You are on page 1of 39

‫فضل الصلةا على‬

‫الننبّي‬
‫صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫ماَ أ أل ن و‬
‫ف‬ ‫و و‬
‫شيئ م م‬ ‫هاَ و‬ ‫هاَ و و‬
‫كيفيت و‬ ‫عوناَ و‬
‫م ع‬
‫و ب ووياَن و‬
‫و‬
‫فيهاَ‬

‫تأليف‬
‫عبّد المحسن بن حمد العبّاَد البّدر‬
‫حفظه الله تعاَلى‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪2‬‬

‫المـقـدمــة‬

‫المحد ل رب العاليم‪،‬ن الرحنم الرحيم‪،‬ن مالك يوم الدينم‪،‬ن اللهم صل على‬

‫ممحد وعلى آل ممحد‪،‬ن كمحا صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حيد‬

‫ميد‪،‬ن اللهم بارك على ممحد وعلى آل ممحد‪،‬ن كمحا باركت على إبراهيم وعلى آل‬

‫إبراهيم إنك حيد ميد‪،‬ن اللهم ارض عنم الصحابة الكرام‪،‬ن ومنم تبعهم بإحسان‪،‬ن‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإن نمعمم ال ‪ -‬تعال ‪ -‬على عباده كثية ل تتصى‪،‬ن وأعظتم نعمحةة أنعم ال‬

‫ث فيهم عبمده‪،‬ن ورسوله‪،‬ن وخليله‪،‬ن وحبيبه‪،‬ن‬


‫با على الثقليم ‪ :‬الننم والنس ‪ -‬أن بع م‬

‫وخيته منم خلقه‪،‬ن ممحددا ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ليخرجهم به منم الظلمحات إل‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪3‬‬

‫النور‪،‬ن وينقلهم منم ذل العبودية للمحخلوق إل عز العبودية للخالق ‪ -‬سبحانه‬

‫وتعال‪ -‬ويرشدهم إل سبيل النجاة والسعادة‪،‬ن ويذحرهم منم سبل اللهك والشقاوة‪.‬‬

‫وقد نووه ال بذحه النعمحة العظيمحة‪،‬ن والنة السيمحة ف كتابه العزيز فقال‪:‬‬

‫ث نفيِنهدم قرهسوُلل نمدن أقنَدبهفنسنهدم يقب دتَبهلوُ‬


‫﴿لققدد قمنن اللنهه قعقلىَ الدهمدؤنمننيِقن إندذ بقبقع ق‬

‫ب قوالدنحدكقمةق قوإندن قكاَهنَوُا نمدن ققبدبهل لقنفيِ‬ ‫ن‬ ‫نن‬


‫قعلقديِنهدم آقياَته قويهبقزككيِنهدم قويهبقعلكهمهههم الدكقتَاَ ق‬

‫ضلَلل همنبيِلن﴾ ]آل عمحران‪ [164:‬وقال ‪ -‬سبحانه وتعال ‪﴿ : -‬ههقوُ الننذيِ‬


‫ق‬

‫أقدرقسقل قرهسوُلقهه نباَلدههقدىَ قوندينن الدقحكق لنيِهظدنهقرهه قعقلىَ الكدينن هكلكنه قوقكقفىَ نباَللننه‬

‫قشنهيِدال﴾ ]الفتح‪.[28:‬‬

‫وقد قام ‪ -‬عليه أفضل الصلهة والسلهم ‪ -‬بإبلهغا الرسالة‪،‬ن وأداء المانة‪،‬ن‬

‫والنصح للمة على التمحام والكمحال‪،‬ن فبشر وأنذحر‪،‬ن ودل على كل خةي وحذذحر منم‬

‫كول شر‪،‬ن وأنزل ال ‪ -‬تعال ‪ -‬عليه وهو واقف بعرفة قبل وفاته صلى ال عليه‬

‫ت لقهكدم ندينقهكدم قوأقتدقمدم ه‬


‫ت‬ ‫وسولم بدة يسية قوله ‪ -‬تعال ‪﴿ : -‬ادليِقبدوُقم أقدكقمدل ه‬

‫ت لقهكهم النإدسلَقم نديناَل﴾ ]الائدة‪.[3:‬‬ ‫قعلقديِهكم نَندعمنتَيِ ور ن‬


‫ضيِ ه‬ ‫د ق قق‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪4‬‬

‫وكان رسول ال صلى ال عليه وسولم حريصاد على سعادة المة غايةم‬

‫الرص كمحا قال ‪ -‬تعال ‪ -‬منووهاد با حباه ال به منم صفات جليلة‪﴿ :‬لققدد‬

‫ص قعلقديِهكدم نباَلدهمدؤنمننيِقن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬


‫قجاَقءهكدم قرهسوُلل مدن أقنَدبهفسهكدم قعنزيلز قعلقديِه قماَ قع تَنتدم قحنري ل‬

‫ف قرنحيِلم ﴾ ]التوبة‪.[128:‬‬
‫قرهؤو ل‬

‫وهذحا الذحي قام به ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬منم إبلهغا الرسالة وأداء‬

‫المانة والنصح للمة ‪ -‬هو حق المة عليه كمحا قال ال ‪ -‬تعال ‪﴿ : -‬قوقماَ‬

‫قعقلىَ النرهسوُنل نإلاَن الدقبلَغه الدهمنبيِهن﴾ ]النور‪ .[54:‬وقال ‪﴿ :‬فقبقهدل قعقلىَ الترهسنل نإلاَقا‬

‫الدقبلَغه الدهمنبيِهن﴾ ]النحل‪.[35:‬‬

‫وروى البخاري ف صحيحه عنم الزهري أنه قال‪)) :‬منم ال رسالة‪،‬ن وعلى‬

‫الرسول البلهغا‪،‬ن وعلينا التسليم(( انتهى‪.‬‬

‫لهمة سعادةة السلم أن يستسلم وينقاد لا جاء به رسول ال صلى ال‬


‫وإون ع م‬

‫ك ل يهبدؤنمهنوُقن قحنتَىَ يهقحككهموُقك نفيِقماَ‬


‫عليه وسولم كمحا قال ال تعال‪﴿ :‬قفلَ قوقربك ق‬

‫سلكهموُا‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ت‬


‫ق‬ ‫يِ‬‫ض‬‫ق‬ ‫ق‬
‫ق‬ ‫ماَ‬
‫ن‬ ‫قشجر ببيِبنبهم ثهنم ل ينجهدوا نفيِ أقنَدبهفنسنهم حرجاَل ن‬
‫م‬
‫قه ق‬ ‫د‬ ‫د قق‬ ‫ق‬ ‫ق ق قد ق ه د‬
‫تقدسنليِماَل﴾ ]النساء‪.[65:‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪5‬‬

‫وقال تعال‪﴿ :‬قوقماَ قكاَقن لنهمدؤنملن قول همدؤنمنقلة إنقذا قق ق‬


‫ضىَ اللنهه قوقرهسوُلههه أقدمرال‬

‫ضلَلل‬
‫ضنل ق‬ ‫أقدن يقهكوُقن لقهههم الدنخيِقبقرةه نمدن أقدمنرنهدم قوقمدن يقبدع ن‬
‫ص اللنهق قوقرهسوُلقهه فقبقدد ق‬

