Professional Documents
Culture Documents
يا ليت
يا ليت
يا ليت...
نعلم أن الحياة مجرد محطة إلنزال حقائب األيام التي أثقلت كاهلها...أحيانا
نتمنى أشياء ليست من الموجود و نقول يا ليت...قصة لحكاية لم تروها
األيام ,كلنا لدينا ذلك الجانب الغامض وراء قمصان الماضي الذي نتمنى أن
نسرق منه دقائق أو لحظات وحتى ساعات ألجل ماذا يا ترى...طالما
نتساءل ونقول يا ترى لما؟ والجواب يكون معلقا على أبواب ربما موصدة
أو مفتحة على آخرها هل ألجل أهل منا ضاعوا أو أحباء عنا افترقوا
أو.....تبقى إجابات مبهمة
تجري األيام على غير حس منا وكأننا خشب مسندة ,كثيرا ما يمر على
مسامعنا أصوات همس األحبة و من منا ال يتمنى أن ال يكون حبيبا أو
محبوبا ويشعر بدقات قلب من يحب فإليكم مجريات قصتنا
...الحب الذي خطف قلبي آ ٍه منه دمر كياني هز أنفاسي يا ليت ...بعد لقائنا
األخير قررت ِخطبتها والتقدم لها فأخبرت والدي ووافقا على أن تكون من
عائلة محترمة مر يومان وذهبت و والداي ...أعجبت بها أمي وبأخالقها
العالية حتى والدي ارتاح لوالدها ووافقوا ولم يبقى سوى الزفاف
أنجزنا كل األمور المتعلقة بالزفاف اآلن تبقى أسبوع ليوم تزف لي
محبوبتي اتصلت بها لم ترد كررت المحاولة فردت وقالت أنها مشغولة فلم
أشأ أن أشتتها و انشغلت بأموري وتجهيزاتي إلى أن بدأ الوقت التنازلي
اتجهت نحو صالة الزفاف ألرى ما الناقص وبعدها ارتديت حلتي ولم يبقى
إال أن تأتي حبيبتي ...سرح بي خيالي إلى ابعد الحدود حتى سمعت رنين
الهاتف التقطته وإذا بي اسمع صوتا غريبا تملكني الغضب فرحت أسرع
إلى بيت عروسي ورايتها تذهب معه جثمت مكاني ال حراك بينما التقط
أنفاسي من هول ما حدث تقدم و وجهه تعتليه ابتسامة الخبث همس في
أذني وبعدها رحلوا بقيت هناك ...برهة تأملت وأخذت أموضع األحداث
واحدا بواحد فتيقنت أن ما حدث لم يكن محض صدفة فكانت على عالقة به
منذ زمن وهنا تأتي اآلهات و لحظات الشرود الساحق
مرت سنتان على الحادثة وها أنا على حالتي لم يتغير منها شيء نفس
الشعور باليأس و الرغبة باالنتقام...
مرت من أمامي اليوم و كانت بائسة خارت القوى ال اكذب عليكم أعجبني
حالها فكانت مثيرة للشفقة ...ياسمينتي ضاعت بين صفحات الحياة آه من
الدنيا ,منذ سنتين لم أتجرأ على ذكر اسمها "الخائنة" ...لم أضيع على
نفسي فرصة االنتقام...ذهبت قاصدا منزلها علني أستدل على شيء يقربني
من هدفي.
طرقت الباب فتحت الباب اندهشت ِلرؤيتي وهمت بالبكاء فأخذت أطبطب
عليها وتبادلنا الحديث ثم قالت لي
"عذرا استأذنك ألنام"فرددت "ال باس في ذلك " لم أشأ تحسيسها بشيء و
غادرت ِ ...بت أراقبها عن بعد يوم بعد يوم إلى أن أتى ذلك اليوم كانت
قد غادرت المنزل على عجل فقصدت المنزل لم يكن الباب موصدا بإحكام
وضعت سكينا على األرض ووجهته لألعلى وخيطا رفيعا معلقا أسفل الباب
مسحت ما قمت بلمسه بإحكام وانتظرت ما سيحدث على أحر من الجمر لم
يطل األمر حتى سمعت أنها تصارع الموت فتوارت األيام وغادرت الحياة
وما تزال الشرطة تبحث عن قاتلها لم يهز لي رمش من موتها فعلى العكس
فرحت ألني قتلتها فلو كانت بيدي لمزقتها إربا إربا وحرقتها ...لم يطل
األمر حتى بت أراها في كل زاوية و كل مكان حتى أصبت بالجنون دخلت
المصحة وبت مهووسا بل مجنونا...ضاعت ياسمين وضعت أنا...
