُه مِنْ َأ َمتِهِ وَلَا َيْتبَعُ ُه وَلَ ُد ُه مِنْ َأ َمةٍ ِل َغيْ ِرهِ ‪.‬‬
‫‪386‬‬
‫ق الْوَ َرَثةِ فَِإنّ كَ ْ‬
‫سبَهُ لَهُ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْنُ‬ ‫ب َبعْدَ الْمَ ْوتِ َوقَبْلَ إعْتَا ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْمُوصَى ِبعِ ْت ِقهِ إذَا كََتسَ ّ‬
‫َعقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ ِلَأنّ إعْتَاقَ ُه وَا ِجبٌ ِلحَقّ اللّ ِه َتعَالَى وَلَا َيَتوَقّفُ عَلَى َقبُولٍ َف ُهوَ كَالْ ُم ْعتَقِ بِخِلَافِ‬
‫سبُهُ ِل ْلوَ َرَثةِ َكُأ ّم اْلوَلَ ِد وََلكِ ْن يُ ْمكِ ُن التّفْرِيقُ‬
‫اْلوَصِّيةِ لِ ُم َعيّ ٍن وَقَالَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي فِي آ ِخ ِر بَابِ الْ ِعتْقِ كَ ْ‬
‫صّيةَ تَ ْمنَ ُع اْنتِقَالَهُ إَلْيهِمْ ‪,‬‬
‫سيّ ِدهَا وَالْمُوصَى ِب ِعْتقِهِ َغيْ ُر مَمْلُوكٍ لِ ْلوَ َرَثةِ ِلَأنّ اْلوَ ِ‬‫َبيَْنهُمَا ِبأَنّ ُأمّ اْلوَلَ ِد مَ ْملُو َكةٌ لِ َ‬
‫سبِ َفَلوْ كَانَ َأ َمةً َفوَلَدَتْ َقبْلَ‬ ‫حقَاقِ الْكَ ْ‬ ‫ك َتقْدِيرِيّ لَا يَ ْمنَ ُع مِ ْن ا ْستِ ْ‬
‫ك الْ َميّتِ َف ُه َو مِلْ ٌ‬‫َوإِذَا قِي َل ُه َو عَلَى مِلْ ِ‬
‫الْ ِعتْ ِق َوَبعْ َد الْ َموْتِ َتِب َعهَا اْلوَلَدُ َكُأمّ اْلوَلَ ِد هَذَا ُهوَ الظّاهِرُ ‪ .‬وَقَالَ الْقَاضِي فِي َتعْلِيقِهِ لَا َيعْتِقُ ‪.‬‬
‫‪387‬‬
‫ص َفةٍ َب ْعدَ الْمَ ْوتِ كَمَنْ قَالَ ِلعَ ْب ِدهِ إنْ مِتّ ُثمّ َدخَلْت الدّارَ َفأَنْتَ ُحرّ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْ ُمعَ ّلقُ عِ ْت ُقهُ ِب َوقْتٍ أَوْ ِ‬
‫ط اْل ِعتْقِ ِل ْلوَ َرَثةِ ذَكَ َرهُ‬
‫ت َووُجُو ِد شَرْ ِ‬
‫سبُ ُه َبيْنَ الْ َموْ ِ‬
‫حنَا ذَلِكَ َفكَ ْ‬ ‫أَ ْو َأنْتَ ُحرّ َبعْدَ َم ْوتِي ِبسَنَةٍ وَ َ‬
‫صحّ ْ‬
‫ف الْمُوصَى ِب ِعتْقِهِ ‪ِ .‬لَأنّ ذَلِكَ َأوْ َجبَ ِعْتقَهُ فِي‬ ‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َكأُ ّم اْلوَلَدِ بِخِلَا ِ‬
‫ص َفةُ َحتّى‬ ‫ط ِعْتقِهِ فَِإنّهُ َق ْد يَجِيءُ اْلوَ ْقتُ الْ ُم َعيّ ُن َبعْ َد َم ْوتِهِ وَلَا تُوجَ ُد ال ّ‬
‫الْحَا ِل َوهَذَا يَتَ َردّدُ فِي وُجُو ِد شَرْ ِ‬
‫سَت ْوعِبِ بَِأنّهُ‬‫صرّحَ صَا ِحبُ الْمُ ْ‬ ‫ص َفةِ ا ْحتِمَاَليْ ِن وَ َ‬ ‫ث مِ ْن التّصَرّفِ فِيهِ َقبْ َل ال ّ‬ ‫ذَ َكرَ فِي الْ ُم ْغنِي فِي َمنْ ِع اْلوَارِ ِ‬
‫سبَهُ لَ ُه َومَا‬
‫بَاقٍ عَلَى ُحكْ ِم مِلْكِ الْ َميّتِ لَا َينَْتقِلُ إلَى اْلوَ َرَثةِ كَاْلمُوصَى ِب ِعْتقِهِ ‪َ .‬وعَلَى هَذَا َفَيَتوَجّهُ َأنّ كَ ْ‬
‫ض بِا ْحتِمَالِ َموْتِ الْمُوصَى ِبعِْتقِهِ َقبْلَ الْ ِعتْقِ ‪َ ,‬وَأمّا إنْ كَانَتْ َأ َمةً‬ ‫ص َفةِ ُمعَا َر ٌ‬‫قِي َل مِنْ ا ْحتِمَا ِل َم ْوتِهِ َقبْ َل ال ّ‬
‫ح بِهِ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َوهُ َو ُمَتوَجّ ٌه َسوَاءٌ قِي َل إنّ هَذَا‬ ‫ت َبعْدَ الْ َموْتِ َف ُه َو تَابِعٌ َلهَا َكأُ ّم اْلوَلَدِ صَرّ َ‬ ‫َووَلَدَ ْ‬
‫جرّدِ وَابْنِ‬ ‫الْ َعقْ َد تَ ْدبِيٌ َك َقوْلِ ابْنِ َأبِي مُوسَى وَالْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َأوْ قِي َل إنّهُ َتعْلِيقٌ َك َقوْلِ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫شهَدُ لِمَا ذَكَ ْرنَا مِ ْن َتبَ ِعّيةِ الْوَلَدِ فِي‬
‫سَتقِرّ لَا يُ ْمكِ ُن إبْطَالُهُ َف ُهوَ كَاْل ِكتَابَةِ ‪َ ,‬وهَذَا يَ ْ‬
‫َعقِيلٍ فَِإنّ ُه َتعْلِيقٌ لَا ِز ٌم مُ ْ‬
‫الّتِي َقبَْلهَا ‪.‬‬
‫‪388‬‬
‫ف ُمنْصَ َرفَ‬ ‫شيْخُ َتقِيّ الدّينِ َأنّ ُه ُيصْرَ ُ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْمُوصَى ِب َو ْقفِهِ إذَا نَمَا َبعْدَ الْ َموْتِ َوقَ ْبلَ إيقَا ِفهِ َفأَ ْفتَى ال ّ‬
‫اْلوَقْفِ ِلَأنّ نَمَا َءهُ َقبْ َل اْلوَقْفِ َكنَمَائِهِ َبعْ َدهُ ‪.‬‬
‫‪389‬‬
‫جرَ‬
‫ختَانَ َوِإبْرَاهِي ُم بْ ُن هَاِنئٍ عَنْ أَحْمَدَ فِيمَنْ َج َعلَ مَالًا فِي ُوجُوهِ الْبِرّ فَاتّ َ‬‫ب بْ ُن بُ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) مَا َنقَلَ َيعْقُو ُ‬
‫صيّ قَا َل إنْ َربِحَ َجعَلَ ِرْبحَ ُه مَ َع الْمَالِ فِيمَا َأوْصَى بِهِ َوِإنْ خَسِرَ كَانَ ضَمَانًا ‪َ ,‬ف َهذَا إنْ كَا َن مُرَا ُدهُ‬
‫ِبهِ الْوَ ِ‬
‫شتَرِيَ فِيمَا َينْمُو َويُوقَفَ َأ ْو ُيَتصَ ّدقَ ِبنَمَائِهِ كَانَ‬ ‫إذَا وَصّى ِبَتفْرَِق ِة َعيْنِ الْمَالِ َفوَاضِحٌ َوإِنْ كَانَ وَصّى َأنْ يَ ْ‬
‫شيْخُ ‪.‬‬ ‫مُخَاِلفًا لِمَا أَ ْفتَى بِهِ ال ّ‬
‫‪390‬‬
‫ت وََقبْلَ الْ َقبُو ِل نَمَا ًء ُمنْ َفصِلًا َفَيْنبَنِي عَلَى َأنّ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْمُوصَى ِبهِ لِ ُمعَّينٍ َيقِ ُ‬
‫ف عَلَى َقبُولِهِ إذَا نَمَا َبعْ َد الْ َموْ ِ‬
‫الْمِلْكَ َقبْ َل اْلقَبُو ِل هَ ْل ُهوَ لِ ْلوَارِثِ َأوْ ِللْ َمّيتِ َأوْ لِ ْلمُوصَى لَهُ ‪ ,‬وَفِي ِه ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ فَِإنْ قِي َل إنّهُ لِ ْلوَارِثِ َف ُه َو‬
‫ك الْ َمّيتِ َفنَمَا ُؤهُ مِ ْن التّرِ َك ِة َوإِنْ قِي َل إنّهُ ِللْمُوصَى لَ ُه بِ َم ْعنَى َأنّا َنَتَبيّنُ‬
‫خَتصّ ِبنَمَائِ ِه َوإِنْ قِي َل ُهوَ عَلَى مِلْ ِ‬ ‫مُ ْ‬
‫ف مِ ْلكُ ُه عَلَى َقبُولٍ َفنَمَا ُؤهُ كُلّهُ ِللْمُوصَى لَهُ ‪.‬‬ ‫ِبقَبُولِ ِه مِ ْلكَهُ بِالْ َموْتِ َأوْ قِي َل إنّهُ لَا يََتوَقّ ُ‬
‫‪391‬‬
‫جزْ لِمَنْ أَ ْخرَ َجهَا عَ ْن مِ ْلكِهِ َأنّهُ يَشْتَرِي شَْيئًا مِنْ‬ ‫صدَ َق ُة وَاْلوَقْفُ إذَا َل ِزمَتْ فِي عَ ْينٍ لَ ْم يَ ُ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الّنذْرُ وَال ّ‬
‫ِنتَا ِجهَا َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي الصّدََقةِ وَاْلوَقْفِ فِي ِروَاَيةِ َحْنبَلٍ ‪.‬‬
‫‪392‬‬
‫ب عََليْهِ صَرْفُهُ فِي الرّقَا ِ‬
‫ب‬ ‫وََلوْ اشَْترَى عَ ْبدًا َفأَعَْت َقهُ ُث ّم بَا َن ِبهِ عَيْبٌ َفَأخَذَ أَ ْرشَهُ َفهَ ْل يَ ْملِكُ ِلَنفْسِهِ َأ ْو يَ ِ‬
‫ج ُ‬
‫ب يَ ْمنَ ُع الْإِجْزَاءَ إلْحَاقًا لِ ْلأَ ْرشِ‬
‫عَلَى ِروَاَيتَيْنِ وَ َخصّ اْلقَاضِي ال ّروَايََتيْنِ بِاْلعِتْ ِق عَ ْن اْلوَا ِجبِ إذَا كَانَ اْل َعيْ ُ‬
‫بِاْلوَلَاءِ ‪.‬‬
‫‪393‬‬
‫ضحِّيةً فَِإنْ لَ ْم يُ ْمكِنْ‬ ‫ضحِّيةً ُثمّ أَصَابَ ِبهَا عَيْبًا َفَأخَذَ أَ ْرشَهُ اشَْترَى ِبهِ أُ ْ‬ ‫وََلوْ اشَْترَى شَاةً َفَأوْجََبهَا أُ ْ‬
‫ق َبيْنَ ُه َوَبيْنَ اْل ِعتْقِ بَِأنّ اْل َقصْدَ مِ ْن الْ ِعتْ ِق َتكْمِيلُ َأ ْحكَا ِم اْلعَبْ ِد وََقدْ َحصَلَ‬
‫َتصَ ّدقَ بِهِ ذَ َك َرهُ الْقَاضِي وَفَ ّر َ‬
‫ح ِمهَا إلَى الْمَسَاكِيِ فَِإذَا كَانَ فِي ِه عَْيبٌ دَ َخ َل الضّ َر ُر عََلْيهِمْ َفوَ َجبَ أَ ْرشُهُ‬ ‫حّيةِ إيصَالُ لَ ْ‬ ‫وَالْ َقصْ ُد مِ ْن اْلأُضْ ِ‬
‫ح ّقهِ ْم وَفِي الْكَافِي ا ْحتِمَالٌ آ َخرُ َأنّ اْلأَ ْرشَ لَهُ كَمَا فِي اْل ِعتْ ِق َوأَمّا اْلهَدْيُ‬ ‫عََلْيهِمْ َجبْرًا [ َوتَكْمِيلًا ] لِ َ‬
‫وَالْأَضَا ِحيّ إذَا َتعَيّنَ فَِإنْ قِي َل إنّ مِ ْلكَهُ لَا يَزُو ُل بِالّت ْعيِيِ َك َقوْلِ اْلقَاضِي وَاْلأَ ْكثَرِينَ َف ُه َو مِ ْن هَذَا الّن ْوعِ َوِإنْ‬
‫حّيةُ َذبَحَ‬ ‫ت اْلأُضْ ِ‬ ‫ف َويَْتَبعُهُ نَمَاؤُ ُه ِمنْهُ كَاْلوَلَدِ فَإِذَا وَلَدَ ْ‬
‫جَا َز إبْدَالُهُ ِلأَ ّن إبْدَالَهُ َنقْلٌ لِ ْلحَقّ لَا إ ْسقَاطٌ لَهُ كَاْلوَقْ ِ‬
‫حّيةٌ قَالَهُ فِي الْ ُمغْنِي‬ ‫حّيةً بِ َطرِي ِق التّبَعِ َأمْ لَا ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ُ :‬هوَ أُضْ ِ‬ ‫ضِ‬ ‫َم َعهَا وَلَ َدهَا َوهَ ْل َيكُونُ أُ ْ‬
‫صحِيحًا َفهَلْ‬ ‫حّيةٍ قَالَهُ ابْ ُن َعقِيلٍ قَا َل َوإِ ْن َتصَ ّدقَ بِهِ َ‬ ‫ضِ‬ ‫س بِأُ ْ‬ ‫َفيَجُوزُ َأنْ َيأْكُ َل ِمنْهُ َكُأمّهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬لْي َ‬
‫ي بِهِ حَ ْذ َو اْلُأمّ وَاْلأَ ْشبَهُ بِكَلَامِ أَ ْحمَدَ َأنّهُ‬ ‫حذِ َ‬‫يُجْزِئُ ؟ فِيهِ ا ْحتِمَالَانِ ِلتَ َردّ ِد ِه َبيْ َن الصّدََق ِة الْمُ ْطَل َقةِ َوَبيْنَ َأنْ يَ ْ‬
‫حهَا َووَلَ َدهَا عَنْ َسْب َع ٍة وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ َيبْ َدُأ بَِأّيهِمَا‬ ‫حّيةٌ فَِإنّهُ قَالَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن مشيش يَ ْذبَ ُ‬ ‫أُضْ ِ‬
‫سَتقِلّا ِبَنفْسِهِ‬ ‫شَاءَ فِي ال ّذبْ ِح َوَأْنكَرَ َقوْ َل مَنْ قَالَ لَا َيبْ َدأُ إلّا بِالُْأ ّم َوعَلَى هَذَا َفهَ ْل َيصِيُ اْلوَلَ ُد تَاِبعًا ِلُأمّهِ َأوْ مُ ْ‬
‫ت وَقُ ْلنَا يُ َردّ إلَى مِ ْلكِهِ َفهَ ْل يَ ْرجِ ُع وَلَ ُدهَا َم َعهَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ذَ َك َرهُمَا فِي الْ ُم ْغنِي‬ ‫َحتّى َل ْو بَاعَ ُأمّهُ َأ ْو عَابَ ْ‬
‫صحِي ٍح وَفِيهِ َوجْهٌ آخَرُ أَ ّن الْ ُم َعيَّن َة عَمّا فِي ال ّذ ّمةِ‬ ‫ق َبيْنَ أَ ْن ُي َعيّنَ اْبتِدَاءً َأ ْو عَ ْن وَا ِجبٍ فِي ال ّذ ّمةِ عَلَى َ‬ ‫وَلَا فَ ْر َ‬
‫لَا َيتَْب ُعهَا وَلَ ُدهَا ِلَأنّ اْلوَا ِجبَ فِي ال ّذ ّم ِة وَاحِدٌ وَالصّحِيحُ الَْأوّلُ ِلَأنّهَا بِالّتعْيِيِ صَارَتْ كَالْ ُم َعّيَنةِ اْبتِدَا ًء َوَأمّا‬
‫ح ِمهَا جَائِزٌ َفَيجُو ُز الِاْنِتفَاعُ ِب َغيْ ِرهِ مِ ْن َمنَافِ ِعهَا‬‫ج ْفهَا لِلّنصّ وَِلأَ ّن الْأَكْ َل مِنْ لَ ْ‬ ‫الّلبَنُ َفيَجُو ُز شُ ْربُ ُه مَا لَ ْم ُيعْ ِ‬
‫َومِنْ دَ ّرهَا َو َظهْ ِرهَا َفأَمّا الصّوفُ َفَنصّ أَحْمَدُ عَلَى َكرَا َهةِ َج ّزهِ إلّا َأنْ يَطُو َل َويَكُونَ َج ّز ُه َنفْعًا َلهَا ‪ ,‬قَالَ‬
‫ف وَالّلبَنِ بَِأنّ الصّوفَ كَا َن َموْجُودًا حَالَ إيَاِبهَا َفوَ َر َد الْإِيَابُ‬ ‫الْأَصْحَابُ َويََتصَ ّدقُ بِهِ وََفرّقُوا َبيْ َن الصّو ِ‬
‫حبّ لَ ُه الصّدََقةُ‬ ‫عََليْهِ وَالّلبَ ُن َيتَجَدّ ُد َشْيئًا َبعْ َد َشيْءٍ َف ُهوَ كَ َمْن َف َعةِ َظهْ ِرهَا ‪ .‬وَقَالَ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ َويُسْتَ َ‬
‫ع ِبهِمَا إذَا‬ ‫شعْ ِر وَلَهُ الِاْنِتفَاعُ بِ ِه وَذَ َكرَ ابْنُ الزاغون َأنّ الّلبَنَ وَالصّوفَ لَا يَدْخُلَانِ فِي الْإِيَابِ وَلَ ُه الِاْنتِفَا ُ‬ ‫بِال ّ‬
‫ي وَكَذَلِكَ قَالَ صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ فِي الّلبَنِ ‪.‬‬ ‫لَ ْم َيضُ ّر بِاْلهَدْ ِ‬
‫‪394‬‬
‫ق بِهِ ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َوإِنْ قِيلَ‬ ‫ي الْ ُمعَيّنِ اْبتِدَاءً أُخِ َذ ِمنْهُ أَ ْرشُهُ َوُتصُ ّد َ‬ ‫وََلوْ َف َقأَ َر ُجلٌ عَ ْي َن اْلهَدْ ِ‬
‫ج َزةِ كَاْل ِعتْ ِق وَاْلوَقْفِ َوِإنْ جَازَ‬
‫بِ َزوَا ِل مِ ْلكِهِ بِالّت ْعيِيِ َك َقوْلِ َأبِي الْخَطّابِ َف ُهوَ مِنْ قِسْ ِم التّمْلِيكَاتِ الْ ُمنْ َ‬
‫سلِمِيَ ‪.‬‬‫جدًا فَِإنّ ُه َيْنتَفِ ُع بِ ِه مَعَ جُمَْل ِة الْمُ ْ‬
‫ف مَسْ ِ‬
‫الِاْنِتفَاعُ ِبَب ْعضِ َمنَاِفعِهِ َكمَ ْن وَقَ َ‬
‫‪395‬‬
‫حقّ الْمَُتعَلّ ِق ِبهِ‬
‫ك الْعَاقِ ُد إبْطَاَلهُ إمّا بِالْ َق ْولِ َأوْ تُمَْنعُ ُنفُوذُ الْ َ‬‫َوَأمّا مَا كَا َن ِمنْهَا َغيْرَ لَا ِز ٍم َو ُهوَ [ مَا ] يَمْ ِل ُ‬
‫ب إبْدَالٍ َفلَا ُيتْبَعُ فِي ِه النّمَا ُء مِ ْن غَيْرِ عَْينِهِ ‪ ,‬وَفِي ا ْستِْتبَاعِ اْلوَلَدِ ِخلَافٌ ‪,‬‬
‫ِبإِزَاَلةِ الْمِ ْلكِ ِمنْ غَ ْيرِ وُجُو ِ‬
‫شهُورِ َو َعنْهُ ِروَاَيةٌ أُخْرَى‬ ‫ص َورٌ ‪ِ :‬منْهَا ‪ :‬الْ ُم َدبّ َرةُ َفإِّنهُ يَتَْبعُهَا وََل ُدهَا عَلَى الْمَ ْذ َه ِ‬
‫ب الْمَ ْ‬ ‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫ج تَ ْ‬
‫َويَنْدَ ِر ُ‬
‫ف َنزَ َل عَلَى أَ ّن التّ ْدبِ َي هَ ْل ُهوَ لَا ِزمٌ َأمْ لَا ‪ .‬فَِإنْ‬
‫لَا َيتَْب ُعهَا وَ َزعَمَ َأبُو الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ أَ ّن هَذَا الْخِلَا َ‬
‫ك َوعَلَى اْل َقوْ ِل بِالتَّب ِعّيةِ قَا َل الْأَ ْكثَرُونَ َيكُو ُن‬ ‫قِي َل بِلُزُومِ ِه َتبِ َع اْلوَلَ ُد َوإِلّا لَ ْم َيْتبَ ْع َوَأبَى أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ ذَلِ َ‬
‫ف وََل ِد الْ ُمكَاَتَبةِ وََق ْد َنصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ عَلَى َأنّ اْلُأمّ َلوْ‬ ‫مُ َدبّرًا بَِنفْسِهِ لَا بِطَرِي ِق الّتبَعِ بِخِلَا ِ‬
‫ك َب ِقيَ‬‫ت َوعَلَى هَذَا َلوْ رَجَعَ فِي تَ ْدبِيِ الُْأمّ وَُق ْلنَا لَهُ ذَلِ َ‬ ‫عََت َقتْ فِي َحيَاةِ السّيّدِ َل ْم َيعْتِ ْق اْلوَلَدُ َحتّى يَمُو َ‬
‫ت َعتَقَ‬ ‫حضٌ َلهَا إنْ َعَتقَ ْ‬ ‫اْلوَلَ ُد مُ َدبّرًا هَذَا َقوْلُ اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ ‪ .‬وَقَالَ َأبُو َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ بَ ْل ُهوَ تَابِ ٌع مَ ْ‬
‫ق َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ ابْنِ َأبِي مُوسَى َأيْضًا ‪.‬‬ ‫َوإِنْ رَّقتْ َر ّ‬
‫‪396‬‬
‫ص َفةٍ إذَا حَمَلَتْ َو َولَ َدتْ بَ ْينَ التّعْلِيقِ وَ ُوجُودِ الصّ َفةِ َففِي ِعْتقِهِ َم َعهَا وَ ْجهَانِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْ ُمعَ ّلقُ عِ ْت ُقهَا بِ ِ‬
‫حضٌ ‪.‬‬ ‫ص َفةُ ِلأَنّهُ تَابِ ٌع مَ ْ‬‫ص َفةُ فِي اْلأُمّ لَ ْم ُي ْعتَ ْق وََلوْ ُوجِدَتْ فِي ِه ال ّ‬
‫َمعْرُوفَانِ وََلوْ لَ ْم تُوجَ ْد ال ّ‬
‫‪397‬‬
‫ت قَ ْبلَ مَ ْوتِ الْمُوصَى لَ ْم َيْتبَ ْعهَا ذَ َك َرهُ الْقَاضِي فِي الْمُوصَى‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْمُوصَى ِبعِ ْت ِقهَا أَوْ َوقْ ِفهَا إذَا َوَلدَ ْ‬
‫ب التّحْرِيرِ دُونَ‬
‫صّي ِة بِاْلوَقْفِ ِبنَا ًء عَلَى أَ ّن الْ ُمغَّلبَ فِيهِ َشوْ ُ‬
‫حتَمَلُ َأنْ َتْتبَعَ فِي الْوَ ِ‬
‫ِبعِْت ِقهَا وَِقيَاسُهُ الْأُ ْخرَى َويُ ْ‬
‫التّ ْملِيكِ‬
‫‪398‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬الْ ُمعَ ّلقُ َو ْقفُهَا بِالْ َم ْوتِ إنْ قُ ْلنَا ُهوَ لَا ِزمٌ َو ُه َو ظَاهِرُ َكلَامِ أَحْمَدَ مِنْ ِروَاَيةِ الْ َميْمُوِنيّ [ صَارَتْ‬
‫شعِ ُر بِهِ‬
‫سَتوْلَ َدةِ َفَيْنبَغِي أَ ْن َيتَْب َعهَا وَلَ ُدهَا َوإِنْ قُ ْلنَا َلْيسَ بِلَا ِز ٍم وَكَلَامُ أَحْمَدَ فِي آخِرِ ِروَاَيةِ الْ َميْمُونِيّ ] يُ ْ‬ ‫كَالْمُ ْ‬
‫َحْيثُ قَا َل إنْ كَا َن تَنَاوَ َل َو َشّبهَهُ بِالْ ُم َدبّ ِر َي ْعنِي َأنّهُ َيْتبَعُهُ َفهَ ْل َيْتبَ ُعهَا اْلوَلَدُ كَالْمُ َدبّرِ َأوْ لَا َيْتبَعُ ِلأَنّ اْلوَقْفَ‬
‫حتَمِ ُل َو ْج َهيْنِ ‪.‬‬ ‫ُتغَّلبُ فِي ِه شَاِئَبةُ التّمْلِيكِ َف ُهوَ كَالْمُوصَى بِ ِه َويَ ْ‬
‫‪399‬‬
‫ك ِبهَا النّمَا ُء ِبغَيْ ِر إ ْشكَالٍ إ ْذ اْلأَصْلُ لَا يُمْلَكُ‬ ‫ك الْعَ ْينِ َفلَا يُمْلَ ُ‬ ‫الّن ْوعُ الثّانِي ُعقُودٌ مَوْضُو َع ٌة ِلغَ ْيرِ تَمْلِي ِ‬
‫فَاْلفَ ْرعُ َأوْلَى وََلكِ ْن هَلْ يَكُونُ النّمَا ُء تَاِبعًا ِلأَصْلِهِ فِي وُرُو ِد اْل َعقْ ِد عََليْ ِه وَفِي َك ْونِهِ مَضْمُونًا َأمْ غَيْ َر َمضْمُونٍ‬
‫حكْ ُم النّمَاءِ ُحكْ ُم اْلأَصْلِ ‪َ ,‬وإِنْ كَانَ َغيْرَ لَا ِزمٍ َأوْ لَا ِزمًا َل ِكنّهُ‬ ‫فَِإنْ كَا َن اْلعَقْ ُد وَارِدًا عَلَى اْلعَيْ ِن َو ُهوَ لَا ِزمٌ َف ُ‬
‫َمعْقُو ٌد عَلَى الْ َمْن َفعَ ِة مِ ْن َغيْ ِر َتأْيِيدٍ َأ ْو عَلَى مَا فِي ال ّذ ّمةِ َفلَا َيكُو ُن النّمَاءُ دَاخِلًا فِي اْل َعقْدِ َوهَ ْل َيكُو ُن تَاِبعًا‬
‫لِ ْلأَصْلِ فِي الضّمَا ِن َوعَ َدمِهِ فِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ ُه تَابِعٌ لَهُ فِيهِمَا ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬إ ْن شَا َركَ اْلأَصْلَ فِي‬
‫صوَرٌ ‪. :‬‬ ‫حتَ ذَلِكَ ُ‬ ‫ج تَ ْ‬ ‫الْ َمعْنَى الّذِي َأوْ َجبَ الضّمَانَ َأ ْو الِائْتِمَا َن َتِبعَهُ َوإِلّا فَلَا َوَينْدَ ِر ُ‬
‫‪400‬‬
‫( ِمْنهَا ) الْ َم ْرهُونُ َفنَمَا ُؤ ُه الْ ُمْنفَصِلُ كُلّهُ َرهْنٌ َمعَهُ َسوَاءٌ كَا َن ُمَتوَلّدًا مِ ْن َعْينِهِ كَالثّمَ َر ِة وَاْلوَلَدِ َأوْ مِنْ‬
‫ك اْلوَكِيلُ فِي َبيْعِ ال ّرهْ ِن َبيْعَهُ‬
‫ش َو ُهوَ دَاخِ ٌل َمعَهُ فِي َعقْدِ ال ّرهْنِ َفيَمْلِ ُ‬
‫سبِهِ كَاْلأُ ْج َرةِ َأ ْو بَدَلًا َعنْهُ كَاْلأَ ْر ِ‬
‫كَ ْ‬
‫َمعَهُ َوِإنْ كَانَ حَا ِدثًا َبعْدَ الْ َعقْ ِد وَالّتوْكِيلِ ‪.‬‬
‫‪401‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلأَجِيُ كَالرّاعِي وَغَ ْي ِرهِ َفَيكُو ُن النّمَاءُ فِي يَ ِدهِ َأمَاَنةً َكأَصْلِ ِه وَلَا يَ ْل َزمُهُ َرعْ ُي سِخَا ِل الْ َغنَ ِم الْ ُم َعيَّنةِ‬
‫ف مَا إذَا كَانَ الِا ْسِتئْجَا ُر عَلَى َر ْعيِ َغيْ ِر ُم َعيَّنةٍ فَِإنّ عََليْهِ َر ْعيَ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫فِي َعقْدِ ال ّر ْعيِ ِلَأّنهَا غَيْرُ دَاخَِلةٍ فِي ِه بِ ِ‬
‫سِخَاِلهَا ِلأَ ّن عََليْهِ َأنْ يَ ْرعَى مَا جَرَى اْلعُرْفُ بِ ِه مَ َع الِْإطْلَاقِ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ ‪.‬‬
‫‪402‬‬
‫ع بِهِ ِلأَنّهُ َغيْرُ دَاخِلٍ فِي اْل َعقْ ِد َوهَلْ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْ ُمسَْتأْ ِجرُ يَكُونُ النّمَاءُ فِي يَ ِدهِ َأمَاَنةً َكأَصْلِ ِه وََليْسَ لَ ُه الِانِْتفَا ُ‬
‫لَ ُه إمْسَاكُهُ ِب َغيْ ِر اسِْتئْذَا ِن مَاِلكِهِ َتَبعًا ِلأَصْلِهِ َجعْلًا ِللْإِ ْذنِ فِي إمْسَاكِ أَصْلِهِ إ ْذنًا فِي إمْسَاكِ نَمَائِهِ َأمْ لَا ؟ كَ َمنْ‬
‫أَطَارَتْ الرّيحُ إلَى دَا ِر ِه َثوْبَ َغيْ ِرهِ َخرّجَهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫‪403‬‬
‫ضةً كَالثّ ْوبِ الْمُطَا ِر إلَى دَا ِرهِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ َأْيضًا‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلوَدِيعَةُ َهلْ َيكُونُ نَمَا ُؤهَا َودِي َعةً َوَأمَاَنةً مَحْ َ‬
‫‪.‬‬
‫‪404‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) اْلعَا ِرّيةُ لَا يُ َر ّد َعقْ ُد الْإِعَا َر ِة عَلَى وَلَ ِدهَا َفَلْيسَ لِلْمُ ْ‬
‫سَتعِيِ الِاْنِتفَاعُ بِ ِه َوهَ ْل ُهوَ َمضْمُونٌ َكأَصْلِهِ َأمْ‬
‫لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ذَكَ َرهُمَا اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي بَابِ ال ّرهْنِ أَحَ ُدهُمَا ُه َو َمضْمُونٌ ِلأَنّهُ تَابِعٌ ِلأَصْلِهِ ‪.‬‬
‫صلَ ُه إنّمَا ضُمِنَ لِِإمْسَاكِهِ لِلِاْنِتفَاعِ بِهِ [ فِي بَابِ ال ّرهْ ِن ] وَالنّمَا ُء مَمْسُوكٌ‬ ‫س بِ َمضْمُونٍ ِلَأنّ أَ ْ‬ ‫وَالثّانِي ‪َ :‬لْي َ‬
‫صبِ إنّ فِي وَلَ ِد اْلعَا ِريّةِ وَ ْجهًا وَاحِدًا ‪.‬‬ ‫ب اْلغَ ْ‬
‫حفْظِ ِه عَلَى الْمَالِكِ َفَيكُونُ َأمَاَن ًة وَقَالَا فِي ِكتَا ِ‬
‫لِ ِ‬
‫‪405‬‬
‫ت فِي َيدِ اْلقَابِضِ قَالَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ُحكْمُهُ ُحكْمُ‬ ‫ضةُ عَلَى َوجْهِ السّوْمِ إذَا َوَلدَ ْ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْ َمقْبُو َ‬
‫خرّجَ فِيهِ وَجْهٌ آخَرُ َأنّهُ َلْيسَ بِ َمضْمُو ٍن‬ ‫أَصْلِهِ إنْ قُ ْلنَا ُهوَ َمضْمُونٌ فَاْلوَلَ ُد َمضْمُو ٌن َوإِلّا َفلَا يُ ْمكِنُ َأنْ يُ َ‬
‫حصُلْ َقْبضُهُ عَلَى هَذَا‬ ‫ك وَاْلوَلَ ِد وَلَمْ يَ ْ‬
‫سَببِ الضّمَانِ وَالتّمْلِي ِ‬ ‫ضهَا بِ َ‬ ‫َكوَلَدِ الْعَا ِرّيةِ ِلأَنّ ُأمّ ُه إنّمَا ضَ ِمَنتْ ِل َقْب ِ‬
‫اْلوَجْهِ َف ُهوَ كَالّثوْبِ الْمُطَا ِر بِالرّيحِ إلَى مِ ْلكِهِ ‪.‬‬
‫‪406‬‬
‫ط الضّمَا ِن ِبأَنّ ُه إنّمَا َدخَلَ‬‫ضمَانِ ِزيَا َدتِهِ وَ ْجهَانِ َووَجّهَ اْلقَاضِي ُسقُو َ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الْ َمقْبُوضُ بِ َع ْقدٍ فَاسِدٍ وَفِي َ‬
‫ضمَانِ اْل َعيْنِ دُو َن نَمَاِئهَا َو ُه َو ُمنَْت َقضٌ ِبَتضْمِينِ ِه اْلأُجْ َرةَ ‪.‬‬
‫عَلَى َ‬
‫‪407‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬الشّا ِه َدةُ وَالضّامَِنةُ وَالْ َكفِي َلةُ لَا َيَتعَلّ ُق ِبَأوْلَا ِدهِ ّن شَيْ ٌء مِ ْن هَ ِذ ِه الْأَ ْحكَامِ ِلأَنّ هَ ِذهِ ُحقُوقٌ مَُتعَّل َقةٌ‬
‫جرّدِ وَابْ ُن عَقِيلٍ وَا ْختَارَ الْقَاضِي فِي‬
‫بِال ّذ ّمةِ لَا بِالْ َعيْنِ َف ِهيَ كَسَائِرِ ُعقُو ِد الْ ُمدَاَينَاتِ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫ع َم َعهَا َكوَلَ ِد الْ َم ْرهُوَن ِة بِنَا ًء عَلَى َأنّ َديْ َن الْ َمأْذُونِ لَ ُه َيَتعَلّ ُق بِرََقَبتِهِ‬
‫خِلَافِهِ أَ ّن وَلَ َد الضّامَِن ِة َيتَْب ُعهَا َويُبَا ُ‬
‫جنَاَيةِ َفلَا يَسْرِي‬ ‫ض ّعفَهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي نَظَ ِريّاتِهِ ِلأَ ّن الّتعَلّ َق بِالرَّقَبةِ ُهنَا َكتَعَلّ ِق الْ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫‪408‬‬
‫حَنثْ ِلأَنّ اْل َعقْدَ لَ ْم َيَتعَلّقْ ذَ َك َرهُ‬ ‫ضهِ لَ ْم يَ ْ‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬لوْ حَلَفَ لَا َيأْ ُكلُ مِمّا اشَْترَاهُ فُلَانٌ َفأَ َكلَ ِمنْ لَبَِنهِ أَوْ بَيْ ِ‬
‫حْنثِ فِيهَا َوَتكْفِ ِيهَا‬ ‫ف َبيْنَ اْلتِزَا ِمهَا َوَبيْ َن الْ ِ‬
‫خيّرُ الْحَالِ ُ‬ ‫ستْ لَا ِز َم ًة بَ ْل يُ َ‬
‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فَِإ ّن اْليَمِيَ َليْ َ‬
‫ث ِبأَكْلِ َلَبِنهَا ِلأَنّهُ لَا ُيؤْكَ ُل ِمنْهَا فِي‬
‫حنَ ُ‬ ‫[ َوهَذَا ] بِخِلَافِ مَا َلوْ حَلَفَ لَا َيأْكُ ُل مِ ْن هَ ِذهِ الشّاةِ فَِإنّهُ يَ ْ‬
‫حيَاةِ عَا َدةً إلّا الّلبَنُ َفَأمّا ِنتَا ُجهَا َففِي ِه نَظَرٌ ‪.‬‬
‫الْ َ‬
‫‪409‬‬
‫ب ِب َغيْرِ‬
‫( َفصْ ٌل ) هَذَا ُحكْ ُم النّمَاءِ فِي اْل ُعقُودِ َوأَمّا فِي الْفُسُوخِ َفلَا َتتْبَعُ فِيهَا النّمَا َء الْحَاصِ ُل مِ ْن اْلكَسْ ِ‬
‫خِلَافٍ ‪َ ,‬وَأمّا الْ ُمَتوَلّ ُد مِ ْن اْل َعيْنِ َففِي َتبَ ِعّيتِهِ فِيهَا ِروَايَتَانِ فِي الْجُ ْمَل ِة تَرْ ِجعَانِ إلَى َأنّ اْلفَسْ َخ هَ ْل ُهوَ رَفْعٌ‬
‫ج َل الزّكَاةَ‬
‫ص َورٌ ‪ِ :‬منْهَا ‪ :‬إذَا عَ ّ‬
‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫ج تَ ْ‬
‫ع َويَنْدَ ِر ُ‬
‫لِ ْل َعقْ ِد مِنْ أَصْلِهِ َأ ْو مِنْ حِينِهِ وَاْلأَصَحّ عَ َدمُ الِا ْسِتتْبَا ِ‬
‫ُثمّ هَ َلكَ الْمَالُ َوقُلْنَا َل ُه ال ّرجُوعُ بِهَا فَِإنّهُ يَرْجِ ُع ِبهَا َوهَ ْل يَرْ ِج ُع بِ ِزيَا َدِتهَا الْ ُمّتصَِلةِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ‬
‫أَ ْظهَ ُرهُمَا لَا يَرْ ِجعُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬يَ ْرجِ ُع وَا ْختَا َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ‬
‫‪410‬‬
‫خ الْبَيْعُ هَ ْل يَرْجِعُ الْبَائِعُ َأمْ لَا ؟ َخرّجَ ُه طَاِئ َفةٌ‬‫َومِْنهَا ‪ :‬الْمَبِيعُ فِي ُم ّدةِ الْخِيَارِ إذَا نَمَا نَمَا ًء مُ ْنفَصِلًا ُثمّ ُفسِ َ‬
‫سَتوْ ِعبِ عَلَى وَ ْج َهيْنِ كَاْلفَسْ ِخ بِاْل َعيْبِ ‪ ,‬وَقَدْ ذَكَرَ الْقَاضِي فِي‬ ‫مِ ْن الْأَصْحَابِ َكصَا ِحبَيْ التّ ْلخِيصِ وَالْمُ ْ‬
‫خلَافِ‬ ‫خيَارِ فَسْخٌ ِل ْل َعقْ ِد مِنْ أَصْلِهِ ِلَأنّهُ لَ ْم يَ ْرضَ فِي ِه بِلُزُو ِم اْلبَيْ ِع بِ ِ‬
‫خِلَافِهِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي عُمَ ِدهِ أَ ّن اْلفَسْ َخ بِالْ ِ‬
‫ف الْ َعْيبِ‬
‫خيَا ِر بِخِلَا ِ‬ ‫ح ِوهِ َفعَلَى هَذَا يَ ْرجِ ُع بِالنّمَا ِء الْ ُمْنفَصِلِ فِي الْ ِ‬‫الْفَسْ ِخ بِاْل َعْيبِ َونَ ْ‬
‫‪411‬‬
‫شتَرِي ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪َ ,‬وَيتَخَرّجُ فِي ِه وَجْهٌ آ َخرُ َأنّهُ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬اْلإِقَالَةُ إذَا قُلْنَا ِهيَ َفسْخٌ فَالنّمَاءُ ِللْمُ ْ‬
‫يَرُ ّد ُه مَعَ أَصْلِهِ َحكَاهُ َأبُو اْلبَرَكَاتِ فِي َتعْلِيقِهِ عَنْ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َأيْضًا ‪.‬‬
‫‪412‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬ال ّردّ بِالْعَيْبِ وَفِي رَدّ النّمَاءِ فِيهِ ِروَايَتَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا َأنّهُ لَا يُرَدّ كَاْلكَسْبِ َونَقَلَ ابْ ُن َمنْصُورٍ عَنْ‬
‫ث الْ ُمصَرّا ِة َوَنقَ َل عَنْهُ ابْ ُن َمْنصُورٍ َأيْضًا َأنّهُ ذَكَ َر‬ ‫أَحْمَدَ كَلَامًا يَدُ ّل عَلَى َأنّ الّلبَ َن وَ ْح َدهُ ُيرَ ّد ِعوَضُهُ لِحَدِي ِ‬
‫لَهُ َقوْلَ ُس ْفيَانَ فِي رَ ُج ٍل بَاعَ مَا ِشَيةً َأوْ شَاةً َفوَلَدَتْ َأ ْو نَخْلًا َلهَا ثَ َم َرةٌ َف َوجَ َد ِبهَا عَْيبًا َأوْ ا ْستَحَقّ أُ ِخ َذ ِمنْهُ‬
‫ب بِهِ‬‫قِي َم ُة الثّ َم َرةِ وَقِي َم ُة اْلوَلَ ِد إنْ كَانَ أَحْدَثَ فِيهِ ْم َشْيئًا َأوْ كَانَ بَاعَ َأ ْو اسَْتهْلَكَ فَِإنْ كَانَ مَاتَ َأوْ َذ َه َ‬
‫س عََليْ ِه شَيْءٌ قَالَ أَ ْحمَدُ كَمَا قَا َل َوهَذَا يَ ُد ّل عَلَى َأ ّن النّمَا َء الْ ُمْن َفصِ َل يَرُ ّد ُه مَ َع وُجُو ِدهِ َويَ ُردّ‬ ‫الرّيحُ فََلْي َ‬
‫شتَرِيَ لَمْ‬ ‫ف ِب ِفعْلِ اللّ ِه َتعَالَى لَ ْم َيضْمَنْ ِلَأنّ الْمُ ْ‬ ‫شتَرِي َوِإنْ كَا َن تَلِ َ‬ ‫ِعوَضَهُ مَ َع َتَلفِهِ إنْ كَانَ تَلِفَ بِ ِفعْ ِل الْمُ ْ‬
‫سَتقِ ّر الضّمَانُ عََليْهِ َفيَ ُر ّد ِعوَضَهُ َكمَا‬ ‫يَدْخُ ْل عَلَى ضَمَانِهِ َفَيكُونُ كَاْلَأمَاَنةِ ِعنْ َدهُ َوَأمّا إذَا مَا انَْتفَ َع بِهِ فَِإنّهُ يَ ْ‬
‫صبِ َأنّهُ إذَا اْنَتفَ َع بِالْ َم ْوهُوبِ َفَأتَْلفَهُ ا ْسَتقَرّ‬ ‫ب مِ ْن اْلغَا ِ‬ ‫دَلّ عََليْهِ حَدِيثُ الْ ُمصَرّاةِ وَكَمَا َنقُولُ فِي الْ ُمّتهَ ِ‬
‫الضّمَا ُن عََليْ ِه وَحَمَلَ اْلقَاضِي هَ ِذهِ ال ّروَاَي َة عَلَى أَ ّن اْلبَائِعَ كَانَ قَدْ دَّلسَ الْ َعْيبَ َوِإنْ كَا َن النّمَا ُء َموْجُودًا‬
‫ف الْ َمبِيعُ إلّا َأ ّن نَصّهُ فِي‬ ‫حَا َل اْل َعقْ ِد وََلكِ ّن الْ َمنْصُوصَ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي الْمُدَّلسِ َأنّهُ َيرْجِ ُع بِالثّمَ ِن َوِإنْ تَلِ َ‬
‫ف ِب ِفعْلِهِ َأوْ‬
‫ك مِ ْن َغيْ ِر َت ْفصِي ٍل َبيْنَ َأنْ َيتْلَ َ‬ ‫شتَرِي َوَأطْلَ َق اْلأَكْثَرُونَ ذَلِ َ‬ ‫ف ِب َغيْرِ ِفعْ ِل الْمُ ْ‬‫ق َوهُ َو تَلَ ٌ‬ ‫صُو َرةِ الْإِبَا ِ‬
‫ح بِالْ َمهْرِ ‪,‬‬ ‫ستَقِرّ عََليْهِ الضّمَانُ كَمَا يَرْ ِج ُع الْ َمغْرُورُ فِي الّنكَا ِ‬ ‫ِبفِعْ ِل َغيْ ِرهِ ِلَأنّهُ سَلّطَ ُه عَلَى إتْلَافِ ِه ِبتَغْرِي ِرهِ َفلَا يَ ْ‬
‫ش وَرَجّحَهُ َأبُو الْخَطّابِ‬ ‫ف بَ ْل يَأْ ُخ ُذ الْأَ ْر َ‬ ‫وَ َحكَى طَاِئ َفةٌ مِ ْن الْ ُمَتأَخّرِينَ ِروَاَيةً ُأخْرَى َأنّهُ لَا يَرْ ِج ُع مَ َع التّلَ ِ‬
‫ف بِانِْتفَاعِهِ َأ ْو ِب ِفعْلِ اللّ ِه َتعَالَى كَمَا َحمَلَ‬ ‫فِي اْنتِصَا ِرهِ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َوهَذَا َت ْفصِي ٌل َبيْنَ َأنْ َيكُو َن التّلَ ُ‬
‫ب عَنْ حَدِيثِ الْ ُمصَرّاةِ ‪,‬‬ ‫الْقَاضِي عََليْهِ ‪ِ ,‬روَاَيةُ ابْ ِن َمْنصُورٍ أَصَحّ ‪َ ,‬و ُه َو ظَاهِرُ َكلَامِ َأبِي َبكْرٍ َوبِذَلِكَ أَجَا َ‬
‫ب عَلَى‬ ‫وَكَذَلِكَ أَجَابَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪َ .‬ويُ ْمكِنُ َأنْ ُيقَا َل ِمثْلُ ذَلِكَ فِي النّمَا ِء الْحَادِثِ إذَا رُ ّد ِب َعيْ ٍ‬
‫الْ َقوْ ِل بِ َر ّدهِ َكمَا حَ َم ْلنَا عََليْهِ ِروَاَيةَ ابْ ِن َمْنصُورٍ َأوّلًا َواَللّهُ َأعْلَمُ‬
‫‪413‬‬
‫س الْ ُمشَْترِي بِالثّ َمنِ هَ ْل َيْتبَعُ ُه النّمَا ُء الْ ُمنْ َفصِلُ ؟ فِيهِ ِروَاَيتَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا َيتْبَعُ‬ ‫َومِْنهَا ‪َ :‬فسْخُ الْبَائِعِ ِلِإفْلَا ِ‬
‫خلَافِ وَابْ ِن َعقِيلٍ َوَنصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َحنْبَلٍ فِيمَنْ ا ْشتَرَى جَا ِرَيةً َأوْ‬ ‫ح ُة ِعنْدَ الْقَاضِي فِي الْ ِ‬ ‫َوهِ َي الْمُرَجّ َ‬
‫ح ّقهَا َووَلَ َدهَا َوهَكَذَا ذَ َك َرهُ‬‫شتَرِي َر َجعَتْ إلَى اْلَأوّلِ ِلأَّنهَا مَا ُل اْلبَائِ ِع وَقَ ْد اسْتَ َ‬ ‫س الْمُ ْ‬‫ت ثُمّ أَفَْل َ‬
‫دَاّبةً َفوََلدَ ْ‬
‫ظ هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ أَنّ أَ ْحمَدَ ذَكَرَ لَهُ َقوْلَ مَالِكٍ فِيمَنْ ا ْشتَرَى‬ ‫َأبُو َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ ‪ ,‬وَذَكَرَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َلفْ َ‬
‫ب الْغُ َرمَاءُ فِي ذَلِكَ‬ ‫شتَرِي َأنّ الْجَا ِرَيةَ وَالدّاّبةَ َووَلَ َدهَا لِ ْلبَائِعِ إلّا َأنْ يَ ْر َغ َ‬ ‫س الْمُ ْ‬
‫ت ثُمّ أَفَْل َ‬
‫جَا ِرَيةً َأوْ دَاّبةً َفوََلدَ ْ‬
‫سكُونَ ذَلِكَ َفقَالَ أَحْمَدُ تَرْ ِجعُ إلَى اْلأَوّلِ ِلَأّنهَا مَالُ ُه َوهَذَا يَدُ ّل عَلَى غَيْرِ الرّجُوعِ‬ ‫َفُيعْطُوهُ َحقّهُ كَامِلًا َويُمْ ِ‬
‫فِي الْجَا ِرَيةِ َأوْ الدّاّبةِ ‪َ .‬وِإنّمَا اْلقَائِ ُل بِالرّجُوعِ فِي اْلوَلَدِ مَالِكٌ وََلْيسَ فِي كَلَامِ أَحْمَدَ ُموَاَف َقةٌ لَهُ َوأَبُو َبكْرٍ‬
‫َكثِيًا مَا يَْنقُلُ كَلَامَ أَ ْحمَدَ بِالْ َم ْعنَى الّذِي َي ْفهَمُ ُه ِمنْهُ َفَيقَعُ فِي ِه َت ْغيِ ٌي شَدِي ٌد َووَقَعَ لَ ُه ِمثْ ُل هَذَا فِي ِكتَابِ زَادِ‬
‫ع بِاْلوَلَ ِد عَلَى َأنّهُ كَانَ َموْجُودًا فِي َعقْ ِد الَْبيْعِ‬ ‫الْمُسَافِرِ َكثِيًا مَعَ َأنّ ابْنَ َأبِي مُوسَى َو َغيْ َرهُ َتَأوّلُوا الرّجُو َ‬
‫خرَِقيّ وَكَذَلِكَ‬ ‫حَ ْملًا ‪ ,‬وَا ْختَا َر ُهوَ وَابْنُ حَامِدٍ َأّنهَا لِلْ ُمفِْلسِ ِلَأّنهَا نَ َمتْ فِي مِ ْلكِ ِه َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْ ِ‬
‫صَحّحَهُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ ‪.‬‬
‫‪414‬‬
‫ستَرِ ّد ُه َم َعهَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ َخرّ َجهُمَا‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬الّلقَ َطةُ إذَا جَاءَ مَالِ ُكهَا َو َقدْ نَمَتْ نَمَا ًء مُ ْنفَصِلًا َفهَ ْل يَ ْ‬
‫حتَمَلُ الرّجُوعُ هُنَا بِال ّزيَا َد ِة الْ ُمْنفَصَِل ِة‬
‫ق َبيَْنهُمَا صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي َويُ ْ‬
‫س وَفَ ّر َ‬
‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ مِ ْن الْ ُمفِْل ِ‬
‫ستَنِدًا إلَى َفقْدِ َرّبهَا فِي الظّاهِ ِر وَقَ ْد َتَبيّنَ خِلَافُهُ فَاْنفَسَ َخ الْمِلْكُ مِنْ‬ ‫وَ ْجهًا وَاحِدًا ِلأَنّ تَ َمّل َكهَا إنّمَا كَا َن مُ ْ‬
‫ستَنَ ِد ِه َووَ َجبَ الرّجُوعُ بِمَا وَجَ َد ُه ِمْنهَا قَائِمًا ‪َ ,‬وهَذَا [ ُهوَ ] الّذِي ذَكَ َرهُ ابْنُ‬ ‫أَصْلِهِ لِ ُظهُو ِر الْخَ َطأِ فِي مُ ْ‬
‫َأبِي مُوسَى َوذَكَرَ أَصْلًا مِنْ َكلَامِ أَحْمَدَ فِي َطيْ َرةٍ فَرّ َختْ ِعنْدَ َق ْومٍ أَّنهُ ْم يَ ُردّونَ ِفرَا َخهَا ‪.‬‬
‫‪415‬‬
‫َومِْنهَا ُرجُوعُ اْلأَبِ فِيمَا وَهََبهُ لِ َوَل ِدهِ إذَا كَانَ قَدْ نَمَا نَمَا ًء مُ ْنفَصِلًا هَ ْل يَ ْ‬
‫ستَرِ ّد ُه َمعَهُ َأمْ لَا ؟ فِيهِ وَ ْجهَانِ ‪.‬‬
‫‪416‬‬
‫جزْ اْلوَ َرَثةُ َفذَكَرَ‬
‫ضهِ َونَمَا نَمَا ًء مُ ْنفَصِلًا [ وَمَاتَ ] وََلمْ يُ ِ‬ ‫ب الْ َمرِيضُ جَمِيعَ مَاِلهِ فِي َمرَ ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا وَهَ َ‬
‫ض وَجَازَ لَ ُه الّتصَرّفُ فِيهِ إجْمَاعًا َوإِنّمَا َيْثُبتُ لِ ْل َو َرَثةِ حَقّ‬
‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َأ ّن الْ َموْهُوبَ لَ ُه يَمِْلكُ ُه بِاْلقَْب ِ‬
‫ث َوإِذَا جَا َز َوُأ ْسقِطَ َح ّقهُ ْم مِ ْن اْلفَسْخِ َفعَلَى هَذَا َيتَخَرّجُ فِي اسْتِ ْرجَاعِ النّمَاءِ‬ ‫الْفَسْخِ فِيمَا زَا َد عَلَى الثُّل ِ‬
‫ي اْلفَسْ ِخ َنبّهَ عَلَى هَذَا الشّيْخُ مَجْدُ ال ّديْنِ وَالْ َمعْرُوفُ فِي‬ ‫وَ ْجهَانِ َأ ْظهَ ُرهُمَا َأ ّن النّمَاءَ ِللْ ُمّتهَبِ إلَى حِ ِ‬
‫ضهَا‬
‫ج َبعْ ُ‬ ‫ت َوِإنْ خَ َر َ‬ ‫ث ِعنْدَ الْ َموْ ِ‬
‫الْمَ ْذ َهبِ َأنّ اْل ِهَبةَ َتقَ ُع ُمرَاعَاةً َفلَا َيَتبَيّ ُن مِ ْل ُكهَا إلّا حِيَ خُرُو ِجهَا مِنْ الثُّل ِ‬
‫ث َويَْتَبعُهُ نَمَا ُؤ ُه وَالزّائِ ُد َمْبِنيّ عَلَى الْخِلَافِ فِي الْإِجَا َز ِة هَ ْل ِهيَ َتْنفِيذٌ َأ ْو ِهيَ عَ ِطّيةٌ‬
‫فَلَ ُه ِمْنهَا ِمقْدَارُ الثُّل ِ‬
‫ُمبْتَ َدَأةٌ ‪.‬‬
‫‪417‬‬
‫ج قَ ْبلَ ال ّدخُولِ بِطَلَاقٍ َأوْ َفسْخٍ َو َقدْ نَمَا عِ ْندَ ال ّزوْ َجةِ نَمَاءً‬ ‫صفُهُ إلَى الزّوْ ِ‬ ‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا عَادَ الصّدَاقُ أَوْ نِ ْ‬
‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي دَاوُد وَصَاِلحٍ‬ ‫مُ ْنفَصِلًا َفهَ ْل َيرْجِ ُع ِبنَمَائِهِ َأوْ ِن ْ‬
‫صفِهِ الْمَ ْذ َهبُ َأنّهُ لَا يَرْ ِج ُع بِهِ َوَن ّ‬
‫ج امْ َرَأ ًة عَلَى خَا ِد َم ٍة ثُمّ َزوّ َجهَا غُلَامًا َفوََلدَ ْ‬
‫ت‬ ‫َنقَلَ َعنْهُ ابْ ُن َمنْصُورٍ َأنّهُ ذَ َكرَ لَهُ َقوْلَ ُس ْفيَانَ فِي رَ ُج ٍل تَ َزوّ َ‬
‫صحَابُنَا‬ ‫َأوْلَادًا ‪ ,‬فَطَلّقَ امْ َرَأتَهُ َقبْلَ َأنْ يَ ْدخُ َل ِبهَا فََلهَا ِنصْفُ قِي َمِتهَا وَقِي َم ِة وَلَ ِدهَا قَالَ أَحْمَدُ َجيّ ٌد وَا ْختَلَفَ أَ ْ‬
‫فِي َم ْعنَى هَ ِذهِ ال ّروَاَي ِة عَلَى طَرِي َقيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬وهُ َو مَسْلَكُ اْلقَاضِي َأّنهَا تَدُ ّل عَلَى أَنّ ال ّزوْ َج َة إنّمَا‬
‫ف عَلَى‬ ‫جرُورًا بِاْلعَطْ ِ‬ ‫مََل َكتْ بِاْل َعقْ ِد ِنصْفَ الصّدَاقِ َفَيكُونُ َلهَا ِنصْفُ نَمَائِ ِه وَ َجعَلَ َقوْلَ ُه وَقِي َم ِة وَلَ ِدهَا مَ ْ‬
‫ي َونِصْفُ قِي َم ِة وَلَ ِدهَا ‪ .‬قَا َل َوذِكْ ُر اْلقِي َمةِ َه ُهنَا مَحْمُو ٌل عَلَى التّرَاضِي عََلْيهَا َأوْ عَلَى‬ ‫َقوْلِهِ نِصْفُ قِي َمِتهَا أَ ْ‬
‫ضعِيفٌ جِدّا َأوْ فِي تَمَامِ الّنصْفِ مَا‬ ‫ف اْلأُ ّم َوِنصْفُ اْلوَلَ ِد وَلَ ْم يُ ِر ْد اْلقِي َم َة َوهَذَا الْمَسْلَكُ َ‬ ‫أَ ّن الْمُرَادَ نِصْ ُ‬
‫ي تَ َزوّ َجهَا وَ َجَبتْ َلهَا‬ ‫ُيبْطِلُ ُه َو ُهوَ َقوْلُ أَ ْحمَدَ فَِإنْ َأعَْت َقهَا َقبْل أَ ْن يَدْ ُخ َل ِبهَا لَا َيجُو ُز عِْت ُقهَا ِلأَّنهَا مِنْ ِح ِ‬
‫ك َوسَرَى ِعْت ُقهَا إلَى‬ ‫ص ُفهَا بِالْ ِملْ ِ‬
‫الْجَا ِرَي ُة َوهَذَا َتصْرِي ٌح ِبأَّنهَا مََل َكتْ اْلَأ َمةَ كُّلهَا بِاْل َعقْدِ إذْ َلوْلَا ذَلِكَ َل َعتَقَ ِن ْ‬
‫خرِي ِج هَذَا الّنصّ َوَبنَيَاهُ‬ ‫ك َسلَكَ َأبُو َبكْرٍ فِي زَا ِد الْمُسَاِفرِ وَابْنُ َأبِي مُوسَى فِي تَ ْ‬ ‫الْبَاقِي مَ َع الْيَسَا ِر وَكَذَلِ َ‬
‫سأََلةِ عَلَى َقوْلِهِ‬ ‫ف ثُمّ َخرّجَ َأبُو بَكْرٍ ِلأَ ْحمَدَ َقوْلًا آ َخرَ فِي هَ ِذهِ الْمَ ْ‬ ‫ك بِاْل َعقْدِ إلّا الّنصْ َ‬‫عَلَى َأ ّن الْمَ ْرَأةَ َل ْم تَمْلِ ْ‬
‫ك الصّدَاقَ كُلّ ُه بِاْل َعقْدِ َأنّ اْلَأوْلَا َد وَالنّمَاءَ َلهَا َويَ ْرجِ ُع ِبِنصْفِ قِي َم ِة اْلُأمّ دُونَ اْلَأوْلَا ِد َيعْنِي ال ّز ْوجَ قَالَ‬ ‫تَمْلِ ُ‬
‫َوبِهِ أَقُو ُل َو ُهوَ ا ْختِيَارُ صَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي َأْيضًا فِرَارًا مِ ْن الّتفْرِي ِق َبيْ َن الُْأ ّم َووَلَ ِدهَا فِي َب ْعضِ ال ّزمَا ِن َوَأمّا ابْنُ‬
‫ك الصّدَاقِ كُلّ ِه بِاْل َعقْدِ أَ ّن اْلوَلَدَ لِلْ َم ْرَأةِ ِلحُدُوثِهِ فِي مِ ْل ِكهَا‬ ‫َأبِي مُوسَى فَِإنّهُ َخرّجَ وَ ْجهًا عَلَى اْلقَوْ ِل بِ ِملْ ِ‬
‫ضعِيفٌ ِجدّا َحْيثُ َتضَمّنَ‬ ‫جعَلَ لِل ّز ْو َجةِ الْقِي َمةَ كَمَا فِي َنصّ أَ ْحمَدَ َوهَذَا الْوَجْهُ َ‬ ‫وََلهَا ِنصْفُ قِي َم ِة اْلأُمّ فَ َ‬
‫الّتفْرِي َق َبيْ َن الُْأ ّم َووَلَ ِدهَا ِب َغيْ ِر اْلعِتْ ِق َو َمنَعَ ال ّزوْ َج َة مِنْ أَ ْخ ِذ ِنصْفِ اْلَأ َمةِ َو ُهوَ أَ ْقرَبُ إلَى عَ َد ِم التّفْرِي ِق مِنْ‬
‫ح بِهِ فِي الْ ُمجَرّدِ‬ ‫ج ِنصْفُ قِي َم ِة الُْأمّ صَرّ َ‬ ‫أَخْ ِذ ِنصْف اْلقِي َمةِ ‪َ ,‬و ِعنْدَ اْلقَاضِي إذَا قِي َل إنّ اْلوَلَدَ كُلّهُ لَهُ َفلِل ّزوْ ِ‬
‫‪ ,‬وَقَالَ فِي الْخِلَافِ يَ ْرجِ ُع ِبِنصْفِ اْلَأ َمةِ ‪ .‬وَالطّرِي ُق الثّانِي ‪ :‬فِي َمعْنَى ال ّروَاَيةِ َأنّهَا تَدُ ّل عَلَى َأنّ النّمَاءَ‬
‫ج بِاْلفُرَْق ِة َتَبعًا ِل ْلأَصْلِ ‪َ ,‬وهَذَا مَسْلَكُ جَمَا َع ٍة ِمنْهُمْ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ َل ِكنّهُ‬ ‫الْ ُمنْ َفصِ َل يَرْ ِج ُع بِهِ ال ّزوْ ُ‬
‫ص الْوِلَا َدةِ َأوْ ِل َغيْرِ ذَلِكَ فَِإنّ أَحْمَدَ َجعَلَ‬ ‫شكَلَ إيَابَ اْلقِي َمةِ دُونَ الْ ُمعَيّ ِن وَقَالَ لَا َأدْرِي هَ ْل ُهوَ ِلنَ ْق ِ‬ ‫اسْتَ ْ‬
‫لِلْ َم ْرَأةِ ِنصْفَ قِي َم ِة الَْأ َم ِة َونِصْفَ قِي َم ِة اْلوَلَدِ ِلأَجْلِ َحقّ ال ّزوْجِ َفبَطَلَ فِي ِنصْفِ الَْأ َمةِ َووَلَ ِدهَا وََلْيسَ ذَلِكَ‬
‫ف الَْأ َمةِ إلَى ال ّزوْجِ َق ْهرًا كَالْمِيَاثِ‬ ‫ك ِبَأنّ بِالطّلَاقِ َيرْجِ ُع بِ ِه ِنصْ ُ‬ ‫ب عَنْ ذَلِ َ‬ ‫بَِأوْلَى مِ ْن اْل َع ْكسِ ‪ .‬وََق ْد يُجَا ُ‬
‫ج َبعْدَ‬ ‫جبَرُ ال ّز ْو ُ‬
‫ك بِاْل ُعقُو ِد الِا ْخِتيَا ِرّيةِ َفلَا يُ ْ‬
‫ك ِبهَا مَا لَا يُمْلَ ُ‬ ‫ق ِبعَْينِهِ لَا ِسيّمَا وَاْلَأمْلَاكُ اْل َقهْ ِرّي ُة يُمْلَ ُ‬ ‫ِلأَنّهُ بَا ٍ‬
‫شبِهُ هَذَا‬ ‫ك عَلَى أَخْذِ قِي َمتِ ِه بَ ْل َيَتعَيّ ُن َتكْمِي ُل الْمِلْكِ لَهُ فِي الُْأ ّم وَالْوَلَدِ حَذَرًا مِ ْن التّفْرِي ِق الْ ُمحَ ّرمِ ‪َ .‬ويُ ْ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ج يَ ْرجِ ُع ِبنِصْفِ‬ ‫مَا قَالَهُ الْخِرَِقيّ فِيمَا إذَا كَانَ الصّدَاقُ أَرْضًا َفَنَبتَ فِي ِه ثُ ّم طَّل َقهَا َقبْلَ الدّخُولِ َأنّ ال ّزوْ َ‬
‫ص ِبعَْينِ ِه مِنْ ِروَايَةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ‬ ‫ك عََلْيهَا الِْبنَاءَ الّذِي فِيهِ بِاْلقِي َمةِ َلكِنّ أَحْمَدَ فِي تَمَا ِم هَذَا النّ ّ‬ ‫ض َوَيتَمَلّ ُ‬ ‫الْأَ ْر ِ‬
‫ق بَيْنَ َأ ْن يَكُونَ الْ َم ْرأَةُ‬ ‫ف اْلقِي َمةِ ِلَأنّهُ ا ْسِتهْلَاكٌ َففَ ّر َ‬‫ج ِنصْ ُ‬ ‫ب وَقَالَ لِل ّزوْ ِ‬ ‫صبْ َغ الثّوْ ِ‬‫ذَ َك َر مَسْأََل َة اْلبِنَا ِء وَ َ‬
‫ق بِمَاِلهَا عَلَى وَجْهٍ لَا يَْن َفصِ ُل عَنْهُ إلّا ِبضَرَ ٍر عََلْيهَا َوبَيْنَ َأنْ يَكُونَ بَاِقيًا ِبعَْينِهِ َففِي اْلأَوّلِ‬ ‫ت الصّدَا َ‬ ‫وَصََل ْ‬
‫ف اْلعَيْنِ ِلَبقَائِهَا بِحَاِلهَا َوِإنّمَا جَاءَ‬ ‫ط الْمَاَليْنِ وَفِي الثّانِي يَرْجِعُ بِِنصْ ِ‬ ‫ف الْقِي َمةِ لِا ْختِلَا ِ‬‫ج ِنصْ ُ‬ ‫َيتَ َعيّنُ لِل ّزوْ ِ‬
‫حتَ َم ُل عِنْدِي فِي َم ْعنَى ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ‬ ‫الْإِ ْجبَا ُر عَلَى َتكْمِي ِل الْمِلْكِ [ لِ ْلمَانِ ِع ] الشّ ْرعِ ّي مِ ْن التّفْرِي ِق َويُ ْ‬
‫ث َو ُهوَ َأ ْن يَكُونَ أَرَادَ [ أَ ْحمَدُ ] َأنْ لِل ّزوْ َج ِة ِنصْفَ قِي َم ِة الَْأ َم ِة وََلهَا قِي َم ُة وََل ِدهَا كَامَِلةً ِلَأنّ اْلوَلَدَ‬ ‫طَرِي ٌق ثَالِ ٌ‬
‫ج عَلَى أَخْ ِذ ِنصْفِ قِي َم ِة الُْأ ّم وَقِي َمةِ‬ ‫جبَرُ ال ّزوْ ُ‬‫ف اْلُأمّ َفيُ ْ‬‫ج نِصْ ُ‬ ‫خَتصّ بِهِ ال ّزوْ َج ُة وََق ْد عَادَ إلَى ال ّز ْو ِ‬ ‫نَمَا ٌء تَ ْ‬
‫اْلوَلَ ِد ِبكَمَاِلهَا َحذَرًا مِ ْن الّتفْرِيقِ ‪ ,‬وََلعَ ّل هَذَا أَ ْظهَرُ مِمّا َقبْلَ ُه َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪.‬‬
‫‪418‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬مَنْ َوجَدَ عَ ْينَ مَاِلهِ اّلذِي اسَْتوْلَى [ عَلَ ْيهِ ] اْلكُفّارُ ِمنْ الْ َمغَْنمِ قَ ْبلَ الْ ِقسْ َمةِ َوقَدْ نَمَا نَمَاءً‬
‫مُ ْنفَصِلًا ‪ ,‬فَِإنْ قُ ْلنَا لَمْ يَمِْلكْ ُه الْ ُكفّا ُر بِالِا ْستِيلَاءِ َف ُهوَ لَ ُه ِبنَمَائِهِ َوإِنْ قُ ْلنَا مََلكُوهُ فَِإنّ ُه يَ ْرجِعُ فِي ِه َوهَلْ َيرْجِعُ‬
‫ي ُمَتعَّل َق ٌة بِالنّمَاءِ َكَتعَلّقِ ُحقُوقِ غُ َرمَاءِ‬
‫ج عَلَى َو ْج َهيْنِ َكبَائِعِ الْ ُمفِْلسِ ِلَأنّ ُحقُوقَ اْلغَانِمِ َ‬
‫ِبنَمَائِهِ ؟ َيتَخَرّ ُ‬
‫ت مِ ْنهُ َأ ّن الْوَلَدَ‬
‫ح ْربِ ّي وَ َوَلدَ ْ‬
‫جرّدِ َأّنهَا إذَا كَانَتْ َأ َمةً َفوَطَِئهَا الْ َ‬
‫س بِأَ ْحوَالِ ِه وَذَكَرَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫الْ ُمفِْل ِ‬
‫ص بِا ْستِيلَادِ‬
‫ختَ ّ‬
‫غَنِي َمةٌ لَا يَ ْرجِ ُع بِ ِه الْمَالِكُ ِلأَنّهُ َحدَثَ فِي مِلْكِ الْحَ ْرِبيّ اْلوَاطِئ فَانْ َعقَدَ ُحرّا َلكِنّ هَذَا قَ ْد َي ْ‬
‫ف مَا َلوْ‬
‫ق َبعْدَ ذَلِكَ فَلَا َيكُو ُن مِ ْن نَمَاِئهَا بِخِلَا ِ‬ ‫الْمَالِكِ َلهَا فَِإنّ وَلَ َد ُه َيْنعَقِدُ حُرّا َوإِنّمَا يَ ْط َرُأ عََليْهِ ال ّر ّ‬
‫ت مِنْ ال ّز ْوجِ فَِإنّ ُه يَكُونُ مِ ْن نَمَاِئهَا لِاْن ِعقَا ِدهِ رَقِيقًا ‪.‬‬ ‫َزوّ َجهَا َفوَلَدَ ْ‬
‫‪419‬‬
‫ح ْربِ ُثمّ َرجَ َع َومَ َعهُ ِمنْ َأمْوَاِل ِهمْ َفَتوَقّفَ فِي مُ ْ‬
‫ستَحِقّ‬ ‫حقَ ِبدَارِ الْ َ‬ ‫وَقَ ْد ُسئِلَ أَحْمَدُ عَنْ عَ ْب ِد الْ ُمسْلِم إذَا لَ ِ‬
‫سيّ ِد َوعَلّ َل ِبأَ ّن اْلعَبْدَ َلْيسَ لَ ُه َغنِي َمةٌ ‪ .‬قَالَ‬
‫ي َوَأْنكَرَ أَ ْن َيكُونَ لِل ّ‬
‫الْمَا ِل الّذِي َمعَهُ ‪ ,‬وَقَا َل مَ ّر ًة ُهوَ ِللْمُسِْلمِ َ‬
‫الْخَلّالُ َوهَذَا ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ ِلَأنّ الْ َعبْدَ لَا َغنِي َمةَ لَ ُه َوحَمَلَهُ اْلقَاضِي عَلَى َأنّ مَا َيأْخُ ُذ ُه اْلوَاحِ ُد مِنْ دَارِ‬
‫سيّدِ ‪.‬‬
‫ب َيكُونُ َفْيئًا قَالَ ‪َ :‬وَأمّا إنْ قُ ْلنَا ُهوَ لِآخِ ِذهِ َف ُهوَ هُنَا لِل ّ‬ ‫الْحَرْ ِ‬
‫‪420‬‬
‫حكْمُهُ ُحكْ ُم سَائِرِ‬ ‫حقُوقُ الْمَُتعَلّ َقةُ بِاْلأَعْيَانِ ِمنْ غَ ْيرِ َع ْقدٍ َولَا َفسْخٍ فَِإنْ كَاَنتْ مِ ْلكًا َقهْ ِريّا َف ُ‬ ‫َفصْ ٌل َوَأمّا الْ ُ‬
‫التّ َمّلكَاتِ ‪َ ,‬وِإنْ لَ ْم َتكُنْ مِ ْلكًا َفِإنْ كَاَنتْ َحقّا لَا ِزمًا لَا يُ ْمكِ ُن إبْطَالُهُ ِبوَجْهٍ َكحَ ّق الِا ْستِيلَا ِد َوسَرَى‬
‫ك مَالِكِ ِه عََليْ ِه َوإِنْ كَانَ َغيْرَ لَا ِزمٍ بَ ْل يُ ْمكِ ُن إبْطَالُ ُه إمّا بِا ْخِتيَارِ‬
‫ُحكْمُهُ إلَى اْلَأوْلَادِ دُو َن الْأَكْسَابِ ِلَبقَاءِ ِملْ ِ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ :‬منْهَا ‪ :‬اْلأَ َمةُ‬
‫خرّجُ عَلَى ذَلِ َ‬
‫ستَحِقّ لَ ْم َيتْبَ ْع النّمَاءُ فِي ِه الْأَصْ َل بِحَا ٍل َويَتَ َ‬
‫الْمَالِكِ َأوْ بِ ِرضَى الْمُ ْ‬
‫س بِاْل َقوِيّ ‪ ,‬وَِلهَذَا لَ ْم يُ ْمنَ ْع الّتصَرّفُ‬
‫جنَاَيةِ َلْي َ‬ ‫الْجَانَِيةُ لَا َيتَعَلّ ُق الْ ِ‬
‫جنَايَ ُة ِبَأوْلَا ِدهَا وَلَا أَكْسَاِبهَا ِلأَنّ حَ ّق الْ ِ‬
‫سيّدِ‬
‫سُبهَا مِلْكٌ لِل ّ‬
‫جنَاَيةِ ِمْنهَا َوهَذَا َم ْفقُودٌ فِي وَلَ ِدهَا وَكَ ْ‬ ‫جنَاَيةِ ِلصُدُو ِر الْ ِ‬‫جنَاَيةِ َتعَلّ َق بِالْ ِ‬
‫عِنْ َدنَا وَِلأَنّ َح ّق الْ ِ‬
‫ف الْ ُمكَاَتَبةِ ‪.‬‬
‫بِخِلَا ِ‬
‫‪421‬‬
‫َومِْنهَا ‪َ :‬ترَ َكهُ َمنْ عَلَ ْيهِ َديْنٌ إذَا َتعَ ّلقَ ِبهَا َحقّ اْل ُغرَمَا ِء بِ َم ْوِتهِ فَِإنْ قِي َل ِهيَ بَاِقَيةٌ عَلَى ُحكْمِ مِلْ ِ‬
‫ك الْ َميّتِ‬
‫ب اْلقِسْ َم ِة َويَْنَبغِي َأنْ‬ ‫َتعَلّقَ حَقّ الْغُ َرمَا ِء بِالنّمَاءِ َأْيضًا كَالْمَ ْرهُونِ كَذَا ذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِكتَا ِ‬
‫ك َوِإنْ ُق ْلنَا َتعَلّقُ ِجنَاَيةٍ لَا‬ ‫ُيقَالَ إنْ قُ ْلنَا إنّ َتعَلّقَ ال ّديْنِ بِالتّرِ َك ِة َتعَلّقُ َرهْنٍ يُ ْمنَعُ الّتصَرّفُ فِيهِ فَاْلَأمْرُ كَذَلِ َ‬
‫يُ ْمنَ ُع الّتصَرّفُ َفلَا َيَتعَلّ ُق بِالنّمَاءِ ‪َ ,‬وَأمّا إنْ قُ ْلنَا لَا َتنَْتقِ ُل التّرِ َكةُ إلَى اْلوَ َرثَ ِة بِ ُمجَرّ ِد الْ َموْتِ َل ْم َتتَعَلّقْ ُحقُوقُ‬
‫جنَاَيةِ َكذَا ذَكَرَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ‪ .‬وَ َخرّجَ الْآمِدِيّ وَصَا ِحبُ‬ ‫الْغُ َرمَا ِء بِالنّمَاءِ إذْ هُ َو َتعَلّقٌ َق ْهرِيّ كَالْ ِ‬
‫الْ ُمغْنِي َتعَلّ َق الْحَ ّق بِالنّمَا ِء مَ َع الِاْنتِقَالِ َأْيضًا َكتَعَلّقِ ال ّرهْنِ َوَي ْقوَى هَذَا عَلَى َقوِْلنَا إ ّن التّعَلّقَ تَعَلّقُ َرهْ ٍن وَقَدْ‬
‫َينَْبنِي ذَلِكَ عَلَى أَصْلٍ آخَ َر َو ُهوَ أَنّ ال ّديْ َن هَ ْل ُهوَ بَاقٍ فِي ِذ ّم ِة الْ َميّتِ َأوْ اْنَتقَلَ إلَى ِذمَ ِم اْلوَ َرَثةِ َأوْ ُهوَ‬
‫ي وَابْنِ َعقِيلٍ فِي اْل ُفنُونِ وَصَا ِحبِ الْ ُمغْنِي‬ ‫ُمتَعَلّ ٌق بَِأ ْعيَا ِن التّرِ َكةِ لَا َغيْرُ ‪ ,‬وَفِي ِه ثَلَاَثةُ َأوْجُ ٍه الَْأوّلُ َقوْلُ الْآمِدِ ّ‬
‫سأََلةِ ضَمَانِ َديْ ِن الْ َمّيتِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬قوْلُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َوأَبِي‬ ‫َوهُ َو ظَاهِرُ كَلَا ِم اْلأَصْحَابِ فِي مَ ْ‬
‫جرّدِ َل ِكنّهُ َخصّهُ بِحَاَلةِ‬ ‫الْخَطّابِ فِي انِْتصَا ِرهِ وَابْ ِن عَقِيلٍ فِي َموْضِعٍ آخَرَ [ كَذَلِكَ ] قَالَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫حقُوقُ‬ ‫تَأْجِيلِ ال ّديْنِ لِ ُمطَاَلَبةِ اْلوَ َرَثةِ بِالّت ْوِث َقةِ وَالثّالِثُ َقوْلُ ابْنِ َأبِي مُوسَى َفَيتَوَجّ ُه عَلَى َقوْلِهِ َأنْ لَا َيَتعَلّ َق الْ ُ‬
‫جنَاَي ِة َوعَلَى اْلَأوّلَيْ ِن َيَتوَجّ ُه َتعَّل ُقهَا بِالنّمَاءِ كَال ّرهْنِ وََق ْد ُيقَالُ لَا يََتعَلّقُ ُحقُوقُ اْلغُ َرمَاءِ‬ ‫بِالنّمَاءِ إ ْذ ُهوَ ِلَتعَلّ ِق الْ ِ‬
‫بِالنّمَاءِ إذَا ُق ْلنَا َتنَْتقِ ُل التّرِ َكةُ إلَى الْوَ َرَث ِة ِبكُلّ حَالٍ إلّا َأنْ َنقُو َل إنّ الدّينَ فِي ِذمَ ِم ِهمْ ِلَأنّ َتبَ ِعّيةَ النّمَاءِ فِي‬
‫حكَ ُم بِهِ إذَا كَا َن النّمَاءُ مِ ْلكًا ِلمَ ْن عََليْ ِه الْحَقّ َفَأمّا إنْ كَانَ ِم ْلكًا ِل َغيْ ِرهِ لَ ْم َيْتبَعْ كَمَا َلوْ َرهَنَ‬ ‫ال ّرهْ ِن إنّمَا يُ ْ‬
‫ك َينَْبغِي َأ ْن ُيقَالَ‬ ‫ك الْ ُمكَاتَبِ َفكَذَلِ َ‬ ‫سبَهُ لَا َيكُونُ دَا ِخلًا فِي ال ّرهْنِ ِلأَنّهُ عَلَى مِلْ ِ‬ ‫الْ ُمكَاَتبَ سَيّ ُدهُ فَِإنّ كَ ْ‬
‫ح ّق َتعَّلقًا‬
‫جزِيهِ َشْيئًا ِليَ ْر َهنَهُ َف َرهَنَهُ َأنّ النّمَاءَ لَا يَدْ ُخلُ فِي ال ّرهْنِ ِلذَلِكَ وَقَ ْد ُيقَا ُل التّرِ َك ُة ُتعَلّ ُق الْ َ‬ ‫فِيمَ ْن تُ ْ‬
‫ب َعنْ ُه بَِأنّ الّتعَلّقَ حَاَلةَ الِاْنِتقَالِ إنّمَا َثَبتَ‬ ‫ك نَمَا ُؤهَا ‪َ .‬ويُجَا ُ‬ ‫َقهْ ِريّا مَ َع انِْتقَا ِل مِ ْل ِكهَا إلَى اْلوَ َرَثةِ َفكَذَلِ َ‬
‫ف الْمَانِ ِع ِمنْهُ َحْيثُ ا ْقتِرَانُ الّتعَلّ ِق َومَانِعُ ُه َو ُهوَ الِاْنتِقَالُ ‪َ ,‬فَأمّا َبعْ َد الِانِْتقَا ِل وَاسِْتقْرَا ِر الْمِلْكِ فِيهِ فَلَا‬ ‫ِبضَعْ ِ‬
‫سبْقِ الْمَانِ ِع وَا ْسِتقْرَارِ ِه َواَللّهُ َأعْلَم ‪.‬‬ ‫َيتَعَلّقُ لِ َ‬
‫‪422‬‬
‫ت الْيَ ِد اْلعُ ْدوَانِّيةِ ‪ :‬فَمِنْ‬ ‫ح َ‬ ‫َوَأمّا َتعَ ّلقُ الضّمَانِ بِاْلأَعْيَانِ لِلتّعَدّي َفَيْتبَعُ فِي ِه النّمَا َء الْ ُمْن َفصِلَ إذَا كَانَ دَا ِخلًا تَ ْ‬
‫ذَلِكَ اْلغَصْبُ ُيضْمَنُ فِيهِ النّمَا ُء الْ ُمْن َفصِلُ عَلَى الْمَ ْذ َهبِ وَلَ ْم َيحْكِ ابْنُ َأبِي مُوسَى فِي ضَمَانِهِ ِخلَافًا مَعَ‬
‫خرِي ُج ُمَتوَجّ ٌه بَلْ قَ ْد ُيقَا ُل ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ فِي‬ ‫ق َبيَْنهُمَا فَالتّ ْ‬
‫خلَافَ فِي الْ ُمتّصِ ِل وَلَا يَ ْظهَ ُر اْلفَ ْر ُ‬‫ِحكَاَيتِهِ الْ ِ‬
‫ث سَرَى َبيْ َن ُظهُو ِر اْل َعيْنِ َوَبيْنَ‬ ‫ب تَدُ ّل عَلَى عَ َد ِم الضّمَانِ َحْي ُ‬ ‫ِروَايَةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ اّلتِي ُس ْقنَاهَا فِي الرّ ّد بِاْل َعيْ ِ‬
‫ح َرمِ‬
‫صيْ ُد الْ َ‬
‫حقَاقِ ‪َ ( .‬و ِمنْهُ ) اْلَأمَانَاتُ إذَا َتعَدّى فِيهَا ثُ ّم نَ َمتْ َفِإنّهُ َيْتَبعُهَا فِي الضّمَا ِن َو ِمنْهُ َ‬ ‫الِاسْتِ ْ‬
‫سَببِ‬ ‫ك بِ َ‬‫حتَ اْليَدِ َل ِكنّهُ هَلَ َ‬ ‫سّيةِ َوِإنْ لَ ْم يَدْخُلْ تَ ْ‬
‫ت اْليَ ِد الْحِ ّ‬
‫ح َ‬ ‫وَالْإِحْرَامِ ُيضْمَ ُن نَمَا ُؤ ُه الْ ُمْنفَصِلُ إذَا دَخَ َل تَ ْ‬
‫شهُورٌ ‪.‬‬ ‫ف مَ ْ‬ ‫إمْسَا ِك اْلأُمّ َففِيهِ خِلَا ٌ‬
‫‪423‬‬
‫[ َتْنبِيهٌ ] اضْطَرَبَ َكلَا ُم الْأَصْحَابِ فِي الطّلْ ِع وَالْحَ ْملِ هَ ْل هُمَا ِزيَا َدٌة ُمْنفَصَِلةٌ َأ ْو ُمتّصَِلةٌ ؟ َأمّا الطّلْعُ‬
‫فَِل ْلأَصْحَابِ فِي ِه طُ ُرقٌ َأحَ ُدهَا َأنّهُ ِزيَا َدةٌ ُمّتصَِل ٌة َسوَاءٌ ُأبّرَ َأوْ لَ ْم ُي َؤبّ ْر َوبِهِ جَ َزمَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي‬
‫جبَ ُر عَلَى َقبُولِهِ إذَا بَذََلْتهَا ال ّزوْ َج ُة ِبكُلّ حَا ٍل وَكَذَا ذَكَرَ صَا ِحبُ اْلكَافِي فِي‬ ‫ج يُ ْ‬ ‫ِكتَابِ الصّدَاقِ َوَأنّ ال ّز ْو َ‬
‫ب اْل َغصْبِ‬ ‫ِكتَابِ الصّدَاقِ وَ َجعَلَ كُ ّل ثَمَ َر ٍة عَلَى شَجَ ِرهَا ِزيَا َدةً ُمّتصَِل ًة وَصَرّحَ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ فِي بَا ِ‬
‫جبَ ُر عَلَى َقبُوِلهَا ؟‬ ‫صبْغِ الّثوْبِ َوتَ ْزوِيقِ الدّا ِر وَالْمَسَامِيِ هَلْ ُي ْ‬ ‫بَِأنّ ال ّزيَا َدةَ الْ ُمّتصَِل َة اّلتِي يُ ْمكِنُ إفْرَا ُدهَا َك َ‬
‫خرَِقيّ فِي الصّدَاقِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنّهُ ِزيَا َدٌة ُمْنفَصَِل ٌة ِبكُلّ‬ ‫جَب ُر َوهُوَ َقوْلُ الْ ِ‬ ‫حهُمَا يُ ْ‬ ‫ج عَلَى وَ ْج َهيْنِ أَصَ ّ‬ ‫يُخَرّ ُ‬
‫حَالٍ ُأبّرَ َأوْ لَ ْم ُي َؤبّرْ ِلَأنّهُ يُ ْمكِنُ َفصْلُ ُه َوإِفْرَا ُد ُه بِالَْبيْعِ كَذَا َأطَْلقَهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َأْيضًا فِي َموْضِ ٍع مِنْ‬
‫ب وَصَرّحَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي بِِإبْدَائِهِ ا ْحتِمَالًا َو َحكَاهُ فِي اْلكَافِي عَنْ ابْنِ حَامِدٍ ‪ .‬الثّاِلثُ‬ ‫س وَالرّ ّد بِاْل َعيْ ِ‬ ‫الّتفْلِي ِ‬
‫س وَالرّدّ‬ ‫ح بِهِ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َأيْضًا فِي الّتفْلِي ِ‬ ‫‪َ :‬أنّ الْ ُم َؤبّرَ ِزيَا َدةٌ ُمْن َفصَِلةٌ َو َغيْ َر الْ ُم َؤبّرِ ِزيَا َدةٌ ُمّتصَِلةٌ صَرّ َ‬
‫بِاْلعَْيبِ َوذَكَرَ َأنّ ُه َمنْصُوصٌ عَنْ أَحْمَدَ ا ْعِتبَارًا بِالّتبَ ِعّيةِ فِي اْلَبيْعِ وَعَ َد ِمهَا ‪ .‬الرّابِعُ ‪َ :‬أنّ َغيْ َر الْ ُم َؤبّرِ ِزيَا َدةٌ‬
‫ف وَفِي الْ ُم َؤبّرِ وَ ْجهَانِ َوهَ ِذهِ طَرِي َقةُ صَا ِحبِ التّ ْرغِيبِ فِي الصّدَاقِ ‪ .‬وَالْخَا ِمسُ ‪ :‬أَ ّن‬ ‫ُمتّصَِل ٌة ِب َغيْرِ ِخلَا ٍ‬
‫الْ ُم َؤبّرَ ِزيَا َدٌة ُمنْ َفصَِلةٌ وَ ْجهًا وَاحِدًا وَفِي غَيْرِ الْ ُمؤَبّرِ وَ ْجهَانِ وَا ْختَارَ ابْنُ حَامِدٍ َأنّهَا ُمْنفَصَِل ٌة َو ِهيَ طَرِي َقةُ‬
‫الْكَافِي فِي الّتفْلِيس ‪َ :‬وَأمّا الْحَ ْملُ َفقَالَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الصّدَاقِ ُهوَ ِزيَا َدٌة طِيفَ قَالَ الْقَاضِي‬
‫ص مِنْ‬ ‫ج عَلَى َقبُوِلهَا إذَا بَذََلْتهَا الْمَ ْرَأ ُة وَخَاَلفَهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْآ َد ِميّاتِ ِلأَ ّن الْحَ ْملَ فِيهِ ّن نَ ْق ٌ‬ ‫جبَرُ ال ّزوْ ُ‬ ‫َويُ ْ‬
‫س َينَْبنِي عَلَى َأنّ‬ ‫ضةٌ ‪ .‬وَقَالَ اْلقَاضِي فِي التّفْلِي ِ‬ ‫حَ‬ ‫ف اْلَبهَائِمِ فَِإنّهُ فِيهَا ِزيَا َدٌة مَ ْ‬
‫خلَا ِ‬
‫ِج َه ٍة وَ ِزيَا َدٌة مِنْ ِج َه ٍة بِ ِ‬
‫الْحَمْ َل هَلْ لَهُ ُحكْمٌ َأمْ لَا ؟ فَِإنْ قُ ْلنَا لَهُ ُحكْمٌ َف ُهوَ ِزيَا َدٌة ُمْنفَصَِل ٌة َوإِلّا َف ُهوَ ِزيَا َدٌة ُمتّصَِلةٌ كَالسّ َمنِ وَفِي‬
‫ضةُ إذَا صَارَتْ َفرْخًا‬ ‫حبّ إذَا صَارَ زَ ْرعًا وَاْلَبيْ َ‬ ‫التّ ْلخِيصِ اْلأَ ْظهَرُ َأنّ ُه َيتْبَعُ فِي الرّجُوعِ كَمَا َيْتبَعُ فِي اْلَبيْعِ وَالْ َ‬
‫صبِ‬ ‫س وَاْلغَ ْ‬
‫ب عَلَى َأّنهَا دَاخَِلةٌ فِي النّمَا ِء الْ ُمّتصِلِ كَذَلِكَ قَالَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي اْلفََل ِ‬ ‫َفأَكْثَ ُر اْلأَصْحَا ِ‬
‫ب َت َغيّ ٍر بِمَا يُزِي ُل الِاسْمَ ِلأَ ّن اْلأَوّ َل ا ْستَحَا َل وَكَذَا‬‫وَذَكَرَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي وَ ْجهًا آ َخ َر وَصَحّحَهُ َأنّهُ مِ ْن بَا ِ‬
‫جرّدِ‬
‫ابْ ُن َعقِيلٍ فِي َموْضِعٍ آخَ َر وَفِي الْمُ َ‬
‫‪424‬‬
‫ث ِبأَكْلِهِ لِ َزوَالِ الِاسْمِ ‪َ ,‬وهَذَا‬ ‫حَن ُ‬ ‫ضةً فَصَا َرتْ َفرّوجًا َأوْ حَبّا فَصَارَ سُنْبُلًا َأنّهُ لَا يَ ْ‬ ‫‪ :‬وََلوْ حَلَفَ لَا َيأْكُ ُل بَيْ َ‬
‫حنَثَ‬ ‫شهُورِ َفَينَْبغِي َأنْ َي ْ‬ ‫ض الِاسْمِ وَالّتعْيِيِ َفَأمّا عَلَى الْمَ ْ‬ ‫سأََلةِ َتعَا ُر ِ‬‫إنّمَا يََتوَجّ ُه عَلَى َقوْلِ ابْ ِن َعقِيلٍ فِي مَ ْ‬
‫َوبِهِ جَ َزمَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَكَمَا َأشَارَ إَليْهِ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي اْل ُفصُولِ كَمَا َلوْ حَلَفَ لَا يَأْكُ ُل هَذَا التّ ْمرَ‬
‫ف الْفَرّوجِ ‪.‬‬ ‫س بِخِلَا ِ‬‫ضةِ بَِبقَاءِ َحلَا َوةِ التّمْ ِر وََل ْونِهِ فِي ال ّدْب ِ‬
‫سأَلَ ِة اْلبَْي َ‬
‫َفصَارَ َدبْسًا وَقَ ْد َتفَ ّرقَ فِي مَ ْ‬
‫‪425‬‬
‫ضةً َفوَ َجدَ فِيهَا َفرّوجًا فَاْلَبيْعُ بَاطِ ٌل َنصّ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ ‪َ ,‬و ُه َو يَ ْ‬
‫شهَدُ لِ ْل َقوْلِ‬ ‫وََلوْ اشَْترَى بَيْ َ‬
‫ج َعْينَا ِن ُمتَغَايِرَانِ كَمَا إذَا َتبَايَعَا دَاّب ًة يَ ُظنّانِ ِبَأنّهَا ِحمَارٌ فَِإذَا ِهيَ فَرَسٌ ‪ ,‬وَاْل َقصِيلُ إذَا‬ ‫بَِأ ّن الَْبْيضَ وَاْلفَرّو َ‬
‫حبّ َفَلْيسَ َبعْ َدهُ ِزيَا َدةٌ لَا ُمتّصَِل ٌة وَلَا ُمْن َفصَِلةٌ ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي ‪.‬‬ ‫صَا َر ُسْنبُلًا َف ُهوَ ِزيَا َدٌة ُمتّصَِل ٌة َوإِذَا ا ْشتَدّ الْ َ‬
‫‪426‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ وَالثّمَانُونَ ) ‪ :‬إذَا انَْت َقلَ الْمِ ْلكُ َعنْ النّخْ َل ِة ِبعَ ْقدٍ أَوْ َفسْخٍ َيتْبَعُ فِيهِ ال ّزيَا َد َة الْ ُمتّصَِلةَ دُونَ‬
‫حقَاقٍ فَِإنْ كَانَ فِي ِه طَلْ ٌع ُم َؤبّرٌ لَمْ يَْتَبعْهُ فِي الِانِْتقَا ِل َوِإنْ كَا َن َغيْ َر ُمؤَبّ ٍر َتِبعَهُ كَذَا‬‫الْ ُمنْ َفصَِلةِ َأ ْو بِانِْتقَا ِل اسْتِ ْ‬
‫جرّدِ وَقَا َل َسوَاءٌ كَانَ الِاْنتِقَا ُل ِب ِع َوضٍ ا ْخِتيَارِيّ كَاْلَبيْ ِع وَالصّلْحِ‬ ‫قَالَ اْلقَاضِي فِي ِكتَابِ الّتفْلِيسِ مِنْ الْمُ َ‬
‫س َوَبيْعِ ال ّرهْ ِن َبعْدَ‬ ‫ع اْلبَائِعِ فِي َعيْ ِن مَالِهِ بِاْلفَ ْل ِ‬
‫شفْ َع ِة وَرُجُو ِ‬ ‫ح وَالْخُ ْلعِ َأوْ ِب ِع َوضٍ َوَنوُو كَاْلأَخْ ِذ بِال ّ‬ ‫وَالّنكَا ِ‬
‫ض َسوَاءٌ كَانَ‬ ‫ط الثّوَابِ َأوْ كَا َن الِانِْتقَا ُل ِبغَيْرِ عِ َو ٍ‬ ‫شرْ ِ‬ ‫أَنْ َأطْلَ َع ِب َغيْرِ ا ْخِتيَارِ الرّاهِ ِن وَالرّجُوعِ فِي اْل ِهَبةِ بِ َ‬
‫الِاْنِتقَالُ ا ْخِتيَا ِريّا كَاْل ِهَبةِ وَالصّدََقةِ َأوْ غَيْرَ ا ْخِتيَارِيّ كَالرّجُوعِ فِي اْل ِهَبةِ لِ ْلأَبِ ‪َ ,‬و ُهوَ ظَاهِرُ َكلَامِهِ فِي َبيْعِ‬
‫ح بِذَلِكَ صَا ِحبُ اْلكَافِي فِي اْلعُقُو ِد وَاْلفُسُوخِ‬ ‫الْأُصُو ِل وَالثّمَارِ َأيْضًا ِلَأنّهُ َجعَ َل الْكُلّ كَاْلَبيْ ِع َسوَا ٌء وَصَرّ َ‬
‫س وَالرّجُوعِ فِي اْل ِهَبةِ َأنّ الطّلْ َع َيْتبَعُ الْأَصْ َل وَلَ ْم ُي َفصّ ْل َوعَلّ َل‬ ‫َوَأمّا ابْ ُن َعقِيلٍ فَِإنّهُ َأطْلَقَ فِي الْفَسْ ِخ بِالْإِ ْفلَا ِ‬
‫صلُ ُه َسوَاءٌ‬ ‫بَِأ ّن الْفَسْخَ رَ ْفعٌ لِ ْل َعقْ ِد مِنْ أَصْلِهِ وَصَرّحَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي فِي اْلبَيْ ِع ِبأَ ّن اْلفَسْ َخ يَْتبَعُ الطّ ْلعَ فِيهِ أَ ْ‬
‫ك َو ُه َو ُموَافِقٌ‬ ‫ح بِدُخُو ِل الْإِقَاَل ِة وَاْلفَسْخِ بِاْل َعْيبِ فِي ذَلِ َ‬ ‫ُأبّرَ َأوْ َل ْم ُيؤَبّرْ ِلَأنّهُ نَمَا ٌء ُمتّصِلٌ َفَأشْبَهَ السّمَ َن وَصَرّ َ‬
‫ح ِوهِ َأنّهُ لَا‬ ‫س َونَ ْ‬ ‫ق وَقَدْ َق ّدمْنَا َأنّ صَا ِحبَ الْ ُمغْنِي ذَ َكرَ ا ْحتِمَالًا فِي اْلفَسْ ِخ بِاْلفََل ِ‬ ‫ِلكَلَامِ الْأَصْحَابِ فِي الصّدَا ِ‬
‫ح ِوهِ ‪,‬‬ ‫َيتْبَعُ فِيهِ الطّلْ َع َسوَاءٌ ُأبّرَ َأوْ َل ْم ُيؤَبّرْ ِلتَ َميّ ِزهِ َوِإ ْمكَانِ إفْرَا ِد ِه بِاْلعَقْدِ َف ُهوَ كَالْ ُمْن َفصِ ِل بِخِلَافِ السّمْ ِن َونَ ْ‬
‫ك ُموَافِقٌ لِِإطْلَاقِ َكثِيٍ مِ ْن اْلأَصْحَابِ َأ ّن الثّ َم َرةَ لَا ُترَ ّد مَعَ‬ ‫َوهَذَا َع ْكسُ مَا ذَكَ َرهُ فِي اْلَبيْ ِع َوهُ َو مَعَ ذَلِ َ‬
‫حرّ َر مِ ْن هَذَا أَ ّن اْلعُقُودَ كَاْلَبيْ ِع وَالصّ ْل ِح وَالصّدَاقِ‬ ‫ب مِ ْن َغيْ ِر َتفْصِي ٍل وَكَذَا فِي اْلفَ ْلسِ َفتَ َ‬ ‫الْأَصْ ِل بِاْل َعيْ ِ‬
‫ض الْخُ ْل ِع وَاْلأُجْ َر ِة وَاْلهَِب ِة وَال ّرهْ ِن ُيفَ ّرقُ فِيهَا َبيْنَ حَاَل ِة التّ ْأبِيِ َوعَ َدمِهِ ‪َ .‬وَنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ال ّرهْنِ‬ ‫َوعِ َو َ‬
‫ش ْفعَ ِة وَ ْجهًا آ َخ َر َسبَقَ ذِ ْك ُرهُ َأنّ ُه َيقَعُ فِيهِ الْ ُم َؤبّرُ إذَا‬ ‫حكَمِ إلّا أَنّ فِي الْأَخْذِ فِي ال ّ‬ ‫فِي ِروَاَيةِ مُحَمّ ِد بْ ِن الْ َ‬
‫حقَاقِ َوَأمّا اْلفُسُوخُ َففِيهَا‬ ‫سَتنِدُ إلَى اْلبَيْعِ إ ْذ ُهوَ َسَببُ الِا ْستِ ْ‬ ‫كَانَ فِي حَا ِل الَْبيْ ِع َغيْ َر ُمؤَبّرٍ وَلَِأنّ اْلأَخْ َذ يَ ْ‬
‫ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ ‪ :‬أَحَ ُدهَا َأنّ الطّ ْل َع َيتْبَعُ فِيهَا مَ َع التّ ْأبِيِ َوعَ َدمِ ِه ِبنَاءً عَلَى َأنّ الطّلْعَ ِزيَا َدٌة ُمّتصَِل ٌة بِكُلّ حَالٍ َأوْ‬
‫عَلَى َأ ّن الْفَسْخَ رَفْ ُع اْل َعقْدِ مِنْ أَصْلِهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا يَْتبَ ُع بِحَالٍ بِنَا ًء عَلَى َأنّهُ ِزيَا َدةٌ ُمْن َفصَِل ٌة َوإِنْ لَ ْم ُي َؤبّرْ ‪:‬‬
‫وَالثّاِلثُ إنْ كَانَ ُم َؤبّرًا تَبِ َع َوإِلّا فَلَا كَاْلعُقُو ِد هَذَا كُلّ ُه عَلَى اْل َقوْلِ ِبَأنّ النّمَا َء الْ ُمْنفَصِلَ لَا َيْتبَعُ فِي اْلفُسُوخِ‬
‫ك إنْ قِي َل إ ّن الْفُسُوخَ لَا َيْتبَعُ‬ ‫‪َ ,‬أمّا إنْ قِي َل ِبتََب ِعيّتِهِ فَلَا إشْكَالَ فِي أَنّ الطّ ْل َع يَْتبَ ُع َسوَاءٌ ُأبّرَ َأوْ لَ ْم ُي َؤبّ ْر وَكَذَلِ َ‬
‫صّيةُ وَاْلوَقْفُ فَالْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ َأنّهُ‬ ‫فِيهَا ال ّزيَا َدةُ الْ ُمّتصَِلةُ فَِإنّ الطّلْعَ لَا َيْتبَعُ فِيهَا ِبكُلّ حَالٍ ‪َ ,‬وَأمّا اْلوَ ِ‬
‫ت مِ ْن َغيْ ِر َتفْرِي ٍق َبيْنَ أَ ْن ُي َؤبّرَ َأوْ لَا ُيؤَبّرُ‬ ‫صّيةِ إذَا َب ِقيَتْ إلَى َي ْومِ الْ َموْ ِ‬ ‫يَدْخُلُ فِيهِمَا الثّمَ َرةُ لِا ْستِشْمَا ِم َيوْ َم اْلوَ ِ‬
‫ت وَفِي اْلكَ ْرمِ حَمْلٌ َف ُهوَ‬ ‫صدََقةَ فِي الرّجُلِ يُوصِي بِاْلكَ ْرمِ َأ ْو اْلبُسْتَانِ لِرَ ُج ٍل ثُ ّم يَمُو ُ‬ ‫َنقَلَ ُه عَنْهُ َأبُو بَكْ ِر بْنُ َ‬
‫ستَانَ َأ ْو الْكَ ْرمَ ِلرَجُ ٍل ثُ ّم يَمُوتُ‬ ‫حمّ ِد بْ ِن مُوسَى َو ُسئِ َل عَنْ الرّجُ ِل يُوصِي الْبُ ْ‬ ‫لِلْمُوصَى لَ ُه وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ مُ َ‬
‫حمْلُ ؟ قَا َل إنْ كَا َن َي ْومَ َأوْصَى بِهِ لَهُ فِيهِ َحمْلٌ َف ُهوَ لَ ُه َوأَطَْل َق بَِأنّهُ‬ ‫ستَانِ حَ ْملٌ لِمَ ْن الْ َ‬ ‫وَفِي اْلكَ ْرمِ َأوْ اْلبُ ْ‬
‫ستَ ْدعِي ِعوَضًا فَ َدخَلَ فِيهَا كُ ّل ُمتّصِلٍ‬ ‫صّيةِ وَلَ ْم ُي َفصّ ْل وَقَ ْد َتوَجّ َه ِبأَ ّن اْلوَصِّي َة َعقْدُ تَبَ ّرعٍ لَا يَ ْ‬ ‫يَدْخُلُ فِي اْلوَ ِ‬
‫ب وَكَذَلِكَ‬ ‫ك َو ُهوَ خِلَافُ مَا ذَكَ َر ُه اْلأَصْحَا ُ‬ ‫ت َوعَلَى هَذَا فَاْل ِهَب ُة الْمُطَْل َقةُ كَذَلِ َ‬ ‫ف عُقُو ِد الْ ُمعَاوَضَا ِ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫صّيةِ ‪َ ,‬وَأمّا‬ ‫ك بِمَا فِيهِ َمعْنَى اْلقُ ْرَب ِة مِ ْن اْلوَقْفِ وَالصّدََق ِة وَالْوَ ِ‬ ‫خَتصّ ذَلِ َ‬ ‫حتَمِلُ َأنْ يَ ْ‬ ‫اْلوَقْفُ الْ ُمنَجّ ُز َوَأوْلَى َويَ ْ‬
‫ك َيتَرَاخَى إلَى مَا َبعْدَ الْ َموْتِ َفِلأَ ّن اْلعَقْدَ إذَا اْنعَقَدَ كَا َن َسبَبًا ِلَنقْلِ‬ ‫صّيةِ مَعَ َأ ّن الْمِلْ َ‬ ‫ا ْعِتبَا ُر وُجُو ِد ِه َي ْومَ اْلوَ ِ‬
‫ت اسَْتنَ َد الْمِلْكُ إلَى حَا ِل الْإِيصَاءِ وَِلهَذَا َلوْ‬ ‫ك َوِإنّمَا َتأَخّ َر َتأْثِ ُيهُ إلَى حِيِ الْ َموْتِ فَِإذَا وُجِ َد الْ َموْ ُ‬ ‫الْمِلْ ِ‬
‫ت الْمُوصَى لَهُ َقبْ َل اْلوَضْعِ فَاْلوَلَدُ ِللْمُوصَى لَ ُه ِب َغيْرِ ِخلَافٍ ‪َ ,‬و َسوَاءٌ ُق ْلنَا إنّ‬ ‫وَصّى لَ ُه ِبَأ َمةٍ حَامِ ٍل ثُ ّم مَا َ‬
‫ف وَفِي النّخْ ِل طَ ْلعٌ َف َههُنَا‬ ‫ستَحِ ّق مِنْ أَهْ ِل اْلوَقْ ِ‬ ‫جدّ َد مُ ْ‬ ‫لِ ْلحَمْلِ ُحكْمًا َوإِنّهُ كَالْ ُمْن َفصِلِ َأمْ لَا ‪َ .‬وَأمّا إنْ تَ َ‬
‫حقَاقُ ُه مِ ْن َغيْ ِر انِْتقَا ٍل مِ ْن َغيْ ِرهِ ‪ .‬وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ َأنّهُ إنْ َحدَثَ‬ ‫حَاَلتَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا أَ ْن َيكُونَ ا ْستِ ْ‬
‫ح ّق مِ ْن الثّمَ ِر َشْيئًا َوِإنْ كَانَ َقبْلَ ُه ا ْستَحَقّ ‪ .‬قَالَ َج ْعفَ ُر بْ ُن مُحَمّدٍ سَ ِم ْعتُ َأبَا‬
‫حقَاقُ ُه َبعْ َد التّ ْأبِيِ َل ْم يَسْتَ ِ‬
‫اسْتِ ْ‬
‫سأَ ُل عَنْ َر ُجلٍ َأ ْوقَفَ نَخْلًا عَلَى َوَلدِ َقوْ ٍم َووََل ِدهِ مَا تَوَالَدُوا ُثمّ ُوِلدَ َم ْولُودٌ قَا َل إنْ كَا َن النّخْلُ‬
‫عَبْدِ اللّهِ يُ ْ‬
‫حصَا َد‬ ‫ك اْلأَوّ ِل َوِإنْ َل ْم يَكُنْ ُأبّرَ َف ُه َو َم َعهُ ْم وَكَذَلِكَ الزّ ْرعُ إذَا بَلَ َغ الْ َ‬ ‫ك َشيْءٌ َو ُه َو مِلْ ُ‬ ‫ُأبّرَ فََلْيسَ لَهُ فِي ذَلِ َ‬
‫ق َبيْ َن الْ ُم َؤبّ ِر َوغَيْ ِرهِ‬
‫ك اْلأَصْحَابُ صَرّحُوا بِاْلفَ ْر ِ‬ ‫حصَادَ فَلَهُ فِيهِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬ ‫فََلْيسَ لَ ُه َشيْءٌ َوِإنْ كَانَ لَ ْم َيبْلُ ْغ الْ َ‬
‫حقَاقِ‬‫ي ِبَتبَ ِعّيةِ َغيْ ِر الْ ُم َؤبّرِ فِي اْلعَقْدِ َفكَذَا فِي الِا ْستِ ْ‬
‫َههُنَا ِمْنهُمْ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَاْلقَاضِي َوأَصْحَابُ ُه ُمعَلّلِ َ‬
‫ب ِبأَ ّن غَيْرَ الْ ُمؤَبّرِ فِي ُحكْ ِم الْ َمعْدُومِ لِا ْسِتتَا ِرهِ وَكُمُونِ ِه وَالْ ُمؤَبّرُ فِي ُحكْ ِم َسرَاوِيل‬ ‫ض اْلأَصْحَا ِ‬ ‫َوعَلّ َل َبعْ ُ‬
‫حقَاقِ لِ َموْتٍ َأ ْو غَيْ ِر ِه َوَينَْتقِ َل َنصِيبُهُ إلَى َغيْ ِرهِ‬ ‫ج َبعْضُ َأهْل الِا ْستِ ْ‬ ‫ِلبُرُو ِزهِ وَ ُظهُو ِرهِ ‪ .‬الْحَاَلةُ الثّاِنَيةُ ‪َ :‬أنْ يَخْ ُر َ‬
‫ختَانَ ُسئِلَ أَحْمَدُ عَنْ َر ُجلٍ مَاتَ َفقَالَ ضَ ْيعَتِي الّتِي بِالّث ْغرِ لِ َموَالِي الّذِينَ بِالثّ ْغرِ‬
‫قَالَ َي ْعقُوبُ بْ ُن بُ ْ‬
‫وَضَ ْيعَتِي الّتِي بَِب ْغدَادَ لِ َموَالِي اّلذِينَ بَِبغْدَادَ وََأ ْولَا ِدهِمْ فَلِ َمنْ بِالثّغْرِ أَ ْن َيأْخُذُوا مِنْ هَ ِذهِ الضّْي َع ِة الّتِي‬
‫ضهُمْ إلَى‬ ‫ج مَ ْن ُهنَا َب ْع ُ‬ ‫َههُنَا ؟ قَالَ لَا ‪ ,‬قَدْ أَفْرَ َد هَ ِذ ِه مِ ْن هَ ِذهِ َفقِيلَ لَهُ َفقَ ِد َم َب ْعضُ مَنْ بِالثّغْرِ إلَى ُهنَا َوخَ َر َ‬
‫ت النّخْلُ أََلهُمْ فِيهَا شَيْءٌ ؟ قَالَ لَا َفقِيلَ فَِإنْ وُلِدَ ِلأَحَ ِدهِ ْم وَلَ ٌد َبعْ َد مَا ُأبّرَتْ َفقَا َل َوهَذَا َأْيضًا‬ ‫ثُ ّم وَقَدْ ُأبّرَ ْ‬
‫َشبِي ٌه ِبهَذَا َكَأنّهُ َرأَى مَا كَانَ َقبْ َل التّ ْأبِيِ جَائِزٌ َأوْ كَمَا قَالَ وَهَذَا ُموَافِقٌ ِلَنصّهِ السّابِقِ فِي َأنّ َتجَدّدَ‬
‫ج مِ ْن الْبََلدِ فََل ْم يَشْمَلْهُ َجوَابُهُ‬ ‫ج الْخَا ِر ِ‬‫حقَاقَهُ مِنْ ُه َوَأمّا خُرُو ُ‬ ‫ف َبعْ َد الّتأْبِيِ لَا َيقَْتضِي ا ْستِ ْ‬‫ستَحِقّ لِ ْلوَقْ ِ‬ ‫الْمُ ْ‬
‫خ اْلعَقْ ِد الْ ُمزِيلِ لِلْ َملِكِ َقهْرًا وَقَدْ‬ ‫ق َشبِيهٌ بِاْنفِسَا ِ‬‫حقَا ِ‬‫ص َف ِة الِاسْتِ ْ‬‫ح ّق بِ َم ْوتِهِ َأوْ َزوَالُ ِ‬ ‫ستَ ِ‬‫وَاْنقِطَاعُ حَ ّق الْمُ ْ‬
‫خ مِ ْلكِهِ فِي‬ ‫ف عََليْهِ َفَيصِ ُي َم ْوتُهُ كَاْنفِسَا ِ‬ ‫ف مِلْكٌ ِللْ َموْقُو ِ‬ ‫خلَافُ فِيهِ لَا ِسيّمَا عَلَى َقوِْلنَا إ ّن الْوَقْ َ‬ ‫َسبَقَ الْ ِ‬
‫خلَافُ السّابِقُ فَِإنْ قِي َل بِالّتفْرِي ِق َبيْ َن مَا َقبْ َل الّت ْأبِ ِي َوَبعْ َدهُ َفِلأَنّ الطّلْعَ إذَا‬ ‫خرُجُ فِي َتَبعِّيةِ الطّلْ ِع الْ ِ‬ ‫الْأَصْلِ َفيَ ْ‬
‫ك وَلَا َغيْ ِرهِ َحتّى يَ ْظهَ َر َوِإنْ‬ ‫لَ ْم ُي َؤبّرْ فِي ُحكْ ِم الْحَمْلِ فِي اْلبَطْ ِن وَالّلبَنِ فِي الضّ ْرعِ فَلَا َيكُونُ لَهُ ُحكْ ٌم بِ ِملْ ٍ‬