‫همنبيِناَل﴾ ]الحزاب‪.[36:‬‬

‫وقال تعال‪﴿ :‬فقبدليِدحقذنر الننذين يقخاَلنهفوُقن قعن أقدمنرنه أقدن ته ن‬


‫صيِبقبههدم نف دتَبنقةل أقدو‬ ‫د‬ ‫ق ه‬ ‫ق‬

‫ب أقنليِلم﴾ ] النور‪.[63:‬‬ ‫ين‬


‫صيِبقبههدم قعقذا ل‬‫ه‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪6‬‬

‫متى تكون العبادة مقبولة‬

‫وعبادة ال تكون مقبولة عند ال ونافعة لديه إذا اشتمحلت على أمرينم‬

‫أساسييم‪:‬‬

‫أ وولّهما‪ :‬أن تكون العبادة ل خالصةد ل شركة لغيه فيها‪،‬ن وكمحا أنه‬

‫‪ -‬تعال ‪ -‬ليس له شريك ف اللك‪،‬ن فليس له كذحلك شريك ف العبادة كمحا قال‬

‫ساَنجقد لنلننه قفلَ تقددهعوُ قمقع اللننه أققحدال﴾ ] النم‪.[ 18 :‬‬


‫‪ -‬تعال ‪﴿ : -‬قوأقنن الدقم ق‬

‫يِ قوقمقماَنتيِ لنلننه قر ك‬


‫ب الدقعاَلقنميِقن ل‬ ‫وقال‪﴿ :‬قهل إننن صلَنتيِ ونَه ن‬
‫سكيِ قوقمدحقيِاَ ق‬
‫ق ه‬ ‫ق‬ ‫د‬

‫ك أهنمدر ه‬
‫ت قوأققنَاَ أقنوهل الدهمدسلننميِقن﴾ ] النعام ‪، 162 :‬ن ‪.[ 163‬‬ ‫ك لقهه قوبنقذلن ق‬
‫قشنري ق‬

‫الّثاني‪ :‬أن تكون العبادة على وفق الشريعة الت جاء با رسوله ممحد‬

‫‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬كمحا قال ال ‪ -‬تعال ‪﴿ : -‬قوقماَ آقتاَهكهم النرهسوُهل‬

‫فقهخهذوهه قوقماَ نَقبقهاَهكدم قعدنهه فقاَنَدبتَقبههوُا﴾ ] الشر ‪.[ 7 :‬‬

‫وقال ‪ -‬تعال ‪﴿ : -‬قهدل إندن هكدنتَهدم تهنحتبوُقن اللنهق قفاَتنبنهعوُننَيِ يهدحبندبهكهم اللنهه‬

‫لقهكدم ذههنَوُبقهكدم قواللنهه غقهفوُلر قرنحيِلم﴾ ] آل عمحران ‪.[ 31 :‬‬ ‫قويقبغدنفدر‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪7‬‬

‫وقال ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬ف الديث الذحي رواه البخاري ومسلم عنم‬

‫عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪» : -‬من أحدث فيِ أمرنَاَ هذا ماَ ليِس منه فهوُ رد «‪.‬‬

‫وف رواية لسلم ‪» :‬من عمل عملَل ليِس عليِه أمرنَاَ فهوُ رد«‪.‬‬

‫وقال ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪» : -‬عليِكم بسنتَيِ وسنة الخلفاَء‬

‫الراشدين المهدييِن من بعديِ‪ ،‬عضوُا عليِهاَ باَلنوُاجذ وإياَكم ومحدثاَ ن‬


‫ت‬

‫الموُر‪ ،‬فإنن كنل محدثلة بدعة وكنل بدعة ضلَلة«‪.‬‬

‫ولا كانت نعمحة ال ‪ -‬تعال ‪ -‬على الؤممنيم بإرسال رسوله صلى ال عليه‬

‫وسولم إليهم عظيمحة أمرهم ال ‪ -‬تعال ‪ -‬ف كتابه العزيز أن يصلوا عليه ويسلمحوا‬

‫تسليمحاد بعد أن أخبهم أونه وملهئكمته يصلون على النب فقال تعال‪﴿ :‬إننن اللنهق‬

‫صتلوُا قعلقديِنه قوقسلكهموُا‬ ‫ن‬


‫صتلوُقن قعقلىَ النبنكيِ قياَ أقيتبقهاَ النذيقن آقمهنوُا ق‬
‫ن‬
‫قوقملَئقكتَقهه يه ق‬

‫تقدسنليِماَل﴾ ]الحزاب‪.[56:‬‬

‫ضمل الصلهة عليه ‪-‬‬


‫يم النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬ف السنة الطمهرة فم ض‬
‫وبمب ذ م‬
‫صلى ال عليه وسولم ‪ -‬وكيفيمتها وغي ذلك منم الحكام التعلقة با‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪8‬‬

‫وسأتودثّ عنم معن الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬وفضةلها‬

‫وبيان كيفيتها‪،‬ن ثو أشي إل ناذمج منم الكتب الؤملفة ف هذحه العبادة‪،‬ن وأسأل ال ‪-‬‬

‫تعال ‪ -‬التوفيق والسداد‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪9‬‬

‫معنى الصلة على النبي‬


‫‪ -‬صلى ال عليه وسللمّ –‬

‫صلهة ال على نبويه ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬فتنسرت بثنائه عليه عند‬

‫اللهئكة‪،‬ن وصلهة اللهئكة عليه فتنسرت بدعائهم له‪،‬ن فموسرها بذحلك أبو العالية‪،‬ن كمحا‬

‫صتلوُقن‬ ‫ن‬
‫ذكره عنه البخاري ف صحيحه‪،‬ن ف مطملع باب ‪﴿ :‬إننن اللنهق قوقملَئقكتَقهه يه ق‬

‫صتلوُا قعلقديِنه قوقسلكهموُا تقدسنليِماَل﴾ ]الحزاب‪:‬‬ ‫ن‬


‫قعقلىَ النبنكيِ قياَ أقيتبقهاَ النذيقن آقمهنوُا ق‬
‫‪.[56‬‬

‫وقال البخاري ف تفسي صلهة اللهئكة عليه بعد ذكر تفسي أب العالية قال‬

‫ابنم عباس‪ :‬يصلون‪ :‬يتنبكون‪،‬ن أي يدعون له بالبكة‪.‬‬

‫وفوسرت صلهة ال عليه بالغفرة‪،‬ن وبالرحة كمحا نقله الافظ ابنم حجر ف‬

‫الفتح عنم جاعة‪،‬ن وتعوقب تفسيها بذحلك ثو قال‪)) :‬وأول القوال ما تقودم عنم أب‬

‫العالية أون معن صلهة ال على نبويه ثناؤه عليه وتعظيمحه‪،‬ن وصلهة اللهئكة وغيهم‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪10‬‬

‫عليه طلب ذلك له منم ال ‪ -‬تعال ‪ -‬والراد‪ :‬طلب الزيادة ل طلب أصل‬

‫الصلهة((‪.‬‬

‫وقال الافظ‪)) :‬وقال الليمحي ف الشعب‪ :‬معن الصلهة على النب‪ -‬صلى‬

‫ال عليه وسولم ‪ -‬تعظيمحه‪،‬ن فمحعن قولنا‪ :‬اللهوم صل على ممحد‪ :‬عظم ممحداد‬

‫والراد‪ :‬تعظيمحه ف الدنيا بإعلهء ذكره‪،‬ن وإظهار دينه‪،‬ن وإبقاء شريعته‪ .‬وف الخرة‬

‫بإجزال مثوبته‪،‬ن وتشفيعه‪،‬ن ف أومته وإبدال فضيلته بالقام المحود‪ .‬وعلى هذحا فالراد‬

‫صتلوُا قعلقديِنه﴾‪ :‬ادعوا ربكم بالصلهة عليه ((‪ .‬انتهى‬


‫بقوله ‪ -‬تعال ‪ ﴿ : -‬ق‬
‫وقال العلهمة ابنم القيم ف كتابه )جلهء الفهام ف الصلهة على خي النام(‬

