You are on page 1of 17

‫فقه الصيام‬

‫‪1‬‬
‫فقه الصيام‬
‫معنى الصيام الشرعي‪ :‬إمساك إرادي عن الطعام والشراب ومباشرة‬
‫النساء وما في حكمها خللا يوم كامل ‪ ،‬أي من تبين الفجر إلى غروب الشمس‪،‬‬
‫بنية المتثالا والتقرب إلى الله تعالى‪.‬‬
‫حكمة الصوم‪:‬‬
‫‪ (1‬تزكية النفس بطاعة الله فيما أمر والناتهاء عما ناهى ‪ ،‬وتدريبها على التحقق‬
‫بكمالا العبودية لله‪.‬‬
‫‪ (2‬الصيام إعلء للجاناب الروحي على المادي عند الناسان‪ ،‬وفي الصيام اناتصار‬
‫للروح على المادة‪.‬‬
‫‪ (3‬الصوم تربية للرادة وجهاد للنفس ‪ ،‬وتعويد على الصبر ‪ ،‬والثورة على‬
‫المألوف‪.‬‬
‫‪ (4‬للصوم تأثيره في كسر الشهوات وإعلء هذه الغريزة ففي الحديث" يا‬
‫معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ‪ ،‬ومن لم يستطع فعليه‬
‫بالصوم فإن له وجاء" رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪ (5‬إشعار الصائم بنعمة الله عليه فإن ألف النعم يفقد الناسان الحساس‬
‫بقيمتها ‪ ،‬ول يعرف مقدار النعمة إل عند فقداناها‪.‬‬
‫‪ (6‬يوجد ناوعا من المساواة اللزامية في الحرمان ‪ ،‬ويزرع في نافس الموسرين‬
‫الحساس بآلم الفقراء والمحتاجين‪.‬‬
‫‪ (7‬الصيام يعد الناسان لدرجة التقوى والرتقاء في منازلا المتقين‪.‬‬
‫وخلصاة الكلم‪ :‬إن صايام رمضان مدرسة متميزة يفتحها السلم كل عام‬
‫للتربية العملية على أعظم القيم وأرفع المعاناي ‪ ،‬فمن اغتنمها وتعرض لنفحات‬
‫ربه فيها فأحسن الصيام كما أمره الله ‪ ،‬ثم أحسن القيام كما شرعه رسولا الله‬
‫‪ ،‬فقد ناجح بالمتحان ‪ ،‬وخرج من هذا الموسم العظيم رابح التجارة مبارك‬
‫الصفقة ‪ ،‬وأي ربح أعظم من ناولا المغفرة والعتق من النار؟‪.‬‬
‫روى أبو هريرة عن النبي صالى الله عليه وسلم‪":‬من صاام رمضان إيماناا‬
‫واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنابه‪ ...‬ومن قام رمضان إيماناا واحتسابا غفر له ما‬
‫تقدم من ذنابه" رواه البخاري ‪.‬‬