‫ك الَْأوّلِ‬ ‫ستَحِ ّق الْحَادِثُ ‪ .‬لَمّا شَا َركَ فِي َغيْ ِر الْ ُم َؤبّ ِر مَ َع ُظهُورِ ِه عَلَى مِلْ ِ‬ ‫سُلّمَ َأنّ لَهُ ُحكْمًا بِالْمِلْكِ فَالْمُ ْ‬
‫حقَاقُهُ َقبْلَ‬ ‫ف الْ ُم َؤبّرِ فَِإ ّن مِ ْل َكهُ ْم اسَْتقَ ّر عََليْهِ فَمَنْ زَا َل اسْتِ ْ‬
‫خلَا ِ‬ ‫ستَقِرّ عََليْهِ بِ ِ‬
‫دَلّ عَلَى َأ ّن مِ ْل َكهُمْ لَ ْم يَ ْ‬
‫ك َسقَطَ َحقّهُ ‪.‬‬ ‫اسِْتقْرَا ِر الْمِلْ ِ‬
‫‪427‬‬
‫جرِ َفمَا كَانَ لَهُ كِمَا ٌم ُت َفتّحُ َفيَ ْظهَ ُر ثَ َم ُرهُ‬ ‫خلِ َفَأمّا غَ ْي ُر ُه ِمنْ الشّ َ‬ ‫( َفصْلٌ ) هَذَا كُّل ُه فِي ُحكْ ِم ثَ َم ِر النّ ْ‬
‫ج ُمْنضَ ّم ًة ثُ ّم َتتَ َفتّحُ كَاْلوَرْ ِد وَاْليَاسَمِ َ‬
‫ي‬ ‫خرُ ُ‬ ‫حقَ أَصْحَاُبنَا بِهِ ال ّزهُو َر اّلتِي تَ ْ‬ ‫كَاْلقُطْنِ َف ُهوَ كَالطّلْ ِع َوأَلْ َ‬
‫ش ُرهَا الْ ُملَا ِزمُ َلهَا َكقِشْرِ ال ّرمّانِ‬
‫س الثّمَ َرةِ َأوْ قِ ْ‬‫س وَفِي ِه نَظَرٌ ‪ :‬فَِإنّ هَذَا الْ ُمنَظّ َم ُهوَ َن ْف ُ‬ ‫وَالَْبَنفْسَجِ وَالنّرْ ِج ِ‬
‫خرَِقيّ يَدُلّ عَلَى ذَلِكَ َحْيثُ قَا َل وَكَذَلِكَ‬ ‫فَ ُظهُو ُرهُ ظُهُو ُر الثّمَ َر ِة بِخِلَافِ الطّلْعِ فَِإنّ ُه ِوعَاءٌ لِلثّمَ َر ِة وَكَلَامُ الْ ِ‬
‫ح ِوهِ ظُهُو ُر ُه مِ ْن شَجَ ِر ِه َوِإنّمَا كَانَ ُمْنضَمّا وَلِ ْلأَصْحَابِ‬ ‫جرِ إذَا كَانَ فِي ِه ثَ َم ٌر بَا ٍد َوبُ ُد ّو اْلوَرْ ِد َونَ ْ‬‫َبيْعُ الشّ َ‬
‫جرّدِ ظُهُو ِر ِه َوهَذِهِ‬‫ت هَ ْل ُيعَْتبَ ُر ِب َفتْحِهِ كَالثّمَرِ َأ ْو َيتْبَ ُع اْلأَصْلَ لِمُ َ‬‫ق التّو ِ‬ ‫وَ ْجهَانِ فِي اْلوَ َرقِ الْ َم ْقصُودِ َكوَ َر ِ‬
‫ش ِمشِ َففِيهِ ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ أَحَ ُدهَا إنْ َتنَاثَرَ‬ ‫ح وَالْمِ ْ‬ ‫َفعََليْ ِه بِ َم ْعنَا ُه َو ِمنْهُ مَا يَ ْظهَ ُر نُو ُر ُه ثُ ّم َيتَنَاثَرُ َفيَ ْظهَرُ ثَمَ ُرهُ كَالتّفّا ِ‬
‫َنوْ ُرهُ َف ُهوَ لِ ْلبَائِ ِع َوإِلّا فَلَا َوبِهِ َج َزمَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ ِلأَنّ ُظهُو َر ثَمَ ِر ِه َيَتوَقّفُ عَلَى َتنَاثُ ِر َنوْرِهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪:‬‬
‫َأنّهُ بِ ُظهُو ِر َنوْ ِرهِ لِ ْلبَائِعِ ذَ َك َرهُ الْقَاضِي ا ْحتِمَالًا َجعْلًا لِلنّورِ كَمَا فِي الطّلْعِ ِلَأنّ الطّ ْلعَ َلْيسَ ُه َو َعيْنَ الثّ َم َرةِ‬
‫سَتتِ َرةٌ فِيهِ َفَتكْبَرُ فِي َجوْفِ ِه َوتَ ْظهَرُ َحتّى َيصِيَ ِتلْكَ فِي طَرَِفهَا َو ِهيَ َقمْع ال ّر ْطَبةِ ‪ .‬وَالثّالِثُ ‪:‬‬ ‫بَ ْل هِ َي مُ ْ‬
‫خرَِقيّ وَا ْخِتيَارُ‬ ‫لِ ْلبَائِ ِع بِ ُظهُو ِر الثّ َم َرةِ َوِإنْ لَ ْم َيتَنَاثَ ْر الّنوْرُ كَمَا إذَا َكبِرَ َقبْ َل انِْتثَا ِرهِ وَ ُه َو ظَاهِرُ كَلَامِ الْ ِ‬
‫صَا ِحبِ الْ ُمغْنِي َوهُوَ أَصَحّ ‪ ,‬وَِقيَاسُ مَا فِي بَطْنِ الطّ ْل ِع عَلَى الّنوْرِ لَا َيصِحّ ِلَأ ّن الّنوْ َر َيتَنَاثَ ُر َومَا فِي َجوْفِ‬
‫الطّلْ ِع َينْمُو َوَيتَزَايَدُ َحتّى َيصِيَ ثَ َمرًا ‪َ ( .‬و ِمنْهُ ) مَا يُ ْظهِ ُر ثَ َم َرتَهُ مِ ْن َغيْ ِر َنوْرٍ َف ُهوَ لِ ْلبَائِ ِع بِ ُظهُو ِرهِ َسوَاءٌ كَانَ‬
‫ت وَقَالَ‬ ‫شرَ لَ ُه َبعِيُ ُه وَالتّو ِ‬ ‫ج ْو ِز وَالّلوْزِ َأوْ لَا قِ ْ‬
‫شرَانِ كَالْ َ‬ ‫لَهُ قِشْ ٌر َيْبقَى فِيهِ إلَى أَكْلِهِ كَال ّرمّا ِن وَالْ َموْزِ َأوْ لَهُ قِ ْ‬
‫ش ِر ِه الَْأعْلَى ‪َ .‬ورَ ّدهُ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي بَِأ ّن تَشَ ّققَهُ فِي‬ ‫شقّقٍ قِ ْ‬ ‫الْقَاضِي مَا لَهُ قِشْرَانِ لَا َيكُونُ لِ ْلبَائِعِ إلّا ِبتَ َ‬
‫شَجَ ِر ِه نَا ِد ٌر َوتَشَ ّققَهُ َقبْلَ كَمَالِ ِه ُيفْسِ ُدهُ ِبخِلَافِ الطّلْ ِع وَفِي الْ ُمْبهِجِ الِا ْعِتبَا ُر بِانْ ِعقَادِ ُلبّهِ فَِإنْ لَ ْم َينْ َعقِ ْد َتبِعَ‬
‫ح ِوهِ َف ُهوَ لِ ْلبَائِعِ ِلَأنّهُ َلْيسَ‬ ‫أَصْلَ ُه َوإِلّا فَلَا ‪َ ,‬وَأمّا الزّ ْرعُ الظّاهِرُ فِي الْأَ ْرضِ إذَا اْنَتقَ َل الْمِلْكُ فِيهَا بِالْ َمبِيعِ َونَ ْ‬
‫مِنْ أَجْزَا ِء اْلأَ ْرضِ َوِإنّمَا ُهوَ مُو َدعٌ فِيهَا َفَأ ْشبَهَ الثّمَ َر َة الْ ُم َؤبّ َرةَ قَالَ فِي الْ ُم ْغنِي ‪ :‬لَا َأعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا وَفِي‬
‫صلَاحُ ُه عَلَى وَ ْج َهيْنِ فَِإنْ ُق ْلنَا لَا َيتْبَعُ‬ ‫صلَاحُهُ َل ْم يَْتبَ ْع َوِإنْ لَمْ يَبْدُ َ‬ ‫ع بَدَا َ‬ ‫الْ ُمْبهِجِ لِلشّيَازِيّ إنْ كَانَ الزّ ْر ُ‬
‫شتَرِي إلَى ِحيِ إدْرَاكِهِ ‪َ ,‬وَأمّا إذَا بَدَا صَلَاحُهُ فَِإنّ ُه يَْبقَى‬ ‫سَتأْجِ َر اْلأَ ْرضَ مِ ْن الْمُ ْ‬ ‫أَخَ َذ اْلبَائِعُ بِقَ ْطعِهِ إلّا َأنْ يَ ْ‬
‫ب مَعَ أَنّ‬ ‫فِي اْلأَ ْرضِ مِ ْن غَيْرِ ُأجْ َرةٍ إلَى ِحيِ َحصَا ِدهِ ‪َ ,‬وهَذَا غَرِيبٌ ِجدّا ُمخَالِفٌ [ لِمَا ] عََليْهِ الْأَصْحَا ُ‬
‫حصَادَ‬ ‫شهَدُ لَهُ َحْيثُ قَا َل إنْ وُِل َد َموْلُودٌ مِنْ أَهْ ِل اْلوَقْفِ َقبْلَ َأنْ َيبْلُ َغ الْ َ‬ ‫ف يَ ْ‬‫حقَاقِ الْوَقْ ِ‬ ‫كَلَامَ أَحْمَدَ فِي ا ْستِ ْ‬
‫حصَادِ ‪َ ,‬وهَكَذَا قَالَ ابْنُ َأبِي مُوسَى َلكِنّهُ‬ ‫حقّ ِلأَنّهُ قَ ْد اْنَتهَى نُ ُم ّوهُ وَ ِزيَا َدتُهُ ِببُلُوغِهِ لِلْ َ‬
‫اسْتَحَقّ َوإِلّا لَمْ يَسْتَ ِ‬
‫حصَادِ وَعَ َدمِهِ ‪َ .‬وَأمّا صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َفقَا َل مَا كَانَ مِنْ الزّ ْرعِ لَا يَْتبَ ُع اْلأَ ْرضَ فِي الَْبيْعِ فَلَا حَقّ‬ ‫عَبّرَ بِالِاسْتِ ْ‬
‫جدّدِ ِلَأنّهُ كَالثّ َم ِر الْ ُم َؤبّرِ ‪َ ,‬وَأمّا مَا كَا َن َيتْبَعُ فِي اْلبَيْ ِع َو ُهوَ مَا َل ْم يَ ْظهَ ْر مِمّا َيَتكَرّرُ َحمْلُ ُه مِنْ‬ ‫فِيهِ ِللْ ُمتَ َ‬
‫ستَحِ ّق الْ ُمتَجَدّدُ فِي‬ ‫ستَحِقّ فِي ِه الْ ُمتَجَدّدُ وَِقيَاسُ الْ َمْنصُوصِ فِي الزّ ْرعِ أَ ْن يَ ْ‬ ‫خضْرَاوَاتِ َفيَ ْ‬ ‫ت وَالْ َ‬ ‫ال ّرطَبَا ِ‬
‫اْلوَقْفِ مِ ْن الثّمَرِ َحتّى َيبْ ُدوَ صَلَاحُ ُه َويَجُو ُز َبيْعُ ُه مُطَْلقًا وََلكِنّ أَ ْحمَدَ َف ّرقَ بَْيَنهُمَا كَمَا َتقَ ّدمَ فَا ْعتَبَرَ فِي‬
‫ج ِر الْ ُمثْمِ ِر الْ َموْجُودِ‬ ‫حقَاقِ الْمُوصَى لَ ُه بِالشّ َ‬ ‫حصَا ِد وَفِي الثّمَ ِر الّتأْبِ َي َونَصّ ُه مَعَ ذَلِكَ فِي ا ْستِ ْ‬ ‫ع بُلُوغَ الْ َ‬ ‫الزّ ْر ِ‬
‫شكِلٌ ‪َ ,‬وأَ ْفتَى الشّيْخُ َت ِقيّ الدّينِ بَِأنّ‬ ‫صّيةِ مِ ْن َغيْ ِر َتفْرِي ٍق َبيْنَ َأنْ َيبْ ُدوَ صَلَاحُهُ َأوْ لَا َيبْدُو مُ ْ‬ ‫فِيهِ حَا َل اْلوَ ِ‬
‫ت اْلبَطْ ُن اْلأَوّ ُل وَقَدْ ُأطْلِعَ الثّ َم ُر ِبعِلْمِهِ‬ ‫حقَاقِهِ َحتّى َل ْو مَا َ‬ ‫حقّهُ مَ ْن بَدَا الصّلَاحُ فِي َزمَ ِن ا ْستِ ْ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫الثّ َم َر إنّمَا يَ ْ‬
‫ف إنّهُ إنْ أَدْ َركَ َأوَانَ‬ ‫جوْ ِز الْ َموْقُو ِ‬ ‫ثُ ّم بَدَا صَلَاحُ ُه َبعْ َد َم ْوتِهِ فَِإنّهُ َيكُونُ لِ ْلبَ ْط ِن الثّانِي ‪ ,‬وَقَالَ فِي َشجَ ِر الْ َ‬
‫قَ ْطعِهِ فِي َحيَاةِ اْلبَطْ ِن اْلأَوّلِ َف ُهوَ لَهُ فَِإ ْن مَاتَ َوبَ ِقيَ فِي اْلأَ ْرضِ مُ ّدةً َحتّى زَادَ كَاَنتْ ال ّزيَا َدةُ حَا ِدَثةً فِي‬
‫ض الّتِي لِ ْلبَطْ ِن الثّانِي ‪َ ,‬ومِ ْن الْأَصْ ِل الّذِي ِلوَ َرَث ِة اْلأَوّلِ فَِإمّا َأنْ تُقَسّمَ ال ّزيَا َدةُ َبْيَنهُمَا عَلَى َقدْرِ‬ ‫َمنْ َف َع ِة الْأَ ْر ِ‬
‫ف وَلَمْ‬ ‫الْقِي َمَتيْ ِن َوإِمّا َأنْ ُتعْطَى اْلوَ َرثَةُ أُ ْج َرةَ اْلأَ ْرضِ ِل ْلبَطْ ِن الثّانِي ‪َ .‬وإِ ْن غَ َرسَ ُه الْبَطْنُ الَْأوّ ُل مِ ْن مَا ِل اْلوَاقِ ِ‬
‫يُدْ ِركْ إلّا َبعْ َد اْنتِقَالِهِ إلَى اْلبَطْ ِن الثّانِي َف ُهوَ َل ُه ْم وََليْسَ ِلوَا ِرثِهِ اْلَأوّلِ فِيهِ َشيْ ٌء وَاعَْلمْ أَ ّن مَا ذَ َك ْرنَاهُ فِي‬
‫حوَهُ‬ ‫ض ٍة ِمثْلَ َكوْنِ ِه وَلَدًا َأوْ َفقِيًا َأوْ َن ْ‬ ‫حَ‬ ‫حقَاقُ ُه ِبصِ َف ٍة مَ ْ‬ ‫ف عََليْهِ َه ُهنَا إنّمَا هُوَ إذَا كَانَ ا ْستِ ْ‬ ‫ق الْ َموْقُو ِ‬ ‫حقَا ِ‬‫اسْتِ ْ‬
‫سنَةِ‬
‫صيَاحُ كَاْلأُجْ َر ِة َيبْسُطُ عَلَى َجمِيعِ ال ّ‬ ‫ف ِعوَضًا عَ ْن عَمَ ٍل وَكَا َن وَ ِ‬ ‫ق اْلوَقْ ِ‬‫حقَا ُ‬ ‫‪َ ,‬أمّا إذَا كَا َن اسْتِ ْ‬
‫ستَحِقّ كُ ّل مَنْ‬ ‫ف مِ ْن مَالِهِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫ج َه ِة الْوَقْ ِ‬‫كَالْ ُمقَاسَ َم ِة اْلقَائِ َم ِة َمقَامَ الْأُجْ َرةِ َأ ْو إنْ كَانَ ا ْسِتغْلَا ُل اْلأَ ْرضِ ِل ِ‬
‫ك اْلعَامِ ِمنْهُ َحتّى مَ ْن مَاتَ فِي َأْثنَائِهِ ا ْستَحَ ّق ِبقِسْطِ ِه َوإِنْ لَ ْم َيكُنْ الزّ ْرعُ‬ ‫حقَاقِ فِي ذَلِ َ‬ ‫ف ِبصِ َف ِة الِاسْتِ ْ‬
‫اّتصَ َ‬
‫حقَاقُهُ‬ ‫جدّ َد ا ْستِ ْ‬ ‫ستَحِ ّق ِمنْ ُه مَ ْن تَ َ‬ ‫ك الْعَامِ إلَى َأْثنَاءِ اْلعَامِ الّذِي بَعْ َدهُ لَ ْم يَ ْ‬ ‫قَ ْد وُ ِجدَ َحتّى َل ْو َتأَخّرَ إدْرَاكُ ذَلِ َ‬
‫حوِ ذَلِكَ أَ ْفتَى الشّيْ ُخ َت ِقيّ الدّينِ َرحِمَهُ اللّهُ‬ ‫فِي عَا ِم الْإِدْرَاكِ وَا ْستَحَ ّق ِمنْ ُه مَ ْن مَاتَ فِي اْلعَامِ الّذِي َقْبلَ ُه َوبِنَ ْ‬
‫سنَ ِة اْلهِلَاِلّيةِ فِي َجمَا َعةٍ‬ ‫سَنةِ الغل دُونَ ال ّ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫‪َ .‬وأَ ْفتَى الشّيْ ُخ شَ ْمسُ الدّي ِن بْنُ َأبِي عُ َمرَ بَِأ ّن الِا ْعِتنَاءَ فِي ذَلِ َ‬
‫حقّو ُه عَنْ‬ ‫ص ٌل مِنْ قَ ْرَيِتهِ ْم الْ َموْقُوَفةِ عََلْيهِ ْم يَ ْطُلبُونَ أَ ْن َيأْخُذُوا مَا ا ْستَ َ‬ ‫ُمقِرّينَ فِي َنزِيهٍ َحصَلَ َلهُمْ حَا ِ‬
‫ب َسَنةِ الغل مَعَ َأنّهُ َق ْد نَزَلَ‬ ‫ي َمثَلًا َفهَلْ يَصْ ِرفُ إلَْيهِ ْم النّاظِرُ بِحِسَا ِ‬ ‫س َوأَ ْربَعِ َ‬
‫الْمَاضِي َو ُه َو مغل سََنةَ َخ ْم ٍ‬
‫سَنةِ اْلهِلَاِلّيةِ‬ ‫ك عَلَى حِسَابِ ال ّ‬ ‫ب َسَنةِ الغل َفِإنْ أَ َخذَ أُولَئِ َ‬ ‫َبعْدَ هَؤُلَا ِء الْ ُمَتقَ ّدمِيَ َجمَا َعةٌ شَارَكُوا فِي حِسَا ِ‬
‫سَنةِ الغل دُونَ اْلهِلَاِلّي ِة َووَاَفقَهُ جَمَا َعةٌ مِنْ‬ ‫حتَسَبُ إلّا بِ َ‬ ‫ب ِبَأنّهُ لَا ُي ْ‬‫لَ ْم َيبْقَ لِلْ ُمَتأَخّرِينَ إلّا َشيْ ٌء يَسِيٌ َفأَجَا َ‬
‫حنَ ِفّي ِة عَلَى ذَلِكَ ‪.‬‬ ‫الشّاِفعِّي ِة وَالْ َ‬
‫‪428‬‬
‫حمْ ُل هَلْ لَهُ ُحكْمٌ َقبْل اْنفِصَالِهِ َأمْ لَا ؟ َحكَى الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِبعَة وَالثّمَانُونَ ) ‪ :‬الْ َ‬
‫سأََلةِ ِروَاَيتَيْنِ قَالُوا وَالصّحِيحُ مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ أَنّ لَهُ ُحكْمًا َوهَذَا الْكَلَا ُم عَلَى إطْلَاقِهِ قَدْ‬ ‫َوغَيْ ُرهُمَا فِي الْمَ ْ‬
‫صّيةِ لَهُ‬
‫حةِ الْوَ ِ‬
‫صّ‬ ‫ق ِمثْلُ عَ ْز ِل الْمِيَاثِ لَ ُه وَ ِ‬ ‫ستَشْكِلُ فَِإ ّن الْحَمْ َل َيَتعَلّ ُق بِهِ أَ ْحكَامٌ َكثِ َيةٌ ثَاِبَتةٌ بِالِاّتفَا ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب الْغُ ّر ِة ِب َقتْلِ ِه َوتَأْخِيِ إقَا َمةِ الْحُدُو ِد وَا ْستِيفَا ِء الْ ِقصَاصِ مِنْ ُأمّهِ َحتّى َتضَعَ ُه َوِإبَا َحةِ الْفِ ْطرِ َلهَا إذَا‬ ‫َووُجُو ِ‬
‫ت بَائِنًا َوِإبَا َح ِة طَلَاِقهَا َوإِنْ كَاَنتْ َم ْوطُوءَةً فِي ذَلِكَ ال ّطهْرِ َقبْلَ‬ ‫ب النّ َف َقةِ َلهَا إذَا كَانَ ْ‬ ‫خَشِيتَ عََليْ ِه َووُجُو ِ‬
‫حلّ ال ّروَاَيَتيْنِ ‪ ,‬وََفصْلُ‬ ‫ك مِنْ الْأَ ْحكَامِ وََل ْم يُرِيدُوا إدْخَا َل ِمثْ ِل هَ ِذ ِه الْأَ ْحكَامِ فِي مَ َ‬ ‫ُظهُو ِرهِ إلَى َغيْرِ ذَلِ َ‬
‫ح ْملِ ِبغَ ْي ِرهِ َفهَذَا‬
‫الْ َقوْلِ فِي ذَلِكَ َأنّ الَْأحْكَا َم الْمَُتعَ ّلقَةَ بِالْحَ ْملِ نَوْعَا ِن ‪َ :‬أ َحدُهُمَا ‪ :‬مَا يََتعَ ّلقُ ِبسَبَبِ الْ َ‬
‫حمْلِ كَانَ ُوجُو ُدهُ‬ ‫ت بِالِاتّفَاقِ ِلَأنّ الْأَ ْحكَامَ الشّ ْرعِّي َة َتتَعَلّ ُق عَلَى اْلَأسْبَابِ الظّاهِ َرةِ فَإِذَا َظهَرَتْ َأمَا َرةُ الْ َ‬ ‫ثَابِ ٌ‬
‫ك اْلأَ ْحكَامِ فِي الْبَاطِ ِن َوإِ ْن بَانَ‬ ‫ت تِلْ َ‬ ‫ب عََليْهِ َأ ْحكَامُهُ فِي الظّاهِرِ فَِإنْ خَ َرجَ َحيّا َتبَّينّا ُثبُو َ‬ ‫ُهوَ الظّاهِرُ َفتَ َرّت َ‬
‫صيّتِ ِه َوهَ ِذهِ‬
‫حيَاتِهِ كَإِ ْرثِ ِه َووَ ِ‬
‫ج َمّيتًا َتَبّينّا فَسَا َد مَا َيتَعَلّ ُق مِ ْن الْأَ ْحكَا ِم بِهِ َأ ْو بِ َ‬
‫َأنّهُ لَمْ يَكُنْ َحمْلٌ َأوْ َخرَ َ‬
‫ضهَا ُمّتفَقٌ عََليْ ِه َوَب ْعضُهَا فِيهِ ا ْختِلَافٌ فَ ِمنْ أَ ْحكَامِهِ إذَا مَاتَتْ كَافِ َرةً َوفِي بَطِْنهَا‬
‫الْأَ ْحكَامُ َكثِ َيةٌ جِدّا َوَبعْ ُ‬
‫حمْلِ ‪.‬‬ ‫حكُو ٌم ِبإِسْلَامِهِ لَمْ يُدْفَنْ فِي َمقَابِ ِر اْل ُكفّارِ لِ ُ‬
‫ح ْر َمةِ الْ َ‬ ‫حَ ْملٌ مَ ْ‬
‫‪429‬‬
‫ب ِمْنهُمْ مَنْ جَ َز َم ِبَنفْيِ‬
‫صحَا ِ‬
‫حّب ٌة وَفِي ُوجُوبِهَا طَرِيقَانِ لِ ْلأَ ْ‬ ‫َومِْنهَا إ ْخرَاجُ اْلفِ ْط َرةِ َعنْ الْحَ ْملِ َو ِهيَ مُ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫سأََلةِ ِروَاَيتَانِ ‪َ .‬و ِمنْهَا ‪ :‬فِ ْط ُر الْحَامِلِ إذَا خَافَتْ َعلَى جَنِيِنهَا ِمنْ الصّوْمِ‬
‫اْلوُجُوبِ َو ِمْنهُ ْم مَنْ قَالَ فِي الْمَ ْ‬
‫جبُ عََلْيهَا اْلقَضَا ُء وَاْلكَفّا َر ُة َوهَلْ الْ َكفّا َرةُ مِ ْن مَاِلهَا َأ ْو َبيَْنهَا َوَبيْنَ مَ ْن َيلْ َزمُ ُه َن َفقَ ُة الْحَ ْملِ ؟ عَلَى‬
‫َويَ ِ‬
‫ا ْحتِمَاَليْنِ ذَكَ َرهُمَا ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ ‪.‬‬
‫‪430‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا اشَْترَى جَا ِرَيةً فَبَانَتْ حَامِلًا َفَنصّ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَالِبٍ َأ ّن الْبَائِ َع إنْ أَقَرّ ِبوَ ْطِئهَا ُردّ ْ‬
‫ت‬
‫شتَرِي رَ ّدهَا َوِإنْ شَاءَ لَ ْم َيرُ ّدهَا َفُأبْطِ َل الَْبيْ ُع مَعَ إقْرَا ِر اْلبَائِ ِع‬ ‫إَليْهِ ِلَأّنهَا ُأ ّم وَلَدٍ لَ ُه َوِإنْ َأْنكَرَ فَِإنْ شَا َء الْمُ ْ‬
‫جبُ الرّدّ َحتّى َتضَعَ مَا َتصِ ُي بِهِ اْلَأ َمةُ ُأ ّم وَلَدٍ‬ ‫حمْ ِل وَقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ ‪ِ :‬عنْدِي لَا يَ ِ‬ ‫جرّ ِد َتَبيّنِ الْ َ‬‫بِاْلوَطْءِ بِمُ َ‬
‫ح ِة اْلبَيْعِ َقبْ َل الِا ْستِبْرَاءِ َفَأمّا عَلَى ال ّروَاَيةِ فَاْلَبيْعُ مِنْ‬
‫ك َوهَذَا َتفْرِي ٌع عَلَى َقوِْلنَا ِبصِ ّ‬ ‫جوَازِ َأنْ يَكُونَ كَذَلِ َ‬ ‫لِ َ‬
‫أَصْلِ ِه بَاطِلٌ ِلعَ َدمِ ا ْسِتبْرَاءِ اْلبَائِعِ ‪.‬‬
‫‪431‬‬
‫ت مِنْ ال ّرهْ ِن وَلَ ِزمَهُ قِي َمُتهَا َتكُونُ َرهْنًا كَذَا قَالَهُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ وَ ِطئَ الرّا ِهنُ َأمََتهُ الْ َم ْرهُوَنةَ َفأَحْبَ َلهَا خَرَ َج ْ‬
‫ب َو ِمْنهُمْ مَنْ قَا َل َيتَأَخّ ُر الضّمَانُ َحتّى َتضَعَ َفَيلْ َزمُهُ قِي َمُتهَا َيوْمَ أَ َحبََلهَا ‪.‬‬‫َكثِيٌ مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫‪432‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا وَ ِطئَ جَا ِريَةً ِمنْ الْ َمغَْنمِ َفحَمَلَتْ فَِإّنهَا ُت َقوّ ُم عََليْهِ فِي الْحَا ِل َوَتصِ ُي مُ ْ‬
‫سَتوْلَ َدةً لَ ُه ‪ ,‬هَذَا ُهوَ‬
‫ك بِدُونِ‬ ‫سَتوْلَ َدةً ِبنَاءً عَلَى َأنّ اْل َغنِي َمةَ لَا تُ ْملَ ُ‬‫الْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ وَقَالَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ لَا َتصِ ُي مُ ْ‬
‫ب عََليْهِ مِ ْن نَصِيبِهِ‬ ‫س َ‬‫س َمُتهَا َفَت َعيّنَ أَ ْن يُحْ َ‬
‫ح ّر وَلَا ُيؤَخّرُ قِ ْ‬
‫الْقِسْ َمةِ َلكِ ْن يُ ْمنَ ُع مِ ْن َبْي ِعهَا ِل َك ْوِنهَا حَامِلًا بِ ُ‬
‫كَذَلِكَ ‪.‬‬
‫‪433‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا قَا َل ِلزَ ْوجَتِهِ إنْ كُنْت حَامِلًا َفَأنْتِ طَاِلقٌ فَاْل َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةٍ َأنّ ُه َينْظُرُ إَلْيهَا‬
‫شهَا َد ِة النّسَاءِ‬ ‫ق بِ َ‬‫سّتةِ َأ ْشهُرٍ َحِنثَ َفَأوْقَعَ الطّلَا َ‬
‫س َعةِ َأشْهُرٍ َأوْ لِ ِ‬ ‫ت بِهِ ِلتِ ْ‬ ‫النّسَاءُ فَِإنْ َخ ِفيَ عََلْيهِنّ فَِإنْ جَاءَ ْ‬
‫صحّحَ الْقَاضِي فِي َموْضِ ٍع مِنْ الْجَامِعِ هَ ِذهِ ال ّروَاَيةَ‬ ‫بِالْحَمْلِ َأوْ ِبوِلَا َدِتهَا ِلغَاِلبِ مُ ّد ِة الْحَ ْم ِل عِنْدَ َخفَائِهِ وَ َ‬
‫وَقَالَ أَ ْكثَ ُر الْأَصْحَابِ إ ْن وَلَدَتْ ِلأَ ْكثَ َر مِ ْن ِنهَايَ ِة مُ ّد ِة الْحَمْلِ َل ْم تَطْلُ ْق َوِإ ْن وَلَدَتْ لِدُونِ أَ ْكثَ ِر مُ ّد ِة الْحَ ْملِ‬
‫ت َوإِ ْن َوطَِئهَا َبعْ َد الْيَ ِميِ فَِإنْ وَلَدَتْ ِلدُونِ ِسّتةِ َأشْهُ ٍر مِنْ َأوّلِ اْلوَطْءِ‬ ‫ي طَُل َق ْ‬ ‫فَِإنْ كَانَ لَ ْم يَ َط ْأهَا َبعْ َد اْليَمِ ِ‬
‫جرّدِ وَ ْجهًا وَاحِدًا‬ ‫ت َوِإنْ وَلَدَتْ ِلأَ ْكثَ َر ِمنْهُ َفوَ ْجهَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا لَا تَطْلُ ُق َو َجعَلَهُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫طَُلقَ ْ‬
‫ق بِ ِه مِ ْن اْلوَطْءِ الْ ُمتَجَدّدِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬تَطُْلقُ ِلأَنّ الْأَصْلَ عَ َدمُ ُه وَفِيهِ وَجْهٌ آ َخرُ لَا تَطْلُقُ َحتّى‬ ‫لِا ْحتِمَالِ الْعُلُو ِ‬
‫ك وَالطّلَاقُ لَا َيقَ ُع مَعَ الشّكّ‬
‫ي بِدُونِ ذَلِ َ‬
‫َتضَعَهُ لِدُونِ سِّتةِ َأ ْشهُ ٍر ِبكُلّ حَالٍ ِلأَنّهُ لَا َيَت َعيّنُ ُوجُو ُدهُ عِنْ َد اْليَمِ ِ‬
‫وَالِا ْحتِمَالِ ‪.‬‬
‫‪434‬‬
‫َومِْنهَا ‪ :‬إذَا كَانَ ِلرَ ُجلٍ َزوْ َج ٌة َلهَا َولَ ٌد ِمنْ غَ ْي ِرهِ فَمَاتَ َولَا َأبَ َلهُ َو َقدْ كَانَ َتقَدّمَ ِمنْ الزّوْجِ وَطْءُ َه ِذهِ‬
‫ال ّزوْ َجةِ فَِإنّهُ يُ ْمنَ ُع مِ ْن َوطِْئهَا َبعْدَ َموْتِ وَلَ ِدهَا َحتّى َيتََبيّ َن هَ ْل هِيَ حَامِ ٌل مِ ْن َو ْطئِهِ الْ ُمتَقَ ّدمِ َأمْ لَا ِلأَجْلِ‬
‫حرّ فَِإنّهُ‬ ‫حتَهُ ُح ّرةٌ َق ْد وَ ِطَئهَا وَلَهُ َأخٌ ُحرّ َفيَمُوتُ أَخُوهُ الْ ُ‬ ‫ث الْحَ ْم ِل مِنْ أَخِيهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ إذَا كَانَ َعبْ ٌد تَ ْ‬ ‫مِيَا ِ‬
‫ت ِبوَلَدٍ‬‫ث الْحَمْ ِل مِ ْن عَمّ ِه ثُ ّم إنْ جَاءَ ْ‬ ‫يُ ْمنَ ُع مِ ْن وَطْءِ َزوْ َجتِهِ َحتّى َيتََبيّ َن هَ ْل هِيَ حَامِلٌ َأمْ لَا ِلأَجْ ِل مِيَا ِ‬
‫ت بِهِ ِلأَ ْكثَ َر مِ ْن ِسّتةِ َأ ْشهُ ٍر وَِلأَقَ ّل مِنْ أَ ْكثَ ِر مُ ّدةِ‬
‫ث بِلَا إ ْشكَا ٍل َوإِنْ جَاءَ ْ‬ ‫ي الْ َموْتِ فَِإنّ ُه يَرِ ُ‬
‫سّتةِ َأ ْشهُ ٍر مِنْ حِ ِ‬ ‫لِ ِ‬
‫ث الْحَ ْملُ ِلأَنّ الظّاهِرَ َأنّهَا كَاَنتْ حَامِلًا قَالَ‬ ‫ت وَرِ َ‬ ‫ي الْ َموْ ِ‬ ‫الْحَمْلِ فَِإنْ كَفّ ال ّزوْجُ عَنْ اْلوَطْ ِء مِنْ حِ ِ‬
‫ت ِبوَلَدٍ لِدُونِ‬ ‫ت ‪ :‬إّنهَا إنْ جَاءَ ْ‬ ‫ج امْ َرَأةً َلهَا ابْ ٌن مِ ْن غَيْ ِرهِ َفيَمُو ُ‬
‫أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ فِي رَجُ ٍل تَ َزوّ َ‬
‫ت بِاْلوَلَدِ َبعْ َد ِسّتةِ َأ ْشهُرٍ لَ ْم ُنوَ ّرثْهُ إلّا ِبَبيَّنةٍ ‪َ ,‬وَيكُفّ عَنْ‬
‫ت ِمْنهَا وَ ّرْثنَا ُه َوِإنْ جَاءَ ْ‬‫ِسّتةِ َأ ْشهُ ٍر مِ ْن َي ْومِ مَا َ‬
‫ت ِبوَلَدٍ ِلأَكْثَ َر مِ ْن ِسّتةِ َأ ْشهُرٍ فَلَا َأدْرِي ُهوَ َأخُوهُ َأمْ لَا َوظَاهِرُ‬ ‫ت وَلَ ُدهَا فَِإنْ َل ْم يَكُفّ َفجَاءَ ْ‬ ‫امْ َرأَتِهِ إذَا مَا َ‬
‫ت بِاْلوَلَ ِد َبعْدَ اْلوَطْءِ لِدُو ِن ِسّتةِ َأ ْشهُرٍ‬ ‫ث اْلوَلَ ُد َوإِنْ لَ ْم َيكُفّ فَِإنْ جَاءَ ْ‬ ‫ف عَ ْن اْلوَطْ ِء وَرِ َ‬ ‫هَذَا َأنّ ُه إنْ كَ ّ‬
‫سّتةِ َأ ْشهُرٍ َفصَاعِدًا فَظَا ِهرُ كَلَامِ أَحْمَدَ الّذِي ذَ َك ْرنَاهُ َأنّهُ لَا‬ ‫وَرِثَ َأيْضًا وَكَانَ َكمَنْ لَ ْم يَ َط ْأ َوإِنْ جَاءَتْ بِهِ لِ ِ‬
‫ث َوبِهِ جَ َزمَ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ إلّا أَ ْن ُيقِ ّر اْلوَ َرَثةُ َأّنهَا كَانَتْ حَامِلًا َيوْ َم َموْتِ وَلَ ِدهَا وَقَالَ فِي الْجَامِعِ‬ ‫يَرِ ُ‬
‫ق عَلَى الْحَمْ ِل اّلتِي َتقَ ّد َمتْ ‪.‬‬ ‫سأَلَ ِة َتعْلِيقِ الطّلَا ِ‬
‫حتَ ِملُ وَ ْج َهيْنِ خَرّ َج ُهمَا مِ ْن مَ ْ‬
‫الْ َكبِيِ يَ ْ‬
‫‪435‬‬
‫سبٍ‬ ‫ك َو ِعتْ ٍق وَ ُحكْ ٍم بِِإسْلَا ٍم وَا ْستِ ْلحَاقِ نَ َ‬ ‫ك َوتَمَلّ ٍ‬‫الّن ْوعُ الثّانِي اْلأَ ْحكَا ُم الثّابِتَةُ لِلْحَ ْملِ فِي َن ْفسِهِ مِ ْن مِلْ ٍ‬
‫ض هَ ِذهِ‬
‫حمْلِ لَهُ ُحكْمٌ َأمْ لَا َوَبعْ ُ‬
‫ع ُهوَ ُمرَا ُد مَ ْن َيأَ ّن الْخِلَافَ فِي الْ َ‬
‫َونَ ْفيِ ِه وَضَمَا ٍن َونَ َف َقةٍ ‪َ ,‬وهَذَا الّنوْ ُ‬
‫ح ْملِ‬
‫جبُ َنفَ َقةُ الْ َ‬
‫ب الّن َفقَةِ لَهُ َفيَ ِ‬
‫ف وَْلنَذْ ُكرْ جُ ْمَل ًة مِ ْن هَ ِذهِ اْلأَ ْحكَامِ َف ِمْنهَا وُجُو ُ‬
‫الْأَ ْحكَا ِم ثَابَِت ٌة ِبغَيْرِ خِلَا ٍ‬
‫حمْلِ لَا ِلُأمّهِ عَلَى أَصَحّ ال ّروَاَيتَيْ ِن‬ ‫عَلَى اْلأَبِ َوإِنْ كَانَتْ َأ َمةً لَا نَ َف َقةَ َلهَا كَاْلبَائِ ِن بِالِاّتفَاقِ ‪َ ,‬وهَ ِذ ِه الّن َف َقةُ ِللْ َ‬
‫ب مَ َع نُشُو ِز الُْأ ّم وَ َكوِْنهَا‬ ‫ج ُ‬ ‫خرَِقيّ َوَأبِي َبكْرٍ ‪ ,‬وَِلهَذَا يَدُو ُر َمعَ ُه وُجُودًا َوعَ َدمًا َف َعلَى هَ ِذ ِه يَ ِ‬ ‫َوهِيَ ا ْختِيَارُ الْ ِ‬
‫ب عََليْ ِه َن َفقَ ُة اْلأَقَارِبِ مَعَ َفقْ ِد الْأَبِ‬
‫ج ُ‬ ‫جبُ عَلَى سَائِ ِر مَ ْن تَ ِ‬ ‫حَامِلًا مِنْ وَطْ ٍء ُشبْ َهةً َأ ْو نِكَاحٍ فَاسِ ٍد َويَ ِ‬
‫حمْلِ إذَا ُحكِمَ لَهُ‬ ‫ط ِبيَسَارِ الْ َ‬ ‫سقُ ُ‬ ‫بِالْ َموْتِ َأوْ الِْإعْسَارِ ذَ َك َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَصَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ ‪َ ,‬وتَ ْ‬
‫جبُ الِْإْنفَاقُ‬ ‫ك َويَ ِ‬ ‫بِمِلْكٍ ‪ ,‬ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي َأْيضًا فِي الْخِلَافِ َوظَاهِرُ كَلَامِهِ فِي ِكتَابِ ال ّروَايََتيْنِ يُخَالِفُ ذَلِ َ‬
‫ي َوَأبُو الْخَطّابِ وَ ْجهًا إذَا قُ ْلنَا ‪ :‬لَا‬ ‫فِي مُ ّد ِة الْحَ ْم ِل وَلَا َيقِفُ عَلَى اْلوَضْعِ َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ وَ َخرّجَ الْآمِدِ ّ‬
‫ف ُمصَا ِدمٌ ِل َقوْلِهِ َتعَالَى { َوِإنْ‬ ‫ضعِي ٌ‬ ‫جبُ لِ ْلحَمْ ِل َن َف َقةٌ َحتّى َيْن َفصِلَ َفَترْجِ ُع ِبهَا َو ُهوَ َ‬ ‫ُحكْمَ لِ ْلحَمْلِ أَنّهُ لَا يَ ِ‬
‫ضعْنَ حَ ْمَلهُنّ } َوأَمّا أُ ّم اْلوََلدِ إذَا مَاتَ عَ ْنهَا سَيّ ُدهَا َوهِيَ حَا ِملٌ‬
‫كُنّ أُولَاتِ حَمْلٍ َفأَْن ِفقُوا عََلْيهِنّ َحتّى َي َ‬
‫ب الّن َفقَةِ َلهَا ِلأَجْ ِل الْحَ ْملِ ِروَايََتيْنِ بَ ْل َنفَ َق ُة‬
‫ستْ مِنْ هَذَا اْل َقبِي ِل َوِإنْ كَانَ َأبُو الْخَطّابِ ذَ َكرَ فِي وُجُو ِ‬ ‫فََليْ َ‬
‫ك َمْبنِيّا عَلَى أَ ّن النّ َف َقةَ لِ ْلحَمْلِ‬‫هَ ِذهِ مِنْ ِجْنسِ َن َف َقةِ الْحَامِ ِل الْ ُمَتوَفّى عَْنهَا ‪ ,‬وَفِيهَا أَْيضًا ِروَايَتَانِ وََلْيسَ ذَلِ َ‬
‫ت وََلكِ ْن هَذَا مِ ْن بَابِ الّن َف َقةِ‬ ‫سقُطُ بِالْ َموْ ِ‬ ‫ب تَ ْ‬
‫َأوْ ِللْحَامِلِ َكمَا َزعَمَ ابْنُ الزاغون َو َغيْ ُرهُ َفِإنّ َن َف َقةَ اْلأَقَارِ ِ‬
‫ج مِ ْن مَالِهِ َكَنفَ َق ِة الْبَائِ ِن الْحَامِ ِل َنعَ ْم إنْ َيَتوَجّهْ َأنْ ُيقَا َل إنْ ُق ْلنَا الّن َف َقةُ ِللْحَامِلِ‬
‫حبُو َس ِة بِحَقّ ال ّز ْو ِ‬ ‫عَلَى الْ َم ْ‬
‫حبُوسَتَانِ لِحَقّ ال ّز ْوجِ فَإِذَا وَ َجَبتْ َل ُهمَا َنفَ َقةٌ‬ ‫وَ َجَبتْ َكَن َف َقةِ ُأ ّم اْلوَلَدِ وَالْ ُمَتوَفّى َعْنهَا مِ ْن التّرِ َكةِ ; ِلَأّنهُمَا مَ ْ‬
‫س مَا ذَ َك َرهُ ابْنُ الزاغون‬ ‫َف ِهيَ مِ ْن مَالِ ِه َوِإنْ ُق ْلنَا الّن َف َقةُ ِللْحَ ْملِ َف ِهيَ عَلَى اْلوَ َرَثةِ كَمَا َسبَقَ ‪َ ,‬وهَذَا عَ ْك ُ‬
‫ختَانَ‬ ‫َوغَيْ ُر ُه وَفِي َن َفقَ ِة أُ ّم اْلوََلدِ الْحَا ِملِ ثَلَاثُ ِروَايَاتٍ عَنْ أَحْمَدَ ‪ :‬أَحَ ُدهَا لَا َن َف َقةَ َلهَا َنقََلهَا َحرْ ٌ‬
‫ب وَابْ ُن بُ ْ‬
‫حيَى الْكَحّالُ ‪ ,‬وَالثّاِلَثةُ إنْ لَ ْم َتكُ ْن‬ ‫حمّ ُد بْ ُن يَ ْ‬
‫‪ .‬وَالثّانِي ‪ُ :‬يْنفَ ُق عََلْيهَا مِ ْن َنصِيبِ مَا فِي بَ ْطِنهَا َنقََلهَا مُ َ‬
‫ت مِ ْن َسيّ ِدهَا َقبْلَ ذَلِكَ َفَن َفقَُتهَا مِنْ َجمِي ِع الْمَالِ إذَا كَانَتْ حَا ِملًا َوإِنْ كَاَنتْ وَلَدَتْ َقبْلَ ذَلِكَ َف ِهيَ‬ ‫وَلَدَ ْ‬
‫شكَِلةٌ جِدّا َو َمعْنَاهَا عِنْدِي‬ ‫فِي عِدَا ِد اْلأَحْرَا ِر ُيْنفِ ُق عََلْيهَا مِ ْن َنصِيبِهَا َنقََلهَا َعنْهُ َج ْعفَ ُر بْ ُن مُحَمّدٍ َوهِ َي مُ ْ‬
‫َواَللّهُ أَعَْلمُ َأنّهَا إذَا كَاَنتْ حَامِلًا وَلَ ْم َتضَ ْع مِ ْن َسيّ ِدهَا َقبْلَ ذَلِكَ َفَن َفقَُتهَا مِنْ َجمِي ِع الْمَالِ لِمَا ذَكَ ْرنَا مِنْ‬
‫سهَا عَلَى َسيّ ِدهَا بِالْحَ ْملِ َفتَكُونُ الّن َفقَ ُة عََليْهِ َحْيثُ َل ْم َيثُْبتْ ا ْستِيلَا ُدهَا َبعْدُ ‪َ ,‬ويَجُوزُ َأنْ لَا َتصِيُ ُأمّ‬ ‫َحبْ ِ‬
‫ستَ َرقّ فَإِذَا َأْنفَقَ عََلْيهَا مِنْ جَمِي ِع الْمَالِ فَِإ ْن َبيّنَ عِْت َقهَا وَقَ ْد اسَْتوَْفتْ اْلوَا ِجبَ َلهَا َوِإنْ رُّقتْ‬ ‫وَلَ ٍد بِاْلكُّلّيةِ َوتُ ْ‬
‫ك مِنْ‬ ‫ت وَلَدَتْ َقبْلَ ذَلِ َ‬ ‫لَ ْم يَ ْذ َهبْ عَلَى اْلوَ َرَثةِ َشيْ ٌء مِنْ َحْيثُ ُأْنفِ َق عَلَى رَقِي ِقهِمْ مِنْ مَاِلهِمْ َوإِنْ كَانَ ْ‬
‫َسيّ ِدهَا َفقَ ْد َثَبتَ َلهَا ُحكْ ُم الِا ْستِيلَادِ فِي َحيَاةِ السّيّ ِد َو ُه َو َمعْنَى َقوْلِهِ ِهيَ فِي عِدَا ِد اْلأَحْرَارِ ‪ ,‬وَحِيَنئِ ٍذ ُيعْتَقُ‬
‫ب َن َف َقِتهَا عَلَى وَلَ ِدهَا َأوْلَى مِنْ إيَاِبهَا مِ ْن مَالِ سَيّ ِدهَا َويَزِي ُدهُ إيضَاحًا فِي‬ ‫سيّدِ ِبلَا َرْيبٍ فَإِيَا ُ‬ ‫لِ َموْتِ ال ّ‬
‫سأَلَ ِة الْآتَِيةِ‬
‫الْمَ ْ‬
‫‪436‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) وُجُوبُ َن َفقَ ِة الَْأقَا ِربِ عَلَى الْحَ ْملِ ِمنْ مَالِهِ وَقَدْ َنصّ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ الْكَحّالِ أَ ّن َن َف َقةَ ُأمّ‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ قَالَ ; ِلأَنّ‬ ‫اْلوَلَ ِد الْحَامِلِ مِ ْن نَصِيبِ مَا فِي بَ ْطِنهَا ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَا ْستَشْكَلَهُ ال ّ‬
‫حقّقِ الشّرْطِ ؟ َويُجَابُ‬ ‫ف َيَتصَرّفُ فِيهِ َقبْ َل تَ َ‬ ‫ف َنصِيبُهُ َفكَيْ َ‬ ‫الْحَمْ َل إنّمَا يَرِثُ بِشَرْطِ ُخرُوجِهِ َحيّا َويُوقَ ُ‬
‫ث مِنْ حِيِ َموْتِ َموْرُوثِ ِه َوإِنّمَا خُرُوجُهُ َحيّا يََتَبيّ ُن بِهِ ُوجُودُ‬ ‫شهَدُ ِلُثبُوتِ مِ ْلكِهِ بِالْإِرْ ِ‬
‫عَنْ ُه ِبأَ ّن هَذَا الّنصّ يَ ْ‬
‫ك ظَاهِرًا جَا َز التّصَرّفُ فِيهِ بِالّن َف َقةِ اْلوَا ِجَبةِ عََليْ ِه َوعَلَى مَنْ يَلْ َزمُ ُه َن َفقَتُهُ لَا ِسيّمَا‬ ‫ذَلِكَ فَِإذَا َحكَ ْمنَا لَهُ بِالْمِلْ ِ‬
‫ب عَلَى الظّ ّن هَلَاكُ ُه َوُيقَسّمُ مَالُهُ‬ ‫وَالّن َف َقةُ عَلَى ُأمّهِ َيعُو ُد َن ْف ُعهَا إَليْهِ كَمَا َيَتصَرّفُ فِي مَا ِل الْ َم ْفقُودِ إذَا غََل َ‬
‫ك مَالُهُ فِي َأيْدِي اْلوَ َرَثةِ‬ ‫َبيْنَ وَ َرَثتِهِ ‪َ ,‬وِإنْ جَازَ َأنْ َيكُونَ َحيّا بَ ْل ُهوَ الْأَصْلُ َحتّى َلوْ قَ ِدمَ َحيّا وَقَ ْد ُا ْستُهْلِ َ‬
‫ج عَلَى اْلبَائِ ِن يَ ُظّنهَا حَامِلًا ثُمّ‬ ‫شهَدُ لَهُ إذَا َأْنفَقَ ال ّزوْ ُ‬ ‫ضمَانِهِ ِروَاَيتَانِ ‪ ,‬وَكَذَا ُيقَالُ فِي مَا ِل الْحَ ْم ِل َويَ ْ‬ ‫َففِي َ‬
‫ب الُْأ ّم مِ ْن َنصِيبِ الْحَمْ ِل عَلَى َأنّ‬
‫حمَلُ إيَا ُ‬ ‫َتبَيّنَ َأّنهَا َل ْم َتكُنْ حَامِلًا َففِي الرّجُوعِ ِروَاَيتَانِ َأيْضًا ‪ ,‬وَقَ ْد يُ ْ‬
‫ضعَتْهُ َحيّا وَفِي ِه ُبعْدٌ‬
‫الُْأ ّم تَرْجِعُ بِهِ عَلَى َنصِيبِهِ إذَا وَ َ‬
‫‪437‬‬
‫ت َموْرُوِثهِ‬
‫ج ّردِ َموْ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) مََلكَ ُه بِالْمِيَاثِ َو ُه َو ُمنْفِ ٌق عََليْهِ فِي الْجُمَْلةِ َلكِنْ َهلْ يَثْبُتُ َلهُ الْمِ ْلكُ بِمُ َ‬
‫صلَ حَيّا ؟ فِيهِ ِخلَا ٌ‬
‫ف َبيْ َن الْأَصْحَابِ وَهَذَا‬ ‫خرُو ِجهِ حَيّا أَ ْو َلمْ يَثْبُتْ َلهُ الْمِلْكُ حَتّى يَ ْنفَ ِ‬
‫ك بِ ُ‬
‫وَتَبَّينَ َذلِ َ‬
‫ط انْ ِفصَالِهِ َحيّا فَلَا َيْثبُتُ َقبْلَهُ َأ ْو هِ َي ثَاِبَتةٌ لَهُ‬
‫ف مُ َطرّدٌ فِي سَائِرِ أَ ْحكَامِ ِه الثّاِبَتةِ لَ ُه هَ ْل ِه َي ُمعَّل َقةٌ بِشَ ْر ِ‬‫الْخِلَا ُ‬
‫ي وُجُودِ‬ ‫فِي حَالِ َك ْونِهِ حَامِلًا َلكِ ّن ُثبُوَتهَا مُرَاعًى بِاْنفِصَالِهِ َحيّا فَِإذَا اْن َفصَلَ َحيّا تََبّينّا ُثبُوَتهَا مِنْ حِ ِ‬
‫حقِيقُ َمعْنَى َقوْلِ مَنْ قَا َل هَ ْل الْحَ ْملُ لَهُ ُحكْمٌ َأمْ لَا ؟ َواَلّذِي َي ْقتَضِيهِ َنصّ أَحْمَدَ فِي‬ ‫َأسْبَاِبهَا ‪َ ,‬وهَذَا ُه َو تَ ْ‬
‫ح بِذَلِكَ ابْ ُن َعقِيلٍ َو َغيْ ُرهُ‬ ‫ي َموْتِ َأبِي ِه وَصَرّ َ‬ ‫ث مِنْ حِ ِ‬ ‫ك بِالْإِرْ ِ‬
‫ق عَلَى ُأمّ ِه مِ ْن َنصِيبِهِ َأنّهُ َيْثبُتُ لَ ُه الْمِلْ ُ‬
‫الْإِْنفَا ِ‬
‫صرَانِ ّي مَاتَ‬
‫مِ ْن الْأَصْحَابِ ‪َ ,‬ونُقِ َل عَنْ أَ ْحمَدَ مَا يَدُ ّل عَلَى ِخلَافِهِ َأْيضًا َف َروَى َعنْهُ َج ْعفَ ُر بْ ُن مُحَمّدٍ فِي نَ ْ‬
‫ت هَ ْل َترِثُ ؟ قَالَ ‪ :‬لَا ‪ ,‬وَقَا َل إنّمَا مَاتَ‬
‫صرَانِيّةٌ وَكَانَتْ حُبْلَى َفأَسْلَ َمتْ َبعْدَ َم ْوتِهِ ُثمّ َوَلدَ ْ‬
‫وَا ْم َرأَُتهُ نَ ْ‬
‫حيَى الْكَحّالُ ‪:‬‬ ‫حمّ ُد بْ ُن يَ ْ‬
‫حكْ ِم الِْإسْلَا ِم وَقَالَ مُ َ‬ ‫ث بِاْلوِلَا َد ِة وَ َحكَمَ لَ ُه بِ ُ‬
‫َأبُو ُه َوهُوَ لَا َيعْلَ ُم مَا ُهوَ َوِإنّمَا يَرِ ُ‬
‫ت يَرِثُ‬ ‫ت َنصْرَانِ ّي وَامْ َرأَتُهُ حَامِلٌ َفأَسَْل َمتْ َبعْ َد َم ْوتِهِ قَالَ ‪ :‬مَا فِي بَ ْطنِهَا مُسِْلمٌ قُ ْل ُ‬ ‫قُ ْلتُ ِلأَبِي عَبْدِ اللّهِ مَا َ‬
‫ح بِالْ َمنْ ِع مِنْ إ ْرثِ ِه مِنْ َأبِيهِ ُمعَلّلًا ِبأَنّ إ ْرثَهُ َيَتأَخّرُ إلَى مَا‬ ‫َأبَاهُ إذَا كَانَ كَاِفرًا َو ُه َو مُسْلِمٌ ؟ قَالَ لَا َي ِرثُهُ َفصَرّ َ‬
‫حكْمُ‬ ‫شكُوكٌ فِي وُجُو ِدهِ َوإِذَا َتأَخّ َر َتوْرِيثُهُ إلَى مَا َبعْدَ الْوِلَا َدةِ َفقَ ْد َسبَ َق الْ ُ‬ ‫ك مَ ْ‬ ‫َبعْدَ وِلَا َدتِهِ ; ِلَأنّهُ َقبْلَ ذَلِ َ‬
‫بِِإسْلَامِهِ َزمَ َن اْلوِلَا َدةِ إمّا بِِإسْلَامِ ُأمّهِ َكمَا َد ّل عََليْهِ َكلَامُ أَ ْحمَدَ ُهنَا َأوْ بِ َموْتِ َأبِيهِ عَلَى ظَاهِ ِر الْمَ ْذ َهبِ ‪,‬‬
‫ث َوهَذَا يَ ْرجِعُ إلَى أَ ّن التّوْرِيثَ َيَتأَخّ ُر عَ ْن َموْتِ‬ ‫ف الّتوْرِي ِ‬ ‫ف عَلَى الْعِ ْل ِم بِهِ ِبخِلَا ِ‬ ‫حكْمُ بِالِْإسْلَامِ لَا َيَتوَقّ ُ‬ ‫وَالْ ُ‬
‫شهَدُ لِذَلِكَ فِي إسْلَامِ اْلقَرِيبِ اْلكَافِرِ َقبْلَ‬ ‫ث َوأُصُولُ أَحْمَدَ تَ ْ‬ ‫الْ َموْرُوثِ إذَا اْن َعقَ َد َسبَبُهُ فِي َحيَاةِ الْ َموْرُو ِ‬
‫ح بِهِ ابْ ُن َعقِيلٍ َو َغيْ ُرهُ َو ُه َو ُمقَْتضَى ِروَاَيةِ الْكَحّالِ فِي الّن َفقَةِ َفيَرِثُ‬ ‫قِسْ َم ِة الْمِيَاثِ ‪َ ,‬وَأمّا عَلَى مَا صَرّ َ‬
‫حكَ ُم بِِإسْلَامِ ِه بِ َموْتِ أَ َحدِ َأبَ َويْهِ كَمَا َسبَ َق َتقْرِي ُرهُ فِي قَاعِ َد ِة ا ْقتِرَانِ‬ ‫الْحَمْ ُل بِ َموْتِ َأبِيهِ َو ِمنْ ُه َوإِنْ قُ ْلنَا يُ ْ‬
‫حكَ ُم بِِإسْلَامِ ِه بِ َموْتِ أَحَ ٍد عَلَى مَا ذَ َك ْرنَاهُ وَاضِحٌ لَا َخفَاءَ فِي ِه وَقَدْ أَلَمّ‬ ‫حكْ ِم َومَانِعِهِ ‪َ .‬وَأمّا إنْ قِيلَ ‪ :‬لَا يُ ْ‬ ‫الْ ُ‬
‫خرِيِهِ َثلَاَثةُ‬ ‫خرِيجِ كَلَامِ أَ ْحمَ َد وَلِ ْلقَاضِي فِي تَ ْ‬ ‫ب َوَأمّا اْلقَاضِي وَاْلأَ ْكثَرُونَ فَاضْطَ َربُوا فِي تَ ْ‬ ‫ض الْأَصْحَا ِ‬ ‫بِهِ َب ْع ُ‬
‫س َمةِ‬ ‫ب َمْنعَهُ مِ ْن الّتوْرِيثِ كَمَا َأ ّن إسْلَامَ اْلكَافِرِ َقبْلَ قِ ْ‬ ‫َأوْجُهٍ ‪ :‬اْلَأوّلُ ‪ :‬أَ ّن إسْلَامَهُ َقبْلَ قِسْ َم ِة الْمِيَاثِ َأوْ َج َ‬
‫جرّدِ وَابْنِ‬ ‫ث وَالْ َمنْعِ وَهَ ِذ ِه طَرِي َقةُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫ث الْمُسِْل ِم يُو ِجبُ َتوْرِيثَهُ ا ْعتِبَارًا بِاْلقِسْ َمةِ فِي الّتوْرِي ِ‬ ‫مِيَا ِ‬
‫سقِطُ َتوْرِيثَهُ‬ ‫َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ َوهِ َي ظَاهِ َر ُة اْلفَسَادِ ; ِلَأنّ إسْلَامَ َقرِيبِ اْلكَافِ ِر َبعْ َد َموْتِ ِه َوُثبُوتَ إ ْرثِهِ لَا يُ ْ‬
‫ت تَ ْرغِيبًا فِي الِْإسْلَامِ وَ َحثّا عََليْهِ َوهَذَا الْ َم ْقصُودُ‬ ‫ث الْمُسْلِمِ َقبْ َل اْلقِسْ َم ِة َثبَ َ‬ ‫ِمنْهُ ِب َغيْرِ ِخلَافٍ فَِإ ّن َتوْرِي َ‬
‫حكُو ِم بِِإسْلَامِ ِه بِ َموْتِ َأبِيهِ‬ ‫صوَ ِر َتوْرِيثِ ال ّطفْلِ الْ َم ْ‬ ‫َينْ َع ِكسُ َه ُهنَا ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أ ّن هَ ِذهِ الصّورَ َة مِنْ ُجمَْلةِ ُ‬
‫سأََلةِ َوهَ ِذ ِه طَرِي َقةُ اْلقَاضِي فِي ِكتَابِ‬
‫ِمنْهُ َوَنصّهُ هَذَا يَدُ ّل عَلَى عَ َد ِم الّتوْرِيثِ َفَيكُونُ ِروَاَيةً ثَاِنَيةً فِي الْمَ ْ‬
‫ح بِالتّعْلِي ِل ِب َغيْرِ ذَلِكَ وَلَِأنّ َتوْرِيثَ ال ّط ْفلِ ِمنْ َأبِيهِ اْلكَا ِفرِ َوِإنْ‬
‫ضعِي َفةٌ ; ِلأَنّ أَحْمَدَ صَرّ َ‬
‫ال ّروَاَيَتيْنِ َو ِهيَ َ‬
‫ختَلَفٍ فِيهِ َحتّى َنقَلَ ابْ ُن الْ ُمنْذِرِ َوغَيْ ُر ُه عََليْهِ الْإِجْمَاعَ فَلَا َيصِحّ َحمْلُ كَلَا ِم‬ ‫ُحكِ َم بِِإسْلَامِ ِه بِ َم ْوتِهِ َغيْ ُر ُم ْ‬
‫شيَْئيْ ِن بِ َموْتِ َأبِي ِه َوِإسْلَامِ‬ ‫حكْ َم بِِإسْلَا ِم هَذَا ال ّطفْلِ ُجعِ َل بِ َ‬ ‫ع ‪ .‬الثّالِثُ ‪َ :‬أنّ الْ ُ‬ ‫ف الْإِجْمَا َ‬ ‫أَحْمَدَ عَلَى مَا يُخَالِ ُ‬
‫ف اْلوَلَ ِد الْ ُمْن َفصِلِ إذَا مَاتَ‬ ‫ك [ ُمنِعَ ] الْمِيَاثَ بِخِلَا ِ‬ ‫ُأمّهِ ‪َ .‬وهَذَا الثّانِي مَانِعٌ َقوِيّ ; ِلأَنّ ُه ُمّتفَقٌ عََليْهِ َفلِذَلِ َ‬
‫ضعِيفٌ لِلِا ْخِتلَافِ فِي ِه َوهَذِ ِه طَرِي َقةُ الْقَاضِي‬ ‫حكَ ُم بِِإسْلَامِ ِه وَلَا يُ ْمنَعُ إ ْرثَهُ ; ِلَأنّ الْمَانِعَ فِيهِ َ‬‫أَحَدُ َأَب َويْهِ فَِإنّ ُه يُ ْ‬
‫سبْ ِق الْمَانِعِ ِلَتوْرِيثِهِ لَا ِب ُقوّةِ‬
‫ضعِي َفةٌ أَْيضًا َومُخَاِل َفةٌ ِلتَعْلِيلِ أَ ْحمَدَ فَِإنّ أَحْمَدَ إنّمَا عَلّ َل بِ َ‬ ‫فِي خِلَافِهِ َو ِهيَ َ‬
‫ض ْعفِهِ‬
‫ض ْعفِهِ َوِإنّمَا وَرّثَ أَ ْحمَدُ مَنْ ُحكِ َم بِِإسْلَامِهِ بِ َموْتِ أَ َحدِ َأَبوَيْهِ لِ ُمقَا َرَن ِة الْمَانِعِ لَا ِل َ‬ ‫الْمَانِ ِع وَ َ‬
‫‪438‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) ثُبُوتُ الْمِ ْلكِ َلهُ بِالْوَصِّيةِ وَفِي ِه الْخِلَافُ السّابِ ُق بِالّتوْرِيثِ وَا ْختَارَ الْقَاضِي أَنّ اْلوَ ِ‬
‫صّيةَ لَ ُه َتعْلِيقٌ‬
‫ف اْلهَِبةِ وَابْ ُن َعقِيلٍ تَا َر ًة وَافَ َق َشيْخَ ُه َوتَا َرةً خَاَلفَهُ ‪َ ,‬و ُحكِمَ‬‫صّيةُ قَابَِلةٌ لِلّتعْلِي ِق بِخِلَا ِ‬
‫عَلَى خُرُوجِهِ َحيّا وَاْلوَ ِ‬
‫ح بِهِ َأبُو الْ َمعَالِي الّتنُو ِخيّ َوِبأَنّ ُه َيْنعَقِدُ‬
‫ي َموْتِ الْمُوصِي وََقبُو ِل الْوَِليّ لَهُ ‪ ,‬وَصَرّ َ‬ ‫ك مِنْ ِح ِ‬ ‫ت الْمِلْ ِ‬‫ِبثُبُو ِ‬
‫ث وَ َحكَى َو ْجهًا‬ ‫حكْمِ بِالْمِلْكِ إذَا كَانَ مَالًا زَ َكوِيّا وَكَذَلِكَ فِي الْمَمْلُو ِك بِالْإِرْ ِ‬ ‫حوْ ُل عََليْ ِه مِنْ حِيِ الْ ُ‬ ‫الْ َ‬
‫ب وَلَا يُعْ َرفُ‬ ‫جرِي فِي َحوْلِ الزّكَاةِ َحتّى تُوضَعَ لِلتّرَدّدِ فِي َكوْنِهِ َحيّا مَاِلكًا َف ُهوَ كَاْل ُمكَاَت ِ‬ ‫آخَرَ أَنّهُ لَا يَ ْ‬
‫هَذَا الّتفْرِيعُ فِي الْ َم ْذهَبِ ‪.‬‬
‫‪439‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) اْلإِ ْقرَارُ الْمُ ْط َلقُ لِ ْلحَ ْملِ َهلْ يَصِحّ أَ ْم لَا عَلَى وَ ْج َهيْنِ وَقَالَ التّمِي ِميّ لَا َيصِ ّح وَقَالَ َأبُو حَا ِمدٍ‬
‫صيّةِ ‪َ ,‬فَلوْ صَ ّح‬ ‫ث وَاْلوَ ِ‬
‫وَالْقَاضِي َيصِحّ وَا ْختَلَفَ فِي َمأْخَ ِذ اْلبُطْلَانِ َفقِيلَ ; ِلأَ ّن الْحَ ْملَ لَا يَمْلِكُ إلّا بِالْإِرْ ِ‬
‫ك َو ُمبَيّنٌ لَهُ لَا مُو ِجبٌ لَ ُه وَقِيلَ ; ِلأَ ّن ظَاهِرَ‬ ‫ك ِب َغيْ ِرهِمَا َو ُهوَ فَاسِدٌ فَِإنّ الْإِقْرَارَ كَاشِفٌ لِلْ ِملْ ِ‬ ‫الْإِقْرَارُ لَ ُه تَمَلّ َ‬
‫صحّ لَ ُه الْمِلْكُ‬ ‫ضعِيفٌ ; ِلَأنّهُ إذَا َ‬ ‫ستَحِيَل ٌة مَ َع الْحَمْلِ وَ ُهوَ َ‬‫ح ِوهَا َوهِ َي مُ ْ‬ ‫ق َيْنصَرِفُ إلَى الْ ُمعَامََل ِة َونَ ْ‬ ‫الْإِطْلَا ِ‬
‫ق عََليْهِ ‪ ,‬وَقِيلَ ; ِلأَنّ الْإِقْرَارَ ِللْحَ ْم ِل َتعْلِيقٌ لَهُ عَلَى شَ ْرطٍ فِي اْلوِلَا َدةِ ; ِلَأنّهُ لَا‬ ‫َتوَجّهَ حَ ْم ُل الْإِقْرَا ِر مَ َع الْإِطْلَا ِ‬
‫سأََلةُ‬
‫ك بِدُونِ خُرُوجِهِ َحيّا وَالْإِقْرَارُ لَا َيقْبَ ُل الّتعْلِيقَ وَهَ ِذ ِه طَرِي َقةُ ابْ ِن َعقِيلٍ َوهِيَ أَ ْظهَرُ َوتَرْجِ ُع الْمَ ْ‬ ‫يَمْلِ ُ‬
‫ت الْمِلْكِ لَ ُه وَاْنتِفَائِهِ كَمَا َسبَقَ ‪.‬‬ ‫حِيَنئِذٍ إلَى ُثبُو ِ‬
‫‪440‬‬
‫ستَحِقّ َحتّى يُوضَعَ ‪,‬‬ ‫ق الْحَ ْملِ ِمنْ اْلوَقْفِ وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ كَمَا سَبَقَ َأنّهُ لَا يَ ْ‬ ‫حقَا ُ‬‫( َو ِمنْهَا ) اسْتِ ْ‬
‫صحّحَ‬
‫ق اْلوَقْفِ فِي حَالِ َك ْونِهِ حَ ْملًا َحتّى َ‬ ‫حقَا ُ‬‫َوهُوَ َقوْلُ اْلقَاضِي وَاْلأَ ْكثَرِي َن وَقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ َيْثبُتُ لَ ُه اسْتِ ْ‬
‫جزٌ لَا ُمعَلّقٌ‬
‫حمْ ِل ِعنْ َدهُ تَ ْملِيكٌ ُمنْ َ‬
‫اْلوَقْفَ عَلَى الْحَ ْملِ اْبتِدَاءً وَِقيَاسُ َقوْلِهِ فِي اْلهَِبةِ كَذَلِكَ إ ْذ تَ ْملِيكُ الْ َ‬
‫ح َة اْلهَِبةِ لَهُ ; ِلَأنّ تَ ْملِيكَ ُه ُمعَلّ ٌق عَلَى ُخرُوجِهِ َحيّا وَاْلهَِبةُ لَا َت ْقبَلُ الّتعْلِي َق َوأَ ْفتَى‬‫صّ‬ ‫َوإِنّمَا َمنَعَ اْلقَاضِي ِ‬
‫ف َوغَيْ ِرهِ‬ ‫ص بَيْ َن اْلوَقْ ِ‬ ‫حقَاقِ الْحَمْ ِل مِ ْن اْلوَقْفِ َأيْضًا َويُ ْمكِ ُن التّفْرِي ُق عَلَى الْ َمْنصُو ِ‬ ‫الشّيْ ُخ َت ِقيّ الدّينِ بِا ْستِ ْ‬
‫ح ّق ٌة عَلَى الّت ْأبِيدِ‬ ‫ستَ َ‬ ‫ف إنّمَا الْ َمقْصُو ُد َمنَاِفعُ ُه َوثَمَرَاتُهُ وََفوَائِ ُدهُ ‪َ ,‬و ِهيَ مُ ْ‬ ‫صّي ِة وَاْل ِهَبةِ َفِإنّ اْلوَقْ َ‬
‫ث وَالْوَ ِ‬‫مِ ْن الْإِرْ ِ‬
‫ستَحِ ّق ِمنْهُ َشْيئًا مَ َع وُجُو ِد الْ ُمْنَت ِفعِيَ بِهِ َحتّى يُولَدَ‬ ‫س مِنْ َأهْلِ الِاْنِتفَاعِ َفلَا يَ ْ‬‫ِل َقوْ ٍم َبعْدَ َق ْومٍ وَالْحَمْلُ َلْي َ‬
‫ص بِهِ وَاحِ ٌد ُم َعيّنٌ لَا يُشَارِكُهُ فِي ِه غَيْ ُرهُ ‪ ,‬فَِإ ّن هَذَا‬ ‫خَت ّ‬ ‫ك الّذِي يَ ْ‬ ‫ف الْمِلْ ِ‬ ‫ع َم َعهُ ْم بِخِلَا ِ‬ ‫حتَاجَ إلَى الِاْنِتفَا ِ‬‫َويَ ْ‬
‫ف عَلَى الْحَمْ ِل الْ ُم َعيّنِ دُونَ‬ ‫ح ُة اْلوَقْ ِ‬ ‫َثبَتَ لِ ْلحَمْ ِل وَلَا يَجُو ُز اْنتِزَاعُهُ ِمنْ ُه مَ َع وُجُو ِدهِ ‪َ ,‬ويَلْ َز ُم مِنْ ذَلِكَ صِ ّ‬
‫حقَاقِ ِه مَعَ َأهْ ِل اْلوَقْفِ ‪.‬‬ ‫اسْتِ ْ‬
‫‪441‬‬
‫ت مُوَ ّرُثهُ َب ْعدَ الْمُطَالََبةِ ‪ ,‬قَا َل اْلأَصْحَابُ لَا ُيؤْخَذُ لَ ُه ثُ ّم ِمْنهُمْ‬ ‫شفْ َعةِ إذَا مَا َ‬ ‫ح ْملِ بِال ّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اْلأَ ْخذُ لِلْ َ‬
‫ش ْف َعةِ ِبنَاءً‬
‫ج وَجْهٌ آ َخ ُر بِاْلأَخْذِ لَ ُه بِال ّ‬
‫مَ ْن عَلّلَ ِبَأنّهُ لَا يَخْ ِطَبنِي وُجُو ُدهُ َو ِمْنهُ ْم مَ ْن عَلّ َل بِاْنِتفَاءِ مِ ْلكِ ِه َوَيتَخَرّ ُ‬
‫عَلَى َأنّ لَهُ ُحكْمًا َومِ ْلكًا‬
‫‪442‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) ال ّلعَانُ عَلَى الْحَ ْملِ ‪ ,‬وَفِيهِ ِروَايَتَانِ ذَكَ َرهُمَا اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَفِي ِكتَابِ ال ّروَاَيَتيْنِ إ ْحدَاهُمَا‬
‫حقّقٍ ‪َ ,‬نقََلهَا َأبُو طَاِلبٍ وَ َحْنبَ ٌل وَالْ َميْمُونِيّ عَنْ أَ ْحمَدَ َوعَلّ َل‬ ‫لَا َيصِ ّح نَ ْفيُ ُه وَلَا الِالِْتعَانُ عََليْهِ ; ِلَأنّهُ غَيْ ُر ُم َ‬
‫صحَابِ ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪ :‬تَلَاعُ ٌن بِاْلحَمْ ِل َنقََلهَا ابْ ُن َمنْصُورٍ عَنْ‬ ‫بِا ْحتِمَالِ َك ْونِهِ ِرْبحًا َوهَذَا ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ ِعنْ َد الْأَ ْ‬
‫خلّالُ ُهوَ َقوْلٌ َأوّ ٌل وَذَكَرَ النّجّادُ َأنّ ُه ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ وَا ْختَا َرهُ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي ‪َ ,‬وعَلَى هَذَا‬ ‫أَحْمَدَ قَالَ الْ َ‬
‫ع ُثبُوتًا مِ ْن َن ْفيِهِ وَالْ َمنْصُوصُ‬‫سبِ َأسْ َر ُ‬ ‫ق الْحَ ْم ِل وَالْإِقْرَا ِر بِهِ ; ِلأَنّ ُلحُوقَ النّ َ‬ ‫ح ُة ا ْستِلْحَا ِ‬
‫ف َيخْ ُرجُ صِ ّ‬ ‫الْخِلَا ِ‬
‫عَنْ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن اْلقَاسِمِ َأنّهُ لَا يَ ْل َز ُم الْإِقْرَا ُر بِهِ َو ُه َو ُمنْزَ ٌل عَلَى َقوْلِهِ ‪ :‬إنّهُ لَا َيْنتَفِي بِالّلعَانِ عََليْهِ ‪.‬‬
‫‪443‬‬
‫ح ِة وَقَدْ أَْنكَرَ‬
‫سّنةِ الصّحِي َ‬ ‫ضرْبِ َوهُ َو ثَاِبتٌ بِال ّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) ُوجُوبُ اْل ُغ ّرةِ ِبقَتْ ِلهِ إذَا َأْلقَ ْتهُ ُأ ّمهُ مَيّتًا ِمنْ ال ّ‬
‫ص ِة‬‫صفَاِتهِ ْم الْخَا ّ‬
‫ك ُمعَلّلًا ِبَأنّهُ لَ ْم يُشَا ِر ْك اْلأَ ْحيَاءَ فِي ِ‬ ‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ عَلَى مَ ْن ا ْعتَ َرضَ عَلَى ذَلِ َ‬ ‫الّنِبيّ َ‬
‫ث َتكَلّمَ‬ ‫سبَهُ إلَى َأنّهُ مِنْ إ ْخوَا ِن الْ ُكهّانِ َحيْ ُ‬ ‫ك َيقَْتضِي إهْدَا َرهُ ‪َ ,‬ونَ َ‬ ‫ب وَالِاسِْتهْلَالِ َوَأنّ ذَلِ َ‬ ‫مِ ْن الْأَكْ ِل وَالشّرْ ِ‬
‫حقِي َق َويَ ْرَتضِي ِلَنفْسِهِ مُشَارَ َك َة هَذَا‬ ‫ب مِمّ ْن يَ ّدعِي التّ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫جبُ كُ ّل اْلعَ َ‬ ‫سجّ ٍع بَاطِلٍ فِي َنفْسِهِ ‪ ,‬وَالْعَ َ‬ ‫بِكَلَا ٍم مُ َ‬
‫ي إمّا أَ ْن َيكُونَ صَادَفَ ُه الضّرْبُ‬ ‫جنِ َ‬‫س َيقَْتضِي إهْدَا َرهُ وََلْيسَ كَمَا َظنّهُ َفِإنّ هَذَا الْ َ‬ ‫الْ ُمعْتَ ِرضِ ‪َ ,‬وَيقُو ُل اْلقِيَا ُ‬
‫حيَاةُ ; ِلَأنّهُ َلوْ مَاتَ َلمْ‬ ‫حيَاةِ فِي ِه وَلَا يَجُوزُ َأنْ َيكُونَ قَدْ فَارََقتْهُ الْ َ‬ ‫وَفِيهِ َحيَا ٌة َوَيكُونُ ذَلِكَ َقبْ َل وُجُو ِد الْ َ‬
‫ستَقِرّ فِي اْلبَطْ ِن وَحِينَئِذٍ فَاْلجَانِي إمّا َأنْ َيكُونَ َقتَلَهُ َأ ْو َمنَعَ اْن ِعقَادَ َحيَاتِهِ َفضَ ِمنَ ُه بِاْلغُ ّرةِ ِلَت ْفوِيتِ اْن ِعقَادِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َحيَاتِهِ كَمَا ضَ ِم َن الْ َمغْرُو ُر وَلَ َد ُه بِاْلغُ ّرةِ ِلَت ْفوِيتِ اْن ِعقَا ِدهِمْ أَرِقّا َء وَلَ ْم َيضْ َمنُوا كَمَالَ ال ّدَيةِ وَاْلقِي َمةِ َأْيضًا فَِإنّ‬
‫ب الضّ ْرَبةِ كَاْلقَاطِعِ بَِأّنهَا ِهيَ اّلتِي َقتََلتْ ُه وََلعَلّ ذَلِكَ الظّنّ َفوّتَ َم ْرَتبَةَ الّلوْثِ‬ ‫دَلَائِلَ َحيَاتِ ِه َو ُسقُوطِ ِه َميّتًا َعقِي َ‬
‫ك يُو ِجبُ‬ ‫ق وََفقْ ِد التّعَدّي ‪َ .‬وذَلِ َ‬ ‫الْمُو ِجبِ ِل ْلقَسَا َمةِ ‪َ ,‬وِإنْ مَاتَتْ ُأمّهُ َقبْلَهُ َف َم ْوُتهَا َسَببُ َقتْلِهِ بِالِا ْختِنَا ِ‬
‫ضمَاُنهُمَا َلكِنْ‬ ‫ت الضّمَانِ فِي الظّاهِرِ فََل ْو مَاَتتْ اْلُأمّ وَ َجنِيُنهَا وَ َجبَ َ‬ ‫ط الِانْ ِفصَالُ إلّا ِلُثبُو ِ‬ ‫شتَرَ ُ‬
‫الضّمَا َن وَلَا يُ ْ‬
‫ت وَ ِهيَ حَامِلٌ إذَا لَ ْم يُلْ َق الْ َ‬
‫جنِيُ فََلْيسَ‬ ‫اشْتَرَطَ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ الِاْن ِفصَالَ ‪ ,‬قَالَ فِي امْ َرَأةٍ قُتِ َل ْ‬
‫فِيهِ َشيْءٌ ‪ ,‬قَالَ اْلقَاضِي وَاْلأَصْحَابُ ‪َ :‬يكْفِي أَ ْن يَ ْظهَ َر ِمنْ ُه يَدٌ َأوْ رِجْلٌ َأ ْو َيكُونَ قَ ْد انْشَقّ َجوُْفهَا فَشُوهِدَ‬
‫ك وََقدْ قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ إذَا كَانَ‬
‫حصُ ُل بِذَلِ َ‬
‫ي َوإِنْ لَ ْم َيْن َفصِلْ ; ِلأَ ّن اْلعِلْ َم بِحَالِ ِه يَ ْ‬
‫جنِ ُ‬
‫الْ َ‬
‫ط الِاْن ِفصَالُ ‪.‬‬
‫شتَرَ ْ‬
‫ي وَلَ ْم يُ ْ‬ ‫ت الْجَنِيُ َفعَلَى اْلعَاقَِلةِ ِدَي ُة اْلأُ ّم وَ ِدَي ُة الْ َ‬
‫جنِ ِ‬ ‫الْجَنِيُ فِي بَ ْطنِ ُأ ّمهِ َفقُتِلَتْ الْأُ ّم َومَا َ‬
‫‪444‬‬
‫ص َرةُ عَلَى‬
‫ي مَيّتًا َف َهلْ تَضْمَُنهُ اْلعَا ِ‬
‫خرَجَ الْجَِن ُ‬ ‫صرَ جَ ْو ُفهَا فَ َ‬‫جوْ ِفهَا َحرَ َكةٌ ُثمّ عُ ِ‬‫وََلوْ مَاتَتْ امْ َرَأةٌ َوشُو ِهدَ ِل َ‬
‫جنَاَيةِ‬
‫ت بِ ِ‬
‫ا ْحتِمَاَليْنِ ذَ َك َرهُمَا الْقَاضِي َوَأبُو الْخَطّابِ فِي ِخلَاِفهِمَا أَحَ ُدهُمَا تَضْ َمنُهُ ; ِلَأنّ الظّاهِرَ َأنّ ُه مَا َ‬
‫خنِ ٌق بِ َموْتِ ُأمّهِ َفلَا َيبْقَى ِجنَاَيةٌ َبعْ َدهَا ‪.‬‬
‫الْ َعصْرِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا ُيضْمَنُ ; ِلَأنّهُ ُمنْ َ‬
‫‪445‬‬
‫‪ .‬وَ َه ْل يَخْتَصّ الضّمَا ُن بِجَِنيِ الْآ َدمِيّةِ أَمْ يََت َعدّى إلَى غَ ْي ِرهَا ِمنْ الْحََيوَانَاتِ ؟ َذهَبَ أَ ْكثَ ُر الْأَصْحَابِ إلَى‬
‫ص مِنْ ُأمّهِ‬‫جبُ ضَمَا ُن مَا َنقَ َ‬ ‫ف اْل ِقيَاسِ ‪ ,‬قَالُوا ‪َ :‬وِإنّمَا يَ ِ‬ ‫ي الْ َمّيتِ عَلَى خِلَا ِ‬ ‫جنِ ِ‬
‫ضمَانَ الْ َ‬‫الِا ْختِصَاصِ ; ِلَأنّ َ‬
‫ي اْلَبهَائِ ِم ِبعُشْرِ قِي َمةِ‬
‫جبُ ضَمَانُ َجنِ ِ‬ ‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ ‪ ,‬وَقَالَ َأبُو بَكْرٍ يَ ِ‬ ‫جنَاَيةِ ‪َ ,‬ونَ ّ‬ ‫بِالْ ِ‬
‫شهُورُ َأنّهُ ُيضْمَ ُن بِمَا َن َقصَ ُأمّهُ َأْيضًا ;‬ ‫ح َرمِ وَالْإِ ْحرَامِ ‪ ,‬وَالْمَ ْ‬
‫صيْدِ فِي الْ َ‬
‫ي ال ّ‬
‫ي الَْأ َمةِ وَِقيَاسُهُ َجنِ ُ‬
‫جنِ ِ‬
‫ُأمّهِ َك َ‬
‫ِلأَ ّن َغيْ َر الْآ َدمِيّ لَا ُيضْمَ ُن بِ ُمقَدّرٍ َوإِنّمَا ُيضْمَ ُن بِمَا َن َقصَ ‪.‬‬
‫‪446‬‬
‫وََلوْ َأْلقَتْ الَْبهِي َمةُ بِالْجِنَاَيةِ جَنِينًا حَيّا ُثمّ مَاتَ فَا ْحتِمَالَانِ ذَكَ َرهُمَا اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ال ّرهْنِ أَحَ ُدهُمَا‬
‫صتْ اْلأُمّ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ذَكَرَ‬
‫ُيضْمَنُ قِي َم ُة اْلوَلَدِ َحيّا لَا غَيْرُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬عََليْهِ أَ ْكثَ ُر الَْأمْ َريْ ِن مِنْ قِي َمتِهِ َأوْ مَا َن َق َ‬
‫ب َمعَهُ ضَمَا ُن َنقْصِهَا أَوْ‬
‫ط َأوْ يَجِ ُ‬
‫ت الْجَنِيَ ‪َ ,‬هلْ يَجِبُ ضَمَاُنهُ َفقَ ْ‬
‫صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي فِي اْلأَ َمةِ إذَا أَ َسقَطَ ْ‬
‫شيْخُ مَجْدُ‬ ‫ضَمَانُ أَكَْث ِر الَْأ ْم َريْنِ ثَلَاثُ ا ْحتِمَالَا ٍ‬
‫ت وَالْمَ ْذهَبُ اْلَأوّلُ وََل ْم يَذْكُرْ اْلقَاضِي ِسوَا ُه وَ َخرّجَ ال ّ‬
‫صتْ ُأمّهُ لَا َغيْ ُر ِبنَاءً عَلَى َقوْلِ ِه إنّ الرّقِيقَ لَا ُيضْمَ ُن بِ ُمقَدّ ٍر بَ ْل بِمَا‬
‫الدّينِ أَنّ َجنِيَ الَْأ َمةِ ُيضْمَ ُن بِمَا نَ َق َ‬
‫َينْ ُقصُ بِكُلّ حَالٍ ‪.‬‬
‫‪447‬‬
‫خطّابِ ‪.‬‬‫وََلوْ قََتلَ صَ ْيدًا مَاخِضًا َففِي ِه ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ أَ َح ُدهَا ‪َ :‬يفْدِي ِه بِ ِمثْلِ ِه مِ ْن الّنعَمِ مَا ِخضٍ َو ُهوَ َقوْلُ َأبِي الْ َ‬
‫وَالثّانِي ‪َ :‬يفْدِي ِه ِبقِي َمتِ ِه ِمثْلَهُ ; ِلَأنّ اللّحْمَ الْمَا ِخضَ يَفْسُدُ َفقِي َم ُة الْ ِمثْلِ أَ ْزيَ ُد مِنْ قِي َمةِ َلحْمِ ِه َو ُهوَ َقوْلُ‬
‫ص َف َة عَْيبٌ فِي اللّحْمِ فَلَا ُيعَْتبَرُ فِي‬ ‫الْقَاضِي ‪ .‬وَالثّاِلثُ ‪ :‬يُجْزِيهِ َأنْ َيفْ ِديَ ُه بِ ِمثْلِ ِه َغيْ َر مَا ِخضٍ ; ِلَأنّ هَ ِذ ِه ال ّ‬
‫الْ ِمثْلِ كَسَائِ ِر الْ ُعيُوبِ ذَكَ َرهُ فِي الْ ُمغْنِي ا ْحتِمَالًا‬
‫‪448‬‬
‫ي بِاْلعَ ْمدِّيةِ أَ ْم لَا ؟ ‪ ,‬قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ فِي امْ َرَأةٍ َش ِربَتْ‬ ‫ف قَ ْت ُل الْجَنِ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َهلْ يُوصَ ُ‬
‫َدوَا ًء َفَأسْقَطَتْ ‪ :‬إنْ كَانَ ْ‬
‫ت َتعَمّدَتْ َفأَ َحبّ إلَيّ َأنْ ُي ْعتَقَ رََقَبةٌ ‪َ ,‬وإِ ْن َسقَطَ َحيّا ثُ ّم مَاتَ فَال ّدَي ُة عَلَى‬
‫عَاقَِلِتهَا ِلَأبِيهِ وَلَا َيكُونُ ِلُأمّهِ َشيْءٌ ; ِلَأّنهَا الْقَاتَِلةُ ‪ .‬قِيلَ لَهُ ‪ :‬فَِإ ْن شَ ِرَبتْ عَمْدًا ؟ قَالَ ‪ :‬هُ َو َشبِيهُ اْلعَمْ ِد‬
‫جعَلْ ُه عَمْدًا لِلشّكّ‬ ‫سقُطُ ‪ .‬ال ّدَيةُ عَلَى اْلعَاقَِلةِ وَالظّاهِرُ َأنّهُ لَمْ يَ ْ‬ ‫سقُطُ َأمْ لَا ‪ .‬عَسَى لَا يَ ْ‬ ‫شَ ِرَبتْ وَلَا تَدْرِي يَ ْ‬
‫حوِهِ‬ ‫ط َمعْلُومًا كَمَا َأنّ اْل َقتْلَ بِالسّمّ َونَ ْ‬ ‫ط بِال ّدوَاءِ ; ِلَأنّهُ َق ْد يَكُونُ الِْإ ْسقَا ُ‬
‫فِي ُوجُو ِدهِ لَا لِلشّكّ فِي الِْإسْقَا ِ‬
‫ح ِبأَنّهُ‬ ‫ب الْ َكفّا َرةِ ِب َقتْ ِل اْلعَمْ ِد وَلَا َيصِحّ ذَلِكَ فَِإنّهُ صَرّ َ‬‫َمعْلُومٌ َومِ ْن هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ أَخَ َذ اْلأَصْحَابُ ِروَاَيةَ وُجُو ِ‬
‫َلْيسَ ِبعَمْ ٍد َوِإنّمَا ُه َو ِشبْهُ عَمْدٍ ‪.‬‬
‫‪449‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) عِ ْتقُ الْجَِنيِ َهلْ يَ ْن ُفذُ ِم ْن حِيِنهِ َأوْ هُ َو َموْقُوفٌ عَلَى خُرُوجِ ِه حَيّا ؟ فِي الْمَ ْ‬
‫سأََلةِ ِروَايَتَانِ ‪:‬‬
‫ص عََلْيهَا فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن‬
‫ضعَهُ َحيّا َن ّ‬‫إحْدَاهُمَا ‪َ :‬ينْفُ ُذ مِنْ حِينِهِ َو ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ ‪ .‬وَالثّانَِيةُ ‪ :‬لَا ُيعْتَقُ َحتّى َت َ‬
‫خلَافُ إذَا‬ ‫ك الْ ِ‬
‫ب اْل ِعتْقُ إلّا بِاْلوِلَا َدةِ ‪َ ,‬و ُهوَ َعبْدٌ َحتّى ُيعْلَمَ َأنّهُ َحيّ َأ ْو َمّيتٌ وَكَذَلِ َ‬
‫ج ُ‬
‫َمنْصُورٍ قَالَ ‪ :‬لَا يَ ِ‬
‫ع الَْأوّلُ ‪َ :‬لوْ َزوّجَ‬
‫ع عَلَى هَذَا الْأَصْلِ ُفرُوعٌ ‪ :‬اْلفَ ْر ُ‬
‫ُأعْتِ َق َتَبعًا ِل ِعتْقِ ُأمّهِ َأوْ يَ ْمِلكُهُ مِمّ ْن ُيعْتَ ُق بِ َرحِ ٍم َوَيتَفَ ّر ُ‬
‫ج ّد سَيّ ِد الَْأ َمةِ فَِإنْ قُ ْلنَا َي ْعتِقُ الْ َ‬
‫حمْلُ َفقَ ْد َعتَ َق عَلَى جَ ّدهِ َنصّ عَلَى‬ ‫ت الْ َ‬
‫ابْنَهُ ِبأَمَِتهِ َف َولَ َدتْ َوَلدًا َب ْعدَ َموْ ِ‬
‫ذَلِكَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ وَصَاِلحٍ َوِإنْ ُق ْلنَا لَا َيعْتِقُ َحتّى يُوضَعَ َف ُهوَ تَرِ َكةٌ َموْرُوَث ٌة عَ ْن َسيّ ِدهِ َفيَرِ ُ‬
‫ث‬
‫صهِمْ َويَ ْعتِ ُق عََلْيهِ ْم بِالْمِلْكِ َنصّ عَلَى ذَلِكَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ الْ َمرّوذِيّ َوهَذَا ;‬ ‫صِ‬ ‫ِمنْهُ َأبُوهُ َوَأعْمَامُهُ بِقَ ْدرِ ِح َ‬
‫ي َوإِلّا َف ُه َو َموْجُودٌ َحقِي َقةً‬ ‫سَتقِلّ َ‬
‫ِلأَّننَا إنْ قُ ْلنَا َلْيسَ لِ ْلحَمْلِ ُحكْمٌ فَالْ َم ْعنَى َأنّهُ لَا َيثُْبتُ لَهُ ُحكْ ُم الَْأوْلَا ِد الْمُ ْ‬
‫َومُو َدعٌ فِي ُأمّهِ فَالْمِلْكُ فِيهِ قَائِ ٌم َوطَ َردَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ الْخِلَافَ فِي ُثبُوتِ ِم ْلكِهِ َأْيضًا َوذَكَرَا فِي‬
‫اْلوَصِّيةِ َأنّهُ َلوْ وَصّى ِبأَ َمةٍ ِل َزوْ ِجهَا َوهِيَ حَامِلٌ مِ ْنهُ َف َولَ َدتْ فَِإنْ قُ ْلنَا ‪ِ :‬للْحَ ْملِ ُحكْمٌ َف ُه َو مُوصًى بِ ِه َم َعهَا‬
‫صّيةِ ‪َ ,‬وِإنْ ُق ْلنَا ‪ :‬لَا ُحكْمَ لَهُ لَمْ يَدْخُلْ فِي اْلوَصِّي ِة وَكَانَ مِ ْلكًا لِ َم ْن وَلَ َدتْهُ فِي مِ ْلكِهِ ; ِلأَنّ ُه‬ ‫َيتَْب ُعهَا فِي اْلوَ ِ‬
‫صيْ َف ُهوَ لَهُ َأ ْو َبعْ َد َم ْوتِهِ وََقبْ َل اْل َقبُولِ َف ُهوَ لِمَنْ‬ ‫حِيَنئِذٍ َثَبتَ لَهُ ُحكْ ٌم بِ ُظهُو ِرهِ ‪ .‬فَِإ ْن وَلَ َدتْهُ فِي َحيَاةِ الْمُو َ‬
‫خلَافِ فِي ِه َوإِ ْن وَلَ َدتْ ُه َبعْدَ َقبُولِهِ َف ُهوَ لَ ُه َوَيعْتِ ُق عََليْهِ ‪َ ,‬وهَذَا‬
‫ك الْحَالِ عَلَى الْ ِ‬ ‫َحكَ ْمنَا لَ ُه بِالْمِلْكِ فِي تِلْ َ‬
‫ت الْجَ ّد َووُضِ َع َبعْ َد َم ْوتِهِ َأنّهُ إذَا كَانَ‬ ‫حمْ ِل وَلَا َي ْعتِقُ عَلَى َج ّدهِ َفمَا َ‬ ‫َيقَْتضِي َه ُهنَا َأنّا إذَا قُ ْلنَا لَا ُحكْمَ لِلْ َ‬
‫شتَ َر ٌك َبْينَهُمْ لَا ; ِلأَنّهُ‬
‫ضعُهُ َبعْ َد اْلقِسْ َمةِ َف ُه َو مِلْكٌ لِمَنْ َحصََلتْ الَْأ َمةُ لَهُ ‪َ ,‬وِإنْ كَانَ َقبْ َل اْلقِسْ َمةِ َف ُهوَ مُ ْ‬ ‫وَ ْ‬
‫حمْلِ لَهُ‬ ‫صحَابِ فِي َم ْعنَى َك ْونِ الْ َ‬ ‫شتَ َركِ فَ َظهَ َر ِبهَذَا أَنّ لِ ْلأَ ْ‬‫َموْرُوثٌ عَنْ َأبِيهِ ْم بَلْ ; ِلَأنّهُ نَمَا ُء مِ ْل ِكهِ ْم الْمُ ْ‬
‫حكَ ُم‬
‫جزْ ٍء مِنْ أَ ْجزَاءِ ُأمّهِ َأوْ كَالْ َمعْدُومِ َوإِنّمَا يُ ْ‬
‫ُحكْمٌ َأوْ لَا ُحكْمَ لَ ُه طَرِي َقيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ ُه هَ ْل ُهوَ كَ ُ‬
‫ِبوُجُو ِدهِ بِاْلوَضْعِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬و ُهوَ الْ َمنْصُوصُ َأنّ ُه مَمْلُو ٌك ُمنْ َفصِ ٌل عَنْ ُأمّهِ َومُو َدعٌ فِيهَا وََلكِنْ هَ ْل َيْثبُتُ لَهُ‬
‫ستَقِ ّل بِدُونِ اْن ِفصَالِهِ َأوْ لَا َيْثبُتُ لَهُ ذَلِكَ َحتّى َيْنفَصِلَ ‪.‬‬ ‫ُحكْ ُم اْلوَلَ ِد الْمُ ْ‬
‫‪450‬‬
‫ع الثّانِي إذَا أَعَْتقَ اْلَأمَ َة الْحَامِلَ عََت َق حَمْ ُلهَا َم َعهَا ‪َ .‬ولَ ِك ْن هَ ْل َيقِفُ عِ ْتقُهُ عَلَى اْنفِصَاِلهِ َأوْ ُيعَْتقُ ِمنْ‬ ‫الْفَ ْر ُ‬
‫حِيِ عِ ْت ِق ُأمّهِ عَلَى مَا َتقَ ّدمَ وَِقيَاسُ مَا ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َأنّهُ لَا ُيعْتَ ُق بِاْلكُّلّيةِ إ ْذ ُهوَ كَاْل َمعْدُومِ َقبْلَ‬
‫حمْلِ َأنّهُ وَ َر َد عََليْ ِه اْلعِتْقُ فِي حَا ٍل َمنَ َع مِ ْن ُنفُو ِذ ِه مَانِ ٌع‬
‫اْلوَضْعِ وَ ُه َو َبعِيدٌ جِدّا فَِإنّ َأ ْس َوأَ مَا ُيقَدّرُ فِي الْ َ‬
‫ف عَلَى إجَا َز ِة اْلوَرََث ِة َومِنْ أَصِْلنَا َأنّ اْل ِعتْقَ َقبْلَ‬ ‫ف عَلَى َزوَالِهِ َك ِعتْ ِق الْمَرِيضِ ِلكُلّ رَقِيقِهِ ‪ ,‬فَِإنّهُ ‪َ ,‬يقِ ُ‬ ‫َفوَقَ َ‬
‫ك َيصِ ّح َتعْلِيقُهُ عََليْهِ فِي ظَاهِ ِر الْ َم ْذهَبِ فَِإنْ كَانَ أَصْلُ ُه َموْجُودًا فِي مِ ْلكِهِ صَ ّح َتعْلِيقُهُ ِب َغيْرِ ِخلَافٍ‬ ‫الْمِلْ ِ‬
‫ح ّققِيَ كَمَنْ قَالَ ِلأَ َمتِهِ كُ ّل وَلَ ٍد تَلِدِينَهُ ُحرّ ‪َ ,‬وهَذَا اْل ِعتْقُ َق ْد بَاشَ َر بِاْل ِعتْقِ َأ َمتَ ُه وَحَ ْمُلهَا مُّتصِ ٌل ِبهَا‬‫عِنْ َد الْ ُم َ‬
‫حمْ َل وَكَانَ‬ ‫صلَا ِحّيتِهِ لِ ْل ِعتْ ِق بِ ُظهُو ِرهِ ‪ ,‬وََقدْ صَرّحَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ِبَأنّهُ َلوْ َأ ْعتَقَ الْ َ‬ ‫ف ُنفُو ُذ عِْتقِ ِه عَلَى َ‬
‫َفوَقَ َ‬
‫عََل َقةً َعتَقَ ‪َ ,‬وِإنْ َل ْم يَكُ ْن مَ ْملُوكًا حِينَئِ ٍذ نُ ِظرَ إلَى هَذَا الْ َمعْنَى َواَللّهُ َأعَْلمُ ‪.‬‬
‫‪451‬‬
‫ص ّح وَكَا َن اْلوَلَدُ رَقِيقًا َنصّ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ جَمَا َعةٍ َوتُوقَفُ‬ ‫ع الثّاِلثُ ‪ :‬أَعَْت َق اْلأَ َمةَ وَاسْتَثْنَى حَمْ َلهَا َ‬ ‫الْفَ ْر ُ‬
‫حكَمِ ‪ ,‬وَ َخرّجَ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَاْلقَاضِي َأنّهُ لَا َيصِحّ ا ْسِتثْنَا ُؤهُ ِبنَا ًء عَلَى َأنّهُ َكجُزْ ٍء مِ ْن‬ ‫فِيهِ ِروَاَيةُ ابْ ِن الْ َ‬
‫ف اْلعِتْقِ ‪.‬‬ ‫خلَا ِ‬‫جهَاَل ُة بِ ِ‬‫ح ِة ا ْسِتثْنَائِهِ فِي اْلَبيْعِ ‪ ,‬وَلَا يَصِحّ ; ِلأَ ّن الَْبيْ َع ُتنَافِيهِ الْ َ‬ ‫أَجْزَاِئهَا وَخَرّجُو ُه مِ ْن عَ َدمِ صِ ّ‬
‫‪452‬‬
‫سرَاَيةِ أَ ْم لَا ؟ إنْ قُ ْلنَا َأنّهُ مُ ْ‬
‫سَتقِ ّل ِبنَفْسِهِ‬ ‫الْفَ ْرعُ الرّابِعُ ‪ :‬أَعَْت َق الْمُو ِس ُر َأمَةً َلهُ حَمْ ُلهَا ِلغَيْ ِر ِه َف َهلْ ُيعْتَ ُق بِال ّ‬
‫لَ ْم يَسْرِ إَليْ ِه الْ ِعتْ ُق َوِإنّمَا َدخَ َل مَ َع اْلأُمّ إذَا كَانَ مَ ْملُوكًا لِمَاِل ِكهَا تََبعًا لِاّتصَالِهِ بِاْلُأمّ وَا ْجتِمَا ِعهِمَا فِي مِ ْلكِهِ‬
‫كَمَا َيْتبَعُ الطّلْ ُع الْ ُم َؤبّرُ لِلنّخْلِ فِي الْ َعقْدِ إذَا كَانَ ِم ْلكًا ِلمَاِلكِهِ وَلَا َيْتبَعُ إذَا كَا َن مِ ْلكًا ِل َغيْ ِرهِ َوهَذَا ا ْخِتيَارُ‬
‫ص وَالْمُحَرّرِ ‪ .‬وَقَالَ اْلقَاضِي وَالشّرِيفُ َأبُو َج ْعفَ ٍر َوَأبُو الْخَطّابِ ُي ْعتَ ُق َويَضْ َمنُهُ‬ ‫السّامِرِيّ وَصَا ِحَبيْ التّلْخِي ِ‬
‫لِمَاِلكِ ِه بِنَا ًء عَلَى َأنّهُ َكجُزْ ٍء ِمْنهَا ‪.‬‬
‫‪453‬‬
‫ع الْخَا ِمسُ ‪َ :‬لوْ أَعَْت َق الْحَ ْملَ وَ ْح َدهُ صَحّ َوَنفَ َذ َوهَلْ ُيعْتَقُ ِمنْ حِيِن ِه أَ ْو َيقِفُ عَلَى ُخرُو ِجهِ حَيّا‬ ‫الْفَ ْر ُ‬
‫ح ِة ِعْتقِهِ ِبنَا ًء عَلَى َأنّهُ‬
‫ت الْأَ ِجّنةِ إلَى ِخلَافٍ َلنَا فِي صِ ّ‬ ‫َمبِْنيّ عَلَى مَا َسبَ َق َوَأشَارَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِديَا ِ‬
‫ضعِيفٌ َأيْضًا ‪.‬‬ ‫ي ِعْتقُهُ إَلْيهَا َو ُهوَ َ‬
‫ضعِيفٌ ‪ .‬وَِقيَاسُ َقوْ ِل مَنْ قَا َل ُهوَ َكجُزْ ٍء ِمْنهَا أَ ْن يَسْرِ َ‬ ‫كَالْ َمعْدُو ِم َوهُوَ َ‬
‫ض َربَ بَ ْط َن َأ َمةٍ حَا ِم ٍل َفأَعَْتقَ السّّيدُ حَمْ َلهَا َبعْدَ الْجِنَاَيةِ َأوْ أَعَْت َق ُه السّّيدُ ُثمّ‬
‫َويَْنَبنِي عَلَى هَذَا اْلفَ ْرعِ َلوْ َ‬
‫صلَ حَيّا ُثمّ مَاتَ َعقِيبَ الِاْنفِصَالِ ‪َ .‬فهَذَا َيْنبَنِي عَلَى َأنّ اْل ِعتْ َق هَلْ‬
‫صلَ مَيّتًا أَوْ انْفَ َ‬
‫جَنَى عَلَ ْي ِه ُثمّ اْنفَ َ‬
‫سرَى إلَى‬ ‫حصُلْ إلّا َبعْ َدهُ ‪َ ,‬وعَلَى أَصْلٍ آخَ َر َو ُهوَ إذَا جَ َرحَ رَقِيقًا ثُ ّم عَتَقَ فَ َ‬ ‫َحصَلَ َقبْ َل الِاْنفِصَالِ َأوْ لَ ْم يَ ْ‬
‫صوَرٌ أَ ْرَب َعةٌ ‪ ( :‬أَ َح ُدهَا )‬ ‫ت هَ ْل يَضْ َمنُ ُه بِ ِدَيةِ ُحرّ َأوْ ِبقِي َم ِة عَبْ ٍد عَلَى ِروَايََتيْنِ فَإِذَا عُلِ َم هَذَا َف َه ُهنَا ُ‬ ‫َنفْسِهِ َفمَا َ‬
‫جِنيَ عََليْهِ ثُ ّم َي ْعتِ َق ثُ ّم َينْ َفصِ َل َمّيتًا َفَيْنبَنِي عَلَى َأ ّن الْ ِعتْ َق هَلْ َحصَلَ لَهُ حَالَ َك ْونِهِ حَمْلًا َأمْ لَا ‪ ,‬فَِإنْ‬ ‫أَ ْن يَ ْ‬
‫ي مَ ْملُوكٍ عُشْرُ قِي َمةِ ُأمّهِ َوِإنْ ُق ْلنَا قَ ْد َعتَقَ اْنَبنَى‬ ‫ضمَانُهُ بِضَمَانِ َجنِ ٍ‬ ‫حصُلْ لَ ُه اْل ِعتْقُ حِيَنئِذٍ َو َجبَ َ‬ ‫قُ ْلنَا لَ ْم يَ ْ‬
‫ك َوإِنْ‬ ‫جنَاَيةِ َفكَذَلِ َ‬ ‫جنَاَيةِ ‪ ,‬فَِإنْ قُ ْلنَا ‪ :‬الِاعِْتبَا ُر بِحَا ِل الْ ِ‬ ‫خلَافِ فِي ا ْعِتبَا ِر الضّمَا ِن بِحَالِ السّرَاَيةِ َأوْ الْ ِ‬ ‫عَلَى الْ ِ‬
‫قُ ْلنَا بِحَالِ السّرَاَيةِ َففِيهِ غُ ّرةُ ضَمَانِ َجِنيٍ حُرّ ‪ .‬وَقِيلَ َيضْ َمنُهُ ضَمَانُ رَقِيقٍ وَ ْجهًا وَاحِدًا كَذَلِكَ ذَكَ َرهُ‬
‫جنَاَي ِة ثُمّ‬‫جوَازِ تََلفِهِ َقْبلَ ُه وَ َح َكيَا َأْيضًا فِيمَا إذَا َلوْ َأ ْعتَ َق الُْأ ّم َبعْدَ الْ ِ‬‫حقّ ْق ِعْتقُهُ ِل َ‬
‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ إذْ لَ ْم َيتَ َ‬
‫ق َبيَْنهُمَا َغيْرُ‬‫جنَاَيةِ وَاْلفَ ْر ُ‬‫أَْلقَتْ َجنِينَهَا وَ ْج َهيْ ِن مُخَرّ َجيْنِ مِ ْن الِا ْختِلَافِ فِي ا ْعِتبَارِ حَاَلةِ السّرَاَيةِ َأ ْو الْ ِ‬
‫جنَى عََليْ ِه ثُ ّم َيعْتِ َق ثُ ّم َيْنفَصِلَ َحيّا ثُمّ يَمُوتَ َف َقدْ َحصَلَ لَ ُه اْلعِتْ ُق ِب َغيْرِ‬ ‫ُمتَوَجّهٍ ‪ ( .‬وَالصّو َرةُ الثّانَِيةُ ) ‪َ :‬أنْ ُي ْ‬
‫سوّ َدةِ‬ ‫جنَاَيةِ ؟ كَمَا َتقَ ّد َم وَفِي مُ َ‬ ‫خِلَافٍ َفَينَْبنِي عَلَى الْخِلَافِ فِي ا ْعتِبَا ِر الضّمَانِ هَ ْل ُه َو بِحَاَلةِ السّرَاَيةِ َأ ْو الْ ِ‬
‫جنَى عََليْهِ‬ ‫شَرْحِ الْهِدَاَيةِ َيضْ َمنُ ُه بِ ِدَيةِ حُرّ ِروَايَ ًة وَاحِ َدةً َوهُ َو َس ْهوٌ ‪ ( .‬الصّو َر ُة الثّاِلَثةُ ) ‪ :‬أَ ْن َي ْعتِقَ َأوّلًا ثُ ّم يُ ْ‬
‫جبُ ضَمَانُ ُه بِ ِدَيةِ ُح ّر إنْ ُق ْلنَا ‪َ :‬عتَ َق َو ُهوَ حَمْلٌ ‪َ ,‬وِإنْ قُ ْلنَا ‪ :‬لَا َي ْعتِقُ إلّا َبعْ َد الِاْنفِصَالِ‬ ‫ثُ ّم َينْ َفصِلَ َحيّا ‪َ ,‬فيَ ِ‬
‫ض ِمنَهُ بِ ِدَيةِ‬ ‫جنَاَيةِ َأوْ السّرَايَةِ فَِإنْ قُ ْلنَا بِحَاَلةِ السّرَاَيةِ َ‬ ‫اْنَبنَى عَلَى الْخِلَافِ فِي اعِْتبَا ِر الضّمَانِ هَ ْل ُهوَ بِحَاَل ِة الْ ِ‬
‫جبُ ضَمَانُهُ بِ ِدَيةِ ُحرّ وَ ْجهًا وَاحِدًا ; ِلأَنّ‬ ‫حرّرِ َأنّهُ يَ ِ‬‫ض ِمنَهُ ضَمَانَ رَقِي ٍق َوظَاهِرُ َكلَامِ صَا ِحبِ الْمُ َ‬ ‫ُح ّر َوإِلّا َ‬
‫جنَاَيةَ وََق َعتْ َبعْ َد اْل ِعتْقِ الْ ُمبَاشِ ِر َووُ ِج َد الْ َموْتُ بَعْ َد الّنفُو ِذ وَفِيهِ نَ َظرٌ ‪ ,‬وَالَْأظْهَرُ َأنّهُ كَ َمنْ ُجِنيَ عََليْ ِه َبعْدَ‬ ‫الْ ِ‬
‫جنَى عََليْهِ ثُ ّم يَْن َفصِ َل َميّتًا فَِإنْ قُ ْلنَا‬ ‫ص َفةِ ‪ ( .‬وَالصّو َرةُ الرّاِب َعةُ ) ‪َ :‬أ ْن َيعْتِ َق ثُ ّم يُ ْ‬ ‫ت َبعْ َد وُجُو ِد ال ّ‬ ‫الّتعْلِي ِق ثُ ّم مَا َ‬
‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ‬ ‫ضمَانَ َجنِيِ رَقِيقٍ َونَ ّ‬ ‫عَتَ َق َو ُهوَ حَ ْملٌ ضَ ِمنَهُ ضَمَانَ َجنِيٍ حُ ّر َوِإنْ ُق ْلنَا إنّهُ لَمْ يَ ْعتِقْ ضَ ِمنَهُ َ‬
‫ف اْلكَبِ ِي وَالْ ُمحَرّرِ أَنّ حَ ْربًا َنقَلَ ذَلِكَ َأْيضًا عَنْ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ ُمعَلّلًا ِبَأنّهُ لَ ْم َي ْعتِقْ َبعْدُ ‪ ,‬وَفِي الْ ِ‬
‫ف وَ ْجهُهُ ‪ .‬وَقَالَ‬ ‫ك َوِإنّمَا َحكَاهُ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيتِهِ عَنْ ال ّزهْرِيّ وَقَا َل مَا َأدْرِي َكيْ َ‬ ‫أَحْمَدَ وََلْيسَ كَذَلِ َ‬
‫ضعِيفٌ كَمَا‬ ‫حمْلِ َفوُجُو ُدهُ َكعَ َدمِهِ فِي جَمِي ِع هَ ِذ ِه الصّوَرِ َف ُهوَ َ‬ ‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ إذَا قُ ْلنَا لَا َيصِ ّح عِتْ ُق الْ َ‬
‫َسبَقَ ‪.‬‬
‫‪454‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) وُرُودُ اْلعُقُودِ عَلَى الْحَا ِملِ كَالْبَيْ ِع وَالْهَِب ِة وَاْلوَصِّيةِ وَالْإِصْدَاقِ قَالَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ‪ :‬إنْ‬
‫سطًا مِ ْن اْلعِ َوضِ ‪َ ,‬وإِنْ قُ ْلنَا ‪ :‬لَا ُحكْمَ لَهُ لَ ْم َيأْخُ ْذ‬ ‫قُ ْلنَا ‪ :‬لِ ْلحَمْلِ ُحكْمٌ َف ُهوَ دَاخِلٌ فِي اْل َعقْدِ َوَيأْخُذُ قِ ْ‬
‫ت اْلعَيْ ُن ِب َعيْبٍ َأوْ إ ْفلَاسٍ َأوْ‬
‫ضعِهِ ُحكْمُهُ ُحكْ ُم النّمَا ِء الْ ُمْن َفصِلِ فََلوْ ُردّ ْ‬ ‫قِسْطًا مِ ْن اْل ِع َوضِ وَكَانَ َبعْ َد وَ ْ‬
‫طَلَاقٍ فَِإنْ ُق ْلنَا لَهُ ُحكْمٌ ‪ُ ,‬ر ّد مَ َع الْأَصْ ِل َوإِلّا كَانَ ُحكْمُهُ ُحكْ َم النّمَاءِ ‪ ,‬وَِقيَاسُ الْ َمْنصُوصِ عَنْ أَحْمَدَ فِي‬
‫جبُ‬ ‫الْحَمْلِ َأنّهُ لَا َي ْعتِقُ َوَأنّ ُه تِرْ َك ٌة َموْرُوثَ ٌة َي ْقتَضِي َأنّ ُحكْمَهُ ُحكْ ُم اْلأَجْزَاءِ لَا ُحكْ ُم اْلوَلَ ِد الْ ُمْن َفصِلِ ‪َ ,‬فَي ِ‬
‫رَ ّد ُه مَ َع اْل َعيْنِ َوإِنْ قُ ْلنَا لَا ُحكْمَ لَهُ إ ْذ الْمُرَا ُد بِذَلِكَ َأنّهُ لَا َيثُْبتُ لَهُ ُحكْ ُم الَْأوْلَادِ لَا َأنّ ُه َمعْدُومٌ َوهَذَا أَصَحّ‬
‫ق َبيْنَ مَا ُي ْعَتبَرُ لَ ُه اْلقَْبضُ مِنْ الْ ُعقُودِ كَال ّرهْ ِن وَاْل ِهبَ ِة َومَا‬
‫س وَلَا فَ ْر َ‬
‫سأََل ِة اْلفََل ِ‬
‫َوهُ َو ظَاهِرُ كَلَا ِم اْلأَ ْكثَرِينَ فِي مَ ْ‬
‫سأََلةُ ا ْشتِرَاطِ‬ ‫ج عَلَى هَذَا الْأَصْ ِل مَ ْ‬ ‫خرّ ُ‬ ‫حصُلُ َقبْضُ ُه َتَبعًا ِلُأمّهِ ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َويَتَ َ‬ ‫لَا ُيعَْتبَرُ َقْبضُهُ َويَ ْ‬
‫حَيوَا ِن الْحَامِ ِل َو َغيْرِ ذَلِكَ ‪.‬‬ ‫الْحَمْلِ فِي اْلبَيْ ِع وَالسّلَمِ فِي الْ َ‬
‫‪455‬‬
‫ح َكمُ ِبزَكَاتِهِ َم َعهَا قَ ْبلَ الِاْنفِصَالِ أَ ْم لَا ؟ قَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ ‪:‬‬ ‫ي الدّاّبةِ الْ ُمذَكّاةِ َهلْ يُ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) جَنِ ُ‬
‫ق َبيْ َن‬
‫حكَ ُم بِذَكَاتِهِ إلّا َبعْ َد الِاْنفِصَا ِل َوظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ خِلَافُهُ فَِإنّهُ قَا َل ُهوَ رُكْ ٌن مِنْ أَرْكَاِنهَا وَفَ ّر َ‬ ‫لَا يُ ْ‬
‫جِنيَ فِيهِ غُ ّرٌة وَاْلوَلَدُ فِيهِ ال ّدَيةُ َفعُلِمَ َأنّهُ َلْيسَ لَهُ ُحكْ ُم الَْأوْلَادِ ‪َ ,‬وهَذَا يُرَجّحُ‬ ‫ي وَاْلوَلَ ِد الْ ُمْن َفصِ ِل بَِأنّ الْ َ‬ ‫جنِ ِ‬
‫الْ َ‬
‫َأنّهُ جُزْ ٌء مِ ْن اْلُأمّ َوَأنّ تَذْ ِكَيتَهُ تَابِعٌ ِلتَذْ ِكَيِتهَا ‪َ ,‬وأَمّا إنْ قِي َل ِبَأنّهُ وَلَدٌ مُسَْتقِلّ َففِيهِ نَظَرٌ ‪ ,‬وَقَ ْد َيْنَبنِي عَلَى‬
‫ك يَ ُد ّل عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ‪َ ,‬وأَ ْكثَرُ‬‫جبُ فِيهِ إرَاَقةُ َدمِهِ إذَا َخرَجَ َأمْ لَا وَكَلَامُ أَ ْحمَدَ فِي ذَلِ َ‬ ‫ذَلِكَ َأنّ ُه هَ ْل يَ ِ‬
‫سَتقِلّ‬ ‫ب َوهَذَا َينْ ِزعُ إلَى َأنّ ُه وَلَ ٌد مُ ْ‬ ‫شعِ ُر بِاْلوُجُو ِ‬
‫ضهَا مَا يُ ْ‬‫ط وَفِي َب ْع ِ‬ ‫حبَابِ َفقَ ْ‬ ‫ص َعنْهُ يَ ُد ّل عَلَى الِا ْستِ ْ‬ ‫الّنصُو ِ‬
‫حصُ َل َم ْقصُو ُد التّذْ ِكَيةِ‬ ‫َلكِنْ عُ ِفيَ عَنْ َم ْوتِ ِه ِبغَيْ ِر تَذْ ِكَيةٍ لِاّتصَالِهِ بُِأمّ ِه ِعنْدَ تَذْ ِكَيِتهَا ثُ ّم وَ َجبَ َسفْحُ َدمِهِ ِليَ ْ‬
‫فِيهِ ‪.‬‬
‫‪456‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا مَاتَتْ الْحَا ِملُ وَصَلّى عَلَ ْيهَا َهلْ يَ ْنوِي الصّلَاةَ عَلَى حَمْ ِلهَا قَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ لَا ‪,‬‬