‫ف معرض الكلهم على صلهة ال وملهئكته على رسوله ‪ -‬صلى ال عليه وسولم‪-‬‬

‫وأمر عباده الؤممنيم بأن يصلوا عليه بعد أن رد أن يكون العن‪ :‬الرحة والستغفار‬

‫قال‪)) :‬بل الصلهة الأمور با فيها ‪ -‬يعن آية الحزاب ‪ -‬هي الطملب منم ال ما‬

‫أخب به عنم صلهته‪،‬ن وصلهة ملهئكته‪،‬ن وهي‪ :‬ثناء عليه‪،‬ن وإظهار لفضه وشرفه‪،‬ن‬

‫وإرادة تكريه وتقريبه؛ فهي تتضومحنم الب والطملب‪،‬ن وسى هذحا السؤمال والعاء منا‬

‫ننم صلهة عليه لوجهيم‪:‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪11‬‬

‫أحدهماَ‪ :‬أونه يتضومحنم ثناء الصلي عليه‪،‬ن والشادة بذحكر شرفه وفضله‪،‬ن‬

‫والرادة والبة لذحلك منم ال‪،‬ن فقد تضمحنت الب والطملب‪.‬‬

‫والوُجه الثاَنَيِ‪ :‬أن ذلك سى صلهة منا لسؤمالنا منم ال أن يصلي عليه‪،‬ن‬

‫فصلهة ال عليه‪ :‬ثناؤه لرفع ذكره وتقريبه‪،‬ن وصلهتنا ننم عليه‪ :‬سؤمال ال تعال أن‬

‫يفعل ذلك به (( انتهى‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪12‬‬

‫معنى التسليمّ على النبي‬


‫‪ -‬صلى ال عليه وسللمّ –‬

‫وأما معن التسليم على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬فقد قال فيه الد‬

‫الفيوز أبادي ف كتابه‪ ) :‬الصلهت والبشرى ف الصلهة على خي البشر(‪:‬‬

‫))ومعناه‪ :‬السلهم الذحي هو اسم منم أساء ال ‪ -‬تعال ‪ -‬عليك وتأويله‪ :‬ل‬

‫ت منم اليات والبكات‪،‬ن ومسةلمحت منم الكاره والفات؛ إذ كان اسم ال ‪-‬‬
‫مخلمضو م‬
‫تعال ‪ -‬إنا يذحكر على المور توقعاد لجتمحاع معان الي والبكة فيها‪،‬ن وانتفاء‬

‫عوارض اللل والفساد عنها‪.‬‬

‫ويتمحل أن يكون السلهم بعن السلهمة أي‪ :‬ليكنم قضاء ال ‪ -‬تعال ‪-‬‬

‫عليك السلهمة‪،‬ن أي سةلمحت منم اللهم والنقائض‪.‬‬

‫فإذا قلت‪ :‬اللهم سلم على ممحد‪،‬ن فإنا تريد منه‪ :‬اللهم اكتب لمحد ف‬

‫دعوته وأمته وذكره السلهمة منم كل نقص‪،‬ن فتزداد دعوته على مر اليام علودا‪،‬ن‬

‫وأمته تكاثردا‪،‬ن وذكره إرتفاعدا((‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪13‬‬

‫كيفية الصلة على النبي‬


‫‪ -‬صلى ال عليه وسللمّ –‬

‫أما كيفية الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬فقد بينها رسول ال‬

‫‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬لصحابه حيم سألوه عنم ذلك‪،‬ن وقد وردت هذحه‬

‫الكيفية منم طرق كثية عنم جاعة منم الصحابة ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬أذكر منها‬

‫هنا ما كان ف الصحيحيم أو ف أحدها‪.‬‬

‫روى البخاري ف كتاب النبياء منم صحيحه عنم عبد الرحنم بنم أب ليلى‬

‫‪-‬‬ ‫قال‪ )) :‬لقين كعب بتنم عتضجمرمة فقال‪ :‬أل أهدي لك هدية سعتها منم النب‬

‫صلى ال عليه وسولم ‪ -‬فقلت‪ :‬يا رسول ال‪،‬ن كيف الصلهة عليكم أهل البيت؟‬

‫فإن ال قد علمحنا كيف نسلم‪.‬‬

‫قال‪» :‬قوُلوُا‪ :‬اللهم صل علىَ محمد وعلىَ آل محمد‪ ،‬كماَ صليِت‬

‫علىَ إبراهيِم وعلىَ آل إبراهيِم إنَك حميِد مجيِد‪ ،‬اللهم باَرك علىَ محمد‬

‫وعلىَ آل محمد‪ ،‬كماَ باَركت علىَ إبراهيِم وعلىَ آل إبراهيِم إنَك حميِد‬

‫مجيِد«((‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪14‬‬

‫وأخرج ‪ -‬أيضاد ‪ -‬حديث كعب بنم عجرة ف كتاب التفسي منم صحيحه‬

‫ف تفسي سورة الحزاب ولفظه‪ )) :‬قيل يا رسول ال‪،‬ن أذما السلهم عليك فقد‬

‫عرفناه‪،‬ن فكيف الصلهة عليك؟‬

‫قال‪ :‬قولوا‪» :‬اللهم صل علىَ محمد وعلىَ آل محمد‪ ،‬كماَ صليِت‬

‫علىَ إنَك حميِد مجيِد‪ ،‬اللهم باَرك علىَ محمد وعلىَ آل محمد‪ ،‬كماَ باَركت‬

‫علىَ إبراهيِم إنَك حميِد مجيِد«((‪.‬‬

‫وأخرجه ‪ -‬أيضا ‪ -‬ف كتاب الدعوات منم صحيحه‪،‬ن وقد أخرج هذحا‬

‫الديث مسلم عنم كعب بنم عجرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬منم طرق متعددة عنه‪.‬‬

‫وأخرج البخاري ف كتاب الدعوات منم صحيحه عنم أب سعيد الدري‬

‫قال‪ )) :‬قلنا‪ :‬يا رسول ال هذحا السلهم عليك فكيف نصلي؟‬

‫قال‪» :‬قوُلوُا‪ :‬اللهم صل علىَ محمد عبدك ورسوُلك كماَ صليِت علىَ‬

‫إبراهيِم‪ ،‬وباَرك علىَ محمد وآل محمد كماَ باَركت علىَ إبراهيِم وعلىَ آل‬

‫إبراهيِم«((‪.‬‬

‫وأخرجه عنه ‪ -‬أيضاد ‪ -‬ف تفسي سورة الحزاب‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪15‬‬

‫وأخرج البخاري ف كتاب النبياء منم صحيحه عنم أب حيد الساعدي ‪-‬‬

‫رضي ال عنه ‪ -‬أنم قالوا‪ :‬يا رسول ال كيف نصلي عليك؟ فقال رسول ال ‪-‬‬

‫صلى ال عليه وسولم ‪» :-‬قوُلوُا‪ :‬اللهم صل علىَ محمد وأزواجه وذريتَه‪ ،‬كماَ‬

‫صليِت علىَ آل إبراهيِم‪ ،‬وباَرك علىَ محمد وأزواجه وذريتَه كماَ باَركت علىَ‬

‫آل إبراهيِم إنَك حميِد مجيِد«‪.‬‬

‫وأخرج عنه ‪ -‬أيضاد ‪ -‬ف كتاب الدعوات بثل هذحا اللفظ‪،‬ن وأخرج هذحا‬

‫الديث عنم أب حيد ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬مسلم ف صحيحه‪.‬‬

