You are on page 1of 6

‫التضخم‬

‫التضخم هو االرتفاع المتزاٌد فً أسعار السلع والخدمات‪ ،‬سواء كان هذا االرتفاع ناتجا عن زٌادة كمٌة النقد بشكل ٌجعله‬
‫أكبر من حجم السلع المتاحة‪ ،‬أو العكس أي أنه ناجم عن زٌادة فً اإلنتاج فابضة عن الطلب الكلً‪ ،‬أو بسبب ارتفاع تكالٌف‬
‫اإلنتاج‪ ،‬فضال عن الدور المغذي للتوقعات التضخمٌة‪.‬‬

‫لكن لٌس من السهل تحدٌد متى ٌصبح ارتفاع األسعار تضخمٌا‪ .‬وٌمكن القول إن هناك تضخما عندما ترتفع األسعار المحلٌة‬
‫بشكل أسرع من ارتفاع األسعار العالمٌة‪ .‬ففً هذه الحالة تكبح الصادرات وتسهل الواردات وٌخشى فً نهاٌة األمر أن‬
‫تنضب احتٌاطٌات الدولة وقد تتحول إلى دولة مدٌنة‪.‬‬

‫شكل ٌوضح معدالت التضخم فً العالم لعام ‪7002‬‬

‫سمات ظاهرة التضخم‬


‫من أبرز سمات ظاهرة التضخم‪:‬‬

‫‪ ‬أنها نتاج لعوامل اقتصادٌة متعددة‪ ،‬قد تكون متعارضة فٌما بٌنها‪ ،‬فالتضخم ظاهرة معقدة ومركبة ومتعددة األبعاد فً‬
‫آن واحد‪.‬‬
‫‪ ‬ناتجة عن اختال ل العالقات السعرٌة بٌن أسعار السلع والخدمات من ناحٌة‪ ،‬وبٌن أسعار عناصر اإلنتاج (مستوى‬
‫األرباح واألجور وتكالٌف المنتج) من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض قٌمة العملة مقابل أسعار السلع والخدمات‪ ،‬والذي ٌعبر عنه بـ"انخفاض القوة الشرابٌة"‪.‬‬

‫تارٌخ التضخم‬
‫فً القرن التاسع عشر كان التركٌز على جانب واحد من جوانب التضخم وهو (التضخم النقدي)‪( ،‬بحٌث إذا ازداد عرض‬
‫النقود بالنسبة إلى الطلب علٌها انخفضت قٌمتها‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ،‬أرتفع مستوى األسعار‪ ،‬وإذا ازداد الطلب على النقود بالنسبة‬
‫إلى عرضها أرتفعت قٌمتها‪ ،‬وبعبارة أخرى انخفض مستوى األسعار)‪.‬‬

‫ثم كانت تحلٌالت االقتصادي "كٌنز "‪ ،‬حٌث ركز على العوامل التً تحكم مستوى الدخل القومً النقدي‪ ،‬وخاصة ما ٌتعلق‬
‫بالمٌل لالستهالك‪ ،‬وسعر الفابدة‪ ،‬والكفاءة الحدٌة لرأس المال ‪ .‬وهكذا توصل "كٌنز" إلى أن التضخم هو‪ :‬زٌادة حجم الطلب‬
‫الكلً على حجم العرض الحقٌقً زٌادة محسوسة ومستمرة‪ ،‬مما ٌإدي إلى حدوث سلسلة من االرتفاعات المفاجبة والمستمرة‬
‫فً المستوى العام لألسعار‪ ،‬وبعبارة أخرى تتبلور ماهٌة التضخم فً وجود فابض فً الطلب على السلع‪ٌ ،‬فوق المقدرة‬
‫الحالٌة للطاقة اإلنتاجٌة‪.‬‬

‫وفً النصف الثانً للقرن العشرٌن ظهرت المدرسة السوٌدٌة الحدٌثة‪ ،‬بحٌث جعلت للتوقعات أهمٌة خاصة فً التحلٌل النقدي‬
‫للتضخم‪ ،‬فهً ترى أن العالقة بٌن الطلب الكلً والعرض الكلً ال تتوقف على خطط االنفاق القومً من جهة وخطط اإلنتاج‬
‫القومً من جهة أخرى‪ ،‬أو بعبارة أدق تتوقف على العالقة بٌن خطط االستثمار وخطط االدخار‪.‬‬