‫َوعَلّ َل بِالشّكّ فِي وُجُو ِدهِ َوهَذَا ُمَتوَجّهٌ عَلَى اْل َقوْ ِل بَِأنّهُ كَالْ َمعْدُومِ َقبْلَ الِاْن ِفصَالِ ‪َ ,‬وعَلَى اْل َقوْ ِل بَِأنّ ُه‬
‫ط ُثبُوتِ الْأَ ْحكَامِ لَهُ‬ ‫سَتقِلّ َففِي ِه نَظَرٌ ‪ .‬وَقَ ْد ُيقَالُ ‪ :‬شَرْ ُ‬ ‫جزْ ِء مِ ْن الُْأمّ َأيْضًا ‪َ .‬وَأمّا إنْ قِي َل ِبأَنّ ُه وَلَ ٌد مُ ْ‬
‫كَالْ ُ‬
‫ُظهُو ُر ُه وَلَ ْم يُوجَدْ َفهَذَا ُمَتوَجّهٌ ‪.‬‬
‫‪457‬‬
‫ح ّق السّّيدِ فِي مَالِ‬ ‫سةُ َأْنوَاعٍ ( أَحَ ُدهَا ) َح ّق مِلْكٍ كَ َ‬ ‫حقُوقُ خَمْ َ‬ ‫سةُ وَالثّمَانُونَ ) ‪ :‬الْ ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِ َ‬
‫ستَغْرََق ِة بِال ّديْ ِن عَلَى ِروَاَيةٍ‬
‫ك َومَا يَ ْمَتنِعُ إ ْرثُهُ ِلمَانِعٍ كَالتّرِ َك ِة الْمُ ْ‬ ‫الْمُكَاتَبِ وَمَا ِل اْلقِنّ إذَا قُ ْلنَا يُمْلَ ُ‬
‫ك بِالتّمْلِي ِ‬
‫ت مَوْرُوثُهُ َوفِي مِ ْل ِكهِ صَ ْيدٌ عَلَى أَ ْظهَرِ اْلوَ ْجهَيْنِ ‪.‬‬
‫ح ِرمِ إذَا مَا َ‬
‫‪ ,‬كَالْمُ ْ‬
‫‪458‬‬
‫حقّ اْلَأبِ فِي مَالِ وََل ِدهِ وَحَ ّق اْلعَاقِدِ لِ ْل َعقْدِ إذَا وَ َجبَ لَ ُه وَحَ ّق اْلعَاقِدِ فِي َعقْدٍ‬
‫( وَالثّانِي ) َح ّق تَمَّلكٍ َك َ‬
‫ك وَحَقّ الشّفِيعِ فِي الشّ ْقصِ‬
‫سخَهُ ِلُيعِي َد مَا َخرَجَ عَنْهُ إلَى مِ ْلكِ ِه مَعَ َأنّ فِي هَذَا شَائَِب ًة مِنْ َح ّق الْمِلْ ِ‬
‫يَمْلِكُ فَ ْ‬
‫ختََلفٌ فِيهَا هَ ْل َيْثبُتُ فِيهَا الْمِلْكُ َأوْ حَ ّق التّمْلِيكِ ؟ ( فَ ِمْنهَا ) حَ ّق الْمُضَا ِربِ فِي ال ّربْحِ‬
‫صوَ ٌر مُ ْ‬
‫َوهَ ُهنَا ُ‬
‫َبعْدَ ال ّظهُورِ َوقَ ْبلَ اْل ِقسْ َمةِ وَفِيهِ ِروَايَتَانِ ‪ :‬إ ْحدَاهُمَا َأنّ ُه يَمِْل ُكهَا بِال ّظهُورِ ‪ :‬وَالثّاِنَيةُ َل ْم يَمِْلكْ ُه َوإِنّمَا َملَكَ‬
‫ك الْمَا َل غَ ِر َم َنصِيبَ ُه وَكَذَلِ َ‬
‫ك‬ ‫ف الْمَالِ ُ‬
‫ث عَنْهُ ‪ ,‬وََلوْ َأتْلَ َ‬ ‫أَ ْن َيتَمَّلكَ ُه َو ُهوَ َح ّق ُمتَأَكّدٌ َحتّى َلوْ مَاتَ ُورِ َ‬
‫سقُطْ ‪َ ,‬وِإنْ ُق ْلنَا لَ ْم يَمِْلكْ ُه َبعْدُ َففِي‬ ‫الْأَ ْجَنِبيّ ‪ ,‬وََلوْ َأ ْسقَطَ الْ ُمضَارِبُ َحقّهُ ِمنْهُ فَِإنْ قُ ْلنَا ُهوَ مِ ْلكُهُ لَ ْم يَ ْ‬
‫سقُطُ كَاْل َغنِي َمةِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا ; ِلَأنّ ال ّربْ َح ُهنَا َم ْقصُو ٌد وَقَ ْد َتأَكّدَ سََببُهُ‬ ‫التّ ْلخِيصِ ا ْحتِمَالَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬يَ ْ‬
‫جهَا ِد إعْلَاءُ كَِل َمةِ اللّهِ لَا الْمَالُ ‪.‬‬ ‫ف الْ َغنِي َمةِ فَِإنّ َم ْقصُو َد الْ ِ‬
‫بِخِلَا ِ‬
‫‪459‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َحقّ اْلغَاِنمِ فِي اْلغَنِي َمةِ قَ ْبلَ الْ ِقسْ َمةِ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬و ُهوَ الْ َمنْصُوصُ َوعََليْهِ جُ ْمهُورُ‬
‫ط الْإِ ْحرَازُ َأمْ لَا عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪:‬‬ ‫شتَرَ ُ‬‫جرّ ِد الِا ْستِيلَاءِ َلكِنْ هَ ْل يُ ْ‬
‫ت الْمِلْكُ فِيهَا بِمُ َ‬ ‫الْأَصْحَابِ أَنّ ُه َيْثبُ ُ‬
‫ب َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ َومَ ْن تَابَعَ ُه عَلَى طَرِي َقتِهِ ‪ .‬وَالثّانِي‬ ‫ك بِ ُمجَرّ ِد َتقَضّي الْحَرْ ِ‬ ‫ط َوتُمْلَ ُ‬ ‫شتَرَ ُ‬ ‫لَا يُ ْ‬
‫خرَِقيّ وَابْنِ َأبِي مُوسَى كَسَائِ ِر الْ ُمبَاحَاتِ وَرَجّحَهُ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َفعَلَى هَذَا لَا‬ ‫ط َو ُهوَ َقوْلُ الْ ِ‬ ‫شتَرَ ُ‬ ‫‪ :‬يُ ْ‬
‫ستَحِ ّق ِمْنهَا إلّا مَ ْن َشهِ َد الْإِ ْحرَازَ ‪َ ,‬وأَمّا عَلَى الَْأوّلِ فَا ْعَتبَرَ اْلقَاضِي وَاْلأَ ْكثَرُونَ ُشهُودَ إحْرَا ِز اْلوَ ْق َعةِ وَقَالُوا‬ ‫يَ ْ‬
‫جْيشُ‬ ‫جْيشِ َوأَهْ ِل الْمَ َددِ َفَأمّا الْ َ‬ ‫شهَ ْدهُ ‪ .‬وََفصَلَ فِي الْأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ َبيْ َن الْ َ‬ ‫ستَحِ ّق مَنْ لَ ْم يَ ْ‬ ‫لَا يَ ْ‬
‫ت اْلغَازِي َأوْ َموْتِ َف َرسِهِ ‪,‬‬ ‫خّل ُفهُ ْم عَ ْن الْبَاقِي ِلعُذْرٍ كَ َموْ ِ‬ ‫حضُورِ ُجزْ ٍء مِ ْن اْلوَقْ َعةِ إذَا كَانَ تَ َ‬ ‫حقّو َن بِ ُ‬ ‫ستَ ِ‬‫َفيَ ْ‬
‫ختَانَ فِيمَنْ‬ ‫حقَاِقهِ ْم ُشهُو َد انْجِلَا ِء الْحَرْبِ ‪َ ,‬وَنصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َي ْعقُوبَ بْ ِن بُ ْ‬ ‫َوَأمّا الْمَ َددُ َفُي ْعتَبَرُ لِا ْستِ ْ‬
‫ك َوهُوَ ا ْخِتيَارُ‬ ‫ك اْلغَنِي َمةَ إلّا بِا ْختِيَا ِر الْ ِملْ ِ‬ ‫ُقتِلَ فِي الْ َمعْرَ َك ِة ُيعْطَى وَ َرَثتُهُ َنصِيبَهُ ‪ .‬وَاْلوَجْهُ الثّانِي ‪ :‬لَا يَ ْملِ ُ‬
‫ت ِمْنهُمْ َقبْلَ ا ْخِتيَا ِر التّ َملّكِ َأوْ‬ ‫شفِيعِ فَمَ ْن مَا َ‬ ‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪َ .‬فعَلَى هَذَا إنّمَا ثََبتَ َلهُمْ حَ ّق التّمَلّكِ كَال ّ‬
‫ش ْف َعةِ َأ ّن الْحَقّ‬
‫الْمُطَاَلَبةِ َفلَا َحقّ لَهُ ذَ َك َرهُ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ َوظَاهِرُ َكلَامِ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ فِي بَابِ ال ّ‬
‫سقُطْ بِالِْإعْرَاضِ‬ ‫َينَْتقِلُ إلَى اْلوَ َرَثةِ بِدُو ِن اْلقَبُو ِل وَالْمُطَاَلَبةِ َوِإنْ قَالُوا ا ْختَ ْرنَا اْلقِسْ َمةَ لَ ِز َمتْ ُحقُوُقهُ ْم وَلَ ْم تَ ْ‬
‫ضعْفِ‬ ‫ط عَلَى اْلوَ ْجهَيْنِ ِل َ‬ ‫سقُ ُ‬ ‫ف مَا إذَا َأ ْسقَطُوا ُحقُوَقهُمْ َقبْ َل الِا ْختِيَارِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬ ‫ذَ َك َرهُ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ بِخِلَا ِ‬
‫سقُطُ َحقّهُ ‪.‬‬ ‫ط اْلبَ ْعضُ دُو َن الَْب ْعضِ فَاْلكُلّ لِ َم ْن يَ ْ‬ ‫ك َوعَ َدمِ ا ْسِتقْرَا ِرهِ َوَيصِيُ َفْيئًا فَِإنْ ُأسْقِ َ‬ ‫الْمِلْ ِ‬
‫‪460‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َحقّ َمنْ َوجَدَ مَالَ ُه ِبعَيِْنهِ فِي الْ َمغْنَمِ قَ ْبلَ اْل ِقسْ َمةِ مِمّا مَلَ َك ُه الْ ُكفّا ُر بِالِاسْتِيلَاءِ عَلَ ْيهِ فَِإنّهُ يَْثُبتُ‬
‫خلَافِ فِي حَقّ‬ ‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ عَلَى الْ ِ‬ ‫ك ِعنْ َد الْأَصْحَابِ وَخَرّجَ ُه َشيْخُ الِْإسْلَامِ ابْ ُن َتيْ ِمّيةَ ال ّ‬
‫لَهُ حَ ّق التّمْلِي ِ‬
‫الْغَانِمِيَ ‪.‬‬
‫‪461‬‬
‫صدَاقِ إذَا طَ ّلقَ قَ ْبلَ الدّخُولِ َهلْ يَثْبُتُ َلهُ فِيهِ الْمِ ْلكُ َقهْرًا أَوْ يَثْبُتُ‬ ‫ج فِي نِصْفِ ال ّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َحقّ ال ّزوْ ِ‬
‫َلهُ حَ ّق التّمَّلكِ فَلَا يَمْ ِلكُ ِبدُونِهِ فِيهِ وَ ْجهَانِ وَالَْأوّ ُل ُهوَ الْ َمْنصُوصُ َوعَلَى الثّانِي َفَتكْفِي فِي ِه الْمُطَاَلَبةُ‬
‫ع اْلأَبِ وَ َزعَمَ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ أَ ّن هَذَا مُ َرّتبٌ‬ ‫ك عَلَى ظَاهِرِ كَلَامِ َأبِي الْخَطّابِ كَرُجُو ِ‬ ‫وَا ْختِيَا ُر التّمَلّ ِ‬
‫ك وَلَا يَ ْل َزمُ مَنْ طََلبَ‬ ‫ح هَ ْل ُهوَ ال ّزوْجُ َأ ْو الْوَِل ّي وَلَْيسَ كَذَلِ َ‬ ‫خلَافِ فِي َعفْ ِو الّذِي ِبيَ ِدهِ ُعقْ َد ُة الّنكَا ِ‬ ‫عَلَى الْ ِ‬
‫ش ْف َعةِ وََلْيسَ فِي‬‫الْ َع ْف َو مِنْ ال ّزوْجِ َأنْ َيكُونَ ُه َو الْمَالِكُ فَِإنّ اْل َع ْفوَ َيصِ ّح عَمّا َيثُْبتُ فِيهِ حَ ّق التّمَلّكِ كَال ّ‬
‫ك ِنصْفَ الْ َمهْرِ ; ِلَأنّهُ إنّمَا َيعْفُو‬ ‫ستَ ْل ِزمُ َأنّ ال ّزوْجَ لَ ْم يَ ْملِ ْ‬ ‫ح ُهوَ اْلأَبُ مَا يَ ْ‬ ‫َقوِْلنَا َأ ّن الّذِي بِيَ ِد ِه ُعقْ َدةُ الّنكَا ِ‬
‫جبُ َأنّهُ َحكَى‬ ‫ف الْآخَرُ َفلَا َتعَ ّرضَ لِذِكْ ِر ِه ِبنَ ْف ٍي وَلَا إْثبَاتٍ ‪ .‬وَالْعَ َ‬ ‫خَتصّ بِاْبَنتِهِ َفَأمّا الّنصْ ُ‬ ‫ف الْمُ ْ‬ ‫عَ ْن الّنصْ ِ‬
‫شهُورُ َأنّهُ‬ ‫ج عَ ْن النّصْفِ إذَا قُ ْلنَا ‪َ :‬قدْ دَ َخلَ فِي ِم ْلكِهِ وَ ْج َهيْنِ وَالصّحِي ُح الْمَ ْ‬ ‫ح ِة َع ْفوِ ال ّزوْ ِ‬
‫َبعْدَ ذَلِكَ فِي صِ ّ‬
‫َيصِحّ َع ْف ُوهُ إنْ كَانَ مَاِلكًا كَمَا َيصِ ّح َعفْوُ ال ّزوْ َج ِة مَ َع مِ ْل ِكهَا ِبَنصّ اْلقُرْآنِ َلكِ ْن إنْ كَا َن الصّدَاقُ َدْينًا‬
‫حلِي ِل وَلَا يُشْتَ َرطُ لَهُ‬ ‫ط وَاْلهَِب ِة وَالْ َع ْفوِ وَالصّدََق ِة وَالتّ ْ‬
‫ظ الْ ُمبَارَا ِة مِ ْن الِْإبْرَاءِ وَالِْإ ْسقَا ِ‬
‫صَ ّح الِْإبْرَا ُء ِمنْهُ بِسَائِرِ أَْلفَا ِ‬
‫شفِيعِ َعنْ‬
‫ك َيصِحّ َع ْفوُ ال ّ‬
‫ك وَكَذَلِ َ‬
‫َقبُولٌ َوإِنْ كَانَ َعْينًا وَُق ْلنَا َل ْم يَمِْلكْ ُه َوِإنّمَا يَْثُبتُ لَهُ حَ ّق التّمَلّكِ َفكَذَلِ َ‬
‫ك َوهَلْ َيصِحّ‬
‫ظ اْلهَِب ِة وَالتّ َملّ ِ‬
‫ص ّح بَِلفْ ِ‬ ‫ش ْفعَةِ ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َوِإنْ ُق ْلنَا مَلَ َ‬
‫ك ِنصْفَ الصّدَاقِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظ الْ َع ْف ِو عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا َيصِحّ قَالَهُ ابْ ُن َعقِيلٍ ‪ .‬وَالثّانِي َيصِحّ قَالَهُ الْقَاضِي وَرَجّحَ ُه‬ ‫بَِلفْ ِ‬
‫صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي َوهُوَ الصّحِيحُ ; ِلَأنّ َعقْدَ اْل ِهَبةِ ِعنْ َدنَا َينْ َعقِ ُد ِبكُلّ َلفْظٍ يُفِي ُد َم ْعنَا ُه مِ ْن َغيْ ِر اشْتِرَاطِ إيَابٍ‬
‫ض وَ َحكَى صَا ِحبُ‬ ‫ط َه ُهنَا الْإِيَابُ وَاْلقَبُو ُل وَاْلقَْب ُ‬ ‫شتَرَ ُ‬
‫وَلَا َقبُولٍ ِبَلفْظٍ ُم َعيّنٍ ‪ .‬وَقَالَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ يُ ْ‬
‫ح ِوهَا وَصَرّحَ‬ ‫شتَرَطُ فِي الْفُسُوخِ كَالْإِقَاَل ِة َونَ ْ‬ ‫ط اْل َقبُولِ وَ ْج َهيْ ِن وَالصّحِيحُ أَ ّن اْلقَْبضَ لَا يُ ْ‬
‫التّ ْرغِيبِ فِي اشْتِرَا ِ‬
‫س ُخ َعقْدِ ال ّرهْنِ‬ ‫ك َيصِحّ ُرجُوعُ اْلأَبِ فِي اْل ِهبَ ِة مِ ْن َغيْرِ َقْبضٍ وَكَذَلِكَ فَ ْ‬ ‫بِهِ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَكَذَلِ َ‬
‫َوغَيْ ِرهَا ‪.‬‬
‫‪462‬‬
‫ك ِبغَيْرِ‬‫( َو ِمنْهَا ) َحقّ الْمُلَْت ِقطِ فِي الّلقَطَ ِة َب ْعدَ َحوْ ِل التّ ْعرِيفِ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا َأنّ ُه يَْثُبتُ لَ ُه الْ ِملْ ُ‬
‫ختَا َر َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ َأبِي‬
‫ا ْختِيَا ِر ِه وَا ْختَا َرهُ اْلقَاضِي وَقَالَ ‪ :‬إنّ ُه ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ وَالثّانِي لَا يَ ْدخُلُ َحتّى يَ ْ‬
‫الْخَطّابِ َفَيكُونُ َحقّهُ فِيهَا حَ ّق تَ َملّكٍ ‪.‬‬
‫‪463‬‬
‫ك وَقِي َل إنّ ُه ظَاهِرُ‬‫ت الْمُوصِي وَفِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ َيْثبُتُ لَ ُه الْمِلْ ُ‬‫( َو ِمنْهَا ) الْمُوصَى َل ُه بَ ْعدَ َموْ ِ‬
‫صحَابِ ‪.‬‬‫شهُورُ ِعنْ َد الْأَ ْ‬
‫كَلَامِ أَحْمَدَ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬إنّمَا َيْثبُتُ لَهُ حَقّ التّمَلّكِ بِالْ َقبُو ِل َو ُهوَ الْمَ ْ‬
‫‪464‬‬
‫ح ُو ُه َف َهلْ‬
‫ح ُو ُه ِمنْ الْمُبَاحَاتِ أَوْ تَ َو ّحلَ فِيهَا صَ ْيدٌ َأوْ سَ َمكٌ وَنَ ْ‬ ‫ضهِ كَ َلأٌ أَ ْو نَ ْ‬
‫ت فِي أَرْ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َم ْن نَبَ َ‬
‫ك َوعَلَى ال ّروَاَيةِ‬
‫ص عَنْ أَحْمَدَ يَدُ ّل عَلَى الْمِلْ ِ‬ ‫يَمْ ِلكُهُ ِبذَِلكَ فِي الْمَ ْ‬
‫سأََلةِ ِروَايَتَانِ َمعْرُوَفتَانِ َوأَكْثَ ُر الّنصُو ِ‬
‫ك َو ُه َو ُمقَ ّدمٌ عَلَى َغيْ ِرهِ بِذَلِكَ إذْ لَا يَلْ َزمُهُ َأنْ يَبْذُلَ مِ ْن الْمَا ِء وَاْلكََلأِ إلّا‬
‫الْأُ ْخرَى إنّمَا َثبَتَ حَ ّق التّمَلّ ِ‬
‫حيَا َزتِهِ إَليْهِ َفقَالَ اْلقَاضِي وَاْلأَ ْكثَرُونَ يَمِْلكُهُ‬
‫ك بِ ِ‬
‫الْفَاضِ َل عَنْ َحوَائِجِ ِه وََل ْو َسبَ َق َغيْ َرهُ وَ َحقّ َق َسَببَ الْمِلْ ِ‬
‫ك َويُشْبِ ُه هَذَا الْخِلَافُ فِي الطّائِ َفةِ‬
‫ب َمْنهِ ّي َعنْهُ َفلَا ُيفِي ُد الْ ِملْ َ‬
‫وَخَرّجَ ابْ ُن َعقِيلٍ َأنّهُ لَا يَ ْمِلكُهُ ; ِلأَنّ ُه َسبَ ٌ‬
‫الّتِي َتغْزُو ِبدُونِ إذْ ِن الِْإمَامِ َهلْ يَمْ ِلكُونَ شَيْئًا ِمنْ غَنِيمَِت ِهمْ أَ ْم لَا وَقَرّرَ اْلقَاضِي فِي َموْضِ ٍع مِنْ ِخلَافِهِ أَنّ‬
‫ب َغصْبًا َوِإنْ دَخَلَ‬ ‫حرْ ِ‬ ‫ت مَحْظُو َرةً َكأَخْ ِذ الْمُسْلِمِ َأمْوَالَ َأهْلِ الْ َ‬ ‫ك َوِإنْ كَاَن ْ‬
‫الَْأ ْسبَابَ اْل ِفعِْلّيةَ ُتفِي ُد الْمِلْ َ‬
‫سلِ ُم َو ُهوَ‬
‫ك َوأَنّهُ لَا يَمْلِكُ بِهِ الْمُ ْ‬
‫خلَافِ ذَلِ َ‬ ‫ح بِ ِ‬
‫صرّ َ‬ ‫ف اْلقَوِْلّيةِ ‪ .‬وَفِي َموْضِعٍ آ َخرَ َ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫إَليْهِ ْم ِبَأمَا ٍن بِ ِ‬
‫الصّحِيحُ مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ‬
‫‪465‬‬
‫ك َوَنقَلَ صَالِحٌ عَنْ َأبِيهِ مَا يَدُلّ عَلَى َأنّ ُه يَمِْلكُهُ‬ ‫جرُ الْ َموَاتِ الْمَ ْ‬
‫شهُورُ ‪َ .‬أنّهُ لَا يَمِْلكُ ُه بِذَلِ َ‬ ‫حّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) مُتَ َ‬
‫َوعَلَى اْلَأوّلِ َف ُهوَ أَ َح ّق بِتَ َمّلكِهِ بِاْلأَ ْحيَاءِ فَِإنْ بَادَ َر اْلغَيْرُ َفأَ ْحيَاهُ َففِي مِ ْلكِهِ وَ ْجهَا ِن َمعْرُوفَانِ هَذَا كُلّهُ فِيمَ ْن‬
‫ك َووَعَ َد بِ ِه وَلَمْ‬ ‫ك وَاِقفًا عَلَى ا ْخِتيَا ِرهِ ‪َ .‬فأَمّا إنْ َثَبتَ لَهُ َرغَْبةٌ فِي التّ َملّ ِ‬ ‫ك وَصَا َر التّمَلّ ُ‬ ‫ب التّمَلّ ِ‬ ‫اْن َعقَدَ لَ ُه َسبَ ُ‬
‫ستَامِ وَالْخَا ِطبِ إذَا رَكَنَ إَلْيهِمَا فَلَا يَجُوزُ مُزَاحَ َمُتهُمَا َأْيضًا وََلكِ ْن َيصِ ّح عَلَى‬ ‫سبَبُ كَالْمُ ْ‬ ‫َينْ َعقِدْ ال ّ‬
‫ق بَْيَنهُمَا وَاضِحٌ ; ِلَأنّ الْحَقّ فِي الَْبيْعِ‬ ‫الْ َمنْصُوصِ وَ َخرّجَ اْلقَاضِي وَ ْجهًا بِاْلبُطْلَا ِن مِ ْن اْلبَيْ ِع عَلَى َبْيعِهِ وَاْلفَ ْر ُ‬
‫ح ّرمُ سَابِ ٌق عََليْهِ َف ُهوَ كَا ْستِيلَا ِد الْأَبِ‬‫ك ُهنَا اْل َعقْ ُد وَالْمُ َ‬
‫ك َه ُهنَا وَِلَأنّ الْ ُمفِيدَ لِ ْلمِلْ ِ‬
‫اْن َعقَ َد َوأَخَ َذ بِ ِه وَلَا كَذَلِ َ‬
‫ك بِاْلعُلُوقِ َلمّا كَانَ الْ ُمحَ ّر ُم َو ُهوَ اْلوَطْ ُء سَاِبقًا عََليْهِ ‪.‬‬ ‫حصُلُ لَ ُه الْ ِملْ ُ‬‫وَالشّرِيكِ يَ ْ‬
‫‪466‬‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) وَضْ ُع الْجَارِ َخشَبَهُ عَلَى جِدَا ِر جَا ِرهِ إذَا لَ ْم َيضُرّ‬ ‫ع َويَدْخُلُ فِيهِ ُ‬ ‫الّن ْوعُ الثّاِلثُ حَ ّق الِانِْتفَا ِ‬
‫ض َغيْ ِرهِ إذَا اُضْ ُطرّ إلَى ذَلِكَ فِي إ ْحدَى ال ّروَايََتيْ ِن‬ ‫بِهِ لِلّنصّ اْلوَارِدِ فِيهِ ‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) إ ْجرَاءُ الْمَاءِ فِي أَ ْر ِ‬
‫ي ِميَاهَ‬
‫جرِ َ‬‫ي مَا َءهُ فِي طَرِي ِق مَائِ ِه ِمثْلُ أَ ْن يُ ْ‬
‫جرِ َ‬
‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ وَكَذَلِكَ إذَا ا ْحتَاجَ َأنْ يُ ْ‬ ‫ِل َقضَاءِ عُ ْم َرتِهِ قَالَ ال ّ‬
‫سُطُوحِهِ َأ ْو غَيْ ِرهَا فِي َقنَاةٍ ِلجَا ِرهِ َأوْ يَسُوقَ فِي َقنَا ٍة عَ ْذَبةٍ مَا ًء ثُ ّم ُيقَاسِمُهُ جَا ُرهُ وََل ْو وَضَ َع عَلَى النّهْرِ‬
‫ب عَلَى ال ّروَايََتيْنِ َونَقَلَ َأبُو طَالِبٍ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي َقوْمٍ اقَْتسَمُوا‬
‫جرِي فِيهَا الْمَاءُ َفخَرّ َجهَا الْأَصْحَا ُ‬
‫عَبّا َر ًة يَ ْ‬
‫جرِي الْمَاءُ عَلَ ْيهَا فَلَمّا اقَْتسَمُوا أَرَادَ أَ َح ُدهُ ْم أَنْ يَمَْنعَ ِم ْن جَ َريَانِ الْمَاءِ‬
‫ت َلهَا أَ ْرَب َعةُ سُطُوحٍ يَ ْ‬
‫دَارًا كَانَ ْ‬
‫لِلْآ َخرِ عَلَ ْيهِ وَقَا َل هَذَا قَدْ صَارَ لِي وَلَْي َ‬
‫س َبيَْننَا شَرْطٌ َفقَالَ أَحْمَدُ يُرَ ّد الْمَاءُ إلَى مَا كَانَ َوِإنْ َل ْم يَشْرِطْ‬
‫حصُ ُل بِهِ ضَرَ ٌر يَ ْمَنعُ ُه مِنْ َج َريَانِ‬ ‫ك وَلَا َيضُ ّر بِهِ ‪ .‬وَحَ َم َل طَاِئ َف ٌة مِنْ أَصْحَاِبنَا هَ ِذهِ ال ّروَاَيةَ عَلَى َأنّهُ يَ ْ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫جعَلَ لَهُ َأ ْن يُجْ ِريَ ُه عَلَى َرسْمِ ِه اْلَأوّلِ‬ ‫حدِثَ لَ ُه مَسِيلًا فَ َ‬ ‫ض سَ ْطحَ ُه َويَسْتَ ْ‬‫حتَاجُ إلَى َأنْ َيْنقُ َ‬ ‫الْمَا ِء َوإِنّ ُه يَ ْ‬
‫شَب ًة عَلَى جِدَا ِر ِه وَكَذَا ذَكَ َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ َوغَيْ ُرهُ‬ ‫ض َغيْ ِرهِ ِللْحَا َجةِ َأوْ َيضَعُ خَ َ‬ ‫جرِي مَا ُؤهُ فِي أَ ْر ِ‬ ‫كَذَلِكَ كَمَا يَ ْ‬
‫شتَرَ َك ًة َبيْ َن الْجَ ْمعِ كَالِا ْستِطْرَاقِ‬‫ضهُ ْم عَلَى أَنّ الدّارَ إذَا اُقْتُسِ َمتْ كَاَنتْ مَرَاِف ُقهَا كُّلهَا بَاِقَيةً مُ ْ‬ ‫وَحَ َملَ ُه َبعْ ُ‬
‫ي وَلَا َمْنفَذَ لِلْآخَرِ لَ ْم َتصِ ّح اْلقِسْ َمةُ ‪,‬‬ ‫صةِ أَحَ ِد الْ ُم ْقتَسِمِ َ‬ ‫فِي طَرِي ِقهَا ‪ ,‬وَِلهَذَا ُق ْلنَا َلوْ َحصَلَ الطّرِيقُ فِي ِح ّ‬
‫ح اْلهِدَاَيةِ وَخَرّجَ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ وَ ْجهًا فِي مَسْأََلةِ‬ ‫َوعَلَى هَذَا حَ َملَهُ صَا ِحبُ شَ ْر ِ‬
‫ح ِة اْلقِسْ َمةِ َوَبقَاءِ حَ ّق الِا ْستِطْرَاقِ فِيهِ ِللْآ َخ ِر َوبَْيَنهُمَا فَ ْرقٌ ‪ ,‬فَِإنّ الطّرِيقَ لَا يُرَادُ مِنْ ُه ِسوَى‬ ‫الطّرِي ِق ِبصِ ّ‬
‫خلَافِ إ ْجرَاءِ الْمَا ِء عَلَى السّطْحِ فَِإنّهُ لَا يَ ْمنَعُ‬ ‫الِاسْتِطْرَاقِ فَالِا ْشتِرَاكُ فِي ِه يُزِي ُل َم ْعنَى اْلقِسْ َمةِ وَالِا ْخِتصَاصُ بِ ِ‬
‫صةِ بِالْ ِملْكِ ‪.‬‬
‫خَت ّ‬
‫صَا ِحبَ السّطْ ِح مِ ْن الِاْنفِرَا ِد بِالِانِْتفَاعِ بِهِ بِسَائِ ِر وُجُو ِه الِانِْتفَاعَاتِ الْ ُم ْ‬
‫‪467‬‬
‫جرًا عَلَ ْيهِ ثَ َمرٌ َلمْ يَ ْبدُ‬
‫صدُ َم ّرةً وَا ِح َدةً وََلمْ يَ ْبدُ صَلَا ُحهُ َأوْ شَ َ‬ ‫ع يُحْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ بَاعَ أَرْضًا فِيهَا َزرْ ٌ‬
‫جذَا ِذ ِبغَيْ ِرهِ أُ ْج َرةٍ وََلوْ أَرَا َد َتفْرِيغَ‬
‫حصَا ِد وَالْ ُ‬ ‫صَلَاحُهُ كَانَ ذَلِ َ‬
‫ك ُمْبقَى فِي الشّجَ ِر وَاْلأَ ْرضِ إلَى وَ ْقتِ الْ َ‬
‫ك الْجَارُ إعَا َر َة‬‫ت الْجُذَاذِ َأ ْو ُيؤَجّ َرهَا لَ ْم َيكُنْ لَهُ ذَلِكَ كَمَا لَا يَمْلِ ُ‬ ‫ض مِنْ الزّ ْرعِ ِلَينَْتفِ َع ِبهَا إلَى وَ ْق ِ‬
‫الْأَ ْر ِ‬
‫صلَاحُهُ فِي أَ ْرضٍ فَِإنّ عََليْهِ‬ ‫حقّ ُه مِ ْن الِانِْتفَاعِ بِ ِملْكِ جَا ِرهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َل ْو بَاعَ زَ ْرعًا قَ ْد بَدَا َ‬ ‫ستَ ِ‬
‫غَيْ ِر ِه مَا يَ ْ‬
‫ج َرةً َف َه ْل يَدْخُ ُل َمْنَبتُهَا فِي الَْبيْ ِع عَلَى وَ ْج َهيْنِ ذَ َك َرهُمَا‬
‫ع شَ َ‬ ‫حصَادِ َفأَمّا إنْ بَا َ‬ ‫إبْقَا َءهُ إلَى وَ ْقتِ صَلَاحِهِ ِللْ َ‬
‫الْقَاضِي وَ َحكَى عَنْ ابْ ِن شَاقِلَا َأنّهُ لَا يَدْخُ ُل َوِإ ْن ظَاهِرَ َكلَامِ أَحْمَدَ الدّخُولُ َحْيثُ قَالَ فِيمَنْ أََق ّر بِشَجَ َرةٍ‬
‫ك عَلَى َقوْلِ ابْ ِن شَاقِلَا‬ ‫لِرَ ُج ٍل هِيَ لَ ُه ِبأَصِْلهَا َوعَلَى هَذَا َلوْ اْنقََل َعتْ فَلَ ُه إعَا َد ُة غَيْ ِرهَا َمكَاَنهَا وَلَا يَجُوزُ ذَلِ َ‬
‫كَالزّ ْرعِ إذَا ُحصِدَ َفلَا َيكُونُ لَهُ فِي اْلأَ ْرضِ ِسوَى حَ ّق الِانِْتفَاعِ ‪.‬‬
‫‪468‬‬
‫ع بِهِ وَلَا يَ ْملِكُ أَحَ ٌد ُمزَاحَ َمتَهُ فِيهِ‬‫حقّ ُه بِالِاْنتِفَا ِ‬
‫ستَ ِ‬
‫خَتصّ مُ ْ‬ ‫ص َو ُهوَ ِعبَا َرةٌ عَمّا يَ ْ‬
‫الّن ْوعُ الرّابِعُ ‪ :‬حَ ّق الِا ْخِتصَا ِ‬
‫ح اقْتِنَا ُؤهُ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬منْهَا ) اْلكَلْبُ الْمُبَا ُ‬
‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫َوهُ َو َغيْرُ قَابِلٍ لِلشّمُو ِل وَالْ ُمعَاوَضَاتِ َويَ ْدخُ ُل تَ ْ‬
‫حتَاجُ إلَى َتعْلِيمٍ َفوَ ْجهَانِ ‪.‬‬ ‫كَالْ ُمعَلّ ِم لِ َمنْ يَصْطَادُ ِبهِ فَِإنْ كَانَ لَا َيصْطَا ُد بِهِ َأوْ كَانَ اْلكَ ْلبُ جَ ْروًا يَ ْ‬
‫‪469‬‬
‫س ُة اْل َعيْنِ َك ُدهْنِ‬ ‫سةُ الْمُنَْتفَعُ ِبهَا بِاْلإِيقَادِ َو َغيْ ِرهِ عَلَى اْل َقوْلِ بِالْ َ‬
‫جوَازِ َفَأمّا نَجِ َ‬ ‫جَ‬‫( َو ِمنْهَا ) اْلأَ ْدهَانُ الْمُتََن ّ‬
‫الْ َميَْتةِ فَالْ َمْنصُوصُ َأنّهُ لَا يَجُو ُز الِاْنِتفَاعُ بِهِ ‪َ ,‬وَنقَلَ ابْ ُن َمنْصُورٍ عَنْ أَ ْحمَدَ مَا يَدُ ّل عَلَى َجوَا ِزهِ ‪.‬‬
‫‪470‬‬
‫ع بِ ِه مِنْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) جِ ْلدُ الْمَيَْت ِة الْ َم ْدبُوغُ إذَا قِي َل يَجُو ُز الِاْنِتفَا ُ‬
‫ع بِهِ فِي اْليَابِسَاتِ َفأَمّا مَا لَا يَجُو ُز الِاْنِتفَا ُ‬
‫جبُ َر ّدهُ عَلَى مَ ْن انْتَ َزعَ ُه مِمّنْ هُوَ فِي يَ ِدهِ ِبخِلَافِ‬
‫ت ِبحَالٍ فَلَا يَ َد ثَابَِت ٌة عََليْهِ ‪ ,‬وَآَيةُ ذَلِكَ َأنّهُ لَا يَ ِ‬
‫النّجَاسَا ِ‬
‫ب خَ ْمرًا فََتخَلّلَتْ فِي َيدِ اْلغَاصِبِ وَ َجبَ رَ ّدهَا ذَكَ َرهُ‬
‫جبُ َر ّدهُ َنعَمْ َلوْ غَصَ َ‬
‫مَا فِيهِ َنفْ ٌع ُمبَاحٌ فَِإنّ ُه يَ ِ‬
‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَالْأَصْحَابُ ; ِلأَ ّن يَ َد الَْأوّلِ لَ ْم َتزُ ْل َعْنهَا بِاْل َغصْبِ َف َكأَّنهَا تَخَلَّلتْ فِي يَ ِد ِه وَا ْختََلفَ ْ‬
‫ت‬
‫جرّ ِد التّخْمِيِ َفَأطْلَ َق اْلأَكْثَرُونَ ال ّزوَالَ ‪ِ ,‬مْنهُمْ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ‪.‬‬ ‫ك بِمُ َ‬ ‫ت اْلأَصْحَابِ فِي َزوَالِ الْ ِملْ ِ‬ ‫عِبَارَا ُ‬
‫ب الْحَ ّج وَفِي كَلَامِ اْلقَاضِي مَا‬ ‫ضهِمْ َأنّ الْمِلْكَ َل ْم يَزُ ْل َو ِمْنهُمْ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي فِي ِكتَا ِ‬ ‫َوظَاهِرُ َكلَامِ َب ْع ِ‬
‫حقُوقِهِ مِ ْن ُثبُوتِ ال ّرهِْنّي ِة َوغَيْ ِرهَا َحتّى َلوْ خَلّفَ‬
‫ك اْلأَوّلُ ِل ُ‬
‫يَدُ ّل عََليْ ِه َوبِكُلّ حَالٍ فََل ْو عَادَتْ خَلّا عَا َد الْمِلْ ُ‬
‫خ ْمرُ َقضَى ِمنْهُ َدْينَهُ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ فِي ال ّرهْ ِن َوذَكَ َر ُهوَ وَابْ ُن َعقِيلٍ‬
‫خَ ْمرًا َو َديْنًا فَتَخَلّ َلتْ الْ َ‬
‫حلَّلتْ فِي يَدِ الثّانِي َفهَ ْل ِهيَ مِلْكٌ لَهُ َأوْ‬ ‫ج َم َعهَا آخَرُ َفتَ َ‬
‫ضهَا َأوْ أَرَاَقهَا فَ َ‬ ‫ب الْخَمْرَ َوأَقَْب َ‬ ‫َأيْضًا فِيهِ َلوْ وَ َه َ‬
‫ت يَدُ‬
‫ض َوَثبَ َ‬ ‫صبِ ِبأَنّ الَْأوّلَ زَاَلتْ يَ ُد ُه َعْنهَا بِالْإِرَاَق ِة وَالْإِقْبَا ِ‬ ‫ك َوَبيْ َن اْلغَ ْ‬ ‫لِ ْلَأوّ ِل عَلَى ا ْحتِمَاَليْنِ وَفَرّقَا َبيْنَ ذَلِ َ‬
‫ف اْل َغصْبِ وَرَجّحَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي أَنّ ال ّرهْنَ لَا َيبْطُ ُل ِبتَخْمِ ِي اْلعَصِ ِي َوهَذَا ُكلّ ُه يَدُ ّل عَلَى‬ ‫خلَا ِ‬
‫الثّانِي بِ ِ‬
‫خمْرِ لِِإ ْمكَانِ َعوْ ِدهَا مَالًا ‪.‬‬ ‫ت اْليَدِ عَلَى الْ َ‬‫ُثبُو ِ‬
‫‪471‬‬
‫ح ِوهَا َهلْ ِهيَ مَمْلُو َكةٌ أَوْ ثَبَتَ فِيهَا حَقّ‬ ‫ق وَالَْأفْنَِي ِة وَ َمسِيلِ الْمِيَاهِ َونَ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َمرَافِقُ الَْأمْلَاكِ كَال ّطرُ ِ‬
‫ك َوبِهِ َج َزمَ‬ ‫الِاخْتِصَاصِ ؟ وَفِي الْمَ ْ‬
‫سأَلَةِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ُ :‬ثبُوتُ حَ ّق الِا ْخِتصَاصِ فِيهَا مِ ْن َغيْ ِر مِلْ ٍ‬
‫صبِ وَدَ ّل عََليْهِ الْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ فِيمَنْ َحفَرَ فِي‬ ‫الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي بَابِ إ ْحيَا ِء الْ َموَاتِ وَفِي اْلغَ ْ‬
‫حفْ ِرهِ فِي غَيْ ِر ِملْكٍ ‪َ ,‬وطَرَدَ اْلقَاضِي ذَلِكَ َحتّى فِي َح ِريِ اْلِبئْ ِر وَ َرّتبَ عََليْهِ َأنّهُ َلوْ بَاعَهُ‬ ‫ِفنَائِهِ ِبئْرًا َأنّهُ ُمَتعَ ّد بِ َ‬
‫ف مَا َل ْو بَاعَ بِ َطرِيقِهَا ‪,‬‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ص بِهِ إ ْذ ا ْستِطْرَاقُهُ عَا ّم بِ ِ‬
‫ختَ ّ‬ ‫أَرْضًا ِب ِفنَاِئهَا لَ ْم َيصِ ّح اْلبَيْعُ ; ِلأَنّ اْل ِفنَاءَ لَا َي ْ‬
‫حقُوقِ َف ُهوَ َكمَسِي ِل الْ ِميَاهِ ‪ .‬وَاْلوَجْهُ الثّانِي ‪:‬‬ ‫حةِ الَْبيْ ِع بِاْلفِنَاءِ ; ِلأَنّهُ مِ ْن الْ ُ‬
‫َوَأوْرَدَ ابْ ُن َعقِيلٍ ا ْحتِمَالًا ِبصِ ّ‬
‫ح بِ ِه الْأَصْحَابُ فِي الطّ ُرقِ وَ َج َزمَ بِهِ فِي اْلكُلّ صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي َوأَخَ َذ ُه مِنْ َنصّ أَ ْحمَدَ‬ ‫ك وَصَرّ َ‬ ‫الْمِلْ ُ‬
‫وَالْخِرَِقيّ عَلَى ِملْكِ حَ ِر ِي اْلبِئْرِ‬
‫‪472‬‬
‫ح ِوهَا‬
‫شرَاءُ فِيهَا كَالدّكَاكِيِ الْمُبَا َحةِ َونَ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َمرَافِقُ الَْأسْوَاقِ الْمُّتسِ َع ِة الّتِي يَجُوزُ الْبَ ْي ُع وَال ّ‬
‫فَالسّابِقُ إَليْهَا أَحَقّ ِبهَا ‪َ ,‬وهَلْ ِليَخْ ِطبُوا َحقّ ُه بِانِْتهَا ِء الّنهَارِ َأ ْو يَ ْمتَدّ إلَى َأ ْن يَْنقُلَ قُمَاشَ ُه َعْنهَا إلَى وَ ْج َهيْنِ‬
‫ج َريَانِ اْلعَا َدةِ بِانِْتفَاءِ ال ّزيَا َد ِة عََليْهِ ‪َ ,‬وعَلَى الثّانِي فََلوْ َأطَالَ‬
‫‪َ ,‬وظَاهِرُ َكلَامِ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ َحرْبٍ الَْأوّلُ لِ َ‬
‫شتَ َركِ ‪.‬‬
‫ص بِالْحَ ّق الْمُ ْ‬
‫الْجُلُوسَ َفهَ ْل ُيصْرَفُ َأمْ لَا عَلَى وَ ْج َهيْنِ ; ِلَأنّهُ ُيفْضِي إلَى الِا ْخِتصَا ِ‬
‫‪473‬‬
‫ح ِوهَا ِلعِبَادَةٍ أَوْ مُبَاحٍ َفَيكُو ُن الْجَاِلسُ أَحَ ّق بِ َمجْلِسِهِ إلَى أَ ْن َيقُومَ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الْجُلُوسُ فِي الْ َمسَا ِجدِ وَنَ ْ‬
‫جلِسِ ِه َويُسَْتْثنَى مِنْ ذَلِكَ‬
‫ض ٍة َوِنيّتُ ُه اْلعَوْدُ َف ُهوَ أَ َح ّق بِمَ ْ‬
‫عَنْ ُه بِا ْخِتيَا ِرهِ قَاطِعًا لِ ْلجُلُوسِ َأمّا إنْ قَامَ لِحَا َج ٍة عَارِ َ‬
‫ح بِهِ اْلقَاضِي ‪َ ,‬و ُه َو ظَاهِرُ‬ ‫ط الصّفّ فَِإنّ ُه يَجُو ُز َنقْلُ ُه َعنْهُ صَرّ َ‬ ‫صِبيّ إذَا قَامَ فِي صَفّ فَاضِلٍ َأوْ فِي َوسَ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫كَلَامِ أَحْمَدَ َوعََليْهِ حُمِلَ ِفعْلُ طَرََف َة بْنِ َك ْعبٍ ِب َقْيسِ بْ ِن َعبّادٍ ‪.‬‬
‫‪474‬‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َتعَلّقُ َحقّ الْ ُم ْرَت ِهنِ بِال ّر ْهنِ َو َم ْعنَاهُ َأنّ‬
‫وَالّن ْوعُ الْخَا ِمسُ حَ ّق التّعَلّقِ لِاسْتِيفَاءِ الْحَ ّق وَلَهُ ُ‬
‫حبُوسٌ ِبكُلّ ُجزْ ٍء مِنْ ال ّديْنِ َحتّى يَسَْتوِْفيَ جَمِيعَهُ ‪.‬‬ ‫جَمِيعَ َأجْزَاءِ ال ّرهْ ِن مَ ْ‬
‫‪475‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َتعَ ّلقُ حَ ّق الْجِنَايَ ِة بِالْجَانِي َو َم ْعنَاهُ َأنّ َحقّهُ انْ َ‬
‫حصَرَ فِي مَاِلّيتِهِ وَلَ ُه الْمُطَاَلَب ُة بِالِا ْستِيفَا ِء ِمنْهُ َوَيَتعَلّقُ‬
‫جنَاَيةِ َوُيوَفّى ِمنْ ُه‬
‫ب َوُيبَاعُ َجمِيعُهُ فِي الْ ِ‬‫الْحَ ّق بِ َمجْمُوعِ الرَّقَبةِ لَا ِبقَدْ ِر اْلأَ ْرشِ عَلَى ظَاهِرِ كَلَا ِم اْلأَصْحَا ِ‬
‫الْحَ ّق َويُ َر ّد الْ َفضْ ُل عَلَى السّيّدِ ‪َ ,‬وذَكَرَ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ أَ ّن ظَاهِرَ كَلَامِ أَ ْحمَدَ َأنّهُ لَا يُرَدّ عََليْهِ َشيْءٌ‬
‫ضلٌ َعنْ‬
‫صرِيحٌ فِي َتعَلّ ِق الْحَ ّق بِالْجَمِيعِ وَلِ ْلأَصْحَابِ فِي الْعَ ْبدِ الْ َم ْرهُونِ إذَا جَنَى وَكَا َن فِي قِيمَِتهِ فَ ْ‬
‫َوهَذَا َ‬
‫ع جَمِي ُعهُ َأوْ بِ ِم ْقدَا ِر الْأَرْشِ فِيهِ وَ ْجهَانِ َلكِ ّن بَيْعَ جَمِيعِهِ َينْدَفِعُ بِهِ عَنْ ال ّ‬
‫سيّدِ ضَ َر ُر َنقْصِ‬ ‫الْأَرْشِ َهلْ يُبَا ُ‬
‫شقِيصِ ‪.‬‬ ‫الْقِي َم ِة بِالتّ ْ‬
‫‪476‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َتعَ ّلقُ حَ ّق اْلغُ َرمَا ِء بِالّترِ َكةِ َهلْ يَمْنَ ُع انِْتقَاَلهَا بِالْإِ ْرثِ عَلَى ِروَايَتَ ْينِ ‪َ ,‬و َهلْ ُهوَ كََتعَ ّلقِ الْجِنَاَيةِ‬
‫ح اْلأَكْثَرُو َن بَِأنّهُ كَ ُمَتعَلّقِ ال ّرهْ ِن َوُيفَسّ ُر ِبثَلَاَثةِ َأ ْشيَاءَ ‪:‬‬
‫صرّ َ‬ ‫أَوْ ال ّر ْهنِ ؟ ا ْختَلَفَ كَلَا ُم اْلأَصْحَابِ فِي ذَلِ َ‬
‫ك وَ َ‬
‫ك ِمْنهَا َشيْءٌ َحتّى ُيوَفّى ال ّديْنُ ُكلّهُ ‪.‬‬ ‫أَحَ ُدهَا ‪َ ,‬أنّ َتعَلّقَ ال ّديْ ِن بِالتّرِ َك ِة َوِبكُلّ جُزْ ٍء مِنْ أَ ْجزَاِئهَا َفلَا َينْفَ ّ‬
‫حصَصِ‬ ‫ث وَاحِدًا قَا َل َوِإنْ كَانَ جَمَا َع ًة اْنقَسَمَ عََلْيهِ ْم بِاْل ِ‬ ‫ح بِذَلِكَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ إذَا كَا َن الْوَارِ ُ‬ ‫وَصَرّ َ‬
‫صةٍ مِنْ ال ّديْنِ ِبنَظِ ِيهَا مِ ْن التّرِ َك ِة َوِبكُلّ جُزْءٍ مِْنهَا لَا َيْنفَكّ ِمْنهَا شَيْءٌ َحتّى ُيوَفّيَ َجمِيعَ‬ ‫َويََتعَلّقُ كُلّ ِح ّ‬
‫ح بِهِ جَمَا َعةٌ‬ ‫سَتغْ ِرقٍ صَرّ َ‬ ‫سَتغْرِقًا لِلتّرِ َكةِ َأوْ َغيْ َر مُ ْ‬
‫ك َبيْنَ أَ ْن َيكُونَ ال ّديْنُ مُ ْ‬
‫صةِ وَلَا َف ْرقَ فِي ذَلِ َ‬ ‫حّ‬ ‫ك الْ ِ‬
‫تِلْ َ‬
‫س ‪ .‬الثّانِي ‪ :‬أَنّ ال ّديْنَ فِي ال ّذ ّم ِة َوَيتَعَلّ ُق بِالتّرِ َكةِ َوهَ ْل ُهوَ فِي ِذ ّمةِ الْ َميّتِ‬ ‫ِمنْهُمْ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ فِي التّفْلِي ِ‬
‫ف وَفِي ذَلِكَ وَ ْجهَانِ َأيْضًا‬ ‫ح َة التّصَرّ ِ‬ ‫صّ‬ ‫َأوْ اْلوَ َرَثةِ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ َسبَقَ ذِ ْك ُرهُمَا ‪ .‬وَالثّاِلثُ ‪َ :‬أنّهُ يَ ْمنَعُ ِ‬
‫ك َوَنقَلَ الْ َميْمُونِيّ عَنْ‬ ‫ي الْمَ َرضِ َأمْ لَا ؟ تَ َردّ َد اْلأَصْحَابُ فِي ذَلِ َ‬ ‫َسبَقَا َوهَ ْل َتعَلّقَ َح ّقهُ ْم بِالْمَا ِل مِنْ ِح ِ‬
‫ط ِبجَمِي ِع مَا َترَكَ َيجُوزُ َلهُ أَنْ ُيعْتِ َق َويَهَبَ َيعْنِي الْمَيّتَ ؟ قَالَ ‪َ :‬نعَمْ ‪ ,‬قُلْت‬
‫أَحْمَدَ فِي َمنْ عَلَ ْيهِ َديْنٌ يُحِي ُ‬
‫س ُهوَ السّا َعةُ فِي يَ ِدهِ ؟‬ ‫س ثُُلثُهُ لَهُ ؟ ُقلْت ‪َ :‬لْيسَ هَذَا الْمَالُ لَهُ ‪ ,‬قَالَ ‪ :‬أَلَْي َ‬ ‫‪ :‬هَذَا َلْيسَ لَ ُه مَالٌ ‪ ,‬قَالَ ‪ :‬أََليْ َ‬
‫سأََلةٌ فِيهَا َلْبسٌ ‪َ ,‬واَلّذِي كَا َن عِنْ َد ُه عَلَى مَا نَاظَ ْرتُهُ َأنّ‬ ‫قُلْت ‪ :‬بَلَى ‪ ,‬وََلكِنّهُ ِل َغيْ ِرهِ ‪ ,‬قَالَ ‪َ :‬د ْعهَا فَِإّنهَا مَ ْ‬
‫ث مَعَ‬
‫صّيةِ بِالثُّل ِ‬ ‫ح َة اْلوَ ِ‬‫شكَلَ الْقَاضِي هَ ِذهِ ال ّروَاَيةَ فِيمَا قَ َرْأتُهُ بِخَطّ ِه وَ َجعَ َل ظَاهِ َرهَا صِ ّ‬ ‫هَذَا جَائِزٌ ‪ .‬وَاسْتَ ْ‬
‫حكْمِ ِه مَ َع اْلوَ َرثَةِ ِلَتعَلّقِ َحقّ‬‫ال ّديْنِ وَحَمََلهَا عَلَى أَ َح ِد وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬إمّا َأ ْن يَكُونَ ُحكْ ُم الْمَرِيضِ َم َع الْغُ َرمَاءِ َك ُ‬
‫ح ُة َتصَرّفِ ِه عَلَى‬ ‫ث مَ َع وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا ‪َ .‬أوْ أَ ْن َيقِفَ صِ ّ‬ ‫ف بِالثُّل ِ‬
‫الْجَمِي ِع بِمَالِهِ َفلَا َيكُونُ َم ْمنُوعًا مِ ْن التّصَرّ ِ‬
‫إجَا َز ِة اْلغُ َرمَاءِ ‪ .‬وَقَالَ الشّيْ ُخ َت ِقيّ الدّينِ ِهيَ بَ َد ٌل عَلَى َأ ّن اْلغُ َرمَاءَ لَا يََتعَلّقُ َح ّقهُ ْم بِالْمَالِ إلّا َبعْ َد الْ َموْتِ ;‬
‫ث الّذِي مَّلكَهُ الشّا ِرعُ‬ ‫حيَاةِ فِي ِذ ّمتِ ِه وَاْلوَرََثةُ لَا َيَتعَلّقُ َح ّقهُ ْم بِالْمَا ِل مَعَ ال ّديْنِ َفيَْبقَى الثُّل ُ‬
‫ِلأَنّ َح ّقهُمْ فِي الْ َ‬
‫الّتصَرّفَ فِيهِ لَا مَانِعَ لَ ُه مِ ْن التّصَرّفِ فِيهِ َفَيْنفُ ُذ َتصَرّفُهُ فِي ِه ُمنْجَزًا لَا ُمعَّلقًا بِالْ َموْتِ بِخِلَافِ الزّائِ ِد عَلَى‬
‫الثُّلثِ إذَا لَ ْم َيكُ ْن عََليْهِ َديْنٌ فَِإنّ حَ ّق اْلوَ َرَث ِة يََتعَلّ ُق بِهِ فِي مَرَضِهِ إذْ لَا حَقّ َلهُمْ فِي ِذ ّمتِهِ ‪ُ .‬ق ْلتُ ‪َ :‬وتَ َردّدَ‬
‫ش َهوَاتِ‬
‫كَلَامُ الْقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ فِي خِلَاَفْيهِمَا فِي الْ َمرِيضِ َهلْ ِلوَ َرثَِتهِ مَ ْن ُعهُ ِمنْ إْنفَاقِ جَمِيعِ مَاِلهِ فِي ال ّ‬
‫أَ ْم لَا ؟ َففِي َموْضِعٍ َج َزمَا ِبُثبُوتِ الْ َمنْعِ َلهُمْ ِلَتعَلّقِ ُحقُوِقهِ ْم بِمَالِ ِه َوَأنْكَرَ ذَلِكَ فِي َموَاضِعَ ‪.‬‬
‫‪477‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َتعَ ّلقُ حَ ّق الْمُوصَى َلهُ بِالْمَالِ َه ْل يَتْبَعُ الِانِْتقَالَ إلَى اْلوَرََثةِ ؟ َجعَ َل طَاِئ َف ٌة مِ ْن الْأَصْحَابِ‬
‫شهَدُ لِذَلِكَ َقوْ ُل طَاِئ َفةٍ‬ ‫سيْنِ فِي ُفرُوعِهِ َويَ ْ‬ ‫ُحكْمَهُ ُحكْمَ ال ّديْ ِن َو ِمْنهُمْ َأبُو الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ َوأَبُو الْحُ َ‬
‫ك اْلوَ َرَثةِ وَ َج َزمَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ِبعَ َد ِم انِْتقَالِهِ إلَى‬ ‫مِ ْن الْأَصْحَابِ أَ ّن الْمُوصَى بِهِ َقبْ َل اْل َقبُو ِل عَلَى مِلْ ِ‬
‫ك اْلوَ َرَث ُة إبْدَالَ َحقّهِ بِخِلَافِ‬ ‫صّيةِ بَِأنّ حَ ّق الْمُوصَى لَهُ فِي َعيْنِ التّرِ َك ِة وَلَا يَمْلِ ُ‬ ‫اْلوَرََث ِة ُمفَرّقًا َبيْنَ ال ّديْ ِن وَاْلوَ ِ‬
‫ك مِمّا َروَاهُ ابْ ُن َمنْصُورٍ عَنْ‬ ‫ال ّديْنِ فَِإنّ حَقّ صَا ِحبِهِ فِي التّرِ َك ِة وَال ّذ ّم ِة وَلِ ْلوَ َرَث ِة الّتوِْفَيةُ مِ ْن َغيْ ِر ِه َوأُخِذَ ذَلِ َ‬
‫خرَجَ ِمنْ مَاِلهِ َكذَا وَ َكذَا فِي َكذَا وَ َكذَا سََنةً ‪ ,‬قَالَ ‪ :‬لَا ُيقَسّ ُم الْمَالُ َحتّى‬
‫أَحْمَدَ فِيمَنْ َأوْصَى أَنْ يُ ْ‬
‫خرِجُوهُ فََلهُمْ َأ ْن ُيقَسّمُوا اْلبَ ِقّي َة وَكَذَلِكَ فِي الْ ُمجَرّ ِد وَاْل ُفصُولِ فِي بَابِ‬ ‫ُينَفّذُوا مَا قَالَ إلّا َأنْ َيضْ َمنُوا َأنْ يُ ْ‬
‫الشّرِ َكةِ أَ ّن الْمُوصَى لَ ُه إنْ كَانَ ُم َعيّنًا َف ُه َو شَرِيكٌ فِي قَدْ ِر مَا وَصّى لَ ُه بِهِ َوِإنْ كَانَ َغيْ َر ُم َعيّنٍ كَاْل ُفقَرَاءِ‬
‫ب الْمُوصَى لَ ُه َومِمّا يَ ُد ّل عَلَى عَ َد ِم انِْتقَالِهِ إلَى‬ ‫جزْ لِ ْلوَ َرَث ِة التّصَرّفُ َحتّى ُيفْ ِردُوا َنصِي َ‬ ‫وَالْمَسَاكِيِ لَ ْم يَ ُ‬
‫ث َوِإنّ إجَا َزةَ اْلوَ َرَثةِ َلهَا َتْنفِيذٌ لَا اْبتِدَا ُء عَ ِطّيةٍ‬
‫صّيةِ بِالزّائِ ِد عَلَى الثُّل ِ‬
‫ح ُة اْلوَ ِ‬
‫شهُورَ ِعنْ َدنَا صِ ّ‬ ‫اْلوَرََثةِ َأنّ الْمَ ْ‬
‫‪478‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َتعَ ّلقُ الزّكَا ِة بِالنّصَابِ َه ْل هُ َو َتعَ ّلقُ َشرِ َكةٍ َأوْ ا ْرِتهَانٍ َأوْ تَعَ ّلقُ الِاسْتِيفَاءِ كَالْجِنَايَةِ اضْطَرَبَ‬
‫ح بِهِ‬‫حصُ ُل ِمنْهُ ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ ‪ :‬أَحَ ُدهَا ‪َ ,‬أنّهُ تَعَلّ ُق شَرِ َك ٍة وَصَرّ َ‬ ‫ك اضْطِرَابًا َكثِيًا ‪َ .‬ويَ ْ‬ ‫صحَابِ فِي ذَلِ َ‬ ‫كَلَا ُم الْأَ ْ‬
‫الْقَاضِي فِي َموْضِ ٍع مِنْ شَرْحِ الْمَ ْذهَبِ َوظَاهِرِ َكلَامِ َأبِي َبكْرٍ يَدُ ّل عََليْ ِه وَقَ ْد َبّينَهُ فِي َموْضِعٍ آ َخرَ ‪ .‬وَالثّانِي‬
‫شبّهُهُ‬
‫جنَاَيةِ َو ِمْنهُ ْم مَ ْن يُ َ‬
‫‪َ :‬تعَلّ ُق اسْتِيفَاءٍ وَصَرّحَ بِهِ َغيْ ُر وَاحِ ٍد ِمْنهُمْ الْقَاضِي ‪ ,‬ثُ ّم ِمْنهُمْ مَ ْن يُشَّبهُ ُه ِبتَعَلّ ِق الْ ِ‬
‫حقّ‬
‫حرِي ِر مَسَائِلَ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َأنّ الْ َ‬
‫ف هَذَا النّزَاعُ ِبتَ ْ‬
‫ِبتَعَلّقِ ال ّديْنِ بِالتّرِ َكةِ ‪ .‬وَالثّالِثُ ‪َ :‬أنّهُ َتعَلّقُ َرهْ ٍن َويَْنكَشِ ُ‬
‫َهلْ ُهوَ مَُتعَ ّل ٌق بِجَمِيعِ النّصَابِ َأوْ بِ ِم ْقدَارِ الزّكَاةِ فِيهِ غَ ْيرُ ُمعَيّنٍ ؟ وَقَ ْد َنقَلَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ الِاّتفَاقَ‬
‫عَلَى الثّانِي ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َأنّ ُه مَعَ الّتعَ ّلقِ بِالْمَالِ َه ْل يَكُو ُن ثَابِتًا فِي ِذمّ ِة الْمَاِلكِ أَ ْم لَا ؟ َوظَاهِرُ َكلَامِ‬
‫ف الْمَالُ َأ ْو يََتصَرّفَ فِي ِه‬ ‫الْأَ ْكثَرِينَ َأنّهُ عَلَى اْل َقوْلِ بِالّتعَلّ ِق بِاْل َعيْنِ لَا َيثُْبتُ فِي ال ّذ ّم ِة ِمنْهُ َشيْءٌ إلّا َأ ْن َيتْلَ َ‬
‫خطّابِ وَصَا ِحبِ الْ ُمحَرّرِ فِي شَرْحِ الْهِدَاَيةِ َأنّا إذَا قُ ْلنَا ‪ :‬الزّكَاةُ‬ ‫ح ْولِ ‪ .‬فَظَاهِرُ كَلَامِ َأبِي الْ َ‬ ‫ك َبعْدَ الْ َ‬ ‫الْمَالِ ُ‬
‫شيْخِ َتقِيّ الدّي ِن َشيْخِ‬ ‫حضٍ َكَتعَلّقِ ال ّديُو ِن بِالتّرِ َكةِ وَ ُهوَ ا ْختِيَارُ ال ّ‬ ‫فِي ال ّذ ّمةِ َفَيَتعَلّ ُق بِاْلعَيْ ِن َتعَلّ َق ا ْستِيفَا ٍء مَ ْ‬
‫الِْإسْلَامِ بْ ِن َتيْ ِمّيةَ َوهُوَ حَسَنٌ ( َو ِمنْهَا ) َمنْ ُع التّصَرّفِ وَالْمَ ْذهَبُ أَنْ لَا يَ ْمنَعَ كَمَا سَبَقَ ‪.‬‬
‫‪479‬‬
‫جرِ َو ُهوَ تَعَلّقُ‬
‫س بِمَاِلهِ َبعْدَ الْحَ ْ‬
‫ق بِالَْأ ْموَالِ َتعَ ّلقَ حَقّ ُغ َرمَا ِء الْ ُمفْلِ ِ‬
‫حقُو ِ‬
‫صوَ َر َتعَلّ ِق الْ ُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َأ ْعنِي ُ‬
‫ق الِاسْتِيفَاءِ ِمنْهُ ‪.‬‬‫حقَا ِ‬‫اسْتِ ْ‬
‫‪480‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َتعَ ّلقُ ُديُو ِن الْ ُغ َرمَاءِ بِمَا ِل الْ َمأْذُونِ َلهُ وَقَدْ ذَ َكرَ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ أَ ّن هَذَا الّتعَلّ َق هَ ْل َيصِحّ‬
‫شِرَاءُ السّيّ ِد ِمنْهُ كَمَا ِل الْ ُمكَاَتبِ مَ َع َسيّ ِدهِ َأوْ لَا ؟ كَالْ َم ْرهُو ِن بِالنّسَْبةِ إلَى الرّاهِن عَلَى ا ْحتِمَاَليْنِ َوهَذَا لَا‬
‫سيّ ِد َوِإنّمَا يََتوَجّ ُه عَلَى َقوِْلنَا َيَتعَلّ ُق بِرََقَب ِة اْل َعبْدِ وََقدْ‬‫َيتَوَجّ ُه عَلَى ظَاهِ ِر الْمَ ْذ َهبِ ‪َ ,‬و ُه َو َتعَلّقُ ُديُونِهِ بِ ِذ ّمةِ ال ّ‬
‫سأََل ِة عَلَى هَذَا ‪.‬‬ ‫ف اْل َكبِيِ ِبِبنَاءِ الْمَ ْ‬
‫صَرّحَ فِي الْخِلَا ِ‬
‫‪481‬‬
‫صرْفُهُ إلَْيهِ ْم ِمْنهَا عَلَى‬ ‫جبُ َ‬ ‫ق الْ ُف َقرَاءِ بِاْلهَدْيِ وَاْلأَضَا ِحيّ الْ ُمعَيَّنةِ َوُيقَ ّدمُو َن بِمَا يَ ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َتعَ ّلقُ حُقُو ِ‬
‫الْغُ َرمَاءِ فِي َحيَا ِة الْمُو ِجبِ َوَبعْ َد وَفَاتِهِ ‪.‬‬
‫‪482‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِدسَة وَالثّمَانُونَ ) ‪ :‬الْمِلْكُ أَ ْربَ َعةُ َأْنوَاعٍ ‪ :‬مِلْكُ عَ ْي ٍن َومَ ْنفَ َعةٍ ‪َ ,‬ومِلْ ُ‬
‫ك َعيْنٍ ِبلَا َمنْ َف َعةٍ ‪,‬‬
‫ع اْلأَوّلُ َف ُه َو عَا ّمةُ اْلَأمْلَاكِ اْلوَارِ َد ِة‬‫ك الْ َمْن َف َعةِ ‪َ .‬أمّا الّنوْ ُ‬
‫ك َمنْ َف َع ٍة بِلَا َعيْنٍ ‪َ ,‬ومِلْكُ اْنِتفَاعٍ مِ ْن َغيْ ِر مِلْ ِ‬ ‫َومِلْ ُ‬
‫ث َوغَيْرِ ذَلِكَ ‪ .‬وَاعْلَمْ َأنّ ابْ َن َعقِيلٍ ذَكَرَ‬ ‫ضيَةِ َلهَا مِ ْن َبيْ ٍع َوهَِب ٍة َوإِرْ ٍ‬‫عَلَى اْلَأعْيَانِ الْ َممْلُو َك ِة بِالَْأ ْسبَابِ الْ ُم ْقَت ِ‬
‫فِي اْلوَاضِحِ فِي أُصُو ِل اْل ِفقْهِ إ ْجمَاعَ الْ ُف َقهَاءِ عَلَى َأ ّن الْ ِعبَادَ لَا يَ ْمِلكُو َن الَْأ ْعيَا َن َوِإنّمَا مَالِكُ اْلَأعْيَانِ خَاِل ُقهَا‬
‫ع ِبهَا عَلَى اْلوَجْ ِه الْ َمأْذُونِ فِي ِه شَ ْرعًا فَ َمنْ كَانَ مَاِلكًا‬ ‫ُسبْحَانَهُ َوَتعَالَى َوَأ ّن الْ ِعبَادَ لَا يَ ْمِلكُو َن ِسوَى الِاْنِتفَا ِ‬
‫ص يَ ْمتَا ُز بِهِ‬ ‫ص بِاسْمٍ خَا ّ‬ ‫خَت ّ‬ ‫ع ِمنْهُ فَ ِم ْلكُهُ ُمقَيّ ٌد َويَ ْ‬
‫ك الْمُطْلَ ُق َومَنْ كَا َن مَاِلكًا ِلَن ْو ٍ‬ ‫ِلعُمُومِ الِاْنِتفَاعِ َف ُه َو الْمَالِ ُ‬
‫شيْ ُخ َتقِيّ‬ ‫سَتعِ ِي َو َغيْرِ ذَلِكَ ‪ .‬وَكَذَا ذَ َكرَ ابْنُ الزّاغُوِنيّ فِي ِكتَابِ غُ َر ِر الَْبيَانِ وَ َرجّحَهُ ال ّ‬ ‫سَتأْجِ ِر وَالْمُ ْ‬‫كَالْمُ ْ‬
‫ع وََلكِ ّن الّتقْسِي َم َههُنَا وَارِ ٌد عَلَى‬ ‫ك الِاْنِتفَا ِ‬‫الدّينِ رَ ِحمَهُ اللّهُ ‪َ .‬فعَلَى هَذَا جَمِي ُع اْلأَمْلَا ِك إنّمَا ِهيَ مِلْ ُ‬
‫شهُورِ ‪.‬‬ ‫الْمَ ْ‬
‫‪483‬‬
‫صّيةِ بِالْ َمنَافِعِ ِلوَا ِح ٍد َوبِالرَّقَبةِ لِآخَرَ َأوْ‬ ‫الّن ْوعُ الثّانِي ‪ :‬مِ ْلكُ اْلعَ ْينِ ِبدُونِ مَ ْنفَ َعةٍ وَقَدْ َأْثبَتَ ُه الْأَصْحَابُ فِي اْلوَ ِ‬
‫خ ْد َمةِ عَ ْب ِدهِ َأوْ َظ ْهرِ دَابّ ٍة ُترْكَبُ أَوْ ِبدَارٍ‬
‫تَرْ ِكهَا لِ ْلوَ َرَثةِ ‪ ,‬وَقَدْ قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ُم َهنّا فِيمَنْ َأوْصَى بِ ِ‬
‫ُتسْ َكنُ ‪َ .‬فقَالَ ‪ :‬الدّارُ لَا َبأْ َ‬
‫س ِبهَا َوأَكْ َر ُه اْلعَبْ َد وَالدّاّبةَ ; ِلأَّنهُمَا يَمُوتَانِ قَالَ َأبُو َبكْرٍ الّذِي أَقُو ُل بِهِ َأنّ‬
‫اْلوَصِّي َة َتصِحّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ ; ِلأَنّ الدّا َر تَخْرَبُ َأْيضًا وَحَمَلَ اْلقَاضِي كَلَامَ أَ ْحمَدَ عَلَى الْكَرَا َهةِ دُونَ‬
‫صّيةَ لَا تَجُوزُ إلّا بِمَا يَدُومُ َن ْفعُهُ َفِإنّ‬ ‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ رَ ِحمَهُ اللّهُ لَ ْم يُ ِردْ أَحْمَدُ أَ ّن اْلوَ ِ‬
‫إبْطَا ِل اْلوَصِّيةِ ‪ .‬قَالَ ال ّ‬
‫هَذَا لَا َيقُولُهُ أَ ْدنَى مَنْ لَ ُه نَ َظرٌ فِي اْل ِفقْهِ َفضْلًا عَنْ أَ ْن َيكُو َن هَذَا الِْإمَامَ ‪َ ,‬وإِنّمَا أَرَادَ أَ ّن اْلعَبْ َد وَالدّاّبةَ إذَا‬
‫ك عََلْيهِمْ مِ ْن‬ ‫سبَ ذَلِ َ‬ ‫َأوْصَى بِ َمنَاِف ِعهِمَا عَلَى الّتأْبِيدِ فََل ْم َيتْ ُركْ ِل ْلوَ َرَثةِ مَا َيْنَتفِعُونَ بِهِ فَلَا يَجُوزُ َأنْ يُحْ َ‬
‫صّيةِ وََق ْد شَرَطَ اللّهُ‬ ‫جوَا ِز اْلوَ ِ‬
‫حضٌ ِب َ‬ ‫جرّ َد ِة عَ ْن الْ َمنَافِ ِع بَ ْل ُهوَ ضَرَ ٌر َم ْ‬
‫الْمِيَاثِ فَِإنّهُ لَا فَائِ َدةَ فِي الرَّقَب ِة الْمُ َ‬
‫صيّ ِة عَ َد َم الْ ُمضَا ّرةِ َلكِ ْن إنْ َقصَدَ الْمُوصِي إيصَالَ جَمِي ِع الْ َمنَافِعِ إلَى الْمُوصَى لَهُ َفهَ ِذهِ‬ ‫جوَا ِز اْلوَ ِ‬ ‫َتعَالَى لِ َ‬
‫ك إْبقَاءَ‬ ‫سبُ عَلَى اْلوَ َرَثةِ ِمْنهَا شَيْ ٌء وَلَا َيصِ ّح الْإِيصَا ُء َم َعهَا بِالرَّقَب ِة َوِإنْ َقصَ َد مَعَ ذَلِ َ‬ ‫حتَ َ‬
‫صّيةٌ بِالرَّقَبةِ َفلَا يُ ْ‬
‫وَ ِ‬
‫ص وَالرَّقَبةُ لِآخَرَ وَلَا‬ ‫خ ٍ‬ ‫ت اْلوَصِّيةُ لِا ْمتِنَاعِ َأنْ َتكُو َن الْ َمنَافِعُ كُّلهَا لِشَ ْ‬ ‫الرَّقَبةِ ِل ْلوَ َرَثةِ َأ ْو الْإِيصَاءَ ِبهَا لِآ َخ َر بَطََل ْ‬
‫خصٍ وَفِي آ َخ َر بِالْ َمنَافِعِ ِل َغيْ ِرهِ‬ ‫شْ‬ ‫َسبِيلَ إلَى َترْجِيحِ أَحَدِ الَْأمْ َريْنِ َفَيبْطُلَانِ ‪ .‬إمّا إ ْن وَصّى فِي وَ ْقتٍ بِالرَّقَبةِ لِ َ‬
‫َف ُهوَ َكمَا َل ْو وَصّى ِب َعيْنٍ لِاثَْنيْنِ فِي وَ ْقتَيْ ِن وَاسْتَ َد ّل عَلَى َأ ّن تَمْلِيكَ جَمِيعِ الْ َمنَافِعِ تَمْلِيكٌ لِ ْل َعيْ ِن بِالرّ ْقبَى‬
‫صّيةِ‬‫حيَا ِة َوهَذَا الْ َم ْعنَى ُمْنتَفٍ فِي اْلوَ ِ‬ ‫وَالْعُ ْمرَى فَِإّنهَا تَمْلِيكٌ لِلرَّقَبةِ َحيْثُ كَاَنتْ تَ ْملِيكًا لِ ْل َمنَافِعِ فِي الْ َ‬
‫خرَابِ الدّارِ َفَيعُو ُد الْمِلْكُ إلَى‬ ‫ت الْمُوصَى لَ ُه َوبِ َ‬ ‫ص ٍة َيْنَتهِي بِ َموْ ِ‬ ‫ك َمْنفَ َعةٍ خَا ّ‬ ‫بِسُ ْكنَى الدّارِ ; ِلأَنّ هَذَا تَمْلِي ُ‬
‫حيَاةِ ‪.‬‬
‫سكْنَى فِي الْ َ‬ ‫اْلوَرََثةِ كَمَا َيعُو ُد الْمِلْكُ فِي ال ّ‬
‫‪484‬‬
‫الّن ْوعُ الثّاِلثُ ‪ :‬مِ ْلكُ الْمَ ْن َف َعةِ ِبدُونِ عَ ْينٍ َوهُ َو ثَاِبتٌ بِالِاّتفَاقِ َو ُهوَ ضَ ْربَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬مِلْ ٌ‬
‫ك ُم َؤبّدٌ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) اْلوَصِّي ُة بِالْ َمنَافِعِ كَمَا َسبَ َق َويَشْمَلُ جَمِيعَ َأْنوَا ِعهَا إلّا َمْن َف َعةَ اْلُبضْعِ فَِإنّ فِي‬ ‫حتَهُ ُ‬‫ج تَ ْ‬‫َويَنْدَ ِر ُ‬
‫ف عََليْهِ فِي ِم ْلكِهِ ِلرََقَبتِهِ‬ ‫صّيةِ وَ ْج َهيْنِ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) اْلوَقْفُ فَِإنّ َمنَاِفعَ ُه َوثَمَرَاتِهِ مَ ْملُو َكةٌ ِللْ َموْقُو ِ‬ ‫ُدخُوِلهَا بِاْلوَ ِ‬
‫خرَاجِ‬ ‫ض الْخَرَا ِجّي ُة الْ ُمقَ ّرةُ فِي يَدِ مَ ْن هِيَ فِي يَ ِدهِ بِالْ َ‬ ‫وَ ْجهَانِ َمعْرُوفَانِ َلهُمَا َفوَائِ ُد ُمتَعَدّ َدةٌ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الْأَ ْر ُ‬
‫سَتثْنَاةُ فِي‬‫ك َغيْ ُر ُم َؤبّدٍ فَ ِمنْ ُه الْإِجَا َر ُة َومَنَافِ ُع الْ َمبِي ِع الْمُ ْ‬
‫ب الثّانِي ‪ :‬مِلْ ٌ‬‫ك َمنَاِف َعهَا عَلَى التّ ْأبِيدِ ‪ .‬وَالضّرْ ُ‬ ‫يَمْلِ ُ‬
‫ع الِاسِْتغْلَالِ ‪.‬‬‫الْ َعقْ ِد مُ ّد ًة َمعْلُو َمةً ‪َ ,‬و ِمنْ ُه مَا ُهوَ َغيْ ُر ُموَّقتٍ َل ِكنّهُ غَيْرُ لَا ِزمٍ كَاْلعَا ِرّي ِة عَلَى وَجْ ٍه َوإِقْطَا ِ‬
‫‪485‬‬
‫ك الِانِْتفَاعَ لَا‬
‫سَتعِيِ َفِإنّهُ يَ ْملِ ُ‬ ‫ك الْمُ ْ‬‫صوَ ٌر ُمتَعَدّ َدةٌ ‪ :‬مِْنهَا ) مِلْ ُ‬ ‫ج ّردِ وَلَهُ ُ‬‫ع الْمُ َ‬ ‫الّن ْوعُ الرّابِعُ ‪ :‬مِ ْلكُ الِانْتِفَا ِ‬
‫الْ َمنْ َف َعةَ إلّا عَلَى ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ أَ ّن اْلعَا ِرّيةَ الْ ُمؤَّقَت َة تَلْ َزمُ كَذَا قَا َل اْلأَصْحَابُ ‪َ ,‬ويُ ْمكِنُ َأنْ‬
‫ب اْلوَفَا ِء ِببَدَ ِل الِانِْتفَاعِ لَا عَلَى تَ ْملِيكِ الْ َمْن َف َعةِ ‪.‬‬ ‫ُيقَالَ ‪ :‬لُزُو ُم الْعَا ِرّي ِة الْ ُمؤَّقَتةِ إنّمَا يَدُلّ عَلَى وُجُو ِ‬
‫صلْحٍ َف ُهوَ إجَا َرةٌ ‪.‬‬ ‫ح ِو ِه َوإِنْ كَانَ ِب َعقْدِ ُ‬ ‫ب َومَمَرّ فِي دَا ٍر َونَ ْ‬ ‫ش ٍ‬ ‫ضعِ خَ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الْ ُمْنَتفِعُ بِ ِملْكِ جَا ِرهِ مِ ْن وَ ْ‬
‫ح ِوهَا ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) ال ّطعَامُ فِي دَا ِر الْحَرْبِ َقبْلَ ِحيَا َزتِهِ‬ ‫ع اْلأَرْفَاقِ كَ َمقَاعِ ِد اْلَأسْوَاقِ َونَ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إقْطَا ُ‬
‫ح ِوهِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا )‬ ‫حّيةِ وَالثّمَ ِر الْ ُمعَلّ ِق َونَ ْ‬
‫ك اْلغَانِمُو َن الِانِْتفَاعَ بِهِ ِبقَدْ ِر الْحَا َجةِ وَِقيَاسُهُ الْأَكْ ُل مِ ْن اْلأُضْ ِ‬‫يَمْلِ ُ‬
‫شهُورِ عِنْ َدنَا َوعَنْ‬ ‫ك بِحَا ٍل عَلَى الْمَ ْ‬ ‫حصُ ُل بِهِ الْمِلْ ُ‬ ‫ضةٌ لَا يَ ْ‬ ‫حَ‬ ‫ضيْفِ لِ َطعَامِ الْ ُمضِيفِ فَِإنّ ُه إبَا َح ٌة مَ ْ‬‫أَكْ ُل ال ّ‬
‫ك مَا قُ ّدمَ إَليْ ِه َوإِنْ‬ ‫ف يَمْلِ ُ‬ ‫ضيْ َ‬ ‫أَحْمَدَ ِروَايَ ٌة بِإِ ْجزَاءِ الِْإ ْطعَامِ فِي الْ َكفّارَاتِ َويَنْزِلُ عَلَى أَ َحدِ َقوَْليْنِ ‪ ,‬إمّا َأ ّن ال ّ‬
‫شتَرَطُ فِيهَا تَمْلِيكٌ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َعقْدُ الّنكَاحِ ‪,‬‬ ‫كَانَ مِ ْلكًا خَاصّا بِالنّسَْبةِ إلَى اْلأَكْلِ ‪َ ,‬وِإمّا َأنّ اْل َكفّا َرةَ لَا يُ ْ‬
‫ت اْلأَصْحَابِ فِي َموْرِ ِدهِ هَلْ ُه َو الْمِلْكُ َأ ْو الِاسِْتبَا َحةُ ؟ فَمِنْ قَائِ ٍل ُه َو الْمِلْكُ ‪ .‬ثُ ّم َترَدّدُوا‬ ‫ت ِعبَارَا ُ‬ ‫َوتَرَدّدَ ْ‬
‫ك وَِلهَذَا َيقَ ُع الِا ْستِ ْمتَاعُ مِنْ‬ ‫ع ِبهَا وَقِيلَ بَلْ هُ َو الْحِلّ لَا الْ ِملْ ُ‬ ‫ك الِاْنِتفَا ِ‬‫ك َمْن َف َعةِ اْلُبضْعِ َأوْ مِلْ ُ‬‫هَ ْل ُهوَ مِلْ ُ‬
‫ِج َهةِ ال ّزوْ َج ِة مَعَ َأنّهُ لَا مِلْكَ َلهَا وَقِي َل بَ ْل الْ َم ْعقُودُ عََليْهِ ا ْز ِدوَاجٌ كَالْمُشَارَ َك ِة وَِلهَذَا فَ ّرقَ اللّ ُه ُسبْحَانَ ُه بَيْنَ‬
‫ب الْمُشَارَكَاتِ دُونَ الْ ُمعَاوَضَاتِ ‪.‬‬ ‫شيْ ِخ َتقِيّ الدّينِ َفيَكُونُ مِ ْن بَا ِ‬ ‫ي َوإَِليْهِ َميْلُ ال ّ‬
‫ك اْليَمِ ِ‬
‫ج َومِلْ ِ‬ ‫الِازْ ِدوَا ِ‬
‫‪486‬‬
‫حقُوقِ الْمَاِلّي ِة وَاْلَأمْلَاكِ ‪َ ,‬أمّا اْلَأمْلَاكُ‬ ‫ض َة مِ ْن الْ ُ‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِبعَة وَالثّمَانُونَ ) ‪ :‬فِيمَا يَ ْقبَ ُل النّقْ َل وَالْ ُمعَاوَ َ‬
‫ك الْ َمنَافِعِ فَِإنْ كَانَ ِب َعقْدٍ لَا ِز ٍم مَلَكَ فِي ِه َنقْلَ‬
‫ض َوغَيْ ِرهِ فِي الْجُمَْلةِ ‪َ ,‬وأَمّا مِلْ ُ‬ ‫التّا ّمةُ َفقَابَِلةٌ لِلّنقْ ِل بِاْلعِ َو ِ‬
‫صرّحَ بِهِ‬ ‫ضةَ عََليْهِ َأْيضًا َ‬ ‫ك الْ ُمعَاوَ َ‬‫ك بِهِ َأوْ دُونَهُ دُونَ مَا ُهوَ أَعْلَى ِمنْهُ َويَ ْملِ ُ‬ ‫ك بِ ِمثْ ِل اْل َعقْدِ الّذِي َملَ َ‬ ‫الْمِلْ ِ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) إجَا َر ُة الْ ُمسْتَ ْأ َجرِ جَائِ َزةٌ عَلَى الْمَ ْذ َهبِ الصّحِيحِ‬
‫حتَ هَذَا ُ‬
‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َوَينْدَرِجُ تَ ْ‬
‫بِ ِمثْ ِل الْأُ ْج َرةِ َوأَ ْكثَ َر َوأَقَلّ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إجَا َرةُ اْلوَقْفِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إجَا َرةُ الْمَنَافِ ِع الْمُوصَى ِبهَا وَصَرّ َ‬
‫ح ِبهَا‬
‫ستَْثنَاةِ فِي َعقْ ِد الَْبيْعِ ‪.‬‬
‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) إجَا َر ُة الْ َمنَافِ ِع الْمُ ْ‬
‫‪487‬‬
‫خرَاجِيّةُ ‪ ,‬وَالْمَ ْذهَبُ الصّحِيحُ صِ ّ‬
‫حُتهَا َو ُهوَ َنصّ أَحْمَدَ وََلكِنْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إجَا َرةُ [ أَرْضِ ] الْعَ ْن َوةِ الْ َ‬
‫ب الْمُزَا َر َعةُ فِيهَا عَلَى الِاسِْتئْجَارِ ‪ ,‬وَ َحكَى اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ِروَاَيةً أُخْرَى بِالْ َمنْعِ َك ِربَاعِ َم ّكةَ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُاسْتُ ِ‬
‫ضعِهِ‬‫وَقَدْ َأشَارَ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ َحْنبَلٍ إلَى كَرَا َهةِ مَْن ِعهَا َوسَنَذْ ُك ُرهُ فِي َموْ ِ‬
‫‪488‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إعَا َر ُة اْلعَا ِرّيةُ الْ ُم َؤقَّتةِ إذَا قِي َل بُِلزُو ِمهَا َومِلْ ِ‬
‫ك الْ َمْن َف َعةِ فِيهَا فَِإنّ ُه يَجُو ُز وَلَا تَجُو ُز الْإِجَا َرةُ ; ِلأَّنهَا‬
‫ح بِهِ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ ‪َ ,‬وَأمّا إجَا َرةُ إقْطَاعِ الِاسْتِغْلَالِ اّلتِي َموْرِ ُدهَا َمْن َفعَ ُة اْلأَ ْرضِ دُونَ رََقَبِتهَا‬
‫صرّ َ‬
‫َأعْلَى َ‬
‫ح ِة الْإِجَا َرةِ لِ ْل َمنَافِعِ لُزُو َم اْلعَقْدِ‬
‫شعِ ُر بِالْ َمنْعِ ; ِلَأنّهُ َجعَ َل َمنَاطَ صِ ّ‬
‫فَلَا َنقْلَ فِيهَا َنعْلَمُهُ ‪ ,‬وَكَلَامُ اْلقَاضِي َق ْد يُ ْ‬
‫ع وَقَدْ قَالَ الشّيْ ُخ َت ِقيّ الدّينِ َرحِمَهُ اللّهُ ‪ :‬يَجُوزُ ‪ ,‬وَ َجعَ َل الْخِلَافَ فِيهِ ُمْبتَ َدعًا‬ ‫َوهَذَا ُمْنتَفٍ فِي الْإِقْطَا ِ‬
‫جنْدِ عِوَضًا عَنْ َأعْمَاِلهِمْ َف ُهوَ كَالْمَ ْملُوكِ ِب ِع َوضٍ وَِلَأنّ إ ْذنَهُ فِي الْإِيَارِ عُرِْفيّ‬ ‫وَقَرّ َر ُه ِبأَ ّن الِْإمَامَ َج َعلَهُ لِلْ ُ‬
‫ح بِهِ ‪ ,‬وََلوْ َتهَاَيأَ الشّرِيكَانِ عَلَى اْلأَ ْرضِ وَقُ ْلنَا لَا يَ ْل َزمُ َفهَلْ ِلأَحَ ِدهِمَا إجَا َرةُ ِحصّتِهِ ؟‬ ‫فَجَازَ كَمَا َلوْ صَرّ َ‬
‫ج عَلَى الْخِلَافِ فِي إجَا َرةِ الْمُشَاعِ‬ ‫خرُ ُ‬‫ك مُشَاعًا َفيَ ْ‬ ‫ت عَا َد الْمِلْ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫الَْأ ْظهَرُ َجوَا ُزهُ ; ِلأَنّ الْ ُمهَايَآتِ إذَا فُسِ َ‬
‫ضةُ عَلَى‬ ‫ق الثّاِبَتةُ دَ ْفعًا ِلضَرَ ِر اْلَأمْلَاكِ َفلَا َيصِ ّح الّنقْلُ فِيهَا بِحَا ٍل َوَتصِ ّح الْ ُمعَاوَ َ‬ ‫حقُو ُ‬ ‫ك الْ ُ‬ ‫َوتُسَْتْثنَى مِنْ ذَلِ َ‬
‫إثْبَاِتهَا وَا ْستِيفَاِئهَا ‪.‬‬
‫‪489‬‬
‫حقّ فِيهَا أَ ْم لَا‬
‫ص سِوَى الْبُضْ ِع وَ ُحقُوقُ التّمَّلكِ َفهَلْ يَصِحّ َنقْلُ الْ َ‬
‫ع َوحُقُوقُ الِاخْتِصَا ِ‬
‫َوَأمّا مِ ْلكُ الِانْتِفَا ِ‬
‫؟ إنْ كَانَتْ لَا ِز َمةً جَازَ الّنقْلُ لِمَ ْن َيقُومُ َمقَامَهُ فِيهَا بِ َغيْ ِر ِع َوضٍ وَفِي َجوَا ِز ِه ِبعِ َوضٍ خِلَا ٌ‬
‫ف َويَنْ َدرِجُ ذَلِكَ‬
‫س الْ ُمنَْتفَ ِع بِهِ فَِإنّهُ تَْنَتقِ ُل الْيَ ُد‬
‫ج ِ‬
‫ت النّ ِ‬
‫ب وَال ّزيْ ِ‬
‫فِي مَسَائِلَ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) مَا َثبََتتْ عََليْ ِه يَ ُد الِا ْخِتصَاصِ كَاْلكَ ْل ِ‬
‫ح ِة وَخَاَلفَهُ صَا ِحبُ‬ ‫صّيةِ وَالِْإعَا َرةِ فِي اْلكَ ْلبِ ‪ ,‬وَفِي اْلهَِب ِة وَ ْجهَانِ ا ْختَارَ الْقَاضِي عَ َدمَ الصّ ّ‬ ‫فِيهِ بِالْإِرْثِ وَاْلوَ ِ‬
‫صّيةِ وَقَدْ‬ ‫حقِي َقةِ ; ِلأَ ّن َنقْلَ الْيَدِ فِي هَ ِذهِ اْلَأعْيَانِ ِب َغيْ ِر ِع َوضٍ جَائِزٌ كَاْلوَ ِ‬
‫الْ ُمغْنِي وََلْيسَ َبْينَهُمَا خِلَافٌ فِي الْ َ‬
‫ح بِهِ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪.‬‬ ‫صَرّ َ‬
‫‪490‬‬
‫ح ْلوَاِنيّ‬
‫ضةٌ وَلَا مَاِلّيةَ فِيهِ وَ َحكَى َأبُو اْلفَتْ ِح الْ َ‬ ‫‪َ ,‬وَأمّا إجَا َرةُ اْلكَلْبِ فَاْلمَ ْذ َهبُ َأّنهَا لَا َتصِحّ ; ِلَأّنهَا ُمعَاوَ َ‬
‫ضةً عَ ْن َنقْ ِل اْليَ ِد َويَرُ ّد ُه النّ ْهيُ عَنْ َبْيعِهِ‬
‫جوَازِ َفَيكُو ُن ُمعَاوَ َ‬
‫فِيهَا َو ْج َهيْنِ وَكَذَا َخرّجَ َأبُو الْخَطّابِ وَ ْجهًا بِاْل َ‬
‫ضةً عَ ْن َنقْ ِل اْليَدِ ‪.‬‬
‫وَقَدْ كَانَ يُ ْمكِنُ َجعْلُ ُه ُمعَاوَ َ‬
‫‪491‬‬
‫ك َنقْلَ َحقّ ِه مِ ْن الِانِْتفَاعِ إلّا َأ ْن َيقُو َل بُِلزُومِ اْلعَا ِرّيةِ كَمَا َسبَقَ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا )‬ ‫سَتعِيُ لَا يَ ْملِ ُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) الْمُ ْ‬
‫َمرَا ِفقُ اْلأَمْلَاكِ ِمنْ اْلأَفْنَِي ِة وَاْلأَ ِز ّقةِ الْ ُمشَْترَ َكةِ َتصِ ّح إبَا َحُتهَا وَالْإِ ْذنُ فِي الِاْنِتفَاعِ ِبهَا كَالْإِ ْذنِ فِي َفتْ ِح بَابٍ‬
‫ح ِوهَا ذَكَ َرهُ‬ ‫ب َونَ ْ‬‫ض ُة عَنْ َفتْ ِح الَْأْبوَا ِ‬‫ح ِوهِ ‪ .‬قَالَ فِي التّلْخِيصِ ‪َ :‬ويَكُونُ إعَا َر ًة عَلَى اْلَأشْبَ ِه َوتَجُو ُز الْ ُمعَاوَ َ‬ ‫َونَ ْ‬
‫ض عَلَى إجْرَا ِء الْمَاءِ فِي أَرْضِهِ َأوْ َفتْ ِح اْلبَابِ فِي حَائِطِهِ‬ ‫ح ِة ِب ِعوَ ٍ‬‫فِي الْ ُم ْغنِي وَالتّلْخِيصِ َو ُهوَ شَبِي ٌه بِالْ ُمصَالَ َ‬
‫ك هَ ِذهِ الْ َمرَافِقِ َأمّا عَلَى اْل َقوْلِ ِبعَ َدمِ‬
‫حوِهِ ‪َ ,‬وهَذَا مَُتوَجّ ٌه عَلَى اْلقَوْ ِل بِ ِملْ ِ‬ ‫ب عَلَى جِدَا ِرهِ َونَ ْ‬‫ش ٍ‬ ‫ضعِ خَ َ‬ ‫َأوْ وَ ْ‬
‫ح ِة عَلَى ال ّر ْوشَنِ‬
‫الْمِلْكِ َف ُه َو َشبِي ٌه ِبَنقْلِ اْليَ ِد ِب ِعوَضٍ كَمَا َسبَ َق وَكَذَلِكَ ذَكَ َر اْلأَصْحَابُ َجوَا َز الْ ُمصَالَ َ‬
‫ف َمعْرُوفٌ ِلكَ ْوِنهَا لَا تَدُومُ عَلَى حَاَلةٍ‬ ‫شتَ َر ِك َوَأمّا [ عَلَى ] الشّجَ َرةِ َففِيهَا خِلَا ٌ‬ ‫ب الْمُ ْ‬
‫الْخَا ِرجِ فِي الدّرْ ِ‬
‫ضرَرٌ لَ ْم َيجُ ْز َوإِلّا‬‫وَاحِ َدةٍ َوَأمّا الِانِْتفَاعُ بِأَ ْفِنَيةِ اْلأَمْلَا ِك وَالْمَسَا ِج ِد ِبغَيْرِ إ ْذنٍ مِ ْن الْمُلّاكِ وَالِْإمَامِ فَِإنْ كَانَ فِيهِ َ‬
‫ض عَلَى إسْقَاطِ َحقّهِ مِنْ‬ ‫ح ُة ِب ِعوَ ٍ‬‫َففِي َجوَا ِزهِ ِروَايَتَانِ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي اْلأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ َوتَجُو ُز الْ ُمصَالَ َ‬
‫حوُهُ ذَكَ َرهُ فِي الْ ُمجَرّدِ ‪\.‬‬ ‫ب عَلَى جِدَا ِرهِ َونَ ْ‬‫ش ِ‬ ‫وَضْ ِع الْخَ َ‬
‫‪492‬‬
‫ك عَلَى الْمَ ْذ َهبِ َلكِنْ‬ ‫جرّدِ ذَلِ َ‬ ‫جرِ الْ َموَاتِ َو َمنْ َأقْ َط َعهُ اْلإِمَامُ مَوَاتًا لِيُحِْيَيهُ لَا يَمِْلكُ ُه بِمُ َ‬‫حّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) مُتَ َ‬
‫َيثُْبتُ لَهُ فِيهِ َح ّق التّ َملّكِ َفيَجُو ُز َنقْ ُل الْحَقّ إلَى غَيْ ِر ِه ِب ِهَبةٍ َوِإعَا َرةٍ َوَيْنتَقِلُ إلَى وَ َرثَتِ ِه مِ ْن َبعْ ِدهِ وَهَلْ لَ ُه‬
‫ش ْف َعةَ‬
‫حقُوقِ فَِإنّ هَذَا َح ّق تَمَلّكٍ كَمَا سَبَ َق وَفَا َرقَ ال ّ‬ ‫ضةُ عَ ْن الْ ُ‬ ‫صُلهُمَا الْ ُمعَاوَ َ‬‫ضةُ َعنْ ُه عَلَى وَ ْج َهيْنِ أَ ْ‬
‫الْ ُمعَاوَ َ‬
‫فَِإنّ الّنقْلَ فِيهَا مُ ْمَتنِعٌ ; ِلَأّنهَا مِنْ ُحقُوقِ الَْأمْلَاكِ َفهِ َي مِمّا ُا ْستُْثِنيَ مِ ْن اْلقَاعِ َدةِ ‪ .‬قَالَ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْنِ‬
‫شتَرِيَ َلْيسَ لَهُ أَ ْن ُيصَالِحَ‬ ‫ع عَلَى أَ ّن الْمُ ْ‬‫ب وَحَ َملَ الْقَاضِي َقوْلَهُ لَا تُبَا ُ‬ ‫شفْ َعةُ لَا ُتبَاعُ وَلَا تُوهَ ُ‬‫َمنْصُورٍ ‪ :‬ال ّ‬
‫خيَارِ الشّرْ ِ‬
‫ط‬ ‫ض َعنْهُ َك ِ‬ ‫سقُطُ إلَى مَالٍ فََل ْم يَجُزْ أَخْ ُذ اْل ِعوَ ِ‬ ‫الشّفِي َع َعْنهَا ِب ِع َوضٍ قَالَ ; ِلَأنّهُ ِخيَارٌ لَا يَ ْ‬
‫سقُطُ إلَى ال ّدَي ِة وَالْأَ ْرشِ وَالَْأظْهَرُ حَ ْملُ َقوْلِ أَحْمَدَ لَا‬ ‫خلَافِ ِخيَا ِر الْ ِقصَاصِ وَاْل َعيْبِ ; ِلَأنّهُ يَ ْ‬ ‫س بِ ِ‬‫وَالْمَجِْل ِ‬
‫شَترِي َف ُهوَ‬‫حتُهُ لِلْمُ ْ‬
‫ب عَلَى َأنّ الشّفِيعَ َلْيسَ لَهُ نَقُْلهَا إلَى غَيْ ِر ِه ِب ِع َوضٍ وَلَا َغيْ ِرهِ َفأَمّا ُمصَالَ َ‬ ‫ع وَلَا تُو َه ُ‬
‫ُتبَا ُ‬
‫ح ِوهِ ‪ .‬وَذَكَرَ اْلقَاضِي فِي بَابِ الشّ ْف َعةِ َأيْضًا َأنّ ِخيَارَ‬ ‫ب عَلَى جِدَا ٍر َونَ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫حةِ عَلَى تَ ْر ِك وَضْ ِع الْخَ َ‬ ‫كَالْ ُمصَالَ َ‬
‫ب يَ ْمنَعُ لُزُو َم اْلعَقْ ِد َومَ َع عَ َدمِ اللّزُو ِم تَجُوزُ ال ّزيَا َدةُ فِي‬‫ض َوعَلّ َل ِبأَ ّن اْلعَْي َ‬‫ح ُة عَنْ ُه ِب ِعوَ ٍ‬
‫الْ َعْيبِ تَجُو ُز الْ ُمصَالَ َ‬
‫جِلسِ ;‬ ‫ط وَالْمَ ْ‬
‫جعَ َل الصّلْ َح َه ُهنَا إ ْسقَاطًا مِ ْن الثّمَنِ كَاْلأَ ْرشِ ‪ ,‬عَلَى ِقيَاسِ ِخيَارِ الشّرْ ِ‬ ‫ص ِمنْهُ فَ َ‬
‫الثّمَنِ وَالّنقْ ُ‬
‫ص وَال ّزيَا َدةِ فِي ِه مُ ْمكِنٌ ‪.‬‬
‫ِلأَ ّن الّتصَرّفَ فِي الثّمَ ِن بِالنّ ْق ِ‬
‫‪493‬‬
‫ك الْإِ ْذنُ فِي اْلأَخْذِ‬ ‫ض الْمَمْلُو َكةِ إذَا قُ ْلنَا لَا يُمَْلكَا ِن بِدُو ِن الْ ِ‬
‫حيَا َزةِ فَِللْمَالِ ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اْلكَلَُأ وَالْمَاءُ فِي الْأَرْ ِ‬
‫ض ُة عِنْدَ أَ ْكثَ ِر اْلأَصْحَابِ ‪َ .‬ووَقَعَ فِي الْ ُمقْنِ ِع وَالْ ُمحَرّرِ مَا َي ْقتَضِي ِحكَاَيةَ ِروَاَيتَيْنِ فِي َجوَازِ‬ ‫وََلْيسَ لَ ُه الْ ُمعَاوَ َ‬
‫ستَحِ ّق تَ َمّلكُهُ َفَي ْلتَحِ ُق بِاْلقَاعِ َدةِ‬
‫ضةِ عَمّا يَ ْ‬
‫ك وََلعَلّ ُه مِ ْن بَابِ الْ ُمعَاوَ َ‬
‫ضةِ َوِإنْ ُق ْلنَا ِبعَ َدمِ الْ ِملْ ِ‬
‫الْ ُمعَاوَ َ‬
‫‪494‬‬
‫ح ِوهَا َيصِحّ َنقْ ُل الْحَقّ فِيهِمَا بِ َغيْ ِر ِع َوضٍ ; ِلَأنّ الْحَقّ‬ ‫س الْ َمسَا ِجدِ َونَ ْ‬ ‫ق َومَجَالِ ُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َمقَا ِعدُ اْلأَ ْسوَا ِ‬
‫جَلسَ َفهَ ْل َيكُونُ َأحَ ّق مِ ْن الْ ُم ْؤثَرِ َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ‬ ‫سبَ َق ثَاِلثٌ فَ َ‬ ‫سبْقِ وََل ْو آثَ َر ِبهَا َغيْ َرهُ فَ َ‬‫فِيهِمَا لَا ِز ٌم بِال ّ‬
‫سبْقِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا ; ِلأَنّهُ َلوْ قَامَ‬ ‫‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬نعَمْ ; ِلأَ ّن الْحَ ّق اْلقَائِمَ زَالَ بِاْن ِفصَالِهِ َفصَارَ الْحَ ّق ثَابِتًا بِال ّ‬
‫ف عَلَى‬ ‫خلَا َ‬ ‫ضهُ ْم هَذَا الْ ِ‬ ‫سقُطْ َحقّهُ َفكَذَا إذَا آثَ َر َغيْ َرهُ ; ِلأَنّهُ أَقَامَهُ َمقَا َم َنفْسِهِ َوَبنَى َب ْع ُ‬ ‫حوِهَا لَ ْم يَ ْ‬ ‫لِحَا َجةٍ َونَ ْ‬
‫ضهُ ْم بَيْنَ‬‫ق َب ْع ُ‬ ‫الْ َقوْ ِل ِبعَ َدمِ كَرَا َهةِ الْإِيثَارِ بِالْقُرَبِ َفأَمّا إنْ ُق ْلنَا بِكَرَا ِهيَتِهِ فَالسّابِقُ أَحَ ّق بِ ِه وَ ْجهًا وَاحِدًا وَفَ ّر َ‬
‫صةً ; ِلَأّنهَا َمنَافِعُ ُدْنَيوِّيةٌ َف ِهيَ‬‫ح ِوهَا َو َمقَاعِ ِد الَْأ ْسوَاقِ َفأَجَا َز النّقْلَ فِي الْ َمقَاعِدِ خَا ّ‬ ‫س الْمَسَا ِج ِد َونَ ْ‬ ‫مَجَاِل ِ‬
‫حقُوقِ الْمَاِلّيةِ ‪.‬‬ ‫كَالْ ُ‬
‫‪495‬‬
‫حقَاقِ مِنْ الْ َمغْنَمِ‬ ‫ح ْربِ يَجُوزُ نَقْ ُل اْليَدِ فِيهِ إلَى مَ ْن ُهوَ مِنْ أَهْ ِل الِا ْستِ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) ال ّطعَامُ الْمُبَاحُ فِي دَارِ الْ َ‬
‫ك تَمْلِيكًا لِاْنتِفَا ِء مِ ْلكِ ِه بِاْلأَخْذِ َحتّى َلوْ ا ْحتَاجَ إلَى‬
‫ع وَلَا َيكُونُ ذَلِ َ‬
‫حقَاقِ الِاْنِتفَا ِ‬
‫َأيْضًا لِا ْشتِرَاكِ اْلكُلّ فِي ا ْستِ ْ‬
‫ع مِ ْن بُرّ َجيّ ٍد َو ِعنْ َدهُ صَاعَانِ َردِيئَانِ فَلَهُ َأنْ يُبْدَِلهُمَا ِبصَاعٍ إ ْذ ُهوَ مَأْخُو ٌذ عَلَى الِْإبَا َحةِ دُو َن التّمْلِيكِ‬
‫صَا ٍ‬
‫ح بِهِ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ‪.‬‬‫صَرّ َ‬
‫‪496‬‬
‫حقّ فِيهِ‬ ‫ح أَكْ ُلهُ ِمنْ مَالِ الزّكَاةِ وَالْأَضَاحِيّ يَجُو ُز إ ْطعَامُهُ لِلضّيفَا ِن َونَ ْ‬
‫ح ِوهِمْ لِا ْسِتقْرَارِ الْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الْمُبَا ُ‬
‫ضةُ عَنْ َشيْ ٍء مِنْ ذَلِكَ ‪.‬‬
‫ضيَاَف ِة وَلَا يَجُو ُز الْ ُمعَاوَ َ‬
‫ف طَعَا ِم ال ّ‬
‫بِخِلَا ِ‬
‫‪497‬‬
‫خرَاجِيّةُ َفيَجُو ُز َنقُْلهَا ِبغَيْرِ عِ َوضٍ إلَى مَ ْن َيقُومُ َمقَامَهُ فِيهَا َوَيْنتَقِلُ إلَى الْوَارِثِ‬
‫ض الْ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) مَنَافِ ُع الْأَرْ ِ‬
‫ك يَجُوزُ َجعُْلهَا َمهْرًا َنصّ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ عَبْدِ اللّهِ َوَنصّ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن‬ ‫َويَقُو ُم َمقَا َم َموْرُوثِهِ فِيهَا ‪ .‬وَكَذَلِ َ‬
‫ض ٌة عَ ْن َمنَاِفعِهَا‬ ‫حقّ ُه عََليْ ِه مِ ْن الْ َمهْ ِر َوهَذَا ُمعَاوَ َ‬ ‫ستَ ِ‬
‫هَانِئٍ َوغَيْ ِر ِه عَلَى َجوَازِ دَ ْف ِعهَا إلَى ال ّزوْ َج ِة ِعوَضًا عَمّا تَ ْ‬
‫الْمَمْلُو َكةِ َفَأمّا اْلَبيْعُ َفكَ ِرهَهُ أَ ْحمَدُ َوَنهَى َعنْهُ وَا ْختََلفَ َقوْلُهُ فِي َبيْ ِع اْلعِمَا َرةِ اّلتِي فِيهَا ِلئَلّا ُيتّخَ َذ طَرِيقًا إلَى‬
‫سلِ ِميَ جَمِيعًا َوَنصّ فِي ِروَاَيةِ الْمَرّوذِيّ عَلَى َأنّهُ‬ ‫ف َوِإمّا لِلْمُ ْ‬‫َبيْعِ رََقَبةِ اْلأَ ْرضِ الّتِي تُ ْملَكُ بَ ْل ِهيَ إمّا وَقْ ٌ‬
‫ك َنقَ َل َعنْهُ ابْ ُن هَاِنئٍ َأنّهُ‬ ‫ت عِمَا َرتِ ِه بِمَا يُسَاوِي وَكُ ِرهَ َأنْ َيبِي َع بِأَ ْكثَ َر مِنْ ذَلِكَ ِلهَذَا الْ َم ْعنَى وَكَذَلِ َ‬ ‫َيبِيعُ آلَا ِ‬
‫ك وَلَا أَرَى َأنْ َيبِيعَ سُ ْكنَى دَا ٍر وَلَا دُكّانٍ‬ ‫قَا َل ُي َق ّومُ دُكّانُهُ مَا فِي ِه مِ ْن غَلْ ٍق وَكُ ّل َشيْ ٌء يُحْ ِدثُهُ فِيهِ َفُيعْطَى ذَلِ َ‬
‫ض مِمّ ْن َيَتعَدّى الصّرْفُ فِيهَا‬ ‫وَرَ ّخصَ فِي ِروَاَي ٍة َعنْهُ فِي شِرَاِئهَا دُونَ َبْي ِعهَا ; ِلأَنّ شِرَا َءهَا اسِْتْنقَاذٌ َلهَا ِب ِعوَ ٍ‬
‫حتَاجُ إَليْهِ لِلنّ َف َق ِة ِمنْهَا فَِإنْ كَانَ فِيهِ َفضْ ٌل عَنْ‬ ‫َوهُوَ جَاِئ ٌز وَرَ ّخصَ فِي ِروَاَيةِ الْمَرّوذِيّ َأيْضًا فِي بَيْ ِع مَا يَ ْ‬
‫ب مَنْ‬ ‫ضيَ اللّ ُه َعنْهُ َومِنْ اْلأَصْحَا ِ‬ ‫ق بِ ِه وَكُ ّل هَذَا ِبنَا ًء عَلَى َأنّ رََقَب َة هَ ِذهِ اْلأَ ْرضِ وََق َفهَا عُمَرُ َر ِ‬ ‫الّن َف َقةِ َتصَ ّد َ‬
‫جوَا ِز اْلَبيْعِ مُطَْلقًا كَالْحَ ْلوَاِنيّ وَابْنِ ِه وَكَذَلِكَ َخرّ َجهَا ابْ ُن َعقِيلٍ مِ ْن َنصّ أَحْمَدَ عَلَى‬ ‫َحكَى ِروَاَيةً أُخْرَى ِب َ‬
‫ك وَقَعَ فِي كَلَامِ َأبِي َبكْ ٍر وَابْنِ شَاقِلَا وَابْنِ َأبِي مُوسَى‬ ‫ت وَ ْقفًا لَ ْم َيصِ ّح وَ ْق ُفهَا وَكَذَلِ َ‬‫ح ِة وَ ْق ِفهَا وََلوْ كَانَ ْ‬ ‫صِ ّ‬
‫ستْ وَ ْقفًا َو ُهوَ َمأْخَذُ ابْ ِن َعقِيلٍ َوعَلَى هَذَا فَِإنْ‬ ‫جوَا َز وَلَ ُه مَأْ َخذَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أ ّن الْأَ ْرضَ َليْ َ‬ ‫مَا َيقَْتضِي الْ َ‬
‫ت َمقْسُومَةً فَلَا إشْكَالَ فِي مِ ْل ِكهَا َوإِنْ كَانَتْ َفْيئًا ِلَبْيتِ الْمَا ِل َوأَكْثَرُ َكلَامِ أَ ْحمَدَ يَدُلّ عََليْهِ َفهَ ْل َتصِيُ‬ ‫كَانَ ْ‬
‫ت الْمَالِ َأمْ لَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ .‬فَِإنْ قُ ْلنَا لَا َتصِيُ وَ ْقفًا َفلِلِْإمَا ِم َبيْ ُعهَا وَصَرْفُ‬ ‫وَ ْقفًا ِبَن ْفسِ الِاْنِتقَالِ إلَى َبيْ ِ‬
‫ك عَلَى وَ ْج َهيْنِ ذَ َكرَ ذَلِكَ الْقَاضِي فِي اْلأَ ْحكَامِ‬ ‫ع تَمْلِي ٍ‬‫ثَ َمِنهَا إلَى الْ َمصَالِحِ ‪َ .‬وهَلْ لَهُ إقْطَاعُهَا إقْطَا َ‬
‫ح ّقةِ‬‫ستَ َ‬
‫السّلْطَاِنّيةِ ‪ .‬وَالْ َمأْخَ ُذ الثّانِي ‪َ :‬أنّ اْلَبيْعَ هُنَا وَارِ ٌد عَلَى الْ َمنَافِعِ دُونَ الرَّقَبةِ َف ُه َو َنقْلٌ لِ ْل َمنَافِ ِع الْمُ ْ‬
‫شيْ ِخ َتقِيّ الدّينِ َويَدُ ّل عََليْ ِه مِنْ كَلَامِ أَحْمَدَ َأنّهُ أَجَازَ دَ ْف َعهَا ِعوَضًا عَنْ الْ َمهْرِ‬ ‫ض َوهَذَا ا ْخِتيَارُ ال ّ‬ ‫ِبعِ َو ٍ‬
‫ض ِة عَنْ الْ َمنَافِعِ فِي مَسَائِ َل ُمَتعَدّ َد ٍة َوإِنْ كَانَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَاْلأَ ْكثَرُونَ‬ ‫شهَدُ لَ ُه مَا َتقَ ّد َم مِ ْن الْ ُمعَاوَ َ‬
‫َويَ ْ‬
‫حقِيقُ فِي ذَلِكَ َأنّ الْمَنَافِعَ َنوْعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬منَافِ ُع الَْأ ْعيَانِ‬
‫جرّ َد ِة وَالتّ ْ‬
‫ح ِة َبيْ ِع الْ َمنَافِ ِع الْمُ َ‬
‫صَرّحُوا ِبعَ َدمِ صِ ّ‬
‫ب َبْي َعهَا فِي َموَاضِعَ ( ِمْنهَا ) َأنّ أَصْلَ‬ ‫ض َة مَعَ َأعْيَاِنهَا َفهَ ِذهِ قَدْ َجوّ َز اْلأَصْحَا ُ‬ ‫الْمَمْلُو َك ِة اّلتِي َتقْبَ ُل الْ ُمعَاوَ َ‬