‫صايام رمضان ركن من أركان السلم‪ :‬قالا تعالى ‪":‬يا أيها الذين آمنوا كتب‬
‫عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون*أياما معدودات" ‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫وقالا عليه الصلة والسلم ‪" :‬بني السلم على خمس" وعد منها الصوم متفق‬
‫عليه ‪.‬‬
‫متى فرض الصوم؟‬
‫فرض في المدينة بعد الهجرة ‪ ،‬في السنة الثاناية وهي السنة التي فرض فيها‬
‫الجهاد فتوفى النبي وقد صاام تسع رمضاناات‪.‬‬
‫مراحل تشريع الصوم‪:‬‬
‫المرحلة الولى مرحلة التخيير‪:‬‬
‫أي تخيير المكلف المطيق للصوم بين أمرين‪:‬الصيام وهو الفضل‪ ،‬والفطار مع‬
‫الفدية وهي إطعام مسكين ‪ ،‬فمن زاد على ذلك فهو خير وأبقى ‪ ،‬قالا الله‬
‫تعالى ‪" :‬وعلى الذين يطيقوناه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له‬
‫وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" ‪.‬‬
‫والمرحلة الثاناية مرحلة اللزام والتحتيم‪:‬‬
‫"فمن شهد منكم الشهر فليصمه" ‪ ،‬قالت عائشة‪) :‬كان عاشوراء يصام فلما‬
‫نازلا فرض رمضان كان من شاء صاام ومن شاء أفطر( رواه مسلم وروى‬
‫البخاري ناحوه ‪ ،‬وهذه المرحلة اللزامية جاءت على مرحلتين كان في الولى‬
‫تشديد عليهم ‪ ،‬وفي الثاناية تخفيف ورحمة‪،‬فقد كاناوا يأكلون ويشربون‬
‫ويباشرون ناساءهم ما لم يناموا أو يصلوا العشاء فإذا نااموا وصالوا العشاء لم‬
‫يجز لهم شيء من ذلك إلى الليلة المقابلة ثم رفع الله ذلك عنهم ‪ ،‬قالا تعالى ‪:‬‬
‫"أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى ناسائكم هن لبس لكم وأناتم لباس لهن علم‬
‫الله أناكم كنتم تختاناون أنافسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالن باشروهن وابتغوا‬
‫ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود‬
‫من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ول تباشروهن وأناتم عاكفون في المساجد‬
‫تلك حدود الله فل تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون"‬
‫لماذا فرض الله الصوم شهرا قمريا‪:‬‬
‫‪1‬ـ إن توقيت المسلمين كله بالشهر القمرية كما في حولا الزكاة وعدد‬
‫النساء‪.‬‬
‫‪2‬ـ وهذا التوقيت طبيعي تدلا عليه علمة طبيعية هي ظهور الهللا‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن الشهر القمري يتنقل بين فصولا العام ‪ ،‬فتارة يكون في الشتاء ‪ ،‬وتارة‬
‫في الصيف وكذا في الربيع والخريف ‪ ،‬فمرة يأتي في أيام البرد ومرة في‬
‫أيام الحر ‪ ،‬وثالثة في أيام العتدالا وتطولا أيامه أحياناا وتقصر أحياناا وتعتدلا‬
‫حينا ‪ ،‬وبذلك يتاح للمسلم ممارسة الصوم في البرد والحر وفي طولا اليام‬
‫وقصارها ‪ ،‬وفي هذا توازن واعتدالا من نااحية وإثبات عملي لطاعة المسلم‬
‫لربه وقيامه بواجب العبادة له في كل حين وفي كل حالا‪.‬‬
‫ثلثا طرق لثبات دخول رمضان‪:‬‬
‫الطريقة الوألى‪:‬رؤية الهلل‬
‫قالا الشافعية ‪ :‬تقبل شهادة عدلا واحد ‪ ،‬واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله‬
‫عنه قالا ‪ ) :‬تراءى الناس الهللا ‪ ،‬فأخبرت النبي أناي رأيته فصام رسولا الله ‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫وأمر الناس بالصيام ( رواه أبو داود ‪ .‬وهو دليل ناصي ‪ ،‬أما دليلهم العقلي فهو ‪:‬‬
‫) إن الثبات بعدلا واحد أحوط للدخولا في العبادة فصيام يوم من شعبان أخف‬
‫من إفطار يوم من رمضان ( ‪.‬‬
‫وقالا المالكية ‪ :‬ل بد في الرؤية من شهادة عدلين واستدلوا بحديث "أمرناا‬
‫رسولا الله أن نانسك لرؤيته ‪ ،‬فإن لم ناره فشهد شاهدان عدلن ‪ ،‬ناسكنا‬
‫بشهادتهما ( ‪.‬‬
‫وقالا الحنفية ‪ :‬يشترط الجمع الغفير أو الجمع الكثير في حالة الصحوة ‪ ،‬وفي‬
‫حالة الغيم يجوز أن يشهد برؤيته واحد فقط ‪.‬‬
‫وقالا الحنابلة ‪ :‬يشترط شهادة عدلا واحد ظاهر العدالة ‪ ،‬وإذا غم الهللا في‬
‫غروب اليوم التاسع والعشرين من شعبان ‪ ،‬فل يجب إكمالا شعبان ثلثين يوما ‪،‬‬
‫ووجب تبييت النية وصاوم اليوم التالي وينويه عن رمضان ‪ ،‬فإذا ظهر في أثنائه‬
‫أناه من شعبان لم يجب إتمامه ‪،‬ودليلهم حديث ‪ ) :‬فإن غم عليكم فاقدروا له (‬
‫رواه البخاري ‪ ،‬وفسروه ب ) احتاطوا له بالصوم ( ‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬إكمالا عدة شعبان ثلثين يوما ‪.‬‬
‫الطريقة الثالثة‪:‬هل يجوز استخدام الحساب الفلكي لثبات الهلل‬
‫أم ل؟‬
‫هل يثبت دخول رمضان بالوسائل العلمية الحديثة؟‬
‫قالا صالى الله عليه وسلم ‪" :‬إذا غم عليكم فاقدروا له " ومعناه قدروه بحسب‬
‫المنازلا‪.‬‬
‫وقالا أبو حنيفة والشافعي وجمهور السلف والخلف‪:‬معناه قدروا له تمام العدد‬
‫ثلثين يوما‪ ،‬ولكن المام ابن سريج الشافعي قالا ‪ ) :‬فاقدروا له خطاب لمن‬
‫خصه الله بالعلم وأن قوله‪":‬أكملوا العدة"خطاب للعامة ( ‪ .‬وهذا ما أخذ به‬
‫المحدث أحمد شاكر والسيد رشيد رضا و ابن دقيق العيد‪.‬‬
‫وقد رجح الدكتور القرضاوي الخذ بالحساب الفلكي على القل في النفي ل‬
‫في الثبات تقليل للخلف الشاسع الذي يحدث كل سنة في بدء رمضان وفي‬
‫عيد الفطر ‪ ،‬فإذا نافى الحساب إمكان الرؤية وقالا إناها غير ممكنة لن الهللا لم‬
‫يولد أصال في أي مكان من العالم السلمي كان الواجب أل تقبل شهادة‬
‫الشهود بحالا ‪ ،‬وقد كان له سلف في هذه الفتوى فقد ذكر السبكي في فتاويه‪:‬‬
‫)أن الحساب إذا نافى إمكان الرؤية بالبصر فالواجب على القاضي أن يرد‬
‫شهادة الشهود قالا‪":‬لن الحساب قطعي والخبر والمشاهدة ظنيان والظن‬
‫ليعارض القطع فضل عن أن يقدم عليه ( ‪.‬‬
‫س ـ هل يجب الصيام إذا رئي الهلل في الشام على أهل‬
‫أندوأيسيا؟‬
‫مذهب الشافعية ‪ :‬يصوم أهل المطلع إذا رأوا الهللا ‪ ،‬فإذا لم يروا الهللا فل‬
‫يصومون وعليه فقد يصوم أهل الشام لرؤيتهم الهللا ‪ ،‬وتفطر انادونايسيا لعدم‬
‫رؤيتها ‪ ،‬ودليلهم حديث‪":‬صاوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" متفق عليه ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مذهب الجمهور ‪:‬إذا رؤي الهللا في بلد إسلمي وجب الصوم على جميع البلد‬
‫توحيدا لكلمة المسلمين ‪ ،‬ولقوله صالى الله عليه وسلم‪":‬صاوموا لرؤيته"‬
‫والخطاب موجه إلى المسلمين جميعا فإذا رآه أحدهم وجب الصوم على‬
‫الجميع‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬إذا قامت البينة بإثبات دخول رمضان في أثناء النهار ‪،‬‬
‫فماذا على المسلمين أن يفعلوا ؟‬
‫يلزم المساك بقية النهار لتعذر إمساك كل اليوم فوجب أن يأتي بما يقدر عليه‬
‫‪ ،‬لقوله تعالى‪":‬فاتقوا الله مااستطعتم" ‪.‬‬
‫وألكن هل يلزمه القضاء ؟‬
‫قولن للعلماء‪:‬الولا‪:‬هو رأي الجمهور يقضي‪.‬‬
‫الثاناي‪:‬ل يقضي وقد اختاره شيخ السلم ابن تيمية لناه ل دليل على القضاء ‪.‬‬

‫على من يجب صيام رمضان؟‬

‫‪ .1‬على المسلم ‪ :‬فل صايام على غير المسلم ‪.‬‬


‫‪ .2‬على البالغ العاقل بدليل قوله عليه الصلة والسلم ‪" :‬رفع القلم عن‬
‫ثلثة ‪ :‬عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ وعن النائم حتى‬
‫يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم" رواه أحمد وأبو داود ‪.‬‬
‫ولكن هل يترك الصبي والصبية ول يطالبان بالصوم إل بعد بلوغ سن التكليف‬
‫؟‬
‫ليترك فإن تعاليم الشرع تأمر بتدريب هؤلء الناشئة على أداء الفرائض‬
‫ابتداء من استكمالا السابعة من العمر ‪ ،‬وليس من المطلوب أن يصوم‬
‫الشهر مرة واحدة ‪ ،‬فليس هذا بمقدور ول منطقي ‪ ،‬و إناما يصوم في أولا‬
‫سنة يومين أو ثلثة مثل ‪ ،‬والتي بعدها يصوم أسبوعا ثم أسبوعين حتى يمكنه‬
‫بعد ذلك صاوم الشهر كله بهذا التدرج ‪.‬‬
‫‪ .3‬على غير المريض والمسافر بدليل قوله تعالى ‪:‬‬
‫}ومن كان مريضا ا أو على سفرر فعدة من أيام ر أخر {‪.‬‬
‫‪ . 4‬على غير الحائض و النفساء ‪:‬‬
‫عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪ ):‬كنا ناؤمر بقضاء الصوم ‪ ،‬ول ناؤمر بقضاء‬
‫الصلة ( رواه مسلم ‪.‬‬