‫وأخرج مسلم ف صحيحه عنم أب مسعود النصاري ‪ -‬رضي ال عنه ‪-‬‬

‫قال‪ :‬أتانا رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬وننم ف ملس سعد بنم عبادة‬

‫فقال له بشي بنم سعد‪ :‬أمرنا ال ‪ -‬تعال ‪ -‬أن نصلي عليك فكيف نصلي‬

‫عليك؟‬

‫قال‪ :‬فسكت رسول ال‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬حت تنينا أنه ل يسأله‪،‬ن‬

‫ث قال رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪» : -‬قوُلوُا‪ :‬اللهم صكل علىَ محمد‬

‫وعلىَ آل محمد كماَ صليِت علىَ إبراهيِم وباَرك علىَ محمد وعلىَ آل‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪16‬‬

‫محمد كماَ باَركت علىَ آل إبراهيِم فيِ العاَلميِن إنَك حميِد مجيِد‪ ،‬والسلَم‬

‫كماَ علمتَكم«‪.‬‬

‫هذحه هي الواضع الت تخنرج فيها هذحا الديث ف الصحيحيم أو أحدها‪،‬ن‬

‫وهي عنم أربعة منم الصحابة‪ :‬كعب بنم عجرة‪،‬ن وأب سعيد الدري‪،‬ن وأب حيد‬

‫الساعدي‪،‬ن وأب مسعود النصاري‪،‬ن وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراجه منم‬

‫حديث )كعب وأب حيد( وانفرد البخاري بإخراجه منم حديث أب سعيد وانفرد‬

‫مسلم بإخراجه منم حديث أب مسعود النصاري‪.‬‬

‫وقد أخرجه عنم هؤملء الربعة غي الشيخيم‪،‬ن فرواه عنم كعب بنم عجرة أبو‬

‫داود‪،‬ن والتمذحي‪،‬ن والنسائي‪،‬ن وابنم ماجه‪،‬ن والمام أحد‪،‬ن والدارمي‪ .‬ورواه عنم أب‬

‫سعيد الدري‪ :‬النسائي‪،‬ن وابنم ماجه‪ .‬ورواه عنم أب حيد‪ :‬أبو داود‪،‬ن والنسائي‪،‬ن‬

‫وابنم ماجه‪ .‬ورواه عنم أب مسعود النصاري‪ :‬أبو داود‪،‬ن والنسائي‪،‬ن والدارمي‪ .‬وروى‬

‫حديث كيفية الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬جاعة منم الصحابة‬

‫غي هؤملء الربعة منهم‪ :‬طلحة بنم عبد ال ‪،‬ن وأبو هريرة‪،‬ن وبريدة بنم الصيب‪،‬ن‬

‫وابنم مسعود ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬أجعيم‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪17‬‬

‫أفضل كيفيـات الصـلة علـى النبـي‬


‫‪ -‬صلى ال عليه وسللمّ – وأكملها‬

‫وهذحه )الكيفية( الت عذلم‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬أصحابه إياها عندما‬

‫سألوه عنم كيفية الصلهة عليه ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬هي أفضل كيفيات‬

‫الصلهة عليه‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪.-‬‬

‫وأكمحلها الصيغة الت فيها المحع بيم الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه‬

‫وسولم ‪ -‬وآله‪،‬ن والصلهة على إبراهيم‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬وآله‪.‬‬

‫ومنم إستدل بتفضيل الكيفية الت أجاب النب‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪-‬‬

‫أصحابه با‪،‬ن الافظ ابنم حجر ف فتح الباري فقد قال فيه‪ (11/166) :‬قلت‪:‬‬

‫))واستتةدل بتعليمحه ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬لصحابه الكيفية بعد سؤمالم عنها‬

‫بأنا أفضل كيفيات الصلهة عليه‪،‬ن لنه ل يتار لنفسه إل الشرف الفضل‪،‬ن‬

‫ويتتب على ذلك‪،‬ن لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلهة‪،‬ن فطمريق الب أن يأت‬

‫بذحلك((‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪18‬‬

‫ث ذكر أن النووي صوب ذلك ف الروضة‪،‬ن وذكر كيفيا ة‬


‫ت أخرى يصل با‬

‫بر اللف‪،‬ن ثو قال‪)) :‬والذحي يرشد إليه الدليل أن الب يصل با ف حديث أب‬

‫هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬؛ لقوله‪» :‬من ساره أن يكتَاَل باَلمكيِاَل الوفىَ إذا‬

‫صلىَ عليِناَ فليِقل‪ :‬اللهم صكل علىَ محمد النبيِ وأزواجه أمهاَت المؤمنيِن‬

‫وذريتَه وأهل بيِتَه كماَ صليِت علىَ إبراهيِم‪ «..‬الديث وال أعلم(( انتهى‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪19‬‬

‫صيغتان مختصرتان للصـلة والسلمّ‬


‫عليه ‪ -‬صلى ال عليه وسللمّ –‬

‫وقد درج السلف الصال‪،‬ن ومنهم املندثون بذحكر الصلهة عليه ‪ -‬صلى ال‬

‫عليه وسولم ‪ -‬عند ذكره بصيغتيم متصرتيم‪ :‬إحداها‪)) :‬صلىَ ال عليِه‬

‫وسالم(( ‪،‬ن والثانية ‪)) :‬عليِه الصلَة والسلَم((‪.‬‬

‫وهاتان الصيغتان قد امتلت بمحا ‪ -‬ول المحد ‪ -‬كتب الديث‪،‬ن بل إنم‬

‫يدونون ف مؤملفاتم الوصايا بالافظة على ذلك على الوجه الكمحل منم المحع‬

‫بيم الصلهة و التسليم عليه ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪.-‬‬

‫يقول المام ابنم الصلهحا ف كتابه علوم الديث‪)) :‬ينبغي له ‪ -‬يعن‬

‫كاتب الديث ‪ -‬أن يافظ على مكضتبةةه الصلهة والتسليم على رسول ال‪ -‬صلى‬

‫ال عليه وسولم ‪ -‬عند ذكره‪،‬ن ول يسأم منم تكرير ذلك عند تكريره‪،‬ن فإن ذلك منم‬

‫أكب الفوائد الت يتعجلها طلبة الديث وكتبته‪،‬ن ومنم أغفل ذلك تحةرمم حظاد‬

‫عظيمحدا((‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪20‬‬

‫إل أن قال‪)) :‬وليتجنب ف إثباتا نقصيم‪ :‬أحدها أن يكتبها منقوصة‪،‬ن‬

‫صورة رامزاد إليها برفيم أو نو ذلك‪.‬‬

‫والثان‪ :‬أن يكتبها منقوصة معن بأن ل يكتب وسلم وإن وجد ذلك ف‬

‫خط بعض التقدميم((‪ .‬انتهى مل الغرض منه‪.‬‬

‫وقال النووي ف كتاب الذكار‪)) :‬إذا صلى أحدكم على النب ‪ -‬صلى ال‬

‫عليه وسولم ‪ -‬فليجمحع بيم الصلهة والتسليم‪،‬ن ول يقتصر على أحدها‪،‬ن فله يقل ))‬

‫صلى ال عليه(( فقط‪،‬ن ول ))عليه السلهم(( فقط(( انتهى‪.‬‬

‫وقد نقل هذحا عنه ابنم كثي ف ختام تفسيه آية الحزاب منم كتاب‬

‫التفسي‪،‬ن ث قال ابنم كثي‪)) :‬وهذحا الذحي قاله منتزع منم هذحه الية وهي قوله‪:‬‬