‫س ِبأُجْ َر ٍة بَ ْل ُهوَ َشبِيهٌ ِبهَا َو ُمتَرَدّ ٌد َبيَْنهَا َوَبيْنَ اْلَبيْعِ ‪.‬‬
‫ج عَلَى اْل َعْنوَةِ إذَا قِي َل هِيَ َفيْءٌ فَِإنّهُ َلْي َ‬ ‫خرَا ِ‬ ‫وَضْ ِع الْ َ‬
‫ح ِوهَا وََلْيسَ بِِإجَا َرةٍ‬ ‫ب َومُرُو ِر الْ ِميَاهِ َونَ ْ‬‫ب وََفتْ ِح الَْأْبوَا ِ‬
‫ح ُة ِب ِع َوضٍ عَلَى وَضْ ِع اْلأَخْشَا ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الْ ُمصَالَ َ‬
‫ضةٍ ِلعَ َدمِ َتقْدِي ِر ِه الْمُ ّد َة َو ُهوَ َشبِيهٌ بِاْلَبيْعِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) َلوْ َأ ْعتَقَ َعبْ َد ُه وَا ْسَتثْنَى خِ ْد َمتَ ُه َسَنةً َفهَلْ لَهُ َأنْ‬
‫حَ‬ ‫مَ ْ‬
‫صتَا ِن عَنْ أَحْمَدَ وَلَا ُيقَالُ ُهوَ لَا يَمْلِكُ بَيْعَ‬ ‫َيبِي َعهَا ِمنْ ُه عَلَى ِروَاَيَتيْنِ ذَكَ َرهُمَا ابْنُ َأبِي مُوسَى َوهُمَا َمنْصُو َ‬
‫ق وَقَ ْد ا ْسَتبَقَاهَا َبعْدَ‬ ‫ض ِة عَْنهَا فِي حَالِ ال ّر ّ‬ ‫ك الْ ُمعَاوَ َ‬ ‫الْ َعبْدِ فِي هَ ِذهِ الْحَالِ ; ِلَأنّ هَ ِذهِ الْ َمنَافِعَ كَاَنتْ بِمِلْ ِ‬
‫ستَمِرّ ُحكْ ُم وَطْ ِء الْ ُمكَاَتَبةِ إذَا ا ْستَْثنَاهُ فِي َعقْ ِد الْ ِكتَاَبةِ َوهَلْ‬ ‫ض ِة عََلْيهَا َكمَا يَ ْ‬
‫َزوَالِهِ فَا ْستَ َمرّ ُحكْ ُم الْ ُمعَاوَ َ‬
‫جرّ َد ًة عَ ْن الَْأعْيَانِ َأوْ كَاَنتْ‬ ‫ت مُ َ‬ ‫ع الثّانِي ‪ :‬الْ َمنَافِعُ الّتِي ُمِلكَ ْ‬ ‫ضةٍ عَلَى الْ َمنَافِ ِع ‪ .‬الّنوْ ُ‬‫الْ ِكتَاَبةُ إلّا َعقْ ُد ُمعَاوَ َ‬
‫ف الّذِي َنتَكَلّمُ فِيهِ هَ ُهنَا َواَللّهُ أَعَْلمُ ‪.‬‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ضةِ َفهَذَا مَحِ ّل الْ ِ‬ ‫َأعْيَاُنهَا َغيْرَ قَابَِلةٍ ِللْ ُمعَاوَ َ‬
‫‪498‬‬
‫ق الْمَسْلُو َكةِ فِي الَْأ ْمصَارِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ وَالثّمَانُونَ ) ‪ :‬فِي الِاْنِتفَاعِ َوإِ ْحدَاثِ مَا ُيْنتَفَ ُع بِ ِه مِنْ الطّ ُر ِ‬
‫ضّيقًا َأوْ أَحْدَثَ فِي ِه مَا َيضُ ّر بِالْمَا ّرةِ فَلَا يَجُو ُز ِبكُلّ‬ ‫وَالْقُرَى َو َهوَاِئهَا وَقَرَا ِرهَا ‪َ .‬أمّا الطّرِي ُق َنفْسُهُ فَِإنْ كَانَ َ‬
‫س َعةِ وَاْنتِفَا ِء الضّرَرِ فَِإنْ كَانَ الْ ُمحْدِثُ فِي ِه ُمتََأبّدًا كَاْلِبنَا ِء وَالْغِرَاسِ فَِإنْ كَانَ لِ َمْن َف َعةٍ‬ ‫حَالٍ ‪َ ,‬وأَمّا مَعَ ال ّ‬
‫ف َمعْرُوفٌ ;‬ ‫ب َوإِنْ كَانَ ِل َمنْ َف َع ٍة عَا ّمةٍ َففِيهِ خِلَا ٌ‬ ‫ف مِ ْن الْمَ ْذ َه ِ‬
‫ص ٍة بِآحَا ِد النّاسِ لَمْ يَجُ ْز عَلَى الْ َمعْرُو ِ‬ ‫خَا ّ‬
‫خصّ ُه بِحَاَل ِة اْنتِفَاءِ إ ْذ ِن الِْإمَامِ فِي ِه َوِإنْ كَا َن غَيْ َر ُمَتَأبّدٍ َونَ ْفعُهُ خَاصّ كَالْجُلُوسِ‬ ‫ِمنْهُ ْم مَ ْن يُ ْطِلقُ ُه َومِْنهُ ْم مَ ْن يَ ُ‬
‫حكْمُهُ ُحكْمُ الظّاهِ ِر عَلَى الْ َمنْصُوصِ ‪َ .‬وَأمّا‬ ‫َوإِيقَافِ الدّاّبةِ فِيهِ َففِيهِ خِلَافٌ َأْيضًا ‪َ .‬وَأمّا اْلقَرَا ُر اْلبَاطِنُ َف ُ‬
‫حتَ ذَلِكَ‬ ‫ج تَ ْ‬ ‫ف َوَينْدَرِ ُ‬
‫ف َمْنعُهُ بِإِ ْذنِهِ فِيهِ ِخلَا ٌ‬
‫اْلهَوَاءُ فَِإنْ كَا َن الِاْنِتفَاعُ بِهِ خَاصّا بِدُونِ إ ْذ ِن الِْإمَامِ فَاْل َمعْرُو ُ‬
‫مَسَائِلُ َكثِ َيةٌ ‪ِ ( .‬منْهَا ) إذَا َح َفرَ فِي َطرِيقٍ وَاسِعٍ بِ ْئرًا فَِإنْ كَانَ ِلَنفْ ِع الْمُسْلِ ِميَ َففِيهِ طَرِيقَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا‬
‫حرّرِ ‪.‬‬ ‫‪ :‬إنْ كَا َن بِإِ ْذنِ الِْإمَامِ جَا َز َوِإنْ كَانَ بِدُونِ إ ْذنِهِ َففِيهِ ِروَاَيتَانِ قَالَهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫وَالثّانِي ‪ :‬فِيهِ ِروَايَتَا ِن عَلَى الِْإطْلَاقِ قَالَهُ َأبُو الْخَطّابِ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي إ ْذ اْلبِئْ ُر مَ ِظّن ُة اْلعَ َطبِ ‪َ ,‬وِإنْ كَانَ‬
‫حفْرُ ِلَنفْسِهِ ضَمِ َن ِبكُلّ حَالٍ وََلوْ كَانَ فِي ِفنَائِ ِه َنصّ عََليْ ِه وَلَا يَجُوزُ إ ْذنُ الِْإمَامِ فِي ِه ِعنْ َد الْأَصْحَابِ ‪.‬‬ ‫الْ َ‬
‫وَفِي اْلأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ لِ ْلقَاضِي أَنّ لَ ُه التّصَرّفَ فِي ِفنَائِ ِه بِمَا شَا َء مِنْ َح ْف ٍر َوغَيْ ِرهِ إذَا لَ ْم َيضُ ّر َوِإمّا فِي‬
‫سجِدِ‬ ‫ِفنَاءِ غَيْ ِرهِ ‪ ,‬فَِإنْ أَضَ ّر ِبأَهْلِهِ َل ْم يَجُزْ َوإِنْ لَ ْم َيضُرّ جَا َز َوهَلْ ُي ْعَتبَرُ إ ْذُنهُمْ َأوْ إ ْذنُ الِْإمَامِ فِي ِفنَا ِء الْمَ ْ‬
‫عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫‪499‬‬
‫ضرّ بِالْمَا ّرةِ قَا َل اْلأَكْثَرُو َن مِ ْن الْأَصْحَابِ إنْ كَانَ بِِإ ْذنِ‬ ‫جدًا فِي َطرِيقٍ وَاسِ ٍع َلمْ يَ ُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا بَنَى َمسْ ِ‬
‫سجِ ِد الّذِي لَا ُيؤْخَذُ مِ ْن‬ ‫حكَمِ أَكْ َرهُ الصّلَاةَ فِي الْمَ ْ‬ ‫الِْإمَامِ جَا َز َوإِلّا َف ِروَاَيتَانِ وَقَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن الْ َ‬
‫الطّرِيقِ إلّا َأنْ َيكُو َن بِإِ ْذ ِن الْإِمَامِ ‪َ ,‬و ِمْنهُمْ مَنْ أَطْلَقَ ال ّروَاَيتَيْ ِن وَكَلَامُ أَ ْحمَدَ أَ ْكثَ ُر ُه غَيْ ُر ُم َقيّدٍ قَالَ فِي ِروَاَيةِ‬
‫جيّ ‪َ :‬سأَلْت أَحْمَدَ عَنْ‬ ‫الْمَرّوذِيّ الْمَسَاجِ ُد اّلتِي فِي الطّرَقَاتِ ُحكْ ُمهَا أَ ْن ُتهْ َدمَ ‪ .‬وَقَالَ إسْمَاعِيلُ الشّاَلنْ ِ‬
‫جدٌ‬‫ي َعنْهُ غِنًى َوِبهِمْ إلَى أَ ْن َيكُونَ هُنَاكَ مَسْجِدُ حَا َج ٍة هَ ْل يَجُوزُ َأنْ يُْبنَى ُهنَاكَ مَسْ ِ‬ ‫طَرِي ٍق وَاسِعٍ ِللْمُسِْلمِ َ‬
‫ق مَدِينَ ِة الْمُسِْلمِيَ‬ ‫؟ قَالَ ‪ :‬لَا َبأْسَ بِذَلِكَ إذَا لَ ْم َيضُ ّر بِالطّرِيقِ ‪ .‬قَالَ ‪َ :‬و َسأَلْت أَ ْحمَدَ هَ ْل ُيْبنَى عَلَى َخنْ َد ِ‬
‫ي عَا ّمةً ؟ قَالَ ‪ :‬لَا َبأْسَ بِذَلِكَ إذَا لَ ْم َيضُ ّر بِالطّرِيقِ ‪ .‬قَالَ الْجُو َزجَانِيّ فِي الْ ُمتَرْجَمِ ‪:‬‬ ‫مَسْجِدٌ ِللْمُسِْلمِ َ‬
‫سبْ ِع الْأَذْ ُرعِ كَذَا قَالَ‬
‫َواَلّذِي عَنَى أَ ْحمَدَ مِ ْن الضّرَ ِر بِالطّرِي ِق مَا وَّقتَ النِّبيّ صَلّى اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّ َم مِنْ ال ّ‬
‫َومُرَا ُدهُ أَنّ ُه يَجُو ُز اْلِبنَاءُ إذَا َفضَ َل مِنْ الطّرِي ِق َسبْ َعةُ أَذْ ُرعٍ وَالْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ أَنّ َقوْ َل الّنبِيّ صَلّى اللّهُ‬
‫ض مَ ْملُو َكةٍ ِل َق ْومٍ أَرَادُوا اْلبِنَاءَ فِيهَا‬
‫عََليْهِ َوسَلّ َم { إذَا ا ْختََل ْفتُمْ فِي الطّرِيقِ فَا ْجعَلُوهُ َسْب َعةَ أَذْ ُرعٍ } فِي أَ ْر ٍ‬
‫َوتَشَاجَرُوا فِي ِمقْدَا ِر مَا َيتْرُكُونَهُ ِمْنهَا لِلطّرِي ِق َوبِذَلِكَ فَسّ َرهُ ابْ ُن بَ ّط َة َوَأبُو َح ْفصٍ اْل ُعكْبَرِيّ وَاْلأَصْحَابُ‬
‫ضيِيقِ الطّرِي ِق اْلوَاسِعِ إلَى َأ ْن يَْبقَى ِمنْ ُه َسْبعَةُ أَ ْذ ُرعٍ ‪.‬‬
‫َوأَْنكَرُوا َجوَا َز تَ ْ‬
‫‪500‬‬
‫جدِ َف ُهوَ َكِبنَا ِء الْمَسْجِدِ قَالَهُ‬ ‫ف عَلَى الْمَسْ ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) بِنَاءُ غَ ْيرِ الْ َمسَا ِجدِ فِي الطّ ُرقَاتِ فَِإنْ كَا َن اْلبِنَاءُ لِ ْلوَقْ ِ‬
‫خَتصّ‬ ‫ح ِو ِه َوإِنْ كَانَ ِل َمْنفَ َع ٍة تَ ْ‬‫سبّ ٍل َونَ ْ‬ ‫ح ٍة عَا ّمةٍ َكخَانٍ مُ َ‬ ‫صلَ َ‬‫الشّيْخُ َت ِقيّ الدّي ِن بْ ُن َتيْ ِمّيةَ وَكَذَا إنْ كَانَ لِ َم ْ‬
‫شتَ َركِ ِمنْهُ‬ ‫ح ّق الْمُ ْ‬ ‫ط الْ َ‬‫شتَ َركٌ فَلَا يَمْلِكُ أَ َح ٌد إسْقَا َ‬ ‫شهُورُ عَ َدمُ َجوَا ِزهِ ; ِلأَنّ الطّرِي َق مُ ْ‬ ‫بِأَ َح ِد النّاسِ فَالْمَ ْ‬
‫ض الْأَصْحَابِ أَفْتَى‬ ‫ك وَفِي ِكتَابِ الطّرُقَاتِ لِابْ ِن بَ ّطةَ َأ ّن بَ ْع َ‬ ‫ك الِْإمَا ُم الْإِ ْذنَ فِي ذَلِ َ‬ ‫وَالِا ْختِصَاصُ بِهِ وَلَا يَ ْملِ ُ‬
‫سجِدِ حَ ّق الِاشْتِرَاكِ فِيهِ‬ ‫ق وَاضِحٌ ; ِلأَ ّن ِبنَاءَ الْمَ ْ‬ ‫سجِدِ ‪ .‬وَاْلفَ ْر ُ‬ ‫جوَا ِزهِ َوأَخَ َذ ُه مِ ْن َنصّ أَ ْحمَدَ فِي ِبنَاءِ الْمَ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫حقَاقِ الّلْبثِ لِ ْل ِعبَا َدةِ ‪ ,‬وَكَلَامُ أَحْمَدَ يَدُ ّل عَلَى الْ َمنْعِ قَالَ‬ ‫ق الْمُرُورِ إلَى اسْتِ ْ‬ ‫حقَا ِ‬ ‫بَاقٍ َغيْرَ َأنّهُ اْنَتقَ َل مِ ْن اسْتِ ْ‬
‫صيّ َر طَرِيقًا فََلْيسَ ِلأَحَدٍ َأنْ َيأْخُ َذ ِمْنهَا َشيْئًا َقلِيلًا‬ ‫س وَ ُ‬ ‫فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن اْلقَاسِمِ ‪ :‬إذَا كَانَ الطّرِيقُ َق ْد سََلكَ ُه النّا ُ‬
‫ضرَرًا‬ ‫ب الْمَا ُء عَنْ جَزِي َرةٍ لَمْ يُبْنَ فِيهَا ; ِلَأنّ فِيهَا َ‬ ‫ض َ‬ ‫س بْ ِن مُوسَى إذَا نَ َ‬ ‫وَلَا َكثِيًا ‪ .‬وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ الْ َعبّا ِ‬
‫جوّ ْزهُ‬ ‫َوهُوَ َأنّ الْمَا َء َيرْجِعُ قَالَ الْقَاضِي َمعْنَاهُ إذَا بَنَى فِي طَرِي ِق الْمَا ّرةِ َفضَ ّر بِالْمَا ّرةِ فِي ذَلِكَ الطّرِيقِ فَلَمْ يُ َ‬
‫ب وَقَالَ ُربّمَا غَرَِقتْ السّفُ ُن وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ ُمثَنّى ‪ :‬إذَا‬ ‫حنَ فِي اْلغُرُو ِ‬ ‫ختَانَ أَ ْن يَطْ َ‬ ‫‪ ,‬وَكُ ِرهَ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن بُ ْ‬
‫سفُنُ وَكُ ِرهَ‬ ‫صنَعُ فِي الّنهْ ِر الّذِي تَجْرِي فِيهِ ال ّ‬ ‫جُبنِي وَاْلغُرُوبُ َكأَّنهَا طَاحُونٌ ُي ْ‬ ‫كَانَتْ فِي طَرِي ِق النّاسِ فَلَا يُعْ ِ‬
‫ض ُعهَا بِإِ ْذنِ الِْإمَا ِم وَالطّرِي ُق وَاسِعٌ‬ ‫شِرَا ُء مَا يُطْحَنُ فِيهَا ‪ .‬وَذَ َكرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي اْلغُ ْرَبةِ فِي الّنهْ ِر ‪ :‬إنْ كَا َن وَ ْ‬
‫خلَافِ‬ ‫سفِيَنةِ لَا َتتََأبّ ُد بِ ِ‬
‫جزْ ‪ .‬وََلعَ ّل الْغُ ْرَبةَ كَال ّ‬
‫ث يُ ْمكِ ُن الِا ْحتِرَا ُز ِمنْهُ جَا َز َوإِلّا لَ ْم يَ ُ‬ ‫حْي ُ‬‫وَالْجَ َريَانُ ُم ْعتَدِ ٌل بِ َ‬
‫ت ِب َغيْرِ‬‫سجِدِ ‪َ :‬أّنهَا غُ ِرسَ ْ‬ ‫الِْبنَا ِء وَ ُحكْ ُم اْلغِرَاسِ ُحكْ ُم الِْبنَا ِء وَقَدْ قَالَ أَ ْحمَدُ فِي النّخَْل ِة الْ َمغْرُو َسةِ فِي الْمَ ْ‬
‫ب مَنْ َأطْلَقَ فِيهَا الْكَرَا َهةَ َكصَا ِحبِ‬ ‫ب الْأَكْ َل ِمْنهَا وََلوْ قََل َعهَا الِْإمَامُ كَانَ َأوْلَى َومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫حَقّ َفلَا أُ ِح ّ‬
‫ختَانَ فِي دَارِ‬ ‫ج ِد اْلفُقَرَا ِء َوَنصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن هَانِ ٍئ وَابْ ِن بُ ْ‬ ‫الْ ُمْبهِجِ وَ َجعَ َل ثَ َم َرهَا لِجِيَانِ الْمَسْ ِ‬
‫السّبِي ِل ُيغْرَسُ فِيهَا كَ ْرمٌ قَا َل ‪ :‬إنْ كَا َن َيضُ ّر ِبهِمْ فَلَا ‪ .‬وَظَاهِ ُرهُ َجوَا ُزهُ مَعَ اْنِتفَاءِ الضّرَ ِر وََلعَ ّل اْلغَرْسَ كَانَ‬
‫سبِيلِ َأْيضًا ‪.‬‬ ‫ج َهةِ ال ّ‬
‫لِ ِ‬
‫‪501‬‬
‫ك الْجُلُوسُ ِل ْلبَيْ ِع وَالشّرَاءِ َفقَالَ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اخْتِصَاصُ آحَادِ النّاسِ فِي الطّرِيقِ بِانِْتفَاعٍ لَا يََتأَّبدُ فَمِنْ ذَلِ َ‬
‫س بِالْمَا ّرةِ جَا َز بِإِ ْذ ِن الِْإمَامِ َوبِدُونِ إ ْذنِهِ َوإِلّا لَ ْم‬
‫ضرَرَ فِي الْجُلُو ِ‬ ‫الْأَ ْكثَرُونَ ‪ :‬إنْ كَانَ الطّرِي ُق وَا ِسعًا وَلَا َ‬
‫يَجُ ْز وَِللِْإمَامِ َأ ْن ُيقْ ِطعَهُ مَ ْن شَا َء َوذَكَرَ اْلقَاضِي فِي الْأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ فِي َجوَا ِزهِ بِدُونِ إ ْذ ِن الِْإمَامِ ِروَاَيتَيْنِ‬
‫جوَا ِز وَالْ َمنْ ِع ثُمّ َحمََلهُمَا عَلَى ا ْختِلَافِ حَاَلَتيْنِ ;‬ ‫سأََلةِ ِروَاَيتَيْ ِن بِالْ َ‬
‫‪ ,‬وَ َحكَى فِي ِكتَابِ ال ّروَاَيتَيْنِ فِي الْمَ ْ‬
‫جلُوسِ كَحَ ّق الِا ْستِطْرَاقِ ; ِلَأنّهُ لَا ُيعَطّلُ حَقّ‬ ‫جوَازُ إذَا لَ ْم َيضُ ّر بِالْمَا ّر ِة وَالْ َمنْعُ إذَا ضَ ّر َو َجعَلَ حَ ّق الْ ُ‬ ‫فَالْ َ‬
‫جوَازِ َوعَ َدمِهِ‬
‫الْمُرُو ِر بِاْلكُّلّيةِ َف ُهوَ كَاْل ِقيَامِ ِلحَا َج ٍة َوَأظُنّ َأنّ ابْ َن بَ ّطةَ َحكَى َقبْلَهُ ِروَاَيتَيْنِ مُ ْطَل َقتَيْنِ فِي الْ َ‬
‫وَكَذَلِكَ ذَ َكرَ صَا ِحبُ الْ ُمقْنِعِ فِي الْجُلُوسِ فِي الطّرِيقِ اْلوَاسِ ِع َهلْ يُوجِبُ ضَمَانَ مَا َعُثرَ ِبهِ عَلَى‬
‫جلُوسِ ِروَاَي ًة وَاحِ َدةً ‪.‬‬
‫ك يَدُ ّل عَلَى الْخِلَافِ فِي َجوَا ِزهِ ‪َ ,‬وَأمّا الْقَاضِي َفقَالَ ‪ :‬لَا َيضْمَ ُن بِالْ ُ‬ ‫ِروَايََتيْ ِن وَذَلِ َ‬
‫‪502‬‬
‫َومِنْ ذَلِكَ َلوْ َربَطَ دَابَّتهُ َأوْ أَ ْو َقفَهَا فِي الطّرِيقِ وَالْ َمْنصُوصُ َمنْعُهُ قَالَ فِي ِروَاَيةِ َأبِي الْحَارِثِ إذَا أَقَامَ دَاّبتَهُ‬
‫ضمَانَ‬ ‫عَلَى الطّرِيقِ َف ُهوَ ضَامِنٌ لِمَا َجَنتْ َلْيسَ لَهُ فِي الطّرِيقِ حَقّ ‪ ,‬وَكَذَا َنقَلَ َعنْهُ َأبُو طَاِلبٍ وَ َحْنبَلٌ َ‬
‫ِجنَاَيةِ الدّاّبةِ إذَا َربَ َطهَا فِي الطّرِيقِ ‪ ,‬وَكَذَا َأطْلَقَ ابْنُ َأبِي مُوسَى َوَأبُو الْخَطّابِ مِ ْن َغيْ ِر َتفْرِي ٍق َبيْنَ حَاَلةِ‬
‫حجَرِ‬ ‫جنَاَيةُ ِبفَ ِمهَا َأوْ رِ ْجِلهَا فَإِيقَاِفهَا فِي الطّرِيقِ َكوَضْعِ الْ َ‬ ‫س َعةِ َو َمأْخَ ُذهُ َأنّ َطبْعَ الدّاّب ِة الْ ِ‬ ‫ضيِي ِق وَال ّ‬‫الّت ْ‬
‫صبِ السّكّيِ فِيهِ ‪ .‬وَ َحكَى اْلقَاضِي فِي ِكتَابِ ال ّروَاَيَتيْنِ ِروَاَيةً أُخْرَى ِبعَ َد ِم الضّمَانِ إذَا وَقَفَ فِي طَرِيقٍ‬ ‫َونَ ْ‬
‫ح ِو مَا َيقِفُ النّاسُ َأوْ فِي َموْضِ ٍع يَجُوزُ أَنْ‬ ‫ف عَلَى نَ ْ‬ ‫وَاسِعٍ ِل َقوْلِ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ أَ ْحمَ َد بْ ِن َسعِيدٍ إذَا وَقَ َ‬
‫حتْ بِيَدٍ َأوْ ِرجْلٍ فَلَا َشيْ َء عََليْهِ قَالَ الْقَاضِي ظَاهِ ُرهُ َأنّهُ لَا ضَمَانَ إذَا كَانَ وَاِقفًا ِلحَا َجةٍ‬ ‫َيقِف فِي ِمثْلِهِ َفَنفَ َ‬
‫جوَا َز عَلَى حَاَل ِة َس َعتِهِ‬ ‫وَكَانَ الطّرِي ُق وَا ِسعًا ‪َ ,‬وَأمّا الْآمِدِيّ َفحَمَ َل الْ َمنْ َع عَلَى حَاَلةِ ضِيقِ الطّرِي ِق وَالْ َ‬
‫س َعةِ َوعَ َد ِم الْإِضْرَارِ ِروَاَيةً وَاحِ َدةً ‪َ ,‬ومِ ْن الْ ُمَتأَخّرِي َن مَنْ َجعَلَ الْمَ ْذ َهبَ الْ َمنْعَ‬ ‫جوَا ُز مَعَ ال ّ‬ ‫وَالْمَ ْذهَبُ عَنْ ُه الْ َ‬
‫ف َب ْعضُ‬ ‫ط وَخَالَ َ‬ ‫خلَافِ فِي صُو َرَتيْ اْل ِقيَا ِم وَال ّربْ ِ‬ ‫ج َريَانِ الْ ِ‬
‫ِروَايَ ًة وَاحِ َد ًة وَصَرّحَ صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ بِ َ‬
‫سفِيَنةِ َوإِ ْرسَا ُؤهَا فِي الّنهْ ِر الْمَسْلُوكِ ‪ .‬قَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ إنْ‬ ‫ط عُ ْدوَا ٌن بِكُلّ حَا ٍل وَ َربْطُ ال ّ‬ ‫الْ ُمتَأَخّرِي َن وَقَالَ ال ّربْ ُ‬
‫ف َب ْعضُ الْأَصْحَابِ فِي اعِْتبَارِ‬ ‫ج ْز وَخَالَ َ‬ ‫كَانَ بِإِ ْذ ِن الِْإمَامِ وَالطّرِي ُق وَاسِ ٌع وَالْجَ َريَا ُن ُمعْتَدِلٌ جَا َز َوإِلّا لَ ْم يَ ُ‬
‫إ ْذنِ الْإِمَامِ فِي هَذَا ِلَتكَرّ ِرهِ ‪ ,‬قَالَ الْ َميْمُونِيّ ‪ :‬مِ ْلتُ َأنَا َوَأبُو َعبْدِ اللّهِ إلَى وَ َدوَا ِعيَ ُه َيعْنِي فِي دِجَْلةَ فَا ْكتَرَى‬
‫س وَلَمْ أَ َرهُ ا ْسَتأْ َذنَ أَ َحدًا ِمْنهُمْ قَا َل َب ْعضُ‬ ‫َزوْرَقًا مِ ْن َو َدوَا ِعيَهُ َف َرَأيْتُ ُه َيتَخَطّى َزوّ ْجُت َكهُمَا عِ ّدةً ِلُأنَا ٍ‬
‫ش ُي عََليْهِ َوعَلَى ِقيَاسِ ذَلِكَ‬ ‫ضيّقُوهُ جَا َز الْمَ ْ‬ ‫سلِمِيَ فَلَمّا َ‬ ‫شتَ َر ٌك َبيْنَ الْمُ ْ‬
‫الْأَصْحَابِ ; ِلأَنّهُ حَ ِريُ دِ ْجَل َة َو ُهوَ مُ ْ‬
‫ف مَا إذَا بَسَطَ فِيهِ مُصَلّى‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ت الصّلَاةُ عََليْ ِه مِ ْن َغيْ ِر ا ْستِئْذَانٍ بِ ِ‬ ‫ح ُوهُ جَازَ ْ‬ ‫َلوْ وُضِعَ فِي الْمَسْجِ ِد َسرِي ٌر َونَ ْ‬
‫ش ّقةَ فِيهِ ‪.‬‬
‫ضعَ ُه وَلَا ُيصَلّى عََليْهِ ; ِلَأنّ رَ ْفعَهُ لَا مَ َ‬ ‫سبْقُ فَِإنّ ُه يُرْفَ ُع َوُيصَلّى َموْ ِ‬‫وَقُ ْلنَا لَا َيثُْبتُ بِهِ ال ّ‬
‫‪503‬‬
‫خلّي فِي الطّرِي ِق َو ُهوَ‬ ‫ع بِال ّطرِيقِ ِبِإلْقَا ِء الْكُنَاسَ ِة وَاْلَأقْذَارِ فَِإنْ كَانَ َنجَا َسةً َف ُهوَ كَالتّ َ‬ ‫َومِنْ ذَلِكَ الِانِْتفَا ُ‬
‫ك َوإِنْ كَانَ مِمّا‬ ‫ختَلَفٌ فِي ذَلِ َ‬ ‫ب مُ ْ‬ ‫َمنْ ِه ّي عَنْهُ َلكِ ْن هَ ْل ُهوَ َن ْهيُ َكرَا َهةٍ َأوْ َنهْ ُي تَحْ ِريٍ كَلَا ُم اْلأَصْحَا ِ‬
‫جرِ فَلَا َيجُو ُز وَالضّمَانُ‬
‫حصُ ُل بِهِ اْل ُعثُورُ كَاْلحَ َ‬
‫صبّ ِه َوإِلْقَاءِ قُشُو ِر اْلبِطّيخِ َأوْ َي ْ‬
‫ش الْمَا ِء وَ َ‬
‫حصُ ُل بِهِ الزّلَقُ كَ َر ّ‬‫يَ ْ‬
‫حةٌ‬
‫سكُنَ بِ ِه اْل ُغبَارُ َف ُه َو َمصَْل َ‬
‫ش الْمَاءِ قَالَ فِي التّ ْرغِيبِ إلّا أَ ْن يَ ُرشّهُ ِليَ ْ‬‫ص عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي َر ّ‬ ‫وَا ِجبٌ بِ ِه وَقَ ْد َن ّ‬
‫حفْرِ الِْبئْرِ السّابَِلةِ ‪ .‬وَفِيهِ ِروَاَيتَانِ ‪.‬‬
‫عَا ّمةٌ َفَيصِيُ َك َ‬
‫‪504‬‬
‫ف عََليْهِ ‪ .‬قَالَ الْ َمرّوذِيّ ‪:‬‬ ‫ع َسوَاءٌ تَرَكَ ُه ظَاهِرًا َأوْ غَطّا ُه َوَأسْقَ َ‬ ‫ح ْفرُ فِي الطّرِيقِ َو ُهوَ مَ ْمنُو ٌ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الْ َ‬
‫سلِمِيَ ‪.‬‬
‫ج الْ ُمغْلَقَ ‪ .‬قَالَ ‪ :‬لَا هَذَا طَرِيقٌ لِلْمُ ْ‬ ‫حفِرُ فِي ِفنَائِهِ اْلِبئْرَ َأوْ الْمَخْ َر َ‬
‫َسأَْلتُ َأبَا َعبْدِ اللّهِ عَنْ الرّ ُج ِل يَ ْ‬
‫حفَ ُر َويُسَدّ َرْأسُهَا ‪ .‬قَالَ ‪ :‬أََليْسَ فِي طَرِي ِق الْمُسْلِ َميْنِ أَكْ َر ُه هَذَا كُلّهُ فَ َمنَ َع مِنْ‬ ‫ت ‪ :‬إنّمَا هِ َي ِبئْ ٌر تُ ْ‬
‫قُ ْل ُ‬
‫ختَا َن وَالْ َفضْ ُل بْنُ ِزيَادٍ فِي َر ُجلٍ فِي دَا ِرهِ‬
‫حفْرِ ‪َ ,‬وَنقَ َل َعنْهُ ابْ ُن هَانِ ٍئ وَابْ ُن بُ ْ‬
‫الّتصَرّفِ فِي بَاطِنِ الطّرِي ِق بِالْ َ‬
‫ج َرةُ ؟ قَالَ ‪ :‬مَا أَ ْدرِي مَا هَذَا‬
‫ج َرةٌ فِي دَارِ َرجُلٍ آ َخرَ ‪ ,‬لِ َم ْن َه ِذهِ الشّ َ‬
‫ت ِمنْ ُعرُوقِهَا شَ َ‬
‫ج َرةٌ ‪ ,‬فَنَبَ َ‬
‫شَ َ‬
‫ضرَ ٌر َو ُهوَ أَ ْن‬
‫ب الْأَ ْرضِ ‪ .‬قَالَ اْلقَاضِي َوظَاهِ ُر هَذَا َأنّهُ إذَا لَ ْم َيكُنْ فِيهَا َ‬ ‫وَ ُربَمَا كَانَ ضَرَرًا عَلَى صَا ِح ِ‬
‫ض ‪ .‬انَْتهَى‬ ‫ت اْلأَ ْرضِ لَا ُيؤْ َخ ُذ ِبقَ ْل ِعهَا ; ِلَأنّ الضّ َر َر إنّمَا يَكُونُ بِ ُظهُو ِرهَا عَلَى وَجْ ِه الْأَ ْر ِ‬
‫ح َ‬‫تَكُونَ عُرُوُقهَا تَ ْ‬
‫ض َغيْ ِرهِ‬ ‫وَفِيهِ نَ َظرٌ ‪ ,‬وَصَرّحَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي اْلوَاضِحِ فِي أُصُو ِل اْل ِفقْهِ ِبوُجُوبِ إزَاَل ِة عُرُوقِ َشجَ َرتِ ِه مِنْ أَ ْر ِ‬
‫‪505‬‬
‫جدَارِ إلَى ال ّطرِيقِ فَلَا يَجُوزُ‬ ‫ب وَالْحِجَا َر ِة فِي الْ ِ‬ ‫خشَ ِ‬ ‫حةِ وَالسّابَاطَاتِ وَالْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إ ْشرَاعُ اْلأَجْنِ َ‬
‫ص عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ وَابْ ِن َمنْصُو ٍر َو ُم َهنّا َوغَيْ ِرهِمْ ‪ .‬وَلَمْ يُ ْعَتبَرْ إ ْذ ُن الِْإمَامِ فِي‬ ‫َويَضْمَنُ بِهِ َن ّ‬
‫جوّزُ‬ ‫جرّدِ وَصَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي وَقَالَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَالْأَ ْكثَرُو َن يُ َ‬ ‫ذَلِكَ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ذَكَرَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫شيْخِ مَجْدُ الدّينِ فِي ِكتَابِ الصّلَا ِة " إنْ كَانَ لَا‬ ‫بِإِ ْذنِ الْإِمَا ِم مَ َع انِْتفَا ِء الضّ َر ِر بِهِ ‪ ,‬وَفِي شَرْحِ الْهِدَاَيةِ لِل ّ‬
‫شتَ َر ٌك َبيْنَ‬ ‫ك مُ ْ‬ ‫َيضُ ّر بِالْمَا ّرةِ جَازَ " َوهَ ْل َي ْفَتقِرُ إلَى إ ْذ ِن الِْإمَامِ ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ‪ :‬إ ْحدَاهُمَا ‪ ,‬يَ ْفَتقِرُ ; ِلأَنّهُ مِلْ ٌ‬
‫صةٍ إلّا ِللِْإمَامِ ‪ .‬وَالثّانَِيةُ ‪ :‬لَا َي ْفتَقِرُ ; ِلأَ ّن َمْنفَ َعةَ الطّرِي ِق الْمُرُورُ‬‫ج َهةٍ خَا ّ‬ ‫خصِيصُ ُه بِ ِ‬ ‫الْمُسْلِ ِميَ فَلَا َيجُو ُز تَ ْ‬
‫ك عِنْ َد اْلأَصْحَابِ قَالَ الْمَرّوذِيّ ‪ُ :‬سقِفَ ِلَأبِي‬ ‫ب َومَسِيلُ الْ ِميَاهِ َفكَذَلِ َ‬ ‫ك َوَأمّا الْ َميَازِي ُ‬ ‫ختَ ّل بِذَلِ َ‬
‫َوهُوَ لَا يَ ْ‬
‫صبَحَ قَالَ ‪ :‬اُ ْدعُ لِي النّجّارَ‬ ‫ت تِلْكَ الّليَْلةَ َفلَمّا أَ ْ‬‫عَبْدِ اللّهِ سَ ْط ُح الْحَا ّكةِ وَ ُجعِ َل مَسِيلُ الْ ِميَاهِ إلَى الطّرِي ِق َوبَا َ‬
‫ح ّرمًا لَ ْم َي ْفعَلْهُ‬
‫حوّلَ ُه َوهَذَا لَا يَدُلّ عَلَى التّحْ ِريِ ; ِلَأنّهُ َلوْ ا ْعَتقَ َدهُ مُ َ‬ ‫حوّ ُل الْمِيزَابَ إلَى الدّارِ ‪ .‬فَ َد َع ْوتُهُ لَهُ َف َ‬ ‫يُ َ‬
‫جوَا ِزهِ مُطَْلقًا مَ َع انِْتفَا ِء الضّرَرِ‬ ‫شْب َهةِ فِيهِ ‪ ,‬وَفِي الْ ُمغْنِي ا ْحتِمَا ٌل بِ َ‬ ‫حصُولِ ال ّ‬ ‫اْبتِدَا ًء َوإِنّمَا َحوّلَهُ َتوَرّعًا لِ ُ‬
‫سّنةُ‬
‫ب النّافِ ِذ ُهوَ ال ّ‬ ‫ج الْ َميَازِيبِ إلَى الدّرْ ِ‬ ‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ إخْرَا ُ‬ ‫وَا ْختَا َرهُ طَاِئ َفةٌ مِ ْن الْ ُمَتأَخّرِينَ ‪ .‬وَقَالَ ال ّ‬
‫ضعَ ُه النِّبيّ صَلّى اللّ ُه عََليْهِ َوسَلّ َم ِبيَ ِدهِ‬ ‫ك وَالْمَاِنعُو َن َيقُولُونَ مِيزَابُ اْل َعبّاسِ وَ َ‬ ‫وَذَكَرَ حَدِيثَ اْل َعبّاسِ فِي ذَلِ َ‬
‫َفكَانَ َأبْلَ َغ مِنْ إ ْذنِهِ فِي ِه وَلَا كَلَامَ فِيمَا َأ ِذنَ فِي ِه الِْإمَامُ ‪.‬‬
‫‪506‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِس َعةُ وَالثّمَانُونَ ) ‪َ :‬أ ْسبَابُ الضّمَا ِن ثَلَاَثةٌ ‪ :‬عَقْدٌ ‪َ ,‬ويَدٌ ‪َ ,‬وِإتْلَافٌ ‪َ .‬أمّا ُعقُو ُد الضّمَانِ َفقَدْ‬
‫سبَبٍ‬ ‫ف بِ َ‬
‫ك َسبَقَ ذِ ْك ُر الَْأيْدِي الضّا ِمَنةِ ‪َ ,‬وَأمّا الِْإتْلَافُ فَاْلمُرَا ُد بِهِ َأنْ ُيبَاشِ َر الِْإتْلَا َ‬‫َسبَقَ ذِكْ ُرهَا وَكَذَلِ َ‬
‫حفِ َر ِبئْرًا فِي غَيْ ِر ِم ْلكِهِ عُ ْدوَانًا‬‫ف ِبأَ ْن يَ ْ‬ ‫حصُ ُل بِ ِه الِْإتْلَا ُ‬
‫ب َسبَبًا عُ ْدوَانًا َفيَ ْ‬
‫َيقَْتضِيهِ كَاْل َقتْ ِل وَالْإِحْرَاقِ َأ ْو َيْنصِ ُ‬
‫شيْ ٍء َوعَا َدتُهُ‬
‫حَتبِسًا بِ َ‬ ‫ف مَا ِل اْلغَيْرِ َأوْ كَانَ الْمَاءُ مُ ْ‬ ‫َأوْ ُيؤَجّ َج نَارًا فِي َي ْومِ رِي ٍح عَاصِفٍ َفيََتعَدّى إلَى إتْلَا ِ‬
‫ك مَا إذَا حَ ّل وِكَاءَ‬ ‫حتَ ذَلِ َ‬ ‫الِانْ ِطلَاقُ َفيُزِيلُ ا ْحتِبَاسَ ُه َو َسوَاءٌ كَانَ لَهُ ا ْخِتيَارٌ فِي انْطِلَاقِهِ َأوْ لَ ْم َيكُنْ َفدَخَ َل َت ْ‬
‫ق مَائِعٍ فَانْدَفَقَ َأوْ فَتَحَ َقفَصًا َعنْ طَاِئرٍ فَطَارَ َأوْ َحلّ عَ ْبدًا آِبقًا َفهَ َربَ هَذَا ُه َو الّذِي ذَ َك َرهُ ابْنُ حَامِدٍ‬
‫ِز ّ‬
‫ف بِمَا َي ْقتَضِيهِ عَا َدةً وَا ْستَْثنَى ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ مَا كَا َن مِ ْن‬ ‫سبّبَ إلَى الِْإتْلَا ِ‬ ‫وَالْقَاضِي وَالْأَ ْكثَرُونَ ; ِلَأنّهُ تَ َ‬
‫ضمَانَ فِي إطْلَاقِ ِه َوإِنْ لَ ْم َيعُدْ ; ِلأَنّ اْلعَا َدةَ جَا ِرَي ٌة ِب َعوْ ِدهِ َفَلْيسَ‬ ‫ج َوَيعْتَا ُد اْل َعوْدَ َفقَالَ لَا َ‬ ‫ف الْبُرُو َ‬ ‫ال ّطيُو ِر َيأْلَ ُ‬
‫إطْلَاقُهُ إتْلَافًا وَقَالَ ‪َ :‬أْيضًا فِي الْ ُفنُونِ الصّحِيحُ الّتفْرَِق ُة َبيْ َن مَا يُحَا ُل الضّمَانُ عَلَى ِفعْلِهِ كَالْآ َد ِميّ َومَا لَا‬
‫جمَادَاتِ فَإِذَا َحلّ َقيْ َد اْلعَبْدِ لَمْ يَضْمَنْ ; ِلأَ ّن اْلعَبْدَ لَهُ ا ْخِتيَا ٌر َوَيصِحّ‬ ‫حَيوَانَاتِ وَالْ َ‬ ‫يُحَا ُل عََليْ ِه الضّمَانُ كَاْل َ‬
‫ب مُطَْلقِهِ ‪َ ,‬وهَذَا الّذِي قَالَ ُه إنّمَا َيصِحّ َلوْ كَا َن اْلعَبْ ُد مِنْ‬ ‫سبَ ِ‬‫ف بِ َ‬ ‫إحَاَل ُة الضّمَا ِن عََليْهِ َفَيقْطَ ُع ُمبَاشَ َرتَهُ لِلتّلَ ِ‬
‫ب وَِلهَذَا‬‫سبّ ِ‬ ‫سيّ ِد َتعَيّنَ إحَاَل ُة الضّمَانِ عَلَى الْ ُمتَ َ‬ ‫سيّ ِدهِ َفَأمّا إذَا لَ ْم َيكُنْ مِنْ أَهْ ِل الضّمَانِ لِل ّ‬ ‫َأهْلِ الضّمَانِ لِ َ‬
‫صبِ َحْيثُ َل ْم يَكُ ْن اْل َعبْدُ مِنْ أَهْلِ‬ ‫ب إنّ ِجنَايَ َة اْلعَبْ ِد الْ َم ْغصُوبِ عَلَى َسيّ ِد ِه َمضْمُوَن ٌة عَلَى الْغَا ِ‬ ‫قَا َل اْلأَصْحَا ُ‬
‫جنَاَيةِ وَلَكِنْ خَرّجَ ابْنُ‬ ‫س َسَببًا ِللْ ِ‬ ‫سيّدِ َفأُحِي َل عَلَى اْلغَاصِبِ ِلَتعَدّيهِ ِبوَضْ ِع يَ ِد ِه عََليْ ِه مَعَ َأنّهُ َلْي َ‬ ‫الضّمَانِ لِل ّ‬
‫جنَاَي َة مِنْ أَصِْلهَا َغيْرُ قَابَِلةٍ لِلتّضْ ِميِ‬ ‫صبِ ; ِلَأ ّن الْ ِ‬ ‫ضمَانَ عَلَى اْلغَا ِ‬ ‫الزاغون فِي الْإِقْنَاعِ وَ ْجهًا آ َخرَ َأنّهُ لَا َ‬
‫ب شَيْ ٌء ِمْنهَا وَلَا يَ ْل َز ُم ِمثْلَهُ فِي مُ ْطلَ ِق اْل َعبْدِ ; ِلأَنّهُ‬ ‫ص َ‬ ‫جِن ّي عََليْهِ فَلَا يَ ْل َزمُ الْغَا ِ‬
‫ِلَتعَّل ِقهَا بِالرَّقَب ِة الْمَ ْملُو َكةِ ِللْمَ ْ‬
‫جنَاَيةِ عَلَى‬ ‫صيَاَنةً ِللْ ِ‬ ‫سبّبِ ِ‬ ‫ُمتَسَّببٌ إلَى الِْإتْلَافِ فَإِذَا لَ ْم يُ ْمكِنْ إحَاَل ُة الضّمَانِ عَلَى الْ ُمبَاشِرِ أُحِي َل عَلَى الْ ُمتَ َ‬
‫مَا ِل الْ َم ْعصُو ِم عَ ْن الْإِهْدَا ِر َمهْمَا َأ ْمكَنَ ‪ ,‬وَخَرّجَ الْآمِدِيّ وَ ْجهًا آخَرَ َأنّ ِجنَاَيةَ اْل َعبْ ِد عَلَى َسيّ ِد ِه َمضْمُوَنةٌ‬
‫عََليْهِ فِي ِذ ّمتِهِ ُيّتبَعُ ِبهَا َبعْ َد ِعْتقِهِ ‪.‬‬
‫‪507‬‬
‫ف َو ُهوَ مَا إذَا َح َفرَ بِ ْئرًا ُع ْدوَانًا َأوْ نَصَبَ شََبكَةً َأوْ‬ ‫ع ُمتَ َردّدٌ فِي ِه َبيْنَ ضَمَا ِن الْيَ ِد وَضَمَانِ الِْإتْلَا ِ‬ ‫َوهَ ُهنَا فَ ْر ٌ‬
‫مِنْجَلًا لِلصّ ْيدِ ُثمّ مَاتَ ُث ّم وَقَ َع فِي الْبِئْ ِر حََيوَا ٌن مَضْمُونٌ َأوْ عََثرَ بِآلَاتِ الصّ ْي ِد حَيَوَا ٌن مَضْمُونٌ فَِإنْ‬
‫َجعَ ْلنَا ُه مِ ْن بَابِ الْإِتْلَافِ ضَمِ َن مِ ْن التّرِ َك ِة َوبِهِ صَرّحَ فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ فِي بَابِ ال ّرهْ ِن‬
‫ت التّرِ َك ُة َعبْدًا َفَأ ْعَتقَهُ اْلوَ َرَثةُ‬
‫سبْ ِق َسبَبِ ِه وََلوْ كَاَن ْ‬
‫َحتّى قَالَا ‪َ :‬لوْ بِي َعتْ التّرِ َكةُ َلفُسِخَ فِي َقدْ ِر الضّمَانِ ِمْنهَا لِ َ‬
‫ضمَانِ اْليَدِ َفهَلْ‬ ‫ح بِهِ اْلقَاضِي فِي الْخِلَافِ َوِإنْ َجعَ ْلنَاهُ مِنْ َ‬ ‫صرّ َ‬ ‫َقبْ َل اْلوُقُوعِ ضَ ِمنُوا قِي َم َة اْل َعبْدِ كَالْمَ ْرهُونِ َ‬
‫حتَمَ ُل عَلَى وَ ْج َهيْنِ أَصُْلهُمَا‬ ‫جعَ ُل اْليَدَ ِلمَ ْن انَْتقَ َل الْمِلْكُ إَليْ ِه يُ ْ‬
‫جعَلُ َكيَ ِد الْمُشَاهَ َدةِ َبعْ َد الْ َموْتِ َأ ْو يَ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫صيْ ٌد َبعْ َد َم ْوتِهِ هَ ْل ُهوَ تَرِ َكةٌ َموْرُوَثةٌ َجعْلًا َلهَا َكيَ ِدهِ‬ ‫ب َشبَ َكةً َفوَقَعَ فِيهَا َ‬ ‫ف اْلأَصْحَابِ فِيمَا َل ْو َنصَ َ‬ ‫ا ْختِلَا ُ‬
‫ح بِهِ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َأنّ ُه تَرِ َك ٌة‬ ‫الْمُشَاهَ َدةِ َأ ْو ُهوَ ِملْكٌ لِ ْلوَ َرَثةِ ; ِلَأّنهَا صَارَتْ َكأَيْدِيهِمْ ؟ َواَلّذِي صَرّ َ‬
‫شبَ َكةِ إَليْهِ كَمَا يََتوَلّ ُد مِنْ‬
‫َموْرُوثَ ٌة وَقَالَ َأبُو الْخَطّابِ فِي الِاْنِتصَارِ ‪ :‬بَ ْل ُهوَ مِلْكٌ لِ ْلوَ َرَث ِة بِانِْتقَا ِل مِلْكِ ال ّ‬
‫حتَ َملُ َأنْ‬ ‫حتَمَلُ َأ ْن َينْقَطِعَ ُحكْمُ ُه بِ َم ْوتِهِ َويُ ْ‬
‫ج ِر َوَأمّا فِي اْلعُ ْدوَانِ الْمُجَرّدِ َفيُ ْ‬‫ث َوُيثْمِ ُر مِنْ الشّ َ‬
‫ج الْ َموْرُو ِ‬
‫الّنتَا ِ‬
‫ك الْخِلَافَ فِيمَنْ مَالَ حَائِ ُط ُه فَطُولِبَ‬
‫شبِهُ ذَلِ َ‬
‫ضمَانُ ُه مِ ْن تَرِ َك ِة الْ ُمتَعَدّي لِاْن ِعقَا ِد َسَببِهِ فِي َحيَاتِهِ ‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫يَكُونَ َ‬
‫ب الضّمَانُ عَلَى‬ ‫سقُطُ عَ ْنهُ الضّمَانُ ؟ فِي ِه وَ ْجهَا ِن َسبَقَ ذِكْ ُرهُمَا ‪َ ,‬وهَ ْل يَ ِ‬
‫ج ُ‬ ‫بَِنقْضِهِ فَبَا َع ُه ُثمّ َسقَطَ َهلْ َي ْ‬
‫مَ ْن انَْتقَ َل الْمِلْكُ إَليْهِ إذَا ا ْستَدَامَهُ َأمْ لَا ؟ اْلأَ ْظهَرُ وُجُوبُ ُه عََليْهِ كَمَنْ ا ْشتَرَى حَائِطًا مَائِلًا َفِإنّهُ َيقُومُ َمقَامَ‬
‫ب بِإِزَاَلتِهِ َفلَ ْم َي ْفعَلْ ضَمِ َن عَلَى ِروَاَيةٍ ‪.‬‬
‫الْبَائِعِ فِيهِ فَإِذَا طُولِ َ‬
‫‪508‬‬
‫وََلوْ َح َفرَ عَ ْب ُدهُ بِ ْئرًا ُع ْدوَانًا ِبغَ ْيرِ إذِْنهِ ُثمّ أَعَْت َقهُ ُثمّ تَلِفَ ِبهَا مَالٌ أَوْ غَ ْي ُرهُ َففِي الْ ُم ْغنِي الضّمَانُ عَلَى‬
‫سيّ ِد ِبقَدْرِ قِي َم ِة اْلعَبْدِ َفمَا دُونَ ِلُثبُوتِ ِه عََليْهِ َقبْ َل اْل ِعتْقِ‬
‫جنَاَيةِ وَفِي التّ ْلخِيصِ ُه َو عَلَى ال ّ‬ ‫الْ َعبْدِ لِا ْسِتقْلَالِ ِه بِالْ ِ‬
‫سَببُ فِي مِ ْلكِهِ فَلَا َيْنَتقِلُ َو ُه َو َبعِيدٌ ‪.‬‬
‫بِذَلِكَ َفقَ ْد وُجِدَ ال ّ‬
‫‪509‬‬
‫صيْدًا‬
‫ف َويَ ٍد وَقَ ْد َنصّ أَحْمَدُ عَلَى َأ ّن مَنْ َأمْسَكَ َ‬ ‫َتنْبِيهٌ لَوْ َأتْلَفَ اْلغَاصِبُ الْ َمغْصُوبَ ضَ ِمنَهُ ضَمَا َن إتْلَا ٍ‬
‫ح َر ِم ثُمّ َكفّ َر َعنْهُ ثُمّ َذبَحَهُ َأنّ ُه يُجْزِي ِه َوهَذَا يَ ُد ّل عَلَى َأنّهُ َجعَلَهُ ضَمَا َن يَ ٍد َوإِلّا َلمَا جَازَ تَقْ ِديُ َكفّا َرةِ‬ ‫فِي الْ َ‬
‫ف عََليْهِ َويَ ُدلّ َأيْضًا عَلَى َجوَا ِز َتقْدِ ِي اْلكَفّا َر ِة َوإِنْ كَانَ مُو ِجُبهَا َم ْعصَِي ًة وَفِيهِ َوجْ ٌه بِالْ َمنْعِ ذَ َك َرهُ‬ ‫الْإِتْلَا ِ‬
‫ح بِ ُمحَ ّرمٍ ‪.‬‬ ‫سَتبَا ُ‬
‫صةٌ فَلَا تُ ْ‬
‫الْقَاضِي فِي َتعْلِيقِهِ ; ِلَأنّ الّتقْ ِديَ رُ ْخ َ‬
‫‪510‬‬
‫ت بِاسْتِيلَاِئهَا‬ ‫سعُونَ ) ‪ :‬اْلأَْيدِي الْ ُمسَْت ْولَِيةُ عَلَى مَالِ اْلغَ ْيرِ ِبغَ ْيرِ إ ْذنِهِ ثَلَاثَةٌ يَ ٌد يُ ْمكِنُ أَ ْن َيْثبُ َ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة التّ ْ‬
‫حصُ ْل َويَدٌ لَا َيْثبُتُ َلهَا الْمِلْكُ‬ ‫ك بِهِ َأوْ لَ ْم يَ ْ‬
‫ستَوْلِي عََليْ ِه َسوَاءٌ َحصَ َل الْمِلْ ُ‬ ‫الْمِلْكُ َفَيْنتَفِي الضّمَا ُن عَمّا يَ ْ‬
‫صوَرٌ ‪:‬‬ ‫ت عََلْيهَا الضّمَانُ ‪َ .‬أمّا اْلأُولَى َفيَدْ ُخلُ فِيهَا ُ‬ ‫ك َوَيْثبُ ُ‬‫َويَْنَتفِي َعْنهَا الضّمَانُ َويَدٌ لَا َيْثبُتُ َلهَا الْمِلْ ُ‬
‫ب عَلَى َأ ْموَالِ‬ ‫حرْ ِ‬ ‫حرْبِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) ا ْستِيلَاءُ أَهْ ِل الْ َ‬ ‫ي عَلَى َأ ْموَالِ أَهْ ِل الْ َ‬ ‫( ِمْنهَا ) ا ْستِيلَاءُ الْمُسْلِ ِم َ‬
‫ب َوَيْنتَفِي الضّمَا ُن عَْنهُمْ فِيمَا َلمْ‬ ‫شهُورُ عِنْ َد اْلأَصْحَا ِ‬ ‫الْمُسْلِ ِميَ ; ِلَأّنهُمْ يَمِْلكُونَ عََلْينَا بِالِاسْتِيلَا ِء َو ُهوَ الْمَ ْ‬
‫يَمِْلكُوهُ َأْيضًا ِممّا َتثُْبتُ عََليْ ِه اْلأَيْدِي َكُأ ّم الْوَلَ ِد َومَا لَ ْم َيحُوزُوهُ إلَى دَا ِرهِ ْم َومَا شَرَدَ إَلْيهِ ْم مِنْ َدوَابّ‬
‫ب عَلَى مَالِ الِابْنِ فَِإنْ‬ ‫ي َوأَرِقّاِئهِ ْم عَلَى َقوِْلنَا َأّنهُمْ لَا يَمِْلكُونَ ذَلِكَ أَْيضًا ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) ا ْستِيلَاءُ الْأَ ِ‬ ‫الْمُسْلِ ِم َ‬
‫حصُ ُل بِهِ الْ ِملْكُ فَلَا إ ْشكَالَ فِي اْنِتفَاءِ الضّمَانِ ‪َ ,‬وإِنْ كَانَ عَلَى َغيْ ِر وَ ْجهِ ِه وَجْ ُه التّمَلّكِ فَلَا‬ ‫كَانَ ا ْستِيلَا ٌء َي ْ‬
‫َيثُْبتُ بِ ِه الضّمَانُ وََلوْ َأتَْلفَ ُه عَلَى أَصَحّ الْوَ ْج َهيْ ِن َو ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ ِعنْدَ صَا ِحبِ الْ ُمحَرّرِ ‪َ .‬وَأمّا الْيَ ُد الثّانَِيةُ‬
‫حفْظِ ِه عَلَى‬ ‫ض الْمَالَ ِل ِ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) مَنْ لَ ُه وِلَاَيةٌ شَ ْر ِعيّ ٌة بِاْل َقبْضِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) مَنْ َقَب َ‬ ‫َفيَدْخُلُ فِيهَا ُ‬
‫ب ِمنْهُ َأنّهُ لَا ضَمَا َن عََليْهِ َلكِ ّن‬ ‫الْمَالِكِ فَِإنّهُ لَا يَضْ َمنُ ُه وَقَ ْد َنصّ أَحْمَدُ فِيمَنْ أَخَذَ آبِقًا ِليَ ُر ّدهُ إلَى َسيّدِهِ َفهَرَ َ‬
‫صبِ لِلرّدّ ِلعَ َدمِ اْلوِلَاَيةِ‬ ‫سَتْنقَ ِذ مِ ْن الْغَا ِ‬ ‫أَخْ َذ الْآبِقِ فِيهِ إ ْذنٌ َش ْرعِ ّي وَفِي التّ ْلخِيصِ وَجْهٌ آخَ ُر بِالضّمَانِ فِي الْمُ ْ‬
‫ف وََلوْ كَا َن اْلقَاِبضُ حَاكِمًا َف ُهوَ َأوْلَى ِبَن ْفيِ الضّمَانِ ِلعُمُو ِم وِلَاَيتِهِ وَفِي التّ ْلخِيصِ فِيمَا إذَا حَمَلَ‬ ‫ضعِي ٌ‬ ‫َوهُوَ َ‬
‫الْ َمغْصُوبُ إَليْهِ ِليَدَْفعَهُ إلَى مَاِلكِهِ َفهَ ْل يَ ْل َزمُ َقبُولُ ُه عَلَى وَ ْج َهيْنِ وَصَحّحَ اللّزُومَ َو ُه َو َتفْرِي ٌق َبيْنَ الْحَا ِكمِ‬
‫ب وَالْ َم ْغصُوبِ إلّا َأ ْن َيكُونَ لَهُ‬ ‫ع مَا ِل اْلغَاِئ ِ‬ ‫َوغَيْ ِر ِه وَفِي الْ ُمجَرّ ِد وَاْل ُفصُولِ وَالْ ُم ْغنِي َلْيسَ لِ ْلحَاكِ ِم انْتِزَا ُ‬
‫ت َووَارِثُ ُه غَائِبٌ فَلَهُ الْأَخْذُ ; ِلأَنّ لَ ُه وِلَاَي ًة عَلَى َترِ َكةِ الْ َمّيتِ‬ ‫وِلَاَيةٌ عََليْ ِه ِبوَجْ ٍه مَا ِمثْلَ أَ ْن يَجِ َدهُ فِي تَرِ َك ِة َميّ ٍ‬
‫ع ِمنْهُ اْل َعيْنُ َتَبعًا ِلوِلَاَيةِ اْلقَطْعِ ‪,‬‬ ‫ج ُدهَا فِي يَدِ السّا ِرقِ َفَيقْ َطعُهُ َوُتنْ َز ُ‬ ‫ِبتَْنفِيذِ وَصَايَا ُه وََقضَاءِ ُديُونِهِ َأ ْو يَ ِ‬
‫ب َومَسْأََلةِ قَطْعِ السّا ِرقِ لِمَا ِل اْلغَاِئبِ ‪َ ( .‬ومِْنهَا )‬ ‫سأََلةِ ُوجُوبِ الْ ِقصَاصِ ِل ْلغَائِ ِ‬ ‫وَالْمَسْأََل ُة مَذْكُو َرةٌ فِي مَ ْ‬
‫ب وَفِي‬ ‫حرْ ِ‬ ‫الطّائِ َف ُة الْمُ ْمَتِن َعةُ عَنْ ُحكْ ِم الِْإمَامِ كَاْلبُغَاةِ لَا َيضْمَ ُن الِْإمَا ُم َوطَائِ َفتُ ُه َومَا َأتَْلفُوهُ عََلْيهِمْ حَا َل الْ َ‬
‫حرْبِ ‪.‬‬ ‫حهُمَا َن ْفيُ الضّمَانِ إْلحَاقًا َلهُ ْم ِبأَهْ ِل الْ َ‬ ‫صّ‬ ‫ك الْحَالِ ِروَاَيتَانِ أَ َ‬ ‫َتضْمِيِنهِ ْم مَا َأتَْلفُو ُه عَلَى الْإِمَامِ فِي تِلْ َ‬
‫حقُوا بِدَارِ الْحَرْبِ َأوْ ا ْجتَ َمعُوا بِدَا ٍر ُمْنفَرِدِي َن وََلهُ ْم َمَن َعةٌ َففِي تَضْمِيِنهِمْ ِروَايَتَانِ‬ ‫َوَأمّا َأهْلُ الرّ ّدةِ إذَا لَ ِ‬
‫وَا ْختَارَ َأبُو َبكْرٍ عَ َد َم التّضْ ِميِ إلْحَاقًا َلهُ ْم ِبَأهْلِ دَا ِر الْحَرْبِ ‪َ ,‬وَأمّا اْليَدُ الثّاِلَثةُ َف ِه َي اْليَدُ اْلعَا ِرّي ُة الّتِي‬
‫ب عََلْيهَا الضّمَانُ ‪.‬‬ ‫َيتَ َرتّ ُ‬
‫‪511‬‬
‫ضةُ الْمَ ْنقُوَلةُ إذَا وُ ِج َد فِيهَا الّن ْقلُ ‪.‬‬ ‫سعُونَ ) ‪ :‬يُضْ َم ُن بِالْ َع ْقدِ َوبِالَْيدِ اْلَأمْوَالُ الْمَحْ َ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِدَي ُة وَالتّ ْ‬
‫شهُورُ عِنْ َد اْلأَصْحَابِ َأنّ ُه َيضْمَ ُن بِاْلعَقْ ِد َوبِاْليَدِ َأيْضًا كَمَا َيضْمَنُ فِي ُعقُو ِد‬ ‫َفَأمّا َغيْ ُر الْ َمْنقُولِ فَاْلمَ ْ‬
‫ب مِ ْن َغيْرِ‬ ‫جرّ ِد اْليَدِ فِي اْل َغصْ ِ‬
‫ت بِالِاّتفَاقِ َوَنقَلَ ابْ ُن َمْنصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ أَ ّن اْل َعقَارَ لَا يُضْمَنُ بِمُ َ‬ ‫التّ ْملِيكَا ِ‬
‫خطّ الْقَاضِي َوَأمّا الْ َمْنقُولُ فَِإنْ َحصَلَ‬ ‫إتْلَافٍ ‪ .‬وَكَذَلِكَ قَالَ َأبُو َج ْعفَ ٍر العكبي فِي اْلعَا ِرّيةِ فِيمَا َق َرْأتُهُ بِ َ‬
‫َنقْلُ ُه تَ َرّتبَ عََليْهِ ضَمَا ُن اْليَدِ وَاْل َعقْ ِد َوإِنْ لَ ْم يُوجَدْ الّنقْلُ َفهَ ْل ُيضْمَ ُن بِاْل َعقْدِ فِيهِ َكلَامٌ َسبَقَ فِي أَ ْحكَامِ‬
‫ف الضّمَا ُن ِبهَا عَلَى الّنقْلِ أَْيضًا كَاْل َعقْدِ‬ ‫الْ ُقبُوضِ ‪َ ,‬وَأمّا اْليَدُ الْ ُمجَرّ َدةُ َفقَالَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪ :‬لَا َيَتوَقّ ُ‬
‫ب عَلَى ذَلِكَ َأنّهُ َلوْ‬ ‫جرّدِ جُحُو ِد اْلوَدِي َع ِة مِ ْن َغيْ ِر َنقْ ٍل وَلَا إزَالَ ِة يَدٍ ‪ .‬وَ َرّت َ‬
‫وَكَمَا َيصِيُ الْمُو ِدعُ ضَا ِمنًا بِمُ َ‬
‫بَاعَ اْلغَاصِبُ اْلعَ ْينَ الْ َمغْصُوبَةَ وَخَلّى بَيَْن ُه َوبَ ْينَ الْ ُمشَْترِي فَتَ ِلفَتْ قَ ْبلَ النّ ْقلِ ثُمّ جَا َء الْمَالِكُ ‪َ ,‬أنّ لَهُ أَنْ‬
‫حصُلْ كَمَا ِل الِاسْتِيلَا ِء َو ُهوَ الّنقْلُ فِيمَا‬ ‫شتَرِي ‪ ,‬قَالَ ‪َ :‬وِإ ْن سَلّ ْمنَاهُ تَ َعيّ َن َمنْ ُع َتضْمِينِهِ فَِلَأنّهُ لَ ْم يَ ْ‬ ‫ُيضَمّ َن الْمُ ْ‬
‫ت اْليَدِ‬
‫ع ُمتَرَدّ ٌد َبيْنَ الضّمَانِ بِالْ َعقْ ِد َوبِاْليَ ِد وَفِي التّلْخِيصِ إثْبَا ُ‬ ‫يُ ْمكِ ُن َنقْلُهُ َوإِنّمَا تَ َردّدَ فِي هَذَا ; ِلَأنّهُ َف ْر ٌ‬
‫ب َوإِنْ كَانَ َيضْ َمنُهُ فِي الَْبيْعِ‬ ‫ي هَا ُهنَا لَا َيضْ َمنُهُ ضَمَا َن َغصْ ٍ‬ ‫شتَرِ َ‬ ‫[ َوجَ َزمَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي نَ َظ ِريّاتِهِ ِبأَ ّن الْمُ ْ‬
‫شتَرِي خَا َر مِنْ‬ ‫الصّحِيحِ ضَمَانَ عَقْ ٍد بِ ُمجَرّ ِد التّخِْلَيةِ وَقَاسَهُ عَلَى اْلعَقَارِ فَِإ ّن اْلبَائِعَ إذَا خَلّى بَْينَ ُه َوبَيْ َن الْمُ ْ‬
‫صبٍ فِيمَا َي ْقبَ ُل الّنقْلَ ] إلّا فِي الدّاّبةِ فَِإنّ‬ ‫ضمَانَ َغ ْ‬ ‫ستَحِقّ َل ْم َيضْ َمنْهُ بِذَلِكَ َ‬ ‫ضُمّانِ ِه بِاْل َعقْدِ ‪ ,‬وََلوْ َظهَرَ لَ ُه مُ ْ‬
‫صرّحَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ بِ ِمثْلِ ذَلِكَ‬‫س عَلَى اْلفُ ُرشِ ; ِلَأنّهُ غَايَ ُة الِا ْستِيلَا ِء وَ َ‬
‫جلُو ُ‬‫ك الْ ُ‬
‫ف وَكَذَلِ َ‬
‫رُكُوَبهَا كَا ٍ‬
‫فِي الدّاّبةِ ‪.‬‬
‫‪512‬‬
‫ض ِة فََنوْعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬مَا فِيهِ شَائَِب ُة الْحُ ّرّيةِ ِلُثبُو ِ‬
‫ت َب ْعضِ أَ ْحكَا ِمهَا دُونَ َحقِيقَِتهَا‬ ‫َوَأمّا غَ ْيرُ اْلأَ ْموَالِ الْمَحْ َ‬
‫ك ُيضْمَ ُن بِاْل َعقْدِ‬ ‫ب وَكَذَلِ َ‬ ‫َكأُ ّم اْلوَلَ ِد وَالْ ُمكَاَتبِ وَالْمُ َدبّرِ َفيُضْمَنُ بِالْيَ ِد عَلَى مَا ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي وَاْلأَصْحَا ُ‬
‫حضُ هَ ْل َتْثبُتُ‬ ‫س الْمَ ْذ َهبِ قَالَهُ َأبُو الْبَرَكَاتِ فِي َتعْلِيقِ ِه عَلَى اْلهِدَاَيةِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬الْحُ ّر الْ َم ْ‬ ‫الْفَاسِدِ فِي ِقيَا ِ‬
‫ت عََليْهِ اْليَدُ فَلَا يَضْ َم ُن ِبهَا‬ ‫حرّ لَا َتْثبُ ُ‬
‫عََليْهِ اْليَدُ َفَيتَ َرّتبُ عََليْ ِه الضّمَانُ َأمْ لَا ؟ الْ َمعْرُوفُ مِ ْن الْمَ ْذهَبِ َأنّ الْ ُ‬
‫شعِرُ‬‫حرّ ذَ َك َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ بِمَا يُ ْ‬ ‫ت عََليْ ِه الْيَدُ َكمَ ْن َغصَبَ َأ َمةً حَامِلًا بِ ُ‬‫بِحَا ٍل وََلوْ كَانَ تَاِبعًا لِمَ ْن َتْثبُ ُ‬
‫ح ّر الصّغِيِ‬ ‫ح ّل وِفَاقٍ َحكَى الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َأْيضًا َوتَاَبعَهُ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ فِي ُثبُوتِ اْليَ ِد عَلَى الْ ُ‬ ‫َأنّهُ مَ ِ‬
‫سبِهِ مَعَ َجهَاَلتِهِ‬ ‫ث َيتَ َمكّنُ مِنْ َد ْعوَى نَ َ‬ ‫شَبهِ ِه بِاْلعَبْدِ َحيْ ُ‬
‫صتَيْنِ لِ َ‬
‫حَتهَا ِروَاَيَتيْ ِن َمنْصُو َ‬
‫ف تَ ْ‬
‫وَضَمَانُ ُه بِالتّلَ ِ‬
‫ح ّر الْ َكبِيِ بِاْل َعقْدِ دُو َن اْليَدِ‬‫ت اْليَدُ عَلَى الْ ُ‬ ‫وَ َد ْعوَى رِقّهِ ‪ .‬وَقَالَ اْلقَاضِي فِي َموَاضِعَ مَُتعَدّ َدةٍ مِنْ خِلَافِهِ ‪َ :‬تْثبُ ُ‬
‫سهُ إلَى ُمسَْتأْ ِج ِرهِ فَ َلمْ َيسَْتعْمِ ْلهُ ا ْستَقَرّتْ لَهُ الْأُجْ َرةُ ِلتَلَفِ‬
‫ي الْخَاصّ إذَا َأسْ َلمَ َنفْ َ‬
‫َوبَنَى عَلَى ذَلِكَ أَنّ اْلأَجِ َ‬
‫حتَ الْيَدِ‬
‫ح اْلفَاسِ ِد ِعنْ َدنَا لِدُخُولِ الْ َمنْ َف َع ِة تَ ْ‬
‫جبُ الْ َم ْه ُر بِالْخَ ْل َوةِ فِي الّنكَا ِ‬
‫ك يَ ِ‬
‫ت يَ ِدهِ ‪ .‬وَكَذَلِ َ‬
‫ح َ‬
‫َمنَافِعِ ِه تَ ْ‬
‫بِالتّمَكّ ِن مِ ْن الِا ْستِيفَا ِء وَكَذَلِكَ َلوْ َتدَاعَى اثْنَانِ َزوْجِّيةَ ا ْم َرَأةٍ وََأقَامَا الْبَيَّنةَ َوهِ َي فِي َيدِ َأ َحدِهِمَا َف ِهيَ لَهُ‬
‫تَرْجِيحًا بِالْيَدِ كَذَا ذَكَ َرهُ اْلقَاضِي َوِإنّمَا َيَتوَجّهُ عَلَى َقوِْلنَا ِبتَقَ ّد ِم َبّينَةِ الدّاخِلِ ‪ ,‬وَ َحكَى صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ‬
‫ص وَ َج َزمَ‬‫سَتأْجِرِ لِ ْلأَجِ ِي الْخَا ّ‬ ‫حةَ إجَا َر ِة الْمُ ْ‬ ‫ب عََليْهِ صِ ّ‬ ‫ت الْيَ ِد عَلَى َمنَافِ ِع الْحُرّ دُونَ ذَاتِهِ وَ َرّت َ‬
‫وَ ْجهًا ِبثُبُو ِ‬
‫سَتأْجِ ِر َمعَ ُه وَذَ َكرَ ا ْحتِمَاَليْنِ ‪,‬‬
‫حةِ إجَا َر ِة اْلكَافِرِ لِ ْلمُسْلِ ِم الْمُ ْ‬
‫حتِ ِه َوبَنَى عََليْهِ َجوَازَ صِ ّ‬ ‫الْأَزَ ِجيّ فِي الّنهَاَيةِ ِبصِ ّ‬
‫ضمَانِ أُ ْج َرتِ ِه وَ ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫صبَ الْحُ ّر وَ َحبْسَ ُه عَ ْن اْلعَمَلِ فَِإنّ فِي َ‬ ‫ك غَ ْ‬ ‫َوبَنَى صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ َأْيضًا عَلَى ذَلِ َ‬
‫‪513‬‬
‫حتَ الَْيدِ َوبِهِ َج َزمَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَابْ ُن َعقِيلٍ‬ ‫ب مَنْ قَالَ مَ ْن َفعَ ُة الْبُضْعِ لَا َت ْدخُلُ تَ ْ‬
‫َتنْبِيهٌ ‪ :‬مِ ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫صبَ لَا َيضْمَ ُن َمهْ َرهَا وََلوْ‬ ‫ح َة تَ ْزوِي ِج الَْأ َم ِة الْ َمغْصُوَبةِ َوِإ ّن الْغَا ِ‬
‫صّ‬‫فِي تَذْ ِك َرتِهِ َو َغيْ ِرهِمَا ‪ ,‬وَفَ ّرعُوا عََليْهِ ِ‬
‫ت بِاْلكِبَرِ ‪َ .‬وخَالَفَ ابْ ُن الْ ُمنَى وَ َج َزمَ فِي َتعْلِيقِ ِه ِبضَمَا ِن َمهْ ِر اْلَأمَ ِة ِبَتفْوِيتِ‬ ‫سهَا عَ ْن الّنكَاحِ َحتّى فَا َ‬ ‫َحبَ َ‬
‫ع عَلَى ذَلِكَ َأنّ اْلأَ َمةَ الْمَوْطُو َء َة ِبغَ ْيرِ‬
‫ت الْيَ ِد عََلْيهَا وَقَ ْد َيَتفَ ّر ُ‬
‫ح وَذَ َكرَ فِي الْحُ ّر ِة تَرَدّدًا لِامِْتنَاعِ ثُبُو ِ‬
‫الّنكَا ِ‬
‫ت ثُمّ‬
‫حمََل ْ‬
‫ح ّرةِ إذَا َزنَى ِبهَا كُ ْرهًا فَ َ‬
‫ف الْ ُ‬ ‫ت بِاْل ِولَا َدةِ َ‬
‫ض ِمَنهَا اْلوَا ِطئُ ِبخِلَا ِ‬ ‫إذْنِ الْمَالِكِ لَوْ حَمَلَتْ ُثمّ تَ ِلفَ ْ‬
‫سَتوْلَِي ِة عَلَى الرّحِمِ‬
‫حتَ اْليَ ِد الْمُ ْ‬‫ت يَ ٍد َوهَلَاكٍ تَ ْ‬
‫ت مِنْ الطّلْقِ قَالَ فِي التّ ْلخِيصِ ; ِلأَنّ الِا ْستِيلَاءَ َكَأنّ ُه إثْبَا ُ‬ ‫مَاتَ ْ‬
‫حصُو ِل التّسَّببِ فِي‬ ‫ف وَفِي الْ ُم ْغنِي َيضْ َمُنهَا مُطَْلقًا لِ ُ‬ ‫ضعِي ٌ‬‫سبَبِ َ‬ ‫حتَ اْليَ ِد َومُجَرّدُ ال ّ‬
‫وَالْحُ ّرةُ لَا تَدْخُ ُل َت ْ‬
‫التّلَفِ ‪.‬‬
‫‪514‬‬
‫ت يَ ِد الْمَالِكِ أَ ْم لَا ؟ فِي الْمَ ْ‬
‫سأََلةِ خِلَا ٌ‬
‫ف‬ ‫ت َي ُد الضّمَانِ مَعَ ثُبُو ِ‬
‫سعُونَ ) ‪َ :‬هلْ تَثْبُ ُ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنَيةُ وَالتّ ْ‬
‫ب َو َمعَهُ جَا ِرَيةٌ َأنّهَا مِ ْلكُ ُه مَعَ َأنّ َم ْذهَبَهُ‬
‫حرْ ِ‬
‫حكَمِ فِيمَنْ َأسَ َرهُ َأهْلُ الْ َ‬‫وَقَدْ قَالَ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن الْ َ‬
‫ي بِالِا ْستِيلَاءِ ‪ ,‬وَالَْأظْهَرُ َأنّهُ إنْ زَالَ اْنِتفَاعُ الْمَالِكِ‬
‫شهُورَ عَنْهُ َأنّ اْل ُكفّارَ يَ ْمِلكُونَ َأ ْموَا َل الْمُسِْلمِ َ‬
‫الْمَ ْ‬
‫ب دَابّةً عَلَ ْيهَا مَاِلكُهَا‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬منْهَا ) َلوْ غَصَ َ‬
‫ت الضّمَا ُن َوإِلّا فَلَا ‪َ ,‬وَيَتفَ ّرعُ عَلَى ذَلِ َ‬
‫َوسُلْطَانُ ُه َثبَ َ‬
‫ف اْلكَبِيِ لَا َيضْمَنُ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ قَا َل اْلأَصْحَابُ َل ْو اسَْتوْلَى عَلَى ُحرّ َكبِيٍ َل ْم َيضْمَ ْن ِثيَابَهُ‬ ‫وَمَتَا ُعهُ َففِي الْ ِ‬
‫خلَا ِ‬
‫صغِيًا ‪ .‬وَقُ ْلنَا لَا َتثُْبتُ اْليَ ُد عََليْهِ َففِي ِثيَابِهِ وَ ْجهَا ِن نَظَرًا إلَى [ َأنّ ]‬‫ك وََلوْ كَانَ الْحُرّ َ‬ ‫; ِلَأّنهَا فِي يَ ِد الْمَالِ ِ‬
‫شهَدُ لِا ْعتِبَا ِر َبقَا ِء الِامِْتنَاعِ فِي انِْتفَا ِء الضّمَانِ ‪.‬‬
‫يَ َدهُ لَا ُق ّوةَ َلهَا عَلَى الْ َمنْعِ َوهَذَا يَ ْ‬
‫‪515‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اسَْت ْأجَ َر دَابّةً إلَى َمسَا َفةٍ َفزَادَ عَلَ ْيهَا َأوْ لِحَ ْملِ َشيْءٍ َفزَادَ عَلَ ْي ِه َوهِ َي فِي َيدِ الْ ُم َؤ ّجرِ‬
‫ت الْمَالِكِ لَا يَ ْمنَ ُع الضّمَانَ كَ َمنْ َخ َرقَ َث ْوبَهُ‬ ‫فَتَ ِلفَتْ قَالَ فِي الْمُ َ‬
‫جرّدِ ‪َ :‬يضْمَنُ ِلَتعَدّي ِه بِال ّزيَا َدةِ ‪َ ,‬و ُسكُو ُ‬
‫حمْلِ َففِي َتكْمِي ِل‬ ‫ت بِالْ َ‬‫ت ِبفِعْلِ اللّ ِه َتعَالَى ‪َ ,‬وِإنْ تَِلفَ ْ‬‫َوهُوَ لَا يَ ْمنَعُ ‪ .‬وَفِي التّ ْلخِيصِ لَا َيضْمَنُ إذَا تَِل َف ْ‬
‫الضّمَا ِن عََليْ ِه َوتَْنصِيفِ ِه وَ ْجهَانِ ‪َ ,‬ويََتوَجّ ُه الّتفْرِيقُ بَيْنَ َأنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى الِا ْمِتنَاعِ َأوْ لَا يَكُونَ َكذَلِكَ‬
‫ك عَلَى َأ ْن يَحْ ِملَ لَ ُه عََلْيهَا َمتَاعَهُ َفِإنّ هَذَا‬
‫صبَ دَاّبةً َوأَكْ َر َه الْمَالِ َ‬ ‫جبُ الضّمَا ُن مَ َع عَ َد ِم الْقُدْ َرةِ كَ َم ْن غَ َ‬ ‫َفيَ ِ‬
‫ط بِ ِه الضّمَانُ ‪.‬‬ ‫سقُ ُ‬ ‫ِزيَا َد ُة عُ ْدوَانٍ فَلَا يَ ْ‬
‫‪516‬‬
‫ي الْ ُمشَْترَكُ إذَا جَنَتْ َيدُهُ عَلَى الْعَ ْينِ الْ ُمسَْت ْأ َج َرةِ عَلَى اْلعَ َملِ فِيهَا وََيدُ صَاحِِبهَا ثَابَِتةٌ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اْلأَجِ ُ‬
‫صبُ لَا َيضْمَ ُن مَا‬
‫صبِ وَاْلغَا ِ‬
‫س ِبأَ ْكثَ َر مِ ْن اْلغَا ِ‬
‫جرّدِ ‪ ,‬قَالَ ; ِلَأنّهُ َلْي َ‬ ‫عَلَ ْيهَا فَلَا َ‬
‫ضمَانَ قَالَهُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫ت سُلْ َطتِ ِه َوتَصَرّفِهِ وَِلهَذَا َلوْ َأعَا َد اْلغَاصِبُ‬ ‫ت يَدِ صَا ِحبِهِ ُثبُو ُ‬ ‫دَا َم يَدُ صَا ِحبِ ِه ثَاِبتَ ًة عََليْ ِه انَْتهَى ‪َ .‬ومُرَا ُد ُه ِبُثبُو ِ‬
‫ك عَلَى وَجْهٍ لَا َيعُو ُد َتصَرّفُهُ إَليْهِ ‪ِ ,‬مثْ ُل إنْ َر َهنَهُ َعبْ ُدهُ َأ ْو ا ْستَأْجَ َرهُ لِ ْل َعمَلِ فِيهِ لَمْ‬ ‫الْ َمغْصُوبَ إلَى يَ ِد الْمَالِ ِ‬
‫ك عَلَى الصّحِيحِ إلّا َأنْ لَا َيعَْلمَ َأنّهُ مِ ْلكُهُ ‪.‬‬ ‫َيبْ َرأْ بِذَلِ َ‬
‫‪517‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ دَ َخ َل دَارَ إْنسَانٍ ِبغَ ْيرِ إذِْنهِ أَوْ جَلَسَ عَلَى ِبسَا ِطهِ ِبغَيْرِ إ ْذنِ ِه وَالْمَاِلكُ جَالِسٌ فِي الدّارِ أَوْ‬
‫حيْلُوَل ِة وَرَفْ ِع اْليَدِ ‪ .‬وَكَذَلِكَ قَالَ فِي َمنْ رَ ِكبَ‬
‫ف اْلكَبِيِ لَا ضَمَا َن َوعَلّ َل بِاْنتِفَا ِء الْ َ‬ ‫عَلَى الْبِسَاطِ َففِي الْ ِ‬
‫خلَا ِ‬
‫حيْلُوَل ِة وَاْلقَهْرِ لِلضّمَانِ‬
‫ط الْ َ‬
‫ضمِ َن َوهَذَا َيرْجِعُ إلَى اشْتِرَا ِ‬ ‫دَاّبةَ َغيْ ِر ِه إنْ حَا َل َبيْنَ ُه َوَبيَْنهَا وَرَفَ َع يَ َد ُه َعْنهَا َ‬
‫صبٌ لِلنّصْفِ لِا ْجتِمَاعِ يَ ِدهِمَا‬ ‫صدٌ لِ ْل َغصْبِ َف ُه َو غَا ِ‬
‫ك َو ُهوَ فِيهَا قَا ِ‬ ‫وَفِي التّلْخِيصِ َلوْ دَ َخلَ دَا َر الْمَالِ ِ‬
‫صبٌ ِبكُلّ حَالٍ‬ ‫ك غَاِئبًا فَالدّخُو ُل َغ ْ‬ ‫وَا ْستِيلَاِئهِمَا بِشَرْطِ ُق ّوةِ الدّاخِ ِل َوتَ َمكّنِ ِه مِ ْن اْل َقهْ ِر َوإِنْ كَانَ الْمَالِ ُ‬
‫ط َغيْ ِر ِه ِبغَيْرِ إ ْذنِهِ يَكُونُ ضَا ِمنًا‬
‫س عَلَى بِسَا ِ‬
‫حصُو ِل الِاسْتِيلَا ِء بِ ِه وَذَ َك َر َبعْضُ أَصْحَاِبنَا فِي خِلَافِهِ َأ ّن الْجَاِل َ‬ ‫لِ ُ‬
‫صبًا ‪.‬‬
‫صبِ صَا َر غَا ِ‬ ‫س عََليْ ِه ِمنْهُ وَالدّاخِ ُل إنْ دَخَلَ بِِنّيةِ الْ َغ ْ‬
‫لِمَا َجَل َ‬
‫‪518‬‬
‫ف اْلقِي َمةِ لِ َك ْونِهِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْردَفَ الْمَاِلكُ خَلْ َفهُ عَلَى الدّابّ ِة فَتَ ِلفَتْ َفهَلْ يَضْ َمنُ ال ّردِيفُ نِصْ َ‬
‫صحّحَ لِلثّانِي ‪.‬‬ ‫ت َيدِ الْمَالِكِ عَلَ ْيهَا ذَكَرَ فِي التّ ْلخِيصِ ا ْحتِمَاَليْ ِن وَ َ‬ ‫ُمسْتَعِيًا أَ ْم لَا لِثُبُو ِ‬
‫‪519‬‬
‫ضعَ َيدِ ِه َوَأقَرّ الْآ َخرَ عَلَى‬
‫ب َيدَ َأ َحدِهِمَا َووَضَ َع َي َدهُ مَوْ ِ‬‫َتنْبِيهٌ ‪َ :‬لوْ كَانَتْ الْعَ ْي ُن مِلْكًا لِاثْنَ ْي ِن َفرَفَعَ الْغَاصِ ُ‬
‫شرِيكَ ْينِ ُمشَاعًا‬
‫ف الْعَ ْينِ ِمنْ ال ّ‬
‫ب لِنِصْ ِ‬
‫ص ًة أَ ْم ُهوَ غَاصِ ٌ‬
‫حَاِلهِ َف َه ْل يَكُونُ غَاصِبًا لِنَصِيبِ َرفْعِ يَ ِدهِ خَا ّ‬
‫ستَدِلّا بَِأنّ‬‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ مُ ْ‬ ‫ط وَرَجّحَهُ ال ّ‬ ‫ف مَنْ رَفَ َع يَ َدهُ َفقَ ْ‬ ‫صبٌ ِلِنصْ ِ‬ ‫قَالَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ ‪ُ :‬ه َو غَا ِ‬
‫ك وَانَْت َفعَا بِهِ لَ ْم َيلْ َز ْم هَذَا الشّرِيكَ‬ ‫ك الْمِلْ َ‬ ‫ب وَالشّرِي ُ‬ ‫الَْأعْمَا َل بِالّنيّاتِ ‪َ ,‬فعَلَى ‪ ,‬هَذَا َلوْ ا ْسَتعْمَ َل اْلغَاصِ ُ‬
‫ك اْلبَائِعِ ُكلّ ِه َوبَطَلَ فِي الّنصْفِ الّذِي بَاعَهُ‬ ‫صحّ فِي نَصِيبِ الشّرِي ِ‬ ‫ج َشيْءٌ َفَل ْو بَاعَا اْل َعيْنَ َ‬ ‫لِشَرِيكِهِ الْ ُمخْ ِر ِ‬
‫ب مِنْ َق ْومٍ‬ ‫صبُ وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ يَدُلّ عَلَى خِلَافٍ ; ِلأَنّ ُه َنصّ فِي ِروَاَيةِ َحرْبٍ عَلَى َأ ّن مَ ْن َغصَ َ‬ ‫الْغَا ِ‬
‫شبِهُ أَصْلَهُ‬
‫ضْي َعةً ثُمّ رَدّ إلَى َأحَ ِدهِ ْم َنصِيبَ ُه مُشَاعًا لَمْ يَ ِطبْ لِ ْلمَ ْردُو ِد عََليْ ِه الِانْفِرَا ُد بِمَا ُر ّد عََليْهِ َو ُه َو يُ ْ‬ ‫َ‬
‫ع مِ ْن َغيْرِ الشّرِيكِ ِلَتعَذّ ِر تَسْلِيمِ ِه بِاْنفِرَا ِدهِ َفعَلَى هَذَا َلْيسَ لِلشّرِيكِ‬ ‫الْ َمنْصُوصَ َعنْهُ فِي َمنْعِ إجَا َرةِ الْمُشَا ِ‬
‫جتَمِعْ‬ ‫ب ِمنْهُ وَلَمْ يَ ْ‬‫ص ًة وَال ّربْ ُع الْآخَرُ حَقّ لِشَرِيكِ ِه الْ َمغْصُو ِ‬ ‫الّذِي لَ ْم يَرَْف ْع يَ َدهُ الّتصَرّفُ إلّا فِي ال ّربْعِ خَا ّ‬
‫صبِ مَ َع يَ ِد الْمَالِكِ فِي َشيْءٍ ‪.‬‬ ‫َههُنَا يَ ُد اْلغَا ِ‬
‫‪520‬‬
‫شهُورُ عَنْ‬ ‫ض َمغْصُوبًا ِمنْ غَاصِِبهِ وََلمْ َيعْلَمْ َأّنهُ َمغْصُوبٌ فَاْلمَ ْ‬ ‫سعُونَ ) ‪ :‬مَنْ قَبَ َ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةُ وَالتّ ْ‬
‫صبُ يَضْ َمنُ ُه مِ ْن َعيْ ٍن َومَْن َف َعةٍ ثُ ّم إنْ كَانَ‬‫صبِ فِي َجوَا ِز َتضْمِينِ ِه مَا كَانَ اْلغَا ِ‬ ‫الْأَصْحَابِ أَنّ ُه بِ َمنْزَِل ِة اْلغَا ِ‬
‫ض ِمنَهُ‬
‫ب َوِإنْ َ‬ ‫ضمَاُنهَا عََليْ ِه وَلَ ْم َيرْجِ ْع عَلَى اْلغَاصِ ِ‬ ‫الْقَاِبضُ َقدْ َدخَ َل عَلَى ضَمَا ِن َعيْنٍ َأ ْو َمْنفَ َع ٍة اسَْتقَرّ َ‬
‫صبِ َوإِنْ كَانَ‬ ‫ضمَانِهِ وََل ْم يَكُنْ ; َحصَلَ لَ ُه بِمَا ضَ ِمنَ ُه َنفْعٌ َرجَ َع بِ ِه عَلَى اْلغَا ِ‬ ‫ك مَا لَ ْم يَدْخُلْ عَلَى َ‬ ‫الْمَالِ ُ‬
‫ب عَلَى ِروَاَيَتيْنِ هَذَا مَا ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي‬ ‫ص ِ‬ ‫ستَقِرّ ضَمَانُ ُه عََليْهِ َأ ْم يَ ْرجِ ُع عَلَى الْغَا ِ‬
‫َحصَلَ لَ ُه بِ ِه َنفْعٌ َفهَ ْل يَ ْ‬
‫ضةُ ِمنْ‬
‫ضعِ ِه إنْ شَاءَ اللّ ُه َتعَالَى ‪َ ,‬وهَ ِذهِ الَْأْيدِي اْلقَابِ َ‬
‫ف نُشِيُ إَليْهِ فِي َموْ ِ‬
‫وَالْأَ ْكثَرُو َن وَفِي بَ ْعضِهِ خِلَا ٌ‬
‫ستَقِرّ عََلْيهَا مَعَ‬ ‫ش َرةٌ ( الْأُولَى ) اْلغَا ِ‬
‫صَبةُ َيَتعَلّ ُق ِبهَا الضّمَانُ َكأَصِْلهَا َويَ ْ‬ ‫الْغَاصِبِ مَعَ َعدَ ِم الْعِ ْلمِ بِالْحَالِ َع ْ‬
‫ع وَاْلوَكَاَلةِ‬ ‫حةِ الدّافِعِ كَالِا ْستِيدَا ِ‬ ‫ب بِمَا زَا َد عَلَى مُ ّدِتهَا ‪ ( .‬وَالثّاِنَيةُ ) ‪ :‬الْآخِ َذةُ ِل َمصْلَ َ‬ ‫حَتهَا وَلَا يُطَاَل ُ‬
‫التّلَفِ تَ ْ‬
‫صبِ ِلَتغْرِي ِرهِ ‪ ,‬وَفِي ِه وَجْهٌ آ َخرُ‬ ‫ك َتضْمِيُنهَا ثُ ّم يَرْ ِج ُع بِمَا ضَ ِم َن عَلَى اْلغَا ِ‬‫شهُورُ أَنّ لِ ْلمَالِ ِ‬‫ِبغَيْرِ ُجعْلٍ فَاْلمَ ْ‬
‫ب الْ ُمضَا َرَبةِ‬
‫جرّدِ فِي بَا ِ‬ ‫ح بِهِ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫صرّ َ‬
‫حَتهَا مِ ْن َغيْرِ إ ْذنٍ َ‬ ‫ف الْمَا ِل َت ْ‬
‫بِاسِْتقْرَا ِر الضّمَانِ عََلْيهَا ِلتَلَ ِ‬
‫ح ِكيّ كَذَلِكَ فِي الْ ُم ْرَتهِنِ‬ ‫َوسََي ْأتِي أَصْلُ ُه َوَيتَخَرّجُ فِي ِه وَجْهٌ آ َخرُ َأنّهُ لَا َيجُو ُز َتضْمِيُنهَا بِحَا ٍل مِ ْن اْلوَجْ ِه الْمَ ْ‬
‫ع الْمُو َدعِ َحْيثُ لَا َيجُوزُ لَ ُه الْإِيدَاعُ فَِإنّ الضّمَا َن عَلَى‬ ‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ مِ ْن مُو ِد ِ‬ ‫ح ِوهِ َوَأوْلَى ‪ ,‬وَ َخرّجَهُ ال ّ‬ ‫َونَ ْ‬
‫الَْأوّ ِل وَحْ َدهُ كَذَلِكَ قَالَ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْ ُفصُولِ وَذَكَرَ َأنّ ُه ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ َومِنْ‬
‫صبِ فَِإنّ‬ ‫ع اْلغَا ِ‬
‫ع َومُو َد َ‬ ‫ع الْمُو ِد ِ‬ ‫الْأَصْحَابِ مَ ْن َمنَعَ ُظهُو َرهُ وَعَلَى َتقْدِيرِ َأنّهُ كَذَلِكَ فَرّقُوا َبيْنَ مُو َد َ‬
‫ف مُو َدعِ‬ ‫ب بِ ِه الضّمَا ُن مِنْ ِج َهَتيْ ِن بِخِلَا ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ض َو ُهوَ َسَببٌ وَاحِدٌ فَلَا يَ ِ‬ ‫الْمُو ِجبَ لِلضّمَانِ فِي اْلأَوّ ِل اْل َقبْ ُ‬
‫صبِ َقبْلَ ُه َوِبأَ ّن الضّمَا َن َيتَ َرتّبُ‬ ‫ستَقِرّا عَلَى الْغَا ِ‬ ‫صبِ فَِإنْ َقْبضَهُ صَالِحٌ ِلَتضْمِينِهِ َحيْثُ كَانَ الضّمَا ُن مُ ْ‬ ‫الْغَا ِ‬
‫عَلَى اْل َقبْضِ َف ُه َو ُمتَأَخّ ٌر عَنْ ُه وَاْلقَْبضُ مِ ْن يَدِ َأمِينِ ِه وَلَا عُ ْدوَانَ فِيهِ ِلعَ َدمِ اْلعِلْمِ فَا ْخَتصّ الضّمَانُ بِالْ ُمَتعَدّي‬
‫صبِ ِلقَْبضِ ِه مِ ْن يَدِ ضَا ِمنِهِ َقبْلَ الْ َقْبضِ وَاعْلَمْ َأنّ مَا ذَكَ َر ُه الْأَصْحَابُ فِي اْلوَكَاَلةِ‬ ‫ف مُو َدعِ الْغَا ِ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫حقّا لَ ْم َيلْ َز ْمهُمَا َشيْءٌ ‪ ,‬لَا‬ ‫ستَ ِ‬‫وَال ّرهْنِ َأ ّن اْلوَكِي َل وَالَْأمِيَ فِي ال ّرهْنِ إذَا بَاعَا وََقَبضَا الثّمَ َن ثُ ّم بَا َن الْ َمبِي ُع مُ ْ‬
‫ب ِب َقوْلِهِمْ َل ْم يَلْ َز ْم اْلوَكِي َل َشيْءٌ َأنّهُ‬ ‫صرَ َفهْمُهُ ; ِلَأنّ مُرَا َد اْلأَصْحَا ِ‬ ‫سأََلةُ كَمَا َيَتوَهّمُ ُه مَنْ َق ُ‬ ‫ض هَ ِذهِ الْمَ ْ‬‫ُتنَاقِ ُ‬
‫شتَرِي بِالثّ َم ِن الّذِي أَ ْقبَضَ ُه إيّاهُ ; ِلَأنّ ُحقُوقَ اْل َعقْدِ يََتعَلّ ُق بِالْ ُموَكّلِ دُونَ اْلوَكِيلِ ‪َ .‬أمّا َأنّ‬ ‫لَا يُطَاِلبُهُ الْمُ ْ‬
‫سأَلَِتهِمْ‬‫ستَحِقّ لِ ْل َعيْ ِن بِالضّمَانِ َف َهذَا لَمْ يََتعَرّضُوا لَ ُه َههُنَا أَْلبَّتةَ ‪َ .‬و ُهوَ بِ َم ْعزِ ٍل مِ ْن مَ ْ‬ ‫اْلوَكِيلَ لَا يُطَاِلبُ ُه الْمُ ْ‬
‫جعْلٍ‬‫ب وَاْلوَكِي ِل بِ ُ‬ ‫حةُ الدّافِعِ كَالشّرِيكِ وَالْ ُمضَارِ ِ‬ ‫حِتهَا ‪َ ,‬و َمصَْل َ‬ ‫ضةُ لِ َمصَْل َ‬‫بِالْكُّلّيةِ ‪ ( .‬الثّاِلثَةُ ) اْلقَابِ َ‬
‫شهُورُ َجوَا ُز َتضْمِيِنهَا َأْيضًا َوتَرْجِ ُع بِمَا ضَ ِمَنتْ لِ ُدخُوِلهَا عَلَى اْلَأمَاَن ِة وَذَكَرَ الْقَاضِي فِي‬ ‫وَالْمُ ْرَتهِنِ ‪ ,‬فَالْمَ ْ‬
‫سَتقِ ّر الضّمَا ُن عَلَى‬ ‫جرّدِ وَابْ ُن عَقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي فِي ال ّرهْنِ ا ْحتِمَاَليْنِ آ َخ َريْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ يَ ْ‬ ‫الْمُ َ‬
‫حتَ يَ ِد ِه اّلتِي لَ ْم ُيؤْ َذنْ لَهُ فِي اْل َقبْضِ َف ِهيَ كَاْلعَالِ َم ِة بِاْلحَالِ ‪ ,‬إجَا َز ُة هَذَا اْلوَجْهَ‬ ‫ف مَا ِل اْلغَيْ ِر َت ْ‬‫الْقَاِبضِ ِلتََل ِ‬
‫فِي الْ ُمضَارِبِ َأْيضًا ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا يَجُوزُ تَضْمِيُنهَا بِحَالٍ لِ ُدخُوِلهَا عَلَى اْلأَمَاَن ِة َويَْنَبغِي َأنْ َيكُو َن ُهوَ‬
‫ضمَانِهِ فِي جَمِي ِع هَ ِذ ِه الْأَقْسَامِ فَِإنّ الْ َمْنصُوصَ‬ ‫ض مَا لَ ْم يَدْ ُخ ْل عَلَى َ‬ ‫ي اْلقَابِ ِ‬
‫الْمَ ْذ َهبُ َوَأنّهُ لَا يَجُو ُز َتضْمِ ُ‬
‫ضمَانِ‬ ‫ستَحِقّ قَ ْلعَهُ إلّا مَعَ َ‬ ‫ك الْمُ ْ‬ ‫ح ّقةً َأنّهُ لَا يَ ْملِ ُ‬
‫ستَ َ‬‫ت مُ ْ‬‫عَنْ أَحْمَدَ فِيمَ ْن ا ْشتَرَى أَرْضًا َفغَرَسَ فِيهَا ثُ ّم َظهَرَ ْ‬
‫جعِ َل الْ َمغْرُورُ كَالْ َمأْذُونِ لَهُ َفلَا َيضْمَ ُن ابْتِدَا ًء مَا لَمْ‬ ‫حتَ َر ِم الصّادِ ِر عَنْ إ ْذ ِن الْمَالِكِ فَ ُ‬ ‫س الْمُ ْ‬ ‫َنقْصِهِ كَاْلغِرَا ِ‬
‫ك َنقَلَ َحرْبٌ َوغَيْ ُر ُه عَنْ أَحْمَدَ فِي الْ َمغْرُورِ فِي الّنكَاحِ أَنّ فِدَا َء وَلَ ِد ِه عَلَى مَنْ غَرّ َرهُ‬ ‫ضمَانُهُ ‪ .‬وَكَذَلِ َ‬ ‫يَلْ َزمْ َ‬
‫ك مَا َنقَ َل َعنْهُ ُم َهنّا فِيمَ ْن َب َعثَ َرجُلًا إلَى رَجُلٍ لَهُ عِنْ َدهُ‬ ‫ب مِنْ ذَلِ َ‬ ‫ج مُطَاَلَبةً ‪ .‬وَقَرِي ٌ‬ ‫جعَ ْل عَلَى ال ّزوْ ِ‬ ‫وَلَ ْم يَ ْ‬
‫مَالٌ َفقَالَ لَهُ ُخ ْذ ِمنْهُ دِينَارًا َفأَخَ َذ ِمنْهُ أَ ْكثَرَ َأنّ الضّمَانَ عَلَى الْمُ ْرسِلِ ِلَتغْرِي ِر ِه َويَرْ ِج ُع ُهوَ عَلَى ال ّرسُولِ ‪,‬‬
‫سَتقِ ّر عَلَى مَنْ ضَمِنَ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫وَ َحكَى اْلقَاضِي َو َغيْ ُرهُ فِي الْ ُمضَا َرَب ِة وَ ْجهًا آ َخرَ أَ ّن الضّمَانَ فِي هَ ِذهِ اْلَأمَانَا ِ‬
‫ص ًة إمّا بِاسْتِيفَاءِ الْ َعيْنِ‬ ‫حِتهَا خَا ّ‬ ‫ضةُ لِ َمصَْل َ‬ ‫ِمنْهُمَا َفَأّيهُمَا ضَ ِمنَ لَ ْم يَ ْرجِ ْع عَلَى الْآخَرِ ‪ ( .‬الرّاِب َعةُ ) ‪ :‬اْلقَاِب َ‬
‫ت الْ َعيْنَ‬ ‫كَاْلقَ ْرضِ َأوْ بِا ْستِيفَا ِء الْ َمْن َف َعةِ كَاْلعَا ِرّيةِ َف ِهيَ دَاخَِلةٌ فِي الضّمَانِ فِي الْ َعيْنِ دُو َن الْ َمنْ َف َعةِ فَإِذَا ضَ ِمَن ْ‬
‫ضمَاَنهَا كَا َن ِبتَغْرِي ِرهِ ‪ ,‬وَفِي الْمَ ْذ َهبِ ِروَاَي ٌة ثَانَِيةٌ لَا‬ ‫صبِ ِبضَمَا ِن الْ َمنْ َف َعةِ ; ِلأَنّ َ‬ ‫وَالْ َمنْ َف َعةَ رَ َج َعتْ عَلَى اْلغَا ِ‬
‫سَتقِ ّر الضّمَا ُن عََلْيهَا فِي ُمقَابََل ِة الِانِْتفَاعِ لِا ْستِيفَاِئهَا بَدَلَهُ ;‬ ‫يَرْ ِج ُع بِضَمَا ِن الْ َمْنفَ َعةِ إذَا تَِل َفتْ بِالِا ْستِيفَا ِء َويَ ْ‬
‫ع الْ َمغْرُو ِر بِالْ َم ْه ِر عَلَى مَ ْن غَ ّرهُ‬ ‫ض وَالْ ُمعَ ّوضُ ‪َ ,‬وأَصْلُ ال ّروَاَيَتيْنِ ال ّروَاَيتَانِ فِي رُجُو ِ‬ ‫جتَ ِمعَ َلهَا اْلعِ َو ُ‬ ‫َكيْ لَا يَ ْ‬
‫ب الْ َمنْ َف َعةَ اْبتِدَاءً َففِيهِ طَرِيقَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬اْلبِنَا ُء عَلَى ال ّروَاَيتَيْنِ فَِإنْ قُ ْلنَا لَا يَ ْرجِ ُع اْلقَابِضُ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوإِنْ ضَ ِم َن الْغَا ِ‬
‫خطّابِ َومَ ْن اّتبَعَهُ وَالْقَاضِي وَابْنُ‬ ‫صبُ ُهنَا عََليْهِ َوإِلّا فَلَا وَ ِه َي طَرِيقَةُ َأبِي الْ َ‬ ‫ضمِ َن اْبتِدَاءً َرجَ َع اْلغَا ِ‬ ‫عََليْهِ إذَا َ‬
‫صبُ عَلَى اْلقَاِبضِ َقوْلًا وَا ِحدًا قَالَهُ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي‬ ‫َعقِيلٍ فِي َموْضِعٍ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬أَنّهُ لَا يَ ْرجِ ُع اْلغَا ِ‬
‫ت عَلَى ضَمَاِنهَا َوعَلَى الِا ْحتِمَا ِل الَْأوّلِ فِي الْقِسْمِ‬ ‫َموْضِعٍ آ َخرَ ‪َ .‬وَأمّا اْل َعيْنُ َفلَا يَ ْرجِ ُع ِبضَمَاِنهَا َحيْثُ دَخََل ْ‬
‫ت َوعَلَى‬ ‫ستَقِرّ هَ ُهنَا عََلْيهَا ضَمَانُ الْ َعيْ ِن وَالْ َمنْ َف َع ِة َسوَا ٌء تَِل َفتْ الْ َمْن َف َعةُ بِا ْستِيفَاءٍ َأ ْو ِبتَ ْفوِي ٍ‬ ‫الّذِي َقبْلَ ُه يَ ْ‬
‫الِا ْحتِمَا ِل الْآخَ ِر َو ُهوَ َأنّهُ لَا َيجُو ُز َتضْمِيُنهَا بِالْكُّلّيةِ فَلَا تُطَاِلبُ هَ ِذ ِه ِبضَمَانٍ مَا لَ ْم يَ ْلَت ِزمْ ضَمَانُهُ اْبتِدَاءً‬
‫خرّجُ َلنَا وَجْهٌ آ َخرُ َأنّهُ لَا يَسَْتقِرّ‬ ‫ضمَانِهِ َوَيتَ َ‬ ‫ت عَلَى ضَمَانِ ِه مَا دَ َخَلتْ عَلَى َ‬ ‫َويَسَْتقِ ّر عََلْيهَا ضَمَا ُن مَا َدخََل ْ‬
‫ض مُسَمّى‬ ‫ض ُة تَمَّلكًا ِب ِعوَ ٍ‬ ‫سةُ ) ‪ :‬اْلقَابِ َ‬ ‫ضمَانُ َشيْ ٍء َو َسنَذْكُرُ أَصْلَهُ فِي اْلقِسْمِ الّذِي بَعْ َدهُ ‪ ( .‬الْخَامِ َ‬ ‫عََلْيهَا َ‬
‫ضمَانِ اْل َعيْنِ دُونَ الْ َمنْ َف َعةِ فَإِذَا ضَ ِمَنتْ قِي َمةَ الْ َعيْ ِن وَالْ َمنْ َف َعةِ لَ ْم يَرْ ِج ْع بِمَا‬ ‫عَ ْن الْ َعيْ ِن بِاْلبَيْعِ َف ِهيَ دَا ِخَل ٌة عَلَى َ‬
‫ضَ ِمَنتْ مِنْ قِي َمةِ الْ َعيْنِ كَدُخُوِلهَا عَلَى ضَمَاِنهَا وََلكِنْ يُسْتَ َر ّد الثّمَ ُن مِ ْن اْلغَاصِبِ ; ِلَأنّهُ لَ ْم يَمِْلكْهُ لِاْنِتفَاءِ‬
‫ك وَفْ َق الثّمَنِ َأوْ دُونَهُ َأوْ َفوْقَ ُه عَلَى مَا اقَْتضَاهُ َكلَامُ‬ ‫ت الْمَالِ ُ‬ ‫ض ِمنَ ْ‬ ‫ت اْلقِي َم ُة اّلتِي َ‬ ‫ح ِة اْل َعقْ ِد َو َسوَاءٌ كَانَ ْ‬ ‫صِ ّ‬
‫الْأَصْحَابِ هَ ُهنَا وَفِي اْلَبيْعِ الْفَاسِ ِد وَفِي ضَمَا ِن الْ َمغْرُو ِر الْ َمهْرِ ‪ .‬وَفِي التّ ْلخِيصِ ا ْحتِمَالٌ إنْ كَاَنتْ اْلقِي َمةُ‬
‫سمّى ‪َ ,‬وبِهِ َج َزمَ‬ ‫صبِ َحْيثُ َل ْم يَدْخُ ْل عَلَى الضّمَانِ ِبأَكْثَ َر مِنْ الثّمَ ِن الْمُ َ‬ ‫ت بِال ّزيَا َد ِة عَلَى الْغَا ِ‬‫أَ ْزيَدَ رَ َج َع ْ‬
‫شبِ ُه هَذَا‬ ‫ضمَانِ اْل ُعقُو ِد الْفَاسِ َد ِة بِالْمُسَمّى َأوْ ِب ِع َوضِ الْ ِمثْ ِل مَا يُ ْ‬ ‫ابْ ُن الْ ُمنَى فِي ِخلَافِ ِه وَقَ ْد َسبَقَ فِي قَاعِ َدةِ َ‬
‫صبَ بِالثّمَنِ كُلّهِ إذَا كَانَ أَ ْزيَ َد مِ ْن اْلقِي َمةِ َف ِقيَاسُ الْمَ ْذ َهبِ أَنّ لَهُ ذَلِكَ كَمَا َنصّ‬ ‫وََلوْ طَاَلبَ الْمَالِكُ اْلغَا ِ‬
‫ب مَنْ بَّينَ ُه عَلَى اْل َقوْ ِل ِبوَقْفِ‬ ‫عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي الْ ُمتّجِ ِر اْلوَدِي َع ِة ِبغَيْرِ إ ْذنٍ َأنّ ال ّربْحَ لِلْمَالِكِ ‪ ,‬ثُمّ مِ ْن الْأَصْحَا ِ‬
‫ك وَكَذَا فِي‬ ‫الْ ُعقُو ِد عَلَى الْإِجَا َز ِة َوهِ َي طَرِي َقةُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ وَابْ ِن َعقِيلٍ ‪َ ,‬و ِمْنهُ ْم مَ ْن يُطْلِقُ ذَلِ َ‬
‫ف َو َعنْهُ ِروَاَيةٌ أُخْرَى َيَتصَ ّدقُ بِال ّربْحِ ; ِلَأنّهُ ِربْ ُح مَا لَ ْم َيضْمَنْ ‪َ .‬وهَلْ لِلْ ُمضَارِبِ أُجْ َرةُ‬ ‫الْ ُمضَارِبِ إذَا خَالَ َ‬
‫صبِ َو َحكَى صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي فِي‬ ‫ح ْلوَاِنيّ فِي اْل ِكفَاَيةِ فِي اْلغَا ِ‬ ‫الْ ِمثْلِ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ َوطَ َر َدهُمَا َأبُو اْلفَتْ ِح الْ َ‬
‫شيْءٍ مِمّا‬ ‫شتَرِي بِ َ‬ ‫صبِ فِي اْلَبيْعِ فَلَا يَ ْرجِ ُع عَلَى الْمُ ْ‬ ‫بَابِ ال ّرهْنِ ِروَاَيةً أُخْرَى بِاسِْتقْرَا ِر الضّمَا ِن عَلَى الْغَا ِ‬
‫سأََلةِ‬
‫صرّحَ اْلقَاضِي بِ ِمثْلِ ذَلِكَ فِي خِلَافِهِ فِي مَ ْ‬ ‫ب الْ ُمضَا َرَبةِ وَ ْجهًا وَ َ‬ ‫صَنعَهُ وَ َحكَاهُ فِي اْلكَافِي فِي بَا ِ‬ ‫َ‬
‫ع الْ َمغْرُورِ‬ ‫س الْمَ ْذهَبِ َحْيثُ قُ ْلنَا فِي إحْدَى ال ّروَايََتيْنِ بِرُجُو ِ‬ ‫ع الْ َمغْرُو ِر بِالْ َم ْهرِ ‪َ .‬وهُ َو ِعنْدِي ِقيَا ُ‬ ‫رُجُو ِ‬
‫ضمَاِنهَا ‪ ,‬وَِلهَذَا طَ َردَ‬ ‫ح اْلَأ َمةِ عَلَى مَ ْن غَ ّر ُه مَ َع اسْتِيفَائِ ِه َمْنفَ َع َة اْلبُضْ ِع وَا ْستِهْلَا ِكهَا َودُخُولِ ِه عَلَى َ‬ ‫ِبنِكَا ِ‬
‫ج هَ ْل يَرْ ِج ُع بِالْ َمهْ ِر عَلَى اْلغَاصِبِ‬ ‫ب َووَ ِطَئهَا ال ّزوْ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫خلَافَ فِيمَا إذَا َزوّ َجهَا الْغَا ِ‬ ‫ب هَذَا الْ ِ‬ ‫ح ّققُوا اْلأَصْحَا ِ‬ ‫مُ َ‬
‫س الْ َعْيبَ ثُمّ‬ ‫ك الْ َمهْرَ َأوْ لَ ْم ُيضَ ّمنْهُ ؟ َوَأْيضًا فَِإنّ الْ َمْنصُوصَ عَنْ أَحْمَدَ أَ ّن اْلبَائِعَ إذَا دَّل َ‬ ‫َسوَاءٌ ضَ ّمنَ ُه الْمَالِ ُ‬
‫ب َو ُهوَ َموْجُودٌ َفِإنّهُ يَ ُر ّد ُه ِبغَيْ ِر َشيْ ٍء‬ ‫شتَرِي فَلَهُ الرّجُوعُ بِالثّمَ ِن وَكَذَلِكَ َل ْو َن َقصَ َأ ْو َت َعيّ َ‬ ‫ف ِعنْ َد الْمُ ْ‬‫تَلِ َ‬
‫َويَأْخُذ الثّمَنَ إلّا َأنْ يَكُونَ َحصَلَ لَهُ اْنِتفَاعٌ بِمَا َن َقصَهُ َفِإنّهُ يَ ُر ّد ِعوَضَ ُه عَلَى أَ َحدِ اْلوَ ْجهَيْنِ إلْحَاقًا لَ ُه بَِلبَنِ‬
‫سمّى وََلكِ ْن َسقَطَ عَنْهُ َكتَدْلِيسِ اْلبَائِ ِع الْ َعْيبَ َو ُهوَ لَا يَ ْمنَعُ‬ ‫الْ ُمصَرّا ِة مَعَ َأنّهُ قَدْ دَخَ َل عَلَى ضَمَا ِن اْلعَيْ ِن بِالْمُ َ‬
‫ب مَ َع تَدْلِيسِ‬ ‫شتَرِي مِ ْن اْلغَاصِ ِ‬ ‫سَتقِ ّر الضّمَا ُن عَلَى الْمُ ْ‬ ‫ح َة اْل َعقْ ِد عَلَى الصّحِيحِ مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ َفَلأَنّهُ لَا يَ ْ‬ ‫صِ ّ‬
‫شَترِي ِبنَاءً عَلَى َأنّ الْ َمنَافِعَ‬ ‫ح ِة الْ َعقْدِ َأوْلَى ‪َ .‬وَأمّا الْ َمنَافِعُ إذَا ضَ ِمَنهَا الْمَالِكُ لِلْمُ ْ‬ ‫صّ‬ ‫ب عََليْهِ وَعَ َدمِ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫الْغَا ِ‬
‫صبِ ِلدُخُولِ ِه عَلَى ا ْستِيفَاِئهَا فِي مِ ْلكِ ِه ِب َغيْرِ‬ ‫ك عَلَى اْلغَا ِ‬ ‫الْ َمغْصُوَبةَ َمضْمُوَن ٌة َوهُوَ الْمَ ْذ َهبُ َفيَرْ ِج ُع بِذَلِ َ‬
‫ت يَ ِدهِ َوعَنْ أَ ْحمَدَ ِروَاَيةٌ أُخْرَى لَا َيرْجِ ُع بِمَا اْنَتفَعَ بِهِ لِا ْستِيفَائِهِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ض َو َسوَا ٌء انَْتفَ َع ِبهَا َأوْ َتِلفَ ْ‬ ‫ِعوَ ٍ‬
‫ث مِ ْن الْ َمبِيعِ ُحكْمُ‬ ‫ِعوَضَهُ كَمَا َتقَ ّدمَ َو ِهيَ ا ْخِتيَارُ َأبِي َبكْ ٍر وَابْنِ َأبِي مُوسَى ‪ ,‬وَ ُحكْ ُم الثّمَ َر ِة وَاْلوَلَ ِد الْحَادِ ِ‬
‫ح بِهِ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ إلّا َأنْ‬ ‫ك اْلكَسْبُ صَرّ َ‬ ‫الْ َمنَافِعِ إذَا ضَ ِمَنهَا رَ َج َع ِببَدَِلهَا عَلَى اْلغَاصِبِ ‪ .‬وَكَذَلِ َ‬