‫أصحاب العذار في الصوم ‪.‬‬

‫‪-1‬المسافر ‪:‬‬
‫أ ـ شرعية الفطر للمسافر ‪:‬‬
‫دليلها قوله تعالى ‪ } :‬فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على‬
‫سفرر فعدة من أيام ر أخر يريد الله بكم اليسر { ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وعن أناس بن مالك رضي الله عنه قالا ‪ ) :‬كنا ناسافر مع النبي صالى الله عليه‬
‫وسلم فلم يعب الصائم على المفطر ول المفطر على الصائم ( متفق عليه ‪.‬‬

‫ب ـ مسافة السفر وأمتى يفطر المسافر ؟‬


‫ذهب مالك والشافعي وأحمد ‪ :‬إلى أناها مسيرة يومين أي ما يعادلا ‪ 80‬كم ‪.‬‬
‫وقالا أبو حنيفة ‪ :‬هي مسيرة ثلثة أيام ‪ ،‬أي ما يعادلا ‪ 120‬كم ‪.‬‬
‫وقالا طائفة من السلف والخلف ‪ :‬بل يقصر ويفطر في أقل من يومين‪ ،‬وهذا‬
‫قولا قوي ‪ ،‬فإناه قد ثبت أن النبي صالى الله عليه وسلم ‪ ) :‬كان يصلي بعرفة ‪،‬‬
‫ومزدلفة ‪ ،‬ومنى ‪ ،‬يقصر الصلة ‪ ،‬وخلفه أهل مكة وغيرهم يصلون بصلته ‪ ،‬لم‬
‫يأمر أحدا منهم بإتمام الصلة ( ذكره ابن تيمية في الفتاوى ‪.‬‬

‫س ‪ :1‬إذا سافر في أثناء يوم ‪ ،‬فهل يجوز له أن يفطر؟‬


‫‪ .1‬ذهب الحنابلة إلى أناه يجوز له الفطر ‪ ،‬ولكن الولى أن يتم صايامه ‪ ،‬و ذلك‬
‫لما ثبت في السنن أن من الصحابة من كان يفطر إذا خرج من يومه ‪,‬و يذكر‬
‫أن ذلك سنة النبي صالى الله عليه و سلم ‪.‬‬
‫‪-2‬وذهب بقية الئمة إلى أناه ل يجوز له ذ لك ‪ ،‬لناه شرع في الصوم فل يجوز‬
‫له قطعه ‪ ،‬أما إذا سافر قبل الفجر فيجوز له الفطار في السفر ‪.‬‬
‫س ‪:2‬إذا قدم من السفر في أثناء اليوم فهل يجب عليه المساك‬
‫باقي اليوم ؟‬
‫ذهب أبو حنيفة وأصاحابه إلى أناه يجب عليه المساك ‪ ،‬وذهب مالك والشافعي‬
‫إلى أناه ل يجب عليه ذلك ولكن اتفقوا على أن عليه القضاء سواء أمسك أو لم‬
‫يمسك ‪.‬‬

‫أيهما الفضل للمسافر ‪:‬الصوم أم الفطر؟‬


‫‪:_1‬الصوم أفضل وهو مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وهذا لمن قوي‬
‫ولم يشق عليه ‪.‬‬
‫‪ :_2‬وقالا الوزاعي و أحمد وإسحاق الفطر أفضل عمل بالرخصة ‪ ،‬فالله‬
‫يحب أن تؤتى رخصه‬

‫الترجيح‪:‬‬
‫من كان يسهل عليه الصيام والناس صاائمون ‪,‬ويشق عليه أن يقضي بعد ذلك‬
‫حيث يصوم والناس مفطرون فالصوم في حقه أفضل ومن شق عليه الصيام‬
‫الن كالمسافر في البر وناحو ذلك وسهل عليه القضاء فالفطر له أفضل ‪.‬‬
‫هل يجوز الفطر في الجهاد من غير سفر ؟‬

‫‪6‬‬
‫الفطر لذلك أولى من الفطر لمجرد السفر ‪ ،‬بل إباحة الفطر للمسافر تنبيه‬
‫على إباحته في هذه الحالة فإناها أحق بجوازه لن القوة هناك تختص بالمسافر‬
‫والقوة هنا له وللمسلمين ‪ ،‬ولن مشقة الجهاد أعظم من مشقة السفر ‪ ,‬ولن‬
‫المصلحة الحاصالة بالفطر للمجاهد أعظم من المصلحة بفطر المسافر ولن‬
‫الله تعالى قالا ‪ } :‬وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة { والفطر عند اللقاء من‬
‫أعظم أسباب القوة وهذا ما أفتى به ابن تيمية وابن القيم ‪.‬‬

‫‪ -2‬المرض وأالصيام‬

‫قالا تعالى ‪ } :‬ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله‬
‫بكم اليسر ول يريد بكم العسر { ‪.‬‬
‫والمرض الموجب للرخصة هو الذي يسبب للصائم مشقة وألما ‪ ,‬أو يكون‬
‫الصيام سببا لزيادته ‪ ,‬أو تأخر شفائه منه ‪.‬‬
‫و يعرف ذلك بغلبة الظن ‪ ,‬إما بالتجربة بأن يكون جرب الصوم يوما أو أكثر‬
‫فشق عليه ‪ .,‬وإما بإخبار طبيب مسلم ثقة في دينه ‪ ,‬بأن يكون من أهل‬
‫الختصاص ‪ ,‬في هدا المرض ‪.‬‬

‫‪-3‬الشيخ الكبير وأذوأ المرض المزمن ‪:‬‬


‫ومثله المرأة العجوز ‪ ,‬ويلحق بهما من ابتلى بمرض مزمن ‪ ,‬فهؤلء ل‬
‫صاوم عليهم بل خلف لقوله تعالى ‪ } :‬وعلى الذين يطيقوناه فديه طعام‬
‫مسكين { ‪ ،‬ول قضاء عليهم ‪ ,‬لناهم ليست لهم حالا يصيرون إليها يتمكنون‬
‫فيها من القضاء ‪ ,‬ولكن يجب عليهم إذا أفطر الواحد منهم أن يطعم عن كل‬
‫يوم مسكينا إذا كان ذا جدة ؟‬
‫و فيه قولن للعلماء ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬ل يجب عليه إطعام ‪ ,‬لناه ضعيف عنه لسنه فلم يجب عليه فدية‬
‫كالصبي ‪ ,‬لن الله ل يكلف نافسا إل وسعها ‪ ،‬وهو أحد قولي الشافعي وقولا‬
‫مالك وأيده ابن حزم ‪.‬‬