‫أنواع التضخم‬
‫‪ -1‬التضخم األصٌل‪ٌ :‬تحقق هذا النوع من التضخم حٌن ال ٌقابل الزٌادة فً الطلب الكلً زٌادة فً معدّالت اإلنتاج مما ٌنعكس‬
‫أثره فً ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫‪ -2‬التضخم الزاحف‪ٌ :‬تسم هذا النوع من أنواع التضخم بارتفاع بطًء فً األسعار‪.‬وهذا النوع من التضخم ٌحصل عندما‬
‫ٌزداد الطلب بٌنما العرض أو اإلنتاج ثابت (مستقر) فٌإدي إلى ارتفاع فً االسعار‪ .‬مستوى االسعار قد ٌرتفع بشكل طبٌعً‬
‫إلى ‪.%01‬‬

‫‪ -3‬التضخم المكبوت ‪ :‬وهً حالة ٌتم خاللها منع األسعار من االرتفاع من خالل سٌاسات تتمثل بوضع ضوابط وقٌود تحول‬
‫دون اتفاق كلً وارتفاع األسعار‪.‬‬

‫‪ -4‬التضخم المفرط‪ :‬وهً حالة ارتفاع معدالت التضخم بمعدالت عالٌة ٌترافق معها سرعة فً تداول النقد فً السوق‪ ،‬وقد‬
‫ٌإدي هذا النوع من التضخم إلى انهٌار العملة الوطنٌة‪ ،‬كما حصل فً كل من ألمانٌا بٌن عامً ‪ 0220‬و‪0223‬م إبان فترة‬
‫حكم جمهورٌة فاٌمار‪ ،‬وفً هنغارٌا عام ‪0245‬م‪ ،‬بعد الحرب العالمٌة الثانٌة (األمٌن‪ .)35 :0293 ،‬مستوى االسعار قد‬
‫ٌتجاوز االرتفاع ‪ %51‬فً الشهر الواحد(كل شهر) أو أكثر من ‪ %011‬خالل العام‪.‬‬

‫أسباب نشوء التضخم‬


‫ٌنشؤ التضخم بفعل عوامل اقتصادٌة مختلفة ومن أبرز هذه األسباب‪:‬‬

‫تضخم ناشئ عن التكالٌف ‪ٌ :‬نشؤ هذا النوع من التضخم بسبب ارتفاع التكالٌف التشغٌلٌة فً الشركات الصناعٌة أو‬ ‫‪-0‬‬
‫غٌر الصناعٌة‪ ،‬كمساهمة إدارات الشركات فً رفع رواتب وأجور منتسبٌها من العاملٌن والسٌما الذٌن ٌعملون فً‬
‫المواقع اإلنتاجٌة والذي ٌؤتً بسبب مطالبة العاملٌن برفع األجور(العمر‪0406 ،‬هـ‪.)41 :‬‬