‫ج عَلَى ال ّروَاَيَتيْنِ وَقَدْ َأشَارَ أَ ْحمَدُ إلَى هَذَا فِي ِروَايَة ابْ ِن َمنْصُورٍ فِيمَنْ‬ ‫شيْ ٍء مِنْ ذَلِكَ َفُيخَرّ َ‬ ‫يَكُونَ اْنَتفَعَ بِ َ‬
‫بَاعَ مَا ِشَيةً َأوْ شَاةً َفوَلَدَتْ َأوْ نَخْلًا َلهَا ثَ َم َرةٌ َف َوجَ َد ِبهَا عَْيبًا َأوْ ا ْستَحَقّ أَ َخ َذ ِمنْهُ قِي َم َة الثّمَ َر ِة وَقِي َم َة اْلوَلَدِ‬
‫س عََليْهِ َشيْءٌ‬ ‫ب بِهِ الرّيحُ فََلْي َ‬ ‫إنْ كَانَ أَحْدَثَ فِيهِ ْم َشْيئًا َأ ْو ِبأَ ْن بَاعَ َأ ْو اسَْتهْلَكَ فَِإنْ كَانَ مَاتَ َأوْ َذهَ َ‬
‫َفَأوْ َجبَ عََليْهِ ضَمَا َن مَا انَْتفَ َع بِ ِه مِ ْن الثّ َم َرةِ وَالّنتَاجِ دُو َن مَا ُأتْلِفَ فِي يَ ِد ِه ِب َغيْرِ ِفعْلِ ِه وَلَ ْم يَذْكُرْ رُجُوعًا‬
‫ك َتضْمِينُهُ اْبتِدَاءً ; ِلأَنّهُ لَمْ يَدْخُلْ‬ ‫صبِ ‪ .‬وَظَاهِرُ كَلَامِ ِه مَا تَلِفَ فِي يَ ِد ِه مِ ْن النّمَاءِ فََلْيسَ لِلْمَالِ ِ‬ ‫عَلَى اْلغَا ِ‬
‫خرِي َج الْمَذْكُورَ فِي الْقِسْ ِم الّذِي َقبْلَهُ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ظَاهِرُ َكلَامِ ابْنِ‬ ‫ضمَانِ ِه وَلَ ْم َينَْتفِ ْع بِ ِه َوهَذَا ُي َقوّي التّ ْ‬ ‫عَلَى َ‬
‫سَتقِ ّر عََليْهِ ضَمَانُ ُه َسوَاءٌ دَخَ َل عَلَى ضَمَانِهِ َأوْ لَ ْم يَ ْدخُ ْل عََليْهِ َلكِنْ‬ ‫شتَرِي إلّا مَا يَ ْ‬ ‫َأبِي مُوسَى لَا َيضْمَ ُن الْمُ ْ‬
‫شتَرَاةِ َوَأمّا قِي َم ُة الَْأوْلَادِ َفلَا يَرْ ِج ُع ِبهَا ِعنْ َدهُ ; ِلأَ ّن َن ْف َعهَا ِل َغيْ ِرهِ لَا لَهُ ‪َ ,‬وَأوْ َجبَ‬ ‫اْنَتفَ َع بِهِ كَالْخِ ْد َم ِة َو َمهْ ِر الْمُ ْ‬
‫ك َومُرَا ُد ُه مَا َن َقصَ ِبقَ ْلعِ ِه َوِإنّمَا أَجَازَ لِ ْلمَالِكِ‬ ‫شتَرِي َغيْ ِر َمقْلُوعٍ إذَا َقَلعَهُ الْمَالِ ُ‬ ‫س الْمُ ْ‬‫صبِ قِي َم َة َغرْ ِ‬ ‫عَلَى اْلغَا ِ‬
‫ب ا ْمتِنَاعِ‬ ‫ب بَ ْل ُهوَ مِ ْن بَا ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ي الْغَا ِ‬ ‫س مِ ْن بَابِ تَضْ ِم ِ‬ ‫س مِ ْن َغيْرِ ضَمَا ِن َن ْقصِهِ ; ِلَأنّ ذَلِكَ َلْي َ‬ ‫قَلْعَ الْغِرَا ِ‬
‫ضمَانَ‬ ‫ض مِ ْن اْلغِرَاسِ الّذِي لَمْ يَأْ َذنْ فِيهِ لَا بُ ّد مِ ْن تَ ْمكِينِ ِه ِمنْهُ ‪ ,‬وَلَا َ‬ ‫ك مِ ْن الضّمَانِ لَهُ فَِإ ّن تَفْرِيغَ الْأَ ْر ِ‬ ‫الْمَالِ ِ‬
‫ي الْقَاِبضِ مَا َل ْم يَ ْلتَ ِزمْ ضَمَانُهُ‬ ‫عََليْهِ فِيهِ َحيْثُ لَ ْم َيأْ َذنْ فِيهِ َوِإنّمَا لِلضّمَا ِن عَلَى الْغَارّ ِلَتعَدّيهِ ‪ .‬كَمَا َأ ّن تَضْ ِم َ‬
‫ي اْلغَاصِبِ لِاْلتِزَامِهِ لِلضّمَانِ َوَتعَدّيهِ فَ َظهَ َر ِبهَذَا َأنّ الّذِي يَدُلّ عََليْهِ َكلَامُ أَ ْحمَدَ‬ ‫مُ ْمَتنِعٌ َحْيثُ َأ ْمكَ َن تَضْ ِم ُ‬
‫أَ ّن اْلقَابِضَ لَا َيضْمَنُ إلّا مَا َحصَلَ لَ ُه بِ ِه َنفْعٌ َفيَضْ َمنُ ُه َوهَ ْل يَرْ ِج ُع بِهِ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ َكرُجُوعِ الْ َمغْرُورِ فِي‬
‫ح ِة الَْبيْعِ َففِي‬ ‫شتَرِي لِ ْلبَائِ ِع بِالْمِلْكِ َفلَا رُجُوعَ لَ ُه عََليْ ِه وََلوْ أَقَ ّر ِبصِ ّ‬ ‫ح بِالْ َمهْرِ ‪َ .‬تْنبِيهٌ ‪َ :‬لوْ أَقَ ّر الْمُ ْ‬ ‫بَابِ الّنكَا ِ‬
‫ث عَلِمَ َأ ّن مُسَْتنَ َد ُه الْيَدُ ‪,‬‬ ‫الرّجُوعِ ا ْحتِمَالَانِ ذَكَ َرهُمَا اْلقَاضِي ‪ ,‬وَقَدْ يُخَرّجُ كَذَلِكَ فِي الْإِقْرَا ِر بِالْمِلْكِ َحْي ُ‬
‫خلْعِ‬ ‫ق َو ِع َوضِ الْ ُ‬ ‫حقّا ِب َغيْ ِر َعقْدِ الَْبيْعِ كَالصّدَا ِ‬ ‫ستَ َ‬
‫ض ُة ِعوَضًا مُ ْ‬ ‫وَقَ ْد بَانَ عُ ْدوَاُنهَا ‪ ( .‬اْليَدُ السّا ِد َسةُ ) اْلقَاِب َ‬
‫سَتقِرّ فِي ال ّذ ّمةِ مِ ْن ثَمَنِ مَبِيعٍ‬ ‫ض وَفَاءً كَ َديْ ٍن مُ ْ‬ ‫وَالْ ِعتْ ِق وَالصّ ْل ِح عَنْ َد ٍم عَمْدٍ إذَا كَا َن ُمعَّينًا ِمنْهُ َأوْ كَانَ اْل َقبْ ُ‬
‫سَتحِقّ‬ ‫ح ّقتْ َفلِلْمُ ْ‬ ‫ضهَا ثُ ّم ُا ْستُ ِ‬
‫ح ِوهِ فَإِذَا تَِل َفتْ هَ ِذ ِه اْلأَ ْعيَانُ فِي يَ ِد مَنْ َقَب َ‬ ‫ف َونَ ْ‬ ‫َأوْ َغيْ ِر ِه وَصَدَاقٍ َأوْ قِي َم ِة ُمتْلَ ٍ‬
‫ج وَ ْجهًا آ َخرَ َأنْ لَا مُطَاَلَبةَ لَ ُه عََليْ ِه َوهُوَ‬ ‫ع عَلَى اْلقَاِبضِ ِببَدَ ِل اْل َعيْنِ وَالْ َمْن َف َعةِ عَلَى مَا َتقَرّرَ ‪َ ,‬وَيتَخَرّ ُ‬ ‫الرّجُو ُ‬
‫ب بِمَا غَ ِرمَ‬ ‫ق وَالْبَاقِي مِثْلُ ُه عَلَى اْل َقوْلِ بِالّتضْمِيِ َفَيرْجِ ُع عَلَى اْلغَاصِ ِ‬ ‫ظَاهِرُ َكلَامِ ابْنِ َأبِي مُوسَى فِي الصّدَا ِ‬
‫ج عَلَى ال ّروَايََتيْنِ ‪َ .‬وَأمّا ِقيَ ُم اْلَأعْيَانِ َف ُم ْقتَضَى مَا ذَكَ َرهُ‬ ‫خرّ ٌ‬ ‫مِنْ قِي َم ِة الْ َمنَافِعِ ِلَتغْرِي ِرهِ إلّا بِمَا اْنَتفَعَ بِهِ فَِإنّ ُه مُ َ‬
‫ت الْقِي َمةُ‬
‫حقّهِ َو َسوَاءٌ كَاَن ْ‬ ‫الْقَاضِي َومَنْ اّتَبعَهُ َأنّهُ لَا يَرْ ِج ُع ِبهَا ; ِلَأنّهُ دَخَ َل عَلَى َأّنهَا َمضْمُوَن ٌة عََليْهِ ِب َ‬
‫ع ِبفَضْ ِل اْلقِي َمةِ ‪ .‬ثُمّ‬ ‫الْ َمضْمُونَ ُة وَفْقَ َحقّهِ َأوْ دُونَهُ َأوْ أَ ْزيَ َد ِمنْهُ إلّا عَلَى اْلوَجْ ِه الْمَذْكُورِ فِي اْلَبيْ ِع بِالرّجُو ِ‬
‫إنْ كَانَ الْ َقْبضُ وَفَا ًء عَنْ َديْ ٍن ثَابِتٍ فِي ال ّذ ّمةِ َف ُه َو بَاقٍ بِحَالِهِ َوإِنْ كَانَ ِعوَضًا ُمَتعَّينًا فِي اْل َعقْدِ لَ ْم َيْنفَسِخْ‬
‫حةِ‬‫حقَاقِهِ فِيهِ ‪ .‬وََلوْ ُق ْلنَا ‪ :‬إنّ النّكَاحَ عَلَى الْ َم ْغصُوبِ لَا َيصِحّ ; ِلأَ ّن الْ َقوْ َل بِاْنتِفَا ِء الصّ ّ‬ ‫الْ َعقْ ُد َه ُهنَا بِا ْستِ ْ‬
‫ستَحَقّ فِي الْ َمنْصُوصِ َو ُهوَ‬ ‫خَتصّ ِبحَاَلةِ الْعِ ْلمِ كَذَلِكَ ذَ َك َرهُ ابْنُ َأبِي مُوسَى َويَرْجِ ُع عَلَى ال ّزوْجِ بِقِي َم ِة الْمُ ْ‬ ‫مُ ْ‬
‫خلْ ِع وَاْلعِتْ ِق وَالصّلْ ِح عَنْ َدمِ‬ ‫جبُ َمهْرُ الْ ِمثْلِ َوَأمّا ِع َوضُ الْ ُ‬ ‫َقوْلُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪ .‬وَقَالَ فِي الْ ُمجَرّدِ َويَ ِ‬
‫ستَحَقّ وَ ُهوَ الْ َمنْصُوصُ ; ِلأَ ّن هَ ِذهِ‬ ‫جبُ الرّجُوعُ فِيهَا ِبقِي َم ِة اْل ِع َوضِ الْمُ ْ‬ ‫الْعَ ْمدِ َففِيهَا وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬ي ِ‬
‫ض َوهُوَ َقوْلُ اْلقَاضِي فِي أَ ْكثَرِ ُكتُبِهِ وَجَ َزمَ بِهِ‬ ‫جبُ قِي َم ُة الْ ِع َو ِ‬ ‫ضهَا َفيَ ِ‬ ‫حقَاقِ َأ ْعوَا ِ‬ ‫الْ ُعقُودَ لَا َتْنفَسِ ُخ بِاسْتِ ْ‬
‫ف اْل ِعتْقِ فَِإنّ‬
‫خلْ ِع وَالصّ ْل ِح عَنْ ال ّدمِ ِبخِلَا ِ‬ ‫ستَحَقّ فِي الْ ُ‬ ‫جبُ قِي َم ُة الْمُ ْ‬ ‫حرّرِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬يَ ِ‬ ‫صَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫ف الُْبضْ ِع وَال ّدمِ فَِإ ّن اْلقِي َمةَ‬ ‫اْلوَا ِجبَ فِيهِ قِي َم ُة اْل َعبْدِ ; ِلَأنّ اْل َعبْدَ لَهُ قِي َمةٌ فِي َنفْسِهِ َفيَرْجِعُ بِقِي َمتِ ِه بِخِلَا ِ‬
‫صحَاِبنَا فِيمَا إذَا َجعَ َل عِتْقَ َأ َمتِهِ‬ ‫شبِهُ َقوْلَ أَ ْ‬ ‫ع مِنْ ِخلَافِ ِه َويُ ْ‬ ‫ضهِمَا لَا َلهُمَا َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي فِي اْلُبيُو ِ‬ ‫ِل ِعوَ ِ‬
‫سهَا لَا قِي َم َة َمهْ ِر ِمثِْلهَا‬ ‫صَدَاَقهَا وَقُ ْلنَا لَا َينْ َعقِ ُد بِ ِه النّكَاحُ َفَأَبتْ َأنْ تَتَ َزوّجَ ُه عَلَى ذَلِكَ فَِإنّ عََلْيهَا قِي َم ُة َنفْ ِ‬
‫صبِ َف َه ُهنَا كَذَلِكَ ‪ ( .‬اْليَدُ‬ ‫خرّجِ فِي اْلبَيْعِ َأ ّن الْ َمغْرُو َر يَرْ ِج ُع ِبقِي َم ِة اْل َعيْنِ عَلَى اْلغَا ِ‬ ‫َوعَلَى اْلوَجْ ِه الْمُ َ‬
‫سَتأْجِرِ َفقَا َل اْلقَاضِي وَاْلأَكْثَرُونَ إذَا ضَ ِمَنتْ الْ َمنْ َف َعةَ‬ ‫ض ٍة عَ ْن الْ َمْن َف َعةِ َو ِهيَ يَ ُد الْمُ ْ‬
‫ضةُ بِ ُمعَاوَ َ‬ ‫السّاِب َعةُ ) اْلقَاِب َ‬
‫لَ ْم يَ ْرجِ ْع ِبهَا وََلوْ زَادَتْ أُجْ َر ُة الْ ِمثْ ِل عَلَى اْلأُجْ َر ِة الْمُسَمّاةِ َففِيهِ مَا َم ّر مِنْ ِزيَا َدةِ قِي َم ِة اْلعَيْ ِن عَلَى الثّمَ ِن َوإِذَا‬
‫صبِ ِلَتغْرِي ِر ِه وَفِي َتعْلِي َقةِ َأبِي الْبَرَكَاتِ عَلَى اْلهِدَاَيةِ َوَيتَخَرّجُ‬ ‫ت ِبهَا عَلَى اْلغَا ِ‬ ‫ضُ ِمَنتْ قِي َم ُة اْل َعيْنِ رَ َج َع ْ‬
‫ضمَانَ عََليْ ِه بِحَالٍ ِل َقوْلِ فَرَضِيتُ َيضْمَ ُن اْل َعيْ َن َوهَلْ اْلقَرَارُ‬ ‫سَتأْجِرَ لَا َ‬ ‫ِلأَصْحَاِبنَا وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ الْمُ ْ‬
‫ب َو ُهوَ الّذِي ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ اْنتَهَى‬ ‫عََليْهِ ؟ َلنَا وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬عََليْهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬عَلَى اْلغَاصِ ِ‬
‫وَالْوَجْ ُه اْلَأوّلُ مُنَزّ ٌل عَلَى اْل َقوْ ِل ِبأَ ّن الْ َمغْرُورَ لَا َيضْمَ ُن َشْيئًا اْبتِدَاءً وَلَا ا ْستِقْرَارًا وَاْلوَجْهُ الْآ َخرُ فِي قَرَارِ‬
‫ح ِوهِ بِتَلَفِ الْ َعيْنِ‬ ‫ضَمَا ِن اْلعَيْ ِن عََليْ ِه َيتَنَزّ ُل عَلَى اْلوَجْ ِه الْمَذْكُورِ فِي اسِْتقْرَا ِر الضّمَانِ عَلَى الْمُ ْرَتهِ ِن َونَ ْ‬
‫جزْ ٍء مِ ْن النّمَاءِ‬‫ضةُ لِلشّرِ َك ِة َو ِهيَ الْ ُمَتصَرَّفةُ فِي الْمَا ِل بِمَا ُينَمّيهِ بِ ُ‬ ‫حتَ يَ ِدهِ ‪ ( .‬اْليَ ُد الثّا ِمَنةُ ) الْقَاِب َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ك وَالْ ُمضَارِبِ وَالْ ُمزَا ِرعِ وَالْمُسَاقِي وََلهُمْ َج ّرةٌ عَلَى اْلغَاصِبِ ِلعَمَِل ِهمْ لَ ُه ِبعِ َوضٍ لَ ْم يَسَْلمْ ‪َ ,‬فَأمّا‬ ‫كَالشّرِي ِ‬
‫ب وَالْ ُمزَا ِرعُ بِاْل َعيْ ِن الْ َم ْغصُوَب ِة َوشَرِيكُ اْل َعنَانِ َفقَدْ دَخَلُوا عَلَى أَنْ لَا ضَمَانَ عََلْيهِ ْم بِحَالٍ فَإِذَا‬ ‫الْ ُمضَارِ ُ‬
‫صَتهُ ْم مِنْ ال ّربْحِ َفلَا يَرْ ِجعُونَ ِبضَمَاِنهَا لِدُخُوِلهِ ْم عَلَى‬ ‫شهُورِ رَ َجعُوا بِمَا ضَ ِمنُوا إلّا ِح ّ‬ ‫ضَ ِمنُوا عَلَى الْمَ ْ‬
‫ع نَظِ َيهُ ‪َ ,‬وَأمّا الْ ُمضَارِبُ‬ ‫ضَمَاِنهَا عََلْيهِ ْم بِاْلعَمَلِ لِذَلِكَ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْمُسَاقِي وَالْمَزَا ِر ِ‬
‫ضمَانُ َشيْ ٍء بِدُونِ اْلقِسْ َم ِة َسوَاءٌ قُ ْلنَا مََلكُوا ال ّربْحَ بِال ّظهُورِ َأوْ لَا ;‬ ‫وَالشّرِيكُ َفلَا َينَْبغِي َأ ْن يَسَْتقِ ّر عََلْيهِمْ َ‬
‫صَتهُ ْم وِقَاَيةٌ ِل َرأْسِ الْمَا ِل وََلْيسَ َلهُ ْم الِاْنفِرَا ُد بِاْلقِسْ َمةِ فََل ْم يََت َعيّنْ َلهُ ْم َشيْءٌ َمضْمُونٌ ‪ .‬وَ َحكَى‬ ‫ِلأَنّ ِح ّ‬
‫ض ِمنَهُ ِبنَا ًء عَلَى اْلوَجْ ِه الْمَذْكُو ِر بِا ْسِتقْرَارِ‬ ‫ب ِب َغيْرِ إ ْذ ٍن وَ ْجهًا آ َخرَ أَنْ لَا يَ ْرجِ َع بِمَا َ‬ ‫الْأَصْحَابُ فِي الْ ُمضَارِ ِ‬
‫ك َتضْمِيَنهُمْ بِحَالٍ لِ ُدخُوِلهِمْ‬ ‫ك الْمَالِ ُ‬ ‫ج َوجْهٌ آخَرُ َأنْ لَا يَمْلِ َ‬ ‫خرّ ُ‬
‫ف الْمَا ُل ِبيَ ِدهِ ‪َ ,‬ويَتَ َ‬ ‫الضّمَا ِن عَلَى مَ ْن تَلِ َ‬
‫ك وَالْ ُمضَارِبِ لِلْمَا ِل َوإِنّمَا َأعَ ْدنَاهُ هَ ُهنَا لِذِكْرِ‬ ‫عَلَى اْلَأمَاَنةِ ‪ ,‬وَقَدْ ذَكَ ْرنَا فِيمَا َتقَ ّدمَ ُحكْمَ ضَمَانِ الشّرِي ِ‬
‫حقّا َبعْ َد تَكْ ِمَل ِة الْعَمَلِ فَلِ ْلعَامِلِ أُ ْج َرةُ الْ ِمثْلِ ِلعَ َملِ ِه عَلَى‬
‫ستَ ِ‬
‫ج ُر مُ ْ‬‫النّمَاءِ ‪َ ,‬وَأمّا الْمُسَاقِي إذَا َظهَرَ الشّ َ‬
‫ك َتضْمِيُ كُ ّل مِنْ‬ ‫ف َبعْ َد اْلقِسْ َمةِ فَِللْمَالِ ِ‬‫ب َوَأمّا الثّمَرُ إذَا تَِلفَ فَلَهُ حَاَلتَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا ‪َ ,‬أنْ َيتْلَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫الْغَا ِ‬
‫ض ّمنَهُ اْلكُلّ رَ َج َع عَلَى اْلعَامِ ِل بِمَا َقَبضَهُ‬ ‫صبِ فَإِذَا َ‬ ‫ب وَالْعَامِ ِل مَا َقَبضَهُ وَلَهُ َأنْ يُضَمّنَ الْكُلّ لِ ْلغَا ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫الْغَا ِ‬
‫صبِ ‪ ,‬وَفِي الْ ُم ْغنِي ا ْحتِمَالٌ لَا يَرْ ِج ُع عََليْهِ ِلَتغْرِي ِرهِ‬ ‫شتَرِي مِ ْن اْلغَا ِ‬ ‫ِلَنفْسِهِ ; ِلَأنّهُ أَخَ َذ اْل ِع َوضَ َف ُهوَ كَالْمُ ْ‬
‫ب مِ ْن اْلوَجْهِ السّابِ ِق بِا ْسِتقْرَارِ‬ ‫حقّا وَ ُهوَ قَرِي ٌ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫َفَأشْبَ َه مَنْ قَالَ ِل َغيْ ِرهِ ‪ :‬كُ ْل هَذَا فَِإنّهُ َطعَامِي ‪ .‬ثُ ّم بَا َن مُ ْ‬
‫صبِ ِبكُلّ حَالٍ ‪ .‬وَهَلْ ِللْمَالِكِ َأنْ ُيضَمّ َن اْلعَامِلَ جَمِيعَ الثّ َم َرةِ ذَكَرَ اْلقَاضِي فِيهِ‬ ‫ضَمَا ِن الْ َمبِي ِع عَلَى اْلغَا ِ‬
‫ت عَلَى الْكُ ّل مُشَاهَ َدةً ِب َغيْرِ َح ّق ثُ ّم يَرْ ِج ُع اْلعَامِ ُل عَلَى اْلغَاصِبِ‬ ‫ا ْحتِمَاَليْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬نعَمْ ; ِلأَ ّن يَ َدهُ َتْثبُ ُ‬
‫شهُورِ َوبِالْكُ ّل عَلَى الِا ْحتِمَا ِل الْمَذْكُورِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا ; ِلَأنّهُ لَ ْم َيكُنْ قَابِضًا‬ ‫بِمَا َقَبضَهُ مِ ْن الثّمَ ِر عَلَى الْمَ ْ‬
‫شهَدُ ِلهَذَا مَا قَالَهُ ابْنُ حَامِدٍ فِيمَا إذَا اخْتَلَفَ الْ ُمسَاقِي وَالْمَاِلكُ‬
‫حقِي َقةِ َوإِنّمَا كَا َن مُرَاعِيًا حَاِفظًا َويَ ْ‬
‫عَلَى الْ َ‬
‫ط لِ ْلعَا ِملِ ِمنْ الثّ َمرِ َوَأقَامَا بَيّنَتَ ْينِ َأنّ ُه ُتقَ ّدمُ َبّيَنةُ اْلعَامِلِ ; ِلَأنّهُ خَارِجٌ وَالْمَالِ ُ‬
‫ك ُهوَ الدّاخِلُ‬ ‫شرُو ِ‬
‫فِي َقدْ ِر الْ َم ْ‬
‫ج ِرهِ َل ْم َيضْ َمنْهُ‬
‫ج ٍر شِرَاءً فَاسِدًا وَخَلّى اْلبَائِ َع َبْينَهُ َوَبْينَهُ عَلَى شَ َ‬ ‫لِاّتصَالِ الثّمَرِ بِمِ ْلكِهِ ‪ ,‬وََلوْ ا ْشتَرَى ثَ َم َرةَ شَ َ‬
‫ف الثّمَرُ َقبْلَ‬
‫ت يَ ِدهِ عََليْ ِه َوذَكَ َر َب ْعضُ أَصْحَابِنَا َأنّهُ مَحِ ّل وِفَاقٍ ‪ .‬الْحَاَل ُة الثّاِنَيةُ أَ ْن َيتْلَ َ‬ ‫بِذَلِكَ ِلعَ َدمِ ثُبُو ِ‬
‫الْقِسْ َم ِة إمّا عَلَى الشّجَرِ َأ ْو َبعْدَ جَ ّدهِ َففِي التّلْخِيصِ فِي مُطَاَلَب ِة اْلعَامِلِ بِاْلجَمِيعِ ا ْحتِمَالَانِ وَكَذَا َل ْو تَلِفَ‬
‫ج ِر وَالثّمَ ِر الّذِي عََليْهِ َأمْ لَا ؟ وَاْلأَ ْظهَرُ َأنْ‬ ‫ت عَلَى الشّ َ‬ ‫َبعْضُ الشّجَ ِر َو ُه َو مُ ْلَتفِتٌ إلَى َأ ّن يَ َد اْلعَامِ ِل هَ ْل َتْثبُ ُ‬
‫خِلَيةِ إلّا َأ ْن ُيقَالَ يَ ُدهُ هَا ُهنَا عَلَى الثّمَرِ‬ ‫ج َر ٍة بِالتّ ْ‬
‫لَا ; ِلَأنّ الضّمَا َن ِعنْ َدنَا لَا َيْنَتقِلُ فِي الثّمَ ِر الْ ُمعَلّقِ عَلَى شَ َ‬
‫جرِ [ هَا ُهنَا ] َترَدّدٌ ذَكَ ْرنَا ُه آِنفًا َحتّى‬ ‫ت يَ ِدهِ عَلَى الشّ َ‬ ‫ت َتبَعًا ِلُثبُوتِ يَ ِد ِه عَلَى الشّجَرِ َفُيقَالُ فِي ثُبُو ِ‬ ‫َحصََل ْ‬
‫ج َرةً‬
‫ح بِهِ فِي التّ ْلخِيصِ َأْيضًا وََلوْ اشَْترَى شَ َ‬
‫صرّ َ‬
‫جرِ َففِي َتضْمِينِهِ لِ ْلعَامِلِ الِا ْحتِمَالَانِ َ‬
‫ف َبعْضُ الشّ َ‬
‫َلوْ تَلِ َ‬
‫ج ِرهِ قَالَ ابْن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ ‪ :‬لَا يَدْخُلُ وَالْمَ ْذهَبُ ُدخُولُهُ‬
‫بِثَ َم ِرهَا َف َهلْ َيدْ ُخلُ الثّ َمرُ فِي ضَمَاِنهَا تََبعًا ِلشَ َ‬
‫ف َبعْدَ‬
‫َتبَعًا لِاْنقِطَاعٍ عَلّ َق اْلبَائِ ُع َعنْهُ مِنْ السّ ْقيِ وَ َغيْ ِر ِه َوبِكُلّ حَالٍ َفَيَتوَجّهُ أَ ْن َيضْمَ َن اْلعَامِ ُل الثّمَ َر التّالِ َ‬
‫ضةُ تَ َمّلكًا لَا ِب ِع َوضٍ إمّا لِ ْل َعيْ ِن بِ َمنَاِف ِعهَا‬
‫جرِ ( اْليَ ُد التّا ِس َعةُ ) اْلقَاِب َ‬ ‫ف مَا عَلَى الشّ َ‬ ‫حفَاظِ ِه بِخِلَا ِ‬ ‫جِدَا ِد ِه وَاسْتِ ْ‬
‫ض ِمنَتْ ُه ِبكُلّ‬ ‫شهُورُ َأنّهَا تَ ْرجِ ُع بِمَا َ‬ ‫صّيةِ َأوْ ِللْ َمْن َفعَةِ كَالْمُوصَى لَ ُه بِالْ َمنَافِعِ فَاْلمَ ْ‬ ‫بِاْلهَِب ِة وَاْلوَقْفِ وَالصّدََق ِة وَاْلوَ ِ‬
‫شيْءٍ َف ِهيَ َمغْرُو َرةٌ إلّا مَا َحصَلَ َلهَا بِ ِه َنفْعٌ َففِي ُرجُو ِعهَا‬ ‫ت عَلَى أَّنهَا َغيْرُ ضَا ِمَنةٍ لِ َ‬ ‫حَالٍ ; ِلأَّنهَا َدخََل ْ‬
‫ستَقِرّ ضَمَاُنهَا عََليْهِ ‪َ .‬وذَكَرَ اْلقَاضِي‬ ‫ج وَجْهٌ آخَرُ َأّنهَا لَا تَضْ َمنُ اْبتِدَاءً مَا َل ْم يَ ْ‬ ‫ِبضَمَانِهِ ال ّروَاَيتَانِ ‪َ .‬وَيتَخَرّ ُ‬
‫ض ِمنَتْ ُه بِحَا ٍل َوهُ َو ُمنَزّ ٌل عَلَى اْلقَوْ ِل بِا ْسِتقْرَا ِر الضّمَا ِن عَلَى مَنْ تَلِفَ‬ ‫وَابْ ُن َعقِيلٍ ِروَاَيةً أَنّهُ لَا تَ ْرجِ ُع بِمَا َ‬
‫ت بِهِ‬‫ع بِمَا انَْت َفعَ ْ‬ ‫ف اْلأَصْحَابُ فِي مَحِلّ ال ّروَاَيتَيْنِ فِي الرّجُو ِ‬ ‫حتَ يَ ِدهِ َوِإنْ كَانَ َأمِينًا كَمَا َسبَ َق ثُمّ ا ْختَلَ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫صبُ ‪ :‬هَذَا مِ ْلكِي َأوْ مَا يَدُلّ عََليْهِ ‪ ,‬فَِإنْ قَالَ‬ ‫ق ثَلَاَثةٍ ‪ :‬إ ْحدَاهُنّ ‪َ ,‬أنّ َمحِّلهُمَا إذَا َل ْم َيقُلْ اْلغَا ِ‬ ‫عَلَى طُ ُر ٍ‬
‫ض َوهِ َي طَرِي َقةُ الْ ُم ْغنِي ‪.‬‬ ‫ذَلِكَ فَاْلمَدَا ُر عََليْهِ بِ َغيْرِ خِلَافٍ لِا ْعتِرَافِ ِه بِاسِْتقْرَا ِر الضّمَانِ عََليْ ِه َوَنفْيِ ِه عَ ْن اْلقَاِب ِ‬
‫صبِ ال ّروَايَتَانِ مُطَْلقًا َوإِنْ ضَ ِم َن اْلغَاصِبُ‬ ‫ض ابْتِدَاءً َففِي رُجُوعِهِ عَلَى اْلغَا ِ‬ ‫ك اْلقَابِ َ‬ ‫وَالثّاِنَيةُ ‪ :‬إنْ ضَمِ َن الْمَالِ ُ‬
‫اْبتِدَاءً فَِإنْ كَا َن اْلقَاِبضُ قَدْ أَقَرّ لَ ُه بِالْ ِم ْلكِّيةِ لَ ْم يَ ْرجِ ْع عَلَى اْلقَاِبضِ ِروَايَ ًة وَاحِ َدةً ‪ ,‬وََلوْ ُق ْلنَا ‪ :‬إنّ مَا َيْنتَفِعُ‬
‫ستَحِ ّق ظَالِمٌ لَ ُه بِالّتغْ ِريِ َفلَا يَرْ ِج ُع بِظُلْمِ ِه عَلَى‬ ‫ف ِبأَ ّن الْمُ ْ‬‫ك ُم ْعتَرَ ٌ‬‫ضمَانُهُ عََليْهِ ; ِلَأنّ ُه بِإِقْرَا ِرهِ بِالْ ِملْ ِ‬‫سَتقِرّ َ‬ ‫بِهِ يَ ْ‬
‫ف مِ ْن اْلكُلّ مِنْ غَيْ ِر َت ْفصِيلٍ َو ِهيَ طَرِي َقةُ َأبِي‬ ‫خلَا ِ‬
‫غَيْرِ ظَالِمِهِ َو ِهيَ طَرِي َقةُ الْقَاضِي ‪ .‬وَالثّاِلثُ ‪ :‬فِي الْ ِ‬
‫حَيوَانِ وَالطّابِخِ لَهُ فَلَا َقرَارَ‬ ‫صبِ كَال ّذبْحِ لِلْ َ‬ ‫الْخَطّابِ َو َغيْ ِرهِ ‪ ( .‬الْيَ ُد اْلعَاشِ َرةُ ) الْ ُمتِْل َفةُ ِللْمَا ِل ِنيَاَبةً عَ ْن اْلغَا ِ‬
‫صبِ ِلوُقُوعِ الْ ِفعْلِ لَهُ َف ُهوَ كَالْ ُمبَاشِرِ كَذَا قَالَ اْلقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ‬ ‫عََلْيهَا ِبحَا ٍل َوِإنّمَا الْقَرَا ُر عَلَى اْلغَا ِ‬
‫ت يَ ِد ِه َوَأوْلَى لِ ُمبَاشَ َرِتهَا‬ ‫ح َ‬ ‫ج وَجْهٌ آخَ ُر بِاْلقَرَا ِر عََلْيهَا فِيمَا تَِل َفتْهُ كَاْلمُو ِدعِ إذَا تَِل َفتْ تَ ْ‬ ‫خرّ ُ‬ ‫ب َوَيتَ َ‬‫وَالْأَصْحَا ُ‬
‫ج َوجْهٌ آخَرُ لَا ضَمَا َن عََلْيهَا بِحَا ٍل مِنْ َنصّ أَ ْحمَدَ فِيمَنْ حَ َف َر ِلرَ ُجلٍ فِي غَ ْيرِ مِلْ ِك ِه بِ ْئرًا‬
‫خرّ ُ‬
‫لِلِْإتْلَافِ ‪َ ,‬ويَتَ َ‬
‫َفوَقَ َع فِيهَا إْنسَا ٌن ‪َ ,‬فقَالَ الْحَا ِفرُ ‪ :‬ظَنَنْتُ َأّنهَا فِي مِلْ ِكهِ ‪ .‬فَلَا َشيْ َء عََليْهِ َوبِذَلِكَ جَ َزمَ الْقَاضِي وَابْنُ‬
‫سَببِ َوِإنّمَا‬ ‫ت مَ َع ا ْشتَرَا ِك الْحَاِف ِر وَالْآمِرِ فِي التّسَّببِ وَاْنفِرَا ِد الْحَاِف ِر بِ ُمبَاشَ َرةِ ال ّ‬ ‫جنَايَا ِ‬ ‫َعقِيلٍ فِي ِكتَابِ الْ ِ‬
‫ح ّرمٍ‬
‫َسقَطَ َعنْ ُه الضّمَانُ ِلعَ َد ِم عِلْمِ ِه بِالْحَا ِل َوهَ ُهنَا َأوْلَى ; لِا ْشتِرَا ِكهَا فِي ُثبُوتِ الْيَ ِد وََلوْ َأتَْل َفتْهُ عَلَى وَجْ ٍه مُ َ‬
‫سَتقِ ّر عََلْيهَا‬
‫صبِ َففِي التّ ْلخِيصِ يَ ْ‬ ‫ب وَالْ ُمحْرَِقةِ ِللْمَا ِل بِِإ ْذنِ اْلغَا ِ‬
‫حرِيِهِ كَاْلقَاتَِلةِ ِل ْل َعبْدِ الْ َم ْغصُو ِ‬ ‫شَ ْرعًا عَالِ َم ًة بِتَ ْ‬
‫حرِ َيةِ َف ِهيَ كَاْلعَالِ َمةِ بَِأنّهُ مَا ُل الْ َغيْرِ وَ َرجّحَ الْحَا ِرثِيّ ُدخُوَلهَا فِي قِسْ ِم الْ َمغْرُورِ ;‬ ‫الضّمَانُ ; ِلَأّنهَا عَالِ َم ٌة ِبتَ ْ‬
‫صبِ َلهَا حَاصِ ٌل َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪.‬‬ ‫ِلأَّنهَا َغيْ ُر عَالِ َم ٍة بِالضّمَانِ َفَتغْرِي ُر اْلغَا ِ‬
‫‪521‬‬
‫حقّ ِبغَ ْيرِ إذْنِ مَالِ ِكهِ إنْ كَانَ يَجُوزُ لَهُ‬ ‫ض مَالِ اْلغَ ْيرِ ِمنْ َيدِ قَابِضِ ِه بِ َ‬
‫سعُونَ ) ‪ :‬قَبْ ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِب َع ُة وَالتّ ْ‬
‫إ ْقبَاضُهُ َف ُهوَ َأمَاَنةٌ ِعنْ َد الثّانِي إنْ كَانَ اْلَأوّلُ َأمِينًا َوإِلّا َفلَا ‪َ ,‬وِإنْ لَمْ يَكُ إ ْقبَاضُهُ جَاِئزًا فَالضّمَا ُن عََلْيهِمَا ‪,‬‬
‫ع الْمُو َدعِ فَِإنْ كَانَ‬‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) مُو ِد ُ‬ ‫حتَ ذَلِكَ ُ‬ ‫ج َوجْهٌ آخَرُ أَلّا َيضْمَ َن َغيْ ُر اْلَأوّلِ َوَينْدَرِجُ تَ ْ‬ ‫خرّ ُ‬ ‫َويَتَ َ‬
‫ضمَانَ عَلَى وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا ‪َ ,‬وِإنْ كَانَ َحْيثُ لَا َيجُوزُ فَالضّمَانُ عَلَى اْلَأوّلِ وَفِي‬ ‫َحْيثُ َيجُو ُز الْإِيدَاعُ فَلَا َ‬
‫ث يَجُو ُز الْإِيَا ُر ِبأَنْ كَانَ‬ ‫سَتأْجِرِ فَِإنْ كَانَ َحْي ُ‬ ‫ستَأْ ِج ُر مِ ْن الْمُ ْ‬ ‫الثّانِي وَ ْجهَانِ َسبَقَ ذِكْ ُرهُمَا ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) الْمُ ْ‬
‫ت الضّمَا ُن عََلْيهَا وََقرَا ُرهُ فِي اْلعَيْ ِن عَلَى الَْأوّ ِل َوَيتَخَرّجُ‬ ‫لِمَ ْن َيقُومُ َمقَامَهُ فِي الِاْنِتفَاعِ فَلَا ضَمَا َن َوإِلّا َفلَا َيثُْب ُ‬
‫ب الْ ُمضَارِبِ َحْيثُ يَجُوزُ لَهُ‬ ‫ضمَانَ عَلَى الثّانِي بِحَا ٍل مِ ْن الْمُو ِدعِ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) ُمضَارِ ُ‬ ‫وَجْهٌ آ َخرُ َأنّهُ لَا َ‬
‫ك وَاْلَأوّلُ وَكِيلٌ فِي اْلعَقْدِ لَا َشيْءَ لَ ُه مِنْ ال ّربْحِ َأوْ هُ َو ُمضَارِبٌ‬ ‫ي َوهَ ْل الثّانِي ُمضَارِبٌ لِلْمَالِ ِ‬ ‫َف ُهوَ َأمِ ٌ‬
‫لِ ْلَأوّلِ فَال ّربْ ُح َبْيَنهُمَا ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ جَ َز َم بِهِ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ بِالَْأوّ ِل ثُمّ ا ْختَا َر الثّانِي فِيمَا إذَا دََفعَهُ‬
‫ث ُمنِعَ مِنْ دَ ْفعِ ِه ُمضَا َرَبةً َفلِلْمَالِكِ تَضْ ِميُ َأيّهِمَا شَاءَ ‪َ ,‬ويَ ْرجِ ُع الثّانِي‬ ‫ك وَ َحْي ُ‬ ‫ُمضَا َرَبةً وَقُ ْلنَا لَا يَجُوزُ لَهُ ذَلِ َ‬
‫ت يَ ِدهِ‬ ‫ح َ‬ ‫ف تَ ْ‬ ‫حصُولِ التّلَ ِ‬ ‫عَلَى اْلَأوّلِ إنْ لَ ْم َيعْلَمْ بِالْحَالِ لِ ُدخُولِهِ عَلَى اْلَأمَاَنةِ ‪ .‬وَفِيهِ َوجْهٌ آخَرُ لَا يَرْجِعُ لِ ُ‬
‫صبِ لَا أُجْ َرةَ لَهُ َأوْ‬ ‫وَقَ ْد َسبَقَ أَصْلُ ُه َوَيتَخَرّجُ َأنْ لَا َيضْمَ َن الثّانِي بِحَا ٍل َوِإنْ عَلِ َم بِالْحَالِ َفهَ ْل ُهوَ كَاْلغَا ِ‬
‫حتَمِلُ وَ ْج َهيْنِ قَالَهُ صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ وَ َحكَاهُمَا صَا ِحبُ اْلكَافِي‬ ‫ب الْ ُمَتعَدّي لَهُ أُجْ َر ُة الْ ِمثْلِ ؟ َي ْ‬ ‫كَالْ ُمضَارِ ِ‬
‫ِروَايََتيْنِ مِ ْن َغيْ ِر َتقْيِي ٍد بِحَاَل ِة اْلعِلْمِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) وَكِي ُل اْلوَكِيلِ َحيْثُ لَا يَجُو ُز الّتوْكِيلُ َف ُهوَ كَالْ ُمضَارِبِ‬
‫جوَا ِزهِ َفكُ ّل ِمْنهُمَا ضَامِنٌ لِ ْل َعيْنِ دُو َن الْ َمْنفَ َعةِ‬ ‫سَتعِيِ َفِإنْ ُق ْلنَا ِب َ‬‫سَتعِيُ مِ ْن الْمُ ْ‬ ‫فِي الضّمَانِ ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) الْمُ ْ‬
‫ك عَلَى َبصِيَةٍ فَإِذَا تَِل َفتْ عِنْ َد الثّانِي ضَ ِمنَ ُه الْمَالِكُ كَمَا َلوْ كَانَ هُ َو الْ ُمعِيُ لَهُ وَلَ ْم يَرْ ِجعْ‬ ‫لِدُخُولِ ِه عَلَى ذَلِ َ‬
‫ك مُطَاَلَبةُ كُ ّل ِمْنهُمَا ِبضَمَانِ اْل َعيْنِ‬ ‫شهُورُ َفلِلْمَالِ ِ‬ ‫عَلَى اْلَأوّلِ لِانِْتفَا ِء التّغْرِيرِ ‪َ ,‬وإِنْ قُ ْلنَا بِالْ َمنْ ِع َو ُهوَ الْمَ ْ‬
‫حصُو ِل التّلَفِ فِي يَ ِدهِ إنْ كَا َن عَالِمًا بِالْحَا ِل َومَ َع عَ َدمِ اْلعِلْمِ يَسَْتقِ ّر عََليْهِ‬ ‫وَالْ َمنْ َف َعةِ ‪ ,‬وَالْ َمدَارُ عَلَى الثّانِي لِ ُ‬
‫ج وَجْهٌ‬ ‫خرّ ُ‬ ‫ستَقِرّ ضَمَاُنهَا عَلَى اْلَأوّلِ ِلتَغْرِي ِرهِ ‪ ,‬كَذَا قَالَ الْأَصْحَابُ ‪َ .‬وَيتَ َ‬ ‫ضَمَا ُن اْلعَيْنِ دُو َن الْ َمْنفَ َعةِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫ستَأْجِرِ قَالَ فِي التّ ْلخِيصِ ُهوَ‬ ‫سَتعِيُ مِنْ الْمُ ْ‬ ‫آخَرُ أَنّهُ لَا َيضْمَ ُن الثّانِي إذَا لَ ْم َيعْلَ ْم بِالْحَالِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الْمُ ْ‬
‫شتَرِي مِ ْن اْلوَكِيلِ الْ ُمخَالِفِ‬ ‫ي عَلَى الصّحِيحِ ِل َقْبضِهِ مِ ْن يَدِ َأمِيٍ َفلَا َيكُونُ ضَا ِمنًا ‪َ ( .‬ومِْنهَا ) الْمُ ْ‬ ‫َأمِ ٌ‬
‫ي اْلقِي َم ِة مَ ْن شَا َء ِمْنهُمَا مِ ْن اْلوَكِيلِ‬‫ف الْ َمبِيعُ فِي يَ ِدهِ فَلِ ْل ُموَكّ ِل َتضْمِ ُ‬ ‫مُخَاَل َف ًة َيفْسُدُ ِبهَا اْلَبيْعُ إذَا تَِل َ‬
‫شتَرِي ِلتََلفِهِ فِي يَ ِدهِ ‪.‬‬‫شهُورِ ‪ ,‬ثُ ّم إنْ ضَمِ َن اْلوَكِيلُ رَ َج َع عَلَى الْمُ ْ‬ ‫شتَرِي عَلَى الْمَ ْ‬ ‫وَالْمُ ْ‬
‫‪522‬‬
‫ف مَا َل َغيْ ِرهِ َو ُه َو يَظُنّ َأنّهُ لَهُ َأوْ َتصَرّفَ فِي ِه يَظُنّ ِلَنفْسِ ِه وِلَاَيةً‬ ‫سعُونَ ) ‪ :‬مَنْ َأتْلَ َ‬ ‫سةُ وَالتّ ْ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِ َ‬
‫ب ظَاهِ ٍر مِنْ غَيْ ِر ِه ثُ ّم َتَبيّنَ خَ َطُأ الْ ُمتَسَّببِ َأوْ أَقَ ّر ِبَتعَمّ ِدهِ‬ ‫سَتنِدًا إلَى َسبَ ٍ‬ ‫عََليْهِ ثُمّ يََتَبيّنُ خَ َطَأ ظَنّهِ فَِإنْ كَانَ مُ ْ‬
‫حتَ يَ ِدهِ إلَى مَ ْن يَظُنّ أَنّهُ‬ ‫سَتنِدًا إلَى ا ْجِتهَا ٍد مُجَرّدٍ كَمَنْ دَفَ َع مَالًا َت ْ‬ ‫جنَاَيةِ ضَ ِم َن الْ ُمتَسَّببُ َوإِنْ كَانَ مُ ْ‬ ‫لِ ْل ِ‬
‫حقّ ال ّلهِ إلَى‬
‫جبُ عَلَ ْيهِ إ ْخرَا ُجهُ لِ َ‬
‫جبُ الدّفْعُ إَليْهِ َأوْ َأنّ ُه يَجُوزُ ذَلِكَ ‪َ ,‬أوْ َدفَ َع مَاَلهُ اّلذِي يَ ِ‬
‫مَاِلكُهُ َأوْ َأنّهُ يَ ِ‬
‫حقّا ُثمّ تَبَّي َن الْخَ َطأَ ‪َ ,‬ففِي ضَمَانِهِ َقوْلَانِ ‪َ ,‬وِإنْ َتَبيّنَ َأنّ الْمُ ْ‬
‫سَتنِدَ لَا يَجُو ُز الِاعْتِمَا ُد عََليْ ِه وَلَمْ‬ ‫َمنْ يَظُّن ُه ُمسْتَ ِ‬
‫ت هَ ِذهِ‬
‫ح َ‬
‫ج تَ ْ‬
‫ف َوإِلّا َفلَا ضَمَانَ َويَنْدَ ِر ُ‬
‫َيتََبيّنْ أَ ّن اْلأَمْ َر ِبخِلَافِهِ فَِإ ْن َتعَلّ َق بِهِ ُحكْمٌ َفَن َقصَ فَالضّمَا ُن عَلَى الْ ُمتْلِ ِ‬
‫سمُ مَالُهُ بَ ْينَ وَ َرثَِتهِ ُثمّ يَتَبَّينُ بُطْلَانَ‬
‫ش َهدَ شَا ِهدَانِ بِ َم ْوتِ َزْيدٍ فَُي َق ّ‬
‫الْجُمَْل ِة مَسَائِلُ ‪ِ ( .‬مْنهَا ) َأنْ َي ْ‬
‫شهَادَةِ ِب ُقدُو ِمهِ حَيّا َفَنصّ [ أَ ْحمَدُ ] فِي ِروَاَيةِ الْ َميْمُونِيّ َأنّهُمَا َيضْ َمنَانِ الْمَا َل وَلَ ْم َيتَعَ ّرضْ ِل ْلوَ َرَثةِ‬
‫ال ّ‬
‫شهُو ِر‬ ‫جمَْل ِة ُموَافِقٌ ِل َقوْلِ ِه الْمَ ْ‬
‫صهُمْ بِهِ َو ُهوَ فِي الْ ُ‬‫شهُورِ َأوْ ا ْخِتصَا ُ‬ ‫َوظَاهِرُ َكلَامِهِ ا ْسِتقْرَا ُر الضّمَا ِن عَلَى الْمَ ْ‬
‫حتَمَلُ َأنْ يَكُونَ َأغْ َر َم اْلوَ َرَثةَ وَ َر َجعُوا بِذَلِكَ‬ ‫عَنْهُ فِي َتقْرِي ِر الضّمَا ِن عَلَى الْغَارّ َكمَا َسبَقَ وَقَالَ الْقَاضِي يُ ْ‬
‫شهُو ِد َوَنقَلَ َأبُو‬ ‫حكْ ِم مِنْ ِج َهةِ ال ّ‬ ‫جأٌ إلَى الْ ُ‬‫شهُودِ ِلَتغْرِي ِرهِ ْم وَلَا ضَمَانَ ُهنَا عَلَى الْحَاكِمِ ; ِلأَنّهُ مُ ْل َ‬‫عَلَى ال ّ‬
‫شهَا َدةِ أَ ْربَ َعةٍ بِال ّزنَا ُثمّ تَبَّينَ َأّنهُ مَجْبُوبٌ َأ ّن الضّمَانَ‬
‫الّنضْ ِر اْلعِجِْليّ عَنْ أَحْمَدَ فِي حَا ِكمٍ َر َجمَ َرجُلًا ِب َ‬
‫حصَ عَنْ حَالِهِ‬ ‫خفَى َأمْ ُرهُ غَاِلبًا َفتَرْكُ ُه اْلفَ ْ‬
‫جبُوبُ لَا يَ ْ‬
‫عَلَى الْحَا ِك ِم وََلعَ ّل تَضْمِينَ ُه َههُنَا ِلَتفْرِيطِهِ إ ْذ الْمَ ْ‬
‫َتفْرِيطٌ ‪.‬‬
‫‪523‬‬
‫صرّحُوا بِالْخَ َطأِ أَوْ التّعَ ّمدِ ِبشَهَا َدةِ الزّورِ فَِإنّ‬ ‫شهُودُ وَ َ‬‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ حَ َكمَ الْحَا ِكمُ بِمَالٍ ُثمّ َرجَ َع ال ّ‬
‫شيْءٍ‬
‫حكُومِ لَ ُه بِ َ‬
‫ك وَلَا يَ ْرجِ ُع عَلَى الْمَ ْ‬ ‫خَتصّ ِبهِمْ لِا ْعتِرَاِفهِمْ وَلَا ُيْنتَ َقضُ ُحكْ ُم الْحَاكِ ِم بِ ُمجَرّدِ ذَلِ َ‬ ‫الضّمَا َن يَ ْ‬
‫ع عَْينًا َأوْ َو َهَبهَا َأوْ أَقَ ّر ِبهَا ِلرَجُ ٍل ثُمّ أََق ّر ِبهَا َبعْدَ ذَلِكَ لِآخَرَ َفِإنّهُ لَا ُي ْقبَلُ إقْرَا ُرهُ عَلَى اْلَأوّلِ‬
‫كَمَا َل ْو بَا َ‬
‫َويَضْمَنُ الثّانِي‬
‫‪524‬‬
‫شهُودَ ُفسّاقٌ َأوْ ُكفّارٌ فَِإنّ ُحكْمَهُ فِي‬ ‫ح ُكمَ الْحَا ِك ُم بِمَالٍ َوَيسْتَ ْو ِفيَ ُثمّ يَتَبَّينَ أَ ّن ال ّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َأنْ يَ ْ‬
‫جبُ َن ْقضُهُ ؟‬ ‫ق َنقَلَهُ َأبُو الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ ‪َ .‬وَأمّا فِي الظّاهِرِ َف ُه َو نَافِ ٌذ َوهَ ْل يَ ِ‬ ‫الْبَاطِ ِن َغيْ ُر نَافِ ٍذ بِالِاتّفَا ِ‬
‫جبُ‬ ‫ف مَحِلّا ثُ ّم يَ ِ‬ ‫حكْمِ فََل ْم يُصَادِ ْ‬ ‫ط الْ ُ‬‫خرَِقيّ وَاْلقَاضِي َكَتَبيّنِ اْنِتفَاءِ شَ ْر ِ‬ ‫الْمَ ْذ َهبُ وُجُوبُ ُه َو ُهوَ َقوْلُ الْ ِ‬
‫حقّ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫حكُومُ لَ ُه ُمعْسِرًا َفلِلْمُ ْ‬ ‫حكُومِ لَهُ لِِإتْلَافِهِ لَ ُه ُمبَاشَ َرةً قَالَ الْقَاضِي وََلوْ كَا َن الْمَ ْ‬ ‫ضَمَا ُن الْمَا ِل عَلَى الْمَ ْ‬
‫ي بِحَالٍ ‪ ,‬وََلوْ ُحكِمَ لِآ َد ِم ّي بِِإتْلَافِ‬ ‫حكُومِ لَ ُه وَلَا َشيْ َء عَلَى الْ ُمزَكّ َ‬ ‫مُطَاَلَبةُ الِْإمَامِ قَرَا َر الضّمَانِ عَلَى الْمَ ْ‬
‫حكُومُ لَ ُه وَالِْإمَامُ مُ َمكّنٌ لَا َغيْرُ‬ ‫سَتوْفِ َي ُهوَ الْمَ ْ‬‫َن ْفسٍ َأ ْو طَرَفٍ فَ َطرِيقَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬هُوَ كَالْمَالِ ; ِلأَ ّن الْمُ ْ‬
‫ق اْلأَكْثَرِينَ‬ ‫جرّدِ َو ُهوَ وَفْقُ إطْلَا ِ‬ ‫ح بِهِ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫َوهِ َي طَرِي َقةُ الْ ُمحَرّرِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬يضْ َمنُهُ الْحَاكِمُ صَرّ َ‬
‫سَتوْفِي َحقّا لِلّ ِه َتعَالَى عَزّ‬ ‫سبَ اْل ِفعْلَ إلَى َخ َطأِ الِْإمَامِ كَمَا َلوْ كَانَ الْمُ ْ‬ ‫ض َشيْئًا َفنَ َ‬ ‫حكُومَ لَهُ لَ ْم َي ْقبِ ْ‬ ‫; ِلَأنّ الْمَ ْ‬
‫شهُودُ‬ ‫حكْمُ إذَا بَانَ ال ّ‬ ‫ض الْ ُ‬
‫وَجَلّ فَِإنّ ضَمَانَ ُه عَلَى الِْإمَا ِم وَ َحكَى اْلقَاضِي َو َغيْ ُرهُ ِروَاَيةً أُخْرَى أَنّهُ لَا ُيْنقَ ُ‬
‫ضعِيفٌ جِدّا ‪ ,‬وَلَا أَصْلَ لِذَلِكَ فِي كَلَامِ أَحْمَدَ‬ ‫شهَا َد ِة َوهَذَا َ‬ ‫شهُودُ كَمَا َلوْ رَ َجعُوا عَنْ ال ّ‬ ‫فُسّاقًا َوَيضْمَنُ ال ّ‬
‫شهُو ِد َوِإنّمَا‬ ‫جوَازِ الْعَدِْليّاتِ ال ّ‬ ‫سقَ فِيهَا ِل َ‬ ‫سأََل ِة الْأُولَى ‪َ ,‬وتِلْكَ لَا فِ ْ‬ ‫َوإِنّمَا َأخَذُوهُ مِنْ ِروَاَيةِ الْ َميْمُونِيّ فِي الْمَ ْ‬
‫حكْ ِم َبعْدَ َتَبيّنِ فَسَادِ‬ ‫ضَ ِمنُوا ِلَتَبيّنِ بُطْلَانِ َشهَا َدِتهِ ْم بِاْلعِيَانِ َف ُهوَ َأعْظَ ُم مِنْ الرّجُوعِ وَلَا يُ ْمكِ ُن َبقَا ُء الْ ُ‬
‫ي اعْتَرَفُوا ِببُطْلَانِ َشهَا َدِتهِمْ‬ ‫حكُومِ بِ ِه ِعيَانًا وَلَا َيصِحّ إلْحَاقُ الْفِسْقِ فِي الضّمَانِ بِالرّجُوعِ ; ِلأَنّ الرّا ِجعِ َ‬ ‫الْمَ ْ‬
‫حكْمِ َفَتعَيّ َن َتغْ ِر ُيهُمْ ‪ ,‬وََلْيسَ َه ُهنَا‬ ‫ض الْ ُ‬‫ع مَا ِل الْ َم ْعصُو ِم وََقوُْلهُ ْم َغيْ ُر َمقْبُو ٍل عَلَى َنقْ ِ‬ ‫َوتَسَّبِبهِمْ إلَى اْنتِزَا ِ‬
‫حكْمَ لَا‬ ‫ج ْزمُ بَِأنّهُ لَا ضَمَا َن عَلَى أَ َح ٍد عَلَى الْ َقوْ ِل ِبأَ ّن الْ ُ‬‫صوَابُ الْ َ‬ ‫ف ُيبْنَى عََليْهِ الّتغْ ِريُ َفلَا وَجْهَ لَهُ فَال ّ‬
‫ا ْعتِرَا ٌ‬
‫ُينْ َقضُ كَمَا َج َزمَ بِهِ فِي الْ ُمحَرّرِ ‪. .‬‬
‫‪525‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا وَصّى إلَى َر ُجلٍ بَِت ْفرِي ِق ثُلُِثهِ َف َف َعلَ ُثمّ يَتَبَّينُ أَنّ عَلَ ْيهِ َديْنًا ُمسَْت ْغ ِرقًا لِلّترِ َكةِ َففِي ضَمَانِهِ‬
‫ك اْلغُ َرمَا ِء بَلْ فِيمَا َتعَلّ َق بِهِ َح ّقهُ ْم وََل ِكنّهُ َتعَلّقٌ َقوِيّ لَا ِسيّمَا إنْ قُ ْلنَا‬ ‫ِروَايَتَانِ وََلكِ ْن ُهنَا َل ْم يََتصَرّفْ فِي مِلْ ِ‬
‫لَ ْم َيْنتَقِلْ إلَى اْلوَ َرَث ِة وَِلهَذَا قَالَ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ فِي التّرِ َك ِة ِهيَ لِ ْل ُغ َرمَاءِ لَا لِ ْلوَ َرَث ِة وَِلهَذَا لَا‬
‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ عَلَى هَذَا الْخِلَافِ كُ ّل مَنْ‬ ‫ط الضّمَانِ ‪ ,‬وَ َخرّجَ ال ّ‬ ‫ك اْلوَ َرَثةُ الّتصَرّفَ فِيهَا إلّا بِشَرْ ِ‬ ‫يَمْلِ ُ‬
‫ستَحَقّ ‪.‬‬
‫ف ِبوِلَاَيةٍ فِي مَا ٍل ثُ ّم َتبَيّنَ َأنّ ُه مُ ْ‬
‫َتصَرّ َ‬
‫‪526‬‬
‫صيّ أَوْ الْحَاكِمُ فِيمَا َيرَاهُ ِمنْ‬ ‫ص َر َفهُ الْوَ ِ‬
‫شيْ ٍء فَ َلمْ ُي ْعرَفْ الْمُوصَى َلهُ َ‬ ‫ص ِب َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ وَصّى ِلشَخْ ٍ‬
‫َأبْوَابِ الِْبرّ َفإِ ْن جَاءَ الْمُوصَى َلهُ وََأثْبَتَ َذِلكَ َف َهلْ يَضْ َمنُ الْ ُم َفرّقُ مَا َف ّر َقهُ عَلَى ِروَايََتيْنِ ‪ :‬قَالَ ابْنُ َأبِي‬
‫ص ّي بِإِ ْذنِ الْحَاكِمِ لَ ْم َيضْمَ ْن َوِإنْ‬
‫مُوسَى أَ ْظهَ ُرهُمَا لَا ضَمَا َن عََليْهِ ‪ .‬وَقَالَ َأبُو بَكْرٍ فِي الثّانِي ‪ :‬إنْ َف َعلَ ُه الْوَ ِ‬
‫ضمِنَ ‪.‬‬
‫َفعَلَ ُه بِدُونِ إ ْذنِهِ َ‬
‫‪527‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اشَْترَى الْوَ َرَثةُ عَ ْبدًا ِمنْ التّرِ َك ِة َوأَعَْتقُوهُ تَ ْنفِيذًا ِلوَصِّي ِة مُو ِرِث ِهمْ ِبذَِلكَ ُثمّ َظ َهرَ َدْينٌ‬
‫ُمسْتَ ْغرِقٌ فَِإّنهُ ْم َيضْ َمنُونَ لِ ْل ُغ َرمَاءِ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َويَتَ َ‬
‫خرّجُ فِي ِه وَجْهٌ آخَ ُر بِاْنِتفَاءِ الضّمَانِ مِنْ‬
‫سأََل ِة اْلوَصِيّ ‪.‬‬
‫مَ ْ‬
‫‪528‬‬
‫ح وَعََتقَ عَلَ ْيهِ ‪َ ,‬و َهلْ يَضْمَُنهُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اشَْترَى الْمُضَارِبُ َمنْ َيعِْتقُ عَلَى َربّ الْمَالِ ِبغَ ْيرِ إذِْنهِ صَ ّ‬
‫الْعَامِلُ ؟ فِي ِه ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ ‪ :‬أَ َح ُدهَا َيضْمَ ُن ِبكُلّ حَا ٍل َسوَاءٌ كَانَ عَالِمًا بِالْحَالِ َأوْ جَاهِلًا قَالَهُ الْقَاضِي فِي‬
‫خطّابِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬إنْ كَانَ جَاهِلًا لَ ْم َيضْمَ ْن َوِإنْ كَا َن عَالِمًا ضَمِنَ كَمَا َل ْو عَامَلَ فَا ِسقًا‬ ‫جرّدِ َوَأبُو الْ َ‬
‫الْمُ َ‬
‫ي الْحَاكِ ِم مَا َل اْلَيتِي ِم ُمضَا َرَبةً إلَى مَ ْن ظَاهِ ُرهُ الْعَدَاَلةُ‬ ‫صيّ َأوْ َأمِ ُ‬
‫َأوْ مُمَاطِلًا َأوْ سَاَف َر َسفَرًا َمخُوفًا َأوْ دَفَ َع اْلوَ ِ‬
‫خلَافِهِ فَِإنّهُ لَا ضَمَانَ فِي ذَلِكَ كُلّهِ إلّا مَ َع اْلعِلْ ِم َو ُهوَ َقوْلُ َأبِي َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ وَالْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪.‬‬ ‫َفبَا َن بِ ِ‬
‫شتَرَى َأوْ ِبقِي َم ِة الْ ِمثْلِ‬
‫وَالثّاِلثُ ‪ :‬لَا ضَمَا َن بِكُلّ حَالٍ َحكَاهُ َأبُو َبكْرٍ عَلَى الضّمَا ِن هَ ْل َيضْ َمنُهُ بِالثّمَ ِن الْمُ ْ‬
‫َويَكُونُ الضّمَانُ فِي ال ّربْحِ الزّائِ ِد عَلَى وَ ْج َهيْنِ ذَكَ َرهُمَا َأبُو بَكْرٍ ‪.‬‬
‫‪529‬‬
‫س يَظُّنهُ‬
‫صرّفَ فِيهِ الْ َمدْفُوعُ إلَيْهِ ِبقَطْعٍ َأوْ لُبْ ٍ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َدفَ َع اْلقَصّا ُر َثوْبَ َر ُجلٍ إلَى غَ ْي ِرهِ خَ َطأً فَتَ َ‬
‫ثَ ْوَبهُ َفَنقَلَ َحنْبَلٌ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي َقصّارٍ َأبْدَ َل الّثوْبَ َفأَخَ َذهُ صَا ِحبُهُ َفقَ َطعَ ُه َو ُهوَ لَا يَعَْلمُ َأنّهُ َث ْوبُهُ ‪ ,‬قَالَ ‪:‬‬
‫عَلَى اْل َقصّارِ إذَا َأبْدَلَ ‪ ,‬قِيلَ لَهُ ‪ :‬فَِإنْ كَا َن مَالًا َفَأنْ َفقَهُ ؟ قَالَ ‪ :‬ثَمَ ُن هَذَا ِمثْلُ الْمَا ِل عَلَى الّذِي َأْن َفقَهُ ; ِلأَنّهُ‬
‫ف َوَبيْنَ الّثوْبِ إذَا ُقطِعَ ; ِلَأنّ اْل َعيْ َن هُنَا َموْجُو َدةٌ َفيُ ْمكِنُ‬
‫مَا ٌل تَلِفَ ‪َ ,‬ف َف ّرقَ َبيْ َن الْمَالِ إذَا ُأْنفِ َق َوتَلِ َ‬
‫جنَاَيتِهِ خَ َطأً ‪ .‬وَظَاهِرُ كَلَامِهِ َأنْ لَا َشيْءَ عَلَى اْلقَاطِعِ ; ِلَأنّ ُه َمغْرُورٌ‬ ‫صهَا اْل َقصّارُ لِ ِ‬‫الرّجُوعُ فِيهَا َوَيضْمَ ُن َن ْق َ‬
‫وَلَ ْم يَدْخُلْ عَلَى [ الضّمَانِ ] ‪َ .‬أمّا إنْ َدفَعَ إلَيْهِ دَرَا ِهمَ غَ ْي ِرهِ يَظُّنهُ صَاحُِبهَا َفأَْن َفقَهَا فَالضّمَانُ عَلَى الْ ُمْنفِقِ‬
‫ك ُمقَرّرٌ لِلضّمَانِ َم َع الْيَ ِد عَلَى إحْدَى ال ّروَايََتيْنِ ‪,‬‬ ‫ت يَ ِدهِ بِاْنِتفَاعِ ِه بِ ِه وَذَلِ َ‬
‫ح َ‬ ‫َوإِنْ كَانَ َمغْرُورًا ِلتَلَفِ الْمَا ِل تَ ْ‬
‫سأََلةِ َأنّهُ ذَكَرَ لَهُ َقوْلَ مَالِكٍ لَا َيغْ َر ُم الّذِي َلبِسَ ُه َويَغْ َرمُ‬ ‫حكَمِ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي هَ ِذهِ الْمَ ْ‬ ‫حمّ ُد بْ ُن الْ َ‬
‫َونَقَلَ مُ َ‬
‫جُبنِي مَا قَالَ ‪ :‬وََلكِنْ إذَا ُهوَ لَ ْم َيعْلَمْ َفَلبِسَهُ فَِإنّ عََليْ ِه مَا َنقَصَ َلْيسَ‬ ‫ب الّثوْبِ َفقَالَ لَا ُيعْ ِ‬ ‫الْغَسّالُ ِلصَا ِح ِ‬
‫جنَاَيةَ‬‫عَلَى اْل َقصّا ِر َشيْءٌ َفَأوْ َجبَ هُنَا الضّمَانَ عَلَى اللّاِبسِ لِا ْستِيفَائِهِ الْ َمْن َف َعةَ دُونَ الدّافِعِ بَِأنّهُ لَمْ يََتعَمّ ْد الْ ِ‬
‫سَتوْفِي لِلّنفْعِ َأوّلًا َوهَ ِذهِ ال ّروَاَي ُة ُتوَافِ ُق مَا َقبَْلهَا فِي َتقْرِي ِر الضّمَانِ عَلَى‬ ‫َفكََأنّ إحَاَلةَ الضّمَا ِن عَلَى الْمُ ْ‬
‫ث مِ ْن انِْتفَاعِ اْلقَاِبضِ‬ ‫حدُ ْ‬ ‫الْ ُمنَْتفِعِ لَا ِسيّمَا وَالدّافِ ُع هُنَا َمعْذُو ٌر َوِإنّمَا ضَ ِم َن الْ َقصّا ُر اْلقَطْعَ ; ِلَأنّهُ َتلَفٌ لَ ْم يَ ْ‬
‫ختَِل َفَتيْنِ فِي‬ ‫ب مَنْ َجعََلهُمَا مُ ْ‬ ‫سبَتِهِ إَليْهِ ‪ ,‬فَال ّروَاَيتَانِ إذًا ُمّت ِفقَتَانِ َومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬ ‫‪َ ,‬فكَانَ ضَمَانُهُ عَلَى الدّافِعِ ِلنِ ْ‬
‫أَ ّن الضّمَانَ هَ ْل ُه َو عَلَى اْل َقصّارِ َأوْ الْمَدْفُوعِ إَليْهِ ‪ ,‬ثُ ّم ِمنْهُ ْم مَنْ حَمَلَ ِروَاَيةَ ضَمَا ِن اْلقَصّا ِر عَلَى َأنّهُ كَانَ‬
‫شتَرَكًا َفَيضْمَنُ ِجنَاَي َة يَ ِدهِ ‪ ,‬وَ ِروَاَي ُة عَ َدمِ ضَمَانِ ِه عَلَى أَنّهُ كَانَ أَجِيًا خَاصّا فَلَا َيضْمَنُ ِجنَايَتَ ُه مَا لَمْ‬ ‫أَجِيًا مُ ْ‬
‫َيتَعَمّ ْدهَا ‪َ ,‬وَأشَارَ الْقَاضِي إلَى ذَلِكَ فِي الْ ُمجَرّدِ‬
‫‪530‬‬
‫حكْمِ حَاكِمٍ‬ ‫ص ِفهَا ُث ّم َأقَامَ غَ ْي ُرهُ الْبَيَّنةَ َأنّهَا لَهُ فَِإنْ كَانَ الدّ ْف ُع بِ ُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َدفَ َع الْمُلَْتقِطُ اللّقَ َط َة إلَى وَا ِ‬
‫ضمَانَ عَلَى الدّافِ ِع َوإِنْ كَانَ بِدُونِهِ َفوَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا ضَمَانَ ِلوُجُوبِ الدّافِ ِع عََليْهِ َفلَا ُينْسَبُ إلَى‬ ‫فَلَا َ‬
‫َتفْرِيطٍ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬عََليْ ِه الضّمَا ُن َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي ‪ ,‬ثُ ّم يَرْ ِج ُع بِهِ عَلَى اْلوَاصِفِ إلّا َأ ْن يَكُونَ َقدْ أَقَ ّر بِهِ‬
‫ب َيضْمَنُ ِلَتفْرِيطِهِ ‪.‬‬ ‫بِالْمِلْكِ ‪َ ,‬أمّا َلوْ َدفَ َع اْلوَدِيعَةَ إلَى َمنْ يَظُّنهُ صَاحُِبهَا ُثمّ تَبَّينَ الْخَ َطأُ َفقَا َل الْأَ ْ‬
‫صحَا ُ‬
‫سأََلةِ‬
‫ف وَحْ َدهُ ‪َ ,‬و ُهوَ ظَاهِ ُر مَا َنقَلَهُ َحْنبَلٌ عَنْ أَحْمَدَ فِي مَ ْ‬ ‫خرّجُ فِي ِه وَجْهٌ آخَرُ َأ ّن الضّمَا َن عَلَى الْ ُمتِْل ِ‬ ‫َويَتَ َ‬
‫الْ َقصّارِ‬
‫‪531‬‬
‫وََلوْ قََتلَ َمنْ يَظُّن ُه قَاِت َل َأبِي ِه لِاشْتِبَاهِهِ ِب ِه فِي الصّو َرةِ ُقتِ َل بِهِ ِلَتفْرِيطِهِ فِي ا ْجِتهَا ِدهِ ذَكَ َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي‬
‫خرّجُ فِيهِ وَجْهٌ آخَرُ َأنْ لَا َقوَ َد َوَأنّهُ يَضْمَنُ بِال ّدَيةِ كَمَا لَوْ قَطَعَ َيسَارَ قَاطِعِ يَمِيِنهِ ظَانّا َأنّهَا‬
‫ُمفْرَدَاتِهِ ‪َ .‬ويَتَ َ‬
‫الْيَمِيُ فَِإنّهُ لَا َقوَدَ َوسَوَاءٌ كَانَ الْجَانِي عَاقِلًا َأوْ َم ْ‬
‫جنُونًا وَفِي وُجُوبِ ال ّدَيةِ وَ ْجهَانِ ‪.‬‬
‫‪532‬‬
‫سمَ ُث ّم َقدِمَ َفذَكَرَ الْقَاضِي أَنّ َأبَا َبكْرٍ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ مَضَى عَلَى الْ َم ْفقُودِ َز َمنٌ تَجُوزُ فِيهِ ِقسْ َمةُ مَاِلهِ َف َق َ‬
‫َحكَى فِي ضَمَا ِن مَا تَلِفَ فِي َأيْدِي اْلوَ َرَثةِ ِمنْهُ ِروَايََتيْنِ ‪ ,‬وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ الْ َميْمُوِنيّ وَابْنِ‬
‫َمنْصُو ٍر َوَأبِي دَاوُد عَ َد ُم الضّمَانِ َو ُهوَ الّذِي ذَكَ َرهُ َأبُو َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ ‪َ ,‬ووَ ْجهُهُ َأنّهُ جَا َز ا ْقتِسَا ُم الْمَالِ فِي‬
‫جعَ َل الّتصَرّفَ‬ ‫ج َوِإذَا َق ِدمَ ُخيّ َر َبيَْنهُمَا َوَبيْ َن الْ َمهْرِ َف َ‬
‫الظّاهِرِ وَالّتصَرّفُ فِيهِ ‪ ,‬وَِلهَذَا يُبَاحُ لِ َزوْ َجتِهِ َأنْ َتتَ َزوّ َ‬
‫حكْمُ فِيهِ‬
‫فِيمَا يَمِْلكُ ُه مِ ْن مَا ٍل َوُبضْ ٍع َموْقُوفًا عَلَى َتْنفِي ِذ ِه َوإِجَا َزتِ ِه مَا دَا َم َموْجُودًا فَإِذَا تَلِفَ َفقَ ْد َمضَى الْ ُ‬
‫َونَفَذَ فَِإنّ إجَا َزتَ ُه وَ َر ّدهُ إنّمَا َيَتعَلّ ُق بِالْ َموْجُودِ لَا بِالْ َم ْفقُودِ ‪ ,‬وَقَدْ َنصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ عَلَى َأنّهُ‬
‫شبِهُ ذَلِكَ اللّقَ َط ُة إذَا َقدِمَ الْمَاِلكُ َب ْعدَ‬
‫إذَا قَ ِد َم َبعْدَ أَ ْن تَ َزوّ َجتْ َزوْ َجتُ ُه َومَاَتتْ َفلَا ِخيَارَ لَ ُه وَلَا يَ ِرُثهَا ‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫ك َوذَكَرَ ابْنُ َأبِي مُوسَى ِروَاَيةً أُخْرَى َأنّهُ‬
‫جبُ ضَمَاُنهَا لِلْمَالِ ِ‬ ‫حوْ ِل وَالتّمَّلكِ َوقَدْ تَ ِلفَتْ فَالْمَ ْ‬
‫شهُورُ َأنّ ُه يَ ِ‬ ‫الْ َ‬
‫جبُ الرّ ّد مَ َع َبقَا ِء الْ َعيْنِ ‪.‬‬
‫ف َوِإنّمَا يَ ِ‬ ‫ب الضّمَا ُن مَ َع التّلَ ِ‬
‫ج ُ‬‫لَا يَ ِ‬
‫‪533‬‬
‫ت حَامِلًا َففِي الرّجُو ِ‬
‫ع عََلْيهَا ِروَاَيتَانِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَبَضْت الْمُطَ ّل َقةُ الْبَائِ ُن النّ َف َقةَ يُ َظنّ َأّنهَا حَا ِملٌ ُثمّ بَانَ ْ‬
‫‪.‬‬
‫‪534‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ غَابَ الزّوْجُ َفَأنْ َفقَتْ ال ّزوْ َج ُة ِمنْ مَالِهِ ُثمّ تَبَّي َن َموُْتهُ َف َهلْ يَ ْرجِعُ عَلَ ْيهَا بِمَا َأنْ َفقَ ْتهُ َبعْدَ‬
‫الْمَ ْوتِ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ‬
‫‪535‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َدفَعَ زَكَاَتهُ َأوْ َكفّا َرَتهُ إلَى َمنْ يَظُّنهُ َفقِيًا فَبَا َن َأنّهُ غَِنيّ َففِي وُجُو ِ‬
‫ب الضّمَا ِن عََليْهِ ِروَايَتَانِ‬
‫ضمَانَ وَكَذَلِكَ َلوْ كَانَ الْعَامِ ُل ُهوَ الدّافِعُ قَالَهُ الْقَاضِي فِي اْلأَ ْحكَامِ السّلْطَاِنّيةِ ‪ .‬وَقَالَ فِي‬ ‫حهُمَا أَنْ لَا َ‬ ‫أَصَ ّ‬
‫ي وَلَ ْم ُيفَرّطْ ; ِلأَ ّن هَذَا لَا يُ ْمكِ ُن الِا ْحتِرَا ُز ِمنْهُ ‪َ ,‬وِإنْ بَانَ‬
‫جرّدِ لَا َيضْمَ ُن الِْإمَامُ بِ َغيْرِ خِلَافٍ ; ِلأَنّهُ َأمِ ٌ‬
‫الْمُ َ‬
‫عَبْدًا َأوْ كَافِرًا َأوْ هَاشِ ِميّا َفقِي َل ُهوَ عَلَى الْخِلَافِ َوبِهِ جَ َزمَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ ذَ َكرَ الْقَاضِي فِي‬
‫خلَافَ فِي الضّمَا ِن ُهنَا عَلَى اْل َقوْلِ بِعَ َدمِهِ فِي الْ ُمغْنِي وَقِيلَ لَا يُجْ ِزئُهُ‬ ‫ج الْ ِ‬
‫آخِرِ الْجَامِ ِع الصّغِيِ إلّا أَنّهُ َخرّ َ‬
‫سبَبِ‬ ‫ف اْل َغنِ ّي َوِإنْ بَانَ َأنّ ُه بِ َ‬
‫خفَى ِبخِلَا ِ‬ ‫ِروَايَ ًة وَاحِ َدةً لِ ُظهُورِ الّتفْرِيطِ فِي الِا ْجِتهَادِ فَِإ ّن هَ ِذهِ اْلَأوْصَافَ لَا تَ ْ‬
‫َنفْسِهِ فَ َطرِيقَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬لَا يُجْ ِزئُهُ َقوْلًا وَاحِدًا كَمَا َلوْ بَانَ َأنّهُ ِعنْ َد َنفْسِهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ُ :‬هوَ َل ْو بَا َن غَِنيّا‬
‫شَي ُة الْمُحَابَا ِة َو ُهوَ ُمْنتَفٍ َم َع عَ َدمِ اْلعِلْمِ ‪ .‬قَالَ الشّيْ ُخ َت ِقيّ الدّينِ‬ ‫وَالْ َمنْصُوصُ َه ُهنَا الْإِ ْجزَاءُ ; ِلأَ ّن الْمَانِعَ خَ ْ‬
‫ك مَا ُل اْلفَيْ ِء وَالْخُ ْمسِ ‪ ,‬وَالَْأ ْموَالُ الْمُوصَى ِبهَا ‪ ,‬وَالْ َموْقُوَفةُ إذَا ظَ ّن الْ ُمتَصَرّفُ فِيهَا َأنّ‬ ‫َوعَلَى ِقيَاسِ ذَلِ َ‬
‫حقّ َفأَخْ َطأَ‬‫الْأَخْذَ مُسْتَ َ‬
‫‪536‬‬
‫ب عََليْهِ َأدَاءُ َعيْ ِن مَالٍ َفأَدّاهُ َعنْ ُه ِبغَيْرِ إ ْذنِهِ هَ ْل َتقَ ُع َموِْقعَهُ َويَْنَتفِي‬
‫سعُونَ ) ‪ :‬مَ ْن وَ َج َ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِد َسةُ وَالتّ ْ‬
‫الضّمَا ُن عَ ْن الْ ُمؤَدّي ؟ هَذَا عَلَى قِسْ َميْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنْ َتكُو َن اْلعَيْ ُن مِ ْلكًا لِ َم ْن وَ َجبَ عََليْهِ اْلأَدَاءُ وَقَدْ‬
‫ف وَقَ َع الْ َموْقِ َع وَلَا ضَمَانَ ‪ ,‬وََلوْ كَانَ اْلوَا ِجبُ َدْينًا‬ ‫َتعَلّ َق ِبهَا حَقّ ِل ْلغَيْرِ فَِإنْ كَا َن الْ ُمتَصَرّفُ لَ ُه وِلَاَيةُ التّصَرّ ِ‬
‫َوإِنْ لَ ْم َيكُنْ لَ ُه وِلَاَيةٌ فَِإنْ كَاَنتْ اْل َعيْنُ ُمتَ َميّ َز ًة ِبَنفْسِهَا َفلَا ضَمَا َن َويُجْزِئُ ‪َ ,‬وإِنْ لَ ْم َتكُ ْن ُمتَ َميّ َزةً مِ ْن َب ِقّيةِ‬
‫ف ُعقُو ِد اْل ُفضُولِ ّي عَلَى الْإِجَا َزةِ َوَيَتفَ ّرعُ‬ ‫ك الّتصَرّفَ َفَنقُو ُل ِبوَقْ ِ‬ ‫مَالِهِ ضَمِ َن وَلَ ْم ُيجْزِئْ إلّا َأنْ ُيجِي َز الْمَالِ ُ‬
‫عَلَى هَذَا مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َلوْ امْتَنَعَ ِمنْ َوفَا ِء َديِْنهِ َوَلهُ مَالٌ فَبَاعَ الْحَا ِكمُ مَاَلهُ َو َوفّاهُ عَ ْنهُ صَ ّح َوبَرِئَ‬
‫ضمَانَ‬‫ِمنْهُ وَلَا َ‬
‫‪537‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ امْتَنَعَ ِمنْ َأدَا ِء الزّكَاةِ َفَأخَ َذهَا اْلإِمَامُ مِ ْن ُه َقهْرًا فَِإنّهُ تُجْزِ ُ‬
‫ئ َعنْ ُه ظَاهِرًا َوبَاطِنًا فِي أَصَحّ‬
‫اْلوَ ْجهَيْ ِن َو ُهوَ ظَاهِرُ َكلَامِ أَ ْحمَ َد وَالْخِرَِقيّ ; ِلأَنّ ِللِْإمَامِ وِلَاَي ًة عَلَى الْ ُم ْمتَنِ ِع َوهَذَا حَ ّق تَ ْدخُلُ ُه الّنيَاَبةُ َفوَقَعَ‬
‫َموِْقعَهُ ‪.‬‬
‫‪538‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َتعَذّرَ اسْتِ ْئذَانُ َمنْ وَجَبَتْ عَلَ ْيهِ الزّكَاةُ ِلغَيَْبةٍ َأوْ حَبْسٍ َفَأخَذَ السّاعِي الزّكَاةَ ِمنْ مَاِلهِ‬
‫َسقَ َطتْ َعنْهُ ‪.‬‬
‫‪539‬‬
‫خرِجُ عَ ْنهُمَا الزّكَاةَ َويُجْزِئُ كَمَا ُيؤَدّي َعنْهُمَا سَائِرَ الْوَا ِجبَا ِ‬
‫ت‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َولِ ّي الصِّبيّ وَالْمَجْنُو ِن يُ ْ‬
‫ت وَاْلغَرَامَاتِ ‪.‬‬‫الْمَاِلّيةِ مِ ْن الّنفَقَا ِ‬
‫‪540‬‬
‫حهَا غَ ْي ُر ُه ِبغَ ْيرِ إ ْذنِهِ أَ ْج َزأَ ْ‬
‫ت عَنْ صَا ِحِبهَا وَلَ ْم َيضْمَنْ الذّابِ ُح َشْيئًا َن ّ‬
‫ص‬ ‫ضحِّي ًة َفذَبَ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا عَّينَ أُ ْ‬
‫عََليْهِ ; ِلأَّنهَا ُمَت َعيَّنةٌ لِل ّذبْ ِح مَا َل ْم ُيبَدّْلهَا َوإِرَاَقةُ َد ِمهَا وَا ِجبٌ ‪ .‬فَالذّابِحُ َق ْد عَجّ َل اْلوَا ِجبَ َفوَقَ َع َموِْقعَ ُه وَلَا‬
‫ق ِعنْ َد الْأَ ْكثَرِي َن َبيْنَ َأ ْن َتكُونَ ُم َعّيَنةً اْبتِدَاءً َأ ْو عَ ْن اْلوَا ِجبِ فِي ال ّذ ّمةِ ‪ ,‬وَفَ ّرقَ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ َبيْنَ مَا‬ ‫فَ ْر َ‬
‫ك َغيْ َر ُه ِبغَيْرِ إ ْذنِهِ َفقَا َل ِعنْدَ‬
‫شتَرَطُ َلهَا ِنّيةُ الْمَالِ ِ‬
‫وَ َجبَ فِي ال ّذ ّم ِة َوغَيْ ِرهِ ‪ .‬وَقَالَ ‪ :‬الْ ُم َعّيَنةُ َعْنهَا فِي ال ّذ ّم ِة يُ ْ‬
‫جزِئُ َذبْ ُح غَيْ ِرهِ َلهَا ِب َغيْرِ إ ْذنِهِ َفَيضْمَنُ‬
‫ال ّذبْحِ ‪ :‬فَلَا يُ ْ‬
‫‪541‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْحرَمَ َوفِي َيدِهِ الْ ُمشَا َه َدةِ صَ ْيدٌ َفأَطْ َل َقهُ الْقَاضِي وَالْأَ ْكثَرُونَ لَا َيضْمَنُ ; ِلَأنّهُ َفعَ َل اْلوَا ِجبَ‬
‫عََليْهِ َكمَا َلوْ أَدّى َعنْهُ َدْينَهُ فِي هَذَا الْحَا ِل وَفِي الْ ُمْبهِجِ لِلشّيَازِيّ َأنّهُ لَا َيضْمَنُ ; ِلأَنّ مِ ْلكَهُ لَ ْم َيزُ ْل َعنْهُ‬
‫صِبيّ َفلَا‬
‫ب الضّمَانَ َف ُهوَ َك َقتْلِهِ الّلهُمّ إلّا أَ ْن َيكُونَ الْمُ ْرسِلُ حَا ِكمًا َأوْ وَِليّ َ‬ ‫ف يُو ِج ُ‬ ‫َوإِ ْرسَا ُل الْ َغيْ ِر إتْلَا ٌ‬
‫ش َو ُهوَ الْ َمْنصُوصُ ‪َ ,‬أمّا‬ ‫ب [ عََليْهِ ] إ ْرسَالُ ُه َوإِلْحَاقُ ُه بِاْلوَ ْح ِ‬
‫ج ُ‬
‫ضَمَانَ لِ ْلوِلَاَي ِة َوهَذَا كُلّ ُه ِبنَا ًء عَلَى َقوْلِنَا يَ ِ‬
‫جرّدِ وَابْ ُن عَقِيلٍ فِي بَابِ‬ ‫إنْ قُ ْلنَا يَجُوزُ لَ ُه َنقْلُ يَ ِدهِ إلَى َغيْ ِر ِه بِِإعَا َرةٍ َأوْ إيدَاعٍ كَمَا قَالَهُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫ب ِب َغيْ ِر إشْكَالٍ ‪.‬‬ ‫الْعَا ِرّيةِ فَالضّمَا ُن وَاجِ ٌ‬
‫‪542‬‬
‫صدّقَ ِبهِ َع ْنهُ غَ ْي ُرهُ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬لَا ضَمَانَ عََليْهِ‬
‫ص َدقَ َة بِمَالٍ ُمعَّينٍ فَتَ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َنذَرَ ال ّ‬
‫خطّابِ فِي انِْتصَا ِرهِ َسوَاءٌ قِي َل ِب َزوَالِ ِم ْلكِهِ َأ ْو امِْتنَاعِ الِْإبْدَالِ كَمَا [ َل ْو ]‬ ‫حّيةِ َو ُهوَ ا ْختِيَارُ َأبِي الْ َ‬
‫كَاْلأُضْ ِ‬
‫ك الثّانِي ‪:‬‬ ‫حّيةِ [ فِي ذَلِ َ‬ ‫ق بَيْنَ الدّرَاهِ ِم الْ َمنْذُو َرةِ َوبَيْ َن اْلأُضْ ِ‬‫ا ْختَا َرهُ َأ ْو ِبَبقَاءِ الْمِلْكِ وَ َجوَازِ الِْإبْدَالِ إذْ لَا َف ْر َ‬
‫حّيةِ ] ‪ .‬لَا ِسيّمَا وَالْ َمنْقُولُ لَا َيتَ َعيّنُ‬ ‫ق َبْينَهُ َوَبيْ َن الْأُضْ ِ‬
‫شكِ ُل الْفَ ْر ُ‬‫الضّمَا ُن َو ُهوَ َقوْلُ اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ َويُ ْ‬
‫حّيةَ إنّمَا يَجُوزُ‬ ‫ق ‪ :‬إ ّن الْأُضْ ِ‬ ‫حَيوَانِ ‪ ,‬وَقَ ْد ُيقَالُ فِي الْفَ ْر ِ‬ ‫ف الْ َ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫بِالتّ ْعيِيِ فِي الْ ُعقُو ِد عَلَى إحْدَى ال ّروَاَيَتيْنِ بِ ِ‬
‫ق بَِأنّ النّذْرَ‬
‫خيْ ٍر ِمْنهَا وَالّنقُو ُد ُمتَسَاوَِي ٌة غَاِلبًا َفلَا َم ْعنَى لِِإبْدَاِلهَا ‪ ,‬وََقدْ َأشَارَ الْقَاضِي إلَى اْلفَ ْر ِ‬ ‫إبْدَاُلهَا بِ َ‬
‫حّيةِ‬‫حتَاجُ إ ْخرَاجُهُ إلَى ِنّيةٍ كَالزّكَاةِ َوهَذَا مَ ْمنُوعٌ بَلْ نَقُولُ فِي نَذْ ِر الصّدََق ِة بِالْ ُم َعيّنِ مَا َنقُولُ فِي الْأُضْ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫الْ ُمعَّيَنةِ ‪.‬‬
‫‪543‬‬
‫َوَأمّا إذَا َأدّى غَ ْي ُرهُ َزكَاَتهُ اْلوَاجَِبةَ ِمنْ مَالِهِ أَوْ َنذْ َرهُ اْلوَاجِبَ فِي ال ّذ ّمةِ َأوْ َكفّا َرَتهُ ِمنْ مَاِلهِ ِبغَ ْيرِ إذِْنهِ‬
‫ت الّنّيةِ الْ ُم ْعَتبَ َرةِ مِنْهُ‬
‫سقُطُ بِهِ َف ْرضُ الْمَالِكِ ِل َفوَا ِ‬ ‫شهُورِ ; ِلأَنّهُ لَا يَ ْ‬‫َحْيثُ لَا وِلَاَيةَ لَ ُه عََليْهِ فَِإنّهُ يَضْمَنُ فِي الْمَ ْ‬
‫ف اْل ُفضُوِليّ [ ِبهَا ] ‪َ .‬وهَذَا الّذِي‬ ‫ب ُنفُو َذ ُه بِالْإِجَا َز ِة مِ ْن ُنفُو ِذ َتصَرّ ِ‬ ‫ج الْأَصْحَا ُ‬ ‫َومِمّ ْن َيقُو ُم َمقَامَهُ ‪ ,‬وَخَرّ َ‬
‫ج عَ ْن الْمَالِكِ َفَأمّا إ ْن َنوَى عَنْ‬ ‫حّي ِة وَالنّذْرِ إنّمَا ُهوَ إذَا َنوَا ُه الْمُخْ ِر ُ‬ ‫ذَ َك ْرنَاهُ فِي الْ ِعبَادَاتِ كَالزّكَا ِة وَالْأُضْ ِ‬
‫حّيةِ‬‫حضٌ َفلَا َيصِ ّح َتصَرّفُهُ ِلنَفْسِ ِه ِبأَدَاءِ الزّكَا ِة وَلَا بِ َذبْ ِح اْلأُضْ ِ‬ ‫صبٌ َم ْ‬ ‫َنفْسِهِ وَكَانَ عَالَمًا بِالْحَالِ َف ُه َو غَا ِ‬
‫ب وَ ْجهًا‬ ‫ج َب ْعضُ اْلأَصْحَا ِ‬ ‫ك ُينَافِي الّتقَرّبَ ‪ .‬وَ َخرّ َ‬ ‫ي وَلَا َغيْ ِرهِمَا ; ِلَأنّهُ وَقَ َع مِنْ أَصْلِ ِه َتعَ ّديًا وَذَلِ َ‬‫وَالْهَدْ ِ‬
‫ضهُمْ ِروَاَيةً فِي الزّكَاةِ وَ َخرّجَهُ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَ ْجهًا فِي الْ ِعتْقِ َلكِنْ إذَا الْتَ َزمَ ضَمَانَهُ فِي مَالِهِ‬ ‫ذَ َك َرهُ َب ْع ُ‬
‫ئ عَ ْن الْمَالِكِ فِي هَ ِذهِ الْحَالِ َأمْ لَا ‪َ ,‬حكَى الْقَاضِي فِي‬ ‫جزِ ُ‬‫ف اْلفُضُوِليّ ‪َ ,‬وهَ ْل يُ ْ‬ ‫َوهَذَا َشبِيهٌ ِبَتصَرّ ِ‬
‫صوَابُ أَنّ ال ّروَايََتيْ ِن َتتَنَزّ ُل عَلَى ا ْختِلَافِ حَاَلَتيْنِ لَا عَلَى ا ْختِلَافِ َقوَْليْنِ َفِإنْ نَوَى‬
‫حّيةِ ِروَاَيتَيْ ِن وَال ّ‬
‫الْأُضْ ِ‬
‫صبِهِ وَا ْستِيلَائِهِ عَلَى مَا ِل اْل َغيْ ِر َوِإتْلَافِهِ‬ ‫سهِ مَعَ عِلْ ِمهِ ِبأَّنهَا أُضْحِّيةُ الْغَ ْيرِ لَ ْم يُ ْ‬
‫جزِئْ ِل َغ ْ‬ ‫الذّابِحُ بِالذّبْحِ َعنْ َن ْف ِ‬
‫ت عَ ْن الْمَالِكِ ‪ .‬وَقَدْ َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى‬ ‫حّيةٌ لِا ْشتِبَا ِههَا عََليْهِ أَ ْج َزأَ ْ‬
‫لَ ُه عُ ْدوَانًا ‪َ ,‬وِإنْ كَا َن يَظُنّ الذّابِحُ َأّنهَا أُضْ ِ‬
‫خلّالُ َف ّرقَ‬
‫الصّو َرَتيْنِ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن اْلقَاسِ ِم َو ِسنْدِيّ ُمفَرّقًا َبيَْنهُمَا ُمصَرّحًا بِالّتعْلِي ِل الْمَذْكُو ِر وَكَذَلِكَ الْ َ‬
‫س ِوَيةُ َبعْدَ ذَلِكَ ‪َ ,‬و َمتَى قِي َل ِبعَ َدمِ الْإِ ْجزَاءِ َف َعلَى الذّابِحِ‬ ‫َبيَْنهُمَا َو َعقَدَ َلهُمَا بَابَيْ ِن ُمْنفَرِ َديْنِ َفلَا َيصِ ّح التّ ْ‬
‫ح ِة الْغَاصِبِ َفضَمَانُ‬
‫ح ِريِ َذبِي َ‬
‫الضّمَانُ َلكِ ْن هَ ْل يَضْ َمنُ أَ ْرشَ ال ّذبْحِ َأوْ كَمَا َل الْقِي َمةِ ؟ َأمّا عَلَى ِروَاَيةِ تَ ْ‬
‫حكْمُ‬
‫شهُورُ َفقَ ْد ُيقَالُ إنْ كَاَنتْ ُم َعّيَنةً عَ ْن وَا ِجبٍ فِي ال ّذ ّمةِ فَ ُ‬
‫ح ّل َوهُوَ الْمَ ْ‬
‫الْقِي َم ِة ُمَتعَيّنٌ ‪َ ,‬وعَلَى الْ َقوْ ِل بِالْ ِ‬
‫هَذَا ال ّذبْحِ ُحكْمُ عَ َطبِهَا َوإِذَا عَ ِطبَتْ َفهَ ْل تَ ْرجِعُ إلَى ِم ْلكِهِ عَلَى ِروَايََتيْنِ فَِإنْ قِي َل ِبرُجُو ِعهَا إلَى مِ ْلكِهِ َف َعلَى‬
‫ص ًة َوإِنْ قِيلَ لَا يَرْ ِجعُ إلَى مِ ْلكِهِ فَال ّذبْحُ حِينَئِ ٍذ بِ َمنْزَِل ِة إتْلَاِفهَا بِاْلكُّلّيةِ َفَيضْمَنُ‬‫ش َن ْقصِ ال ّذبْحِ خَا ّ‬ ‫الذّابِحِ أَ ْر ُ‬
‫حّي ِة َوإِنْ كَاَنتْ‬ ‫ف اْلكُلّ َمصْرِفَ الْأُضْ ِ‬ ‫ك بِاْلقِي َم ِة مَا يَ ْذبَحُ ُه عَ ْن اْلوَا ِجبِ عََليْ ِه َوَيصْرِ ُ‬
‫شتَرِي الْمَالِ ُ‬ ‫الْجَمِي َع َويَ ْ‬
‫حّيةً َأوْ هَ ْديًا َلكِ ْن عَلَى وَجْهٍ لَا‬ ‫ب ِبهَا ‪ .‬وَ َكوُْنهَا أُضْ ِ‬ ‫ك الّتقَرّ َ‬ ‫ت عَلَى الْمَالِ ِ‬ ‫ُمعَّيَنةً اْبتِدَاءً َأ ْو تَ َط ّوعًا َفقَدْ َفوّ َ‬
‫ق بَِلحْ ِمهَا كَاْلعَاطِبِ دُو َن مَحِلّهِ ‪َ ,‬ويَأْخُذَ أَ ْرشَ ال ّذبْ ِح مِنْ الذّابِ ِح َويََتصَ ّدقَ‬ ‫حتَمِلُ أَ ْن َيتَصَ ّد َ‬‫يَلْ َزمُ ُه بَدَُلهَا َفيَ ْ‬
‫ب ِبهَا عَلَى وَجْهٍ لَا َيعُودُ إَليْهِ ِمْنهَا‬ ‫ت عََلْيهَا الّتقَرّ َ‬‫حتَمَلُ َأنْ ُيضَ ّمنَهُ قِي َمَتهَا َو ُهوَ َأ ْظهَرُ ; ِلأَنّهُ َفوّ َ‬ ‫بِهِ ‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫جزِئُ ; ِلَأنّ أَ ْحمَدَ قَالَ فِي ِروَاَيةِ ابْنِ‬ ‫ق الْأَ ْجَنِبيّ اللّحْمَ َفقَا َل اْلأَصْحَابُ لَا يُ ْ‬ ‫َشيْءٌ َف ُهوَ كَِإتْلَاِفهَا َوَأمّا إذَا َف ّر َ‬
‫حمَ قَالُوا َوِإنْ تَِلفَ َفعََليْهِ ضَمَانُ‬
‫ضحِّيةَ الْآ َخرِ َيعْتَ ِقدُ َأّنهُمَا يََترَادّانِ اللّ ْ‬
‫َمنْصُورٍ فِيمَا إذَا َذبَحَ ُك ّل وَا ِحدٍ أُ ْ‬
‫ستْ وَا ِجَب ًة عَلَى الْمَالِكِ بِدَلِيلِ مَا َلوْ‬
‫قِي َمتِهِ َوَأبْدَى ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ ا ْحتِمَالًا بِالْإِ ْجزَاءِ ; ِلأَ ّن التّفْرَِقةَ َليْ َ‬
‫سرَِقتْ ‪َ ,‬ويَشْهَدُ لَهُ َقوْلُ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ الْمَرّوذِيّ َوغَيْ ِرهِ فِي َر ُجلٍ اشَْترَى ِلقَوْمٍ ُنسُكًا فَاشَْترَى‬
‫حهَا فَ ُ‬
‫َذبَ َ‬
‫ف َه ِذهِ ِم ْن هَ ِذهِ ‪ ,‬قَالَ ‪َ :‬يتَرَا َ‬
‫ضيَانِ َوَيتَحَالّانِ وَلَا َبأْسَ أَ ْن َيأْخُذَ كُ ّل وَاحِدٍ‬ ‫لِ ُك ّل وَا ِحدٍ شَاةً ُثمّ َلمْ يَ ْعرِ ْ‬
‫جزْ‬ ‫ئ وََلوْلَا ذَلِكَ لَ ْم تَ ُ‬
‫جزِ ُ‬‫شَاةً َبعْ َد التّحْلِيلِ فَ َد ّل عَلَى َأ ّن الّتفْرِيقَ إذَا وَقَ َع مِ ْن َغيْرِ َقصْ ٍد وَلَا َتعَمّدٍ َأنّ ُه يُ ْ‬
‫شتَِب َهةِ ‪ ,‬وَقَ ْد َيكُونُ عَنْ وَا ِجبٍ فِي ال ّذ ّمةِ َويُحْ َملُ َقوْلُ ُه يَتَرَادّانِ اللّحْمَ مَ َع َبقَائِهِ‬ ‫حّيةِ الْمُ ْ‬
‫حَي ُة ِبهَ ِذهِ اْلأُضْ ِ‬
‫الّتضْ ِ‬
‫‪.‬‬
‫‪544‬‬
‫حقّ ُه ُم َعيّنًا‬
‫ستَ ِ‬‫حقّهِ فَِإنْ كَانَ مُ ْ‬ ‫ستَ ِ‬
‫الْقِسْ ُم الثّانِي ‪َ :‬أنْ َيكُو َن اْلوَا ِجبُ أَدَا ُؤهُ َغيْ َر مَ ْملُوكٍ لَهُ َفأَدّاهُ اْل َغيْرُ إلَى مُ ْ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬مْنهَا )‬ ‫حتَ ذَلِ َ‬ ‫ج َت ْ‬‫ضمَانَ َوِإنْ لَ ْم َيكُنْ ُم َعّينًا َففِي الْإِجْزَاءِ ِخلَافٌ ‪َ ,‬وَينْدَرِ ُ‬ ‫ئ وَلَا َ‬ ‫فَِإنّهُ يُجْزِ ُ‬
‫ت وَلَا ضَمَانَ ‪.‬‬ ‫الْ َمغْصُوبُ وَالْ َودَائِعُ إذَا َأدّاهَا أَجْنَِبيّ إلَى الْمَالِكِ أَجْ َزأَ ْ‬
‫‪545‬‬
‫حرِمُ صَ ْيدًا فِي إ ْحرَا ِم ِه َفأَرْسَ َلهُ غَ ْي ُر ُه ِمنْ َي ِدهِ َفلَا ضَمَانَ ‪.‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا اصْطَا َد الْمُ ْ‬
‫‪546‬‬
‫ح ّق مُعَّينٍ لَ ْم َيضْمَ ْن َووََق َعتْ َموِْق َعهَا ‪ ,‬وَكَذَا َلوْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) [ إذَا ] َدفَ َع أَجْنَِبيّ عَيْنًا مُوصًى ِبهَا إلَى ُمسْتَ ِ‬
‫صيّ ُة بِمَا ٍل َغيْ ِر ُم َعيّ ٍن بَ ْل ُمقَدّ ٍر َوِإنْ كَاَنتْ ِل َغيْ ِر ُم َعيّنٍ َففِي الضّمَانِ وَ ْجهَا ِن َوَنصّ أَ ْحمَدُ فِي‬ ‫ت اْلوَ ِ‬ ‫كَانَ ْ‬
‫ع يَدَْف ُعهَا إلَى الْمُوصَى لَ ُه وَاْلوَ َرَثةُ قِيلَ لَهُ ‪َ :‬فِإنْ‬
‫ِروَايَةِ َحنْبَلٍ فِيمَنْ بِيَ ِد ِه وَدِي َع ٌة وَصّى ِبهَا الْ ُم َعيّنُ َأ ّن الْمُو ِد َ‬
‫دََف َعهَا إلَى الْمُوصَى لَ ُه َيضْمَنُ ؟ قَالَ ‪ :‬أَخَافُ ‪ ,‬قِيلَ لَهُ ‪َ :‬فُيعْطِي ِه اْلقَاضِي ؟ قَالَ ‪ :‬لَا وََلكِ ْن يَدَْفعُهُ إلَْيهِمْ ‪.‬‬
‫صّيةُ ظَاهِرًا ‪ ,‬وَصَرّحَ‬ ‫حمُو ٌل عَلَى َأنّهُ لَمْ تَْثُبتْ اْلوَ ِ‬
‫ضمَانَهُ بِالدّ ْفعِ إلَى الْمُوصِي َوهَذَا مَ ْ‬ ‫َونَصّ فِي ِروَاَيةِ ُمهَنّا َ‬
‫خيّرًا فِي دَ ْفعِهِ إلَى الْوَ َرَث ِة وَالْمُوصَى لَهُ ;‬ ‫الْأَصْحَابُ بَِأنّهُ َلوْ كَا َن عََليْهِ َديْنٌ َفوَصّى بِهِ صَا ِحبُهُ لِ ُم َعيّنٍ كَانَ مُ َ‬
‫حقّهِ الْ ُمعَيّ ِن مَعَ‬
‫ستَ ِ‬
‫ِلأَنّهُ صَارَ َحقّا لَهُ َف ُهوَ كَاْلوَارِثِ الْ ُم َعيّ ِن َوعَلَى هَذَا َيتَخَرّجُ دَ ْف ُع مَا ِل اْلوَقْفِ إلَى مُ ْ‬
‫وُجُو ِد النّاظِرِ فِيهِ ‪.‬‬
‫‪547‬‬
‫ف مَاِلكَهُ وََل ِكنّهُ غَاِئبٌ يُ ْرجَى ُقدُومُهُ ‪,‬‬ ‫سعُونَ ) ‪ :‬مَ ْن ِبيَ ِد ِه مَالٌ َأوْ فِي ِذ ّمتِهِ َديْ ٌن َيعْرِ ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِب َع ُة وَالتّ ْ‬
‫ص عََليْهِ فِي َموَاضِعَ ‪,‬‬ ‫فََلْيسَ لَ ُه الّتصَرّفُ فِي ِه بِدُونِ إ ْذنِ الْحَا ِكمِ إلّا أَ ْن َيكُونَ تَاِفهًا َفلَ ُه الصّدََق ُة بِ ِه َعنْهُ ‪َ ,‬ن ّ‬
‫ج امْ َرَأتُهُ َوُيقَسّ َم مَالُ ُه وََلْيسَ لَ ُه وَارِثٌ‬
‫ضتْ مُ ّدٌة يَجُوزُ فِيهَا َأنْ ُت َزوّ َ‬ ‫َوإِنْ كَانَ َق ْد آِيسَ مِنْ ُقدُومِهِ ِبَأنْ َم َ‬
‫ج عَلَى وَ ْج َهيْنِ أَصُْل ُهمَا ال ّروَاَيتَانِ فِي ا ْمرََأةِ‬
‫َفهَ ْل يَجُو ُز الّتصَرّفُ فِي مَالِ ِه بِدُونِ إ ْذنِ الْحَاكِمِ ؟ َق ْد َيتَخَرّ ُ‬
‫ج ِبدُونِ الْحَا ِكمِ أَ ْم لَا ؟ فِي ِروَاَيةِ صَاِلحٍ َجوَا ُز الّتصَ ّد ِ‬
‫ق بِهِ وَلَ ْم ُيعَيّنْ حَاكِمًا ‪َ .‬وِإنْ لَمْ‬ ‫الْ َمفْقُودِ َه ْل تََتزَوّ ُ‬
‫ط الضّمَانِ بِدُونِ إ ْذ ِن الْحَاكِمِ َقوْلًا وَاحِدًا عَلَى أَصَحّ‬ ‫ف مَاِلكَهُ بَلْ َجهِلَ جَازَ الّتصَ ّدقُ بِهِ َعنْهُ لِشَرْ ِ‬ ‫َيعْرِ ْ‬
‫جرّدِ‬‫الطّرِي َقيْنِ َوعَلَى الثّاِنَيةِ فِيهِ ِروَاَيتَانِ َوهِ َي طَرِي َقةُ اْلقَاضِي فِي ِكتَابِ ال ّروَاَيَتيْنِ وَفِي َموْضِ ٍع مِنْ الْمُ َ‬
‫ج عَلَى هَ ِذ ِه الْقَاعِ َدةِ‬
‫خرّ ُ‬
‫ف عَلَى إ ْذ ِن الْحَاكِ ِم وَاْلأُولَى أَصَحّ َويَتَ َ‬‫ف الّتصَرّ ِ‬ ‫وَجَ َزمَ فِي َموْضِعٍ آ َخ َر ِمنْهُ ِبَتوَقّ ِ‬
‫خشَى َفسَادُهَا إذَا أَرَادَ‬
‫ص َد َقةَ ِبهَا َأوْ الّتِي يُ ْ‬
‫مَسَائِلُ ‪ِ ( .‬منْهَا ) الّلقَ َطةُ الّتِي لَا تُمْ َلكُ إذَا َأ ّخرْنَا ال ّ‬
‫التّصَدّقَ ِبهَا فَالْ َمْنصُوصُ َجوَا ُز الصّدََق ِة ِبهَا مِ ْن َغيْرِ حَاكِمٍ وَذَكَرَ َأبُو الْخَطّابِ ِروَاَيةً أُخْرَى َأنّ ُه إنْ كَانَ‬
‫ق بِهِ َوِإنْ كَانَ َكثِيًا رََفعَهُ إلَى السّ ْلطَانِ وَقَالَ ‪َ :‬نقََلهَا ُمهَنّا ‪ ,‬وَ ِروَاَيةُ ُم َهنّا إنّمَا هِيَ فِي َمنْ‬
‫يَسِيًا بَاعَهُ َوَتصَ ّد َ‬
‫ضهِ َو َخشِ َي الْبَائِعُ َفسَا َدهُ َوهَذَا مِمّا لَ ُه مَالِ ٌ‬
‫ك َمعْرُوفٌ‬ ‫بَاعَ مِنْ َر ُجلٍ شَيْئًا ثُمّ مَاتَ الْ ُمشَْترِي قَ ْبلَ قَبْ ِ‬
‫جدُ الدّينِ رَ ِحمَهُ اللّهُ ‪.‬‬‫سأََلةَ ‪َ ,‬نبّ َه عَلَى ذَلِكَ الشّيْخُ مَ ْ‬ ‫ت الْمَ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ع عَلَى َمعْرَِفةِ وَ َرثَتِهِ فََليْ َ‬
‫َويُ ْمكِنُ الِاطّلَا ُ‬
‫‪548‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) ال ّلقِيطُ إذَا وُ ِج َد َمعَهُ مَالٌ فَِإنّهُ يُْنفَ ُق عََليْ ِه ِمنْهُ بِدُونِ إ ْذنِ حَاكِمٍ ذَكَ َرهُ ابْنُ حَامِدٍ قَالَ َأبُو‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ ‪:‬‬ ‫الْخَطّابِ وَ َروَى َعنْهُ َأبُو الْحَارِثِ مَا يَدُ ّل عَلَى َأنّهُ لَا ُيْنفَ ُق عََليْهِ إلّا بِإِ ْذنِ حَا ِكمٍ ‪ ,‬قَالَ ال ّ‬
‫ع َوَأهْلِهِ فِي َغْيبَتِهِ إلّا بِإِ ْذنِ الْحَاكِمِ‬
‫سَتوْ ِد َ‬
‫َوهَ ِذهِ ال ّروَاَيةُ إنّمَا ِهيَ فِي الْمُو َدعِ َأنّهُ لَا يُْنفِ ُق عَلَى َزوْجِ ِه الْمُ ْ‬
‫سبِ َأبُوهُ غَاِئبٌ‬‫ف النّ َ‬ ‫وََلْيسَ هَذَا نَظِيُ مَسْأََلِتنَا ; ِلأَ ّن اْلوِلَاَي َة هُنَا عَلَى َمعْرُوفٍ َفنَظِ ُيهُ مَ ْن وَ َج َد ِطفْلًا َمعْرُو َ‬
‫‪.‬‬
‫‪549‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) الرّهُونُ الّتِي لَا ُت ْعرَفُ أَهْ ُلهَا َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى َجوَا ِز الصّدََقةِ ِبهَا فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَاِلبٍ َوَأبِي‬
‫الْحَارِثِ َو َغيْ ِرهِمَا َوتََأوّلَهُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ وَابْ ِن َعقِيلٍ عَلَى َأنّهُ َتعَذّرَ إ ْذنُ الْحَا ِكمِ لِمَا َروَى َعنْهُ َأبُو‬
‫ب وَخَافَ فَسَا َد ُه يَ ْأتِي السّلْطَانَ ِلَيأْمُرَ بَِبْيعِهِ وَلَا َيبِيعُهُ ِب َغيْرِ‬
‫طَالِبٍ َأيْضًا إذَا كَانَ ِعنْ َدهُ َرهْ ٌن وَصَا ِحبُ ُه غَائِ ٌ‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ َو َغيْ ُرهُ َوأََقرّوا النّصُوصَ عَلَى وُجُو ِههَا فَِإنْ كَا َن الْمَالِكُ‬ ‫إ ْذنِ السّلْطَانِ َوَأْنكَرَ ذَلِكَ ال ّ‬
‫َمعْرُوفًا َلكِنّ ُه غَائِبٌ رََفعَ َأمْ َرهُ إلَى السّلْطَانِ َوِإنْ َجهِلَ جَا َز التّصَرّفُ فِي ِه بِدُونِ حَاكِ ٍم َوِإنْ عَِلمَ صَا ِحبُهُ‬
‫َلكِنّ ُه آِيسٌ مِنْ ُه َتصَ ّدقَ بِهِ َعنْهُ ‪َ .‬نصّ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ َأبِي الْحَارِثِ ‪.‬‬
‫‪550‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) اْلوَدَائِعُ الّتِي جُ ِه َل مَاِل ُكهَا يَجُو ُز التّصَرّفُ فِيهَا بِدُونِ حَاكِمٍ َنصّ عََليْهِ وَكَذَلِ َ‬
‫ك إنْ ُفقِ َد وَلَمْ‬
‫حتَ ِملُ‬‫جرّدِ َفيَ ْ‬ ‫ص عََليْهِ وَلَ ْم َيعَْتبِرْ حَاكِمًا قَالَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫ق بِهِ َن ّ‬‫يُطّلَ ْع عَلَى َخَب ِرهِ وََلْيسَ لَ ُه وَ َرَثةٌ َيَتصَ ّد ُ‬
‫حمَ َل ِعنْدَ تَعَذّرِ إ ْذنِ الْحَاكِمِ ; ِلأَنّ هَذَا‬ ‫حتَمَلُ أَ ْن يُ ْ‬
‫حمِ َل عَلَى إطْلَاقِهِ ; ِلَأنّهُ مِنْ ِفعْ ِل الْ َمعْرُوفِ َويُ ْ‬ ‫أَ ْن يَ ْ‬
‫الْمَا َل َمصْرِفُهُ إلَى َبْيتِ الْمَالِ َوتَفْرَِق ُة مَا ِل َبْيتِ الْمَا ِل َموْكُوَلةٌ إلَى ا ْجِتهَا ِد الِْإمَامِ ‪ .‬اْنَتهَى وَالصّحِيحُ‬
‫حفَظُ فِيهِ الْمَالُ الضّائِعُ فَإِذَا َأِيسَ مِنْ‬ ‫شهُورِ َوإِنّمَا ُي ْ‬ ‫ث عَلَى الْمَ ْذ َهبِ الْمَ ْ‬ ‫س ِبوَارِ ٍ‬ ‫ت الْمَالِ َلْي َ‬ ‫ق َوَبيْ ُ‬‫الْإِطْلَا ُ‬
‫حصُ ُل بِالصّدََق ِة بِهِ عَنْ ُه َو ُهوَ َأوْلَى‬ ‫ك تَ ْ‬ ‫ح ِة الْمَالِ ِ‬
‫ظ َو َمقْصُو ُد الصّرْفِ فِي َمصْلَ َ‬ ‫حفْ ِ‬ ‫وُجُودِ صَا ِحبِهِ فَلَا َم ْعنَى لِ ْل ِ‬
‫ت الْمَالِ إلَى َغيْ ِر َمصْرِفِ ِه َوَأْيضًا فَاْل ُفقَرَاءُ‬ ‫ف عَنْ فَسَا ِد َبيْ ِ‬ ‫صرَ َ‬‫ت الْمَالِ ; ِلأَنّهُ ُربّمَا َ‬ ‫مِ ْن الصّ ْرفِ إلَى َبيْ ِ‬