‫صتلوُا قعلقديِنه قوقسلكهموُا تقدسنليِماَل﴾ فالول أن يقال صلى ال‬ ‫ن‬


‫﴿أقيتبقهاَ النذيقن آقمهنوُا ق‬
‫عليه وسولم تسليمحدا((‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫وقال الفيوز ابادي ف كتابه الصلهت والبشر‪)) :‬ول ينبغي أن ترمز للصلهة‬

‫كمحا يفعله بعض الكسال‪،‬ن والهلة‪،‬ن وعوام الطملبة فيكتبون صورة ))صلعم(( بدلد‬

‫منم ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪.((-‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪21‬‬

‫فضل الصلة على النبي‬


‫‪ -‬صلى ال عليه وسللمّ –‬

‫ث‬
‫وقد ورد ف فضل الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪ -‬أحادي ت‬

‫كثية جعها الافظ إساعيل ابنم إسحاق القاضي ف كتاب أفرده لا‪،‬ن وقد أشار‬

‫‪-‬‬ ‫الافظ ابنم حجر ف فتح الباري عند شرحه حديث كيفية الصلهة على النب‬

‫صلى ال عليه وسولم ‪ -‬الذحي أورده البخاري ف )كتاب الدعوات( منم صحيحه‬

‫إل اليد منم أحاديث فضل الصلهة على النب ‪-‬صلى ال عليه وسولم‪.-‬‬

‫والافظ ابنم حجر منم أهل الستقراء التام‪،‬ن والطلهع الواسع على دواوينم‬

‫السنة النبوية‪،‬ن فأنا أورد هنا ما ذكره ف هذحا الوضوع ‪ -‬رحه ال ‪(11/167) : -‬‬

‫))واستدل به على فضيلة الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم‪ -‬منم جهة‬

‫ورود المر با وإعتناء الصحابة بالسؤمال عنم كيفيتها‪،‬ن وقد ورد ف التصريح‬

‫بفضلها أحاديث قوية ل يرج البخاري منها شيئدا‪.‬‬

‫منها‪ :‬ما أخرجه مسلم منم حديث أب هريرة رفعه »من صلىَ عليِ واحدلة‬

‫صلىَ ال عليِه عشرلا«‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪22‬‬

‫وله شاهد عنم أنس عنم أحد والنسائي‪،‬ن وصححه ابنم حبان‪،‬ن وعنم أب بردة‬

‫بنم نيار وأب طلحة كلهها عند النسائي ورواتمحا ثقات‪،‬ن ولفظ أب بردة »من‬

‫صلىَ عليِ من أمتَيِ صلَة مخلصاَل من قلبه صلىَ ال عليِه بهاَ عشر‬

‫صلوُات‪ ،‬ورفعه بهاَ عشر درجاَت‪ ،‬وكتَب له بهاَ عشر حسناَت‪ ،‬ومحاَ عنه‬

‫عشر سيِئاَت«‪.‬‬

‫ولفظ أب طلحة عنده نوه وصححه ابنم حبان‪.‬‬

‫ومنها حديث ابنم مسعود رفعه »إن أولىَ الناَس بيِ يوُم القيِاَمة أكثرهم‬

‫علنيِ صلَة«‪ .‬وحسنه التمذحي وصححه ابنم حبان‪ .‬وله شاهد عند البيهقي عنم‬

‫أب أمامة بلفظ‪» :‬صلَة أمتَيِ تعرض علنيِ فيِ كل يوُم جمعة فمن كاَن أكثره‬

‫علنيِ صلَة كاَن أقربهم منيِ منزلة«‪ .‬ول بأس بسنده‪.‬‬

‫وورد المر بإكثار الصلهة عليه يوم المحعة منم حديث أوس بنم أوس وهو‬

‫عند أحد وأب داود وصححه ابنم حبان والاكم‪.‬‬

‫ومنها حديث‪» :‬البخيِل من ذكرت عنده فلم يصكل علنيِ«‪ .‬أخرجه‬

‫التمذحي‪،‬ن والنسائي‪،‬ن وابنم حبان‪،‬ن والاكم‪،‬ن واساعيل القاضي‪،‬ن وأطنب ف تريج‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪23‬‬

‫طرقه وبيان الختلهف فيه منم حديث علوي ومنم حديث ابنه السيم‪،‬ن ول يقصر‬

‫عنم درجة السنم‪.‬‬

‫ومنها »من نَسيِ الصلَة علايِ خطئ طريق الجنة«‪ .‬أخرجه ابنم ماجه عنم‬

‫ابنم عباس‪،‬ن والبيهقي ف الشعب منم حديث أب هريرة‪،‬ن وابنم أب حات منم حديث‬

‫جابر‪،‬ن والطمبان منم حديث حسيم بنم علي‪،‬ن وهذحه الطمرق يشد بعضها بعضدا‪.‬‬

‫وحديث ‪» :‬قرنغقم أنَف رجل ذكرة عنده فلم يصل علايِ«‪ .‬أخرجه التمذحي‬

‫منم حديث أب هريرة بلفظ »من ذكرت عنده فلم يصكل عليِ فماَت فدخل‬

‫الناَر فأبعده ال«‪ .‬وله شاهد عنده‪،‬ن وصححه الاكم‪،‬ن وله شاهد منم حديث أب‬

‫ذر ف الطمبان‪،‬ن وآخر عنم أنس عند ابنم أب شيبة‪،‬ن وآخر مرسل عنم السنم عند‬

‫سعيد بنم منصور‪،‬ن وأخرجه ابنم حبان منم حديث أب هريرة‪،‬ن ومنم حديث مالك‬

‫بنم الويرثّ‪،‬ن ومنم حديث عبد ال بنم عباس عند الطمبان‪،‬ن ومنم حديث عبد ال‬

‫بنم جعفر عند الفرياب‪،‬ن وعند الاكم منم حديث كعب بنم عجرة بلفظ‪» :‬بقبعهقد‬

‫من ذكرت عنده فلم يصال علايِ«‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪24‬‬

‫وعند الطمبان منم حديث جابر رفعه »قشنققيِ عبلد ذهنكرت عنده فلم يصال‬

‫علايِ«‪ .‬وعند عبد الرزاق منم مرسل قتادة »من الجفاَء أن هأذقكرعند رجل فلَ‬

‫يصليِ علايِ«‪.‬‬

‫ومنها حديث أب بنم كعب )) أون رجلهد قال يا رسول ال؛ إن أكثر‬

‫الصلهة‪،‬ن فمحا أجعل لك منم صلهت؟ قال‪» :‬ماَ شئت«‪،‬ن قال الثلث‪،‬ن قال‪» :‬ماَ‬

‫شئت‪ ،‬وإن زدت فهوُ خيِر« ‪ -‬إل أن قال ‪ -‬أجعل لك كل صلهت‪ .‬قال‪:‬‬

‫»إذال هتكفىَ همك« الديث أخرجه أحد وغيه بسند حسنم‪.‬‬

‫ث كثيدة ضعيفة‬
‫هذحا اليد منم الحاديث الواردة ف ذلك وف الباب أحادي ت‬

‫وواهيةة‪ .‬وأما ما وضعه التقصاص ف ذلك فله تيصى كثرة‪،‬ن وف الحاديث القوية‬

‫غنية عنم ذلك(( انتهى كلهم الافظ ابنم حجر ‪ -‬رحه ال ‪. -‬‬

‫والراد منم الصلهة ف حديث أب بت كعب ))فمحا أجعل لك منم‬

‫صلهت((‪) :‬الدعاء(‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪25‬‬

‫مما ألف في فضل الصلة على النبي‬


‫‪ -‬صلى ال عليه وسللمّ –‬

‫قد إعتن العلمحاء بذحه العبادة العظيمحة‪،‬ن فأفردوها بالتأليف‪،‬ن وأول منم علمحته‬