‫‪ -2‬تضخم ناشئ عن الطلب ‪ٌ :‬نشؤ هذا النوع من التضخم عن زٌادة حجم الطلب النقدي والذي ٌصاحبه عرض ثابت من السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬إذ أن ارتفاع الطلب الكلً ال تقابله زٌادة فً اإلنتاج‪ .‬مما ٌإدي إلى ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫تضخم حاصل من تغٌٌرات كلٌة فً تركٌب الطلب الكلً فً االقتصاد أو تغٌرات فً الطلب النقدي حتى لو كان هذا‬ ‫‪-3‬‬
‫ً‬
‫الطلب مفرطا أو لم ٌكن هناك تركز اقتصادي إذ أن األسعار تكون قابلة لالرتفاع وغٌر قابلة لالنخفاض رغم انخفاض‬
‫الطلب‪.‬‬
‫تضخم ناشئ عن ممارسة الحصار االقتصادي تجاه دول أخرى‪ ،‬تمارس من قبل قوى خارجٌة‪ ،‬كما حصل للعراق‬ ‫‪-4‬‬
‫وكوبا من قِبل أمرٌكا ونتٌجة لذلك ٌَنعدم االستٌراد والتصدٌر فً حالة الحصار الكلً مما ٌإدي إلى ارتفاع معدالت‬
‫التضخم وبالتالً انخفاض قٌمة العملة الوطنٌة وارتفاع األسعار بمعدالت غٌر معقولة (البازعً‪0229 ،‬م‪.)20 :‬‬
‫زٌادة الفوائد النقدٌة ‪ :‬ورجح بعض الباحثٌن مإخرا أن الزٌادة فً قٌمة الفوابد النقدٌة عن قٌمتها اإلنتاجٌة أو‬ ‫‪-5‬‬
‫الحقٌقٌة من أحد أكبر أسباب التضخم كما بٌن ذلك جوهان فٌلٌب بتمان فً كتابه كارثة الفوابد‪ .‬وهذا لٌس غرٌبا‬
‫فاالقتصادي كٌنز عبر عن ذلك بقوله فً كتابه ثروة األمم‪ٌ( :‬زداد األزدهار االقتصادي فً الدولة كلما أقتربت قٌمة الفابدة‬
‫من الصفر)‪.‬‬
‫العالقة بٌن التضخم وسعر الصرف‬
‫تعد أسعار الصرف الموازٌة ألسعار الصرف الرسمٌة واحداً من المإشرات االقتصادٌة والمالٌة المعبرة عن متانة االقتصاد‬
‫ألٌة دولة سواء كانت من الدول المتقدمة أم الدول النامٌة‪ ،‬وتتؤثر أسعار الصرف بعوامل سٌاسٌة واقتصادٌة متعددة‪ ،‬ومن أشد‬
‫هذه العوامل االقتصادٌة‪ ،‬التضخم‪ ،‬ومعدالت أسعار الفابدة السابدة فً السوق‪ ،‬اللذان ٌعكسان أثرهما فً سعر الصرف للعملة‬
‫الوطنٌة فً السوق الموازٌة لسعر الصرف الرسمً الوطنً‪.‬‬

‫العالقة بٌن التضخم وارتفاع األسعار‬


‫وتفسٌر التضخم بوجود فابض الطلب ٌستند إلى المبادئ البسٌطة التً تتضمنها قوانٌن العرض والطلب‪ ،‬فهذه القوانٌن تقرر‬
‫أنه ‪ -‬بالنسبة لكل سلعة على حدة ‪ٌ -‬تحدد السعر عندما ٌتعادل الطلب مع العرض‪ ..‬وإذا حدث أفراط فً الطلب ‪ -‬فإنه تنشؤ‬
‫فجوة بٌن الطلب والع رض‪ ،‬وتإدي هذه الفجوة إلى رفع السعر‪ ،‬وتضٌق الفجوة مع كل ارتفاع فً السعر حتى تزول تماماً‬
‫ً‬
‫وعندبذ ٌستقر السعر ومعنى ذلك أنه إذا حدث إفراط فً الطلب على أٌة سلعة فإن التفاعل بٌن العرض والطلب كفٌل بعالج‬
‫هذا اإلفراط عن طرٌق ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫وهذه القاعدة البسٌطة التً تفسر دٌنامٌكٌة تكوٌن السعر فً سوق سلعة معٌنة ٌمكن تعمٌمها على مجموعة أسواق السلع‬
‫والخدمات التً ٌتعامل بها المجتمع فكما أن إفراط الطلب على سلعة واحدة ٌإدي إلى رفع سعرها‪ ،‬فإن إفراط الطلب على‬
‫جمٌع السلع والخدمات ‪ -‬أو الجزء األكبر منها ‪ٌ -‬إدي إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار وهذه هً حالة التضخم‪.‬‬