‫والثاناي ‪ :‬وهو الصحيح وعليه أكثر العلماء أناه يجب عليه فدية عن كل يوم كما‬
‫فسره ابن عباس و غيره من السلف وقد يلحق بهد النوع من أصاحاب‬
‫العذار ‪ ,‬من كان يمتهن العمالا الشاقة التي ل يقدر معها على الصوم ‪,‬‬
‫مثل ‪ :‬عمالا المناجم ‪ ,‬أو الفران أو غيرهم ‪ ,‬ممن ل يستطيعون الصوم ‪ ,‬ول‬
‫يجدون فرصاة للقضاء ‪ ,‬فهم يفطرون ويفدون ‪.‬‬

‫والفدية ‪ :‬طعام مسكين ‪ .‬قدره بعض الفقهاء بمقدار ) مد ( وهو ربع صااع ‪.‬‬
‫وبعضهم بصاع من تمر أو طعام إل القمح ‪ ,‬فجعل منه ناصف صااع ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وبعضهم رأى إطعام المسكين مايشبعه وهو الراجح ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الحامل وأ المرضع ‪:‬‬
‫المرأة في حالة الحمل قد تخاف على نافسها من مشقة الصوم ‪ ,‬وقد تخاف‬
‫على حملها في بطنها الذي أصابح جزءا منها ‪ ,‬فغداؤه منها ‪ ,‬وبقاؤه بها‪ ,‬أو‬
‫تخاف عليهما معا ‪.‬‬
‫وهي في حالة الرضاع أيضا قد تخاف على نافسها أو على رضيعها ‪ .‬أو‬
‫علىالثنين جميعا ‪.‬‬
‫فما الحكم في مختلف هده الحالت ؟‬
‫لقد أجمع الفقهاء على أن من حق كل منهما ) الحامل والمرضع ( أن تفطر‬
‫في كل هده الحوالا‪ ,‬وفي هذا جاء حديث ‪ " :‬إن الله وضع عن المسافر‬
‫الصوم وشطر الصلة ‪ ,‬وعن الحامل والمرضع الصوم "رواه النسائي وابن‬
‫ماجه ‪.‬‬
‫ولكن ماذا عليهما ‪ ,‬بعد أن تفطرا ؟‬
‫ذهب الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة إلى أناهما تفطران‬
‫وتقضيان‪،‬وزاد الشافعية على القضاء الفدية لمن خافت على ولدها "جنين أو‬
‫رضيع" فقط‪.‬‬
‫أما ابن عمروا وابن العباس من الصحابة ‪ ,‬وابن جبير وغيره من التابعين ‪ :‬أن‬
‫عليهما الفدية ‪ ,‬أي الطعام ‪ ,‬ول قضاء عليهما ‪.‬‬
‫ورجح القرضاوي الخد بمذهب ابن عمر وابن عباس في شأن المرأة التي‬
‫يتوالى عليها الحمل والرضاع ‪ ,‬وتكاد تكون في رمضان ‪ ,‬إما حامل ‪ ,‬وإما‬
‫مرضعا ‪.‬‬
‫وهكذا كان كثير من النساء في الزمنة الماضية ‪ ,‬فمن الرحمة بمثل هده‬
‫المرأة أل تكلف القضاء وتكتفي بالفدية ‪ ,‬وفي هذا خير للمساكين وأهل‬
‫الحاجة ‪.‬‬
‫أما المرأة التي تتباعد فترات حملها ‪ ,‬كما هو الشأن في معظم ناساء زمننا‬
‫في معظم المجتمعات السلمية ‪ ,‬وخصوصاا في المدن ‪ ,‬والتي قد ل تعاناي‬
‫الحمل والرضاع في حياتها ‪ ,‬إل مرتين أو ثلثا ‪ ,‬فالرجح ‪ ,‬أن تقضي كما هو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬

‫قضاء رمضان‪:‬‬
‫المريض والمسافر قضاؤهما ثابت بالقرآن في قوله تعالى ‪) :‬فعدة من أيام‬
‫أخر( ‪ ،‬أما قضاء الحائض والنفساء فهو ثابت بالسنة عن عائشة رضي الله‬
‫عنها قالت ‪ ) :‬كنا ناحيض في عهد النبي صالى الله عليه وسلم فكنا ناؤمر‬
‫بقضاء الصوم ول ناؤمر بقضاء الصلة ( رواه مسلم ‪ ،‬ويجوز أن يكون قضاء‬
‫رمضان متتابعا وهو الأفضل مسارعة إلى قضاء الفرض ‪ ،‬وخروجا من‬
‫الخلف‬
‫ويجوز أيضا أن يكون قضاؤه مفرقا وهو قولا جمهور السلف والخلف ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مسألة ‪ :‬من أفطر في قضاء رمضان متعمدا ولو بالجماع فل كفارة عليه‬
‫وعليه يوم مكان يوم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬من أتى عليه رمضان آخر ولم يصم قضاء رمضان الفائت ‪ ،‬فإن‬
‫كان ذلك بعذر فل شيء عليه بالجماع لناه معذور في تأخيره ‪ ،‬وإن كان‬
‫تأخيره بالقضاء بدون عذر فقد جاء عن عدد من الصحابة ‪:‬أن عليه عن كل‬
‫يوم إطعام مسكين كفارة عن تأخيره وهذا مذهب الشافعي ‪.‬‬
‫وهناك رأي أخر ‪:‬أن ل شيء عليه سوى القضاء وهو رأي النخعي وأبو حنيفة‬
‫وأصاحابه ورجحه صااحب الروضة الندية لناه لم يثبت في ذلك شيء صاح رفع‬
‫إلى النبي صالى الله عليه وسلم‬
‫ورأي القرضاوي الخذ بما جاء عن الصحابة للستحباب ‪.‬‬
‫من مات وأعليه صيام ‪:‬‬
‫إذا مات المريض أو المسافر وهما على حالهم من المرض والسفر لم‬
‫يلزمهما القضاء لعدم إدراكما عدة من أيام أخر ‪ ،‬ولكن إذا أفطر وقصر‬
‫بالقضاء حتى مات ‪ ،‬فقد قالا مالك ‪ :‬ل يصام عنه ‪ ،‬ول يطعم عنه إل أن‬
‫يوصاي ‪ ،‬وقالا الشافعي ‪ :‬يطعم عنه وليه ‪ ،‬وقالا أبو حنيفة يصوم عنه وليه‬
‫فإن لم يستطع أطعم عنه ودليله حديث ‪ ) :‬من مات وعليه صايام صاام عته‬
‫وليه ( أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫مقومات الصيام ‪:‬‬
‫للصوم ركنان أساسيان هما ‪ :‬المساك والنية وناعني بالولا إمساك عن‬
‫الشهوات التي اعتادها الناس والمباشرة في حكمها ‪ ،‬طوالا يوم الصوم مثل‬
‫التدخين الذي يراه المبتلون به أهم من الطعام والشراب ‪ ،‬ويدخل في حكم‬
‫الكل والشرب كل ما يتناولا قصدا بالفم ويصل إلى المعدة وإن لم يكن‬
‫مشتهى ول متلذذا به ‪ ،‬ويدخل في حكم ا لمباشرة إنازالا المني بطريق‬
‫اختياري كالستمناء مثل ‪ ،‬والنظر المتعمد المتكرر والتلذذ بالمس والقبلة‬
‫والعناق وناحوها مما يعتبر مقدمات للتصالا الجنسي فإذا أنازلا بإحدى هذه‬
‫الطرق أفطر ‪.‬‬
‫ضروأرة النية ‪:‬‬
‫النية محلها القلب والتلفظ باللسان ليس مطلوبا ولم يأت في ناصوص‬
‫الشرع ما يدلا على طلب التلفظ بها ل في الصوم ول في الصلة ول في‬
‫الزكاة إل ما جاء في الحج والعمرة ‪ ،‬ولذلك ل ناعد النية بالنسبة للمسلم‬
‫الملتزم بالصيام فهو بطبيعته نااو له مصمم عليه ومن دلئل نايته قيامه‬
‫للسحور وتهيئته له ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬هل من اللزم تحديد الوقت الذي يجب فيه إناشاء ناية الصوم ؟‬
‫ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الواجب هو تبييت النية من الليل أي إيقاعها‬
‫في جزء من الليل قبل طلوع الفجر ‪ ،‬واستدلوا بحديث ابن عمر عن حفصة‬
‫مرفوعا ‪) :‬من لم يجمع الصيام قبل الفجر فل صايام له( ‪ ،‬رواه أحمد‬
‫وأصاحاب السنن ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ومن لم يأخذ به أجازها قبله وبعده كما هو مذهب أبي حنيفة الذي يجيز صاوم‬
‫رمضان بنية من الليل إلى ناصف النهار ‪.‬‬
‫ومنهم من قصر تبييت النية على الفرض ‪ ،‬أما النفل فأجازوه في النهار إلى‬
‫ما قبل ا لزوالا وهو مذهب الشافعي ‪.‬‬
‫وذهب المام مالك إلى أن ناية الصيام في أولا يوم كافية للشهر كله ‪.‬‬
‫ما يفطر الصائم وأما ل يفطره ‪:‬‬
‫توسع كثير من الفقهاء فيما يفطر الصائم توسعا كبيرا فذكر الحناف حوالي‬
‫سبعة وخمسين مفطرا وذكر الشافعية أيضا أشياء كثيرة وتفنن المتأخرون‬
‫في المفطرات تفننا غريبا قعدوا له قواعد ثم بنوا عليها فروع ل تحصر ‪،‬‬
‫والقواعد نافسها غير مسلمة لناه لم يقم عليها دليل محكم في القران‬
‫والسنة ‪.‬‬
‫وحقيقة الصيام المتفق عليها هي ‪ :‬حرمان النفس من شهواتها ومعانااة‬
‫الجوع والعطش والمتناع عن النساء قصدا للتقرب إلى الله ‪ ،‬قالا تعالى ‪:‬‬
‫)فالن با شروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا وأشربوا حتى يتبين لكم‬
‫الخيط البيض من الخيط السود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل(‬
‫)البقرة ‪(187‬‬
‫فهذه هي الشياء الثلثة المحددة التي منع منها الصائمون من تبين الفجر‬
‫إلى دخولا الليل وذلك بغروب الشمس كما بينه الحديث ‪.‬‬
‫هل الحجامة تفطر الصائم ؟‬
‫ذهب إلى التفطير بها أحمد وإسحاق وبعض فقهاء الحديث وهو مروى عن‬
‫بعض الصحابة والتابعين وقد قالوا يفطر الحاجم والمحجوم ‪ ،‬وحجتهم حديث‬
‫ثوبان مرفوعا‪):‬أفطرالحاجم والمحجوم( رواه أبو داود وابن ماجة بأسانايد‬
‫صاحيحة ‪.‬‬
‫وجمهور الفقهاء على أن الحجامة ل تفطر ل الحاجم ول المحجوم ‪ ،‬وحجتهم‬
‫حديث عبد الله بن عباس ‪ ) :‬أن النبي احتجم وهو محرم واحتجم وهو صاائم (‬
‫رواه البخاري ‪.‬‬
‫وفي رواية أكنتم تكرهون الحجامة للصائم وفي رواية على عهد رسولا الله‬
‫صالى الله عليه وسلم قالا ل إل من أجل الضعف ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫والظاهر من هذا المنقولا أن حديث ‪) :‬أفطر الحاجم والمحجوم(أن الأخذ‬
‫بظاهره قد ناسخ ‪ ،‬كما أن أحاديث الترخص أقوى وأصاح ‪ ،‬سيما وقد ظهرت‬
‫علة الفطار فالمحجوم يتعرض للضعف ‪ ،‬والحاجم قد يصل شئ إلى حلقه‬
‫من المص ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬هل يفطر التبرع بالدم أو ما شابه ؟‬
‫على رأي الجمهور ل يفطر ولكن قد يكره من أجل الضعف ‪ ،‬وعلى رأي‬
‫أحمد إذا قيس على الحجامة يفطر وإذا وقف عند النص لم يفطر ‪.‬‬
‫هل يفطر القيء الصائم ؟‬

