نظريات أصل اللغة

You might also like

You are on page 1of 2

‫أصل اللغة نظريات‬

‫نظرية الباو واو‪ ..‬محاكاة أصوات الطبيعة‬


‫و هي افتراض أن الكالم هو تقليد ألصوات الحيوانات والطيور و األصوات الطبيعية كالرياح وتعتبر هذه النظرية أصل‬
‫اللغات كلها و هي مؤيدة و منكرة في نفس الوقت لنستحضر ما يؤيد هذه النظرية‪ ،‬في اللغة اإلنجليزية طائر "الكروكو"‬
‫سمي نسبا لصوته وكذلك القطة في اللغة الصينية المسماة "مو" وهناك أيضا كلمة الهمس في العربية و في اإلنجليزية‬
‫"ويسبر" في العبرية "صفصف" وفي التركية "سوسماك" فالعامل المشترك بين هذه اللغات جميعها في تلك الكلمة‪ ،‬هو‪:‬‬
‫صوت الصفير السين أو الصاد‪ ،‬وهو الصوت المميز لعملية الهمس في الطبيعة اآلن ننتقل لما يضحد هذه النظرية‪ ،‬هناك‬
‫مجموعة كبيرة من الكلمات التي تعجز هذه النظرية عن كيف تم تسميتها كمثال لذلك "إبريق‪،‬منضدة‪،‬كتاب" وقد قال عنها‬
‫عالم اللغويات السويسري فرديناند دوسوسير «من الحمق أن نحكم بوجود عالقة ضرورية بين األصوات ومدلوالتها‪ ،‬أما‬
‫سا‬
‫الكلمات التي تعبِّر بأصواتها عن معانيها فهي من القلة ـ في اللغات ـ ومن االختالف والتباين بحيث ال يصح أن تتخذ أسا ً‬
‫لظاهرة لغوية مطردة‪ ،‬إنها مجرد ألفاظ قليلة صادف أن أشبهت أصواتها دالالتها‬

‫نظرية محاكاة معاني األصوات ‪ :‬وهذه النظرية ال تختلف عن سابقتها إذ تؤكد أن جرس الكلمة يدل على معناها ‪،‬‬
‫فمثال قولهم ‪ :‬شد الحبل ونحوه ‪ .‬فالشين ‪ ،‬تُشبه بصوت أول انجذاب الحبل قبل استحكام العقد ‪ ،‬وقد رفضت هذه النظرية‬
‫على اعتبار أن الكلمات التي يمكن أن تفسر على هذا المبدأ قليلة جدًا ‪ ،‬فإذا كان حرف الغين يدل على الظلمة واالنطباق‬
‫" والخفاء والحزن كما ذهب بعضهم مستشهدين بـ " غيم ‪ ،‬غم ‪ ،‬غبن " فكيف نفسر كلمة " غني‬

‫نظرية اإللهام و التوقيف‬


‫يرى أصحاب هذه النظرية أن اللغة هبة من هللا تعالى‪ ،‬وال شأن لإلنسان بوضعها ‪ ،‬وأول من قال بهذه النظرية كان‬
‫الفيلسوف اليوناني هيرقليطس الذي رأى أن ( األسماء تدل على ُمسمياتها بالطبيعة ال بالتواطؤ واالصطالح‪ ،‬وأن هذه‬
‫األسماء قد أعُطيت من لدن قوة إلهية لتكون أسماء لمس َّمياتها ) وفي العصر الوسيط آمن بعض علماء الدين المسيحي‬
‫بحرفية ما ورد في الكتب السماوية ففي اإلنجيل نجد قوله ‪( :‬في البدء كانت الكلمة وكانت الكلمة هي هللا)واستمرت هذه‬
‫النظرية بعد ظهور اإلسالم‪ ،‬بل ازدادت قوة بفضل آية قرآنية رأى معظم المفسرين أنها دليل على توقيفية اللغة ‪ ،‬وهي‬
‫يعط آدم األسماء‬
‫قوله تعالى ‪ ( :‬وعلم آدم األسماء كلها ) والذي ذهب فيه المفسرون مذاهب شتى‪ ،‬فإننا نرى فيه أن هللا لم ِّ‬
‫بل أعطاه القدرة على وضعها وهناك نظرية مضادة لهذه النظرية أال وهي نظرية اإلصطالح‬

‫نظرية اإلصطالح‬
‫يرى أصحاب هذه النظرية أن اللغة اصطالح وتواضع يتم بين أفراد المجتمع‪ ،‬ومن ثم ليس أللفاظ اللغة‬
‫أية عالقة بمسمياتها وأول من قال بهذه النظرية كان الفيلسوف اليوناني ديمقريطس الذي ( اعتبر منشأ‬
‫اللغة عملية تواطئية؛ ألن االسم الواحد ذاته كثيرا ً ما يقبل عدة مسميات‪ ،‬وألن الشيء الواحد كثيرا ً ما‬
‫يقبل عدة أسماء أو قد يتبدل اسمه وال يتبدل هو‪ ،‬وتوسعا ً بهذا المبدأ انتهى ديمقريطس إلى القول بأن‬
‫األسماء تُعطى لألشياء من لدن اإلنسان ال من لدن قوة إلهية‬
‫وعلى الرغم من سيطرة النظرة الدينية التوقيفية في المجتمع اإلسالمي؛ فإن ذلك لم يمنع بعض اللغويين‬
‫العرب من القول باالصطالح‪ ،‬وهذا ما يبدو جليا ً من خالل قول ابن جني في الخصائص‪ ( :‬أكثـر أهل النظر‬
‫على أن أصل اللغة إنما هو تواضع واصطالح ال وحي وتوقيف‬
‫شن االصطالحيون هجوما عنيفا على أصحاب التوقيف من أبرز اآلراء‬
‫إن االسم الذي نطلقه على الشيء هو <‪ :‬أن األلفاظ ال تدل بالضرورة على المسمى ‪ ,‬وإنما هي اصطالح‬
‫االسم الصحيح ‪ ,‬فإذا استعضنا عنه أتى الثاني صحيحا كاألول‬
‫أن تنوع اللغات يشهد على عدم وجود عالقة حتمية بين االسم والمسمى‬
‫ثم إن وجود األضداد والمترادفات في اللغة يشهد على عدم وجود ارتباط حتمي بين اللفظ ومدلوله‬

‫‪.‬‬

You might also like