‫العالقة بٌن التضخم والكساد‬


‫شهد االقتصاد العالمً عدة تقلبات وموجات من التضخم والكساد ‪ ،‬تعود فً األساس إلى عدم مقدرة األدوات التً تعتمد سعر‬
‫الفابدة على إدارة النشاط االقتصادي‪ .‬ولعمري فإن عالج هذا اإلختالل مفتاحه قول هللا فً القرآن‪( :‬وكل شًء عنده بمقدار)‪.‬‬
‫ولما كانت المصارف أهم أدوات تنفٌذ السٌاسات االقتصادٌة الرامٌة إلى تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة واإلجتماعٌة‪ ،‬فعندما‬
‫اجتاحت العالم حالة كساد كبٌر حدثت بطالة قاسٌة فكانت النتٌجة مزٌدا من المجاعات والبإس‪ ،‬عندبذ تصدى العالم‬
‫االقتصادي (كٌنز) لدراسة تلك الظاهرة ووضع تعرٌفا لتلك الظاهرة جاء فٌه أن الكساد أو الركود ٌعنً الهبوط المفاجا‬
‫للفاعلٌة الحدٌة لرأس المال بإحداثه نقصا فً االستثمارات ومن ثم اإلنتاج وفً الطلب الفعال‪.‬‬

‫كل ذلك ٌإدي إلى عدم التوازن بٌن االدخار واالستثمار‪ ،‬بحٌث ٌنخفض االستثمار وتقل العمالة‪ ،‬وٌقل مستوى الدخل القومً‪،‬‬
‫وٌمٌل الناس إلى األكتناز‪ ،‬وٌتراكم المخزون لدى أرباب العمل‪ ،‬وما إلى هنالك‪ .‬أما تعرٌفات االقتصادٌٌن المعاصرٌن لتلك‬
‫الظاهرة فؤهمها التعرٌف الذي جاء فٌه‪( :‬إن مظهر الركود االقتصادي ٌتجلى فً تزاٌد المخزون السلعً فٌما بٌن التجار من‬
‫ناحٌة والتخلف عن السداد لألوراق التجارٌة والشٌكات فٌما بٌن التجار من ناحٌة أخرى)‪.‬‬

‫إجراءات الحد من التضخم‬


‫ٌمكن الحد من التضخم والسٌما فً الدول المتقدمة بتنفٌذ إجراءات السٌاستٌن المالٌة والنقدٌة‪:‬‬

‫أ‪-‬السياسة االقتصادية‬
‫أوالً‪ :‬تضع وزارة المالٌة السٌاسة المالٌة (‪ )fiscal policy‬للدولة وبموجبها تتحدد مصادر اإلٌرادات واستخداماتها والفابض‬
‫(‪ )surplus‬فً الموازنة (‪ٌ ) Budget‬إدي إلى تقلٌل حجم السٌولة المتاحة‪ .‬وبالتالً سٌإدي ذلك إلى خفض معدل‬
‫التضخم‪.‬‬
‫ثانٌاً‪ :‬قٌام وزارة المالٌة ببٌع حجم الدٌن العام إلى الجمهور وبالتالً سحب النقد المتوفر فً السوق وٌإدي ذلك إلى الحد من‬
‫عرض النقد‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬زٌادة الضرابب على السلع الكمالٌة التً تتداولها القلة من السكان من أصحاب الدخول المرتفعة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬خفض االنفاق الحكومً‪ٌ :‬عد االنفاق الحكومً أحد األسباب المإدٌة إلى زٌادة المتداول من النقد فً السوق‪ ،‬وبالتالً‬
‫فإن الحد من هذا االنفاق وتقلٌصه سٌإدي إلى خفض النقد المتداول فً األسواق(البازعً‪0229 ،‬م‪.)099 :‬‬

‫ب‪ -‬السياسة النقدية‬


‫تتولى المصارف المركزٌة فً الدول المختلفة وضع وتنفٌذ السٌا سات النقدٌة باعتماد مجموعة من األدوات الكمٌة والنوعٌة‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬األدوات الكمٌة‪:‬‬

‫‪ . 0‬زٌادة سعر إعادة الخصم‪ :‬ومن النشاطات االعتٌادٌة التً تقوم المصارف التجارٌة بها‪ :‬خصم األوراق التجارٌة لألفراد‬
‫وفً حاالت أخرى تقوم بإعادة خصمها لدى البنك المركزي وفً هذه الحالة ٌقوم البنك المركزي برفع سعر إعادة الخصم‬
‫بهدف التؤثٌر فً القدرة اإلنتمابٌة للمصارف من أجل تقلٌل حجم السٌولة المتداولة فً السوق وٌعد هذا اإلجراء واحداً من‬
‫اإلجراءات لمكافحة التضخم‪.‬‬