‫‪10‬‬
‫جاء في حديث عن أبي هريرة ‪ ) :‬من زرعه القيء وهو صاائم فل قضاء عليه‬
‫‪ ،‬ومن أستفاء فليقض ( رواه أصاحاب السنن ‪.‬‬
‫وكذلك حديث أبي الدرداء ) أناه صالى الله عليه وسلم قاء فأفطر ( رواه‬
‫أحمد وأصاحاب السنن ‪.‬‬
‫فأما حديث أبي هريرة فيكفي أن أحمد أناكره وقالا ليس من ذا شيء ‪ ،‬أي‬
‫أناه غير محفوظ ‪ ،‬وقالا البخاري ‪ :‬ل يصح إسناده ‪.‬‬
‫قالا جمهور الفقهاء إذا قاء لم يفطر وإذا استفاء أفطر ‪.‬‬
‫وناقل ابن بطالا عن ابن عباس وابن مسعود عدم الفطار بالقئ مطلقا ذرعه‬
‫أو تعمده‬
‫وعلق البخاري عن ابن عباس وعكرمة قال ‪ ) :‬الصوم مما دخل وليس مما‬
‫خرج ( وهذا مذهب البخاري وهو مذهب طاوس ‪ ،‬وأما حديث أبي الدرداء‬
‫فمعناه أن النبي مرض فأفطر ‪.‬‬
‫ترجيح التضييق في المفطرات ‪:‬‬
‫من ضيق في المفطرات وحصرها في الكل والشرب وإتيان النساء المام‬
‫البخاري ‪ ،‬وابن قدامة المقدسي الحنبلي وابن حزم وابن تيمية والقرضاوي ‪.‬‬
‫هل الحقن بالبر يفطر الصائم؟‬
‫من العلماء من يرى هذا النوع مفطرا لناه يحمل غذاء يصل إلى داخل‬
‫الجسم وينتفع به ‪ ،‬وإذا كان الغذاء عن طريق الفم يفطر بالنص والجماع ‪،‬‬
‫فينبغي أن يفطر هذا أيضا لناه خلصاة الغذاء ويصل إلى الدم مباشرة‪.‬‬
‫ومن العلماء من يرى هذا النوع ل يفطر فهو من نااحية قواعد الفقهاء لم‬
‫يدخل إلى الجوف من منفذ طبيعي مفتوح ‪ ،‬بل لم يدخل إلى الجوف أصال‬
‫لناهم يقصدون بالجوف المعدة ‪ ،‬ومن نااحية أخرى ل يذهب الجوع والظمأ‬
‫ول يحس من تناوله بالشبع والري لناه ل يدخل المعدة ول يمر بالجهاز‬
‫الهضمي للناسان وهذا الرأي الخير وهو الذي أرجحه وأميل إليه‪.‬‬
‫هل المعاصي تفطر الصائم؟‬
‫قالا صالى الله عليه وسلم‪":‬من لم يدع قولا الزور والعمل به فليس لله‬
‫حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"رواه البخاري ‪ ،‬وقالا أيضا ‪ ) :‬رب صاائم‬
‫ليس له من صايامه إل الجوع والعطش( ‪.‬وعن ميمون بن مهران ‪) :‬إن‬
‫أهون الصوم ترك الطعام والشراب ( رواه النسائي ‪.‬‬
‫لذلك ذهب بعض السلف إلى أن المعاصاي كلها تفطر ومن ارتكب معصية‬
‫في صاومه فعليه القضاء وهو ظاهر ما روي عن بعض الصحابة والتابعين ‪،‬‬
‫وهو مذهب المام الوزاعي وأيده ابن حزم من الظاهرية‪.‬‬
‫وأما جمهور العلماء فرأوا أن المعاصاي ل تبطل الصوم وإن كانات تصيب‬
‫منه وتخدش به بحسب صاغرها أو كبرها‪.‬‬
‫حكمة القبلة للصائم؟‬
‫قالت عائشة رضي الله عنها "كان رسولا الله يقبل ويباشر وهو صاائم وكان‬
‫أملككم لربه ( رواه البيهقي بإسناد صاحيح ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وعن عمر رضي اله عنه قالا ‪ ) :‬هششت يوما فقبلت وأناا صاائم ‪ ،‬فأتيت‬
‫النبي صالى الله عليه وسلم فقلت‪) :‬إناي صانعت اليوم أمرا عظيما قبلت‬
‫وأناا صاائم ‪ ،‬فقالا رسولا الله صالى الله عليه وسلم ‪:‬أرأيت لو تمضمضت‬
‫بماء وأنات صاائم ؟ قلت‪ :‬ل بأس بذلك‪ ,‬قالا‪:‬ففيم ( رواه أبو داود ‪ .‬ومن‬
‫السلف من رخص القبلة للشيخ الكبير دون الشاب كما روى ابن ماجه عن‬
‫ابن عباس ‪) :‬رخص للكبير في المباشرة وكره للشاب ( ‪ ،‬والراجح في ذلك‬
‫أن المر يختلف من إناسان لخر بحب قدرته على ضبط نافسه ‪.‬‬
‫إذا أكل أوأ شرب يظن غروأب الشمس أوأ بقاء الليل‪:‬‬
‫ذهب الئمة الربعة إلى أن صاومه يبطل لناه فعل ما ينافي الصيام وهو‬
‫الكل في ناهار رمضان وعليه القضاء ‪ ،‬وإن لم يكن عليه إثم لخطئه ‪ ،‬وقالا‬
‫إسحاق بن راهويه وداود‪:‬صاومه صاحيح ‪ ،‬ول قضاء عليه وحكي ذلك عن‬
‫عطاء وعروة بن الزبير والحسن البصري ومجاهد‬
‫وهو ما رجحه شيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬
‫واحتجوا بما رواه البيهقي‪":‬بينما ناحن جلوس في مسجد المدينة في‬
‫رمضان والسماء متغيمة فرأينا أن الشمس قد غابت وأناا قد أمسينا ‪،‬‬
‫فأخرجت لنا عساس من لبن من بيت حفصة فشرب عمر رضي الله عنه‬
‫وشربنا فلم نالبث أن ذهب السحاب وبدت الشمس فجعل بعضنا يقولا‬
‫لبعض‪:‬ناقضي يومنا هذا فسمع بذلك عمر فقالا‪ :‬والله ل ناقضيه وما يجانافنا‬
‫الثم (‪.‬‬
‫ماحكم من أكل أوأ شرب ناسيا؟‬
‫قالا رسولا الله صالى الله عليه وسلم‪":‬من أكل أو شرب نااسيا فليتم‬
‫صاومه فإناما أطعمه الله وسقاه"‬
‫وهذا أمر أجمع عليه الفقهاء لول خلف مالك وابن أبي ليلىالذين قال ‪ :‬إن‬
‫من أكل أو شرب نااسيا فقد أبطل صاومه وعليه القضاء ‪ ،‬ولعلهما لم يبلغهما‬
‫الحديث وهو حجة ظاهرة‪.‬‬
‫وفرق بعض العلماء بين القليل والكثير من الطعام وظاهر الحديث عدم‬
‫الفرق‪.‬‬
‫ما حكم من جامع ناسيا؟‬
‫الظاهرفي ذلك عدم الفطار وذلك أخذا بمقتضى القياس ‪ ،‬ولدخوله تحت‬
‫عموم رفع المؤاخذة عن الناسي ‪ ،‬ولحديث "من أفطر يوما في رمضان" ‪،‬‬
‫فظاهره يشمل المجامع وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة ‪ ،‬وقالا مالك ‪:‬‬
‫عليه القضاء دون الكفارة ‪ ،‬وقالا أحمد وأهل الظاهر ‪ :‬عليه القضاء‬
‫والكفارة ‪.‬‬
‫هل يفطر الجاهل بالتحريم؟‬
‫إن كان قريب عهد بإسلم أو ناشأ ببادية بعيدة بحيث يخفى عليه كون هذا‬
‫مفطرا لم يفطر ‪ ،‬وإن كان مخالطا للمسلمين بحيث ل يخفى عليه تحريم‬
‫أفطر لناه مقصر حيث إناه "ل عذر لجاهل في ديار السلم"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المكره ل يفطر‪:‬‬
‫وذلك لحديث ‪" :‬إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا‬
‫عليه" فالمكره ل يفطر على مارجحه النووي من مذهب الشافعي ‪ ،‬وقالا‬
‫الئمة الثلثة ‪ :‬يبطل صاومه وإن كان مكرها ‪.‬‬
‫ما يفطر الصائم وأيوجب القضاء فقط ‪:‬‬
‫نازولا دم الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة ‪ ،‬والكل والشرب متعمدا ومثله‬
‫التدخين وكذلك تعمد إنازالا المني بالمباشرة أو الستمناء‪.‬‬
‫ما يوجب القضاء وأالكفارة‪:‬‬
‫الكفارة واجبة في الجماع على الترتيب عند الجمهور أي يجب العتق فإن‬
‫عجز فالصيام فإن عجز فالطعام‬
‫وذهب مالك إلى أناها على التخيير بين العتق والصيام والطعام فبأيها كفر‬
‫أجزأه ‪. ،‬ودليل ذلك ) أن رجل أفطر في رمضان فأمره النبي أن يعتق رقبة‬
‫أو يصوم شهرين أو يطعم ستين مسكينا ( رواه مالك في الموطأ ‪.‬‬
‫كما يؤيد مذهب مالك في عصرناا أمرين‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف عزائم الناس عن صايام شهرين متتابعين ومشقتهما عليهما‪.‬‬
‫‪ ‬اناتشار الفقر في العالم السلمي وحاجة كثير من المسلمين إلى الطعام‬
‫أو قيمته عند من يجيزها‪.‬‬
‫ومذهب الجمهور أن المرأة والرجل سواء في وجوب الكفارة عليهما ما قد‬
‫تعمدا الجماع مختارين في ناهار رمضان نااويين الصيام‪.‬‬
‫ومذهب الشافعية اناه ل كفارة على المرأة مطلقا ل في حالة الختيار ول‬
‫في حالة الكراه وإناما يلزمها القضاء فقط‪.‬‬
‫قالا أبو داود‪):‬سئل أحمد عمن أتى أهله في رمضان أعليها كفارة؟ قالا ما‬
‫سمعنا أن على امرأة كفارة(‪.‬‬
‫إفطار الصائم عمدا بغير جماع‪:‬‬
‫من أكل أويشرب أو دخن أو باشر فيما دون الفرج فأنازلا أو استمني‬
‫فأنازلا‪ ،‬يجب عليه إمساك بقية اليوم لناه أفطر بغير عذر ‪ ،‬وعليه القضاء‬
‫ول تجب عليه الكفارة لن الصال عدم الكفارة إل فيما ورد به الشرع‪.‬وهو‬
‫مذهب الشافعي وأحمد والظاهرية ‪.‬‬
‫وذهب أبو حنيفة والزهري والوزاعي والثوري وإسحاق إلى أن عليه‬
‫القضاء والكفارة قياسا على من أفطر بالجماع ‪ ،‬وهوالمشهور من مذهب‬
‫مالك‪.‬‬

