Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
يمبين هذا الموضوع كيفيمة فهمم مجال الجاذبيمة عمن طريمق التفكمر فمي آيات القرآن الكريمم ،و ممن
الجديمر بالذكمر أن السمؤال حول تصمميم و هيكليمة مجال الجاذبيمة قمد حي ّمر العلماء لكثمر ممن مائتيمن
سمنة و لغايمة هذا التاريمخ ل يوجمد جواب شافمي حول ماهيمة مجال الجاذبيمة و حول الوحدة الرئيسمية
التي يتركب منها هذا المجال.
ففمي هذا البحمث سمأبيّن بهدى من الله كيفيمة معرفمة شكمل مجال الجاذبيمة و الوحدة الرئيسمية التي
يتألف منها و ذلك عن طريق أخذ القرآن ككتاب يمكن تعلم منه علم كل شيء تصديقا لقول الحق
من دَابَّةٍ ما ِمفمي القرآن الكريمم بأنمه لم يترك أي شيمء خارج القرآن (سمورة النعام – اليمة ( :)38وَم َ
َ َ ُ
م إِلَىٰ َربِّهِم ْ
م يءٍ ث ُم َّ من َ
ش ْ ما فََّرطْن َما فِمي الْكِتَا ِم
ب ِم مث َالُك ُمم َّم حي ْمهِ إ ِ ّل أ َ
م ٌمم أ ْ فِمي اْلَْر ضِم وََل طَائ ِرٍ يَطِيُر ب ِ َ
جنَا َ
ن).
شُرو َح َ
يُ ْ
يمكننما بالعتماد على القرآن الكريمم فهمم مجال الجاذبيمة ممن حيمث التصمميم و الوحدة المؤلفمة له
بالكاممل عمن طريمق التفكمر فمي آيمة واحدة فقمط و كمما قلت بأن هذا البحمث قمد حي ّمر العلماء لمئات
السمنين و اسمتخدموا العديمد ممن المراجمع و التجارب بدون فائدة تذكمر و لكننما سمنبين فهمم مجال
الجاذبيمة عمن طريمق التفكمر فمي آيمة واحدة ممن القرآن ممما يمبين تفوّق علم الله فمي القرآن على
جميع معارف البشر في هذا الزمان ،و الية التي يعلمنا الله منها مجال الجاذبية هي آية رقم ()30
جعَلْن َما ِ
م نَم ضم كَانَت َما َرتْقًما فَفَتَقْنَاهُم َ
ما وَ َ َ
ت وَاْلْر َ
ماوَا ِ م يََر الَّذِي نَم ك َ َفُروا أ َم َّ
ن ال َ
سّم َ
َ
ممن سمورة النمبياء( :أوَل َم ْ
ن). منُو َ ي أَفََل يُؤْ ِح ٍّ
يءٍ َ ل َ
ش ْ
ال ْماءِ ك ُ َّ
َ
حيث إذا تفكرنا في هذه الية الكريمة نجد بأن المولى عز و جل يعلمنا بأن خلق كل شيء في هذا
م ن ال ْماءِ ك ُ َّ
ي) و نسممتفيد مممن هذا الفهممم فممي هذا
ح ٍمّ
يءٍ َ ل َ
ش ْ َ جعَلْن َ ما ِ َ م
الوجود بذات تصممميم الماء (وَ َ
السياق بأن الطاقة سواء أكانت طاقة ميكانيكية ،كهربائية ،حرارية ،جاذبية ،و غيرها فإنها تنتقل من
مصدرها كانتقال الطاقة في الماء.
فإذا تفكرنا في كيفية انتقال الطاقة في الماء نجد بأنها تنتقل من مصدرها على هيئة دوائر متحدة
المركمز كمما همو ممبين فمي صمورة ( ،)1فإذا يجمب أن تنتقمل طاقمة الجاذبيمة ممن مصمدرها على هيئة
دوائر متحدة المركز مثل الماء تماما كما هو مبيّن في صورة ( )2و بالتالي تعلمنا هنا الشكل العام
لمجال الجاذبية بهدي القرآن.
1
صورة ( :)1انتقال الطاقة من مركزها في الماء.
نجمد الجابمة فمي ذات اليمة الكريممة السمابق ذكرهما و ذلك عمن طريمق التفكمر فمي قول الحمق ( أ َم َّ
ن
َ
ما) ،حيمث يخبرنما المولى بأن السمماوات و الرض (أي جميمع ت وَاْلْر َ
ضم كَانَت َما َرتْقًما فَفَتَقْنَاهُم َ ماوَا ِ ال َ
سّم َ
هذا الخلق) قبممل أن يكون بالصممورة التممي نراهمما الن كان رتقمما أي نسمميج و مممن ثممم فتممق الله هذا
النسميج أي مز قه إلى قطع ،فإذا تدبر نا هذا ال مر نستنتج بأن الوحدة المؤل فة لي نسيج هي عبارة
عن خيوط مجدولة كما هو مبيّن في صورة (.)3
2
صورة ( :)3الوحدة الساسية المؤلفة للنسيج (ثلث خيوط مجدولة).