‫‪ . 2‬دخول المصارف (البنوك المركزٌة) إلى األسواق بابعة لألوراق المالٌة وذلك من أجل سحب جزاء من السٌولة المتداولة‬
‫فً السوق‪ .‬أو ما ٌسمى بدخول السوق المفتوحة‪.‬‬

‫‪ .3‬زٌادة نسبة اإلحتٌاط القانونً‪ .‬تحتفظ المصارف التجارٌة بجزء من الودابع لدى البنوك المركزٌة وكلما ارتفعت هذه النسبة‬
‫كلما انخفضت القدرة اإلنتمابٌة لدى المصارف‪.‬‬

‫ثانٌاً‪ :‬األدوات النوعٌة‪:‬‬

‫أما األدوات النوعٌة فإنها تتلخص بطرٌقة اإلقناع لمدراء المصارف التجارٌة والمسإولٌن فٌها عن اإلنتماء المصرفً‪ ،‬بسٌاسة‬
‫الدولة الهادفة إلى خفض السٌولة المتداولة فً األسواق‪ ،‬وهذه السٌاسة فعالة فً الدولة النامٌة بشكل أكبر مما فً دول أخرى‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬معدالت الفائدة‪:‬‬

‫غالبا ً ما تقترن معدالت الفابدة بمصادر التموٌل المقترضة سواء أكانت هذه المصادر قصٌرة‪ ،‬أم متوسطة‪ ،‬أم طوٌلة األجل‪ ،‬إذ‬
‫ٌخصص رأس المال فً إطار النظرٌة المالٌة من خالل أسعار الفابدة‪ ،‬وتتفاوت هذه األسعار حسب تفاوت أجال االقتراض‪،‬‬
‫فالفوابد على القروض قصٌرة األج ل تكون أقل فً حٌن تكون أسعار الفابدة على القروض طوٌلة األجل مرتفعة بٌنما أسعار‬
‫الفابدة على القروض متوسطة األجل تكون بٌن السعرٌن وتزداد أسعار الفابدة عند تزاٌد الطلب على رإوس األموال الحاصل‬
‫عن الرواج االقتصادي‪.‬‬

‫وقد تتوفر فرص استثمارٌة تشجع المستثمرٌن على اس تغالل هذه الفرص االستثمارٌة‪ .‬ولتوقعات المستثمرٌن أثر واضح فً‬
‫زٌادة الطلب على رإوس األموال‪ ،‬إذ تتجه توقعاتهم بؤن الحالة االقتصادٌة فً تحسن وأن رواجا اقتصادٌاً سٌإدي إلى توفر‬
‫فرص استثمارٌة متاحة أمام المستثمرٌن ولذلك ٌزداد الطلب على رإوس األموال وعلى شكل قروض قصٌرة األجل األمر‬
‫الذي ٌإدي إلى زٌادة أسعار الفابدة القصٌرة األجل بشكل ٌفوق أسعار الفابدة على القروض طوٌلة األجل خالفا ً للقاعدة التً‬
‫تقول انّ أسعار الفابدة على القروض طوٌلة األجل أكثر من الفوابد على القروض قصٌرة األجل‪.‬‬