‫ألف ف ذلك )المام إساعيل بنم إسحاق القاضي( التوف سنة ‪282‬هب‪،‬ن وإسم‬

‫كتابه‪) :‬فضل الصلهة على النب – صلى ال عليه وسولم ‪،( -‬ن وقد تطبع بتحقيق‬

‫الشيخ ممحد ناصر الدينم اللبان وهو يشتمحل على مئة وسبعة أحاديث كلها‬

‫مسندة‪.‬‬

‫ومنم الكتب الطمبوعة التداولة ف هذحا الباب كتاب‪) :‬جلهء الفهام ف‬

‫الصلهة على خي النام( للعلهمة ابنم القيم‪،‬ن وكتاب‪) :‬الصلهة والبشر ف الصلهة‬

‫على خي البشر( للفيوز أبادي صاحب القاموس‪،‬ن وكتاب‪) :‬القول البديع ف‬

‫الصلهة على البيب الشفيع( للسخاوي التوف سنة ‪902‬هب‪،‬ن وقد ختم كتابه هذحا‬

‫ببيان الكتب الصنفة ف الصلهة على النب – صلى ال عليه وسلم ‪، -‬ن وذكر‬

‫جلة كبية منم هذحه الكتب مرتبة‪،‬ن وخامسها بالتتيب كتاب )جلهء الفهام( لبنم‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪26‬‬

‫القيم وقد أشار إل )قيمحة( كل منها ثو قال‪)) :‬وف المحلة فأحسنها وأكثرها فوائد‬

‫حامسها‪،‬ن يعن كتاب ابنم القيم((‪.‬‬

‫أقول‪ :‬زهو ف القيقة كتاب قينةم جع مؤملفه فيه بيم ذكر الحاديث عنم‬

‫النب – صلى ال عليه وسلم – ف هذحه العبادة العظيمحة‪،‬ن والكلهم عليها صحة‬

‫وضعفدا‪،‬ن فقهاد واستنباطدا‪،‬ن وقد قال عته ف مقدمته‪)) :‬وهو كتاب فرد ف معناه‪،‬ن ل‬

‫يسبق إل مثله ف كثرة فوائده وغزارتا‪،‬ن بينا ف الحاديث الواردة ف الصلهة‬

‫والسلهم عليه – صلى ال عليه وسلم – وصحيحها منم حسنها ومعلومها‪،‬ن وبينا‬

‫ما ف معلولا منم العلل بيناد شافيدا‪،‬ن ثو أسرار هذحا الدعاء و –شرفه‪ -‬وما اشتمحل‬

‫عليه منم الكم والفوائد‪،‬ن ثو مواطنم الصلهة عليه – صلى ال عليه وسلم –‬

‫وماذلا‪،‬ن ثو الكلهم ف مقدار الواجب منها‪،‬ن واختلهف أهل العلم فيه‪،‬ن وترجيح‬

‫الراجح‪،‬ن وتزييف الزائف‪،‬ن ومب الكتاب فوق وصفه والمحد ل رب العاليم((‪.‬‬

‫انتهى‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪27‬‬

‫وما ألف ف الصلهة على النب – صلى ال عليه وسلم – مبنياد على غي‬

‫علم‪،‬ن ومشتمحلهد على فضائل وكيفيات الصلهة على النب – صلى ال عليه وسلم‪-‬‬

‫ما تأنزل با منم سلطمان كتاب )دلئل اليات( للجزول التوف سنة ‪854‬هب‪.‬‬

‫وقد شاع وانتشر ف كثي منم أقطمار الرض‪،‬ن قال عنه صاحب كشف‬

‫الظنون )‪:(495/1‬‬

‫‪-‬‬ ‫))دلئل اليات وشوارق النوار ف ذكر الصلهة على النب الختار‬

‫عليه الصلهة والسلهم – أوله المحد ل الذحي هدانا لليان‪...‬إل للشيخ أب عبد‬

‫ال ممحد بنم أب بكر الزول السلهل الشريف السن التوف سنة ‪854‬هب‪.‬‬

‫وهذحا الكتاب آية منم آيات ال ف الصلهة على النب ‪ -‬عليه الصلهة‬

‫والسلهم – يواظب بقراءته ف الشارق والغارب ل سيمحا ف بلهد الروم((‪.‬‬

‫ثو أشار إل بعض شروحا هذحا الكتاب‪.‬‬

‫أقول‪ :‬ول يكنم إقبال الكثي منم الناس على تلهوته مبنياد على أساس يعتمحد‬

‫عليه‪،‬ن وإنا كان تقليداد عنم جهل منم بعضهم لبعض‪،‬ن والمر ف ذلك كمحا قال‬

‫الشيخ ممحد الضر بنم ماياب الشنقطمي ف كتابه‪)) :‬مشتهى الارف الان ف رد‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪28‬‬

‫زلقات التجان الان(( قال ف أثناء رده على التجان‪)) :‬فإن الناس مولعة بب‬

‫الطمارئ ولذحلك تراهم يرغبون دائمحاد ف الصلوات الروية ف دلئل اليات ونوه‪،‬ن‬

‫وكثي منها ل يثبت له سند صحيح ويرغبون عنم الصلوات الواردة عنم النب –‬

‫صلى ال عليه وسلم – ف صحيح البخاري‪،‬ن فقل أن تد أحداد منم الشايخ أهل‬

‫الفضل له ورد منها‪،‬ن وما ذلك إل للولوع بالطمارئ وأما لو كان الفضل منظوراد إليه‬

‫لا عدل عاقل – فضلهد عنم شيخ فاضل – عنم صلهة واردة عنم النب – صلى ال‬

‫عليه وسلم – بعد سؤماله كيف نصلي عليك يا رسول ال؟ فقال‪ :‬قولوا كذحا‪،‬ن وهو‬

‫ل ينطمق عنم الوى‪،‬ن إن هو إل وحي يوحى‪،‬ن أقول‪ :‬لا عدل إل صلهة ل يرد فيها‬

‫حديث صحيح‪،‬ن بل ربا كانت منامية منم رجل صال ف الظاهر(( انتهى‪.‬‬

‫ول شك أن ما جاءت به السنة‪،‬ن وفمبمعلمهت الصحابة الكرام والتابعون لم‬

‫بإحسان هو الطمريق الستقيم‪،‬ن والنهج القوي‪،‬ن والفائدة للخذح به مققة والضرة عنه‬

‫منتفية‪،‬ن وقد قال عليه الصلهة والسلهم ف الديث التفق على صحته عنم عائشة‬

‫– رضي ال عنها ‪» : -‬من أحدث فيِ أمرنَاَ هذا ماَ ليِس منه فهوُ رد«‪.‬‬

‫وف رواية لسلم‪» :‬من عمل عملَل ليِس عليِه أمرنَاَ فهوُ رد«‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪29‬‬

‫وقال – صلى ال عليه وسلم ‪» : -‬عليِكم بسنتَيِ وستَة الخلفاَء‬

‫الراشدين المهدييِن من بعديِ‪ ،‬عضوُا عليِهاَ باَلتَوُاجذ‪ ،‬وإياَكم ومحدثاَت‬

‫الموُر؛ فإن كل محدثة بدعة‪ ،‬وكاَ بدعة ضلَلة«‪.‬‬

‫وقد حذحر عليه الصلهة والسلهم أمته منم الغلو فيه‪،‬ن فقال ف الديث‬

‫الصحيح‪» :‬ل تطرونَيِ كماَ أطرت النصاَرىَ ابن مريم إنَماَ أنَاَ عبد فقوُلوُا عبد‬