‫ت الْمَالِ فَِإذَا وَصَلَ َلهُ ْم هَذَا الْمَا ُل عَلَى َغيْ ِر يَ ِد الِْإمَامِ َفقَدْ َحصَ َل الْ َم ْقصُودُ ‪ ,‬وَِلهَذَا‬ ‫حقّو َن مِ ْن مَا ِل َبيْ ِ‬‫ستَ ِ‬‫مُ ْ‬
‫صّيةَ وَكَاَنتْ ِلغَيْرِ ُمعَيّنٍ كَاْل ُفقَرَاءِ فَِإّنهَا َتقَ ُع الْ َموْقِعَ ‪ ,‬وَلَا‬‫ق اْلأَ ْجنَِبيّ اْلوَ ِ‬
‫قُ ْلنَا عَلَى أَحَ ِد اْلوَ ْج َهيْنِ إذَا فَ ّر َ‬
‫ص َدقَةَ ِمنْ َيدِ َمنْ‬
‫صّيةُ لِ ُم َعيّنٍ ‪َ ,‬وعَلَى هَذَا اْلأَصْ ِل َيتَخَرّجُ َجوَازُ َأ ْخذِ الْ ُف َقرَا ِء ال ّ‬
‫َيضْمَنُ كَمَا َلوْ كَاَنتْ اْلوَ ِ‬
‫جوَا ِزهِ َونَصّ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ صَالِحٍ فِيمَنْ كَانَتْ عِ ْن َدهُ َودَائِعُ‬
‫ع ال ّطرِيقِ َوأَفْتَى الْقَاضِي بِ َ‬
‫مَاُلهُ َحرَامٌ َكقُطّا ِ‬
‫ت وَ ُج ِهلَ َرّبهَا وََأيِسَ ِمنْ الِاطّلَاعِ عَلَ ْيهِ َيَتصَ ّدقُ ِبهَا َعنْهُ اْلوَكِيلُ َووَ َرَثةُ الْ ُموَكّلِ‬
‫َفوَكّلَ فِي َدفْ ِعهَا ُثمّ مَا َ‬
‫فِي اْلبَلَ ِد الّذِي كَانَ صَا ِحُبهَا فِيهِ َحْيثُ َي َروْنَ َأنّهُ كَانَ ‪َ ,‬وهُمْ ضَا ِمنُونَ إذَا َظهَرَ لَ ُه وَارِثٌ ‪ ,‬وَا ْعتِبَا ُر‬
‫ب وَفِي مَالِ الشّْب َه ِة وَا ْحتَ ّج بَِأنّ‬ ‫جهْ ِل بِهِ ‪ ,‬وَقَدْ َنصّ عَلَى ِمثْلِهِ فِي اْل َغصْ ِ‬ ‫ك مَ َع الْ َ‬
‫الصّدََقةِ فِي َموْضِ ِع الْمَالِ ِ‬
‫ج ِة ِمنْهُ أَ ّن اْلغُ ْرمَ لَمّا ا ْخَتصّ ِبَأهْلِ‬‫عُمَرَ َجعَلَ ال ّدَيةَ عَلَى َأهْلِ اْلقَ ْرَيةِ ( َي ْعنِي إذَا ُجهِ َل اْلقَاتِلَ ) َووَجْ ُه الْحُ ّ‬
‫خلُو الْ َمكَانُ [ ِمْنهُ ْم ]‬ ‫خَتصّيْ ِن بِاْلغُ ْرمِ لَا يَ ْ‬
‫الْ َمكَا ِن الّذِي فِيهِ الْجَانِي ; ِلَأنّ الظّاهِرَ َأ ّن الْجَانِيَ َأ ْو عَاقَِلتَهُ الْ ُم ْ‬
‫ص بَِأهْ ِل َمكَانِهِ ; ِلَأنّهُ أَقْرَبُ إلَى وُصُو ِل الْمَالِ إلَيْهِ‬ ‫خَت ّ‬ ‫جهُو ِل مَاِلكُهُ َيْنَبغِي َأنْ يَ ْ‬ ‫َفكَذَلِكَ الصّدََق ُة بِالْمَا ِل الْمَ ْ‬
‫ك اْلفُقَرَاءُ ; ِلَأّنهَا صَدََقةٌ كَمَا ُيرَاعَى فِي َموْضِعِ ال ّدَي ِة الْ َغِنيّ‬ ‫إنْ كَانَ َموْجُودًا َأوْ إلَى َو َرثَتِ ِه َويُرَاعَى فِي ذَلِ َ‬
‫‪551‬‬
‫ق ِبهَا أَْيضًا وَقَدْ َنصّ عَلَى ذَلِكَ فِي ِروَاَيةِ جَمَا َع ٍة وَلَ ْم يَذْكُرْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اْلغُصُوبَ الّتِي ُج ِهلَ َرّبهَا َفَيتَصَ ّد ُ‬
‫ستَحَقّ ِلَبيْتِ‬
‫ف ِبنَا ًء عَلَى َأنّ ُه مُ ْ‬
‫خلَا َ‬
‫أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ فِيهِ ِخلَافًا َوطَرَدَ الْقَاضِي فِي ِكتَابِ ال ّروَايََتيْنِ فِيهِ الْ ِ‬
‫ح ِوهِ َنصّ عََليْهِ ‪ .‬وََلوْ مَاتَ الْمَاِلكُ َولَا وَا ِرثَ َلهُ ُيعْ َلمُ َفكَذَلِكَ‬
‫سرُوقِ َونَ ْ‬
‫الْمَا ِل وَكَذَلِكَ ُحكْ ُم الْمَ ْ‬
‫ق بِهِ َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ َأْيضًا ‪.‬‬
‫ُيتَصَ ّد ُ‬
‫‪552‬‬
‫ص عَلَى‬
‫ص عََليْهِ َومَعَ َأنّهُ َن ّ‬
‫ح ّقهَا َن ّ‬
‫ستَ َ‬ ‫ح ّقةُ كَاْلأَعْيَانِ ُيتَصَ ّد ُ‬
‫ق ِبهَا عَنْ مُ ْ‬ ‫َتنْبِيهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬الدّيُو ُن الْ ُمسْتَ َ‬
‫صدّقْ عَنّي بِال ّديْنِ اّلذِي لِي عَلَ ْيكَ لَ ْم َيبْ َرْأ بِالصّدََقةِ َعنْهُ ‪ ,‬وََلوْ وَكّلَهُ فِي َقْبضِ ِه مِنْ‬
‫أَ ّن مَنْ قَالَ ِلغَرِ ِيهِ ‪ :‬تَ َ‬
‫ع مِ ْلكًا لَهُ فَِإنّ ال ّديْنَ لَا يََت َعيّ ُن مِ ْلكُهُ فِيهِ بِدُونِ َقْبضِهِ َأوْ َقْبضِ وَكِيلِ ِه وَفَ ّر َ‬
‫ق‬ ‫َنفْسِهِ َحيْثُ لَ ْم َيَتعَيّ ْن الْمَدْفُو ُ‬
‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ َبيْنَ َأنْ َيكُو َن الْ َم ْأمُو ُر بِالدّ ْفعِ إلَيْ ِه ُم َعيّنًا َأ ْو غَيْرَ ُمعَيّنٍ فَِإنْ كَانَ ُم َعّينًا بَرِئَ بِالدّفْعِ إَليْهِ‬
‫سأَلَ َة عَلَى َبيْعِ اْلوَكِي ِل مِ ْن َنفْسِهِ نَ َظرًا إلَى أَ ّن اْلعِّل َة هِ َي اْلقَْبضُ مِ ْن َنفْسِهِ‬ ‫كَاْلوَكِيلِ وَ َخرّجَ فِي الْ ُمجَرّدِ الْمَ ْ‬
‫ي وَاْلقَْبضِ ‪ ,‬وَقَدْ َأطْلَ َق هَاهُنَا َجوَا َز الصّدََق ِة بِهِ ‪ ,‬فَِإمّا أَ ْن َيكُونَ هَذَا ِروَاَيةً‬ ‫َحْيثُ وَكّلَهُ الْمَالِكُ فِي الّتعْيِ ِ‬
‫جوَا ِز مُطَْلقًا َأ ْو مَحْمُولًا عَلَى حَاَل ِة َتعَذّ ِر وُجُو ِد الْمَالِكِ َأوْ وَكِيلِ ِه َو ُهوَ اْلأَقْرَبُ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َنصّ فِي‬ ‫ثَانَِي ًة بِالْ َ‬
‫ِروَايَةِ َأبِي طَاِلبٍ فِيمَنْ عَلَ ْيهِ َدْينٌ ِل َر ُجلٍ َقدْ مَاتَ وَعَلَ ْيهِ ُديُونٌ لِلنّاسِ َفقَضَى عَ ْن ُه دِيَنهُ بِال ّدْينِ الّذِي عَلَ ْيهِ‬
‫َأنّهُ َيبْ َرُأ بِهِ فِي اْلبَاطِنِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬إذَا أَرَادَ َمنْ بَِي ِدهِ َع ْينٌ ُج ِهلَ َرّبهَا أَنْ يَتَمَ ّل َكهَا َويَتَصَدّقَ ‪ِ ,‬بقِيمَِتهَا َعنْ‬
‫ف لَهُ‬
‫ع مَا لَا يَمْ ِلكُ َولَا َي ْعرِ ُ‬
‫جوَازَ فِي َمنْ اشَْترَى آ ُجرّا وَعَ ِلمَ أَنّ الْبَائِ َع بَا َ‬
‫مَاِلكِهَا َفَنقَلَ صَاِلحٌ عَنْ َأبِي ِه الْ َ‬
‫ف مِنْ َجوَازِ‬
‫خرّجُ فِي ِه الْخِلَا ُ‬
‫ج َو مِ ْن إثْمِهِ ‪ ,‬وَقَ ْد َيتَ َ‬
‫ق بِهِ َأنْ َينْ ُ‬ ‫أَ ْربَابًا أَرْجُو َأنْ يُ ْ‬
‫خرِجَ قِي َمةَ الْآجُرّ َفَيتَصَ ّد َ‬
‫شهَدُ لَهُ ا ْختِلَافُ ال ّروَاَيةِ َعنْهُ فِيمَنْ لَهُ َديْ ٌن َو ِعنْ َدهُ َرهْ ٌن وَاْنقَطَعَ َخَبرُ صَا ِحبِ ِه‬ ‫شِرَا ِء الّتوْكِيلِ مِنْ نَفْسِ ِه َويَ ْ‬
‫ق بِهِ كُلّهِ ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ ; ِلأَنّ فِي ِه اسْتِيفَاءً‬ ‫سَتوْفِيَ َديْنَ ُه ِمنْهُ َوَيَتصَ ّدقَ بِاْلفَاضِلِ َأ ْم َيتَصَ ّد َ‬‫َوبَاعَ ُه هَلْ لَهُ َأنْ يَ ْ‬
‫ت يَ ِدهِ وَا ْختَارَ ابْ ُن َعقِيلٍ َجوَا َزهُ مُ ْطَلقًا وَخَرّجَ ُه مِ ْن َبيْ ِع الْوَكِي ِل مِ ْن َنفْسِهِ َومِنْ‬ ‫ح َ‬ ‫لِ ْلحَ ّق ِبنَفْسِ ِه مِ ْن تَ ْ‬
‫َموَاضِعَ أُ َخرَ ‪.‬‬
‫‪553‬‬
‫ص َفةِ إذَا ُجهِلَ َربّهُ وَلَ ْم َيثُْبتْ عََليْ ِه يَدٌ‬ ‫ص َفهُ دُِفعَ إلَيْ ِه بِال ّ‬
‫سعُونَ ) ‪ :‬مَنْ ادّعَى شَيْئًا وَوَ َ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ وَالتّ ْ‬
‫ص ِفهَا َن ّ‬
‫ص‬ ‫جبُ دَ ْف ُعهَا إلَى وَا ِ‬ ‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬منْهَا ) الّلقَ َط ُة يَ ِ‬ ‫ج عَلَى ذَلِ َ‬ ‫خرّ ُ‬‫مِنْ ِج َه ِة مَاِلكِهِ َوإِلّا فَلَا ‪َ .‬ويَتَ َ‬
‫صفَاتِ وَا ْقَتصَ َر الْآخَرُ‬‫ع َبْينَهُمَا ‪َ ,‬وإِ ْن اسَْت ْقصَى أَحَ ُدهُمَا ال ّ‬ ‫ص َفهَا اثْنَانِ َف ِهيَ َلهُمَا ‪ ,‬وَقِيلَ ‪ُ :‬يقْ َر ُ‬ ‫عََليْهِ َوِإنْ وَ َ‬
‫خ وَالّنتَاجِ ذَ َك َرهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي‬
‫جزِئُ الدّفْعَ َفوَ ْجهَانِ يُخَرّجَانِ مِ ْن التّرْجِيحِ بِالْفِسَا ِ‬ ‫عَلَى اْلقَدْ ِر الّذِي يُ ْ‬
‫ُمفْرَدَاتِهِ ‪.‬‬
‫‪554‬‬
‫ح ِوهِمْ‬
‫ص وَقُطّاعِ الطّرِي ِق َونَ ْ‬ ‫سرُو َقةُ كَالْ َم ْوجُو َدةِ مَعَ الّلصُو ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اْلأَ ْموَا ُل الْ َمغْصُوَبةُ وَالْمَ ْنهُوَبةُ وَالْ َم ْ‬
‫يُ ْكَتفَى فِيهَا بِالصّ َفةِ ‪.‬‬
‫‪555‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َتدَاعِي الْ ُمؤَ ّج ِر وَالْ ُمسَْت ْأجِ ِر َدفْنًا فِي الدّارِ َف ُهوَ ِلوَا ِ‬
‫صفِهِ ِمْنهُمَا َنصّ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ اْل َفضْلِ بْنِ‬
‫ِزيَادٍ‬
‫‪556‬‬
‫س فِي َيدِ أَ َح ِدهِمَا فَمَ ْن وَ َ‬
‫صفَ ُه ِمْنهُمَا َف ُهوَ أَحَ ّق بِهِ ‪.‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) ال ّلقِيطُ إذَا تَنَازَعَ اثْنَانِ أَّيهُمَا الْتَقَ َطهُ وَلَيْ َ‬
‫‪557‬‬
‫حوِ ِه مِمّا يَ ُد ّل عَلَى َأنّهُ لَهُ ‪,‬‬
‫حقّ ُه بِاْلوَصْفِ َونَ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ وَ َجدَ مَاَلهُ فِي الْغَنِي َمةِ قَ ْبلَ اْل ِقسْ َمةِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬
‫ستَ ِ‬
‫ك َبيَّنةً ؟ قَالَ ‪ :‬لَا بُ ّد مِ ْن َبيَانٍ يَ ُد ّل عَلَى َأنّهُ‬ ‫َوهَذَا ظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ َحنْبَلٍ َو ُسئِلَ َأتَزِي ُد عَلَى ذَلِ َ‬
‫ضيَ اللّ ُه َعنْهُ فِيهَا بِاْلعَلَا َمةِ‬
‫لَ ُه َوإِ ْن عَلِمَ ذَلِكَ دََفعَهُ إَليْهِ الَْأمِيُ اْنَتهَى ‪ ,‬وَقَدْ َقضَى َسعْ ُد بْنُ َأبِي وَقّاصٍ َر ِ‬
‫ضةِ ‪.‬‬
‫حَ‬ ‫الْمَ ْ‬
‫‪558‬‬
‫ع بِ ِه مِ ْن الَْأ ْعيَا ِن وَلَا ضَ َررَ فِي بَذْلِهِ ِلَتيْسِ ِيهِ‬
‫سعُونَ ) ‪ :‬مَا تَ ْد ُعوَا الْحَا َجةُ إلَى الِاْنِتفَا ِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِس َعةُ وَالتّ ْ‬
‫حتَ ذَلِكَ‬ ‫ج تَ ْ‬
‫ب بَذْلُ ُه مَجّانًا ِب َغيْ ِر ِعوَضٍ فِي الَْأ ْظهَرِ َويَنْدَ ِر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫حتَاجِ إَليْهَا يَ ِ‬‫وَ َكثْ َرةِ وُجُو ِدهِ َأ ْو الْ َمنَافِ ِع الْمُ ْ‬
‫مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬منْهَا ) اْل ِهرّ لَا يَجُو ُز بَ ْي ُعهُ عَلَى أَصَحّ ال ّروَاَيَتيْنِ َوَثَبتَ فِي صَحِيحِ مُسِْلمٍ الّن ْهيُ َعنْهُ ‪َ .‬ومَأْ َخذُ‬
‫الْ َمنْ ِع مَا ذَكَ ْرنَا ‪.‬‬
‫‪559‬‬
‫ض ِل مِ ْنهُ لِلْمُحْتَاجِ إلَى الشّرْ ِ‬
‫ب وَا ِسقَاءِ َبهَائِمِ ِه وَكَذَلِكَ‬ ‫ب َبذْ ُل اْلفَا ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) الْمَا ُء الْجَارِي وَاْلكَلَأُ يَجِ ُ‬
‫زُرُوعُ ُه عَلَى الصّحِيحِ َأيْضًا ‪َ ,‬و َسوَاءٌ ُق ْلنَا يَ ْمِلكُهُ مَنْ هُوَ فِي أَرْضِهِ َأمْ لَا وَالصّحِيحُ َأ ّن مَأْ َخ َذ الْ َمنْعِ مِ ْن بَْيعِهِ‬
‫ت النّابَِتةِ فِي‬ ‫جوْزََق ِة الْ ُمبَاحَا ِ‬‫ك اْلأَ ْرضِ فَِإ ّن النّصُوصَ ُمَتكَاثِ َرةٌ عَنْ أَ ْحمَدَ الْ َ‬ ‫مَا ذَكَ ْرنَا لَا َأنّ ُه َغيْ ُر مَمْلُو ٍك بِمِلْ ِ‬
‫ب الْأَ ْرضِ َأنْ‬ ‫شهَدُ لَهُ َأيْضًا مَا َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمنْصُورٍ فِي الّلقّاطِ لَا أَرَى ِلصَا ِح ِ‬ ‫الْأَ ْرضِ ‪َ ,‬ويَ ْ‬
‫يَ ْمَنعَهُ النّاسُ فِيهِ َسوَاءٌ مَعَ َأنّهُ مَ ْملُوكٌ لَ ُه بِلَا إ ْشكَا ٍل وَلَا ُيقَالُ زَا َل مِ ْلكُ ُه عَنْ ُه بِ َمصِ ِيهِ َمْنبُوذًا َم ْرغُوبًا َعنْهُ ;‬
‫ِلأَنّ الْ َمنْ َع وَاْلبَيْ َع ُينَافِي ذَلِكَ ‪.‬‬
‫‪560‬‬
‫خشَبِ عَلَى جِدَا ِر الْجَارِ إذَا لَ ْم َيضُ ّر وَكَذَلِكَ إ ْجرَا ُء الْمَا ِل عَلَى أَرْضِهِ فِي إ ْحدَى‬ ‫ضعُ الْ َ‬‫( َو ِمنْهَا ) وَ ْ‬
‫ال ّروَاَيَتيْنِ ‪.‬‬
‫‪561‬‬
‫ض الْ ُمَتأَخّرِينَ‬
‫ح بِ ِه َبعْ ُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إعَا َر ُة الْحُ ِليّ ظَاهِرُ كَلَامِ أَ ْحمَدَ وَ َجمَا َعةٍ مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫ب وُجُوبُ ُه وَصَرّ َ‬
‫ضهُ ْم وُجُوبَ َبذْلِ الْمَاعُونِ َوهُ َو مَا خَفّ قَدْ ُر ُه َو َسهُلَ كَالدّْلوِ وَاْل َفأْسِ وَاْلقِدْ ِر وَالْ ُمنْخُلِ‬
‫وَا ْختَارَ بَ ْع ُ‬
‫ضرَابِ َو ُهوَ ا ْختِيَارُ الْحَا ِرثِيّ َوإِلَيْ ِه َميْلُ الشّيْ ِخ َت ِقيّ الدّينِ ‪.‬‬
‫حلِ لِل ّ‬
‫وَإِعَا َرةِ اْلفَ ْ‬
‫‪562‬‬
‫حفًا غَيْ َر ُه َنقَلَهُ اْلقَاضِي‬ ‫جبُ عَلَ ْيهِ إعَا َرُتهُ لِ َمنْ ا ْحتَاجَ إلَى اْلقِرَا َءةِ فِي ِه وَلَ ْم يَ ِ‬
‫ج ْد ُمصْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الْمُصْحَفُ تَ ِ‬
‫س ِرقَةِ‬
‫ب عَلّلُوا َقوَْلهُمْ لَا ُيقْطَ ُع ِل َ‬
‫فِي الْجَامِ ِع اْل َكبِيِ َوذَكَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي َكلَامٍ ُمفْرَدٍ لَهُ َأنّ اْلأَصْحَا َ‬
‫الْمُصْحَفِ فَِإنّ لَهُ فِيهِ َح ّق النّ َظرِ لِا ْستِخْرَاجِ أَ ْحكَامِ الشّ ْرعِ إذَا َخ ِفَيتْ عََليْ ِه َوعَلَى صَا ِحبِ ِه بَذْلُهُ كَذَلِكَ قَالَ‬
‫سنَنِ َفِإّنهَا ُمضَ ّمَن ٌة مِ ْن الْأَ ْحكَامِ َأمْثَا ُل‬
‫س ِويَ َة َبيْ َن سَرَِقتِ ِه َوسَرَِقةِ ُكتُبِ ال ّ‬
‫ابْ ُن َعقِيلٍ َوهَذَا َتعْلِي ٌل َي ْقتَضِي التّ ْ‬
‫ب عَلَى‬ ‫حكّا ِم َوأَهْ ِل اْل َفتَاوَى وَا ِج ٌ‬ ‫ذَلِكَ ‪ .‬وَالْحَا َجةُ دَاعَِيةٌ إَلْيهَا َوبَذُْلهَا مِ ْن الْمَحَاوِيجِ إَلْيهَا مِ ْن اْلقُضَاةِ وَالْ ُ‬
‫مَاِلكِهَا انَْتهَى ‪.‬‬
‫‪563‬‬
‫جبُ بَذْلُهُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) ضِيَافَةُ الْمُجْتَازِينَ ‪ .‬الْمَ ْذ َهبُ وُجُوُبهَا َوَأمّا إطْعَا ُم الْ ُمضْطَرّينَ َفوَا ِجبٌ َلكِنْ لَا َي ِ‬
‫مَجّانًا بَ ْل بِاْل ِعوَضِ ‪َ ,‬وَأمّا الْ َمنَافِعُ الْ ُمضْطَرّ إَلْيهَا كَ َمْن َف َعةِ ال ّظهْرِ لِلْ ُمْنقَ ِطعِيَ فِي اْلأَ ْسفَا ِر َوِإعَا َرةِ مَا ُيضْطَرّ‬
‫ب بَذِْلهَا مَجّانًا وَ ْجهَانِ وَا ْخِتيَارُ الشّيْ ِخ َت ِقيّ الدّينِ َأ ّن الْ ُمضْطَرّ إلَى ال ّطعَامِ إنْ كَانَ َفقِيًا‬ ‫إَليْهِ َففِي وُجُو ِ‬
‫ف اْل َغنِيّ فَِإ ّن الْوَا ِجبَ‬
‫وَ َجبَ بَذْلُهُ لَهُ مَجّانًا ; ِلَأنّ إ ْطعَامَهُ فَ ْرضُ ِكفَاَيةٍ لَا َيجُوزُ أَخْ ُذ اْل ِع َوضِ َعنْهُ ِبخِلَا ِ‬
‫ض َطرّ ال ّطعَامَ اّلذِي َأ َخذَ ُه ِمنْ‬
‫ط َوهَذَا حَسَنٌ ‪ ,‬وَ َحكَى الْآمِدِيّ ِروَايَةً َأنّهُ لَا يَضْ َمنُ الْمُ ْ‬
‫ُمعَاوَضَتُهُ َفقَ ْ‬
‫صَاحِبِ ِه َق ْهرًا لِ َمْنعِ ِه إيّاهُ ‪.‬‬
‫‪564‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) ِربَاعُ َم ّكةَ لَا يَجُو ُز بَ ْي ُعهَا وَلَا إجَا َرُتهَا عَلَى الْمَ ْذ َه ِ‬
‫ب الْ َمنْصُوصِ وَا ْختُلِفَ فِي َمأْخَ ِذهِ َفقِيلَ ;‬
‫خلَافُ فِي اْلبَيْ ِع‬ ‫ت وَ ْقفًا َأوْ َفْيئًا َفلَا مِلْكَ فِيهَا ِلأَحَ ٍد َوعَلَى هَذَا َفَيْنبَنِي الْ ِ‬ ‫حتْ عَْن َوةً َفصَارَ ْ‬ ‫ِلأَنّ َم ّكةَ ُفتِ َ‬
‫حرَامِ‬ ‫سجِ ِد الْ َ‬ ‫ح َرمَ حَ ِر ُي اْلبَْيتِ وَالْمَ ْ‬ ‫صلْحًا ‪ ,‬وَقِي َل بَلْ ; ِلأَنّ الْ َ‬ ‫حهَا عَْن َوةً َأوْ ُ‬
‫خلَافِ فِي َفتْ ِ‬ ‫وَالْإِجَا َرةِ عَلَى الْ ِ‬
‫خصِيصَ بِ َم ّكةَ َوتَحْجِ َي ُه بَ ْل اْلوَا ِجبُ‬ ‫س َسوَا ٌء اْلعَاكِفُ فِي ِه وَاْلبَادِ ‪ ,‬فَلَا َيجُوزُ ِلأَحَ ٍد التّ ْ‬ ‫وَقَدْ َجعَلَهُ اللّهُ لِلنّا ِ‬
‫أَ ْن َيكُو َن النّاسُ فِي ِه شَ ْرعًا وَاحِدًا ِلعُمُومِ الْحَا َجةِ إلَيْهِ فَ َمنْ ا ْحتَاجَ إلَى مَا ِبيَ ِدهِ مِنْ ُه َس َكنَهُ َوِإنْ ا ْسَتغْنَى َعنْهُ‬
‫حتَاجِ إَليْهِ َو ُه َو مَسْلَكُ ابْ ِن َعقِيلٍ فِي نَظَ ِريّاتِهِ َوسََلكَهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َأيْضًا‬ ‫وَ َجبَ بَذْلُ فَاضِلِهِ لِلْ ُم ْ‬
‫ض اْل َعنْ َو ِة عِنْ َد ُه َويَكُونُ َنقْلًا‬
‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ َوتَرَدّدَ كَلَامُهُ فِي َجوَا ِز الَْبيْعِ َفأَجَا َز ُه مَ ّرةً َكبَيْعِ أَ ْر ِ‬ ‫وَا ْختَا َرهُ ال ّ‬
‫ف وَقَدْ‬ ‫ح َرمِ غَيْ ُر مَ ْملُوكٍ ِل ْلبَانِي َوِإنّمَا لَهُ الّتأْلِي ُ‬‫لِ ْليَ ِد ِب ِع َوضٍ َو َمَنعَهُ فِي أُ ْخرَى إ ْذ اْلأَ ْرضُ َوَأْبعَاضُ اْلبِنَا ِء مِ ْن الْ َ‬
‫سكْنَى بِنَاءً ِمنْ ُترَاِبهَا وََأحْجَا ِرهَا َوَنقَلَ ابْنُ‬
‫ض ُمسَبّ َلةٍ لِل ّ‬
‫رَجّ َح بِهِ ِبَتقْدِيِهِ فِي الِاْنتِفَاعِ كَمَنْ بَنَى فِي أَرْ ٍ‬
‫خَت ّ‬
‫ص‬ ‫َمنْصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ مَا يَدُ ّل عَلَى َجوَا ِز الَْبيْعِ دُو َن الْإِجَا َر ِة َوتََأوّلَهُ الْقَاضِي َوعَلَى هَذَا الْ َمأْخَذِ َفقَ ْد يَ ْ‬
‫حهَا َعْنوَةً لِ َمصِ ِي الْأَ ْرضِ َفْيئًا وََقدْ َنصّ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ َحْنبَلٍ عَلَى َأنّ عِّل َة الْكَرَا َهةِ َأّنهَا‬ ‫الَْبيْ ُع بِاْل َقوْلِ بِ َفتْ ِ‬
‫جُبنِي‬ ‫سوَادَ ِلذَلِكَ قَالَ ‪ :‬وَلَا ُيعْ ِ‬ ‫سلِمُونَ فِيهَا شِرْكًا وَاحِدًا قَالَ َوعُمَرُ إنّمَا تَ َركَ ال ّ‬ ‫حتْ عَْن َوةً َفصَا َر الْمُ ْ‬ ‫ُفتِ َ‬
‫جبُ اْلإِ ْسكَانُ‬
‫ضهُمْ وَهَذَا َنصّ ِبكَرَا َهةِ الْ َمنْعِ فِي سَائِرِ أَرَاضِي اْل َعْنوَ ِة َوبِكُلّ حَالٍ فَلَا َي ِ‬
‫سوَا ِد وَلَا أَرْ َ‬
‫َمنَازِلَ ال ّ‬
‫فِي دُو ِر مَ ّكةَ إلّا فِي اْلفَاضِ ِل عَنْ حَا َجةِ السّاكِنِ َن ّ‬
‫ص عََليْهِ‬
‫‪565‬‬
‫ب بِالشّرُوعِ َأوْ بِالْ َمنْدُوبِ ؟ فِيهِ خِلَافٌ َيتَنَزّلُ عََليْهِ‬‫( اْلقَاعِ َد ُة الْمِاَئةُ ) ‪ :‬اْلوَا ِجبُ بِالنّذْ ِر ‪ .‬هَ ْل يَ ْلحَ ُق اْلوَا ِج ُ‬
‫جوَازَ ‪.‬‬‫مَسَائِلُ َكثِ َيةٌ ‪ِ ( :‬منْهَا ) اْلأَ ْكلُ ِمنْ أُضْحِّي ِة الّنذْرِ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ ا ْختَارَ َأبُو بَكْرٍ الْ َ‬
‫‪566‬‬
‫جوَازُ ‪.‬‬ ‫ت الّنهْيِ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا الْ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) ِف ْعلُ الصّلَاةِ الْمَ ْنذُو َرةِ فِي َوقْ ِ‬
‫‪567‬‬
‫شرِي ِق وَالصّلَاةِ فِي َوقْتِ الّن ْهيِ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ َأْيضًا وَا ْختَارَ ابْ ُن َعقِيلٍ َأنّهُ َكنَذْرِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َنذْ ُر َأيّا ِم الّت ْ‬
‫صَيةِ ; ِلأَ ّن الْمُ ْل ِز َم بِالنّ ْذ ِر ُهوَ التّ َط ّوعُ الْمُ ْطلَقُ ‪.‬‬
‫الْ َمعْ ِ‬
‫‪568‬‬
‫ج ِزُئهُ َر ْكعَ ٌة أَ ْم لَا بُ ّد ِمنْ رَ ْكعَتَ ْينِ ؟ عَلَى ِروَايََتيْنِ ‪.‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َنذَرَ صَلَاةً َفهَ ْل يُ ْ‬
‫‪569‬‬
‫حتَمَلُ َأنْ‬ ‫ج ِزْئهُ إلّا سَلِي َمةٌ ذَكَ َرهُ الْقَاضِي حَ ْملًا لَ ُه عَلَى وَاجِبِ الشّ ْر ِ‬
‫ع َويُ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َنذَرَ عِ ْتقَ َرقََبةٍ َلمْ يُ ْ‬
‫ضيَ سَلّ َمهَا مَعَ َأنّ الْ َمْنصُوصَ عَنْ أَحْمَدَ فِيمَ ْن وَصّى ِبعِتْقِ‬ ‫صّيةِ فَِإنّ اْلقَا ِ‬
‫يُجْ ِزئَ ُه مَا َيقَ ُع عََليْ ِه الِاسْمُ كَاْلوَ ِ‬
‫رََقَبةٍ لَا َيعْتِ ُق عََليْهِ إلّا سَلِي َمةً ‪.‬‬
‫‪570‬‬
‫ج ِزئُهُ َأمْ لَا ؟ فِيهِ‬
‫صفَْيهِمَا َمعًا َفهَ ْل يُ ْ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِديَة َبعْ َد الْمِائَة ) ‪ :‬مَنْ ُخيّ َر َبيْ َن َشْيئَيْ ِن َوَأ ْمكَنَ ُه الِْإتْيَانُ ِبِن ْ‬
‫خِلَافٌ َيتَنَزّلُ عََليْهِ مَسَائِلُ ( ِمْنهَا ) َلوْ أَعَْتقَ فِي اْلكَفّا َرةِ نِصْ َفيْ َرقَبَتَ ْينِ وَفِيهَا وَ ْجهَا ِن وَقِيلَ إنْ كَانَ‬
‫صفَيْ‬
‫بَاقِيهِمَا حُرّا أَ ْج َزأَ َو ْجهًا وَا ِحدًا ِلَتكْمِي ِل الْحُ ّرّيةِ ‪ ,‬وَ َخرّجُوا عَلَى اْلوَ ْج َهيْنِ َلوْ أَخْ َرجَ فِي الزّكَا ِة ِن ْ‬
‫ص َفيْ شَاتَ ْينِ وَفِي ِه نَظَرٌ إ ْذ الْ َمقْصُو ُد مِ ْن اْلهَدْيِ اللّحْ ُم وَِلهَذَا‬
‫شَاتَيْ ِن وَزَادَ صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ َلوْ َأ ْهدَى نِ ْ‬
‫ي عَنْ أَحْمَدَ مَا يَدُ ّل عَلَى الْإِجْزَا ِء هَا ُهنَا ‪.‬‬ ‫أَجْ َزأَ فِي ِه ِش ْقصٌ مِ ْن بَ َدَنةٍ ‪ .‬وَقَدْ ُروِ َ‬
‫‪571‬‬
‫ج ِزئُهُ عَلَى َو ْج َهيْنِ‬
‫ش َرةَ دَرَا ِهمَ َف َهلْ يُ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْخرَجَ الْجُ ْبرَا َن فِي َزكَاةِ اْلإِِب ِل شَاةً وَ َع ْ‬
‫‪572‬‬
‫شهُورِ وَفِي ِه وَجْهٌ‬ ‫ئ عَلَى الْمَ ْ‬‫سةِ فَِإنّهُ يُجْزِ ُ‬‫س َوةِ خَ ْم َ‬‫ي وَ ِك ْ‬‫سةِ َمسَاكِ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َك ّفرَ يَمِيَنهُ ِبإِ ْطعَامِ خَ ْم َ‬
‫ح اْلهِدَاَيةِ فِي زَكَاةِ اْلفِطْرِ ‪.‬‬
‫مَذْكُورٌ فِي شَ ْر ِ‬
‫‪573‬‬
‫خرّجُ فِيهِ وَجْهٌ ‪.‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْخرَجَ فِي الْفِ ْط َرةِ صَاعًا ِمنْ جِ ْنسَ ْينِ وَالْمَ ْذهَبُ الْإِجْزَا ُء َويَتَ َ‬
‫‪574‬‬
‫ج بِصِيَا ِم َيوْ ٍم َوإِ ْطعَامِ أَ ْرَب َعةِ َمسَا ِكيَ فَاْلأَ ْظهَرُ َمْنعُهُ ‪ ,‬وَفِي أَ ْحكَامِ‬
‫ت الْحَ ّ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َك ّفرَ فِي مَحْظُورَا ِ‬
‫خيِ ِي بِخِلَافِ َكفّا َرةِ اْليَمِيِ ‪َ .‬وعَلَى ِقيَاسِ هَذَا َلوْ أَعَْتقَ فِي‬
‫جوَازُ ; ِلَأّنهَا عَلَى التّ ْ‬
‫حتَمَ ُل الْ َ‬
‫الْقُرْآنِ لِ ْلقَاضِي يُ ْ‬
‫ي وَ َكسَا أَ ْرَب َعةً َأنّهُ يُ ْ‬
‫ج ِزئُ ُه وَفِيهِ ُبعْدٌ ‪.‬‬ ‫ي ثُلُثَ َرقََبةٍ وَأَ ْط َعمَ أَ ْربَ َعةَ َمسَاكِ َ‬
‫َكفّا َرةِ الْيَ ِم ِ‬
‫‪575‬‬
‫س بَنَاتِ لَبُونٍ أَجْ َزَأ ِب َغيْرِ ِخلَا ٍ‬
‫ف ِعنْ َدنَا ;‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْخرَجَ َعنْ أَ ْرَبعِمِائَ ٍة ِمنْ اْلإِِبلِ أَ ْربَعُ ِحقَاقٍ وَخَمْ ُ‬
‫ي ِحقّةٍ وَِلأَ ّن هَ ِذهِ وَا ِجبَا ٌ‬
‫ت ُمتَعَدّ َدةٌ‬ ‫ت لَبُو ٍن َوفِي ُك ّل خَ ْمسِ َ‬
‫ي بِنْ ُ‬
‫ِلأَنّهُ عَمَ ٌل بِ ُم ْقَتضَى َقوْلِهِ فِي ُك ّل أَ ْربَعِ َ‬
‫صفًا َف ُهوَ‬
‫ج عَ ْن مِائََتيْنِ ِح ّقَتيْ ِن َوبِْنَتيْ َلبُونٍ َوِن ْ‬ ‫شقِيصٍ كَمَا َلوْ أَخْ َر َ‬ ‫ج ِبتَ ْ‬
‫َف ِهيَ َك َكفّارَاتٍ ُمَتعَدّ َدةٍ فَِإنْ أَخْ َر َ‬
‫ص َفيْ شَاَتيْ ِن عَلَى مَا َسبَقَ ‪.‬‬ ‫ج نِ ْ‬ ‫كَإِخْرَا ِ‬
‫‪576‬‬
‫ح ّرمٍ‬
‫ت عَلَى وَجْ ٍه مُ َ‬ ‫ط اْلوَا ِجبَا ِ‬ ‫سقِ ُ‬ ‫حلّ َأوْ يُ ْ‬ ‫ب ُيفِي ُد الْ ِملْكَ َأوْ الْ ِ‬
‫سبَ ٍ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنَيةُ َبعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬مَنْ َأتَى بِ َ‬
‫ب عََليْهِ أَ ْحكَامُهُ َوَيتَخَرّجُ‬
‫وَكَا َن مِمّا تَ ْدعُو الّنفُوسُ إلَيْهِ أَْلغَى ذَلِكَ السَّببَ وَصَا َر وُجُو ُدهُ كَاْلعَ َد ِم وَلَ ْم َيتَ َرتّ ْ‬
‫ص النّصَابِ َأوْ إ ْخرَاجِهِ َعنْ‬
‫ح ْولِ بِتَ ْنقِي ِ‬
‫ك مَسَائِلُ َكثِيَةٌ ‪ِ :‬مْنهَا ) اْلفَارّ ِمنْ الزّكَاةِ قَ ْبلَ تَمَا ِم الْ َ‬
‫عَلَى ذَلِ َ‬
‫حِليّ َفهَ ْل َينْ ِز ْل َمنْزَِلةَ‬
‫ك مَا لَا زَكَاةَ فِيهِ كَاْلعَقَا ِر وَالْ ُ‬ ‫مِلْ ِكهِ تَ ِ‬
‫جبُ عََليْهِ الزّكَا ُة وََلوْ صَرَفَ أَ ْكثَرَ َأ ْموَالِهِ فِي مِلْ ِ‬
‫الْفَا ّر عَلَى وَ ْج َهيْنِ ؟ ‪.‬‬
‫‪577‬‬
‫ضهِ لَا َيقْطَ ُع طَلَاقُهُ َحقّ ال ّزوْ َج ِة مِنْ إ ْرِثهَا مِنْهُ إلّا َأنْ َتْنتَ ِف َي الّتهَ ُم بِ ُ‬
‫سؤَالِ ال ّز ْو َجةِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الْمُطَ ّلقُ فِي َمرَ ِ‬
‫ح ِوهِ َففِيهِ ِروَايَتَانِ ‪.‬‬
‫َونَ ْ‬
‫‪578‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) اْلقَاِتلُ لِ َموْرُوِثهِ لَا َيرُِثهُ ‪َ ,‬و َسوَاءٌ كَانَ ُمّتهَمًا َأ ْو َغيْ َر ُمتّهَ ٍم ِعنْدَ أَ ْكثَ ِر الْأَصْحَا ِ‬
‫ب وَ َحكَى ابْنُ‬
‫جنُونِ لَ ْم يَ ْمَتنِ ْع الْإِرْثُ قَالَ‬
‫صبِ ّي وَالْمَ ْ‬
‫َعقِيلٍ فِي ُمفْرَدَاتِهِ َوعُمَ ُد الْأَدِّل ِة َو ْجهًا أَنّ ُه َمتَى اْنتَ َفتْ الّتهْ َمةُ َك َقتْلِ ال ّ‬
‫َوهُوَ أَصَ ّح ِعنْدِي ‪.‬‬
‫‪579‬‬
‫صّيةُ ِروَاَي ًة وَاحِ َد ًة عَلَى أَصَحّ الطّرِي َقيْنِ ‪.‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) قَ ْت ُل الْمُوصَى َلهُ الْمُوصِي َب ْعدَ الْوَصِّيةِ فَِإنّهُ تَبْطُ ُل اْلوَ ِ‬
‫‪580‬‬
‫شهُورِ مِنْ‬ ‫جعَلُ كَالصّاحِي فِي أَ ْقوَالِهِ َوأَفْعَالِهِ فِيمَا عََليْهِ فِي الْمَ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) السّ ْكرَانُ ِبشُ ْربِ الْخَ ْمرِ عَ ْمدًا يُ ْ‬
‫ح ِوهِ ‪.‬‬
‫ف مَ ْن َسكِ َر ِبَبنْجٍ َأ ْو نَ ْ‬
‫خلَا ِ‬
‫الْمَ ْذ َهبِ بِ ِ‬
‫‪581‬‬
‫جنّ فَِإنّهُ لَا َيقَ ُع طَلَاقُ ُه عَلَى الْ َمْنصُوصِ ; ِلَأنّ ذَلِ َ‬
‫ك مِمّا لَا‬ ‫ضرَبَ َرْأسَ ُه فَ ُ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَزَالَ َعقْلَهُ ِبأَنْ َ‬
‫ب عََليْهِ َقضَاءُ الصّلَاةِ إذَا جُنّ فِي هَ ِذهِ الْحَاَلةِ‬ ‫ج ُ‬ ‫تَ ْدعُو الّنفُوسُ إَليْهِ بَلْ فِي ال ّطبْ ِع وَا ِزعٌ َعنْهُ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ لَا يَ ِ‬
‫عَلَى الصّحِيحِ ‪.‬‬
‫‪582‬‬
‫ب الصّحِيحِ ‪.‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) تَخْلِيلُ الْخَ ْمرِ لَا ُيفِيدُ حِلّ ُه وَلَا َطهَا َرتَهُ عَلَى الْمَ ْذ َه ِ‬
‫‪583‬‬
‫حرِمِ لَا ُيبِيحُهُ ِللْ ُمحْ ِرمِ‬
‫حلّ لِلْمُ ْ‬
‫حرِمِ لَا ُيبِيحُ ُه بِاْلكُّلّيةِ َو َذبْحُ الْمُ ِ‬
‫ح الصّ ْيدِ فِي حَقّ الْمُ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َذبْ ُ‬
‫صبِ وَالسّا ِرقِ ; ِلَأ ّن‬ ‫ي وَ ْجهَانِ ‪ ,‬وَلَا يُرَ ّد عَلَى هَذَا َذبْ ُح اْلغَا ِ‬ ‫ح ِرمِ َ‬ ‫الْمَ ْذبُوحِ لَ ُه وَفِي حِلّهِ ِل َغيْ ِر ِه مِ ْن الْمُ ْ‬
‫ك وَلَا إبَا َح َة بِدُونِ إ ْذنِ ِه مَعَ َأنّ َأبَا َبكْرٍ الْتَ َزمَ‬
‫ك الْمَالِ ِ‬‫ق عَلَى مِلْ ِ‬ ‫ب عََليْ ِه الْإِبَا َحةُ َلهُمَا فَِإنّهُ بَا ٍ‬‫ح ُهمَا لَا َيتَ َرتّ ُ‬
‫َذبْ َ‬
‫تَحْ ِريَ ُه مُطَْلقًا وَ َحكَاهُ ِروَاَيةً ‪.‬‬
‫‪584‬‬
‫ح ْرمَانِهِ‬‫ب بِ ِ‬ ‫َويَ ْلتَحِ ُق ِبهَ ِذ ِه الْقَاعِ َدةِ ( قَاعِ َدةٌ ) مَ ْن َتعَجّلَ َحقّهُ َأوْ مَا ُأبِيحَ لَهُ َقبْ َل وَ ْقتِهِ عَلَى وَجْ ِه ُمحْ ِر ٍم عُوقِ َ‬
‫سأََلةُ َقتْ ِل الْ َموْرُوثِ وَالْمُوصَى لَهُ ( َو ِمنْهَا ) اْلغَالّ ِمنْ الْغَنِي َمةِ يَحْ ُرمُ‬
‫َويَدْخُلُ فِيهَا مِ ْن مَسَائِلَ ‪ :‬الْأُولَى مَ ْ‬
‫َأ ْسهُمُهُ ِمْنهَا عَلَى إحْدَى ال ّروَاَيَتيْنِ ‪.‬‬
‫‪585‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) مَنْ َت َزوّجَ ا ْم َرَأةً فِي ِعدِّتهَا حُ ّر َمتْ عََليْ ِه عَلَى التّ ْأبِي ِد عَلَى ِروَاَيةٍ ‪.‬‬
‫‪586‬‬
‫ي عَنْ عُ َمرَ َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي‬ ‫( َو ِمنْهَا ) مَنْ َت َزوّجَتْ ِبعَبْ ِدهَا فَِإنّهُ يَحْ ُر ُم عََلْيهَا عَلَى الّتأْبِيدِ كَمَا ُروِ َ‬
‫جهُولٌ‬ ‫خضِرُ مَ ْ‬‫خضِ ِر بْ ِن الْ ُمَثنّى اْل ِكنْدِيّ عَنْهُ ‪ .‬وَالْ َ‬ ‫خلّالُ فِي أَ ْحكَامِ اْل َعبِيدِ عَنْ الْ َ‬ ‫ِروَايَةِ َعبْدِ اللّهِ ذَ َك َرهُ الْ َ‬
‫َتفَرّ َد عَنْ عَبْدِ اللّهِ بِ ِروَاَيةِ الْ َمنَاكِ ِي الّتِي لَا ُيتَابَ ُع عََلْيهَا‬
‫‪587‬‬
‫ح ّل ِمنْ إ ْحرَا ِمهِ لَ ْم يَحِلّ لَهُ َوإِ ْن تَحَلّلَ َحتّى يُ ْر ِسلَ ُه َويُطِْلقَهُ ‪.‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) مَنْ اصْطَادَ صَ ْيدًا قَبْل أَ ْن يَ ِ‬
‫‪588‬‬
‫ح بِهِ جَمَا َع ٌة مِ ْن اْلأَصْحَابِ ‪َ .‬وَيتَخَرّجُ‬ ‫‪َ ,‬وَأمّا إذَا قََت َل الْ َغرِيُ َغرِ َيهُ فَِإنّهُ يَحِلّ َديْنُ ُه عََليْهِ كَمَا َل ْو مَاتَ صَرّ َ‬
‫ح ّل طَرْدًا لِ ْلقَاعِ َدةِ ‪.‬‬
‫فِيهِ َوجْهٌ آخَرُ أَنّهُ لَا يَ ِ‬
‫‪589‬‬
‫ض مَ َع الِاتّصَا ِل الْ ُم ْعتَا ِد وَلَا َيْنقَطِعُ‬
‫( اْلقَاعِدَة الثّاِلَثةُ بَعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬اْل ِفعْلُ الْوَاحِ ُد ُيْبنَى َبعْضُ ُه عَلَى َبعْ ٍ‬
‫جسِ اْلقَلِي ِل بِالْمَاءِ اْلكَثِيِ ُي ْعتَبَرُ لَهُ الِاّتصَالُ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) مُكَاثَ َرةُ الْمَاءِ النّ َ‬
‫ق اْليَسِيِ وَلِذَلِكَ ُ‬
‫بِالتّفَ ّر ِ‬
‫صبّ اْلقُّلَتيْنِ دُ ْف َع ًة وَاحِ َدةً ‪.‬‬
‫الْ ُمعْتَادُ دُونَ َ‬
‫‪590‬‬
‫ق الَْيسِيُ ‪َ ,‬وهَلْ الِا ْعِتبَارُ بِاْلعُرْفِ َأوْ ِب َ‬
‫جفَا ِ‬
‫ف‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اْلوُضُوءُ إذَا اُعْتُِب َر حَاَلةُ الْ ُموَالَاةِ َلمْ َيقْ َط ْعهُ الّتفَرّ ُ‬
‫الَْأ ْعضَاءِ عَلَى ِروَايََتيْنِ ‪.‬‬
‫‪591‬‬
‫صلِ وَلَا تَبْطُلُ بِذَلِكَ ‪.‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) الصّلَاةُ يَجُو ُز الْبِنَاءُ عَلَ ْيهَا إذَا سَلّ َم سَاهِيًا مَ َع ُقرْبِ الْفَ ْ‬
‫‪592‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) الْ ُمسَافِرُ إذَا َأقَا َم ُم ّدةَ يَ ْومَ ْينِ َف ُه َو َسفَ ٌر وَاحِ ٌد َيْنبَنِي بَ ْعضُ ُه عَلَى َب ْعضٍ َوإِنْ زَادَ لَ ْم َيبْنِ ‪.‬‬
‫‪593‬‬
‫صدْ اْلإِهْمَالَ ُثمّ عَادَ إلَى‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َترَ َك الْعَ َملَ فِي الْ َم ْعدِنِ الّترْ َك الْ ُمعْتَادَ أَوْ ِلعُذْرٍ َوَلمْ َيقْ ِ‬
‫ض ّم الَْأوّلُ إلَى الثّانِي فِي الّنصَابِ ‪.‬‬ ‫خرَاجِ ُ‬ ‫الِاسْتِ ْ‬
‫‪594‬‬
‫خلّ َلهُ صَلَاةٌ َمكْتُوَبةٌ َأوْ جِنَا َزةٌ ُيْبنَى عََليْ ِه َسوَاءٌ قُ ْلنَا الْ ُموَالَا ُة ُسّنةٌ َأ ْو شَ ْر ٌ‬
‫ط عَلَى‬ ‫( َو ِمنْهَا ) ال ّطوَافُ إذَا تَ َ‬
‫َأ ْشهَرِ الطّرِي َقيْنِ لِ ْلأَصْحَابِ ‪.‬‬
‫‪595‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ حَلَفَ لَا أَكَلْت إلّا أَكْ َلةً وَا ِح َدةً فِي َي ْومِي َهذَا َفأَ َكلَ مَُتوَاصِلًا لَ ْم يَ ْ‬
‫حَنثْ َوإِ ْن َتفَ ّرقَ الّتفَ ّر َ‬
‫ق‬
‫الْ ُمعْتَا َد عَلَى اْلأَكَْل ِة الْوَاحِ َد ِة وََلوْ طَالَ َزمَ ُن الْأَكْ ِل َوِإنْ قَ َط َع ثُ ّم عَا َد َبعْ َد طُو ِل الْ َفصْلِ َحِنثَ ‪ .‬ذَ َك َرهُ‬
‫الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فِي اْلقَطْعِ فِي السّرَِقةِ وَالْآمِدِيّ ‪ ,‬وَِقيَاسُهُ َلوْ حَلَفَ لَا وَطَِئهَا إلّا َم ّرةً وَا ِح َدةً فَِإ ّن اْلوَطْءَ‬
‫ب عَلَى مُ ْطلَ ِق‬ ‫ستَدَامِ إلَى الْإِنْزَا ِل وَلَا َيْبعُدُ َأنْ ُيقَا َل ِمثْلُهُ فِيمَنْ َرّت َ‬
‫فِي اْلعُرْفِ ِعبَا َرةٌ عَ ْن اْلوَطْ ِء التّامّ الْمُ ْ‬
‫ك وََلكِنّ َمْنصُوصَ‬ ‫اْلوَطْءِ ‪ .‬وَفِي التّ ْرغِيبِ َأنّ ُه ظَاهِرُ َكلَامِ أَصْحَاِبنَا فِيمَا إذَا قَا َل إنْ َو ِطْئتُكِ َف َواَللّهِ لَا َو ِطئْتُ ِ‬
‫ختَاَنيْنِ ‪ ,‬وَقَدْ ذَكَرَ الْقَاضِي وَ ْجهًا َأنّهُ لَا حَ ّق عَلَى مَنْ أَكْمَ َل اْلوَطْ َء الْ ُمعَلّ َق عََليْهِ الطّلَاقُ‬ ‫ث بِاْلِتقَاءِ الْ ِ‬
‫حنْ ِ‬‫الْ ِ‬
‫ث بِِإتْمَامِهِ إلَى الِْإنْزَالِ‬‫الثّلَا ُ‬
‫‪596‬‬
‫حرْ ِز َبعْضَ النّصَابِ ُثمّ دَ َخ َل َوأَ ْخرَجَ مَا فِي ِه وَ ُكلّ مِ ْنهُمَا بِاْن ِفرَا ِدهِ لَا‬ ‫ج السّارِقُ ِمنْ الْ ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْخرَ َ‬
‫يَبْلُ ُغ نِصَابًا فَِإنْ لَ ْم يَطُ ْل اْل َفصْ ُل َبيَْنهُمَا قُ ِط َع َوإِ ْن طَالَ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ذَ َك َرهُمَا الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَصَا ِحبُ‬
‫ض ُشيُوخِي َأنّهُ لَا َقطْ َع مَ َع طُو ِل اْلفَصْلِ‬
‫حرّرِ عَنْهُ فِي التّ ْرغِيبِ وَقَالَ ا ْختَا َر َب ْع ُ‬
‫الْمُ َ‬
‫‪597‬‬
‫صلِ َف ِهيَ رَ ْ‬
‫ض َع ٌة وَاحِ َدةٌ عِنْدَ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َترَ َك الْ ُم ْرتَضِعُ الّثدْيَ ِبغَ ْيرِ اخْتِيَا ِرهِ ُثمّ عَا َد إلَ ْيهِ قَ ْبلَ طُولِ اْلفَ ْ‬
‫حقُهُ ثُ ّم عَا َد وَلَ ْم يَطُ ْل اْل َفصْلُ َف ِه َي‬
‫ابْنِ حَامِدٍ وَكَذَا ذَكَرَ الْآمِدِيّ َأنّهُ َلوْ قَ َط َع بِا ْخِتيَا ِرهِ ِلَتَن ّفسٍ َأ ْو إعْيَا ٍء يَ ْل َ‬
‫ض َعةٌ‬‫ض َع ٌة وَاحِ َدةٌ قَالَ ‪ :‬وََلوْ اْنَتقَ َل مِ ْن ثَدْيٍ إلَى آخَ َر وَلَ ْم يَطُلْ الْ َفصْلُ فَِإنْ كَا َن مِ ْن امْ َرَأةٍ وَاحِ َدةٍ َف ِهيَ رَ ْ‬ ‫رَ ْ‬
‫صوَرِ‬ ‫حوَ ذَلِكَ فِي َجمِي ِع ال ّ‬ ‫وَاحِ َدةٌ َوِإنْ كَانَ مِ ْن امْ َرَأَتيْنِ َف َو ْجهَانِ ‪ ,‬وَ َحكَى َأبُو الْخَطّابِ عَنْ ابْنِ حَامِدٍ نَ ْ‬
‫ض َعَتيْنِ فِي جَمِيعِ‬ ‫إلّا فِي صُو َر ِة الْمَ ْرَأَتيْ ِن وَذَكَرَ أَّنهَا ظَاهِرُ كَلَامِ الْخِرَِقيّ وَ َحكَى عَنْ َأبِي َبكْرٍ َأنّهَا َتكُونُ رَ ْ‬
‫ك َوَأنّهُ ظَاهِرُ َكلَامِ أَ ْحمَدَ َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪.‬‬ ‫ذَلِ َ‬
‫‪598‬‬
‫صفًا هَلْ ُهوَ رِضًا ُم ْعَتبَرٌ لَا ِزمٌ ؟ إنْ‬ ‫جهُولِ قَ ْدرًا َأوْ ِجنْسًا َأ ْو وَ ْ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِب َع ُة َبعْدَ الْمِاَئةِ ) ‪ :‬الرّضَا بِالْ َم ْ‬
‫صحّ الرّضَا بِهِ‬ ‫سبَةِ إلَى َأْنوَاعِهِ َأوْ إلَى َأعْيَانِ مَ ْن يَرِ ُد عََليْهِ َ‬ ‫سخًا َيصِ ّح إْبهَامُ ُه بِالنّ ْ‬ ‫كَانَ الْمُ ْلَت َزمُ َعقْدًا َأوْ فَ ْ‬
‫حرِمَ مِ ْنهَا بِمِ ْثلِ مَا‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َأنْ يُ ْ‬
‫ف َوِإنْ كَا َن َغيْرُ ذَلِكَ َففِيهِ ِخلَافٌ ‪ ,‬فَاْلَأوّلُ لَهُ ُ‬
‫َوأُلْ ِزمَ بِ َغيْرِ خِلَا ٍ‬
‫أَ ْحرَمَ ِبهِ فُلَانٌ َأ ْو ِبأَحَ ِد الَْأنْسَاكِ َفَيصِحّ ‪.‬‬
‫‪599‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا طَ ّلقَ إ ْحدَى َزوْجَاتِهِ َفَيصِحّ َوَت َعيّ َن بِاْلقُ ْر َعةِ عَلَى الْمَ ْذ َهبِ ‪.‬‬
‫‪600‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَعَْتقَ َأ َحدَ عَبِي ِدهِ َفَيصِحّ َوُي َعيّ ُن بِاْلقُ ْر َعةِ َأْيضًا عَلَى الصّحِيحِ ‪. ,‬‬
‫‪601‬‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬منْهَا ) إذَا طَ ّلقَ بِلَفْظٍ أَعْجَ ِميّ َمنْ لَا يَ ْف َهمُ َمعْنَاهُ وَالْتَ َز َم مُو َجبَ ُه عِنْدَ َأهْلِهِ َففِي‬ ‫َوَأمّا الثّانِي فَلَهُ ُ‬
‫ق َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي وَابْنِ‬ ‫لُزُومِ الطّلَاقِ لَهُ وَ ْجهَانِ ‪ ,‬وَالْ َمْنصُوصُ فِي ِروَاَيةِ َأبِي الْحَارِثِ َأنّهُ لَا يَ ْل َزمُهُ الطّلَا ُ‬
‫َعقِيلٍ وَاْلأَ ْكثَرِينَ ‪.‬‬
‫‪602‬‬
‫خلَافُ ‪.‬‬ ‫ظ الطّلَاقِ وََل ْم َيفْ َهمْ مَعْنَاهُ وََلكِنّ ُه الْتَ َز َم مُو َجبَ ُه ِعنْ َد الْعَرَبِ فِي ِه الْ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا طَ ّلقَ اْلعَجَ ِم ّي بِ َلفْ ِ‬
‫‪603‬‬
‫ف َوَنصّ أَحْمَدُ مِنْ ِروَاَيةِ َعبْدِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا عََتقَ اْلعَجَ ِميّ أَوْ الْ َع َربِيّ ِبغَيْ ِر ُلغَِتهِ َوَلمْ َي ْفهَ ْم َمعْنَاهُ َففِيهِ خِلَا ٌ‬
‫اللّهِ َأنّهُ لَا يَ ْل َز ُم الْ ِعتْقُ ‪.‬‬
‫‪604‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا قَالَ لِامْ َرَأتِ ِه ‪َ :‬أنْتِ طَاِلقٌ مِ ْثلُ مَا طَ ّلقَ فُلَانٌ َزوْجََتهُ ‪ .‬وََلمْ َيعْلَمْ َف َهلْ يَ ْلزَ ُم ُه مِ ْثلُ طَلَا ِ‬
‫ق‬
‫فُلَانٍ ِب ُكلّ حَالٍ َأوْ لَا يَ ْلزَ ُمهُ أَكَْث ُر ِمنْ وَاحِ َدةٍ ؟ فِيهِ َو ْجهَانِ ‪.‬‬
‫‪605‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا قَالَ ‪َ :‬أيْمَا ُن الْبَيْ َع ِة تَ ْلزَمُنِي َلَأفْعَ َلنّ َكذَا َوَلمْ َيعْلَمْ مَا هِ َي فِيهِ ‪ .‬وَفِي ِه ثَلَاَثةُ َأوْجُهٍ ‪ :‬أَحَ ُدهَا لَا‬
‫خرَِقيّ فِيمَا َحكَى َعنْهُ ابْ ُن‬ ‫َتنْ َعقِ ُد يَمِينُهُ بِاْلكُّلّيةِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬تْن َعقِدُ إذَا َل ِز َمهَا َونَوَاهَا َوبِهِ أَ ْفتَى َأبُو الْقَاسِ ِم الْ ِ‬
‫شيْءٍ ‪ :‬وَالثّاِلثُ َيْن َعقِدُ فِيمَا عَدَا اْليَمِيِ‬ ‫بَ ّطةَ ‪ ,‬قَالَ َأبُو اْلقَاسِمِ ‪ :‬وَكَانَ َأبِي َيَتوَقّفُ فِيهَا وَلَا يُجِيبُ فِيهَا بِ َ‬
‫ي بِاَللّهِ لَا َتصِ ّح بِالْ ِكتَاَبةِ وَفِي ِه وَجْهٌ رَابِ ٌع َو ُهوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْقَاضِي فِي‬ ‫ط الّنّيةِ ِبنَا ًء عَلَى َأ ّن الْيَ ِم َ‬
‫بِاَللّ ِه بِشَرْ ِ‬
‫ض َتعَالِيقِ ِه وَقَالَ ‪ِ :‬لَأنّ مِنْ أَصِْلنَا وُقُوعَ‬ ‫ح بِهِ َأيْضًا فِي َبعْ ِ‬
‫خِلَافِهِ َأنّهُ يَ ْل َزمُ ُه مُو َجُبهَا َنوَاهَا َأوْ لَ ْم َيْنوِهَا وَصَرّ َ‬
‫ط َوِإنْ لَ ْم َيْنوِهِ ‪.‬‬ ‫ق وَالْ َعتَاقِ بِاْل ِكتَاَبةِ بِالْخَ ّ‬
‫الطّلَا ِ‬
‫‪606‬‬
‫ي تَ ْلزَمُنِي َففِي الْخِلَافِ ِل ْلقَاضِي يَ ْل َزمُ ُه الْيَ ِم ُ‬
‫ي بِاَللّ ِه َتعَالَى وَالطّلَاقُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَالَ ‪َ :‬أيْمَانُ الْ ُمسْلِ ِم َ‬
‫ج ُد‬
‫ع عَلَى َقوْلِهِ فِي َأيْمَا ِن الَْبْي َعةِ قَالَ الشّيْخُ مَ ْ‬ ‫وَالْ َعتَاقُ وَال ّظهَا ُر وَالنّذْ ُر َنوَى ذَلِكَ َأوْ لَ ْم َيْنوِ ِه َو ُهوَ ُمفَ ّر ٌ‬
‫ي بِاَللّ ِه َتعَالَى وَالنّذْ ُر َمْبنِ ّي عَلَى َقوِْلنَا ِبعَ َدمِ تَدَاخُلِ َكفّارَاِتهِمَا ‪َ .‬فَأمّا عَلَى َقوْلِنَا بِالتّدَاخُلِ‬ ‫الدّينِ وَذَكَ َر ُه اْليَمِ ُ‬
‫ي الَْبْي َعةِ َأنّهُ لَا يَلْ َزمُ ُه َشيْءٌ َحتّى َيْن ِويَهُ‬
‫شهُورِ عَنْ أَصْحَاِبنَا فِي يَ ِم ِ‬ ‫ي وَِقيَاسُ الْمَ ْ‬
‫َفيُجْ ِزئُهُ َلهُمَا َكفّا َر ُة اْليَمِ ِ‬
‫ي بِاَللّ ِه َتعَالَى َو َغيْ ِرهَا ‪ ,‬مَعَ أَنّ صَا ِحبَ‬ ‫ق َبيْ َن اْليَمِ ِ‬
‫َويَلْ َزمُهُ َأوْ لَا يَلْ َزمُ ُه َشيْءٌ بِالْكُّلّيةِ َحتّى يَعَْلمَهُ َأوْ ُيفَ ّر َ‬
‫ي َمعْرُوَف ٌة َبْينَهُ ْم وَلَا ِسيّمَا‬‫حرّرِ لَ ْم يَحْكِ خِلَافًا عَلَى اللّزُو ِم هَاهُنَا َوِإنْ َل ْم يَْن ِوهَا ; ِلَأنّ َأيْمَانَ الْمُسِْلمِ َ‬ ‫الْمُ َ‬
‫ق بِخِلَافِ أَيْمَا ِن اْلبَْي َعةِ ‪.‬‬ ‫ق وَاْلعَتَا ِ‬
‫ي بِاَللّ ِه َوبِالطّلَا ِ‬
‫الْيَ ِم ُ‬
‫‪607‬‬
‫صفَهُ َأوْ‬ ‫حُتهَا مُطَْلقًا َسوَاءٌ َجهِ َل الْ ُمبَرّئُ َقدْ َرهُ َووَ ْ‬ ‫جهُولِ َوَأشْهَرُ ال ّروَايَاتِ صِ ّ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الَْبرَا َءةُ ِمنْ الْمَ ْ‬
‫ئ َسوَا ٌء عَلِ َم الْ ُمبَرّ ُ‬
‫ئ‬ ‫َجهَِلهُمَا َمعًا َو َسوَاءٌ عَرَفَهُ الْ ُمبَرّئُ َأوْ َل ْم َيعْرِفْهُ ‪ .‬وَالثّاِنيَة ‪ :‬لَا َيصِحّ إذَا عَرَفَ ُه الْ ُمبَرّ ُ‬
‫ص ّح َوإِ ْن ظَنّ َجهْلَهُ َل ْم َيصِحّ ; ِلَأنّهُ غَارّ لَهُ ‪ .‬وَالثّاِلَثةُ‬ ‫بِ َمعْرَِفتِهِ َأوْ َل ْم َيعْلَ ْم وَفِيهِ تَخْرِيجٌ َأنّ ُه إنْ عَلِمَ َمعْرَِفتَهُ َ‬
‫حقُوقِ فِي‬ ‫ك اْلبَرَاءَ ُة مِ ْن الْ ُ‬
‫جهُو ِل َوإِنْ َج ِهلَاهُ إلّا فِيمَا َتعَذّ َر عِ ْلمُهُ لِلضّرُو َر ِة وَكَذَلِ َ‬ ‫لَا َيصِ ّح الْبَرَا َءةُ مِنْ الْمَ ْ‬
‫الَْأعْرَاضِ وَالْمَظَاِلمِ ‪.‬‬
‫‪608‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) الَْبرَا َءةُ ِمنْ عُيُوبِ الْمَبِيعِ إذَا َلمْ ُيعَّينْ مِ ْنهَا َشيْءٌ وَفِيهِ ِروَاَيتَانِ ‪َ .‬أ ْشهَ ُرهُمَا َأنّهُ لَا َيبْ َرأُ ‪ :‬وَالثّاِنَيةُ‬
‫حةِ مُطَْلقًا مِ ْن اْلبَرَاءَةِ‬
‫َيبْ َرأُ إلّا مِ ْن َعْيبٍ عَِلمَهُ َفكَتَمَهُ ِلَتغْرِي ِرهِ َوغِشّهِ ‪ ,‬وَ َخرّجَ َأبُو الْخَطّابِ وَ ْجهًا آ َخ َر بِالصّ ّ‬
‫جهُولِ ‪.‬‬ ‫مِ ْن الْمَ ْ‬
‫‪609‬‬
‫جهُوَلةِ وَفِي صِ ّ‬
‫حِتهَا وَ ْجهَانِ ‪.‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إجَا َزةُ اْلوَصِّيةِ الْمَ ْ‬
‫‪610‬‬
‫ت والخبارات إلَى الْ ُمْبهَمَاتِ ‪َ :‬أمّا الِْإنْشَاءَا ُ‬
‫ت‬ ‫سةُ بَعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬فِي إضَاَف ِة الِْإنْشَاءَا ِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِ َ‬
‫ضةِ كَاْلَبيْ ِع وَالصّ ْل ِح بِ َم ْعنَا ُه َو ُعقُو ُد التوثقات‬ ‫حَ‬ ‫فَ ِمْنهَا الْ ُعقُو ُد َو ِهيَ َأْنوَاعٌ ‪ :‬أَحَ ُدهَا ‪ُ ,‬عقُو ُد التّمْلِيكَاتِ الْ َم ْ‬
‫ض َبعْدَهُ كَاْل ِهَبةِ وَالصّدََقةِ ‪ .‬فَلَا َيصِحّ فِي ُمْبهَمٍ مِنْ‬ ‫كَال ّرهْ ِن وَالْ َكفَاَل ِة وَالّتبَ ّرعَاتِ اللّا ِز َمةِ بِالْ َعقْدِ َأ ْو بِاْلقَْب ِ‬
‫َأعْيَانٍ ُمَتفَا ِوَتةٍ َك َعبْ ٍد مِ ْن َعبِي ٍد َوشَاةٍ مِنْ قَطِي ٍع وَ َكفَاَلةِ أَ َح ِد هَ َذيْنِ الرّ ُجَليْنِ وَضَمَانِ َأحَ ِد هَ َذيْنِ ال ّدْينَيْنِ ‪,‬‬
‫ختَلِ َطةٍ‬ ‫وَفِي اْل َكفَالَةِ ا ْحتِمَالٌ ; ِلأَنّهُ َتبَ ّرعٌ َف ُهوَ كَالِْإعَا َرةِ وَالِْإبَا َح ِة َويَصِحّ فِي ُمْبهَمٍ مِنْ أَ ْعيَانٍ ُمتَسَا ِوَيةٍ ُم ْ‬
‫صْب َرةٍ فَِإنْ كَاَنتْ ُمتَ َميّ َز ًة ُمتَفَرَّقةً َففِيهِ ا ْحتِمَالَانِ ذَكَ َرهُمَا فِي التّلْخِيصِ ‪َ ,‬وظَاهِرُ َكلَامِ الْقَاضِي‬ ‫َك َقفِيزِ ُ‬
‫حةُ فَِإنّهُ ذَكَرَ فِي الْخِلَافِ أَنّ ُه َيصِحّ إجَا َر ُة َعيْنٍ مِنْ أَ ْعيَانٍ ُمَتقَا ِرَبةٍ الّنفْعِ ; ِلَأنّ الْ َمنَافِعَ لَا َتتَفَاوَتُ‬ ‫الصّ ّ‬
‫ختَِل َفةِ اْلأَجْزَاءِ َفوَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬اْلبُطْلَانُ‬ ‫صبْ َرةٍ ُم ْ‬
‫س وَاحِدٍ َك ُ‬ ‫ختَِل َف ًة مِنْ ِجْن ٍ‬ ‫ت مُ ْ‬ ‫كَاْلأَ ْعيَانِ َوِإنْ كَاَن ْ‬
‫ضةٍ‬‫حَ‬ ‫ت َغيْ ُر ُمتَمَ ّ‬ ‫حصّتِ ِه وَالثّانِي ‪ُ :‬عقُو ُد ُمعَاوَضَا ٍ‬ ‫ح ُة وَلَ ُه مِنْ كُ ّل َن ْوعٍ ِب ِ‬ ‫كَاْلأَ ْعيَا ِن الْ ُمتَ َميّ َزةِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬الصّ ّ‬
‫ختَِل َفةٍ وَ ْجهَانِ‬ ‫حِتهَا عَلَى ُمْبهَ ٍم مِنْ َأ ْعيَا ٍن مُ ْ‬ ‫صّ‬ ‫ض الْخُ ْل ِع وَالصّ ْل ِح عَنْ َد ِم اْلعَمْدِ َففِي ِ‬ ‫ق َو ِعوَ ِ‬ ‫كَالصّدَا ِ‬
‫ك َو ِهيَ طَرِي َقةُ اْلقَاضِي ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا َتصِحّ‬ ‫ح ُة وَفِي الْ ِكنَايَ ِة طَرِيقَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أّنهَا كَذَلِ َ‬ ‫حهُمَا الصّ ّ‬ ‫أَصَ ّ‬
‫ع ُمعَلّ ٌق بِالْ َموْتِ َفَيصِحّ فِي الْ ُمبْهَ ِم ِب َغيْرِ‬ ‫ض وَالثّاِلثُ ‪ :‬عَقْ ُد َتبَ ّر ٍ‬ ‫ح ٌ‬ ‫ضهَا مَا ٌل مَ ْ‬ ‫وَ ْجهًا وَاحِدًا ; ِلأَنّ ِعوَ َ‬
‫ي اْلوَ َرَثةِ َأ ْو بِاْلقُ ْر َعةِ عَلَى‬ ‫خِلَافٍ لِمَا دَخَلَهُ مِ ْن الّت َوسّعِ َك َعبْدٍ مِنْ عَبِي ِدهِ َوشَا ٍة مِنْ قَطِيعِ ِه َوهَلْ ُي َعيّ ُن ِبتَ ْعيِ ِ‬
‫ك ُعقُودُ‬ ‫ِروَايََتيْنِ ‪َ ,‬و ِمثْلُهُ عُقُو ُد الّتبَ ّرعَاتِ كَِإعَا َرةِ أَحَ ٍد هَ َذيْ ِن الّثوَْبيْ ِن َوِإبَا َحةُ أَحَ ٍد هَ َذيْنِ ال ّرغِيفَيْنِ ‪ ,‬وَكَذَلِ َ‬
‫سيْ ِن وَ َدعْ‬ ‫ب بِإِحْدَى هَاَتيْ ِن الْمِائََتيْ ِن َوهُمَا فِي كِي َ‬ ‫ضةِ ِمثْلُ َأنْ يَقُولَ ‪ :‬ضَارِ ٌ‬ ‫حَ‬ ‫ت وَالَْأمَانَاتِ الْ َم ْ‬ ‫الْمُشَارَكَا ِ‬
‫سيَ فَِإنّهُ َيصِ ّح التّمَاثُلُ ذَ َك َرهُ صَا ِحبُ‬ ‫ب مِ ْن هَ ِذ ِه الْمِاَئ ِة بِخَمْ ِ‬‫ك اْلأُخْرَى ِعنْ َدكَ َودِي َعةً ‪َ ,‬أوْ ضَارِ ٌ‬ ‫عَنْ َ‬
‫التّ ْلخِيصِ ‪َ .‬فَأمّا إنْ كَا َن الْإِْبهَامُ فِي التّمَلّكِ فَِإنْ كَانَ عَلَى وَجْ ٍه َيئُولُ إلَى اْلعِلْمِ َك َقوْلِهِ ‪َ :‬أعْطُوا أَحَدَ‬
‫جعَاَلةِ ‪ :‬مَنْ َر ّد َعبْدِي فَلَهُ كَذَا ‪َ ,‬وِإنْ كَا َن عَلَى وَجْهٍ لَا‬ ‫ت اْلوَصِّيةُ كَمَا َلوْ قَالَ فِي الْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫هَ َذيْنِ كَذَا صَ ّ‬
‫حةِ يُ َميّ ُز بِاْلقُ ْر َعةِ ‪َ :‬وَأمّا اْلفُسُوخُ فَمَا وُضِعَ‬ ‫صيّةِ ِلأَحَ ِد هَ َذيْنِ َففِيهِ ِروَايَتَانِ َوعَلَى الصّ ّ‬ ‫َيئُولُ إلَى الْعِ ْلمِ كَاْلوَ ِ‬
‫ق وَالْ َعتَاقِ ‪ ,‬وَخَرّجَ صَا ِحبُ التّلْخِيصِ وَ ْجهًا فِي‬ ‫ِمنْهَا عَلَى الّتغْلِيبِ وَالسّرَاَيةِ صَحّ فِي الْ ُمْبهَمِ كَالطّلَا ِ‬
‫ف َعقْ ُد تَمْلِيكٍ َف ُه َو بِاْلهَِبةِ َأ ْشبَهُ ‪َ :‬وَأمّا‬ ‫حرِيرِ وَالْمَ ْذ َهبُ خِلَافُهُ ; ِلَأ ّن الْوَقْ َ‬ ‫اْلوَقْفِ َأنّهُ كَاْل ِعتْقِ ِلمَا فِيهِ مِ ْن التّ ْ‬
‫خبَرِ َقبْلُ فِي الْ ُمْبهَمِ ‪ ,‬فَِإنْ َتعَلّقَ بِهِ‬ ‫جبُ بِهِ حَ ّق عَلَى الْمَ ْ‬ ‫الْإِ ْخبَارَاتُ َفمَا كَانَ ِمْنهَا َخبَرًا دِيِنيّا َأوْ كَا َن يَ ِ‬
‫وُجُوبُ حَ ّق عَلَى َغيْ ِرهِ لَ ْم ُيقْبَلْ إلّا فِيمَا يَ ْظ َهرُ لَهُ فِيهِ عُ ْذ ُر الِا ْشِتبَاهِ َففِيهِ خِلَافٌ ‪َ .‬وإِ ْن َتعَلّ َق بِ ِه وُجُوبُ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬مْنهَا )‬ ‫ج عَلَى ذَلِ َ‬ ‫حقّ َويُخَرّ ُ‬ ‫حكْمُهُ ُحكْمُ إ ْخبَا ِر مَ ْن وَ َجبَ عََليْهِ الْ َ‬ ‫الْحَ ّق عَلَى غَيْ ِرهِ ِل َغيْ ِرهِ فَ ُ‬
‫َلوْ أَخَْب َر ُه أَنّ كَ ْلبًا َولَغَ فِي أَ َحدِ َه َذْينِ اْلإِنَا َءْينِ لَا ِبعَيِْنهِ َقبْ ُل وَصَارَ كَمَنْ ا ْشَتبَهَ عََليْ ِه طَاهِ ٌر ِبنَ َ‬
‫جسٍ ‪,‬‬
‫حوُ ذَلِكَ ‪.‬‬
‫ح َميْنِ مَْيَت ٌة وَالْآ َخ ُر مُذَكّاةٌ َونَ ْ‬
‫وَكَذَلِكَ َلوْ أَ ْخبَ َرهُ ِبنَجَا َسةِ أَ َح ِد الّث ْوبَيْنِ ‪َ ,‬أوْ َأنّ أَ َح َد هَ َذيْنِ اللّ ْ‬
‫‪611‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) الْإِقْرَارُ َفَيصِ ّح الْ ُمْبهَ ُم َويُلْ َز ُم ِبتَ ْعيِينِ ِه ِمثْلُ َأنْ َيقُولَ ‪ :‬أَحَ ُد هَ َذيْ ِن مِلْكٌ ِل ُفلَانٍ ‪َ ,‬أوْ لَ ُه ِعنْدِي دِ ْرهَمٌ‬
‫َأوْ دِينَارٌ ‪َ .‬ويَصِحّ ِللْ ُمْبهَمِ كَمَا َلوْ أَقَرّ َأنّهُ َأعْتَقَ أَ َح َد هَ َذيْ ِن الْ َعبْ َديْنِ ‪َ ,‬أوْ أَ ْعَتقَهُ َموْرُوثُهُ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ إذَا َأ َقرّ‬
‫َأنّهُ َزوّجَ إ ْحدَى بَنَاِتهِ ِمنْ َر ُجلٍ وََلمْ ُيسَ ّمهَا ُثمّ مَاتَ فَِإّنهَا تُ َميّ ُز بِاْلقُ ْر َع ِة عَلَى الْ َمْنصُوصِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َلوْ‬
‫َأقَرّ أَ ّن َه ِذهِ الْعَ ْينَ الّتِي فِي َي ِدهِ ِلَأحَ ِد َهذَْينِ َودِي َعةٌ وَلَا أَعْلَ ُمهُ عَيْنًا فَِإّنهُمَا َيقْتَ ِرعَا ِن عََلْيهَا َن ّ‬
‫ص عََليْهِ ‪,‬‬
‫ع هَ ِذهِ اْلعَ ْينَ ِم ْن أَ َح ِد هَ َذْينِ َوهُمَا َيدّعِيَاِنهَا فَِإّنهُمَا َيقْتَ ِرعَا ِن وََلوْ كَاَنتْ فِي يَدِ‬
‫وَكَذَا َلوْ َأ َقرّ َأنّ ُه بَا َ‬
‫ص عََليْهِ أَحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ فِي َرجُلَ ْي ِن ادّعَى ُك ّل وَا ِح ٍد مِ ْنهُمَا َأّنهُ اشَْترَى ِمنْ‬
‫أَحَ ِدهِمَا ‪َ .‬ن ّ‬
‫َر ُجلٍ َث ْوبًا َوقَالَ َأ َحدُهُمَا ‪ :‬اشَْت َريُْتهُ بِمِاَئةٍ ‪َ ,‬وقَا َل ‪ :‬الْآ َخرُ بِمِائَتَ ْينِ َوَأقَرّ الْبَائِ ُع َأّنهُ بَا َع ُه بِمِائَتَ ْينِ َوَلمْ‬
‫ُيعَيّنْ ‪ ,‬فَِإنّ ُه ُيقْ َرعُ َبْيَنهُمَا َوإِنْ أَقَامَا بَّيَنتَيْ ِن وَكَا َن الّثوْبُ فِي يَدِ َأحَ ِدهِمَا ‪َ ,‬وهَذَا ا ْخِتيَارُ َأبِي َبكْرٍ وَلَا ا ْعِتبَارَ‬
‫ض اْلبَّيَنتَيْنِ‬
‫سَتنِدِهَا ‪َ .‬و َعنْهُ ِروَاَيةٌ أُخْرَى َأّنهَا يَ ٌد ُم ْعتَبَ َرةٌ َفَتكُو ُن الْ َعيْنُ ِلصَا ِحِبهَا َومَعَ تَعَا ُر ِ‬
‫ِبهَ ِذهِ اْليَدِ لِ ْلعِ ْل ِم بِمُ ْ‬
‫ج عَلَى الْخِلَافِ فِي َبّينَةِ الدّاخِ ِل وَالْخَا ِرجِ ‪.‬‬ ‫يُخَرّ ُ‬
‫‪612‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) الدّ ْعوَى بِالْمُ ْبهَمِ فَِإنْ كَاَنتْ بِمَا َيصِ ّح وُقُوعُ الْ َعقْ ِد عََليْ ِه ُمبْهَمًا كَاْلوَ ِ‬
‫صّي ِة وَالْ َعبْ ِد الْمُ ْطلَقِ فِي‬
‫حقَ أَصْحَاُبنَا الْإِقْرَارَ بِذَلِكَ قَالَ وَالصّحِيحُ ِعنْدِي َأنّ‬ ‫ح ِوهِ فَِإّنهَا َتصِحّ قَالَ فِي التّ ْرغِيبِ ‪َ :‬وأَلْ َ‬ ‫الْ ُمْبهَمِ َونَ ْ‬
‫جهُولِ ‪.‬‬ ‫س بِالْحَ ّق وَلَا مُو َجبِهِ َف َكيْفَ بِالْ َم ْ‬ ‫َد ْعوَى الْإِقْرَا ِر بِالْ َمعْلُومِ لَا َيصِحّ ; ِلأَنّهُ َلْي َ‬
‫‪613‬‬
‫َوَأمّا الدّ ْعوَى عَلَى الْمُ ْب َهمِ َفلَا َتصِ ّح وَلَا تُسْ َم ُع وَلَا َيثُْبتُ ِبهَا قَسَا َم ٌة وَلَا َغيْ ُرهَا ‪َ .‬فَلوْ قَالَ ‪َ :‬قتَلَ َأبِي أَ َحدُ‬
‫حلِفُ كُ ّل‬ ‫حتَمَلُ َأنْ يُسْ َمعَ لِ ْلحَا َجةِ فَِإ ْن ِمثْلَ ُه َيقَعُ َكثِيًا َويَ ْ‬
‫سةِ لَ ْم يُسْمَعْ ‪ .‬قَالَ فِي التّ ْرغِيبِ َويُ ْ‬ ‫خمْ َ‬
‫َهؤُلَاءِ الْ َ‬
‫جرِي فِي الْإِقْرَا ِر وَاْلَبيْعِ إذَا‬ ‫ف وَالسّرَِق ِة وَلَا يَ ْ‬ ‫صبِ وَالِْإتْلَا ِ‬‫ك وَاْلقَبَاءِ فِي َد ْعوَى الْ َغ ْ‬
‫وَاحِ ٍد ِمْنهُمْ قَالَ ‪ :‬وَكَذَلِ َ‬
‫قَالَ ‪ :‬نَسِيت ; ِلأَنّهُ ُم َقصّرٌ ‪.‬‬
‫‪614‬‬
‫شهَا َد ُة بِهِ كَاْل ِعتْقِ وَالطّلَاقِ‬‫حتْ ال ّ‬ ‫صّ‬ ‫شهُو ُد بِ ِه [ َيصِحّ ] ُمْبهَمًا َ‬ ‫شهَا َدةُ بِالْمُ ْب َهمِ فَِإنْ كَانَ الْمَ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) ال ّ‬
‫شهَا َد ُة الّتِي لَا َتصِحّ بِدُونِ َد ْعوَى فَِإّنهَا تَابِ َعةٌ لِل ّدعْوَى فِي‬ ‫صّيةِ َوإِلّا لَ ْم َيصِحّ لَا ِسيّمَا ال ّ‬ ‫وَالْإِقْرَارِ وَاْلوَ ِ‬
‫سيَانَ َعْيِنهَا َففِي الْ َقبُولِ‬ ‫صّيةً ُم َعّيَنةً وَا ّد َعتْ نِ ْ‬
‫ت الَْبّيَنةُ َأنّ ُه طَلّقَ َأوْ َأعْتَقَ َأوْ َأبْطَ َل وَ ِ‬
‫حكْمِ ‪َ ,‬أمّا إ ْن َشهِدَ ْ‬ ‫الْ ُ‬
‫صّيَتيْنِ مُ ْطَلقًا‬
‫شهَا َد ِة بِالرّجُوعِ عَنْ أَ َح ِد الْوَ ِ‬ ‫وَ ْجهَانِ َحكَاهُمَا فِي الْ ُمحَرّرِ وَ َج َزمَ ابْنُ َأبِي مُوسَى ِب َقبُولِ ال ّ‬
‫وَكَذَلِكَ ُح ِكيَ عَنْ َأبِي َبكْرٍ َونَقَلَ ابْ ُن َمنْصُورٍ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي شَا ِهدَْي ِن شَ ِهدَا عَلَى َر ُجلٍ َأنّ ُه أَ َخ َذ ِمنْ‬
‫يَتِيمٍ َألْفًا َو َشهِدَ آ َخرَانِ عَلَى آ َخرَ َأّنهُ ُه َو الّذِي أَ َخ َذهَا َيأْخُ ُذ اْلوَِليّ ِبَأيّهِمَا شَا َء وََلعَ ّل الْمُرَادَ َأنّهُ إذَا‬
‫صُ ّدقَ إحْدَى الَْبّينََتيْنِ ُحكِمَ لَ ُه ِبهَا ‪.‬‬
‫‪615‬‬
‫" َفصْلٌ " وََلوْ تَعَلّ َق الْإِنْشَا ُء بِاسْمٍ لَا َيتَ َميّ ُز بِ ِه مُسَمّاهُ ِلوُقُوعِ الشّرِ َكةِ فِيهِ فَِإنْ َل ْم يَْن ِوهِ فِي اْلبَاطِ ِن ُم َعّينًا َف ُهوَ‬
‫شهَا َدةُ صَ ّح َوإِلّا َففِيهِ خِلَافٌ‬ ‫شتَرَطُ لَهُ ال ّ‬ ‫كَالتّصْرِي ِح بِالِْإْبهَا ِم َوإِ ْن َنوَى بِ ِه ُم َعّينًا فَِإنْ كَانَ اْل َعقْ ُد مِمّا لَا يُ ْ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬منْهَا ) وُرُودُ َعقْ ِد النّكَاحِ عَلَى ا ْس ٍم لَا‬
‫خرّجُ عَلَى ذَلِ َ‬
‫ك َويَتَ َ‬
‫وَالْإِ ْخبَارُ تَابِعٌ ِللِْإنْشَاءِ فِي ذَلِ َ‬
‫يَتَمَّيزُ ُمسَمّاهُ وَلَا يَصِحّ ‪َ .‬فَلوْ قَالَ ‪َ :‬زوّجُْتكِ بِنْتِي وََل ُه بَنَاتٌ لَ ْم َيصِحّ ‪َ ,‬وَأمّا إ ْن عَّينَا فِي اْلبَاطِنِ وَا ِح َدةً‬
‫حوَ َأنْ َيقُولَ ‪ِ :‬بْنتِي وَلَ ُه بَنَاتٌ َأ ْو يُسَ ّمَيهَا بِاسْ ٍم َوَيْن ِويَا فِي اْلبَاطِ ِن َغيْرَ‬ ‫َوعَقَدَا اْلعَقْ َد عََلْيهَا بِاسْ ٍم َغيْ ِر مُ َميّ ٍز نَ ْ‬
‫ب وَاْلقَاضِي فِي َموْضِعٍ آ َخرَ‬ ‫حةِ َوأَبُو الْخَطّا ِ‬
‫ح ِة وَ ْجهَانِ ا ْختَارَ اْلقَاضِي فِي َموْضِ ٍع الصّ ّ‬ ‫مُسَمّاهُ َففِي الصّ ّ‬
‫شهَا َدةُ َوَيَتعَذّ ُر الِْإ ْشهَا ُد عَلَى الّنّيةِ ‪َ .‬وعَنْ َأبِي َح ْفصٍ اْلعُ ْكبَرِيّ‬ ‫الْبُ ْطلَانَ ‪َ ,‬و َمأْخَ ُذهُ َأنّ النّكَاحَ يُشْتَ َرطُ لَهُ ال ّ‬
‫ح َوإِلّا فَلَا ‪ ,‬فََل ْو وَقَعَ‬ ‫ص ّح الّنكَا ُ‬
‫إنْ كَاَنتْ الْمُسَمّاةُ غَلَطًا لَا يَحِ ّل ِنكَا ُحهَا ِل َكوِْنهَا مُ َزوّ َجةً َأ ْو َغيْرَ ذَلِكَ َ‬
‫ح َيصِحّ َففِي َغيْ ِرهِ َأوْلَى ‪َ ,‬وإِنْ قُ ْلنَا‬ ‫شهَا َدةُ فَِإنْ قُ ْلنَا فِي الّنكَا ِ‬
‫شتَرَطُ لَهُ ال ّ‬ ‫ح مِمّا لَا يُ ْ‬ ‫ِمثْلُ هَذَا فِي غَيْرِ الّنكَا ِ‬
‫فِي الّنكَاحِ لَا َيصِحّ فَ ُم ْقَتضَى َتعْلِيلِ مَ ْن عَلّ َل بِا ْشتِرَاطِ الشّهَا َدةِ َأنْ َيصِحّ فِي َغيْ ِرهِ مِمّا لَا ُيعَْتبَ ُر الِْإ ْشهَا ُد عََليْهِ‬
‫حِتهَا ‪.‬‬ ‫ِلصِ ّ‬
‫‪616‬‬
‫ح ّمدٍ َوَلهُ جَارَانِ ِب َهذَا الِا ْسمِ فَلَهُ حَاَلتَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا ‪َ ,‬أنْ ُيعَْل َم ِبقَرِيَنةٍ َأوْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اْلوَصِّيةُ لِجَا ِرهِ مُ َ‬
‫ستَحِقّ‬‫ج الْمُ ْ‬ ‫خرُ ُ‬
‫صّيةُ ِب َغيْ ِر تَ َردّ ٍد َويَ ْ‬
‫غَيْ ِرهَا َأنّهُ أَرَا َد وَاحِدًا ِمنْهُمَا ُم َعّينًا َوَأ ْشكَ َل عََليْنَا َمعْرَِفتُهُ َف َه ُهنَا َيصِ ّح اْلوَ ِ‬
‫ستَحِقّ لِ ْلمَا ِل ِب َغيْ ِرهِ مِنْ ال ّزوْ َج ِة الْمُطَّل َقةِ ‪ ,‬وَالسّ ْل َعةِ‬ ‫ِمنْهُمَا بِاْلقُ ْر َع ِة عَلَى ِقيَاسِ الْمَ ْذ َهبِ فِي ا ْشِتبَا ِه الْمُ ْ‬
‫صيّةِ ِلأَحَ ِدهِمَا‬ ‫الْ َمبِي َع ِة َوغَيْ ِرهِمَا ‪ .‬وَالْحَاَل ُة الثّانَِيةُ ‪َ :‬أنْ يُ َطلّ َق وَقَ ْد يَ ْذهَ ُل عَ ْن َت ْعيِيِ أَحَ ِدهِمَا ِب َعيْنِهِ َف ُهوَ كَاْلوَ ِ‬
‫حةُ ‪.‬‬
‫ص عَنْ أَحْمَدَ الصّ ّ‬ ‫حةِ ِروَاَيتَيْ ِن وََلكِ ّن الْ َمْنصُو َ‬ ‫ُمبْهَمًا ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َحكَى اْلأَصْحَابُ فِي الصّ ّ‬
‫‪617‬‬
‫قَالَ صَاِلحٌ ‪َ :‬سأَلْتُ َأبِي عَنْ رَ ُجلٍ مَاتَ وََل ُه ثَلَاَثةُ غِلْمَانٍ ثَلَاثَُتهُ ْم اسْ ُمهُ ْم َفرَجٌ َفوَصّى عِ ْندَ َم ْوتِهِ َفقَالَ‬
‫ج َلهُ مِاَئةٌ َو َفرَجٌ لَيْسَ لَ ُه شَيْءٌ ‪ .‬قَالَ َأبِي ‪ُ :‬يقْ َر ُ‬
‫ع بَْيَنهُمْ فَمَنْ أَصَابَتْ ُه اْلقُ ْر َعةُ َف ُهوَ ُح ّر َوَأمّا‬ ‫َفرَجٌ ُحرّ َوفَرَ ٌ‬
‫ح ِة مَ َع ا ْشتَرَاكِ‬
‫سيّ ِدهِ ‪َ .‬وهَذَا يَ ُد ّل عَلَى الصّ ّ‬
‫ب الْمِاَئةِ َفلَا َشيْءَ لَ ُه َوذَلِكَ َأنّهُ َعبْ ٌد وَاْلعَبْ ُد ُه َو َومَالُهُ لِ َ‬
‫صَا ِح ُ‬
‫الِاسْمِ ; ِلأَنّ ُه إنّمَا عَلّ َل اْلبُطْلَا َن َههُنَا ِل َك ْونِهِ عَبْدًا فَ َد ّل عَلَى َأنّهُ َلوْ كَانَ ُحرّا لَا ْستَحَقّ ‪ ,‬وَ َزعَمَ صَا ِحبُ‬
‫حرّرِ ‪َ .‬وَنقَلَ َحنْبَلٌ قَالَ َأبُو َعبْدِ اللّهِ‬‫صّيةِ وَخَاَلفَهُ صَا ِحبُ الْمُ َ‬ ‫الْ ُمغْنِي أَنّ ِروَاَيةَ صَالِحٍ تَدُلّ عَلَى بُ ْطلَانِ اْلوَ ِ‬
‫‪ :‬فِي َر ُجلٍ َلهُ غُلَامَانِ اسْ ُمهُمَا وَاحِدٌ َفَأوْصَى عِ ْندَ َم ْوتِهِ َفقَالَ ‪ :‬فُلَانٌ ُحرّ َبعْدَ َم ْوتِي ِلأَ َحدِ الْغُلَامَيْنِ َوَلهُ‬
‫س ُهوَ ُحرّ وَاسْ ُمهُمَا وَاحِدٌ ‪َ ,‬فقَالَ ‪ُ :‬يقْ َر ُ‬
‫ع َبيَْنهُمَا َفمَنْ أَصَاَبتْهُ اْلقُ ْر َعةُ َف ُهوَ حُرّ‬ ‫مِائَتَا دِ ْرهَمٍ ‪َ ,‬وفُلَا ٌن لَيْ َ‬
‫سيّ ِد ِه َوهَ ِذهِ لَا تَدُ ّل عَلَى مِثْ ِل مَا دَّلتْ‬
‫َوَأمّا صَا ِحبُ الْمِاَئَتيْنِ فََلْيسَ لَ ُه َشيْءٌ وَذَلِكَ َأنّ ُه َعبْ ٌد وَاْل َعبْ ُد َومَالُهُ لِ َ‬
‫ب يَدُ ّل عَلَى خِلَافِهِ ‪,‬‬ ‫جوَا ُ‬ ‫سؤَا َل َي ْقَتضِي أَ ّن الْمُوصَى لَ ُه بِالْمِائََتيْ ِن ُهوَ اْل َعتِي ُق وَالْ َ‬‫عََليْهِ ِروَاَيةُ صَالِحٍ َلكِنّ ال ّ‬
‫صّيةِ ِللِْإْبهَامِ وََلْيسَ كَذَلِكَ ; ِلَأنّهُ إنّمَا عَلّ َل ِب َكوْنِهِ‬ ‫َومِ ْن ثُمّ َزعَمَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ َأّنهَا تَدُ ّل عَلَى بُطْلَا ِن الْوَ ِ‬
‫عَبْدًا لَ ْم ُي ْعتَ ْق َوتََأوَّلهَا الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ عَلَى َأ ّن اْلوَصِّيةَ لَ ْم َتصِحّ ِل َكوْنِ ِه َعبْدًا حَا َل الْإِيصَا ِء وَلَا َيكْفِي‬
‫ضعِيفٌ جِدّا ‪ .‬وَ َجوَابُ‬ ‫صّيةُ ِلُأ ّم اْلوَلَدِ وَالْمُ َدبّ ِر َوهُوَ َ‬ ‫حقَاقِ ‪َ ,‬وعَلَى هَذَا فَلَا تَصِ ّح اْلوَ ِ‬ ‫ُح ّريّتُهُ حَا َل الِاسْتِ ْ‬
‫ختَانَ أَنّ َأبَا َعبْدِ اللّهِ‬ ‫ب بْ ُن بُ ْ‬ ‫أَحْمَدَ إنّمَا يََتنَزّ ُل عَلَى َأنّ الْمُوصَى لَ ُه بِالدّرَاهِ ِم غَيْرُ الْ ُمعْتِقِ ‪َ .‬وَنقَلَ َيعْقُو ُ‬
‫َسأَلَ عَنْ رَجُلٍ لَ ُه ثَلَاَث ُة غِلْمَا ٍن اسْمُ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمْ فَ َرجٌ ‪َ ,‬فقَالَ ‪ :‬فَ َرجٌ ُحرّ وَِلفَرَجٍ مِاَئةُ دِ ْرهَمٍ ‪ .‬قَالَ ‪:‬‬
‫ج َسهْمُهُ َف ُهوَ حُ ّر َواَلّذِي َأوْصَى لَ ُه بِالْمِاَئةِ لَا َشيْءَ لَهُ ; ِلَأنّ هَذَا مِيَاثٌ ‪َ ,‬وهَ ِذهِ‬ ‫ُيقْ َرعُ َبْيَنهُمْ فَمَنْ خَ َر َ‬
‫صّيةِ ِب َكوْ ِن اْلعَبْ ِد الْمُوصَى لَ ُه مِيَاثًا لِ ْلوَ َرَثةِ َفهَ ِذهِ‬ ‫س مَا َقبَْلهَا َحْيثُ عَلّلَ فِيهَا بِبُ ْطلَانِ اْلوَ ِ‬‫ال ّروَاَي ُة مِنْ ِجْن ِ‬
‫ح ِة َوهُوَ َقوْلُ اْلقَاضِي َوسَاَقهَا َأبُو َبكْرٍ فِي‬ ‫ت اّلتِي سَاَقهَا الْخَلّالُ فِي الْجَامِعِ وَكُّلهَا دَاّلةٌ عَلَى الصّ ّ‬ ‫ال ّروَايَا ُ‬
‫صّيةَ لَهُ فِي ِروَاَيةِ صَاِلحٍ َوأَبْ َطَلهَا‬ ‫صحّ َح اْلوَ ِ‬ ‫الشّافِي عَلَى َأ ّن الْمُوصَى لَ ُه بِالدّرَاهِ ِم ُهوَ الْ ُم ْعتَ ُق َوَأنّ أَ ْحمَدَ َ‬
‫حةِ أَقُولُ ‪ ,‬وَفِي الْخَلّالِ َأيْضًا عَنْ ُم َهنّا أَنّ أَ ْحمَدَ قَالَ فِي َرجُلَ ْينِ‬
‫فِي ِروَاَيةِ َحْنبَلٍ قَالَ َأبُو بَكْرٍ ‪َ :‬وبِالصّ ّ‬
‫شَ ِهدَا عَلَى َر ُجلٍ َأنّهُ َأوْصَى عِ ْندَ مَ ْوِتهِ ِلفُلَانِ بْ ِن فُلَا ٍن ِمنْ أَصْحَابِ فُلَانٍ َألْفَ دِ ْرهَمٍ أَ ْو َأحَاَلهُ ِبهَا‬
‫ف يَصَْنعُونَ َو َقدْ مَاتَ الرّ ُجلُ ؟ قَالَ ‪َ :‬ينْظُرُونَ فِي أَصْحَابِ ُفلَانٍ‬
‫شهُو ُد لَا َي ْعرِفُو َن فُلَانَ ْب َن فُلَانٍ كَيْ َ‬
‫وَال ّ‬
‫فِيهِمْ فُلَا ُن بْنُ فُلَا ٍن مِنْ أَصْحَابِ ُفلَانٍ ؟ قُلْت ‪ :‬فَِإنْ جَاءَ رَجُلَانِ َفقَالَ كُ ّل وَاحِدٍ مِْنهُمَا ‪َ :‬أنَا فُلَا ُن بْنُ فُلَانٍ‬
‫مِنْ أَصْحَابِ ُفلَانٍ قَالَ ‪ :‬فَلَا يَدَْفعُ إَلْيهِمَا شَْيئًا َحتّى َيكُونَ َرجُ ٌل وَاحِدٌ ‪ ,‬وَالظّاهِرُ َأنّ أَحْمَدَ لَ ْم َيَتوَقّفْ فِي‬
‫س َوِإنّمَا اشَْتبَهَ عََلْينَا لِا ْشتِرَاكِ‬
‫ح ِة اْلوَصِّيةِ فَِإّنهَا َههُنَا لِ ُم َعيّنٍ فِي نَ ْف ٍ‬
‫ستَحِ ّق مِ ْن َغيْ ِرهِ لَا ِلصِ ّ‬ ‫الدّفْعِ إلّا ِلَيتََيقّ َن الْمُ ْ‬
‫س مِنْ‬
‫ستَحِقّ إذَا ُر ِجيَ اْنكِشَافُ الْحَا ِل َوَأمّا مَ َع الِْإيَا ِ‬ ‫ك وُقِفَ الدّفْ ُع عَلَى َمعْرَِف ِة َعيْ ِن الْمُ ْ‬ ‫الِاسْ َميْنِ َفلِذَلِ َ‬
‫ي َوهُ َو الْحَقّ ‪.‬‬
‫ب الْ ُمَتقَ ّدمِ َ‬
‫ض اْلأَصْحَا ِ‬ ‫ستَحِ ّق بِاْلقُ ْر َعةِ قَالَ ُه َبعْ ُ‬
‫ي الْمُ ْ‬
‫ذَلِكَ َفَيَتعَيّ ُن َت ْعيِ َ‬
‫‪618‬‬
‫ب اْلقَاضِي إلَى قَاضِي بَلَدٍ آخَرَ َأنّ ِلفُلَانٍ عَلَى ُفلَانِ بْنِ ُفلَانٍ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اشْتِبَاهُ الْ ُمدّعَى عَلَ ْيهِ إذَا َكتَ َ‬
‫ك وَلَ ْم‬ ‫سبِ فَا ّدعَى َأنّ لَ ُه مُشَارِكًا فِي ذَلِ َ‬ ‫ص َفةِ وَالنّ َ‬
‫الْمُسَمّى الْ َموْصُوفِ َكذَا ‪َ .‬فأَ ْحضَ َر ُه الْ َم ْكتُوبُ إَليْهِ بِال ّ‬
‫خصْ ُم ِمنْهُمَا وََلمْ‬ ‫ب وُقِفَ َحتّى ُيعَْل َم الْ َ‬
‫س ِ‬ ‫َيثُْبتْ ُحكْ ٌم عََليْهِ َوِإنْ َأثَْبتَ َأنّ لَ ُه مُشَارِكًا فِي الِاسْ ِم وَالصّ َف ِة وَالنّ َ‬
‫يَجُ ْز اْل َقضَاءُ مَ َع عَ َدمِ اْلعِلْمِ ‪َ .‬أمّا َلوْ كَا َن الْمُ ّدعِي الْ َم ْكتُوبُ فِيهِ َحَيوَانًا َأ ْو عَبْدًا َموْصُوفًا وَلَ ْم َيثُْبتْ لَهُ‬
‫ختُومُ الْ ِعتْ ِق َوُيؤْخَ ُذ ِمنْهُ َكفِيلٌ َحتّى يَ ْأِتيَ اْلقَاضِي‬ ‫مُشَا ِركٌ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪َ :‬أ ْشهَ ُرهُمَا َأنّ ُه يُسَلّمُ إلَى الْمُ ّدعِي مَ ْ‬
‫شهَدُوا عَلَى َعْينِهِ وَ َجبَ َر ّدهُ إلَى الْحَاكِ ِم الّذِي‬ ‫شهُو ُد عَلَى عَْينِهِ َويُ ْقضَى لَ ُه بِهِ ‪َ ,‬وِإنْ يَ ْ‬ ‫شهَدَ ال ّ‬ ‫الْكَاِتبُ َفيَ ْ‬
‫شهَا َدةِ‬ ‫حقَاقٍ ‪ .‬وَاْلوَجْ ُه الثّانِي ‪ :‬لَا يُسَلّمُ إلّا بِال ّ‬ ‫سَلّمَ ُه َوَيكُونُ فِي ضَمَانِ الّذِي أَخَ َذهُ ; ِلأَنّهُ أَ َخ َذهُ ِب َغيْ ِر اسْتِ ْ‬
‫ص َفتَهُ َفَيْبعُدُ‬
‫ق َبيَْنهَا َوَبيْنَ اّلتِي َقبَْلهَا َأ ّن الْحُرّ َق ْد طَابَقَ َقوْ َل الْ ُم ّدعِي اسْمَهُ َونَسَبَ ُه وَ ِ‬
‫عَلَى َعْينِهِ ‪ .‬وَاْلفَ ْر ُ‬
‫صفِ ِه وَاسْمِهِ وَاْلوَصْفُ َكثِيُ الِا ْشِتبَا ِه‬ ‫صفِهِ َأوْ فِي وَ ْ‬ ‫حَيوَانُ إنّمَا َحصَ َل الِاّتفَاقُ فِي وَ ْ‬ ‫الِاشْتِرَاكُ ‪ ,‬وَاْل َعبْ ُد وَالْ َ‬
‫سبِهِ ُقبَِلتْ‬ ‫شهُو َد عََليْ ِه بِاسْمِ ِه َونَ َ‬
‫ف الْمَ ْ‬‫ك الِاسْمُ َونَظِ ُي هَذَا مَا ذَكَرُوهُ فِي َشهَا َدةِ اْلَأعْمَى َأنّهُ إ ْن عَرَ َ‬ ‫وَكَذَلِ َ‬
‫حصُلُ فِيهِ‬ ‫جرّ َد يَ ْ‬
‫ف الْمُ َ‬ ‫صفَهُ َففِي َقبُوِلهَا وَ ْجهَانِ ; ِلأَنّ اْلوَصْ َ‬ ‫َشهَا َدتُ ُه َوإِ ْن عَرَفَ ُه بِ ُر ْؤَيتِهِ َقبْ َل عَمَاهُ َفوَ َ‬
‫الِاشْتِرَاكُ ‪.‬‬
‫‪619‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ كَانَ َلهُ ابْنَتَا ِن اسْ ُمهُمَا وَاحِدٌ َف َوهَبَ ِلِإحْدَاهُمَا شَيْئًا َأوْ َأ َقرّ َلهَا ُثمّ مَاتَ وََلمْ يُبَّينْ َفقَالَ‬
‫ح ّق ِة ِمنْهُمَا بِاْلقُ ْر َعةِ كَمَا َلوْ أَقَرّ َأنّهُ َزوّجَ إحْدَى‬
‫ستَ َ‬‫ج الْمُ ْ‬ ‫س الْمَ ْذ َهبِ إ ْخرَا ُ‬
‫الْقَاضِي فِي َب ْعضِ تَعَالِيقِهِ ِقيَا ُ‬
‫ت وَلَ ْم ُيَبيّنْ ‪َ ,‬وهَذَا صَحِيحٌ ; ِلَأنّ اْلهَِب َة وَالْإِقْرَارَ هُنَا وَقَعَ لِ َم ْعنًى فِي اْلبَاطِ ِن َوِإنّمَا َأ ْشكَلَ عََلْينَا‬ ‫َبنَاتِ ِه ثُ ّم مَا َ‬
‫ف عََليْهِ َفيُ َميّ ُز بِاْلقُ ْر َعةِ ‪.‬‬
‫اْلوُقُو ُ‬
‫‪620‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ وُ ِجدَ فِي كِتَابِ َوقْفٍ أَنّ َرجُلًا َوقَفَ عَلَى فُلَا ٍن َوبَنِي بَنِيهِ وَاشْتََبهَ َهلْ الْ ُمرَادُ بَنِي بَنِيهِ‬
‫( جَمْ ُع اْبنٍ ) َأوْ بَنِي بَنِيهِ ( وَاحِ َد ُة الْبَنَاتِ ) قَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُفنُونِهِ ‪َ :‬يكُو ُن َبيَْنهُمَا ِعنْ َدنَا ِلتُسَاوِيهِمَا‬
‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ ‪َ :‬لْيسَ هَذَا َتعَا ُرضَ الَْبّينََتيْ ِن بَ ْل ُهوَ بِ َمنْزَِل ِة تَ َردّدِ الَْبّينَ ِة‬ ‫كَمَا فِي َتعَا ُرضِ اْلَبيّنَاتِ ‪ .‬قَالَ ال ّ‬
‫ض الَْبّينََتيْنِ فَاْلقِسْ َم ُة ِعنْ َد الّتعَا ُرضِ ِروَاَيةٌ مَ ْرجُو َح ٌة َوإِلّا فَالصّحِيحُ إمّا التّسَاقُطُ‬ ‫اْلوَاحِ َد ِة وََلوْ كَانَ مِ ْن َتعَا ُر ِ‬
‫حتَ َملُ أَنْ‬ ‫ج َهَتيْ ِن وَلَ ْم ُيعْلَ ْم َعْيُنهَا ‪َ ,‬ويُ ْ‬ ‫ع َه ُهنَا ; ِلأَنّ الْحَقّ ثََبتَ لِإِحْدَى الْ ِ‬ ‫حتَمَلُ َأنْ ُيقْ َر َ‬ ‫َوِإمّا اْلقُ ْر َعةُ َفيُ ْ‬
‫خصّ ِمْنهُمَا الذّكُو َر بَ ْل َيعُمّ َأوْلَا َدهُمَا‬ ‫ف عَلَى وَلَ ِد َبنِيهِ لَا َي ُ‬ ‫يُرَجّ َح بَنُو اْلبَنِيَ ; ِلأَنّ الْعَا َدةَ َأ ّن الْإِنْسَانَ إذَا وَقَ َ‬
‫سمّاهَا‬ ‫خصّ ذُكُو َرهُمْ َكثِيًا كَآبَاِئهِمْ وَلَِأنّهُ َلوْ أَرَا َد وَلَ َد الِْبْنتِ لَ َ‬ ‫ف عَلَى وَلَدِ الذّكُورِ فَِإنّ ُه يَ ُ‬ ‫ف الْوَقْ ِ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫صوَابِ ‪َ .‬وأَ ْفتَى رَحِمَهُ اللّهُ فِي َمنْ‬ ‫ش َركَ َبيْ َن وَلَ ِدهَا َووَلَ ِد سَائِ ِر َبنَاتِهِ ‪ ,‬قَالَ ‪َ :‬وهَذَا أَقْرَبُ إلَى ال ّ‬ ‫بِاسْ ِمهَا َأوْ لَ َ‬
‫ف عَلَى َأحَدِ َأوْلَا ِد ِه وَلَهُ عِ ّدةُ َأوْلَا ٍد وَ َج ِهلَ اسْمَهُ َأنّ ُه يُ َميّ ُز بِاْلقُ ْر َعةِ ‪.‬‬ ‫وَقَ َ‬
‫‪621‬‬
‫س مِنْ‬ ‫جهُو ُل َمنْزَِلةَ الْ َمعْدُومِ َوِإنْ كَا َن الْأَصْ ُل َبقَا َءهُ إذَا َيِئ َ‬ ‫( اْلقَاعِ َدةُ السّا ِد َسةُ بَعْ َد الْمِاَئةِ ) َينْزِل الْ َم ْ‬
‫ضةُ ِمنْ َأقَلّ‬
‫س ُه الْ ُمسْتَحَا َ‬
‫ف عََليْهِ َأوْ شَقّ ا ْعِتبَا ُرهُ َوذَلِكَ فِي مَسَائِلَ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) الزّائِدُ عَلَى مَا تَجْ ِل ُ‬
‫اْلوُقُو ِ‬
‫الْحَيْضِ أَوْ غَالِِبهِ إلَى مُنَْتهَى أَكَْث ِرهِ ‪ُ ,‬حكْمُهُ ُحكْ ُم الْ َمعْدُومِ َحْيثُ َحكَ ْمنَا فِيهَا ِللْ َم ْرأَ ِة ِبأَ ْحكَامِ الطّاهِرَاتِ‬
‫خلَافِ الزّائِ ِد عَلَى اْلأَقَلّ فِي حَ ّق الْ ُمْبتَ َدأَ ِة عَلَى ظَاهِ ِر‬ ‫ض ِة تَطُو ُل وَلَا غَاَيةَ َلهَا ُتْنتَظَ ُر بِ ِ‬
‫كُّلهَا فَِإ ّن مُ ّدةَ الِا ْستِحَا َ‬
‫ف بِالتّكْرَا ِر عَنْ ُقرْبٍ‬ ‫ت اْلعَا َدةِ بِالّتكْرَارِ ; ِلأَنّ َأمْ َر ُه َينْكَشِ ُ‬
‫ص ْومَ اْلوَاقِعَ فِيهِ َقبْلَ ثُبُو ِ‬
‫ث َتقْضِي ال ّ‬ ‫الْمَ ْذ َهبِ َحيْ ُ‬
‫صوْمَ ; ِلَأنّهُ لَا يََتكَرّرُ‬
‫شكُوكُ فِيهِ تَ ْقضِي فِي ِه ال ّ‬ ‫س الْمَ ْ‬
‫ك الّنفَا ُ‬ ‫‪ .‬وَكَذَلِ َ‬
‫‪622‬‬
‫ق بِ ِه عَنْ ُه عَلَى الصّحِيحِ‬
‫ك ِمْنهَا ُيتَصَ ّد ُ‬ ‫ح ْولِ فَِإّنهَا َتتَمَلّكُ ِل َ‬
‫جهَاَلةِ َرّبهَا َومَا لَا ُيتَمَلّ ُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) الّلقَ َطةُ َب ْعدَ الْ َ‬
‫ح ُوهَا ‪.‬‬
‫ب َونَ ْ‬
‫ك اْلوَدَائِ ُع وَاْلغُصُو ُ‬
‫وَكَذَلِ َ‬
‫‪623‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) مَالُ َم ْن لَا ُيعْ َلمُ َلهُ وَا ِرثٌ فَِإنّ ُه يُوضَعُ فِي َبيْ ِ‬
‫ت الْمَالِ كَالضّائِ ِع مَعَ َأنّهُ لَا َيخْلُو مِ ْن َبنِي عَمّ‬
‫صَبتُهُ‬
‫َأعْلَى إ ْذ النّاسُ كُّلهُ ْم َبنُو آ َدمَ فَمَنْ كَانَ َأ ْسبِقَ إلَى الِا ْجتِمَاعِ مَ َع الْ َميّتِ فِي أَبٍ مِ ْن آبَائِهِ َف ُه َو عَ َ‬
‫ف مَالِهِ فِي الْ َمصَالِحِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َلوْ كَانَ لَ ُه َموْلًى ُم ْعتَقٌ‬ ‫جهُولٌ فََل ْم َيثُْبتْ لَهُ ُحكْمٌ ‪ .‬وَجَازَ صَرْ ُ‬ ‫وََلكِنّ ُه مَ ْ‬
‫ت الْمَالِ إ ْرثًا‬ ‫جهُولِ ‪ .‬وََلنَا ِروَاَيةٌ أُ ْخرَى َأنّهُ يَْنَتقِلُ إلَى َبيْ ِ‬‫َلوَ ِرثَهُ فِي هَ ِذ ِه الْحَاَل ِة وَلَ ْم يُ ْلَتفَتْ إلَى هَذَا الْمَ ْ‬
‫حكْ َم بِالْإِرْثِ لِ ْلكُلّ َف ُه َو مُخَالِفٌ ِل َقوَاعِدِ الْمَ ْذهَبِ‬ ‫ب الْ ُ‬ ‫ث ِب َغيْ ِرهِ يُو ِج ُ‬