‫وتتؤثر أسعار الفابدة بعدة عوامل ٌتر تب على مإثرات هذه العوامل أن ٌطلب المقرض (الدابن) عالوات تضاف إلى أسعار‬
‫الفابدة الحقٌقٌة ومن أبرز هذه العوامل(البازعً‪0229 ،‬م‪. )220 :‬‬
‫معدل التضخم (‪)Inflation‬‬
‫تإثر معدالت التضخم فً تكالٌف اإلنتاج الصناعٌة لمنشآت األعمال عموما ً ولذلك ٌزداد الطلب على رأس المال لتغطٌة هذه‬
‫التكالٌف‪ .‬وكما أشٌر إلٌه سابقا ً فان انخفاض القوة الشرابٌة للنقد تسبب ازدٌاد الحاجة إلى التموٌل‪ .‬وعلى افتراض أن تقدٌرات‬
‫إحدى منشآت األعمال‪ ،‬أشارت إلى أن كلفة خط إنتاجً مقترح ضمن خطتها السنوٌة للسنة القادمة بلغت (‪ )01‬ملٌون دٌنار‪،‬‬
‫وعندما أرد تنفٌذ الخط اإلنتاجً تبٌن أن هذا المبلغ ال ٌكفً لتغطٌة تكالٌف إقامة هذا الخط اإلنتاجً‪ ،‬بل ٌتطلب (‪ )05‬ملٌون‬
‫دٌنار(البسام‪0222 ،‬م‪.)22 :‬‬

‫هذه الزٌادة ناتجة عن ازدٌاد معدل التضخم وانخفاض قٌمة العملة الوطنٌة‪ ،‬مما أدى إلى زٌادة الطلب على رأس المال وزٌادة‬
‫الطلب هذه‪ ،‬تإدي إلى زٌادة أسعار الفابدة على التموٌل المقترض‪ ،‬إذا تؤثرت القرارات المالٌة لمنشؤة األعمال وال ٌقتصر‬
‫الـتؤثٌر على أسعار الفابدة بل ٌإثر التضخم فً أسعار الصرف للعمل ة الوطنٌة تجاه العمالت األخرى‪ ،‬وتنسجم أسعار الفابدة‬
‫مع معدالت التضخم‪ .‬ففً ألمانٌا كانت أسعار الفابدة أقل من نظٌرتها فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة وٌعود السبب إلى أن‬
‫معدل التضخم فً ألمانٌا كان أقل منه فً أمرٌكا‪.‬‬

‫العرض والطلب‬
‫ٌزداد الطلب على اقتراض األموال فً الحاالت التً ٌكون فٌها االقتصاد الوطنً للدولة فً حالة انتعاش ورواج‪ ،‬وذلك لتوفر‬
‫فرص استثمارٌة للمستثمرٌن وباختالف مستوٌات العابد والمخاطرة المتوقعٌن ألٌة فرصة استثمارٌة‪ٌ ،‬تم اختٌارها‪ ،‬وٌصاحب‬
‫هذه الزٌادة فً الطلب على األموال زٌادة فً أسعار الفابدة‪ ،‬فً حٌن زٌادة عرض األموال ٌإدي إلى انخفاض أسعار الفابدة‪.‬‬

‫مصر تواجه ارتفاع التضخم ألعلى مستوى فً ثالثة أعوام‬

‫أسعار الخبز ارتفعت أكثر من ‪ %84‬الشهر الماضً (روٌترز‪-‬أرشٌف)‬

‫ارتفع التضخم فً مصر الشهر الماضً إلى أعلى معدالته فً أكثر من ثالث سنوات‪ ،‬وسط زٌادة أسعار المواد الغذابٌة‪ ،‬األمر‬
‫الذي ٌزٌد الضغوط على البنك المركزي لرفع سعر الفابدة للمرة الثالثة فً العام الحالً‪.‬‬

‫وأكد الجهاز المركزي للتعببة العامة واإلحصاء ارتفاع مإشر أسعار المستهلكٌن فً المدن بنسبة ‪ %04.4‬خالل ‪ 02‬شهرا‬
‫حتى مارس‪ /‬آذار الماضً مقابل ‪ %02.0‬فً عام حتى فبراٌر‪ /‬شباط الماضً‪.‬‬
‫وأشار الجهاز المركزي إلى ارتفاع أ سعار الغذاء الذي ٌتؤلف من المواد األكثر حساسٌة فً سلة السلع بنسبة ‪ %21.5‬مقارنة‬
‫مع مستواه فً مارس‪ /‬آذار ‪ 2119‬فً المدن‪ ،‬بٌنما زادت أسعار الخبز والحبوب بنسبة ‪ %49.0‬والفواكه والخضراوات‬
‫بنسبة أكثر من ‪ %21‬وزٌوت الطعام بنسبة ‪ %45.2‬عن مستواها قبل عام‪.‬‬