‫ال ورسوُله«‪.‬‬

‫ولا قال له الرجل‪) :‬ما شاء ال وشئت(‪،‬ن قال عليه الصلهة والسلهم‪:‬‬

‫»أجعلتَنيِ ل نَدلا؟ً ماَ شاَء ال وحده«‪.‬‬

‫ب فيه الائز‬ ‫ة‬


‫وكتاب )دلئل اليات( قد اشتمحل على الغيث والسمحيم‪،‬ن وشضي م‬
‫بالمحنوع‪،‬ن وفيه أحاديث موضوعة‪،‬ن وأحاديث ضعيفة‪،‬ن وفيه ماوزة الد‪،‬ن ووقوع ف‬

‫الذحور الذحي ل يرضاه ال ول رسوله – صلى ال عليه وسولم – وهو طارئ ل‬

‫يكنم منم نج السابقيم بإحسان‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪30‬‬

‫كيفيـات مبتدعة في كتـاب‬


‫) دلئاـل الخـيـرات (‬

‫وحسب هنا أن أشي إل بعض المثلة ما فيه منم الكيفيات البتدعة ف‬

‫الصلهة والتسليم على النب الكري صلى ال وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه‬

‫وأتباعهم بإحسان إل يوم الدينم ث أتبع ذلك بنمحاذج ما فيه منم الحاديث‬

‫الوضوعة ف فضل الصلهة عليه ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬والت يتنزه لسانه‬

‫الشريف عنم النطمق با‪،‬ن فمحنم الكيفيات الواردة فيه‪:‬‬

‫)) اللهم صلي على ممحد وعلى آل ممحد حت ل يبقى منم الصلهة شيئ‪،‬ن‬

‫وارحم ممحداد وآل ممحد حت ل يبقى منم الرحة شيئ‪،‬ن وبارك على ممحد وعلى آل‬

‫ممحد حت ل يبقى منم البكة شيئ‪،‬ن وسلم على ممحد وعلى آل ممحد حت ل‬

‫يبقى منم السلهم شيئ((‪.‬‬

‫فإن قوله‪ :‬حت ل يبقى منم الصلهة والرحة والبكة والسلهم شيئ‪،‬ن منم أسوء‬

‫الكلهم‪،‬ن وأبطمل الباطل؛ لن هذحه الفعال ل تنتهي‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪31‬‬

‫وكيف يقول الزول‪ :‬حت ل يبقى منم الرحة شيئ وال ‪ -‬تعال ‪ -‬يقول‪:‬‬

‫ت هكنل قشديِلء﴾ ]العراف‪.[156:‬‬


‫﴿قوقردحقمنتَيِ قونسقع د‬

‫وقال ف ص ‪ )) :71‬اللهم صل على سيدنا ممحد بر أنوارك‪،‬ن ومعدن‬

‫أسرارك‪،‬ن ولسان حجتك‪،‬ن وعروس ملكتك‪،‬ن وإمام حضرتك‪،‬ن وطراز ملكك وخزائنم‬

‫رحتك ‪ ...‬إنسان عيم الوجود‪،‬ن والسبب ف كل موجود ‪.((...‬‬

‫وقال ف ص ‪ )) :64‬اللهم صل على منم تفتقت منم نوره الزهار‪ ...‬اللهم‬

‫صل على منم أخضرت منم بقية وضوئه الشجار‪،‬ن اللهم صل على منم فاضت منم‬

‫نوره جيع النوار((‪.‬‬

‫فإن هذحه الكيفيات فيها تكلف وغلو ل يرضاه الصطمفى ‪ -‬صلى ال عليه‬

‫وسلم ‪ -‬وهو الذحي قال‪» :‬ل تطرونَيِ كماَ أطرت النصاَرىَ ابن مريم إنَماَ أنَاَ‬

‫عبد فقوُلوُا عبد ال ورسوُله«‪.‬أخرجه البخاري ف صحيحه‪.‬‬

‫وقال الزول ف ص ‪ 144‬و ‪)) :145‬اللهم صل على ممحد وعلى آل ممحد‬

‫ما سجعت المحائم‪،‬ن وحت الوائم‪،‬ن وسرحت البهائم ونفعت التمحائم‪،‬ن وشدت‬

‫العمحائم‪،‬ن ونت النوائم((‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪32‬‬

‫فإن ف قول‪)) :‬ونفعت التمحائم(( إشادة بالتمحائم وحث عليها وقد‬

‫حرمها‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فقال ‪» :‬من تعلق تميِمة فلَ أتام ال له«‪.‬‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪33‬‬

‫نماذج مما في كتاب دلئال الخيرات‬


‫من الحأاديث الموضوعة‬

‫ث موضوعةة أو ضعيفةة جداد مع‬


‫وأذكر فيمحا يلي أمثلة لا فيه منم أحادي م‬

‫الشارة إل بعض ما قاله أهل العلم فيها وذلك على سبيل التمحثيل ل الصر‪.‬‬

‫قال ف ص ‪)) :15‬منم صلى علوي صلهة تعظيمحاد لقي خلق ال ‪ -‬عز‬

‫وجل ‪ -‬منم ذلك القول ملكاد له جناحا بالشرق والخر بالغرب‪،‬ن ورجلهه مقرورتان‬

‫ف الرض السابعة السفلى‪،‬ن وعنقه ملتوية تت العرش يقول ال ‪ -‬عز وجل ‪ -‬له‪:‬‬

‫صل على عبدي كمحا صلى على نبيي فهو يصلي عليه إل يوم القيامة((‪.‬‬

‫وقال ف ص ‪)) :16‬وقال النب ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪)) : -‬ما منم عبد‬

‫صلى علوي إل خرجت الصلهة مسرعة منم فيه‪،‬ن فله يبقى بر ول بر ول شرق ول‬

‫غرب إل وتر به وتقول‪ :‬أنا صلهة فلهن بنم فلهن‪،‬ن صلى على ممحد الختار‪،‬ن خي‬

‫خلق ال‪،‬ن فله يبقى شيئ إل وصلى عليه‪،‬ن ويلق منم تلك الصلهة طائر له سبعون‬

‫ألف جناحا‪،‬ن ف كل جناحا سبعون ألف ريشة‪،‬ن ف كل ريشة سبعون ألف وجه‪،‬ن ف‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪34‬‬

‫كل وجه سبعون ألف فم‪،‬ن ف كل فم سبعون ألف لسانيسبح ال ‪ -‬تعال ‪-‬‬

‫بسبعيم ألف لغة‪،‬ن ويكتب ال له ثواب ذلك كله((‪.‬‬

‫هذحان حديثان منم أحاديث دلئل اليات يصدق عليهمحا قول العلهمة ابنم‬

‫القيم ‪ -‬رحه ال ‪ -‬ف كتاب النار النيف‪)) :‬والحاديث الوضوعة عليها ظلمحة‪،‬ن‬

‫وركاكة ‪،‬ن ومازفات باردة تنادي على زضعها واختلهقها(( ث ضرب لذحلك بعض‬

‫المثلة ث قال‪:‬‬

‫))فصل‪ :‬وننم ننبه على أمور كلية يعرف با كون الديث موضوعدا‪.‬‬

‫فمحنها‪ :‬اشتمحاله على أمثال هذحه الازفات الت ل يقول مثلها رسول ال ‪ -‬صلى‬

‫ال عليه وسلم ‪ -‬وهي كثية جداد كقوله ف الديث الكذحوب‪ :‬منم قال ل إله إل‬

‫ال خلق ال منم تلك الكلمحة طائراد له سبعون ألف لسان‪،‬ن لكل لسات سبعون‬

‫ألف لغة يستغفرون ال له‪،‬ن ومنم فعل كذحا وكذحا أعطمي ف النة سبعيم ألف‬

‫مدينة‪،‬ن ف كل مدينة سبعون ألف قصر‪،‬ن ف كل قصر سبعون ألف حوراء‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪35‬‬