‫صيام التطوع‪:‬‬
‫‪1‬ـ صيام ستة من شوال‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫قالا رسولا الله صالى الله عليه وسلم ‪" :‬من صاام رمضان ثم أتبعه ستا‬
‫من شوالا فكأناما صاام الدهر كله" رواه البخاري ‪.‬‬
‫وانافرد المام مالك رضي الله عنه بالقولا بكراهة صايام هذه اليام خشية‬
‫أن يعتقد الناس أناها من رمضان ويلزموا بها أنافسهم وينكروا على تاركها‬
‫فكرهها من باب سد الذرائع‪.‬‬
‫‪2‬ـ صيام تسع ذي الحجة وأيوم عرفة‪:‬‬
‫قالا رسولا الله صالى الله عليه وسلم ‪":‬ما من أيام العمل الصالح فيها‬
‫أحب إلى الله من هذه اليام ول الجهاد في سبيله قالا ول الجهاد في سبيله‬
‫إل أن يخرج الرجل بنفسه وماله فل يرجع بشيء من ذلك"رواه البخاري ‪.‬‬
‫وأوكدها وأفضلها هو اليوم التاسع ‪ ،‬قالا صالى الله عليه وسلم‪":‬صايام يوم‬
‫عرفة إناي أحتسب على الله تعالى أن يكفر السنة التي قبلها والتي‬
‫بعدها"رواه الترمذي ‪.‬‬
‫‪3‬ـ صيام عاشوراء وأتاسوعاء‪:‬‬
‫قالا صالى الله عليه وسلم ‪ :‬صاوم يوم عرفة يكفر سنتين ‪ :‬ماضية‬
‫ومستقبلة ‪ ،‬وصاوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ( ‪ ،‬رواه الجماعة إل‬
‫البخاري ‪.‬‬
‫‪4‬ـ الكثار من الصوم في شعبان‪:‬‬
‫قالت عائشة رضي الله عنها ‪ ) :‬ما كان يصوم في شهرما كان يصوم من‬
‫شعبان فإناه كان يصومه إل قليل ( ‪ ،‬وقالا عليه الصلة والسلم ‪" :‬ذاك‬
‫شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع العمالا إلى رب‬
‫العالمين وأحب أن يرفع عملي وأناا صاائم" رواه النسائي ‪.‬‬
‫‪5‬ـ الصيام في الأشهر الحرم‪:‬‬
‫الشهر الحرم هي ‪ :‬ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب قالا عليه‬
‫الصلة والسلم ‪" :‬صام من الحرم واترك ‪ ،‬صام من الحرم واترك ‪ ،‬صام‬
‫من الحرم واترك" رواه أبو داود ‪.‬‬
‫وفي حديث آخر ‪ ) :‬أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام وأفضل‬
‫الصلة بعد الفريضة صالة الليل ( رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪6‬ـ صيام ثلثة أيام من كل شهر‪:‬‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه قالا ‪ ) :‬أوصااناي خليلي بثلث ل أدعهن حتى‬
‫أموت‪ :‬صاوم ثلثة أيام من كل شهر ‪ ،‬وصالة الضحى ‪ ،‬وناوم على وتر (‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫‪7‬ـصيام الثنين وأالخميس‪:‬‬
‫عن أبي هريرة مرفوعا ‪ ) :‬تفتح أبواب الجنة يوم الثنين والخميس ‪،‬‬
‫فيغفر لكل عبد ل يشرك بالله شيئا ‪ ،‬إل رجل كانات بينه وبين أخيه شحناء ‪،‬‬
‫فيقالا‪:‬أناظروا هذين حتى يصطلحا ( رواه مسلم ‪.‬‬
‫أما عن يوم الثنين خاصاة فقد ورد أن النبي سئل عن صايامه له فقالا ‪) :‬‬
‫ذلك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنازلا علي فيه ( رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪8‬ـ صيام يوم وأإفطار يوم‪:‬‬
‫قالا عليه الصلة والسلم ‪" :‬ل صاوم فوق صاوم داود عليه السلم شطر‬
‫الدهر" رواه البخاري ‪.‬‬
‫إتمام التطوع ‪ :‬يستحب قضاء التطوع الذي لم يتمه أخذا بعموم قوله‬
‫‪:‬ول تبطلوا أعمالكم" وعمل ببعض الحاديث المرة بالقضاء وإن لم تبلغ‬
‫درجة الصحة فتحمل على الندب وخروجا من الخلف العلماء فقد ذهب أبو‬
‫حنيفة ومالك إلى وجوب القضاء ‪ ،‬وذلك خلفا للشافعي وأحمد ‪.‬‬
‫الصيام المحرم أوأ المكروأه‬
‫أوألـ الصيام المحرم‪:‬‬
‫‪1‬ـ تحريم صيام يومي العيد‪:‬‬
‫ناهى النبي عن صايام يومي العيد يوم الفطر ويوم الضحى وذلك لن الناس‬
‫في ضيافة الله تعالى في هذين اليومين فل يجمل بهم أن يصوموهما‪.‬‬
‫‪2‬ـ صيام أيام التشريق‪ :‬وهي ‪ 11‬ـ ‪ 12‬ـ ‪ 13‬من ذي الحجة ‪.‬‬
‫قالا عليه الصلة والسلم ‪" :‬أيام التشريق أيام أكل وشرب وصالة ‪ ،‬فل‬
‫يصومها أحد" رواه أصاحاب السنن ‪.‬‬
‫روى ابن عمر وعائشة قال‪ ) :‬لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إل‬
‫لمن لم يجد الهدي ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الصيام المبتدع في الدين‪:‬‬
‫‪ ‬إفراد صاوم يوم ‪ 12‬من ربيع الولا‪.‬‬
‫‪ ‬إفراد صاوم ‪ 27‬رجب‪.‬‬
‫‪ ‬إفراد صاوم النصف من شعبان إل إذا وافق عادة له أو كان يوم الثنين أو‬
‫الخميس أو صاام يوما قبله أو بعده‪.‬‬
‫‪4‬ـ صيام التطوع إذا ضيع حقا للغير‪:‬‬
‫قالا العلماء من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن‬
‫الفرض فهو مغرور‪.‬‬
‫‪5‬ـ صيام المرأة بغير إذن زوأجها‪:‬‬
‫لقوله صالى الله عليه وسلم‪":‬ل يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إل‬
‫بإذناه" متفق عليه ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الموظف الذي يعطل المصالح بدعوى الصيام‪.‬‬
‫ثانياـ الصوم المكروأه‪:‬‬
‫‪1‬ـ صوم الدهر‪:‬‬
‫روى عبد الله بن عمر أن رسولا الله صالى الله عليه وسلم قالا ‪":‬ل صاام‬
‫من صاام البد ‪ ،‬لصاام من صام البد" متفق عليه ‪.‬‬
‫‪2‬ـ إفراد شهررجب بالصوم ‪:‬‬
‫يرى المام أحمد كراهية إفراد رجب بالصوم مالم يفطر فيه بعض اليام ‪،‬‬
‫وروي عن عمر أناه كان يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ‪،‬‬
‫ويقولا ‪ :‬كلوا فإناما هو شهر كانات تعظمه الجاهلية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪3‬ـ إفراد يوم الجمعة‪:‬‬
‫قالا صالى الله عليه وسلم ‪" :‬ل يصومن أحدكم يوم الجمعة إل أن يصوم‬
‫يوما قبله أو يوما بعده" متفق عليه ‪.‬‬