‫ِلهَذَا الْ َم ْعنَى فَِإنْ أُرِيدَ َأنّ ا ْشِتبَا َه اْلوَارِ ِ‬
‫جهْلِ‬
‫ت الْمَا ِل ثُ ّم ُيصْرَفُ فِي الْ َمصَالِحِ لِ ْل َ‬ ‫ظ مِيَاثُهُ فِي َبيْ ِ‬‫حفَ ُ‬ ‫َوإِنْ أُرِيدَ َأنّهُ إرْثٌ فِي اْلبَاطِنِ ِل ُمعَيّنٍ َفيُ ْ‬
‫ص الِْإمَامِ مِ ّمنْ قََتلَ َم ْن لَا وَا ِرثَ‬
‫سأََلةُ اقْتِصَا ِ‬
‫ك مَ ْ‬
‫حقّ ِه عَْينًا َف ُهوَ وَاْلَأوّ ُل بِ َم ْعنًى وَاحِ ٍد َوَينَْبنِي عَلَى ذَلِ َ‬
‫ستَ َ‬
‫بِمُ ْ‬
‫َلهُ وَفِي الْمَ ْ‬
‫سأََلةِ وَ ْجهَانِ ‪ِ :‬مْنهُ ْم مَ ْن َبنَاهُمَا عَلَى َأ ّن بَْيتَ الْمَا ِل هَ ْل ُهوَ وَارِثٌ َأمْ لَا ؟ َو ِمْنهُ ْم مَنْ قَالَ ‪ :‬لَا‬
‫سلِمِيَ‬‫ص وََلوْ ُق ْلنَا بَِأنّ ُه وَارِثٌ ; ِلأَنّ فِي الْمُ ْ‬
‫َينَْبنِي عَلَى ذَلِكَ ‪ ,‬ثُمّ َلهُمْ طَرِيقَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّهُ لَا ُيقَْت ّ‬
‫خطّابِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬يَجُو ُز الِا ْقِتصَاصُ ‪َ .‬وإِنْ قُ ْلنَا َلْيسَ‬ ‫ب َوهِ َي طَرِي َقةُ َأبِي الْ َ‬ ‫جنُونُ وَاْلغَائِ ُ‬ ‫صِبيّ وَالْمَ ْ‬
‫ال ّ‬
‫ث َو ُه َو مَأْ َخذُ ابْنِ الزاغون ‪.‬‬ ‫ِبوَارِثٍ ; ِلأَنّ وِلَاَي َة الِْإمَا ِم َونَظَ َرهُ فِي الْ َمصَالِحِ قَائِ ٌم َمقَا َم اْلوَارِ ِ‬
‫‪624‬‬
‫حتَاجُ إلَى‬ ‫صرَ جَازَ لَ ُه الْإِقْدَامُ عَلَى النّكَا ِ‬
‫ح مِ ْن نِسَائِ ِه وَلَا يَ ْ‬ ‫ت أُخُْت ُه بِِنسَا ِء َأ ْهلِ مِ ْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا اشْتََبهَ ْ‬
‫صرَ َأوْ قَ ْرَيةٍ ‪َ ,‬أ ْو اشَْتبَهَ‬
‫ح ِم أَ ْه ِل مِ ْ‬
‫ت مَيَْت ٌة بِلَ ْ‬
‫ك عَلَى أَصَحّ اْلوَ ْج َهيْنِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َلوْ اشْتََبهَ ْ‬
‫حرّي فِي ذَلِ َ‬
‫التّ َ‬
‫سأَلَ َة عَلَى َتعَا ُرضِ اْلأَصْلِ‬
‫ج الْمَ ْ‬ ‫حرَامُ َوَيغِْلبَ َفُيخَرّ ُ‬ ‫حوِ ذَلِكَ إلّا َأ ْن يَ ْكثُ َر الْ َ‬ ‫َحرَامٌ قَلِي ٌل بِ ُمبَاحٍ َكثِيٍ َونَ ْ‬
‫ب الْ ُكفّا ِر َوَأوَاَنْيهِمْ ‪.‬‬
‫وَالظّاهِرِ َكثِيَا ِ‬
‫‪625‬‬
‫حكُو ٌم بِ َطهَا َرتِهِ عَلَى الصّحِيحِ الْ َمنْصُوصِ ‪.‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) طِيُ الشّوَارِعِ مَ ْ‬
‫‪626‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا طَ ّلقَ وَا ِح َدةً ِمنْ ِنسَاِئهِ َوُأْنسِيهَا فَِإّنهَا تُ َميّ ُز بِاْلقُ ْر َع ِة َويَحِلّ لَ ُه وَطْ ُء اْلَبوَاقِي عَلَى الْمَ ْذ َهبِ‬
‫شهُورِ وَكَذَلِكَ َلوْ َأ ْعتَقَ وَاحِ َد ًة مِ ْن إمَائِهِ ‪.‬‬ ‫الصّحِي ِح الْمَ ْ‬
‫‪627‬‬
‫حجّ ‪َ ,‬وهَ ْل يُجْ ِزئُ ُه عَ ْن اْلعُمْ َرةِ ؟‬ ‫ك َوأُْنسِيهِ ُثمّ عَيَّنهُ ِب ِقرَانٍ فَِإنّ ُه يُ ْ‬
‫ج ِزئُهُ عَ ْن الْ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َأ ْحرَ َم بُِنسُ ٍ‬
‫حجّ َأوْ لَا ‪ ,‬ثُمّ أَدْخَلَ عََليْهِ اْلعُمْ َر َة ِبِنيّةِ‬
‫جوَازِ أَ ْن َيكُونَ أَحْ َر َم بِ َ‬
‫ج ِزئُهُ ِل َ‬
‫وَ ْج َهيْنِ َأ ْشهَ ُرهُمَا ِعنْ َد الْ ُمتَأَخّرِينَ لَا يُ ْ‬
‫ح ّج مَ َع اْلعِلْمِ َفَأمّا مَعَ‬
‫الْقِرَانِ فَلَا َتصِ ّح عُمْ َرتُهُ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬يُجْ ِزئُهُ ; ِلَأنّ ُه إنّمَا يُ ْمنَ ُع مِنْ إدْخَا ِل اْلعُمْ َرةِ عَلَى الْ َ‬
‫ي التّ ْعيِيِ ‪.‬‬ ‫جهُولِ كَالْ َم ْعدُومِ َف َكَأنّهُ اْبتَ َدأَ الْإِ ْحرَا َم ِبهِمَا مِنْ ِح ِ‬
‫عَ َدمِهِ َفلَا َتنْزِيلًا لِ ْلمَ ْ‬
‫‪628‬‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ السّاِب َع ُة َبعْدَ الْمِاَئةِ ) ‪ :‬تَ ْملِيكُ الْ َمعْدُومِ ‪ ,‬وَالِْإبَا َحةُ لَهُ َنوْعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنْ َيكُو َن بِطَرِيقِ‬
‫ف وَالْإِجَا َزةِ وَهَذَا إذَا‬
‫شهُورُ َأنّهُ لَا َيصِحّ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنْ َيكُونَ بِ َطرِيقِ الّتَبعِّيةِ َفَيصِحّ فِي اْلوَقْ ِ‬ ‫الْأَصَاَلةِ فَالْمَ ْ‬
‫ح بِدُخُو ِل الْ َمعْدُومِ َفَأمّا إنْ لَ ْم ُيصَرّحْ وَكَا َن الْمَحِلّ لَا يَسْتَ ْل ِز ُم الْ َمعْدُومَ َففِي ُدخُولِهِ خِلَافٌ ‪ ,‬وَكَذَا‬ ‫صَرّ َ‬
‫ج عَلَى هَ ِذهِ اْلقَاعِ َدةِ مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) الِْإجَا َزةُ‬
‫ث مَ ْن يُشَارِ ُكهُمْ َوَيتَخَرّ ُ‬
‫َلوْ اْنَتقَلَ الْوَقْفُ إلَى َق ْومٍ َفحَدَ َ‬
‫ِلفُلَا ٍن َولِ َمنْ يُوَلدُ َلهُ فَِإّنهَا َتصِ ّح وََفعَلَ ذَلِكَ َأبُو بَكْر بْنُ َأبِي دَاوُد [ َو ُهوَ ] مِنْ َأ ْعيَانِ أَصْحَاِبنَا فَِإنّهُ أَجَازَ‬
‫حبََلةِ‬
‫حبَ ِل الْ َ‬
‫ص َووَلَ ِدهِ وَِل َ‬
‫خ ٍ‬‫لِشَ ْ‬
‫‪629‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) اْلإِجَا َزةُ لِ َمنْ يُولَدُ ِلفُلَا ٍن ابِْتدَاءً َفأَفْتَى الْقَاضِي فِيهَا بِالصّ ّ‬
‫ح ِة مُ ْطَلقًا نَقَلَ ُه َعنْهُ َأبُو َبكْ ٍر الْخَطِيبُ‬
‫حةِ ‪.‬‬‫‪ .‬وَِقيَاسُ َقوْلِهِ فِي اْلوَقْفِ عَ َدمُ الصّ ّ‬
‫‪630‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) اْلوَقْفُ عَلَى َمنْ سَيُولَدُ َلهُ َفصَرّحَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ بَِأنّهُ لَا َيصِحّ ; ِلَأنّهُ وَقَ َ‬
‫ف عَلَى مَنْ لَا‬
‫ف عَلَى اْلعَبْدِ ‪ .‬قَالَ أَ ْحمَدُ ‪ :‬فِي ِروَاَيةِ صَاِلحٍ اْلوَقْفُ‬ ‫يَمْلِكُ فِي الْحَا ِل وَا ْقَتصَ َر عََليْهِ َفلَ ْم َيصِحّ كَمَا َل ْو وَقَ َ‬
‫إنّمَا يَكُونُ َأ ْن يُوقِفَ ُه عَلَى وَلَ ِدهِ َأ ْو مَ ْن َيكُو ُن مِنْ أَقَا ِربِهِ فَإِذَا اْنقَرَضُوا َف ُهوَ صَدََق ٌة عَلَى الْمَسَاكِيِ َأ ْو مَنْ‬
‫ف ابْتِدَا ًء عَلَى مَ ْن يُولَدُ لَهُ َأوْ مَ ْن يُوجَدُ مِنْ أَقَا ِربِهِ‬
‫ح ُة اْلوَقْ ِ‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ ظَاهِ ُرهُ يُعْطَى صِ ّ‬ ‫َرأَى قَالَ ال ّ‬
‫ط ‪ .‬انَْتهَى ‪َ .‬ويُ ْمكِنُ َأنْ ُيحْمَ َل عَلَى َأنّ مُرَا َدهُ مَ ْن َيكُو ُن [ َموْجُودًا ] مِنْ‬ ‫ف ُمعَلّ ٌق بِشَ ْر ٍ‬ ‫َوهَذَا ِعنْدِي وَقْ ٌ‬
‫حذُوفًا ‪.‬‬ ‫صةً وَ َخبَ ُرهَا مَ ْ‬ ‫أَقَا ِربِهِ َفيَكُونُ كَا َن نَاِق َ‬
‫‪631‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) اْلوَقْفُ عَلَى وََل ِد ِه وَ َوَلدِ َوَل ِدهِ َأَبدًا َأوْ َمنْ يُوَلدُ َلهُ َفَيصِ ّح ِب َغيْ ِر إشْكَا ٍل َن ّ‬
‫ص عََليْهِ ‪.‬‬
‫‪632‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َوقَفَ عَلَى َوَل ِدهِ َوَلهُ َأ ْولَادٌ مَ ْوجُودُونَ ُثمّ حَ َدثَ َل ُه وََلدٌ آ َخرُ َففِي دُخُولِهِ ِروَايَتَانِ ‪,‬‬
‫َوظَاهِرُ َكلَامِ أَ ْحمَدَ دُخُولُهُ فِي الْ َموْلُودِ َقبْلَ تَ ْأبِيِ النّخْ ِل وََق ْد َسبَقَ َو ُهوَ َقوْلُ ابْنِ َأبِي مُوسَى َوظَاهِرُ كَلَامِ‬
‫الْقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ َوأَفْتَى بِهِ ابْنُ الزاغون ‪.‬‬
‫‪633‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َوقَفَ عَلَى َوَل ِدهِ ُثمّ عَلَى وََل ِدهِ ْم َأبَدًا عَلَى أَنّ َمنْ مَاتَ َع ْن َولَدٍ فَنَصِيُبهُ لِ َوَل ِدهِ َو َمنْ مَاتَ‬
‫َعنْ غَ ْي ِر َوَلدٍ فَنَصِيُبهُ لِ َم ْن فِي دَ َرجَِت ِه فَكَا َن فِي دَ َرجَِتهِ عِ ْندَ َم ْوتِهِ اثْنَا ِن مَثَلًا فَتَنَا َولَا نَصِيَبهُ ُثمّ حَ َدثَ‬
‫ث َف َهلْ ُيشَارِ ُك ُهمْ يُخَرّجُ فِي ِه وَ ْجهَانِ مِ ْن اّلتِي َقبَْلهَا وَالدّخُولُ هُنَا َأوْلَى َوبِهِ أَ ْفتَى الشّيْخُ شَ ْمسُ الدّينِ‬
‫ثَالِ ٌ‬
‫ف بِخِلَافِ‬ ‫حظُ فِيهِمْ أَ ْعيَانُ الْ َموْجُودِينَ عِنْ َد اْلوَقْ ِ‬ ‫بْنُ َأبِي عُمَ َر الْ َمقْ ِد ِسيّ ; ِلَأنّ اْلوَقْفَ عَلَى اْلأَوْلَادِ َق ْد يُلْ َ‬
‫ث مَ ْن ُهوَ َأعْلَى مِ ْن الْ َموْجُودِينَ‬ ‫ج َه ِة َوعَلَى هَذَا فََلوْ حَدَ َ‬ ‫الدّرَ َج ِة وَال ّطَب َقةِ فَِإنّهُ لَا يُ ْلحَظُ فِيهِ إلّا مُ ْطلَ ُق الْ ِ‬
‫صّيةِ فَِإّنهَا لَا َتصِحّ‬
‫حقَاقُ اْلَأعْلَى فَاْلَأعْلَى ‪ ,‬فَِإنّهُ َي ْفتَ ِرغُ ُه ِمنْهُمْ ‪َ .‬وَأمّا ُحكْ ُم اْلوَ ِ‬ ‫وَكَانَ فِي اْلوَقْفِ ا ْستِ ْ‬
‫جدّدِ‬‫ح بِهِ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ وَفِي دُخُو ِل الْ ُمتَ َ‬ ‫لِ َمعْدُو ٍم بِالْأَصَاَلةِ كَمَنْ [ َأوْصَى ] ِبحَمْ ِل هَ ِذ ِه الْجَا ِرَيةِ صَرّ َ‬
‫ت الْمُوصِي ِروَاَيتَانِ ‪.‬‬ ‫صّي ِة وََقبْلَ َموْ ِ‬ ‫َبعْدَ الْوَ ِ‬
‫‪634‬‬
‫وَذَكَرَ اْلقَاضِي فِيمَنْ وَصّى لِ َموَالِيهِ وََلهُ ُمدَّبرُونَ َوُأمّهَاتُ َأ ْولَادٍ َأّنهُ ْم يَدْ ُخلُو َن َوعَلّ َل ِبَأنّهُ ْم َموَالٍ حَالَ‬
‫صّيةِ‬
‫خلَافِ فِي الْ ُمتَجَدّ ِد َبيْنَ اْلوَ ِ‬ ‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ عَلَى الْ ِ‬ ‫ت وَ َخرّجَ ال ّ‬ ‫صّيةُ ُت ْعَتبَ ُر بِحَا ِل الْ َموْ ِ‬
‫الْ َموْتِ وَاْلوَ ِ‬
‫جدّ ٌد َبعْ َد الْ َموْتِ فَ َمْنعُهُ َأوْلَى َوهَذَا الّذِي قَالَ ُه َيَتوَجّ ُه إنْ عَّل ْقنَا اْلوَصِّي َة ِبصِ ْدقِ‬ ‫وَالْ َموْتِ ‪ .‬قَالَ ‪ :‬بَ ْل هَذَا ُمتَ َ‬
‫حقّونَ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫ع يَ ْ‬ ‫صّيةَ ِلَأ ْعيَانِ رَقِيقِهِ َوسَمّاهُمْ بِاسْمٍ َيحْدُثُ َلهُ ْم الْجُو ِ‬ ‫الِاسْمِ َفَأمّا إنْ كَانَ َقصْ ُد الْمُوصِي اْلوَ ِ‬
‫شيْخُ َأيْضًا بِدُخُولِ الْ َمعْدُومِ فِي اْلوَصِّي ِة َتبَعًا كَ َم ْن وَصّى ِبغَّل ِة ثَ َم ِرهِ ِل ْل ُفقَرَاءِ‬ ‫اْلوَصِّي َة ِبغَيْ ِر َتوَقّفٍ ‪َ .‬وأَ ْفتَى ال ّ‬
‫صّي ِة بِشَرْطٍ آ َخ َر َبعْ َد الْ َموْتِ ‪.‬‬ ‫ب مِ ْن َتعْلِي ِق الْوَ ِ‬
‫إلَى َأنْ َيحْدُثَ ِلوَلَ ِد ِه وَلَدٌ َفَيكُونَ ‪ ,‬وَ ُهوَ لَهُ قَرِي ٌ‬
‫‪635‬‬
‫صدّقَ فِي ِسكّةِ فُلَانٍ‬ ‫سيْ ِن بْنِ حَسّانَ فِيمَنْ أَوْصَى أَنْ يُتَ َ‬ ‫وَالْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي ِروَاَيةِ أَ ْحمَ َد بْ ِن الْحُ َ‬
‫ت الْمُوصِي قَا َل ‪ :‬إنّمَا كَانَ ْ‬
‫ت اْلوَصِّيةُ لِلّذِينَ كَانُوا ‪ ,‬ثُمّ قَالَ ‪ :‬مَا َأدْرِي‬ ‫بِ َكذَا وَ َكذَا َفسَكََنهَا َقوْ ٌم َب ْعدَ َموْ ِ‬
‫ف هَذَا الْ َم ْعنَى َينْزِلُ َق ْو ٌم‬
‫شبِهُ هَذَا الْكُو َرةَ قَالَ ‪ :‬لَا اْلكُورَ ُة وَ َكثْ َرةُ َأهِْلهَا خِلَا ُ‬ ‫َكيْفَ هَذَا ؟ قِيلَ لَهُ ‪َ :‬فيُ ْ‬
‫ظ الْمُوصِي فِيهَا َق ْومًا ُم َعّينِيَ‬ ‫س ّكةِ ; ِلَأنّ الْكُو َرةَ لَا يَلْحَ ُ‬ ‫ق َبيْنَ اْلكُو َرةِ وَال ّ‬ ‫َويَخْ ُرجُ َق ْومٌ ُيقَسّ ُم َبْيَنهُمْ ‪َ .‬ففَ ّر َ‬
‫س ّكةِ فَِإنّهُ‬ ‫خلَافِ ال ّ‬ ‫ح ّق الْ ُمتَجَدّدُ فِيهَا بِ ِ‬
‫ستَ َ‬
‫صّيةِ الْمُوصَى ِبهَا َفيُ ْ‬ ‫حصَارِ َأهِْلهَا َوِإنّمَا الْمُرَا ُد َتفْرِي ُق اْلوَ ِ‬ ‫ِلعَ َدمِ انْ ِ‬
‫حبِيسٌ‬ ‫ف تَ ْ‬‫صيّةُ ; ِلَأنّ اْلوَقْ َ‬ ‫ك اْلوَ ِ‬‫ص ِرهِمْ ‪ُ .‬يفَا ِرقُ اْلوَقْفَ فِي ذَلِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫قَ ْد يَ ْلحَظُ َأعْيَانَ سُكّاِنهَا الْ َموْجُودِينَ لِ َ‬
‫ستَ ْدعِي َموْجُودًا‬ ‫صيّةِ فَِإّنهَا تَمْلِيكٌ َفيَ ْ‬
‫ف اْلوَ ِ‬
‫خلَا ِ‬ ‫َوتَسْبِي ٌل اْليَتِي َم ِة الْ ُمتَجَدّ َد مِنْ ال ّطبَاقِ َفكَذَا ال ّطبَ َق ُة اْلوَاحِ َد ُة بِ ِ‬
‫فِي الْحَالِ ‪.‬‬
‫‪636‬‬
‫حكَ ُم عََليْ ِه بِالتّقَا ُرنِ َأوْ بِالّتعَاُقبِ ؟‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّا ِمَنةُ َبعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬مَا ُجهِ َل وُقُوعُهُ ُمتَ َرّتبًا َأوْ مَُتقَا ِرنًا هَ ْل يُ ْ‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) الْمَُتوَا ِرثَانِ‬
‫حتَ ذَلِكَ ُ‬
‫حكْ ُم بِالتّعَاُقبِ ِلبُعْ ِد الّتقَا ُرنِ ‪َ .‬وَينْدَرِجُ تَ ْ‬
‫فِيهِ خِلَافٌ ‪ ,‬وَالْمَ ْذهَبُ الْ ُ‬
‫إذَا مَاتَا جُمْ َلةً ِبهَدْمٍ أَوْ َغرَقٍ َأوْ طَاعُونٍ َو ُج ِهلَ َتقَارُنُ مَ ْوِتهِمَا َوَتعَاقُُبهُ َحكَ ْمنَا ِبَتعَاُقبِهِ عَلَى الْمَ ْذ َهبِ‬
‫شهُورِ ‪َ ,‬ووَ ّرْثنَا كُ ّل وَاحِدٍ مِْنهُمَا مِ ْن الْآ َخ ِر مِ ْن تِلَا ِد مَالِهِ دُونَ مَا وَ ِرثَ ُه مِنْ صَا ِحبِهِ ‪ .‬وَخَرّجَ َأبُو‬
‫الْمَ ْ‬
‫ت وَ َجهِلَ‬ ‫الْخَطّابِ ِروَاَيةً أُخْرَى ِبعَ َد ِم التّوَارُثِ لِلشّكّ فِي شَ ْرطِ ِه وَكَذَلِكَ َلوْ عَلِ َم َسبْقَ أَحَ ِدهِمَا بِالْ َموْ ِ‬
‫شتَرَطُ لِلّتوْرِيثِ ‪.‬‬ ‫حيَاةِ لَا يُ ْ‬
‫ستَنِدُ إلَى َأ ّن َتيَقّ َن الْ َ‬
‫سيَ عَلَى الْمَ ْذ َهبِ َلكِ ّن هَذَا يَ ْ‬‫عَْينَهُ َأوْ عَِل َم َعيْنَ ُه ثُ ّم نَ ِ‬
‫‪637‬‬
‫صرِ جُ ُمعَتَانِ ِلغَيْرِ حَا َج ٍة وَ َشكّ َهلْ أَ ْحرَمَ ِبهِمَا َمعًا َفُيبْطَلَانِ َوُتعَا ُد الْ ُ‬
‫ج ُم َعةُ ‪,‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا ُأقِيمَ فِي الْمِ ْ‬
‫سَتبْعَ ٌد َوعَلَى‬ ‫حهُمَا ُتعَادُ ال ّظهْرُ ; ِلأَنّ الّتقَارُ َن مُ ْ‬ ‫صّ‬ ‫َأوْ أَ ْح َر َم ِبهِمَا ُمتَ َرّتبََتيْنِ َفُتصَلّى ال ّظهْرُ ؟ عَلَى الْوَ ْج َهيْنِ أَ َ‬
‫جهُولِ كَاْل َمعْدُومِ ‪.‬‬ ‫ج ُم َعةُ إمّا لِا ْحتِمَا ِل الْ ُمقَا َرَنةِ َأ ْو َتنْزِيلًا ِللْمَ ْ‬
‫الثّانِي ُتعَا ُد الْ ُ‬
‫‪638‬‬
‫صحّحُ َأ َحدُهُمَا بِالْ ُقرْ َعةِ ؟‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َزوّجَ َولِيّانِ َو ُج ِهلَ َه ْل وَقَعَ اْلعَ ْقدَانِ َمعًا فَيَبْطُلَانِ َأوْ مَُت َرتّبَ ْينِ فَيُ َ‬
‫َففِيهِ وَ ْجهَانِ َأيْضًا ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬يبْطُلَانِ لِا ْحتِمَا ِل الّتقَارُ ِن وَالثّانِي لِا ْسِتْبعَا ِدهِ ‪.‬‬
‫‪639‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َأسْ َلمَ ال ّزوْجَانِ الْكَا ِفرَانِ قَ ْبلَ الدّخُو ِل وَاخْتَ َلفَا َهلْ أَسْلَمَا َمعًا َأوْ مَُتعَاقِبَ ْينِ َفهَ ْل اْلقَوْلُ‬
‫َقوْ ُل مُ ّدعِي الّتقَارُنِ فَلَا يَْنفَسِ ُخ النّكَاحُ َأوْ مُ ّدعِي الّتعَاُقبِ ; ِلأَنّ الظّاهِ َر َمعَهُ عَلَى وَ ْج َهيْ ِن يَرْ ِجعَانِ إلَى‬
‫َتعَا ُرضِ اْلأَصْ ِل وَالظّاهِرِ ‪.‬‬
‫‪640‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا كَا َن فِي َيدِ َر ُجلٍ عَ ْب ٌد فَادّعَى َرجُلَانِ كُلّا مِ ْنهُمَا َأنّ ُه بَا َعهُ َهذَا اْلعَبْدَ ِبَألْفٍ وََأقَامَا ِبذَِلكَ‬
‫خَتِلفَيْنِ‬ ‫ح اْل َعقْدَانِ َويَ ْل َزمُهُ الثّ ُمنَانِ ِل َ‬
‫جوَازِ أَ ْن َيكُونَ فِي َعقْ َديْنِ فِي وَ ْقتَيْ ِن مُ ْ‬ ‫بَيّنَتَ ْينِ َوَلمْ ُيؤَ ّرخَا َفهَلْ يَصِ ّ‬
‫سقُطَانِ وَاْلأَصْلُ بَرَا َءةُ‬ ‫جوَازِ َأنْ يَكُونَ َعقْدًا وَا ِحدًا َفيَ ْ‬ ‫ض الَْبّينَتَانِ ‪ ,‬لِ َ‬ ‫ع اْل َعقْدِ َبْيَنهُمَا َأوْ َيَتعَا َر ُ‬
‫وَحَ ّد ا ْستِرْجَا ِ‬
‫ِذ ّمتِهِ عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪.‬‬
‫‪641‬‬
‫شَتبِ َه ٍة ِبأَ ْعيَا ٍن ُي َؤثّ ُر الِاشِْتبَاهُ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة التّا ِس َعةُ َبعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬الْ َمنْ ُع مِ ْن وَاحِ ٍد ُمْبهَ ٍم مِنْ َأ ْعيَانٍ َأوْ ُم َعيّ ٍن مُ ْ‬
‫جمْ ِع يُ ْمنَ ُع مِ ْن التّصَرّفِ فِي اْلقَدْرِ‬ ‫ك الَْأ ْعيَانِ َقبْ َل تَ ْميِي ِزهِ ‪ ,‬وَالْ َمنْ ُع مِ ْن الْ َ‬
‫فِيهَا الْ َمنْ َع بِ َمنْ ِع الّتصَرّفِ فِي تِلْ َ‬
‫صةً ‪ ,‬فَِإنْ َحصَ َل الْجَ ْمعُ دَ ْف َع ًة وَاحِ َد ًة ُمنِعَ مِ ْن الْجَمِي ِع مَ َع التّسَاوِي ‪ ,‬فَِإنْ كَانَ‬ ‫حصُ ُل بِ ِه الْجَمْعُ خَا ّ‬ ‫الّذِي يَ ْ‬
‫ص الْفَسَا ُد بِهِ عَلَى الصّحِيحِ‬ ‫ِلوَاحِ ٍد ِمْنهُمَا مَ ِزّيةٌ عَلَى َغيْ ِرهِ بَِأنْ َيصِ ّح وُرُو ُدهُ عَلَى َغيْ ِرهِ وَلَا َع ْكسَ ا ْخَت ّ‬
‫جمِي ِع َيقَْتضِي اْلعُمُومَ ‪ ,‬فَِل ْلَأوّلِ َأ ْمثَِلةٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) إذَا طَ ّلقَ وَا ِح َدةً‬
‫شتَ َركِ كَالْ َمنْ ِع مِ ْن الْ َ‬
‫وَالْ َمنْعُ مِنْ الْقَدْ ِر الْمُ ْ‬
‫مُ ْبهَ َمةً ُمنِ َع مِ ْن وَطْءِ َزوْجَاتِهِ َحتّى يُ َميّ َز بِاْلقُ ْر َع ِة عَلَى الصّحِيحِ ‪ ,‬وَ َحكَى ِروَايَةً أُ ْخرَى َأنّهُ يُ َميّ ُزهَا ِبَتعْيِينِهِ ‪.‬‬
‫‪642‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا أَعَْت َق َأ َمةً ِمنْ إمَاِئ ِه مُ ْبهَ َمةً ُمنِ َع مِ ْن وَطْ ِء وَاحِ َد ٍة ِمْنهُنّ َحتّى تُ َميّزَ الْ ُمعَْت َقةُ بِالْقُ ْر َع ِة وَفِي ِه وَجْهٌ‬
‫بِالتّ ْعيِيِ ‪.‬‬
‫‪643‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا اشْتََبهَتْ الْمُ َط ّلقَةُ ثَلَاثًا بِ َز ْوجَاِتهِ ُمنِعَ مِ ْن وَطْ ِء وَاحِ َدةٍ مِْنهُنّ َحتّى يُ َميّ َز الْمُ َطّل َقةَ َويُ َميّ َزهَا‬
‫بِاْلقُ ْر َعةِ عَلَى ظَاهِ ِر الْمَ ْذ َهبِ ‪.‬‬
‫‪644‬‬
‫ت ُأخُْتهُ ِب َعدَ ٍد مَحْصُو ٍر ِمنْ اْلأَجْنَبِيّاتِ ُمنِ َع مِ ْن التّ َزوّ ِ‬
‫ج ِبكُ ّل وَاحِ َدةٍ مِْنهُنّ َحتّى َيعْلَمَ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اشْتََبهَ ْ‬
‫أُ ْختَهُ مِ ْن غَيْ ِرهَا ‪.‬‬
‫‪645‬‬
‫ت مَيَْتةٌ بِ ُمذَكّاةٍ فَِإنّهُ يُ ْمنَ ُع مِ ْن الْأَكْ ِل ِمْنهُمَا َحتّى َيعَْل َم الْمُذَكّاةَ ‪.‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا اشْتََبهَ ْ‬
‫‪646‬‬
‫سةِ بِالطّا ِه َرةِ يُ ْمنَ ُع مِنْ ال ّطهَا َر ِة ِبوَاحِ َدةٍ ِمْنهَا َحتّى َيَتَبيّنَ عَلَى الظّاهِرِ ‪.‬‬ ‫جَ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اشْتِبَاهُ الْآنَِيةِ النّ ِ‬
‫‪647‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ حَلَفَ بِالطّلَاقِ لَا َيأْكُ ُل تَ ْم َر ًة فَاخْتَلَطَتْ فِي تَ ْمرٍ فَِإنّهُ يُ ْمنَ ُع مِنْ أَكْ ِل تَمْ َر ٍة ِمنْهُ َحتّى َيعْلَمَ‬
‫حْنثِ ِبأَكْ ِل وَاحِ َدةٍ ‪.‬‬ ‫حكُ ُم عََليْ ِه بِالْ ِ‬
‫عَيْ َن التّمْ َرةِ ‪َ ,‬وِإنْ ُكنّا لَا نَ ْ‬
‫‪648‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ حَلَفَ بِطَلَاقِ َز ْوجَاِتهِ أَنْ لَا يَ َطأَ وَاحِ َد ًة مِ ْن ُهنّ َوَنوَى وَا ِح َدةً مُ ْبهَ َمةً فَِإنّهُ يُ ْمنَ ُع مِ ْن اْلوَطْءِ‬
‫َحتّى يُ َميّ َزهَا بِاْلقُ ْر َع ِة وَقِي َل بَِت ْعيِينِهِ ‪.‬‬
‫‪649‬‬
‫ص ٍن أَوْ أَسْ َلمَ وَا ِح ٌد مِ ْنهُ ْم ُثمّ َتدَا َع ْوهُ حَ ُرمَ َقتُْلهُ ْم ِب َغيْرِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَعْطَيْنَا الَْأمَانَ لِوَاحِ ٍد ِمنْ أَ ْهلِ حِ ْ‬
‫ح ُرمُ مَ َع التّدَاعِي ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬أنّهُ‬ ‫خِلَافٍ ‪ ,‬وَفِي ا ْستِرْقَاِقهِ ْم وَ ْجهَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬وَ ُه َو الْ َمْنصُوصُ أَنّ ُه يَ ْ‬
‫خرَِقيّ وَ َرجّحَهُ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ِروَايَتِهِ‬ ‫ق اْلبَاقُونَ ‪َ ,‬و ُهوَ َقوْلُ َأبِي َبكْ ٍر وَالْ ِ‬ ‫ج وَاحِ ٌد ِمْنهُ ْم بِاْلقُ ْر َعةِ َويُ َر ّ‬‫يَخْ ُر ُ‬
‫ت وَلَمْ‬ ‫إلْحَاقًا لَ ُه بِا ْشتِبَا ِه الْ ُمعْتَ ِق ِب َغيْ ِرهِ ‪ ,‬كَمَا َلوْ أَقَرّ َأنّ أَحَ َد هَ َذيْ ِن اْلوَلَ َديْ ِن مِ ْن هَ ِذهِ اْلَأ َمةِ وَلَ ُد ُه ثُ ّم مَا َ‬
‫حصْنِ‬ ‫ح ّرّيةِ َوِإنْ كَانَ أَ َح ُدهُمَا حُرّ الْأَصْلِ وَالصّحِيحُ اْلَأوّلُ ; ِلأَنّ َأهْ َل الْ ِ‬ ‫ج الْ ُ‬ ‫يُوجِ ْدهُ قَاَفةٌ فَِإنّا نُقْ ِرعُ لِِإخْرَا ِ‬
‫ف مَا إذَا كَانَ‬ ‫ق مَعَ الشّكّ فِي إبَا َحتِ ِه بِخِلَا ِ‬ ‫سبِقْ َلهُمْ ِرقّ فَإِرْقَاُق ُهمْ إلّا وَا ِح ٌد ُيؤَدّي إلَى اْبتِدَا ِء الْإِرْقَا ِ‬ ‫لَ ْم يَ ْ‬
‫ق مَعَ الشّكّ فِي َزوَالِهِ‬ ‫ستَدَامُ ال ّر ّ‬ ‫شَتَبهِيَ رَقِيقًا َفأُخْرِجَ غَيْ ُر ُه بِاْلقُ ْر َعةِ َفِإنّهُ إنّمَا يُ ْ‬ ‫أَحَ ُد الْمُ ْ‬
‫‪650‬‬
‫شهُورُ َأنّ لَهُ الْإِقْدَا َم عَلَى وَطْ ِء وَاحِ َدةٍ ِمْنهُمَا‬ ‫وَلِلثّانِي َأ ْمثَِلةٌ ‪ِ ( :‬منْهَا ) إذَا مَ َلكَ أُخْتَ ْينِ أَوْ ُأمّا َوبِنْتًا فَالْمَ ْ‬
‫ح ُر َم الْأُ ْخرَى‬
‫خطّابِ َأنّ ُه يُ ْمنَ ُع مِ ْن وَطْ ِء وَاحِ َد ٍة ِمْنهُمَا َحتّى تَ ْ‬
‫اْبتِدَاءً فَإِذَا َفعَلَ َح ُر َمتْ اْلأُخْرَى ‪َ ,‬وعَنْ َأبِي الْ َ‬
‫ح ِريِ إ ْحدَاهُمَا ُمْبهَ َم ًة وَالَْأوّلُ أَصَحّ ; ِلأَنّ‬
‫‪َ ,‬وَنقَلَ ابْ ُن هَانِئٍ عَنْ أَحْمَدَ مَا يَدُ ّل عََليْ ِه َوهُوَ رَا ِجعٌ إلَى تَ ْ‬
‫حصُ ُل بِ ِه الْجَمْعُ‬‫ح ّرمَ ُه َو مَا يَ ْ‬
‫الْمُ َ‬
‫‪651‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا وَ ِطئَ الُْأخْتَ ْينِ وَا ِح َد ًة بَ ْع َد الُْأخْرَى يَ ْمَتنِعُ مِنْ وَ ْطِئهِمَا َجمِيعًا َحتّى يُحَ ّرمَ إ ْحدَاهُمَا ِلُثبُوتِ‬
‫ح ِريِ َحْيثُ كَا َن الْجَمْعُ حَاصِلًا‬ ‫ص بِالتّ ْ‬
‫صِبيّاتٍ جَمِيعًا ؟ َأ ْم ُتبَاحُ لَ ُه الْأُولَى إذَا ا ْستَبْ َرَأ الثّانَِيةَ ; ِلَأّنهُمَا أَ َخ ّ‬ ‫َ‬
‫ع ِمْنهُمَا وَاحِ َدةً‬‫ِبوَ ْطِئهَا عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ ,‬وَالَْأظْهَرُ هَا ُهنَا الَْأوّلُ ِلُثبُوتِ اْلفِرَاشِ َلهُمَا جَمِيعًا َفَيكُونُ الْمَ ْمنُو ُ‬
‫ُمبْهَ َمةً ‪.‬‬
‫‪652‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َأسْ َلمَ اْلكَا ِفرُ وَعِ ْن َدهُ أَكَْث ُر ِم ْن أَ ْربَعِ ِنسْ َو ٍة َفأَسْلَ ْمنَ َأوْ ُكنّ كِتَابِيّاتٍ فَاْلَأ ْظهَرُ أَنّ لَ ُه وَطْءَ‬
‫ح ِريَ إنّمَا َيَتعَلّ ُق بِال ّزيَا َدةِ عَلَى اْلأَرْبَ ِع وَكَلَامُ اْلقَاضِي َق ْد يَدُ ّل عَلَى‬‫أَ ْربَ ٍع ِمْنهُنّ َوَيكُونُ ا ْخِتيَارًا ِمنْهُ ; ِلَأنّ التّ ْ‬
‫هَذَا وَقَدْ يَدُ ّل عَلَى تَحْ ِر ِي الْجَمِيعِ َقبْ َل الِا ْخِتيَارِ ‪.‬‬
‫‪653‬‬
‫ث ِب ِفعْلِ اْلَب ْعضِ َفَأ ْشهَرُ اْلوَ ْجهَيْنِ َأنّهُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَا َل ِلزَ ْوجَاِتهِ اْلأَ ْربَ ِع ‪ :‬وَاَل ّلهِ لَا وَطِئُْت ُكنّ ‪ ,‬وَُق ْلنَا لَا َت ْ‬
‫حنَ ُ‬
‫لَا َيكُونُ ُموَاِليًا َحتّى يَ َطَأ ثَلَاثًا َفيَصِيَ حِيَنئِ ٍذ مُولِيًا مِنْ الرّاِبعَ ِة َو ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ َوأَبِي الْخَطّا ِ‬
‫ب‬
‫ف مَا إذَا َوطِ َئ ثَلَاثًا فَِإنّهُ لَا‬ ‫خلَا ِ‬ ‫; ِلَأنّهُ يُ ْمكِنُ ُه وَطْءُ كُ ّل وَاحِ َد ٍة ِمْنهُ ّن مِ ْن َغيْرِ ِحْنثٍ َفلَا َتكُونُ يَمِينُ ُه مَاِن َعةً بِ ِ‬
‫جمِي ِع َو ُهوَ َقوْلُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ‬ ‫يُ ْمكِنُ ُه وَطْءُ الرّاِب َعةِ بِدُونِ ِحْنثٍ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ُ :‬هوَ ُموَلّ فِي الْحَا ِل مِ ْن الْ َ‬
‫حكْ َم الْ ُمعَلّقَ بِاْلهَْيَئةِ الِا ْجتِمَا ِعّيةِ‬
‫خلَافِ َأنّ الْ ُ‬ ‫وَابْ ِن َعقِيلٍ فِي عُمَ ِدهِ ‪ ,‬وَقَا َل ُهوَ ظَاهِرُ َكلَامِ أَ ْحمَدَ َو َمأْخَ ُذ الْ ِ‬
‫ع الْأَ ْجزَاءِ فِي حَاَل ِة الِا ْجتِمَاعِ دُو َن الِاْنفِرَادِ‬ ‫هَ ْل ُهوَ ُحكْ ٌم عَلَى مَا َيتِ ّم بِهِ مُسَمّاهَا ِحْنثٌ َأ ْو عَلَى َمجْمُو ِ‬
‫جمِي ِع َويََتوَقّفُ ِحْنثُ ُه ِبوَطْءِ ُك ّل وَاحِ َدةٍ عَلَى وَطْ ِء اْلَبوَاقِي َم َعهَا ‪.‬‬ ‫َفعَلَى الثّانِي َيكُو ُن مُولِيًا مِ ْن الْ َ‬
‫‪654‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َزنَى بِا ْم َرَأةٍ َوَلهُ أَ ْربَعُ ِنسْ َوةٍ َففِي الّتعْلِيقِ ِل ْلقَاضِي يُ ْمنَ ُع مِ ْن وَطْءِ الْأَ ْربَعِ َحتّى يُسْتَ ْظ َهرَ‬
‫ح ِريَ ُهنَا ِلأَجْ ِل الْجَ ْم ِع َبيْنَ خَ ْم ٍ‬
‫س‬ ‫جدُ الدّينِ َوهُوَ كَمَا قَالَ ; ِلَأنّ التّ ْ‬ ‫شيْخُ مَ ْ‬
‫بِالزّانَِيةِ حَ ْملٌ ‪ ,‬وَاسَْتْبعَ َدهُ ال ّ‬
‫ح بِهِ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ ‪ ,‬وَقَدْ‬ ‫سَتبْرِئَ ‪ .‬وَصَرّ َ‬ ‫َفيَ ْكفِي فِيهِ َأنْ يُمْسِكَ عَنْ [ وَطْ ِء ] وَاحِ َد ٍة ِمْنهُنّ لَا َحتّى تَ ْ‬
‫ك عَ ْن وَطْ ِء وَا ِح َدةٍ‬‫ق وَاحِ َدةً َفِإنّهُ يُمْسِ ُ‬
‫سوَةٍ َففَا َر َ‬
‫س نِ ْ‬
‫ذَ َكرَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي ِمثْلَهُ فِيمَنْ َأسْلَ َم عَلَى َخ ْم ِ‬
‫ئ الْ ُمفَارََقةُ ‪.‬‬‫ستَبْ ِر َ‬
‫ِمنْهُنّ َحتّى تَ ْ‬
‫‪655‬‬
‫ح بَاطِلٌ ; ِلَأنّ الْجَمِيعَ َحصَ َل بِ ِه وَلَا مَ ِزّيةَ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َت َزوّجَ خَ ْمسًا َأوْ أُخْتَ ْينِ فِي َعقْدٍ وَا ِحدٍ فَالّنكَا ُ‬
‫ف مَا إذَا تَ َزوّ َجهُنّ فِي ُعقُو ٍد ُمَتفَرَّق ٍة وَذَكَرَ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ا ْحتِمَالًا‬
‫لِ ْلَب ْعضِ عَلَى اْلبَ ْعضِ َفيَبْطُ ُل ِبخِلَا ِ‬
‫ف الْإِجْمَاعَ قَالَهُ‬
‫ج اْلوَلِيّانِ مِنْ رَ ُجَليْنِ دُ ْف َع ًة وَاحِ َد ًة َوهَذَا ِمثْلُ ُه وََلكِ ّن هَذَا ِلعِّل ٍة تُخَالِ ُ‬
‫بِاْلقُ ْر َعةِ فِيمَا إذَا َزوّ َ‬
‫جدُ الدّينِ وََلكِنّ ُه ُيعَْتضَ ُد بِال ّروَاَيةِ اّلتِي َنقََلهَا ابْنُ َأبِي مُوسَى فِيمَنْ قَالَ ِلعَبِي ِدهِ َأّيكُ ْم جَا َءنِي بِخََبرِ‬
‫الشّيْخُ مَ ْ‬
‫َكذَا َف ُهوَ ُحرّ َفأَتَاهُ ِب ِه اثْنَا ِن َمعًا َعتَ َق وَاحِ ٌد ِمْنهُمَا بِاْلقُ ْر َعةِ ‪ ,‬كَذَلِكَ َلوْ قَالَ ‪َ :‬أوّلُ غُلَامٍ يَطْلُعُ َع َليّ َف ُهوَ‬
‫حُرّ َأوْ أَ ّولُ ا ْم َرَأةٍ تَطْلُعُ عَ َل ّي َفهِيَ طَاِلقٌ ‪ .‬فَطَلَعَ عَلَ ْيهِ عَبِي ُدهُ كُّل ُهمْ وَِنسَاؤُهُ كُّل ُهنّ َأنّهُ يُطَلّ ُق َوُيعْتَ ُق وَاحِدٌ‬
‫ِمنْهُ ْم بِاْلقُ ْر َع ِة َنصّ عََليْهِ فِي ِروَايَةِ ُم َهنّا َوأَقَ ّرهُ اْلقَاضِي وَصَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي فِي َموْضِ ٍع ِمنْهُ عَلَى ظَاهِ ِرهِ َوَتَأوّلَا‬
‫مَ ّر ًة عَلَى َأّنهُ ْم طََلعُوا وَاحِدًا َبعْ َد وَاحِ ٍد َوَأشْكَلَ السّابِ ُق َوهَذَا ُهوَ الَْأ ْظهَرُ ; ِلَأنّهُ ا ْجِتهَا ٌد َوغَيْ ُر ُه َبعِيدٌ ‪.‬‬
‫‪656‬‬
‫صوَرٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) إذَا َتزَوّجَ ُأمّا َوبِنْتًا فِي َع ْقدٍ وَا ِحدٍ َففِيهِ وَ ْجهَانِ ‪:‬‬ ‫َوَأمّا إنْ كَانَ ِلَب ْعضِهِ ْم َم ِزّيةٌ َفلَهُ ُ‬
‫أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬يبْطُ ُل النّكَاحَا ِن َمعًا َوهُوَ َقوْلُ الْقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ وَصَا ِحبِ الْ ُمغْنِي ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬يبْطُ ُل ِنكَا ُ‬
‫ح‬
‫ح الُْأمّ إذَا‬
‫ح اْلبِْنتِ لَا يَ ْمنَ ُع ِنكَا َ‬
‫الُْأ ّم وَحْ َدهَا َحكَاهُ صَا ِحبُ الْكَافِي وَجَ َز َم بِهِ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ ; ِلأَنّ ِنكَا َ‬
‫ح اْلأُمّ َأوْلَى بِالِْإبْطَالِ ‪.‬‬
‫ف اْلعَ ْكسِ َفكَانَ ِنكَا ُ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫ي عَنْ الدّخُو ِل بِ ِ‬ ‫عَرِ َ‬
‫‪657‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَسْ َل َم الْكَا ِفرُ عَلَى أُ ّم َوبِنْتٍ َلمْ َيدْ ُخلْ بِوَاحِ َد ٍة مِ ْنهُمَا فَالْمَ ْذ َهبُ َأنّهُ َيْنفَسِ ُخ نِكَا ُ‬
‫ح الُْأمّ‬
‫ص عََليْهِ [ أَ ْحمَدُ ] فِيمَا ذَكَ َرهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِ ِه‬ ‫ح الِْبْنتِ َن ّ‬ ‫ت نِكَا ُ‬ ‫وَحْ َدهَا َوتَحْ ُر ُم عََليْ ِه عَلَى الّت ْأبِي ِد َوَيْثبُ ُ‬
‫حةٌ فَإِذَا صَ ّح الّنكَاحُ فِي الِْبنْتِ صَارَتْ‬ ‫صحِي َ‬ ‫ح َة الْ ُكفّارِ َ‬
‫ب عََليْهِ َوَبنَاهُ اْلقَاضِي عَلَى َأنّ َأْنكِ َ‬ ‫صحَا ُ‬ ‫وَاّتفَ َق الْأَ ْ‬
‫ختَارَ َأّيهُمَا شَاءَ‬ ‫ت عََليْهِ ‪ ,‬قَالَ ‪ :‬وََلوْ لَ ْم َيكُنْ صَحِيحًا فِيهَا كَانَ لَهُ أَ ْن يَ ْ‬ ‫ت نِسَائِهِ َفحَ ُر َم ْ‬ ‫ُأ ّمهَا مِنْ ُأ ّمهَا ِ‬
‫ح ّرمُ مَا ُيحَ ّرمُهُ الصّحِيحُ َوهَذَا‬ ‫ح يُ َ‬‫َوهَذَا يُخَالِفُ مَا َقرّ َرهُ فِي الْجَامِ ِع اْلكَبِيِ أَ ّن اْل َعقْدَ اْلفَاسِدَ فِي الّنكَا ِ‬
‫حتِهِ وَالْ َمْنصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ فِي ِروَاَيةِ َأبِي طَالِبٍ َأنّ ُه ُيفَ ّرقُ‬ ‫صّ‬ ‫ختَلَفٌ فِي ِ‬ ‫ح غَاَيتُهُ َأنّهُ فَاسِدٌ ; ِلَأنّهُ مُ ْ‬ ‫الّنكَا ُ‬
‫َبيْنَ ُه َوبَيْ َن اْلُأمّ وَاْلبِْنتِ وَقَدْ ُح ّر َمتَا عََليْ ِه َوهَذَا َمحْمُو ٌل عَلَى مَا إذَا وَجَدَ الدّخُولَ ِبهِمَا ; ِلَأنّهُ قَالَ فِي تَمَامِ‬
‫ق َبيْنَ ُه َوَبيْنَ‬
‫حتَهُ َف ْوقَ أَ ْربَعٍ فَ ّر َ‬
‫حتَهُ أُ ْختَانِ َف ّرقَ بَْينَ ُه َوبَيْنَ أَ َح ِدهِمَا ‪َ ,‬وإِذَا كَا َن تَ ْ‬ ‫هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ ‪ :‬إذَا كَا َن تَ ْ‬
‫جعَلْهُ كَاْبتِدَاءِ اْل َعقْدِ‬ ‫ال ّزيَا َدةِ فَدَ ّل عَلَى َأنّهُ َل ْم يَ ْ‬
‫‪658‬‬
‫يةِ لِ َمصِ ِيهَا‬ ‫سدَ نِكَاحُ اْلكَبِ َ‬ ‫ي َة َف َ‬‫ت الصّغِ َ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫يةً وََلمْ َيدْ ُخلْ ِبهَا حَتّى أَرْ َ‬ ‫صغِ َ‬‫يةً وَ َ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َتزَوّجَ كَبِ َ‬
‫صغِيَةِ ‪ِ .‬روَايَتَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬يفْسُ ُد ِنكَا ُحهَا َأيْضًا عَمّ ْن َعقَ َد عَلَى ُأمّ َوِبنْ ٍ‬
‫ت‬ ‫مِنْ ُأ ّمهَاتِ نِسَائِ ِه وَفِي ال ّ‬
‫اْبتِدَاءً ‪ .‬وَالثّاِنَيةُ ‪ :‬لَا َيبْطُ ُل َو ِهيَ أَصَحّ َومَسْأََل ُة الْجَمْعِ فِي اْل َعقْدِ قَ ْد َسبَ َق الْخِلَافُ فِيهَا َوعَلَى التّسْلِيمِ فِيهَا‬
‫ق َبيَْنهُمَا َوَبيْ َن مَسْأََلِتنَا َأ ّن الْجَمْ َع هَا ُهنَا َحصَلَ فِي الِا ْستِدَا َمةِ دُونَ الِاْبتِدَا ِء وَال ّدوَامُ أَ ْقوَى مِ ْن الِابْتِدَاءِ‬
‫فَاْلفَ ْر ُ‬
‫َف ُهوَ َكمَنْ َأسْلَ َم عَنْ ُأ ّم َوبِْنتٍ ‪.‬‬
‫‪659‬‬
‫حرْبِ أَوْ غَ ْي ِرهِ قَالَ ال ّ‬
‫شيْخُ مَجْدُ‬ ‫حتَ ِذ ّميّ أَ ْربَعُ ِنسْ َوةٍ ُثمّ اُسُْترِقّ لِلُحُو ِقهِ ِبدَا ِر الْ َ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ كَانَ تَ ْ‬
‫ح الْجَمِيعِ‬‫حتَ َملُ أَ ْن َيبْطُ َل ِنكَا ُ‬ ‫حتَهُ أَ ْربَعٌ ‪َ ,‬ويُ ْ‬
‫خيّ َر ِمنْهُ ّن اْثنَيْنِ كَمَا َلوْ َأسَْل َم عَبْ ٌد َوتَ ْ‬
‫حتَمَلُ َأ ْن يَتَ َ‬
‫الدّينِ ‪ :‬يُ ْ‬
‫ح ّرمِ لِ ْلجَمْعِ ‪.‬‬
‫ث الْمُ َ‬ ‫كَالرّضَاعِ إلَى الْحَادِ ِ‬
‫‪660‬‬
‫شرْطِ ِنكَاحِ اْلِإمَاءِ فَِإنّ ُه َيبْطُ ُل ِنكَا ُ‬
‫ح الَْأ َم ِة وَحْ َدهَا‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َتزَوّجَ ُح ّرةً َوَأ َمةً فِي َع ْقدٍ َوهُوَ فَا ِقدٌ ِل َ‬
‫صفَ ِة وُرُودِ نِكَا ِحهَا عََلْيهَا ِمثْ ُل هَ ِذهِ الْحَا ِل وَلَا عَ ْكسَ ‪.‬‬‫عَلَى اْلأَصَحّ ; ِلَأنّ الْحُ ّر َة تَ ْمتَا ُز عََلْيهِمَا ِب ِ‬
‫‪661‬‬
‫ت إ ْحدَا ُكنّ نَا ِويًا‬
‫شتَ َركِ َأ ْمثَِلةٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َلوْ قَالَ ِل َزوْجَاتِ ِه ‪َ :‬واَل ّلهِ لَا وَطِئْ ُ‬
‫وَلِلثّاِلثِ َو ُهوَ الْ َمنْعُ مِنْ الْقَدْ ِر الْمُ ْ‬
‫جمِيعِ َفيَكُونُ مُوِليًا مِ ْن الْجَمِي ِع مَعَ‬ ‫ِبذَِلكَ الِامْتِنَاعَ ِمنْ وَطْ ِء ُمسَمّى إ ْحدَا ُهنّ َوهُ َو اْلقَدْ ُر الْمُ ْ‬
‫شتَ َر ُك بَيْ َن الْ َ‬
‫ب الصّحِي ُح‬ ‫سَتفَادُ َأْيضًا مِنْ َك ْونِ ِه ُمفْرَدًا ُمضَافًا ‪َ .‬أمّا َلوْ قَالَ ‪ :‬لَا َوطِْئتُ وَا ِح َدةً ِمْنكُنّ فَالْمَ ْذ َه ُ‬ ‫أَ ّن اْلعُمُومَ يُ ْ‬
‫ق الّن ْفيِ ُيفِي ُد الْعُمُومَ ‪ ,‬وَ َحكَى‬ ‫ب ِبنَاءً عَلَى َأنّ الّنكِ َرةَ فِي ِسيَا ِ‬ ‫َأنّهُ َيعُ ّم الْجَمِي َع َو ُهوَ َقوْلُ اْلقَاضِي وَاْلأَصْحَا ِ‬
‫الْقَاضِي عَنْ َأبِي َبكْرٍ َأنّ ُه يَكُونُ مُوِليًا مِ ْن وَاحِ َدةٍ غَيْ ِر ُم َعّيَنةٍ َوأَخَ َذ ُه مِنْ َقوْلِهِ إذَا آلَى مِنْ وَا ِح َدةٍ ِمْنهُنّ‬
‫ت بِاْلقُ ْر َعةِ وَلَا َيصِ ّح هَذَا الْأَ ْخذُ كَمَا لَا الْجُورِ ‪ ,‬وَ َحكَى صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي عَنْ‬ ‫ت عََليْهِ ُأخْرِ َج ْ‬ ‫َوَأشْكََل ْ‬
‫خلَافِهِ فَِإنّهُ قَا َل ُهوَ إيلَا ٌء مِ ْن الْجَمِيعِ ِروَاَيةً وَا ِح َدةً وََل ِكنّهُ قَالَ ‪َ :‬متَى‬ ‫ح بِ ِ‬ ‫الْقَاضِي كَذَلِكَ وَالْقَاضِي ُمصَرّ ٌ‬
‫ف مَا إذَا قَالَ لَا َو ِطئْتُ كُ ّل وَاحِ َد ٍة ِمنْكُنّ َأوْ لَا َوطِْئتُكُنّ‬ ‫ت يَمِينُهُ مِ ْن اْلكُ ّل بِخِلَا ِ‬ ‫َوطِ َئ وَاحِ َدةً ِمْنهُ ّن انْحَّل ْ‬
‫ث ِبوَ ْطِئهِنّ ; ِلأَنّ َح ّقهُنّ مِنْ‬ ‫حَن ْ‬ ‫فَِإنّهُ إذَا َو ِطئَ وَا ِح َدةً ِمْنهُنّ َحِنثَ َوَب ِقيَ الْإِيلَا ُء مِ ْن اْلَبوَاقِي ‪َ ,‬وإِنْ لَ ْم يَ ْ‬
‫صوَ ِر الثّلَاثِ َأنّ َقوْلَهُ لَا أَ َطأُ كُ ّل وَاحِ َدةٍ ِبهَ َمدَاِنّيةٍ وَلَا َوبِاْبَتغِي فِي ُق ّوةِ‬ ‫ق بَيْ َن ال ّ‬ ‫ستَوْفَ ‪ ,‬وَاْلفَ ْر ُ‬ ‫اْلوَطْءِ َل ْم يُ ْ‬
‫خلَافِ َقوْلِهِ لَا اْلأُسْ ُر َشِنيّ وَاحِ َد ًة ِمْنكُنّ َفِإنّهُ ُمضَافٌ إلَى ُمفْ َر ٍد ِمنْكُنّ‬ ‫َأيْمَانٍ ُمَتعَدّ َدةٍ لِإِضَاَفتِهِ إلَى ُمَتعَدّ ٍد بِ ِ‬
‫حْنثِ ِبوَطْءِ‬ ‫ع بِاْلأَصَاَلةِ ِلَن ْفيِ اْلوَحْ َدةِ ‪َ .‬وعُمُومُهُ عُمُومُ بَدَلٍ لَا شُمُولٍ فَاْليَمِيُ فِي ِه وَاحِ َدةٌ َفَتنْحَ ّل بِالْ ِ‬ ‫َموْضُو ٌ‬
‫وَاحِ َدةٍ وََلكِ ّن ُم ْقتَضَى هَذَا الّتفْرِيقِ أَ ْن َتَتعَدّ َد اْلكَفّا َرةُ فِي الصّو َرَتيْنِ اْلأُولََتيْ ِن ِبوَطْءِ كُ ّل وَاحِ َدةٍ ‪َ .‬وهُوَ‬
‫ِقيَاسُ إحْدَى ال ّروَايََتيْنِ فِي ال ّظهَارِ مِ ْن نِسَائِهِ ِبكَلِ َم ٍة وَاحِ َدةٍ َأنّ اْل َكفّارَ َة َتَتعَدّ ُد َويُ ْمكِنُ َأنْ ُيقَا َل النّكِ َرةُ فِي‬
‫ث ُمتَسَا ِوَيةٌ ‪َ ,‬وإِنْ قِي َل ‪ :‬إنّ‬ ‫صوَ ُر الثّلَا ُ‬ ‫صيَ َغ الْجُمُوعِ فَال ّ‬ ‫ض ِعهَا كَمَا َتعُمّ ِ‬ ‫ق النّ ْفيِ إنْ قِيلَ َأّنهَا َتعُ ّم ِبوَ ْ‬ ‫ِسيَا ِ‬
‫عُمُو َمهَا جَاءَ ضَرُو َر َة َن ْفيِ الْمَا ِهّيةِ فَاْل َمْنفِ ّي ِبهَا وَاحِدٌ لَا َتعَدّدَ فِي ِه َوهُ َو الْمَا ِهّيةُ الْمُ ْطَل َقةُ َفُيتّجَ ُه َتفْرِيقُ‬
‫الْقَاضِي الْمَذْكُو ِر َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪.‬‬
‫‪662‬‬
‫ك بَ ْينَ الْ َمرّاتِ اقَْتضَى‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا قَالَ ‪ :‬إ ْن ُخرْجَتِي مِنْ الدّارِ َم ّر ًة بِغَ ْيرِ إذْنِي َفَأنْتِ طَاِلقٌ َوَنوَى ِب َذلِ َ‬
‫الْعُمُو َم ِب َغيْ ِر إشْكَا ٍل َوِإنْ َأطْلَقَ َفقَالَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ َتتَ َقيّ ُد يَمِينُهُ بِ َم ّرةٍ وَا ِح َدةٍ ‪َ ,‬وسَلّمَ َأنّهُ َلوْ أَ ِذنَ َلهَا‬
‫ب وَابْ ُن َعقِيلٍ فِي‬ ‫ك ِبغَيْرِ إ ْذنِهِ لَ ْم تَطْلُقْ ‪ ,‬وَخَاَلفَهُ َأبُو الْخَطّا ِ‬ ‫ت بِإِ ْذنِ ِه ثُمّ َخرَ َجتْ بَعْدَ ذَلِ َ‬ ‫خرَ َج ْ‬ ‫مَ ّرةً فَ َ‬
‫ف الْ َمأْخَذُ َفقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ ‪ :‬ذِكْ ُر الْ َم ّرةَ َتْنبِي ٌه عَلَى الْ َمنْعِ مِنْ ال ّزيَا َدةِ عََلْيهَا‬ ‫خِلَاِفهِمَا َو ُهوَ الْحَقّ ‪ ,‬ثُمّ ا ْختَلَ َ‬
‫ط وَلَا حَا َجةَ إلَى ذَلِكَ ُكلّهِ فَِإنّ‬ ‫خطّابِ َأ ّن الْعُمُومَ َأتَى مِنْ ُدخُو ِل النّكِ َرةِ فِي الشّرْ ِ‬ ‫َوظَاهِرُ َكلَامِ َأبِي الْ َ‬
‫ك ِعنْ َدنَا وَالْ َمحْلُوفُ‬ ‫ي بِذَلِ َ‬ ‫ث وََلوْ خَ َر َجتْ مِاَئ َة مَ ّر ٍة بِإِ ْذنِهِ لَ ْم َتنْحَ ّل اْليَمِ ُ‬ ‫حْن ِ‬ ‫ي عِنْ َدنَا إنّمَا َتنْحَ ّل بِالْ ِ‬‫الْيَ ِم َ‬
‫حْنثُ ‪.‬‬ ‫عََليْهِ قَائِ ٌم َوهُوَ ُخرُو ُجهَا مَ ّر ًة ِبغَيْرِ إ ْذنِهِ فَ َمتَى وُ ِج َد تَ َرّتبَ عََليْ ِه الْ ِ‬
‫‪663‬‬
‫ط الْآخَرُ ‪َ ,‬وإِنْ َأ ْسقَطَ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْعَاشِ َر ُة َبعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬مَ ْن َثبَتَ لَهُ أَحَدُ َأمْ َريْنِ فَِإنْ ا ْختَارَ أَحَ َدهُمَا َسقَ َ‬
‫ضرَرًا عَلَى َغيْ ِرهِ ا ْسَتوْفَى لَ ُه الْحَ ّق اْلأَصِْليّ‬ ‫ت الْآخَرُ ‪َ ,‬وِإنْ ا ْمَتنَ َع ِمنْهُمَا َفِإنْ كَانَ ا ْمِتنَاعُهُ َ‬ ‫أَحَ َدهُمَا ُأْثبِ َ‬
‫ح ّق غَيْ َر مَاِليّ أُلْ ِز َم بِالِا ْخِتيَا ِر َوإِنْ كَانَ‬‫ط َوإِنْ كَانَ الْ َ‬ ‫الثّاِبتَ لَهُ إذَا كَا َن مَاِليّا ‪َ ,‬وِإنْ لَ ْم َيكُنْ َحقّا ثَابِتًا َسقَ َ‬
‫حقّا ُمعَّينًا َفهَلْ‬ ‫ستَ َ‬‫حقّ ُه َغيْ ُر ُم َعيّنٍ ُحِبسَ َحتّى ُي َعيّنَ ُه َوُيوَفّيَهُ ‪َ ,‬وِإنْ كَا َن مُ ْ‬ ‫ستَ َ‬‫َحقّا وَا ِجبًا لَهُ وَعََليْهِ فَِإنْ كَانَ مُ ْ‬
‫حَبسُ َويُسَْتوْفَى ِمنْ ُه الْحَ ّق الّذِي عََليْهِ فِيهِ الْخِلَافُ ‪َ ,‬وِإنْ كَانَ َحقّا عََليْ ِه َوَأمْكَ َن ا ْستِيفَا ُؤهُ ِمنْ ُه ُاسُْتوِْفيَ ‪,‬‬ ‫يُ ْ‬
‫صوَرٌ‬ ‫حتَ هَ ِذ ِه اْلقَاعِ َدةِ ُ‬ ‫َوإِنْ كَانَ عََليْهِ َحقّانِ أَصِْل ّي َوبَدَلٌ فَا ْمَتنَعَ مِ ْن الْبَدَلِ ُحكِ َم عََليْهِ بِالْأَصْلِ َوَينْدَرِجُ تَ ْ‬
‫حقّ اْلقِصَاصِ عَ ْنهُ وَقُ ْلنَا اْلوَا ِجبُ لَهُ أَ َحدُ َأمْ َريْ ِن َتعَيّنَ لَ ُه الْمَا ُل وََل ْو َعفَى عَنْ‬
‫‪ِ ( :‬مْنهَا ) َلوْ َعفَى ُمسْتَ ِ‬
‫الْمَا ِل َثبَتَ لَ ُه اْل َقوَدُ ‪.‬‬
‫‪664‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ اشَْترَى شَيْئًا فَ َظ َهرَ عَلَى عَيْبٍ فِي ِه ُثمّ اسَْتعْمَ َلهُ اسِْتعْمَالًا لَا َيدُلّ عَلَى الرّضَا ِبِإ ْمسَا ِكهِ لَمْ‬
‫ش عِنْدَ ابْ ِن َعقِيلٍ ; ِلَأنّ الْ َعْيبَ مُو ِجبٌ ِلأَحَ ِد َشْيئَيْ ِن إمّا الرّ ّد َوِإمّا اْلأَ ْرشُ‬ ‫سقُطْ َحقّهُ مِنْ الْمُطَاَلَبةِ بِاْلأَ ْر ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫سقُطُ اْلأَ ْرشُ َأْيضًا وَفِيهِ ُبعْدٌ ‪.‬‬ ‫ط بِ ِه الْآخَرُ ‪ .‬وَقَالَ ابْنُ َأبِي مُوسَى وَالْقَاضِي يَ ْ‬ ‫سقُ ُ‬ ‫فَِإ ْسقَاطُ أَحَ ِدهِمَا لَا يَ ْ‬
‫‪665‬‬
‫ضهِ فَِإنّهُ ُيؤْمَ ُر ِب َقْبضِهِ َأ ْو إبْرَائِهِ فَِإ ْن امَْتنَعَ‬
‫ضرَرَ عَلَ ْي ِه فِي قَبْ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َأتَاهُ اْلغَرِ ُي ِب َديْنِهِ فِي مَحِ ّلهِ َولَا َ‬
‫ئ غَرِيُهُ‬
‫َقَبضَهُ لَ ُه الْحَاكِ ُم َوبَ ِر َ‬
‫‪666‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) [ َلوْ ] امْتَنَ َع الْمُوصَى َل ُه ِمنْ الْقَبُو ِل وَال ّردّ ُحكِمَ عََليْهِ بِالرّ ّد َو َسقَطَ َحقّ ُه مِ ْن اْلوَصِّيةِ ‪.‬‬
‫‪667‬‬
‫ط ِمنْهُ ‪.‬‬
‫سقُ ُ‬ ‫ج َر َموَاتًا وَطَالَتْ ُم ّدتُ ُه َولَمْ يُحِْيهِ وََلمْ َيرْفَ ْع َي َدهُ عَ ْنهُ فَِإنّ َحقّ ُه يَ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ تَحَ ّ‬
‫‪668‬‬
‫س َوةٍ وَامْتَنَعَ ِمنْ الِاخْتِيَارِ ُحِبسَ َوعُزّرَ َحتّى يَ ْ‬
‫ختَارَ ‪.‬‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَسْ َلمَ عَلَى ُأخْتَ ْينِ َأوْ أَكَْثرَ ِم ْن أَ ْربَعِ ِن ْ‬
‫‪669‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أُ ّخ َرتْ الْ ُمعَْتقَةُ تَحْتَ عَ ْب ِد الِاخْتِيَارِ حَتّى طَالَتْ الْ ُم ّدةُ أَ ْجبَ َرهَا الْحَاكِ ُم عَلَى ا ْختِيَا ِر اْلفَسْخِ‬
‫َأوْ الْإِقَا َم ِة بِالتّ ْمكِيِ مِ ْن الِا ْستِ ْمتَاعِ‬
‫‪670‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ َأبَى الْ َم ْولَى َبعْ َد الْ ُم ّدةِ أَ ْن َيفِي َء َأوْ يُطَ ّلقَ فَ ِروَايَتَانِ إحْدَاهُمَا يُ ْ‬
‫حَبسُ َحتّى َيفِيءَ َأ ْو يُطَلّقَ ‪.‬‬
‫ق الْحَاكِ ُم َبْيَنهُمَا ‪.‬‬
‫وَالثّاِنيَة ‪ُ :‬يفَ ّر ُ‬
‫‪671‬‬
‫س ُثمّ وَكِيلٌ فِي الْبَيْعِ بَاعَهُ الْحَاكِ ُم َووَفّى ال ّديْنَ‬
‫‪َ ( .‬و ِمنْهَا ) َلوْ َح ّل دَْي ُن ال ّر ْهنِ وَامْتَنَعَ ِمنْ َت ْوفِيَِتهِ وَلَيْ َ‬
‫ِمنْهُ ‪.‬‬
‫‪672‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ ُادّعِيَ عَلَ ْيهِ َفأَْن َكرَ وَطُلِبَ مِ ْنهُ الْيَمِيُ فَنَ َكلَ عَ ْنهَا وََقضَى بِالنّكُو ِل وَ ُجعِ َل ُمقِرّا ; ِلَأنّ الْيَ ِم َ‬
‫ي‬
‫بَدَ ٌل عَ ْن الْإِقْرَا ِر َوعَ ْن الّنكُولِ فَإِذَا امَْتنَ َع مِ ْن اْلبَدَلِ ُحكِ َم عََليْ ِه بِاْلأَصْلِ ‪.‬‬
‫‪673‬‬
‫جوَابِ بِالْكُلّّي ِة َفإِنْ كَانَتْ الدّ ْعوَى مِمّا ُيقْضَى فِيهَا بِالّنكُولِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ نَ َك َل الْ ُمدّعَى عَلَ ْيهِ َعنْ الْ َ‬
‫َفهَلْ َيقْضِي عَلَ ْي ِه ِبهِ هَاهُنَا أَمْ يُحَْبسُ حَتّى يُجِيبَ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪َ ,‬وِإنْ كَاَنتْ مِمّا لَا ُيقْضَى فِيهَا بِالّنكُولِ‬
‫حَبسُ َحتّى ُيقِرّ َأ ْو يُخْلَى َسبِيلُ ُه عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪.‬‬ ‫كَاْلقَتْ ِل وَالْحَدّ َفهَ ْل يُ ْ‬
‫‪674‬‬
‫ج ٌة ِبهَا‬
‫ب وَاحِدٍ أَ َح َد َشيَْئيْنِ َفقَامَتْ ُح ّ‬‫سبَ ٍ‬ ‫ب بِ َ‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الْحَا ِدَي َة عَشَ َر َبعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬إذَا كَانَ اْلوَاجِ ُ‬
‫ج عََلْيهِمَا مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) إذَا ُق ْلنَا مُو َجبُ‬ ‫أَحَ ُدهُمَا دُونَ الْآخَرِ َفهَ ْل َيثُْبتُ َأمْ لَا ؟ عَلَى ِروَاَيتَيْنِ َويُخَرّ ُ‬
‫َقتْ ِل الْعَ ْمدِ أَحَ ُد َشْيئَيْنِ فَِإذَا ادّعَى َأوْلِيَا ُء الْ َمقْتُولِ عَلَى وَِليّ اْلقَاِتلِ فِي اْلقَسَامَةِ فََنكَلَ َفهَلْ يَ ْل َز ُمهُ الدَّيةُ‬
‫عَلَى ِروَاَيَتيْنِ ‪.‬‬
‫‪675‬‬
‫ص َوَأتَى ِبشَا ِهدٍ وَامْ َرَأتَ ْينِ َف َهلْ تَ ْلزَ ُم ُه ِديَتُهَا عَلَى ِروَايََتيْنِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ ادّعَى ِجرَا َحةً عَ ْمدًا عَلَى شَخْ ٍ‬
‫ب اْلقَتْلِ‬
‫ب بِاْل َقتْلِ ال ّدَي ُة َعيْنًا َوَأمّا إنْ قُ ْلنَا َأنّ مُو ِج َ‬
‫ج َ‬‫وَالصّحِيحُ فِيهَا عَ َد ُم وُجُوبِ ال ّدَيةِ ِلئَلّا يَ ْل َزمَ َأنْ يَ ِ‬
‫جبُ بِ ِه الْ َمبْدُولُ ‪.‬‬ ‫جبُ بِمَا لَا َي ِ‬ ‫الْ ِقصَاصُ َعْينًا فَال ّدَيةُ بَ َدلٌ فَلَا َي ِ‬
‫‪676‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َش ِهدَ َر ُجلٌ وَا ْم َرأَتَانِ ِبقَتْلِ عَ ْبدٍ َع ْبدًا َع ْمدًا َفهَلْ يَثْبُتُ ِبذَِلكَ ُغرْ ُم قِي َم َة اْلعَبْدِ دُونَ الْ َق َودِ عَلَى‬
‫ب اْلقِي َمةِ َروَاهَا ابْ ُن َمْنصُورٍ ‪َ .‬وتََأمّ ْلتُ ِروَايَ َة‬ ‫حرّرِ ‪ ,‬وَذَكَرَ أَنّ ِروَاَيةَ وُجُو ِ‬ ‫ِروَايََتيْنِ َحكَاهُمَا صَا ِحبُ الْمُ َ‬
‫سأََلةُ مِ ْن هَذَا‬ ‫ابْ ِن َمْنصُورٍ فَإِذَا ظَاهِ ُرهَا َأ ّن الْقَاتِلَ كَانَ حُرّا فَلَا يَكُونُ ِجنَايَتُ ُه مُو ِجَبةً ِل ْل َقوَدِ ‪ ,‬فَلَا تَكُونُ الْمَ ْ‬
‫ت ِبهَا بَّيَنةٌ يَْثُبتُ ِبهَا الْمَالُ دُونَ‬ ‫جنَاَي ُة مُو ِجَبةً ِللْمَا ِل َعْينًا وَقَامَ ْ‬
‫الْ َقبِي ِل بَ ْل مِ ْن َنوْعٍ آ َخ َر َو ُهوَ إذَا كَاَنتْ الْ ِ‬
‫جنَاَيةُ خَ َطأً َأ ْو عَمْدًا يُو ِجبُ الْمَالَ‬ ‫جبُ ِبهَا الْمَا ُل عَلَى ِروَايََتيْنِ ‪ ,‬كَمَا َلوْ كَاَنتْ الْ ِ‬ ‫جنَاَيةِ َفهَ ْل َي ِ‬
‫أَصْ ِل الْ ِ‬
‫ف َمعَهُ َفهَلْ‬‫دُو َن الْ َقوَ ِد َوَأتَى عََلْيهَا بِشَاهِ ٍد وَامْ َرَأَتيْنِ َأوْ ا ّدعَى َقتْلَ كَافِرٍ فِي الصّفّ َوَأتَى بِشَاهِ ٍد وَ َحلَ َ‬
‫ك سَ ْلبَ ُه عَلَى ال ّروَاَيَتيْنِ‬
‫ستَحِ ّق بِذَلِ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪677‬‬
‫ح بِدُونِ الضّرُو َرةِ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِنَيةَ عَشَ َر َبعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬إذَا ا ْجتَمَعَ ِللْ ُمضْ َط ّر مُحَ ّرمَانِ كُ ّل ِمْنهُمَا لَا ُيبَا ُ‬
‫ج عَلَى ذَلِكَ‬ ‫ضرُو َرةَ إلَْيهَا فَلَا ُيبَاحُ ‪َ ,‬وَيتَخَرّ ُ‬‫وَ َجبَ تَقْ ِديُ أَ َخ ّفهِمَا َمفْسَ َدةً َوأَقَّلهِمَا ضَ َررًا ; ِلأَنّ ال ّزيَا َدةَ لَا َ‬
‫صيْدِ‬ ‫حرِمُ صَ ْيدًا َومَيَْتةً فَِإنّهُ يَأْكُ ُل الْ َمْيَتةَ َن ّ‬
‫ص عََليْهِ أَ ْحمَدُ ; ِلأَنّ فِي أَكْ ِل ال ّ‬ ‫مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬منْهَا ) إذَا َوجَدَ الْمُ ْ‬
‫صيْ ٍد‬‫صيْ ُد ُه وَ َذبْحُ ُه َوأَكْلُهُ ‪َ ,‬وأَكْ ُل الْ َمْيَتةِ فِيهَا ِجنَاَيةٌ وَا ِح َدةٌ ‪َ ,‬وعَلَى هَذَا َفَل ْو وُجِدَ َلحْمُ َ‬ ‫ثَلَاثُ ِجنَايَاتٍ َ‬
‫َذبَحَ ُه ُمحْ ِر ٌم َو َميَْتةٌ فَِإنّ ُه َيأْكُلُ َلحْ َم الصّيْدِ قَالَهُ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ ; ِلَأنّ كُلّا ِمْنهُمَا فِيهِ ِجنَاَيةٌ وَاحِ َدٌة َوَيتَ َميّزُ‬
‫صيْدِ ِجنَاَيةٌ عَلَى الْإِحْرَا ِم وَِلهَذَا يَ ْل َزمُ ُه ِبهَا‬
‫صيْ ُد بِالِا ْختِلَافِ فِي َك ْونِهِ مُذَكّى وَفِي هَذَا نَ َظرٌ فَِإنّ أَكْ َل ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ك بِاْلأَكْ ِل مِ ْن الْ َمْيَتةِ ‪ ,‬ثُ ّم وَجَدْتُ َأبَا الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ ا ْختَارَ‬ ‫سَتغْنَى عَنْ ذَلِ َ‬ ‫حنَ ِفّي ِة َوهُ َو مُ ْ‬
‫الْجَزَا ُء ِعنْدَ الْ َ‬
‫صيْدٍ فَظَاهِرُ كَلَامِ الْقَاضِي َأنّهُ َيأْكُ ُل الْ َميَْت َة وَلَا يَكْسِ ُرهُ‬ ‫أَكْ َل الْ َميَْت ِة َوعَلّلَ ُه بِمَا ذَكَ ْرنَا ‪ ,‬وََل ْو وَجَ َد َبْيضَ َ‬
‫صيْدِ ‪.‬‬
‫َويَأْكُلُهُ ; ِلَأنّ كَسْ َرهُ ِجنَاَيةٌ كَ َذبْحِ ال ّ‬
‫‪678‬‬
‫ح الِْإمَاءِ كَمَا َنصّ عََليْهِ ابْنُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) ِنكَاحُ اْلإِمَا ِء وَالِاسْتِمْنَاءِ كِلَاهُمَا إنّمَا يُبَاحُ لِلضّرُو َر ِة َوُيقَ ّدمُ ِنكَا ُ‬
‫ص وَالْآخَ ُر ُمتَ َردّدٌ فِيهِ ‪ .‬وَقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي ُمفْرَدَاتِهِ الِاسْتِ ْمنَاءُ أَ َحبّ إلَ ّي مِ ْن ِنكَاحِ‬
‫ح ِبنَ ّ‬
‫عَبّاسٍ ; ِلأَنّ ُه ُمبَا ٌ‬
‫ض ِة ِعنْدَ‬
‫ستَحَا َ‬ ‫ضةِ َفقَالَ ابْ ُن َعقِيلٍ إنّمَا يُبَا ُ‬
‫ح وَطْ ُء الْمُ ْ‬ ‫الَْأ َمةِ ‪ .‬وَفِيهِ نَ َظ ٌر َوَأمّا ِنكَاحُ اْلإِمَا ِء َووَطْ ُء الْ ُمسْتَحَا َ‬
‫ح الِْإمَاءِ ُمقَ ّدمٌ عََليْهِ ‪َ ,‬وَيَتوَجّهُ بِمَا ذَكَ ْرنَا‬
‫ح َغيْ ِرهَا ‪ ,‬وَظَاهِ ُر هَذَا َأنّ ِنكَا َ‬ ‫ت َوعَ َدمِ ال ّطوْلِ ِلِنكَا ِ‬ ‫ف اْل َعنَ ِ‬
‫َخوْ ِ‬
‫ضةِ فَِإنّهُ فِي َم ْعنَى وَطْ ِء الْحَاِئضِ ِل َكوْنِهِ َدمُ َأذًى‬ ‫ستَحَا َ‬ ‫ح الِْإمَاءِ دُونَ وَطْ ِء الْمُ ْ‬ ‫ص عَلَى إبَا َح ِة ِنكَا ِ‬ ‫مِ ْن الّن ّ‬
‫‪679‬‬
‫جمَاعِ فِي اْلفَرْجِ َفلَهُ ِفعْلُهُ فَِإنْ وَ َجدَ‬ ‫شَبقِهِ َفلَ ْم يُ ْم ِكنْهُ الِا ْستِ ْمنَاءُ وَاضْ ُطرّ إلَى الْ ِ‬
‫( َو ِمنْهَا ) مَنْ ُأبِيحَ لَ ُه الْفِ ْطرُ لِ َ‬
‫ضةً َففِيهِ ا ْحتِمَالَانِ ذَكَ َرهُمَا صَا ِحبُ الْ ُم ْغنِي أَ َح ُدهُمَا وَطْ ُء الصّائِ َمةِ‬
‫َزوْ َجةً مُكَ ّل َفةً صَائِ َمةً َوأُ ْخرَى حَائِ َ‬
‫ضرَ ِر َغيْ ِرهَا َوذَلِكَ جَائِزٌ ِلفِ ْط ِرهَا ِلأَجْ ِل اْلوَلَدِ ‪َ ,‬وَأمّا وَطْ ُء الْحَاِئضِ فَلَمْ‬
‫َأوْلَى ; ِلَأنّ أَ ْكثَ َر مَا فِيهِ َأّنهَا ُتفْطِرُ ِل َ‬
‫خيّرٌ ِلَتعَا ُرضِ َمفْسَ َد ِة‬
‫ُيعْهَدْ فِي الشّ ْرعِ َجوَا ُزهُ فَِإنّهُ حُ ّرمَ لِ ْلأَذَى وَلَا يَزُو ُل الْأَذَى بِالْحَا َجةِ إَليْهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬مُ َ‬
‫ص ْومِ الطّاهِ َرةِ وَاْلَأوّلُ هُوَ الصّحِيحُ لِمَا ذَكَ ْرنَا مِ ْن إبَا َحةِ‬‫وَطْ ِء الْحَاِئضِ مِ ْن َغيْرِ إفْسَا ِد عِبَا َدةٍ عََلْيهَا َوإِفْسَادِ َ‬
‫الْفِ ْطرِ ِلَأسْبَابٍ دُو َن وَطْ ِء الْحَاِئضِ ‪.‬‬
‫‪680‬‬
‫سفِينَ ِة نَارٌ وَاسَْتوَى اْلأَ ْمرَانِ فِي الْهَلَاكِ أَعْنِي الْ ُمقَا َم فِي النّارِ َوِإلْقَا َء الّنفُوسِ‬‫( َو ِمنْهَا ) إذَا ُأْلقِ َي فِي ال ّ‬
‫س فِي الْمَاءِ َأوْ يَ ْلزَمُ الْ ُمقَامُ عَلَى ِروَايََتيْنِ ‪ ,‬وَالْ َمْنقُو ُل عَنْ أَ ْحمَدَ فِي‬
‫فِي الْمَاءِ َف َهلْ يَجُوزُ إْلقَا ُء الّنفُو ِ‬
‫ف شَاءَ ‪ ,‬قِي َل‬ ‫ح ُنفُوسِهِمْ فِي اْلبَحْرِ ‪ .‬وَقَالَ فِي ِروَاَيةِ َأبِي دَاوُد ‪َ :‬يصْنَعُ َكيْ َ‬ ‫ِروَايَةِ ُم َهنّا َأنّهُ قَالَ ‪ :‬أَكْ َرهُ طَ ْر َ‬
‫ف وَ َرجّحَ ابْ ُن َعقِيلٍ َو َغيْ ُرهُ ُوجُوبَ الْ ُمقَا ِم مَعَ‬ ‫لَ ُه ‪ُ :‬هوَ فِي اللّجّ لَا يَ ْطمَعُ فِي النّجَاةِ ‪ ,‬قَالَ ‪ :‬لَا أَدْرِي َفَتوَقّ َ‬
‫ف مَا إذَا لَ ْم َيتََي ّقنُوا ذَلِكَ لِا ْحتِمَا ِل النّجَاةِ بِالْإِلْقَاءِ ‪.‬‬
‫َتيَقّ ِن اْلهَلَاكِ فِيهَا ِلئَلّا َيكُونَ قَاتِلًا ِلَنفْسِ ِه بِخِلَا ِ‬
‫‪681‬‬
‫( اْلقَاعِ َد ُة الثّاِلَثةَ عَشَ َر َبعْدَ الْمِاَئةِ ) ‪ :‬إذَا وَ َج ْدنَا جُ ْمَلةً ذَاتَ َأعْدَادٍ ُموَزّ َع ٍة عَلَى جُ ْمَلةٍ أُخْرَى ‪َ ,‬فهَ ْل َيتَوَ ّزعُ‬
‫جمَْل ِة اْلأُخْرَى ‪ ,‬هَ ِذهِ عَلَى قِسْ َميْنِ ‪:‬‬ ‫جمُوعِ الْ ُ‬ ‫أَفْرَا ُد الْجُ َم ِل الْ ُموَ ّز َعةِ عَلَى أَفْرَا ِد اْلأُخْرَى َأوْ كُلّ َفرْ ٍد عَلَى مَ ْ‬
‫الَْأوّلُ َأنْ تُوجَدَ قَرِيَنةٌ تَ ُد ّل عَلَى َت ْعيِيِ أَحَ ِد اْلَأمْ َريْنِ فَلَا خِلَافَ فِي ذَلِكَ ‪ .‬فَ ِمثَا ُل مَا دَّلتْ اْلقَرِيَنةُ فِي ِه عَلَى‬
‫َتوْزِيعِ الْجُمَْل ِة عَلَى الْجُ ْمَل ِة الْأُ ْخرَى ‪َ -‬فُيقَابَلُ كُلّ َفرْدٍ كَامِ ٍل ِبفَ ْر ٍد ُيقَابِلُ ُه إمّا ِلجَ َريَانِ اْلعُرْفِ َأوْ دَلَاَلةِ‬
‫الشّ ْرعِ عَلَى ذَلِكَ ‪َ ,‬وِإمّا لِا ْستِحَاَل ِة مَا ِسوَاهُ ‪َ -‬أنْ َيقُو َل ِلزَ ْوجَتَ ْيهِ ‪ :‬إنْ أَكَلْتُمَا َه َذيْ ِن الرّغِيفَيْ ِن َفَأنْتُمَا‬
‫طَاِلقَتَانِ ‪َ ,‬فِإذَا أَكَلَتْ ُك ّل وَا ِح َدةٍ مِ ْنهُمَا رَغِيفًا طَُلقَتْ لِا ْستِحَاَلةِ أَكْلِ كُ ّل وَاحِ َدةٍ لِل ّرغِي َفيْنِ َأوْ َيقُولَ‬
‫حكُمَا أَوْ دَخَلْتُمَا‬
‫ِلعَبْ َدْيهِ ‪ :‬إنْ رَكِبُْتمَا دَابّتَ ْيكُمَا َأوْ لَِبسْتُمَا َثوْبَ ْيكُمَا َأوْ تَقَ ّل ْدتُمَا سَيْفَ ْيكُمَا أَوْ اعَْتقَلْتُمَا ُرمْ َ‬
‫ِبزَ ْوجَتَيْكُمَا َفَأنْتُمَا حُرّانِ ‪ ,‬فَ َمتَى ُوجِ َد مِنْ كُ ّل وَاحِدٍ رُكُوبُ دَابّتِهِ َأوْ ُلْبسُ َثوْبٍ َأوْ َتقَلّ ُد َسيْفِهِ َأوْ ُرمْحِهِ‬
‫َأوْ الدّخُو ُل بِ َزوْ َجتِ ِه تَ َرّتبَ عََلْيهِمَا اْل ِعتْقُ ; ِلأَ ّن الِانْفِرَا َد ِبهَذَا عُرِْفيّ وَفِي َبعْضِ ِه شَ ْر ِعيّ َفَيَت َعيّنُ صَرْفُهُ إلَى‬
‫ت اْلقَرِينَةُ فِي ِه عَلَى َتوْزِيعِ كُلّ َفرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ‬
‫َتوْزِيعِ الْجُمَْل ِة عَلَى الْجُ ْمَلةِ ذَ َك َرهُ فِي الْ ُم ْغنِي ‪َ .‬و ِمثَا ُل مَا دَّل ْ‬
‫جمَْل ِة اْلأُخْرَى َأنْ َيقُولَ َر ُجلٌ ِلزَ ْوجَتَ ْيهِ ‪ :‬إنْ كَلّمُْتمَا َزْيدًا َأوْ كَلّمُْتمَا عَ ْمرًا‬
‫الْجُمَْل ِة عَلَى َجمِيعِ أَفْرَا ِد الْ ُ‬
‫َفأَنْتُمَا طَاِلقَتَانِ َفلَا يُطَّلقَانِ َحتّى ُتكَلّمَ كُ ّل وَا ِح َدةٍ ِمْنهُمَا َزيْدًا َوعَمْرًا‬
‫‪682‬‬
‫الْقِسْ ُم الثّانِي ‪َ :‬أنْ لَا يَ ُد ّل عَلَى إرَا َدةِ أَ َح ِد الّتوْزِي َعيْنِ َفهَلْ يُحْمَ ُل الّتوْزِي ُع عِنْ َد هَذَا الِْإطْلَاقِ عَلَى اْلأَوّلِ َأوْ‬
‫سأََلةِ خِلَافٌ وَاْلأَ ْشهَرُ َأنّ ُه ُيوَ ّزعُ كُ ّل مِنْ أَفْرَا ِد الْجُ ْمَل ِة عَلَى جَمِيعِ أَفْرَادِ الْجُمَْل ِة اْلأُخْرَى إذَا‬ ‫الثّانِي فِي الْمَ ْ‬
‫سأََلةِ ال ّظهَا ِر مِ ْن نِسَائِ ِه بِكَِل َم ٍة وَاحِ َدةٍ ‪.‬‬ ‫ح بِذَلِكَ الْقَاضِي وَابْ ُن َعقِيلٍ َوأَبُو الْخَطّابِ فِي مَ ْ‬ ‫صرّ َ‬‫َأمْكَ َن وَ َ‬
‫ب طَرْ ُدهُ فِي سَائِ ِرهَا مَا لَ ْم يَ ْمنَعْ مِنْ ُه مَانِ ٌع وَلِذَلِكَ‬ ‫ج ُ‬ ‫صوَ ِر َويَ ِ‬‫ض ال ّ‬‫خلَافُ إلّا فِي َب ْع ِ‬ ‫وَكَذَلِكَ لَا يُذْكَ ُر الْ ِ‬
‫خ ّفيْ ِن { إنّي َأدْخَ ْلُتهُمَا َوهُمَا‬ ‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّمَ فِي َتعْلِي ِل مَسْحِ ِه الْ ُ‬ ‫َأمْثَِلةٌ َكثِ َيةٌ ( َف ِمْنهَا ) َقوْلُهُ َ‬
‫خ ّفيْنِ وَكُ ّل وَا ِح َدةٍ ِمْنهُمَا طَاهِ َرةٌ َأ ْو الْمُرَادُ َأنّهُ‬
‫طَاهِ َرَتيْنِ } هَ ْل الْمُرَادُ َأنّهُ أَ ْدخَلَ كُ ّل وَاحِ َد ٍة مِنْ قَ َد َميْ ِه الْ ُ‬
‫سلَ‬
‫سأَلَ ُة مَا إذَا َغ َ‬
‫ك مَ ْ‬
‫خ ّفيْ ِن وَكُلّ قَ َدمٍ فِي حَالِ إدْخَاِلهَا طَاهِ َرةٌ ‪َ .‬وَيْنبَنِي عَلَى ذَلِ َ‬
‫أَدْ َخلَ كُ ّل اْلقَ َدمَيْ ِن الْ ُ‬
‫سلَ اْلُأخْرَى َوأَ ْدخَ َلهَا الْخُفّ َفعَلَى الّتوْزِي ِع الَْأوّ ِل َو ُهوَ َتوْزِيعُ‬
‫إ ْحدَى ِرجْلَ ْيهِ ُث ّم َأدْخَ َلهَا الْخُفّ ُثمّ َغ َ‬
‫الْ ُمفْرَ ِد عَلَى الْجُ ْمَلةِ لَا يَجُو ُز الْمَسْحُ ; ِلأَنّهُ فِي حَالِ إدْخَالِ الرّجْ ِل اْلأُولَى الْخُفّ لَ ْم َيكُنْ الرّ ْجلَانِ‬
‫سأََلةِ ِروَايَتَا ِن عَنْ أَحْمَدَ وََلكِنّ‬ ‫طَاهِ َرَتيْ ِن َوعَلَى الثّانِي َو ُهوَ َتوْزِي ُع الْ ُمفْ َر ِد عَلَى الْ ُمفْرَ ِد َيصِحّ ‪ ,‬وَفِي الْمَ ْ‬
‫صغَرَ لَا َيتََب ّعضُ َوَأنّهُ لَا يَ ْرَتفِعُ إلّا َبعْدَ ا ْسِتكْمَالِ ال ّطهَا َرةِ بِ َمنْ ِع َطهَا َرةِ الرّجْ ِل اْلأُولَى‬
‫ث اْلأَ ْ‬
‫الْقَائِ َل ِبأَ ّن الْحَدَ َ‬
‫ب َتوْزِي ِع الْجُ ْمَل ِة عَلَى‬
‫ك مِ ْن بَا ِ‬‫خ ّفيْ ِن وَذَلِ َ‬
‫ت َطهَا َرُتهُمَا عِنْ َد ا ْستِكْمَالِ ُلْبسِ الْ ُ‬ ‫ف َنعَمْ ُوجِدَ ْ‬ ‫خ ّ‬‫عِنْدَ دُخُو ِل الْ ُ‬
‫الْجُمَْلةِ ‪.‬‬
‫‪683‬‬
‫خصًا ‪ :‬إذَا بَاعَ‬ ‫ج َوةٍ َو ِهيَ قَاعِ َدٌة عَظِي َم ٌة ِبنَفْ ِ‬
‫سهَا فَ ْلنَذْ ُك ْر هَا ُهنَا َمضْمُونَهَا مَُل ّ‬ ‫سَألَةُ ) ‪ُ :‬مدّ َع ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َم ْ‬
‫ج َوةٍ َأوْ ُمدّ‬
‫ج َوةٍ َودِ ْر َهمٍ بِ ُمدّ َع ْ‬
‫سهِ َو َمعَ ُه ِمنْ غَ ْيرِ جِ ْنسِهِ ِمنْ ال ّط َرفَ ْينِ َأوْ َأ َحدِهِمَا كَ ُمدّ َع ْ‬
‫ِرَبوِيّا بِجِ ْن ِ‬
‫ج َو ٍة ِبدِرْهَمَ ْينِ َففِيهِ ِروَايَتَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا بُطْلَا ُن الْ َعقْ ِد وَلَ ُه َمأْخَذَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪:‬‬
‫ج َو ٍة َودِ ْرهَ ٍم بِ ُمدّيْ عَ ْ‬
‫عَ ْ‬
‫ط الثّمَ ُن عَلَى‬ ‫ختَِلفَ ْي اْلقِي َم ِة ُيقَسّ ُ‬
‫ص ْف َقةَ إذَا ا ْشتَمََلتْ عَلَى َشْيئَيْ ِن ُم ْ‬ ‫َوهُ َو مَسْلَكُ اْلقَاضِي َوأَصْحَابِهِ َأ ّن ال ّ‬
‫جهْ ِل بِالتّسَاوِي وَكِلَاهُمَا ُمبْطِلٌ ِل ْل َعقْدِ فِي‬ ‫ي الّتفَاضُ ِل َوِإمّا إلَى الْ َ‬ ‫قِي َمِتهِمَا َوهَذَا ُيؤَدّي هَا ُهنَا إمّا إلَى َيقِ ِ‬
‫ع مُدّا يُسَاوِي دِ ْرهَ َميْ ِن وَدِ ْرهَمًا بِمُ ّديْ ِن يُسَا ِويَا ِن ثَلَاَثةَ دَرَاهِمَ كَانَ‬ ‫َأ ْموَالِ ال ّربَا ‪َ .‬وَبيَانُ ذَلِكَ ‪َ :‬أنّهُ إذَا بَا َ‬
‫ع مُدّا يُسَاوِي دِ ْرهَمًا‬ ‫الدّ ْرهَمُ فِي ُمقَابََل ِة ثُُلَثيْ مُ ّد َويَْبقَى مُدّ فِي ُمقَابََل ِة مُ ّد َوثُُلثُ ذَلِكَ ِربًا وَكَذَلِكَ إذَا بَا َ‬
‫ث مُ ّد َوَيْبقَى ثُُلثَا مُدّ فِي ُمقَابََل ِة مُدّ ‪,‬‬ ‫وَدِ ْرهَ َميْ ِن بِ ُم ّديْنِ يُسَاوِي َن ثَلَاَثةَ َدرَاهِمَ فَِإنّ ُه َيَتقَابَلُ الدّ ْرهَمَا ِن بِمُ ّد َوثُُل ِ‬
‫ض التّسَاوِي كَ ُم ّد يُسَاوِي دِ ْرهَمًا ‪َ ,‬ودِ ْرهَ ٍم بِمُ ّد يُسَاوِي دِ ْرهَمًا وَ ِد ْرهَم فَِإنّ الّتقْ ِويَ ظَنّ‬ ‫َوَأمّا إنْ فُ ِر َ‬
‫جهْ ُل بِالتّسَاوِي هَا ُهنَا كَاْلعِ ْلمِ بِالتّفَاضُلِ َفَلوْ فُ ِرضَ َأنّ الْمُ ّديْ ِن مِنْ‬ ‫َوتَخْمِيٌ فَلَا َيَتعَيّ ُن َمعَ ُه الْمُسَاوَا ُة وَالْ َ‬
‫ع وَاحِ ٍد َوِإنّ الدّ ْرهَ َميْ ِن مِ ْن َنقْ ٍد وَاحِدٍ َففِي ِه وَ ْجهَانِ ذَكَ َرهُمَا اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ‬ ‫شَجَ َر ٍة وَاحِ َدةٍ َأوْ مِنْ زَ ْر ٍ‬
‫جوَازِ َأنْ َيَتغَيّرَ أَحَ ُدهُمَا َقبْ َل اْل َعقْدِ‬
‫حقّ ِق الْمُسَاوَاةِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬الْ َمنْعُ لِ َ‬ ‫جوَازُ ِلتَ َ‬‫ا ْحتِمَاَليْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬الْ َ‬
‫صحّحَ َأبُو الْخَطّابِ فِي انِْتصَا ِرهِ الْ َمنْعَ قَالَ ; ِلأَنّا لَا ُنقَابِ ُل مُدّا بِمُ ّد وَ ِد ْرهَمًا بِدِ ْرهَمٍ‬ ‫َفَتنْ ُقصُ قِي َمتُهُ وَ ْح َدهُ وَ َ‬
‫جهْلُ‬ ‫ك وَحِينَئِذٍ فَاْل َ‬‫حقّا لَا ْستُرِدّ ذَلِ َ‬ ‫ستَ َ‬‫ج مُ ْ‬ ‫ف مُ ّد َوِنصْفِ ِد ْرهَمٍ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ َلوْ خَ َر َ‬ ‫بَ ْل ُنقَابِ ُل مُدّا ِبنِصْ ِ‬
‫ضعِيفٌ ; ِلأَنّ الْ ُمْنقَسِ َم ُهوَ قِي َمةُ‬ ‫بِالتّسَاوِي قَائِ ٌم ‪ ,‬هَذَا مَا ذَ َك َرهُ فِي َتقْرِي ِر ِه هَ ِذهِ الطّرِيقَةَ ‪َ .‬و ُهوَ ِعنْدِي َ‬
‫الثّمَنِ عَلَى قِي َم ِة الْ ُمثْمَنِ [ لَا إ ْجرَاءِ َأحَ ِدهِمَا عَلَى قِي َم ِة الْآخَرِ َففِيمَا إذَا بَاعَ ُمدّا يُسَاوِي ِد ْرهَ َميْ ِن وَدِ ْرهَمًا‬
‫بِمُ ّديْ ِن يُسَا َويَا ِن ثَلَاَثةً لَا َنقُولُ دِ ْرهَ ٌم ُمقَابَ ٌل ِبثُُلثَ ْي مُ ّد بَ ْل َنقُو ُل ثُُلثُ الثّمَ ِن ُمقَابَ ٌل ِبثُُلثِ الْ ُمثَمّنِ َفُنقَابِ ُل ثُُلثَ‬
‫ك ُمقَابََلةُ كُلّ ُجزْ ٍء مِ ْن‬ ‫ث الْمُ ّديْ ِن ِبثُُلَثيْ مُ ّد َوثُُلَثيْ دِ ْرهَمٍ َفلَا َتنْفَ ّ‬‫الْمُ ّديْ ِن ِبثُُلثِ مُ ّد َوثُُلثِ دِ ْرهَ ٍم َوُنقَابِ ُل ثُُل َ‬
‫ث الْ ُمثَمّنِ َفُيقَابِلُ ثُُلثُ الْمُ ّديْ ِن ُثُلثَ مُ ّد َوثُُلثَ ِد ْرهَ ٍم َويُقَابِلُ‬ ‫جزْ ٍء مِ ْن الْمُ ّد وَالدّ ْرهَ ِم ] ُمقَابِلٌ ِلثُُل ِ‬ ‫الْمُ ّديْ ِن بِ ُ‬
‫ك ُمقَابََلةُ ُكلّ جُزْءٍ مِ ْن الْمُ ّديْ ِن بِجُزْءٍ مِ ْن الْمُ ّد وَالدّ ْرهَمِ ‪ .‬وَِلهَذَا‬ ‫ثُُلثَا الْمُ ّديْ ِن ِبثُُلثَ ْي مُ ّد َوثُُلَثيْ دِ ْرهَمٍ فَلَا يَْنفَ ّ‬
‫صتِ ِه مِنْ الدّرَاهِمِ وَال ّدنَانِيِ ‪,‬‬ ‫حّ‬ ‫ش ْقصَ بِ ِ‬ ‫شفِيعُ ال ّ‬ ‫َلوْ بَاعَ ِش ْقصًا َو َسْيفًا بِمِاَئةِ دِ ْرهَ ٍم َوعَشَ َرةِ َدنَانِيَ َلأَخَذَ ال ّ‬
‫حقّا َأوْ ُردّ‬ ‫ستَ َ‬ ‫جمَْل ِة اْلأُخْرَى إذَا َظهَرَ أَ َح ُدهُمَا مُ ْ‬ ‫حتَاجُ إلَى َمعْرَِف ِة مَا ُيقَابِلُ الدّرَاهِمَ َأ ْو الْمُ ّد مِ ْن الْ ُ‬ ‫َنعَمْ نَ ْ‬
‫ح ِة اْل َعقْدِ فِي‬ ‫ِبعَْيبٍ َأ ْو َغيْ ِرهِ ِليَرُ ّد مَا قَابَلَ ُه مِ ْن ِعوَضِهِ َحْيثُ كَانَ الْ َمرْدُو ُد هَا ُهنَا ُمعَّينًا ُمفْرَدًا ‪َ ,‬أمّا َمعَ صِ ّ‬
‫ب اْلقِي َم ِة وَحِيَنئِذٍ فَالْ ُمفَاضََل ُة الْ ُمَتَيقَّنةُ‬‫س ِ‬ ‫الْكُ ّل وَاسْتِدَا َمتِهِ فَِإنّا ُنوَ ّزعُ أَجْزَا َء الثّمَ ِن عَلَى أَجْزَا ِء الْ ُمثَمّ ِن بِحَ َ‬
‫صوَرِ َكمَا َسبَقَ ‪ .‬وَالْ َمأْ َخ ُذ الثّانِي ‪:‬‬ ‫كَمَا ذَكَرُوهُ ُمْنَتفَِيةٌ ‪َ ,‬وَأمّا إ ّن الْمُسَاوَا َة َغيْ ُر َمعْلُو َمةٍ ُفقِدَتْ فِي َب ْعضِ ال ّ‬
‫أَنّ ذَلِكَ مَ ْمنُوعٌ سَدّا لِذَرِي َعةِ ال ّربَا ‪ .‬فَِإنّ اتّخَاذَ ذَلِكَ حِيَل ًة عَلَى ال ّربَا الصّرِي ِح وَاقِعٌ َكَبيْعِ مِاَئةِ ِد ْرهَمٍ فِي‬
‫سمًا‬ ‫ك َوإِنْ كَانَا َمقْصُو َديْنِ حَ ْ‬ ‫س وَقَدْ لَا يُسَاوِي ِد ْرهَمًا فَ ُمنِعَ ذَلِ َ‬ ‫كِيسٍ بِمِاَئَتيْنِ َجعْلًا ِللْمِاَئةِ فِي ُمقَابََل ِة اْلكِي ِ‬
‫ك بِشَرْطِ َأنْ يَكُونَ مَعَ‬ ‫ِلهَ ِذهِ الْمَا ّدةِ ‪ ,‬وَفِي كَلَامِ أَحْمَدَ إيَاءٌ إلَى هَذَا الْ َمأْخَذِ ‪ .‬وَال ّروَاَيةُ الثّانَِيةُ ‪ :‬يَجُوزُ ذَلِ َ‬
‫ال ّرَبوِيّ مِ ْن َغيْرِ ِجنْسِهِ مِنْ الطّرََفيْنِ َأوْ َيكُو َن مَعَ أَ َح ِدهِمَا وََلكِنّ الْ ُمفْ َردَ أَ ْكثَ ُر مِ ْن الّذِي َمعَهُ غَيْ ُر ُه َنصّ‬
‫س وَفِي ُمقَابََلةِ ال ّزيَا َدةِ ‪َ ,‬ومِ ْن الْ ُمَتأَخّرِينَ‬ ‫جْن ِ‬‫جْنسِ فِي ُمقَابََل ِة الْ ِ‬ ‫عََليْهِ َأحْمَدُ فِي ِروَاَيةِ جَمَا َعةٍ َجعْلًا ِل َغيْ ِر الْ ِ‬
‫شتَرِطُ فِيمَا إذَا كَانَ كُ ّل وَاحِ ٍد مِ ْن َغيْرِ ِجنْسِهِ مِ ْن الْجَانَِبيْ ِن التّسَاوِي َج ْعلًا ِلكُلّ ِجْنسٍ‬ ‫كَالسّامِرِيّ مَ ْن يَ ْ‬
‫جْنسِ فِي ُمقَابََل ِة َغيْ ِرهِ لَا ِسيّمَا مَعَ ا ْختِلَاِفهِمَا فِي اْلقِي َم ِة َوعَلَى هَ ِذهِ‬ ‫فِي ُمقَابََلةِ ِجنْسِ ِه َو ُهوَ َأوْلَى مِنْ َجعْ ِل الْ ِ‬
‫ك مَا لَ ْم َيكُنْ حِيَل ًة عَلَى ال ّربَا وَقَ ْد َنصّ أَ ْحمَدُ عَلَى هَذَا الشّ ْرطِ فِي ِروَاَيةِ َحرْبٍ وَلَا‬ ‫ال ّروَاَيةِ فَِإنّمَا يَجُوزُ ذَلِ َ‬
‫بُ ّد ِمنْهُ ‪َ .‬وعَلَى هَ ِذهِ ال ّروَاَيةِ يَكُونُ الّتوْزِيعُ هَا ُهنَا لِ ْلأَفْرَا ِد عَلَى الْأَفْرَا ِد َوعَلَى ال ّروَاَيةِ اْلأُولَى ُهوَ مِ ْن بَابِ‬
‫سأََل ِة طَرِي َقةٌ ثَاِنَيةٌ ‪َ .‬و ُهوَ َأنّهُ‬ ‫صحَابِ فِي الْمَ ْ‬ ‫جمَلِ ‪ ,‬وَلِ ْلأَ ْ‬ ‫َتوْزِيعِ الْأَفْرَا ِد عَلَى الْجُ َملِ َأوْ َتوْزِي ِع الْجُ َم ِل عَلَى الْ ُ‬
‫جْنسِ ِح ْلَيتِهِ َقوْلًا وَاحِدًا ‪ ,‬وَفِي بَْيعِ ِه ِبنَقْدٍ آ َخرَ ِروَاَيتَا ِن َويَجُو ُز َبيْعُ ُه ِبعَ ْرضٍ ِروَاَيةً‬ ‫حلّى بِ ِ‬ ‫لَا يَجُو ُز َبيْ ُع الْمُ َ‬
‫ي َوَأبِي ُمحَمّ ٍد التّمِي ِميّ َوَأبِي َعبْدِ اللّهِ‬ ‫وَاحِ َدةً َو ِهيَ طَرِي َقةُ َأبِي َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ وَابْنِ َأبِي مُوسَى وَالشّيَازِ ّ‬
‫ب الْ ُم ْقتَدَى ‪َ ,‬ومِ ْن َهؤُلَاءِ مَنْ جَ َز َم بِالْ َمنْ ِع مِ ْن َبْيعِهِ ِبَنقْ ٍد مِنْ ِجنْسِ ِه َو َغيْرِ ِجنْسِهِ‬ ‫سيْ ِن اْلهَمْدَاِنيّ فِي ِكتَا ِ‬ ‫الْحُ َ‬
‫جوَازِ فِي َبْيعِ ِه ِبغَيْرِ ِجنْسِهِ‬ ‫َكأَبِي َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ ‪ .‬وَقَالَ الشّيَازِيّ الَْأ ْظهَرُ الْ َمنْ ُع َومِْنهُ ْم مَنْ جَ َز َم بِالْ َ‬
‫شهَدُ ِلهَ ِذهِ الطّرِي َقةِ‬ ‫خلَافَ كَابْنِ َأبِي مُوسَى َوَنقَلَ البزاطي عَنْ أَ ْحمَدَ مَا يَ ْ‬ ‫كَالتّمِي ِميّ َو ِمْنهُ ْم مَنْ َحكَى الْ ِ‬
‫ضةِ وَلَا بِال ّذ َهبِ وَلَا ِبوَ ْزنِ ِه مِنْ‬ ‫ض ٍة َومِاَئةٍ نُحَاسٍ َأنّهُ لَا يَجُوزُ بَْيعُهُ كُلّ ُه بِاْل ِف ّ‬ ‫صنِ َع مِ ْن مِاَئةِ دِ ْرهَمِ ِف ّ‬
‫فِي حُِليّ ُ‬
‫س َوبَيْعُ كُ ّل وَاحِدٍ مِْنهُمَا وَ ْح َدهُ ‪ ,‬وَفِي‬ ‫ض َة مِ ْن النّحَا ِ‬ ‫ص اْلفِ ّ‬
‫ض ِة وَالنّحَاسِ ‪ .‬وَلَا يَجُو ُز بَْيعُهُ َحتّى ُيخَّل َ‬ ‫الْ ِف ّ‬
‫صلُهُ َأنّ بَيْعَ الْمُحَلّى بَِنقْدٍ ِمنْ جِ ْنسِهِ قَ ْبلَ التّمْيِيزِ وَالّتفْصِيلِ بَيَْن ُه َوبَ ْينَ‬
‫َتوْجِيهِ هَ ِذهِ الطّرِي َقةِ غُمُوضٌ وَحَا ِ‬
‫حقّ ِق مُسَاوَاةٍ ; ِلَأنّ َب ْعضَ الثّمَ ِن ُيقَابِ ُل اْلعَ ْرضَ‬
‫جنْسِ ِه مِ ْن َغيْ ِر تَ َ‬ ‫حِلْيَِتهِ ُيؤَدّي إلَى ال ّربَا ; ِلأَنّهُ َبيْعٌ ِرَبوِ ّ‬
‫ي بِ ِ‬
‫ي َو َمعْرَِف ِة ِمقْدَارِهِ فَِإنّمَا َمَنعُوا [ ِمنْهُ ]‬ ‫حقّقُ مُسَاوَاتُهُ َوأَمّا مَ َع تَ ْميِيزِ ال ّرَبوِ ّ‬ ‫ي وَلَا تَتَ َ‬
‫َفَيبْقَى اْلبَاقِي ُمقَابِلًا لِل ّرَبوِ ّ‬
‫سيْنِ‬ ‫ح وَفَلْ َ‬ ‫إذَا ظَهَرَ فِيهِ وَجْهُ الْحِ ْلَيةِ َأوْ كَا َن الّتفَاضُلُ فِي ِه ُمَتيَ ّقنًا َكبَيْ ِع عَشَ َرةِ َدرَاهِ َم َمكْسُو َرةٍ ِبثَمَاِنَيةٍ صِحَا ٍ‬
‫ف َومِائَة َمكْسُو َرةٍ َهكَذَا ذَكَ َرهُ ابْنُ َأبِي‬ ‫ح َودِينَا ٍر ِبأَلْ ٍ‬‫صحَا ٍ‬ ‫ف َمكْسُورَ ٍة َوَثوْبٍ َأوْ أَلْفٍ ِ‬ ‫صحَاحٍ بِأَلْ ٍ‬ ‫َأوْ أَلْفٍ ِ‬
‫مُوسَى َوَأمّا َبْيعُهُ ِبَنقْدٍ آ َخرَ َأوْ ِب ِرَبوِيّ مِ ْن َغيْرِ ِجنْسِ ِه وََلكِ ّن عِّلةَ ال ّربَا فِيهَا وَاحِ َدةٌ فَاْلخِلَافُ فِي ِه َمْبنِ ّي عَلَى‬
‫ضهَا ِببَ ْعضٍ ُجزَافًا وَفِي َجوَا ِزهِ ِروَاَيتَانِ ‪ .‬وَا ْختِيَارُ َأبِي َبكْرٍ‬ ‫ت َوَبعْ ُ‬ ‫الْخِلَافِ فِي َبيْ ِع الْ َموْزُونَاتِ وَالْ َمكِيلَا ِ‬
‫وَابْنِ َأبِي مُوسَى وَاْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ الْ َمنْ َع بَِأنّهُ َلوْ ا ْستَحَقّ أَ َح َدهُمَا لَ ْم يَدْ ِر بِمَا يَرْجِعُ عَلَى صَا ِحبِهِ َفُيؤَدّي‬
‫ستَحَقّ‬ ‫ضعْفٌ فَِإ ّن الْمُ ْ‬ ‫سأََلةِ وَفِيهِ َ‬
‫إلَى ال ّربَا مِنْ ِج َه ِة اْل َعقْدِ وَ َهكَذَا عَلّلَ َأهْلُ هَ ِذهِ الطّرِي َق ِة الْ َمنْعَ فِي هَ ِذ ِه الْمَ ْ‬
‫جهُوَلةِ َوهَذَا‬ ‫ح ُة َعنْهُ كَسَائِرِ ال ّديُونِ الْ َم ْ‬ ‫لَ ْم َيصِ ّح اْلعَقْدُ فِيهَا َو ِعوَضُهُ ثَاِبتٌ فِي ال ّذ ّمةِ َفيَجُو ُز الْ ُمصَالَ َ‬
‫جزْ َحتّى‬ ‫سيْنِ لَ ْم يَ ُ‬‫صفَاتِهِ َوَأنّهُ إذَا َأسْلَمَ فِي ِجنْ َ‬ ‫ضبْطِ ِ‬ ‫س مَا ٍل وَ َ‬ ‫ط الْعِ ْل ِم بِ َرأْ ِ‬
‫شبِ ُه الْخِلَافَ فِي ا ْشتِرَا ِ‬ ‫ف يُ ْ‬‫الْخِلَا ُ‬
‫سيْنِ ‪َ .‬فَأمّا بَيْ ُع َن ْوعَيْ ِجْنسٍ‬ ‫جنْ َ‬‫ف ُمَتقَا ِربَا ِن َوهَذَا ُكلّهُ فِي الْ ِ‬ ‫ُيبَيّنَ قَسْطَ كُ ّل وَاحِدٍ مِْنهُمَا فَِإنّ السّلَ َم وَالصّرْ َ‬
‫سيْنِ وَ ُه َو طَرِيقُ اْلقَاضِي َوأَصْحَابِهِ‬ ‫جنْ َ‬