يا ليت لم أعاود االتصال ويا ليت ...تبقى أمنيات زمن ضائع
"بخير شكرا لكي ...حنين هل لي بسؤال؟" "نعم تفضل " "هل ترافقينني
للعشاء الليلة" ترددت عن السؤال لكن وافقت,ذهبت إلى عيادتها وترافقنا
إلى المطعم سوية دردشنا و ضحكنا وتمنيت بدل أن تكون حنين " ...ماتت"
كانت عبارة حنين قاتلة لم أشأ التطرق إلى الموضوع وغيرته حاال أحسست
أنها مستنفرة ولكنها لم تبد لي ذلك.
لم أرد أن يبدر مني خطأ ولما غير الموضوع شعرت انه يخفي شيئا لم اعلم
ما هو لكن في صميمي أحسست انه متعلق بها ...كل شيء كان لها يا ترى
هل يصبح يوما لي ؟
عندما أتى ليتعالج كان مهزوما ضعيفا وكأن جل مصائبه وضعت أمامه,
دنوت منه وقلت له "كل شيء سيصبح على ما يرام ال تكتئب " هدوء
عجيب محيط به...تغير هذا الهدوء مع الوقت وأصبح مرحا وتغلب على
االنهيار الذي كان ملتحما به ال اخفي عليكم أنني وبعد ما أصبحنا نتقابل
ازداد إعجابي به على الرغم من قِلة كالمه لكن له شخصية رائعة...بالعودة
إلى ليلة العشاء شعرت أن رجالي بترت أحسست بقبضة مؤلمة تعتصر
قلبي الدامي لكن ال بأس فقد هانت ارتسمت االبتسامة لكي ال أثير الريبة
نظرت إليه قائلة "شكرا إليصالي نلتقي قريبا إن لم يكن لديك مانع " رد
وكأن الجواب يتراقص على طرف لسانه "أكيد سأتصل بك "...
~~~~
أردت أن أقول لها بعد قليل و غدا وكل يوم أريد لقيأك لكن لم استطع وكأن
لساني تربط من شدة الحماس...
شددت عزيمتي وربطت جأشي على أن يكون غدا يوم حظي إما القبول أو
الرفض . ..اتصلت بها مساءا و سألتها إن كانت تستطيع أن تقابلني غدا
فقالت أن أمر عليها في العيادة ...جاء الصباح وكانت الجو غائما بعض
الشيء مررتها و أخذت معي باقة جوري ها أنا ذا واقف عند الباب قرعت
الباب وفتحت حنين الباب تلعثمت قليال "مرحبا وليد كيف الحال ""...بخير
ت" تطرقت مباشرة في الموضوع " حنين أريد أن أكلمك في موضوع
وأن ِ
حساس...تعرفين تمام المعرفة أنني ال اكذب وال أتالعب في أمور جدية
حسنا األمر و ما فيه إنني أعجبت بك وهذا بعد اللقاءات الكثيرة لذلك إن لم
تمانعي فانا انوي التقدم لكي "...
~~~~~
لم اجبه....كأن سكينا اقتلع فؤادي جثمت مكاني وكأن الحلم يصبح
حقيقة"....نعم نعم أنا موافقة" كانت أسعد أيامي...أتى لخطبتي ووافق والدي
لكن عمار...
~~~~~~
لم يوافق عمار وتحجج بأنني ِخريج مصحة لكن والدا حنين لم يأخذا كالمه
بعين االعتبار و وافقا ...لم تطل خطبتنا وتزوجنا بعد أربعة أشهر فقط فلم
أرد اإلطالة وتمديد المدة
~~~~~~~~~
الحمد هلل تم الزواج على أحسن ما يرام ....وها أنا اليوم زوج وليد