و بمما أن الله عمز و جمل يخبرنما بأن الكون (السمماوات و الرض) كان نسميج و مازال للن نسميج و
لكنه ممزق فإذا نستنتج بأن الوحدة الساسية المؤلفة لهذا الكون يجب أن تكون عبارة عن خيوط
مجدولة على شكمل نسميج كالمبي ّمنة فمي صمورة ( ،)4و نسمتنتج ممن هذا أيضما بأن الوحدة السماسية
المؤلفمة لمجال الجاذبيمة همي عبارة عمن ثلث خيوط مجدولة و إذا ربطنما هذا ممع السمتنتاج السمابق
بأن طاقة الجاذبية يجب أن تنتقل من مصدرها على هيئة دوائر متحدة المركز فإننا نستطيع تكوي ّن
صورة لمجال الجاذبية من حيث الشكل و الوحدات المؤلفة له كما هو مبيّن في صورة (.)5
3
صورة ( :)5الوحدة الساسية المؤلفة لمجال الجاذبية.
يمكننما أيضما ممن التفكمر فمي آيمة ( )30ممن سمورة النمبياء معرفمة وظيفمة مجال الجاذبيمة فمي أن الله
عز و جل يبين لنا بأن السماوات و الرض عبارة عن رتق (أي نسيج) فنتعلم من هذا بأن الوظيفة
الرئيسية للخيوط المجدولة في النسيج هي شد أجزاء النسيج و حفظ ترابطها ،و بالتالي يمكننا أن
نتعلم أن وظيفة الوحدة الساسية للمجال الجاذبية هي توليد قوة شد على أطرافها و بالتالي توليد
قوة جذب على الجسام كما هو مبيّن في صورة (.)6
4
الثبات العلمي على صحة الستنتاج من القرآن:
هناك تجربة يمر بها كل مخلوق على وجه هذه الرض يمكن أن نستخدمها لثبات أن مجال الجاذبية
يتألف ممن خيوط مجدولة على شكمل نسيج و أن هذه الطاقة تنتقل على هيئة دوائر متحدة المركز
و هذه التجربة هي التي نشعر بها من مجال جاذبية الرض كل يوم أثناء حركتنا و ألخص الموضوع
بالنقاط التالية:
.1عندما تحاول القفز بجسمك إلى العلى فإنك تشعر بقوة تشدك إلى السفل و أفضل
وصمف يمكنمك أن تطلقمه على طريقمة شمد هذه القوة لك همو و كأن هناك حبال أنمت ل
تراها تشدك للسفل و هذا يوافق تماما الستنتاج من القرآن بأن مجال الجاذبية يتألف
من خيوط مجدولة على هيئة نسيج (أي حبال).
.2عندما يرتفع النسان إلى العلى في سماء الرض مثل عن طريق السفر بالطائرة فإن
الملحممظ هممو أن قوة مجال الجاذبيممة تقممل كلممما ارتفعنمما للعلى و هذا يوافممق أيضمما
السمتنتاج ممن القرآن الكريمم بأن طاقمة الجاذبيمة تنتقمل ممن مصمدرها على هيئة دوائر
متحدة المركز لنه في الكرة فإن تركيز عدد حبال الجاذبية لكل وحدة حجم يقل كلما
أبعد نا عن مر كز الطاقة و في هذه الحالة مركمز الطاقمة هو الرض ،ك ما هو ممبيّن في
صورة (.)7
فهذا يعني بأنه كلما أرتفع الجسم إلى العلى فإن عدد حبال الجاذبية التي تؤثر عليه تقل و
بالتالي الشد إلى الرض يقل و هذه الظاهرة مثبتة بدون أي مجال للشك.
5
معجزة القرآن في هذا الزمان:
معجزة القرآن فمي زماننما هذا همي تفوّق علم الله فمي القرآن على معارف البشمر و قدرة القرآن
على إيجاد الجابات و الحلول لجميممع مشاكممل البشممر و هذا البحممث يممبين كيممف أن آيممة واحدة فممي
القرآن الكريممم تحتوي على علم عجممز البشممر عممن التيان بمثله لمئات السممنين ،فأنصممح إخوانممي و
أخواتي أن نستخدم هذه اليات كالتي بيّنتها في هذه الدراسة لعلء كلمة الله عز و جل عن طريق
بيانها للناس أجمعين لتكون إن شاء الله سببا في انجذابهم إلى كتاب الله عز و جل.
6