‫جْنسِ ُحكْ ُم الْ ِ‬ ‫ع ِمنْهُ َففِي ِه طَرِيقَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ ُحكْ َم َن ْوعَ ْي الْ ِ‬ ‫ِبنَ ْو ٍ‬
‫ك هَاهُنَا إلَى َت َعيّ ِن الْ ُمفَاضََل ِة وََلْيسَ هَا ُهنَا شَيْ ٌء مِ ْن َغيْرِ‬ ‫ض بِاْلقِي َمةِ َفُيؤَدّي ذَلِ َ‬ ‫نَظَرًا ; ِلأَنّ َتوْزِي َع اْل ِعوَ ِ‬
‫جوَا ُز هَاهُنَا َو ُهوَ طَرِيقُ َأبِي بَكْ ٍر وَ َرجّحَهُ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي‬ ‫جعَلُ فِي ُمقَابََل ِة اْلفَاضِلِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬الْ َ‬ ‫جْنسِ ُي ْ‬ ‫الْ ِ‬
‫جْنسِ اْلوَاحِدِ ‪,‬‬ ‫ت مَ َع اتّحَادِ الّن ْوعِ َفكَذَا فِي الْ ِ‬ ‫جوْ َد َة وَالرّدَا َءةَ لَا ُتعَْتبَرُ فِي ال ّرَبوِيّا ِ‬ ‫وَالتّ ْلخِيصِ نَ َظرًا إلَى أَ ّن الْ َ‬
‫شتَمِ ُل عَلَى َجيّدٍ‬ ‫ع يَ ْ‬‫ع َنوْعًا ِبَنوْ ٍ‬‫جْنسِ بِدَلِي ِل مَا َل ْو بَا َ‬ ‫وَالّتقْسِيطُ إنّمَا َيكُونُ فِي غَيْرِ َأ ْموَالِ ال ّربَا َأوْ فِي الْ ِ‬
‫وَرَدِيءٍ َفِإنّ الْمَ ْذ َهبَ َجوَا ُزهُ وََلكِنْ ذَكَرَ َأبُو الْخَطّابِ فِي اْنتِصَا ِرهِ فِيهِ ا ْحتِمَالًا بِالْ َمنْعِ ‪َ ,‬ونَقَلَ ابْ ُن اْلقَاسِمِ‬
‫ع الثّمَارِ يَ ْكثُرُ ا ْختِلَا ُطهَا َويَشُقّ‬ ‫جزْ فَِإنْ كَانَ ثَ َمرًا جَازَ ‪ ,‬وَاْلفَ ْرقُ أَنّ َأْنوَا َ‬ ‫عَنْ أَحْمَدَ إنْ كَانَ نَقْدًا لَ ْم يَ ُ‬
‫ع النّقُو ِد َوهَذَا كُلّهُ فِيمَا إذَا كَانَ ال ّرَبوِيّ َم ْقصُودًا بِاْل َعقْدِ فَِإنْ كَانَ َغيْ َر َم ْقصُودٍ‬ ‫خلَافِ َأْنوَا ِ‬ ‫تَ ْميِي ُزهَا بِ ِ‬
‫بِالْأَصَاَل ِة َوِإنّمَا ُهوَ تَابِعٌ ِل َغيْ ِرهِ َفهَذَا َثلَاَثةُ َأْنوَاعٍ ‪ :‬أَحَ ُدهَا ‪ :‬مَا لَا ُي ْقصَدُ عَا َدةً وَلَا ُيبَاعُ ُمفْ َردًا َكتَ ْزوِيقِ الدّارِ‬
‫صلًا لِمَالِ ال ّربَا كََبيْعِ‬
‫جنْسِ ِه بِالِاّتفَاقِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬مَا ُيقْصَ ُد َتَبعًا ِل َغيْ ِر ِه وََلْيسَ أَ ْ‬
‫ح ِوهِ َفلَا يُ ْمنَ ُع مِ ْن اْلبَيْ ِع بِ ِ‬
‫َونَ ْ‬
‫الْعَ ْبدِ ذِي الْمَالِ بِمَالٍ ِمنْ جِ ْنسِهِ إذَا كَانَ الْ َمقْصُودُ اْلأَصْ ِليّ هُوَ الْعَ ْبدُ وَفِيهِ ثَلَاثُ طُ ُرقٍ أَ َح ُدهَا أَنّ ُه َيصِحّ‬
‫ك َوهِ َي طَرِي َقةُ َأبِي َبكْ ٍر وَالْخِرَِق ّي وَاْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ‬ ‫ِروَايَ ًة وَاحِ َد ًة َسوَاءٌ قُ ْلنَا َأ ّن الْ َعبْ َد يَمْلِكُ َأوْ لَا يَ ْملِ ُ‬
‫وَابْ ِن َعقِيلٍ فِي َموَاضِعَ مِنْ ُفصُولِهِ وَصَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي َو ُهوَ الْ َمنْصُوصُ عَنْ أَ ْحمَدَ ‪ .‬وَالثّانِيَة ‪ :‬الِْبنَا ُء عَلَى‬
‫س بِدَاخِلٍ فِي َعقْدِ اْلَبيْعِ كَمَا ِل الْ ُمكَاَتبِ لَا‬ ‫ك اْل َعبْدِ فََلْي َ‬
‫ك َيصِحّ ; ِلأَ ّن الْمَا َل مِلْ ُ‬ ‫ك اْلعَبْدِ فَِإنْ قُ ْلنَا يَ ْملِ ُ‬
‫مِلْ ِ‬
‫ط اْلَبيْعِ وَ ِه َي طَرِيقَةُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ َوأَبِي‬ ‫ك اُ ْعُتبِرَ لَ ُه شُرُو ُ‬
‫يَدْخُ ُل َمعَهُ فِي بَْيعِ ِه َوإِنْ قُ ْلنَا لَا يَ ْملِ ُ‬
‫ط اْلَبيْ ِع َوإِنْ قُ ْلنَا‬
‫ك ُاعُْتبِرَ لَ ُه شُرُو ُ‬
‫حرّرِ إنْ قُ ْلنَا لَا يَ ْملِ ُ‬
‫الْخَطّابِ فِي انِْتصَا ِرهِ ‪ .‬وَالثّالَِث ُة طَرِي َقةُ صَا ِحبِ الْمُ َ‬
‫جرّدِ َأنْ يَكُونَ اْل َقصْدُ وَعَ َدمُهُ‬ ‫ك َوإِلّا فَلَا ‪َ .‬وَأْنكَرَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫يَمْلِكُ فَِإنْ كَانَ َم ْقصُودًا اُ ْعُتبِرَ لَهُ ذَلِ َ‬
‫ب َوأُصُولِهِ ‪ .‬الّن ْوعُ الثّاِلثُ ‪ :‬مَا لَا ُي ْقصَ ُد‬ ‫ح ِة اْلعَقْ ِد وَفِي الظّاهِ ِر َو ُهوَ عُدُو ٌل عَنْ َقوَاعِ ِد الْمَ ْذهَ ِ‬ ‫صّ‬ ‫ُمعَْتبَرًا فِي ِ‬
‫ض ْربَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ :‬أنْ يُ ْمكِنَ إفْرَادُ التّابِ ِع بِاْلبَيْعِ‬
‫َوهُ َو تَابِعٌ ِل َغيْ ِرهِ َو ُهوَ أَصْلٌ لِمَالِ ال ّربَا إذَا بِي َع بِمَا فِي ِه َو ُهوَ َ‬
‫ب ِبرُطَبٍ ‪ .‬وَفِي ِه طَرِيقَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬وهُ َو طَرِيقُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ الْ َمنْعُ ; ِلأَنّهُ‬
‫كَبَيْعِ نَخْ َلةٍ عَلَ ْيهَا ُرطَ ٌ‬
‫جوَا ُز َوهِ َي طَرِي َقةُ‬ ‫سَتقِلّ ِبَنفْسِهِ َفوَ َجبَ ا ْعتِبَارُ أَ ْحكَامِ ِه ِبنَفْسِ ِه ُمْنفَرِدًا عَنْ ُحكْ ِم اْلأَصْلِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬الْ َ‬ ‫مَا ٌل مُ ْ‬
‫خرَِق ّي وَابْ ِن بَ ّط َة وَاْلقَاضِي فِي الْخِلَافِ كَمَا سَبَقَ فِي َبيْ ِع الْ َعبْدِ ذِي الْمَالِ ‪ ,‬وَاشْتَ َرطَ ابْ ُن بَ ّطةَ‬ ‫َأبِي َبكْ ٍر وَالْ ِ‬
‫خَل ِة الّتِي عََلْيهَا ثَ َمرٌ لَ ْم َيبْدُ صَلَاحُهُ َأنْ َيكُونَ‬ ‫ك شَرَطَ فِي َبيْ ِع النّ ْ‬ ‫َوغَيْ ُرهُ َأنْ َيكُونَ ال ّر َطبُ َغيْ َر َم ْقصُودٍ وَلِذَلِ َ‬
‫ث وَاْلأَثْ َرمِ ‪َ ,‬وَتَأوّلَهُ اْلقَاضِي ِل َغيْ ِر ُم َعيّنٍ‬
‫الثّ َم ُر َغيْ َر َمقْصُو ٍد َوَنصّ أَ ْحمَدُ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ إبْرَاهِي َم بْ ِن الْحَارِ ِ‬
‫ي بِاْلأَصَاَل ِة َوإِنّمَا الْ َم ْقصُودُ فِي الْأَصِْليّ الشّجَرُ وَالثّمَ ُر َم ْقصُو ٌد َتَبعًا ‪ ,‬وَالضّرْبُ‬ ‫َو َمعْنَى َقوِْلنَا َغيْ ُر َمقْصُودٍ أَ ْ‬
‫ف بِصُوفٍ‬
‫‪ .‬الثّانِي ‪َ :‬أنْ لَا َيكُونَ التّابِ ُع مِمّا لَا يَجُوزُ إفْرَا ُدهُ بِالَْبيْعِ كَبَيْعِ شَاةٍ لَبُونٍ بِلََبنٍ أَ ْو ذَاتِ صُو ٍ‬
‫وَبَيْعِ الثّ َمرِ بِالنّوَى َفيَجُوزُ هَا ُهنَا عِنْدَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬
‫جرّدِ وَابْنِ حَامِ ٍد وَابْنِ َأبِي مُوسَى َومَنَ َع ِمنْهُ َأبُو َبكْرٍ‬
‫سأََلةِ ِروَاَيتَا ِن عَنْ أَحْمَدَ وََلعَ ّل الْ َمنْعَ َينْ ِز ُل عَلَى مَا إذَا كَا َن‬ ‫وَالْقَاضِي فِي خِلَافِهِ ‪ ,‬وَقَدْ ُح ِكيَ فِي الْمَ ْ‬
‫شهَدُ لَهُ‬ ‫ح بِا ْعتِبَا ِر عَ َد ِم اْل َقصْدِ ابْ ُن َعقِيلٍ َو َغيْ ُرهُ َويَ ْ‬ ‫صرّ َ‬‫جوَا ُز عَلَى عَ َدمِ الْ َقصْ ِد وَقَدْ َ‬ ‫ال ّرَبوِيّ َم ْقصُودًا وَالْ َ‬
‫سأَلَ َة ُمْنقَ ِط َعةٌ عَ ْن مَسَائِلِ ) ‪ :‬مُدّ‬ ‫جوَا َز بَِأنّ ُه تَابِعٌ َغيْ ُر َم ْقصُودٍ ‪ ,‬وَاعَْلمْ َأنّ هَ ِذ ِه الْمَ ْ‬ ‫َتعْلِيلُ الْأَصْحَابِ ُكّلهِ ْم الْ َ‬
‫جوَازِ لَا َيتَ َقيّ ُد بِ ِزيَا َد ِة الْ ُمفْ َر ِد عَلَى مَا َمعَهُ ‪ .‬وَقَ ْد َنصّ أَحْمَدُ فِي َبيْ ِع اْل َعبْدِ الّذِي لَهُ‬ ‫ج َوةٍ َوَأنّ اْل َقوْ َل بِالْ َ‬
‫عَ ْ‬
‫ك الْ َمنْعُ فِيهَا‬
‫سأََلةِ اْل َعبْدِ وَالّنوَى بِالثّ َم ِر وَكَذَلِ َ‬ ‫مَا ٌل بِمَالٍ دُون الّذِي َمعَ ُه وَقَالَهُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ فِي مَ ْ‬
‫ج َوةٍ َف َف ّرقَ َبيْنَ َأنْ َيكُونَ‬ ‫ب مَنْ َخرّ َجهَا َأ ْو َب ْعضَهَا عَلَى مَسَائِلِ مُ ّد عَ ْ‬ ‫مُطْلَ ٌق ِعنْ َد اْلأَكْثَرِينَ ‪َ ,‬ومِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫ب وَابْ ِن َعقِيلٍ فِي‬ ‫ح بِ ِه طَاِئ َفةٌ مِ ْن اْلأَصْحَابِ َكَأبِي الْخَطّا ِ‬ ‫صرّ َ‬ ‫الْ ُمفْرَدُ أَ ْكثَ َر مِ ْن الّذِي َمعَ ُه َغيْ ُرهُ َأوْ لَا وَقَدْ َ‬
‫ف وَالّلبَنِ‬‫ت الصّو ِ‬ ‫ح ْلوَاِنيّ ِروَايَةً فِي َبيْعِ الشّاةِ ذَا ِ‬ ‫سأََل ِة اْلعَبْدِ ذِي الْمَا ِل وَكَذَلِكَ َحكَى َأبُو اْلفَتْ ِح الْ َ‬ ‫مَ ْ‬
‫ف وَالّلبَنِ َأنّهُ َيجُو ُز بِشَرْطِ َأنْ يَكُونَ الْ ُمفْ َردُ أَ ْكثَ َر مِمّا فِي الشّا ِة مِنْ ِجنْسِ ِه وََلعَ ّل هَذَا َمعَ َقصْدِ‬ ‫بِالصّو ِ‬
‫جوَا ِز مَ َع عَ َدمِ الْ َقصْدِ َفيَ ْرَتفِ ُع الْخِلَافُ حِينَئِ ٍذ َواَللّهُ َأعْلَمُ ‪َ .‬وِإنْ حُ ِم َل عَلَى‬ ‫ف بِالْأَصَاَل ِة وَالْ َ‬
‫الّلبَ ِن وَالصّو ِ‬
‫سَتقِ ّل بَِنفْسِهِ ‪.‬‬ ‫ي التّابِعُ ِل َغيْ ِرهِ َف ُه َو مُ ْ‬
‫إطْلَاقِهِ َف ُهوَ ُمَتنَزّ ٌل عَلَى َأنّ الّتبَ ِعّيةَ هَا ُهنَا لَا عِبْ َرةَ فِيهَا َوأَنّ ال ّرَبوِ ّ‬
‫‪684‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا بَاعَ َر ُجلٌ عَ ْبدَْينِ َلهُ ِمنْ َرجُلَ ْي ِن بِثَ َمنٍ وَا ِحدٍ فَِإ ّن الْ َمبِيعَ َيقَ ُع شَاِئعًا َبيَْنهُمَا َفَيكُونُ ِلكُلّ‬
‫ج ُهنَا َوجْهٌ آخَرُ َأ ْن َيكُونَ ِلكُ ّل وَاحِ ٍد َعبْدٌ ; ِلَأنّهُ يَلْ َز ُم مِنْ ذَلِكَ‬ ‫وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا نِصْفُ كُ ّل َعبْدٍ ‪ ,‬وَلَا َيتَخَرّ ُ‬
‫خلْ ِع َتوَجّهَ‬
‫صّيةِ وَالْ َمهْ ِر وَالْ ُ‬
‫ي الْ َمبِيعِ َفَيفْسُدُ اْلَبيْعُ ‪َ ,‬نعَمْ َلوْ كَا َن اْلعَقْ ُد مِمّا يَصِ ّح بِ ِه ُمْبهَمًا كَاْلوَ ِ‬
‫عَ َدمُ َت ْعيِ ِ‬
‫ف مَا إذَا أَقَرّ لَ ُه ِبِنصْفِ‬ ‫سرَ ُه ِبعَ ْبدٍ ُمعَّينٍ ُقبِ َل بِ ِ‬
‫خلَا ِ‬ ‫هَذَا التّخْرِيجُ فِيهِ ‪ .‬وََلوْ َأ َقرّ ِل َر ُجلٍ بِنِصْفِ َع ْبدَْينِ ُثمّ َف ّ‬
‫هَ َذيْ ِن الْ َعبْ َديْ ِن ثُمّ فَسّ َر ُه ِبأَحَ ِدهِمَا ذَكَ َرهُ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ ; ِلأَ ّن الَْأوّ َل مُطَْلقٌ َفيَصِ ّح َتفْسِ ُيهُ بِ ُم َعيّنٍ كَمَا َلوْ‬
‫ف تَطْلِي َقَتيْنِ َفِإّنهَا تَ ْطلُ ُق وَاحِ َدةً ‪َ ,‬وَأمّا إذَا َأوْصَى َلهُ بِثُلُثِ ثَلَاثَةِ أَعُْبدٍ ُثمّ‬
‫ت طَالِقٌ ِنصْ َ‬
‫قَالَ ِل َزوْ َجتِهِ ‪ :‬أَْن ِ‬
‫ح ّق ثُلُثُ الْبَاقِي أَوْ كُّلهُ فِيهِ َو ْجهَانِ ‪َ .‬وهَذَا قَ ْد ُيَتوَهّ ُم ِمنْهُ َقبُولُ الّتفْسِيِ‬
‫حقّ مِ ْن ُهمْ اثْنَا ِن َف َهلْ ُيسْتَ َ‬
‫اُسْتُ ِ‬
‫س َم َة الْإِ ْجبَارِ‬
‫ح ُوهُمْ قِ ْ‬
‫ك بَلْ حِرّك هَ َذيْ ِن اْلوَ ْج َهيْنِ أَنّ ُه هَ ْل يَدْ ُخ ُل الْ َعبِي ُد َونَ ْ‬‫ي وََلْيسَ َكذَلِ َ‬ ‫ِبعَبْ ٍد ُمفْ َر ٍد مَ َع التّ ْعيِ ِ‬
‫َأمْ لَا ؟ وَفِيهِ وَ ْجهَانِ وَالْ َمنْصُوصُ دُخُوُلهَا ‪.‬‬
‫‪685‬‬
‫ص ْف َقةً وَا ِح َدةً عَلَى َديْنٍ َلهُ َعلَ ْيهِمَا مِ ْثلَ أَنْ َيرْهَنَاهُ دَارًا‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا َرهََنهُ اثْنَانِ عَيْنَ ْينِ أَوْ عَيْنًا َلهُمَا َ‬
‫َلهُمَا عَلَى َألْفِ دِ ْر َهمٍ َلهُ عَلَ ْيهِمَا َنصّ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ُم َهنّا عَلَى َأنّ أَحَ َدهُمَا إذَا َقضَى مَا عََليْ ِه وَلَ ْم َي ْقضِ‬
‫جمِي ِع الْحَ ّق َتوْزِيعًا‬ ‫الْآخَرُ َأنّ الدّارَ َرهْ ٌن عَلَى مَا َبقِيَ ‪ .‬فَظَا ِه ُر هَذَا َأنّهُ َجعَ َل َنصِيبَ كُ ّل وَاحِدٍ [ َر ْهنًا ] بِ َ‬
‫خطّابِ َوهُوَ‬ ‫لِلْ ُم ْفرَ ِد عَلَى الْجُ ْمَلةِ لَا عَلَى الْ ُمفْ َر ِد َوبِذَلِكَ َج َزمَ َأبُو َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ وَابْنِ َأبِي مُوسَى َوَأبُو الْ َ‬
‫الْمَ ْذ َهبُ ِعنْدَ صَا ِحبِ التّلْخِيصِ ‪ .‬قَالَ اْلقَاضِي ‪ :‬هَذَا ِبنَاءً عَلَى ال ّروَاَيةِ اّلتِي َتقُولُ ‪ :‬إ ّن َعقْ َد الِاْثَنيْ ِن مَعَ‬
‫ص ْفقَ ِة اْلوَا ِح َدةِ ‪َ .‬أمّا إذَا قُ ْلنَا بِالْ َم ْذهَبِ الصّحِيحِ فِي ُحكْ ِم َعقْ َديْنِ كَانَ َنصِيبُ كُلّ‬ ‫اْلوَاحِدِ فِي ُحكْ ِم ال ّ‬
‫وَاحِ ٍد مَ ْرهُونًا ِبِنصْفِ ال ّديْنِ قَالَ ‪َ :‬ويَجُوزُ َأنْ َيكُونَ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا لَمّا َرهَنَ صَارَ َكفِيلًا عَنْ صَا ِحبِهِ َفلَا‬
‫جمِي ِع مَا عََليْهِ ‪َ ,‬وَتَأوّلَهُ [ َأْيضًا ] فِي َموْضِعٍ آ َخ َر عَلَى َأنّ كُ ّل وَاحِدٍ‬ ‫ي بِ َ‬‫َينْفَكّ ال ّرهْنُ فِي َنصِيبِهِ َحتّى ُيؤَدّ َ‬
‫ب بِمَا ضَ ِمنَهُ ‪ .‬قَالَ ‪:‬‬ ‫ِمنْهُمَا َكفِيلًا عَنْ صَا ِحبِهِ َفإِذَا َقضَى أَحَ ُدهُمَا لَ ْم َينْفَكّ َحقّ ُه مِنْ ال ّرهْنِ ; ِلأَنّهُ مُطَاَل ٌ‬
‫صتِهِ ‪ .‬وََلْيسَ فِي َكلَامِ أَ ْحمَدَ مَا‬ ‫َوَأمّا إنْ لَ ْم َيضْمَنْ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا مَا عَلَى صَا ِحبِهِ فَلَهُ الرّجُوعُ ِبقَدْرِ ِح ّ‬
‫يَدُ ّل عَلَى الضّمَا ِن وَقَ ْد َنبّهَ عَلَى ذَلِكَ الشّيْخُ مَجْدُ الدّينِ وَقَالَ ‪ :‬عَلَى هَذَا َيصِحّ ال ّرهْنُ ِممّنْ َلْيسَ ال ّديْنُ‬
‫جرّدِ وَابْ ُن عَقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْ ُمغْنِي كَلَامَ أَحْمَدَ‬ ‫عََليْهِ َوعَلَى اْلأَوّلِ لَا َيصِحّ ‪َ ,‬وَتَأوّلَ اْلقَاضِي َأْيضًا فِي الْمُ َ‬
‫ب الْمُوفِي لِل ّديْنِ َلكِنْ َلْيسَ لِلرّاهِ ِن ُمقَاسَ َمةُ الْ ُم ْرَتهِنِ لِمَا عََليْ ِه مِ ْن الضّرَرِ لَا‬ ‫عَلَى َأنّ ال ّرهْنَ اْنفَكّ فِي َنصِي ِ‬
‫ح ْلوَاِنيّ‬
‫ب وَالْ َ‬‫ك َتأَوّلَ صَا ِحبُ الْ ُمغْنِي مَا قَالَهُ َأبُو الْخَطّا ِ‬ ‫لِ َم ْعنَى َأنّ الْ ُم َعيّ َن َيكُونُ كُّلهَا َر ْهنًا َوبِ ِمثْلِ ذَلِ َ‬
‫َوغَيْ ُرهُمَا فِي َمنْ َرهَ َن ِعنْدَ رَ ُجَليْنِ َفوَفّى أَحَ ُدهُمَا أَنّ ُه َيْبقَى جَمِيعُهُ َر ْهنًا عِنْ َد الْآ َخ ِر َوتََأوّلَ ُه عَلَى الْ َمنْ ِع مِنْ‬
‫ص عَلَى َأنّ الدّارَ َرهْنٌ عَلَى مَا َب ِقيَ ‪ .‬وَالثّانِي ‪:‬‬ ‫ضعِيفٌ ِلوَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ أَ ْحمَدَ َن ّ‬ ‫الْ ُمقَاسَ َمةِ َو ُهوَ َ‬
‫شتَ َركَ‬ ‫ض َنصِيبَهُ الْمُ ْ‬ ‫ك َيقِْب ُ‬
‫ف عَلَى الْ ُمقَاسَ َمةِ َفِإنّ الشّرِي َ‬ ‫أَ ّن اْنفِكَاكَ أَ َح ِد النّصِيبَيْ ِن وََقْبضَ صَا ِحبِهِ لَهُ لَا يََتوَقّ ُ‬
‫سأََلةَ مَا إذَا كَاَتبَ‬ ‫شبِهُ هَ ِذ ِه الْمَ ْ‬
‫ض َيتََأتّى فِي الْمُشَاعِ َويُ ْ‬ ‫مِ ْن َغيْ ِر اقْتِسَا ٍم َويَكُونُ َقْبضًا صَحِيحًا إ ْذ اْلقَْب ُ‬
‫صتَ ُه مِ ْن الْ ِكتَاَبةِ هَ ْل ُي ْعتَقُ َأمْ لَا ؟ عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪:‬‬ ‫ض وَاحِ ٍد ثُمّ أَدّى أَ َح ُدهُمَا ِح ّ‬ ‫ص ْف َق ًة وَاحِ َد ًة ِبعِ َو ٍ‬
‫عَبْ َديْنِ لَهُ َ‬
‫شتَ ِرَييْنِ‬
‫خصّهُ َف ُهوَ كَمَا َلوْ أَدّى أَ َح ُد الْمُ ْ‬ ‫أَحَ ُدهُمَا ‪ُ :‬ي ْعتَ ُق َوهُوَ ا ْخِتيَارُ اْلقَاضِي َوأَصْحَابِهِ ; ِلأَنّهُ أَدّى مَا يَ ُ‬
‫ب َومَا ذَكَ َرهُ فِي الْ ُم ْغنِي مِ ْن َمنْ ِع التّسْلِيمِ‬ ‫صتَهُ مِنْ الثّمَنِ فَِإنّ ُه َيتَسَلّ ُم َنصِيبَهُ تَسْلِيمًا مُشَاعًا ِعنْ َد الْأَصْحَا ِ‬ ‫ِح ّ‬
‫خلَافِ‬ ‫ح بِهِ الْقَاضِي فِي الْ ِ‬ ‫صحِي ٌح وَقَدْ صَرّ َ‬ ‫سأََلةِ َف ُه َو يَ ْرجِعُ إلَى َأنّهُ لَا َيتَسَلّ ُم اْلعَيْنَ ُكّلهَا وَهَذَا َ‬ ‫فِي هَ ِذ ِه الْمَ ْ‬
‫صغِيِ ‪ .‬وَالْوَجْ ُه الثّانِي ‪َ :‬أنّهُ لَا ُيعْتَ ُق وَاحِ ٌد ِمْنهُمَا َحتّى ُيؤَ ّديَا جَمِي َع مَا ِل اْل ِكتَاَب ِة َو ُهوَ َقوْلُ َأبِي‬ ‫وَالْجَامِ ِع ال ّ‬
‫شهَدُ لَهُ وَا ْختََلفُوا فِي َمأْخَ ِذهِ َفقِيلَ ; ِلَأنّ الْ ِكتَاَبةَ ِعتْقٌ‬ ‫بَكْرٍ وَابْنِ َأبِي مُوسَى َونَقَلَ ُم َهنّا عَنْ أَحْمَدَ مَا يَ ْ‬
‫ُمعَلّ ٌق بِشَرْطٍ َفلَا َيقَعُ إلّا َبعْدَ كَمَا ِل شَ ْرطِ ِه َو ُهوَ هَا ُهنَا َأدَاءُ جَمِي ِع الْمَا ِل َوهَذَا َبعِي ٌد عَنْ أَصْلِ َأبِي َبكْرٍ ;‬
‫ضةٍ لَا َتعْلِيقَ فِيهَا بِحَالٍ ‪ ,‬وَقِيلَ ‪ِ :‬لَأنّ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمْ َكفِيلٌ ضَامِنٌ‬ ‫حَ‬ ‫ضةٍ َم ْ‬ ‫ِلأَنّ ُه يَرَى َأ ّن الْ ِكتَاَبةَ َعقْ ُد ُمعَاوَ َ‬
‫ض َوهَذَا َق ْد يَرْ ِجعُ‬ ‫ص ْف َقةٌ وَاحِ َدةٌ فَلَا َتَتَبعّ ُ‬ ‫عَنْ صَا ِحبِهِ فَلَا ُي ْعتَقُ َحتّى ُيؤَدّيَ جَمِي َع مَا عََليْهِ ‪ ,‬وَقِيلَ ; ِلَأّنهَا َ‬
‫إلَى الضّمَانِ َأْيضًا َكَأنّ ُه الْتَ َزمَ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا اْلأَلْفَ َعنْ ُه َوعَنْ صَا ِحبِهِ َفَيكُونُ َتوْزِيعًا لِلْ ُم ْفرَ ِد عَلَى الْجُ ْمَلةِ‬
‫ف ِعْتقُهُ عَلَى أَدَائِهِ ‪ .‬وََقدْ ا ْختَلَفَ كَلَامُ اْلقَاضِي وَابْنِ‬ ‫إذْ َلوْ لَ ْم يَ ْل َزمْ أَحَ َدهُمَا أَدَاءُ َجمِي ِع الْمَالِ [ لِمَا ] وَقَ َ‬
‫َعقِيلٍ فِي ضَمَانِ كُ ّل ِمْنهُمَا عَ ْن الْآخَرِ َفَن َفيَا ُه تَا َر ًة َوأَْثَبتَاهُ أُ ْخرَى ‪َ ,‬وَنقَلَ ابْ ُن َمنْصُورٍ عَنْ أَ ْحمَدَ فِي رَ ُجلٍ‬
‫حقّي ِمنْ ُه َيأْخُذُ َأّيهُمْ شَاءَ َو َم ْفهُومُهُ َأ ّن الْغُ َرمَاءَ‬ ‫ت بِ َ‬‫لَ ُه عَلَى َق ْومٍ َحقّ َأنّهُ َكَتبَ فِي ِكتَاِبهِمْ أَّيهُ ْم ِشْئتَ أَ َخذْ ُ‬
‫ط ِبكُلّ حَالٍ ‪.‬‬ ‫لَا ضَمَا َن َبيَْنهُ ْم بِدُونِ الشّرْ ِ‬
‫‪686‬‬
‫سمُ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ وَضَ َع الْمَُترَاهِنَا ِن ال ّر ْهنَ عَلَى َيدَيْ َع ْدلَ ْينِ وَكَانَا عَيْنَ ْي ِن مُ ْن َف ِردَْينِ أَوْ كَا َن مِمّا ُي َق ّ‬
‫حفْظِ نَصِيِبهِ أَ ْم لَا عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪:‬‬
‫كَالْ َمكِي ِل وَالْ َموْزُونِ َفهَ ْل َلهُمَا انْ ِقسَا ُم ُه وَاْنفِرَادُ ُك ّل وَا ِح ٍد مِ ْنهُمَا بِ ِ‬
‫أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَهُ الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّدِ َتوْزِيعًا لِ ْل ُمفْرَدِ عَلَى الْ ُمفْ َردِ َفَيكُونُ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا َأمِينًا‬
‫ف الْ َمقْسُو َم الّذِي ِبيَ ِدهِ إلَى الْآخَرِ‬ ‫صفِهِ وَصَرّحَ الْقَاضِي بِذَلِكَ ‪َ ,‬وعَلَى هَذَا فََلوْ دَفَعَ أَ َح ُدهُمَا الّنصْ َ‬ ‫عَلَى ِن ْ‬
‫ف مَا إذَا سَلّمَ‬ ‫خلَا ِ‬ ‫َفتَلِفَ فِي يَ ِدهِ َفهَلْ يَضْ َمنُ ُه عَلَى ا ْحتِمَاَليْنِ ذَكَ َرهُمَا اْلقَاضِي ; ِلأَنّ ُه انْفَ َر َد بِ ِه َبعْدَ اْلقِسْ َم ِة بِ ِ‬
‫الْكُلّ َقبْ َل اْلقِسْ َمةِ فَِإنّهُ لَا يَضْ َمنُ كَذَا قَالَ الْقَاضِي ‪ .‬وَقَا َل مَ ّرةً أُ ْخرَى ‪َ :‬يضْمَ ُن ِنصْفَهُ َأْيضًا ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬لَا‬
‫جتَ ِم َعيْنِ ‪َ .‬و ُهوَ َقوْلُ الْقَاضِي فِي خِلَافِهِ وَابْنِ‬ ‫يَجُو ُز ا ْقتِسَامُهُ بَ ْل َيَتعَيّنُ ِحفْظُهُ كُلّ ُه عَلَى كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا مُ ْ‬
‫حفْ ِظهِمَا َجمِيعًا َفلَا يَجُوزُ َلهُمَا الِاْنفِرَادُ‬ ‫ضيَا بِ ِ‬ ‫َعقِيلٍ وَصَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي وَالتّلْخِيصِ ; ِلأَ ّن الْ ُمتَرَا ِهَنيْنِ إنّمَا رَ ِ‬
‫صةً دُونَ‬ ‫حفْظِ خَا ّ‬ ‫ج اْلوَدِي َعةَ لِاثَْنيْ ِن وَاْلوَصِّي ُة بِالنّسَْبةِ إلَى الْ ِ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫صيّيْ ِن وَاْلوَكِيلِ فِي الَْبيْ ِع َوعَلَى هَذَا يُ ْ‬ ‫كَاْلوَ ِ‬
‫شيْءٍ ِمنْهُ ‪ .‬وَقَدْ ُروِيَ عَنْ أَ ْحمَدَ مَا يَدُ ّل عَلَى َجوَا ِز اْنفِرَادِ كُ ّل وَاحِدٍ‬ ‫سَتقِلّ أَحَ ُدهُمَا بِ َ‬
‫الّتصَرّفِ فَِإنّهُ لَا يَ ْ‬
‫ص ّدقَا عَنّي ِبأَْلفَيْ دِ ْرهَمٍ ِمنْ ثُلُثِي َفأَ َخذَ‬
‫ف الّتصَرّفِ َفَنقَ َل َعنْهُ حَرْبٌ فِيمَنْ قَالَ ِلرَجُلَ ْينِ ‪ :‬تَ َ‬
‫ِمنْهُمَا ِبِنصْ ِ‬
‫صدّقَ ِبهَا عَلَى ِحدَ ٍة لَِيكُو َن َأ ْسهَلَ عَلَ ْيهِمَا فَلَمْ يَ َر بِهِ بَ ْأسًا ‪َ .‬وهَذَا َق ْد يَ ْ‬
‫خَتصّ بِالصّدََقةِ‬ ‫ُك ّل وَا ِحدٍ َأْلفًا فَتَ َ‬
‫ظ وَاْلغِبْ َط ُة وَاْلكَسْبُ ‪.‬‬
‫ت اّلتِي ُيقْصَ ُد ِبهَا الْحَ ّ‬ ‫ف َغيْ ِرهِ مِنْ الّتصَرّفَا ِ‬
‫خلَا ِ‬ ‫حصُولِ الْ َم ْقصُو ِد ِمْنهَا بِالِاْنفِرَا ِد بِ ِ‬ ‫لِ ُ‬
‫صّييْ ِن َووَكِيَليْ‬
‫قَالَ فِي التّ ْلخِيصِ ‪ :‬وََل ْو وَكّ َل اثَْنيْنِ فِي الْمُخَاصَ َمةِ َل ْم يَكُنْ ِلوَاحِ ٍد الِا ْسِتبْدَادُ ِبهَا كَاْلوَ ِ‬
‫خصُو َمةِ َي ْقتَضِي ِه بِخِلَافِ غَيْ ِرهَا انَْتهَى ‪ .‬وَقَالَ [ الْقَاضِي‬ ‫حتَ َملُ أَ ْن َيكُونَ لَهُ ; ِلأَنّ اْلعُرْفَ فِي الْ ُ‬ ‫ف َويُ ْ‬‫الّتصَرّ ِ‬
‫صفْ َق ِة وَاتّحَا ِدهَا ‪.‬‬
‫] َأْيضًا ‪ :‬وََلوْ َتعَدّ َد الْ ُم َعيّنُ فَا ْحتِمَالَانِ َي ْعنِي فِي َتعَدّ ِد ال ّ‬
‫‪687‬‬
‫جمِيعِ ال ّدْينِ َأوْ‬
‫( َو ِمنْهَا ) الضّمَانُ فَِإذَا ضَ ِمنَ اثْنَانِ ِديَةَ َر ُجلٍ ِل َغرِ ِيهِ َف َهلْ ُك ّل وَاحِ ٍد مِ ْنهُمَا ضَا ِمنٌ لِ َ‬
‫صةِ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪ :‬كُ ّل ِمنْهُمَا ضَامِنٌ لِ ْلجَمِي ِع َنصّ عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ ُم َهنّا فِي رَجُلٍ لَهُ‬
‫بِالْحِ ّ‬
‫عَلَى رَجُلٍ أَلْفُ دِ ْرهَمٍ َف َكفَ َل ِبهَا َكفِيلَانِ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا َكفِيلٌ ضَامِنٌ َفأَّيهُمَا شَاءَ أَخَذَ جَمِيعَ َحقّهِ ِمنْهُ‬
‫سفِيَنةِ ضُمَنَاءُ‬
‫حرِ عَلَى َأنّي وَرُكْبَانُ ال ّ‬
‫وَكَذَا قَالَ َأبُو َبكْرٍ فِي الّتْنبِيهِ فِيمَنْ قَالَ لِل ّرجُلِ َألْقِ مَتَاعَك فِي الْبَ ْ‬
‫َفأَْلقَاهُ َ‬
‫ض ِمنَهُ دُوَنهُمْ إلّا َأ ْن َيتَ َطوّعُوا بِالضّمَا ِن َمعَهُ ‪ .‬وَقَدْ يَكُونُ َمأْخَذُ َأبِي َبكْرٍ أَ ّن هَذَا مِ ْن بَابِ الّتغْرِيرِ‬
‫فَِإنّهُ إنّمَا أَْلقَا ُه ظَنّا ِمنْهُ َأنّ قِي َمتَهُ تُرَ ّد عََليْ ِه اعْتِمَادًا عَلَى َقوْ ِل هَذَا اْلقَائِلِ َفلِذَلِكَ لَ ِزمَ ُه الضّمَانُ َوعَلَى هَذَا‬
‫حكْمِ َأوْ جَاهِلًا [ بِهِ ] ‪ .‬وَاْلوَجْ ُه الثّانِي ‪َ :‬أنّ الضّمَانَ‬ ‫ع عَالِمًا بِالْ ُ‬ ‫َفُيفَ ّرقُ َبيْنَ َأنْ َيكُونَ صَا ِحبُ الْ َمتَا ِ‬
‫ف اّلتِي لَكَ‬ ‫صةِ إلّا َأ ْن ُيصَرّحُوا بِمَا يَ ْقَتضِي ِخلَافَ ُه ِمثْلُ أَ ْن َيقُولُوا ضَ ِمنّا لَكَ ‪ ,‬وَكُ ّل وَاحِ ٍد ِمنّا الْأَلْ َ‬ ‫حّ‬ ‫بِالْ ِ‬
‫ص ِة َوهَذَا َق ْولُ‬ ‫حّ‬ ‫ضمَانِ اْلأَلْفِ مِْنهُ ْم بِالْ ِ‬ ‫عَلَى ُفلَانٍ َفِإنّ كُ ّل وَاحِ ٍد َيلْ َزمُ ُه الْأَلْفُ حِيَنئِذٍ ‪َ .‬وَأمّا َمعَ إطْلَاقِ َ‬
‫سأََلةِ ا ْحتِمَاَليْ ِن َوبَنَاهُ الْقَاضِي عَلَى‬ ‫خلَافِ وَصَا ِحبِ الْ ُم ْغنِي َوذَكَرَ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي الْمَ ْ‬ ‫الْقَاضِي فِي الْ ُمجَرّ ِد وَالْ ِ‬
‫أَ ّن الصّ ْف َق َة َتتَعَدّ ُد ِبتَعَدّ ِد الضّا ِمَنيْنِ َفَيصِ ُي الضّمَا ُن ُموَ ّزعًا عََلْيهِمَا َوعَلَى هَذَا َفَلوْ كَانَ الْ َمضْمُونُ َدْينًا‬
‫ُمتَسَاوِيًا عَلَى رَ ُجَليْنِ َفهَ ْل ُيقَالُ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا ضَامِنٌ ِلِنصْفِ ال ّدْيَنيْنِ َأوْ كُ ّل ِمْنهُمَا ضَامِنٌ ِلأَ َح ِدهِمَا‬
‫حتَمِ ُل َو ْج َهيْنِ وَاْلَأوّلُ َأشْبَ ُه ِبكَلَامِ اْلأَصْحَابِ ‪َ ,‬و َشبِيهٌ ِبهَ ِذهِ‬ ‫ضمَانِ الْ ُمْبهَ ِم يَ ْ‬‫حةِ َ‬ ‫بِانْفِرَادٍ ؟ إذَا قُ ْلنَا ِبصِ ّ‬
‫خصًا لِآ َخرَ فَسَلّمَهُ َأحَ ُدهُمَا إلَى الْ َم ْكفُولِ لَهُ َفهَ ْل َيبْ َرأُ اْل َكفِي ُل الْآ َخرُ َأمْ لَا‬ ‫سأَلَ ِة مَا إذَا َكفَ َل اثَْنيْ ِن شَ ْ‬
‫الْمَ ْ‬
‫حّلتْ إحْدَاهُمَا بِ َغيْ ِر َتوِْفَيةٍ َب ِقَيتْ‬ ‫عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪َ :‬أ ْشهَ ُرهُمَا َأنّهُ لَا َيبْ َرأُ ; ِلأَّنهُمَا َكفَاَلتَانِ وَاْلوَثِي َقتَانِ إذَا انْ َ‬
‫الْأُ ْخرَى كَالضّامَِنيْنِ إذَا بَرِئَ أَحَ ُدهُمَا َوهَذَا َقوْلُ اْلقَاضِي َوأَصْحَابِهِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪َ :‬يبْ َرأُ ; ِلأَ ّن التّوِْفَيةَ قَدْ‬
‫ت بِالتّسْلِيمِ َف ُهوَ كَمَا َل ْو سَلّ َم الْ َمكْفُو َل َنفْسَهُ َأ ْو وَفّى أَحَ ُد الضّامَِنيْنِ ال ّديْ َن َوهُوَ ا ْحتِمَالٌ فِي الْكَافِي‬ ‫وُجِدَ ْ‬
‫وََقوْلُ الْأَزَ ِجيّ فِي ِنهَايَتِهِ َوهُ َو ظَاهِرُ كَلَامِ السّامِرِيّ فِي ُفرُوقِهِ َوهُ َو َيعُودُ إلَى َأّنهَا َكفَاَلةٌ وَاحِ َدةٌ وَالَْأظْهَرُ‬
‫َأنّهُمَا إنْ َكفَلَا َكفَاَلةَ الِا ْشتِرَاكِ فَِإنْ قَالَا ‪َ :‬كفَ ْلنَا لَكَ َزيْدًا نُسَلّمُهُ إَليْكَ فَإِذَا سَلّمَهُ أَحَ ُدهُمَا بَرِئَ الْآخَرُ ;‬
‫ِلأَنّ التّسْلِي َم الْمُ ْلتَ َز َم وَاحِدٌ َف ُهوَ َكأَدَاءِ أَحَ ِد الضّامَِنيْنِ لِلْمَالِ ‪َ ,‬وِإنْ َكفَلَا َكفَاَل َة انْفِرَادٍ وَا ْشتِرَاكٍ ِبأَنْ قَالَا كُلّ‬
‫ح ّق بَاِقيًا عَلَى الْ َم ْكفُولِ‬ ‫وَاحِ ٍد ِمْنهَا َكفِيلٌ لَكَ بِ َزيْدٍ َفكُ ّل ِمْنهُمَا مُ ْلتَ ِزمٌ لَهُ إ ْحضَارًا فَلَا َيبْ َرُأ بِدُونِ ِه مَا دَامَ الْ َ‬
‫ضمَانِ الرّجَُليْنِ لِل ّديْنِ ‪.‬‬ ‫َف ُهوَ كَمَا َلوْ َكفَلَا َعقْ َديْنِ ُمَتفَرَّقيْ ِن َوهَذَا ِقيَاسُ َقوْلِ الْقَاضِي فِي َ‬
‫‪688‬‬
‫جمَْلةِ َأوْ‬‫ت عَلَى جُ َملٍ فَِإنّ ُه يُ ْمكِنُ فِيهَا َتوْزِيعُ أَفْرَا ِد الْ ُ‬ ‫وَاعْلَمْ أَ ّن ُعقُو َد التوثقات وَاْلأَمَانَاتِ إذَا اشْتَمََل ْ‬
‫أَجْزَاِئهَا عَلَى أَفْرَا ِد الْجُمَْل ِة الْ ُمقَابَِلةِ َلهَا َأ ْو عَلَى أَ ْجزَا ِء الْ َعيْ ِن الْ ُمقَابَِلةِ َلهَا َفيُقَابَلُ كُ ّل ُمفْ َردٍ لِ ُمفْ َردٍ َأوْ كُلّ‬
‫جزْءٍ ‪َ ,‬ويُ ْمكِ ُن َتوْزِيعُ كُلّ فَ ْر ٍد مِ ْن الْجُ ْمَل ِة عَلَى َمجْمُوعِ أَفْرَا ِد الْجُ ْمَل ِة الْأُ ْخرَى‬ ‫ُمفْرَدٍ ِلجُزْءٍ َأوْ كُلّ ُجزْءٍ لِ ُ‬
‫ت الِاشْتِرَا ُك بِالِْإشَا َع ِة َويَكُونُ اْل َعقْ ُد عَلَى هَ َذيْ ِن الِا ْحتِمَاَليْ ِن وَاحِدًا َويُ ْمكِنُ أَ ْن َيْثبُتَ ُحكْمُ‬‫َأوْ أَ ْجزَاِئهَا َفَيْثبُ ُ‬
‫الّت ْوِث َقةِ وَاْلأَمَاَنةِ بِكَمَالِهِ ِلكُلّ َفرْدٍ َفرْدٌ َفَيكُو ُن هَاهُنَا ُعقُو ٌد ُمتَعَدّ َدةٌ وََقدْ ذَكَ ْرنَا فِي هَ ِذهِ الْمَسَائِلِ الّتفْرِيعَ‬
‫ث وََلوْ قِي َل ِبَتعَدّدِ‬
‫ت الثّلَاَثةِ ‪َ :‬فَأمّا ُعقُو ُد التّ ْملِيكَاتِ فَلَا يََتَأتّى فِيهَا الِا ْحتِمَا ُل الثّالِ ُ‬
‫عَلَى هَ ِذ ِه الِا ْحتِمَالَا ِ‬
‫ك ثَاِبتًا فِي َعيْ ٍن وَاحِ َدةٍ لِمَاِل َكيْنِ عَلَى اْلكَمَالِ ‪,‬‬ ‫ص ْف َقةِ فِيمَا يََتعَدّدُ الْ ُمتَعَاقِدِينَ لِا ْستِحَاَلةِ َأنْ َيكُونَ الْمِلْ ُ‬
‫ال ّ‬
‫صيَ ِبعَ ْينٍ‬
‫سَتثْنَى مِنْ ذَلِكَ صُو َرتَانِ ‪ :‬إحْدَاهُمَا ‪ :‬أَنْ يُو ِ‬
‫َوإِنّمَا َيقَ ُع التّرَدّدُ فِيهَا َبيْنَ الِا ْحتِمَاَليْ ِن اْلَأوّلَيْنِ ‪َ .‬ويُ ْ‬
‫ِلزَْيدٍ ثُمّ يُوصِي ِبهَا ِلعَ ْمرٍو َوَيقُولُ ‪ :‬لَيْسَ بِ ُرجُوعٍ كَمَا هُوَ الْمَ ْ‬
‫شهُورُ مِ ْن الْمَ ْذ َهبِ َفيَكُونُ كُلّ مِْنهُمَا‬
‫شتَرِكَانِ فِي قَسْ ِمهَا ‪ ,‬فََل ْو مَاتَ أَحَ ُدهُمَا َقبْ َل الْمُوصِي َأوْ رَ ّد‬ ‫حقّا لِ ْل َعيْنِ ِلكَمَاِلهَا َوَيقَ ُع التّزَاحُمُ َفيَ ْ‬
‫ستَ ِ‬‫مُ ْ‬
‫ي ثُ ّم عَلَى آ َخرِي َن َبعْ َدهُمْ فَِإنّ‬ ‫ف عَلَى َق ْومٍ ُم َعّينِيَ َأوْ َموْصُوفِ َ‬ ‫ح ّقهَا الْآ َخ ُر ِبكَمَاِلهَا ‪ .‬وَالثّانِيَة ‪َ :‬أنْ َيقِ َ‬ ‫لَا ْستَ َ‬
‫حقّ‬ ‫جمِي ِع اْلوَقْفِ بِاْنفِرَا ِدهِ َحتّى َلوْ َل ْم َيبْقَ مِنْ ال ّطَب َق ِة ِسوَاهُ لَا ْستَ َ‬
‫ستَحِقّ لِ َ‬ ‫كُ ّل وَاحِ ٍد مِنْ ال ّطَب َقةِ اْلأُولَى مُ ْ‬
‫ف بِنّ َأبِي مُوسَى‬ ‫ص عََليْهِ أَ ْحمَدُ فِي ِروَاَيةِ يُوسُ َ‬ ‫اْلوَقْفَ ُكلّ ُه هَكَذَا ذَ َك َرهُ اْلقَاضِي وَاْلأَصْحَابُ ‪ .‬وَقَ ْد َن ّ‬
‫َومُحَمّدِ بْنِ عَُبيْدِ اللّ ِه الْ ُمنَادِي فِيمَنْ َوقَفَ ضَ ْيعَةً عَلَى َولَ ِد ِه َوأَ ْولَا ِد ِهمْ َوَأوْلَادِ َأ ْولَا ِدهِ ْم َأبَدًا مَا تَنَاسَلُوا‬
‫َفإِنْ َحدَثَ بِوَاحِ ٍد مِ ْن ُهمْ حَ َدثُ الْ َم ْوتِ دَفَعَ ذَلِكَ إلَى وَلَ ِد ِه َيعْنِي اْلوَاقِ َ‬
‫ف َووَلَدِ َأوْلَا ِدهِ ْم يَجْرِي ذَلِكَ‬
‫ف عََلْيهِمْ َأوْلَادًا هَ ْل يَدْ ُخلُونَ مَ َع آبَاِئهِمْ فِي الْقِسْ َمةِ َأوْ‬ ‫عََلْيهِ ْم مَا تَنَاسَلُوا وَقَ ْد وَلَ َد َهؤُلَاءِ الْ َق ْومُ الّذِي َن وَقَ َ‬
‫ف وَلَدًا َيرْجِ ُع َنصِيبُهُ إلَى‬ ‫ت ِمْنهُ ْم وَلَ ْم يُخَلّ ْ‬ ‫ت َموْتِ آبَاِئهِ ْم َومَ ْن مَا َ‬ ‫َيصِ ُي هَذَا الشّيْءَ إَليْهِ ْم َبعْ َد الْ َموْ ِ‬
‫ك عَلَى اْلوَلَ ِد َووَلَ ِد اْلوَلَدِ َيَتوَا َرثُونَ ذَلِكَ َحتّى لَا َيكُونَ ِللْ َمّيتِ وََلدٌ َفيُرَدّ‬ ‫جرِي ذَلِ َ‬ ‫إ ْخ َوتِهِ َأمْ لَا ؟ قَالَ ‪ :‬يَ ْ‬
‫ي مِنْ إ ْخ َوتِ ِه َوظَاهِرُ َكلَامِهِ َأنّهُ َيكُو ُن تَ ْرتِيبُ أَفْرَا ٍد َبيْنَ كُ ّل وَلَ ٍد َووَالِ ِدهِ ِل َقوْلِ ِه َيَتوَا َرثُونَ ذَلِكَ ‪.‬‬ ‫عَلَى اْلبَاقِ َ‬
‫صصًا ِلعُمُومِ َأوّ ِل اْلكَلَامِ‬ ‫خّ‬ ‫ب َومُ َ‬‫ضيًا ِل َهذَا التّ ْرتِي ِ‬ ‫ت عَ ْن وَلَدٍ َفَنصِيبُهُ ِلوَلَ ِد ِه ُمقَْت ِ‬ ‫وَ ُجعِلَ َقوْ ُل اْلوَاقِفِ مَ ْن مَا َ‬
‫جرّدِ يَدُلّ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ‬ ‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ َأنّ كَلَامَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫الْ ُمقَْتضِي لِلتّشْرِيكِ ‪ .‬وَقَدْ َزعَمَ ال ّ‬
‫ب وَالِ ِدهِ َبعْ َد َم ْوتِهِ ‪ ,‬وََلْيسَ فِي‬ ‫شتَرَكًا بَيْ َن اْلَأوْلَا ِد َوَأوْلَا ِدهِ ْم ثُ ّم ُيضَافُ إلَى كُ ّل وَلَ ٍد َنصِي ُ‬ ‫َوأَنّ ُه َيكُو ُن مُ ْ‬
‫ت وَلَدٌ َفيُ َر ّد عَلَى‬
‫كَلَامِ الْقَاضِي مَا يَدُ ّل عَلَى ذَلِكَ لِ َمنْ رَا َجعَ ُه َوتََأمّلَهُ ‪َ .‬وَأمّا َقوْلُهُ َحتّى لَا َيكُونَ لِ ْل َميّ ِ‬
‫ت عَ ْن َغيْ ِر وَلَدٍ َفَنصِيبُهُ لِإِ ْخ َوتِ ِه َوهَذَا قَ ْد يَ ُدلّ لِمَا ذَكَ َر ُه الْأَصْحَابُ‬ ‫ي مِنْ إ ْخ َوتِهِ َفَي ْعنِي بِهِ أَ ّن مَ ْن مَا َ‬ ‫الْبَاقِ َ‬
‫ف وَقَ ْد ُيقَالُ ‪ :‬لَا دَلَاَلةَ فِيهِ عَلَى ذَلِكَ ;‬ ‫ق اْلوَاقِ ِ‬ ‫ي ِمْنهَا بِِإطْلَا ِ‬ ‫ت مِ ْن َطَبقَ ٍة انَْتقَ َل َنصِيبُهُ إلَى اْلبَاقِ َ‬ ‫أَ ّن مَ ْن مَا َ‬
‫ض ّرتَكِ َبيْ َن اْلبُطُونِ كُّلهَا َل ِكنّهُ‬ ‫ف عَلَى وَلَ ِدهِ َووَلَ ِد وََل ِدهِ َأبَدًا بِالتّشْرِيكِ َفَلوْ تَرَ ْكنَا هَذَا َ‬ ‫ف وَقَ َ‬ ‫ِلأَنّ هَذَا اْلوَاقِ َ‬
‫ستَحِ ّق مَ َع وَالِ ِدهِ َفَيْبقَى مَا عَدَاهُ‬ ‫ت عَنْ وَلَدٍ َفَنصِيبُهُ ِلوَلَ ِدهِ َف ُفهِ َم ِمنْهُ أَ ّن اْلوَلَدَ لَا يَ ْ‬ ‫اسَْتْثنَى مِنْ ذَلِكَ َأ ّن مَ ْن مَا َ‬
‫ف َو ِمثْ ُل هَذَا لَا ِنزَاعَ فِيهِ ‪,‬‬ ‫ق الْإِ ْخ َوةِ هَا ُهنَا ُمتََلقّى مِنْ كَلَا ِم اْلوَاقِ ِ‬ ‫حقَا ُ‬ ‫دَا ِخلًا فِي عُمُومِ َأوّ ِل الْكَلَامِ فَا ْستِ ْ‬
‫ف عََليْهِ َحْيثُ َجعَلَ ُه َبعْدَ‬ ‫ف عََليْهِ وَلَا ُيقَالُ ‪َ :‬قدْ دَلّ َكلَا ُم الْوَاقِ ِ‬ ‫َوإِنّمَا النّزَاعُ فِيمَا إذَا لَ ْم يَدُلّ َكلَامُ اْلوَاقِ ِ‬
‫جعَلْ لِلثّانَِيةِ فِيهِ َحقّا فِي ِه مَ َع وُجُو ِد اْلأُولَى فَدَلّ عَلَى َأ ّن الْأُولَى ِهيَ‬ ‫تِلْكَ ال ّطَبقَةِ لِ َطَب َقةٍ أُخْرَى َفلَ ْم يَ ْ‬
‫ق الثّاِنَيةِ مَ َع وُجُو ِد اْلأُولَى لَا يَدُلّ‬ ‫حقَا ِ‬ ‫ت َموْجُو َدةً ; ِلَأنّهُ قَدْ ‪ .‬يُجَابُ عَنْ ُه ِبأَ ّن َنفْ َي اسْتِ ْ‬ ‫ح ّقةُ مَا دَامَ ْ‬ ‫ستَ ِ‬
‫الْمُ ْ‬
‫ف الْ ُمْنقَطِعِ إلّا َأ ّن هَذَا َبعِي ٌد مِ ْن َمقْصُو ِد اْلوَاقِفِ‬ ‫جوَازِ صَرْفِ ِه َمصْرِ َ‬ ‫ح ّقةُ ِلجَمِيعِهِ ِل َ‬ ‫ستَ ِ‬
‫عَلَى َأ ّن الْأُولَى ِهيَ الْمُ ْ‬
‫ستَفَادًا مِ ْن َم ْعنَى كَلَا ِم اْلوَاقِفِ ‪,‬‬ ‫وَالَْأظْهَرُ مِ ْن َمقْصُو ِد ِه مَا ذَ َك ْرنَا َفعَلَى هَذَا َيكُو ُن َعوْ ُدهُ إلَى بَ ِقّيةِ ال ّطبَ َق ِة مُ ْ‬
‫ف عَلَى فُلَانٍ فَإِذَا اْنقَ َرضَ َأوْلَا ُدهُ َفعَلَى الْمَسَاكِيِ َفهَ ْل َيكُو ُن َبعْ َد َموْتِ فُلَانٍ‬ ‫ك مَا َل ْو وَقَ َ‬ ‫َويُشْبِهُ ذَلِ َ‬
‫ف الْ ُمْنقَطِعِ َحتّى َتنْقَ ِرضَ َأوْلَا ُدهُ‬ ‫ف َبعْ َد َموْتِ فُلَا ٍن َمصْرِ َ‬ ‫ِلَأوْلَا ِدهِ ؟ ثُ ّم مِ ْن َبعْ ِدهِ ْم عَلَى الْمَسَا ِكيِ َأوْ ُتصْرَ ُ‬
‫ف الْ ُمْنقَطِعِ َحتّى َتْنقَ ِرضَ َأوْلَا ُدهُ ‪ ,‬ثُمّ‬ ‫ف َبعْدَ َموْتِ ُفلَانٍ َمصْرِ َ‬ ‫ف عَلَى الْمَسَاكِيِ َأوْ تُصْ َر ُ‬ ‫‪ ,‬ثُ ّم ُيصْرَ ُ‬
‫ي عَلَى َو ْج َهيْنِ مَذْكُو َريْنِ فِي الْكَافِي ‪ .‬وَالَْأوّلُ َقوْلُ اْلقَاضِي وَابْ ِن َعقِيلٍ ‪ ,‬وََلنَا فِي‬ ‫ف عَلَى الْمَسَا ِك ِ‬ ‫ُيصْرَ ُ‬
‫حبِيسٌ لِلْمَالِ فِي ُوجُوهِ اْلبِ ّر وَالْ َموْقُوفُ عََلْيهِ ْم ُه َو الْ َمصْرِفُ‬ ‫ف تَ ْ‬‫سأَلَ ِة مَسْلَكٌ آخَ ُر َو ُهوَ َأ ْن ُيقَا َل الْوَقْ ُ‬ ‫الْمَ ْ‬
‫حقّهُ ِلكُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمْ بِاْنفِرَا ِدهِ ‪َ ,‬وَيقَ ُع التّزَا ُحمُ فِيهِ ِعنْ َد الِا ْجتِمَاعِ‬ ‫ستَ ِ‬ ‫حقَاقِهِ َفلَا يُ ْمنَعُ َأنْ يَ ْ‬
‫الْ ُمعَيّنُ لِا ْستِ ْ‬
‫ستَحِيلُ أَ ْن يَمْلِكَ ُك ّل وَاحِ ٍد مِ ْن الْمُمَّل َكيْنِ َجمِي َع مَا وَقَعَ فِي ِه التّ ْملِيكُ‬ ‫ضةِ فَِإنّ ُه يَ ْ‬‫حَ‬ ‫ت الْمَ ْ‬ ‫ف التّ ْملِيكَا ِ‬ ‫بِخِلَا ِ‬
‫ك َعيْنَ اْلوَقْفِ َأ ْظهَرُ ‪َ ,‬ويََتعَلّ ُق ِبهَذَا مِ ْن مَسَائِ ِل التّوْزِي ِع مَا إذَا‬ ‫‪َ ,‬وهَذَا عَلَى َقوِْلنَا َأ ّن الْ َموْقُوفَ عََليْهِ لَا يَ ْملِ ُ‬
‫ف عَلَى َأوْلَا ِدهِ ثُ ّم عَلَى َأوْلَادِ َأوْلَا ِدهِ َأبَدًا َفهَ ْل ُيقَالُ ‪ :‬لَا َيْنَتقِلُ إلَى أَحَ ٍد مِنْ َأوْلَادِ َأوْلَا ِدهِ إلّا َبعْ َد اْنقِرَاضِ‬ ‫وَقَ َ‬
‫ب اْلَأوّ ُل َوهُ َو الّذِي ذَكَ َرهُ الْقَاضِي‬ ‫ف ِعنْ َد الْأَصْحَا ِ‬ ‫جَمِيعِ َأوْلَا ِدهِ َأ ْو َينَْتقِ ُل َبعْدَ كُ ّل وَلَدٍ إلَى وََل ِدهِ ؟ الْ َمعْرُو ُ‬
‫شيْ ُخ َتقِيّ الدّينِ رَ ِحمَهُ اللّ ُه وَ ْجهًا آ َخ َر بِالثّانِي َورَجّحَهُ َف َعلَى اْلَأوّلِ‬ ‫َوأَصْحَابُ ُه َومَنْ اّتَب َعهُمْ ‪ .‬وَ َحكَى ال ّ‬
‫ب َتوْزِي ِع الْ ُمفْرَدِ عَلَى الْ ُمفْ َردِ ‪,‬‬‫ب َتوْزِي ِع الْجُ ْمَل ِة عَلَى الْجُمَْلةِ ‪َ ,‬وعَلَى الثّانِي َيكُونُ مِ ْن بَا ِ‬ ‫يَكُونُ مِ ْن بَا ِ‬
‫حمّ ُد بْ ُن ُعَبيْدِ اللّ ِه الْ ُمنَادِي فِي َر ُجلٍ‬
‫ف بْنُ َأبِي مُوسَى َومُ َ‬
‫شهَدُ ِل َهذَا مِنْ َكلَامِ أَ ْحمَدَ مَا َروَاهُ َعنْهُ يُوسُ ُ‬
‫َويَ ْ‬
‫أَ ْوقَفَ ضَ ْيعَةً عَلَى أَ ّن ِلعَلِ ّي ْبنِ إسْمَاعِيلَ ُربْعَ غَلِّتهَا مَا دَامَ حَيّا وَ ُرْبعًا مِ ْنهَا ِل َوَلدِ عَ ْبدِ ال ّلهِ َو َولَ ِد مُحَ ّمدٍ‬
‫سوِّي ِة وَإِنْ مَاتَ عَ ِليّ ْبنُ إسْمَاعِي َل َفوَزّعُوا َه َذيْنِ الرّْبعَ ْينِ بَ ْينَ َوَل ِدهِ َو َولَ ِد الثّلَاَثةِ‬
‫وَ َوَلدِ َأحْ َمدَ بَيَْنهُ ْم بِال ّ‬
‫ف نَصْنَعُ بِنَصِيِبهِ يُدَْفعُ إلَى وَلَ ِدهِ‬
‫ت وََترَكَ وََلدًا كَيْ َ‬
‫َففَعَلُوا َذِلكَ ‪ُ .‬ثمّ إنّ َبعْضَ وََلدِ عَ ِل ّي ْبنِ إسْمَاعِيلَ مَا َ‬
‫ت عَِل ّي بْ ُن إسْمَاعِيلَ دُفِعَ إلَى وََل ِد وَلَ ِدهِ إنّمَا قَا َل وَلَ ُد عَِل ّي بْنِ‬
‫ت إنْ مَا َ‬ ‫َأوْ ُيرَ ّد عَلَى شُرَكَائِ ِه وَلَ ْم َيقُ ْل الْ َميّ ُ‬
‫ض وَلَ ِد عَِليّ‬ ‫إسْمَاعِيلَ ‪ ,‬قَا َل الِْإمَامُ أَحْمَدُ ‪ :‬يُدْفَ ُع مَا ُجعِلَ ِلوَلَ ِد عَِليّ بْ ِن إسْمَاعِيلَ إلَى وَلَ ِدهِ فَِإنْ مَاتَ َب ْع ُ‬
‫بْ ِن إسْمَاعِيلَ دُفِعَ إلَى وََل ِدهِ َأْيضًا ; ِلأَنّهُ قَالَ ‪ :‬بَيْ َن وَلَ ِد عَِل ّي بْ ِن إسْمَاعِيلَ وَهَذَا مِ ْن وَلَ ِد عَِل ّي بْ ِن إسْمَاعِيلَ‬
‫فَدَ ّل هَذَا اْلكَلَامُ عَلَى أَصَْليْنِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪َ ,‬أنّ وَلَ َد اْلوَلَدِ دَاخِلٌ فِي مُسَمّى اْلوَلَ ِد ِعنْ َد الْإِطْلَاقِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪:‬‬
‫ص بِهِ دُونَ َطَب َقةِ َأبِيهِ الْمُشَارِكِيَ لَهُ َحْيثُ ذَكَرَ [ َأنّ ]‬ ‫خَت ّ‬ ‫حقّ ُه وَلَ ُد اْلوَلَ ِد َبعْدَ َموْتِ َأبِيهِ َويَ ْ‬‫ستَ ِ‬
‫َأنّهُ إنّمَا يَ ْ‬
‫ابْ َن إسْمَاعِي َل ُتوُفّ َي عَ ْن وَلَ ٍد َوَأنّ َب ْعضَ وَلَ ِد ِه ُتوُّفيَ عَ ْن وَلَ ٍد َوُنقِلَ إلَى هَذَا اْلوَلَدِ نَصِيبُ َأبِيهِ مَعَ وُجُودِ‬
‫جعَلْ ِلوَلَ ِد ِه‬
‫الْمُشَارِكِيَ ِل ْلأَبِ مِنْ إ ْخ َوتِهِ ‪َ ,‬ووَجْ ُه هَذَا َأنّهُ لَمّا َرّتبَ َبيْ َن عَِل ّي بْنِ إسْمَاعِي َل َووَلَ ِد ِه وَلَ ْم يَ ْ‬
‫ف مَا ذَكَ َر ُه اْلأَصْحَابُ‬ ‫ب َبيْ َن وَلَ ِدهِ َووَلَ ِد وَلَ ِد ِه َوهَذَا خِلَا ُ‬
‫ك َينَْبغِي َأ ْن يَكُونَ التّ ْرتِي ُ‬ ‫َشيْئًا إلّا َبعْ َد َموْتِهِ َفكَذَلِ َ‬
‫ستَحِ ّق مَ َع اْلوَلَ ِد مُشْرَكًا‬ ‫ق وَلَ ِد اْلوَلَدِ إذَا قِي َل بِدُخُولِهِ فِي مُطْلَ ِق اْلوَلَ ِد هَ ْل يَ ْ‬ ‫حقَا ِ‬ ‫مِ ْن اْلوَ ْجهَيْنِ فِي َكْيفِّي ِة اسْتِ ْ‬
‫َأوْ َبعْ َد اْنقِرَاضِ اْلوَلَدِ كُّلهِ ْم ُم َرتّبًا تَ ْرتِيبَ َطَب َقةٍ عَلَى طََب َقةٍ فَِإنّ أَحْمَدَ َجعَلَ ُه ُم َرتّبًا تَ ْرتِيبَ أَفْرَا ٍد بَيْنَ كُ ّل وََلدٍ‬
‫ف عَلَى َأوْلَا ِد ِه ثُ ّم عَلَى َأوْلَا ِدهِمْ َأبَدًا َأ ْن يَكُونَ ُم َرتّبًا َبيْنَ كُ ّل وَالِدٍ‬‫َووَلَ ِدهِ َفُيؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ َأنّ مَنْ وَقَ َ‬
‫خصٍ َووَلَ ِدهِ فَرُو ِعيَ هَذَا‬ ‫ق بَْيَنهُمَا ِبأَ ّن اْلوَقْفَ هَا ُهنَا َأوّلًا كَا َن بَيْ َن َش ْ‬
‫َووَلَ ِدهِ َوَبيْ َن َبقِّي ِة َطبَ َقتِهِ ‪ .‬وَقَ ْد ُيفَ ّر ُ‬
‫حقَاقِ وَلَ ِد ِه َووَلَ ِد وَلَ ِد ِه وََلْيسَ فِي طََب َق ٍة َبعْدَ طََب َقةٍ وََلكِ ْن َسنَذْكُ ُر مِنْ َكلَامِ أَحْمَدَ فِي‬ ‫التّ ْرتِيبُ فِي ا ْستِ ْ‬
‫سأََل ِة التّ ْدبِ ِي مَا يَحْسُ ُن َتخْرِي ُج هَذَا اْلوَجْهِ مِنْ ُه إنْ شَاءَ اللّ ُه َتعَالَى ‪.‬‬ ‫مَ ْ‬
‫‪689‬‬
‫ضهَا ِمنْ َبعْضٍ َوبَاقِيهَا ِمنْ‬ ‫ت مَُت َعدّ َدةٍ َفوَ َجدَ َبعْ َ‬
‫صفَا ٍ‬ ‫ق ِنسَاِئهِ َأوْ عِ ْتقَ َرقِيقِهِ عَلَى ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) إذَا عَ ّلقَ طَلَا َ‬
‫ض الصّ َفةِ فَِإنّ‬
‫ق وَاْلعَتَاقِ مَعَ قَطْ ِع النّ َظرِ َعنْ الْحِنْثِ بِ ُوجُودِ َبعْ ِ‬
‫َبعْضٍ آ َخرَ َف َهلْ يَ ْكفِي فِي ُوقُوعِ الطّلَا ِ‬
‫ض الصّ َفةِ فِي الطّلَاقِ وَاْل َعتَاقِ طُرُقًا ثَلَاَثةً ‪ ,‬إ ْحدَاهُنّ َأنّ ُه يَ ْكَتفِي ِبهَا كَمَا َيكَْتفِي‬ ‫لِ ْلأَصْحَابِ فِي الِا ْكتِفَا ِء ِبَبعْ ِ‬
‫ضةً‬‫ص َفةُ ُمعَارِ َ‬ ‫ي َو ِهيَ طَرِي َقةُ اْلقَاضِي وَا ْستَْثنَى فِي الْجَامِعِ مِنْ ذَلِكَ َأ ْن تَكُونَ ال ّ‬ ‫حْنثِ فِي اْليَمِ ِ‬ ‫بِذَلِكَ فِي الْ ِ‬
‫ط َوعِّلةٌ‬‫ط َومَشْرُو ٌ‬ ‫حْنثِ ; ِلأَنّ هَذَا شَرْ ٌ‬ ‫ف عََليْهِ فِي الْ ِ‬
‫حلُو ِ‬ ‫ض الْمَ ْ‬ ‫‪ .‬وَالثّاِنَيةُ ‪ :‬لَا َي ْكَتفِي ِبهَا َوِإنْ ا ْكَت َفيَا ِبَبعْ ِ‬
‫َو َمعْلُولٌ فَلَا َيتَ َرّتبُ اْلَأثَرُ إلّا عَلَى تَمَا ِم الْ ُم َؤثّ ِر َو ِهيَ طَرِي َقةُ ابْ ِن َعقِيلٍ وَصَا ِحبِ الْ ُمغْنِي ‪ .‬وَالثّاِلَثةُ ‪ :‬إنْ‬
‫ضةٌ َفلَا بُ ّد مِنْ‬
‫حَ‬ ‫ت الصّ َف ُة َتنِْتفِي َق ْطعًا َأ ْو َتَبعًا َأ ْو َتصْدِيقًا َأ ْو َتكْذِيبًا َف ِهيَ كَاْليَمِيِ َوإِلّا َف ِهيَ عِّل ٌة َم ْ‬
‫كَانَ ْ‬
‫ع عَلَى ا ْختِيَا ِرهِ فِي هَ ِذهِ الْمَسَائِلِ َفقَالَ‬ ‫وُجُو ِدهَا ِبكَمَاِلهَا وَ ِه َي طَرِيقَةُ صَا ِحبِ الْ ُمحَرّرِ ‪ .‬وَاْلقَاضِي ُيفَ ّر ُ‬
‫فِيمَا إذَا قَالَ ِلعَبِي ِدهِ ‪ :‬إذَا َأ ّديُْتمْ إلَ ّي أَْلفًا َفَأنُْتمْ َأ ْحرَارٌ عَتَقَ كُ ّل وَا ِح ٍد ِمنْهُ ْم ِبأَدَاءِ ِح ّ‬
‫صتِهِ ‪ ,‬وَكَذَلِكَ إذَا‬
‫ص َف ِة َتقُو ُم َمقَامَ جَمِي ِعهَا‬ ‫قَالَ ِل َعبِي ِدهِ ‪ :‬إذَا دَخَ ْلتُمْ الدّارَ َفَأْنتُمْ أَحْرَا ٌر َعتَ َق مَنْ َدخَ َل ِمْنهُمْ ; ِلأَنّ وُجُو َد ال ّ‬
‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ وَقَالَ ‪ :‬هُ َو ِعنْدِي خَ َطأٌ‬ ‫فَ َمتَى َأدّى وَاحِ ٌد ِمْنهُ ْم عَتَ َق َهكَذَا ذَكَ َرهُ فِي بَابِ اْل ِكتَاَب ِة وَرَ ّدهُ ال ّ‬
‫ص َفةِ‬‫ض ال ّ‬ ‫ث انَْتهَى ‪ .‬وَ ِعنْدِي َأنّهُ َلوْ صَ ّح الِا ْكتِفَا ُء ِبَبعْ ِ‬ ‫ص َفةَ لَا تَشْتَ ِم ُل عَلَى َمنْ ٍع وَلَا َح ّ‬ ‫َيقِينًا ; ِلأَ ّن هَ ِذ ِه ال ّ‬
‫ض الصّ َفةِ إذْ َلوْ كَا َن الّتفْرِي ُع عَلَى ذَلِكَ َل َعَتقُوا‬ ‫ع عَلَى الِا ْكتِفَاءِ ِلَبعْ ِ‬ ‫هَا ُهنَا لَ ْم َيصِ ّح مَا قَالَهُ الْقَاضِي وَلَ ْم َيتَفَ ّر ْ‬
‫ضهِمْ الدّا َر َوهَذَا ِخلَافُ َقوْلِ اْلقَاضِي َوِإنّمَا َيَتوَجّهُ مَا قَالَهُ‬ ‫ض اْلأَلْفَ َوبِدُخُو ِل َبعْ ِ‬ ‫ضهِمْ ِلَبعْ ٍ‬
‫كُّلهُ ْم ِبأَدَا ِء َبعْ ِ‬
‫ب َتوْزِي ِع الْ ُمفْ َردَاتِ عَلَى الْ ُمفْ َردَاتِ َف َكَأنّهُ قَالَ ‪ :‬مَنْ َدخَ َل ِمنْكُمْ الدّارَ َف ُهوَ‬ ‫الْقَاضِي عَلَى َأ ْن يَكُونَ مِ ْن بَا ِ‬
‫صفَ ِة وَكَلَامُ‬
‫سأََلةِ الِا ْكِتفَاءِ ِبَب ْعضِ ال ّ‬
‫ُح ّر َومَنْ أَدّى إَليّ ِحصّتَ ُه مِ ْن اْلأَلْفِ َف ُهوَ ُحرّ ‪َ ,‬وهَذَا لَا َتعَلّقَ لَ ُه بِمَ ْ‬
‫أَحْمَدَ يَدُ ّل عَلَى ا ْعِتبَا ِر هَذَا الّتوْزِيعِ فِي ِمثْ ِل هَ ِذهِ الّتعْلِيقَاتِ ‪ ,‬فَِإنّهُ َنصّ فِي ِروَاَيةِ ُم َهنّا فِي عَ ْبدٍ بَ ْينَ‬
‫ت الْآ َخ ُر عََت َقتْ ِحصّتُهُ‬ ‫َرجُلَ ْينِ قَالَا َلهُ ‪ :‬إذَا مُتْنَا َفَأنْتَ حُرّ ‪ُ ,‬ثمّ مَاتَ أَ َح ُدهُمَا عََت َقتْ ِح ّ‬
‫صتُهُ َفقَطْ فَِإذَا مَا َ‬
‫‪ .‬قَالَ َأبُو بَكْرٍ ; ِلَأّنهُمَا كَالْ ُم ْعتَ َقيْ ِن عَلَى اْنفِرَا ِدهِمَا َوهَذَا ُهوَ الْمَ ْذ َهبُ عِنْدَ َأبِي َبكْ ٍر وَابْنِ أَبِي مُوسَى ‪,‬‬
‫ب َتوْزِيعِ الْ ُمفْرَ ِد عَلَى الْ ُمْنفَرِدِ َكَأّنهُمَا قَالَا ‪ :‬إنْ مَاتَ أَ َح ٌد ِمنّا‬ ‫َوتَعْلِيلُ َأبِي َبكْرٍ يَدُ ّل عَلَى َأنّهُ َجعَلَ ُه مِ ْن بَا ِ‬
‫جدُ‬‫شيْخُ مَ ْ‬‫ص َف ِة وَرَ ّدهُ ال ّ‬
‫ض ال ّ‬ ‫ك عَلَى َأ ّن الْ ِعتْقَ َحصَ َل ِبوُجُودِ بَ ْع ِ‬ ‫َفَنصِيبُهُ ِمنْكَ ُحرّ ‪َ ,‬وَتأَوّلَ اْلقَاضِي ذَلِ َ‬
‫ي َي ْقضِي َحضّا َأ ْو َمْنعًا ‪َ ,‬ومَا لَمْ يَكُنْ‬ ‫ضهَا إذَا كَانَتْ فِي َمعْنَى اْليَمِ ِ‬ ‫ص َفةَ إنّمَا َت ْكفِي ِبَبعْ ِ‬
‫الدّينِ بَِأ ّن ال ّ‬
‫س وَقُدُومِ َزيْدٍ فَلَا يَ ْكَتفِي فِي ِه بِاْلبَ ْعضِ ‪َ ,‬ونَقَلَ الْإِجْمَاعَ عََليْ ِه َو ُهوَ َمرْدُو ٌد مِنْ وَجْهٍ‬ ‫كَذَلِكَ كَطُلُوعِ الشّ ْم ِ‬
‫ص َفةِ ِل ِعتْ ِق اْل َعبْدِ ُكلّ ِه عََلْيهَا بِ َموْتِ أَ َح ِدهِمَا لَ ْم َيكُ ْن وَجْهٌ ِل ِعتْ ِق َنصِيبِ‬
‫آخَرَ وَ ُهوَ َأنّهُ َل ْو ا ْكَتفَى ِببَ ْعضِ ال ّ‬
‫سرِ إلَى َنصِيبِ صَا ِحبِهِ ِلأَحَدِ َأمْ َريْ ِن إمّا ; ِلَأنّ السّرَاَيةَ تُ ْمنَعُ بَعْ َد الْ َموْتِ كَمَا ُهوَ‬ ‫أَحَ ِدهِمَا ‪َ .‬وِإنّمَا لَ ْم يَ ْ‬
‫سأََلةَ‬‫شيْخُ مَجْدُ الدّينِ الْمَ ْ‬ ‫إحْدَى ال ّروَايََتيْنِ َأوْ ; ِلأَ ّن التّ ْدبِ َي يَ ْمنَعُ السّرَاَيةَ َو ُهوَ أَحَ ُد اْلوَ ْج َهيْنِ ‪ .‬وَخَرّجَ ال ّ‬
‫حتِهِ ِروَاَيَتيْنِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬يصِ ّح هَذَا‬ ‫صّ‬ ‫ص َفةٍ َبعْ َد الْ َموْتِ فَِإنّ فِي ِ‬‫سأََل ِة َتعْلِيقِ الْ ِعتْ ِق عَلَى ِ‬‫عَلَى ِروَاَيَتيْنِ مِ ْن مَ ْ‬
‫ت الْآخَ ُر ِمْنهُمَا َفَي ْعتِقُ الْ َعبْدُ كُلّهُ حِيَنئِذٍ ‪ :‬وَالثّاِنَيةُ لَا يَصِ ّح هَذَا‬
‫الّتعْلِي ُق وَلَا َي ْعتِقُ ِمنْ ُه َشيْءٌ هَا ُهنَا َحتّى يَمُو َ‬
‫ت شَرِيكِهِ وَلَا يُوجَدُ‬ ‫الّتعْلِي ُق وَلَا ُي ْعتَقُ بِ ِه َشيْءٌ مِ ْن الْ َعبْ ِد هَاهُنَا ; ِلَأنّ كُلّا ِمْنهُمَا عَلّ َق ِعْتقَهُ عَلَى َم ْوتِهِ َو َموْ ِ‬
‫صلِهِ‬‫ع َموِْتهِمَا فِي آنٍ وَا ِحدٍ فَلَا َيَتوَجّ ُه إبْطَا ُل التّعْلِي ِق مِنْ أَ ْ‬ ‫إلّا بَعْ َد َم ْوتِهِ ‪ ,‬وََلكِنْ هَا ُهنَا قَ ْد يُ ْمكِنُ ا ْجتِمَا ُ‬
‫بِخِلَافِ َقوْلِهِ ‪ :‬إنْ َدخَلْت الدّارَ بَعْ َد َم ْوتِي َفَأْنتَ حُرّ ‪َ .‬ومِ ْن هَ ِذ ِه الْمَسَائِلِ ‪َ :‬لوْ قَالَ ِل َزوْجَتَ ْيهِ ‪ :‬إنْ‬
‫دَخَلْتُمَا هَاتَيْنِ الدّا َرْينِ أَوْ كَلّمُْتمَا َزْيدًا وَ َع ْمرًا َفَأنْتُمَا طَاِلقَتَا ِن فَكَلّ َمتْ إ ْحدَاهُمَا َزْيدًا وَالُْأخْرَى َع ْمرًا‬
‫ص َفةِ َفهَلْ تَطْ ُلقَانِ أَ ْم لَا ؟ فِيهِ َو ْجهَانِ‬
‫أَوْ دَخَلَتْ ُك ّل وَا ِح َد ٍة مِ ْنهُمَا دَارًا ‪َ ,‬وقُلْنَا لَا َيكَْتفِي بَِبعْضِ ال ّ‬
‫ع َوإِنّمَا ذَكَ َر اْلأُخْرَى‬ ‫ب وَ َجعَلَ َأبُو الْخَطّابِ الْمَ ْذ َهبَ اْلوُقُو َ‬ ‫ذَ َك َرهُمَا َأبُو الْخَطّابِ َومَ ْن َبعْدَ ُه مِ ْن اْلأَصْحَا ِ‬
‫حَن ِفّيةِ َأ ّن َبعْضَ‬‫ع َوهُوَ أَحَ ُد َو ْج َهيْ الشّاِف ِعّيةِ مَعَ َقوِْلهِ ْم وََقوْ ِل الْ َ‬ ‫حَنفِّي ِة وَالْمَالِ ِكّي ِة الْوُقُو ُ‬
‫ب الْ َ‬
‫تَخْرِيًا ‪َ .‬ومَ ْذ َه ُ‬
‫خرّجُ فِي‬ ‫ص َفةِ ‪َ .‬ويَتَ َ‬ ‫ض ال ّ‬‫حْنثِ َف ُعلِ َم بِذَلِكَ َأنّ هَذَا َلْيسَ ُمفَ ّرعًا عَلَى الِاكِْتفَا ِء ِببَ ْع ِ‬ ‫ص َفةِ لَا يَ ْكفِي فِي الْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ف طَلَاُقهَا عَلَى‬ ‫مَسَائِلِ التّ ْدبِيِ السّاِب َقةِ أَ ْن تَطُْل َق هَا ُهنَا كُ ّل وَاحِ َد ٍة بِدُخُولِ الدّا ِر َعقِبَ ُدخُوِلهَا وَلَا َيَتوَقّ ُ‬
‫ج مِنْ‬ ‫ُدخُو ِل الْأُ ْخرَى ; ِلَأنّ َم ْعنَى كَلَامِ ِه مَنْ دَ َخَلتْ ِمْنكُمَا دَارًا مِ ْن هَاتَيْنِ الدّا َريْنِ َف ِهيَ طَالِقٌ ‪َ ,‬وَيتَخَرّ ُ‬
‫حْيضِ‬ ‫ضتُمَا َفَأْنتُمَا طَالِقَانِ ‪ .‬وَجْهٌ َأنّ كُ ّل وَاحِ َد ٍة تَطُْل ُق بِ َ‬ ‫هَذَا اْل َقوْ ِل هَا ُهنَا فِيمَا إذَا قَالَ َلهُمَا ‪ :‬إنْ ِح ْ‬
‫ضهَا‬ ‫سَبةِ إَلْيهِمَا بَ ْل َيكْفِي ثُبُوتُ َح ّقهَا فِي َحْي ِ‬ ‫شتَرَطَ ثُبُوتُ َحْيضِ كُ ّل وَاحِ َدةٍ ِمْنهُمَا بِالنّ ْ‬ ‫َنفْسِهَا َوَأنْ لَا يُ ْ‬
‫ت بِطَلَاِقكُمَا َفَأْنتُمَا‬‫بِإِقْرَا ِرهَا ‪ .‬وَكَذَلِكَ فِي َقوْلِ ِه ‪ :‬إنْ شِْئتُمَا َفَأْنتُمَا طَالِ َقتَانِ فَشَاءَتْ إ ْحدَاهُمَا ‪َ ,‬أ ْو إنْ حََل ْف ُ‬
‫ع َشيْئًا مِ ْن هَ ِذ ِه الْمَسَائِلِ‬ ‫ضيَ لَ ْم ُيفَ ّر ْ‬
‫جبِ َأنّ الْقَا ِ‬ ‫ف بِ َطلَاقِ إحْدَاهُمَا َأنّهَا تَطُْلقُ ‪َ .‬ومِ ْن اْلعَ َ‬ ‫طَالِ َقتَانِ ثُمّ حَلَ َ‬
‫حضًا ‪,‬‬ ‫ت َتعْلِيقًا َم ْ‬‫ص َف ِة مُطَْلقًا َسوَاءٌ ا ْقَتضَتْ َحثّا َأ ْو َمنْعًا َأوْ كَانَ ْ‬ ‫ض ال ّ‬‫عَلَى ا ْخِتيَا ِرهِ فِي الِا ْكِتفَاءِ ِبوُجُودِ بَ ْع ِ‬
‫ف بِطَلَاقِ إ ْحدَاهُمَا‬ ‫حلِ ُ‬ ‫َو ُمقَْتضَى َقوْلِهِ َأنْ يُ َطّلقَا هَا ُهنَا َمعًا ِبوُجُودِ َحْيضِ إ ْحدَاهُمَا ‪َ ,‬ومَشِيَئةِ إ ْحدَاهُمَا ‪ ,‬وَالْ َ‬
‫فِي هَ ِذ ِه الْمَسَائِلِ‬
‫‪690‬‬
‫ت بَيَْن ُكنّ َأوْ عَلَ ْي ُكنّ ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ َفهَ ْل ُتقَسّمُ كُ ّل طَ ْل َقةٍ عَلَى‬
‫( َو ِمنْهَا ) إذَا قَالَ ِل َزوْجَاتِ ِه الْأَ ْربَ ِع ‪َ :‬أ ْوقَعْ ُ‬
‫ث عَلَى اْلأَرْبَعِ َفيَ ْلحَقُ كُ ّل وَا ِح َدةٍ ثَلَاَث ُة‬
‫الْأَ ْربَعِ أَ ْربَاعًا ثُ ّم يُكَمّلُ َفَيقَعُ ِبهِ ّن الثّلَاثُ َجمِيعًا َأ ْو ُيوَ ّزعُ الثّلَا ُ‬
‫أَ ْربَاعِ طَ ْل َق ٍة ثُ ّم ُتكَمّلُ َفتَطُْلقُ كُ ّل وَاحِدَة مِْنهُ ّن طَ ْل َق ًة عَلَى ِروَاَيَتيْنِ ‪ :‬الْأُولَى ‪ :‬ا ْختِيَارُ َأبِي َبكْ ٍر وَاْلقَاضِي ‪:‬‬
‫ختَِلفَاتِ‬ ‫وَالثّاِنَيةُ ‪ :‬ا ْخِتيَارُ َأبِي الْخَطّابِ وَصَا ِحبِ الْ ُمغْنِي قَالَ ‪ِ :‬لَأنّ الْقِسْ َم َة بِاْلأَجْزَا ِء إنّمَا َتكُونُ فِي الْ ُم ْ‬
‫ح ِوهَا َفأَمّا الْجُ َم ُل الْ ُمتَسَاوَِي ُة مِنْ ِجْنسٍ كَالّنقُودِ فَِإّنهَا ُتقَسّ ُم بِرُءُو ِسهَا َوُيكَمّ ُل َنصِيبُ كُلّ‬ ‫كَالدّو ِر َونَ ْ‬
‫ف مِنْ ِد ْرهَ ٍم وَاحِدٍ َفكَذَلِكَ الطَّلقَاتُ‬ ‫صحِيحَانِ ُيقَسّمُ ِلكُ ّل وَاحِ ٍد ِنصْ ٌ‬ ‫وَاحِ َدةٍ َكأَ ْرَب َعةٍ َلهُمْ دِ ْرهَمَانِ َ‬
‫ق مِنْ كُلّ جُزْ ٍء وَِلهَذَا‬ ‫حقَا ِ‬‫ب عَ ْن هَذَا ِبَأنّ هَ ِذ ِه الْقِسْ َمةَ لَا تَ ْمنَ ُع الِا ْشتِرَاكَ فِي الِاسْتِ ْ‬ ‫جوَا ُ‬ ‫َويُ ْمكِنُ اْلَأوّلَيْ ِن الْ َ‬
‫جزْ ٍء مِنْ كُلّ‬ ‫حقَاقُ ُك ّل وَاحِ ٍد مِنْ الشّرَكَاءِ لِ ُ‬ ‫شتَرَ َك ِة ‪ :‬إّنهَا بَيْ ٌع َو َمتَى َثَبتَ ا ْستِ ْ‬ ‫س َم ِة الَْأ ْموَا ِل الْمُ ْ‬
‫قِيلَ فِي قِ ْ‬
‫ج الْ َم ْرأَ ِة وَ َخلّفَ إ ْخ َوَتهَا‬ ‫ث هَا ُهنَا ِبكُ ّل وَاحِ َدةٍ كَمَا َل ْو مَاتَ َزوْ ُ‬ ‫عَيْنٍ َقبْ َل اْلقِسْمَة َتوَجّ َه وُقُوعُ الطّلَاقِ الثّلَا ِ‬
‫ث َوإِنْ كَانَ َنصِيبُهَا لَا‬ ‫سَب ِة نَصِيِبهَا مِ ْن الْمِيَا ِ‬ ‫أَرِقّا َء مَ َع َعبِيدِ آخَرَ فَِإنّ ُه َي ْعتِقُ عََلْيهَا مِنْ كُلّ َأخٍ َلهَا بِنِ ْ‬
‫ستَ ْو ِعبُ قِي َم َة الْجَمِيعِ ‪ .‬وََلوْ قَالَ ‪َ :‬أنْتُ ّن َطوَالِقُ ثَلَاثًا طُلّقَ كُّلهُ ّن ثَلَاثًا َنصّ عََليْهِ فِي ِروَاَيةِ ابْ ِن َمْنصُورٍ ‪,‬‬ ‫يَ ْ‬
‫جمِي ِع وَفِي الصّو َرتَيْ ِن اْلأُولََتيْنِ أَ ْرسَ َل الثّلَاثَ بَْيَنهُنّ‬ ‫ف الثّلَاَثةَ إلَى الْ َ‬‫وَلَ ْم يَذْكُرْ اْلقَاضِي فِيهِ ِخلَافًا ; ِلَأنّهُ أَضَا َ‬
‫ع الثّلَاَث َة عَلَى‬ ‫خلَافِ فِيهَا َأيْضًا ; ِلَأنّ إضَاَفةَ الثّلَاثِ إَلْيهِنّ لَا ُينَافِي َأنْ ُيوَ ّز َ‬ ‫َأوْ عََلْيهِنّ ‪َ .‬وَيَتوَجّ ُه تَخْرِي ُج الْ ِ‬
‫مَجْمُو ِعهِنّ لَا عَلَى كُ ّل وَاحِ َدةٍ مِْنهُنّ ‪.‬‬
‫‪691‬‬
‫َومِمّا يَدْخُلُ فِي هَذَا الْبَابِ َقوْله َتعَالَى { إنّمَا الصّدَقَاتُ ِل ْل ُفقَرَاءِ وَالْمَسَاكِيِ } الْآَيةَ َفهَ ْل الْ ُمرَا ُد َتوْزِيعُ‬
‫صنَافِ ‪.‬‬ ‫ع الْأَ ْ‬‫ت عَلَى َمجْمُو ِ‬ ‫صنَافِ َأوْ كُلّ فَ ْر ٍد مِنْ أَفْرَا ِد الصّدَقَا ِ‬ ‫ت عَلَى َمجْمُوعِ الْأَ ْ‬ ‫ع الصّدَقَا ِ‬ ‫مَجْمُو ِ‬
‫ف ِبكُلّ صَدََق ٍة وَفِي ذَلِكَ ِروَاَيتَانِ َأ ْشهَ ُرهُمَا َأنّ ُه غَيْرُ‬ ‫ب اْلأَصْنَا ِ‬ ‫ب ا ْستِيعَا ِ‬ ‫سأََلةُ وُجُو ِ‬ ‫ك مَ ْ‬ ‫َويَْنَبنِي عَلَى ذَلِ َ‬
‫ف مِ ْنهَا أَ ْم لَا قَالَ ابْنُ‬
‫جبُ عَلَى الِْإمَامِ إذَا اجْتَ َمعَتْ عِ ْن َدهُ الصّ َدقَاتُ َأنّ ُه َيعُ ّم الْأَصْنَا َ‬
‫وَا ِجبٍ ‪َ .‬و َهلْ يَ ِ‬
‫ع الصّدَقَاتِ كَمَا دَّلتْ عََليْ ِه الْآيَةُ ‪.‬‬ ‫صنَافِ بِمَجْمُو ِ‬ ‫ك َتْبغَضِينِي التّوِْفَي ُة بِاسْتِيعَابِ اْلأَ ْ‬
‫ب عَلَى ذَلِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫َعقِيلٍ يَ ِ‬
‫ط بِِإعْطَاءِ الْ ُملّاكِ َل ُه ْم َوأَْيضًا فََلْيسَ‬ ‫سقُ ُ‬
‫ف يَ ْ‬‫جبُ ; ِلأَنّ حَ ّق َبقِّي ِة اْلأَصْنَا ِ‬ ‫ك وَلَا يَ ِ‬
‫حبّ ذَلِ َ‬ ‫ستَ َ‬
‫وَقَالَ الْقَاضِي يُ ْ‬
‫ضهُمْ فِي ُك ّل عَامٍ آ َخرَ ‪َ ,‬ومِمّا يَدْ ُخلُ فِيهِ أَْيضًا‬ ‫فِي الْآَيةِ إيَابُ الِا ْستِيعَابِ ِلصَدَقَاتِ كُ ّل عَامٍ َفيَجُو ُز َت ْعوِي ُ‬
‫ت ُمقَابََلةَ‬‫حرِيرُ رََقَبةٍ } الْآَيةَ هَ ْل ا ْقَتضَ ْ‬ ‫َقوْله تَعَالَى { َواَلّذِي َن يُظَاهِرُونَ مِ ْن نِسَاِئهِ ْم ثُ ّم َيعُودُونَ ِلمَا قَالُوا َفتَ ْ‬
‫ع [ نِسَائِهِ ْم َوَتوْزِيعِهِ َمعَ كُ ّل مُظَاهِ ٍر عَلَى َزوْ َجتِهِ َأوْ ُمقَابََلةَ كُلّ َفرْ ٍد مِنْ‬ ‫ع الْمُظَاهِرِينَ لِ َمجْمُو ِ‬ ‫مَجْمُو ِ‬
‫جمُوعَ ] نِسَائِهِ الْ ُمظَاهَ ِر ِمْنهُنّ ؟ قَرّرَ َأبُو الْخَطّابِ َوغَيْ ُر ُه مِنْ أَصْحَاِبنَا الثّانِي وَا ْستَدَ ّل عَلَى‬ ‫الْمُظَاهِرِي َن مَ ْ‬
‫أَنّ الْمُظَا َهرَةَ ِم ْن جَمِي ِع الزّ ْوجَاتِ بِكَلِ َمةٍ وَا ِح َدةٍ لَا يُو ِج ُ‬
‫ب ِسوَى َكفّا َرةٍ وَاحِ َد ٍة وَكَذَلِكَ قَالَ فِي َقوْله‬
‫َتعَالَى { حُ ّر َمتْ عََلْيكُمْ ُأ ّمهَاتُكُ ْم َوَبنَاتُكُ ْم َوأَ َخوَاتُكُمْ } إلَى آخِ ِر الْآَيةِ ‪َ ,‬أ ّن الْمُرَادَ حُ ّر َمتْ عَلَى كُ ّل‬
‫جعََلهَا فِي ُمقَابََل ِة اْلأَفْرَا ِد بِاْلأَفْرَادِ قَالَ ; ِلأَنّهُ لَمّا لَمْ‬ ‫وَاحِ ٍد َبنَاتُ ُه َوأَ َخوَاتُهُ َوعَمّاتُ ُه وَخَالَاتُهُ ‪َ .‬فَأمّا اْلُأمّهَاتُ َف َ‬
‫صوّرْ َأنْ َيكُونَ لِ ْلوَاحِدِ ُأمّانِ عُلِمَ َأنّهُ أَرَا َد الْوَاحِدَ فِي ُمقَابََل ِة الْوَاحِ ِد َوَأمّا مَا ا ْحتَمَ َل الْجَ ْمعَ فِي ُمقَابََلةِ‬ ‫َيتَ َ‬
‫اْلوَاحِدِ فَِإنّ ُه عَمَلُ حِيَلةٍ ‪ ,‬وَالَْأظْهَرُ َواَللّهُ أَعَْلمُ أَ ّن اْلكُلّ ِممّا قُوبِلَ فِيهِ اْلوَاحِ ُد بِاْلوَاحِ ِد وَالْجُمَْل ُة بِاْلجُمَْلةِ‬
‫ح ّرمَ عَلَى كُلّ‬ ‫ت عَلَى كُ ّل وَاحِدٍ ُأمّ ُه َوبِْنتُهُ َوأُ ْختُهُ إذْ َلوْ أُرِي َد ُمقَابََل ُة اْلوَاحِ ِد بِالْجَ ْمعِ لَ َ‬ ‫َوأَ ّن الْ َم ْعنَى ُح ّرمَ ْ‬
‫جمِي ِع َوبَنَاِتهِ ْم َو ُهوَ بَاطِلٌ قَ ْطعًا ‪.‬‬ ‫وَاحِدٍ ُأ ّمهَاتِ الْ َ‬
‫‪692‬‬
‫ص َفةِ َأ ْو ُه َو ُمبْهَ ٌم َي ْفَتقِرُ إلَى‬
‫( اْلقَاعِ َدةُ الرّاِب َع َة عَشَ َر َبعْ َد الْمِاَئةِ ) ‪ :‬إطْلَاقُ الشّرِ َك ِة هَلْ يََتنَزّ ُل عَلَى الْ ُمنَا َ‬
‫َتفْسِيٍ ؟ فِي ِه وَ ْجهَانِ ذَكَ َرهُمَا صَا ِحبُ التّ ْلخِيصِ فِي اْلبَيْعِ ‪َ .‬واَلّذِي ذَكَ َرهُ الْأَصْحَابُ فِي الْإِقْرَارِ َأنّهُ مُْبهَمٌ‬
‫جرّدِ فِي اْلبَيْعِ فِي ِخلَافِهِ َأيْضًا‬ ‫ختَارًا لَهُ ‪ .‬وَقَالَ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫ح بِهِ ابْ ُن َعقِيلٍ فِي نَ َظ ِريّاتِهِ مُ ْ‬ ‫وَكَذَلِكَ صَرّ َ‬
‫حتَمِ ُل وَ ْج َهيْ ِن وَكَلَامُ‬‫ك مِنْ كُلّ ُجزْءٍ َأوْ بِ َم ْرغِينَانَ يَ ْ‬ ‫حقَاقِ الشّرِي ِ‬ ‫َينْزِ ُل عَلَى الْ ُمنَاصَ َف ِة َوهَ ْل ُيقَالُ بِاسْتِ ْ‬
‫ك مَسَائِلُ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) َلوْ قَالَ لِ ُمشَْترِي سِ ْلعَ ٍة َأشْرِكْنِي فِي‬
‫ع عَلَى ذَلِ َ‬
‫الْأَصْحَابِ يَدُ ّل عَلَى بِالْمَ ْزِنّيةِ ‪َ ,‬وَيَتفَ ّر ُ‬
‫جهَاَلةِ ؟ عَلَى َو ْج َهيْنِ ذَكَ َرهُمَا فِي التّ ْلخِيصِ ‪,‬‬
‫صفَةِ أَ ْم لَا لِلْ َ‬
‫هَ ِذهِ السّ ْل َعةِ َف َهلْ يَصِحّ َويَ ْنزِلُ عَلَى الْمُنَا َ‬
‫صفَةِ ‪.‬‬‫ح ُة َتنْزِيلًا عَلَى الْ ُمنَا َ‬
‫وَالْمَجْزُو ُم بِهِ فِي الْ ُمحَرّرِ الصّ ّ‬
‫‪693‬‬
‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ قَا َل هَذَا الْعَ ْبدُ شَرِ َكةٌ بَيْنِي َوبَ ْينَ فُلَا ٍن َأوْ ُهوَ َشرِيكِي ‪ ,‬وَفِي ِه وَ ْجهَانِ الْمَجْزُومُ فِي الْإِقْرَارِ‬
‫ص َفيْنِ ‪.‬‬ ‫الْإِْبهَا ُم َويَرْجِعُ فِي َتفْسِيِهِ إَليْهِ َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ ابْ ِن َعقِيلٍ وَقَالَ اْلقَاضِي فِي ِخلَافِهِ ُهوَ َبْيَنهُمَا نِ ْ‬
‫‪694‬‬
‫ك َم َعهَا فَِإنْ قُ ْلنَا ‪ :‬بِالْ ُمنَا َ‬
‫ص َف ِة ا ْقتَضَى‬ ‫( َو ِمنْهَا ) َلوْ أَ ْوقَعَ طَلَاقًا ثَلَاثًا بِامْ َرَأةٍ َل ُه ُثمّ قَالَ لِ ْلُأخْرَى َشرَكْتُ ِ‬
‫وُقُوعَ اْثنََتيْنِ ‪َ .‬وإِنْ قُ ْلنَا ‪ :‬الِْإْبهَامُ َل ْم َيقَعْ أَكْثَ ُر مِ ْن وَا ِح َدةٍ ; ِلأَّنهَا اْلَيقِيُ إلّا َأ ْن ُيفَسّ َرهُ ِبأَ ْكثَ َر مِنْ ذَلِ َ‬
‫ك‬
‫ق مِنْ كُلّ ُجزْءٍ ‪ .‬وَقَ ْد ُيقَا ُل هَذَا إنّمَا‬ ‫حقَا َ‬‫حتَمَلُ َأنْ َيقَ َع ثَلَاثًا ِبنَا ًء عَلَى [ َأنّ ] الشّرِ َك َة َت ْقتَضِي الِا ْستِ ْ‬ ‫َويُ ْ‬
‫حقَاقِ‬ ‫ق الْأُولَى لَا تُ ْمكِنُ َفحُمِ َل عَلَى ا ْستِ ْ‬ ‫يُ ْمكِنُ فِي التّمْلِيكَاتِ دُونَ طَلَاقٍ فَِإنّ َحقِي َقةَ الِا ْشتِرَاكِ فِي طَلَا ِ‬
‫نَظِ ِيهِ ‪.‬‬
‫‪695‬‬
‫ف مَاِلهِمْ َأ ْو ِمثْلَ وَا ِح ٍد ِمنْهُ ْم عَلَى وَ ْج َهيْنِ ذَ َك َرهُمَا‬ ‫حقّ الشّرِيكُ ِنصْ َ‬ ‫َأمّا َل ْو َتعَدّدَ الشّرَكَاءُ َفهَ ْل ُيقَالُ يَسْتَ ِ‬
‫صفُهُ َأوْ ثُلُُثهُ عَلَى‬
‫الْقَاضِي فِي اْلَبيْ ِع َوبَنَى عََلْيهِمَا َلوْ اشَْترَى اثْنَانِ شَيْئًا ُثمّ اشَْترَكَا ثَلَاثًا فِي ِه َفهَ ْل َلهُ نِ ْ‬
‫سوّ َدةِ اْلوَ ْج َهيْنِ فِيمَا إذَا قَا َل لِثَلَاَثةِ ِنسْ َوةٍ‬
‫جدُ الدّينِ فِي الْمُ َ‬
‫وَ ْج َهيْنِ ‪ ,‬وَخَرّجَ صَا ِحبُ التّ ْرغِيبِ وَالشّيْخُ مَ ْ‬
‫أَ ْو َقعْت بَيَْنكُنّ طَ ْل َقةً ُث ّم قَا َل ِلرَاِبعَةٍ أَ ْشرَكْتُك َمعَ ُه ّن هَ ْل َيقَ ُع ِبهَا طَ ْل َقةً وَا ِح َد ًة أَوْ طَ ْلقَتَ ْينِ ؟ عَلَى‬
‫اْلوَ ْجهَيْنِ ‪.‬‬
‫‪696‬‬
‫شتَرَ َكةُ َبيْ َن اْثنَيْنِ َفصَاعِدًا َن ْوعَانِ ‪ :‬أَ َح ُدهُمَا ‪ :‬مَا َيقَعُ‬
‫ق الْمُ ْ‬
‫حقُو ُ‬
‫سةَ عَشَ َر َبعْدَ الْمِاَئةِ ) ‪ :‬الْ ُ‬ ‫( اْلقَاعِ َد ُة الْخَامِ َ‬
‫ستَحِقّ كُلّ‬‫ح ّق َويَتَزَا َحمُونَ فِي ِه ِعنْدَ الِا ْجتِمَاعِ ‪ .‬وَالثّانِي ‪ :‬مَا يَ ْ‬ ‫حقَاقُ كُ ّل وَاحِ ٍد بِاْنفِرَا ِدهِ لِجَمِي ِع الْ َ‬ ‫اسْتِ ْ‬
‫شفَعَا ُء الْمُجْتَ ِمعُونَ كُ ّل ِمْنهُمْ يَسْتَ ِ‬
‫حقّ‬ ‫صةٍ وَلِ ْلَأوّلِ َأ ْمثَِلةٌ َكثِيَةٌ ‪ِ ( :‬مْنهَا ) ال ّ‬
‫صتِ ِه بِخَا ّ‬
‫حّ‬‫وَاحِ ٍد مِ ْن الْحَ ّق بِ ِ‬
‫الشّ ْف َع َة بِكَمَاِلهَا فَِإذَا عَفَى أَحَ ُدهُ ْم عَنْ َحقّ ِه َتوَفّ َر عَلَى الْبَاقِيَ ( َومِْنهَا ) ُغ َرمَاءُ الْ ُمفْلِسِ اّلذِي لَا َيفِي مَاُلهُ‬
‫ِبدَْينِ ُك ّل وَا ِحدٍ عَلَى انْ ِفرَا ِدهِ َوهُمْ كَال ّ‬
‫شفَعَاءِ ‪َ ( .‬و ِمْنهَا ) الَْأوِْليَاءُ الْ ُمتَسَاوُونَ فِي الّنكَاحِ‬
‫‪697‬‬
‫ع عَلَى ذَلِكَ َلوْ اجْتَ َم َع اثْنَانِ نِصْفُ ُك ّل وَا ِحدٍ‬ ‫جتَ ِمعُونَ فِي الْمِيَاثِ ‪َ .‬وَيَتفَ ّر ُ‬‫ت الْمُ ْ‬‫( َو ِمنْهَا ) اْل َعصَبَا ُ‬
‫حقّانِ جَمِي َع الْمَالِ َرجّحَهُ‬ ‫حقّا ِن الْمَالَ كُ ّل ُه أَ ْم لَا عَلَى َو ْج َهيْنِ ‪َ :‬أحَ ُدهُمَا يَ ْ‬
‫ستَ ِ‬ ‫مِ ْنهُمَا ُحرّ َفهَلْ َيسْتَ ِ‬
‫ح ّرّيةِ فِيهَا َفيَمْلِكُ ِبهَا حُ ّرّي َة‬
‫الْقَاضِي وَالسّامِ ِريّ َوطَاِئ َفةٌ مِ ْن الْأَصْحَابِ ‪ ,‬وَلَهُ َمأْخَذَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا َجمَ َع الْ ُ‬
‫ابْ ٍن َو ُه َو مَأْ َخذُ َأبِي الْخَطّابِ َوغَيْ ِر ِه وَالثّانِي َأنّ حَقّ كُلّ وَا ِح ٍد ِمنْهُمَا َمعَ كَمَالِ حُ ّرّيتِهِ فِي َجمِي ِع الْمَالِ لَا‬
‫ف الْمَا ِل ُهنَا َو ُهوَ‬ ‫صفِهِ َوإِنّمَا أَ َخ َذ ِنصْفَهُ لِ ُمزَاحِ َمةِ أَخِيهِ لَ ُه وَحِينَئِذٍ َفقَدْ َأخَذَ كُ ّل وَاحِ ٍد ِمْنهُمَا ِنصْ َ‬ ‫فِي ِن ْ‬
‫حقّانِ‬ ‫ستَ ِ‬‫ِنصْفُ َحقّهِ َمعَ كَمَالِ حُ ّرّيتِهِ َفلَ ْم َيأْخُذْ ِزيَا َدةً عَلَى قَ ْد ِر مَا فِيهِ مِنْ الْحُ ّرّيةِ ‪ .‬وَالْوَجْ ُه الثّانِي ‪ :‬لَا يَ ْ‬
‫حقّا ِن ِنصْفَ ُه َتنْزِيلًا َلهُمَا حَاَليْنِ َأوْ‬ ‫ستَ ِ‬‫ضةِ ‪َ .‬وهَلْ يَ ْ‬ ‫سَتوِيَ [ حَالُ ] ُح ّرّيِتهِمَا الْكَامَِل ِة وَالْ ُمبَ ّع َ‬ ‫الْمَالَ كُلّهُ ِلئَلّا تَ ْ‬
‫صفُهُ حُرّا مَعَ ُأمّ َف َعلَى الْ َمأْخَ ِذ الثّانِي‬ ‫ثَلَاَثةَ أَ ْربَاعه َتنْزِيلًا َلهُمَا ثَلَاَثةُ أَ ْحوَالٍ ؟ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ .‬وََلوْ كَانَ ابْ ٌن ِن ْ‬
‫شيْ ُخ َتقِيّ‬
‫ب وَ َرجّحَهُ ال ّ‬‫ف الْمَالِ كُلّ ِه َو ُهوَ أَحَ ُد اْلوُجُوهِ ِل ْلأَصْحَا ِ‬ ‫فِي اْلوَجْ ِه اْلَأوّلِ َيَتوَجّهُ َأنْ َيأْخُ َذ ِنصْ َ‬
‫الدّينِ وَذَكَرَ َأنّهُ ا ْخِتيَارُ َأبِيهِ ‪ ,‬قِي َل َيأْخُ ُذ ِنصْفَ اْلبَاقِي َبعْدَ ُربْعِ الُْأمّ َو ُهوَ ا ْختِيَارُ َأبِي َبكْ ٍر وَاْلقَاضِي فِي‬
‫س َوهُ َو الّذِي ذَكَ َرهُ‬‫ف مَا كَا َن يَأْ ُخ ُذهُ حَالَ كَمَالِ الْحُ ّرّي ِة َوهُ َو ُهنَا ُربْعُ السّدُ ِ‬ ‫خِلَافِهِ ‪ .‬وَقِي َل يَأْ ُخ ُذ نِصْ َ‬
‫حرّرِ ; ِلَأنّ‬ ‫جرّدِ وَابْ ِن عَقِيلٍ وَصَا ِحبُ الْمُ َ‬ ‫ب اْلفَرَائِضِ وَا ْختَا َرهُ اْلقَاضِي فِي الْمُ َ‬ ‫إبْرَاهِي ُم الْحَ ْرِبيّ فِي ِكتَا ِ‬
‫ف عََليْهِ مَا عَدَاهُ ‪.‬‬
‫حقّهُ كُلّ ُه َوِإنّمَا َيتََنصّ ُ‬ ‫ستَ ِ‬
‫ت َعنْهُ اْلأُ ّم يَ ْ‬
‫جَب ْ‬
‫الْقَ ْد َر الّذِي حُ ِ‬
‫‪698‬‬
‫ت وَالْجَدّاتِ ‪َ ,‬وَيَتفَ ّرعُ عَلَى‬ ‫جتَ ِمعُونَ الْ ُمزْ َدحِمُونَ فِي َف ْرضٍ وَاحِدٍ كَال ّزوْجَا ِ‬ ‫ض الْمُ ْ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) ذُو الْفُرُو ِ‬
‫سدُسَ كُ ّلهُ‬
‫ح ّق اْلأُمّ ال ّ‬
‫حجُُبهَا َفهَلْ َتسْتَ ِ‬
‫هَذَا إذَا اجْتَ َمعَتْ جَ ّدتَانِ أُ ّم أُمّ َوأُ ّم َأبٍ مَ َع ابِْنهَا اْلأَبِ َوقُلْنَا إنّهُ يَ ْ‬
‫حقَاقِ لِجَمِيعِهِ‬
‫ستَحِقّ السّدُسَ كُلّهُ لِ َزوَالِ الْ ُمزَاحِ َم ِة مَعَ ِقيَامِ الِا ْستِ ْ‬ ‫صفَهُ عَلَى وَ ْج َهيْنِ ‪ ,‬أَصَ ّ‬
‫حهُمَا َأنّهَا تَ ْ‬ ‫أَوْ نِ ْ‬
‫جُبهَا عَنْ السّدُسِ إلَى ِنصْفِهِ فَلَا أَثَرَ‬
‫حُ‬‫صفَهُ وَلَهُ َمأْخَذَانِ ‪ :‬أَحَ ُدهُمَا ‪َ :‬أنّ ُأمّ اْلأَبِ تَ ْ‬
‫ستَحِ ّق ِن ْ‬
‫‪ ,‬وَالثّانِي يَ ْ‬
‫ب الُْأ ّم إنّمَا هُ َو‬
‫ج َ‬ ‫ب وَلَ ُد الُْأ ّم الُْأ ّم مَ َع انْحِجَاِبهِ ْم بِاْلأَبِ وَفِي ِه نَظَرٌ ‪ ,‬فَِإنّ حَ ْ‬ ‫ج ُ‬‫حُ‬ ‫ِل َكوِْنهَا مَحْجُوَبةً كَمَا يَ ْ‬
‫ضهَا‬‫س بِالْمُزَاحَ َمةِ َفِإّنهُمْ لَا يُشَارِكُوَنهَا فِي فَرْ ِ‬ ‫ب الْإِ ْخ َوةِ ِل ْلُأمّ َلْي َ‬
‫ج ُ‬ ‫بِطَرِي ِق الْمُزَا ِح َم ِة وَلَا مُزَاحَ َم َة ُهنَا ‪ .‬وَحَ ْ‬
‫ضهَا ‪ .‬وَالثّانِي َأنّ ُأ ّم الْأَبِ َلهَا مَعَ ُأ ّم الُْأ ّم نِصْفُ السّدُسِ فََلمّا‬ ‫َوإِنّمَا ُوجُو ُدهُ ْم ُهوَ ُم ْقَتضٍ ِلَتْنقِيصِ فَرْ ِ‬
‫س ثُمّ لَا‬ ‫جبُونَ الُْأمّ عَنْ السّدُ ِ‬ ‫جبَ اْلأَبُ ُأمّ ُه َتوَفّرَ ذَلِكَ عََليْهِ لَا عَلَى اْلأُخْرَى ‪ ,‬وَ ُر ّد ِبأَ ّن وَلَ َد الُْأ ّم يَحْ ُ‬ ‫َح َ‬
‫جبُوا‬ ‫ي بِاْلأَبِ َتوَفّ َر مَا حَ َ‬ ‫حجُوبِ َ‬ ‫ب َعنْ ُه ِبأَ ّن وَلَ َد الُْأمّ لَمّا كَانُوا مَ ْ‬ ‫يَأْ ُخذُونَهُ بَ ْل َيَتوَفّ ُر عَلَى الْأَبِ ‪ ,‬وَقَ ْد يُجَا ُ‬
‫ك ُهنَا ‪.‬‬ ‫جَبهُمْ َو ُه َو الْأَبُ كَذَلِ َ‬ ‫عَنْ ُه اْلأُ ّم عَلَى مَنْ َح َ‬
‫‪699‬‬
‫صّيتِهِ‬
‫ع وَ ِ‬ ‫( َو ِمنْهَا ) اْلوَصَايَا الْ ُمزْ َدحِ َمةُ فِي عَيْنٍ َأ ْو ِمقْدَا ٍر مِ ْن مَالٍ فَِإنّ حَقّ كُ ّل وَاحِدٍ مِْنهُمْ فِي مَجْمُو ِ‬
‫ي َوِإنْ أَجَا َز اْلوَ َرَثةُ َب ْعضَ اْلوَصَايَا دُونَ‬ ‫ضهُ ْم َتوَفّ َر عَلَى اْلبَاقِ َ‬ ‫َوإِنّمَا َيأْخُذُ دُونَ ذَلِكَ لِ ْلمُزَاحَ َمةِ فَِإذَا رُ ّد َب ْع ُ‬
‫جزْ ُء الْمُسَمّى‬ ‫َبعْضٍ َفهَ ْل ُيعْطَى الْ ُمجَازَ لَ ُه اْلقَدْ َر الّذِي كَانَ يَأْخُ ُذهُ فِي حَالِ الْإِجَا َزةِ ِل ْلكُلّ َأوْ ُيكْمَلُ لَ ُه الْ ُ‬
‫حقَاقِهِ لَ ُه وَقَدْ َأ ْمكَ َن وُصُولُهُ إلَيْ ِه بِ َزوَا ِل الْمُزَا َح َمةِ بِالرّ ّد عَلَى َغيْ ِرهِ فِيهِ‬ ‫صّيةِ ُكلّ ُه إنْ َأ ْمكَنَ ِلقِيَا ِم اسْتِ ْ‬ ‫فِي اْلوَ ِ‬
‫صحّحَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ ‪ .‬الثّانِي ‪َ :‬ومَنْ رَجّ َح الَْأوّلَ قَالَ الْقَدْ ُر الْ ُمزَاحَ ُم بِهِ كَانَ َحقّا لِلْ ُمزَاحِمِ‬ ‫وَ ْجهَانِ ‪َ ,‬‬
‫شهَدُ لِ ْلَأوّ ِل مَا ذَكَ َرهُ الْخِرَِق ّي وَابْنُ حَامِدٍ‬ ‫صّيةِ اْلأُخْرَى َويَ ْ‬ ‫فَإِذَا َر ّدهُ اْلوَ َرَث ُة عََليْهِ َتوَفّ َر عََلْيهِمْ لَا عَلَى اْلوَ ِ‬
‫ث مَاِلهِ ‪ .‬فَِإنْ أَجَا َز ُه اْلوَ َرَثةُ‬
‫ث مَالِهِ وَلِآخَرَ بِثُلُ ِ‬
‫وَالْقَاضِي وَالْأَصْحَابُ فِي َمنْ وَصّى ِل َرجُ ٍل ِبعَ ْبدٍ قِيمَُت ُه ثُلُ ُ‬
‫ب الثُّلثِ ُربْ ُع اْل َعبْ ِد َوثُُلثُ بَاقِي الْمَا ِل َوِإنْ‬ ‫فَِللْمُوصَى لَ ُه بِاْل َعبْ ِد ثَلَاَثةُ أَ ْربَاعِهِ لِ ُمزَاحَ َم ِة الْآ َخرِ لَهُ فِيهِ وَِلصَا ِح ِ‬
‫س الْمَالِ كُلّ ِه مِ ْن اْلعَبْ ِد َوَيأْخُذُ‬
‫صّي ِة اْلعَبْ ِد ِبقَدْ ِر سُدُ ِ‬
‫صفَيْنِ َفَيأْخُذُ صَا ِحبُ وَ ِ‬ ‫ث بَْيَنهُمَا ِن ْ‬ ‫رَدّوا قُسّ َم الثُّل ُ‬
‫ف مَا‬‫س بَاقِي الْمَالِ ِل َزوَالِ الْ ُمزَاحِ َم ِة بِالرّدّ َفَأمْكَ َن وُصُولُ كُ ّل ِمْنهُمَا إلَى ِنصْ ِ‬ ‫س اْل َعبْ ِد َوسُدُ َ‬ ‫الْآخَ ُر سُدُ َ‬
‫سأََل ِة الّتِي‬
‫سَمّى لَهُ كَا ِملًا فَلَا َيْن ُقصُ ِمنْهُ ‪ ,‬وَخَرّجَ صَا ِحبُ الْ ُمحَرّرِ وَ ْجهًا آخَ َر مِ ْن اْلوَجْ ِه الثّانِي فِي الْمَ ْ‬
‫صّيتَهُمَا حَا َل الْإِجَا َزةِ َفَي ْفضُلُ نَصِيبُ‬ ‫سبِ مَا كَا َن َيقْتَسِمَا ِن وَ ِ‬ ‫َقبَْلهَا َأنّهُ ُيقَسّ ُم الثُّلثَ َبْيَنهُمَا عَلَى حَ َ‬
‫سوَِي ًة [ بَْيَنهُمَا ] فِي الرّدّ‬ ‫ب الْ َعبْ ِد َو ُهوَ ا ْخِتيَارُ صَا ِحبِ الْ ُمغْنِي تَ ْ‬‫ب الثُّلثِ عَلَى َنصِيبِ صَا ِح ِ‬ ‫صَا ِح ِ‬
‫سأََل ِة الّتِي َقبَْلهَا نَظَرٌ ; ِلَأنّ اْلوَرََث َة ُهنَاكَ قَ ْد َيكُو ُن َم ْقصُو ُدهُمْ بِالرّ ّد عَلَى‬‫خرِي ِج هَ ِذهِ الْمَ ْ‬ ‫وَالْإِجَا َزةِ ‪ ,‬وَفِي تَ ْ‬
‫صّيةِ بِاْلكُ ّل وَرَدّوا عَلَى‬ ‫ب اْلوَ ِ‬
‫أَحَ ِدهِمَا َتوْفِ َي مَا كَا َن َيأْخُ ُذ ُه بِالْمُزَاحَ َم ِة عََلْيهِمْ كَمَا َلوْ َأجَازُوا ِلصَا ِح ِ‬
‫ب اْلكُ ّل مَا رَدّو ُه عَلَى صَا ِحبِ الثُّلثِ لَ ْم َيبْقَ فِي رَ ّدهِمْ فَائِ َدةٌ َلهُمْ ‪.‬‬ ‫الْمُوصَى لَ ُه بِالثُّلثِ فََلوْ َأعْ َطيْنَا صَا ِح َ‬
‫صّيتَا ِن عَلَى َقدْ ِرهِمَا عَمَلًا بِمُرَا ِد الْمُوصِي مِنْ‬ ‫ج َعْنهُ ْم ِسوَى الثُّلثِ َفَينَْبغِي َأنْ تُقَسّ َم اْلوَ ِ‬ ‫خرُ ُ‬ ‫َوهُنَا لَا يَ ْ‬
‫ضرَ َر عَلَى اْلوَ َرَثةِ فِي ذَلِكَ ‪.‬‬ ‫س ِوَيةِ َحيْثُ َأ ْمكَنَ وَلَا َ‬ ‫التّ ْ‬

You might also like