‫‪4‬ـ إفراد يوم السبت‪:‬‬


‫قالا صالى الله عليه وسلم ‪" :‬ل تصوموا يوم السبت إل فيما افترض عليكم"‬
‫رواه مسلم ‪ .‬وقالا أيضا‪ ":‬ل تصوموا يوم السبت إل فيما افترض عليكم‬
‫فإن لم يجد أحدكم إل لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه" رواه أبو داود ‪.‬‬
‫الصوم بغير صلة‪:‬‬
‫ما حكم من يصوم وأل يصلي؟‬
‫‪1‬ـ من قالا ‪ :‬إن تارك الصلة كافر )أحمد بن حنبل ـ وإسحاق بن راهويه( ‪،‬‬
‫فهو يرى أن صاومه باطل لناه كافر بترك الصلة والصوم ل يقبل من كافر‪.‬‬
‫‪2‬ـ رأي الجمهور الفقهاء من السلف والخلف بأن تارك الصلة فاسق غير‬
‫كافر ‪ ،‬وأن الله ل يضيع عنده عمل عامل ول يظلم مثقالا ذرة فمن يعمل‬
‫مثقالا ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقالا ذرة شرا يره" فهو يرى أناه مؤاخذ‬
‫على ترك الصلة مثاب على أداء الصيام ‪ ،‬وأن عقابه على ترك الفريضة ل‬
‫يلغي ثوابه على تأدية غيرها ‪ ،‬قالا تعالى ‪" :‬وناضع الموازين القسط ليوم‬
‫القيامة فل تظلم نافس شيئا و إن كان مثقالا حبة من خردلا أتينا بها وكفى‬
‫بنا حاسبين" وإذا ناظرناا من الناحية العملية والتربوية فماذا يفيدناا أن ناقولا‬
‫للصائم بغير صالة صاومك وعدمه سواء ول أجر لك عليه فربما دفعه هذا‬
‫إلى ترك الصائم كما ترك الصلة وبهذا ينقطع آخر خيط كان يصله بالدين‬
‫من الفرائض والعبادات‪.‬‬

‫ما يستحب للصائم ‪:‬‬

‫‪ -1‬تعجيل الفطار‪:‬‬
‫ففي الصحيحين ‪ ،‬قالا صالى الله عليه وسلم ‪):‬ل يزالا الناس بخير ما عجلوا‬
‫الفطر ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالا صالى الله عليه وسلم ‪ ) :‬ل يزالا الدين‬
‫ظاهرا ما عجل الناس الفطر لن اليهود والنصارى يؤخرون ( رواه أبو داود‬
‫وصاححه الحاكم ووافقه الذهبي ‪.‬‬
‫وكان من سنته العملية عليه الصلة والسلم ما رواه أناس خادمه ) أناه كان‬
‫يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم‬
‫تكن حسا حسوات من الماء ( رواه الترمذي‬
‫‪ -2‬السحور وأتأخيره ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫قالا صالى الله عليه وسلم ‪ ) :‬تسحروا فإن في السحور بركة ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالا مرفوعا ‪ ) :‬إذا سمع أحدكم النداء‬
‫والنااء على يده فل يضعه حتى يقضي حاجته منه ( صاححه الحاكم ووافقه‬
‫الذهبي ‪.‬‬
‫ومن هنا ناعلم أن المر في وقت الفجر ليس بالدقيقة والثاناية ‪ ،‬ففي المر‬
‫سعة ومروناة وسماحة كما كان عليه كثير من السلف الصالح والتابعين ‪.‬‬
‫‪ -3‬التنزه عن اللغو وأالرفث وأالجهل وأالسب‬
‫قالا صالى الله عليه وسلم ‪ ) :‬إذا كان يوم صاوم أحدكم فل يرفث ول يصخب‬
‫)وفي رواية ل يجهل(فإن سابه أحد أو قاتله فليقل ‪ :‬إناي امرؤ صاائم ( متفق‬
‫عليه ‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like