‫وأما التضخم فً مناطق الرٌف فقد وصل ‪ %09.6‬فً عام حتى مارس‪ /‬آذار الماضً مقابل ‪ %02.9‬فً ٌناٌر‪ /‬كانون الثانً‬
‫الماضً‪.‬‬

‫ولكن التضخم على مستوى البالد كاملة ارتفع بنسبة ‪ %05.9‬الشهر الماضً مقابل ‪ %00.5‬فً ٌناٌر‪ /‬كانون الثانً الفابت‪.‬‬

‫وٌمثل هذا المستوى أعلى معدل للتضخم فً ما ٌزٌد على ثالث سنوات عندما بلغ معدل التضخم فً المدن ‪ %09.3‬فً‬
‫دٌسمبر‪ /‬كانون األول ‪.2114‬‬

‫وٌشكل التضخم عقبة كبٌرة أمام مساعً الحكومة الهادفة إلى الحد من ارتفاعات األسعار وتهدبة التوترات االجتماعٌة التً‬
‫تزاٌدت جراء ارتفاع أسعار المواد الغذابٌة‪.‬‬

‫ونظمت فً مصر سلسلة من اإلضرابات خالل عام ‪ ، 2119‬وفً وقت سابق من هذا األسبوع أدى إضراب فً مدٌنة المحلة‬
‫بالدلتا إلى أعمال عنف قتل فٌها شخصان وأصٌب أكثر من مابة آخرٌن بجروح‪.‬‬

‫ورأت االقتصادٌة فً بٌلتون فاٌننشال رٌهام الدسوقً أن األسعار العالمٌة ما زالت مرتفعة فً حٌن لم ٌظهر حتى اآلن أي أثر‬
‫إلجراءات الحكومة للحد من ارتفاع أسعار المواد الغذابٌة المحلٌة‪.‬‬

‫وتوقعت رٌهام تباطإ معدل ارتفاعات األسعار خالل األشهر المقبلة مع ظهور نتابج لإلجراءات الحكومٌة‪.‬‬

‫وقررت الحكومة المصرٌة وقف صادرات البالد من األرز اعتبارا من بداٌة الشهر الجاري وحتى األول من نوفمبر‪ /‬تشرٌن‬
‫الثانً المقبل سعٌا للحد من ارتفاع أسعاره محلٌا‪ ،‬وووعدت بزٌادة كمٌات الخبز المدعوم فً األسواق وألغت الرسوم على‬
‫واردات زٌوت الطعام ومنتجات األلبان واألرز وبعض أنواع اإلسمنت والصلب‪.‬‬

‫ٌشار إلى أن الحكومة المصرٌة ترجع ارتفاع أسعار المواد ال غذابٌة ومستلزمات البناء إلى ارتفاع أسعارها على المستوى‬
‫العالمً‪.‬‬

‫المراجع‬
‫األمٌن وباشا‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬زكرٌا عبد المجٌد‪ ،‬مبادئ االقتصاد ـ الجزء الثانً ـ االقتصاد الكلً ـ دار المعرفة ـ‬ ‫‪‬‬
‫الكوٌت ـ ‪.0293‬‬

‫البازعً‪ ،‬حمد سلٌمان‪ ،‬مجلة اإلدارة العامة – االنتقال الدولً للتضخم – العدد األول – ‪0229‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العمر‪ ،‬حسٌن‪ ،‬تؤثٌر عرض النقد وسعر الصرف على التضخم فً االقتصاد الكوٌتً – مجلة جامعة الملك سعود–‬ ‫‪‬‬
‫‪0406‬هـ‪.‬‬

‫البسام‪ ،‬خالد عبد الرحمن‪ ،‬المصادر الداخلٌة والخارجٌة للتضخم‪ ،‬مجلة جامعة الملك عبد العزٌز‪ ،‬االقتصاد‬ ‫‪‬‬
‫واإلدارة‪0222 ،‬م‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D483D800-82E8-4BD2-B9B6-‬‬
‫‪D5E339E02E6A.htm. 11/4/2008‬‬

You might also like