‫وأمثال هذحه الازفات الباردة الت ل تلو حاتل واضعها منم أحد المرينم‪:‬‬

‫إما أن يكون ف غاية )الهل والمحق( وإما أن يكون )زنديقدا( قصد التنقيص‬

‫بالرسول ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬بإضافة مثل هذحه الكلمحات إليه((‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫ومنم حطمم بالبطملهن على أمثال هذحه الحاديث منم العاصرينم أبو الفضل‬

‫عبد ال الصديق الغمحاري قال ف تعليقه على كتاب بشارة البوب بتكفي‬

‫الذحنوب للذرعي ص ‪:125‬‬

‫))تنبيه‪ :‬جاء ف كثي منم الحاديث‪ :‬منم عمحل كذحا خلق ال منم ذلك‬

‫العمحل ملكاد يسبح‪،‬ن أو يمحد ال وكلها أحاديث باطلة((‪ .‬قال ذلك هنا‪،‬ن ومع هذحا‬

‫أثن على كتلب )دلئل اليات( ثناءد عظيمحاد ف كتابه )خواطر دينية( ووصفه‬

‫بأذنه سار مسي الشمحس‪.‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪36‬‬

‫ععظظمّ شأن السنة في نفوس السلف وبيان سر‬


‫انتصارهمّ على أعدائاهمّ بخلف حأال المسلمين اليومّ‬

‫ويطميب ل أن أختم هذحه الاضرة بإثبلت قطمعه ما كتبته ف شرحا حديث‬


‫كعب بنم عجرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬ف كيفية الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه‬
‫وسولم ‪ -‬وهو الديث التاسع عشر منم الحاديث العشرينم الت اختتا منم‬
‫صحيح مسلم والت طبعت تت عنوان‪)) :‬عشرون حديثاد منم صحيح مسلم‬
‫دراسة أسانيدها وشرحا متونا(( وهذحه القطمعة هي ‪:‬‬
‫قول كعب بنم عجرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪-‬لبنم أب ليلى أل أهدي لك‬
‫هدية‪ ..‬يدل على أن أحاديث رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ومعرفة سنته‬
‫‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وتطمبيقها أنفس الشياء عندهم وأحبها إل نفوسهم‪.‬‬
‫ولذحا قال كعب ما قال منبهاد إل أهية ما سيلقيه على ابنم أب ليلى؛‬
‫ليستعد لفهمحه‪،‬ن ويهيئ نفسه لتلقيه‪،‬ن والحاطة به‪.‬‬
‫ولا كان السلف معنييم بسنة نبويهم ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬حريصيم‬
‫عليها وهي أنفس هداياهم‪،‬ن لا قام ف قلوبم منم مبتهمحوالرص على تطمبيقها ‪-‬‬
‫ط أنظار العال‪،‬ن وكان النصر على العداء حليفهم‪،‬ن وكانت‬ ‫كانوا سادةم المم‪،‬ن وم ذ‬
‫صهروا اللنهق يقبدن ه‬
‫صدرهكدم‬ ‫الشوكة والغلبة للسلهم وأهله كمحا قال ‪ -‬تعال ‪﴿ :-‬إندن تقبدن ه‬
‫ت أققدقداقمهكدم﴾‪.‬‬
‫قويهبثقبك د‬
‫وعلى العكس منم ذلك ما نشاهده اليوم منم واقع السلمحيم الؤمل منم‬
‫التخاذل‪،‬ن والتفكك‪،‬ن والزهد ف تعاليم الشريعة‪،‬ن والبعد عنها إل منم رحم ال وقليل‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪37‬‬

‫ما هم‪،‬ن لا كانوا كذحلك ل يسب أعداؤهم لم أي حساب‪،‬ن ول يقيمحوا لم أدن‬


‫وزن‪،‬ن وكانوا هائبيم بعد أن كان أسلهفهم مهيبيم‪،‬ن وغتتزوا ف عقر دارهم منم‬
‫عدوهم ومنم ترب على أيديهم منم أبنائهم‪.‬‬
‫وإذا تأمل العاقل ما تضمحنه هذحا الديث الشريف منم بيلنم قيمحة السنة‬
‫النبوية ف نفوس السلف الصال‪،‬ن وعظيم منزلتها ف نفوسهم‪،‬ن وأنا أنفس‬
‫هداياهم‪،‬ن ثو نظر إل حالة الكثي منم النتسبيم إل السلهم اليوم‪،‬ن وما ابتلوا به منم‬
‫الزهد ف الشريعة‪،‬ن والتحاكم إل غيها‪.‬‬
‫أقول‪ :‬إذا تأمل العاقل أحوال أولئك وأحوال هؤملء ‪ -‬عرف السر الذحي منم‬
‫أجله كان أولئك ينتصرون على أعدائهم مع قلة عدتم وعددهم‪،‬ن وكان هؤملء‬
‫ينهزمون وهم كثيون أمام العداء‪.‬‬
‫ولنم يقوم للمحسلمحيم قائمحة إل إذا رجعوا إل الكتاب العزيز والسنة الطمهرة‪،‬ن‬
‫ولفظوا القوانيم الوضعية الوضيعة وغيها منم البضائع الرديئة الستوردة ما وراء‬
‫البحار‪،‬ن ونظفوا نفوسهم وأوطانم منها‪.‬‬
‫وأسأل ال الكري رب العرش العظيم أن يوفق السلمحيم جيعاد حاكمحيم‬
‫ومكوميم إل الرجوع إل كتاب ربم‪،‬ن وسنة نبيهم ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬
‫ليظفروا بالسباب القيقية لصول النصر والغلبة على العداء‪،‬ن إنه سيةع ميب‬
‫الدعاء والمحد ل رب العاليم‪،‬ن اللهم صل على ممحد وعلى آل ممحد كمحا صليت‬
‫على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حيد ميد‪،‬ن اللهم بارك على ممحد وعلى آل‬
‫ممحد كمحا باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حيد ميد‪.‬‬

‫الـفــهــرس‬
‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪38‬‬

‫القدمة ‪2.......................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫مت تكون العبادة مقبولة؟ ‪6.....................................‬‬ ‫‪‬‬

‫‪9.............‬‬ ‫معن الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪12............‬‬ ‫معن التسليم على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪13............‬‬ ‫كيفية الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫أفضل كيفيات الصلهة على النببي ‪ -‬صلى ال عليه وسولم – وأكمحلهبا‬ ‫‪‬‬

‫‪17................................................‬‬

‫صيغتبان متصرتبان للصبلهة والسبلهم عليه ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪19................................................‬‬

‫‪21............‬‬ ‫فضل الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪25......‬‬ ‫ما ألف ف الصلهة على النب ‪ -‬صلى ال عليه وسولم ‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫كيفيبات مبتدعة ف كتباب ) دلئبل البيبرات ( ‪30......‬‬ ‫‪‬‬

‫ناذج ما ف كتاب دلئل اليات منم الحاديث الوضوعة ‪33......‬‬ ‫‪‬‬


‫فضل الصلةا على ال ننبّي صلى الله عليه وسنلمّ‬
‫‪39‬‬

‫ةعمظم شأن السنة ف نفوس السلف وبيان سر انتصارهم على أعدائهم‬ ‫‪‬‬

‫‪36..............................‬‬ ‫بلهف حال السلمحيم اليوم‬

‫الفهرس ‪38......................................................‬‬ ‫‪‬‬

You might also like